رواية عرف صعيدي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم تسنيم المرشدي

رواية عرف صعيدي الحلقة السابعة والعشرون 27 بقلم تسنيم المرشدي
رواية عرف صعيدي الجزء السابع والعشرون 27 بقلم تسنيم المرشدي
رواية عرف صعيدي البارت السابع والعشرون 27 بقلم تسنيم المرشدي
رواية عرف صعيدي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم تسنيم المرشدي

رواية عرف صعيدي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم تسنيم المرشدي

____________________

_ خرجت من منزلها حين راودها القلق في تأخير عودتها، قطبت ما بين حاجبيها متسائلة عن سبب وقوفها:-
واه واجفة حداكي بتعملي ايه يا ورد؟

_ رجفت ورد بذعر إثر صوت والدتها الذي قطع عليها أفكارها، استدارت إليها ثم حاولت تبرير وضعها المريب:-
هاا.. كنت بجطع المرجيحة

_ دنت منها والدتها بغرابة أكبر:-
أباه ليه أكده اللي يشوفك وأنتِ مبتجوميش من عليها يتعجب أنك اللي بتجطعيها!

_ أزفرت ورد أنفاسها بضجر شديد فكلمات صباح تتردد داخل عقلها تسبب لها الضيق، ألقت السكين أرضاً قائلة:-
متركزيش ياما مفيش حاجة بدوم

_ ظهر طاهر من خلف باب منزله برفقة مروة التى ودعها وتابع سيره، توقف حين تفاجئ بقطع الأرجوحة، مرر أنظاره بينهن ثم أكمل خطاه إلى الأمام إلى أن اختفى من أمامهم

_ أغلقت مروة الباب حين تأكدت من عدم وقوف طاهر مع ورد بينما تعجبت السيدة سنية من تصرف طاهر فلم يسبق له ولم يلقي السلام يوماً فرددت متذمرة من جفاف أسلوبهى:-
ماله ديه كماني حتى السلام حرموا علينا!

_ لم تتحمل ورد الحديث عن أحد وانسحبت بهدوء إلى الداخل ثم تبعتها والدتها وأردفت وهي تغلق الباب:-
اجعدي يا ورد على لما أحضر الغدا

_ هتفت ورد مبدية رفضها:-
لاه مليش نفس للوكل

_ أصرت سنية على مشاركتها الطعام مستعطفة إياها بتوسل:-
أنى هموت من الجوع يا ورد، اللجمة يابتي ملهاش طعم من غير ونس

_ تأثرت ورد بحديث والدتها ووافقت فقط لكى تتناول الأخرى بشهية على الرغم من نفورها الشديد لأي طعام:-
خلاص ياما حطي الوكل

_ تقوس ثغر سنية ببسمة سعيدة ثم انصرفت سريعاً لكى تحضر الطعام قبل أن تقابل رفضها ثانيةً، جلست ورد أعلى الأريكة مهمومة حزينة لا تقدر على فعل شيء، تشعر بضعف قوتها في غياب مصطفى، ياله من شعور مميت وأنت تنتظر النهاية لطالما تجهل إن كانت ستسُر خاطرك أم ستكسِره!

_ شعرت ورد بالنفور الشديد حين تغلغت إحدى الروائح إلى أنفها، وضعت يدها على فمها شاعرة بالاشمئزاز من الطعام التي أحضرته والدتها للتو ..

_ لم تتحمل الرائحة لأكثر من ثانية وهرولت إلى المرحاض، تقيأت حتى أفرغت ما في معدتها ثم وقفت تستنشق الهواء الذي هرب من رئتيها

_ كانت تطالعها والدتها بأعين مشفقة على حالتها المذرية مرددة:-
اتصابتي ببرد في معدتك ولا ايه يا ورد؟

_ سيطرت ورد على حالتها المبهمة وأجابتها بنفسٍ مشمئزة:-
مخابراش ريحة الوكل جلبت لي معدتي، مهجدرش أكل كلي إنتِ ياما ومتغصبيش عليا بالله عليكى

_ لم تضغط عليها سنية بعد رؤيتها لما أصابها، انصرفت ورد من أمامها عائدة إلى غرفتها تحت نظرات والدتها التى تفكر في سبباً واحد فقط لحالتها المفاجئة تلك ..

_ في الخارج، عاد مصطفى إلى سيارته بعد أن اطمئن على ورد التى اصطحبتها والدتها قبل أن يظهر هو في المكان، أنتبه لرنين هاتفه فأجاب فور تلقيه المكالمة:-
إيوة يا أبوي

_ بنبرة معاتبة قال:-
أنت فين يا مصطفى أديلك كاتير غايب من وش الصبح نسيت العزا ولا ايه؟

_ حادثه مصطفى مختصراً:-
لاه أني معاود طوالي

_ أنهى المكالمة ثم تحرك بسيارته قاصداً العودة إلى السرايا، صفها جانباً ثم ترجل منها وتوجه نحو السرُادِق مباشرةً لكى يقف إلى جوار والده في آخر أيام العزاء ..

______________________________________

_ حمحم قبل أن يدخل للمنزل بحنجرة رخيمة، أوصد الباب والتفت يبحث عن صغيرته لطالما طال هذا اللقاء كثيراً، رآها تقف مقبلة اليدين ترتجف في مكانها

_ قطب جبينه بغرابة فخوفها آثار فضوله حول سببه، دنى بخطاه منها متسائلاً في حيره من أمرها المريب:-
واه مالك يا صفاء متكعبرة في نفسك أكده ليه كاني هاكلك!

