رواية مليحة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميمي عوالي

رواية مليحة الحلقة الثانية والعشرون 22 بقلم ميمي عوالي
رواية مليحة الجزء الثاني والعشرون 22 بقلم ميمي عوالي
رواية مليحة البارت الثاني والعشرون 22 بقلم ميمي عوالي
رواية مليحة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميمي عوالي

رواية مليحة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميمي عوالي



هادية خرجت بعد ماطفت النور عند مليحة و راحت قعدت قدام منعم و فوز و قالت : تحت امر حضرتك .. اتفضل اتكلم انا سامعاك

منعم : اكيد انتى بتسألى نفسك عن السر اللى بينى و بين مليحة

هادية : الحقيقة ايوة

منعم قام من مكانه و راح ناحية اوضته و هو بيقول : ثوانى و راجع لك

و بعد دقيقتبن كان رجع و معاه فى ايده صندوق على شكل حصالة بقفل صغير و اداه لهادية و هو بيقول : ده صندوق الامنيات بتاع مليحة

هادية مدت ايدها مسكت الصندوق و قالت بفضول : و يا ترى جواه ايه

منعم : من يومين .. كنا وقتها قبل النوم فقعدت مع مليحة و كتبتلها الامنية بتاعتها اللى قالتلى عليها و هى نقلتها فى ورقة بخطها و حطتها جوة الصندوق ده

هادية باستغراب : طب و ليه

منعم : اول يوم جينا فيه هنا لما نزلت انا و هى نجيب الاكل بتاع ريكس ، يومها فى الماركيت قالت لى انها فرحانة اوى لانها دعت ربنا كتير اوى عشان يرجع لها ريكس و اخيرا رجع ، و لما نزلنا صلينا الفجر سوا سألتها وقلتلها ياترى دعيتى ربنا بايه … قالت لى .. دعيت يبقى عندى بابا ، و يومها اتفقت معاها ان انا مكان باباها و تندهلى بابا ، و اثناء ما بنتكلم قالتلى انا هدعى ربنا بحاجات كتير اوى بس مش عارفة ربنا هيعملهالى و اللا لا ، و يمكن كمان انسى انا طلبت منه ايه

منعم اتعدل و بص لهادية و قال : يومها اتفقت معاها انها كل ما تتمنى امنية تكتبها فى ورقة و تحطها فى الصندوق ده ، و كل فترة تفتح الصندوق و تقرا الورق و تشوف ايه اللى اتحقق و ايه لا ، و اتفقنا انه يبقى سر بيننا ، و ان الصندوق ده يفضل عندى عشان احافظ لها عليه ، و حطت ورقة اول يوم و ماحطيتش تانى ، و كل يوم كانت تقوللى انها لسه ماعندهاش امنيات تانية ، لكن النهاردة الصبح قالتلى ان بقى عندها امنية كمان و عاوزة تحطها فى الصندوق ، و لما انتى دخلتى تعملى الشاى لقيتها جابت ورقة من اوضتها و قالت لى انها عاوزة تحطها فى الصندوق ، و راحت حطتها و جت نامت فى حضنى بعد ما قالت لى … انا حطيت الامنية بتاعة النهاردة ، فسألتها اتمنيتى ايه المرة دى ، لقيتها باسيتنى فى خدى و حضنتنى و قالت اتمنيت افضل معاك انت و ماما على طول و غمضت عينيها و نامت ، بس كنت حاسس انها زعلانة و خايفة و مش زى عادتها

هادية كانت بتسمعه و هى مش فاهمة هو ليه بيحكيلها كل الكلام ده فقالت له و هى بتشاور على الصندوق : طب انا مش فاهمة ، حضرتك بتدينى الصندوق دلوقتى عاوزنى احتفظ بيه و اللا اعمل ايه بالظبط

منعم مدلها ايده بالمفتاح بتاع القفل و قال لها : عاوزك تعرفى بنتك بتفكر فى ايه و عاوزة ايه

هادية : طب و انت فتحت الصندوق قبل كده و شفت اللى هى كتبته

منعم باحراج : مش هكدب عليكى و اقول لك أاه و لا هقول لك لأ ، لكن هقول لك انى مافتحتوش لانى كنت عارف هى كاتبة ايه ، لانها طلبت منى اكتبلها الامنية و هى تنقلها بخطها ، لانها لسه مابتعرفش تكتب اوى زى ما انتى عارفة ، لكن الامنية التانية … لسه ماشفتهاش ، لان مليحة كتبتها و احنا برة ، و رغم انها قالتلى عليها بس عاوز اشوفها و اشوف عملتها ازاى و عرفت تكتبها لوحدها و اللا لأ

