رواية عروستي ميكانيكي الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم سما نور الدين

رواية عروستي ميكانيكي الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم سما نور الدين
لقراءة باقي روايات الكاتبة سما نور الدين : اضغط هنا
رواية عروستي ميكانيكي الحلقة 13 - رواية عروستي ميكانيكي  الجزء الثالث عشر - رواية عروستي ميكانيكي  الفصل الثالث عشر - رواية عروستي ميكانيكي المشهد 13 - رواية عروستي ميكانيكي كاملة بقلم سما نور الدين
رواية عروستي ميكانيكي الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم سما نور الدين

نُرشح لك هذه الموسيقى للاستماع إليها وأنت تقرأ رواية عروستي ميكانيكي الجزء الثالث عشر 13


رواية عروستي ميكانيكي البارت الثالث عشر 13 كامل مكتوب بقلم الكاتبة سما نور الدين

  • لقراءة الحلقة السابقة من الرواية : اضغط هنا 
المشهد 13

..وقفت فوق التل تنظر حولها ..لتلك المساحات الواسعة الخضراء المزينة بالازهار الملونة والاشجار ..والمياه الزرقاء المحصورة بمضيق البوسفور واسطح البنايات الملونة باللون البرتقالي على جانبي المضيق ..وبدون ان تدري نطق لسانها بكلمة ..."..سبحان الله .."..
..ثم اشارت للمضيق واستطردت قولها متسائلة ..
.."..دا بقى النيل بتاعهم.."..
..كان ابراهيم يقف بجانبها فأبتسم اثر سؤالها واجاب ..
.."..لا ..دا اسمه مضيق ..المية بتاعته مية مالحة زي مية البحر ..لانه بيربط بين بحرين ..البحر الاسود وبحر مرمرة.."..
..رفعت ايمان حاجبيها وهزت رأسها قائلة بصوت يشوبه بعض الذهول..
.."..ياصلاة النبي ..دا النيل بتاعهم حكايته كبيرة اوي......ولا الكوبري اللي هناك دا ..حاجة اخر فخامة يعني ..شبه الكوبري اللي اتبنى جديد عندنا في مصر ..وياترى اللي بيعدي بيدفع عشرين جنيه بردو زي عندنا.."..
..مط ابراهيم شفتيه وتنهد وهو يقول ..
.."..ايمان افهمي ..دا مش نيل ..دا اسمه مضيق ..مية مالحة.."..
..صاحت ايمان ..
.."..خلاص ياباشا فهمنا...دا ماااضيق ..والمية بتاعته مالحة ...بس بكدة يبقى النيل بتاعنا اجدع ..على الاقل المية بتاعته حلوة وتنشرب ..صح.."..
وبنبرة يأس قال ابراهيم..
.."..صح..المهم دلوقتي ايه رايك .."..
..ابتسمت قائلة وهي تلوح بيدها..
.."..بصراحة منظر مالوش حل ..بس ياباشا هما سموه تل العرايس ليه .."..
..شبك ذراعيه وقال ..
.."..عشان معظم اللي بييجي ويزور المكان العرسان الجداد .."..
..اجابته متعجبة ..
.."..بس دا اللي هيبجي هنا هيتقطع نفسه ..دا احنا ركبنا مركب وبعدها ركبنا اتوبيس وبعدين فضلنا ماشيين لغاية هنا ..دا العروسة هتتفرهد فرهدة هي وعريسها .. دا اخر الليل هيناموا مقتولين.."..
..ضحك ابراهيم وهو يؤكد على وجهة نظرها ..
.."..فعلا ..عندك حق.."..
..اخرجت هاتفها من جيب بنطالها واعطته لابراهيم وهي تقول بحماس..
.."..صورني بقى وانا ورايا المناظر الحلوة دي ..عشان ابعتها للبت لوزة وأغيظها شوية.."..
..فتح ابراهيم هاتفها ولكنه وجده مغلق لنفاذ بطاريته ..فقال وهو يعيده اليها..
.."..تليفونك مقفول ياهانم..هصورك بتليفوني وبعدين ابقى ابعتهملك.."..
