رواية تراتيل الهوى الحلقة الخامسة عشر 15 بقلم ديانا ماريا
رواية تراتيل الهوى الجزء الخامس عشر 15 بقلم ديانا ماريا
رواية تراتيل الهوى البارت الخامس عشر 15 بقلم ديانا ماريا
رواية تراتيل الهوى الفصل الخامس عشر 15 بقلم ديانا ماريا |
رواية تراتيل الهوى الفصل الخامس عشر 15 بقلم ديانا ماريا
تشنجت ملامح سروة بمجرد سماع حديثه ولكنها بقيت صامتة تنتظر خروجه، إلا أن أمنيتها لم تحقق حين جلس تاج وبدأ يتبادل أطراف حديث عادي مع والدته.
بالكاد كانت سروة تطيق الجلسة حتى أخيرا نهض تاج ليغادر ولكنه قال قبل أن يرحل: أنا هقول لخالي أنها وقعت وهتضطر تقعد شوية في المستشفى يا ماما علشان كان قلقان من ساعة ما سمعها بتصرخ.
أومأت والدته بينما تمسكت سروة بملاءة السرير بيدها بشدة مفكرة أنه من المستحيل أن يكون والدها قلق عليها ربما فقط انزعج من صراخها أما أن تصدق بأنه قلق بعد كل ماحدث فهو أمر مثير للسخرية.
غادر تاج فالتفتت سروة لعمتها: عمتو عايزة أقولك على حاجة.
جلست عمتها أمامها: متتكلميش دلوقتي يا حبيبتي أنتِ تعبانة.
ردت سروة بإصرار: لا لازم أتكلم معاكِ اسمعيني بس.
دلفت الممرضة للغرفة قبل أن ترد عمتها وفحصت سروة قبل أن تعطيها حقنة مهدئة لتنام، أخذتها سروة على مضض وهى مستاءة وتأجل حديثها مع عمتها لوقت آخر.
مر اليومان بهذه الطريقة ولم تستطع الانفراد بعمتها حتى تتحدث معها فهى بعد أن أجهضت الطفل الذي كانت تحمله شعرت بأنها تحررت من حِمِل ثقيل وباتت شبه قادرة على أن تواجه عمتها وتخبرها حقيقة الأمر ولكن المشكلة في كيف تبدأ وكيف تخبرها خصوصًا بعد سوء تفاهمها مع تاج الذي لم تعد ترتاح لوجوده أبدا بسبب نظراته الخفية لها التي تنبئ بأفكاره عنها.
حين عادت للمنزل، ساعدتها عمتها على تبديل ملابسها والتمدد لترتاح ولكنها أمسكت بيد عمتها قبل أن تخرج قائلة بجدية: لازم نتكلم يا عمتو.
جلست عمتها أمامها: نعم يا حبيبتي سمعاكِ.
تنهدت سروة وهى لا تعلم كيف تبدأ فوجدت نفسها تقول: مينفعش اللي بيحصل ده يا عمتو الجوازة دي لا يمكن تتم.
حدقت إليها عمتها بذهول: ليه بس؟
جلست سروة قبالتها: ليه إيه يا عمتو! إزاي اتجوز أنا وتاج؟ دي حاجة مش معقولة أبدا وتاج مش مضطر يعمل حاجة زي دي أبدا الحل ده مش منطقي.
رمقتها عمتها بنظرة عتاب: وهو إيه اللي كان منطقي يا سروة؟ كسرة أبوكِ ورقدته في المستشفى؟
صمتت سروة أمام لوم عمتها التي تابعت: ده حل علشان حياتك نفسها تمشي طبيعي قدام يا سروة وعلشان تمشي مرفوعة الرأس ومحدش يقدر يبص لك ولا يفكر يقول عليكِ أي كلمة، وقبل كل ده هيريح أبوكِ اللي تعب ضاف سنين على سنين عمره ودلوقتي مش قادر يبص حتى في وش تاج نفسه وكسرته دي صعبة يا سروة صعبة أوي!
حاولت سروة الكلام والدموع في عينيها: يا عمتو أما عايزة أفهمك الحكاية أنا مش غلطانة أنا....
قاطعتها عمتها بصرامة وهى ترفع يدها أمام وجهها تمنعها من متابعة الكلام: اللي حصل حصل خلاص مفيش داعي نعيد ونزيد فيه أنتِ حياتك اتدمرت واللي عمل كدة هربان وعايش مرتاح محدش واقع فيها غيرنا، ده حل علشان بس ننقذ ما يمكن إنقاذه.
رحلت عمتها وبقيت سروة مكانها تبكي وهى تستسلم للأمر الواقع، لقد أشعرها كلام عمتها بالذنب ورغم أن ماحدث لم يكن غلطتها إلا أنها تحمل نفسها جزء من مسؤولية مما حدث، ربما لو لم تعامل عصام بذلك التعجرف! ربما لو لم تخضع لابتزازه لها! ربما وألف ربما غيرها ستؤرق لياليها لفترة طويلة!