_ خرجت صفاء عن صمتها بسؤالها:-
هو أني أكده بجيت مرتك خلاص؟

_ قهقه ضيف عالياً علي داعبتها فماذا ستكون إن لم تكن كذلك، توقف عن ضحكاته مجيباً إياها مستاءً:-
أنتِ مرتي من وجت ما المأذون بارك لنا يا صفاء أنتِ كنتي نايمة ولساتك صاحية ولا ايه؟

_ تلونت وجنتيها بالحُمرة كما أخفضت رأسها في حياء متابعة حديثها التى تريد توضيحه إليه:-
بس كنت جاعدة في دار أبوي، دلوك في دارك أنت، الوضع اختلف..

_ عضت على شفاها السفلية بخجل مفرط فأثارت رغبته بها، ابتلع ريقه وحاول التريث في تصرفاته، سحب نفساً لكى تخرج نبرته طبيعية دون تعرقل في الحديث:-
ديه مش داري يا صفاء ديي دارك أنتِ

_ رفعت رأسها وطالعته لوقت قبل أن تردف:-
خابرة إن أني وأنت واحد و..

_ لم يعطيها ضيف فرصة مواصلة حديثها حيث قاطعها بقوله:-
مجصدش اللي وصلك، الدار فعلاً دارك أني كتبتها بإسمك!!

_ فوجئت صفاء مما أخبرها به للتو، اتسعت حدقتيها بذهول ورددت بدون استعياب:-
كيف يعني؟

_ أولاها ضيف ظهره ثم توجه نحو أحد الأدراج الموجودة في المكان وسحب منه ملفاً ورقياً وعاد إليها ليثبت صحة حديثه:-
أهاه شوفي اتأكدي بنفسك

_ مد يده بالملف فأخذت وقت تستوعب فيه المفاجأة، تناولته منه بخجل قد اجتاحها بشدة وقرأت المدون في الأوراق وبالفعل كان المنزل مسجلاً بإسمها..

_ رفعت بصرها عليه غير مصدقة ما فعله ورددت متسائلة:-
ليه عملت أكده؟

_ اقترب منها وأحاط ذراعيها بكلتى يديه وهو يجيب على سؤالها:-
اشتريته عشان يبجي لينا نسكنوا فيه وحدينا، ولما صباح لعبت لعبتها خوفت مجدرش أوفي بوعدي ليكي وأكون ظلمتك، فروحت طوالي كتبت لك الدار بإسمك تعويض عني..

_ قابلته صفاء بنظرات معاتبة لترهاته التي لم تقنعها وقالت مستاءة:-
وأنت دار اللي تعوضك يا ضيف؟

_ تقوس ثغره بإبتسامة عذبة ومال عليها متسائلاً بنبرة خافتة:-
أومال ايه اللي يعوض مكاني؟

_ أسرعت في الرد عليه متلهفة:-
ولا الدنيا بحالها تعوض غيابك عني، أني بحبك يا عبيط

_ دقت أسارير السعادة قلب ضيف وهلل عالياً:-
يا أبوي حلوة جوي

_ سألته صفاء بحب:-
هي إيه؟ بحبك!

_ أخفض بصره ليقابل بندقيتها مردداً:-
لاه عبيط..

_ انفجرت صفاء ضاحكة من خلف مزاحه، شاركها ضيف الضحك ثم توقف فجاءة وهو ينوي على ما يحاول منع حدوثه منذ وقوفه أمامها، أنحنى بجسده ووضع إحدى يديه أسفل ركبيتها والآخر خلف خصرها حاملها بين ذراعيه بسهولة فهى كانت نحيفة الجسد ..

_ تفاجئت الأخرى بتصرفه الذي وقع قلبها إثره كما عاد إحمرار وجهها إليه مرة أخرى من فرط حيائها، توجه بها ضيف نحو الغرفة الجديدة التي ستحظى لمرتها الأولى في السكن اليوم حيث هتف ضيف برغبة قوية:-
تعالي بجا عوضيني عن اللي حرميتني منيه

_ خفق قلب صفاء رعباً حين رأته يدلف بها للغرفة فهي ليست على أتم استعداد لما استشفته من خلف كلماته وتصرفاته، وضعها ضيف أعلى الفراش برفق فأسرعت هي محاولة منع الأمر قبل حدوثه بنبرة متلعثمة:-
أني مجهزاش يا ضيف.. مش.. مستعدة

_ بهدوءٍ ونبرة لطيفة أردف:-
الحاجات دي حلاوتها أنها ميكنش مترتب لها

_ خلع جلبابه وألقاه بعيداً فضاعف الرعب في قلب صفاء من تهوره، حاولت الفرار من بين يديه لكن هيهات لضيف المجنون فهو عزم نيته وبات الأمر منتيهاً لديه ..

_ أجبرها في البداية على مسايرته حتى نجح في إرخاء عضلاتها كلياً إلى أن وصل إلى مراده في النهاية ...

