رواية فراس ابن ليل الفصل الرابع عشر 14 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن ليل الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل الجزء الرابع عشر 14 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل البارت الرابع عشر 14 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل الفصل الرابع عشر 14 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن ليل الفصل الرابع عشر 14 بقلم سلمى سمير

•••••••••••••••••
بمجرّد أن يمر طيفك بخيالي ، أسمع سيمفونية جميلة تعزفها النايات في قلبي الوله بعشقك، فأهيم شوقًا إليك وأتمنى لو أنني أستطيع الوصول إلى حيث أنت لأقول لك بملء فمي: أحبك عشقًا يا راحة القلب ويا هناء الروح.
ترك فراس مهرة في غرفته وخرج مسرعًا من داره ،منطلقًا الي بيت ابيها، وفكره مشغول بحبيبته التي تتوسد الآن فراشه، وقلبه الوله يتمني ان تكون هذا الليلة هي بداية حياته معها،
وقف بحصانه امام دار ابيه وقال محدثًا نفسه:
مكنش وقتك دلوك يا مهرة، وخيتي بعيدا عني ومعرفش ليها مطرح، لكن ربنا رايد يجمعنا بيكي جبل الجدر ما يكتب كلمته وافارج الدنيا وافارجك بعد.انتجامي لماي وبوي
سامحيني لو بظلمك بزواجي منيكي ،لكني مجدرش اتحمل اكون عايش وانت لغيري، انت دنيتي الحلوة اللي اتحرمت منيها بالغصب ومعاكي بعيشها من جديد
اه يا مهرة لو تعرفي كي انا عاشجك بكل ذرة بكياني وعشجك هو اللي مصبرني علي دنيتي الظالمة اللي سرقت احلي ايامي وبدلتها بسواد وظلام ومنيها فراج خيتي الغالية،

اخذ نفس عميق وعدل من شاله ودفع الباب بقوة، فرأي ابيها يجلس مهمومًا حزين واضع راسه بين يداه بانكسار، رافع سمعان راسه عند دخوله وقال بغضب وحسرة:
فين بتي يا فراس، لو كنت اذيتها او مسيتها الله في سماه لاجتلك حتي لو فيها موتي،فين بنتي يا واد الليل

تقدم فراس منه بهدوء خادع وجلس امامه بثقة وقال:
اسمع يا حضرة الخوجة، بتك صارت ملكي، ولو رايد مصلحتها
حط يدك في يدى واكتبلي عليها،انا رايدها في الحلال

حدق به سمعان بحدة وانتفض ناهضًا وقال بحدة وغضب:
لاه يا واد الليل،عمري ما هحط يدي في يدك المتغرج بالدم واسلملك بيتي، ولو فضحتها وكشفت سترها هدفنها واخلص من عارها ولا انها تبجي مرتك

نهض فراس ومازال الهدوء يسيطر علي ملامحه الحادة لكن بداخله بركان نار مشتعل يوشك إن ينفجر باي لحظة نتيجة اصرار سمعان علب رفضه تزويجه ابنته وتحديه،يعلم انه علي حق لكنها لن يتنازل عنها بعد ان قرب القدر بينهم هذا المرة واصبحت سجينه في داره بسبب اقدام ابيها علي تزويجها، وهذا ما يخشاه فراس ان اعادة اليه بان يزوجها ويحرم منها،
تعالت نظراته اليه بتحدى وقال بحسم:
بكيفك يا سمعان، مريدش تحط يدك غيرك هيرضي، شيخ الجامع هيبجي وكيل بتك، وهتبجي مرتي بالحلال، وانت لو فكرت تجرب منيها هجطع خبرك، وزيادة عليك مراحش تندرها بعد اليوم، انا جيتك وعملت الواجب، ولان بتك غالية عليا ومسمحش لحدا يجول فيها الشينه انا هتجوزها بحلال الله، امام الكل عن اذنك يا حمايا الاستاذ

