رواية غفران البارت الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك

 رواية غفران البارت الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك

رواية غفران الفصل الثاني عشر 

رواية غفران البارت الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك


رواية غفران الحلقة الثانية عشر 

البارت ال12..
غفران..
✍️نسمه مالك✍️..


شرارة عشق!!..

تجاهد لسحب يدها الصغيره من بين قبضة يد "غفران" الذي يقبض على يدها وأصابعه تتخلل أصابعها،وتشتبك بهم بقوة..

ظل يركض بها مسافه طويله، مبتعداً عن الفيلا، حتي وصل لسيارة تقف بجانب الطريق، وقام بفتحها بطريقة سارق محترف أمام أعين عهد التي ترمقه بنظرات منذهله..

ساعدها علي ركوبها، وصعد بجانبها، وقاد بسرعة عاليه، لتتمتم عهد بصوت خفيض..
"متحرش، وحرامي كمان؟"..

ساد الصمت داخل السيارة تقطعه صوت أنفاسهم العالية، ونظرات غفران لعهد الجالسه بهدوء ما يسبق العاصفة، ينتظر انفجار ثورتها بابتسامة عابثه..

لمحت عهد ابتسامته التي أثارت حنقها اكثر، فرمقته بنظره حارقه، وبغيظ شديد قالت..
"انت رايح بيا علي فين يا متحرش انت؟!"..

رفع حاجبيه معاً، ونظر لها نظرة خاطفه، وبستفزاز اجابها..
"هوديكي مكان أعرف اتحرش بيكي فيه
براحتي سيادتك"..

أتسعت عينيها علي اخرهم، وبخجل شديد فشلت في اخفائه قالت..
"انا من ساعة ما اتولدت تقريباً واحنا عندنا حراسه، عمر ما حد فيهم اتجرأ وعمل اللي انت عملته معايا".. صمتت لوهله، وبوعيد تابعت..
"انا هقول لبابي علي كل اللي عملته دا، واللي قولته دلوقتي وهخليه يضربك بالنار مش بس يرفدك"..

تفوهت بها وهي تلكمه بقبضة يدها علي ذراعه، وكتفه بعنف شديد،تركها هو تنفس عن غضبها وغيظها به، لم يحاول حتي منعها، لتزيد هي من لكمه بعنف اكبر، وبعدم تصديق اكملت..
"انت مش عارف انا شيفاك إزاي دلوقتي"..

"إزاي سيادتك؟! ".. تفوه بها غفران وهو يرمقها بنظرة ماكرة، وقام بتحريك لسانه علي وجنتيه بإيحاء جعلها تشهق بعنف، وببوادر بكاء قالت..
"ايوه هو حموده الوزير الوحيد اللي بيعمل الحركة البشعه دي، وانت بقيت المتحرش غفران الوزير"..

بدأت تفقد السيطره علي غضبها، وعادت لكمة علي كتفه بكل قوتها، وبأمر قالت..
" نزلني يا غفران احسنلك بدل ما اصرخ واعملك فض؟!"..

سائل دافئ ولازج شعرت به علي راحة يدها التي تلكمه بها جعلها تقطع حديثها،وارتعد قلبها وهي ترفع يدها وتنظر لها بأعين زائغه، لتشهق بعنف حين وجدتها مغطاه بالدماء..

تنقلت بنظرها بين يدها، وبين غفران، لتنتبه لملامحه الشاحبه، وجبهته المتعرقه بشده، امتلئت عينيها بسيول من العبرات، وبهلع همست..
" غفران أنت اتصبت؟!"

"أصابه بسيطه في كتفي اطمني سيادتك"..
قالها غفران بلامبالاه يخفي بها ألمه بعدما شعر بشدة فزعها،
انهمرت عبراتها علي وجنتيها بغزاره وقد أشتعل بقلبها شرارة عشق كانت تجاهد لاخمادها..

فاسرعت بتذكير نفسها بالجملة التي تفيقها دوماً وتعيدها لواقعها كلما شعرت بانجراف مشاعرها تجاهه مردده بسرها..
" فوقي يا عهد غفران متجوز وعنده اطفال كمان"..
زالت دموعها بعنف، وازدرادت لعابها بصعوبه، وتصنعت الشماته وهي تقول..
"الإصابة دي عقاب لقلة أدبك"..

صف غفران السياره أمام إحدى المستشفيات العسكري، وبهدوء قال..
" أنزلي"..
صوته الظاهر عليه الألم جعلها تهبط من السياره دون اعتراض كعادتها..
سار نحوها وهم بامساك يدها، لكنها اخفتها خاف ظهرها سريعاً حتي لا يشعر بمدي ارتجاف جسدها وشدة قلقها عليه..

