رواية غفران البارت الخامس عشر 15 بقلم نسمة مالك

 رواية غفران البارت الخامس عشر 15 بقلم نسمة مالك

رواية غفران الجزء الخامس عشر

رواية غفران البارت الخامس عشر 15 بقلم نسمة مالك


رواية غفران البارت الخامس عشر 

البارت ال15..
غفران..
✍️نسمه مالك✍️..

"عهد"..

جذبها غفران علي ساقيه، وضمها لصدره برفق وبدأ يتفحصها بلهفه وقلق بادي علي محياه، انكمشت هي داخل حضنه وإزداد ارتجاف جسدها ممسكه بمعدتها تأن بألم حاد بصوت خفيض جعلت "غفران" يسرع بحملها بين يديه غير عابئ لجرح كتفه وأسرع بها نحو الحمام بعدما استشعر حاجتها للتقيؤ..

بضعف شديد همست "عهد" بأذنه قائله..
"غفران نزلني علشان كتفك"..
رمقها بنظره عاتبه وهتف بصوت دافء حنون..
"فداكي غفران كله يا عهد،وفي حد في الدنيا يفطر كبده وسجق؟! قولتلك قبل كده بلاش تاكلي من بره وانا اعملك الأكل اللي تحبيه هنا في البيت مسمعتيش الكلام، واديكي تعبتي اهو عجبك كده دلوقتي؟!"..

حركت "عهد" رأسها بالنفي عدة مرات، وهمست بصعوبه من بين شهقاتها..
"انا متعبتش من الأكل"..
تمسكت بكنزته بكل قوتها و أجهشت بالبكاء أكثر وبوهن أكملت..
" انا خايفه أوي يا غفران"..

نبرة صوتها المرتعشه والتي تدل حقاً علي شدة خوفها جعلت" غفران"يطبق جفنيه بعنف،وهمس بأذنها بصوت هادئ رغم نيران قلقه وخوفه عليها المتأججه داخل قلبه وهو يري شحوب وجهها الدال علي شدة فزعها، ورعبها..
"عهد طول ما أنتي معايا مافيش حاجه في الدنيا تقدر تخوفك"..

أنزلها بحرص ويده مازالت ملتفه حول خصرها يضمها لصدره بحمايه، ليتهاوي جسدها اكثر بين يديه، ليسرع "غفران" ويجلس بها أرضاً وقام بتوجهها نحو المرحاض ومازالت يده تضمها بقوه..

جعل ظهرها مقابل صدره،ويربت براحة يده علي معدتها برفق شديد،
لتبدأ "عهد"تتقيأ بضعف، وتتأوه بصوت أشبه بالصراخ مردده بغصه مريره..
"كنت هخسرك انت كمان، كنت هتموت زي ماما واخواتي، وتسبني يا غفران"..
تشكلت ابتسامة على ثغره قمعها سريعاً حينما استشعر خوفها عليه الذي جعل قلبه يتراقص فرحاً..

"أهدي يا عهد انا هنا و مستحيل أسيبك أبداً"..
همس بها "غفران" بأذنها كمحاول منه لبث الطمأنينه بقلبها ولو قليلاً،

ولكن دون جدوى فقد إزداد أرتجاف جسدها، وبدأت تتقيأ بعنف أكبر، وبضعف شديد تردد بصعوبه من بين شهقاتها الحاده..
"غفران انا خايفه"..

تأوهت بشده،وضغطت علي يده الملتفه حول خصرها تضمها بقوه لصدره،وبصوت يكاد يسمع تابعت..
"متسبنيش"..

مال علي وجهها يزيح خصلات شعرها بوجهه متعمد ملامسة وجنتيها ببشرته الخشنه، ودفن وجهه بعنقها لتلفح انفاسه الساخنه برودة بشرتها تبث بقلبها رجفه قويه، وهمس بصوت مبحوح قائلاً..
"هششش قولتلك أهدي انا هنا، وانتي معايا ومش هسيبك ابداً يا عهد"..

فعلته هذه جعلت وتيره رعبها، وفزعها تهدأ كثيراً، وتوقفت عن التقيأ، ومالت بجسدها عليه براحة وأمان غلف قلبها لم تشعر بهما منذ فتره طويله..

