رواية تقى عبدالرحمن الفصل الثامن 8 بقلم إسماعيل موسى

رواية تقى عبدالرحمن الحلقة الثامنة 8 بقلم إسماعيل موسى
رواية تقى عبدالرحمن الجزء الثامن 8 بقلم إسماعيل موسى
رواية تقى عبدالرحمن البارت الثامن 8 بقلم إسماعيل موسى
رواية تقى عبدالرحمن الفصل الثامن 8 بقلم إسماعيل موسى

رواية تقى عبدالرحمن الفصل الثامن 8 بقلم إسماعيل موسى


كانت السيارة ذات الماركة المشهورة تتلوى من تحته مثل أفعى في الطريق الزراعي الضيق ، حقول خضراء متسعة وأشجار وارفة مع ذلك كان يشعر بالقرف ، 
بعض الطرق عندما نسير بها تأجج المشاعر وتمنحنا ذلك الشعور الخانق ، 
لكنه على بعد خطوات  من الحقيقة ذلك أمر يستحق التعب،
وصل أسيوط في الساعة الثانية ظهراً ، 
قابل المأمور وتم الموافقة على المقابلة ،
نحن ليس لدينا ما نخفيه أيها المحقق أخبره المأمور بذلك ،
وأرسل معه أحد الجنود. 
نبح كلب، نعق غراب  نفقت دجاجة، اختنق عصفور، 
وقفز فأر ضخم الجثة فوق صدرها وتقى منزوية في أحد الأركان ظهرها للحائط تبكي.
سمعت وقع خطوات وضعت يديها أمام وجهها لتتقي الضرب ،
عندما تكون في سجن على ذمة قضية وتسمع صوت الحارس عليك أن تتوقع الضرب هكذا تعلمت طوال مدة سجنها 
فتح الحارس السجن ، لديك زيارة يا تقى ، 
جلس وكيل النيابة على كرسي أحضره الجندي ،
سمع قصتها تألم معها ، بكى مع أن وظيفته تمنع ذلك فقد اعتاد تلك الأمور ، لكنه الآن فقط يبحث عن الحقيقة
من يبحث عن الحقيقة يجب أن يتألم ، 
لن يطول بقائك هنا يا تقى أعدك ، 
سأفتح القضية من جديد ، ستظهر براءتك .
طلب من المأمور أن يفرج عن عواد بناء على رغبة تقى، 
وتحت ضمانته الشخصية ، 
يمكنك أن تقبض علي أنا ،
ها هو خطاب موقع يثبت مسؤوليتي عن كل شيء، 
أفعلها من أجلي كخدمة شخصية،
يمكنك أن تجعل عليه حراسة،
سأعود عن قريب بأدلة تبرىء ساحتها ، 
في القاهرة تم فتح القضية مرة أخرى ، تم مطابقة العينات لتظهر المفاجأة ، عينة الجثة لا تمت بصلة لتقى ، 
تقى حية إذا تلك الفتاة صادقة في كل كلمة قالتها ، 
كان في غاية السعادة ، من قتل مرة يقتل ألف مرة ، لن تضيع دمائك يا وحيد ، انكشفت الحلقة ، إخوتها قتلوك ،
سأقتص منهم ، لكن لنخرج تلك المعذبة من السجن أولا ،
قاد سيارته مرة أخرى ، لكنه تلك المرة اختار الطريق الذي يمر بين الصحراء ، طريق مختصر وسريع، لم ينتظر الصباح حتى ، بل قاد في حلكة الليل نحو أسيوط،
كل لحظة تقضيها تقى في السجن حرام وعار على الناس والمجتمع ، 
كانت تتبعه سيارة نصف نقل حمراء ، لم تبتعد عنه أبدا ، قبل أن يعرج في طريق فرعي نحو أسيوط سبقته السيارة اعترضت طريقه وخرج منها شخصان ملثمان أفرغوا بك درزينة من الطلقات لتخرج أحشائه ، ارقد بسلام أيها المحقق قال الملثم الأول وهو يمسك بذراعه ليتأكد من موته.
انتظرت تقى الصباح أن يأتي بخير ، لكن المحقق لم يأت ،
استقبلتها الشمس عندما أشرقت بذلك الحارس الضخم الذي غمرها بالمياه ، هيا يا ساقطة، أنت لست في فندق ، 
الباشا يريد رؤيتك ، 
جرت قدمها المتورمة خلفها وسارت ببطء نحو غرفة التحقيق ، 
كان الضابط جالس كعادته ممدد قدميه أمامه يشرب الشاي  
اجلسي يا تقى ، 
ها هل ستعترفين اليوم ؟ 
أنا أنتظر شخص ما سيثبت براءتي ردت تقى ،
من ذلك الشخص ؟ 
وكيل النيابة الذي حضر لزيارتي البارحة،
تنهد الضابط  قال لها يؤسفني أن أخبرك بأن وكيل النيابة قد لقي حتفه.
أولاد الزانية الذين فعلوا ذلك لن يهربوا من قبضتي أعدك 
اعتصر الألم رأسها  كأن عملاقا هوى بقبضة خارقة فوق جمجمتها ،.أغمي عليها ونقلوها للسجن.
