رواية رضيت بك عوضاً الفصل الأول 1 بقلم جهاد عامر

 رواية رضيت بك عوضاً الفصل الأول 1 بقلم جهاد عامر

رواية رضيت بك عوضاً البارت الأول

 

رواية رضيت بك عوضاً الفصل الأول 1 بقلم جهاد عامر

رواية رضيت بك عوضاً الجزء الأول 

-كوبري استانلي لو سمحت..
ركبت وسندت راسي على الشباك  وغمضت عيني..
سواق التاكسي شغل آخر أغنية كُنت ممكن أسمعها فـِ الوقت دا وتحديداً الكوبليه اللي بهاء سُلطان فيه بيوصف حُزن قلبي وكأنه عارف بيَّا ايه؟! 
 نزلت مِن عيني دمعة صعبان عليها حالي وردَّد لساني مع الأغنية..
"وبقينا يا قلبي لوحدنا ويَّا اللي فات.. هنروح لفين انت وأنا مِ الذكريات..!!!"
فضلت أردّد فـِ الكوبليه وكإني بسأل قَلبي فعلاً.. هنروح لفين انت وأنا مِ الذكريات؟!
_ وصلنا كوبري استانلي يا آنسة!
فتحت عيني وبصيت للسواق وحركت عيني وبصيت عليه.. كوبري استانلي!! أقرب وأجمل مكان لقلبي..!
_ انتي كويسة يا آنسة؟! | مِن غير ما أشيل عيني من على الكوبري، طلعت فلوس من شنطتي..
- آه كويسة، اتفضل!
نزلت وحسيت برعشة بَرد شتوية إسكندرية!.. قفلت الجاكيت عليا وحطيت إيدي فيه وخدت نفس طويل عشان أفرَّح الرئة بتاعتي وأعرفها أنا فين.. يمكن قلبي يفرح لـ فرحتها!!
مشيت على كوبري استانلي وأنا مبسوطة!
 طبعاً مبسوطة.. هو في حد ييجي اسكندرية ويمشي على الكوبري دا ويزعل!!
مش أنا اللي زعلانة.. بس
 قَلبي.. قَلبي اللي زعلان وحزين!
وقفت وبصيت على البَحر وموجه العالي.. جميل بَحر اسكندرية يخطف القلب ويروي الروح ويداوي القلوب المكسورة وآه عليه فـِ الشتا آه.. بس تفتكروا مُمكن البحر يزهق مِن الكوبري دا فـِ يوم؟! أو تفتكروا الكوبري هو اللي يزهق مِن البحر فـِ يوم ويقول لا أنا كوبري عظيم ولازم أكون فـِ مكان أحسن مِن هنا؟! ولا البحر والكوبري حابين بعض.. عاجبهم شكلهم وهما مع بعض كدا؟! ولا أنا بس اللي دايماً يتزهق مِنِّي و أتساب؟!
_ حزينة ليه؟! | صوت فيه بَحة رجولية لذيذة قطع شرودي! و من غير ما أشيل عيني مِن على بَحر اسكندرية رديت:
- الناس مش بتحب تشوف غيرها مبسوط.. لما بيلاقوا الورد جميل وشكله مُبهر بيقطعوه حتى من غير ما ياخدوا بالهم هما قطعوه ازاي؟!أو هو اتوجع أصلاً ولا لأ؟!
_ وليه الورد ‏مايعبّرش عن وجعه دا؟!
- بيدبل! ودا دليل قوي إنه حزين وموجوع..
_ لكن في ناس كتير ماتعرفش إنه كدا حزين.. هما فاكرين إن دي حياته ولازم في يوم هيموت.. بس لو الورد اتكلم وقال أنا عايز افضل مكاني هيموت بطريقة جميلة تناسب للورد و لُطفه..
سرحت فـِ جُملته وقولتها بصوت يكاد يكون مسموع| - لو الورد اتكلم..!
سكت شوية وقال: _ بس مش كُل الورد مايقدرش يعبر عن رفضه دا ويتكلم..
ضميت حواجبي باستغراب ولسه عيني على البحر كإنه هو اللي بيتكلم مش الشخص المجهول اللي واقف جنبي وسألت: 
- ليه هو في ورد يقدر يتكلم؟!
_ اه انتِ..
نبرة صوته كانت فيها حاجة غريبة عليَّا حاجة عمرها ما طلعت من حد حبيته.. حاجة خليتني أرفع عيني من ع البحر وأبصله هو لأول مرة من ساعة ما اتكلمنا..."دفا" !!
- أنا؟! 
ابتسم| _ أخيراً رفعتي عينك ليا أنا كنت خلاص فقدت الأمل إنك تبصيلي..
ملامحي فضلت جامدة زي ما هيا وسألته تاني - قصدك ايه ب "انتِ" ؟
_ قصدي إن الورد كله مش بيقدر يقول أنا حزين بس انتي الوردة الوحيدة اللي تقدري تقولي.. انتي الوردة اللي بس مسموح لها إنها تتمرد على الواقع بتاعها لأجل ابتسامة مِن عيونها!
اتحققت مِن ملامحه وحسيت إنِّي عارفاه، ملامحه مش غريبة عني!!
فكرت فـِ كلامه وبصيت للبحر مِن تاني
- أنا ماينفعش أتمرَّد على حاجة أبداً، انا ما استاهلش أي حاجة أصلاً..
