رواية فراس ابن ليل الفصل العشرون 20 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن ليل الحلقة العشرون 20 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل الجزء العشرون 20 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل البارت العشرون 20 بقلم سلمى سمير
رواية فراس ابن ليل الفصل العشرون 20 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن ليل الفصل العشرون 20 بقلم سلمى سمير

.. . .. .. .. .. .. .. .. ..
لا قوة كقوة الضمير فهو القادر علي تحريك ارواحنا وتحكيم عقولنا، حينها يتقن القلب الاختيار، ويكون الحب هو المسار، فالحب هو ذكاء المسافة، ألّا تقترب كثيرًا فتلغي اللهفة، ولا تبتعد طويلًا فتُنسى. وتتبدا كل الامال.....

عاد فراس الي داره بعد ان رتب جميع امور الصلح، لكي يغير ثيابه بعدما قامت رئيسة بمعالجة جرحه الذي لم يشفي منذ ست سنوات، كانه اصبح يعبر عن وجعه والم الذى لن ينتهي الا مع انتهائه من الانتقام لأمه والوصول لأخته
دلف الي الدار فرأى مهرة علي سجادة الصلاة تقرا قرآن،ابتسم لها والقي عليها السلام:
السلام علي اهل بيتي ونوراة حياتي

رفعت راسها اليه وردت السلام وهي تنهض مد يده وجذبها الي حضن بتراوى وقال:
والله أنا في نعيم، لحد دلوج مش مصدج انك في داري وبين أحضاني و وعيوني نضراكي وانفاسي لمساكي

تملمت مهرة بين ذراعاه، فتركها بهدوء وسالها:
جوليلي يا جوليبي حد زارك في غيابي ولا طول اليوم لحالك

استغربت هدوئه معها رغم شوقه اليه الذي يملاء عيناه وردت عليه بارتباك وتوتر بالغ:
ايوة زارني بوي وخيتي، ودخلتهم لانك سمحت ليا، غير اكده مكنتش هدخل حدا الدار

ربت علي كتفها بحنان ثم تركها ودخل غرفته ليغير ثيابه وسمعته يقول لها بثقة جعلتها ترتجف :
وطبعا جولتيله اني مش راجلك ولا دخلت بيكي مش اكده

ابلعت ريقها بتوتر، وشعرت بان الكلمات تحشرجت في حلقها ولم تعد تستطيع النطق فصمتت،
خرج فراس من غرفته بعد إن غير ثيابها بجلباب اسود ولف راسه بشال اسود فاعطاه هيبة وطله قوية، منحها ابتسامة حانية، بعدما تاكد من انها افشت سره وقال لها :
ها مجولتليش بوكي جالك إيه بعديها، رضي عنيك ولا لسته غضبان بس مدام اكل بداري يبجي راضي عنيكي ده يهمني انك تنالي رضي بوكي لحد ما تبجي حلالي وتنالي رضايا..

حامت عين مهره عليه وسكن في قلبها احساس قوي بالتميز لانها زوجة هذا الرجل المهيب وسالته بحيرة:
خبرت منين اني جولت لبوى اللي حصل ليلة دخلتنا، او انه اكل بدارك، إيه جاسوسك جعبل هملته يراجبني كالعادة

ضحك فراس ووضع يده علي وجهها ووجها نحو احد الصواني التي اتت اليهم في الصباح وقال:
الصينية فاضية وكان عليها وكل يكفينا انا وانت ويفيض، واكيد با جليبي مكلتيش لحالك كل ده
ولاجل بوكي ياكل بداري ملهاش غير معني واحد، انك ترضيه والحاجه اللي ترضي بوكي عليك مش منديلك اللي تشرف بيه لاه الاهم ان مبجاش رجلك، جوليلي بجي ناوي ميتي يجول اني كذبت ومدخلتش بيك، ويطلب ان اطلجك ليفضحني

اقترب منها الي الحد الذي شعر بهسيس انفاسها وقال بغضب:
جولي يا مهرة، بس اوعاكي تفكري لحظة اني هطلجك،ده علي جثتي يا مهرة انا مش هطلجك لانك ملكي وهتبجي مرتي

