رواية أركازيا الفصل الثاني 2 بقلم إسماعيل موسى

  رواية أركازيا الحلقة الثانية 2 بقلم إسماعيل موسى

رواية أركازيا الجزء الثاني 2 بقلم إسماعيل موسى

رواية أركازيا البارت الثاني 2 بقلم إسماعيل موسى

رواية أركازيا الفصل الثاني 2 بقلم إسماعيل موسى

رواية أركازيا الفصل الثاني 2 بقلم إسماعيل موسى

 #اركازيا
   ! ٢
غطست حتى ركبتيها بالماء وازعجت البجعات و الطيور الهادئه، قزفتها بالماء كأنها طفله صغيره قبل أن تعود مبتله للقصر، بدلت ملابسها وقصدت غرفتها، تفكر في ما عليها فعله بالغد، وذلك النرجسي القابع بالطابق الثاني يدخن لفافات التبغ.
كانت متعبه، نامت نوم الزرافات، ولم يزعجها الا خطوات ذلك الشاب الذي يصنع القهوه، احصت عشرة مرات وهو ينزل السلم ويصعد محتضنه سكينه اذا ما راوده عقله.
فتحت عينيها عندما كانت أشعة الشمس تتسسل من الشرفه والعصافير تشقشق على أغصان الأشجار القريبه وأصوات الطيور التى تسبح في البحيره، نظرت لساعتها كانت قد تعدت العاشره، بهلع بدلت ملابسها، لا تريد أن تفقد وظيفتها بأول يوم.
كان الرواق خالي وبقايا طعام الإفطار متروك على الطاوله، اكلت لقمه وجمعت الاطباق وهي لا تعلم ما عليها فعله.
انتظرت بالباحه الشاسعه عله ينادي او يصرخ عليها كما يحدث بالافلام، لكنها لم تسمع الا نغمات الطيور المختلفه، كان الجو صحو ولطيف وريح خفيفه تهز أغصان الأشجار خارج القصر.
بلعت ريقها وعصرت على بلعومها ليمونه وصعدت درجات السلم تسأل ذلك السيد الغريب ان كان يحتاج شيء، حملت بيدها ورقه وقلم وصعدت السلم، وجدته منكفاء على كتاب،  وبفمه لفافة تبغ.
وضعت الورقه أمامه، هل ترغب بشيء؟
ازاح الورقه بلطف دون أن ينظر إليها، تركت لك ورقه مكتوب بها التعليمات على الطاوله بجوار النجفه قال وهو يحملق بالبحيره.
بالأسفل كانت التعليمات واضحه، الغداء، نوعية الطعام، موعد فناجين القهوه، لاب، لاب، لاب.
وضعت الورقه بجيبها وبدرت منها آنه قبل أن تقصد المطبخ لتعد الغداء، كان هناك وقت يسمح لها بتفقد القصر، اللوحات الجداريه، الأثاث الأوروبي، السجاد التركي والاواني الفاخره، لم تكن هناك أى صوره لعائلة ذلك الشاب ولا حتى له شخصيآ، كان امر غريب ابتلعته على مضض.
بالدقيقه واللحظه التى حددها نزل الشاب لتناول طعامه، وقفت بعيد تتابعه، قبل أن تجلس بمقعدها دون أن تنظر وعيونها تقول على ما اعتقد لم تذكر بالورقه عدم امكانياتي تناول الطعام معك؟
كانت المنضده طويله واثريه تدفع للضحك، حيث جلس الشاب بناحيه بينما جلست على الطرف الآخر تفصلهم أمتار عن بعضهم.
تناول طعامه بصمت على نغمات مودزرات، اشعل لفافة تبغ سحب منها سحبه مديده قبل أن يصعد لمكانه مره أخرى.
قالت في نفسها لا بأس به، كانت قد استطاعت ان تعاين مظهره، وسامته الطاغيه، غموضه الملفت الجميل وصمته الطويل، اعدت فنجان قهوه ووضعته أمامه ثم تركته ونزلت.
لديها الكثير من الوقت إذا كانت قرات الملحوظه بطريقه صحيحه، بين فنجان قهوة الغداء والفنجان الأخر أربعة ساعات كامله، لفحها ذلك الخاطر المفرح، لم تضيع الوقت وخرجت تتفقد النواحي المحيطه لكن تلك المره برويه وهدوء.
كان هناك قن دجاج عامر بالدجاج والديوك، الأوزات والبطات، الديك الرومي، استنكرت لورانا، لماذا لم يخبرني!؟
كانت البذور منثوره ومبعثره على الأرض، الاعلاف في الاكنه، دوارق الماء مملؤه دفعها ذلك لتفكر ان كان هناك أحد غيرها يقطن القصر.
