رواية فراس ابن ليل الفصل الثالث عشر 13 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن ليل الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل الجزء الثالث عشر 13 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل البارت الثالث عشر 13 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل الفصل الثالث عشر 13 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن ليل الفصل الثالث عشر 13 بقلم سلمى سمير

. .. .. .. .. .. .. .. ..
بعد غياب فراس عن البلد شهران ويزيد
من داخل احد بيوت البلد
كان تجلس وصيفة تلوم ابنتها علي حملها للمرة الثالثة وطفلها لم يكمل الشهر الثالث، اثناء حديثهم طرق الباب بقوة

انتفضت وصيفة ونظرت الي بناتها بتسأول"
يارب خير مين بيخبط علينا دلوك، نعمات هو مش جوزك خابر انك هنا ولا جيتي من وراه

هزت نعمات راسها بالنفي واجابتها بتوتر:
لاه خابر يا اماي انا مبخرجش برات الدار غير باذنه، يمكن خطيب سماح او عابر سبيل

تنهدت وصيفة بقلة حيلة وردت علي ابنتها :
وفواز خطيب سماح إيه يجيبي دلوك، ده لو هو انا هشندله
خليكي مع خواتك وانا هجوم افتح انضر مين جي يزورنا في وجت متاخر اكده

فتحت الام الباب وصرخت بقوة جعلت بناتها يهرعون اليها ليصرخون بفرحة عارمة، لدى رؤيتهم لاخيهم الوحيد سميح
الذي اصبح مهندس بترول باحد الشركات الاجنبية

احتضن سميح امه بقوة ومد ذراعه الي اخوته لينضموا اليه وظل يقبل اخواته وامه بلهفه ومودة
جذبوه اخواته البنات واجلسوه وظلوا يسالوا عن احواله ولماذا غاب عنهم كل هذه السنين فكان رده:
غصب عني والله، انتو عارفين لما سافرت كنت مسافر للعمل
لكن لقيت اني اكمل تعليمي العالي فرصة لا تتعوض، وبقيت ادرس مع شغلي وبعد ما خلصت دراستي اتعينت بشهادتي
ولان الاجانب بيعتمد شغلهم علي التفاني والاجتهاد، بسبب اجتهادي قدرت اخد وضعي بينهم بسرعه، والسنين سرقتني علشان اثبت ليهم اني استحق المركز اللي وصلت ليه
وحاليا بقيت في مركز مرموق والكل بيحسدني عليه، واخيرا بقيت اقدر اخد اجازة وانا مطمن ان مفيش حد هيقدر يعوض مكاني ويستبدلوه بيا في غيابي، علشان كده اول ما فكرت اخدت اجازة مفكرتش غير فيكم، جيت ازور اهلي اللي وحشوني واشبع منهم شهر بطوله اجازة هقضيه معاهم

ضمته امه الي قلبها ورددت بحزن:
بعد.٨ سنين تجي شهر واحد يا نضري، خلاص يا واد بطني الغربة سرجتك مننا،صوح بتبعت لينا جرشنات كتار اشترينا طين وبنينا الدار من جديد وجوزت خيتك، لكننا من غير راجل من بعد موت بوك واحنا ملناش سند ولا ضهر

تنهد سميح وربت علي ظهر امه بحنان:
والله يا ماما لو كان في شركة تقبل تخصصي انا مش هتاخر
للاسف الانجليز مسيطرين علي الشغل في القناة مع الفرنسين
يعني يرضيكي ارجع اقعد جمبكم من غير لا شغل ولا مشغله ، وكمان هنبقي في بلد واحدة وهبقي بردك بعيد عنكم، ليه بقي اسيب مكان اخدت في وضعي مع امتيازات ومكانه كبيرة وارجع علشان ابدا من الصفر وكلها غربة

تنهدت وصيفة بقلة حيلة وردت عليه:
مجصديش يا ولدى تبعد عنا وتشتغل بالهندسة، لكن عندك ارضي اشتغل فيها واشرف عليها ، الارض خيرها كتير وبتعطي اللي بيعطيها من عرقه وجهده ، اومال انت شريها ليه

ضحك سميح وضم امه الي صدره وقال:
شريها ليكم علشان تتشرفوا وسط الناس، للاسف يا امي الناس مش بتقدر غير اللي معاهم فلوس حتي لو ولاد اصول
المهم سيبك مني وطمنيني علي احوالكم

