رواية ورطة قلبي الفصل العاشر 10 بقلم سارة فتحي

 رواية ورطة قلبي الفصل العاشر 10 بقلم سارة فتحي

رواية ورطة قلبي الجزء العاشر

رواية ورطة قلبي الفصل العاشر 10 بقلم سارة فتحي


رواية ورطة قلبي البارت العاشر

الفصل العاشر

ورطة قلبى

"طمنى يا دكتور هى هتفضل كده كتير"
تلك الجمله التى قالها يعقوب والحزن يحتل ملامحه

أبتسم الطبيب أبتسامه هادئة ثم أجابه بعمليه شديده وقف يعقوب يستمع لطبيب وعيناه على الراقده خلفه
زوجته :
- يعقوب بيه فقدان النطق هو حاله مرضيه بتسلب
المريض النطق وممكن تأثر على أستيعابه كمان
يعنى فى أنواع تقفد النطق بس تقدر تعبر بالايحاءات
لكن فى نوع تانى متقدرش تتواصل حتى بالإشارات وبترجع لحالته بعد زوال سبب الصدمه
بس نصحتى إذا وصلت المرحله التانيه
محتاجه أخصائى نفسى ، وده هنقدر نحكم عليه
لما تفوق بس مش محتاج أوصيك هى محتاجه
راحه مش محتاج اواصيك تانى

فتحت عيناها بتثاقل كانت هادئة فى بدء الامر
ثم أنصدمت من رؤيتها له وزعت نظراتها فى
المكان برعب جلى ، تهز رأسها يميناً ويساراً ودموعها
تغرق وجنتيها تعالت أنفاسها ، هيئتها جعلته يثب
واقفاً يحاول مد يديه لتهدئتها، لكن حدجتها بنظرات
يملأها الرعب والفزع كور يده بغضب من نفسه بسبب وصلها لتلك الحاله قبل أن يهم بالحديث معها أجابته بنظرات مستحقرة توسعت عيناه بذهول :
- أسمعينى اسمعينى الزفت ياسر طلع ورا كل حاجه
بلاش تتعصبى عشان صحتك ، أنا أسفه يادالين
الغيره عمتنى أه غيرتى عليكى أنا بحبك يادالين
بحبك من أول يوم.. أنا عمرى كله قلبى مدقش
لواحده أنتى وبس عشت حياتى كلها شغل وبس
أنتى خدتينى لجنتك عايزك تعذرينى ظروف
جوزانا هى اللى خلتنى ثورت كده ، مش بقولك
أنا صح ..لا ندمان وعايز فرصه نبدء حياتنا مع
بعض أنتى القدر بعتك ليا وحطنى فى طريقك
يا دالين وحشتنى ضحتك بجد انا كنت جاي أجرى
من بره عشان اشوفها

جلس بجوارها على الفراش ليضمها إلى صدره
فدفعته بحده فى صدره وحدجته بنظرات مشمئزه
ساخطه ، طالعها بألم نهض مسرعاً موليه ظهره صوب الباب لا يحتمل قسوة نظراتها

*********

فتح مكتبه يبتسم بألم غامت عيناه بالدموع منذ يومين
يومين فقط كانت تجلس أمامه تشاكسه مسح وجهه
بكفيه أحتدت نظرات عينه بها وعيد شيطانى لذلك
القذر سيذيقه جميع أنواع العذاب أرتمى بجسده
على أريكه خلفه ، شعر بيد تربت على كتفه رفع بصره
طالع والده ، هما لوقوف لكن يد والده منعته وجلس بجواره وأخرج تنهيد حارة :
- أنا المفروض أكون زعلان على حالك بس أنا فرحان
اولاً أنك حبيت ...انا عمرى ما قولتك هتجوز أمته أو
عايز افرح بيك ذى أى أب ، كنت مستنى تيجى
اللى تخطف قلبك حتى لو كان طال الوقت اكتر
ماكنتش هقولك اهوو تفكيرى كده.... اليوم فى قرب
الحبيب بميت سنه وانت قلبك خالى يابنى ، عشان
كده فرحة أن لؤى أخوك حب.. عشان كده مستنتش
يخلص دراسه
ثانياً اللى أهم قولتلك بلاش اندفعك ده كان لازم
تميز بين الصدق والكذب من نظرة طالما حبيت