بعد مرور أربعة أيام كانت سروة جالسة على سريرها ومستعدة، لقد تم تجهيز كل شيء لعقد قرانها على تاج، لقد أقيم حفل صغير ولكن بمعرفة جميع المحيطين بهم بأن تاج يريد الزواج بسرعة حتى يأخذ سروة معه ويسافر ولذلك سيكتفيان بعقد قران دون حفل زفاف.
لقد ارتدت الفستان الذي أحضرته عمتها دون أي اعتراض وخضعت لخبيرة الجميل التي أصرت عمتها على وجودها بصمت، كانت تتحرك بطاعة دون أن تبدي رأيها في أي شيء وقد بررت عمتها ذلك بتوتر العروس وحزنها على فراق والدها.
كان والدها في الخارج يجلس مع تاج ويستقبل المهنئين بابتسامة متعبة لا يستطيع الوقوف بعد بسبب تعبه حتى أنه لا يُحسن تحريك يده اليسرى جيدًا، لم يرى أحد نظرة الانكسار التي في عينيه غير تاج، يعلم جيدًا أنه يحاول إخفائها قدر الإمكان، شد تاج على يده فنظر له نصير بنظرة امتنان قابلها تاج بابتسامة متفهمة.
بعد قليل حضر المأذون وأتم عقد الزواج، كان تاج يجلس جانبه بنفسِ شاردة، يتذكر روفان وأوقاته معها حتى آخر محادثة بينهما، لا يمكن أن يصف نفسه أنه على صواب كليا ولكنه لم يكن على خطأ، لقد صُدم من مقدار لامبالاتها وتفضيلها خطة سخيفة على اللحاق به لإتمام أمور زواجهما.
ولجت عمتها للغرفة وهى تقول بجدية: يلا يا حبيبتي علشان تمشي مع جوزك.
رفعت سروة بصرها لها بنظرات مُعذبة فتقدمت عمتها لها وأمسكت بها من ذراعيها وهى تقول بحنان: زي القمر يا سروة، صدقيني في ظروف تانية عمري ما كنت هلاقي لتاج عروسة أحسن منك.
ابتعلت سروة الغصة العالقة في حلقها وأومأت بصمت وهى تسير مع عمتها لخارج الغرفة.
استقبلها زغاريد النساء فابتسمت لها على مضض ابتسامة شاحبة ثم وقع بصرها على والدها فتوقفت مكانها، نظرت لعمتها لخوف فابتسمت لها عمتها بتشجيع، سارت حتى وصلت لمكان والدها ووقفت أمامه.
هبطت سروة ببطء حتى أصبحت شبه راكعة على الأرض بمستوى والدها وهى تستند بيديها على ركبتيه، حتى لا يثير والدها الشكوك والأقاويل اقترب منها ببطء بوجهه ليستطيع أن يقبلها من جبينها، شعرت سروة بشفتي والدها ترتعشان وهى تلامس جبهتها وقد أبتعد بسرعة بعد أن طبع قُبلة سريعة باهتة وكأنه يخاف أن يلمسها، فهمت سروة كل ذلك ورفعت عينيها أخيرا ولأول مرة منذ وقت طويل وحدقت لعيون والدها، بعيون مناجية صامتة مليئة بالدموع، كانت عيون والدها في المقابل مليئة بالعتاب والحسرة، لم تحتمل سروة أكثر من ذلك فانهارت بالبكاء وهى ترتمي في أحضان والدها، كمن يرتوي بالعطش بعد ظمأ طويل، حاول والدها مداراة ضعفه أمام الناس وهو يرفع يده المرتعشة ليربت بها على ظهرها.
كان الجميع يراقب ذلك المشهد بتأثر معتقدا أن ذلك كله بسبب الوداع ولأن سروة وحيدة والدها، اقتربت عمتها وهى ترفعها وتقول بمزاح حتى لا يلمح أحد التوتر القائم: خلاص ياجماعة هنقلب المناسبة السعيدة عياط، هى راحة مع جوزها يا نصير وهترجع تاني صدقيني تاج مش هيخطفها.
ثم تركت سروة لتهتم بنصير، كانت سروة تتراجع حين اصطدمت بشخص ورائها وقبل أن تلتفت كان تاج يضمها له، لم يعرف لماذا أثرت به دموع سروة وحزنها ولذلك تقدم منها حتى يسندها.
غادورا بعدها هى وتاج وأمام الناس المغادرة ستكون للمطار حتى يلحقوا الطائرة لكن الحقيقة هى أنها سيذهبون لشقة استأجرها تاج في منطقة بعيدة ليبقوا بها بعض الوقت.
فتح تاج باب الشقة وهو يشير لسروة بأن تتقدمه فخطت سروة للداخل وهى تستطلع الشقة بنظراتها، حين أغلق تاج الباب، وقفت بتوتر لأنها مدركة أنها الآن أصبحت وحيدة معه.
