رواية إنذار بالقتل الفصل التاسع 9 بقلم نسمة مالك

 رواية إنذار بالقتل الجزء التاسع 9 بقلم نسمة مالك

رواية إنذار بالقتل البارت التاسع 9 بقلم نسمة مالك

رواية إنذار بالقتل الحلقة التاسعة 9 بقلم نسمة مالك

رواية إنذار بالقتل الفصل التاسع 9 بقلم نسمة مالك

رواية إنذار بالقتل الفصل التاسع 9 بقلم نسمة مالك


"نوح"..
لأول مرة بحياته ينبض قلبه بالحب الحقيقي، تأكد الآن أن "آية" ملكته قلبًا و قالبًا، للحظة شعر أن قربها أذابه كقطعة جليد سقطت على بركان ساخن تحول إلى مياه، و من ثم وصل درجة حرارته لحد الغليان حتي تبخرت كل ذرة تعقل يملكها..
الوحيدة دون عن كل نساء العالم أجمع يريد قربها إلى ما لا نهاية، 
لولا صوت والدته الذي أفاقه في الوقت المناسب، ما كان توقف عن ما يفعله أبدًا.
أخذ نفس عميق لعله يستعيد أنفاسة التي سرقتها جميلتة التي ارتخي جسدها بين يديه، ثقلت رأسها على صدره، انتظمت أنفاسها دليل على أنها غرقت في النوم ثانيةً من تأثير العلاج القوي الذي تعطيه لها "تهاني" حتي يشفي جرحها،
قلة غذائها جعل حالة من الخمول تشبه الإغماء تتملك منها، تتغذي على المحاليل فقط، 
انحني "نوح" قليلاً، و وضع يده أسفل ركبتيها و حملها بين ذراعيه بمنتهي الخفة،تكورت على نفسها داخل حضنه، تمسكت بكنزته بكلتا يديها، وجهها مدفون في عنقه، تهمس بضعف دون أن تفتح عينيها.. 
"أنا خايفة.. متسبنيش"..
دون أدنى إرادة منه، ضغط على جسدها الهزيل يضمها له بقوة هامسًا بلهفة.. 
"متخفيش.. أنا مستحيل أسيبك يا آية".. 
"نوح حط آية في سريرها و اتفضل على أوضك لو سمحت".. 
نطقت بها "تهاني" بحدة من بين أسنانها، و هي ترمقه بنظرة غاضبة، و التفت نظرت لأبنائها مكملة بأمر.. 
"وأنتو يله من هنا كل واحد على أوضته"..
بينما هم كانوا واقفين كالتماثيل تمامًا، يتابعون ما يفعله" نوح" بشغف، و كأنه إحدي أجمل الأفلام الرومنسية على الإطلاق، خاصةً الفتاتين، كانت أعينهما تضوي بقلوب حمراء منبهرة مما ذاد من غضب "تهاني" أكثر، فنظرت لأبنها" نور" و تحدثت بصرامة قائلة.. 
" نووور خد الحلوين أخواتك المتنحين دول من وشي بدل ما أمد أيدي عليهم دلوقتي".. 
 صوتها كان عالِ للغاية و برغم هذا لم يتحركان الفتاتين من مكانهما، كأنهما مغيبتان. 
بينما "نور" عاد لصوابه سريعًا، و تنقل بنظره بين شقيقاته بملامح منذهلة من هيئتهما المضحكة.. 
"قدامي يا هبلة منك ليها".. 
قالها و هو يقبض على ثيابهما من الخلف، و دفعهما أمامه تحت أعتراضهما، 
لتسرع "تهاني" بغلق باب الغرفة خلفهم، و استدارت ل "نوح" الذي مازال واقف على وضعه حاملاً "آية" على ذراعيه، ينظر ليديها المتشبثه به بابتسامته الدافئة.. 
"أنت لسه واقف بيها يا نوح؟!.. أنت مالك انهاردة!! ما تحطها على سريرها يا ابني".. 