حدقت به مهرة بهلع وخوف وارتدت للخلف حتي ضرب ظهرها بالحائط،وقالت له بتوتر اربكها:
واه معجول هتخلف وعدك معايا وهتخدني غصبانية،

دنا منها ووضع يده علي الحائط لتصبح حبيسة ذراعاها دون إن يحضنها او يمسها وقال:
لاه مش انا اللي ياخد مرته بالغصب، انت مرتي وبكيفك، وبوكي لو ظن اني ههملك خوفًا من الفضيحة، انا ممكن اجتله ولا اني اطلجك، بوكي موعيش غضبي اللي هيبقي سواد عليه
وانا لحد.دلوج باجي عليه لجل خاطرك، وكمان لو فكر يجول اني مش رجلك لازم يثبت واظن انت مش هتطوعية لانه هيكون عيب فيكي تعصي جوزك وتتمنعي عليه،
مفيش راجلك هيرضي يتجوزك بعديها، يعني بالاخر الفضيحة ليكم مش لي، انا مش راجل جلبه بيصيره يا بت سمعان، انا كل خطوة بخطيها عجلي بيحسبها الف مرة، حتي خطفك كان لجل احافظ علي حجي فيك، وواعي انك ريداني كي ما انا رايدك ، ياريت تفكري بحديتي زين وتعجلي بوكي وترضي جوزك وتكوني حلالي برضاكي يا جليبي ،

انزل ذراعاه وجذبها الي حضنه بحنان ولثم راسها، ثم تركها وخرج دون كلمة، كأنه يقول انه لايخش فراقها لانها ملكه
غادر وتركها لنفسها تعاتبها وتلومها كيف جرحت كرامته، لكنها لم تقصد، كان هذا حق ابيها عليها ان توفي له بوعدها، لكن هل من حقها ان تفشي سر زوجها معاها، لتحدث نفسها بعتاب:
لا مش حقي فراس جوزي واللي بيحصل بينا بقي سري وسره ومينفعش ارضي ابويا علي حسابه، انا فعلا غلطت بس غصب عني لا انا قادرة ارضيه ولا اكسر ابويا سامحني ياربي
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
خرج فراس من داره في جولة اخري قبل ان يذهب الي دروب عائلة الجبري مر علي دار وهيب وطلب منه ان يحدث زوجته، فاتت والقت عليه السلام ،
شكرها فراس علي ما اتت به لمهرة وطلب منها ان تبتاع لها كل ما تحتاج حتي لا تخرج من الدار وسيكون شاكر لها، لفترة من الوقت حتي تعتاد علي حياتها معه

ابتسمت له زوجة وهيب وقالت بمودة:
لاه وهيب وصاني السبوع كله عليا وانت عطيتني الجرشنات اللي اجيب ليها بها وكل وبصراحة الجرشنات كتار
ان شاء الله من السبوع الجاي هسالها عن حوايجها واجيهالها كل يوم، ما تجلجش مهره خيتي ومرت خوي
شكرها فراس لذلك وذهب وهو مطمئن بانه استطاع ان يزرع المودة في قلوب من حوله دون عناء او تقليل من هيبته ،

بعدها غادر الي بيت شيخ الجامع وطلب منه ان يسبقه الي مجلس العائلة وسيلحقه هو والعمدة
وكذلك قال للعمدة نفس الكلام وبعد إن تاكد من إن الجميع سيلاحقونه ذهب هو الي دار جابر الجعفري، طرق داره ونزل عن حصانه احترام لاهل البيت الكريم وانتظر يفتح الباب،
فتح له جابر واخذه بالاحضان وجذبه الي الداخل رافضا ان يقف ينتظره في الخارج كم فعل بالصباح
دلف فراس الي الداخل والقي عليهم السلام فاتاه سليم ابن جابر وصافحة بمودة وترحاب شديد وقال له:
جولي يا واد عمي كي اجنعت فيصل بجوازه من زينب ان ريقي نشف معاه واصل لكنه دماغة مجفله

