رواية فراس ابن ليل الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن ليل الحلقة السابعة والعشرون 27 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل الجزء السابع والعشرون 27 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل البارت السابع والعشرون 27 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن ليل الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سلمى سمير

. .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
خسرت كل شيء، ولم أعد أحلم بأي شيء بعد ما ضاع حلم وتحطم علي صخرة الحقيقة، الهدوء هو كل ما أطمح إليه
بعد ما احتفظت بمبادئ روحي، خذلنا القدر وضياع كل شيء.

لم يستوعب فراس حديث الطبيب اليه وساله بذهول:
بتجول ايه كيف يعني مرتي سجطت هي كانت حبله

شعر الطبيب بصدمة فراس وحزنه العميق فربت علي ظهره وشد علي يده برفق وقال:
ايوة كانت حامل بس واضح انها مكنتش تعرف، الحمل كان لسه في مرحلة التكوين وضعفها العام اتسبب في الاجهاض
باين انكم لسه متجوزين جديد وده كان اول حمل،
بس متقلقش هي بعد عملية التنظيف هتقدر تحمل تاني باذن الله ، بعد اسبوع تعالي بيها مستشفي المركز نعملها التنظيف وهتبقي كويسه جدا، بس لو بتفكرو بحمل تاني لازم تسترد صحتها الاول والانيميا تختفي دي نصيحتي ليكم

اخذ يكتب علي ورقة العلاج ثم مد يده بها اليه وقال:
كتبت ليها علي مجموعة فيتامينات لازم تواظب عليها وخلال اسبوع او اتنين بالكتير هتتحسن لو التزمت بالعلاج والتغذية

تناول منه فراس ورقة العلاج والحزن يقتله ومزق قلبه فقال:
متجلجش يا دكتور انا هوعي ليها من اليوم وطالع، اتفضل معايا اعاود بيك لمستشفي المركز

اوقفه الطبيب باشارة من يده وقال برفض تام:
لاه انا هرجع لوحدى معنديش استعداد اركب الحصان تاني انا رضيت اركبه وجيت معاك لما حسيت بخوفك علي زوجتك
لكني هدبر حالي خليك انت معاها

خرج الطبيب وانهار فراس علي الدكة وقال لنفسه بحزن:
واه يا زمن مش كفاية وجع والم وحرجت جلب ميتي ترحمني وتجدر لي الخير وتسعد جلبي حتي لو لوجت جصير
عليه العوض ومنك يا الله العوض

ثم تنهد بقوة وكفكف دموعه التي خانته وهربت من مقلاتاه:
استغفر الله العظيم واتوب اليك،راضي يارب وحامدك وشاكرك رضي بقضاك وطالب رضاك،
صوح الولد املي اللي بترجاه منيك لكن مهرة عندى بالدنيا الحمد لله انك سلمتها لي من كل شر واذي

نهض فجاة وعاد لعنفوانه نافضًا عنه الانكسار والحزن والالم ونادى علي انعام زوجة وهيب وقال لها :
بجولك يا خيتي رايدك تراعي مهرة لحد ما تجوم من شدتها
ومريدش تخبريها انها سجطت دلوك لحد ما تشد حيلها

نظرة اليه انعام بحزن وقالت مواسيا:
لستكم صغار والعمر جدامكم وإن شاء الله تتعوض بس المهم كي ما جولت تجوم ليك بالسلامه
انا هروح الدار ادبح ليها فروجة مرباي، تتجوت بيها وتشد حيلها، والحمد لله انها كانت لستها في لول

اؤما لها فراس بالموافقة وقال:
طيب خليكي معاها هبابه علي اجيب ليه العلاج واجي طوالي مش هغيب عليكي عن اذنك

خرج فراس من الدار لكي ياتي لها بالعلاج وايضا يطلق ما في نفسه الحزينه بعيد عنها حتي لا تشعر بألمه لفقد حلمه في طفل يحمل أسمه ويكون منها هي تؤام روحه وعشيقة قلبها،

بعد مغادرة فراس استفاقت مهرة ونظرت فيما حولها تبحث عنه، فرات انعام زوجة وهيب برفقتها تبتسم لها وتقول:
خلعتي جلوبنا عليكي يا مهرة مالك اكده ياختي عدمانه ومسلوله، هو فراس مش بيوكلك ولا إيه