اخذت الام تسرد علي ولدها حياتهم منذ سافر الي ان سالته فجاءه :
صوح ياولدى انت بقيت صاحب مال ومهندس قد الدنيا، ليه
متجوزتش لحد دلوك،ولا مستني العمر يجري بيك وتشيب

اخذ سميح نفس عميق وابتسم لامه بدهاء:
والله يا حجه انت قولتي الخلاصه، اني لازم اتجوز انا فكرت كتير بالجواز وبالذات ان سني تخطي الثلاثين بشهور
لكن للاسف مفيش واحدة شفت معاها الاستقرار اللي بتمناه
انا في الاول والاخر صعيدى ودمي حر، وبناتهم ميفهموش يعني ايه تقاليد وعادات اتربينا عليها، علشان كده انا هسيب ليكي اختيار عروستي بس اهم حاجه تكون متعلمة يعني علي الاقل واخده اعدادية ولو ثانوية تبقي عز الطلب

تهللت اسارير وصيفة وكذلك اخواته لتفكير اخيهم في الزواج من بنت شرقية، هذ الاختيار الذي لقي استحسانهم وقالت اخته الكبري نعمات:
احسن حاجه يا خوي انك فكرت تتجوز من بت بلدك، انت اكده صوح هي اللي تخاف عليك وتصونك وتصون شرفك

ضحك لها سميح وهو يضمها بمحبة:
طيب يا اخت العريس شوفيلي عروسة، عايز اتجوزها قبل ما يخلص الشهر واخدها معايا ها هتدورولي علي عروسة تناسيبني ولا هرجع ايطاليا من غير جواز

سكتت الأم وراحت تنظر الي بناتها الذين وقعوا صرعي التفكير في زوجة تليق بأخيهم المهندس المرموق، لتضحك وصيفة بفرح وتقول بحماس:
لجيتها يا واد بطني اللي تليج بيك وتشرفك وكمان متعلمه، ولسه نتيجتها باينه من يومين وناجحه وبتفوج،بس انت خابر مفيش حد بالبلد بناتهم راحت الجامعة

اتسعت ابتسامه سميح، وسال امه بلهفه:
ياه دي عز الطلب ولو عايز تكمل تعليمها انا موافق،ده شئ يشرفنا، بس هي مين دي اللي ابوها علمها لحد ثانوي

ابتسمت وصيفة بفخر وحماس:
بت الخوجا سمعان مهرة بنت خالتك غالية ماشاء الله كبرت وبجت عروسة مليحه تملي العين

حدقت بناتها الثلاثة بها وقال سميح بانبهار:
معقول جوز خالتي علم بنته لحد ثانوي، والله جدع بس مهرة هتوافق تسافر وتسيب ابوها واختها لوحدهم

ربتت امه علي ظهره وحضنته وهي تنظر الي بناتها بوعيد وتحذير، لكي لا يتحدثون عما يزعجهم من اختيارها مهرة زوجة لاخيهم الوحيد وسندهم واردفت:
ابوها هيوافج انا واثجه لانه رايد يجوز بته باللي يناسبها ولو لفف البلد كلتها ماهيلاجي زيك تناسب بته يا ولدى

ابتسم سميح بتواضع :
انت بتقولي كده علشان انا ابنك بس اكيد في حد من ولاد عمها اللي يناسبها، بس مدام انت واثقة كده يبقي تمام انا موافق ومن غير حق الرؤية الشرعية، لانها كانت جميلة وهي صغيرة اكيد دلوقتي زي القمر مش كده يا امي

تنهدت امه براحه:
جمر بس دي ست بيت وهادية ومتدينه ومتعلمه وده الاهم
يلا جوم ريح جتتك وبكرة هزور جوز خالتك واتفج معاه وبأذن الله قبل الشهر ما يمر هتبجي مرتك وتاخدها وتسافر

ضم سميح امه بقوة وقبل راسها بامتنان:
ربنا ما يحرمني منك يا ست الكل ، انا فعلا محتاج اريح ساعتين وبكره هتفتح ليكم الشنط واطلع ليكم الهدايا
تصبحوا علي خير جميعًا وقبل راس اخواته ودخل غرفته