سكت فترة لدرجة إني اتهيألي إنه مشي فـ بصيت عليه عشان أتأكد إنه لسه واقف.. لقيته موجود فـ ابتسم وأنا استغربت حسيته مجنون..
- بتضحك على إيه؟
_ أصلك لو شايفة نفسك مِن برا مش هتقولي كدا أبداً!
الكلمة عجبتني فـ رديت وأنا ببص فـِ عنيه اللي لأول مرة ألاحظ إنها لون البحر اللي تحتي دا!! 
- وأنا شكلي ازاي مِن برا؟!
قرب مِنِّي وهمس: 
_ عايزة تعرفي؟!
رديت بنفس الهمس: 
- ايوا..
_ طب الأول بصي للبحر وحاولي توصفيه ليا!
مافهمتش مغزىٰ كلامه بس اتحمست ومشيت وراه.. بصيت للبحر وحاولت أوصفه بكلام يليق بيه..
- دا مش أي بَحر دا بَحر اسكندرية.. بحور الدنيا كلها وصف وبحر اسكندرية له وصف لوحده، موجه العالي فـِ الشتا، منظر السما وهيا بتمطر عليه، لونه اللي قادر يخلِّي أعصابك تهدىٰ مهما كان حجم عصبيتك، ولا شكله من هنا.. من على كوبري استانلي لوحده انبهار وراحة قلب تكفيك عن الدنيا كلها، مش كل الناس تقدر تحس أو تفهم الكلام دا بس وصفي لبحر اسكندرية إنه بَحر "مُميَّز".
خلصت كلامي وبصيتله عشان أشوف إجابتي على سؤاله كانت كافية ولا لا، لقيته مميَّل راسه ناحية اليمين وبيبصلي بطريقة.. لذيذة!!
- ايه بتبصلي كدا ليه؟!
_ لسه عايزة تعرفي شكلك عامل ازاي من برا؟!
- ايوا
_ نفس وصفك لبحر اسكندرية.. مش كل الناس تعرف قيمته عشان مش كل الناس تعرف قيمة الحاجة المُميَّزة اللي زيك كدا يا سِت حوَّاا.
- ايوا بس أ.. ايه؟ انت عرفت اسمي منين؟!!
_ مش مُهم.. المُهم إني هنا والأهم إنك هتشوفيني تاني، خليكي فاكرة شخص جالك مِن بلاد بعيدة عشان يرتوي بنظرة مِن عيون سِت الحُسن بس مِن كرم ربنا عليه ارتوىٰ بتلت نظرات منها وكام جُملة يخلوه ينام مرتاح و خالي البال بس والله هيفضل مشغول القلب بيها لآخر دقة فـِيه..
سابني ومشي.. مشي وأنا روحي اتاخدت مِنِّي!!
مين دا ولمين كلامه دا؟! معقول أنا!! معقول في واحد فـِ العالم دا مُمكن يكون شايفني غالية كدا؟!
عقلي رد على أسألتي دي وقال: غالية مين يا حزينة فوقي.. هو فيه حد فضل معاكي واستحملك للآخر؟! انتي زي مايكون وباء والكُل بيخاف يقربلك..
كُنت عارفة إني لما هروح اسكندرية وأرجع تاني لبيتي هدخله وأنا مبسوطة ومافيش قلبي هم بس ماكنتش عارفة إني هرجع وأنا حيرانة و فيه فـِ قلبي هم فوق همي بس تعرفوا!! كان هم لطيف..
وصلت البيت بالليل طبعاً دخولي كان بزعيق وإني ماليش كبير وإني مش بعمل حساب لحد وبلا وبلا.. لأ الموَّال دا مش من أمي ياريته كان يبقى من أمي والله.. دا المدام مرات الأب المؤدبة اللي خطفت الأب من مراته وبنته بس بما إن الأب دراعه مش بيتلوي فـ مستحيل يسيب بنته مع أمها بعد ما طلبت الطلاق.. تطلبي الطلاق عشان في واحدة خطفتني منك وأنا سمحت بدا ؟!! لا لا مالكيش حق دا انتي ست بيَّاعة جداً!!
الباب اتفتح مرة واحدة ودخل بصوته العالي..
_ انتي كُنتِ فين يا هانم يا محترمة؟!
- كنت عند ماما..
_ ماما!! ماما اللي سابتك عشان تتجوز واحد تاني؟! ولا ماما اللي ماسألتش عليكِ من ساعة ما سابتك ومشيت وانتي اللي عمالة تشمشمي عليها وتجري وراها؟!
اعملي حسابك مافيش مرواح لها تاني فاهمة.. خلي عندك كرامة بقى!
خلص كلامه وطلع وقبل ما يرزع الباب وراه لمحتها واقفة برا وهيا بتضحك بشماتة!
هما ليه مافكروش فيَّا قبل ما يعملوا كل دا؟! مافكروش فـِ بنتهم اللي المفروض تكبر وسط أب وأم سَويَّين وطبيعين زي أي حد؟ ليه عاندوا بعض على حسابي؟!
 وليه ماعنديش حد أحكيله وأفضفضله بكل الكلام دا؟! ليه ماعنديش صحاب تسمعني وتشيل عنِّي ليه وحيدة فـِ دنيتي كدا؟! يارب طيَّب خاطري وداوي روحي يارب!
سمعت صوت وصول رسالة على موبايلي من رقم غريب فتحتها وزاد استغرابي..

يُتبع ..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-