هما فراس ان يخرج من الدار فناداه سمعان بأنكسار:
استني يا فراس رايدني احط يدي في يدك وااكتبلك علي بتي انا موافج،بس ليا شرطين واخدهم عليك بعهد الله،خابر انك راجل ومبترجعش في حديتك مهما حوصل

غامت عيناه بريبة وشعر ان العهد الذي سياخذه عليها ممكن ان يخسره مهرة، لكنها كانت فرصته الوحيدة لكي يتزوجها بموافقة ابيها اذا اوفي بوعدها والشرطان فقال:
اسمع منيك لاول لو عجبني الحديت هعطيك وعدي واصل

وقف امامه سمعان وقال بكل ثقة وتحدى واصرار:
انت راجل صعيدى دمه حر، واللي ما تقبله علي خيتك اكيد ما تقبله علي بتي، لو رايد مهرة بالحلال كي ما بتجول، يكون برضاها،خد كلمه مني لو وافجت بتي علي جوازها منيك انا هوافج وهكتب كتابها، واظن ده شرع الله واجب موافقة العروس،لكن لو بتي رفضتك ترجعها لداري وتعرف الكل انها شريفه وعفيفها وملمستهاش ده شرط الاول،وتهملها لحالها وصاحب نصيبها

اسبل جفناه بتفكير وردد :
ده شرطك الاول وانا موافق لو مهرة رفضتني انا مش هاخدها غصبانية، الا لو وافجت انت بما انك وليها وتعرف صالحها،بس بلاش صاحب نصيبها لانه مش هيكون غيري، جول التاني

ابتسم سمعان بدهاء واجابة بحنكة:
لو اتنفذ الشرط الاول هنجول الشرط التاني كله بوقته

ضحك فراس بمكر بحاكي مكر الثعالب وغلب به دهاء المدرس سمعان ابن المدارس وقال بثقة:
تمام هما جدامي لداري نسمع من بتك موافقتها او رفضها، بس جبلها همر اخد شيخ الجامع وماذون البلد وشوف مين عندك هيكون شاهد لاني اجسمت ليها هتكون مرتي الليلة، وانا مرجعش بجسمي الا لو رفضت وجتها هوفي بوعدي ليك أنت

تنهد الاب سمعان براحه لثقته في ان ابنته لن توافق به زوجًا،
وخرج معه الي داره بهدوء، وهو علي ثقه بانه سياخذ ابنته
من عنده ويعود بها الي داره،
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
بعد.نصف ساعه دلف فراس الي داره ومن خلفه ابيها وماذون البلد وشيخ الجامع الذي اتي به فراس لكي يكون شاهد علي زواجه منها،
بداخل غرفته هبت مهرة مفزوعه خوفًا من عودة فراس وفرض نفسه عليها كم اقسم لو رفض ابيها، لاغتيال شرفها

بالخارج رحب فراس بضيوفه وطلب منهم انتظاره دقائق كي ياتي بمهرة وتقر امامهم بالموافقة او الرفض:

تركهم ودخل الي غرفته بهدوء حذر فرأها متحفزه لمواجهته،
ضحك فراس علي تحفزها الواهي وقال لها:
اهدى يا غالية يا جليبي انا مريدش ااذكي او امسك بسوء
بوكي بره ومأذون البلد ومعهم شيخ الجامع شاهد عدل، كلهم بانتظار موافجتك علي زواجنا، ايه جولك هتبجي مرتي

هزت راسها بالرفض وقالت بتصميم:
لاه مش هيحصل واصل،لا ممكن اكون ليك خدني جثه يا فراس لكني مش هجبل اكون مراتك لو دبحتني

ضحك فراس بقوة وغامت عيناه بغموض ورد عليها :
انا دبحتك فعلا ومش محتاج اسيح دمك، ما في حد بالبلد غير وهيجول فيكي الشينه، وده شئ انا مرضهوش ليكي ولا لبوكي وسمعة خيتك اللي هتضيع معاكي، الحل الوحيد اللي ينقذك وينقذ سمعتك وسمعة بوكي جوازنا ودلوج