اغلقت نعمات الباب عليه بأحكام ودنت من امها وصاحت بهلع:
مهرة يا اماي ملجتيش غير مهرة، دا احنا بنخاف نزورهم من مراجبة فراس ليها، دي كل البلد خابرة مهرة ايه لفراس دي بيعتبرها مرته وانت رايدة خوي يتجوزها،
جوليلي يا اماي رايده تجوزيه وتفرحي بيه ولا تقضي عليه

لم تشعر نعمات الا وصفعه قوية تنزل علي وجهها صدمتها واسكتتها وصاحت فيها بتوبيخ:
ينجطع لسانك من حلجك، مهرة عمرها ما هتكون لفراس، والحمد لله ربنا بعت ليها خوكي لجل ينجدها منيه، هو اولي بيها والوحيد اللي ميجدرش فراس يطوله لما ياخدها ويسافر، وفراس مش باالبلد من مدة الله لا يرجعه تاني،
ادعي انتو بس ان الله يكملها علي خير وياخدها جوزها ويسافر جبل ما يعاود، دي مهما كان بت اختي ولي حج اخاف عليها من ظلمه ليها ولا ايه يا سماح انت ومنه

هز البنتان راسهم بتردد وقالت سماح بارتباك:
مين جال ان فراس مش بيعاود البلد، ممكن يكون موجود ولو خبر بجواز خوي منيها هيقضي عليه وعليها وعلي كل كليله
لازم سميح يعرف المتخبي ليه معاها

ثارت وصيفة علي بناتها، وشعرت ببعض الخوف لكنها رات ان هذا حقها في ان تكون ابنة اختها لابنها الوحيد الذي يشرف اي بنت بالتقدم لها، وبنفس الوقت انقاذها من مصيرها المجهول مع ابن الليل :
اكتمي منك ليها مريدش حد يجيب سيرة فراس جدام خوكم، وان شاء الله ربنا هينصرنا عليه،وننقذ مهرة منيه وتبجي مرت خوكم الغالي بس جهزوا انتو نفسكم بكرة مع طلعت الشمس هنزورها وهطلبها من بوها رسمي لو وافق باذن الله

هزت البنات راسهم بيأس وخوف علي اخيهم ورددت اكبرهم:
بلاش مهرة يا اماي فراس صعيب وخوي مش جديه ده عفي وياكل بدراعه عشر رجاله هيروح خوي فيه فين

ربتت الام علي كتفها بحماس:
ان شاء الله مش هيعاود غير بعد ما ياخدها ويسافر واكتمي بجي خلينا نفرح بيه وبيها

تنهد البنات بقلة حيلة وردت عليها سماح بخوف حذر:
حاضر يا اماي اللي تشوفيه، بس لو حصل لخوي شر يبجي انت اللي جبتيه وربنا يستر من اللي جاي

اخذت وصيفة نفس عميق واردفت:
ان شاء الله ربنا هيكملها علي خير بس جولو انتم يارب
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
ذهبت وصيفه في الصباح الي بيت اختها وحدثت سعفان
في خطوبة ابنته الي ولدها سميح مع عرض بانه سيجعلها تكمل تعليمها الجامعي
كانت فرصة لا تعوض بالنسبة الي سمعان لكي يهرب من سيطرة فراس علي مصير ابنته ورحب باتمام الزفاف والسفر
خلال الشهر وقبل عودة فراس
واتفق معها ان ياتي ابنها ويطلبها رسمي ويحدد معاها ميعاد الخطوبة والزفاف، اما مهرة رغم فرحتها بانها ستكمل تعليمها الا خوفها علي ابيها من فراس بعد جوازها جعلها لا تشعر بالسعادة حتي انها تسألت مع نفسها
هل هي حزينة فعلا خوفا علي ابيها واختها من بطش فراس بهم ام هي حزينها لفراقها فراس الذي كان كملاكها الحارس
وهذا ما شعرت به اثناء غيابه عنها الفترة الماضية

في المساء اتي سميح وقرا الفاتحه واتفق مع ابيها ان يتم الزفاف قبل السفر مباشرة لانها لن يستطيع تاسيس بيت لها خلال الشهر فسيتزوجها ويسافر بنفس اليوم الا ان سمعان رفض عدم اتمام زواجه بابنته وقال :
لاه يا ولدى انا رايد امانتي اتشرف بيها جبل ما تسافر ، ده شرطي لو رايد موافجتي علي الزفاف

