رواية إنذار بالقتل الفصل العاشر 10 بقلم نسمة مالك

 رواية إنذار بالقتل الجزء العاشر 10 بقلم نسمة مالك

رواية إنذار بالقتل البارت العاشر 10 بقلم نسمة مالك

رواية إنذار بالقتل الحلقة العاشرة 10 بقلم نسمة مالك

رواية إنذار بالقتل الفصل العاشر 10 بقلم نسمة مالك

رواية إنذار بالقتل الفصل العاشر 10 بقلم نسمة مالك


كانت "رقية" في موقف لا تحسد عليه و هي تري زوجها بهذا الضعف، حزنه الشديد تملك من قلبه جعله غير قادر على التحمل أكثر من ذلك، ولولا وجود زوجته الحنونة برفقته، تدعمه و تخفف عنه ربما كان أقدم على الأنتحار، 
استطاعت احتوائه بحبها الصادق له،ساعدته على الوضوء وأدوا فرضهما سويًا، و جلست على سجادة الصلاة بجواره تستمع لحديثه بقلب يتمزق ألمًا عليه، ظل يتحدث عن كل ما بداخله، و هي تستمع له باهتمام دون أن تقاطعه، اكتفت بضمه لحضنها تمسد على شعره تاره، و ظهره تاره، و تقبل جبهته تاره أخرى. 
كان "إسلام" يبكي بكاء حاد،يقطع نياط القلوب و قد إجتاحه شعور من الندم يستنزف روحه بلا رحمة.. 
"أنا مش عارف إزاي عملت فيهم كده!!!.. أنا شربت مخدرات خلتني ضربت أهلي بالسكينة يا رقية!!! "..
"متلومش نفسك لوحدك.. لومني أنا كمان.. أنا السبب في كل اللي حصل ده يا إسلام".. 
قالتها "رقية" بصعوبة من بين شهقاتها، و بندم تابعت.. 
"أنا غلطانة لما قولتلك طلقني.. مكنش ينفع انطقها أصلاً.. مش عارفة إزاي قلبي طاوعني و قولتلها، مش عارفة عقلي كان فين وقتها.. أنا السبب في كل اللي أنت عملته يا إسلام، و لو في حد المفروض يتعاقب فهيبقي انا الحد دا لأني مقدرتش الظروف الصعبة اللي بتمر بيها يا حبيبي و ضغطت عليك أكتر بكل غباء و جهل مني.. بس والله العظيم ما كنت ناوية أطلق منك فعلاً.. فكرت لما أقولك كده هتفوق و تبعد عن صحاب السوء اللي بتروحلهم كل ليلة.. أتريني حطيت على جرحك ملح لحد ما انفجرت من شدة الوجع".. 
صمتت لبرهةٍ و ارتمت بين ذراعيه تبكي بمرار مرددة بنبرة متوسلة.. 
" سامحني.. أنا أسفة يا حبيبي.. سامحني علشان خاطري".. 
تمسك بها" إسلام "بكل قوته، وانهمرت دموعه على وجنتيه بغزاره دون بكاء، جسده ينتفض بقوة، و صوت أنفاسه أصبحت عالية، يجاهد حتي يلتقط نفسه،
ابتعدت عنه "رقية" بضعة أنشات، و ضمت وجهه بين كفيها مرددة بلهفة.. 
"أهدي يا إسلام.. أهدي يا حبيبي بالله عليك لو حصلك حاجة أنا هموت فيها"..
"بعد الشر عليكي".. نطق بها، و هو يعيد دسها بين ضلوعه ثانيةً، يستمد منها القوة على تكلمة الحياة، ظل محتضنها لفترة ليست بقليلة قربها يشعره بالراحة التي فقدها مؤخرًا. 
ابتعد عنها بقلب مرتعد حين صدع صوت رنين جرس الباب، نظر لها نظرة مذعورة و همس بصوت مرتجف.. 
"مين هاجي عندنا في الوقت دا؟!".. 
ابتلع لعابه بصعوبة مكملاً... "تفتكري جري لحد فيهم حاجة؟".. 
حركت "رقية" رأسها بالنفي سريعًا، و دفعته بكلتا يدها برفق تحثه على النهوض وهي تقول بيقين تام.. 