غامت عيناها بقلق من إن تكتشف سرها وقالت بتوتر ملحوظ:
لاه ياختي فراس مش مخلي في نفسي حاجه واصل، بس انا اللي معدتي فازعه ومفيش لجمة بتفضل في جوفي
حتي هو كان رايد ياخدني وندلو للمركز نكشف هنكي وحصل اللي حوصل بس هو فينه فراس

قبل ان ترد عليها انعام دخل فراس بابتسامة رضا تزين ثغرة
ودنا منها اثناء خروج انعام وتركهم سويا فقال بلهفه :
جارك يا جليبي هروح فين انا هضل جارك لحد ما تجومي بالسلامه وتعاوي لصحتك وتصيري زينه كي ما كنتي

نظرت اليه وإلمها حزنه العميق الساكن عيناه وجعلها حمراء ككاسات الدم، حزن عليها وعلي حالها الذي كان هو سبب به دون إن يدري لاستحلاله الحرام
همت إن تصرح له لعله يراجع نفسه ويرحمه نفسه ويرحمها من عذاب النار الا أنه سبقها وامسك يدها وقال:
اه يا مهرة خلعتي جلبي عليكي ياجليبي ، كنت خايف اخسرك يا اغلي هدية من الله،
خابرة انت بس تجومي لي بالسلامه والله في سماه لاخدك واسافر لمصر ازورك الأوليا كي ما اماي كنت بتعمل وباذن الله ببركة دعانا الي الله في بيوت ال البيت هتعاودي زينه واكثر

طالعته بحيرة وزاد شكها من إن ماله حرام ولهذا يريد زيارة اولياء الله الصالحين لكي يتوب في بيوت من بيوت الله التي يقصدها الكثير والكثير فقالت له بتاكيد:
ياريت يافراس بس رايده منيك بعديها تجولي كل اسرارك
من اليوم ورايح لوجت خروجك من الاصلاحية، وليه جتلت العمدة وشيخ الغفر ومين منصور ده، كل حاجه عنيك

غامت عيناه بشكل خطر ونهض من جوارها ونظر اليه بريبة
وارتباك، ثم تنفس بعمق وقال وهو يضع يده علي بطنها:
جولتها سابج وهجولهالك تاني فراس هيكون كتاب مفتوح ليكي يوم ما ولده يكون في حشاكي
شدي حيلك وفرحي جلبي بذرتي جواتك وانا هوفي بوعدى واحكيلك كل اسراري لانها هتكون همك كي ما هي همي

ثم اخذ نفس عميق وكتم حزنه بداخله وابتسم لها بحنان:
المطلوب منيكي دلوج تتجوتي زين وتاخدى علاجك لجل تجومي لي بالسلامه وتحققي حلمي بولد لي منيكي

اسبلت عيناها في حزن،تسالت مع نفسها،هل أستسطيع انتظار الحمل كي تصرح لها ام تواجهه بما يقل راحته معه وظنها به، قبل ان تموت من عزوفها عن الطعام وصيامها الدائم

استغرب فراس صمتها وعيناها الزائغة بذبول واعياء جلي فجذب رأسها الي جوف صدره وقال:
اه لو تجوليل إيه صابك وخليكي بجيت كي الميته، معجول حزنك علي زعل بوكي منكي يعمل فيكي كل ده
اجولك يومان يا جليبي اتوكد انك بخير واروح احب علي راسه لجل يسامحك ويعاود يزورك

هزت راسها برفض وقالت:
لاه يا فراس مش وجته، مريداش تروح ليه لانه هيكسفك انا خابره بوي زين وخابره قد ايه كارهك وكارهني دلوك بلاشه

غمغم فراس بريبة وشعر بأن ما تعاني منه زوجته ليس حزن علي زعل والدها بل شئ اخر تداريه عنه، فهم إن يسالها لتدخل عليهم انعام وهي تحمل صينية الطعام وقالت:
جوم يا فراس من جارها خليني اوكلها جبل ما تاخد علاجها،