تافف سميح بضيق لكن امام رغبته في الزواج منها لانها اكثر واحدة تناسبه وكمان لاعجابه الشديد بها بعد رؤياها وافق علي ان يزف عليها قبل سفره بايام
وطلب من امه واخواته ان ينتقو شبكتها وشاورها بالغالي
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
بعد اسبوع تم الاتفاق علي ميعاد الزفاف والخطوبة،واصر الاب سمعان إن يقوم بعمل شادر كبير في الخطوبة،لكي يعلم القاصي والداني ان سمعان زوج ابنته لما يليق بيها،
وقبل يوم الخطوبة التي تسبق الزفاف بأسبوع، ذهب سمعان الي دوار العمدة لكي يعزمه علي خطوبة ابنته علي ابن خالتها المهندس سميح ، وايضا لغرض بنفسه
دلف سمعان الي الدور والقي السلام علي العمدة ومن معه وقال له بجدية:
يا عمدة انا جاي اعزمك علي فرح بتي وكمان طالب الحماية

طالعه العمدة ومن معه باستغراب:
حماية من مين يا حضرت الخوجة، رايدني احميك من فراس
دا انا مبعرفش احمي نفسي منين رغم اني عمري ما اذيته ولا خالفته ، جاي انت بكل بساطه اكده تطلب مني احميلك انت و بتك من غضيه وحضرتك بتعاندو وتتحدها عيني عينك

قطب ما بين حجباه بغضب وسخرية:
ولما انت العمدة اللي بتمثل الجانون مش جادر تحمينا من شره وتحمي بتي مين يحمينا،
انا خابر زين كي فراس بيهددكم وزارع الرعب في جلوبكم بعد جتل بوك هو صغير، لكن انا مخيفش منيه ولو مش رايد تحمينا اطلب من المأمور بقوة من البندر تحمي فرح بتي
خلاص كلتها سبوع وياخدها جوزها ويسافر

شعر العمدة بحرج موقفه فرد عليها بحزم:
طيب يا حضرت الخوجة انا هطلب قوة من المركز لزفافها هقول انكم اتهددتو بالقتل، روح تمم خطوبة بنتك ولما تجي الليلة الكبيرة انا هنزل بنفسي مع الغفر ورجالة الامن
وادعي انه ميعاودش البلد اللي بعد فرحها وسفرها مع جوزها، بس خلي بالك انا مضمنش احميك من شره بعد ما يعاود ويعرف بانك جوزت بتك من غير ما ترجع ليه

ثار سمعان علي العمدة بحدة:
استئذان من مين يا عمدة، أستأذن من ولد الليل لاجل اجوز بتي دي بتي وانا ولي امرها اجوزها للي يلد عليا

ارتبك العمدة من ثورة سمعان عليه وقال موضحًا:
طبعا ده حجك انا بتحددت علي انك هتعمل ليها فرح من غير ما ترجع ليه انت خابر لو اتجام فرح بدون رضاه بيجيبه فوجاني تحتاني هو ده جصدى واصل

تنهد سمعان براحه وتاكد بأنه يملك زمام الامور، فغادر الي داره بعد إن اطمن الي ترتيب الامان لفرح ابنته وقال لنفسه بغرور وزهو شاعر ببعض الانتصار:
ابجي وريني يا واد فودة كيف هتاخد بتي غصب عني

عاد لداره وابلغ ابنته بان يهدأ باله فلقد ضمن لها ولعريسها السلامه، رغم ان رفض العمدة حضور الخطوبة جعله يشعر ببعض الضيق لكنه عاد واكد عليه انه سيحضر ليلة الزفافف هذا ما طمئنه اكثر بان ليلة زواج ابنته ستمر بسلام،

قام بعزومة اهل البلدة وكثير منهم خشي الحضور خوفًا من عودة فراس فجأة ، وهذا ما لا يحسب سمعان حسابه جيدًا ظنا بان غربته ستطول الي ان تسافر ابنته مع زوجها

كانت ليلة الخطوبة ليلة جميلة اقيم شادر كبير خارج داره
وصدحت الاهازيج والاغاني المصرية القديمة، ورقصت لها البنات واخوات العريس الذي كانت فرحتهم منقوصه خوفا من القادم حتي ان تم الزفاف، فلن يستطيع احد ان يرحمهم من غضب فراس عليهم بعد ان حرم من معشوقته

كان الجميع يتجهز ليقوم العريس بتلبيسها شبكتها ودخل سميح الي دارهم وهي كانت كالبدر ليلة تمامه جالسه وسط البنات يغنون لها ويزغردون بسعادة وفرحه وام العريس ترقص وتغني الي ابنها

