رواية وانهمرت دموع الورد الفصل الأول 1 بقلم بتول علي

 رواية وانهمرت دموع الورد الفصل الأول 1 بقلم بتول علي

رواية وانهمرت دموع الورد البارت الأول

رواية وانهمرت دموع الورد الفصل الأول 1 بقلم بتول علي


رواية وانهمرت دموع الورد الجزء الأول 

-"اسمعي يا زفتة يا اللي اسمك ورد وركزي في كل كلمة هقولها ، أنتِ هنا مجرد خدامة مش أكتر وملكيش أي حقوق ، الكلمة اللي أمي تقولها تنفذيها ومن غير أي نقاش ، وإياك تتصلي تشتكي منها مرة تانية".

أغلق "منذر" الهاتف في وجه زوجته ورد التي أخذت تبكي بشدة على سوء معاملة زوجها وأهله فهذه ليست الحياة التي كانت تحلم بها.

-"إيه يا مرات ابني اللي مقعدك هنا على السلم ، اتصلتي تشتكي لمنذر وفي الأخر قالك اسمعي كلام أمي مش كده ، يلا قومي انجري امسحي السلم والشقة وادخلي المطبخ اعملي الغدا وبعد كدا تروحي الحمام وتغسلي الهدوم اللي أنا حطاها في سبت الغسيل وتنشريها".

نطقت تلك الكلمات "سامية" حماة ورد تلك المرأة المتغطرسة عديمة الرحمة والتي تجعلها تقوم بجميع الأعمال المنزلية.

-"حرام عليكِ ، أنتِ عندك أربع بنات خليهم يساعدوني على الأقل في شغل البيت ، أنا بنزل من شقتي كل يوم الساعة خمسة الصبح ومش بطلع غير الساعة عشرة باليل وبيكون جسمي مكسر ومش قادرة أحرك لا إيدي ولا رجلي".

وضعت سامية يدها في خصرها ولوت شفتيها بتبرم وهي تقول:

-"والله ده اللي عندنا ، لو مش عاجبك شوفيلك أي داهية وغوري فيها ، ولا أقولك على حاجة لمي هدومك وروحي بيت أبوكي ده لو هتقدري تدخليه".

أجهشت ورد بالبكاء ورددت بقهر:

-"حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ ، ربنا ينتقم منك يا ظالمة يا مفترية ، إن شاء الله هيجي يوم أشوفك فيه مشوية في نار جهنم".

خرجت نعمات شقيقة زوجها الكبرى والتي طلقها زوجها بسبب قلة ذوقها ومعاملتها السيئة مع أهله ورفعت صوتها وهي تنظر إلى ورد مستنكرة تلك الكلمات التي سمعتها منها منذ لحظات قليلة:

-"نهار أبوكِ أسود ، هي وصلت بيكِ قلة الأدب أنك تدعي على أمي وقدامنا كمان ، ده أنتِ ليلتك سودة النهاردة".

دلف منذر في تلك اللحظة إلى المنزل وسمع حديث نعمات فسألها:

-"إيه اللي حصل يا نعمات ، قوليلي بسرعة زفتة الطين دي عملت إيه؟"

أنهى عبارته وهو يشير إلى زوجته التي انكمشت على نفسها وشعرت بالرعب مما سيحدث لها ، فزوجها لن يتركها وشأنها وسوف يضربها ويكسر عظامها كما يفعل كل يوم.

-"الهانم بتدعي على أمك وبتقولها ربنا ينتقم منك يا ظالمة".

التفت منذر إلى زوجته وقبض على شعرها بقسوة وهتف بغضب:

-"بتدعي على أمي يا زبالة!! ده أنا هكسر دماغك النهاردة".

انهال منذر على زوجته بالضرب فارتفعت صرخاتها التي وصلت إلى مسامع الجيران الذين حاولوا أن يتدخلوا ولكن منعتهم سامية التي صاحت بغلظة وتشفي:

-"محدش له دعوة بينا ، واحدة مش متربية وعيارها فالت وجوزها بيربيها وبيعلمها الأدب عشان تبقى تحترم نفسها بعد كده".

هتف الجاج فتحي بهدوء محاولا حل المشكلة:

-"يا أم منذر مينفعش كده ، احنا كل يوم بنسمع صوت صريخ مرات ابنك وبنشوف وشها متعور وعينيها مزرقة وهي رايحة تتسوق ، خلي ابنك يتق الله في مراته وافتكري دايما أن كما تدين تدان".

لم تكترث سامية بكلمات الحاج فتحي وقامت بطردهم جميعا ثم أغلقت الباب ودلفت إلى الداخل وأخذت تشاهد بعينيها ابنها وهو يمسك الحزام وينهال به على جسد زوجته التي خارت قواها من كثرة الضرب.
وانهمرت دموع الورد
بقلم/ بتول علي

يُتبع ..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-