..بدأت ايمان تقف بأوضاع مختلفة للتصوير ..تارة ترفع اصبعيها كعلامة النصر ..وتارة تتخصر وهي تقف بجانبها ..كل ذلك ولم تفارق الابتسامة شفتيها..كان ابراهيم ينظر لها عبر شاشة هاتفه وبدون ان يعي يجد نفسه يبتسم هو الاخر..حتى قفزت امامه وهي تقول..
.."..صورني فيديو بقى عشان اشرحلهم انا فين ..لحسن لما ارجع هتلاقيني بلح نسيت كل اللي اتقال..يالا يالا.."..
..اسرع بالضغط فوق تصوير الفيديو لينصاع لها هو هذه المرة ..ليسمعها تقول بصوت حماسي وهي تستدير حول نفسها وشعرها الاسود الناعم يطير معها وحولها ..تلوح بكلتا يديها..
.."..اتفرجي ياعزة انا فين ..هنا تل العرايس ..هو صحيح مشوفتش فيه عروسة واحدة توحد ربنا ..بس مش مشكلة ..المكان اخر جمال يابت يالوزة ..ياريتك انتي وبلاطة وخالتي معانا ..كانت هتبقى احلى فسحة..وحزري بعد شوية هروح فين ..هطلع جبل الفوسفور ..هينقطع نفسنا انا عارفة ..ومعرفش هنشوف ايه فوق ..بس هو الواحد هيتفسح في تركيا كام مرة ..هبقي اتصور هناك بردو ..سلام يالوزة.."..
..هز ابراهيم راسه بأستسلام كاتما ضحكته بصعوبة ..
..وبعد ان انتهيا من التصوير ومشاهدة ما تم تصويره..تجولا قليلا بالمكان الى ان نطقت ايمان بقولها ..
.."..كنت سامعة ان في عزومة غدا ..ياترى دي اشاعة ولا ايه.."..
..امسك ابراهيم بكفها الصغير وقال وهو يشير ناحية المطعم القريب منهما ..
.."..لا مش اشاعة ياستي ..المطعم قدامك اهو ..يالا بينا.."..
..كانت ايمان تنظر حولها وعينيها تتسع انبهارا لما تراه ..دلفا داخل المطعم وعند طاولة قريبة من النافذة الزجاجية للمطعم ..سحب ابراهيم كرسيا لتجلس ايمان فتسمرت مكانها ..اعتدل ابراهيم بوقفته وقال متعجبا ..
.. "..ايه مالك واقفة ليه ماتقعدي.."..
..حدقت به وقالت ساخرة ..
.."..اصل ..اصل الحركة دي كنت بشوفها في الافلام واتريق عليها ..مكنتش اعرف انها هتتعمل فيا..بس ع العموم ..توشكر كلك زوق .."..
..التوت شفتي ابراهيم جانبا ثم اشار لها براسه ان تجلس ..فانصاعت له على الفور ..وجلست بأريحية تستند بذراعيها فوق الطاولة ..وفاجئته بقولها..
.."..تفتكر عندهم طاجن العكاوي اللي قلتلك عليه.."..
..اشار ابراهيم للنادل وهو يقول بنزق..
.."..لا مفتكرش ..انا عازمك على كباب تركي .."..
..افترشت الابتسامة بكامل وجهها وقالت بحماس ..
.."..كباب ..اهو دا الكلام ..زوقك في الجون ياباشا.."..
وبعد برهة من الوقت ..امتلئ سطح الطاولة الصغيرة بوجبة الكباب التركي وانواع مختلفة من السلطات ..امسك ابراهيم بالسكين والشوكة وقبل ان ياكل نظر لايمان الذي وجدها صامتة تنظر للطعام دون ان تمسه ..فقال متسائلا..
.."..ايه تاني ..مابتكليش ليه.."..
..ذمت شفتيها وهي تقول ..
.."..هو الكباب بيتاكل بالشوكة والسكينة هو راخر..لو كدة يبقى بلاش خليني جعانة احسن..وكمان لو كلت بايدي هتزنجر وتقولي الناس ومش الناس وانتي بقيتي هانم والكلام الفافي اللي يضايق دا.."..