تقدم منها وعيونها تفترسها كان يداه هي التي تحوم علي جسدها ، فأرتجف بشدة لا تعرف لماذا رغم انه يطالعها بحنان وشوق جارف ولم يمسها او يلمسها فابتسم له فراس بحنان ، لكي يطمئنها ويهدأ من توترهة فقال بصوت عذب شغوف:
انا رايدك يا مهرة ومش هخلي عنيكي،واسمعي مني زين اللي ما هاخده بالرضي، اتوكدى اني هاخده بردك بالرضي ،
لاني رايدك شريكتي وحبيبتي ومرتي مش سجينتي واسيرتي ارحمي نفسك وارحمي بوكي من الشجا ،و قلة القيمة ووافقي وارحمي جلبي اللي ما عاد يتحمل غيابك عنيه واصل

تنهد بالم حزين واكنل حديثه الصادق معها:
خابر انك رفضاني ورايدة تنصفي بوكي،لكن برفضك الزواج مني بتحكمي عليها بالكسرة والمهانة لان ما حد هيصدق اني خليت عنك ورديتك بالساهل لدار بوكي،
فكري بس جبل ما تقرري، افتكري زين اني شاريكي ولو حصل وكنتي لغيري هجتلك واجتله،يعني انت اللي هتقضي عليه،
و علي بوك لان ممكن اجتله لو تحداني اكثر من اكده
يلا هما اخرج الرجالة وبلغيهم قرارك هما في انتظارك،،
وليكون الليلة ليلة عرسك لعذابك

خرج وتركها تعدل من هيئتها وتكفكف دموعها الحبيسة بقهرة
ثم اخذت نفس عميق وحسمت امرها ، وخرجت اليهم بهدوء
ما ان دلفت عليهم نهض ابيها وضمها الي صدره بقوة ولهفه:
الحمد لله انك بخير يا بتي، خلاص يا مهرة كله هينتهي دلوك، كل المطلوب منك تجولي جدام الكل انك مريداش فراس ورفضاه يكون زوج ليكي بيكفي انه خطفك

نظر اليها فراس بغضب مكتوم وقال لابيها بتحذير:
اجعد يا حضرة الخوجة وهملها تجول رأيها بدون ضغط

ابتسم سمعان بثقة وربت علي ظهر ابنته واجلسه بجواره وقال للماذون وشيخ البلد :
قبل اي حديت انا رايد تشهدو علي فراس هو وعدني ان لو بتي رفضته هيهملها لحالها من اليوم وطالع

نظر اليه شيخ الجامع وكذلك المأذون ليتاكدو مما قال سمعان، فرد عليهم فراس ليبدد حيرتهم :
حوصل وانا عند وعدى وكلتكم خابرين مش برجع في كلمتي

هز سمعان راسه براحه وقال للماذون:
دلوك تقدر تسال بنتي عن رايها خلينا نخلص من الليلة دي

فتح الماذون دفترة وسال مهرة بتردد:
ها يا بتي موافجة علي فراس يكون زوج ليكي ولا لاه

رمقة مهرة ابيها بنظرة الم، ثم تطلعت الي عين فراس فرأت بهم غضب قادم بشر للكل، ارتجفت اوصالها، وشعرت بان قلبها سيغادر صدرها من سرعة وتيرة دقاته، بعد إن طال صمتها وترددها حثها ابيها لتتكلم وتصرح عن رأيها:
جولي يا بتي فراس خلاص مش هيجدر يعملك حاجه، هو اترتبطت بكلمتها ومش هيخلفها واصل انطجي متخافيش

تهكمت من ثقة ابيها المطلقه وحدثت نفسها بحزن:
واه با بوي ثقتك في كلمته بياكد انه مش هيهملني لحالي،
او اني أكون لغيرها حتي لو مش هكون ليه ،لكن وفاءًا لكلمته معاك، هيهملني اروح صوح لكني هفضل تحت عينه ومش هيسمح لحد يجرب مني وهيوجف حالي