______________________________________

_ جلس مقابله يخبره بكل تفاصيل القضية حتى يأتي منه بمعلومات تطمئنه عن وضع والدته إن كان هناك من الأساس، أنهى جملته بـ:-
بس أكده يا حضرة ديي كل الحكاية طمني الله يطمن جلبك

_ أخرج المحامي تنهيدة لم يطمئن لها طاهر وأجبر أذانه على الإصغاء جيداً حين أجابه الأخر:-
اللي بتحكيه ديه يا أستاذ طاهر جتل متعمد يعني إعدام من غير حديت وديه أي حد يعلمه مش محتاچ محامي

_ حرك طاهر رأسه بتفهم وحاول إيجاد ثغرات ربما ينقذ بها والدته:-
خابر بس أمي مكانتش في وعييها أني متوكد، أي حد بيجتل بيخاف ويهرب ديي وجفت جصاد الخلج كلاتها تجول إنها جتلته تفتكر حضرتك ديه طبيعي؟

_ حاول المحامي التفكير معه بصوت عالٍ:-
رايد تجول إيه ممكن توضح

_ نهض طاهر من مقعده وجاب الغرفة ذهاباً وجيئا وهو يحاول إنقاذ حياة والدته التي ستنتهي قريباً بأكثر الطرق بشاعة بالنسبة له:-
أمي كانت في الفترة الأخيرة إليها سرحانة ومتعرِفش تاخد منيها عجاد نافع، أني جولت أنها في الحالة ديي بسبب أبوي وعمايله

_ وقف المحامي عند قوله الأخير وأسرع في سؤاله:-
كان بيعمل ايه عاد؟

_ توقف طاهر عن السير وطالع المحامي لبرهة قبل أن يردف بحرج بائن:-
بلاها السيرة ديي يا حضرة خلينا في الجضية دلوك

_ أوضح له المحامي ضرورة الأمر:-
كل حاجة لازمن تتجال حتي وإن كانت صغيرة بالنسبة ليك هتكون كابيرة ومهمة في الجضية

_ أماء له طاهر بتفهم ثم أدلى بالحقيقة المخجلة:-
أبوي كان يهينها طول الوجت، كان يضربها في كل فرصة تجابله شكيت أنه السبب في حالتها اللي كانت عليها ديي في الفترة الأخيرة، ولما عملت اللي عملته كانت صدمة كابيرة جوي بس الصدمة الأجوي لما لجيتها فرحانه بجتله كانها مش أمي كانها واحدة تانية معرفهاش

_ نهض المحامي من مقعده والتف حول مكتبه ثم توقف وقال:-
رايد تجول أن أمك عنديها خلل فى قواها العجلية؟

_ جحظت عيني طاهر بذهول وهاجمه على سوء تلقيبه لحالة والدته:-
إيه اللي بتجوله ديه يا حضرة!! احترم إنها أمي

_ اعتذر الآخر عما بدر منه موضحاً حسن نواياه:-
أني مجصدش، بس اللي جولته وضايجك ديه ممكن يغير مجري الجضية خالص

_ أنتبه له طاهر بأذان صاغية فأوضح قصده:-
لو جدرنا نثبت أنها مريضة نفسية جايز وجتها ناخد حكم مخفف يبجي مؤبد

_ طالعه طاهر مستاءً من حديثه الساذج ثم قال ساخراً:-
واه مؤبد مرة واحدة

_ أخفض من نبرته معاتباً:-
وديه يبجي حكم مخفف من أنهي اتجاه يا حضرة؟

_ استنكر المحامي سخرية طاهر وسرعان ما تجهمت تعابيره وصاح بحدة:-
أنت جاي تشاورني في جضية منتهية من أساسه، جتل متعمد يعني إعدام طوالي!

_ حاول طاهر التحلي بالصبر حتى لا يخرب العلاقة بينهما فالوقت ليس في صالحه لإيجاد محامي آخر وقص عليه الأمر من البداية، شهيقاً وزفيراً فعل قبل أن يردف بجمود:-
طب وإيه العمل عشان ناخد المؤبد ديه؟

_ شرح له المحامي ما سيفعلاه بسلاسة:-
هنعرض دليل جوي أو شهود يجولوا اللي شافوا ونشكك في قواها العجلية يجوموا يحولوها لـ لجنة من الطب النفسي..

_ انتظر طاهر مواصلته للحديث وحين لم يفعل سأله باهتمام:-
وبعدين؟

_ بفتور أجابه الآخر:-
وبعدين ديي بجا ترجع للست الوالدة، هيعرفوا إن كانت مريضة ولا لاه والمحكمة هتجرر على أكده

_ حرك طاهر رأسه بعدة إيماءات ثم نهض عن مقعده شاكراً إياه كما حثه على البدء فيما اتفق على فعله على أمل إنقاذ والدته من حبل المشنقة ..

______________________________________

_ انتهى اليوم الأخير بسلام، عزم خليل ونادرة على محادثة مصطفى في إعادة ورد إلى السرايا فلا يوجد داعى لعدم وجودها وخصيصاً أنهما على علم بحبه الشديد لها ..

_ اجتمع ثلاثتهم حول المائدة فى إنتظار إنتهاء هويدا من وضع الطعام حيث استأذنت صفية في أخذ قسطاً من الراحة اليوم فبعد ما حدث في الصباح لن تقدر على مواجهة العالم ناهيك عن عدم قدرتها لمداومة عملها كما كان ولابد من هُدنة قصيرة تسترد بها صوابها وقوتها ..