هادية : و كانت بتتمنى ايه فى المرة الاولانية

منعم بتنهيدة : افتحى الصندوق يا هادية و اقرى بنفسك

هادية اخدت منه المفتاح و فتحت الصندوق و فعلا مالقيتش غير ورقتين بس ، و منعم شاور لها على ورقة منهم و قال لها ان دى اول امنية ، فهادية مسكتها و فتحتها لقت مليحة كاتبة .. عاوزة بابا منعم يفضل بابا على طول

فهادية بصت لمنعم اللى قال لها ، انا عارف ان الكلام مش جديد عليكى ، بس معلش بصى على الورقة التانية

هادية فتحت الورقة التانية لقت طبعا حروف داخلة فى بعضها و مش واضحة اوى لكن قدرت تفهم اللى مكتوب و اللى ما كانش اكتر من رسمة عبارة عن راجل مكتوب تحته بابا و ست مكتوب تحتها ماما و بنت صغيرة مابينهم و ماسكة فى ايديهم و مكتوب تحتها مليحة

هادية بقت بصة فى الورقة و متضايقة من تعلق مليحة بمنعم اللى بيزيد يوم عن التانى و هى مش عارفة الحكاية ممكن تخلص على ايه ، و لما فضلت تبص للورقة و هى ساكتة و باين عليها الضيق .. فوز قالت لها : ايه يا بنتى ، هى الورقة مكتوب فيها ايه مخليكى زعلانة اوى كده

هادية بانتباه : ابدا يا طنط ، دى راسمانا مع بعض

فوز مدت ايدها اخدت الورقة من هادية و لما شافتها ابتسمت و قالت : ربنا يحميها و يخليها و تشوفيها من احسن الناس

هادية بتنهيدة : يارب يا طنط

منعم مد ايده اخد الورقة من مامته و اول ما شافها ابتسم ابتسامة واسعة و بص لهادية و قال : انا عارف انك كل ما بتشوفى تعلقى انا و مليحة ببعض قلقك جواكى بيزيد ، و رغم انى كنت بستغرب قلقك ده فى البداية ، بس الحقيقة لما فكرت بعد كده لقيت ان عندك حق تقلقى ، و طبعا بعد المستجدات اللى حصلت ، اكيد عيلة فاروق الله يرحمه هيبقوا عاوزينكم دايما معاهم ، و طبعا لما الورث بتاعك انتى و مليحة يرجع احتمال مثلا تفكرى انك تسيبى المدرسة و تديرى الشركة بنفسك

هادية : ما اعتقدش انى هقدر ادير الشركة ، دى هندسة و مقاولات … هفهم انا ايه فى الكلام ده

منعم : بس مش هتبقى محتاجة شغلك فى المدرسة بعد كده ، فممكن مثلا الاقيكى بتقدمى استقالتك

مليحة بتردد : الكلام ده سابق لاوانه اوى دلوقتى

منعم : اللى اقصده انك ممكن تنشغلى و تبعدى و هيبقى عندك وقتها الف حجة و حجة ، و مش هتاخدى بالك ساعتها ان انتى اللى بتبعدبنا عن بعض و بتحرمينا من بعض

بس انا بقى عاوز افاتحك فى موضوع كده قدام ماما ، ما رضيتش اتكلم فيه قبل كده غير لما القلق بتاع موضوع فادية ده يخلص خالص

هادية : موضوع ايه ده يا ترى .. خير يا دكتور

منعم بحمحمة : برغم انى عارف ان يمكن ما تكونش دى الطريقة المثالية اللى اتكلم بيها فى حاجة زى كده ، بس الحقيقة الظروف المحيطة هى اللى فرضت ده

اسمعى يا هادية .. لو بنتك متعلقة بيا قيراط فانا كمان متعلق بيها اربعة و عشرين قيراط ، و مش هبالغ ابدا لو قلتلك انى لما بخرج ببقى معظم الوقت عاوز ارجع عشان اشوفها و اقعد و العب معاها اكنها بنتى و من صلبى ، و ربنا وحده اللى يعلم ان لو ليا بنت او ابن من صلبى ، انى ما اعتقدش ابدا ان تعلقى بيهم ممكن يكون اكتر من تعلقى بمليحة