تمتم يعقوب بحنق :
- هو أى حد مكانى كان هيفكر نظره ولا مش نظره
أنا محستش بنفسى بس ورب الكعبه مش هسيبه
أنا هتجنن يابابا هى مش طايقه تبص فى وشى
وفقدان النطق مخلينى مش قادر اضغط عليها
وأفهمها موقفى وحقيقة مشاعرى ناحيته

نهض والده وهو يربت على كتفه بحنو مردفاً بدعاء
يخرج من صميم قلبه :
- ربنا يريح قلبك يابنى متقلقش مسيرها ترجع لطبيعتها وتصرح بمشاعرك دوام الحال محال يايعقوب
الواد اللى تحت ده انا نبهت عليهم محدش يجى جنبه
ولا حتى أنت كفايه عليه كده ركز مع مراتك وكفايه
عليه حبسته هنا مش عايز تهور وترجع تندم

أنصرف من المكتب بهدوء وتركه ثقل الدنيا فوق
أكتافه

**********

منذ أن عادت إلى بيتها كامنه فى غرفتها تضم قدميها لصدره بداخلها مشاعر تجتاحها تكاد تقتلها من فرطها
حزن ، ندم ، نعم ندم على رد فعلها المتهور بينما
هو ألتزام الصمت ، ليته صرخ عليها نهرها على تصرفها
لكنه لم يصدر منه أى تعبير بقى صامتاً كجماد ،
زاد خفق قلبها بشدة بداخلها مشاعر تختبرها لأول مره
نهضت سريعاً من مكانها تبحث عن حقيبتها ، وقعت
عينيها عليها ألتقطها تبحث عن هاتفها ، فهو فى أحدى المرات قال لها أنه يتابع حسابها على مواقع التواصل
الأجتماعى ، أخيراً وجدته مررت أناملها على الشاشه
وبدءت تكتب بعض الكلمات تعبر عن حالتها

""غريبه هذه الحياه عندما نملك السعادة لانشعر بها
لكن عندما ترحل السعادة نصبح تعساء ،
نندم فى وقت الندم لا يفيد ""

*********

جلس فى غرفته لم يتمكن من تجاوز شعور الحزن و
المرارة من طريقتها العدائية والهجوميه الغير مبرره
بالنسبة له ، فهو من حدثها ليكون بجوار دالين ،
لكن طريقتها و أسلوبها وتخليها عنه بكل سهولة
لماذا وفقت من الأساس ؟!
هل العبث بالمشاعر مباح بالنسبه لها ؟!
أغمض عيناه بوجع ممتزجاً بمرارة يشعر بأن
كرامته مهدره لكنه لن يتمكن من معاقبتها فتح عيناه
يلتقط هاتفه فمرر يديه على شاشة الهاتف فجاءه إشعار بتحديث حالتها ضغط عليه بأنامله وبدء فى القراءة
زم شفتيه بضيق بداخله نيران تكتب على صفحتها
بدلاً من أن تعذر له بدء فى تدوين بعض الكلمات على
صفحته

"" لحظة صمت فى لحظة غضب تمنع ألف لحظة ندم ""
على بن أبى طالب

************

بعد مرور أسبوع

رفع بصره لها وابتسم بهدوء تحت نظرتها المندهشه
فبدت مرتبكه تفرك أناملها بتوتر وملامحها شاحبه كالأموات حالتها لا تفرق كثيراً عن أخيه عضت شفتيها بندم واصدرت زفيراً حاداً ثم تحدثت قائلة :
- أستاذ يعقوب أنا أسفه على الطريقة اللى كلمت
بيه حضرتك بس

اوقفها بإشارة من يده تحثها على الصمت ثم حدثها
بنبرة تحمل الرزانه :
- أنا مش زعلان يا بسمه ، واتصلت اترجيتك تيجى مع والد دالين هنا مش عشان اسمع منك أسفه ، وأنا أتبسطت ان دالين عندها صاحبه ذيك تخسر الدنيا عشانها بس هى فعلاً محتاجكى الوقت ده ، أنا لما بقرب منها حالتها بتسوء وانا خايف من المضاعفات ومش عايز اضغط عليها ، حتى والدها بيجى ويقعد معاها ومفيش اى رد فعل منها بقول يمكن أنتى تفك معاكى

ثم أسترسل حديثه بمكر
- لؤى هو كمان بيحاول على مايقدر بس هو حالته
متفرقش عنها كتير غير أنه بيتكلم

أبتعلت غصة مريرة فى حلقها وألجمت مشاعرها بصعوبه من الخروج أمام يعقوب وتجاهلت حديثه
متسائلة :
- أستاذ يعقوب ممكن أسال سؤال

هز رأسه بالموافقه فسألته بأستيحاء:
- هو حضرتك حبيت دالين فعلاً ؟!
ولا ده أحساس بذنب بس ؟!