نظرت مهرة الي الطعام الذي اتت به انعام ،وقرصت عليها معدتها من الجوع واشتهت نفسها اليه الا انها ابت ان تاكل منه ظنًا بانه من مال فراس، فبررت رفضها لشعورها بالاعياء

قطعت انعام قطعة من الدجاج ومدت يدها الي فمها وقالت:
اسمعي يا بت الخوجه، انا مش هجوم من مطرحي واصل الا لما تاكلي الفروجه كلتها، دا انا دبحتلك اكبر فروجه في داري

تنهدت مهرة بارتياح وقضمة ما بين يداها بشراهه وقالت:
وانا مجدرش ازعلك، حاضر هاكل بس علي قد نفسي

ابتسم فراس بسعادة حين راها تاكل ولاحظ شراهتها ولهفتها علي الطعام فقال بمزاح:
واه بين الفروج بتاعك يا انعام فتح نفسها علي الوكل،

مد يده في جلبابه واخرج حافظة نقوده واخرج منها مبلغ من المال وناوله الي انعام وقال:
بجولك إيه خدى الجرشنات دول وهاتي كل يوم لها فروج واعمليه بيدك كي ده لجل تاكل وتتجوت

رفضت انعام اخذهم وارجعت يده الممدوده بالنقود وقالت:
والله ما يوحصل، مدام نفسها اتفتحت هدبح ليها كل يوم فروجه واكله ليها بيدى ان شالله ادبحهم كلتهم
انت خابر مهرة كي خيتي وانت نسيبنا وده حقكم عليا ولا ناسي ان خيتك هتكون سلفتي ومرت واد عمي خلدون

ضحك فراس وعاد ومد يده بالنقود باصرار:
طيب خدى هاتي ليها فروج وربيهم معاكي مدام ما فزعتش منيهم كي الفروج والوكل اللي بتعملهم بيدها،مع ان وكلها شهي ولذيذ وحلو جوي واصل

نظرت اليه بارتباك ودفعت المال اليه وقالت :
غصب عنيها يا واد عمي معدتها كانت تعبانه وفازعه بينها كانت بردانه والحمد لله راجت فهمت

هز فراس راسه مؤكدًا فهمه علي ان حملها كان سبب تقياها باستمرار وليس الاكل، فتنهد وقال:
طيب انا ههملكم وكليها زين وبعدها تاخد العلاج وهمليها ترتاح،وانا هروح لشيخ الجامع لجل يشوف حل مع بوها

استوقفته مهرة قبل ان يغادر وقالت له بحنان:
طيب تعالي كل ويايا انت كمان محتاج تتجوت، خد دي من يدى وحياتي عنديك ما تردها

ابتسم لها فراس بقلب حزين واخذ منها ما اعطته أياه وقال:
حاضر هاكلها بس صدقيني انا شبعت لما لجبتك بتاكلي، انا اللي رايد احلفك بحياتي لو غاليه عليكي طيبي بسرعه لجل خاطري، انا محتاجلك جوي يا مهرة

تاملت ملامحه وعيناه التي ترقرقت فيها الدموع فتنهدت بقوة وهي تحسد نفسها علي عشقه لها ولهفته عليها التي جعلته يشعر بكل هذا الحزن واللوعه لمرضها فقالت:
حاضر يافراس هطيب بسرعه لجل تاخدني وتزورني اولياء الله كي ما وعدتني بس علي شرط انعام توكلني من يدها لجل اتجوت واقوملك بسرعه اصل وكله حلو جوي جوي

عانقتها انعام بحب وقالت:
وانت جيتي في جمل كل يوم هدبحلك فروجه واتنين كمان المهم تقومي لينا بالسلامه وصحتك تبجي زين
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
مر اسبوع وبدات مهرة تتحسن وعادت بعض الدموية الي وجهه الشاحب وذهب عنها الهزال والضغف العام،
بعد عناية فراس بها الذي لم يتركها وكرس كل وقته لها مع اهتمام انعام التي كانت تطعمها بنفسها لكي تاكل بعد إن لاحظ فراس انها تستلذ ما تاتي به اليها وصارت صحتها في تحسن