و انتى لسه صغيرة و اكيد مش هتفضلى عمرك كله من غير جواز و اكيد هيبقى شغلك الشاغل علاقة مليحة بالراجل اللى هترتبطى بيه و يا ترى هيحبها و اللا لا و هيعاملها كويس و اللا لا ، و طبعا يوم ما هتقولى يا جواز الف مين يتمناكى … و انا اول الالف دول يا هادية وعشان كده انا بطلب ايدك و انا شبه متأكد انك يوم ما هتوافقى هتبقى متطمنة مليون المية على مليحة و هى معايا

فوز طول الوقت كانت السعادة هتنط من وشها و مستنية رد هادية بفروغ الصبر ، لكن هادية كانت قاعدة فى نص هدومها و مش عارفة ترد تقول ايه و لا عارفة تتصرف ازاى ، و كانت بصة فى الارض و هى عمالة تلعب فى صوابعها من الخجل و الاحراج

و اول ما منعم سكت ، فوز فالت ببهجة مالية صوتها : ده يوم المنى يا اولاد ان يتلم شملكم ، انا طبعا مش هشكر فى منعم لان شهادتى هتبقى مجروحة ، لكن انتى اكيد لمستى بنفسك اخلاقه و طيبته و حنيته و طريقة تعامله مع الامور ، و الحقيقة كمان فى المدة اللى عاشرتك فيها لمست اخلاقك انتى كمان و ادبك و تدينك ، و لو منعم بيحب مليحة الحب ده كله و متعلق بيها بالطريقة دى ، فانا كمان يعلم ربنا حبى ليها و ليكى اد ايه ، و اتمنيت ان منعم يطلب منك الطلب ده من فترة بس ماحبيتش اتدخل بينكم

هادية بصت لفوز بارتباك و هى بتتلاشى ان عينها تيجى فى عين منعم : احنا كمان اتعلقنا بيكم و حبناكم ، كفاية انكم عوضتونا عن وحدتنا و يتمنا طول الفترة اللى فاتت بس انا مابفكرش فى الجواز و الارتباط ابدا

منعم : يعنى انتى رافضة الفكرة نفسها و اللا رافضانى

هادية بخجل : الفكرة نفسها ، لكن حضرتك الف من تتمناك

منعم : بس انا مش عاوز من الالف دول غيرك انتى يا هادية ، انا خفت اتكلم اثناء مشكلة فادية ما ظهرت ، خفت فادية تستغل الحكاية دى بانها تطالب بحضانة مليحة ، و تبقى دى الذريعة بتاعتك فى الرفض ، لكن حاليا .. لو رفضتى هتبقى بترفضى بكامل ارادتك و هتحرمى مليحة منى و هتحرمينى منكم انتم الاتنين

هادية بصتله باستغراب فابتسم و قال لها : يمكن مايصحش اقول لك الكلام ده قدام ماما ، بس برضة ماينفعش اقولهولك و احنا لوحدنا و كمان ماينفعش ما اقولهولكيش … الحقيقة بعد وفاة نادين الله يرحمها اعتقدت ان قلبى مات و اندفن معاها ، لحد ما اتفاجئت بيه صحى من تانى و زى ما حبيت بنتك و اتعلقت بيها حبيتك انتى كمان ، لدرجة انى مابقيتش عارف انا حبيت مين فيكم الاول ، و لا حتى حبيت مين فيكم عشان خاطر التانية

هادية وشها بقى احمر اوى و عامل زى الطماطم ، فصعبت على فوز اللى قالت : خلاص يا منعم ماتكسفهاش اكتر من كده ، و انا هعتبر نفسى امك يا هادية

هادية بخجل : ده شرف ليا يا طنط

فوز : خلاص .. يبقى منعم هيسيبك كام يوم تفكرى كويس و بعدين تردى عليه براحتك .. ايه رأيك

هادية و هى بتبلع ريقها : حاضر يا طنط ، بس اعتقد كده ان مش من المناسب ابدا انى افضل هنا و انا بفكر

منعم : و ايه المانع

فوز : فى دى هادية عندها حق يا ابنى ، الاصول ما تزعلش ابدا

منعم : بس انا وعدت مليحة انها هتفضل هنا

هادية : معلش ، انا هتكلم معاها الصبح ان شاء الله ، و اتمنى انك تساعدنى انها ما تزعلش

منعم : لو وعدتينى ان انتى كمان تساعدينى فى ده

هادية : و عاوزنى اساعدك ازاى

منعم : زى ما هوافقك على اللى انتى عاوزاه ، ياريت انتى كمان توافقينى على الحاجة اللى انا عاوزها

هادية : مش فاهمة

منعم : يعنى بلاش نعارض بعض قدامها

هادية : اكيد موافقة

منعم : و اكيد انا كمان موافق

…………………………….

