رواية فراس ابن ليل الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن ليل الحلقة الثامنة والعشرون 28 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل الجزء الثامن والعشرون 28 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل البارت الثامن والعشرون 28 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن ليل الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سلمى سمير

ر
*************************
تباً لعزة النفس وسحقاً لواقع لا‌ يوجد به احتواء صادق.وحب من القلب، فأصعب شيء قد يكتب عليك التعايش معه عندما تجبر نفسك على تجاهل شخص كان يعني لك العالم بأكمله، فقد كنت تراه حبيباً، واليوم لا تدري من يكون.فبكت عيوني من صدمتي به، وردد قلبي الحزين بأحتراق، كيف للقلب أن ينساكم يا من في الفؤاد والروح سكناكم.

رفع راسه ونظر اليها بذهول غير مصدق انها امامه..؟!
نهض من عثرته ونظر اليه بحنين وشوق وضمها الي صدره بقوة واخذ يتلمس وجهها ووجنتاها وقال:
اماي انت حيه بجد كيف وكنت فين

ربتت علي خده بحنان وابتسمت له بمحبه:
ايوه يا فراس حيه، وهفضل حيه في جلبك وجلب خيتك، انا القوة اللي بتمدكم بالحياة، ياولدي
وخيوبن عليا كسرتك ووجعك، انت متولدتش للضعف يا ولد عمري، انت قوي من الله، لانك مسخر لرسالة لستها ما انتهت

امسكته من كتفه وجعلته يستقيم باعتدال وقالت بجدية:
اسمع يا فراس انا مت بعد.ما رسالتي انتهت وجه وقت رسالتك، موتي وموتت اهلي كان قدر و مكتوب، وانقاذي من اللي حصلهم،كان لاجلك ولادتك، لان علي يدك هيرجع الحق لاصحابه والمغدور بيه هيعاود وياخد حقه،
وخيتك لقاك بيها جريب معاها هتخلص كل الامك ورسالتك
ولازم تفهم ان ربنا ما وهبش ليك القوة وراجحة عقلك هباء
لاه ربنا وهبهم ليك لجل تكمل رسالتك وتنهيها بأمره هو بس

نظرت اليه بتحدى وقوة كي تشحذ همته وتشجعه علي المضى قدمًا في طريقه المكتوب عليه وقالت:
ريداك تجوي اكده وتخلع ضعفك عن جلبك الجوي،
واللي تهون عليه هو عليك اهون، مهرة ضعفك، لو جوتك كمل معاها لكن تكسرك تاني لاه، لو علي جلبك اللي عاشجها اخلعه وحطه تحت رجلك ودوسه عليه كي ما دوست علي حياتك ووهبتها للانتجام
اما ولدك اللي مات اوعاك تحزن عليه لانه نصيبك ونعيمك
في الاخرة هيكفر عنك ذنب لستك مخبرهوش
اللي جاي واعر ياولدى لازم تستعد ليه زين، ايام شقاك جربت تنتهي والحق هيرجع والسلسال هيعود واللي اتسرق هيترد لاهله، هي دي رسالتك وسبب ولادتك من الاساس
خلي ايمانك بالله قوي لانه هو اللي خلقك وادري بيك وبحالك
سلام يا ولدي وخلي بالك من نفسك وجلبك اوعاك تكسره، اللي يشتريك بالغالي اشتريه واللي يبكيك أوعاك تبكي عليه واتوكد الحبيب والغالي والاهل كله معاود كله معاود

اختفت حسنه كم ظهرت واستيقظ فراس من غفوته اوحلمه الذي لم يكن حلم فلقد رأي امه امامه وشعر بها كانها معه، فهو واثق انها رأها حقًا لانه كان بين النوم واليقظه،
نهض من امام المقابر اخذا عهد علي نفسه الا يجعل شئ يكسره بعد اليوم حتي ان كان عشقه لمهرة التي قتلت روحه وولده، وسيسعي بشده لانتقامه الذي هدا عنه بعد.زواجه
_____________
خرج من المقابر قاصدًا الجبل لكي يهرب من العودة الي الدار حتي لا يلتقي بمن قتلت روحه
وصل الي مقرهم قام الغول ورحب بهم بحفاوة وقال:
هما يا ولد منك ليه اشوي خروف لسيد الرجالة، اللي اول مره يشرفنا من ليلة الصلح

