رواية ورطة قلبي (كاملة) بقلم سارة فتحي

 رواية ورطة قلبي (كاملة) بقلم سارة فتحي

رواية ورطة قلبي (كاملة) بقلم سارة فتحي


رواية ورطة قلبي الفصل الأول

**ورطة قلبى* **


*الفصل الأول*


بعد محاولات الأقناع التى قام بها "" النعمانى ""حصل على موافقة والدها حتى أعمامها أيدوا الفكرة بدلاً من الذهاب بها إلى الصعيد لنجاة من عارها ،جاء المأذون وبدء فى مراسم الزواج فى حضرة أعمامها وتحت نظرات والدها المكسوره مد يده فى يد المدعو "يعقوب" فهو مجبر حتى أن لم تفعل شئ خطأ فهو أعطاها حريتها وكانت مدللته لكنها خانت الثقة ، كيف يثق بها ثانية فالناس تثق بأذنها أكثر من أعينها ، أما هو فسمع ورأى أبنته فى بيت شاب غريب احنت رأسه ، تحت مسمى الأنفتاح والقرن الواحد والعشرون

وماالفرق بين البنت و الولد ؟!!

لكن الإفراط فى الثقة مؤشر خطر

رفعت نظرها وعيناها الدامعتين تتعلق بعين والده ، فلم ترى بهم سوى الخزى والإنكسار ، أنفجرت باكية بشدة تشعر أنها بكابوس حتى أنتهت مراسم الزواج أنتفض والدها يهرول لخارج ، تبعته ببكاء حار وجسدها يرتعد

يابابا انا بنتك اللى مربيها كده ترمينى وتسبنى والله انت عارف أخلاقى ، ما تسمعش كلام حد ، انت هتسبنى لمين هنا طب خدنى البيت ومتكلمنيش


رق قلبه لها ورمقها والدموع متحجرة بعينيه: روحى يابنتى الله يسامحك ذى ما كسرتينى


وقعت على الأرض تنحب ببكاء : خدنى أنا معملتش حاجه انا دالين يابابا حبيبتك


أقترب منها لؤى يساعدها فى النهوض أوقفه صوت عالياً دوى صدها فى المكان : سيبها يالؤى وعلى أوضتك وحسابنا بعدين على المهزلة ديه ،، أنتى قومى من عندك خلى أى حد يوديكى أوضة فاضية تنامى فيها وكفاية نووااااح

**************************


وقف يعقوب بهيئته الطاغيه وتقسيم عضلاته البارزه يدس يده بجيب بنطاله ينظر من شرفة مكتبه بشرود بعينياه الزيتونيه التى تناقد سمار بشرته فعينيه حاده كصقر تجعل من يره يخشاه الرجال قبل النساء ضحك ساخراً على ما حدث يشبه المسلسلات والروايات

Flash back


ترجل من سيارته ثم دلف للداخل طالعها تقف فى البهو وقف من خلفها كانت تتمتم بكلمات أغنية وتتحرك بأريحة فى المكان وشعرها منسدل على ظهرها كشلال دهب عقد ما بين حاجبيه متسائلاً : احمممم أنتى مين ؟؟ وبتعملى أيه عندك ؟


أستدرات له بفزع ثم طالعت هيئته تاهت فى ملامحه وأغمضت عينيها لبرهة ثم همست بخفوت : لا مش معقوله انت شغال هنا ده أنت تقعد ويجلك طقم جوارى حوليك ويبقى حريم السلطان


أستراق السمع إليها وصلته بعض من كلماتها البلهاء رفع طرف حاجبيه : أنتى بتقولى أيه ؟؟


أردفت بأبتسامة دافئة : برتقال فريش لو سمحت


ضحك مستهزأ وبنرة رجولية أرعبتها قليلاً :

أفندم عيدى تانى كده أنتى بتطلبى منى أنا ؟!


خرجت الكلمات من فمها متقلقلة وهى تطالع هيئته خاطفة الأنفاس : أيه مالك صوتك بيعلى ليه ؟

أنت مش لابس ببيون تبقى شغال هنا جرسون مالك بقى ؟؟


رمقها بنظرة ساخرة تحمل فى طياتها الوعيد ولم تكن نظرة فقط بل أنذار بتفوه بكلمة أخرى : أنت كل معلوماتك عن البيبون..يبقى جرسون

أنت مين ؟؟ أنتى دخلتى هنا أزاى ؟؟


عند هذه النقطة دلف لؤى مسرعاً ببعض الخوف والقلق : يعقوب أنت جيت بدرى ليه ، أااقصد حمد على السلامة


لم يطل الصمت وهو يتفحص تعابير وجهه :

حضرتك النهارده يابيييه فى حوار صحفى هنا أنت نسيت ثم أكمل رافعاً حاجبيه مشيراً إليها متسائلاً بصمت


تنهد لؤى بعمق وأجابه فى رسمية تامة :

أه أسف نسيت يا أبيه

""دالين " زميلتى كانت جايه معايا تاخد الملازم عشان عندنا أمتحان أخر الأسبوع


كان يستمع لحديثه وقسمات وجهه تنم عن صدمة حقيقة مما يسمعه ثم هتف بتساؤل : وهى زميلتك تيجى معاك البيت لوحدكم ومن أمته الكلام ده يااستاذ لؤى


تأففت " دالين " بقوة تستغفر ربها : معلش سورى حضرتك بتكلم كده ليه ، وأيه فى البيت لوحدكم ديه حاسب على كلامك ، بعدين طالما أنا مش بعمل حاجه غلط خلاص ميهمنيش


تمكنت الدهشه منه عند سماع كلماتها توسعت عيناه بذهول ثم تجاهلها وأكمل حديثه مع أخيه : خلص يا لؤى عايزك فى مكتب قبل ما بابا يرجع


هما بالأنصراف لكن أستوقفه صوت ضجيج عالياً يأتى من الخارج ، أصبحت نظرته أكثر قاتمة وحدة فصاح بأعلى صوته : فى أيه بره ؟!

الدوشة اللى برة ديه ليه ؟!


هتف حارس الأمن بإرتباك : فى ناس بره ومصممين على الدخول


رفع يعقوب جانب حاجبه متشدقاً بغلظة :

هى سايبه أى اللى عايزين يدخلوا ديه ؟؟ من الناس ديه؟!


نظره للأرض وهتف على بأستيحاء : يعقوب باشا بيقولوا أنهم تبع الهانم اللى مع البيه الصغير


قطبت ما بين حابيها بأستغراب فبدأت الواسوس تنهش عقلها : ناس مين ؟عايزينى أنا؟ ومين يعرف أنى هنا ؟


هز الحارس رأسه بالإيجاب لها : اه يافندم بيقول والد حضرتك ومعاه كام واحد بجلبيات وشكلهم مش جايين فى خير


سرت الرعشه بجسدها ،أبتلعت لعابعها بصعوبة و أنعقد لسانها ثم على وجيف قلبها رمشت بعينيها ثم أنتفضت بذعر : بابا !!!

بابا هو يعرف أنا هنا ازاى ؟!


نظر إليها يعقوب بنظرات تحمل الشك وبصوت رجولى خشن : دخلهم يابنى خلينا نشوف الحوار أيه ؟؟


ولج والدها للداخل ووزع نظراته فى المكان كله حتى وقع نظره عليها حدجها بنظرات نارية ، فى لحظة اقترب منها يجذبها من شعرها سحباً لها فوقعت أرضاً تحت قدميه ، القى عليها بعض السباب بوعيد بأشد العقاب ، فنادى على من معه من رجال ليأخذوها عنوة ، هتفت بخوف جلى ودموع تنهمر على وجنتيها :

يابابا فى أيه ؟! والله يابابا ماعملت حاجه أنا بس جايه كنت أخد ملازم


أجابه صوت من الخلف بخشونه : هنطلع بيها على البلد على طول ياعمى ولا أيه ؟!

صوت أخر أشد قسوة : مش لما نخلص منها ومن اللى مرمغ شرفنا ، ياما قولتلك يااخويا كفايه بتك علام ونجوزها ولدى تجول لا لحد ما يجلنا الناس لأماكن أكل عشنا ويقول ألحقوا بتكم فى البيوت جابتلنا العار

بس

صرخ بيهم يعقوب بصوت جعل أعضائهم ترتجف :

أيه انتوا وهو اللى بتعملوا ؟؟!

سيب يا جدع انت شعرها ده.. وأيه الحوار هابط اللى بتعملوا ده ؟! عشان فلوس وكده ولا أيه ؟؟


صاحت دالين بكاء وهى تحاول التملص من يد عمها : أخرس يابنى أدم انت ، والله يابابا اللى فى دماغك ده مش صح ....وبلد أيه هتسافرنى ليه صدقنى والله ما عملت حاجه ، ما تسمعش كلام عمى


ملامحه جامده بلا تعبير فقط يحملق يستشفى صدق حديثها غرق فى تفكيره لتحليل الموقف ونظراته تحذرها من صحة ما يدور بعقله ،، جذب " لؤى " معصمه همساً له : يا أبيه الحقها دول هيموتها بجد


كما هو على وضعيته يدس يده بجيبه ولم يرف له جفن تحت صراخها ونحيبها وترجى والدها بأن يسمعها أو يصفح عنها ضحك داخله بأستهزاء كانت من دقائق قليلة ترفع رأسها عالياً تتفاخر بتفكيرها ، دقائق من الصمت الممتزج بالخوف والارتعاد ، لكن بدء الأمر يستفزه ويثير أعصابه صاح بصوت جهورى : أنتوا أيه ؟! اتجننتوا ما بنتكم قدامكم أيه كنتوا جبتوها من على السرير تار وعار أيه


بينما والدها لم يسع صدره أكثر لسماع تحليلات فى شرف أبنته فسحب يديها بقوة خلفه وهو يتجه للخارج

متجاهلاً اعتراضها وتعثرها ثم وقف يهتف : بنتى أنا هعرف أربيها أما ابنكم خافوا عليه


لكن قاطعه دخول والد بعقوب " النعمانى "

وقف يطالع وجههم بملامح مجعدة : ممكن أفهم أيه اللى بيحصل هنا ؟! الصوت جايب لبره خير

صاح رزق ( والد دالين ) يلا بينا من هنا بتى وأخدتها وانا أعرف أربيها بأيدى

صاح أحد عمومتها بحدة بصوت جمهورى وهو يحدجهم بنظرات ناريه صارمة ويهتف بسباب لاذعاً : أحنا ميغسلش اللى حصل ده غير الدم مهما حصل مش هنعديها بساهل لو هنموت ميهمناش

أشار لها ( النعمانى ) بيده يستوقفه ثم رفع نظره ليعقوب

عقد حاجبيه متسائلاً

بينما يعقوب بدوره يسرد عليها ما حدث هز رأسه بتفهم رافعاً نظره للؤى بتوعد ، هز النعمانى رأسه بكل ثبات وقوة ، تفهم الموقف وجاهد فى حل الأمور رغم انفعالتهم وغضبهم إلا انه رجل ذو هيبه وله تأثير من نوع خاص على من حوله فطلب منهم البقاء لتوضيح الأمور أكثر ذهب صوب مكتبه وأشار لأبنه يعقوب بأن يتابعه


****************************

(( يعقوب مفيش حل غير أنك تتجوز البنت ديه ))

كانت تلك الجملة التى أردف بها النعمانى


ضيق يعقوب عينيه ثم أكمل بنبرة تحمل السخرية :

أزاى يعنى ؟!هو فى أيه؟!

ده أنا ممكن بأتصال صغير مخرجهمش من هنا


جحظت عيناه بشدة وأرتسم الأنزعاج على ملامحه ثم أقتراب منه بخطوات ثابته وتوقف ليستطرد بصوت عميق وهو يشير إلى نفسه : يعنى تفتكر أنا مقدرش

أعمل كده بس البنت ديه لو خرجت على الصعيد بالفضيحه ديه مش هتعيش وإذا عاشت مش هتبقى بنى أدمه سويا ..ده غير الأهم اهلها هيخروج من هنا ومش هينسوا تارهم من اخوك دول صعايدة ، ده شرف يعنى أصعب من التار عندهم ولو خلصت من دول فى غيرهم كتير أنا اخاف عليك وعلى أخوك ، ده غير الصحافة اللى زمانها جايه والمشروع الكبير اللى هيتضر وأعدائنا ما هيصدقوا


أستحوذت الصدمة علي يعقوب للحظات وجلى غضبه على ملامحه : أيه يا بابا واحنا مالنا ومال الكلام ده تارا ليه هما حريين فيها نشيل بلاوى ليه جت هنا برضاها تستاهل وأخويا أنا اعرف احميه


هز رأسه متفاهماً ثم اجابه بغضب: خلاص براحتك يا يعقوب ابعتلى لؤى هو اللى هيوافق انا مش هضحى بيه يكتب كتاب وبعدين نشوف الحل فى الورطه ديه

زفر بحنق وهو يحك مرخرة رأسه : لا لا لؤى لسه فى التعليم ومستقبله هيضيع أبعت هات المأذون


back

أغمض عينيه بألم يشعر بالصداع يفتك خلايا دماغه

****************************

فى منطقة شعبية تتأجج بسكان المنازل متراصة بجوار بعضها فكل ما يقال بها حتى وأن كان همساً تستطيع معرفته المنطقة لايبقى بها أسرار فمذ أن جاء رزق والد دالين و يقطن هذه المنطقة هو أخواته وأصبح مصدر رزقهم بها فهم تجار وسمعتهم الطيبه ساعدتهم

ولج رزق إلى شقته بأكتاف متهدلة فأبنته كانت تملأ

البيت بضحكاتها وطفولتها تزوجت بأصعب طريقه

يمكن أن يتخيلها عقله ، وضع رأسه بين كفيه فهو

السبب بالغ فى تدليلها والثقة الزائدة فأصبحت متمردة

تتصرف بدون حساب تحت مبدأ " أنا لم أخطئ فأين المشكلة ..طالما لم أتجاوز الحدود "

صوتها يمزق نياط قلبه فهو حرم من فرحة تسليمها لزوجها بيده تنهد بحرق


****************************

بينما فى الجهة الأخرى تقف سيارة بعيداً تراقب قصر النعمانى زوج من العيون تشتعل بنيران ، عديم المرؤءة

