رواية العابثة الصغيرة الفصل الثالث 3 بقلم سولييه نصار

 رواية العابثة الصغيرة الحلقة الثالثة 3 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الجزء الثالث 3 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة البارت الثالث 3 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الفصل الثالث 3 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الفصل الثالث 3 بقلم سولييه نصار

(مشاعر جميلة)
-كفاية ضحك بقا يا منال. 
قالتها دعاء وهي تضحك... حاولت السيطرة علي نفسها وقالت :
-البيه بيقولي هتنازل واسامحك ونرجع.. ده واحد موهوم بجد فاكرني هرضي بيه بعد اللي حصل. 
وضعت منال كفها علي بطنها وقالت بضحك :
-بس انتي مش سهلة يا دعاء لبستي الواد التورتة في وشه... كل أما أفتكر شكله بطني توجعني من الضحك. 
-متفكرنيش يا منال والله زعلانة علي التورتة اللي لبستها في وشه... كانت غالية خسارة في أمه. 
ضربتها منال علي كتفها بمشاغبة وقالت:
-سيبك من النطع اللي اسمه علي وقوليلي أخبار أول يوم شغل ايه... أنا سمعت من ابويا أن رائد بيه وسيم شوية. 
-شوية ايه.... الواد صاروخ 
-احلفي 
-آه والله يا منال قمر.. قمر أنا في حياته ما شوفت راجل بالشكل ده جمال ايه وكاريزما  ايه... وطلة ايه بس.... 
نظرت إليها منال وقالت :
-بس ايه 
تنهدت دعاء وقالت :
-بشوف في عيونه حزن كبير... حاسه أنه مكسور وبيخبي ده ببروده. 
أمسكت منال كفها وقالت :
-اقولك علي حاجة سمعتها بس متقوليش لبابا إني قولتلك 
-أكيد. 
-رائد بيه قتل مراته وأخوه بعد ما قفشهم سوا 
-ايه. 
........... 
بخطوات متثاقلة اتجه إلي فراشه لعله يحتضنه وينسيه مرارة الخيانة التي لا تنفك ان تهاجمه... اغمض عينيه بينما سمح لعقله أخيرا أن يتذكرها بعينيها السوداء التي اسرته... رقتها غير المعهودة... نظراتها المشاكسة وخيانتها القاتلة... غاص عقله أكثر في ذكرياتهم الوردية وتذكر اللقاء الأول.. 
...... 
ولج رائد للمصعد لتدخل بعده فتاة فارعة الطول... شعرها بني قصير وعينيها كحبات القهوة... كانت تمسك ملف وتضمه لصدرها بقوة.... لم تنظر اليه حتي وتلك كانت المرة الأولي التي لم تعيره امرأة أي اهتمام.... ضغط علي زر الصعود... وعندما تحرك المصعد شهقت بقوة وهي تضم الملف أكثر وترتجف ... فجأة المصعد توقف تماما وانطفأت اضواءه لتصرخ هي وتمسك ذراعه دون وعي... وتلك كانت المرة الأولي الذي ينبض قلبه بتلك القوة. 
.... 
عاد رائد إلي الحاضر وسمح بدموعه تتحرر من عينيه لعل تلك الدموع تطفئ النيران التي تشتعل داخله... ماذا فعل لتخونه؟! لقد أحبها أكثر من حياته... أكثر من أي شئ في العالم وهي بكل بساطة تطعنه بتلك القوة... ليته لم يعشقها لهذا الحد... فقد عرف الآن أن العشق يقلل من قيمة الرجال... هو ارتكب خطأ مرة وعشق ولن يسمح لقلبه أن يعشق مرة أخري ابدا! .. أغمض عينيه وهو يطرد ذكرياته التعيسة من عقله.... 
....... 
-بتهزري مع أخوه... أخوه دي جاحدة 
-ششش يا دعاء هتفضحينا. 
وضعت دعاء كفها علي فاها وهي غير مصدقة .... هذا إذن سبب كرهه للنساء.. 
-أبلة دعاء. 
أخرجها من شرودها بسام شقيقها الصغير البالغ من العمر ستة سنوات فقط... لتبتسم دعاء وتلمس شعره الناعم وتقول :
-نعم يا حبيبي 
-أنا هنام ممكن تيجي تنامي جمبي. 
ابتسمت دعاء بحنان وأمسكت كفه وذهبت لتنام بجواره. 
.......... 
في اليوم التالي... 
