رواية لقيط الفصل الثامن 8 مصطفى مجدي

 رواية لقيط الفصل الثامن 8 مصطفى مجدي

رواية لقيط الجزء الثامن

رواية لقيط الفصل الثامن 8 مصطفى مجدي


رواية لقيط البارت الثامن 



اول عينهم ماجت عليا بقوا فى ذهول تام ، علا فضلت واقفة مكانها وباصة عليا ومامتها يادوب بدأت تجمع الكلام وقالتلى:


= ابوك حكالى كتير عنك قبل كده ، مكنتش اتوقع ابدًا ان هيجي اليوم ونتقابل ، اهلا وسهلا بيك ونورت بيك ابوك ، اتفضل


دخلت وقعدت مكسوف مش قادر ابص فى عين علا ولا عندى الجرأة حتى انى اسلم عليها واتكلم معاها ، نظراتها ليا كانت غريبة جدًا ، محاولتش انها تتكلم معايا ودخلت قعدت فى الاوضة بتاعتها وقفلت الباب ، بدات مامتها تبررلى التصرف بتاعها وقالتلى:


= معلش ياعزيز ، البنت لسه صغيرة وهي اليومين دول مش متظبطة ومش عارفة مالها ، لما تاخد عليك الموضوع هيبقى طبيعى ان شاءالله ، بس انت كنت فين كل ده ، انا قلبت الدنيا عليك ومعرفتش انت روحت فين


.. ملجأ ، روحت ملجأ


خبطت على صدرها من الخضة وقالتلى:


= يانهار ابيض ، يعنى مفيش اى حد من خالاتك خدك تعيش معاه؟!


.. اول مافوقت من الحادثة كنت صغير ومش فاهم اى حاجة ، كنت عامل زى الغريق اللى بيتعلق بقشاية ، القشاية بالنسبالى كانت الملجأ ، اهو فى كل الاحوال احسن من الشارع ، صحيح شوفت فيه ذل ومهانة كتير ومعاملة اثرت على نفسيتى وسلوكى بشكل كبير ، لكن انا متأكد ان اللى كنت هشوفه فى الشارع كان هيبقى اسوأ بكتير


= قدر الله وماشاء فعل ، كويس انك بخير الحمد لله


.. الحمد لله على كل حال


وانا قاعد لمحت بطرف عيني علا وهي بتفتح باب الاوضة بالراحة وبتبص عليا من وراه وعمالة تعيط ، وبدون اى مقدمات خرجت من الاوضة بتاعتها وقعدت قصادى على الكرسى وقالتلى:


= انا حصل معايا موقف صعب اوى ومكنتش عارفة اتصرف ازاى ، علشان مكنش عندى رجالة يجيبولى حقى ، لكن بما انك ظهرت فى حياتنا وبقيت الراجل اللى فى وسطينا اكيد هتقدر تتصرف وتجبلي حقى


مامتها بصتلها ومش فاهمة اى حاجة ومقدرتش حتى تمنعها من اللى هي هتقوله ، لان من العلامات اللى واضحة على وشها مبينة انها عايزة تعرف ايه اللى فى بنتها اصلا ومسببلها الحالة السيئة اللى هي فيها دى


طبعًا كان لازم اسأل باستغراب واقولها:


.. ايه اللى حصلك ياعلا؟ ومين اللى هجبلك حقك منه؟


= من يومين كنت مروحة البيت وفى طريق الزراعات قطع عليا الطريق واحد واغتصبنى وسرق بطاقتى


مامتها جالها ذهول وبصتلها باهتمام وقالتلها بغضب:


.... انتى بتقولى ايه ياعلا ؟! انتى بتقولى ايه وحصل امتى ومقولتليش ليه!!!!!


علا تجاهلت كلام مامتها وقربت مني وقالتلى:


= عارف اللى اغتصبنى عمل ايه بعد ماعمل عملته الوسخة ؟ ، تف على وشى وداس عليا بالجزمة وبالعافية لما سابنى انفد بحياتى ، عايزاك تجبلى حقى منه


اتلجلجت فى الكلام ومكنتش عارف اقولها ايه ، من طريقتها باين اوى انها عارفة ان انا اللى عملت كده ، هزيت راسى وقومت بسرعة وخرجت من باب الشقة من غير حتى مااقولهم اى حاجة ، واول ماقفلت الباب ورايا سمعت امها بتزعق معاها وعمالة تقولها مين اللى عمل فيكي كده وعلا مردتش عليها .


نزلت من على السلم زى المجنون ومش عارف اتصرف ازاى ، ويشاء القدر انى اخبط فى واحدة من غير قصد ، رفعت عيني علشان اعتذرلها لقيتها كريمة!!