_ صمت طال لحين انتهوا من الطعام، لاحظوا تقليب مصطفى فى الطعام وعدم تناوله بشكل طبيعي كسابق أيامه، نهض من مقعده ليهم بالمغادرة فأسبق والده في اللحاق به قائلاً:-
اجعد يا مصطفى رايد اتحدت وياك

_ رمقه مصطفى لبرهة ثم عاد إلى مقعده على مضضٍ فهو يريد الإختلاء بذاته قليلاً، فما عاد يوجد ما يدعوا للتبرير في عدم وجود حبيبته بعد، لقد انقضت ثلاثة أيام العزاء الذي كان يعلل بهم غيابها، أخرج تنهيدة مهمومة وأعاد النظر إلى والده في إنتظار ما سيحادثه فيه

_ لم يطيل عليه الأمر وألقى حديثه دفعة واحدة:-
هترجع ورد ميتي؟

_ تفاجئ مصطفى بسؤال والده وكاد أن يجيبه رافضاً التدخل فى خصوصياته إلا أن خليل لحق به وتحدث بنبرة قوية:-
أنت كبير كفاية وعاجل ما شالله عليك يعني مش محتاج نجولولك إنها ملهاش يد في اللي حوصل و..

_ قاطعه مصطفى مستاءً من تبريراته التي وضعها لصالح ورد:-
يا أبوي ديي مراتي يعني خابر زين اللي بتجوله ديه

_ تبادلا خليل ونادرة النظرات المتعجبة فتصرفاته تناقد حديثه، ارتفع صوت نادرة متسائلة:-
أباه لما أنت خابر زين أنها ملهاش يد مهملها عند أمها ليه عاد؟

_ أخرج مصطفى بعض الزفير المتمهل بضجر فلا يتركه أحد يعيش غضبه قليلاً حتى يهدأ من نفسه، كلما شعر بالهدوء الداخلي يعود إليه بقوة أكبر مع كلماتهم التي تشعره بكونه نذل مع زوجته..

_ نهض عن مقعده وأجابهم بنبرة محتقنة ناهياً أي نقاشات في الأمر:-
محتاج وجت أجمع فين نفسي وبعدين أرجعها، عن إذنكم

_ استأذن وهم بالمغادرة لمكانه الخاص يناديه بكل قوته حتى يأتيه غاضباً يعيد تأهيل روحه هناك ثم يعود مصطفى من جديد ..

_ وصل إلى طوالة جياده، صعق مصطفى من ذلك العمل الغبي الذى حتماً قام به عامل الطوالة، بنبرة جمهورية صاح متوعداً له:-
سمعان..

_ جائه راكضاً بخوف شديد فتلك النبرة يعهد ما خلفها من عصبية حتماً هو المتسبب فيها، وقف مقابله فنهره مصطفى بقوة:-
مين اللي فك ضفاير مُهرة؟

_ وزع العامل أنظاره بين مُهرة ومصطفى وأجابه بتوجس:-
أااا أني كنت رايد أحميها

_ لم يتوقع العامل ثورة مصطفى التي حدثت فور اعترافه بفعلتها كأنها ليست عقد وضيعة يمكن لأي شخص صنعها من جديد

_ أنهي مصطفى توبيخه له بـ:-
غور من جدامى

_ اقترب من مُهرة فى محاولة منه على إعادة صنع الجدائل مرة أخرى لكنه فشل وبجدراة، فكانت جدائل ورد متقنة ذو شكل مثالى رائع لن يقدر على إعادتها كما كانت، ارتخت عضلات وجهه بحزن شديد فالأشياء التي يكن لها مشاعر خاصة تحلق مع الرياح ولا تنتظر ..

_ سحب مقعداً خشبي كان بالقرب وجلس أعلاه يعيد ترتيب أفكاره من البداية حتى يحسم أمره على فعل الصواب فقط لا غيره....

______________________________________

_ حالة من السكون عمت المكان تستوعب فيه حديث زوجها الذي أخبرها به للتو، حركت رأسها مستنكرة تصرف ولدها قائلة:-
لاه أكيد عمل أكده عشان الفضيحة ضيف ميعملهاش...

_ هدر بها حنفى شزراً:-
بجولك وجف جصادي وجالى صفاء مرتى يا أبوي وخد البت جدام عنيا التنين اللي بتاكلهم الدود ومشي على بيته!!

_ نهضت أميمة من مقعدها غير متقبلة الفكرة بالمرة، كيف له أن يكون أنانياً لتلك الدرجة كيف يحرمها من رؤيته عريساً ومن حضورها لعرس ولدها البكري الشاب الوحيد لديها؟!

_ جابت المكان ذهاباً وإياباً ويكاد عقلها يجن من هول الصدمة التي وقعت فيها، توقفت عن السير وهي تردد:-
كيف يعمل أكده، كيف يحرمني من شوفتي لطلته وهو عريس، كيف يعصة أوامرنا ويتجوز بت الخدامة! أودى وشي من الخلج فين ؟

_ علق حنفي ساخراً على آخر ما أردفته:-
لاه وأنتِ الصادجة فكري هتجولى ايه وابنك اتجوز البت من غير علمنا

_ نهض حنفى هو الآخر ضارباً بعصاه الأرض ثم هتف بحنق:-
بس لاه مهنولش لحد يتحدت عنينا بالعيبة واصل..