ضحك فراس من خلف قلب مثقل بالهموم وقال:
واجبك واصل يا خويا تسلم فينه جعبل كان رايد.يتحدد معايا

اعترض الغول بشدة وقال باصرار:
لاه يمين الله لتاكل معايا لوى ، ده حلال يا واد العم، وكمان انا رايدك في موضوع اهم من جعبل

تنهد فراس بقلة حيله:
وانا مش هوجع يمينك بس هاكل علي جد نفسي، ها جهزو الوكل علي ما تجول اللي عنديك

امر الغول احد.رجاله بتجهيز الطعام وقال لفراس:
دلوك المحلج خلص الحمد لله، والرجاله هيشتغلو فيه من السبوع الجاي، انا بجي هعمل ايه بعد.ما خلصت اللي
كلفتني بيه،مريدش اتسول جوتي يا واد عمي

ابتسم فراس بمودة وربت علي كتفه بشدة وقال:
ليه بتصعبها عليك يا الغول، انت ريس المطاريد وكبيرهم، وهتبجي ريس عليهم في المحلج اللي مش هيمشي غير بيك
انت دورك منتهش دا ابتدي لو رفضت تشتغل معاهم، هيفلت عيارهم ويستسهلو الرزق والجعده في الجبل
وجودك علي راسهم هيخبرهم ان ملهمش رده للحرام والجبل من تاني فهمت عليا يا واد عمي

طالعه الغول باستغراب وقال سائلًا:
وهو معجول العمدة هيجبل اشتغل ريس عليهم وعلي كل العمال سواء مطاريد او من اهل البلد

ربت علي كتفه بقوة وقال:
انت واحد من اللي اتعفي عنيهم،واللي صار عليهم يصير عليك لكن بمجامك وسطيهم وانت كبيرهم وحاكم لجامهم فهمتني

تهللت اسارير الغول واحتضنه بقوة سعيد بانه سيعول نفسه من الحلال، تنهد فراس وابعده عنه وقال:
اهدى عليا يا واد الناس انا مش متحمل حد يمسنا، اجعد وابعت شيع لجعبل خلينا اخلص من الليلة دي

اشار الغول للديب وقال له:
عسعس علي عجبل وبلغه ان فراس رايده هما يا خوي

ونظر الي فراس فلاحظ صمته الحزين وعيناه الساكن به الالم بوضوح فساله بقلق واهتمام:
مالك يا فراس حسك حزين ومش عوايدك تبجي اكده

اغمض عيناه لكي يحجب دمعه خائنة كادت تفر من مقلاتاه وقال بشجن :
خوك ولده مات جبل حتي ما يفرح بانه موجود وبيتخلق

نهض الغول وجذبه لكي يقف وضمه بقوة الي وربت علي ظهره مواسيًا:
واه يا فراس همك ثقيل ياخوي وحامله لحالك، خابر كي بتكون صعيبه اول فرحه لما تموت، كي ما مات ولدى بسبب طلجه جت فيه بالغلط واماتيه ماتت محصورة عليه، لكني جتلت اللي جتله لجل اطفي نار فراجه في جلبي
بس لا هديت ولا ناره انطفت ولساتي موجوع عليه علشان اكده حاسس بيك، لكن انت بختك زين عني لانه قضا ربنا

شفق علبه فراس من الم فراق ولده وشعر بمعاناته فتنهد بقوة وربت علي ظهره قائلا:
ربنا يعوضك عنيه خير ويبرد جلبك عليه، بس هما انت و اتجوز وربنا ان شاء الله هيرضيك من كرمه

