رواية لأجل حقي الفصل الخامس 5 بقلم ديانا ماريا

رواية لأجل حقي الحلقة الخامسة 5 بقلم ديانا ماريا
رواية لأجل حقي الجزء الخامس 5 بقلم ديانا ماريا
رواية لأجل حقي البارت الخامس 5 بقلم ديانا ماريا
رواية لأجل حقي الفصل الخامس 5 بقلم ديانا ماريا

رواية لأجل حقي الفصل الخامس 5 بقلم ديانا ماريا

طوال الوقت كانت فرح فقط صامتة تماما تفكر فى عالمها الخاص ثم عادت إلى الواقع مع كلمات حماتها التى قالتها، كانوا سيخطبون لأحمد!
كيف ذلك وهما كانوا يريدون ذهبها الخاص لأجل افتتاح مشروع خاص به أولا و ذلك بطبيعة الحال سيستغرق بعض الوقت قبل أن بفكر أن يخطب!
رفعت رأسها لحماتها التى ارتبكت وابعدت نظارتها عنها.
قال الطبيب بجدية: العملية دى ضروري تتعمل فى أسرع وقت ممكن وإلا لا قدر الله نضطر نعمل بتر لرجله.
وقف الجميع عاجزا فى مواجهة المصيبة التى حلت عليهم، تطلعت فرح لوالدة علي بضياع: هو الدهب كان علشان أحمد يشتغل ولا يخطب؟
قالت والدة علي بحدة: هو وقته الكلام ده يا فرح!
أمسك والدها بيدها ولكنا افلتته وتقدمت خطوة بإصرار: لو سمحتِ ردي عليا .
قالت حماتها بتوتر: عادي كان هيعمل مشروع و لو فضل فلوس يخطب بيهم.
قال والدها بسخرية: ليه هو الدهب كان هيجيب مليون جنيه ولا حاجة ؟ ده يادوب حتى لو كان عمل مشروع كان هيبقي صغير خالص والا هيروح يخطب يقول ايه للعروسة أنا خليت مرات أخويا تبيع دهبها علشان أجيب لك دهبك!
أمسك بيد فرح التى كانت تناظرهم بنظرة مليئة بالألم ثم وجه حديثه لوالد علي: إحنا جينا نعمل الأصول غير كدة عدانا العيب لما إبنك يقوم بالسلامة أبقي قولنا علشان يطلقها رسمي.
ثم غادروا المستشفي حين عادت فرح إلى البيت دلفت إلى غرفتها وجلست بصمت تفكر، فكرت بما شعرت حين علمت بحادثة علي وحالته، شعرت بالحزن لأجله وبالشفقة لكن ليس كزوجها أو حبيبها بل فقط كأي إنسان ستشعر بالحزن لأجله، يبدو وكأن كل مشاعرها تجاهه قد مُحيت عندما تخلي عندها فى لحظة وبدون تردد.
جلست تفكر طويلا فى أمر ما حين اتخذت قرارها ونهضت تخرج علبة ذهبها وتخرج إلى الصالة، كان والديها يجلسون مع بعضهما البعض حين وقفت أمامهم وهى تنظر إلى والدها بهدوء.
حدق والدها إلى علبة الذهب التى بين يديها وقال: كنت عارف أنك هتعملي كدة أنا مليش حق امنعك لكن لازم تبقي متأكدة من قرارك.
أبتسمت فرح بهدوء:ايوا يا بابا أنا دلوقتى مش بساعد علي علشان بحبه وعايزة أرجع له لا أنا بساعده لأنه دلوقتى انسان و موجود فى محنة وده واجبي طالما فى أيدي حاجة أقدر اساعده بيها، أنا مش محتاجة الدهب ده لكن هو محتاجه ولما نطلق مش عايزة الدهب ده يفضل معايا يفكرني بيه ولا بأي حاجة حصلت وأنا اتعلمت منك لو لقيت إنسان فى أزمة حتى لو عدوى وأقدر اساعده هعملها فما بالك بجوزي ؟
نهض والدها ونظراته تنضج بالفخر الشديد بها، قبل حبيتها ثم قال بإعتزاز: أنا مبسوط بيكِ أوى يا بنتى .
أردف بجدية: وكمان أنا عندي فلوس أقدر أقدمها تساعد بيها عائلته يلا بينا.