"حاضر يا أم نوح.. أهدي بس أنتي بلاش عصبية و أنا هحطها".. أردف بها و هو يسير ببطء متجه نحو فراشها، جلس بها على حافة السرير فأصبحت هي على قدميه مما جعل أعين "تهاني" تتسع على أخرها بذهول مقارب للجنون. 
لتشهق بصوت خافت حين رأته يميل بها على الفراش وظل محتويها داخل حضنه للحظات ، و وضعها بمنتهي الحرص، و اعتدل هو على مضض بعدما عدل جسدها بوضع أكثر راحة، و دثرها جيدًا بالغطاء، 
كانت يد "آية" مازالت متشبثة بكنزته،أمسك يديها الصغيرة بين كفيه، و انحني بوجهه قليلاً و لثم يديها بعمق قبل أن يبعدها عن ثيابه و هب واقفًا و عينيه تتأمل ملامحها التي غزت الراحة و الأطمئنان قسماتها، 
"الله الله يا عم نوح.. مكنش باين عليك إنك واد حبيب أوي كده؟! ".. غمغمت بها "تهاني" التي اقتربت منه، و ربتت علي كتفه ببعض العنف مكملة.. 
"أمال فين نوح اللي مكنش بيرضي يسلم على واحده متحلش ليه، حتي بنات أخواتي، و بنات عمامك ياما كسفتهم لما يجوا عندنا و يسلموا عليك.. مترضاش تمد إيدك ليهم، و لما أقولك ليه كده يا ابني تقولي؟!".. 
اوقفها" نوح" عن تكملة حديثها حين قال.. 
"قال رسول الله ﷺ :"لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ"..
تنهدت "تهاني" بصوت مسموع و هي تقول.. 
"عليه أفضل الصلاة والسلام.. ما انت فاكر أهو يا ابني.. يبقي ليه تشيل ذنب كبير زي دا!! "..
شهقت بخضه حين التفت لها" نوح" و قبض على رسغها فجأة، وفع يدها وضع كف يدها على موضع قلبه الذي كان ينبض بجنون، نبضاته متسارعه تطرق على صدره بعنف، و نظر لعينيها مغمغمًا..
" مش بأيدي يا أم نوح"..
نظر تجاه" آية " النائمة، مكملاً..
"دعوتك ليا اتحققت و ربنا رزقني بلي خطفت قلبي و أنفاسي، و طيرت عقلي"..
صمت لبرهةٍ و تابع بدهشة.. 
"أنا مش عارف أمتي و لا إزاي ملكت قلبي يا أمي!!، و أنا بشر.. يعني مش معصوم من الغلط،خصوصًا قدام نقطة ضعفي اللي بقت هي.. آية نقطة ضعفي و قوتي كمان يا أم نوح".. 
ابتلعت" تهاني " ريقها بصعوبة، و بأسف قالت.. 
"بس أنت شوفت في ايديها دبلة يا ابني.. يعني مخطوبة.. ليه تعلق نفسك بيها وتوجع قلبك و هي مخطوبة لغيرك يا حبيبي!! "..
اعتلت ملامح" نوح" غضب مفاجئ، وتوحشت نظرته و هو يقول.. 
" هو فين خطيبها دا يا أمي؟!..أنا ملمحتش خلقته من ساعة اللي حصل.. حتي لما روحت أنا و نور المستشفى مع أخوها و اتبرعنا بالدم لوالدها ووالدتها مكنش هناك.. رغم اننا احتاجنا ناس تانية تتبرع، و انا اتصلت بكذا واحد من أصحابي كلهم جريوا على المستشفى و اتبرعوا و اللي بتقولي عليه خطيبها دا مظهرش.. البنت بقالها يومين عندنا و دا التالت و أخوها جه هنا كذا مرة، و خطيبها دا مختفي و لا ليه اي أثر ".. 