بعد اسبوعان عادت مهرة الي وضعها الطبيعي واستطاعت ان تنهض من مرضها قوية كم كانت قبل اتمام زواجها بفراس، لهذا طلبت منه زيارة مصر كم وعدها لكي ينال التوبة،
الا ان فراس طلب منها ان تهيئ نفسها للذهاب معها الي مستشفي المركز لكي يطمئن عليها بعد النزيف الذي اصابها،
وهي الي الأن لا تعلم سببه و أنه اجهضت طفلها
وافقت علي مضض بالذات بعد ان توقف النزيف وعادت اليها صحتها ورونقها وخافت ان يعاودها المرض إن لم يتوب لله عن الحرام

تركها تتجهز وذهب هو الي بيت وهيب جاره وكان جعبل بانتظاره يحمل قفص من الفراخ الصغار،
فتح وهيب الباب وطلب منه الدخول،:
اتفضل يا واد عمي ادخل وطمني كيف حال مرتك اليوم

رفض فراس لانه علي عجل من امره وقال له:
اسمع با خوي انا جبلت تعب مرتك وجولت خوات ونسايب، ولجل تريحني رايد منيك تجبل مني الهدية دي واحلفك بالله وحياة كل غالي عليك ما تردها
وطلب من جعبل ان يدخل قفص الفراخ الصغار الي الداخل،

استغرب وهيب هدية فراس لكنه لم يستطيع رفضها،لكن حين علم من زوجته سبب هديته استغرب منه ومن افعاله، لانه لا يريد ان يحمل احد جميل عليه لهذا ردها
قبلها مرغمًا ليس خوفًا منه لكنها قدمها في شكل هدية وليس سداد او ثمن لوقوفهم بجواره في مرض زوجته،
لهذا لم يستطيع رفضها، سيرًا علي قدوة نبينا كم كان يقال في الاثر النبي قبل الهدية

تركهم فراس بعد ان شكر انعام علي وقفتها معهم وعاد الي داره طالبًا من مهرة السرعه قائلًا:
همي يا مهرة الركوبة جاهزة ومريدش نتاخر

خرجت اليه مهرة وابتسامة هادئة تزين ثغرها وقالت:
وحياة الغالي عنديك بعد ما تطمن عليا رايده منيك ندلو مصر نزور الاوليا حسا اني هرتاح بعديها

ربت علي ظهرها واخذ بيدها الي السيارة التي استاجرها لكي ياخذها الي المركز وطلب من جعبل الاهتمام برماح الي حين عودته لكن جعبل مال عليه وقال:
حاضر هاخد بالي منيه بس لما تعاود رايدك في خدمة ضروري

اؤما له فراس بالموافقة وغادر هو وزوجته الي مستشفي المركز لكي يطمئن عليها ويري اذا كانت تحتاج الي جراحة تنظيف ام لاه بعد ان اقنعته انعام بانها ليست ضرورية، وهذا ما جعلها ينتظر تحسن حالتها حتي يذهب بها لتقوم باجراءها
وصل الي المستشفي وطلب مقابلة الطبيب وكان نفس الطبيب الذي اوصي بعملية تنظيف، فحين ذكره فراس بحالته طلب منه الدخول بها لفحصها وتحديد حالتها
دلفت مهرة الي غرفته برفقة فراس وقام الطبيب بالكشف عليها وطمئنهم قائلًا بأرتياح:
الحمد لله الأجهاض مسببش اي مشاكل بس هنعمل تنظيف تحسبًا لوجود بقايا تعوق الحمل مستقبلًا

نظرت مهرة الي الطبيب وفراس وسالت بهلع:
هو انا كنت حبله وسجطت جولي يا فراس ان ولدى منيك مماتش وانا بغبائي اتسبب في موته جولي اني بحلم

احتضن فراس كتفها لكي يهدا من روعها وقال:
لاه يا مهرة مش حلم واقع، واقع حزين ومؤلم وجعني وخفت عليكي من وجعه لكنه مش بيدى رايد اطمن عليكي واتوكد انك بخير، مقدرش علي خسارتك انت كمان يا جليبي

