رواية ليست خطيئتي الفصل الأول 1 بقلم شيماء سعيد

رواية ليست خطيئتي الحلقة الأولى 1 بقلم شيماء سعيد
رواية ليست خطيئتي الجزء الأول 1 بقلم شيماء سعيد
رواية ليست خطيئتي البارت الأول 1 بقلم شيماء سعيد
رواية ليست خطيئتي الفصل الأول 1 بقلم شيماء سعيد

رواية ليست خطيئتي الفصل الأول 1 بقلم شيماء سعيد


....................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

أليس حقا لى أن أحب واتزوج من أحبها بالحلال الطيب .
ام تريدون أن أقع معها فى الحرام مثلما فعل والدى .
لأخرج لكم ثمرة أخرى مثلى منبوذة من المجتمع .
تكون الجانى دائما رغم أنها الضحية .

مجتمع قاسى مازال يتعامل بأفكار قديمة رغم التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة .
مازال يحب الشخص الذى له أصول ونسب وشرف حتى إن كان الشخص نفسه إمعة .

ولكن على العكس من رحمة الله عز وجل أنه يعاملها على حساب كل نفس بما قدمت وليس بالشرف والنسب .
وأتذكر قول سيد الخلق اجمعين .
لو انا فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
مع انها ابنة سيد المجتمع بأكمله .

ردد ادهم تلك الكلمات القاسية عندما قوبِل طلبه بالزواج من حبيبة عمره ( سارة ) بالرفض .

وهذا ما دار بينه وبين والداها غليظ القلب .

والد سارة مستفهما عن حاله ومتعجبا لما آتى بمفرده .....
تقدر تقلى اهلك مجوش معاك ليه ؟
يعنى بمعنى "
فين ابوك وامك يا استاذ ادهم ؟

تعرق ادهم وقال بحرج ....يا عمى عشان اكون صريح معاك من اولها ، عشان أنا مبحبش الكدب .

وده جواز وانا عارف يعنى ايه معناه كويس واول شروطه أنه يتبنى على الصراحة عشان يستمر .

انا مليش اهل ولا اعرف مين ابويا وامى ولا أعرف جيت الدنيا ازاى ؟

ومش عارف هما لسه عايشين ولا ميتين وياريت اعرف بس للاسف معرفش عنهم حاجة ابدا .

والد سارة بتجهم.....يعنى ايه ملكش اهل ولا تعرفهم امال اتربيت ازاى وفين حضرتك ؟

ادهم وقد نكس رأسه خوفا من تأثير الكلمة على والداها ....... انا اتربيت فى دار رعاية ايتام ملجأ يعنى زى ما بتقولوا .
ثم تابع بقوله ""

بس مش مهم اتربيت ازاى ؟
المهم انا ايه دلوقتى ووصلت للنا فيه دلوقتى من فضل الله ثم مجهودى .

فأنا عندى شركة للملابس ورصيد فى البنك وسيارة احدث موديل يحلم بهم اى شاب تربى بين والديه .

والد سارة بحدة منفعلا ....سيبك من كل الكلام اللى قولته فى الاخر .

خلينا فى المهم ، حضرتك عايز تفهمنى انك لقيط وتربية ملاجىء وجى تجوز بنتى انا !

بنت الاصول والحسب والنسب تجوز واحد تربية ملاجىء .

فطاطا ادهم رأسه بخزى وعار لم يفعله هو ، فهو ليس الجانى بل المجنى عليه .

والد سارة بقسوة .......اسف يا فندم .
انا مجوزش بنتى للقيط لا اعرف اصله من فصله ولو يملك الدنيا كلها .

فانهارت سارة من البكاء لرفض ابيها زواجها من ادهم .

ثم اندفعت سارة إلى أبيها تتوسل إليه قائلة ...... يا بابا مش مهم ابوه مين ولا امه مين المهم هو مين وبيعمل
ايه؟

والد سارة....... اسكتى انتى دلوقتى ، انا حسابى معاكى بعدين .

عشان جيبالى واحد من الشارع تجوزيه يا هانم .
ثم وجه حديثه إلى ادهم "

اتفضل حضرتك معنديش بنات للجواز .

اخذ ادهم يقلب نظراته بين والد سارة وسارة التى تقف عاجزة عن فعل اى شىء يجعل ابيها يوافق على الزواج منه .
ولم يجد أمامه سوى الاستجابة لأمره بالمغادرة.

سارة ببكاء محاولة اللحاق به ...لا يا ادهم متمشيش ارجوك .