اخذت نفس عميق وردت رد بحسم وبلا تردد :
سامحني يا بوى لكن بعد اللي حوصل انا مبجتش انفع حدا غير فراس هو جدري وانا راضية بيه
انا موافجه علي جوازي من فراس وبرضايا وبوي وكيلي
قالت كل هذا وراء بعض حتي لا تترك مجال لابيها بالاعتراض ثم تركتهم وهرعت الي غرفة فراس كي تهرب من غضبه عليها

بعد انصرافها ظل ابيها صامتًا دهرًا الي إن جلس فراس امامه وجذب يده ووضعها في يدها وقال للماذون بجدية:
افتح دفترك وأكتب يا سيدنا،وانت يا عم الشيخ خبط علي دار الحج رجب وجول لوهيب يجي يشهد علي كتب كتابي

ابتسم له شيخ الجامع وذهب كم قال له، لم تمر دقائق ، لم يكذب وهيب خبر واتي معه لكي بكون هو الشاهد التاني
ردًا علي عفو فراس عن اخيه الذي عادت اليه عافبته

بدا الماذون اجراءات كتب الكتاب وطلب من وهيب وشيخ الجامع ان ياتو له بالوكالة من مهرة كم هو العرف، تاكيد علي موافقتها، دخل لها يسألونها فاعطت الوكاله لابيها،
بعد ذلك بدا الشيخ يقول وفراس يرد وراءه ،الي ان وصل لكلمة قول ورايا يا استاذ سمعان:
زوجتك موكلتي مهرة سمعان حمدان النبراوي البكر الرشيد علي مذهب الامام ابي حنيفة النعمان وعلي الصداق المسمي بيننا عاجله واجله
رفع سمعان راسه بحسرة وردد بصوت حزين مفهور:
زوجتك موكلتي مهرة سمعان حمدان النبراوي البكر الرشيد علي مذهب الامام ابي حنيفة النعمان وعلي الصداق المسمي بيننا عاجله واجله

ما ان نطقها لم ينتظر فراس وردد بحماس قائلًا :
وانا قبلت بها زوجه باذن الله مبروك يا استاذ سمعان

رمقه سمعان بضيق وقال بحزم:
انت وفيت الشرط الاول وبتي هي اللي كسرتني بيه، لكن دلوك جه وقت الشرط التاني ويشهد عليك الحضور

تنفس فراس بقوة واردف:
اامر لو رايد مهرها الوف انا سداد، دا مهرة حلمي اللي اتحقق

هز ابيها راسه رافضًا بأيباء :
لاه مريدش مالك الحرام،انا شرط حجي وحج ربنا،بنتي لسته بت بنوت والواجب تتزف من دار بوها، دي الاصول ولا إيه

ابتسم فراس بسعادة واتسعت ابتسامته لتملاء وجهه وقال:
لاه حجك صوح يا استاذ سمعان، بتك تتزف من دارك لداري ، ويتعمل ليها ليله تتحاكي بيها البلد سنين طوال، انا هسلمها ليك وبكرة عشيا هجي اخدها وجدام الرجالة لو فكرت تاذيها الله في سماه ما هيطلع عليك شمس انت وبتك الصغيرة

نكس سمعان راسه ارصا واجابة بحزن وحسرة:
انا لو كنت ادجدر ااذيها مكنش ده بجي حالنا، المكتوب مفيش منيه هروب يا ولدى، وخلاص مهرة بجت مرتك بشرع الله، ومن اليوم ليك عليها الطاعة وليا عليها البر والمودة

تنهد فراس براحه وابتسم قائلًا:
اكده زين هدخل اجيلهالك، وانت يا وهيب جول لمرتك تزغرط ليها وهي خارجه لجل الكل يعرف انها صارت مرتي

اؤما له وهيب بالموافقة وخرج الي داره ليبلغ زوجته بطلب فراس،ام فراس فدلف علي مهرة غرفته فراها تبكي بانهيار علي فراشه ، امسكها من كتفها ورفع وجهه اليه، ثم كفكف دموعها وضمها الي صدره بقوة واخذ نفس عميق وقال:
ياه حضنك حلو جوي يا جليبي خلاص مراحش تفارجيه تاني كلتها بكرة وهتكون احضاني جنتك يا جليبي
الود ودي ما اهملك تفارجي داري،لكن جسمي ما هوجعه علي الارض بيكفيني الليلة انك صارتي مرتي علي سنه الله ورسوله
ههملك دلوك تروحي مع بوكي، وبكرة عشيا باذن الله هتتزفي لي وهحبسك جواة عيوني وجلبي