"لا يا حبيبي هما هيبقوا زي الفل بحول الله وقوته،أجمد أنت كده علشان تقدر تقف في ضهرهم، و تعالي نشوف مين اللي جيلنا دلوقتي".. 
كانت تتحدث و هي تزيل عبراته بأناملها، و تهندم له ثيابه و شعره بعناية، و سارت معه نحو باب الشقة. 
أخذ "إسلام" نفس عميق و رسم الهدوء على ملامحه الشاحبة، و فتح الباب ليجد" يوسف " يقف أمامه عاقدًا ذراعيه أمام صدره، و يرمقه بنظرات كرهه ظاهرة على ملامحه.. 
"يا مرحب يا يوسف.. اتفضل".. 
قالها "إسلام" بترحاب، و هو يتراجع للخلف حتي يسمح له بالدخول، ضحك "يوسف" ضحكة مستهزءة، و تحدث بسخرية قائلاً.. 
"اتفضل فين يا إسلام!!.. هتقعدني على الأرض مثلاً يعني ولا أيه؟!".. 
أطبقت "رقية" الواقفة بظهر زوجها عينيها بعنف، فكلمات"يوسف " كانت بغاية القسوة، و رغم ذلك ابتسم له "إسلام" ابتسامة حزينة و تحدث بهدوء قائلاً.. 
" عندك حق.. بس زي ما أنت أكيد عارف يا دكتور إن مافيش حاجة بتفضل على حالها.. انهارده أنا بمر بضيقة لازم أرضى بيها لحد ما ربك يفرجها علينا ".. 
شعر "يوسف" بالندم لوهلة، و نهر نفسه على ما تفوه به، فتنحنح بحرج مغمغمًا.. 
"احححم.. هي آية فين.. بقالي كذا يوم بحاول أوصلها، و جيت هنا إمبارح و ملقتش حد، و المفروض أنها عندها محاضرة بدري أوي انهارده قولت اجي الحقها قبل ما تنزل علشان أوصلها ".. 
ظهر التوتر على ملامح "إسلام" و هم بالرد عليه إلا أنه أستمع لصوت "نوح" ينادي عليه من أسفل المنزل بصوت عالِ، فهرول تجاه الدرج مسرعًا و اجابه بلهفة قائلاً.. 
" أيوه يا نوح.. أطلع تعالي.. أنا هنا".. 
لحظات و كان" نوح" يصعد الدرج على عجل بعدما قام بصف دراجته البخارية.. 
"أيه يا نوح.. طمني.. حاجة حصلت".. 
نطق بها "إسلام" بفزع قبل أن يصل إليه "نوح"، بل كان يهبط هو الدرج لأستقباله.. 
"أهدي يا إسلام.. متقلقش.. أنا جيبلك خبر حلو".. 
نطق بها" نوح" وهو يربت علي كتفه برفق، وبابتسامة تابع.. 
"المستشفى حاولت تكلمك كذا مرة بس تليفونك مقفول.. مامتك فاقت و طالبة تشوفك".. 
تهللت أسارير "إسلام" و التمعت عينيه بالدموع، و لكن هذه المرة دموع الفرحة.. 
"أنت بتتكلم جد بالله عليك يا نوح".. 
"أيوه يا ابني والله زي ما بقولك كده.. المستشفى كلمتني وبلغتني و أنا جيتلك على طول.. يله أجهز خلينا نتحرك و أوصلك عندها".. 
كان هذا الحديث أمام "يوسف" الواقف أعلى الدرج يتابعهما بعدم فهم، فعقد حاجبيه و قال مستفسراً.. 
" في أيه يا إسلام.. مستشفى أيه و مامتك فاقت من أيه.. أنا مش فاهم حاجة؟! ".. 
نظر" إسلام " ل" نوح" يستجديه أن يرد هو عنه،تفهم" نوح" نظرته هذه رغم مدة معرفتهم ببعض التي لم تتخطي أسبوع واحد حتي، و لكن العلاقات الصادقة لم تكن أبدًا بالمدة، بل تكن بالمودة.. 
و وقوف" نوح" معه في محنته جعلته يشعر كأنه أخ له لم تلده والدته، 
" دا دكتور يوسف خطيب آية أختي يا نوح".. 
قالها "إسلام" و هو يصعد الدرج برفقته حتى توقفا أمام "يوسف" مباشرةً.. 
"نوح صاحبي يا يوسف"..
"أهلاً و سهلاً.. خير بقي في أيه بالظبط، و فين آية يا إسلام؟!".. 