بعد ما فشل فى القرب منها خاض فى عرضها ، يغرس أنيابه فى شفتيه بغيظ كاد أن يدميهم فكل ما خطط له

سار عكس ، ضرب المقود بيده بغضب ، حقد مضاعف غلف نظراته


هتف ياسر صديقه بتبرم : خلاص يا أنس اللى خططت عشانه باظ هى دلوقتى تبع بيت النعمانى أبعد عنها

أنا اصلا مش عارف أزاى وافقت أننا نعمل كده فيها


تحولت نظرته أكثر قسوة وتغلفت نبرته بمزيد من الغل :

هى بتاعتى أنا حاولت معاها بكل طرق ومش هتنازل عنها


رواية ورطة قلبي الفصل الثاني

ورطة قلبى


الفصل الثانى


جحظت عيناه بصدمه عندما طالع شاشة الهاتف بالكاد يتنفس بصعوبة وغضب ونيران تشعل صدره

أخذ يحطم كل ما تطوله يده بداخله نيران تحرق العالم

من حوله

بينما النعمانى وقف امامه يتنفس بغضب قائلاً بخشونه :

-خلصت خلاص ممكن تهدى بقى عرفت ليه قولتلك تتجوزها انت مش لؤى ، بس أنا ليا بردو نظرة وبقولك الموضوع مش ذى ماأنت فاهم أو الرسالة جتلك الموضوع فى سر وياريت تتصرف طبيعى الفترة ديه لحد مانعرف كل حاجه ومتعرفش أخوك حاجه


أخذ نفساً عميقاً بشدة ثم زفر على مهل وبدء يحدثه

بهدوء وثبات لكن بنبرة قوية :

-نظرة أيه ؟! الرسالة واضحه

(( مبروك عليك الليلة أنت شربتها يا عريس ))

أنا قولت تبع حد من المنافسين وقولتلك سيبنى اتصرف

ساعتها ، بس كويس أنى عملت حساب كده وانا اللى اتجوزتها ، لؤى مش هيفهم دماغها


هز رأسه النعمانى ثم تأمله بضيق وهو يغادر مكتبه هامساً :

-متعملش حاجه نندم عليها كلنا.. الموضوع مش مقتنع بيه


دار يعقوب حول نفسه باحثاً عن هاتفه وقعت عيناه عليه أسرع يلتقطه ويضغط على زر الأتصال ثم وضعه على أذنه ينتظر أجابة الطرف الأخر :

-أيوه يابنى أسمعنى هبعتلك عنوان واسم واحده عايز

اعرف كل تفاصيل حياتها من يوم ما أتولدت خصوصاً

الفترة الأخيرة قدامك بكتير يومين معاك


أغلق الهاتف ثم تنفس الصعداء وأستدار يجلس على مكتبه يطرق بأنامله على سطح الزجاجى ينظر أمامه بشرود


****************************


بينما على الجانب الأخر قضت ليلتها دون أن يغمض لها جفن غارقة فى بحر شجونها ، عبراتها تنساب على وجنتها فى صمت ، قلبها ينزف الماً لم يصل لتفكيرها يوماً أن يصل تحررها إلى كسر ثقة أبيها ، فماذا ظن بها؟! خسرت حياتها أصبحت وحيدة فى بيت لم تعرفه ، كيف ستقضى حياتها ؟! كيف والدها تخلى عنها ؟!

لحظة لحظة من أين عرف بوجودها ؟!

طرقات على الباب قطعت تفكيرها رفعت عينيها صوب

الباب بانكسار طالعها وجه لؤى ، ولج وأغلق الباب خلفه

أقترب وجلس أمامها على الفراش :


- أنت كويسه؟!


هزت رأسها وهى تضع كفها على شفتيها تكتم شهقاتها :

-لؤى قولى اللى بيحصل ده كابوس وهصحى منه


حالتها ألجمت لسانه فلم يسعفه ذهنه برد عليها وتهدئتها

صمته ونظراته جعلتها تبتسم فى ذهول وتقول بعدم تصديق وأستيعاب :

-مش كابوس صح أنا ضعت يالؤى


اخذ شهيقاً طويلا وهو يجيبها بتأسف :

-أنا اللى غلطان يا دالين يارتنى ما كنت سمعت كلامك كان لازم أقولك لا ...بس اللى مستغربوا والدك وأهلك عرفوا منين


قبل أن تجيب عليه سمعوا صوت طرقات على الباب ثم أنفتح الباب ولجا مباشرة بدون انتظار أجابة أنصدم عندما طالع أخيه فى غرفتها توسعت عينيه وتطاير الشرار منهم وصاح بغضب :

- لؤى بتعمل أيه هنا؟؟ فى أوضتها هنا ليه ؟؟


أنصدم لؤى من عصبية أخيه المبالغ فيها أبتلع لعابه :

-أبيه كنت بس بطمن عليها


صاح بنبرة على حافة الأنفجار :

-تتطمن عليها لوحدكم فى الأوضة مقفول عليكم باب الهانم نستك الأصول ولا أيه يا أستاذ لؤى


طأطأ رأسه وأستئذنه و ولج للخارج وأغلق الباب خلفه

بينما هى بقت شاردة تحدق بنقطة ما فى الفارغ

بينما هو يستند على حافة المكتب المقابل لها تمكن الغيظ من كافة ملامحه الخشنه ليتشكل فى ثوانى جمود رهيب هو يخبرها :

- البيت ده ليه أصول وأنتى هنا مجبره تمشى عليها

ومش مسموح لأي حد أي كان أنه يهدوا فاهمة ،يعنى تروحى لشاب بيته ، تقعدى معه لوحدكم قافلين الباب

مش هنا


رفعت " دالين " نظرها إليه بأعين لامعة بدموع الخزلان ، تبتلع غصة مريرة فى حلقها ، قلبها ينزف دماً

ردت بنبرة باكية :

- لو سمحت كفاية كلامك ده وتجريح أنا مستهلش كل ده ، أنت متعرفنيش وحكمت عليا

تلاقت عدسته بخضرواتيها وجنتها الملتهبة أثر البكاء رق قلبه لوهلة بداخله شئ يصدق صدق حديثها تبدو طفلة بريئة أجابها بسخريه :

-شاطرة أنت جاوبتى على نفسك أهو محدش يعرف جواكى أيه لكن طريقة لبسك ، تعاملك مع الشباب ، ده هتخلى الكل يفكرك أنك سهلة المجتمع بتاعنا كده

عنده ثوابت فكرية وبالأخص البيئة اللى اتربيتى فيها ، ده بكلمك بثوابت مش بالدين عشان ده موضوع تانى خالص


غامت عينيها بدموع حارقة وأجابته بصوت مرتعش من البكاء :

-ليه حد قالك على معرفش فى دين على فكرة بس ربنا اللى يعرف نيتى

باغتها بقبضة يده الضخمة التى قبضت على ذراعها وجذبها بعنف :

- أنت لسه بتجدلى بكلام أنا لو من أبوكى كنت كسرت رأسك من زمان ،،، نيتك الناس هتشوف بت رايحه مع شاب فى بيته وتقوليلى نيتك أنت أيه مفيش مخ ولا فكرة التحرر مبعملش حاجه غلط خلاص


تراجعت للخلف خوفاً منه فى محاولة لتحرير معصمها وانهارت باكية كل حديثه صحيح

ماذا ستقول ؟!

هى المخطئة أما مجنى عليها ؟! :

- أااااه أيدى أنت بتوجعنى اأاااه


تنهد بعمق ينظر حالتها وبكائها الذى يدمى القلب ، أبتعد عنها يحدق بها كانت كطفلة تائهة من والدتها لا يعلم لماذا أنتفض قلبه بين ضلوعه تمرداً عليها لانت ملامحه وترك يديها وولج خارج الغرفة


******************************************

دلف لؤى إلى مكتب أبيه ليجد النعمان شاردا فى نقطة ما تقدم لؤى ثم نظر إليه بتوتر هتفاً :

- صباح الخير يابابا


نظر النعمانى لهيئته ثم قال بجمود هو يتفحصه :

-أمممممم صباح الخير ، أنا كنت لسه هبعتلك بسبب عملتك بتاعت امبارح ، انت مقدر حجم المصيبة


طأطأ لؤى رأسه بأسف :

-يابابا صدقنى لو أعرف ان كل ده هيحصل ماكنتش جبتها هنا ، بس والله يابابا ما فى حاجه ذى باباها ما تخيل ، هى بنت محترمه جدا بس هى ليها طريقة تفكير مختلفة شوية وو


أوقفه عن الحديث بنظره من عينيه ثم قال بصوت رجولى رخيم :

-أبوك بيفهم اللى قدامه من نظرة ، وانا عرفت من أول ماشوفتها ، بس الخوف عليها من يعقوب

اسمع يا لؤى اهم حاجه انك تخرجها من حالتها عشان الامتحانات عشان السنه وبعد كده هنشوف أيه اللى هيحصل


حك مؤخرة رأسه ثم أجابه :

-بصراحة ده اللى كنت بعملوا على اول ما صحيت ، بس أبيه يعقوب اتنرفز عشان طلعت عندها الأوضة وشبه طردنى


هز رأسه بيأس من تصرفات أبنه ثم أرتسم الجمود :

- أنت بردو محرمتش فى حد ممكن يطلعلها يناديها متحاولش تتعدى حدودك هى مراتك أخوك مش زميلتك لحد ما نشوف حل وده اللى لازم تتعامل معاه دلوقتى


زفر لؤى أنفاسه بإرتباك هامساً بتوتر:

- والله يابابا أنا حبييت فكرة جواز يعقوب بس هو يخف عصبية شوية هى غلبانه كفايه موقف أن أبوها يرميها كده

طب ده حتى يعقوب يبقى ماما الله يرحمها دعيلوا


لاحت أبتسامة جانيبه على شفتاه ثم ظل صامتاً

ابتسم لؤى ونهض من مكانه ثم أنحنى يقبل جبينه وقال بمرح مداعباً والده :

-عقبالك بقى أنت كمان يا بوص وأفرح بيك هو حد كان يصدق أبوالهول يتجوز

لم يستجيب لمزاحه ونطق بصرامة :

- أوعى تهزر بكلام ده قدام البنت ديه ويسمعك يعقوب أتفضل يلا أطلع بره

-عدل وضع قميصه ثم قال بمزاح :

- كمان طرده واحده وهمشى من البيت محدش يعرفلى طريق


******************************************

بعد مرور عدت أيام ( يوم الامتحان)


فى الصباح جلس " يعقوب " و" لؤى " على طاولة الطعام يتناول الفطار معاً ، فاليوم أمتحانها ينتظر نزولها من الأعلى فهى ظلت حبيسة غرفتها ، يتذكر كلما مر من أمام غرفتها يسمع صوت بكاؤها الذى مازال يدور و يرن بعقله كعقارب الساعة ، تنهد يعقوب بضيق على كثرة تفكيره بها فى الأيام الماضية بداخله شئ يريد تصديقها، رفع عينه من صحنه ، ليطالعها أمامه ، لكنها فتنه تمشى على الأرض فكانت ترتدى قميص من اللون الوردى وبنطلون من خامة الجينز فكان كطبقة ثانية على جلدها ورفعت سلسال الدهب خاصتها بدبوس شعر ووضعت بعض من مساحيق التجميل البسيطة ، توسعت عيناه بذهول من تغير حالها لحال أخر،، أهى من كانت تبكى فى الأيام الماضية ؟؟! أستقام عن الطعام مدعياً الشبع


بينما هى تجاهلته ووجهت أنظارها صوب لؤى وهى ترى نظراته المصدومه :

-صباح الخير يا لؤى يلا بينا أنا جهزت


أيقظت بركانه الخامد بتعمد تجاهله ، فقد أثارت عواصفه وهيجت أمواج غضبه ، فلم تجد منه إلا أن قبض على ذراعها صائحاً بها بأعين نارية :

والهانم رايحة فين بلبس ده على الصبح ؟؟


دفعت يده بعيداً عنها صارخة بسخط شديد :

- أبعد أيدك عنى يا بنى أدم أنت ، هو انت استحليت الموضوع على العموم أنا أصلا ماشيه ومش راجعة تانى


صرخ بنبرة كادت تسقطها أرضا :

-عيدى تانى قولتى أيه ؟


أبتلعت لعابها وتملصت من يده ورجعت للخلف لا أرادياً فى خوف ظاهر فمنظره دب الرعب فى أوصالها :

-بقول همشى كلمت واحده صاحبتى وهقعد معاها فى شقة مع بنتين تانى لحد مااخلص امتحانات وبعد كده أسافر لخالتى أسكندرية أى أسئلة تانى ؟؟


قبض على شعره بعنف يكاد يخلعه من منبته لاعناً حظه الذى ألقى بها فى طريقه ، هم لؤى بالحديث لتلطيف الأجواء أشار له " يعقوب " بألتزام الصمت ورفع سبابته فى وجهها :

-دخول الحمام مش ذى خروجه أنت نسيتى انك على ذمة رجل والتسيب بتاعك ده تنسيه ، ولا التمثلية خلصت بقى

ثانياً هتطلعى تغير هدومك ديه بفستان من الهدوم اللى جت ، ثالثاً مفيش مرواح الجامعة مع لؤى .فى عربية بسواق هتوديكى وتجيبك والمواعيد كلها معايا أتفضلي وخلى بالك انا عينى عليكى


-زفرت أنفاسها بغضب ثم صرخت بسخط شديد :

-أيه التحكمات ديه كلها ، ااااه انت مفكر عشان اللى حصل ده يبقى خلاص ، لا شكرا كتر خيرك على موقفك الرجولى بس أنا هعرف احل مشاكلى لوحدى ، بعدين طالما هى تمثليه شاغل نفسك ليه بقى ؟!