قال تاج بسخرية من ورائها: خدي راحتك يا عروسة أوضة النوم هتلاقيها أخر الطُرقة في وشك وأنا هنام في الأوضة التانية.
ثم تركها واختفى في إحدى أركان الشقة، تنفست بارتياح وهى تحمل حقيبتها وتتوجه للغرفة التي أشار إليها.
أغلقت الباب ورائها ووضعت حقيبتها على السرير وأخرجت منها ملابس مريحة للمنزل ثم بدلت ملابسها.
كانت تجلس على السرير وهى تنظر للفستان الذي كانت ترتديه بسخرية، ياله من يوم زواج!
هى أيضا كان لديها أحلام كأي فتاة، قاعة زفاف أنيقة، فستان ستخطط شهور لتصميمه، زفاف كزفاف الأميرات والأهم مع شريك حياة اختارته بعد أن تأكدت أنه سيكون الزوج المناسب لها.
اشتدت قبضتها على الفستان، هى الآن مع زوج يظن بها أسوأ الظنون في وضع لم تختر أي شيء منه ولكنها مجبرة عليها إن كان ذلك ماسيغفر لها أمام والدها.
كان تاج يجلس في الخارج على الأريكة بعد أن أبدل ملابسه، يضع يديه أسفل رأسه وهو ينظر لسقف الشقة، يفكر في الوضع الحالي وكيف سيمضي وكيف يمكن أن يكون المستقبل خاصًة بينه وبين سروة.
وصول رسالة على هاتفه استرعى اهتمامه فألتقطه ليجد رقم غريب قد أرسل له على تطبيق المحادثات بضعة رسائل.
فتح الرسائل حتى يُصدم تاج مما يراه وتتسع عيناه لا تستوعب مايراه أمامه نهض بعصبية وهو يطبق أسنانه غضبًا وغيظًا ويخطو بخطوات مسرعة نحو غرفة سروة.
فتح الباب بشدة لدرجة أن سروة انتفضت بفزع وهى تنظر إليه، خطى للداخل وأغلق الباب ورائه بعنف دون أن يتكلم، ملامح وجهه تضج بالعصبية وحدقتا عيناه حمراء من شدة الغضب.
نهضت سروة وهى لا تشعر بالاطمئنان وقالت بقلق: في إيه؟
تقدم تاج بسرعة لم تستوعبها سروة حتى أمسك بشعرها فشهقت بقوة وهو يشدها ناحيته ويرفع هاتفها أمام وجهها.
قال من بين أسنانه: إيه ده يا هانم؟
صُدمت سروة وهى ترى صور شبه عارية لها حيث لم يكن يغطيها إلا أقل القليل وقد أُخذت الصور بدون أن يظهر أنها كانت فاقدة للوعي، فكرت سروة أن عصام قد أخذ تلك الصور بالتأكيد حين كانت فاقدة للوعي.
أفاقت من صدمتها على صوت تاج يصرخ بها: بقولك إيه ده ردي عليا!
قالت سروة بارتباك: م.. مش عارفة.
رد تاج باستهزاء: مش عارفة! مش عارفة نفسك! ودي صور ليكِ.
قالت سروة بتوسل: صدقني والله...
قاطعها وهو يزمجز بها باشمئزاز: أصدق إيه! هتقولي إيه! مش كفاية اللي شوفته قبل كدة! إيه هما كانوا كتير كدة علشان صورك تبقى كل شوية على تليفون شكل!
تألمت سروة من إتهامه حتى الصميم وحاول أن تفلت شعرها من قبضته دون فائدة.
لمعت عيون تاج وقال بخبث: بس ليه أبقى أنا الوحيد اللي مش مستفيد وأنتِ مراتي أنا يعني كله يتمتع وأنا لا!
حاولت سروة أن تفلت منه وهى تقول بخوف: أنت بتقول إيه أنت اتجننت!
قال تاج بنبرة لا تبشر بالخير ونظراته ترمقها من أسفل لأعلى: بقول أنك مراتي أنا ليه أكون الوحيد اللي أحرم نفسي من الجمال ده كله !
ثم دفعها على السرير فوقعت على ظهرها، اعتلاها وهى تحاول أن تقاومه وتزيحه من فوقها فتبث حركتها بأن قيد يديها بيديه على جانبي رأسها.
بعد قليل شعر بجمودها الغير طبيعي بين ذراعيه فرفع رأسه، ليجدها جامدة لا ترمش حتى وتحدق أمامها دوم تتحرك.
هزها قليلا وهو يقول باستغراب: سروة مالك؟
لم تستجب له فازداد قلقه وهو يرى وجهها يشحب و لون شفتيها يتحول للأزرق، حاول هزها بقوة أكبر إلا أن جسدها بدأ يتشنج بقوة بين ذراعيه.
ذُهل تاج من تحول حالتها الغريب أمامه وصاح برعب: سروة!
يتبع...
لقراءة الفصل السادس عشر اضغط على : ( رواية تراتيل الهوى الفصل السادس عشر )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية تراتيل الهوى )