فامسكها والداها من معصمها بقوة ودفعها مردفا بغضب .....أنتِ مجرمة وانا هحبسك فى اوضتك ومش هتخرجى من البيت ده الا بيت أول عريس يتقدملك يا هانم .

ويلا خشى على اوضتك .

ثم قال لأدهم ....وانت اتفضل من غير مطرود .

وبالفعل خرج ادهم هائم على وجهه والحزن يملىء قلبه والدموع فى عينيه .

ويكاد يختنق فحاول فك رباطة عنقه لكى يتنفس ولكن دون فائدة وكأن الهواء نفذ من حوليه ويقول ما ذنبى ان لم يكن لدى ام ولا اب مثل باقى الناس ؟

انا كنت نتيجة لحظة عابرة بين اب وام فى الحرام
لحظة واحدة كانت كفيلة بضياعى والنبذ من مجتمع لا يرحم فما ذنبى ان امى لم ترحمنى ولم ترق لى ، وألقت بى فى الشارع .

وانهمرت الدموع من ادهم وكانت كالسيل .
ثم اسرع الى سيارته ليحتمى بيها من اعين الناس ولكن لم يستطيع القيادة .

اتصل ادهم بمدير اعمال وصديقه من ايام الطفولة فى ملجأ الايتام .

الو مجدى انا محتاجك ضرورى دلوقتى تعالى انا فى عربيتى على ناصية شارع سارة بس تعبان ومش قادر اسوق فتعال انا هستناك .

مجدى بفزع .... سلامتك يا صاحبى انا جيلك حالا .
اسرع مجدى إلى ادهم عن طريق تاكسى وعندما وصل إلى مكانه .
أشار له ادهم بيديه من السيارة ، ليبتعد بعدها عن مقعد القيادة ويتيح المكان لمجدى .
وبالفعل جلس مجدى مكانه وطالعه بقلق شديد مردفا بحزن .....
ايه حصل فاهمنى ، مالك ؟.

ادهم بصوت ضعيف .....لو سمحت يا مجدى انا مش قادر اتكلم دلوقتى .

فممكن نأجل كلامنا لبعدين وانا هبقى احكيلك كل ال حصل .

مجدى .... ولو انى حاسس بيك وعارف بس هسكت دلوقتى وهسيبك تستريح .

أوصله مجدى للبيت وأصر على الدخول معه للشقة للاطمئنان عليه .
وأسنده حتى وصل إلى فراشه ، فأراح جسده ووضع الوسادة تحت رأسه .

طالعه مجدى بحزن مردفا بحنو ...... تحتاج اى حاجة اجبهالك ؟

ادهم...... لو سمحت نولنى من الدرج برشام المهدء بتاعى.

مجدى....... انت لسه بتخده حرام عليك صحتك ده هيأثر عليك فيما بعد .

ادهم..... لو مخدتهوش مش بقدر انام فمعلش نولهولى عايز أنام ارجوك وهتلى كوباية مية .

مجدى .....حاضر .
ثم ناوله الحبوب مع كوب من الماء .

ابتلع أدهم حبة المهدء واردف بقوله .... اتفضل انت شوف مشاغلك ومعلش تعبتك معايا .

مجدى..... انت بتقول ايه بس وتعب ايه انت اخويا وصاحبى بس انت صعبان عليه ومش عايز اسيبك .

أدهم..... لا متقلقش انا هنام شوية ولما اصحى هكون كويس بأمر الله .

ثم رن هاتف ادهم ، وطالعه مجدى .

مجدى ......دى سارة أرد !

ادهم .....لا متردش واقفل الموبيل خالص مش عايزة اسمعه يرن خالص .

مجدى "''
بس كده هتقلق عليك اكتر .

ادهم...... لو سمحت اعمل اللى بقولك عليه ومعلش سابنى استريح .

مجدى..... زى ما تحب .

وخرج مجدى وهو حزين على صاحبه ،
وحدث نفسه "

مهما اجتهدنا وحقق ذاتنا فى المجتمع وقدرنا نبنى وسطهم قدر من الاحترام ولكن يبقى ماضينا ونشأتنا وصمة عار تتعبنا فى كل مكان .

ثم نام ادهم على اثر المهدء .

وفى احلامه تذكر طفولته فى الدار وتذكر المربية التى حدثته عن كيفية مجيئه الى الدار ؟

فقصتنا ستكون عبارة عن حلم مؤلم صعب وحياة مريرة لصاحبها ادهم .

ويا ليته يفوق من الحلم ليعلم انه كان مجرد حلم ولكن للاسف حلم يجسده واقع اليم .
..........
أدهم اغمض عينيه فتصارعت الاحلام وليت جفنه لم ينم فيتذكر فى كل حلم ما يريد ان ينساه .