ها هو الطوفان قد هلا هكذا كان تفكير لؤى لكن احتلت الصدمة ملامحة من رد فعل يعقوب الذى دس يده فى جيبه وأقترب منها هامساً ببرود:

- أه اللى حصل ده اسمه جواز ، بس انت مجبره تحترميه وبلاش تخلى يعقوب النعمانى يوركى الوش التانى ، ومتنسيش أحنا اللى مستحملينك هنا وصوتك ميعلاش تانى


أنفجرت دالين ببكاء كالقنبلة دون سابق أنذار :

- انا استحالة اعيش هنا هو انت بتتحكم كده ليه فكرنى أيه ؟!


رفع جانب حاجبيه وأبتسم بسخرية :

-مراتى انتى مرات يعقوب النعمانى لحين أشعار أخر

حتى لو لسبب معين بصى أى حاجه تخصنى تمشى على مزاجى

لا حظ نظراتهم الشبه مصدومه من كلامه :

-قولت اتقضل يالؤى على الامتحان ، وانت انجزى تغير عشان تلحقى


******************************************

أسبوعان مر أسبوعان فى ساعة متأخرة من الليل جلست فى الحديقة تضم كتابها إلى صدرها وتنظر للسماء بقلب مفطور مشاعر مبعثرة لأبعد حد ، قلب متألم بشدة مر مايقرب على شهر على هجر والده لها ستجن وتعرف كيف عرف والدها ، من الذى قلب حياتها وأدى بها لوقوع فى براثن ذلك الوحش الثائر اغمضت عيناها عند سيرته فمر ما يقارب اكثر من أسبوعين تذهب للأمتحاناتها وتظل حبيسة غرفتها تتلاشى الصدام معه فهو يثير جنونها ، أنتفضت حينا أتاه صوت من الخلف :

-أنتى قاعدة فى الوقت ده هنا ليه ؟؟


اغمضت عيناها بألم ثم نهضت من مكانها متوجه للداخل

بدون رد على أسئلته تجاوزته ومرت من أمامه فجذبها من معصمها ساد الصمت لحظات بينهم وهو يطالعها

بينما هى نظرت له بعينين متسعه مدميا من أثر البكاء قائلة بشهقات طفوليه بحته :

- لو سمحت ايدى ..اتخنقت من فوق شويه نزلت هنا وادينى طالعه تانى سيب أيدى بقى


خفف من ضغط على معصمها :

- انتى بتعيطى ليه ؟؟

فى أيه حصل تانى ؟؟


رفعت نظرها إليه تتطلع إليه أول مره بتمعن ؛ بدون أن يعنفها فملامحه رجوليه خشنه لكنه وسيم مسحت دموعها بظهر كفيها وأجابته بصدق :

-مفيش تانى لأن الاول لسه مخلصش ولسه وجعنى ، غير عندى مادة لسه مش عارفه اذكرها والامتحان بكرة لؤى حاول بس أنا مفهمتش ممكن أيدى بقى


ترك يدها برفق وسحب منها الكتاب ينظر له بتمعن :

-مادة (استركتشر) تعرفي أنى كنت بجيب أمتياز فيها على طول ، هذكرلك أنا مش مستاهله كل ده عياط


توسعت عينياها بصدمة من تحوله المفاجئ ثم ردت عليه بنبرة حزينة وهى تلتقط الكتاب من بين يده :

-مفيش داعى خلاص اللى فهمته هكتبه انا كده كده هشلها سمر كورس


أبتسم بغرور يدس يده فى جيب سرواله :

- بقولك هذكرلك انا يعنى مفيش سمر كورس اتفضلى على جوه عشر دقايق اغير وتكونى فى المكتب


ثوانى و صدح صوت هاتفه معلناً عن وصول رسائل جديده

يتبع ....


رواية ورطة قلبي الفصل الثالث

الفصل الثالث


ورطة قلبى


ولجت للمكتب،، لحظات من الأندهاش توسعت عينيها بانبهار المكتب مربع واسع من الطراز الكلاسيكى به بساط صغير كثيف الوبر و به مكتبة بها عدد هائل من الكتب المتنوعه ، أول مرة تدخل إليه همست لنفسها :

- بجد ذوقه عالى تحفففة


((أنت أيه اللى دخلك هنا ))


كانت تلك الجملة التى أردفها النعمانى ، مما جعل جسدها ينتفض رعباً ووجلاً أستدارت وطالعت هيئته فهو ذو وقار مرعب ومخيف تعلثمت فى الكلام :

-ااه ااه حضرتك هو اللى قالى ادخل أاابن حضرتك


عقد النعمانى حاجبيه متسائلاً :

- ابنى مين فيهم اللى سمحلك بالدخول هنا لؤى أكيد

جعدت ملامحها وحركت رأسها بنفى سريعاً :

-لا لا مش لؤى أبن حضرتك الكبير


نظر لها بعينيان قاتمة قائلاً بنبرة ذات مغزى :

- قصدك جوزك يعنى ثم أكمل ضاحكاً وهو يرى أرتباكها الذى أتضح عليها

أبنى الكبير أسمه ""يعقوب ""


بلعت لعابها وأحتضنت كتابها كحصن منيع تتمسك به هزت رأسها بالإيجاب بدون ان تنبس نبت شفة


فى هذه الأثناء ولج " يعقوب " يرتدى تيشرت أسود وبنطال أسود يظهر عضلاته السداسيه ، ورائحة عطره النفاذ :

- مساء الخير يا بابا ،، خير فى حاجه

نظر إليه وهز رأسه بهدوء :

-مساء النور ، لا شفت النور منور قولت أشوفك ، لقيتها هى هنا


"الحب بداخلنا لانشعر به إلا عندما نجد الحبيب فيصبح الهواء الذى نتنفسه فجأءة"


تحاشى يعقوب النظر إلى عينيه رد عليه بتوتر :

- أه ، لقيتها متوتره وفى بكره أمتحان قولت أساعدها


هز النعمانى رأسه بتفهم وهو يتجه للخارج :

- تصبحوا على خير


بينما وقفت دالين تتطالع يعقوب من اعلاه لأدناه بانبهار فهى أول مرة تتفحصه بدقه عينيه العسليه ، غمزاته، أبتسامته الرجوليه هو ليس وسيم الوسامة المعروفة لكن به جاذبيه خاصه ، ضمت كتبها إليها وعلى وجهها أبتسامة هادئة شئ ما يتحرك بداخلها ولا تعلم ما هو

بينما هو تبادل النظرات معها بحاجب مرفوع وكأنها يسألها بنظراته إلى ماذا تنظرين ؟ ليحصل من *تلميحات وقسمات وجهها على أجابته فهز رأسه يشير لها على الأريكه* خلفها ثم تجاوزها وهى خلفه جلست بجانبه بهدوء فسحب الكتاب منها وبدء فى تصفح صفحاته

ثم سألها وهو يقلب صفحات الكتاب :

- هو انتوا يعنى والدك وانتى مالكمش اعداء مع حد او فى خلافات مع حد مثلاً


بلعت لعابها ثم طأطأت رأسها وأجابته بخفوت :

-لا خالص مفيش الكلام ده


هز رأسه متفهماً ثم سألها :

-أيه بظبط اللى مش فاهماه جزئية معينه ولا المنهج كله


أماءت برأسها عدة مرات متتاليه إيجاباً ثم قالت تؤكد كلامه :

-هو أنا عندى فكره بس المنهج كله بصراحة تقيل


لاحت أبتسامة سخرية جانبيه على ثغره ثم غمغم :

- المنهج كله وبعد كام ساعةالأمتحان كنتى مستنيه تذكرى فى لجنه ولا أيه ؟


غمغمت فى شجاعة بدت مألوفه منها :

-لا أنا مطلبتش أنك تشرحلى فحضرتك مش جايبنى هنا تتريق عليا شكرا أنا هقوم مش عايزه حاجه


رمقها بنظرات نارية يحذرها من النهوض ، بينما هى أبتلعت لعابها بتوتر هى لا تعلم لماذا تخشى نظراته ؟

فهى لا تهب أحد ، فأنكمشت فى نفسها وألتزمت الصمت


ثم بدء فى شرح بنبرة رجولية خشنه جزئية جزئية ، وهى تسجل فى كتابها كل ملحوظة وصوته يتغلغل بداخلها ، مر حوالى أكثر من ثلات ساعات هو يشرح لها بدون كلل او ملل بتعبيرات حازمه ،بينما هى تستقبل المعلومات بتركيز شديد لا تصدق أنها أستوعبت الماده فى تلك الساعات القليلة

أنتهى من الشرح يحرك رأسه يميناً ويساراً بتأوه خافت :

-فهمتى حاجه كده ولا أيه

هزت رأسها بأبتسامة واسعة ثم صفقت :

-هايل يادكتور ده أنت طلعت جامد أووووى ده انا هقفل المادة مفييش سمر ، ده طلع العيب فى لؤى انا بفهم عادى اهو


أرتسمت أبتسامة على طرف شفتيه وهو يراقب رد فعلها ولمعة عيونها فهى طفلة بجسد أنثى شديد الأنوثة


فنهض من مكانه يطالعها :

- ده أقل واجب تقفلى المادة يلا قومى نامى تصبحى على خير


**************************************

وقفت أمام المرآة بعد ما أرتدت فستانها باللون الزهرى

وجاكت من خامة الجينز ثم ألتقطت فراشاة الشعر من على طاولة تمشط خصلاتها الذهبية ورفعتها بدوس الشعر ، وقفت تقيم نفسها أمام المرآه فى رضا تام على مظهرها الجديد لكن سرعان ماغزت الدموع عينيها

ترى كيف حال والدها ؟ عضت على شفتيها بندم حقيقى

هل تبرأ منها بالفعل ؟ لم يجيب على أتصالاتها ، حتى لؤى حذرها من الذهاب إليه خوفاً على سلامتها فى الوقت الحالى ، كاتمة تنهيدة حسره تكاد تخرج من شفتيها ثم رفعت رأسها بكبرياء مزيف واتجهت خارج غرفتها ، نزلت الدرج مسرعه تحمل شنطة ذو أكتاف على ظهرها

بينما يعقوب يقف فى بهو الأستقبال يتحدث فى هاتفه ، رفع عينيه للدرج فساد الصمت للحظات ، يطيل التحديق بها فهى فى كل حالتها فتنه ، لو كان للفتنه أسم فهى " دالين " بجملة واحدة من صوتها أربكت خلايا جسده:

- صباح الخير


أنهى مكالمته وهو يمرر حدقته فوق كل تفصيله بها بذهول كأنها حوريه سقطت من السماء ، أشاح بوجه عنها وغمغم بخفوت يستغفر لله ثم أجابها بأقتضاب :

-صباح النور


عبس جبينها من طريقته فهى تعلم أنها ثقل عليهم ،

تجاهلت رده الخشن وسارت بخطوات منزعجه للخارج

لكن اوقفتها جملته:


-ركزى وأنتى وبتحلى أنتى قولتى هتقفلى الماده واعتبرتوا وعد فأستدارت تنظر إليها نظرة متباينه بين الخضوع والتمرد :

- أنا موعدتكش بس هحاول على ماأقدر


أبتسم بسخرية حتى اختفت من أمامه كالظل


************************


خرجت دالين من بعد أن ادت أمتحانها تغمرها السعادة لم تصدق أنها أجابة على كل الأسئلة بسهولة و الفضل يعود إليه رعشة سارت بجسدها على ذكره ، نفضت هذه الأفكار عنها ثم بدءت تبحث بعينيها فى المكان عن صديقتها تتفحص وجوه الجميع من حولها تبحث عنه ، شقت البسمة وجهها عندما رأتها فتوجهت إليها فهى صديقتها المقربة لكنها عكسها فى كل شئ ملابسها المحتشمة وطريقة تفكيرها أقتربت منها فهتفت:

- عملتى أيه ؟! الامتحان أيه اخباره ؟!

أجابتها بسمة بأبتسامة هادئة :

- الحمدلله المهم نعدى المادة على خير ،، اتفضلى ياستى قولى أيه اللى مضايقك وقولتى اخر يوم


اخذت دالين شهيقاً ثم اخرجت زفيراً وبدءت تقص عليها ماسار معها فهبطت دموعها بالأخير :

-بس شوفتى اللى حصلى معايا


توسعت عين بسمة بذهول ثم قالت بعدم تصديق :

-أنت أزاى تعملى كده يا دالين أزاى تروحى معه البيت

اتجنتى ده مش تحرر ده إنحلال أزاى انتى تعملى كده


تنهدت تسألها بصوت مبحوح من البكاء :

- بص اه ممكن أكون غلطت ،، بس مش لدرجة بابا يرمينى كده ويسبنى


هزت رأسها بيأس ثم هتفت بخشونه :

-أيه اللى وصل الدنيا لهنا مش تصرفتك اللى مش محسوبه

وكمان ياما قولتلك لبسك المظاهر الخارجى بيفرق بس ازاى تسمعى لحد غير دماغك

مش عارفه أيه اللى وصل لعمو عشان يعمل كده وده اكيد حاجه مش صغيرة عشان يتصرف كده ، أما بنسبة لاهل لؤى احمدى ربنا أنهم عملوا كده ، أما بنسبة لمعاملة أخوه أنتى تحمدى ربنا على كده بردوا ده أقل حاجه


أنكسرت عينيها بألم للحظات ثم كففت دموعها وهتفت بمجادلة :

- ماانتى أديك أهو ملتزم اكتر منى وصاحبتى عادى ومش شايفه أنى مش كويسه ، شوفتى من حاجه غلط


تنهدت بسمة تهدئها :

- أنا أعرفك من الثانويه وعشرتك وعارفه أد أيه انت نضيفه من جوه ، بس متنكريش انا ياما طلبت منك

أنك تغييرى وانتى رافضه وأديك شوفتى النتيجه

وخليك عارفه أن ديه قرصت ودن عشان ربنا يردك ليه

تانى ، أى حد ينصحك اعرفى أنه بيحبك ، ياريت ترجعى نفسك ، انا مش متصور ازاى روحتى البيت معاه


هزت رأسها بأبتسامة هادئة بنبرة تحمل الحزن فى طياتها :

أدعيلى ، أنا بابا وحشنى أوى أنا معرفش حاجه عنه

ثم هتفت هقوم أشوف لؤى وأروح عشان عليا متابعة

ذى الهربانين


************************************

فى شركة النعمانى بالأخص فى مكتب يعقوب طفحت حمم البركان داخله ، تأججت النيران فى صدره لكنه ألتزم الصمت معاها لا يعرف السبب يهمس بداخله

ماهذا الهراء؟!! من يمكن أن يكون ذلك الشخص؟

فكل المعلومات عنها تثبت حسن خلقها وليس لها علاقة بمجال عمله من قريب أو من بعيد من الذى يرسل الرسائل فهى حتماً المقصودة بضرر

ألتقط هاتفه يجرى أتصالاً ثم انتظر حتى سمع الأجابه

- أنت يا بنى ركز معايا كويس أنت متأكد من المعلومات اللى جبتها عنها

تنهد بضيق :

- ولما هو عيب ومش اول مره وواثق من معلوماتك أومال الرسايل اللى بتيجى ديه أيه ؟!

