رواية العابثة الصغيرة الفصل التاسع عشر 19 بقلم سولييه نصار

 رواية العابثة الصغيرة الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الجزء التاسع عشر 19 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة البارت التاسع عشر 19 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الفصل التاسع عشر 19 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الفصل التاسع عشر 19 بقلم سولييه نصار

ابتلعت دعاء ريقها بصعوبة ولكن هزت رأسها بالموافقة ...ماذا ظنت بالضبط ؟!بالطبع ستكون مجرد خادمة ...
ابتسمت سميرة وهي تري انكسارها ....صحيح أن تلك الفتاة لم تؤذيها ولكن علاقتها برائد جعلتها فريسة لها فقط عندما تنتقم من رائد ستطلق سراحها ...
-جميل ....أنتِ هتشتغلي مع رضوي هنا ...وكمان عشان ظروفك اللي حكتلي عليها رضوي تقدري تعيشي هنا تأكلي وتشربي وتسكني بس طبعا هيتخصم من مرتبك ...
هزت دعاء رأسها وهي تنظر للأرض وقالت:
-كتر خيرك يا هانم ...
نظرت إليها سميرة بغموض وقالت:
-دلوقتي هتروحي مع رضوي تقولك علي اوضتك أنتِ واخوكي فين وهتديكي الهدوم اللي هتلبسيها ...
هزت دعاء رأسها بطاعة وذهبت خلف رضوي ...
..........
مر يومين وقد تم امضاء العقد لذلك قررت مروة الراوي أن تقيم حفلة بسيطة بتلك المناسبة دعت فيها رائد هو ولؤي ....
.....
في الحفل 
تجمد فجأة وانسحب الأكسجين من رئتيه وهو يراها أمامه ...يقسم أنها كانت كأميرة خرجت للتوي من القصص الخيالية ....لم تستمع عينيه لأوامر عقله وينظر بعيدا بل لمعت عينيه بإعجاب وهو ينظر إليها ....جمالها خرافي ....لم يري أحد بهذا الجمال من قبل ...فستانها الكريمي المحتشم يلتف حول جسدها الممشوق ....شعرها البني تركته منسدلا ... وابتسامتها الرائعة ...كل هذا كان كفيل له بأن يفقد عقله ....فجأة نظرت إليه فأرتبك قليلا ولكن عندما أعطته ابتسامة رائعة هدأ قليلا وابتسم لها  بلطف ثم توجه إليها ...نظر إليه لؤي بصدمة وهو يهز رأسه ...لا يفهم بالضبط ما يفعله صديقه ...
اقترب رائد من سميرة وهو يصافحها ويقول :
-طالعة حلوة النهاردة 
احمرار طفيف زين وجهها وابتسمت بسعادة وقالت:
-ميرسي ...
ثم أتت مروة وصافحته وهي تحدثه قليلا عن الصفقة ...استغلت سميرة الفرصة وذهبت بعيدا ...ظلت عيني رائد متعلقة بها وهو يتحدث مع مروة ....
تنهدت وهي تضم جسدها إليها ...ترتجف قليلا وهي تفكر ماذا يحدث لها ...يجب أن تكرهه إذن لماذا ذلك الانجذاب الغريب من ناحيته ...هل ستقع في فخه قبل أن يقع في فخها ...لا ...لا هي لا يجب أن تستلم بتلك الطريقة.... 
-تسمحيلي بالرقصة دي ؟!!
صوته الرجولي اقتحم أفكارها بقوة لتنظر إليه بشحوب وهي تري كفه التي امتدت لها ...حاولت السيطرة عن نفسها وكافحت لرسم ابتسامة لطيفة علي شفتيها وكادت أن ترفض إلا أنه امسك كفها. هو يجرها بلطف ويرقص معها ....ارتعش جسدها بينما يراقصها بلطف وازدادت ضربات قلبها ولكن بإرادة سيطرت علي نفسها ...بتذكير نفسها أن ذلك هو رائد ...رائد الذي قتل شقيقتها بدم بارد ...الذي دمر حياتها وحياة والدتها ...رائد يستحق كراهيتها فقط ولا شئ اخر ...بتلك الطريقة اقنعت نفسها وهي تجاريه بالرقص ...لقد فعلت المستحيل لتصل لتلك المرحلة ولن تستلم ابدا ...
ومن بعيد كان يراقبهما لؤي وهو يهز رأسه بيأس
........
في اليوم التالي ....
وقف لؤي بجوار رائد وقال
-انا عايز افهم انت دماغك فيها ايه...
ترك رائد ما يفعله ونظر إليه بحيرة وقال:
-مش فاهم تقصد ايه 
نظر إليه لؤي مطولا وقال:
-كلامك وتقربك من سكرتيرة مروة الرواي....انت في دماغك فيه ايه يعني 
-تقدر تقول دخلت دماغي ها ايه تاني..
-بالسهولة دي 
-ايوة
هز لؤي رأسه وقال:
-اعقل شوية يا رائد انت لسه خارج من تجربة سيئة ...
نهض رائد وابتسم وقال:
-متقلقش عليا يا لؤي 
ثم تركه وذهب ...
هز لؤي رأسه بيأس ....للمرة الأولي يعجز عن فهم صديقه لماذا يفعل هذا ...لماذا يتقرب من تلك المرأة بتلك الطريقة هل حقا نسي دعاء بتلك السهولة ...غريب ....
............