عدل هو وضعها داخل حضنه، وبأمر همس بأذنها..
"لفي ايدك حولين رقبتي ياعهد"..
جملته هذه كانت بمثابة الضوء الأخضر لتحقيق مرادها،بنظرها هو زوجها، وقلبها اكثر من مرحب بهذه الزيجه،أما عقلها ينهرها ويعنفها بشده إلا تنجرف وراء عشقه الذي إزدهر بأعماق قلبها حتي لا تكون سبب بهدم أسرته وتفرقته عن أطفاله..

ولكن هي كل ما تحتاج اليه الآن هو معانقته بكل قوتها ليمحي عنها كافة الآلام والحزن التي عاشتهم طوال حياتها..

ضربت كل شئ عرض الحائط،وانصاعت له في الحال، استدارت بستحياء شديد ونفذت ما ألقاه علي سمعها ملتفه بكلتا يدها حول رقبته، متعمده عدم النظر لعينيه حتي لا يري شوقها الشديد اليه..

انبلجت ابتسامة على محياه الوسيم فشل بالسيطره عليها وهو يري عينيها التي تهرب من مواجهته،شدة عشقه لها جعلت يدرك ما يدور بخاطرها، وما تريده منه..

بهذه اللحظه تأكدت ظنونه وأصبح علي يقين أن "عهد" علي علم إنها زوجته، أخذ نفس عميق ودون سابق أنظار كان أخذها في عناق محموم ملتف بيده السليمه حول خصرها وحملها لداخل حضنه حتي أصبحت قدميها لم تعد لامسه الأرض..

انفلت منها شهقه خافته، وانتفض قلبها بقوه بين يديه بعدما انعكس دفء جسده القوي علي جسدها الصغير، لتستكين بين ضلوعه دون أرادتها وتزيد من جذبه لها وصوت نشيجها يتعالي..

عناقه لها انتشالها من قاع أحزانها، وادخل علي قلبها فرحة غامرة جعلتها تصل لعنان السماء،تناست كل شئ اي شئ مكتفيه بوجودها بين حنايا صدره..

حتي انها لم تشعر به أثناء سيره بها خارج الحمام متوجهاً نحو غرفتها،متمسكه به بكل ما أوتت من قوه، مستقبلها هو بكل ترحاب، ولا يمانع أبداً ان يخفيها بقلبه بين ضلوعه..

ليتشنج جسده وبدأ يفقد السيطره علي مشاعره معها حين أجبرها خوفها من فقدانه علي التمسك به حتي بقدميها ملتفه بهم حول خصره مصدرة آهة متألمة بصوت خفيض..

الطريقة التي تفوهت بها أطارت اللب من عقله، وتسارعت دقاقات قلبه وأصبح يتنفس بصوت عالِ للغايه، وبهمس تفوه أسمها بنبره متوسله يستجديها أن ترأف بقلبه الملتاع ولو قليلاً..
"عهد بصيلي"..

همسه بأذنها أعادها لواقعها وادركت مدي خطورة وضعهم الحالي والذي إذا انصاعت له ونظرت لعينيه هذه المره سينتهي الأمر بها أن تلقي بنفسها بقاع بحور عشقه لها وستصبح زوجته فعلاً وليس فقط قولاً..

استجمعت قوتها،ولملمت شتات نفسها، وابتعدت عنه بصعوبه شديده،رسمت الجمود علي ملامحها وتنحنحت كمحاوله منها لإيجاد صوتها وتحدثت بجديه متفاديه النظر لعينيه..
"من فضلك سبني لوحدي يا غفران"..
هم "غفران" بالاعتراض لتتابع هي بتوسل..
"أرجوك أمشي وسبني دلوقتي"..
استدارت موليها ظهرها وتابعت بنفاذ صبر..
"عايزه اكلم بابي براحتي وبعدها هنام شويه"..

تأملها "غفران" قليلاً يستشف ما يدور برأسها فتفهم انها تجاهد لتلجم مشاعرها معه، حرك رأسه بالايجاب وهتف بحنو وهو يسير لخارج الغرفه..
"طيب يا عهد انا هفضل قاعد بره لو احتاجتي؟!"..

قطعته عهد بصراخ..
"مش عيزاك معايا في نفس المكان ياغفران، ولو ممشتش دلوقتي يبقي همشي انا"..