جز على أسنانه :

أول حاجه عملتها والرقم مش متسجل أسمع أنا عايز نهاية الموضوع إلا اشوف حد غيرك

ثم أغلق الهاتف وألقى به بعيداً وجملة الرسالة ترن بعقله

"""معلش حقك بردو البت مش أى حاجه لازم تبسط يومين قبل ما تعرف حقيقتها"""

*******************************

وقفت مع لؤى بأبتسامة واسعة تسأله عن أداءه فى الامتحان بينما لؤى عينيه متسمر على صديقتها فهو يراقبها منذ فترة من بعد لا يملك الجرأة على الأقتراب :

-لؤى عملت ايه فى الامتحان اكيد قفلت ذى كل ماده صح ، ده اقل شئ طبعاً

تنهد لؤى عندما وجدها ولجت خارج الحرم الجامعى ثم تجاهل ثرثرتها :

- بس كفايه حقد أنتى عملتى أيه ؟؟ سمر كورس بردو

تلاعبت بحاجبيها ثم أشارت لنفسها بفخر :

-أنا لأ طبعا أقل حاجه جيد جدا ده لو مش امتياز

انعقد مابين حاجبيه بعدم تصديق :

-ده أزاى ؟! اومال مين كان بيعيط أمبارح ؟!


قطبت حاجبيها وأجابته بتذمر طفولى :

-على فكره انا ماكنتش بعيط وكنت عارفه أنى هنزلها سمر كورس ثم استرسلت حديثها بأستيحاء بس اخوك شرحى أمبارح وفهمتها ده طلع شاطر اووى

توسعت عينيا لؤى بذهول ثم رفع حاجبيه متسائلا :

أخوك يعنى أيه الكلام ؟!

ده اخويا يعقوب أنا صح ؟!

أردف لؤى جملته مذهولاً فردت دالين تمزحه :

-ايوه ايوه هو الرجل المكشر اللى بيجى عندكم مالك يالؤى أيه كل الدهشه ديه ؟!


أتسعت أبتسامته بمكر :

-لا كده الموضوع أتطور خالص ابيه يعقوب يذكرلك ديه مش سهله خالص ، يعقوب ميعرفش فى حياته غير حاجتين الشغل و الشغل بردو

عارف يعقوب يا دالين


أنتبهت لحديثه بكل حواسها لكن قطع حديثهم دخول ياسر ، تحمحم بخفوت من خلف لؤى ثم تقدم يقف بينهم يلتهمها بنظراته لم يكف عن ملحقاتها وكل مرة ترفع فى وجهه رايات التجاهل رفع يده يربت على كتف لؤى :

-دالين لؤى أخبار الأمتحان أيه ياشباب مش هنخرج ذى كل مرة شايفكم قاعدين


رفعت أنظارها إلى لؤى ثم هزت رأسها بالنفى :

- لا أنا مش هينفع اخرج معكم المره ديه

لم تكد أن تنهى جملتها حتى أجابها ياسر مسرعاً : خلاص نفكس النهارده ونتقابل بكره عادى عشان خاطر عيون دالين

تشعب الغضب بجوف لؤى وكور يده بغضب فهو لم يحب يوماً علاقته بدالين ، حتى نظرات عيونه تلتهمها وهو حذرها كثير لكن لم تستجيب ، لكن الآن الوضع مختلف هى على ذمة اخيه حتى وأن كان هذا حل مؤقت لكن تظل تحت حكمهم ورعاياتهم :

-فى أيه يا ياسر قالتلك مش هينفع يعنى خلاص لا بكرة ولا بعده


ساد الصمت للحظات فخرج صوتها أخيرا :

-فعلا أنا مش هعرف أخرج الفتره ديه


انفجرت البراكين داخل ياسر لكنه تصنع البرود والهدوء :

-خلاص بلاها خروج احنا نعمل حاجه جديده الاجازه ديه هى اجازة نص السنه صغيره أحنا نتجمع كل مره عند حد من الشلة اهو أحسن بيقولوا فى فيروس جديد بينتشر وبكرة عندى والمره الجايه عندك ومفيش اعتراض يامعلم


********************************

فى المساء

ولج يعقوب لداخل فداعبت أنفه رأئحة طيبة من المطبخ

فتسلل لداخل فطالعها تقف فى المطبخ تتحرك مثل الفراشات مرر نظره عليها من رأسها لأخمص قدميها بنظرات مبهور وضحك داخله بتهكم أنقضى شهر واحد فقط على وجودها معهم لا يكاد ينفك من التفكير بها فهى شخصية غريبه

حاول كبح ابتسامته الواسعه عند رؤيتها حك ذقنه الشبه ناميه ثم أقترابه منها :

- أنت بتعملى أيه هنا ؟!


أبتسمت دالين وهى تضع أمامها صحن من الكيك : -أتفضل ديه كيك شوكولا أنا بعملها حلوى أوى وعملتها

عشان انا حليت كويس وطبعا تعبتك معايا فتستاهل

الكيك


تأمل ملامحها والبسمه على وجهها فمد يده يحسب الصحن إليه ثم بدء فى التذوق فى صمت وهو يسمع ثرثارتها بينما هى تنظر إليه بملامح متوترة ومرتبكة تنتظر تعليقه أنتهى من صحنه بكامل ثم نهض متوجهاً للخارج فوقفت أمامه بملامح عابسه عاقده حاجبيها متسائلة :

- مش حلوه ولا أيه؟!


هز يعقوب رأسه بنفى ليطمئنها :

-لا حلو اووى


ثم مد يده يمسك أحد خصلاتها الثائر بدون وعى منه هامساً أمام عينيها :

-بس أنتى أحلى بكتير


كانت الصدمة حليفتها تتطلعت ليده التى تتلاعب بخصلاتها ثم رفعت عيناها إليه بارتباك ودقات قلبها تصدح بعنف :

-شكرااااا


يعقوب بأبتسامة هادئة وبنفس ثباته :

-ديه مش مجامله ديه حقيقة


ترجعت للخلف وتوردت وجنتيها بالخجل ثم همست بخفوت مصحوب بأرتباك :

- هو أنا ممكن أطلب طلب لو سمحت


****************************


تصدق أنى غلطان عشان واقف معاك

كانت تلك الجملة التى صاح به ياسر منفعلاً


تنهد زميله بيأس ثم قال بحزم :

-يابنى حرم عليك أنت مفيش احساس كفايه لحد كده


أجابه ياسر بغيظ شديد :

-أنت مصمم تفكرنى وتخرجنى عن شعورى أنا أعمل كل ده وهو اللى يتجوزها ، أنا حاولت اقرب صدتنى ، نتصاحب رفضت ، قولتلها اتقدمت رسمى بردو لا ، فى الأخر تجوز الأنسان الألى ده


ظهرت علامة الأستياء على زميله :

-انت بتلعب المره ديه مع يعقوب النعمانى والناس كلها عارفه كويس هو مين ، غير انت شايف ده حتى لؤى مش بتيجى معاه ولبسها اتغير ابعد وانساه احسن واحمد ربنا انك متكشفتش


تجاهل حديثه وهو يجز على شفتيها :

- تتغير متتغيرش مش هتنازل عنها بأى طريقه


تنهد زميله بثقل يلكزه فى كتفه بخفة :

- ياجدع أنا خايف عليك العيلة ديه مش سهله


--وأنا ياسر الغمرى مش أى حد انا فى المره ديه محضر خطه وأول خطوه أخدتها بس هى محتاجه شوية وقت


يتبع ....


رواية ورطة قلبي الفصل الرابع

الفصل الرابع


* ورطة قلبى *


توترت دالين وهى تراه يحاصرها بنظراته فأخذت نفساً مرتجفاً :

- أنا متعودة بخرج أخر يوم فى الامتحانات فمعرفتش النهارده ممكن اخرج بكره ..كمان عايزه اروح لبابا لازم أتكلم معاه


أشعلت فتيل غضبه لم يرد عليها بل كانت نظراته الحادة كفيلة أن تلجمها ثم همس بنبرة مرعبة :

-تخرجى فين مع أصحابك ؟؟

قصدك الشباب صح ؟؟


حاولت التغلب على رعبها وترسم الجمود على ملامحها :

-اه ايه المشكلة ؟!! عاادى يعنى


قبل أن تكمل جملتها كان يجذب ذراعها بقوة :

- أيه هو اللى عادى ؟!!


أنتى مش بتحرمى أنا عارف لو كنتى خرجتى من هنا أهلك كانوا عملوا فيك ايه ؟؟!


لا تعلم لما كلامه جرحها فهى تعرضت لعديد من الانتقادات ومضت عينيها بالدموع التى انسابت على وجنتيها :

-وأنت مالك أصلاً ؟!

إذا كان تفكيرك نفس تفكيرهم مين قالك تغصب على نفسك تنقذنى كنت سبنى ..


رفع عينيه إليها بوجه حازم يهتف بلهجة مستنكرة :

-أولاً مالى لأنك بقيتى على أسمى ،، ذمتى

ثانيا أنتى غبية كل اللى وصلك من كلامى بس كده

أنتى مش حاسه أنك لازمك تغيير لأسلوب حياتك لبسك

طريقة تعاملك مع ناس يعنى أيه تروحى مع شاب البيت يعنى لو ماكنش بنى أدم متربى تخيلى أنتى ، أنتى بنت نضيفة بس لأسف الناس مش عارفه كده وده ليه ؟!

من طريقة لابسك وتعاملك مع الشباب

مش بيشوفكى غير بنت سهلة .. ومش هقولك تفكير الشباب فى البنت السهلة بقى

لازم تبقى عارفه أنا مش متشدد بس فى اساسيات الواحد مش بيتنازل عنها

بس أنتى كل حاجه فى حياتك غلط أنا مستغرب رد فعل والدك وهو سايب كل حاجه براحتك وفى الأخر بيعترض !!!


أرتعشت شفتيها بقوة بالأضافة لأرتعاش جسدها وقالت بصوت مبحوح من البكاء :

- أنا ماما ماتت وهى بتولدنى وماكنش ليا حد وبابا رفض يتجوز عشانى ..عارض الدنيا كلها ..ماكنش بيرفضلى طلب ..كانت معاملتنا اتنين أصحاب مبنيه على الثقة

هو مش ذنبه ولا أنا ذنبى ،أنا عارفه الناس بتقول عليا

أيه بس مش يمكن أكون أحسن منهم


إكتوت قسوته مع تعالى شهقتها فهو لا يعلم لماذا يقسوا

عليها هى ورطة وبقائها مؤقت

بينما بداخله يحاول السيطرة على مشاعره ونبضات قلبه فهى أول أنثى تحرك مشاعره لكن تنحى صوت العقل جانباً للحظات فمد أنامله يمسح دموعها وهو يردد فى المقابل بحنو :

-خلاص بلاش عياط ..والدك بخير أنا اتطمنت عليه أما الخروج جهزى نفسك هبقى اخرجك أنا

تراجعت للخلف ثم تجمدت مكانها كأن ثلوج الدنى وضعت على اطرافها


*****************************

مر اليوم اسبوع بلا أحداث لا تذكر فهو يتجاهلها منذ أخر لقاء بل يتعمد عدم الأحتكاك بها

فى صباح يوم جديد خرجت من غرفتها تقودها خطواتها نحو البهو فوجدت لؤى يجلس على الأريكه

يمسك هاتفه يطالع صفحته على التواصل الأجتماعى

جلست بجواره بأهمال ثم هتفت بنزق :

- لؤى أيه الملل ده انا جبت أخرى


نظر إليها لؤى يتصنع البراءة :

- تعالى اقعدى ندردش مع بعض ، صحيح هى البنت اللى كنتى قاعدة معاها فى نفس فرقتنا ؟!


رفعت حاجبيها بريبة تضمر خلفها المكر :

أيه ده ؟! قصدك مين ؟بسمة ؟!


فتنهد لؤى ثم أبتسم أبتسامة واسعة :

هى اسمها بسمة اسم على مسمى بسمة بجد


تعالت ضحكات دالين بعد ما سمعت جملته :

لؤى أنت وقعت ولا أيه ؟ بس انت وبسمة ازاى ؟


توترت ملامحه ثم حك مؤخرة رأسه وظهرت على شفتاه أبتسامة مجهولة المصدر :

- مش عارف بس أنا بقالى فترة الصراحة مركز معاها بشوفها بتقعد معاكى انتى بس ومالهاش أصحاب كتير


غمزت بعينيها ثم هتفت بمكر :

تؤ تؤ ده أنت حالتك صعبه يا قلب أمك بتراقبها فى صمت ده حب ده ولا أيه ؟!


ساد الصمت للحظات ثم هز رأسه بالإيجاب :

هو الظاهر كده ..مش عارف بس هى مش بتروح عن بالى


أنقضى أكثر من ثلاث ساعات وهم يثرثرون فى سعادة ومرح قطع جلستهم صوت الجرس إلى أن جاءت أحد العاملات همست بخفوت :

- فى مجموعة شباب يا لؤى بيه بيقول أصحابك ومعهم واحد أسمه ياسر قالى أبلغ حضرتك


قطب جبينه للحظات ثم غمغم حائراً :

-دخليهم الجنينه.. أنا جاى.. وشوفى يشربوا أيه ؟!