-انا قلقانة علي دعاء يا بابا ...بقالها اكتر من تلات ايام مكلمتنيش قلبي واكلني عليها اوووي 
قالتها منال بخوف ...ليربت والدها علي كتفها ويقول :
-طيب حاولي تكلميها ..
-حاولت كتير تليفونها مقفول ياريتنا ما كنا سيبناها تمشي من هنا..اهي البنت راحت لعمتها ومش عارفة اي أحوالها 
-يا بنتي دي عمتها اكيد هتكون كويسة هناك ...
هزت منال رأسها وقالت:
-برضه قلبي بيقول أن فيه حاجة حصلت ...هي ادتني عنوان عمتها ممكن تسمحلي اروح يا بابا 
-هنروح أنا وأنتِ بكرة بإذن الله ونسأل عليها ...تمام كده يا منال ..
هزت منال رأسها وهي تحاول طرد تلك الأفكار السيئة التي تهاجم مخيلتها ...تتمني من قلبها أن تكون صديقتها بخير ...
........
لم تأت هنا منذ زمن وقد اشتاقت لزيارة شقيقتها ....تنافرت الدموع من عيني سميرة وهي تلمس قبر شقيقتها التي احبتها كثيرا ...كانا لا يفترقان ابدا ...إلي أن اتي اليوم وسافرت سميرة لتكمل دراستها في الخارج ... حينها عملت نيرمين مع رائد ...كانت نيرمين تخبرها كل شئ بشأن مديرها الغني والوسيم ... أخبرتها أنها ستفعل المستحيل للإيقاع به لكي يحبها ويتزوجها ...ضحكت سميرة عليها وظنت أنها تمزح ولكن الصدمة كانت قوية عندما علمت أن نيرمين سوف تتزوجه بالفعل ...شعرت بالضيق منها ولكنها دعت ان تكون حقا نيرمين تحب هذا الرجل ولا تكذب عليه أو تخدعه ولظروف دراستها بلندن تستطع أن تحضر الزفاف ولكن ظلت مكالمات نيرمين وسميرة مستمرة حتي اتي اليوم الذي صدمتها شقيقتها بالمصيبة الكبري ...أخبرتها أنها واقعة في حب رجل غير زوجها... وهو كريم أخاه ....حينها صرخت بها سميرة ووبختها ...ولكن نيرمين أخبرتها أن الأمر ليس بيدها ...ما زالت تتذكر تلك المكالمة السوداء. ...وكانت تلك اخر مرة تحادث شقيقتها 
.....
-انتِ اتجننتي يا نيرمين بتقولي ايه ...أنتِ متجوزة سامعة كلامك 
-مش بإيدي
-اللي هو مش بإيدك 
انفجرت دموع نيرمين وصرخت قائلة:
-قولتلك مش بإيدي يا سميرة ...بحبه ..مقدرتش احب رائد ...أنا اتجوزت رائد عشان فلوسه بس لكن حبيت اخوه ودي حاجة خارج إرادتي
-انتِ مستوعبة بتقولي ايه ...أنتِ بتخوني جوزك بالشكل ده ...نيرمين حبيبتي اسمعيني ابعدي عن كريم ده وخليكي مع جوزك ...حاولي تحبيه وتتقبليه. ...امك لو عرفت اللي أنتِ عملتيه هتروح فيها ...اقطعي علاقتك بيه خالص سامعة 
تنهدت نيرمين وهي تقول بصوت مختنق :
-حاضر يا سميرة ...
...
عادت سميرة من شرودها وهي تمسح دموعها ....رغم أنها حذرتها ولكن نيرمين للاسف لم تطيعها ليكون الثمن هو حياتها ...نعم تعترف أن اختها أخطأت ولكن لا يحق له أن يقتلها بذلك البرود ....مسحت دموعها واحتلت القسوة عينيها وهي تنظر لقبر شقيقتها وتنطق بوعيد :
-اوعدك يا نيرمين اني هاخد حقك منه ...هقتله زي ما قتلك وحرمني منك ...هعذبه هخليه يتمني الموت ...مش هرتاح الا لما اخد حقك اوعدك ...
ثم نهضت وهي تنفض ثيابها وترحل !
......  
في اليوم التالي 
تخصرت منال وقالت لعمة دعاء :
-ايه اللي أنتِ بتقوليه ده يا ست أنتِ مشيت  يعني ايه ؟!
دفعتها وقالت:
-يعني طفشت يا عمري من هنا ....أنا كنت عارفة أن البنت دي هتجبلنا مصيبة عشان كده غورتها من هنا ...ويالا أنتِ كمان من غير مطرود أنتِ وابوكي بدل ما الم عليكم أمة لا اله الا الله ..
ثم بقوة أغلقت الباب في وجهيهما...نظرت منال برعب الي والدها وقالت:
-هنعمل ايه دلوقتي يا بابا 
صمت منعم وهو لا يعرف بماذا يجيب ابنته فهو نفسه لا يعرف !!
........
مرت الأسابيع ورائد اقترب من سميرة بشكل كبير ...ارتاح إليها وأصبحت مقربة لقلبه .....صمم علي اختراق حصونها ببساطة ..أصبح لها الصديق الذي يسمعها ويشاركها وما قربهما أكثر هو العمل وفي يوم ...
كانا يجلسان بسيارته في هدوء عندما نظر إليها وقال فجأة:
-سميرة تتجوزيني!!!
يتبع..
لقراءة الفصل العشرون اضغط علي : (رواية العابثة الصغيرة الفصل العشرون)
لقراءة باقي الفصول اضغط علي : (رواية العابثة الصغيرة)
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-