خطي بجوارها لداخل المستشفي، ليهرولو نحوه مجموعة الأطباء والممرضين،بعدما تأكدوا من هوايته، وبعمليه تحدث احدهم قائلاً..
"متصاب فين المرادي يا غفران باشا؟"..

"في كتفه".. تفوهت بها عهد بلهفه لم تستطع اخفائها، لتظهر ابتسامة علي ملامح غفران قمعها سريعاً بعدما لمح توترها، وخجلها الشديد..

"اتفضل معايا أجهزك للعمليات".. قالتها إحدي الممرضات بغنج، جعلت عهد تنظر لها بحاجب مرفوع..

"غفران باشا مبيدخلش العمليات إلا لو الاصابة خطيرة يا بنتي، ومدام جاي بنفسه يبقي انا هخرجله الرصاصة جوه في مكتبي واحنا بناخد القهوه مع بعض".. تفوه بها الطبيب بمرح وهو يجذب غفران نحو غرفة الكشف..

سارت عهد بجواره بخطي متثاقله وقد بدأت تفقد قواها رويداً رويداً وشعرت انها علي وشك الإغماء، فتمسكت بثياب غفران، وبضعف همست..
"انا بخاف من الدم وبتخنق من ريحة المستشفيات يا غفران"..
تفوهت بها لتخفي سبب اغمائها الحقيقي، وهو شدة فزعها من فقدانه، تهاوي جسدها أكثر وبلحظه كانت سقطت بين يد غفران الذي التقطها لداخل صدره بلهفه..
.................................
"شهد"..

اندلعت نيران الغيرة بقلبها وجملة زوجها تتردد بأذنها، فلم تجد سوا شقيقها ووالدتها تفرغ بهم غيظها وغضبها..

ارتدت ثيابها علي عجل، وسارت لخارج غرفتها وبوعيد تمتمت..
"وقعت أهلك معايا سودة يا احمد يا ابن سعديه"..

"رايحة فين دلوقتي يا شهد؟"..
تفوهت بها فاتن وهي ترمقها بنظرات مندهشه..
ابتسمت شهد ابتسامة زائفه،وهي تقول..
"رايحة لماما يا طنطك..

" دلوقتي؟! الساعه داخله علي 10 يا شهد، خليكي لبكره ونروحلها سوا يا حبيبتي"..
قالتها رغد بملامح ظاهر عليها التعب والاجهاد..

نفخت شهد بضيق، وبزهق قالت..
"تروحي فين يا زفته انتي بشكلك المريض دا، قومي بصي لوشك في المرايه كده وشوفي السواد اللي تحت عيونك دا سببه ايه"..

نظرت لفاتن وتابعت بضيق..
وبعدين انا مخنوقه وزهقانه يا طنط، وعايزه أروح لماما اتكلم معاها لوحدنا فيها حاجه دي؟!"..
أنهت حديثها وسارت لخارج المنزل صفعه الباب خلفها بعنف..

نظرت رغد لفاتن بإحراج، وبتوتر قالت..
"انا عارفه ان تصرفات شهد زادت اوي اليومين دول، فأنا بعتذرلك بالنيابه عنها يا ماما فاتن"..
أبتسمت لها فاتن ابتسامة حانيه، وهي تتأمل ملامحها التي رغم تعبها البادي عليها، الا أنها تتمتع بنقاء وبرائه شديده..

ربتت علي كتفها وبجديه قالت..
"عيونك ماشاءالله جميله ومتكحله رباني، واجهادك دا طبيعي في اول شهور الحمل، وساعات بيفضل لحد ما تولدي كمان فمتقلقيش خالص ولا تزعلي انتي نفسك من اللي قالته أختك يا بنتي"..

تنهدت وبأسف تمتمت بسرها..
"السواد اللي بتقولي عليه دا مالي قلبك يا شهد، وللأسف انا وغفران ابني اتخدعنا فيكي"..
......................................
...بفيلا زكريا..

يتحدث بهاتفه بغضب وبصوت جوهري قال..
"يعني ايييييه معرفتوش تخلصوا علي بنت عزت"..

اجابه الطرف الأخر بأسف..
"يا زكريا باشا احنا اتصدمنا برجالة غفران المصري، دول وحوش زي قائدهم اللي مختارهم علي الفرازه ساعدتك"..

" اسمع قدامك يومين وتجبلي خبر البت، وإلا انا اللي هجيب أجلك"..
أنهى جملته وقذف الهاتف من بعرض الحائط فسقط أرضاً لاشلاء، وبصوت تحشرج بالبكاء قال باصرار..
" هقتلك بنتك الوحيده يا عزت، زي ما كنت انت السبب بأعدام ابني الوحيد"..
..................................................
.. سعديه..