تذكر ""
امرأة تصارعها الام المخاض فتختبىء فى بير سلم لتضع مولودها وكما خرج المخاض منها فقد خرج قبله الرحمة من قلبها .

فقد نزعت من احشائها طفلها ثم قطعت الحبل السرى بمقص كان معها .
فاى قلب هذا الذى تملكين ، انه قلب ميت .

نعم قد ارتجفت من الالم والخوف والبرد ولكنها ما هى إلا لحظات ومضت ولكن مولودها سيعيش هذه اللحظات طوال عمره وليس له ذنب .

بعد أن وضعت مولودها ، قامت بلفه فى قماشة خرقاء وخرجت به تتلفت حتى لا يراها احد .

ثم مضت به إلى أول الطريق وعلى بعد سنتيمترات من المسجد ووضعته على الأرض وفرت هاربة .

ولم تعير صرخاته من الجوع اهتمامها وكأنه مات قلبها يوم ام تركته يصارع الجوع وربما الموت من الجوع أو يكون وجبة شهية للكلاب الضالة للأسف .

وتشاء الإرادة الإلهية أن ينقذه الشيخ حسن من الموت على يد الكلاب الضالة .

حيث كان فى طريقه إلى المسجد قبل صلاة الفجر ليفتحه ويؤذن للصلاة .

فسمع نباح الكلاب كما سمع صرخات رضيع .

ففزع وأخذ يقترب من الصوت ، حتى كاد قلبه أن يسقط منه وهو يرى الكلاب مجتمعة على طفل رضيع ملقى فى جانب الطريق .

فأسرع لقذفهم بالحجارة سريعا حتى يبتعدوا عنه .
وبالفعل ابتعد الكلاب عن الرضيع ، فأسرع إليه الشيخ .

وحمله وضمه لصدره ليهدء من البكاء ويدفيه من البرد وهو يقول لا حول ولا قوة الا بالله.

واستغفر الله العظيم ، مين اللى معندهوش قلب ده يرمى قطعة من قلبه للكلاب ينهشوها .
قاتلهم الله وعقابهم فى الدنيا والاخرة .

ثم خلع الشيخ عبائته ولف بها الرضيع الذى يرتجف من البرد وذهب به الى زوجته .
وكان الاثنين طاعنين فى السن .

فدخل عليها بالرضيع وهو يصرخ من الجوع هاتفا '''

يا حاجة خدى بسرعة الولد ده لقيته مرمى قدام الجامع حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى رماه معندهمش رحمة فى قلوبهم شوفي اى حاجة تدفيه ولا تأكليه .

الحاجة ...... لا حول ولا قوة الا بالله
مين بس اللى يهون عليه يرمى ضناه كده !

ده اكيد جى من الحرررررام
الشيخ..... اسكتى يا حجة ربنا حليم ستار وذنبه ايه بس العيل الصغير ده منهم لله .

بس يا حاج ده لسه مولود مينفعش ياكل ده لسه بدمه كمان استغفر الله العظيم .
ده عايز لبن يا حاج .

الشيخ .....بس الصيدليات قافلة دلوقتى .

اعمليله اى حاجة شوية ينسون كرواية عقبال بس مالنهار يطلع واجبله لبن وبامبرز .

ودلوقتى دفيه باى حاجة عقبال مشتريله اى لبس.

الحا جة .....وبعدين يا حاج ده مسئولية علينا احنا مش قدها .

وانا لو لسه صغيرة كنت ربيته والله بس انت شايف كبرت وبتحرك بالعافية ومقدرش اتحمل مسئولية عيل صغير .

الشيخ....... عارف بس خليه يومين كده وبعدين نبلغ الشرطة وهما هينقلوه اكيد ملجأ الايتام .

الحاجة....... لا حول ولا قوة الا بالله .
منها لله السبب اللى ترمى ضناها كده ويكون مسيره دار ايتام يتربى فيها بدل مايتربى فى حضنها .

وهيعيش منبوذ من الناس وهيتعاير بإن ملهوش اب ولا ام ولا اهل .

ربنا يتولاك يابنى برحمته .

طالعت الحاجة الطفل الرضيع بحنو مردفة ..... شوف يا حاج قد ايه جميل وشبه الملايكة والله ده خسارة فيهم .
والله انا حبيته خالص ما تيجى نسميه يا حاج .

الشيخ ....
نسميه نسميه نسميه
ايه رئيك فى ادهم ؟
الحاجة..... اسم جميل بس هنقول ادهم ايه بس لا حول ولا قوة الا بالله .
الشيخ كلنا عباد الله فيكون اسمه ادهم عبدالله .
الحاجة ......ربنا يتولاك ياابنى برحمته .