غادروا مع نظرات والدتها القلقة تتبعهم ثم توجهوا إلى المستشفى، كانوا يقفون أمام الباب حين سمعوا أصوات مرتفعة بالداخل.
سمعت صوت والدة علي يقول بغضب: هنجيب الفلوس دي كلها منين ده يادوب أبوك كان بيفكر يخطب لاخوك بمساعدة الدهب اللي كانت مرا هتبيعه.
قال علي بصوت مبحوح: ي..يعنى كان الدهب علشان خطوبة أحمد مش شغله.
ردت والدته بغيظ: اه طبعا انت عارف أخوك مش معاه حاجة وكان نفسه يخطب وده كان هيساعدنا دلوقتى مع العملية بتاعك حتى مش مكملين حق فلوسها مش كنت تاخد بالك بدل المصيبة اللى حلت علينا دي!
سمعت علي يقول بصوت مرتعش: يمكن لو كنت موت كنت ارتحت وريحتك يا أمي.
نظرت فرح لوالدها الذى دق الباب ثم دلف لتسيطر الدهشة عليهم.
تقدمت فرح من والدة علي ببطء ثم أعطتها حقيبة صغيرة: اتفضلي يا طنط ده علشان عملية علي.
نظرت والدة علي بذهول لمحتويات الحقيبة: دى فلوس ودهب!
فرح بهدوء دون أن تنظر لعلي: ايوا ده دهبي وفلوس علشان عملية علي وعلشان يخف أن شاء الله من غير ما يضطر لبتر رجله.
تقدم والد علي من والدها يشكره بشدة بينما حدق البقية بها بتعجب وقال علي بهمس: ليه؟
نظرت له فرح بهدوء: علشان أنت جوزي حتى لو هنطلق بعدين بس مينفعش أشوفك فى موقف زي ده واقف ساكتة.
قالت حماتها بإستنكار: بس أنتِ كنتِ رافضة خالص تبيعي الدهب وكنتِ ماسكة فيه كأنه حياتك.
أبتسمت فرح ثم قالت برزانة: أنا مكنتش رافضة أبيع الدهب أنا كنت رافضة الأسلوب نفسه والتفكير، الفرق بين الواجب والتفضل، موضوع الدهب ده موضوع خاص بالست لأنه دهبها هى ملكها وحقها لو جوزها فى يوم وقع فى مشكلة مش هتتردد لحظة أنها تساعده أصلها مش هتقف تتفرج عليه وهى فى أيديها تساعده وهو جوزها وشريك حياتها أنها تقف جنب جوزها ده واجب عليها لكن مش لازم دائما تلزم الواجب بأنها تبيع الدهب ولو معملتش كدة متبقاش بنت أصول مع أنه بيع الدهب مش واجب ده تفضل منها، الدهب لو علي محتاجه مش هتردد ثانية ابيعه ولو كنت عرفت أنه فعلا أحمد محتاجه مكنتش هرفض لكن ده مش بالاجبار ومش واجب ده بيبقي بالحب والمودة بين الزوجين علشان كدة دى كانت نقطة الاختلاف، و دلوقتى لما علي أحتاجه هيتباع لأنه أصلا مش فارق ليا الدهب قد ما فرق ليا كل حاجة تانية حصلت.
التفتت لعلي الذى يحدق إليها بحزن: ربنا يشفيك يا علي وتقوم بالسلامة.
ثم استدارت لتغادر ولكنه ناداها بصوت منخفض لتعود و تحدق إليه.
قال بصوت نادم: أنا آسف يا فرح أنا بجد مكنتش فاهم كدة وكنت فاهم حاجات كتير أوي غلط سامحيني.
ابتسمت بلطف: أنا كنت بس زعلانة علي اللي حصل يا علي وأنك طلقتني فى ثانية واحدة بس الحمدلله كل ده خير واللي حصل لك ده خليك متأكد أنه خير من عند ربنا أتمني لما ربنا يشفيك تطلقني رسمي.
ثم خرجت مع والدها وهى تتنفس بعمق، سألها والدها: مبسوطة.
هزت رأسها بالنفي وقالت بنبرة ثابتة مرحة: مرتاحة وبس وأن شاء الله هقدر اتخطي وأعيش.
