رواية نرجسي الفصل الثامن 8 بقلم روزان مصطفى

 رواية نرجسي الفصل الثامن 8 بقلم روزان مصطفى

رواية نرجسي البارت الثامن

 
رواية نرجسي الفصل الثامن 8 بقلم روزان مصطفى

رواية نرجسي الجزء الثامن 

{8} 
 "لو بات سهمٌ من الأعداءِ في كبدي 
‏ما نالَ منيّ ما نالتهُ عيناك"
جريت نرجس في المطر وهي بتصرخ بصوت عالي عشان حد يساعدها ، المكان كله متحاوط بالبحر وهي أصلاً متعرفش هي في محافظة إيه لكن واضح إنه مكان للتصييف ف مفيش مكان في الشتا 
فكرت ترجع الشاليه تاني عشان تاخد تليفون ليث تكلم منه أي حد تستنجد بيه بعد ما فقدت الأمل إنه يطلع عليها صبح وهي برا 
مشيت في طريق رجوعها للشاليه وكل جزء في جسمها بيترعش ، دخلت من باب الشاليه اللي سابته مفتوح وراها ، الهدوم لازقة في جسمها من مياه المطر 
مشيت بخطوات مرعوبة ناحية المكان اللي كانت ضاربه ليث فيه على راسه 
بصت لقت بقعة دم مكان ما كانت ضرباه وهو مش موجود 
من الصدمة شهقت ف لفت عشان تهرب لقت ليث كاتم بوقها وساحبها على فوق 
* بعد مرور خمس أيام 
ورقة بتتعلق على الأشجار في المنطقة وعلى الحيطان ( نرجس شهاب ، السن ٢٥ سنة .. متغيبة عن المنزل منذ إسبوع ، رجاء من يراها أو يعثر عليها التواصل معنا على رقم ***** ) 
واقف والد نرجس في البلكونة وملامح الحزن مرسومة على وشه ، ووالدتها بتقرأ قرآن على الكنبة جوة ، عمال يبص من البلكونة على اللي رايح واللي جاي ، يمكن يشوف بنته بالصدفة بعدها يعاقبها على خروجها من غير إذن ويحضنها ! كل يوم بيصحى على الأمل دا 
قفلت والدتها المصحف ودخلت وقفت جنبه في البلكونة وهي بتتنهد وعيونها وارمة عياط ، فجأة قالتله بصوت رايح :  أنا بس عاوزة أعرف هي عايشة ولا ميتة عشان قلبي يرتاح ، نفسي لو بعد الشر جرالها حاجة نكرم دفنها عشان يكون ليها قبر ألمسه وأعيط قدامه ، لكن .. لكن لو هي زعلانة مننا سابت البيت ليه دا كان أخر يوم ليها وفرحانة بالعريس وبتتزين 
حطت إيديها على وشها وهي بتعيط وبتستغفر 
والد نرجس بحزن : أمال أنا اللي قلبي بيتقطع لما بنزل الشارع وألاقي ولاد الحرام بيلمحوا إننا كنا هنغصبها على جوازة ف هربت مع عشيقها ! تعرفي يا حجة ولاد الأصول مبيبانوش غير في وقت الشدة فعلاً
* في شقة سيادة اللواء 
كان ساند راسه على إيديه وباصص للفراغ بغضب ، قاعدين على ترابيزة الفطار هو وزوجته وشرف إبنه 
مراته ب ملامح تعبانة بتحطله ف طبقه أكل 
سيادة اللواء بإعتراض وتكشيرة : لا لا لا شيلي أنا شبعت 
هي بصدمة : شبعت إيه ؟ إنت لسه مفطرتش أصلاً 
سيادة اللواء من بين سنانه : وهو حد ليه نفس ياكل بعد اللي إبنك هببه ، الله يسد نفسك عن الدنيا يا ليث الكلب 
شرف وبوقه مليان أكل : لو مكانك أوزع رقم عربيته أكيد تعرف الرقم 
سيادة اللواء بيبصله بطرف عينه : لا ناصح أوي وجبت التايهه ، أكيد عملت كدة من بدري .. الغريب إن إزاي مفيش بني أدم عرف هما فين ، معقول محدش شافهم مثلاً ؟ 
والدة ليث برقة قلب الأم : إنت عاوزهم يقبضوا على إبني ! 