جلس فراس وقال لسليم بهدوء:
انا وعدت فيصل ان زينب هتكون ليه، انا مجرب العشج وخابر وجعه والمه،وعلي عينكم نضرتو عملت إيه لجل مهرة ما تكون لغيرى، المهم يا عم وانت يا سليم هتكون مكان فيصل في الصلح، وجبل ما تتحدت
جوز فيصل من زينب هيجفل الطريج علي سلطان ياخدها وانا خابر زين مدام الصلح هيتم لازمنا ياخد بت منيكم، ده تتفجو عليه لكن انت هتحل محل فيصل لاخد بت من بناتهم
وهي دي القشة اللي هتجسم وسطهم وهيستسلموا لحكم المجلسي العرفي اللي هيلزموا نفسهم بيه في الصلح، المهم ان العمدة وشيخ الجامع هيجوا معايا لحضور جلست مجلسهم للموافجة شرط زينب لسلطان، واحنا هنوافج

نهض جابر وجلس بجوار وابتسم له بحيرة:
كي بتي هي شرط الصلح وانت جوزتها لواد خوي، انت اكده بتولعها نار والصلح هيترفض

هز فراس راس بالرفض وقال بثقة وتصميم ماكر:
لاه انتو هتوافجوا والرفض هيكون منهم،وهيتبطق عليهم الاحكام العرفية للمجلس، مدام وافجوا علي الصلح يتموه، جولت ليك همل الباقي عليا وانا جدها باذن الله
كل اللي طالبه منيك لما العمدة يجي معايا ويسالك موافج علي شرط الصلح جوله مبدايا اه يومين هجمع كبارات العيلة وارد عليك، بعد ردك هيتحدد مجلس الصلح وهيكون بدوار العمدة وهيحضره المأمور ورجل الدين والامن وقته هنجول كلمتنا وهنشرط شرطنا وباذن الله هيكون الامر لينا يا خال

ضحك سليم وعدل من هندامة بثقة وقال:
واه يعني انا اللي هدبس في بت عيلة الجبري، وماله بناتهم زين وولاد اصول، ومدام هتكون مرتي هتبجي طوعي، سواء بنت الجبري او الجعافرة المهم اني راجل وهتجي الله فيها واشكمها زين ،ويكفيها شرف انها هتكون ام لاولاد الاشراف الجعافرة من سلسال الرسولﷺ
_نبذة عن الأشراف الجعافرة:
و هم آل الشريف محمد . أبو جعافر و الذي هو من أحفاد السيد الشريف جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم)، وهم منتشرين في الصعيد جنوب مصر في مدينة أسوان و سوهاج و قنا و غیرها و في الوجه البحري أيضا و شمال السودان. و يعتبر الأشراف الجعافرة الكرام من أكبر قبائل الأشراف عددا بمصر.
(حقيقة لا جدال فيها )

ربت فراس علي كتف سليم بأستحسان وقال لها باعجاب:
طلعت راجل زين يا واد عمي ومدام هتنجي ربنا فيها باذن الله هيرضيك ويرضيك،
المهم همشي دلوك وكي ما اتفجت معاكم،هتوافج يا خال علي شرطهم بدون ذكر زواج فيصل من زينب اتفقنا،

ضرب جابر يده كف بكف وقال:
حاضر يا ولد الغالين لله الامر من قبل ومن بعد، بس امانة عليك تخلي بالك من فيصل ولو في شر هيصيبه نجيه وكن جاره ده راجل صوح ويستاهل الخير اللي بتسعي ليه لجله
وباذن الله هنفذ كل اللي جولته لعله خير

ابتسم له فراس وقال بمزاح ومرح:
واه مفيش كبابي شربات ولا بيت الاكرام ماراحش نكرم فيه

نادي سليم علي اخته زينب طالبًا منها انا تقوم بواجب الضيافة مع فراس، فلم تتواني زينب من فرحتها واتت اليه بالغداء ، لم يكسفها فراس واكل مع ابيها واخيها وبعد ذلك اتت لها بالشربات كم طلب مباركة بعقد قرانها