لم تتحمل مهرة صدمتها او حديث فراس الذي هز وجدانها ونظرت اليه بملامه وكادت ان تصرخ في وجهه وتقول انه السبب في خسارتها لحملها، الا ان دموعه التي ترقرقت في عيناه اسكتاتها وجعلتها تبتلع ثورة غضبها عليها واستسلمت الي قدرة لموافقتها علي الزواج منه رغم معرفتها بحياته الاجرامية التي لا تخفي علي احد ،وكانت سبب رفض ابيها ،
بعد ساعة كانت مهرة انتهت من اجراء عملية التنظيف واستعدت للمغادرة الي دارها برفقه زوجها

وصل اخيرًا الي الدار فدفع فراس الي السائق مبلغ كبير من المال وشكره علي توصيله لهم والانتظار معهم
حملها ودلف داخل الدار ثم الي غرفة نومهم ،مددها علي الفراش وربت علي شعرها بحنان بعدما نزع حجابها وقال:
ارتاحي هبابه وانا هروح لانعام اخليها تجي تجعد معاكي

امسكت يده وبكت بحرقه ووضعت يدها علي بطنها وقالت:
ولدى منيك مات يا فراس وانا السبب بس انت كمان السبب
انا مجدرش اعفيك لان ولدى مات بسبب افعالك

طالعها فراس باستغراب وشك ان يكون ظنها بانه السبب في اجهاضها،باثقاله عليها بقربه منها وهذا ما جعلها تحمله الذنب كان يريد ان يصدمها ويصرح لها بانه برئ، وانها هي تسببت باجهاضها، لكنه اشفق عليها من ذنب لم تقصده ، فربت علي كتفها بحنان وكفكف دموعها وضم راسها الي صدره وقال:
حقك عليا خلاص يا مهرة اتعلمت واتادبت وخسارة ولدى وجعتني كفاية، اوعدك اللي فات مش هيتكرر تاني

لم تصدق اعترافه علي نفسها بأن ماله حرام ودخلت في نوبة بكاء عاصفه لضميره الذي استيقظ بعد فوات الاوان وقالت:
الله يسامحك يا فراس انت اللي عملت فينا اكده، والحمد لله اننا خلصنا من ولد الحرام ورحمناها ورحمنا نفسنا من ذنبه

هزت كلماتها الثقيلة جسده ورفع راسها عن صدره وحدق فيها بذهول غير مصدق ما تقول وسالها بحدة:
ولد الحرام كي يعني ، بينك اتجنيتي يا مهرة ولدى منيكي ولد حلال انت مرتي بشرع الله وبرضاكي،
اوعي يكون زعل بوكي منكي خلاكي ظنيتي ان اللي بينتنا حرام انت مرتي يا مهرة بحلال ربنا

هزت راسها بأعتراض وقالت وهي تبكي بحرقة:
ايوه مراتك وبحلال ربنا، لكن جوفك وكله الحرام لان رزقك من الحرام، وبذرتك من وكل الحرام كانت في حشايا كي النار والحمد لله ربنا خلصني منيها لجل تتوب عن الحرام بجي
وترزق من الحلال، واه يافراس هو ولدى وجلبي موجوع عليه زيك، لكن من نبت من حرام فالنار اولي به اكده احسن بيكفي بجي وتوب لله ، الله لا يسئك

تبدلت ملامح فراس عدت مرات بين الذهول والجنون،الغضب والسخرية، التعجب والفزع، واخذ يحدق اليها باستغراب كانها يراها لاول مره في حياته وقال:
حرام انا مالي حرام وجسمي وكله الحرام، وبذرتي حرام، واه
كل ده جواتك يا مهرة وبتجولي بتحبيني وعاشجاني

امسكها من كتفها وهزها بغضب عارم:
جوليلي يا مهرة كي بتحبيني ورضيتي بجوازنا،وجواتك شك في رزقي، خابرة المره اللي ترضي تعيش مع جوزها وهي خابره ان ماله حرام تبجي ايه، عاصيه لربنا، لان واجب علي الزوجة الصالحه تقوبم جوزها مش تاكل معاه الحرام

وسكت فجاة وتذكر كل ما كان يحدث منها من يوم زواجه بها
وحدق اليه شزرًا وضغط علي فكه كي يمنع نفسه عن اذيتها
وقال بصوت جمد الدم في عروقها:
واه انت كنت محرما وكلي وعلشان اكده مرضتي، ومكلتيش من فروج انعام غير لما اتوكدتي انه مش من مالي
مكنش زعل بوكي سبب مرضك كان صومك عن مالي الحرام