أيه الطبيب عليك أن تنقذها ، أن تفيقها من غيبوبتها ، 
لا أحد يموت دون أن ينال عقابه ، 
أمسك الطبيب بيدها قاس نبضها، في وريدها غرس إبرة طبية  ،
فتحت عينيها في ضعف ،
كله تمام ياباشا، قال الطبيب ،
ياه يا تقى ، لقد انزعجت من أجلك  ،كنت أخشى أن تموتي دون أن تري الحقيقة.
______________
الأخ !! 
لا زلت حية يا تقى ، أنت تتمسكين بالحياة 
كالروث الذي يلتصق بنعالنا عندما نعبر مجرى طافح بالصرف،
أنفاس أخرى ، لم أكن أعتقد ذلك، 
ياه يا  أختي لم لا تموتين بطريقة سهلة؟
ترغميني على اعتناق أشنع الفكر وتنفيذها
أنا لن أرتاح طالما تشهقين حتى لو كنتي في بلاد الواق واق ،
يجب أن أنظف تلك القذارة التي علقت بنا ، 
تقى حية، أثبت ذلك وكيل النيابة قبل موته،
والآن علي قتلك مرة أخرى لكن في تلك المرة انا لا أخشى العقاب 
فهناك ضابط كبير يؤمن كل شيء نظير التخلص منك ، 
سأسحقك مثل صرصور صغير 
سأدشدش رأسك الحالمة .
____________
تقى عبد الرحمن قفي أيتها اللعينة، 
وقت اللعب قد حان قال الحارس ، 
أنا لم أسبب لك أي أذى ، لم أنت سعيد بتعذيبي ؟
أنا لست سعيد إنهم يدفعون لنا من أجل ذلك ، 
كل المجرمين يقولون بأنهم مظلومين حتى لو كانت أيديهم ملطخة بالدماء ، 
أنا أنفذ الأوامر أتبع التعليمات لا يمكن أن تلوميني على ذلك ،
اتعلم كل حقارات العالم تتم تحت  قناع المسؤولية ،
تمرر تحت طاولة الواجب ، الله سيحاسبك الا تخشاه؟
انا لا تعنيني فلسفتك ، 
هيا تحركي ، 
بعين غير مبصرة وأخرى أزعجها شعاع الشمس سارت من خلفه ،
قدمها التي تقيحت طفحت سائلا أبيض جذب ذباب السجن المتطفل ،
أنتي أقذر من بقرة ترعى في باحة منزلنا 
أنظري لنفسك ، لما كل ذلك العناء،
سأبسطها لكي ، 
وقعي على تلك الأوراق التي تثبت إدانتك وأريحي نفسك وأريحينا ،
في النيابة يمكنك أن تهذي بأي شيء لا يهم ،
لكن هنا يا تقى سواء طال الأمر أو قصر ستعترفين، 
هل ستكون راض عن نفسك إن وقعتها؟ 
هل ستحتضن زوجتك بضمير مرتاح؟ 
تداعب أطفالك دون وخزة ضمير واحدة،
وتتشرف بالنجمة التي ستوضع على كتفك بعدها؟ 
قال الضابط، ذلك الأمر لا يعنيكي يا تقى ،
وقعي الأوراق وينتهي الأمر ، 
سأخبرك سرا،
إذا لم توقعي الأوراق سوف لن تخرجي من هنا 
ستتعفنين مثل خنزير صابيء ، 
مد الورقه والقلم ، قربهم منها ،
تناولت القلم ووقعت ، 
لماذا على الفرحة ان تتأخر .. أن تتعثر قبل أن تأتي ،
كان يمكنك أن تفعلي ذلك منذ البداية، 
يمكنك أن تنصرفي الآن يا تقى،
رجعت تقى لعنبرها بائسة ،
فقدت الحياة طعمها مرة أخرى ،
بل لم تحمل لها الحياة إلا قذارتها ، 
رغم انتهائه من القضية جلس في إستراحته غير سعيد 
نعم تخلص من الضغوط الكبيرة التي تؤرق كاهله
لكنه أبدا  لم يكن سعيدا 
عندما يأتي النصر بطعم الهزيمة يفقد طعمه
الآن أملك تلك الأوراق التي سأنهي بها  قضيتي 
سأحمل ترقيتي في ورقة أقدمها في الصباح 
كان لم يغفو منذ ليلتين 
رقد علي سريره وحاول النوم 
كيف لا يأتي ذلك اللعين بعد ليلتين من السهر 
لو كان سجين لأدبته 
عندما يضغط عليك ضابط كبير من أجل قضية يجب أن تعلم بأنها غير عادلة
طافت صور مظلمة أمام عينيه،  تقى ، وكيل نيابة مقتول ، وضابط كبير يمنحه ابتسامة سوداء ،
تأرق ولم ينام ،
فتح أوراق القضية مرة أخرى ، راجعها ، 
سطعت الحقيقة أمام عينيه ساخرة تصرخ اقتلني ، 
نعم سأقتلك لكن في الصباح.
يتبع....
لقراءة الفصل التاسع اضغط على : ( رواية تقى عبدالرحمن الفصل التاسع )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية تقى عبدالرحمن )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-