قالها" يوسف" بضيق، و نفاذ صبر. 
"يله انت يا إسلام أجهز خلينا نتحرك".. 
نطق بها" نوح" و عينيه ثابته على "يوسف" يتطلع به بنظرات متفحصة، تحرك "إسلام" على الفور، و عاد لداخل شقته، ليتابع" نوح" حديثه مكملاً .. 
"في حرامي اتهجم على البيت هنا، و للأسف ضرب والد إسلام و والدته بأله حادة و هما في المستشفى بقالهم كذا يوم".. 
جحظت أعين" يوسف" على أخرها بصدمه و نظر تجاه "إسلام" الذي اندفع للتو من داخل الشقة ووقف يرتدي حذائه مردداً.. 
" و آية.. آية جرالها حاجة؟"..
"لا الحمد لله آية كويسة، و نايمة جوه"..
أردفت بها" رقية" سريعًا و تابعت بتعقل بعدما رمقت زوجها نظرة تفهمها جيدًا.. 
" أنا هصحيها و نحصلكم على المستشفى ".. 
"يله بينا".. قالها "إسلام" و هو يسير بخطي واسعة، ليوقفه "يوسف" حين قال.. 
 " طيب أنا هستناكم تحت في العربية على ما آية تجهز و نروح سوا".. 
"لا روح انت يا دكتور معاهم.. لأن آية لسه على ما تصحي و تفوق و تلبس، و أنا كمان لسه هجهز حمزة و افطاره.. هننتأخر شوية و هنأخرك معانا".. 
"أيوه أم حمزة بتتكلم صح..يله بينا أحنا علشان أنا راكن الماكينة بتاعتي فوق عربيتك".. 
قالها" نوح" موجهه حديثه ل" يوسف" الذي بهتت ملامحه، و نظر له بغضب مردداً.. 
" نععععم.. راكنها فين!!!".. 
اقترب منه" نوح" ووضع ذراعه حول كتفيه ببعض العنف، و سحبه معه نحو الدرج و هو يقول بمزاح مصطنع.. 
" متخفش كده يا دوك أنا بهزر معاك.. بس دا ميمنعش أني قافل عليك الطريق خالص و مش هتعرف توصلها".. 
كانت جملة "نوح" ذات مغزي يقصد بها جميلته
"آية".. 
" هي مين دي اللي مش هعرف أوصلها!!".. 
قالها "يوسف" مستفسراً، ليجيبه "نوح" بابتسامة مصطنعه.. 
"المستشفى يا دوك".. 
بينما" رقية" ركضت خلف زوجها و تحدثت بصوت هامس قائلة.. 
" أنا هروح أجيب حمزة من عند ماما، و هاخده و نروح ل آية، و ان شاء الله مش هرجع إلا و هي معايا.. اطمن أنت يا حبيبي".. 
رفع "إسلام" يده وضعها خلف رأسها و جذبها إليه، مال بوجهه على جبهتها طابعًا مطولة متمتماً.. 
" خلي بالك من نفسك، و ادعيلي من قلبك".. 
"قلبي دايمًا بيدعيلك يا حبيبي".. 
همست بها" رقية " بصوت متحشرج بالبكاء، و هي تطلع لعينيه بنظرتها العاشقة.. 
بادلها هو النظرة بعشق أكبر و هبط الدرج راكضًا وجد "نوح" يجلس على دراجته البخارية ينتظره، صعد خلفه و هو يبحث بعينيه عن" يوسف".. 
" هو فين الدكتور؟!".. 
"طلب اسم المستشفى مني، و قال هيسبقنا على هناك".. هكذا اجابه "نوح" ببساطة، و هو يستعد للانطلاق بدراجته.. 
"عايزين نوصل قبله يا نوح.. يوسف مش سهل و هيدخل لوالدتي و ممكن يعرف منها اللي حصل و مش هيسكت خصوصاً ان انا وهو بينا مصانع الحداد و تقريباً مبنطقش بعض.. أنا عايز اشوف امي قبله".. 
قالها" إسلام" بنبرة راجية، نظر له" نوح" من فوق كتفه، و أردف بثقة قائلاً.. 
"بمشيئة الله هنوصل قبله.. أمسك نفسك انت بس و انا سايق ".. 