كانت تتحدث مع والدها حين سمعت شخصا ينادي إسمها، التفتت بإستغراب لتجد شخص يقترب منها يقول بعدم تصديق: ايه ده فرح مش معقول!
حدقت إليه فرح بتركيز حين قالت بدهشة: رؤوف! 
أبتسم رؤوف لها: ايه الصدفة دى بعد السنين دي كلها!
أبتسمت فرح وهى مازالت مذهولة ثم حدقت إلى والدها الذى ينظر لرؤوف بتساؤل: بابا ده رؤوف كان زميلي فى الكلية واتخرج وسافر برة يشتغل لأنه كان متفوق وجت له فرصة عمل برة.
صافح والدها رؤوف الذى أبتسم: تشرفت بحضرتك يا فندم.
 قال والدها بنبرة هادئة: وأنا كمان، رجعت هنا زيارة ولا استقرار.
قال رؤوف بإبتسامة خفيفة: للاستقرار السفر ملوش أي متعة وانت لوحدك وكل اصحابك وعيلتك فى حتة تانية بعيد عنك.
حدق بهم بإستغراب: بس بتعملوا ايه هنا لو مفيش مانع للسؤال؟
قال فرح بحذر: كنت بزور جوزي أو الأصح اللي كان جوزي هو تعبان وأحنا خاليا بنتطلق.
عبس رؤوف حين سمعها أول الأمر لكن ما لبث أن عاد وجهه لتعابيره الطبيعية: وأنا كمان كنت بزور واحد صاحبي.
قالت فرح بعفوية: كانت صدفة كويسة يا رؤوف يلا مضطرة أمشي.
أبتسم رؤوف لهما ثم قال بنبرة غامضة: أن شاء الله الصدف الجاية هتكون أحلي بكتير.
ثم غادر حين التفتت لوالدها وجدته يحدث بها بتفحص فتوترت: فى إيه يا بابا؟
أبتسم والدها إبتسامة غريبة: لا أصل عجبني رؤوف ده اوي.
حدقت إليه بإستغراب ولكن لم تعلق بينما أكملوا سيرهم لخارج المستشفى وفكرت فى تلك الصدفة الغريبة التى لا تعلم أنها ربما يتحول لقدر جميل.
عند علي كانت الصمت يسيطر على الغرفة حين دلف الطبيب وقال لهم ببشاشة: أنا لقيت لكم حل.
قال والد علي بلهفة: حل ايه ؟ 
قال الطبيب: بما أنكم مش معاكم فلوس العملية كاملة أنا كلمت إدارة المستشفى وعندهم استعداد يخفضوا المبلغ للنص.
هلا الجميع بينما بقي علي صامتا حين خرج الطبيب التفتت والدة علي لابنها الأكبر و زوجته، مع فلوس أبو فرح إحنا كدة فاضل لما جزء قليل ومفيش داعي نبيع الدهب  روحوا هاتوا بقية الفلوس لحد ما نخلص الإجراءات.
اقتربت منها زوجة أبنها بخبث: طب يا ماما هاتي الدهب علشان نحطه فى البيت فى مكان كويس مينفعش يفضل هنا.
حدقت إليها والدة علي : معاكِ حق بس ارجعوا بسرعة.
غادروا بينما علي لا يستمع إليهم حتى فى عالمه الخاص وقد أدرك أنه خسر الكثير بخسارته لفرح ولكن ربما هذا يعمله درسا هاما لمستقبله.
حين كانت سحر تغادر المستشفى مع زوجا قال لها: هتحطي الدهب فين؟
ضحكت سحر بخبث: نحط إيه بس أنا هاخده ليا ولا أقولك أحسن هنبيعه ونقول أنه هو اتسرق.
رفع حاجبه : طب ليه؟
قالت سحر بغيظ: ليه ايه! ده فرصة كويسة لينا واهو فرح مشيت ومش هاممها وفلوسه إحنا أولي بيها.
فكر قليلا ثم قال لها: معاكِ حق يلا نبيعه.
حين خرجوا من المستشفى وتقدم زوجها أمامها حتى يوقف تاكسي، أتت دراجة نارية بسرعة عليها شخصان واختطف منها الشخص الذى يركب وراء السائق الحقيبة التى تحمل الذهب.
وقف سحر مصدومة بما حدث توا ثم بدأت تصرخ: الحقوني يا ناااس حرامي سرق الدهب حراااامي.