تنظر ل شهد بملامح يبدو عليها الخوف، وبقلق تحدثت قائله..
"شهد ايه اللي جايبك في الوقت دا يا بنتي؟"..

دفعتها شهد بكتفها، واندفعت نحو الداخل، تدور بعينيها عن شقيقها بأنحاء الشقه، وبغضب قالت..
"هو فين الزفت ابنك يا وليه يلي اسمك سعديه؟"..

"عايزه ايه من اخوكي يا شهد؟!"..
صفقت شهد بكلتا يديها، وبوضاعه قالت..
"وهو ابنك المفلس، ولا حتي انتي يتعاز منكم ايه أصلاً"..

اثناء حديثها انفتح باب الشقه، وخطي شقيقها وهي يقول بمزاحه المعتاد..
"انا جيت يا أم أحمد"..

" أهلا بالموكوس بياع الكبده"..
قالتها شهد بنبرة ساخره..
حركت سعديه رأسها بيأس من تصرفات ابنتها، وبهدوء قالت..
"وماله لما يبيع كبده يا بنت سعديه"..
نظرت لها بتمعن وبنبره تحذيريه لم تنتبه لها شهد تابعت..
"عيشي عيشة أهلك ومتنسيش نفسك يابنتي"..

ضحكت شهد بصوت عالِ ونظرت لها بستهزاء وبستهزاء قالت..
"اعيش عيشة أهلي وابقي زيك كده يا سعديه؟!"..
تلاشت ضحكتها فجأه واعتلي ملامحها غضب شديد..

"انا مش هكوووون زييييك أبداً"..
صرخت بها شهد وهي تدفع والدتها بكتفيها بعنف حتي انها كادت ان تسقط أرضاً ولكن يد شقيقها "احمد" استلقتها بلهفه، ونظر لشهد بصدمة وبعدم تصديق قال..

"انتي اتجننتي يا شهد بتمدي ايدك علي أمك ؟!"..
ساعد والدته علي الجلوس وهم بالإقتراب منها وعينيه تتوعد بلكمها او قتلها علي ما تفعله بحق والدتها، لتسرع "سعديه" وتمسك يده وببكاء ورجاء قالت..
"لا يا احمد يا ابني دي اختك الكبيره اوعي تمد ايدك عليها يا حبيبي"..

حاول الأفلات من بين يدها وهو يقول بغضب عارم..
"اختي الكبيرة ايه بس يا امه، دي بتستعر مننا ومقطعانا وبعد كل دا جايه تمد ايدها عليكي"..

سارت شهد بخطوات بطيئه نحو اقوب مقعد جلست عليه واضعه ساق فوق الأخرى، وبجحود قالت..
"اسمع ياض انت".. نظرت لوالدتها نظرة كره وتابعت..
"عربيه الكبده المقرفه اللي انت واقف عليها دي ترميها في اقرب خرابه احسنلك بدل ما اولع فيك وفيها"..

صرخت فجأة بغيظ شديد..
" علشان لما تشوووف جوزي بعد كده تستخبي وتداري ومتعرنيش وتبعتلي معاه سندوتشات كأنك قاصد تفكرني بأصلي المنيل وتزلني قدامه"..
نظرت سعديه لابنها بستغراب وبتسائل قالت..
"انت شوفت جوزها فين علشان تبعتلها سندوتشات معاه يا ابني؟!"..

اجابها احمد قائلاً..
"هو اللي فات عليا يا أمه وانا شغال وجه لحد عندي وقعد وطلب اكل هو وواحده كانت معاه، وعلشان الأصول بتقول اني لازم اسأله واطمن علي اختي واعمل زي اي اخ ويبعت هديه بسيطه لأخته مع جوزها بعتلها سندوتشات هي ورغد اختي حبيبتي بعد ما جوزها صمم يدفع حساب الاكل اللي كلوه"..

عقدت شهد حاجبيها وبفضول قالت..
" شكلها ايه البت اللي كانت معاه دي؟؟"..
" انا بغض بصري يا ابله يا مؤدبه مببحلقش في بنات الناس"..
قالها احمد بجديه وتعقل شديد،نظر لها نظره محتقره وباسف تابع..
"واي ان كان شكلها فهي اكيد مش هتكون شكلك يا شهد"..

قالت شهد بغرور..
" وهو في حد في جمال اختك يا واد يا اسود زي اختك الخنفسه انت"..
ابتسمت بشر وبحاجب مرفوع قالت..
" اوصفلي البتاعه اللي كانت مع جوزي دي بالتفصيل..


انتهي البارت..

يُتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-