ضرب يده براسه وراح يلف في الغرفة مثل المجنون ويصيح بالم ووجع يمزق روحها الابيه وصرخ فيها:
موتي ولدي بظنك السو فيا حسبي الله ونعمه الوكيل فيكي
مش مسامحك يا مهرة ولا رابدك ولا طايق اطلع في وشك
بعد اليوم لأنك كذابه وانانيه ومنافقة
عمرك ما حبتيني ولا عشقي سكن جلبك، انت سلمتي امرك ورضيتي بجوازنا عند في كل البنته اللي حسدوك عليا وغيرة من رئيسة اللي سابج ظنيتي فيها السو معايا
لكن لو حبتبني كانت بصيرتك غلبت بصرك، لو انا ولد حرام كنت جبرتك عليا من اول ليلة وانا واخدك عصبانية، لو جوفي حرام كنت رضيت بصرف بوكي عليكي في داري
اتعميتي بيكفك يا مهرة وبعماكي جتلتي ولدى، سمعتي لبوكي ومسمعتيش لجلبك ده لو موجود اصلا حبي فيه
كنت رايده مني ايه واثبت ليكي كيف اني ولد حلال،
جولتلك ولدي يسكن حشاكي وهجولك كل همي لانه مش همك غير بدم يربط بينتنا لكني استكترتيه عليا وجتلتيه بغباءك وهان عليك وجعي والمي بشكك فيا وخيانتك ليا عمري ماهسامحك فيها يا بت سمعان

ارتجفت مهرة من كلماته وشعرت كيف كان تاثير كلام ابيه عليها منتهي الغباء كيف لم تري افعاله معها وخوفه عليها مثال عن نقاء روحه ونظافة جوفه من الحرام،
دنت منه ووضعت يدها علي ذراعه فانتفض من لمساتها ونظر اليها بحقد وغضب وابتعد عنها فسالته بارتباك :
فراس اعذرني بس انت عايش وسط المطاريد ومحدش يعرف ليك شغلانه ازاي كنت هتوكد ان مالك حلال

حدق اليه بحزن والم وانكسار لم يعيشه يومًا وقال:
تتوكدي من سماحة نفسي معاكي، من افعالي ما سمعتي عن سعيا لتوبة المطاريد والصلح بين الجعافرة والجبرية كله ده مشفعش لي عندك ،كان يشفع تعبي كل يوم وانا رجع لداري مجدرش اصلب طول وكل املي حضنك يهون عليا تعبي وشقايا، لكن لاه دماغك من دماغ بوكي وبسببه ولدي مات اللي كان هيربط بينتنا راح لانك غداره وكذابه

اجهشت بالبكاء وقالت مبرره:
كل ده حوصل وكان بيشككتي لكن رزقك كان من فين ده محدش خابر من فين، وليه العمدة والكل بيهابك ويعطيك
من مالهم هو ده مش مال حرام لانك واخده غصب

ضغط علي فكه بقوة وامسك ذراعها وضغط عليه بشدة:
لانك غبية، مال العمدة مال جدى ومالي لكني رفضت اخده او اعيش في نعيمه لجل ما احب عيشتي وحياة الترف وانسي انتجامي ، ولو علي رزقي مش محتاج احلف انه حلال