سيادة اللواء وهو بيحدف طبقه في الأرض : ويعدموه كمان طالما غبي وبهدل سمعة عيلتنا في الأرض
إيه القرف وقلة الحيلة اللي وصلنا ليها بسبب إبنك دي ، عيشة تقصف العمر ..
رزع باب الاوضة وراه ف ميل شرف على أمه وقال : هيفضل متعصب ومبياكلش كتير مش عشان إبنه مهم عنده تؤ تؤ تؤ دة عشان بس سمعة العيلة اللي هما أساساً جده كان متجوز رقاصة عرفي * بيتريق * 
خبطته امه على دراعه وهي بتقول : أمه من وشي شوف وراك إيه ، طالما مش مقدر حجم الكارثة اللي إحنا فيها 
شرف وهو بيقوم بالفعل : على الأقل بشوف مصالحي مش قاعد حاطط إيدي على خدي لحد ما المحروس يرجع ، ونصيحة البومة اللي إتجوزها دي هي اللي جابتله الفقر ياريت تروح تقعد في بيتها القديم لحد ما جوزها يرجع 
أمه بهمس : شششش وطي صوتك لاتسمعك ! وتقعد في بيت أبوها ليه وبيت جوزها موجود ، إمشي يا شرف من وشي 
قام شرف ودخل أوضته عشان يغير هدومه ، بعدها قامت والدة ليث بحزن تلم الأكل وتدعي إن إبنها ميظهرش عشان ميتقبضش عليه
* في الشاليه 
صوت باب أوضتها بيتفتح ف بترجع هي بضهرها لورا ووشها عليه علامات الإمتعاض ، دخل ليث وهو رابط راسه وواحد غرز فيها وبيعرج بس بسيط جداً .. قفل الباب وراه وقربلها بهدوء وهو ماسك شنطة أكل 
قعد قدامها وفتح الشنطة وقال : بيكلفني وقت ومجهود على ما أغير ملامحي بمكياج السينما وأقدر أخرج عشان أجيبلك الأكل اللي إنتي مش بتاكليه أصلاً ، إنتي عارفة إني رسام ف الموضوع بتاع المكياج سهل عليا أتعلمه .. كله يهون عشان خاطرك 
نرجس ببرود من غير ما تبصله : شيل الحجات دي وإطلع برا ، طالما عاوزني أقعد هنا يبقى خليني أموت أحسن 
ساب ليث الأكل وبمنتهى الغضب مسك شعرها وشده ناحيته وهي بتتألم ف قال من بين سنانه : تعرفي أيام الداخلية كانوا مسمييني إيه ؟ المفترس ، هتقولي ليه هقولك عشان باخد أي حاجة عاوزها وبحل أي قضية في لمح البصر ، مش عاوزك تعانديني أكتر عشان أنا راجل خُلقي ضيق .. مش هستحملك كتير 
ساب شعرها ف مسكت راسها بألم وهي بتعدله وقالت بضحكة إستفزازية : في حد هيشك فيك في مرة ، حتى لو عملت مكياج ف شكل جسمك والعرج اللي في رجلك هيفضحك 
بص على إيديها ورجليها 
المربوطين وقال بضحكة مُريبة : لو مكانك متكلمش بالطريقة دي 
مسك وشها بإيديه وقال بنظرة غريبة : إفتحي بوقك !
نرجس بتبعد وشها الناحية تانية ف بيحكم ليث وشها بإيده جامد وبيقزل بنبرة غليظة : إفتحي بوقك 
فتحت بوقها بعجز ف حطلها الأكل في بوقها وهو بيقول : مش هسمحلك تموتي بعد كل تعبي دا ، مش هسمحلك تضيعي مني 
بلعت الأكل وسندت راسها على الحيطة بتعب وحزن 
ليث عيونه إحمرت وقال بنبرة أسف : أنا أسف ، مش عاوز أأذيكي ويحصلك كدة ، بس إنتي ضربتيني وجريتي ، دا أحسن ليا وليكي صدقيني
نرجس ببرود : أحسن ليك إنت ، أنا عمري ما كنت أحسن وأنا معاك وإنت عارف دا كويس وعارف إني رفضاك ، مش قادرة أستوعب إزاي واحد فارض نفسه عليا وفاكرني هحبه ، إحنا مش في رواية ولا فيلم رومانسي هنا ، خليك واقعي وإعرف إني عمري ما هحبك خاصة بعد ما خطفتني ..