أجابها بقلب مفطور ألماً هامساً بنبرة ذات مغزى :
- أه حبتها وللأسف فى لحظه غباء منى ضيعت كل حاجه ، بتمنى أعرف أرجع الزمن ومجرحش مشاعرها
الندم أكتر حاجه تجلد البنى أدم يا بسمه

احتلت عيناها نظرة مريره من مغزى كلامه تحارب
دموعها فهى اعترفت بداخلها بحبه،، لكنه تجاهله تمام
لها دون معاتبتها رغم اعترفه بحبه يألمها ، بعد مرور وقت فى صراعها الداخلى خرج صوتها الضعيف :
- ربنا يصلح الحال ويشفيها قريب أنا هطلع ليها عشان
سبتها فى الجنينه بره وتانى مره اسفه

انصرفت تحت انظاره وهو يهز رأسه بيأس وداخله يدعى بأن تسير الأمور كما خطط لها

************

وقف على بعد أمتار يراقب حركتها ومشاكستها لدالين
أشعلت فتيل النيران بداخله برزت عروق رقبته وكور يده بغضب تضحك وكأنه لم يمر بحياتها لم تجرحه أمام أخيه، حتى لم تكلف نفسها عناء الاعتذار ، أتاه من الخلف صوت يعقوب وهو يسحبه معاه ليجلسوا معهم حاول التملص منه لكنه شد يده بقوة يهتف :
- ممكن نقعد معاكم

طالعته دالين بنظرات بارده وأشاحت بوجهها الجهه الأخرى ، أما بسمة طأطأت رأسها أرضاً بخجل مصحوب
بالندم أبتلعت لعابها تهمس بخفوت :
- أتفضلوا أنا كنت أساس ماشيه أنا أتاخرت

أجابها يعقوب وهو يربت على كتف لؤى :
- خلاص وصلها يا لؤى لأن بابا دالين روح من بدرى

رمقه لؤى بنظرات ناريه بينما هى تلعثمت أبتلعت صوتها لم تعرف بماذا تجيبه فهزت رأسها بنفى وأخيراً وجدت
أحبالها الصوتيه فهمست :
- مفيش داعى حضرتك أنا هروح لوحدى

غمغم يعقوب بنبرة بها بعض الحده :
- لا طبعاً ، أزاى لؤى يسيب خطبته تروح لوحدها
يلا يا لؤى معاها

أنصرفوا الاثنين بملامح مجعدة ، فسحب يعقوب
كرسياً وجلس أمامها يسحب يديها بين كفيه حاولت
سحبها بين نظراتها المعترضه لكنه رفض أن يتركها
هامساً :
- مش قولتلك قبل كده أنك قلبك أسود.. بحبك
بحبببك يادالين قلبى بيحبك أنا بتعذب أنا عمرى
ماكنت كده ، مش مرتاح مش بنام ، أنا مصدقت لقيتك
أنا وقلبى مصدقنا لقيناكى ، بقيت بتجرى جوايا صدقينى انا مش مسامح نفسى على كل كلمه طلعت منى

**********

يقود سيارته بسرعه مندفعاً وزعت نظرتها بينه وبين
الطريق وأبتلعت لعابها لتهمس برعب :
- لؤى أحنا ممكن نعمل حادثه براحه شويه

ضغط على مكابح السياره وأوقفها بحده أدى إلى
أندفعها للأمام :
- عايزه أيه ؟!
أنا مش شغال عندك وديه السواقه بتاعتى كده ؟!