في ذلك الوقت عاد فراس من القاهرة مهموم حزين لعدم عثوره علي اخته او منصور بيه،
وصل الي داره وهو يكاد لا يري امامه الا ان حزنه يتاكله وما ان مر طيف معشوقته بباله ابتسم وقرر ان يزورها لكي تطيب خاطره وتزيل بعض الحزن عن قلبه برؤياها

ارتدي جلبابه الاسود وربط الشال باحكام علي راسه فاصبح بهي الطله بملامحه الجادة وهندامه الرائع
صفر الي حصانه لكي ياتيه ، لكنه اتي ومعه جعبل الذي اهتم به اثناء سفره كم اوصاه فراس فنظر اليه بقلق وريبة:
حمدلله بالسلامه يا سيد الرجاله كويس انك عودت الليله

رمقه فراس بنظره تفحصيه ولاحظ ارتباكه وشحوب ملامحه فساله باستغراب وحيرة:
مالك يا جعبل حوصل إيه بغيابي، ايه ريسك الغول مات ولا الرجاله خلفوني وسرجو حاجه انطج يا واد

ابتلع جعبل ريقه ورد عليه بتردد:
لا ده ولا ده انت كلمتك سيف علي رجابنا، لكن بت الخوجة ..

قاطعه فراس بحدة وساله :
ماله مهرة جرالها حاجه في حد مسها بسوء فيها ايه جول

هز راسه بالرفض ورد:
لاه مهرة بخير وزينه الحمد لله، و نجحت كمان وبتفوج كي ما بيجولو من سبوعين

تنهد فراس براحه لكن بداخله يشعر بالسوء فسال:
طيب زين جوي انها نجحت فرصه ابارك ليها، اومال ماله مهرة بيها ايه وليه وشك اصفر كي الكركم اكده ما تنطج يا بوو

اخذ يبلع ريقه بصعوبه اكثر من مره وبلل شفتاه وحلقه الذي جف بشدة واردف:
الليلة خطوبة مهرة علي واد خالتها وصيفه وبعد سبوع دخلتها.

لم يتركه يكمل حديثه امتطي حصانه رماح وانطلق بها الي دار سمعان ، نظر الي الجموع من اهل البلد الذين كانو يجلسون في الشادر
المنصوب امام الدار،
ترجل من علي حصانه، واخذ يطالعهم بغضب ،ثم دنا من سمعان ودفعه في صدره بغيظ قائلًا بصوت كالجحيم:
جيت طالب يدها بدل المره الف، وأنت رفضت وجولت حجك بته الوحيدة ومجدرش علي فراجها
لكني حذرتك يوم ما تجوزها لغيري هيكون فيها موتك،
مهرة مجسومالي انا وبس ،واللي ما يتاخد بالرضي يكون بالغصب وانا جديه يا واد حمدان

ورفع سلاحه امام الجميع ووسدده الي راسه واكمل حديثه:
لو في راجل بالبلد يجدر يخلصك مني ومن مصيرك الاسود معايا يوريني نفسه ويجول انا ،

ضحك بتهكم ساخر وهو يري الجميع يبتعدو عنه هاربين منه فاكمل:
ريت يا واد حمدان محدش يجدر، بس انا هرحمك لاجل الزينة بتك.اللي هتكون من اليوم ملكي برضاك او غصب عنيك

دفعه من امامه ودخل علي النسوة بداره دون عناء ، راها تتوسط البنات جميله كجمال البدر في ليلة تمامه ، وتجلس بجوار خطيبها المهندس سميح الذي كان يتهيأ لكي يلبسها شبكتها،

جذبها من امامه ونظر اليه شزرًا وصاح فيه بغضب كاد يريده قتيلًا دون سلاح :
خابر يا ولد عتمان لولا انك عايش في بلاد بره وما تعرف ان مهرة مجسومالي ، الله في سماه كنت دفنتك حي دلوج
لكني مش هثكل امك عليك وانت وحيدها، هملنا و اخرج من الدار واوعاك اندر وجهك جدام تاني هبندجك فاهم

وقف سميح امامه غير عابئ بسلاح المرفوع في وجهه وقال:
انت انسان مجرم ملكش دية،متخيل هسيب ليك عروستي واخرج تبقي مجنون انا اتحدك تمد يدك عليها او تمسها بسوء في وجودي