رماها لؤى بنظرات تحذيريه ليهز رأسه نافياً ويهمس بنبرة حازمة :

-أياك تفكرى أنك تتطلعي معانا يعقوب يعلقنا كلنا والله


حركت رأسها بنفى وجهت أنظارها صوب الحديقة لتحمحم :

- لأ مش هقعد أنا هسلم بس ، ماهو أنا مش محبوسه هنا فى أى يا لؤى


توسعت عيناه فى ذهول يرمقها بنظرات مندهشة :

- أنتى مش بتحرمى يا دالين عايزه تعملى أيه ؟

كفايه واطلعى فوق لحد ما يمشوا


سار نحو الحديقة ثم توقف فجاءة فوجدها خلفه تشنجت ملامحه هز رأسه بأستنكار يأس مما تفعل

ماتريد فهو حذرها ، خرج لؤى وهى خلفه ، ألقى لؤى

التحية على زملائه وقف معاهم

بينما أشتعلت الأجواء وسرقها الوقت معهم

تضحك بشقاوة ومرحها المعتاد لم تدرك من يتربص بها كوقوع الغزال فريسة للصياد ..

وصل يعقوب كان أول من طالعه " ياسر" فأبتسم فاول اجزاء خطته سيتم الأن

راقب أقترابه وتأكد من رؤيته لها ، فأقترب يمد يده

يعبث بأحد خصلاتها ليتعلل بكلمات كاذبه لكن بنبرة

صوت خافضة فمن يرى الصورة من بعيد يظن بها

السوء :

- أستنى ايه ده فى حاجه فى شعرك


قبل أن تتراجع للخلف كان ياسر يقبض على خصلات شعرها بيده توسعت عينيها بذهول وقبل أن تنطق بأى كلمة

باغتها يد فولاذية تقبض على معصمها وأنامله تنغرس

بلحمها توسعت عينيها برعب من هيئته سحبها خلفه

ولم يعبأ بتعثرها خلفه على الدرج حتى وصل إلى غرفتها دفع الباب بقدمه بعنف ثم ولج للداخل فدفعها بحدة من يده فأرتمت على الفراش تتأوه :

-والله معرفش هو كان بيقول فى حاجه فى شعرى

أنا معرفش أنه هيمد أيده ، عمره ما عملها قبل كده


أحمر وجهه غضباً حتى برزت عروقه فى رقبته قائلاً :

-أخرسى ...أخرسى

أنت اصلاً أيه اللى طلعك بره معاهم العيب مش عليكى العيب عليا أنا عشان سمحت بواحده ذيك أنها تبقى على أسمى وذمتى ، ده غير لبسك يا هانم


أخذت الدموع مجراها على وجنتيها بعد أهانته المقصودة :

- واحدة ذى أنا مالى ، ذى يعنى أيه ؟ أنت شايفنى وحشه ليه أنتى متعرفنيش اصلاً


وقف أمامها بطلته بوجه خالى من التعبير :

- أنا أصلاً مش عايز أعرفك كفايه اللى ظاهر قدامى


ثم وولج للخارج وتركها تنحب من البكاء


*********************************


**طب كفايه عياط أنا مش فاهمه حاجه منك **

كانت تلك الجملة أردفتها صديقتها بسمة وهى تجلس

بجوارها على الفراش تربت على رجليها


تغمض عيناها بحزن وهى تتذكر كلماته ليلة أمس:

-حاولت تجميع جملة مفيدة وسردت عليها ماحدث


هزت بسمة رأسها بأسف :

- ليه ؟! دالين أنتى محرمتيش

عمره ما يتجرأ على حاجه ذى كده غير لو أنتى اللى مدياه فرصه لكده ، كمان الرجل عنده حق لبسك مشكلة

وهو كراجل مش هيقبله

ده غير أصلاً اللى ربنا أمرنا بيه مش كده

(( لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولي ))

أنت على طول حتى نفسك فى دايرة الشك ولازم اللى عايز يعرفك يبقى معشرك عشان يتأكد من أخلاق . راجعى نفسك يادالين وكفايه عياط وياريت المره ديه بجد


عضت على شفتيها بألم ثم همست بحزن :

-بس يا بسمة كلامه وجعنى أووى


رفعت بصرها إليها متسائلة بمكر :

أنتى حبيتيه ولا أيه يا دالين ؟ اصلى دالين اللى اعرفها مش بيهمها رأى حد


مسحت دموعها بظهر كفيها تغمغم بأرتباك :

أيه الكلام الأهبل حب أيه بس ده يلا عشان تروحى وأسفه انى جبتك المشوار ده


وقفت تودعها عند الباب فطالعها لؤى فتوجه إليها مسرعاً بأبتسامة واسعة دقات قلبه تصم أذنيه ثم هتف بترحاب:

- أهلاً وسهلاً .. أنا لؤى كنت شوفتك قبل كده مع دالين فى الجامعه أنا زميل ليكم


طأطأت رأسها بخجل ثم همست بخفوت :

-أهلاً بحضرتك


فأبتسم ثم أشار إلى نفسه :

-بقولك زميلك تقولى حضرتك


قبل أن يكمل جملته كانت اختفت من أمامه

عقدت دالين يديها أمام صدرها ثم هتفت تشاكسه :

-كده بردو تخوف البت وتطفشها كده قال زميلك قال


تنحنح لؤى وهو يحك ذقنه ثم قال بمكر :

-دالين الكيوت بتاعتنا اللى هتقف جنب أخوها


******************************

مرت عدة أيام يتجاهلها ويتحاشها أما هى فكانت حبيسة غرفتها حتى قررت النزول إليه لتوضيح الأمور كان " يعقوب " فى مكتبه يعمل بتركيز شديد منذ فترة فحرك عنقه يميناً و يساراً طالعها أمامه تقف عاقدة ذراعيها امام صدرها بثوبها جعلها كحورية ، ظل ساكناً يتطالع إليها بأنبهار يتحاشها يبتعد عنها فكلما رأها تزداد ضربات قلبه بعنف همس بداخله

ما هذا الهراء؟! فكيف ذلك ؟! هى مختلفه عنه طريقتها

أسلوبها ،، فرق السن .. متمردة

لكنه يشعر بأنها مسئولة منه ولا يعلم سبب ذلك الشعور

كانت هذه الكلمات كفيلة بدب الرعب بداخله ففى النهاية الزواج لإنقاذ موقف وسوف ينتهى أرتسم الجمود على ملامحه :

-أنتى ازاى تدخلى هنا من غير أستئذان


جاهدت تخرج مرحها الذائف لتخفى الحزن والمرارة من طريقته تعامله معاها فمعاملته لها التى تظهر فى قسوة كلامه ونظرته الأحتقاريه و أنها كارثة حلت فوق رؤوسهم يتعامل بأنها أساس المشكله لكنها تأبى الخضوع عكس ما بداخلها من قهر نتيجة لهجومه العنيف عليها :

- أنا دخلت عادى أنت اللى سرحان ، كان فى حد وعدنى أنه هيخرجنى فين بقى ؟!


هز رأسه بأستنكار ثم أعاد نظره مره أخرى للحاسوب

ليكمل عمله يحدثها وهو يضغط على أزارر حاسوبه :

-اه قولت بس مش فاضى عندى شغل مهم


تقدمت منه بخطوات بطيئة تقف بجوار مكتبه تنظر

لشاشة الحاسوب ثم ترفع عينيها له فزمت شفتيها

بضيق :

-ماهو الحياه مش كلها شغل محتاح تفصل

شويه تغير مود أنت مسمعتش حليم بيقولك

جد ولعب وحب فين بقى


رد عليها بتهكم :

- وانتى حياتك كلها لعب فى لعب ومفيش حاجه مفيده


تلألأت الدموع بعينيها وهتفت بصوت متحشرج :

أنا فعلاً غلطت عشان أقعدت معاهم ، وكمان غلطت عشان جتلك هنا عشان تهزئنى


فتوجهت صوب الباب نهض مسرعاً يجذبها من معصمها

فأرتطمت بصدره العريض حوط خصرها بيده وأنهزم عقله للمرة الثانية ثم قال :

- أيوه غلطتى عشان قعدتى معهم ، وغلطتى عشان جيتى هنا

رفع يده يحوط عنقها يطبق على شفتيها بنعومة شديدة

يلتهمها بأشتياق حاول منع نفسه لكنه لم يقدر


رواية ورطة قلبي الفصل الخامس

"'الفصل الخامس""


""ورطة قلبى""


- لا يا معلم أنا لحد كده وأستوب

تلك الجملة اردافها صديق ياسر وهو يرد عليه


جز على أسنانه بغضب واضح :

- بقولك أيه أنت كل ما تقعد معايا تقولى استوب تسمح تسكت شويه وتسبنى افكر


زفر صديقهم الثالث وهو يتمتم بسخرية :

- ما خلاص بقى ياعم ياسر هو احنا كل ما نقعد هتصدعنا بيها اعترف بقى البت مقدرتش عليها ، وشكلها

وقعت فى غرام أبن النعمانى


استمع جيداً لما قالوا ثم أجابهم ببسمة دنيئة :

- طب أيه رأيكم بقى أنى هعلم على ابن النعمانى نفسه


*********************************


مر يومين من أخر لقاء بينهم تقف أمام المرأة تمشط خصلاتها تبتسم أبتسامة هادئة عندما تتذكر معاملته

اليومين الماضيين ، يحنو عليها ويعاملها برفق لا يذكرها

بالماضى بأى طريقه حتى أنه اليوم دعاها للخروج معه رغم أنها أكتفت من معاملته ولم تعد تطالبه بشئ ،لكن عقدت ملامحها باستنكار هى غريب عن نفسها فقط تريد تنفيذ أوامره تريد أن تثبت أنها فتاة جيده نفضت تلك الأفكار سريعاً ثم رمقت نفسها مرة اخيره فى المرآه كانت ترتدى بنطلون الجينز الواسع

ومن فوقه تيشرت أحمر فضفض ألتقطت حقيبتها

وولجت للخارج نزلت على الدرج مسرعه

بينما هو يطالعها بطلتها الطفوليه خطفت أنفاسه أبتسم ساخراً على مايحدث له طفلة بالفعل رفع حاجبيه متسائلاً :

- أنتى رايحه فين بمنظرك ده


وقفت أمامه ثم رمقته بنظرة متفحصة :

-لا سورى أنا اللى لازم أسال السؤال ده البدلة ديه هى اللى هتخرج بيها معايا


رمق نفسه من الأعلى للادنى ثم عقد حاجبيه :

البدلة بتاعتى ديه مش عاجبكى أنتى عارفه ماركتها

ثم أنا اللى بسأل هتخرجى كده بلبس المهرجين ده


تنهدت ثم هزت رأسها بتفهم :

ياسيدى ماركتها على عينى ورأسى بس أحنا مش فى عشا عمل بعدين ده مش لبس مهرجين تؤ تؤ


توسعت عينيه بذهول ثم هتف بأقتضاب يشير إلى نفسه :

- ياسيدى !!! ديه ليا أنا


هزت رأسها تقول بارتبارك :

-طبعاً وسيد البيت كله مالك أنت بتتحول ولا أيه؟!

ثم أكملت مصطنعه الحزن

-أنت بتعمل كده عشان متخرجنيش شكراً خلاص مش

عايزه اخرج


******************************


جلست فى البهو تعبث فى هاتفها بتذمر وضيق فرفعت عينيها راقبت لؤى يقترب منها بأبتسامة واسعة ثم جلس بجوارها على الاريكة يهتف بتلهف :

-لى لى أجمل وأجدع بنت فى الكون عامله أيه


أجابته وهى ترمقه بأبتسامة تحمل الخبث :

- أنا ذى ماانت شايف أهو ..قصر وقول عايز أيه ؟!


أعتدل فى جلسته فأصبح مقابلها ثم قال بتوتر :

- أنا لما عرفت أسمها دخلت عندك على الأصدقاء ودخلت على صفحتها الشخصيه ، وجبت أسم باباها

وكلمت بابا وقالى هيسأل عنها أنا عارف أخلاقها

وانهامش بتكلم شباب وملتزمه بس ممكن تساعدينى

تخليها تيجى مره هنا بس أتعرف عليها وتعرفنى فى

السريع قبل مانتقدم


شحبت ملامحها لا تعرف لماذا شعرت بضيق من حديثه

شعرت من كلماته بالأهانه هى تعلم أنه يتحدث بعفويه

لكن وقوع الكلمات عليها كصخور على صدرها مع مقارنة الوضع أجابته بمرح مصطنع :

-أوبس ده مين اللى واقع على اخره ده أنت عارف أنه

صعب بس هحاول تمام


فى هذه الأثناء دلف يعقوب يرتدى تيشرت من اللون

الأحمر وسروال من خامة الجينز وحذاء رياضى فتوسعت عينيها بذهول ثم نهضت من مكانها تدور

حوله وتتطلق صفيراً عالياً :

_ طب ماانت عندك تيشرت أهو أومال مالك مسك فى البدل ليه ؟!