ابتعد عنه الغول وابتسم له بمودة:
خلاص يا واد عمي العمر فات ومبجاش فيه جد اللي فات البركة فيك انت، شد حيلك وان شاء الله ربنا يكرمك بدل الولد عشر ويكونو عزوتك

اغمض عيناه بحزن وحدث نفسه بألم:
ياريت يا غول لكن اللي جاي مش دنيتي لجل اطلب واتمني العوض كان حلم ومات، حتي عشقي هخقنه جواتي لجل انسي المي وشوقي لولد يحمل اسمي من حبيبة جلبي

تنهد بقوة مطلقًا انفاسه المكتومه داخل صدره لتاخذ كسرته واحزانه كي تخلصه منهم، وزفر بعدها قائلًا:
فين جعبل مجاش لدلوك ليه انا رايد الدلي للدار مهمل مرتي لحالها

طالع الغول الطريق الي الجبل لعله يكون اتي لكنه لم يلاحظ شئ فابتسم حين اتي الرجال بالذبيحة وقال:
زين الوكل جهز اجعد كل لول وبعدها نشوف فينه راح جعبل

اكل فراس علي مضض لكي يسد جوعه، واثناء تناولهم الطعام حضر جعبل فاشار اليه فراس ليشاركهم فجلس لياكل معهم،

بعد.انتهائهم من تناول الطعام امر رجاله بحمل الطعام من امامهم وقال لفراس:
ههملك مع البو جعبل، وابعتلك تحبس بكبابي شاي

نهض وتركهم سويا فنظر فراس الي جعبل وساله:
خير يا جمال رايدني في ايه ومالك اكده عينك زايغة ومحتار حيرة العاشق، بتحب يا واد ولا إيه

ارتبك جعبل وضحك بتوتر وساله بحيرة:
ليه جولتيلي يا جمال اول مره من سنين طوال مش بتجولي غير يا جعبل

ابتسم بتهكم ورد عليه:
علشان انت مخبل، ولازم حد يفوجك ويخبرك انك كبرت
وبجيت راجل بحق ، واسم جعبل ميلجش برجل زين كيفك
جولي مالك وكنت ريدني في ايه وخلص بحديتك لان مش رايق ليك اليوم

ابتسم جعبل بتوتر وساله:
مالك بالك يا خوي ما انت اتجوزت اللي رايدها، ولا غياب خيتك لسته تاعبك وجالل راحتك

زفر فراس بحدة وىد علبه :
خلص في ليلتك وبلاش تتوه معايا في الحديت جولي مالك فيك إيه وريداني ضرور ليه

تنحنح جعبل وتلعثم فنظر اليه فراس بحدة كي يحثها علي الحديث فتشجع وقال بتردد:
رئيسة وسكت

تنهد فراس بضيق :
مالها رئيسة حصلها حاجه انطج منجصكش واصل

ابتلع ريقه ورد عليه بأيجاز :
من ميتي مزورتهاش وغايب عنيها، مش جولت خيتك، كي تهملها اكده من غير حماية

انتفض فراس وهب من جلسته وامسك في تلاليبه:
انطج في حد مسها بسوء الله في سماه اطلع اللي فيا فيه
خلص يا جمال مالها رئيسة وفيها إيه

هز راسه بالنفي فتركه فراس وتنهد براحه فقال :
رايدها يا خوي، رايد رئيسة تكون حلالي، عيني عليها مش بتهملها، لا جادر انام ولا اكل من يوم عشجها سكن جلبي، رابدك تحديتها وتجولها اننا من توب بعض لا هعض فيها ولا تعض فيا بفجري وجلة نسبي جولت إيه

ضحك فراس بقوة وجذبه لحضنه وقال:
واه يا زين ما اخترت ،وانت راجل زين وتليج بيها وانا هطمن عليها معاك، اوعدك الليلة هحددتها ولو سمعت لي، جوزك منيها السبوع الجاي وعلي حسابي وهجيم ليك ليلة تحكي عنيها البلد كلتها

