رواية العابثة الصغيرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سولييه نصار

 رواية العابثة الصغيرة الحلقة الثانية عشر 12 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الجزء الثاني عشر 12 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة البارت الثاني عشر 12 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سولييه نصار

رواية العابثة الصغيرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سولييه نصار

مين ده يا دعاء؟ 
قالها بصوت خشن.... نيران باردة تلمع  في عينيه جعلتها ترتبك كثيرا ...عضلات وجهه تقلصت من الغضب ونظرات الشك في عينيه ارعبتها .... علت دقات قلبها وهي تنظر إلي تغيره الواضح.... ملامح وجهه التي أصبحت قاسية كالحجر... تراجعت قليلا وابعدت كفها  والخوف يسكن عينيها فتلعثمت بشدة وهي تقول :
-ده على جاري و.... وبس ...
كان علي ينظر إلي توترها بتسلية.  خوفها الشديد من زوجها جعله ينتشي بقوة فهو هو يراها في موقف لا تحسد عليه بينما الفزع يرسم خطوطه علي وجهها الجميل عرف أنه هو حاليا مخرجها من تلك الورطة  وان انكر كلامها ستقع في موقف لا يحسد عليه مع زوجها الثري ...نظرت إليه دعاء بتوسل وخوف ليبتسم لها هو بشر  ...ارتعبت دعاء وظنت أنه قد انتهي أمرها تماما ....
نظر علي الي رائد الغاضب ومد كفه وقال:
-ازيك يا استاذ رائد أنا ابقي علي جار مدام دعاء وزي اخوها ...اسف اني محضرتش فرحكم بس هعوضها إن شاء الله قريب 
نظر رائد الي كف علي الممدودة ببرود ثم أمسك كف دعاء وسحبها خلفه الي منزل منال ...
ابتسم علي وهو يري مع من وقعت دعاء ..
كانت دعاء تسير خلف رائد وهي تشعر بالرعب منه ....كان لا يبدو طبيعيا وذلك الشك الذي يسكن عينيه أخافها....هل سيراها نسخة من زوجته الخائنة هل سيتحطم عالمها الوردي الذي صنعته بتلك البساطة ....هل سيفرق بينهما الشك ؟!!اسئلة كثيرة مرت في عقلها وشعرت أنها تدور في متاهة لن تنتهي
........ 
-لا لا يعني ايه تاخدوا بسام هو أنتِ يا دعاء مش مأمنة عليه هنا 
قالها منعم بلوم لتبتسم دعاء بتوتر وتقول:
-والله لا يا عم منعم أنا بس 
-من غير بس يا دعاء يا بنتي ...بسام هيقعد معانا هنا علي الاقل اسبوعين عشان تاخدوا راحتكم انتوا عرسان وانا أبوه ومنال أخته ولا ايه يا رائد بيه 
نظرت دعاء الي رائد الصامت بتوجس ....نظر رائد الي منعم وقال:
-اللي تشوفه يا منعم ...دعاء معلش أنا تعبان يالا نمشي  استناكي في العربية ...يالا سلام 
ووسط ذهول الجميع نهض ...
أمسكت منال كف دعاء وجرتها بعيدا وقالت :
-مالك جوزك يا بت...قالب بوزه من اول ما جه ومنطقش ولا كلمة هو انتوا لحقتوا تتخانقوا....
نظرت إليها دعاء ييأس وقالت:
-لا حصل الأسوأ 
-ايه اللي حصل يا فقر 
قالتها منال بتوجس لتتنهد دعاء وهي تقص عليها كل شئ....حكت لها ما حصلت وتلك المخاوف التي تحتل قلبها
وبعد أن انتهت نظرت إليها منال بصدمة وقالت بصوت يغلي:
-ليه مقلتلهوش أنه كان  خطيبك...
-خوفت منه 
نظرت إليها منال بصدمة وقالت بعصبية :
ليه خايفة منه كده... هو عاملك ايه؟! 
أخدت منال تصرخ بها يزعجها كثيرا ضعفها أمامه... 
مسحت دعاء دموعها التي تسللت لوجنتها وقالت:
-انتي مشوفتيش شكله يا منال.... عينيه اتغيرت... أنا خوفت منه كأني عاملة عملة... متنسيش أن الماضي بتاعه ...
-مالي بالزفت الماضي بتاعه ...دعاء متجننيش ...ليه الخوف ده منه ...هو عاملك ايه بالضبط كأنك عامله غلطة ...يا دعاء مينفعش كده ...مينفعش تتعاملي معاه كده لانه كده هيتمادي معاكي وهتعاني معاه ...
هزت دعاء رأسها وقالت بخفوت:
-طيب يا منال خلاص اهدي عم منعم بدأ يلاحظ ...
ثم ضمتها سريعا وقالت :
-انا هروح دلوقتي ...
ثم ضمت شقيقها الصغير وذهبت..
........ 
ولجا الي المنزل ...طول الطريق لم ينطق بكلمة من الأساس ...كان يتجاهلها ببرود اوجع قلبها ...صعد الي غرفته بهدوء لتصعد هي خلفه والخوف يتصاعد في قلبها مما قادم ...وجدته قد خلع سترته وأمسك حاجز الفراش بغضب ...وضعت كفها علي كتفه وكادت أن تتكلم إلا أنها شهقت  بعنف عندما أزاح كفها ونظر إليها ونيران الغضب تتصاعد في عينيه ...رجعت دعاء للخلف بخوف ...وقد شعرت أن قلبها وقع في قدميها من شدة الخوف ...ازدردت ريقها وحاولت الكلام اللي أن لسانها لم يطاوعها...