ضحك لؤى بخف يشاكسه :

- أيه الحلوه ديه كلها خلاص بعد كده أنت اللى تقولى

ياأبيه بقى ..جامد اوى


أنفجر يعقوب ضاحكاً ثم هتف مستنكراً :

-انتوا أوفر أوى ده على اساس أنى بالبدلة ببقى جدو يعنى


صفقت بيديها فى حماس :

- كده يلا بينا بقى ننطلق تعالى معانا يا لولو


تجعدت ملامح يعقوب متسائلاً :

-لولو مين أوعى يكون قصدك على لؤى اخويا


هزت رأسها بالأيجاب :

-اه انا بقولوا يا لولو وهو بيقولى يا لى لى


لعن لؤى تحت أنفاسه ثم همس من بين أسنانه :

- أسكتى أسكتى يا دالين

ثم أكمل مبتسماً ببلاهه:

مش على طول يا أبيه والله


أصبحت عينيه أكثر قاتمة ثم هتف بحدة :

بقى راجل طول بعرض وتقولك يا لولو ..أنا اعرف بس لولو دلع بنت ماشى او الكلب لولو

حسابنا بعدين يااااا ياااا لولو

وأنتى اتفضلى قدامى حرف تانى وألغى الخروج كله


***********************************


نطق يعقوب بتحد سافر وعينيه شراسه :

-حرنكش أيه أنتى اتجننتى جايبنى هنا نتمشى على النيل وعايزه تركبى مركب لا وكمان حرنكش ،، طب قولى دره ذى كل الناس


زمت شفتيها بطفولة وتهدلت أكتافها :

- لا دره بتوجعلى معدتى جامد

ثم أشارت بأصابعها على بائع الحرنكش

- بس أنا بحبه أوى بابا كان بيجبه ليا على طول


تأمل ملامحها الهادئة ونسمات الهواء تتداعب خصلاتها

وعينيها الخضروتين ثم نظر نحو العربه التى تشير إليها

ورمقها مرةاخرى ثم هز رأسه على مضض و تركها ووقف أمام العربه يشترى لها ثم توجه إليها يحمل الكيس تناولته منه بفرحه عارمه :

- شكراً أووى يا يعقوب


أوما لها بأبتسامة هادئة بينما هو يتلذذ بأسمه من بين

شفتيها أول مرة تناديه بأسمه


ضحكت عالياً :

الحرنكش معانا يلا على مركب بقى


هندم ملابسه ثم أخرج زفيراً عالياً وهو يهز رأسه فسارت بجانبه وركبوا مركب نيليه مزينه بالمصابيح الملونه بها سماعات تصدح بالأغانى وأبتسامتها لم تفارقها بينما هو غارق فى تفاصيلها يحاول أن يستمع لصوت العقل ، أنها لاتناسبه حتى هو لا يعلم كيف وافقها على كل تلك الأمور دائما يتبع عقله لكن معاها

قاطع شروده يدها التى تمتد لها بحبة الحرنكش نحو

فمه فكانت دعوة صريحه منها بأطعامه بيدها فمد فمه

يلتقطها بسعادة وهو ينظر إلى عينياها


*******************************


فى المساء بعد مرور أسبوع جلسوا جميعاً على الطاولة يتناولون العشاء سوياً فى أجواء هادئة لا تخلو

من مرحها ومشاكستها فى الجميع


تحمحم لؤى يهمس بأدب :

-بابا حضرتك عملت أيه فى موضوعى ؟!


حرك النعمانى رأسه بالإيجاب وهو يرفع بصره من صحنه:

- يابنى هو كل يوم هتسألنى قولتلك كلمت باباها

والرجل قالى أدينا وقت نفكر ويشوف ظروفه تسمح يستقبلنا أمته


عقد يعقوب حاجبيه متسائلاً :

- رجل مين ده وميعاد أيه ؟


أجابه لؤى مسرعاً :

- يعقوب نسيت أفتكرت دالين قالتلك أنا ناويت أخطب

صاحبة دالين بس باباها مش عايز يرد علينا


ساد الصمت للحظات ثم اكمل النعمانى بأبتسامة خفيفة

- أخوك شكله واقع لشوشته ، بس البنت تستاهل و

أبوه ليه حق مش بنته ..أخوك عايز نقول لرجل جايين

يقول تعالى وماله


حرك رأسه بالايجاب يهتف بتلهف :

-أنت لو شفتها ياأبيه ملاك كده وشه منور وأسمها بسمه وهى بسمة أنا بقالى سنه براقبها قمة الأخلاق حتى

السلام مش بتسلموا على أى شاب


بينما هى تسمعهم وقلبه يقطر حزناً على حالها هى من صنعت ذلك بمحض ارداتها أختارت حياه لا تناسبها

جعلت نفسها فى موضع الشكوك كسرت فرحتها

وفرحة ابيها أغمضت عينيها لبرهة بندم وألم

قرار واحد ، تصرف خاطئ واحد أنهى حياتها ، فلم يخطر ببالها يوم أن تلوم نفسها على فكرها وطريقتها وأسلوبها،، كلامهم يطعنها بلا رحمة

بينما يعقوب يكمل حديثه معهم وعينيه تراقب تجعد ملامحها أقسم بداخله على أشياء عديدة ، لكن يجب أن ترى نتيجة أفعالها ثم نهضت من على الطاولة بهدوء مداعى الشبع متوجها

صوب غرفته ، فنكس لؤى رأسه بإحراج على أنه لم يراعى شعورها بدون قصد


*************************************

فى صباح اليوم التالى

وقف يعقوب يجوب الغرفة اياباً و ذهاباً كالوحش الثائر عينيه موجها صوب الباب

طرقات خفيفه على الباب ثم دلفت للداخل :

-صباح الخير أنت كنت عايزنى


صدح صوته عالياً يهز جدران المكتب :

أتفضلى ياهانم أيه اللى المنشور فى الصحف ده زوجه يعقوب النعمانى تحكى ظروف زواجهم الغامض بتفاصيل فى حوار صحفى قريباً من القصر النعمانى

الموضوع طلع طمع وشهرة ذى ما أنا قولت صح رددددددى


رواية ورطة قلبي الفصل السادس

الفصل السادس


ورطة قلبى


أبتلعت لعابها من هيئته ومدت يديها تلتقط الجريده

أحمر وجهها وقد عجز الهواء من المرور لرئتيه من فرط

الصدمة ، ترقرقت الدموع بعينيها جاهدت السيطرة عليها

تحاول تحاشى تلك النظرات المحدق بها ، بداخلها مزيج من القوة والضعف ، صراع كلامهم ليلة أمس

مازال يحرقها من الداخل

لم لا ينتهى كل هذا ؟

هل ستعاقب باقية حياتها على خطأ أرتكبته دون قصد

حاولت أن تستعيد رباطة جأشها ثم رفعت عينيها إليه

وهتفت بصوت متحشرج :

- طب ما أنت عارف كل حاجه لوحدك أهو وحللت كل حاجه على مزاجك بعتلى ليه ؟!!


قاطع المسافة بينهم ينقض عليها كالوحش الكاسر يقبض على معصمها بيد من فولاذ ، ملامحه أكثر شراسة ،عيناه تبرقان ببريق الغضب ، هامساً بحدة من بين أسنانه :

- أنت هنا عشان تجاوبينى بس مش تردى وكمان تبجحى ، أنت ليكى عين أصلاً ، أنتى اللى ذيك ميفتحش بؤه


رغماً عنها تألم قلبها من عدم ثقته بها ومن معاملة الفظاظة قلبها يتمرد عليها أن تنفى التهمة عن نفسها ، لكن كبريائها يأبه رفعت عينيها إليها بخيبة أمل ثم قالت بوجع :

- يعنى أنا لو قولتلك معملتش كده هتصدقنى أنا وتكذب الكلام ده


رمقه بأعين غاضبه ثم رفع أحد حاجبيه وأرتسم البرود :

- أيوة وأيه اللى اللى يخلينى أصدقك مثلا هاا


تسارعت أنفاسها وانفجرت ببكاء تهتف بصراخ هستريا :

-عشان فعلاً مش كده ..كفاية تجريح كفاية كفاية

أأأأيه انت مين عشان تحكم عليا لا متعرفش

أى حاجه عنى ، ده غير أنا مفيش حاجه تربطنى بيك مفيش أنا أصلا كنت ماشيه ، طلقنى ،بقولك طلقننننى


بدءت بتحطيم كل ما يقابلها بانفعال وحدة صوت صراخها يهز جدران المكتب وهى تضرب بقبضتها

على صدرها بكل قوة :

-أنا بنى أدمه مش كويسه وطماعه أنت صح طلقنى ،

أبعد واحدة رخيصة ذى عن حياتك ، واحده أبوها

رماها عشان يخلص منها ، تتحملنى أنت ليه هاااا


تمزق نياط قلبه لمظهرها وأنهيارها تنهمر دموعها

بلا توقف تبدو كالأعصار لكنها بكائها وشهقتها

توحى بطفلة فقدت أهلها لتو ، يحاول ألجام رغبته

فى ضمها لصدره وأعلن أنها تنتمى لها هو فقط زوجها

بينما دخل لؤى مسرعاً من صوت صراخها أتسعت عيناه بذهول من هيئتها و المكتب المحطم

هتف بتوتر وخوف حقيقاً :

-دالين مالك ؟ دالين أهدى أيه اللى حصل ؟؟


تتسارع أنفاسها صدرها يعلى ويهبط بسرعة فائقة

شعرت بدوار عنيف يعصف بها ، فجأة أصبحت قدميها

هلاميتين لا يقويان على حملها أغمضت عيناها مستسلمة للظلام لكن يده منعت سقوطها للأرض

هز رأسه برعب ليمد يده يبعد خصلاتها عن وجهها

يهتف بخوف :

- دالين دالين فوقى ..لؤى أتصل بدكتور بسررررعة


*********************

وقف يطالعها والطبيب يحقنها بالوريد وملامحها المتألمة يكاد يجن من قرب الطبيب منها يهز رأسه

مستنكراً مشاعره المتناقضه ، تستعر النيران بداخله

لا يعلم السبب أو لا يريد الأعتراف به ، أنهى الطبيب

عمله فأشار له يعقوب نحو الباب وولجوا سوياً خارج الغرفه سأله يعقوب متلهف :

-مالها يا دكتور ؟! هى كويسه ؟! مصحيتش ليه ؟!


هز الطبيب رأسه ثم أجابه بعمليه :

- للأسف أنهيار عصبى نتيجة لضغط على أعصابها


هتف لؤى الذى كان يقف خارج الغرفة بهلع :

- أنهيار عصبى ليه ؟! ومن أيه ؟!


أجابهم الطبيب بحزم :

- أنا حالياً أدتها حقنه مهدئة ،، بس هى محتاجه تبعد عن أى ضغوطات وترتح من العصبية أستئذن أنا حاولوا بلاش الزعل


أنصرف الطبيب ، فتجعدت ملامح لؤى وأقترب من يعقوب متسائلاَ بينما يعقوب أوله ظهره ينهى أى حديث

قبل أن يبدء ، فكيف يسرد على أخيه أن أنهيارها بسبب

ضغطه عليه

فأدراك لؤى أنه لن يحصل على أجابه من أخيه مادام لم

يرغب فى ذلك فتنهد بقوة ثم قال :

-والله يا أبيه مفيش أطيب منها بس هى بتتصرف بعفويه بس اللى بيحصل ليها كتير فعلاً هى متستاهلش

كل ده هى من أنضف الناس اللى ممكن تقابلهم فى

حياتك فعلاً ،، ياأبيه أنا عارف أنك مش متقابل فكرة جوازكم بس ممكن تعتبرها ضيفه بس لحد

ما نعرف مين عمل كده وبعد كده طلقهاا عادى


عند هذه النقطة صاح يعقوب بصوت جمهورى :

-لؤى الموضوع ده ميخصكش اتفضل من هنا دلوقتى


***********


ولج لغرفة بصمت هى ترقد على الفراش شاحبه كالأموات ، بداخله مشاعر تجتاحه تكاد تفك به

شعور بذنب يتضاعف داخله كلما تذكر مشهد أنهيارها أغمض عيناه بألم ، كيف وصلت به الأمور ذلك ، بل من الأساس كيف أنجذاب إليها ، فتفكيره وطريقته مختلفه

تماماً عنها يجب أن يتعامل مع الموضوع بتفكير لؤى

موضوع مؤقتاً ، أهات خافته خرجت منها أقترب منها بأسى فهى مازالت تحت تأثير المهدئة ، جلس على الفراش بجواره يربت على خصلاتها ثم هتف بأسى

- أسف بس أوعدك كل ده هيخلص قريب وترجعى

لحياتك تانى ثم نهض مندفع صوب الباب


************

فك رباط عنقه بعنف و احتدت ملامحه ، زادت وتيرة تنفسه أصبحت عيناه أكثر قتامة يضرب سطح المكتب الزجاجى أمامه بعنف ثم نهض من مكانه يجلس مقابل ذلك الشخص

بينما الأخر يرتجف بخوف ورعب

- والله يا يعقوب بيه اللى بقولوا ده اللى حصل واحد اتصل عليا من رقم بريفت وقالى أنه تبع المدام وأن

المعلومات ديه منها وأنشرها و بس كده.. وانا كصحفى ده بنسبه ليا خبر جامد متاخرتش والله ده اللى حصل


قاطعه بحدة وهو يهتف بشراسه :

- وانت متعرفش أن أى صحفى قبل ما ينشر اى شئ

عنى بيرجع ليا الأول ، أنا بأتصال منى أخلى مفيش مكان يرضى يشغلك تانى


أزدارد الصحفى ريقه بصعوبة :

- طب ليه انا كصحفى كنت بغطى شغلى ، وممكن أنزل

أعتذار عن المقال


أرجع يعقوب رأسه للوراء بخبث :

- لا أنا عايزك فى حاجه تانيه ، أنت اللى هتوصلنى

لأبن ***** ده لانه أكيد هيكلمك تانى ، وأنت بما أنك

بتجرى ورا أى خبر هتفهموا أن مصلحتكم واحده

وأنك تمسك معلومة على بيت النعمانى ده سبق

ليك ، وتمشى على هواااا ده غير أن هديك كم خبر تنزلهم يبسطوا أوى ، وبعد كده تطلب منه صور لمدام

عشان تشعلل الدنيا وهو هيكون أطمنلك مش هيتاخر وتطلب تشوفه وبعض كده تبعد أنت


طالعه بأمتنان لنجاه من براثنه ثم هز رأسه بالإيجاب :

-أنت تحت أمرك


**************


أصبحت حبيسة غرفتها ليلها يشبه نهارها تتحاشى التعامل مع الجميع شعور الخزلان صعب أصبحت مثل الورده الذابلة ، فهو لا يصدق ابدااا بأنه فتاة جيده يتعمد جرحها بأقسى العبارات يظن أنها تتقن دور التمثيل لدخول عائلتهم من أجل الطمع بالمال والشهرة كيف يصدق ذلك؟؟

أبتسمت بسخرية ثم نهرت نفسها بحده

كيف تنسى سبب زواجها منه وتنجرف وراء..