فى فيلا راغب ، فهد و فادى رجعوا من برة لقوا نهلة و احلام قاعدين فى الريسبشن مستنيينهم و اول ما دخلوا احلام قالت : ها .. طمنونا ، جت سليمة

فادى : ااه الحمدلله ، هى بس ممكن تسيب اثر بسيط على دراعه

نهلة : الحمدلله انها جت على اد كده

فهد و هو بيتلفت حواليه : اومال ماما فين

احلام و هى بتشاور على فوق : دادة هناء طلعتها اوضة اونكل راغب و طلعتلها كمان شنطتها و سابتها تستريح

فادى : حد طلع لها اكل

احلام : مارضيتش و قالت انها مش جعانة

فهد : طب انا هطلع ابص عليها

فادى : خدنى معاك

طلعوا و فهد خبط خبطة خفيفة على الباب فسمعوا صوت تهانى بيقول بهدوء : ادخل

فهد فتح الباب و دخلوا و هم بيقولوا : مساء الخير يا ماما ، لقوها قاعدة على الكرسى قدام صورة راغب ، قربوا منها و باسوا راسها واحد ورا التانى و قعدوا جنبها فلقوها قالت لهم بفضول : كنتم بتعملوا معاها كده برضة

فهد و فادى بصوا لبعض و سكتوا ، فتهانى ابتسمت بسخرية و قالت : لما كانت بتجيلى كانت بتقوللى ولادك طالعينلك يا تهانى ، و على اد ما كنت مقهورة من اللى عملته معايا ، على اد ما كنت مبسوطة انها بتعاملكم كويس و بتحبكم ، بس منين كانت بتحبكم و منين جالها قلب تق*تل اخوكم ، معقولة الطمع و الغ*ل يعملوا كل ده فى البنى ادم ، طب ليه ، طب وعمل لها ايه راغب كمان عشان تق*تله

فهد : كشفها و طردها ، و حكى لها بالتفصيل اللى راغب عمله فى فادية لما اكتشف الحقيقة

تهانى : تقوم تق*تله ، هان عليها بعد كل اللى عمله معاها ، و فاروق .. دى كانت دايما تغيظنى بيه و تقوللى ابنى البكرى قاللى و ابنى البكرى عمللى ، ازاى هان عليها .. ازاى قلبها طاوعها ازاى

فهد باس كتفها و قال : انسى يا ماما … حاولى تنسى زى ما كلنا لازم ننسى

تهانى برفض : انسى ابنى ، و اللا انسى جوزى ، و اللا انسى عمرى اللى ضاع منى و انا مسجو*نة بين اربع حيطان ، و اللا انسى الكهربا اللى اخدتها اللى لو اتوصلت بعمارة عشرين دور تنورها ، و اللا انسى حرمانى منكم ومن ولادكم ، و اللا انسى شوقى لضى الشمس اللى اتحرمت منه السنين دى كلها ، و اللا انسى انى لما كنت اعرف ان رمضان جه ، كنت بصومه و انا مخبية انى صايمة عشان ماكانوش هيسمحوا لى بحجة انى مش فى وعيى و لا صحتى … انسى ايه و الا ايه يا ابنى .. انسى ايه و اللا ايه

فهد : كل حاجة يا ماما .. لازم تنسى كل حاجة زى ما احنا كمان هنحاول ننسى ، انتى هتنسى السنين اللى بعدتيها عننا ، و احنا هننسى كل عمرنا اللى قضيناه معاها و احنا فاكرينها امنا

تانى بخفوت : كنتم بتحبوها

فادى بحزن : ماكناش نعرف لنا ام غيرها

تهانى : طب و دلوقتى

فادى : تزعلى منى لو قولت لك انى مش قادر اكرهها ، ااه زعلان منها ، زعلان اوى كمان ، لكن ماقدرتش اكرهها