بعد جلسه طويل في دارهم غادر فراس قاصدًا دار عثمان الجبري الذي كان بانتظاره مع مجلس العيلة الذي اجتمع لكي يحسموا امر الصلح الذي عرضه فراس

دخل فراس اليهم بطلته المهيبة والقي عليهم السلام بشموخ
ناظرًا الي الكل بتعالي وغرور وقال:
السلام عليكم، اهل الخير الأكابر وولاد الأصول ،جيناكم بالخير إن شاء الله مرحبين ولارافضين

اشار اليهم كبيرهم وبالجلوس وقال بحكمه:
ما دخل دارنا سلم منا وليه علينا واجب الضيافة والاكرام حتي لو عدونا، وانت جاينا بالخير وان شاء الله مقضية، اجعد يا ولدى وهنرد علي طلبك للصلح كي ما جال عثمان

مال صفوان عم سلطان علي اذنه وقال بغيظ:
اخرتها نجعد مع ولد الليل لجل الصلح،والله عيب في حجنا وحج العيلة كلتها، نحط يدنا في يد جاتل وجاطع طريج

كتم سلطان غضبه وحقده علي فراس ورد علي عمه:
لو تجدر جوم جول اللي جولته لفراس، مجبورين يا عمي، لكن بشروطنا وانا جولتلك هجهرهم واخليهم يندموا علي الصلح

اخذ نفس ونظر الي العمدة وشيخ للجامع والي فراس الجالس وسطهم بشموخ وقال:
جبل اي حديت يا عمدة انت هتكون الشاهد علي شروطنا للصلح وكبيرنا هو اللي هيحددها ومفيش راجعه فيها، صوح فراس اللي سعي لكنك انت الشاهد ومعاك شيخ الجامع

رد عواد عليهم بهدوء :
وماله انا حاضر لجل اكده ومدام هيجي من وراه خير انا معاكم اتفضل يا شيخ راضي جول شروطكم

اخذ كبيرهم المدعو راضي نفس عميق ونظر الي عثمان اخيه وولده سلطان وقال:
فكرة الصلح مكنتش مرامنا لكن مدام عثمان وولده راضين احنا موافجين علي الصلح بالنسب، ولدنا سلطان هياخد بنت منيهم وهنعاملها معاملة الاسلام، وولدهم فيصل هياخد بت مننا وليها بالمثل كم لبنتهم حدانا
ده شروطنا للصلح لو مجبوله حدد اليوم لعقد الصلح وننهي الخصوم والثار اللي بينتنا باذن الله

طالعهم العمدة بحيرة ونظر الي الفراس الصامت بهدوء مخيف وقال بتعجب:
بس رايدين النسب مفيش ليكم شروط تاني، واه غريب امركم ما ياما طلبنا منكم ومنهم الصلح سنين ورفضتو ليه دلوك

رد عليه سلطان بخبث وقال:
لاه بيكفيني النسب وهما خدو منا جد ما خدنا منيهم، ولحد اكده زين لكن شرطي اللي مش هتنازل عنه وميلزمنين الصلح بعديها، رايد بنت جابر تكون نصيبي هو ده شرطي

هب شيخ الجامع واقفًا معترضًا علي شرط سلطان وقال بحدة:
لاه بت جابر مجسومه لفيصل ومتجوزش ليك، كل بنات الجعافرة شرف للنسب خليك عنها واختار غيرها وبيكفي هتناسب الاشراف الكرام،ده غير انت خابر غلاوتها عند جابر الا لو جصدك من طلبك ده تخرب الصلح لانهم هيرفضوا

نهض سلطان ووقف امام الشيخ بتحدى وقال:
طلبتو الصلح وده شرطنا وافجوا حبنا يا زين رافضوا ولدهم فيصل يعد ايامه لاني مش هصبر عليه اكتر من اكده

