رواية زهرتي الخاصة (كاملة) بقلم زهرة التوليب

 رواية زهرتي الخاصة (كاملة) بقلم زهرة التوليب

رواية زهرتي الخاصة (كاملة) بقلم زهرة التوليب


رواية زهرتي الخاصة الفصل الأول 


الفصل الأول من رواية " زهرتي الخاصة "

فتحت عيونها الزرقاء الخلابة على صوت المنبه ف أوقفته ثم قفزت من على الفراش بنشاط و هى تشعر بالسعادة فاليوم قادم أكثر شخص تحبه في هذه الحياة من كاليفورنيا بعد غياب دام أكثر من 13 سنة

دخلت إلى الحمام و أخذت حماما ساخنا ثم ارتدت فستان لونه أزرق و به زهور بيضاء أنيق قامت بتفصيله و عليه حجاب لونه أبيض ثم أدت صلاتها و ذهبت إلى المطبخ لإعداد الفطور

دخلت إلى المطبخ فوجدت رئيسة الخدم درية فألقت عليها التحية قائلة : صباح الخير ست درية

ردت درية و هى تضحك : صباح الخير كاميليا .. مش عوايدك تصحي بدري .. ايه اللي حصل في الدنيا النهارده .. و ايه كل الأناقة دي

بدأت كاميليا بإعداد الفطور و قالت بابتسامة متوترة : عادي يعني .. بس عايزة أعمل الفطار قبل ما مدام جميلة تصحى .. و إلا هتشتغل تهزيق فينا من عند الصبح

صمتت درية و لم تقل شيئاً و ظلت تنظر ل كاميليا بحزن فهى تعلم بحبها له لكن للأسف ليس هناك أى فرصة ليكونا معا

بعد أن انتهت كاميليا من إعداد الفطور أخذته مع باقي الخدم إلى غرفة الطعام و بدات بوضعه على المائدة بطريقة جميلة و مرتبة ثم جاءت سيدة المنزل السيدة جميلة و جلست و قالت ل كاميليا : صباح الخير كاميليا .. النهارده ابني جاى من السفر .. و عايزاكي تلمي حاجتك .. عشان النهارده بعد كليتك هتروحي تشتغلي عند واحدة صاحبتي .. تقدري دلوقتي تروحي تصحي عمر .. و تجهزيه عشان تاخديه المدرسة و بعد كده تروحي كليتك .. و بعد الكلية تروحي عند صحبتي .. أنت عارفاها مدام روحية جارتنا .. و بالنسبة لعمر هخلي السواق يجيبه للبيت

صدمت كاميليا مما سمعت هل يعني هذا أنها لن تراه بعد كل هذه السنوات لقد كانت تنتظر بشوق اللحظة التي ستراه فيها

ردت كاميليا و هى تحاول منع دموعها من النزول : أرجوكي مدام جميلة .. أنا مش عايزة أمشي من هنا .. أنا بحبكم و بحب القصر ده .. أنا من سعت ما كنت طفلة و أنا عايشة هنا .. ليا ذكريات كتير حلوة معاكم في القصر ده .. أرجوكي بلاش تخليني أمشي من هنا

غضبت جميلة كثيراً و قالت بطريقة قاسية : أنت فاكراني باخد رأيك .. ده أمر مش اقتراح .. و احمدي ربنا إن صحبتي رضيت تشغلك عندها .. مع إن عندها خدم كتير

كل ما استطاعت أن تقوله كاميليا هو : حاضر ثم ذهبت إلى غرفتها تجمع ملابسها في الحقيبة و دموعها تتساقط بغزارة على وجهها كحبات اللؤلؤ المنثور

بعد أن انتهت كاميليا من جمع حاجاتها ذهبت إلى غرفة عمر الصغير و فتحت الستائر فدخلت أشعة الشمس إلى عينيه و أيقظته لذلك قال بانزعاج : كاميلا اقفلي الستاير دي .. عايز أنام و وضع الغطاء على وجهه

سحبت كاميليا الغطاء من عليه و قالت بتعجب : مالك يا عمر .. النهارده أخوك جاى .. أنت مش عايز تشوفه و تتعرف عليه

زفر عمر بضيق قائلا : لا مش عايز .. أنت من سعت ما سمعتي إنه جاى .. و أنت طايرة من الفرحة .. و كل كلامك عنه هو و بس .. و أنا مش هكون مهم تاني بالنسبالك .. لما سيادته يشرف

جلست كاميليا على طرف السرير بجانبه و قالت بنبرة تملؤها الحنان : ايه اللي أنت بتقوله ده يا عمر .. أنت طبعا مهم بالنسبالي أوي .. بس أخوك دخل مدرسة داخلية و هو في ثانوي و بعد كده الجامعة .. من 13 سنة أنا مشفتش وشه تاني .. دي كل الحكاية .. و بعدين أنت عمرك ما شفت أخوك .. لما مامتك ولدتك هو كان سافر .. مش نفسك تتعرف عليه

عمر بابتسامة خبيثة : يعني أفهم من كده إنك بتحبيه .. و وحشك جدا

كاميليا بنبرة متوترة : آه طبعا بحبه زى ما بحبك .. و أنت مش لما باخدك من المدرسة بقولك وحشتني .. انتوا الاتنين عندي واحد .. و يلا قوم خد ليك شاور .. عشان تروح المدرسة