_ دنت منه أميمة متسائلة في فضول:-
هتعمل ايه يا حنفى نورني يا حاج

_ هتف بما يدور في عقله حتى يمنع الأقاويل التي ستحول حولهم:-
هعمله ليلة ولا اجدعها ليلة، لازمن نوري للناس إننا موافجين وعلى علم بعملة ولدك المطينة بطين ، لازمن نلحج الفضحية جبل ما توجع بجد

_ استلقت أميمة على الأريكة بإهمال غير راضية عما ينوى زوجها على فعله هاتفة بحنق:-
بجا بت الخدامين ديي تتهني بولدي وكمانى يتعملها ليلة كابيرة!!

_ عاد حنفى إلى مقعده مردداً بقلة حيلة:-
عنديكى حل تاني يا أم المحروس ؟

_ رمقته أميمة بنظرات مشتعلة لسخريته منها ثم صاحت بإنفعال:-
أي حاجة اوافج عليها إلا أنها تبجى مرت ولدى

_ بفتورٍ مختلط بالسخرية قال:-
ماهي بجت خلاص يختي ابنك حطنا جدام الجطر وفات هو منك لله يا ضيف

_ نهرته أميمة مستنكرة دعائه على ولدها:-
متدعيش على الواد

_ طالعها بطرف عينه مستاءً منها، لم يطيل الجلوس برفقتها وهم بالمغادرة وهو يتمتم:-
أنتِ وولدك على اللي جابوكوا

_ تركها تندب حظها وتتحسر على زواج ابنها من ابنة الخادمة ناهيك عن خجلها المفرط التي ستواجه به أعيان البلدة بعد فعلة ولدها بينما وهرول للخارج لكي يتفق مع عمال الزفاف في تشيد أكبر سرُادِق لم يسبق لأحد وأن بنى بعظمته حتى يليق بعائلة الحمايدي أمام منزل ضيف الجديد

______________________________________

عاد طاهر إلى المنزل بأمل قد خلق داخله في إنقاذ والدته، تفاجئ بوقوف محمود أمام المنزل، اقترب منه بخطى متريثة فقابله الآخر بحفاوة:-
يا أهلا بالغالى كنت غايب عنينا فين؟

_ جلس طاهر أعلى الأريكة الخشبية وأجابه بحماس:-
كنت عند المحامى في أمل أن أمي تاخد مؤبد بدل إعدام

_ هلل الآخر بفرحة:-
ديه خبر زين يا صاحبي ربنا ما يجيب أحزان تانية واصل يارب كله فرح وبس

_ أمن عليه طاهر فهو لم يعد يتحمل أي مصائب أخرى:-
أمين يارب

_ طالعه محمود بحرج شديد، فما جاء لأجله ليس وقته لكنه مضطر في محادثتة في ذلك التوقيت بالتحديد، شعر طاهر بثمة أمر في صديقه لعدم اتزانه فسأله مستفسراً:-
واه مالك مش واجف على بعضك أكده ليه؟

_ خجل محمود كثيراً فلم يعد هناك رجوع وعليه إدلاء بما في جوفه حتى وإن قابل صعوبة في ذلك:-
عارف إن اللي هجوله ديه مش وجته بس اعذرني يا صاحبي أني كلها أجل من سبوع وهعاود مكان ما جيت

_ قطب طاهر جبينه بغرابة فحديثه مبهم ولا يفهم عليه، رفع رأسه إليه متسائلاً فى فضول:-
أنى مفاهمش بردك أنت رايد ايه؟

_ جلس محمود بجواره ولم يرفع نظره من على طاهر حتى استمد منه القوة وتحلى بالشجاعة وقال مراده:-
رايد اتجوز صباح!!

_ صعق طاهر من طلب محمود المفاجئ، فهي للتو قد فسخت خطبتها، متى أعاد التفكير بها؟، اعتدل طاهر فى جلسته وطالع الفراغ أمامه في صمت حل لوقت قطعه طاهر بأسئلته:-
متواخذنيش يا صاحبي طلبك غريب جوي، البت لسه فاسخة خطوبتها النهاردة وأنت حضرت بنفسيك المشكلة وعرفت اللي فيها، يبجي رايد تتجدم لها كيف وفكرت فيها ميتى من أصله؟

_ حديث طاهر صحيح مئة بالمئة وعلى الآخر إنتقاء كلماته بعناية لكى لا يساء الظن به:-
أنت خابر زين يا صاحبى إنى عايش لحالى، بطولي في الدنيا، من وجت ما أمي وأبوي راحوا للي خالجهم وأني جوزت اخواتي البنتة ومجدرتش أجعد فى البلد أكتر من أكده حسيت إني أديت دوري وخلاص أشوف حالي بجا، وأنت الحِمل بجا تجيل عليك و..

_ انتفض طاهر بعصبية بالغة ونهره بإنفعال:-
كانك رايد شروة من الأخر، تشتريها تونسك وتخلصني منيها، لا يا محمود أني مرميش لحمي بالسهولة ديي وأنت عشان العشرة اللي بيناتنا هعمل إني مسمعتش حاجة منيك، تصبح على خير

_ أسرع محمود فى اللحاق به، أجبره على التوقف بمسكه لذراعه فى محاولة منه على توضيح سوء الفهم الحادث:-
أني مجصديش اللي فهمته واصل، يا طاهر الوحدة في الغربة وحشة جوي يا أبوي، وهنكة الحريم على جفا مين يشيل يتمنوا بس تشاور على واحدة منيهم، بس أنى محاببش أمشي في الطريج ديه أنى رايد الحلال، وأنت أدرى واحد بيا صاحبك ميعبوش حاجة واصل لا أخلاجه ولا جيبه مستورة والحمدلله

_ لم يصدق طاهر مسامعه، فالأمر بدى أخرق للغاية، فكيف سيصدق سرعة محمود في التقدم لطلب شقيقته التى لم يشفى جرحها من علاقة وضيعة بعد؟!