خبط على الارض بإيديه الإتنين حوالين جسمها ف غمضت عينيها بتوتر 
ليث بحزن : حصلي العجز دا في رجلي بسببك ، كنت طالع مأمورية وكان معايا عربيات شرطة كتير بس عربيتي كنت أنا وواحد كمان بس اللي فيها ، والدتي عشان تطمن عليا بتتصل ف برد عليها لو مش في وسط الشغل أو وأنا في طريقي ، إتطمنت عليا وبعدين قالت إنها هتبات في المستشفى بدل والدتك عشان عملتي غسيل معدة ، من قلقي عليكي كنت عاوز أحود عشان أرجع العربية معرفش إيه حصل أو مش فاكر غير أنوار كتير ضيعت الرؤية من عيني ف العربية إتقلبت ، الواد اللي جمبي راح غيبوبة لإن الضغط كله عليه ، وأنا رجلي اللي بعرج بيها دي كانت محشورة جامد 
لما خرجت منها حصلي عجز فيها .. كل دة من قلقي عليكي لمجرد إن أتعملك غسيل معدة ، ودا عجزي اللي إنتي بتتريقي عليه وبتذكريه قدامي كتير من غير كا تعرفي تفاصيله ، إنتي كسرة ضهري والسبب اللي هيخليني أتقتل في يوم أو أقتل نفسي ، بس إنتي مش مقدرة دا ، كل اللي شيفاه قدامك إنسان مهووس وسيكوباثي خاطفك وحابسك ومش حاسة إنك مدمرة حياتي بكرهك ليا .. مطلبتش منك حاجة غير إنك تحبيني أو تبصيلي ولو لمرة واحدة بإبتسامة حلوة من قلبك 
نرجس دمعت وقالت : كان ممكن أتعاطف معاك لو بتحكيلي الموقف دا وأنا في بيتي وسط أهلي مش وإنت خاطفني أبداً
ليث من بين سنانه : مكنتيش هتسمعيني ، مكنتيش هتحسي بيا ولا تبصيلي أصلاً عشان دا طبعك ، لو في إيدي أخرج قلبي من جسمي وأرميه في البحر عشان أخلص من لعنتك هعمل كدة ، بس أنا مجبور , مجبور أحبك وأتوجع حتى وإنتي قدامي 
نرجس : محدش جبرك ، تقدر ببساطة ترجعني لبيتي وليك مني وعد محدش هيعرف .. هقول إني هربت بإرادتي 
ليث وهو بيحرك راسه يمين وشمال : تقبلي الأمر الواقع يا نرجسي ، هنعيش هنا سوا  ونخلف أطفال كتير 
نرجس بعياط : أموت نفسي قبل ما تلمس شعره مني 
ليث بوجع : للدرجة دي كرهاني ! للدرجة دي مش متقبلة يكون بيننا أي مشاعر حتى لو .. حتى لو مشاعر راجل ومراته ؟ 
نرجس بصدمة : م مراته ؟؟؟ 
تن تن .. تن تن  * جرس الباب * 
نرجس بصراخ : إلحقووووني 
كتم ليث بوقها وقال : لو نطقتي بكلمة مش هيحصل كويس ! فاهمة !!
نرجس برعب هزت راسها بمعنى أه 
بص ليث حواليه لقى بكرة اللزق راح مسكها وقطع حتة ببوقه وحطها على بوقها ..
قام من قدامها وحط الكاب بتاع السويت شيرت الآسود على راسه وطلع عشان يشوف مين برا ..
* في شقة ليث ولمياء 
كانت بتفتح الثلاجة بتخرج علبة عصير تشربها عشان بقالها تقريباً يوم مأكلتش حاجة ، التليفزيون بتاعها كان شغال بصوت عالي عشان يداري على صوت أفكارها 
لكن الممثلة في التليفزيون قالت ( مسابش حاجة وراه قبل ما ينزل ؟ تذاكر محطة قطر أو حتى تذاكر طيران يا سيدي ، أكيد في ورقة واحدة بس ممكن تدلنا هو فين ! ) 
سابت لمياء كوباية العصير وهي بتضيق عينيها وبتفكر 
جريت على أوضة النوم بتاعة ليث وفضلت تفتش في الأدراج وفي حاجته ما بين البرفانات والحجات الشخصية بتاعته 
قلبت الاوضة وكركبتها وبعدين فتحت الدولاب وبدأت تنزل هدوم ليث من على الرفوف بهستيرية لحد ما وقع ملف 
وطت لمياء وقعدت على الأرض وهي بتفتحه 
كانت ورقة ملكية شاليه في هاسييندا ..