تنفس جعبل الصعداء فابتسم له فراس واكمل:
مكنتش غلطان لما جولتك يا جمال،همل اسم جعبل ده لجل الناس ما تعايرها بيه،انت جمال واللي يجول غير اكده شج راسه وانا في ضهرك متخافش

تهللت اساريره واخذ يقفز ظن الفرحه وقبل راسه قائلًا:
انت خوي ورفيجي وسندى وعزوتي يا واد عمي الله لا يحرمني منيك ويباركلي فيك يلا ندلو بجي لجل تروح ليه

اخذ فراس شاله ولف به راسه وربت علي ظهره وقال:
وانا عند وعدى هدلي من الجبل واروح ليها هما اخلصلك حكايتك جبل ما ربنا يحكم بقضاه واهملكم كلتكم
وغامت عيناه بحزن وغضب،مما جعل جعبل يخاف عليه من القادم الذي سيكون صعب علي الجميع وليس فراس وحده
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .
نزل فراس من الجبل برفقة جعبل وذهبا سويًا الي دروب الغجر، قاصدًا زيارة رئيسة التي ما ان سمعت صوته بالخارج وهو يلقي السلام علي من يمر عليهم
اندفعت من خيمتها وجرت عليه ووقفت امام حصانه تتامله
وفجأة اجهشت بالبكاء،
ترجل من علي صهوة حصانه واخذها تحت جناحه ودلف الي خيمتها واجلسها وكفكف دموعها وقال:
حجك عليك لاني هملتك بس كنت واعي انك بخير وماحد يجدر يمسك بسوء لانك تحت حمايتي

القت راسها علي صدره واخذت تنتحب بشدة وقالت:
مش زعلانه منك انك هملتني لاني خبراك سعيد ومرتاح، لكني اشتجت ليك يا خويا رغم انك ما جصرت وكل ليلة جعبل راجلك بيهتم فيا لحد ما ادخل انعس

ربت علي شعرها بحنان وضمها الي صدره باخوة:
اخيرًا جولتي خوي، علشان عجلتي انا عندي ليكي بشرة، بس لول لازم تخبري اني جصرت ونسيتك في عشجي لمراتي، وجمال كان بيتهم فيكي لحاله لانه رايدك

رفعت راسها عن صدره ونظرت الي بتعجب :
جمال مين اللي اهتم فينا، والله ما كان في غير جعبل كان كي السبع ما بيسمح لحد يجرب مني ويضل جاري لحد ما ادخل خبمتي ومكنش يمشي غير لما يتوكد ان نعست
الله يباركله فعلا ونعمة الصديج والاخو لكن جمال اللي بتجول عليه انا عمري ما ريته ولا اعرفه

طلب منها فراس الهدوء وخرج خارج خيمتها وعاد بجمال وقال لها وهو يقدمه لها:
هو ده جمال مينفعش تجلي منيه وتجوليلي جعبل شيفاه حمار حصاوى ولا رجل،والبشرة اللي عندى ليكي لانها طمنت جلبي، فاكرة لما جولتيلك بكره ربنا يرضيك براجل يعشجك
جمال عاشجك ورايدك حلاله جولت ايه يا خيتي

ارتجفت رئيسة من الصدمة وشعرت من نظرت جمال اليها بالارتباك وخافت ان ترفضه فتخسر قلب عشقها لنفسها رغم عدم نسبها، وذلك بعد ان سلمت امر عشقها لفراس الي الله واستكفت بكون اخيها فابتسمت بوجهه وسالته :
هو انت اسمك جمال، واه اسم زين ولايج عليك، بس انا مخبراش اجولك ايه رايده وجت اشاور عجلي فيه، لكن اطمن مدام فراس راضي باذن الله هكون راضيه كيفه

تقدم منها جمال وقال بشوق:
طيب ما تبشريني وتفرحي جلبي بجبولك، وواوعدك اصبر انشالله العمر كله لحد ما تتشاور حالك ولو رفضيتني بعديها والله ما هيأس من استرضاءك غير لما هتكوني حلالي،