_ أخذ طاهر شهيقاً وأزفره بتمهل مردداً:-
أشمعنا بردك أختي يا محمود، متأخذنيش يعني أي واحد هيسمع الحديت اللي اتجال عنيها النهاردة ديه مهيهوبش نحيتها من أساسه وانت ما شالله عليك فكرت جوام جوام وجيت تتجدم والموضوع واجف على مواجفتي كمان!!

_ نكس محمود رأسه فى خذى لوقت قبل أن يردف:-
متأخذنيش يا طاهر بس أنى حسيت أن اختك عندها نجص ومحدش فاهمها لأن لو كان حد فاهمها كان سد الفراغ ديه، هي بتتعلج في جشاية كيف الغريق تمام وأني محتاج ونس معايا فى غربتي ومظنش أن هيكون فيه احسن منيها وعلى الاجل نونس بعضنا ونسد الفراغ اللي جوانا ..

_ حديثه جميل وما يطمئنه كثيراً أنه على علم بخلق محمود ولن يتمني لشقيقته رجلاً أفضل منه، لما الرفض؟ إن كل هناك مصلحة لصباح ألا تريد أن تتزوج فالخاطب قد دق الباب وليس بأي خاطب أنه محمود ذو القلب الحنون والعقل الرزين والأهم من بينهم يخشى ربه وبالتالي لن يحزن قلب شقيقته..

_ أوصد طاهر عينيه لبرهة يحاول التريث في حكمه:-
سيبني أفكر يا محمود واخد رأيها وأرد عليك لما ياجيني الرد باذن الله

_ وافقه محمود في طلبه لكنه حثه على التعجل معللاً أسبابه:-
بس جوام يا طاهر عشان لو فيه نصيب ألحج أبدأ في إجراءات جواز سفرها

_ أماء له طاهر ثم استأذن محمود فى المغادرة بينما عاد طاهر إلى المنزل وعقله غير مصدق ذاك الحدث العظيم فآخر ما كان يتوقعه زيجة صباح من صديقه الخلوق..

______________________________________

_ أخبرها طاهر بالأمر كاملاً فهللت هي فى سعادة من سماعها لهذا الخبر السعيد:-
زين يا طاهر وانت ناوي على ايه؟

_ تنهد بحرارة وهو يفكر بصوت عالٍ:-
مخابرش إن جيتي للحج أني خايف أخسر علاجتي بيه من وراها، محمود ديه أخر علاجة متبجيالي، مرايدش أخسره بسببها

_ حاولت مروة التخفيف من خوفه قائلة:-
وليه متجولش إن ديه نصيبها وربنا هيهديها معاه وتكون ونعمة الزوجة، كلنا بنغلط يا طاهر ونستاهلوا فرصة تانية يمكن ديي فرصتها التانية الله أعلم

_ انحنى بجسده للأمام وعقد كفوف يديه في بعضهما البعض ورد عليها:-
هتحدتوا وياها وأشوف رأيها إيه

_ نهض من مقعده وتوجه بخطاه للخارج متوجهاً إلى غرفة صباح التي لم يصدر لها صوت منذ الصباح، طرق بابها عدة مرات وحين لم يجد رد منها سمح لنفسه بالدخول مصدراً صوتا ينبهها بدخوله ..

_ لم يتفاجئ حين رآها مستلقية على الفراش حاضنة وسادتها بين ذراعيها، اقترب منها فتفاجئ بعبراتها التي تتساقط في صمت، خفق قلبه حزناً على حالتها، أشفق على ما وصلت إليه بسبب تصرفاتها الحمقاء التي لا تحدثها دون الرجوع لأحد ..

_ أخرج زفيراً عميق فليس بحين يعاتبها فيه، فهو جاء من أجل عرض الأمر عليها ويأخذ منها رداً يعطيه لصديقه، جلس مقابلها على مقعداً قد جلبه وطالعها لوقت طال قبل أن يردف..

" محمود طلب يدك "
_ قالها طاهر دون سابق إنذار فلم يرى منها أي تأثير بالأمر، شعر لوهلة أنها لا تصغي إليه فتابع حديثه لعله ينجح في لفت انتباهها:-
جالى أنه محتاچ ونيس معاه في غربته، محمود أخلاجه عالية وطيب وكسيب، بيكسب بالحلال وأني هبجي مطمن عليكي معاه بس طبعاً ديه يرجع ليكي أنتِ، شوفي رايدة تعملي ايه وخبريني بس ياريت يكون جوام عشان هو خلاص كلها كام يوم ومسافر ..

_ نهض عن مقعده وأولاها ظهره قاصداً الخروج تاركاً لها حرية الرد فتفاجئ بردها الذي تعجب من سرعته:-
أني موافجة

______________________________________

_ صباحاً، ظلت تطالعه غير مصدقة أنه بات زوجها قولاً وفعلاً، ترمقه بحياء تارة وبإمتنان لكونه وفي بوعده لها تارة أخرى..