اعترض الشيخ بشده وقال محتجُا:
كي يعني تاخدها منه وهي في حكم مرته، ده حرام ومفيش شرع حلله، انت اكده مريدش صلح ريدها نار والعه

نهض فراس ووقف بينهم وحسمًا الجدال الدائر بينهم :
يا عم الشيخ ده شرطهم وهنجوله لكبير الجعافرة،وافجو كي ما جال سلطان حبنًا يازين، موافجوش يبجي الحال علي ماهو عليه، وانا واثج ان عم جابر راجل عاجل وحكيم وهيوافج لجل الشباب اللي بيضيع في النص، وبته مهما غلت ما تغلي علي جوزها سيد الرجاله ولا أيه يا عمدة

استغرب العمدة موقف فراس لكنه شعر بانه لم يقدم علي الموافقه هكذا الا اذا كان اخذ وعد من جابر نفسه بالقبول علي هذا الشرط الغريب الذي يخص فيصل اكثر وقال:
علي جول فراس نعرض الامر علي كبيرهم،لو وافجو يتم الصلح علي خير

الا ان فراس عاد وتدخل قبل ان ينقضي المجلس قائلًا:
رايد منيكم وعد ان كي ما والدكم اختار والدهم يختار، واللي يرفض منيهم، يكون عليه حج عرب والصلح يتم بغيره

كان طلب فراس في ظاهره طبيعي ولم يساور احدهم الشك
فوافق كبيرهم الشيخ راضي واكد عليهم عثمان وسلطان،
لينقضي المجلس علي شاهدة العمدة وشيخ الجامع علي ما تم، في انتظار رد الجعافرة

خرج فراس من دارهم والبسمة تعلو وجهه واحتار شيخ الجامع في امره وساله بحيرة:
كي يعني توافجهم علي حديث ولدهم سلطان الماسخ، والبت علي ذمة راجل،هذا حرام شرعًا ان يخطب الرجل علي خطبة اخيه، ده غير زواجه منيها شرطهم لاما الصلح مش هيتم جولي كي هتخرج منيها يا واد فودة

ربت فراس علي كتفه وقال لها بغموض:
هتعرف كي هخرج منيها سلمها لله وباذن الصلح هيتم هما بينا نحصل العمدة اللي سبقنا لدارالجعافرة

اسرعا الخطا للحاق بالعمدة الذي سبقهم في الكاريته الخاصه به، ووصل الي دار جابر الجعفري،
رحب بهم جابر وولده سليم وسالهم عن سبب الحضور،

استغرب العمدة ان جابر لا يعلم سبب حضورهم وقال:
فراس حفيد السوالمة نسيبكم جبل سابج، سعي للصلح بينكم وبين عيلة الجبري، والناس مشكورة جبلت سعيه وموافجين علي الصلح شرط النسب، ايه جولكم

ربت جابر علي ظهره فراس بحماس وقال:
واد الاشراف مدام سعي في الخير بيسيره ربنا،انا موافج يا عمدة بس لول اعرض الامر علي العيلة لان يخصهم كلتهم

تنهد العمدة براحه لكن القلق عاد وساوره حين قال:
بس سلطان ولدهم شرط لجل يجبل الصلح في حج دم خوه انه يناسبك انت بالذات ايه جولك يا جابر

اغمض عيناه حتي يداري علمه بالامر وقال:
هجول ايه لله الامر من جبل ومن بعد، لو بتي هتفدي شباب العيلة انا راضي بس ارجع لرجلها لول واللي كانت مجسوماله
ده غير ان الامر يخصه زيها بالظبط
طالعه العمدة باستغراب غير مستوعب موافقة جابر بسهولة علي زواج ابنته من سلطان،،ومن هو راجلها، هل لانها موهوبة لفيصل كم يعلم كل من البلد اصبح هو مالك امرها فرد عليه يريد ان يعلم سر قبوله:
جابر أنت واعي للي بتجوله، بتك ضى عينك كي ما بتجول عنيها،هتعطيها لأبن اللي جتل خوك كي يعني رايدني اصدج انك موافج انها تفدي شباب العيلة،وسلطان اللي موهوبة ليه أيه هيكون رده هيهملها بالساهل اكده لجل ينجد روحه