تنهدت بقلة حيلة فضغط فراس علي كتفها وقال:
وافجي يا رئيسة مش هتلاجي راجل يجدرك جدية، وكي ما جال انك من توبه، وافجي يا خيتي وطمني جلبي عليكي

رفعت عبناها اليه ورات حزنه الذي تتضاعف واحتارت فيه واشفقت عليه من همها فقالت لكي تريحه وايضا بالا تخسر جمال الذي يعشقها بجنون:
مدام هيريحك وانت راضي انا راضية يا خوي،ولانك ولي انا ههمل كل حاجه ليك واللي تجوله سيف علي رجبتي

ضمها اليه بقوة وكذلك جمال وقال له :
طيب زغرطي وافرحي زفافك عليه السبوع الجاي،وانت يا جمال هتشورها،وتجيب ليها دهباتها كي كل عروسة بالبلد
ولا ناسي انها في مجام خيتي فاهم

اؤما له بالموافقة ونظر اليها بسعادة والفرحه تتراقص بقلبه لتشعر رئيسة بالراحه لانها عثرت اخيرًا علي شريكها الذي قبلها بخيرها وشرها وسيحمي عرضها ولن يتاجر بيه مثل اغلب رجال الغجر ما بيتاجرو بزوجاتهم الجميلات، فاقسمت أن تكون وفيه له كي تشرف اخيها التي تفتخر بمقامها لديه،

اطلقت رئيسة الزغاريد تفرح لنفسها ،فجعلت كل من بالخيام يخرج ويتسال عن السبب وحين عرفو بان تمت خطبتها اقامو ليها الافراح واصرو علي ان يقضو ليلة سمر فرحتنا بها، واستمر سامرهم الي الفجر فتركهم فراس منهك القوي وذهب للزواية لكي يصلي الفجر،وبعدها ظل بها يدعو الله ان يقويه علي نفسه وعلي ما هو قادم،ظل هكذا الي ان اشرقت الشمس
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .
في دار فراس
بدا القلق يتسلل الي قلبها بعد.خروجه غاضبًا عليها ،كارهًا لها
فجلست علي احر من الجمر، تنتظر رجوعه بفارغ صبر،كان عندها قليلًا من الامل بانه سيعود، لكي تطلب منه السماح والمغفرة بعد ان كسرته ورات دموعه لاول مره التي كانت هي سبببها برعونتها وغباء تفكيرها،
لكن ليس دموعه ما المتها بل وجعه وألمه المستكين في نظرات عيناه،بكلمات لم ينطقها لكن مزقت قلبه الحنون اشلاء،
اشرف النهار ان يولج ولم يعود فراس، وتعاصفت الافكار السيئة بعقلها الذي جعله تجرحه وتشطر روحه الحزينة نصفين، بين عشقه لها وبين كرامته التي اهدرتها ورجولته وكبرياء الذي كسرتهم بلا رحمة

مر عليها الوقت ثقيل ومتعب، ولم تعد تقوى علي الانتظار اكثر من هذا،دلفت الي غرفتها وارتدت الملث وطرحته وقبل ان تفتح الباب لكي تخرج في رحلة البحث عنه
دخل هو من الباب، ووقف امامها بعيون حمراء اذبلها الحزن،
نظر اليها ببرود وتحاشاها لكي يكمل طريقة دون ان يسالها عم كانت تفعل بهيىته هذا قرب الباب او لماذا ترتدي ثيابها، اوعلي إين كانت ستذهب في هذا الساعة من الصباح الباكر،

تركها تتخبط في افكارها ودلف الي غرفته دون ان يحادثها ونزع عنه جلبابه وابدله باخر وكذلك شاله
كان هذا دليل علي خروجه مرة اخري، حين راته مقبل علي الخروج وقفت امامه وقالت برجاء:
فراس ارجوك اسمعني ارجوك، انا خابرة اني غلطانه لكن ما تلومنيش لحالي انت كمان عليك الملامة