عند هذه النقطه أرتعد جسدها و غامت عينيها بدموع الحارقة تهز رأسها وتكتم شهقاتها لكن طرقات على الباب قطعت شرودها مسحت دموعها بظهر كفيها وسمحت بدخول فطالعها وجه لؤى بأبتسامة هادئة :

- طب كل ما حد يطلع تقولى تعبانه لازم أجى لسندريلا

أنا. ماشى يا اميرة


جلس أمامها طالع ملامحها التى أرتسم الحزن عليها ثم هتف بخفوت :

- أنا أسف يادالين أنا مأخدتش بالى من كلامى أنا ممكن أكون قولت كلمة مقصدتهاش بس أنت أجدع بنت فى

الدنيا كلها


هزت رأسها يميناً و يساراً تحاول منع عبراتها من النزول :

- أنا مش زعلانه من حد بس عايزه أروح بيتنا يالؤى


رمقها بنظرات حانية ، حاول تهدئتها :

- أسمع يا دالين هو واضح أن فى حد بيحاول يعمل مشاكل وديه إلا احنا اللى المقصودين او انتى... وده اللى يعقوب بيحاول يعرفوا ،،، بمناسبة يعقوب هو أطيب

مما تتخيلى بس هو عصبى جدااااا بس مش وحش


همست بخفوت بنبرة طفولية :

- لأ وحش اوى كمان


قهقة لؤى عالياً :

- والله لو ده يبسطك يبقى وحش و وعايز الضرب كمان ده ، بس يارب ما يسمعنى ..بصى جبتلك أيه تيشرت تشيلسى وجبت لنفسى تيشرت ليفربوول

فى ماتش النهارده وهنتفرج مع بعض أوعى تقولى لا


أبتسمت بهدوء ثم همست :

لا أتفرج انت وانا أتفرج لوحدى هنا مش هنزل


ضيق لؤى عينيه ثم تابع بمكر هو يعلم مفاتيحها:

- اه انتى خايفه تخسروا وأحفل عليكى


نهضت من على الفراش تعقد يديها أمام صدرها تهتف بحماس كروى :

- مفيش الكلام ده احنا اللى هنغلب يا لؤى


ضحك عالياً فهى طفله بجميع أحوالها استمر فى لعبته :

-قدامك نص ساعه تبسى التيشرت وتكونى تحت عشان التحفيل


بينما هى تغيرت ملامحها ودب الحماس فى روحها :

- هو قال تحفيل صح ده أنتوا هتقطعوا


*******************

جلست دالين تقطم أظافرها بغضب بينما لؤى يقفز للأعلى فوق الاريكه بجوارها رمقته بنظرات ناريه

ثم هتفت تثير أعصابه :

- انت بتعمل كده ليه وهو حالتهم كانت ميؤوسه منه اوى كده


جلس على الأريكه بجوارها يلاعب حاجبيه :

- اصله كان جووووول عالمى عالمى وخلاص اعتبرى الماتش خلص وفوزنا


فى ثانيه كانت تصرخ عالياً وتقفز فوق الاريكة وتهتف :

-بصوت عالى قولتلى أيه عالمى أومال ده يبقى أيه

أسطووورى واحنا اللى فوزنا


خرج يعقوب من مكتبه بغضب على الصوت العالى

طالعها وهى تقفز للأعلى فبرغم ما حدث معها مازالت

كما هى روحها الطفوليه العفوية وكأن لا شئ يؤثر بها فهو كان يراقبها الأيام الماضيه وهى تقف فى شرفتها ليلاً تضم نفسها ، أشتاق لرؤية وجهها عن القرب لكن لمعان عينيها انطفئ لذلك قرر أن ينهى ما هو سبب حزنها أخد يمرر نظراته عليها من رأسها لأخمص قدميها ، يراقبها مسلوب الإدراة فهى حوريه حتى اصطدمت عينيها بعيناه نظرة طويلة بينهم تحمل العتاب والألم

بينما هى صدمت من وقفته دقات قلبها صمت أذنيها

نظرات عينه لها تقول شئ وتصرفاته شئ أخر تدراكت

نفسها فنزلت بهدوء وسارت بخطوات متثاقلة ومرت

من جانبه ثم صعدت الدرج

لوى فمه على تجاهلها لكن فالأخير عزم على تنفيذ امره

ثم رمق لؤى بنظرات نارية تحمل الوعيد ، ابتلع لؤى لعابه ومد يده بجهاز التحكم يغلق التلفاز ويهرول

من أمامه

***********


فى المساء فى أحد الأحياء الشعبية نزل يعقوب من سيارته يقف أمام محلات الفاكهة

يتطلع حوله على اللافتات حتى وقعت عينيه

على أسم والدها ( رزق العزبى ) أقتراب بخطوات بطيئة

فوجدا والدها يجلس مع نفس الأشخاص ( أعمامهم)

وقعت عينهم عليه وقوف جميعاً وعينيهم أكثر شراسه

حمحم يعقوب :

أنا جاى عشان نشوف حل لموضوع ده


سارة_فتحى

ورطة_قلبى


رواية ورطة قلبي الفصل السابع

الفصل السابع


ورطة قلبى


أسبوعان مر أسبوعان جلست فى الحديقة بمفردها فى هدوء الليل ودموعها تغرق وجنتيها ترفع بصرها إلى شاشة هاتفها نتيجتها ظهرت كانت تريد والدها بجوارها

فرحتها لم تكتمل بدونه ، أعادة نظرها لشاشة الهاتف

أغمضت عيناها بألم حصلت على تقدير فتلك المادة

بفضل شرحه لكنها تأبى الأعتذار منه ، لكن تعتذر على شئ لم تفعله هو من أهانها مسحت دموعها بظهر كفيها

ورفعت بصرها لسماء

بينما هو يراقبها من بعيد هو أيضا علم بنتيجتها

يعلم سبب بكائها بداخله رغبه شديده للأقتراب

منها وضمها إلى صدره وتهدئتها حزم أمره وأقترب

منها يجلس بجوارها بهدوء هامساً :

-مش قولت متقعديش لوحدك هنا بليل


شعرت به جوارها مسحت دموعها سريعاً ونهضت هامسه :

- أنا كنت طالعه أصلاً


سحب يديها يجبرها على الجلوس ثانية هامساً :

- هتفضلى تهربى كده لأمته


حدجته بنظرات ناريه ثم قالت بغضب :

-أهرب من أيه ، قولتلك معملتش حاجه


هز رأسه بالإيجاب ثم همس :

-منى ..بتهربى منى أنا ..مش ملاحظه كده


أبتسمت بحزن بداخلها ألم فهو يراها بدون كرامه يهينها

ثم يعاتبها على البعد أجابته بخفوت :

- أنا قولت كفاية عليا كده ..أنت كتر خيرك عملت اللى

عليك ورديت بواحده ذى تبقى على أسمك


فتنهد بثقل وهو يطالعها جاهد أن يكون مرح على عكس طبيعته :

- لؤى طول النهار يمدح فيكى بس مقالش أنك قلبك أسود كده


أشاحت وجهها بعيداً عنه فهى قررت أن تتجنب الجدال

معه ثم همست بضعف :

-مش هتفرق كتير


فأمتعق وجهه من طريقتها لكنه هتف بمكر :

-أه صحيح عرفت أن النتيجه ظهرت ،، بس شكلك بدموع ديه يقول أن فى سمر كورس


ألتفت إليه سريعاً وعلى وجهها أبتسامة واسعه :

- لا والله أنا نجحت صافى مش مصدقه حتى المادة اللى ذكرتها ليا أول مره أجيب تقدير


مرر عيناه عليها ثم مد يده يرجع أحد خصلاتها الثائره

خلف أذنيها يهس بنبرة تملأها الحب :

- خليك بتضحكى على طول مش بيليق عليكى غير الفرح أنتى عينيك بتضحك قبل وشك


خفق قلبها بسرعة عاليه ثم رفعت عيناها إليه :

- شكرااا


أجابها بأمتعاض :

- طب مفيش أنت أحلى هو أنا وحش كده على العموم

أنا بفكر أخرجك بس مش ذى المره اللى فاتت المره

ديه على مزاجى


لمعت عيناها بالفرح وهتفت بسعادة :

- بجد هخرج من هنا انا اتخنقت اوى


أبتسم بعلو ثم رفع جانب حاجبيه :

- ماهو يا مسمعتيش أول كلامى يا إلا أنا وحش فعلاً


طأطأت رأسها بأستيحاء ثم همست :

- لا مش وحش خالص أنت حد حلو مز يعنى


قهقه عالياً ثم مد يده يرفع وجهها ويحرك أنامله على وجنتها بنعومه :

- أنتى مفيش حد أحلى منك


همت برد عليه لكن دخول لؤئ يهتف بحماس

- دالين أنتى هنا أنا شوفت نتجتك وووووو


فجأة توسعت عينه بذهول وضحك بأستنكار :

- هو فى أيه هنا ؟!


توردت وجنتيها من خجل ولم تحتمل البقاء أكثر فأستئذنت ثم أنصرفت من أمامهم بأستيحاء

بينما يعقوب جز على أسنانه بغيظ وتقدم نحو أخيه بنظرات قاتمة هامساً من بين أسنانه :

- أنت فى حد يدخل كده


أبتسم لؤى بسخريه :

- سورى يا أبيه فعلاً كان لازم أخبط على الشجره ولا حاجه ...بس هو أيه الموضوع


تنهد يعقوب بضجر ثم هتف بحده :

- لؤؤؤى ،، بطل تتنطت حوليها طول النهار ها عشان هزعلك يا حبيب أبيه


*********************


يجلسوا جميعاً فى جلسة عائلية فى منزل والد بسمة

فاليوم محدد لتعارف العائلتين بداخلها ألم لا يشعر

به سواه ، فهى أيضاً حلمت بنفس اليوم لكن لقدر

كلمه أخرى أو تهورها بنهاية حرمت من ذلك اليوم

أبتسمت بخفوت تهمس لبسمة بأذنيها :

-أنا ماكنش فى داعى ان أجاى مش عارف أنتى صممتى ليه

صمتت لحظه ثم أجابتها وهى تربت على يديها :

- عشان أنتى أختى وفرحتى مش هتكمل غير بيكى


قاطع حديثهم ترحاب والد بسمة وبدؤا فى التعارف

بدء لؤى بتقديم عائلته :

-والدى النعمانى صاحب شركات النعمانى لحديد والصلب

-يعقوب النعمانى أخويا الكبير وهو اللى ماسك الشركات

دالين أا


قبل أن يكمل قاطعته والدة بسمة بحنو :

-دالين بنتنا ديه صاحبة البيت


صدح صوت يعقوب يهتف بحزم :

- دالين يعقوب النعمانى والشرف لينا يامدام وخصوصاً اننا هنبقى أهل خلاص


رفعت عيناها سريعاً إليه بداخلها عواصف من المشاعر المتناقضة أمتنان ، حزن ، فرح ، حب ..دقات قلبها تخفق بجنوناً بينما هو يتابع حديثه بكل ثبات يرمقها بطرف عيناه ، وأخيرا خرج الصوت النعمانى :

- أحنا اتعرفنا ويشرفنا أننا نقرأ الفاتحه لو مفيش مانع


أبتسم لؤى بسعادة وهو ينظر إلى بسمة فى عيناها :

- ياريت نقرأ الفاتحه


أبتسمت بسمة على أستيحاء وبدؤا فى قراءة الفاتحة :

- أميييين


*****************


نهض ياسر من فوق مقعده وهو يضحك بقسوة :

- سيرتهم مغرقه الجرايد صحف المجلات يعقوب بيه بقى تريند الإعلام يومين وينهار خصوصاً لما أضرب اخر

ضربه انا مش متخيل شكله وهو بيرميها بره حياته

وبعد كده تيجى فى حضنى أنا

ثم تابع يتمتم بغضب:

- غبية يا دالين كنا فى غنى عن كل ده مش عامله صاحبة الكل وعندى أنا مش طايقه تكلمينى


**************


""على فكرة ماكنش فى داعى ""

تلك الجملة التى أردفتها دالين وهى مطأطأت الرأس

بعد عودتهم


تأملها بأبتسامة هادئه ثم همس بمكر :

-على أيه مش فهمك ؟!


زمت شفتيها ثم همست بخفوت :

- عشان قولت دالين يعقوب


أكمل بقيت الأسم بزهو :

كملى هو دالين بعقوب النعمانى ده أسمك احسن

النعمانى عصبى وبيزعل بسرعه اوعى تنسى أسمه

بعدين.. شكراً ليه هو أنتى مش فعلاً على ذمتى

صحيح بنسبة للحوار اللى دبسنا فى لؤى بكره

أنتى أيه رأيك ؟!