ركضت هى وزوجها خلف الدراجة ولكن بلا فائدة فقد اختفت بسرعة وها قد تحقق ما قالته قبل دقائق فقط والذهب الذى سبب كل تلك الحكايات فى النهاية لم يحصل عليه أحد!
#تمت.
عادت سحر هى وزوجها إلى المستشفى تجر الخيبات ورائها بعدما لم يستطيعوا أن يلحقوا بالسارق ولم يجدوا أي شئ ليفعلوه غير العودة للمستشفى حتى يخبروهم عن سرقة الذهب.
اندهشت حماتها التى كانت تقف خارج الغرفة: ايه اللي رجعكم؟ ومالكم عاملين كدة ليه؟
قالت سحر بخيبة أمل: الدهب اتسرق مننا.
شهقت حماتها بقوة: اتسرق ؟ اتسرق إزاي ؟
قال أشرف أبنها الكبير: كنا طالعين من المستشفى وهو فل ايد سحر سبقتها أوقف تاكسي حرامي هو وصاحبه على موتوسيكل خده منها وملحقناهمش.
رفعت والدته عيناها لفوق: يارب صبرني يااارب.
عادت تنظر إليهم بغيظ: هو أنتوا عيال صغيرة لو كنتوا عيال صغيرة كنتم حافظتوا على الحاجة أكتر من كدة.
لم يتكلم أحد منهم فتنهدت بتعب: ده إحنا كنا هنرجع الدهب لصاحبته.
قالت سحر بصدمة: ترجعوه! ليه ؟
نظرت حماتها بهم أمامها: علشان ده حق صاحبته وأحنا مبقناش محتاجينه وأحنا فهمنا دلوقتى أنه إحنا ظلمنا فرح.
نظرت سحر إلى أشرف بذعر وقالت باندفاع: بس الدهب ده حقنا وطالما هى جابته ببقي خلاص يبقي خلاص هى مش عايزاه.
حدقت بها حماتها بشك فقالت بإرتباك: اا قصدي حق علي وهو اللي اشتراه أصلا ورجع له أهو.
رفعت حماتها حاجبها: وأنتِ مالك أصلا يا سحر بتاعه ولا بتاع مراته وهو حر يتصرف فيه وكنا هنرجعه لصاحبته زي ماكظة دهبك يا حبيبتي بتاعك حتى لو اطلقتي من أشرف.
سقط فكها من حديث حماتها: أطلق من أشرف! أنتِ بتقولي إيه يا حماتي؟
نظرت لها بطرف عينيها: بديكِ مثال بس علشان تفهمي قصدي والدها أهو اتسرق فى الآخر علشان أنتوا شاطرين وبتعرفوا تحافظوا على الحاجة.
حدقت إلى أشرف: أنزل شوف أبوك هو راح يشوف الدكتور علشان يحددوا ميعاد العملية يمكن تبقي بكرة.
أومأ أشرف بطاعة ثم ذهب بينما بقت سحر بجانب حماتها التى تجنبت النظر إليها فأغتاظت سحر بشدة.
تمت عملية علي بعدها بيوم وخرج من المستشفى فى خلال أسبوع، وطبعا بسبب مرضه كان يقيم فى شقة والديه فى غرفته القديمة بدأ يتعافي ببطء حتى شُفي كليا فى خلال ثلاثة أشهر ولكن طوال هذه المدة كان حديثه مع الجميع قليلا للغاية بدء من والديه انتهاء بشقيقه أحمد الذى يلاحظ أنه لا ينظر فى عينيه عندما يتحدث إليه.
بعد أن تعافي قرر قرار نهائي بترك المنزل والعيش فى منزل مستقل خاص به، عارضه والديه كثيرا حتى قالت والدته بأنها ستحزن ولن تتكلم معه ولكن ذلك لم يثنيه عن قراره.
كان يوضب حاجياته حين سمع طرق على الباب فقال بنية عادية وهو يضع ثيابه فى حقيبته: اتفضل.
دلف أحمد وهو ينظر له بحزن: أنت هتمشي دلوقتى؟
حدق إليه ثم عاد بحزم حقيبته: اه.
أقترب أحمد وجلس على السرير: أنا آسف يا علي آسف جدا.