_ نظرت حولها لعلها ترى أي ثوب ترتديه بدلاً من ثيابها الخاصة بالخروج لكن لا يوجد، فلم تحسب لتلك اللحظة التي جائت على فجاءة دون ترتيب مسبق..

_ بحثت عن هاتف ضيف لكي تهاتف والدتها فلقد خرجت من منزلها دون أن تأخذ شيئاً، لَقِفته من جيب جلبابه الملقى أرضاً ثم عادت إليه محاولة فك تلك الشفرة الغبية التي لا تنفك بشتى الطرق التي أجرتها هي ..

_ عادت بنظرها إلى ضيف بأسف فستضطر إلى إيقاظه لكي يخبرها بحل شفرته المعقدة، اقتربت منه فكانت تعتليه برأسها ودندنت بصوت عذب:-
مشربتش من نيلها، طب جربت تغني ليها؟

_ استقيظ ضيف إثر دندنتها الغريبة، طالعها لوقت برؤية مشوشة قائلاً بنبرة متحشرجة:-
حد يغني مشربتش من نيلها يوم صباحيته يا بجرة

_ عبست صفاء بوجهها رافضة سبابه ورددت بحنق:-
أني بجرة؟

_ جذبها ضيف من ذراعيها فسقطت على صدره ثم قال لها:-
أحلى بجرة كماني

_ طالعته بإزدراء تحول إلى خجل شديد حين سرق قُبلة من شفتيها، حاولت التملص من بين يديه لكنه أبى وبحركة سريعة منه كان يعتليها كما قيد حركة ذراعيها بقبضته هاتفاً:-
هتهروبي منى على فين ما خلاص العصفور دخل العش ومعدلوش خروج

_ تلبست ثوب الحدة وبنبرة صارمة حادثته:-
بعد عني يا ضيف أني مبكلمكش هااا

_ انحنى عليها وحرك شفتيه بنعومة على عنقها فرجفت هي وابتلعت ريقها بصعوبة، رفع رأسه ونظر إليها قائلاً ببسمة عذبة:-
صباحية مباركة يا عروستي

_ تبخر تمرد صفاء عليه وشكلت إبتسامة خجولة على محياها، هربت بأنظارها بعيداً عنه فانحنى مرة أخريى على عنقها ملثماً إياها بالقبلات الحارة، أوصد ضيف عينيه بضجر حين وقع على مسامعه قرع الباب

_ دفعته صفاء بعيداً عنها بكل ما أوتيت من قوة متمتمة بتوجس شديد:-
ديي أكيد أمي، هجولها ايه دلوك؟

_ قطب ضيف جبينه مستاءً من سذاجتها وهم بالرد عليها:-
مخبولة في عجلك إياك أنتِ مرتي يابت يعني اللي حوصل ديه عادي افهمي ومتجفليش مخك الزنخ ديه

_ ارتدت صفاء ثيابها سريعاً بينما لم يرتدي ضيف أي ثياب واكتفى ببنطاله الأبيض، توجه إلى الخارج وفتح الباب فإذا به والده، شعر ضيف بالحرج الشديد الذي عصف به فور رؤيته لوالده الذي يطالع جسده العاري بحرج ..

_ حمحم ضيف واستقبله بحفاوة:-
أهلا اتفضل يا أبوي

_ ولج الحاج حنفى على مضضٍ وظل منكس الرأس خشية أن تظهر زوجة ولده بهذا المظهر هي الأخرى، جلس على أقرب مقعد قابله وبدأ حواره مباشرةً:-
أنى كلمت عمال الفراشة هياجوا بعد ساعة أكده يبدأوا يجهزوا الصوان عشان الليلة اللي هتتعمل النهاردة

_ بعدم استعياب سأله ضيف:-
ليلة إيه يا أبوي ؟

_ أوضح له والده بتجهم:-
ليلتك ليلة فرحك يا إبن الحمايدي، أنت عملتها ولطيتنا لازمن نوروا الخلج أن كل حاجة ماشية تمام مش نسيبها سايبة واللي في جوفه حاجة يجولها ، بالفرح ديه هنكتم أي خشم عيتحدت في البلد ديي

_ إلتوى ثغر ضيف للجانب مُشكلاً إبتسامة عريضة وشكره مراراً:-
شكراً يا أبوي

_ نهره الآخر بضيق شديد منه:-
أنى عملت أكده عشان اسم العيلة ميتلطش مش عشان سواد عيونك

_ نهض من مقعده فور انتهائه من إخبار ضيف بما جاء لأجله ثم انصرف سريعاً بينما عاد ضيف ليخبر صفاء عن سبب زيارة والده حتى تتجهز لكونها عروس ..
______________________________________

_ شعرت بالملل الذي لا يوجد غيره تلك الأيام التي تمر ببطئ شديد، روادتها عدة أفكار اختارت واحدة من بينهم لتفعلها ربنا تشعر بالتحسن كما سبق وشعرت به في المرة الماضية

_ ترجلت أدراج السُلم سريعاً حارصة بألا يصدر منها صوتاً تنتبه له والدتها، بحثت عنها قبل أن تخطوا للخارج، فإذا بها واقفة فيى المطبخ مولية ظهرها إليها، استغلت ورد الفرصة وتابعت سيرها إلى الباب ثم همت بالخروج موصدة الباب خلفها بحذر شديد..