ضحكت عالياً تضرب كفاً بكف :

- لؤى ده كان مشكله عمل أرجوز عشان عمو يوافق بس

يخرجوا دبسك فى الخروج بكره معانا


هتف بنبرة تحمل فى طياتها بداية قصة عشق :

- لو ده هيبسطك أنا مبسوط المهم أننا مع بعض


***************


وقفت أمامها ترتدى فستانها بلون الأخصر وجاكيت من خامة الجينز ووجهها يخلو من مساحيق التجميل هتفت ببراءة :

- حلو كده


مرر نظره عليها من رأسها لأخمص قدميها ثم همس :

- أنتى أجمل بنت فى دنيا يلا بينا بقى


رفعت عيناها إليه بأستيحاء ثم همست بخجل :

- وأنت كمان شكلك حلو بلبس ده اووى


***************

جميعم يحدقون بها وهى تأكل الكعكة رفعت عينيها

إليهم لوت فمها ثم اكملت الكعكه وأصدرت صوت يدل على تلذذها فأشتعلت عينين يعقوب وهو يطالعها بينما لؤى يخطف لحظات ليهمس فى أذن بسمة بكلمات الغزل

بعيداً عن اخيها الصغير الذى أصر والدها بمرفقتها عندما وافق على مضض بالخروج

همس أياد أخو بسمه بعفويه :

- يلا دالين بقى الكافيه هنا فى بلاستيشن وبقالنا كتير

ملعبنش مع بعض


حدجت بسمة أخيها بنظرات غاضبه :

- وبعدين ياأياد بلاستيشن ايه هنا ومينفعش تكلم دالين كده


تركت دالين الكعكة وأجابته بحماس :

- يلا يا ديدوا انا خلصت سبيه يا بسمه


همت أن تنهض لكن يد يعقوب ضغطت على يديها بقسوة من أسفل الطاولة أحتل الألم معالم وجهها فرفعت عيناها إليه بدموع ترقرق بها ثم وزعت نظرها

بينهم ثم همست بخفوت :

أيدى ليه كده أنت بتوجعنى


رق قلبه لها وخف من ضغطه على يدها ثم من بين أسنانه :

- عشان تعرفى أن لما يبقى معاكى راجل مفيش

حركه من غير اذنه وبعدين تلعبى بلاستيشن ده

أيه


أبتلعت لعابها ثم همست بطفولة تخطف قلبه :

- بحب ألعب بلاستيشن يا يعقوب وبلعب أنا وديدوا

ممكن تقوم تلعب معايا عشان خاطرى


هز رأسه يميناً ويساراً بالنفى :

-هلعبك لما نروح البيت يا دالين ماشى واللعب بأحكام


هتف لؤى مسرعاً :

-ماتخليهم يا أبيه يلعبوا وأنت معاهم

حدجه بنظرات ناريه اخرسته أبتسمت بسمة على منظره


**********


يجلس معاها فى غرفتها وهو ممسك بذراع التحكم بيديه وضحكته الرجوليه تهز جدران الغرفه على ملامحها وهى تجز على اسنانها بغيظ من الخسارة جعلته يقهقه عالياً هتفت بحنق:

- على فكرة الدراع ده بايظ


ترك الذراع من بين يديه يهتف :

- عندك حق بلاها لعب خلينا نتكلم احسن


عقدت حاجبيه متسائلة :

- هنتكلم فى أيه ؟!


نظر إليها فى عينيها وهمس بمكر :

عنك نتكلم عنك انتي

ثم أقترب بوجهه منها وانفاسه الساخنه تلفح وجهها وهو يمرر أنامله على شفتيها وقبل أن تنس بنبت شفه كانت يديه الأخرى يضعها خلف مؤخرة رأسها ثم جذبها نحوه يأخذ شفتيها بقبلة ناعمة ثم تعمق فى قبلته كانت إعلان بحبه وصك ملكيته و بداية حياة جديده أبتعد عنها بتهدج طأطأت رأسها بالخجل تضع يديها على شفتيها


************


فى اليوم التالى


صدح رنين جرس الباب توجهه لؤى صوب الباب ثم فتح فطالعه وجه ياسر


رواية ورطة قلبي الفصل الثامن

الفصل الثامن


ورطة قلبى

وقف يطالع نفسه أمام المرآة أرتعش قلبه عند تذكر ليلة أمس وقبلته ، لأول مرة ينساق وراء دقات قلبه ، كان يوهم نفسه أن معاملته معها من تأنيب
ضميره وندم على ما فعله معاها ، لكن عليه الأعتراف الان بأنها أصبحت تحتل حياته ويومه بعفويتها وجمال روحها ، تنهد بثقل ثم هز رأسه يميناً ويساراً
منذ متى يسمح إلى أحد يأخذ قرار عنه ؟
منذ متى يفعل المستحيل لأرضاء شخص ؟
نفض رأسه من تلك الأفكار وألتقط قنينة عطره ينثر منها على رقبته ثم ألقى نظر على هيئته يرتدى قميصاً أسود يبرز عضلات صدره و سروال من الجينز
فاليوم تخلى عن البدله لاجلها فهى سوف تذهب معه للعمل ، خرج من غرفته يقطع الردهه الفاصله بينهم
ثم طرق باب غرفتها ، فتحت الباب طالعته بأنبهار
من هيئته رمشت عدت مرات بأهدابها الكثيفه ثم همست :
-صباح الخير يا يعقوب

رمقها بنظرة عاشقة تبوح بالكثير لكن لم يأتى وقت الأعتراف بعد :
- صباح الخير قولت هاجى ألقيكى لسه نايمه ده أنا حتى مرضتش أنزل بدرى

هزت رأسها بخفه وهى تسحب حقيبتها من خلف الباب :
لا لا ده انا جاهزه من بدرى ومستنياك يلا بينا

*****************
فى الأسفل نزلوا الدرج سوياً يتبادلون الأحاديث متجهين صوب الباب للخروج ، لم ينتبهوا لعيون
تراقبهم بغل وشر ، لكن سمعوا صوت من الخلف اوقفهم
أستدار يعقوب وهى معه توسعت عيناها بأستنكار
قطبت مابين حاجبيه متسائلة فى نفسها عن سبب
حضوره فى ذلك الوقت المبكرا
شملهم ياسر بنظرة سوداء متصنع الابتسامة :
صباح الخير عامله أيه دالين ، أهلاً يا أبيه بعقوب

أقترب منه يعقوب وهو خلع نظارته وملامحه تزداد قسوة اسرعت دالين تمسك بكف يديه :
- تمام يا ياسر معلش مش فاضين احنا ماشيين

احمر وجه حرجاً وغضباً ثم اجابها ببرود وهو يربت على كتف لؤى :
-اه أتفضلواا .. أنا جاى اقعد مع لؤى شويه
بس ماشاء الله أنتوا لايقين على بعض اوى

تشنجت ملامح يعقوب وقست ملامحه اكثر ،ألتقط أذنيه همسها :
- عشان خاطرى يلا بينا بلاش اليوم يبوظ

سحب يدها بعنف خلفه متوجهاً صوب الباب دون أستئذان بينما هو تتطالع نحو لؤى يدعى البراءة وعدم الفهم ، حدجه لؤى بنظرات متفحصة فهو لا يعلم سبب حضوره بأستمرار يدور برأسه أفكار لكنه نفضها سريعاً

***************

فى مكتب يعقوب جلست تأكل بشفتيها وهى تراقب تلك التى تتمايل عليه ببراعة بحجة توقيع الأوراق ومراجعة الصفقات ، تتعمد الألتصاق به تحت نظرات
دالين النارية ، تقطم أظافرها بغيظ ، تنفث نيران من
أذنيها زفرت بحدة لتنبهم بوجودها أبتسم يعقوب بأبتسامة هادئة :
- تمام يا نسرين فى حاجه تانى

اجابته بنعومة وهى ترمقها بطرف عيناها :
- لا كده تمام يابوووص ، دقايق وقهوتك تبقى عندك

انهت كلماتها وانصرفت تحت نظرات دالين المشتعلة
ثم التفت إليه دالين سريعاً تهتف بحده مفرطه :
- ما كنت تأخدها على حجرك عشان تعرف تركز احسن
اه اه ولا أنا موجوده وده ميصحش بردو

أحتلت الصدمه ملامحه ليهتف بها بنبرة أرعبت خلايا
جسدها :
- دالين حسبى على كلامك ، أنتى أزاى تتكلمى معايا
بطريقة ديه

ترقرقت الدموع بعينيها وأبتلعت لعابها بصعوبة هامسه بصوت متحشرج :
- أنا عايزه أروح لو سمحت ممكن

أجابها بحنق :
- أحنا مش بنلعب هنا ده شغل وليه مواعيد مش لعب
مش جايب بيبى معايا أنا

للحظات من الصمت قاطعها طرقات على الباب ثم فتحت الباب وولجت تتمايل بنعومة أكثر
أشتعلت نيران الغيرة بدالين أكثر فأردات أن تلقنها درساً
وضعت أحدى قدميها
فى طريقها لتعرقل خطواتها فسقطت أرضاً وفوقها القهوة ، ضحكت دالين بخبث
وأسرعت فى مساعدتها تهتف :
- اسم لله عليكى ، قومى قومى ما هو مش كل ده كعب
بردو وانتى طول اليوم داخله خارجه على البوووص
كده لازم تقعى

أسرع يعقوب يمد يده لها دفعتها دالين بحدة ثم هتفت
بأبتسامة خبيثة :
- عنك يابوووص اساعدها أنا

هتف نسرين بغضب وهى ترمقها بنظرات ذات مغزى :
- على فكرة ديه أول مره اقع كده اما الكعب متعودة عليه

داخل يعقوب يتراقص فرحاً لكنه أرتسم الجديه :
- حصل خير يا نسرين ...أبعتى حد ينضف هنا ..وانتى ممكن تروحى مش معقول هتفضلى كده

هزت رأسها بالإيجاب وهمت بأنصراف إلا أن اوقفها صوت دالين :
- بعد كده لما يبقى فى حد فى المكتب عند البووص قاعد معاه أبقى أسألى يشرب أيه من باب الذوق

قبل أن ترد عليها قاطعها صوت يعقوب بحزم :
- أتفضلى أنتى يا نسرين دلوقتى

راقب يعقوب أنصرفها ثم دس يده فى جيب سرواله يقترب منها بخطوات ثابته فأرتدات بظهرها على الحائط خلفها فحاصرها بين ذراعيه وثبت مقلتيه عليها
هامساً بمكر:
-ايه اللى انتى عملتيه ده

أشارت بأناملها على صدرها تهتف ببراءة :
- أنا ؟!!
أنا مالى ده قضاء الله وقدره ، هى اللى لبسه كعب أد الهرم

دنى من أذنيها يهمس وانفاسه تلفح عنقها :
- انا حاسس بغيرة فى الموضوع أنتى بتغيرى عليا

زادت سرعت انفاسها و خفق قلبها بجنون وأحمرت وجنتيها حاولت جاهده ترسم الثبات فأجابتها بأنفاس متقطعه :
- أنا مش بغير من حد أصلاً على فكره خالث.. بعدين انا بتكلم فى أصول ذيك ..وكمان انت فاتح كل ديه فتح من القميص ليه فرحان بعضلاتك وبنات الشركة بتبص عليك أنت بتستعرض عضلاتك ووسامتك

قهقة يعقوب عالياً وهو مازال محاصرها :
- لا يا دالين باين أنك مش بتغيرى خالص

أبتسم لها بحنو ثم قبل جبينها بقبلة عميقة هامساً برقة:
- خلاص مش هفتح زارير القميص تانى مبسوطه

طأطأت رأسها بخجل ثم همست بخفوت :
- مبسوطه
*************

-"ماتقوم تفتح وتشوف الهدايا يا اياد أنت معندكش حب فضول ولا أيه ؟! "
تلك الجملة اردفها لؤى بحنق لأياد الذى لم يتركه ثوانى مع خطيبته

هز رأسها بنفى واجابه بتبرم :
- ميصحش لما تمشى انت بقى هتفرج

اتسعت عينيها من رد أخيها وحدجتها بنظرات غاضبه :
- أياد ايه قلة ذوق ديه ، أعتذر من لؤى بسرعة

رفعت عينيها للؤى برقة وهتفت بنبرة ناعمة :
- لؤى بليز متزعلش منه

تتلذذ لؤى بخروج حروف اسمه من بين شفتاها فأول مره تناديه به :
- أنتى قولتى أيه تانى كده ..لسانك كان بينقط عسل هو أنا اسمى حلو كده

عضت شفتيها بخجل هامسه بخفوت :
- لؤى ميصحش كده أنا بتكسف على فكرة

أبتلع لعابه بصعوبه وهو يهمس :
- أرحمى شفايفك ماكنش أسم ، أحسن اتهور أنا
انا كلمت بابا يكلم والدك عشان نكتب كتاب مش معقول
هيفضل أياد كده متكدر وسطنا عامل ذى فرد الأمن علينا كده

***********

مر أكثر من شهر وعلاقة يعقوب ودالين فى تقدم وهو
يكمل خطته مع الصحفى لكشف ذلك الشخص ، وهى تزداد فتعلقها به ، تجاهد لتثبت أنها جديره به وبثقته
كانت تجلس على الأريكه وتتطالع جميع صورهم معاً
على الهاتف بأبتسامة واسعه ، ولؤى يجلس فى الاريكة فى مقابلها يعمل بجد على الحاسوب ، صدح صوت الجرس همست احدى العاملات :
-لؤى بيه ده ياسر زميل حضرتك

تأفف لؤى بضجر :
- وبعدين بقى فى بنى أدم ده ..ده هيفضل ينط كل شوية

نهضت دالين مسرعه :
- لؤى أنا هطلع انا فوق عيش أنت بقى

هز رأسه بالإيجاب تأكيد على كلامها :
-هروح اشوف انا عايز أيه

توجه نحو الحديقة فطالعه بضيق :
- أوعى تقول وحشتك انا ملحقتش

ابتلع ياسر لعابه نتيجة احراجه لكنه اليوم عزم امره على تنفيذ أخر مخطط له :
ايه ياعم المعامله ديه مش كفايه معاملة اخوك

زفر لؤى بحدة ثم اجابه بغضب :
-ياسر مالكش دعوه بيعقوب ولا دالين خالص وياريت لما تشوفها بلاش تكلمها خصوصاً لو مع يعقوب

سيطر على ضيقه وانفعالاته ثم اجابه متصنع التفهم :
- طبعاً بس انا عايز التواليت ممكن ؟!

أشار له لؤى بيده نحوه وهو يصف له المكان ، توجه ياسر نحوه ولكن بداخله نوايا خبيثه راقب أنشغال لؤى بحاسوبه ، وتوجه خلسه للأعلى يبحث فى الغرف عنها
وأخيرا فتح أحدى الغرف وجدها تقف فى الشرفه توليه ظهرها فأقترب منها يحتضنها من الخلف ويدفن رأسه فى عنقها

فى هذه الاثناء عاد يعقوب وولج للداخل لم يجدها فأخذ يطوى الدرجات سريعاً ليصعد إليها أصبح ينجز عمله سريعاً ليعود إليها تعرف على حياه جديده معاها عشق التنزه فى المركبات النيليه معاها. هى فقط تحرر من قيوده لأجلها ، وعلم أن الحياه لم تقتصر فقط على العمل وأن الحياة تستحق أن يعيشها وهى أيضاً تغيرت
لأجله يسير فى الردهه بخطوات واسعه فتح باب غرفتها
اشتعلت عينيها ليهتف بغاضب عااارم

رواية ورطة قلبي الفصل التاسع 


لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-