..وضع ابراهيم السكين والشوكة بمكانهما وبدأ يأكل بيديه وهو ينظر لها بقوة ..ابتسمت ايمان ومدت يدها للطبق المملوء بأصابع الكفتة واللحم المشوي .فأخذت قطعة من اللحم المشوي ودفعت بها داخل فاهها تلوكها بحماس وسعادة ..واثناء تناولهما للطعام قالت بأريحية وهي تغمس باصبع الكفتة داخل سلطة الطحينة..
.."..الفسحة دي فكرتني بفسحة يوم الحد ..يوم اجازة الورشة..كنت باخد لوزة وبلاطة وخالتي تهاني ..ونروح مرة جنينة الازهر..ياااه ياباشا ..جنينة واسعة اوي كلها خضرة ومناظر حلوة زي اللي شوفناها هنا ..ومرة نروح حي سيدنا الحسين ..نصلي في الجامع وبعدها ننطلق بقى.. ناكل كشري وبليلة ..نقعد على قهوة الفيشاوي وناكل فخفخينا.. نمشي في خان الخليلي ونتفرج على المحلات الفخيمة هناك زي محلات الذهب والفضة والاثارات واجمل حاجة بقى محلات الازاز الملون جميلة اوي .."..
..تركت ما بيدها من طعام وتراجعت للوراء تستند بظهرها فوق ظهر الكرسي ..وقالت وهي تتنهد ..
.."..عارف ياباشا انا فرحانة اننا هنرجع مصر بعد بكرة ان شاء الله..انا بلدي واهل حارتي والقعدة في الورشة وحشوني اوي.."..
..رجع ابراهيم هو الاخر بظهره للوراء وقال بثبات نفس واضحة ..
.."..ايمان ..انتي لما ترجعي مصر ..مش هترجعي لا للحارة ولا للورشة .."..
..هبت ايمان لتقف وهي تقول بصوت حاد عال وبملامح وجه جامدة ..
.."..يعني ايه ..اومال هرجع فين .."..
..نظر ابراهيم حوله بعد ان التفتت لهما الانظار وقال بصوت خافت ولكنه قوي...وكلتا عينيه تقذف بنظرات نارية غاضبة..
.."..اقعدي ..الناس بتبص علينا.."..
..لم تحد بعينيها عن عينيه وقالت غاضبة مغتاظة وهي تضرب سطح الطاولة بيدها ..
.."..اللي يبص يبص..قولي دلوقتي معناه ايه الكلام دا .."..
..هب ابراهيم واقفا وقال بعد ان رمى ببضعة ورقات مالية فوق الطاولة ..
.."..امشي قدامي ..في البيت هنتفاهم ..وبالمرة اعلمك ازاي متسمعيش كلامي.."..
..امسك بمرفقها ليمشي بها ..حاولت ان تنزع ذراعها ولكن محاولتها كانت بدون فائدة..وعند باب المطعم تفاجأ عندما وجد امامه التشين تحتضنه وتقبله من وجنتيه وهي تقول ..
.."..مرحبا.."..
..حررت ايمان ذراعها اخيرا وهي تزفر بضيق وتقول وهي تنظر باذدراء لتلك التي تحتضن زوجها..
.."..مرحبا ياختي...اهلا وسهلا بيكي ست شين شين ..اصلها كانت نقصاكي.."..
..استطردت ايمان قولها وهي تنظر هذه المرة لابراهيم ..
.."..بقولك ايه ياباشا ..خلي ست المتشحتفة دي تمشي من وشي السعادي لحسن بدل ماهانطلع الجبل هنطلع القرافة نقرا الفاتحة على روحها..انا بقولك أهو .."..
..كتم ابراهيم انفاسه بعد ان تجلى الغضب بوضوح على وجهه فربت فوق كتف التشين وهو يعتذر لها انه مضطر للذهاب الان وانه سوف يتحدث اليها فيما بعد..
..لم يعطها فرصة لتجيبه ..تخطاها بعد الامساك بكف ايمان الصغير ليجرها ورائه قبل حدوث اي مشكلة هو في غنى عنها..
..وبعد برهة من الوقت..كانا الاثنان داخل السيارة بطريق عودتهم للفيلا ..كان الاثنان صامتان يتناوبا النظر لبعضهما عبر نظرات مختلسة بطرف اعينهما..تنحنحت ايمان لتخرق ذلك الصمت بقولها..