عقد علي حاجبيه:
_أسف على ايه ؟
حدق إليه أحمد وشعور الذنب مرتسم على وجهه: لأني كنت سبب فى أنه بيتك يتخرب وتطلق مراتك.
جلست علي بجانبه وتنهد: مش غلطك يا أحمد ده غلطي أنا من البداية أنا اللي كنت اعمي عن حاجات كتير أوى ودلوقتى بس فهمت.
أحمد بندم:والله يا علي أنا مكنتش عايز اطلب منك من الأول بس أشرف...
ثم قطع حديثه فقال علي بتعجب: ماله أشرف ؟ رد عليا يا أحمد!
قال أحمد وهو ينظر فى الأرض:
_أشرف قالي أنه أنا لازم أطلب منك وأنه أنت معاك فلوس هيكفي وأنه دي حاجة عادية اطلبها منك علشان أبدا مشروعي وأنه أنت مش هتقول لا ولما قولتله أنه ظروفك صعبة قالي ده كلام بس وأنه ظروفك اتحسنت من مدة وحتى ممكن تبيع دهب مراتك وأنه ده مش عيب طالما إحنا أخوات وهنساعد بعض ولاني مكنتش فاهم كليت منك مساعدة لكن والله مكنتش أعرف أنه كل ده هيحصل وأنه أنت مفيش غير دهب مراتك أنا كنت فاكر زي ما أشرف قالي ولاني طول الوقت بخطط لمشروعي كنت بخرج طول الوقت معرفش حاجة عن اللي بيحصل هنا علشان كدة معرفتش حاجة غير لما روحت المستشفى .
رفع عيونه له بندم: أنا مكنتش ناوي أخطب أصلا غير لما اشتغل شوية بس أبوك قالي عادي نخطب لك دلوقتى حتى لو بدبلة والله العظيم مكنتش أعرف أنه الموضوع كله على دهب مراتك حقك عليا.
نظر له علي بنظرة غريبة قبل أن يضع يده على كتفه ويقول : ده مش غلطك يا أحمد، ده كان غلطي أنا من البداية بس الواحد بيتعلم هون على نفسك وربنا يوفقك فى حياتك.
أحمد بتساؤل: وأنت هتعمل ايه؟
علي بتأمل: أنا هحاول أشوف لي شغل وسكن مستقل أعيش فيه لوحدي ده أحسن واريح لينا كلنا لازم أنا كمان أشوف طريقي وأبدأ من جديد.
نهض ثم عانق شقيقه وودعه، خرج ليجد والدته تنتظر مع سحر وأشرف.
أقترب وسلم على والدته التى قالت بهم:
 بردو هتمشي.
أبتسم لها: ضروري يا أمي دعواتك ليا بس.
قالت بحزن: ربنا يكرمك ويجبر بخاطرك.
تقدم منه اشرف وقال: مش هتسلم عليا ولا إيه يا علي؟
حدق إليه علي بغموض قبل أن يقول بجفاء: مع السلامة يا أشرف.
غادر ثم تبعه أشرف الذى عاد لشقته و أحمد الذى ذهب لغرفته، جلست والدته حزينة فجلست سحر بجانبها.
قالت سحر بتأثر مزيف: علي مشي أهو يا ماما بسبب الحرباية فرح ياريت تكون ارتاحت بقا.
قالت حماتها بإنزعاج: متجبيش سيرة فرح البنت فى حالها .
ثم قالت بغضب: وبعدين أنتِ قاعدة جنبي ليه؟ ما تقومي تشوفي اللي وراكِ فى الشقة.
نظرت لها سحر بذهول هذه أول مرة تعاملها حماتها بهذا الشكل، انتفضت مجددا على صوت حماتها وهى تقول بتوبيخ: قولتلك قومي شوفي شغلك والا والله لأقول لجوزك.
نهضت سحر بسرعة وهى تستعجب تغير حماتها عليها وتتسائل ماذا حدث لها وخافت أن تكون هذه إشارة إلى ما تحمله لها الأيام.
مرت أشهر قليلة على فرح التى تخطت ماحدث لها لأنها تعلم أن ماحدث لها تجربة ولن تكون نهاية بل بداية جديدة لها فى حياتها.
كانت تبحث عن عمل لتلتحق به بمؤهلها ولكن لم يكن إيجاده سهلا ولكنها لم تيأس، فى يوم طلب والدها محادثتها.