صمت لبرهةٍ يلتفط أنفاسه، و توجه بنظره لها يرمقها بنظراته المتيمة رغم ملامحه المشتعلة بالغضب، و الغيرة الحارقة.. 
" دي لو خطيبتي كان زماني قالب الدنيا عليها لحد ما القيها، و مسبهاش تغيب عن عيني لحظة واحدة".. 
" يا ابني أنا خايفة عليك.. لازم تعرف أنها مدام لسه لابسة دبلته تبقي بتحبه، و أنت كده بتعلق قلبك بواحدة مش هتكون ليك"..
قالتها "تهاني" بتعقل و هي تربت على ظهره بحنو، جملتها هذه جعلت عروق" نوح" تبرز بخطورة، و تحدث بهدوء أثار بقلبها الريبة حين قال..
" أنا هعرف بطريقتي هي بتحبه و لا لاء.. زي ما هعرف برضوا طريق خطيبها دا فين و هوصلوا"..
همت" تهاني " بالحديث، و قد زحف القلق لقلبها مما ألقاه إبنها على سمعها، و لكن صوت رنين هاتف "نوح" الذي صدع صوته اوقفها عن الحديث، خاصةً حين أسرع هو بالرد حتي لا يزعج صوت النغمة جميلتة النائمة..
فور ضغطه على زر الفتح وصل لسمعه صوت أنثي تتحدث بعملية قائلة.. 
" أستاذ نوح.. أنا الممرضة المسؤلة عن حالة مدام مني.. حبيت أبلغ حضرتك أنها فاقت و طالبة تشوف إبنها ضروري"..
قال "نوح" بفرحة لأجل آية غزت ملامحه الغاضبة فجأة..."طيب هو سايب رقمه عندكم.. اتصلوا عليه"..
الممرضة بأسف.. "إحنا اتصلنا عليه كتير جداً كان بيدينا جرس و بعد كده التليفون اتقفل "..
هرول" نوح" للخروج من الغرفة، كانت عينيه معلقة ب" آية " و هو يقول..
" تمام.. أنا هوصله و أجيبه و أجي"..
ركضت خلفه "تهاني" مرددة بخوف.. 
"استني يا نوح.. رايح فين يا ابني الساعة دي.. الفجر قرب يأذن يا حبيبي.. خليك للصبح"..
خطف" نوح" معطفه الجلد، و ارتداه على عجل، ومن ثم التقط مفاتيح الدراجة البخارية الخاصة به، و سار نحو باب الشقة مغمغمًا..
" مش هينفع استني للصبح يا أمي.. البوليس أول ما يعرف أن والدة آية فاقت هيروحوا ياخدوا أقولها.. لازم إسلام يروح لوالدته قبلهم ويطلب رضاها يمكن تسامحه و تقول أن مش هو اللي عمل فيهم كده"..
"طيب أنت هتروح فين دلوقتي بس"..
غمغمت بها "تهاني" بصوت متحشرج بالبكاء من شدة خوفها على عزيزها..
قبل" نوح" يديها و جبهتها سريعًا وهو يقول..
" هروح أشوف إسلام في البيت عنده.. هو كان مديني العنوان.. لو ملقتهوش هدور عليه، و مش هرجع إلا لما ألقيه و أخده المستشفى يبوس رجل و ايد والدته لحد ما تسامحه"..
"كل دا علشان خاطر آية يا نوح؟!"..
نطقت بها "تهاني" بتعجب، جملتها هذه أوقفت "نوح" الذي كان يهبط الدرج بخطوات راكضة، و نظر لها بابتسامة متمتمًا..
" لخاطر آية.. خاطرها يستاهل انه يتجبر بعد الكسر الجامد اللي اتعرضت ليه يا أم نوح"..
...................................... لا حول ولا قوة الا بالله 🥀..
.. بشقة إسلام..
صوت أذان الفجر أيقظ" رقية" من نومها، فتحت عينيها و اعتدلت جالسة بتكاسل، تنظر لزوجها النائم بعشق شديد،
" يارب أوقف معانا بقوتك و قدرتك و طلعنا من المحنة دي على خير يارب بحق أذان الفجر".. 