هزت راسه بعنف لكي يتركها وببعد عنها وقالت بحدة :
انا صوح بجيت مرتك لكن بالغصب والخوف، انسي يا فراس اوهبك نفسي الا لو جبرتيني يا سيد الرجال

نظر الي وجهه بشوق وعشق ثم نزل بنظره الي شفتاها وفمها الذي تفوه للتو بحديث جعل دمه يفور، فجاءة وبدون مقدمات جذبها الي صدره بقوة وامسكها من راسها وواسبل عيناه بعشق يقبل شفتاها برقة ورومانسية لم تتخيلها،ثم تركها وقال:
اجسمت ماهجرب منيكي غير بالحلال ، والحمد لله وفيت، ام حديتك فاعلي راسي يا مهرة وجولتلك سابج اللي مش هاخده منيكي بالرضا ، هاخده بالرضا مش بالغصبانية
واللي خدته منيكي دلوك كان حلاوة انك بجبتي مرتي لكن اوعدك مش هتتكرر تاني الا برضاكي

تركها وفتح دولابه وظنت انه سيخرج شئ لكي يعطيها لها واستعدت ان ترفضه الا انها تفاجات به اخذه ملابس حريريه ووضعها في جيب جلبابه ونظر اليها بشغف:
همي جهزي حالك علشان تروحي مع بوكي يا ست البنتة وجليب فراس ودنيته الحلوة،ومن بكرة هتبقي رفيقة لياليا

سبقها الي الخارج ولحقته بعد ان لملمت شتات نفسها المبعثرة من رومانسيته وجبروتها ووقوتها وحنانه كل ذلك المضادات في شخصيته التي اربكاتها بشدة وصارت تجهل من هو،

خرجت فرات ابيها ينظر اليها بحسرة وحزن فتكست راسها ارضا الا انها تفاجأت بفراس يرفعها من الخلف ويهمس بحدة:
راسك لازم تفضل مرفوعه انت مرت فراس يا بت سمعان

لم تستطيع ان تنزلها مره اخري خوفًا من رد فعله الغاضب، لكنها تحاشت النظر الي ابيها حتي لا تري فيها الحزن والالم،

خرجت من داره لتقابله الزغاريد من جيرانه، فحملها فراس علي حصانه وامسك لجامه ومشي امامهم ، الي ان وصل الي بيت ابيها فأنزلها من علي الحصان، فدخلت مسرعا الي الداخل، هروبا منه فنظر فراس الي ابيها وقال بحزم:
بتك الليلة ضيفتك بدارك ومن بكرة هتزفها لداري وهتودعها وبعديها هتكوني ملكي وحدى ومليك عليها غير المودة،
وبحذرك تاني جبل ما امشي يا حضرة الخوجة،مهرة امانة عنديك صونها بعيونك وروحك لحد ما تردها لصاحبها

لم ينتظر فراس رده علي كلامه وغادر الي حال سبيله،ام سمعان فقد دخل علي ابنته غرفته وسالها بالم:
ليه كسرتيني يا بت عمري،ليه حكمتي علي نفسك بالهلاك دا واحد نهايته معروفه، وطريقه مفهوش امان اكده يا مهرة هان عليكي بوكي تكسريه بالساهل اكده

نهضت مهرة من جوار اختها وجثت امام ابيها باكية:
ما عاش ولا كان اللي يكسرك يا بوى، انا فديتك بحياتي وروحي انت وخيتي، والسبب حديتك عن فراس وثقتك في كلمته اللي ما بيرجعش فيها لو علي روحه