الغريبة انها معرفتنيش ، شكلى اتغير عن زمان لكن الوجع اللى سببتهولى زى ماهو ، وهي السبب فى كل اللى بيحصل ده ، واضح من طريقة طلوعها على السلم و الحاجات اللى شايلاها فى ايدها انها ساكنة فى العمارة دى ، نزلت وسألت الراجل اللى واقف بعربية خضار تحت البيت ، هي الست كريمة ساكنة فى الدور الكام ، وعرفت انها ساكنة فى الدور الاخير ، واخدة الشقة اللى موجودة على سطح البيت وعايشة هي وابنها.


منسيتش موضوع علا واللى عملته فيها ولاول مرة احس جوايا بالم شديد ، ازاى انا عملت كده وازاى اول مرة افكر ااذى واحدة جسديًا تكون اختى ! ، انا حاسس انى عايش جوه كابوس وبتمنى الوقت يرجع بيا ومعملش اللى عملته مع علا .


فضلت مراقب البيت طول الليل علشان استغل اللحظة اللى ابنها مش موجود فيها واقدر استفرد بيها واخد حقى منها واسببلها الاذى اللى يرضينى واللى هي تستحقه ، لازم ادفعها ثمن القسوة اللى عيشتها طول حياتى .


من سوء حظ كريمة ان فيه شوية شباب جم وقفوا تحت البيت الساعة واحدة بليل وقعدوا يندهوا على ابنها ، واللى استشفيتوا من كلامهم انهم رايحين يخرجوا ، بعد دقايق نزل ابن كريمة ومشى مع اصحابه والدنيا بقت مهيئة تمامًا انها تستقبل انتقامى ، حطيت الماسك على وشي وطلعت جرى على الدور الاخير ، خبطت على باب شقة كريمة ، طبعًا فتحتلى على طول من غير حتى ماتقول مين، لانها افتكرتنى ابنها ونسيت حاجة ، حطيت ايدى على بقها وكتفتها وربطها من ايديها ورجليها ورمتها تحت رجلى على الارض ، رفعت الماسك من على وشى وقولتلها :


= عايزك تدققى فى وشى كويس اوى وتفتكرى مين اكتر طفل اذيتيه فى حياتك وانتى فى الدار يمكن تقدرى تتعرفى عليا


من نظرات عينيها عرفت انها افتكرتنى وبدأت تدمع وتزحف عند رجلى وبتترجانى انى اسيبها ، مسكت سيجارة فى ايدى ولعتها ، خدت منها نفسين ، عريت بطنها وطفيت السيجارة فى جسمها ، بقت بتصرخ من كتر الالم ، قرصتها فى نفس الاماكن اللى كانت بتقرصنى منها ، ضربتها فى نفس الاماكن اللى ضربتنى فيها بدون وجه حق ، اغتصبتها وهينتها وصورتها ونزلت الفيديو على النت لايف ، وقولت للناس :


= الست اللى قدامكم دى تستحق كل اللى هعمله فيها ، وانا صغير سببتلى اذى نفسي عشت عمرى كله بدفع تمنه ، اذتنى وانا طفل صغير ومفيش بايدى اى حيلة غير انه يسكت علشان يقدر يعيش ، طلعت كل همومها وسواد قلبها عليا وبدون وجه حق ، بسبب الاذى اللى سببتهولى خلتنى اغتصبت اختى اللى مكنتش اعرف اساسا انها اختى ، كنت بحاول اطلع العُقد اللى جوايا على كل بنت تعدى من قدامى ، كنت بحس بالانتصار وانا بوجع اى واحدة وبسببلها الاذى ، عشت طول عمرى مستنى اللحظة اللى تجمعنى بكريمة تانى ، حلفت انى هأذيها وهاخد حقى منها ودلوقتى جه ميعاد رد الدين


بعد ماصورتها وضربتها ، سمعت صوت الحكومة فى المنطقة وبقوا بينادوا فى المايك انى انزل واسلم نفسي، سمعتهم وهما بيطلعوا على السلم وبيحاولوا ينقذوا كريمة ، شديت كريمة على الارض لحد ماوصلت بيها على حافة السطح ، الحكومة بقت واقفة قصادى متسمرة فى مكانها ، خايفين ياخدوا اى خطوة علشان مرميهاش وارمى نفسي من السطح ، واحد فيهم ضرب رصاصة من سلاحه جت فى كتفي ، ابتسمت وبصيت لكريمة اوى وقولتلها ، انا عملت حاجات كتير غلط بس ربنا عالم ان انتى بذرة الشر اللى جوايا ، رغم كل اللى عملته فيكي دلوقتى لكن برضو مش حاسس انى خدت حقى منك واعتقد ان ربنا بس هو اللى يقدر يجبلي حقى كامل واكيد برضو هياخد منى حق الناس اللى انا اذيتها بسببك


شديت كريمة ووقعت انا وهي من على السطح ، مكنتش اتمنى ابدًا ان اخر حاجة تشوفها عيني تكون اكتر انسانة اذتنى .


تمت


اقرأ ايضًا: 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-