طالعه جابر بغضب وثار عليه بحدة:
لاه مش بالساهل يا واد عبد الرازق، بس انا شاري حج الراجل اللي سعي للصلح بينتنا، اللي مجامه عندي من مجام جده الله يرحمه، وكمان مفيش مره تغلي علي راجل،ولو كانت بتي السبب في انها تعفي خوها وواد عمها من بحر الدم اللي ما بيجف انا مش عبخل بيها،وكله نصيب،لكن هملنا يومين ثلاثه اخد الموافجة من رجلها ورجالة العيلة، لان الصلح هيشملهم كلتهم ولا إيه يا عمدة

ثم استدار ونظر الي فراس بأمتنان:
سعيك مشكور يا ولد الغالين، ولجلك هحط يدي في يدهم واناسبهم،واعفي ولادنا من الدم بيكفي اللي راحو

عانقه فراس بمودة ونظر الي العمدة بمكر وقال:
اظن الرد وصلك يا عمدة، تجدر تبلغ بيه ولاد الجبري لحد
ما يجتمعو ويكون الرد رسمي

اخذ عواد نفس عميق وزفره منفسًا عن حيرته وقال:
تمام هما يا شيخ الجامع نبلغهم بالموافجة مبدأيًا لحد ما ربنا ييسيره ونعقد الصلح رسمي

غادر العمدة ومعه شيخ الجامع ليبلغهم ان لديهم القبول وسياتي اليهم بالرد النهائي خلال يومين
وذهب الي داره وهو محتار مما يحدث ومن سطوة فراس التي جعلت الكل يرصخون لسعيه وشكر ربه انه لم يكن سبب اذي كبير له،والا كان اصابه اكثر مما يراه منه الاف المرات لهذا حسم امره وعزم علي انهاء اجراءات بناء المحلج في اسرع وقت لكي يتجنب اذاه ومكره الغامض
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .
عاد فراس الي الدار وهو منهك مما قام به طول اليوم، فتح باب داره وكانت تجلس مهرة بانتظاره ابتسم لها وسالها:
واه خابر انك بتنعسي بدري ليه سهرانه لدلوك، معجول كنت مستنياني اشتاجتي ليا يا جليبي كي ما اشتجت ليكي

نكست راسها ارضا ولم ترد فدنا منها ورفع وجهه لتنظر اليه وابتسم ومد يده فطفي القنديل وقال:
عيونك قمري بتنير ليلي ليه رايدا تحرميني منيهم
عيونك قمري بتنير ليلي ليه رايدا تحرميني منيهم جوليلي ليه سهرانه لدلوك واوعكي تطاطي راسك لحد وانا عايش

ابتسمت من بثه الثقه فيها وهي من خانت ثقته واخرجت سره وقالت بالم وحسره :
رايده اعتذر منيك علي اللي جولته لبوي، مجصدتش افشي سرك لكن كي ما جولت انا حبيت ارضيه بوي ملهوش في اللي بينتنا، حجه عليا ارضيه بس مش علي حسابك حجك عليا

اخذ فراس نفس عميق وشدها الي صدره وقال بمودة:
وانا راضي مدام بوكي راضي عنيكي ده شئ يرضيني،انا مش زعلان لكني واجب تحذريه لاني مش هتنازل عنيكي
بجولك اتعشيتي ولا لسه لو اكلتي تعالي اخدك بحضني مريدش حاجه من الدنيا غير نعيم جنتك يا مهرة

تململت مهرة بين احضانه وقالت هاربة منه:
لاه الوكل جاهز تعالي كل لجمة اتجوت بيها انت على فطورك من الصبح ولا كلت بره،وكمان لو ما كلت كل ده هوديه فين

نظر فراس الي الصواني التي مازالت علي حالها وقال:
هاكل معاكي بس لجل الوكل ما يخرب انا هخلي جعبل يودي جزء منيه للجامع،والباقي للرجالة في الجبل، ماشي