استيقظت مبكرا كالعادة اغتسلت وتناولت الإفطار ثم أخذت اشيائها وذهبت مع عم منعم... وفي الحمام العمومي وضعت باروكة الشعر والشارب وعدلت وضع ثيابها... لحسن الحظ أنها نحيفة للغاية  وتفتقر لمعالم الأنوثة وهذا جعل من السهل عليها ان تتنكر في هيئة  رجل.... بعد أن انتهت خرجت من الحمام العمومي واتجهت مع عم منعم للعمل.... 
........... 
-صباح الخير يا عم  كريم. 
قالتها سريعا وهي ترتدي مئزر العمل وتشرع في إعداد الطعام ليرد عم كريم :
-صباح الخير يا داوود يا بني.... ساعة كده ورائد بيه ينزل تكون انت خلصت الفطار. 
-تمام. 
تركها كريم بينما أخذت بسرعة تجهز الإفطار.... لحسن الحظ أنها سريعة في أعمال المنزل مما جعلها تجهزه علي الوقت تماما... اعدت طاولة الطعام... وانتظرت بصبر نزوله. 
انحبست انفاسها وهي تجده ينزل من الدرج... وجه بعفوية ابتسامة رائعة. لها جعل قلبها يقفز داخل صدرها وقال بصوته المميز :
-صباح الخير يا داوود 
-صباح النور يا بيه. 
جلس رائد  علي الطاولة برضا بينما علي شفتيه ترتسم ابتسامة وقال :
-تسلم ايديك قبل ما ادوق... أكيد هيكون حلو. 
-مش هيكون في حلاوتك والله. 
قالتها دعاء بصوت منخفض ليقول رائد :
-بتقول حاجة يا داوود 
-لا يا باشا بقول بالهنا والشفا علي قلبك 
أشار له رائد :
-طيب ما تقعد تفطر معايا..
-بتقول ايه! 
ضحك رائد وقال :
-علي فكرة عادي أنك تقعد وتفطر معايا أنا لا متكبر ولا مستبد ممكن بس أكون عصبي شوية. -لا يا بيه شكرا أنا سبقتك اتفضل انت. 
-طيب لو هتعبك ممكن تعملي قهوة أكون خلصت فطاري 
-أكيد يا باشا. 
ثم ذهبت من إمامه مسرعة. 
ولجت دعاء إلي المطبخ وهي تضع كفها علي قلبها الذي ينبض بقوة غريبة عليها.... لم ينبض قلبها هكذا ابدا...لم ترتعش لمرآي شخص من قبل ولم تطير من السعادة عندما تري أحدهم يبتسم لها!... لم يحدث معها هذا الشئ من قبل.. لا مع علي ولا مع اي شخص اخر! 
-جرالك ايه يا دعاء... اهدي شوية مش عشان حلو شوية... لا شوية ايه احنا هنكدب الواد قمر اربعتاشر... يقول للقمر قوم وأنا اقعد مكانك... ده بينور في الضلمة! بينور في الضلمة يا دعاء 
هزت رأسها لتطرد تلك الأفكار هنا... هي فقط منبهرة بها هكذا اقنعت نفسها وحتى لو كان هناك مشاعر له لا يجب أن تنسي مكانتها... هي هنا خادمته بل خادمه وأن اكتشف كذبتها لن يرحمها!... 
بيدين مرتعشة أخذت تعد القهوة له... 
بعد أن انتهي من الطعام مسح فمه بمحرمه ثم أنتظر وصول القهوة.. 
اقتربت دعاء منه ببطئ وهي تقدم له  القهوة عندما لمس كفها بالخطأ... ارتعشت كفيها ليمسك هو الكوب ويقول بقلق :
-داوود أنت كويس فيه حاجة. 
هزت دعاء رأسها بإرتباك ثم انسحبت بسرعة للمطبخ وضجيج قلبها يكاد يصم اذنيها.. هو رائد رأسه بحيره وهو يقول :
-ماله ده؟! 
مط شفتيه دون اهتمام ثم شرع في تناول قهوته ليذهب للشركة ... 
............. 
-لا يا هانم دي مهمة صعبة وخطيرة وهحتاج أكتر من المبلغ ده 
زفرت بضيق وقالت وهي تنفث دخان سيجارتها بتوتر :
-خد المبلغ ده دلوقتي ولما تنفذ هديك قدهم بس بشرط. 
-اشرطي. 
لمعت عينيها وقالت بحقد :
-عايزاك تعذبه قبل ما تقتله... مترحمهوش... عايزاه يتمني الموت... خليه يترجاك أنك تقتله وكل ما عذبته أكتر هديك فلوس أكتر يا جابر... فاهمني.
متقلقيش يا هانم هعمل اللي يرضيكي. 