طالعها ابيها باستغراب وجذبها لكي تستقيم وتقف امامه:
مفهمش قصدك، انا خدت علي فراس عهد وهو اقسم ينفذه لو رفضتيه هيهملك تعاودي معايا داري من غير اذية، ايه خلاكي تجبلي تتجوزبها وانا كنت هرحمك منيه بكلمتها اللي قطعها علي نفسه امام الرجاله، وهو راجل حر بيوفي بكلمته كي ما الكل يعرف عنيه من يوم عاود للبلد

هزت مهرة راسها بالموافقة واكملت موضحا:
هو ده يا بوي كلمته اللي ما بيرجعش فيها،فراس جالهالي انه ما هيجبل اكون لغيره وهو علي وش الدنيا، ولو تحديته هيكون فيها موتي وموتك
جولي يا بوى مين هيرضي بيا بعد اللي حوصل، ولو لجيت اللي يوافج كيف هيجدر يقف في وجه فراس ويمنعني عنيه، فراس عنيد ومتمسك بيا لاخر نفس بحياته
انا رحمتك منيه ومن مطاردته ليك،وبنفس الوجت جطعت كل لسان هيتحددت عني بالشينة لاني خلاص بجيت مرته بحلال ربنا، وانت كمان عززتيني لما بكره هخرجك من دارك عروسة واتزف ليه، ده هيوكد للكل اني مازالت بعفتي وطاهرتي

جلس ابيها مهموم حزين ووضع يده علي راسه بحسره:
خابر انه عاشجك واعترف بي عشجه ليكي بلا خشي ولا حيا
ومتوكد انه مش هيهملك، بس اعمل ايه كنت رايداني اهملك ليه اكده وهو ميلاجش بيكي وطريجه كل خطر ونهايته شوم
لكنه نصيبك وانا رضي بقضاء الله وقدرة

امسكت مهرة يد ابيها وقبلها ببكاء وقالت:
هو فعلا قضا لكني مش راضية بيه، انا رضيت بجوازي منيه لجل يهملك انت وخيتي،لكني عمري ما هكون ليه زوجه ولا متاع فرشته، ده وعدي ليك لحد ما يزهق مني ويطلقني

نهض ابيها من جلسته وجذبه ثم ضمها الي صدره بحنان :
مجدرش اجولك اعصي جوزك حتي لو مرضيش عن جوازكم انت جبلتي تبقي مرتي بكيفك،لكن لو حوصل وجدرتي تمنعيه عنيكي انا هساعدك تتطلقي منيه وتعاود لدراك وحياتك معانا

تنهدت مهرة بحيرة من امره وقالت بتردد:
ان شاء الله يا بوي هما شهرين مش اكثر وفراس هيطلقني
بس المهم انت تسامحني وتعذرني في اللي عملته

ابتسم ابيها برضي داعا ربه برجاء:
يارب احميها منيه وصونها واصلح حالها بعيد عنيها،
ليضم ابنته بحنان الي صدره وظل بجانبها الي ان غفت بحضنه شعورها بالامان والحنان في كنف ابيها الذي
ستحرم منه من الغد الي ماشاء الله
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
بعد.مغادرة فراس دار سمعان انطلق الي دوار العمدة ودخل اليه بدون استاذان وجلس علي الدكة بتعالي وقال له:
نادم علي مرتك وبناتك يا عواد وتعالي لاني رايدكم كلتكم

ارتبك العمدة من اوامره اليه امام الغفر فرد عليه بتوتر:
انت كيف تاجي اهني بعد اللي عملته، في بت الخوجة سمعان انا واجب عليا اقبض عليكي واسلمك للمركز ،

نهض فراس ووقف امامه بشموخ وتحدى وقال بغموض:
جد طيب انا اهوه جدامك ريني كي هتقبض عليا يا واد عبد الرازق النذل، هما خلص في حالك وتعالي مفضيش ليك انا

فرت الدماء من عروق الغفر امام نبرة صوته الحادة والغاضبه
وهربو من امامه قبل إن ينالهم غضبه، تنهد العمدة بأستسلام ولحق فراس الذي عاد وجلس علي الدكه وقال له:
رايد ايه تاني يا واد فودة، معاود من مصر لجل تجلب حال البلد كلتها، معجول انت يا راجل حر تخطف بنت من دار بوها ليلة خطوبتها، وكمان تتهجم علي داري ودلوج طالب بناتي ومرتي انت رايد ايه بالظبط يا شيطان االيل