امسك يدها وجذبها من جوارها اليه وصاح فيها متحديًا:
وريني هتعمل إيه، اديني مسيتها وهخدها جدام عنيك واخرج بيها

استشاط سميح غاضبا وامسك في تلاليبه، دفعه فراس بكل سهوله ارضا، نهض سميح من عثرتها وصاح به :
علي جثتي لو خدتها من هنا لا انا لا انت يا أبن الليل يا مجرم

غامت عين فراس الذي يقف بكل جبروت وتحدى للجميع بلا خوف او يطرف له جفن، لكنه ابتسم بسخرية حين راي تحدى سميح له، ذلك الشاب المتعلم الذي عايش اغلب حياته بالخارج فقال له بغرور:
وماله يا واد عتمان اخدها علي جثتك ما احب علي جلبي اجتلك واخلص منيك لانك فكرت تاخد ما هو ملكي،، ،بس دمك ميميسهش
ولا اجولك بلاشه البندجة والبرود انا هجتلك بيدى، لاجل دمك ميلطخش توب مرتي الزينه مهرة

اطلق سراحها ودفعها برفق لكي تبتعد عن مكان معركته مع خطيبها سميح فهرعت مهرة هاربة من بطشه وواختبئت وسط اصدقائها واخوات العريس وبعض بنات البلد الذي اتو للأحتفال بخطوبتها

وقف سميح متحديا فراس إن يقاتله، فدنت منه والدته تترجاه ان لا يدخل في قتال مع فراس الذي لا يهاب الموت ويستلذ القتل

الا ان سميح ابيِ علي كرامته الا يدافع عن شرفه المتمثل في تهجمه علي خطيبتها وتهديده باخذها
ما ان تقدم من فراس اخذ ذراعه ولفه حول ظهره وكسره، وقيد حركته وضغط علي رقبته بقوة لكي يسكر عنقه
الا ان نزول والدته تقبل اقدامه باستجداء ورجاء إن يرحمه :
ارجوك يا ولدى همله، دي وحيدى وفرحة خواته ملهمش غيره بعد موت بوه، بيكفي كسرت دراعه همله الله لا يسئك وانا محجوجه ليك،وهعمل كل اللي يرضيك

ضحك بتهكم ودفعه بحقد فوقع ارضا وهو يصرخ بالم من ذراعه المكسور، وظهره الذي تلقي ركلات من اقدامه فاصابته بالكدمات الشديدة

استدار بغيظ ونظر الي البنات الذي كانو يولولون علي اخيهم واختبات خلفهم مهرة
فمد يده اختطفها من بين أقرانها، وحملها مثل الطفل علي كتفه، وخرج امام الجميع، الذي جرو خائفين من امامه مثل الخراف، لم يجرء احد علي الوقوف له او منعه ، القاها علي حصانه وانطلق بها إلى بيته دون أن يسأله أحدا أو يعترضه طريقه كأنه لم يخطف فتاة من بيت أبيها

دخل إلى بيته ومنه إلى غرفة نومه وألقاها على الفراش ونظر إليها بحقد وغضب محاولًا كبح جماحه وقال بتهديد ووعيد:
جدرتي انت وبوكي تعمليها يا مهرة، بجي جلبك طاوعك تكوني لغيري الله في سماه لو كان لمسك لكنت فلجت جسمه نصين حتي لو كان جوزك انت ملكي انا وبس فاهمه يا بت الخوجه اللي ايامك سواد في سواد

رفع راسه عنها وهدات حدة غضبه وقال:
أنا مش هلمسك دلوك، بس الله في سماه لو ما وافج بوكي علي جوازنا الليلة ، لاخدك بلا زواج وهتكوني من اللية رفيجت فرشتي يا مهرة
انا ههملك دلوج ولما اعود لأكون زوجك بشرع الله، لاكون عشيجك استعدى الليلة معاكي هتكون صباحي يا مهرتي الغالية

تركها وخرج لا تعلم الي اين ؟!
القت راسها علي الوسادة واخذت تبكي بحرقة قدرها الذي جعل هذا الشيطان يعشقها ولا يريد غيرها زوجة له ؟!
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .
يتبع...
لقراءة الفصل الرابع عشر اضغط على : ( رواية فراس ابن ليل الفصل الرابع عشر )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية فراس ابن ليل )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-