-رائد 
قالتها برعب ...ليبتسم بسخرية وهو يمسك ذراعها ويقول :
-قولي الحقيقة يا دعاء اللي  كان معاكِ ده النهاردة يبقي مين ...
اتسعت عينيها بذعر وأخذت تتنفس بعنف محاولة ترتيب أفكارها وكلماتها ليصرخ هو بعنف ويقول:
-انطقي يبقي مين وازاي يمسك ايدك بالطريقة ده ... انطقي بدل ما اقتلك ...
انسابت دموعها وأخذت تتنفس بخوف وقد عجزت تماما عن الكلام ...ليقترب أكثر منها ثم يهزها بقوة ويقول :
-بقولك اتكلمي مين ده 
-جاري بس والله جاري ...
قالتها برعب وهي تبكي بعنف ...أمسكت قميصه وهي تقول بصوت مرتعش باكِ :
-رائد انت بتشك فيا أنا ...أنا يا رائد....
ازاحها رائد عنه بقرف وقال :
-كلكم نفس الصنف ..
ثم تركها وذهب لتنهار هي علي الأرض وتبكي وقد تحطمت أحلامها الصغيرة.... عالمها الوردي تحطم للابد وتسرب السواد إليه....
......
مرت ايام كالجحيم عليهما ...ايام تجاهلها فيها كثيرا وكسر قلبها ...كان لا ينظر إليها حتي ويعاملها ببرود كسر قلبها الصغير ...نظراته الحارة لها تجمظت واصبحت جليد...لم تتحمل هذا كله ...بكت وانهارت...العروس التي كانت تشع سعادة ذبلت علي يد حبيبها ....ولكن في يوم طفح الكيل بها وقررت ان تواجهه ...لن تسمح له ان ياماها بتلك الطريقة ...هي ليست رخيصة...انتظرت قدومه علي آحر من الجمر وعندما ولج لغؤفتهما نهضت وقالت:
-تحب احضرلك 
ولكنه قاطعها قائلا :
-لا شكرا اتعشيت برة ...وهناك دلوقتي تصبحي علي خير ...
امسكت كفه وهي تقول بإنفعال:
-لا يا رائد هنتكلم كفاية تجاهل لحد دلوقتي أنا استحملت كتير حرام عليك ..
ابعد كفه وكاد ان يتكلم الا انها اقتربت منه وقالت:
-ليه بتعمل كده ...ليه  بتكسرني بالشكل ده ...أنا بحبك حرام عليك ...
لم تتغير نظراته الجليدية وقال:
-يظهر أننا اتسرعنا في الجوازة دي ...
لم تتحمل اكثر وهوت علي صدره بكفيها وهي تصرخ بهيستريا :
-كفاية كده حرام عليك انت ايه ...أنا عملت ايه لده كله ...أنا حبيتك وده  جزاتي ...استحملت اهانتك وبرودك معايا ...خلاص طلقني وسبني 
ثم وقعت علي الأرض وهي تبكي بعنف ...هلع رائد وهي يري انهيارها  ..بدت دموعها صادقة ...يعترف أنه قد تمادي معها ولكن ذكري رجل آخر يمسك كف زوجته أشعلت النيران داخله ...تنهد وجلس بجانبها وهو يضمها قائلا :
-انا آسف آسف خلاص 
ولكن بكاؤها ازداد وكأن تراكمات الايام الفائتة انفجرت أخيرا ...
ظلت نصف ساعة تبكي وعندما هدأت قليلا ابعدها عنه رائد وهو يقبلها علي جبينها قاىلا:
-اسف ..عارف اني زودتها وباجي عليكي كتير بس أنا كمان بعاني ...أنا خايف يا دعاء خايف افشل تاني ...بحبك وخايف قلبي يتكسر 
-انت مش واثق فيا 
واجهته بحزن ودموعها تنساب بغزارة ليمسح دموعها برفق ويقول :
-انا مش واثق في نفسي وخايف ...
انسلت دموعه بخلسه من سجن عينيه لتمسح هي دموعه برفق ثم تمسك كفه وتضعه علي قلبها قائلة :
-القلب ده لديك والله محبتش ولا هحب غيرك ...بلاش تبعد يا رائد لاني بخاف ...بلاش تأذيني بالشكل ده ...
هو رأسه وهو يضمها بقوة إليه طاردا كل تلك الافكار البشعة...
......
بعد بضعة ساعات 
نظر إليه بحب وهي نائمة.... كانت تبدو كالملاك..احتلت ملامحه الحزن للحظات وهو يفكر في الأيام الماضية كيف أساء إليها وشك بها... ولكن هو معذور... ماذا يفعل بأشباح ماضيه التي تطارده ولا تجعله يعيش بسلام .....خيانة زوجته ما زالت تلاحقه وهذا ما يعكر صفو   علاقته مع  دعاء ...ولكنه قرر الا يجرحها مرة أخرى ....خرج من شروده علي صوت رسالة انت علي هاتف زوجته ...عقد حاجبيه بشك ثم امسك الهاتف وفتحه ....اشتعلت النيران في جسده وهو يري رسالة من رقم غريب مكتوب فيها :
-وحشتيني ...حبيبك علي !!!
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث عشر اضغط علي : (رواية العابثة الصغيرة الفصل الثالث عشر)
لقراءة باقي الفصول اضغط علي : (رواية العابثة الصغيرة)
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-