ضحك فراس بتهكم:
لاه ورايد خواتك البنات كمان ،شيع ليهم حدا هما، جولتلك بدل ما تبجي ليلة سودة عليك وعلي دماغك وعلي اهل بيتك

ارتعدت فرائسه خوفا من حدة نبرته معه، واخذ ينادى علي زوجته حسبية، طالبًا منها ان تاتي ببناته، وارسل احد الغفر لياتي باخواته البنات من دورهم، دون إن يعرف السبب

خرج وعاد اليه ومعه زوجته ولحقتا به بعد ذلك ابنته فوز واسعاد ، طالعهم فراس بغرور وقال لزوجته:
اجعدي يا حسيبة، رايد اتحدت معاكي في موضوع اكده واطلب منك خدمة هتعملهالي مع طلعت الفجرية،

ابتلعت حسبية ريقها بخوف متذكرة الليلة التي كشف فيها سترها ومزق عنها ثياب نومها من عليها واخذ معه دليل زور علي انه كان معاها،نفضت عقلها من كل ذلك الذكريات المؤلمه وقالت بتردد:
هعملك كل اللي انت رايدة وزبادة بس لول رد ليا خلجاتي اللي خدتها،ويكفي اللي عملته فيا ليلتها جدام سبع الرجال

ضحك فراس بقوة واشار اليه لكي تقترب منه وقال:
خابرة جدا انه سبع الرجال صوح ولا بتتمالتي عليه، المهم مش ده موضوعنا اللي رايدك فيه،
بس رايدك تتوكدي زين أني اجدر اخليكي تنفذي اللي هطلبه منيكي بالامر، من غير ما تساومني لكن لجل خاطر الغالية اللي هتخدميني فيها، انا هرده ليكي ودلوك،
واخرج من جيب جلبابه ثياب نومها الحريري واخذ يتشممه
بكيد كي يحرق دم زوجها العاجز والواقف امامه بلا حيلة

القاه علي وجهه ساخرًة من زوجها وقال:
اجعدي بجي واسمعيني زين، عشيا زفافي علي مهرة، ورايدك انت وبناتك وخوات جوزك تروحو ليه من الفجريه تجيبو ليها شوارها رايد تشترو ليها كل غالي ،وكمان تجهزوه زين لليلة عرسنا، وتحنوها وتفرحو ليها لحد ما اجي اخدها
ده اللي عليكي ولو خبرتني انك جصرتي معاها انت خابرة زين هيحصلك ايه،لكن هالمرة هيكون جد وجدام الكل
هما جهزي حالك واعملي بحق اماي عليكي مش كانت خيتك

ابتسمت حسيبه بعطف بعد تذكره بمعزه امه لديها:
لولا ذكرت امايتك وغلاوتها عندى انا مكنتش هخرج من داري
مهما حوصل،لكن لجل خاطر حسنه هروح واشاورك عروستك واحنيها بنفسي وهفرح ليها كانها بتي لانك كي ولدى يافراس
بس مين هيدفع حساب كل اللي طلبته دا واللي طالبه غالي

اشار الي زوجها العمدة بثقه:
وراح فين العمدة خدي منه وبزيادة،واوعي تنسي دهباتها رايد الدهب في يدها كي اللي بيدك ، لكن ثمنه خديه من بوكي يكفي العمدة شاوراها والدبايح وعلي بوكي توضيب الدار والدهبات وتزبن البلد كلتها من اولها لاخرها بالكهارب والزينه ودفع اجر المدحين اللي هيسهرو معانا طول الليل

نهض العمدة منتفضا بفزع وذعر وقال بدهشة:
بتجول دبايح وشوار، وانا مالي هو انا اللي هتجوز في ايه يا فراس انت رايد تسرجني عيني عينك اكده