أطرقت رأسها فى خزى و أنزعاج عندما لمست نبرة
الغضب فى صوته همست بألم :
- أسفه ، أسفه أنى تعبتك أنا هنزل هنا

أسرعت تفتح الباب بجوارها ، فأسرع هو بضغط على معصمها بملامح قاتمه :
- لما مش عايزينى وفقتى ليه من الأول

هزت رأسها بالنفى سريعاً :
- لا لا أنا لو ماكنتش عايزك ماكنتش وفقت
أنا عمرى ما أوافق لو محستش براحه

ضحك ساخرا يطرق كف بأخر :
- راحه بس راحه ...أيوه صح أنتى عندك حق وكان
أكبر دليل اللى حصل عند دالين

زمت شفتيها تهمس بخفوت :
- أنا أسفه على اللى حصل عند دالين ، كنت عايزه
أكلمك اعتذر بس لما لقيتك سكت خالص حتى مش عاتبتنى قولت ما صدقت بقى .. بس على فكره
الراحه ديه كانت فى الأول بس بعد كده الوضع اختلف

أختلج قلبه أثر جملتها فهى تقصد معنى بين ثنايا
كلامها هل هو أعترف بالحب غير صريح مرر بصره
على ملامحها البريئة :
- مش فاهم وضحى أكتر... بسمه قولى عايزه تقولى
أيه على طول

ألتوى ثغره بأبتسامة هادئه وهى تنظر إلى عيناه :
- اللى فهمته صح الأول حاجه ودلوقتى حاجه لما
بعدت عنى أنا عرفت أنى ...

صمتت وأحمرت وجنتها خجلاً ، فعل كل ما بوسعه
ليحثها على أعتراف بحبه:
- أنك أيه يا بسمه ريحينى ، التفكير هيموتنى أنى
بنسبلك مجرد عريس مناسب ، أنك أيه ؟!

أجابته وعلى مبسمها أبتسامة هادئة :
- أنا عمرى ماكنت هوافق لو حتى العريس اغنى حد فى دنيا فأنت مش بنسبه ليا مش فرصه لأنى مش للتجاره يالؤى ، أنا ذى ما فهمت وممكن يلا عشان أنا اتاخرت

**********

مر أسبوعان أسبوعان يجلسون فى الحديقه معاً تقبلت فيهم وجوده بقربها فقط ...وجوده دون حتى أن تنظر إليه وأكتفى هو بتلك الخطوه عازماً على أن يجعلها ترجع كعادتها فأصبح يتابع عمله من البيت لكن هناك أوراق
كانت تتطلب أمضاءه فأتت مساعدته الشخصية
ليقوم بتوقعيها لكن لا يخلو الجو من دلالها المفرط
وألتصاقها بيعقوب تحت نظرات دالين المحتقنه
أنتهت من التوقيع وأرتسمت أبتسامه سامجه
على ثغرها تهمس بصوت أنثوى بخبث :
- أنت وحشتنى أوى يا بووص ، أقصد وحشتنا كلنا
يابووص المكتب من غيرك وحش

هز يعقوب رأسه واجابها بعملية شديدة :
- لؤى موجود يسد واى حاجه محتاجه توقعى أنا
بخلصها هنا محتاج الأجازه ديه

هزت رأسها بغيظ تتصنع الأبتسامة ، همت للأنصراف
فوضعت دالين قدمها أمامها فتعثرت ووقعت أرضاً
فهمست بصعوبه وتلعثم :
- غبببببييه

فلحظه كان يجثو على ركبتيها أمامها دون الأهتمام
لتلك الواقعه أرضاً يهمس بصدمه مصحوبه بحنو :
- دالين أنتى نطقتى صح اتكلمتى صح أنا سمعت صوتك يا حبيبتى ، صوتك وحشنى اوى يا
مراتى ويا حبيبتى و يا صاحبة الدقه الاول اللى هتسامحنى

نهضت نسرين تجز على أسنانه منصرفه نفضت دالين يديه عنها لتهتف :
- اسامحك كده بعد اللى عملتوا ، وهنتنى قدام
لؤى ، انت شايفنى أيه معنديش كرامه

مازال على وضعه أخذ وجهها بين راحتيه ليهس بنبرة
عاشق :
- أنا هعمل المستحيل وتسمحينى يادالين قولى
اللى يرضيكى

اجابته بحزم ونبرة قاطعة :
- أولاً أنا هرجع بيت بابا مش هقعد هنا
ثانياً مفيش جواز ولا فرح غير لما أخلص كليه
ثالثا المكتب بقى السكرتيره ديه تمشى ويجى راجل

اجابها بحده وانفعال :
- نععععععم

يتبع

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-