لمياء قرأت الورقة بصدمة .. أكيد دا المكان اللي ليث خطف فيه نرجس 
مسكت الورقة وطبقتها وقامت غيرت هدومها ، خرجت من شقتها وراحت لشقة سيادة اللواء وهي بتخبط 
فتحت مراته وقالتلها : إدخلي يا لمياء 
لمياء بتاخد نفسها بالعافية بعدين قالت بجدية : محتاجة أتكلم مع سيادة اللواء في موضوع مهم ..
* في shein 
كانت بتقيس في غرفة القياس ، الفستان كان ضيق عليها من فوق ف نفخت وهي باصة لنفسها في المرايا بعدين قالت : عاملين هدوم لبنات فرنسا اللي بيستخدموا المشد ، مش عاملين إعتبار للأكلات المصرية الحلوة زي المحاشي والمسقعة باللحمة المفرومة .. يلا 
قلعت الفستان ولبست هدومها وأول ما فتحت باب غرفة القياس لقت شرف في وشها ف صوتت 
شرف بخضة : إهدي ! 
راميس بتناحة : عرفت مكاني إزاي !! بجد عرفت مكاني إزاي 
شرف بسخرية : العصفورة قالتلي ، فكرتي في العرض بتاعي ؟ 
راميس برفعة حاجب
: أكيد فكرت ودي حاجة تفوتني 
شرف بيتنهد براحة : عظيم 
راميس بإبتسامة لزجة : ورفضت العرض بتاعك أتمنى متظهرليش زي نطاط الحيط تاني 
مشيت وهو ماشي وراها في المحل ف قالها : seriously  ? * بجد؟* بقيت نطاط حيط عشان بقدملك فرصة عمرك !
راميس بصتله ببرود وقالت : وأقول لبابي إيه معلش أصل في واحد عرض عليا نسافر أمريكا أنا وهو لوحدنا عشان همثل هناك نوعية أفلام الله أعلم بيها 
شرف بنبرة خفيفة : بينجوو .. مظبوط هتقولي لوالدك كدة وهو أكيد مش هيوقف في طريق مستقبل بنته 
راميس بتبريقة : إمشي من قدامي بدل ما أصبح على وشك ب كفين كمان 
شرف بجدية : إسمعيني بس ، أنا بالفعل مخرج مشهور وممكن أقدملك كل الإثباتات بكدة ، وحضرت الموكب الملكي مش لإهتمامي بالتاريخ ودي حاجة هتكون كؤسفة ليكي لكن دي الحقيقة ، والدي لواء سابق وبمعارفه دخلت عشان أختار بنت بملامح مصرية عتيقة .. وإنتي مش بس جامعة ما بين الملامح المصرية لا والفرعونية كمان ، ف إنتي أملي الوحيد إن فيلمي ياخد الأوسكار ، مستعد أعمل أي شيء عشان تيجي معايا حتى لو عاوزة تجيبي والدك معنديش مانع إقامته كلها هناك أنا متكفل بيها ! لو عوزاني أفاتحه في الموضوع معنديش أي مانع دا حلمي ومستقبلي ، الفيلم بيتكلم عن حضارة مصر ودا أول فيلم أميريكي يتكلم عن حضارة مصر من مخرج مصري وممثلة مصرية ، ارجوكي يا أنسة ياللي إيدك أطول من لسانك وافقي 
راميس بتفكير : مش دي المشكلة ! أنا أطلع على التليفزيون إزاي ؟ وأثق فيك إزاي بعد ما بوستني !
شرف بإعتذار : أنا أسف ! إتصرفت زي الحيوان من غير تفكير أو وعيي وعشان أثبتلك حُسن نيتي أتمنى السيد الوالد يكون مرافقك وزي ما ذكرت إقامته هتكون على حسابي ، قولتي إيه ؟ 
بصتله راميس وهي مضيقة عينيها ما بين الشك والتصديق 
* في الشاليه 
خرج ليث من جمبه السلاح اللي كان حاطه في الشاليه وهو بيسند على الباب وبيبص من العين السحرية 
لقى ...
يتبع ...

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية نرجسي
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-