غامت عيناه بحقد ونظر الي حسيبه وبناتها واخوات زوجها الذي بداو في الوصول وقال لها بحدة ازعجتها :
خدي بناتك وخوات جوزك ونفذي اللي طلبته منيكي واخرج دلوك وهمليني مع جوزك لان بينتنا حديت كبير جوي وواعر
اجوله فيه مين اللي هيتجوز وليه هيجوم هو بالليلة كلتها

ثم نظر اليه بشر فارتجفت اوصالها وخرجت مسرعا مع اخوات زوجها لكي تبلغهم بما طلب فراس منهم جميعًا
ام فراس فقد اقترب من عواد وامسكه من تلاليبه وقال بسخط وغضب خانق:
بجي انا اللي هسرجك يا واد الخسيس الندل والحرامي
خابر يا عواد لولا اني اجسمت ما اسيح دم غير اللي اذاني واذي اماي انا كنت فرفط روحك دلوك

حاول عواد ان يخلص نفسه من يد فراس المسيطرة عليه بقوة لكنه لم يستطيع فقال ردا عليه:
لما تطلب مني ادبحلك واشور مرتك اللي مخبرش اتجوزتها ميتي وليه خطفتها من الاساس لما انت ناوي تتجوزها

دفعها فراس بشدة فارضخه ارضا وجعله راكع امامه:
كيفي وحجي ومالي اللي مطلبتش بيه لدلوك، ولا بتحسبني مخبرش ان زمام ارضكم كلتها ملك جدي سويلم،
يعني كل الخير اللي انت عايش فيه انت وبوك سابج ملكي انا وخيتي لكني مريدهوش غير بعد ما ارجع خيتي واكمل أنتجمي لماي كي ما انتجمت من بوك وشيخ العفر
فاكر بوك جتلته كيف ولا شيخ الغفر اللي كان بيحميه ويداري علي افعاله الشينه في حج اماي واهلها، هعمل فيك زيه لو عصيتني ورفضت تنفذ حديتي
ولو علي باقي مالي،مريدهوش دلوك، لاني مريدش نعيم المال ينسيني ثاري وانتجامي من الانذال امثال بوك وحماك،
ها جولي رايد مصيرك يكون مصير بوك، ولا ترد جزء من حجي في شوار عروستي ودبايح ليلة عرسي يا واد الخسيس

بسبب صدمة معرفته بان فراس علي علم بسرق ابيه لجده المتمثل في مال الارض الذي اشتراها له لكي يصبح عمدة، فيما كان منه الا ان يستسلم له ويقول بخنوع وبلا تردد:
حاضر يا فراس اللي تأمر بيه كله هنفذه، اغلي شوار هجيبه لعروستك وهجيم ليك ليله تحكي بيها البلد كلتها، وهدبح ليك الدبايح اللي تريده وزيادة، بس ورحمة الغالية ما تفضخني بمرتي وبناتي بيكفي اللي عملته سابج

تزند فراس بقوة واطلق سراحه بضيق وملل،وقال:
مش فراس ولد الحره اللي ياخد حجه من مره ،لولا انه حجي مكنتش طلبته منيك،لكن خليك خابر زين لو ربنا عطاني العمر بعد ما اخلص علي الانذال وانهي انتجامي، مش ههمل مالي في يدك او يد غيرك وهاخده كامل مكمل،يا واد الحقير

ثم نظر اليه باستحقار وغادر داره قاصدًا دار بدران لكي ياخذ منه هو الاخر جزء من حقه لديه الذي سيكون اكثر بكثير من الذي لدى العمدة ،
انطلق مسرعًا بحصانه رماح الي ان وصل دار بدران وطرق الباب وانتظر الي ان يفتح الباب لبرهه وبدل ان يفتح الباب سمع صوت صراخ عالي اعقبه طلق ناري اصاب هدفه بدقه
ليسيل دم برئ ....؟!
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
يتبع...
لقراءة الفصل الخامس عشر اضغط على : ( رواية فراس ابن ليل الفصل الخامس عشر )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية فراس ابن ليل )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-