ازاحها بحركه من يده ليبعدها عنه وذهب الي الباب دون الرد عليها ، امسكت ذراعه وقالت:
رايح فين ومهملني لحالي وانا اكده، انا تعبانه وريداك جاري ده حجي عليكي ولا ناسي اني مرتك وحلالك

خلص ذراعه منها بسهوله ونظر اليها بعيون ادماهم الالم والحزن وكسرة الفؤاد وقال :
عمرك ما كنت مرتي ولا حلالي، خلصت حكايتنا يا مهرة كملي نفورك مني ومن مالي للنهاية واخرجي من داري انت بعملتك جطعتي كل اللي بينتنا ومبجاش لينا عيشا تاني مع بعض،

وهز راسه بحزن ونظر اليه بتحدى وقال:
رايدا تلوميني، لوميني لانه ذنبي اني عشجتك اكثر من روحي ووهبتك اسمي وجلبي وروحي، بس جبليها لومي نفسك لانك محاولتيش ولا مره تعرفيني زين،
حديت بوكي عني وكرهي لي، عما عيونك وطمس علي جلبك وخلاكي اتسببت في موت ولدى، وانا مش مسامحك يا مهرة
ولاول مهرة هجولهالك بعد ما جتلتي روحي بيدك، لو رايدا تعاودي دارك بوكي وتطلجي انا موافج خلاص مبجتش رايدك
وفتح الباب علي مصراعية واكمل حديته الحزين:
اتفضلي الباب اهو جدامك واديكي جاهزة ولابسه خلجاتك خطي بره ويميني هيجع عليكي في وجته

كفكفت مهرة دموعها التي زرفتها بلا توقف حسرة وندم، لقد خسرت حبها وكسرته والمته بقسوة، بعد إن خانة ثقته بها ، كيف كانت بين احضانه ولم تعرفه جيدًا وتقدره او تصدق قوة أيماته ونقاءه جوفه من الحرام
كيف لم تحافظ علي هذا الرابط الرقيق في هيئته، القوي في ترابطهم ببعضهم اابعض وقطعته هي بكل استهتار ورعونه
كيف اعمي بصره وكذبت نفسها حتي غفلت قلبه النابض بحبها وعشقه له، فكيف ياذي الحبيب حبيبه وياكله الحرام، كم كانت غبية لكنه لم تقصد او تريد ان يحدث ما حدث

جثت تحت اقدامه تطلب منها العفو والسماح ،وفرصه اخرى تثبت لها حسن نيتها وسوء تقديرها له ولظروفه معها، وعشقها الذي جعلها تقبل به رغم كونه ابن ليل شكها في مصدر ماله، الا يشفع لها هذا ويجعله يتاكد انها تحبه اكثر من نفسها ولهذا فضلت الموت علي ان تصارحه وتصدم اذا كان ياكل الحرام:
ارجوك يا فراس جلبي مش هيتحمل فراجك سامحني لجل ربنا بالله عليك ما تخلي غضبك مني ينسك حبك

اخذ فراس نفس عميق وشفق علبها من اذلال نفسها له، ومد يدها لكي ياخذ بيدها الممدوده اليه باستجداء وقال:
جومي يا مهرة انت بتحاكي جلب انت جتلتيه، فراس كان عايش بيكي وليكي وانت دبحتيه، مبجاش غير جسد، من غير روح او جلب فاضل بس تدفنيه، همليني لحالي يا مهرة وروحي لحالك اللي بينا انتهي وللابد
كي اماي ماتت جبل ما تحرج حالها، انا زيها دلوك ميت ولاني مريدكيش معايا حتي في الاخرة مش هتبجي علي ذمتي:

دفعها نحو الباب بقوة لكي تخرج وقال لها بكل اصرار وحزم:
مهرة انت طال.......