_ أسرعت من خطاها متوجهة إلى وجهتها المقصود الوصول إليها، على الرغم من بعد المسافة إلا أنها فضلت السير عن الركوب على أملاً أن يحسن السير من صفوها

_ وبعد مدة طالت لا تعلم كم تحديداً وصلت إلى طوالة الخيل، فلقد أخبرها مصطفى بتحسن مزاجيته حين يمتطي جواده كما أنها حظت بتجربة فريدة من نوعها مسبقاً وبالفعل تبخر حزنها في دقائق معدودة ما أن امتطت الجواد برفقة مصطفى..

_ دني منها حارس الطوالة جاهلاً هويتها:-
محتاجة حاجة يابتي؟

_ طالعته لبرهة قبل أن تفصح عن هويتها:-
أنى مرت مصطفى

_ ازداد ترحيبه بها مهللاً بحفاوة:-
يا مرحب يا مرحب اتفضلي

_ شكرته ثم دلفت بقرب مُهرة حبيبها، ملست على خصلاتها بنعومة فلم ينفر منها الجواد كما في السابق هو اعتادها ويكفيه أنها ترافق مصطفى دوماً ..

_ لاحظت ورد تحرر خصلاته التي تضايق عينيه فبدأت في تشكيل الجدائل مرة أخرى بحب، انتبهت لصوت من خلفها حين انتهت مما تفعله:-
فيكي الخير إنك عملتيها متعرفيش الباشمهندز بهدلني كيف لما فكيت الضفاير حجها وجامت الجيامة حتى حاولت اني اعملها معرفتش لدرجة اني فكرت أشيع لمرتي في يوم تاجي تعملها هي بس أنتِ ما شاء الله عليكى عملتيها كيف لاول وأحلى كماني

_ ابتسمت ورد حين أخبرها بذلك كما تأكدت أنها مازالت في قلب مصطفى ولا يريد أن ينتهي شيئاً سبق وفعلته، أخرجت تنهيدة حارة متمنية أن تمر تلك الأيام سريعاً ويجمع شملهم في القريب العاجل ..

_ نظرت إلى حيث يقف العامل وأردفت حاسمة أمرها:-
أني هخرج مُهرة

_ عقد ما بين حاجبيها بغرابة وسألها مستفسراً:- متواخذنيش بس ممكن أسأل ليه؟

_ أجابته ورد مختصرة:-
هركبها..

_ بالفعل بدأت فى مساعدة الجواد على الخروج من مكانه بينما أسرع العامل فى إبداء رفضه محذراً:-
بلاها أحسن مش أي حد يركب مُهرة لازمن يبجي فارس على الفرازة كيف ما بيجولوا ، أنتِ ممكن تتأذي

_ لم تتأثر بكلماته وهتفت بلا مبالاة:-
متجلجش..

_ لم تصغي ورد إلى رفضه الذى حثها عليه فهو يخشى أن يصيبها مكروه وحينذاك لن يطيل التوبيخ سواه إن لم يكن فيها رفده من المكان ..

_ بسلاسة إمتطت ورد الجواد فلقد تعلمت من أخطائها في المرة الماضية ناهيك عن عدم وجود مصطفى حتى يمد لها يد العون إذاً فلتساعد ذاتها بذاتها ..

_ لم يستطع العامل الوقوف ومشاهدة ما يحدث وترك الأمر يأتي كما هو مقدر له وأسرع فى إبلاغ رب عمله عن طريق الهاتف الخلوي ..

_ انتظر إجابته على أحر من الجمر وأسرع فى الحديث فور إجابة مصطفى:-
إلحج يا باشمهندز، مرتك إهنه وركبت مُهره

_ انتفض مصطفى من نومته وهدر به شزراً:-
امنعها يا بهيم أنت

_ أخبره بعدم اكتراثها لتحذيراته قائلاً:-
والله حذرتها بدل المرة عشرة وهي راسها والف سيف لتركبه خوفت يجرالها حاجة جومت بلغتك

_ حادثه مصطفى وهو يلتقط جلبابه من حامل الثياب بنبرة ملهوفة:-
وجفها ومتخليهاش تمشي أعمل اي حاجة ووجفها أنى جاي حالاً

_ كاد العامل أن يغلق الهاتف إلا أن مصطفى صاح به متوعداً :-
لو حوصلها أيتها حاجة حسابي معاك أنت

_ أنهى المكالمة وهرول إلى الخارج سريعاً لكي يلحق بها قبل فوات الأوان بينما كانت تستمتع هي بسير الحصان الهادئ وبالفعل بدأت تستعيد جزءاً من رونقها إلى أن شعرت بالسرعة تزداد رويداً رويداً إلى أن فاقت السرعة قوة تحمل ورد وصرخت بأعلى حنجرتها مستغيثة بأحدهم ..

_ لم يقدر أحد على إيقاف الخيل فهو لا يقف إلا بإشارة من فارسه، شعرت ورد بالدوار يعصف برأسها حتى تشوشت رؤيتها بالكامل وفقدت التحكم في الصمود أعلى الجواد، سقطت من عليه مرتطمة بالأرضية بقوة حتى غاب وعيها وحلق في عالم آخر مظلم ..
يتبع...
لقراءة الفصل الثامن والعشرون اضغط على : ( رواية عرف صعيدي الفصل الثامن والعشرون )
لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية عرف صعيدي )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-