واخدته الحاجة فى حضنها وقامت بتنظيفه من اثر الدم الذى على جسده .
ثم قامت بلفه بشال صوف واحكمت غطائه ببطانية .

وسمع الشيخ اذان الفجر فقال
....ياه انا أتاخرت على فتح المسجد .

وزمان الناس مشيوا دلوقتى عشان المسجد مقفول .

الحا جة ......معلش يا حا ج مهو غصبا عنك من اللى شوفته ربنا هيسامحك وهيجبر بخاطرك عشان سترت الولد وحميته من البرد وكلاب الشوارع .

الشيخ .....الحمدلله ده انا لحقته فى اخر لحظة ده كان الكلب هينشه .

الحا جة ....الحمدلله .
خلاص روح بقه الحق الاقامة فى اى مسجد قريب وخلاص .

الشيخ تمام يا حاجة وخلى بالك من ادهم وزى ما قولتلك اعمليله شوية ينسون ولا كرواية .

حاضر يا حا ج انا نضفته ولفيته وهعمله دلوقتى .

ونزل الشيخ يصلى الفجر ويدعوا لادهم بالخير وانه يطلع انسان كويس ويكون ليه مكانة تعوضه عن الحرمان من والديه .

رجع الشيخ للبيت وشاف ادهم نايم فى حضن الحاجة ال هى كمان نامت وهى قاعدة وشيلاه فى حضنها .

فاخده بشويش منها وبص لملامحه وقال تبارك الله
ربنا يا ابنى يحسن خلقك كما احسن خلقك .

وحست الحا جة بيه وصحيت وقالت
انت جيت يا حج .

الشيخ...... اه الحمدلله
عملتى ايه معاه شرب اليانسون ؟

الحا جة.....اه ده يا ضنايا كان واقع من الجوع ويدوبك شرب معلقتين ونام عليهم زى ما انت شايف .

الشيخ......اهو مؤقتا هريح شوية لغاية ما لنهار يطلع وأقوم اشتريله لبن وهدوم وبامبرز .

الحاجة ..ان شاء الله يا حج .
..............
طلع النهار
والشيخ حسن ..نزل يشترى لبن صناعى من الصيدلية
وبامبرز وهدوم للرضيع أدهم .

ورجع الشيخ لزوجته ولما شفته داخل بحاجة أدهم راحت معيطة .

الشيخ حسن ..ليه كده بس يا حا جة بتبكى قد كده صعبان عليكى .

معلش ربنا أرحم بيه من أى حد .
الحاجة مش كده بس يا حج انت عارف ان ربنا مكرمناش بالخلفة .

فلما شوفتك وانت داخل بالحاجة رجعت بيه السنين اللى كنت بتخيلك و انت راجع من شغلك جايب حاجة ابننا اللى كنت بتمناه من ربنا بس الحمدلله ربنا يعوضنا بالولدان المخلدون فى الجنة .

الشيخ حسن ..الحمدلله ..يا حاجة .
وكل اللى كتبه ربنا حلو .
وانتى كل حاجة فى حياتى .ربنا لا يحرمنى منك .

واحنا هنراعى الولد وهناخد اجر ان شاءالله ويمكن يطلع صالح ويدعلنا فمش شرط الولد الصالح يكون من الصلب يعنى فإن شاءالله يكون هو .

اينعم مش هنقدر على تربيته عشان صحتنا وسننا
بس هوديه دار رعاية نضيفة وهصرف عليه وازوره لغاية ما ربنا يدينى العمر .

الحا جة .....ربنا يديك طول العمر والصحة يا حاج حسن .

الشيخ حسن ..يلا بقه حضرى للولد رضعة ومكتوب على العلبة الطريقة .

طيب يا حاج جبتله ببرونة يشرب بيها .

الشيخ ...يووه نسيت ومعرفش ما انا مش واخد على كده .
خلاص لبسيه الهدوم عقبال ما انزل اشترى ببرونة .

وبالفعل نزل واشترى وعاد بالزجاجة .

وحضرت له الحا جة الرضعة فشرب حتى شبع ونام .

وبعد يومين من الآن سيكون ليه حياة جديدة فى عالم اغرب .

وهى الحياة فى دار الايتام .

يا ترى هتكون حياته شكله ايه فيها ؟
وما سيعانى فيها والضرر الذى سيلحق به ؟
يتبع...
لقراءة الفصل الثاني اضغط على : ( رواية ليست خطيئتي الفصل الثاني )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية ليست خطيئتي )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-