ربتت على شعره بحنو، و قبلت وجنته و هبت واقفه، و سارت نحو الحمام اختفت داخله للدقائق، و عادت مرة أخرى جثت على ركبتيها بجوار زوجها و بدأت توقظه بحنان مردده..
"إسلام.. أصحى يا حبيبي"..
كان العرق يسيل بغزارة على وجهه زوجها، و يتحرك بقوة، يبدو أنه داخل إحدي كوابيسه هو الأخر. 
شهقت "رقية" بعنف حين انتفضت "إسلام " بفزع فجأة، و صرخ بصوت مرتعد.. 
" ابوياااا".. 
"أهدي يا حبيبي.. أهدي أنت بتحلم..متخفش"..
نطقت بها وهي تضم رأسه لصدرها، و تربت عليه برفق مكملة.. 
"متخفش يا إسلام.. أن شاء الله باباك و مامتك هيخفوا ويرجعولنا بألف سلامة"..
التقط" إسلام" أنفاسة بصعوبة، و بعتاب تحدث قائلاً.. 
"سبتيني أنام ليه يا رقية.. كنتي صحيني علشان نروحلهم".. 
" أنا كمان نمت جنبك من التعب و لسه صاحية حالاً.. قوم اتوضي و تعالي نصلي سوا و بعدين نروحلهم"..
حرك رأسه لها بالايجاب، وابتعد عنها بصمت، و هب واقفًا و سار نحو الحمام دون أن ينطق بحرف واحد..
جلست "رقية" تنتظره بقلب ملتاع يدعوا له دون توقف، حتي مر وقت ليس بقليل جعل القلق يزحف لقلبها.. 
"جوزك محتاجلك.. أجمدي"..
همست بها "رقية" بسرها حين شعرت أنها على وشك الانفجار بالبكاء، فما تمر به ليس أبدًا بهين.
سارت نحو الحمام، و أخذت نفس عميق و طرقت برفق على الباب متمتمة..
"إسلام.. خلصت يا حبيبي؟"..
لم تجد سوي الصمت حليفها، أنقبض قلبها و هرولت بفتح الباب مندفعة نحو الداخل، و عينيها تدور بالأرجاء تبحث عنه بقلب مرتعد، لتقع عينيها عليه جالسًا أرضًا بإحدى الزوايا، يضم ركبتيه لصدره، مستند برأسه عليهما..
أطلقت أنفاسها المحبوسة برئتيها، و تحدثت بحنو وهي تقترب منه حتي وقفت أمامه مباشرةً،و من ثم جلست جواره تمسد على شعره بحنان بالغ وهي تقول..
"ايه يا إسلام متوضتش ليه.. أنا مستنياك نصلي سوا"..
رفع رأسه ببطء و نظر لها بأعين تفيض بالدمع الحارق على خديه،دموع حسرة، ندم، قهر، و ما أصعب قهر الرجال.. 
"مش عارف أتوضي لوحدي"..
"تعالي حبيبي أنا هوضيك"..
همست بها "رقية" وهي تضم رأسه لصدرها بلهفة، و قد أغرقت وجنتيها بالعبرات و تقطع نياط قلبها حزنًا على حاله..
" أنا خايف يا رقية"..
تفوه بها "إسلام" بصعوبة، و صمت لبرهةٍ، وتابع بصوت مرتجف..
"خايف أوي.. بس مش خايف على نفسي"..
ابتلع غصة مريرة بحلقه مكملاً..
" خايف على أمي و أبويا و أختي و ابني"..
تأمل ملامحها الباكية بنظرة متيمة بالعشق..
"و أنتي.. أنتي يا حب حياتي"..
يتبع....
لقراءة الفصل العاشر اضغط على (رواية إنذار بالقتل الفصل العاشر)
لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على (إنذار بالقتل)
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-