تهانى باستغراب : دى قت*لت ابوك و اخوك

فادى : و سج*نتك ، و حرمتك مننا و حرمتنا منك ، و استو*لت على اللى مش ليها ، و حاجات كتير اوى يمكن مانقدرش نفتكرها كلها ، ، بس طول عمرنا كانت امنا

تهانى بغض*ب : انا اللى امكم مش هى

فادى بح*دة : عارف ، عارف بس سامحينى ، برغم كل اللى حصل لكن لسه مش قادر استوعب ، خططت معاكم و ساعدتكم عشان يتقبض عليهم ، لكن طول الوقت و انا حاسس انى جوة فيلم بتفرج عليه بنضارة البعد التالت و انى لو قلعت النضارة كل حاجة هترجع زى ما كانت

تهانى كانت دموعها نازلة على وشها و هى بتنقل عيونها بين عيون فادى اللى هو كمان عيونه كانت مليانة بالدموع ، فقرب منها مسح دموعها و باس راسها و قال لها : سامحينى ارجوكى ، انا عارف ان كلامى ده يمكن يكون وجعك اكتر من كل الوجع اللى شفتيه السنين اللى فاتت دى كلها ، بس صدقينى مش سهل ابدا ، انا كمان موجوع اوى .. اوى

تهانى بصت لفهد و فالت له بفضول : و يا ترى انت كمان موجوع زيه

فهد ابتسم لها و قال : كنت زيه كده وقت ما عرفت ، انا و فاروق اخدنا الصدمة مع بعض ، لكن مع الوقت كل شئ اتغير و عدى ، و اكيد فادى كمان هيقدر يعدى اللى حصل شوية بشوية

و مافيش ثوانى و فهد جاله تليفون و استغرب لما شاف اسم وليد على الشاشة لان الوقت كان اتأخر ، بس رد و قال بفضول : انا قلت زمانك روحت و نمت

وليد : انا فعلا كنت روحت بس جالى تليفون من دقيقتين خلانى هلبس و انزل ارجع القسم تانى

فهد : خير ، حصل حاجة و اللا ايه

وليد : البقاء لله يا فهد

فهد بفضول : مين

وليد : فادية انتح*رت

فهد وقف مرة واحدة و هو بيقول بذهول : ايه .. لا اله الا الله ، انا لله و انا اليه راجعون ، رغم انى كنت متوقع ان ممكن تحصل حاجة زى كده .. بس ما توقعتش انه يحصل بالسرعة دى ابدا ، طب انت محتاجنى دلوقتى

وليد : لا .. بس اعمل حسابك تسعة بالظبط تبقى عندى

فهد قفل الخط و هو باصص لفادى اللى الفضول كان ماليه و هو بيقول : فى ايه يا فهد .. مين اللى مات

فهد بجمود : فادية انتحرت

تهانى حطت أيدها على بقها و هى بتشهق جامد و بعدين قالت : ليه كده و ازاى ، ليه تعمل فى روحها كده ، خسرت دنيتها و اخرتها ، عاشت عاصية و ماتت عاصية ، لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم

فادى ما اتكلمش و سابهم و خرج راح على اوضته من غير حتى ما يتلقت لهم ، فتهانى قالت لفهد بحزن : خليك مع اخوك يا ابنى ، ماتسيبوش لوحده و هو فى الحالة دى

فهد طبطب على كتفها و قال : بالعكس ، هو محتاج يقعد مع روحه شوية ، و بعد كده هتلاقيه رجع لنفسه ، ماتقلقيش … بس قوليلى ، ماجوعتيش

تهانى : و مين له نفس يا ابنى

فهد : طب اجيب لك سندوتشات خفيفة كده

تهانى : لا يا ابنى ماليش نفس ، انا هحاول اناملى شوية

فهد : يعنى مش محتاجة حاجة

تهانى : لا يا حبيبى .. تصبح على خير

فهد باس راسها و قال لها : تصبحى على خير ، و لو احتاجتى اى حاجة انا فى الباب اللى قدام حضرتك على طول

تهانى : ماشى يا حبيبى ، ربنا مايحرمنيش منك

فهد خرج من عند تهانى و دخل الجناح بتاعه ، لقى نهلة موجودة و محضراله عشا ، و لما دخل قالت له : ها طنط مش هتاكل برضة