مزق ثيابه واولها ظهره لتري خطوط حمراء مسلوخه بطول ظهره جديدة وقديمة وتذكرت انها سالته عنها وقت كانت تتطهر جرحه لكنه لم يجيب، دنت منه ووضعت يدها عليه
فارتجف جسده من لمستها واقشعر بدنه وابتعد عنها بغضب وارتدي ثياب اخري وقال لها بحدة:
هو ده رزقي يا مهرة يا بت الخوجه سمعان، بشتغل فواعلي بشيل واحمل علي ظهر عمل سبع رجاله وباخد اجرهم لجل ما احرمك ولا اوكلك حرام، كنت بزيد الشغل عليا واتحمل لاجلك مكنتش رايد احرمك من حاجه ولا اخد مالي من العمدة لجل ما يكون عندى ذره في انه داخله حرام
اماي حرجت الجرشنات جدام عيني لجل ما يدخل جوفنا الحرام وجوعنا بالليالي وماتت لجل توكلنا الحلال
ريداني انا اوكلك الحرام وبالاخر تجولي احسن انه مات وان مالي حرام لاه يا مهرة،
اجولك حاجه انت لو كنتي جتلتيني كان اهون عليا ولا انك تظلمبني بالباطل وتظني بيا السو،علي الاجل ما كنت اتوجعت منيكي كي دلوك لاني عايش معاكي علي نفاق
انا هذبت روحي وذليت نفسي وكسرتها في العمل لجل ما اكون ظالم او مفتري بقوتي علي خلق الله
لكن انت ظالمه وافتريتي عليا وجتلتيني جبل ما تجتلي ولدى ايوه يا مهرة انت جاتله، وكي ما هان عليكي ولدك تجتليه بكره هيهون عليكي فراس وتموتيه ده لو مكنتش مت بعملتك
حسبي الله ونعمه الوكيل فيكي يا بت سمعان مش مسامحك ولا هسامحك علي كسرة جلبي وروحي

ثم دفعها بعنف وغضب وخرج مسرعًا من الدار ودموعه تكوي قلبه الحزين قبل وجنتاه

نظرت مهرة الي باب الدار الذي خرج منه مندفعًا وانهارت ارضًا واخذت تلطم علي خدها وتمسك بطنها وتصرخ:
يامرك يا مهرة جتلتي ولدك ودبحتي جوزك وخسرتيه،
يامرك ومرار ايامك الجاية بامهرة هتروحي من ربك فين
بعد اللي عملتيه لو ما سامحك فراس كي يسامحك ربك علي جتل روح خلقها جواتك وبسبب اهمالك راحت يارب رحمتك

رفعت يدها الي السماء وتتضرع الي الله بحرقه ودموعها لا تهدا عن الانهمار علي وجنتاها :
سامحني يارب والله ما كنت اقصد، يارب عوضني ورد جوزي حبيبي ليا وخليه يسامحني انا مليش غيرك الجا ليه يارب
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
خرج فراس يجري بلا هاوية فاخذت قدماه الي المقابر، هرع الي قبر امه وابيه وانهار باكيا امامهم واخذ يردد بحرقه والم:
اه يا اماي تعبت تعبت وجلبي خلاص مجدرش يتحمل اكثر من اكده ، حاسس ان خنجر ادب في جلبي لا جادر اخرجه
ولا جادر افارق الحياة وارتاح من همي،
اللي ما بيخلص.جوليلي يا اماي لميتي هعيش العذاب وفي الاخر هموت، واجي جارك ادفي بحضنك اللي حرمتيني منيه
اه يا اماي لي ليا حبيب ولا عزيز ولا غالي بعديكم، حتي خيتي مجدرش اعطر فيها، وحبيبة جلبي جتلتني وكسرة جلبي وجتلت ولدي وهو لسته في حشاها
اه يا اماي، وجعي اليوم كي وجع فراجك كأن النار ولعة في جتتي بتحرقني حسيت دلوك بالمك، لان روحي ماتت كي روحك ما ماتت جبلي ما تتحرقي
ليه يا اماي مخدتناش معاكي وريحتينا من الظلم والظلومه
وغدر الاحباب من اقرب الناس للجليب الموجوع
اه يا وجع جلبي اللي مجدرش اتنفس منيه اه واه واه واه

اخذ يصرخ بالم لكي يخرج انفاسه المكتومه في جوف صدره الي ان انهار براسه علي القبر ذارفًا دموعه بغزارة
لم يعد يشعر بمن حوله الا ويد توضع علي كتفه وشدت عليه بقوة وقالت بصوت حزين حنون ميزه فراس جيدًا:
مع كل محنه يولد الامل والخير وايام شقاك انتهت يافراس
رفع راسه ونظر اليها بذهول غير مصدق انها امامه..؟!
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
يتبع...
لقراءة الفصل الثامن والعشرون اضغط على : ( رواية فراس ابن ليل الفصل الثامن والعشرون )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية فراس ابن ليل )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-