"طيب اهدي خلاص انا هوصل البيت عندي اطمن على والدتي، وولادي وارجعلك يا عهد"..
هتف بها "غفران" وهو يقترب منها بخطوات حذره ومال علي شعرها قبله بعشق لتسرع "عهد" بالأبتعاد عنه مصطنعه عدم شعورها بقبلته وتحدثت بصوت مرتجف قائله..
" خليك مع عايلتك انهارده وتعالي الصبح، وانا أوعدك إني مش هحاول أهرب انهارده لأني مش قادره للأسف"..

تخبره بطريق غير مباشر ان وجوده معها اليوم سيشكل خطر كبير عليهما، خصتاً بعد اندلاج نيران العشق المتأججه بقلب كلاً منهما، تستجديه أن يذهب من أمامها الآن حتي لا يقعو بالمحظور من وجهة نظرها غافله عن تتوقه وشوقه لكل ذره بها..

" حاضر يا عهد انا همشي، وهبات الليله مع عايلتي"..
هتف بها "غفران" بصوت لا يخلو من الغضب، وسار لخارج الغرفه صافعاً الباب خلفه بعنف..

لتضع "عهد" قبضة يدها علي قلبها كمحاوله منها لتهدئة سرعة دقاته، وظهرت شبه ابتسامة علي محياها، وركضت نحو هاتفها طلبت رقم والدها ووضعت الهاتف علي أذنها تنتظر الرد بلهفه وقد حسمت أمرها انها ستخبر والدها انها استمعت لما دار بينه وبين غفران بشأن زوجها، وقد انتصر قلبها علي عقلها وستقبل بهذه الزيجه..
.............................................
(متنسوش تعملو متابعه للبيدج علشان يوصلكم كل جديد ودا لينك البيدج
.. https://www.facebook.com/نسمه-مالك-100741515266427/)..

"استني عندك ياشهد"..
هتف بها "فاتن" بأمر بعدما عاد صوتها الباكي لصرامته من جديد..
نبرة صوتها الحازمه جعلت رجفه طفيفه تجتاح قلب "شهد"،ضغطت علي اللاب الخاص بها تستمد منه بعض القوه، وابعدت قبضة يدها عن الباب المغلق واستدارت لها ببطء تطلع اليها بابتسامة مستهزءه، وبملل قالت..
"عايزه تقولي حاجه يا طنط؟!"..

رمقتها "فاتن" بنظره محتقره، وهبت واقفه واقتربت منها بخطوات واثقه حتي وقفت أمامها مباشرة، وبهدوء ما يسبق العاصفه تحدثت برزانه وابتسامة مصطنعه تزين ملامحها المشتعله بغضب عارم..
"انا كنت بعتبرك بنتي ومورتكيش غير وشي الطيب، وطبتي معاكي خلتك تفكري اني ست ضعيفه وهتقدري تهدديني وتكسريني لما تصوريني وانا بستحمي في حمام بيتي"..

أنهت حديثها بصفعه قويه هبطت علي وجه شهد جعلتها تشهق بتفاجئ وقد دب الرعب بأوصلها، ونظرت لفاتن بنظرات منذهله..

لم تمهلها "فاتن"لذهولها كثيراً وبلحظه كانت قبضت علي عنقها بقوة جعلت شهد تنقطع أنفاسها وتابعت بأسف..
" انتي لعبتي بالنار اللي هتحرقك انتي اول واحده يا مرات ابني، وان الأوان اللي تعرفي فيه مين هيا فاتن الأسيوطي مرات المقدم الشهيد عبد الرحمن المصري"..

دفعتها بعنف فور انتهاء حديثها، وسحبت اللاب من يدها بلمح البصر وقامت بضربه بالحائط جوارها حتي تحطم تماماً،ونظرت لشهد التي تجاهد لالتقاط أنفاسها بصعوبه،وبتحدي أكملت..
" هادي ابني ومراته هيسافرو اسكندريه ويعملو ما بدالهم براحة راحتهم ووريني انتي هتقدري تمنعيهم إزاي يا شهد يا اسم علي غير مسمي"..

اشتعلت النيران بقلب "شهد" وهمت بالصراخ بوجهها، وليس فقط بل بالهجوم عليها لكن طرقات هادئه علي باب الغرفه يليها صوت "غفران" يتحدث بهدوئه المعتاد جعلها تتراجع عن ما كانت ستفعله سريعاً..
" امي انتي صاحيه؟!"..