أنهى جملته و انطلق بأقصى سرعة، و مهارة عالية في القيادة، و بأقل من ثلاث دقائق كان وصلوا أمام المستشفي.. 
اندفع" إسلام" راكضًا داخل الممر المؤدي للغرفة المتواجد بها والديه، وقف أمام الغرفة يلتقط أنفاسه بصعوبة، و ينظر ل" نوح" الواقف بجواره نظرة يملؤها الخوف.. 
" ادخل أنت و أنا هستناك هنا متقلقش".. 
اقتربت منهما إحدي الممرضات التي اتجهت ب"اسلام" نحو غرفة التعقيم، و قامت بعمل اللازم قبل أن يدلف لداخل غرفة العناية.. 
كان بدنه يرتجف و كأنه طفل صغير قام بفعل خطأ ما و يخشي عقاب والدته، دلف لدخل الغرفة بخطي متعثرة، خافض وجهه بخزي من نفسه.. 
" إسلام.. يا حبيبي يا ابني".. 
همست بها "مني" بضعف شديد، و أشارت له بيدها أن يقترب أكثر. 
نظر لها "إسلام" بأعين مليئة بالندم و العبرات معًا، و بلحظة كان قطع المسافه بينه وبينها، وجثي أرضًا على ركبتيه بجوار فراشها، و مال على يدها المنغرس بها الأبرة الطبيه، و ظل يقبلها مرات ومرات مردداً بتوسل.. 
"سامحيني.. سامحيني يا أمي.. أنا أسف والله.. مكنتش أقصد".. 
" هششش.. أخرس يا واد. و قوم بصلي".. 
همست بها "مني" و هي تجذبه بوهن حتي توقف أمامها، و رفعت يدها تتفحص صدره، و يديه ظنًا منها انه ربما أصاب نفسه هو الأخر. 
تنفست الصعداء بعدما تأكدت انه لم يطعن نفسه مثلهم، و نظرت له و تحدثت بصرامة قائله.. 
" أوعى تكون قولت ان انت اللي عملت فينا كده"..
صمتت لبرهةٍ و تابعت ببكاء.. 
"هكدبك يا إسلام.. لو قولت ان أنت اللي عملت كده هكدبك و هغضب عليك العمر كله يا ابني.. مش هسيبك تضيع مننا أكتر من كده يا ضنايا".. 
...................................... لا حول ولا قوة الا بالله🥀.. 
" رقية".. 
بعدما أحضرت صغيرها من منزل والدتها، ذهبت مسرعة ل" آية " على العنوان الذي أخبرها به زوجها.. 
" تعالي يا رقية يا بنتي اتفضلي ".. 
قالتها" تهاني" بابتسامة بشوشة، و هي تسير برفقتها نحو الغرفة النائمة بها "آية".. 
"رقية" بخجل.. "أنا بعتذر أني جيت بدري كده".. 
نظرت لها "تهانى" بعتاب و هي تقول.. 
"تعتذري على أيه بس يا حبيبتي..دا انتى و حمزة السكرة ده نورتونا انهارده والله".. 
فتحت باب الغرفة بعدما طرقت عليه برفق، و دلفت للداخل و "رقية" خلفها حاملة صغيرها على يدها.. 
كانت "آية" مستيقظة، و لكنها بعالم أخر كعادتها، تنظر للفراغ بشرود و أعين دامعة.. 
"آية ".. نطقت بها" رقية" التي بكت فور وقوع عينيها على صديقة عمرها، و رأت مدي التعب و الحزن الظاهر عليها.. 
"يويو".. أردف بها الصغير الذي قفز من علي يد والدته و ركض نحوها، صعد على الفراش بجوارها و ارتمي داخل حضنها يضمها بحب شديد.. 
انتبهت "آية" لوجوده، و كأن ضمته لها أعادتها لواقعها.. 
"حمزة.. يا حبيب قلبي".. 
تفوهت بها "آية" وهي تضمه و تنظر تجاه "رقية" التي تبكي بنحيب و نطقت أسمها بصوت أشبه بالصراخ.. 
"يا رقية".. 
هرولت "رقية" نحوها هي الأخرى و احتضنا بعضهما و انفجرت "آية" ببكاء مرير يدمي القلوب.. 
يتبع....
لقراءة الفصل الحادي عشر اضغط على (رواية إنذار بالقتل الفصل الحادي عشر)
لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على (إنذار بالقتل)
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-