وضعت يدها علي فمه ودخلت في موجة بكاء هستيري:
لاه مش هتطلجني يا فراس، انا هفضل مرتك لاخر يوم في عمري فاهم، لكن لو مصر، الله في سماه لو جولته وزعطني برات دارك لروح ارمي نفسي في الريِِاح

امسكها من ذراعها ودفعها الي داخل داره واغلق الباب ودنا منها وعيونه تقدح شرار ونار وثار عليها قائلًا:
بتحلفي عليا يا بت سمعان، بتهددني والله وجه اليوم اللي حرمه تهدد فراس، انت لو راجل كنت فرفط روحك ما بين يدي دلوك ورميت اتا جتتك في الريِاح،

دفعها بغيظ لتقع علي الدكه وضع احد اقدامه بجوارها ونظر اليها من علياءه شزرًا واكمل ثورة غضبه عليها:
خابرة يا مهرة عشجي ليك بجي فين تحت رجلي، وكي ما دبحتيني وجتلتي ولدى بسوء ظنك،انا خلعت جلبي وحطتي تحت رجلي وهرسته ومعاه مات حبك، انطفي جوتي عشجي ليكي ومبجتش طايج اندرك جدامي واصل، كي ما بيجولو علي جد العشق بيكون الكره، وانا مريدش اندرك تاني جومي هملي داري واخرجي من حياتي اللي خلتيها كي الجبر لكل حاجه حلوة كانت بينا والمجبور مدفون يا بت سمعان وانتهينا

انزل قدمه ارضًا وعدل من هندامه ونظر البها بقسوة:
هما لمي خلجاتك وروحي دار بوكي وورجتك هتوصلك هنكي

لم ترد عليه ودلفت الي المطبخ وعادت وفي يدها سكين ومدت به يده اليه وقالت بعناد واصرار:
مش هخرج من داري غير ميته لجل تدفني، هدفع جزاء موتي لولدى منيك وهموت كي ما مات لكن مش ههمل حياتي معاك لانها هي والموت واحد، خد اجتلني يافراس لو رايد تطلجني،
زعلان اني اجسمت عليك، ومزعلانش علي جلبي اللي هيموت وراك ، بتجول دست جلبك ومات طيب عيوني اللي كانت بتنور ليلك، وروحي اللي عشجتها وكانت الحلاه في حياتك
كل ده دست عليه طيب اعيش ليه
خد سيح دمي لجل تشفي غليلك وتبرد نارك علي ولدك،
بس ولدك اللي مات ده كان من دمي ووجعي جد وجعك حاسس اني خونتك صوح لكن ما قصدتش واصل ،بيكفي ندمي اللي بيجتلني لاني عصيت ربي ودفشت نعمته عليا،

تنهد بالم واشاح نظره بعيد عنها ولم يرد عليها كانها اصبح شخص اخر غير فراس الذي هام عشقًا بها وخطفها لعدم احتماله ان تكون لغيره، دارت ووقفت امامه فرات الشفقه في عيناه نحوها انهارت باكيا وقالت بتصميم:
مريدش شفجتك عليا يا فراس رايد عشجك وحبك يا رجلي، كنت عايشه في نعيم حبك مريدش اجل عنيها، ياريت نظرة الكره ظلت بعيونك كانت اهون عليا من شفجتك
لكن دلوك اتوكدت اني مت في جلبك لاني مبجتش ااثر فيك لا بطيب ولا رضي لدرجة بجي اللي بينتنا شفقة، مدام موت بموت، انا هخلص روحي بنفسي دلوك واريحك

اخذت السكين ووضعت نصله علي قلبها وتجهزت لكي تغرسه فيها كي تنهي حياتها البائسة بعد خسارتها لعشق فراس،
غامت عين فراس ببرود وحامت علي صفحة ووجهه بجمود ولا مبالاة، ثم ابتسم بتهكم وتركها تكمل ما تريد فعله،
اولها ظهره وابتعد عنها مغادرًا الدار دون إن ينبث ببتت شفا
وقبل ان يغلق الباب خلفه سمع صرخه قوية اطلقتها مهرة بعويل....؟
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .
يتبع...
لقراءة الفصل التاسع والعشرون اضغط على : ( رواية فراس ابن ليل الفصل التاسع والعشرون )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية فراس ابن ليل )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-