-طبعا عايزاك توثقلي كل حاجة بالصوت والصورة... نفسي أشوفه وهو بيتعذب 
-أمرك. 
نظرت إليه وقالت:
-بس خطط كويس هو مش سهل ولا اهبل 
-متقلقيش يا هانم أنا جابر العواد وانتي عارفة أنا ممكن اعمل ايه كويس 
-طيب يا جابر هنشوف. 
............... 
بعد أسبوع 
-الغي الصفقة! 
-أنت اتجننت يا رائد أنت عارف ده معناه ايه احنا هنخسر كتير كده. 
نظر إليه رائد ببرود وقال :
-الغي الصفقة يا لؤي من غير كلام كتير... أنا مش هتعامل مع شركة مديرتها ست!. 
اغتاظ لؤي ونهض وصرخ به :
-أنت اتجننت خالص.. ايه التصرفات الطفولية دي يا رائد... عايز تخسر صفقة مهمة زي كده عشان بس المديرة واحدة ست... أنت مجنون 
-لؤي... اسمعني
-لا يا رائد كفاية كده انت دلوقتي اللي هتسمعني... طردت كل البنات من شركتك وقطعت عيشهم وسكت... رفضت تشغل أختي في شركتك وقلت براحتك لكن لحد هنا وكفاية م كل الستات زي ست زفت نيرمين بتاعتك دي فمتعممش... 
-كلهم زي بعض. 
-الكلام ده يشمل الست الوالدة. 
-لؤي أحترم نفسك وفوق 
-لا أنت اللي تفوق يا رائد لأنك بتخسر كتير.. كريم برضه خانك صح وده راجل اشمعنا بتثق في الرجالة... لازم تتخلص من عقدتك دي يا رائد والا هتخسر كتير وأولهم أنا. 
صمت رائد ليقترب لؤي ويقول :
-يا رائد مش كلهم زي بعض... بعدين أنا مش بقولك اتجوزها أنت هتعمل صفقة مع شركتها بس اتخلص من عقدتك دي لأنك أكيد هتتعامل مع الستات.. متخليش خيانة مراتك تدمر حياتك بالشكل ده.. فكر في كلامي. 
ثم تركه وذهب. 
........... 
بعد قليل... 
خرج رائد من مكتبه واتجه للؤي وقال:
-أنا تعبت شوية  وهروح يا لؤي حاول تمشي الدنيا هنا 
-تمام بس فكر في اللي قولتلك عليه 
-حاضر. 
ثم ذهب. 
......... 
خرج من الشركة وركب سيارته غير منتبه لذلك الذي يراقبه من بعيد 
...... 
-يااه أخيرا عم كريم مشي وقرر يسيبني أنا انضف  دلوقتي أنا لوحدي أقدر اخد راحتي. 
خلعت شاربها والباروكة ثم صعدت لكي تنظف غرفة رائد... 
ولجت للغرفة لتهاجم أنفها رائحة عطره المميزة.. أغمضت عينيها وهي تستنشقها بقوة... أصبحت مدمنة بكل ما يتعلق بهذا الرجل.. هزت رأسها موبخة نفسها :
=جرا ايه يا دعاء انتي هتخيبي ولا ايه. 
ثم شرعت بالترتيب... قامت بطوي ملابسه النظيفة بعناية وفتحت الخزانة لتضعه فيه... وكادت أن تغلق الخزانة إلا أنها لمحت فستان. أحمر مطوي بعناية مع ملابسه.. أخرجته دون تفكير ثم  فردته نظرت إليه... كان فستان احمر قصير... عاري الكتفين بتصميم بسيط... خاطرة مجنونة مرت بعقلها... ارادت حقا ان تجربه لذلك دون تفكير ولجت للحمام  الملحق بغرفة رائد لكي ترتديه. 
في تلك الأثناء وصل رائد  للبيت وتعجب من الهدوء الذي يعم البيت... 
-عم كريم... داوود 
هتف باسمهما ولكن لا مجيب مط شفتيه وصعد لغرفته. 
أبتسم عندما ولج ووجدها منظمة للغاية... جلس علي الفراش وتسطح بتعب. 
في الحمام... 
انتهت دعاء من ارتداء الفستان وقالت :
=تمام هطلع بره عشان أشوفه في مرايا التسريحة المرايا دي صغيرة. 
ثم دون تفكير فتحت الباب و.... 
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع اضغط علي : (رواية العابثة الصغيرة الفصل الرابع)
لقراءة باقي الفصول اضغط علي : (رواية العابثة الصغيرة)
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-