" صاحيه يا حبيبي، ومراتك معايا كمان هتفتحلك حالاً"..
هتفت بها "فاتن" بابتسامة شامته وهي ترمق شهد بنظرات متفشيه بعدما رأت رعبها البادي علي ملامحها..

أسرعت "شهد"باخفاء اللاب أسفل إحدى الارائك، واخفاء وجنتيها ايضاً التي صفعتها عليها فاتن بشعرها الحريري،رسمت ابتسامة باهته علي محياها، وبيد مرتجفه اقتربت من باب الغرفه وفتحته ببطء متجنبه النظر لزوجها..
لتشهق" فاتن" بقوه حين خطي "غفران" لداخل الغرفه، ولمحت الحامل الطبي الموضوع به ذراعه..

استغلت "شهد" الموقف ولطمت وجنتيها بعنف تخفي بها صفعه فاتن لها وببكاء اقتربت من غفران وتحدثت بلهفه وخوف حقيقي يظهر عليها لأول مره..
"غفران ايه اللي جرالك؟"..

"ماله دراعك يا حبيبي؟"..
هتفت بها" فاتن" ببوادر بكاء..
ابتسم لهم ابتسامه مطمأنه وهو يقول..
"اطمنو الحمد لله انا كويس قدامكم اهو،اصابه بسيطه كالعاده مش اكتر"..
تنقل بنظره بينهما، وبقلق تحدث موجه حديثه لوالدته..
"انتي كويسه يا امي؟".. نظر لزوجته مكملاً..
" في حد مزعلك؟"..

" محدش يقدر يزعلني يا حبيبي"..
هتف بها "فاتن"بثقه وهي ترمق شهد المبتعده عنها بنظرها وتنظر لزوجها بتأمل كأنها تراه لمرتها الأولى..

انهمرت دموعها بغزاره اكبر وتعالت شهقاتها والقت بنفسها داخل حضن غفران تضمه بقوه مردده..
"سلمتك يا حبيبي"..
" متعيطيش يا شهد انا كويس قدامك اهو"..
قالها غفران بلامبالاه وقد اعتلت الدهشه ملامحه حينما رأي خوفها الزائد ولهفتها عليه رغم انها لم تكن إصابته الأولى..

"خد مراتك وروح أرتاح في اوضتك يا ابني"..
قالتها "فاتن" بتعقل..
علي مضض حرك "غفران"راسه بالايجاب، وهم بالخروج من الغرفه ليوقفه شقيقه الذي خطي مندفعاً نحوه وتحدث بقلق..
"غفران انت كويس؟"..

"كويس يا ابني متقلقش"..
تفوه بها غفران بابتسامة هادئه، وبأمر تابع..
" يله خد مراتك انت واتكل علي الله شوف رايحين فين، وابقي كلمني طمني لما توصلو"..

"وخد بالك من مراتك يا واد يا هادي، وحطها جوه قلبك وعنيك، وابقي صورهالي لما تقولها علي المفاجأه اللي محضرهالها وابعتلي الفيديو"..
هتف بها "فاتن" ببرود شديد وهي ترمق شهد بابتسامة مصطنعه..

" مفاجأه ايه يا ماما فاتن"..
قالتها "رغد" بفرحة طفوليه لتنتبه علي لاصابه غفران، فتابعت بشهقه خافضه..
" الف سلامة عليك يا جوز اختي"..

" الله يسلمك يارغد"..
قالها"غفران" وهو يسير خلف" شهدكالتي تجذبه نحو لخارج الغرفه وهي تقول ببكاء..
" ممكن تخليني اطمن عليك"..
نظرت لشقيقتها نظره تحمل الكثير من الحقد، وبابتسامة مزيفه قالت..
" لو طنط فاتن قالتلك مش هتبقي مفاجأه يا رغد، وخلي بالك من نفسك ومتتاخريش علينا"..

انهت جملتها واغلقت باب غرفتها بوجهها قبل حتي ان ترد عليها، والتفت لزوجها الذي يخلع معطفه بحذر، وقطعت المسافه بينه وبينها ووقفت علي أطراف أصابعها واحتضنت وجهه بين كفيها تجذبه عليها، واطبقت علي شفاتيه بقبله عنيفه ويدها تفتح أزرار قميصه واحد تلو الأخر بسرعة مريبه..

انتهي البارت..

يُتبع ..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-