.."..انا عايزة افهم .."..
..دار ابراهيم بمقود السيارة لتقف جانب الطريق بعد ان ضغط بقدميه فوق دواسة الفرامل ..كادت ان ترتطم جبهة ايمان بالتابلوه الامامي ..شهقت بصوت عال ..وهي تلتفت براسها الي ابراهيم الذي ظل ينظر امامه واصابعه تشتد بقوة فوق مقود السيارة حتى اببضت سلامياته..فصاحت به..
.."..هو في ايه ..كل دا عشان قلت عايزة افهم.."..
..استدار لها بجذعه وبقبضته القوية امسك بمرفقها لتجد نفسها لا يفصل بين صدريهما الا انشات بسيطة ..يهزها بعنف وهو يقول ..
.."..اوعي تاني مرة تقللي مني قدام الناس زي ما حصل في المطعم ..واوعي تاني مرة تعلي صوتك عليا ..هو دا اللي لازم تفهميه كويس جدا..مفهوووم.."..
..ضربت صدره بقبضتها وهي تصيح بوجهه..
.."..سيب دراعي هاتكسره.."..
..التمعت حدة الغضب بعيني ابراهيم وهو ينظر ليدها التي ضربت صدره فأمسك بمرفقها الثاني.. لتجد نفسها هذه المرة وكأنها داخل حضنه ..تكاد شفتيه تلامس شفتيها وهو يصيح بقوله..
.."..اقسم بالله ياايمان ..ايدك تترفع عليا تاني هتلاقيها مكسورة جمب منك..انا حذرتك المرادي بس بالساني عشان اول مرة .."..
..شعورها بالخوف جعل ضربات قلبها تزداد بسرعة ..حاربت ذلك الشعور وهي لا تحيد بعينيها عن عينيه وتقول متحدية اياه..
.."..تكونش فاكرني هخاف منك ..تبقى بتحلم ياباشا . انا مبخافش من حد.."..
..ظلا علي وضعهما وهو يرد بصوت قوي غاضب..
.."..طالما مابتحترمنيش يبقى مافيش غير انك تخافي مني بجد ..انا حذرتك وانتي الجانية على نفسك لو اتحدتيني تاني .."..
..دفع بها لترتطم بباب السيارة لتتأوه بصوت مكتوم ..تحارب بضراوة نزول دمعاتها..وعندما فشلت التفتت براسها ناحية النافذة لتمنعه من مشاهدتها وهي تبكي بصمت..
..نظر ابراهيم للطريق امامه وعاود قيادة السيارة ..شعر بنكزة تضرب قلبه لما فعله معها وشعور بالندم يحاوط عقله لقسوته عليها فزفر بضيق ليجد نفسه يضرب المقود بقوة تكاد ان تكسره..مسحت دمعاتها والتفتت تقول ..
.."..الدريكسيون لو اتكسر...العربية هتنقلب بينا.. فلو عايز تموت ..نزلني انا ..واتفضل موت براحتك لوحدك.."..
..التفت اليها فوجدها شبكت ذراعيها امام صدرها والتفتت للناحية الاخرى ..هدأ قليلا وحاول ان يجمع بعض كلمات ليراضيها ولكنه فضل الصمت والنظر للطريق دون اختلاس حتى ولو نظرة جانبية لها..وصلا للفيلا وما ان دلفا للداخل لبجدا عمتهما زهرة تسرع ناحيتهما وتقول ..
.."..الحقني ياابراهيم جدك تعب اوي بعد ماسمع اللي حصل .."..
..اسرع ابراهيم وايمان ناحية غرفة جدهما ليطمئنا عليه..وجدوه نائما واثار التعب والحزن ترتسم فوق ملامح وجهه..التفت ابراهيم لعمته وهو يتسائل بلهفة و بصوت خافت..
.."..ايه اللي حصل ياعمتي.."..
..نظرت اليهما بوجه حزين وقالت ..
..المحامي بتاعنا في مصر اتصل بينا وقالنا ان عمك سمير رفع قضية حجر على جدك ..."..
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-