بالناحيه اليمني كان هناك باب ضخم امامه درب يقطع الغابه، عندما ادخل القصر سأبحث عنه فكرت في نفسها.
سرحتها الغابه الهادئه، جلست على العشب واتكأت بظهرها على جذع شجرة صفصاف ضخمه، تذكرت اخر مره كانت تعمل فيها داخل قصر، كان منذ مده طويله، كانت تعمل تحت رعاية امرأه متسلطه وقاسيه، كان الخدم يرتعبون منها، كانت نظره واحده منها تشعرك انها ستأكلك.
عندما كانت بيدها فطيره باللحم تلتهمها بمتعه قبل أن تقبض عليها تلك السيده والتي صاحت، الخادمات لا يتوقفن عن الأكل، تيبست بمكانها، سقطت الفطيره على الأرض ونزل قلبها في قدميها، صرخت السيده أنت مطروده، كان الخدم قد تجمعو يشاهدون على مضض ما سوف يحدث، عندها قالت للسيده المتسلطه، لم أكن اعتقد انك ظالمه وشريره، لكن طالما ان ذلك هو ما حصل، فلتذهبي لخراء الجحيم ايتها اللعينه المترهله وجمعت ملابسها ورحلت.
كان عليها ان تعود للقصر حيث احتواها الصمت الجميل، صنعت فنجان القهوه لسيدها ووضعته أمامه دون أن تكتب ولا كلمه، شكرها وهو يرتشف القهوه ويحملق بالبحيره.
وقفت دقيقه تراقبه وهي تنظر للبحيره مثله، لابد أن البحيره تخفي الكثير من الأسرار قالت في نفسها.
َصنعت لنفسها كوب شاي وجلست تحتسيه، تسمع موسيقى تشايكوفيسكي، عندما تفحصت الاسطوانات المتاحه علمت ان قدرتها على الاختيار باتت معدومه.
تذكرت الباب الذي رأته، قطعت الرواق الذي قادها لقبو طويل، كانت به عدة غرف تستخدم لتخزين الاطعمه، غرفه كانت تستخدم للحراسه على ما تعتقد، قبل أن يصل القبو لنهايته وجدت الباب الذي رأته، لكنها وجدت باب اخر موصد بقفل قديم لم يفتح منذ دهر، التفتت ودارت للوراء، عبرت القبو تجاه الرواق قبل أن تخفت خطوتها عندما رأته يصنع فنجان قهوه بنفسه، تابعت حركته الارستقراطيه، يتعامل مع المقادير بالمسطره بلا عشوائيه اسلوب محبب لقلبها ينم عن تربيه برجوازيه محنكه.
ما كل هذا الصمت ياربي؟ البحث عن الوحده؟ من يفعل ذلك، صدم كثيرآ من البشر.
تعمدت ان يشعر بها تنتظر ردة فعله، نظر إليها، فنجان قهوه اشار إليها؟
بأصبعها نفت، قبل أن تشير لعلبة الشاي، أنا لا اطيق القهوه زمت شفتيها بأمتعاض.
عبرت بجواره، سفعها عطره، صنع قهوته ورحل بسلام، وتركها بالمطبخ.
بعد رحيله لم تجد لها رغبه بشرب الشاى أنزلت ابريق الشاى وهي تفكر الي متي تسطيع ان تتحمل تلك الحياه؟
كان عليها ان تعتاد حياتها الجديده، انها سيدة القصر، الكونتيسه، مدام بوفاري ، لكن دون خدم، انها خادمة نفسها ولن يرى احد جمالها وتأنقها وروعت الموسيقى التى تسمعها، أليس شيء شرير ان لا يلاحظنا احد؟
فعلت كل ما ترغب به وكل ما لا ترغب به قبل أن تقرر النوم، لم تفلت حذرها بعد، المظاهر كاذبه، اوت لمخدعها الوثير وراحت تستدجي النوم على صوت قرع خطواته الصاعده والهابطه، كانت تلك لعبتها الجديده ان تحصى عدد المرات التى يصنع خلالها ذلك الشاب قهوته، مره اثنين، سبعه، قبل أن تغمض جفنيها كانت هناك خطوات هابطه لم تصعد، عبرت الرواق تجاه القبو لكن النوم باغتها.
هل تراه تحلم؟ تختلق أحداث للهروب من ذلك الصمت والخواء، لا يمكنها ان تدرك ذلك، لأن النوم عليه اللعنه لا يحضرنا الا عندما لا ترغب به.
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث اضغط على : (رواية أركازيا الفصل الثالث)
لقراءة باقي الفصول اضغط على : (رواية أركازيا)
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-