ودخل غرفته وغير ثيابه وخرج لها فراها اشعلت القنديل وجلست بانتظاره،اكل معها حتي تاكل وظل طول وقت طعامهم يتفرسها بعشق حالم
وحين انتهو دخلت المرحاض غسلت يداها فراته ينظر اليها ويدنو منها ويحملها بين يداه ويقول بشوق:
اشتجت لاحضانك تعوضني حرماني منيكي سامحيني لو حضني بفرضه عليكي،لكن مليش حيلى في نفسي عاشجك يا مهرة وبصبر نفسي بجربي منيكي

ابتلعت ارياقها ونظرت الي عيناه وشفقت عليه من شدة اشتياقه لها ورغبته بها، فدفنت راسه في صدره واغمصت عيناها ، ابتسم ودخل بها الي غرفته ومددها وتمدد بجوارها وسحبها الي صدره وتنفس عبيرها ثم نام راضي عن ما ناله
من قربها منه ونومها بحضنه كل يوم
______________
مر اليومين وارسل جابر الي العمدة موافقتهم علي الصلح
وشرطهم علي زواج سلطان من زينب مقابل ان يختار فيصل منهم من تناسبه كم اختار سلطان
عرض العمدة عليهم الامر ووافق سلطان وابيه ،ظنًا منهم ان ذلك سيجعل جابر وابنته وفيصل يموتون كمدا وحسرة
وعلي هذا الاساس تم تحديد جلست الصلح بعد اسبوع في دوار العمدة بحضورالمشايخ ورجال الدين وكبار البلد من اكبر العائلات وذو السلطة وبعد القيادات من مجلس العموم

عاد فراس سعيد الي داره ليزف الي مهرة خبر عقد الصلح، ليستغرب كل الطلبات ولوازم البيت التي كانت باعداد كبيرة
اكثر من استخدامه هو ومهرة فسال بحيرة:
ليه كل ده هتجيمي فرح ولا وليمة، اكيد مرت وهيب تعبت
وصرفت كتير انا هروح اشكرها واحاسبها علي كل اللي جبته

امسكت مهرة يدها وقالت له بارتباك:
اجعد كل لجمة لول وانا هجولك كل ده جه منين

كان أرتباكها ملحوظ ولم يخفي علي فراس فسالها بحدة:
اكل ايه مش لما اعرف كل ده جبتيه ليه ولمين ولا لأيه، انا حاسس أن الحوايج دي مش انت اللي طلبتهم صوح

ارتبكت مهرة وقالت له بقلق :
لاه الحوايج دي من بوي جابهم بعد ما خرجت،اجعد.كل بجي انا جهزت الوكل بنفسي مريدش تدوج عمايل يدي

غامت عين فراس وامسكها من ذراعها وقال بغضب:
بوكي جايب كل الحوايج دي ليه يا مهرة، حد جاله اني مجوعك ولا بخلان عليكي انطجي مضيجيش خلجي عليكي

حررت مهرة نفسها منه وبعدت عنه واشاحت بنظرها بعيدا عنه حتي لا تنظر الي عيناه التي تقتلها بنظرات الغاضبة اليها وقالت بارتباك :
بوي جالي مدام مش مرتك هو المسؤول عني،صوح في دارك لكن هو اللي هيصرف عليا وكل سبوع هيجيب ليا طلباتي كلتها واقسم عليا ما اكل من مالك لانه مش حجي

ضغط فراس علي فكه بقوة وسحبها من يدها وقال بحنق:
بوكي مريدش يجيبها لبر وانت بتطوعبه ولكل واحد ليه طاجة وانا طاجتي نفذت يا بت سمعان،واتحملي مني بجي اللي جاي لانه سواد عليكي وعليه
ويجذبها بقوة من ثيابها ل......
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. ..
يتبع...
لقراءة الفصل الحادي والعشرون اضغط على : ( رواية فراس ابن ليل الفصل الحادي والعشرون )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية فراس ابن ليل )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-