فهد بنفى : تؤ .. مالهاش نفس

نهلة : طب غير هدومك و خد شاور كده و تعالى انت كل ياللا ، انا عملت لك سندوتشات عشان عارفة ان زمانك جعت اوى

فهد قعد قدام نهلة و قال بخفوت : فادية انتحرت

نهلة بصدمة : ايه … امتى الكلام ده

فهد : وليد لسه مبلغنى حالا

نهلة بتنهيدة حزينة : ظلمت نفسها و ظلمت الكل معاها

فهد : ايوة ، ربنا يسامحها

نهلة باستغراب : انت بتدعيلها

فهد بحزن : رغم انى حاولت انى ما ابينش ده قدام ماما ، لكن مش هقدر انسى انها طول السنين دى كانت امنا حتى و لو بالكلام ، كانت عايشة معانا و وسطنا يا نهلة ، صحيح مشاعرى من ناحيتها اتغيرت من يوم ما عرفت الحقيقة ، لكن مش قادر امنع نفسى من الزعل عليها

نهلة : احنا بشر يا فهد

فهد : اللى زعلان عشانه فعلا هو فادى ، فادى مش قادر لسه يتجاوز اللى حصل ، عاوزك تتكلمى مع احلام و تخليها تحاول تساعده انه يتخطى اللى حصل

نهلة : من الناحية دى ماتقلقش ، احلام كانت لسه بتتكلم معايا تحت ، و قالت لى انها حاسة ان فادى مش هيقدر يتخطى اللى حصل بسهولة و قالت انها هتبذل اقصى جهدها انها تخليه يتجاوز كل ده

فى اوضة فادى ، لما دخل لقى احلام قاعدة مستنياه و برضة محضراله عشا ، واول ما شافته قامت راحت ناحيته و اخدته بالحضن و قالت له : انا عارفة انك موجوع ، حاول تفضفض يا فادى ، ماتكتمش جواك

فادى بخفوت : ماتت … انتحرت يا احلام ، ماكفهاش كل اللى عملته ، كمان موتت روحها

احلام بصدمة : ازاى عملت كده

فادى : الطريقة مش هتفرق ابدا ، المهم النتيجة ، و النتيجة انها ماتت

احلام سحبت فادى قعدته على الكرسى و قعدت قدامه على الارض و قالت : و هى دى الحقيقة اللى لازم كلنا نعترف بيها ، انها خلاص ماتت ، يعنى خرجت من حياتنا للابد ، و صدقنى … اكيد خير

فادى باستغراب : خير انها انتحرت

احلام برفض : لأ .. خير انها ماتت ، خير انها لما خرجت من حياتنا خرجت من غير ديول ، لا فى محاكمات و لا صور ليها ورا القضبان تفضل منغصة حياتنا شهور و يمكن سنين و احنا كل شوية بنسترجع معاها كل اللى عملته معاكم و فيكم

فادى : طب ما هو مسعود هيتحاكم

احلام : احنا مانعرفش مسعود و لا لينا بيه علاقة ، و لا عندنا ذكريات معاه ، مسعود بالنسبة لنا اكنه حرامى او هجام سرقنا و اتقبض عليه و هيتحاكم

فادى باقتناع : عندك حق

احلام طبطبت على ايده بحب و قالت : و طالما عندى حق ، يبقى ننسى و نرمى ورا ضهرنا ، و نلتفت بقى لشغلنا و مالنا و مال ولادنا اللى رجعلنا ، و تشوفوا هتعملوا ايه مع طنط تهانى و مع هادية و مليحة

فادى : هنعمل ايه فى ايه .. مش فاهم

انا مش فقيهة فى امور الميراث ، لكن اعتقد ان بعد تصحيح الاسامى و الاوراق و اللى اكيد هياخد وقت مش قليل ، لازم الميراث ينعاد توزيعه من اول و جديد ، و طبعا شركة فاروق هيبقى ليها كلام تانى خالص و اللا ايه

فادى بفهم : اكيد المحامين هيشتغلوا على كل الكلام ده

احلام : و لازم يتعمل اعلام وراثة جديد لاونكل راغب و لفاروق كمان ، عشان المفروض ان انت و فهد و طنط تهانى داخلين مع هادية و مليحة فى اعلام الوراثة ده
يتبع....
لقراءة الفصل الثالث والعشرون اضغط على : ( رواية مليحة الفصل الثالث والعشرون )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية مليحة )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-