قالت بإبتسامة: حضرتك عايزني يا بابا؟
قال والدها بهدوء: اه يا حبيبتي وبما أني بحب أدخل فى الموضوع مباشرة عايز اقولك رؤوف زميلك اللي قابلنا قبل كدة طلب إيدك مني.
حدقت إليه بدهشة: رؤوف! إزاي الكلام ده؟
والدها بضحك: هو إيه اللي ازاي ، عايز يتجوزك ف جه وطلب إيدك.
فرح بتوتر: بابا بس أنا مش بفكر أتجوز تاني دلوقتى خالص.
قال لها بحنان: مفيش حاجة مفروضة عليكِ يا حبيبتى أنتِ اقعدي معاه لو ارتحتِ ماشي مرتحتيش براحتك بردو وكتب خيره الرجل استني شهور عدتك تخلص علشان يكلمني.
أومأت برأسها بتردد فقبل والدها جبينها ثم أخبرها بأن رؤوف سيحضر فى المساء.
قالت بذهول: بسرعة كدة! ده أنا لسة موافقة حالا!
ضحك والدها مجددا: معلش أصله مستعجل شوية.
أحمر وجهها بخجل ونهضت من أمام والدها والتوتر يمتلكها بالكامل، ظلت على نفس الحال تفكر حتى ألمها رأسها حتى حضر رؤوف مع عائلته.
خرجت وسلمت على عائلته بتوتر ثم جلست على مقعد قريب منه دون أن تنظر إليه، بعد قليل خرج الجميع ليتحدثا سويا.
قالت بتوتر: ليه يا رؤوف ؟
رؤوف بتعجب: ليه ايه ؟
فرح بإحراج: ليه تتقدم لي يعني أنا عمري ما حسيت كول فترة ما كنا زمايل أنك ممكن تكون عايز تتجوزني وبعدها سافرت ومشيت ورجعت دلوقتى تطلبني بعد ما اتطلقت.
تنهد رؤوف وأجاب ببساطة: طول ما إحنا كنا زمايل كنت منجذب ليكِ يا فرح ولما سافرت كان علشان أكون نفسي بسرعة واجي اخطبك لما عرفت أنك اتجوزتي على قد ما زعلت بس اتمنيت لك السعادة ودلوقتى لقيت أنه قدامي فرصة تانية تفتكري أنا هضيعها من ايدي؟
كانت مندهشة من حديثها ومأخوذة به بالكامل حين أبتسم وقال: تفتكري واحد زيي ميستاهلش دلوقتى أنك تديله فرصة يثبت بيه حبه؟
أحمر وجهها خجلا ثم أشاحت ببصرها بعيدا والراحة تجد مكان فى قلبها اتجاهها، ربما رغم ظنها أنها لن تحب أو تتزوج مجددا كانت مخطئة ربما رؤوف اتي الآن فقط لأنه هذا الوقت المناسب حتى يجتمعا معا لقد أصبحت واثقة الآن أنه الشخص الذى سيحبها حقا ويقدرها، إذا كان فعل ذلك طوال سنوات فى السر الن يفعلها بعد أن تصبح زوجته؟
 مؤمنة بهذا الإعتقاد التفتت له وأبتسمت ثم قالت بنبرة ثقة: يستاهل طبعا.
الفرح الذى أضاء وجهه من إجابتها كان كفيل ليؤكد لفرح ثقتها به وأنه هو الشخص المناسب الذى سيحبها ويجعلها سعيدة حقا هذه المرة.
#تمت.
أنا آسفة أني اتأخرت فى الخاتمة لكن يكرر كان عندي ظروف وكنت تعبانة، بما أني  احترمت رغبة اللي معجبتهوش النهاية المفتوحة وكان عاوز خاتمة و عملت خاتمة أتمني  تحترموا رغبتي لو قررت فى مرة أعمل نهاية مفتوحة ومحدش يتهمني أني بعمل نهايات ناقصة  وبكرر النهاية كانت مفتوحة مش ناقصة يعني اي إحتمال كان وارد ببساطة لأنه ده الواقع يمكن يحصل ويمكن ميحصلش وده بيبقي على حسب الأشخاص نفسهم.
 لقراءة باقي الفصول اضغط على : ( رواية لأجل حقي )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-