قفز عمر من السرير نحو الحمام و أخذ حمام ساخن ثم ارتدى ثيابه المدرسية و عندما خرج مشطت كاميليا له شعره و أخذته إلى المدرسة ثم ذهبت إلى جامعتها

مر اليوم بسرعة في الجامعة دون أحداث تذكر لأن كاميليا فتاة هادئة جدا تتجنب الجميع من حولها لأنها تخاف أن تقع في المشاكل إضافة إلى ذلك هى خجولة بشكل لا يصدق و تخاف أن تجرح الآخرين بدون قصد و تحب مساعدة الجميع هى أيضا متفوقة جداً في دراستها فهى الأولى على كليتها في السنوات السابقة و هذه آخر سنة لها في كلية الهندسة و قد اختارت هذه الكلية لأنها نفس كليته

خرجت كاميليا من الجامعة و ذهبت إلى منزل مدام روحية التي استقبلتها بطريقة سيئة حيث قالت باستهزاء : أخيراً شرفتي .. أنت فاكرة نفسك إنك في بيت جميلة .. لا يا حلوة اصحي أنت في بيتي أنا .. فاهمة و لا تحبي أفهمك بطريقتي

ردت كاميليا بهدوء قائلة : فاهمة و بعد ذلك أخذتها إحدى الخادمات إلى غرفتها و بعد أن بدلت ملابسها ذهبت إلى المطبخ في منزل روحية لتحضير الغداء

عند عمر خرج من المدرسة فرحا لأن اليوم الدراسي انتهى و ستأخذه كاميليا إلى المنزل لتلعب معه لكنه استغرب وجود العم رأفت العجوز سائق العائلة ينتظره خارج المدرسة و قال : فين كاميلا ؟

رد رأفت بابتسامة مزيفة قائلا : هى مستنياك في البيت

عمر بنظرات حزينة و بريئة : طيب ليه هى مجتش تاخدني

رأفت بضحكة مزيفة : أنت عارف إن النهارده أخوك جاى .. و كاميليا مش ملاحقة على طلبات مدام جميلة

ركب عمر في المقعد الخلفي للسيارة و من الواضح عليه علامات الانزعاج عندما علم باهتمام الجميع بقدوم أخيه الكبير الذي لم يره أبدا في حياته

عاد عمر إلى منزله و بدأ بالبحث عن كاميلا في أرجائه لكنه لم يجدها أبدا لذلك ذهب إلى والدته و سألها ببراءة قائلا : يا ماما .. فين كاميلا ؟

لم تجبه والدته لأن أبواب القصر فتحت و ركضت نحو الشخص الذي دخل منه

لقد كان رجلاً طويل القامة و مفتول العضلات بنيته ضخمة ذو شعر بني كثيف و عيون رمادية حادة تميل إلى اللون الفضي يبلغ من العمر 28 عاماً

سار بخطوات هادئة بطيئة مرتديا بدلة رسمية و يجر حقيبته السوداء خلفه و توقف عندما احتضنته والدته بقوة لكنه لم يبادلها ثم ابتعدت عنه و قالت و هى تمسك وجهه بيديها : وحشتني أوي يا مالك .. عامل ايه يا ابني

مالك ببرود : الحمد لله

جاء والده أيضا رجل الأعمال الشهير معتصم الشافعي و احتضنه بقوة لكنه لم يبادله و عندما ابتعد عنه قال : عامل ايه يا مالك .. يا ابني

مالك بنفس النبرة : الحمد لله

بعيداً عنهم كان عمر يراقبهم و عيونه تشتعل غضباً و حقداً فالكل مهتم بأخيه لكن ما يشغل تفكيره عدم وجود كاميليا بالمنزل مع إنها كانت متشوقة لرؤية مالك بعد مرور 13 سنة لذلك اقترب منهم و سأل والديه بطريقة غير مهذبة قائلا : ماما .. بابا .. فين كاميلا ؟

نزل مالك لمستواه و قال بلطف : أنت أخويا عمر صح ثم أكمل باستغراب قائلا : بس مين بتكون كاميلا اللي بتسأل عنها ؟

ردت جميلة و هى متوترة : كاميليا سابت البيت و مشيت

عمر بصدمة : مستحيل كاميلا تمشي و تسيبني .. دي كان نفسها تشوف مالك

لم يهتم مالك بما يقولون و استأذن منهم بهدوء قائلاً : أنا تعبان .. و هروح أرتاح في أوضتي شوية .. ممكن ست درية توريني اوضتي فين ؟

درية بصوت سعيد : آه طبعاً .. اتفضل من الطريق ده

بعد أن ذهب مالك مع درية قالت جميلة بحزم : عمر

عمر و هو غاضب : فين كاميلا يا أمي ؟

جميلة بغضب من هذا الصبى : قولتلك إن هى سابت البيت و مشيت

معتصم بنبرة حادة : وطي صوتك يا أم مالك .. بلاش تتعصبي على الولد ثم قال لعمر بنبرة حنونة : حبيبي كاميليا سابت البيت .. أنت ليه مش مصدق ماما

عمر باستسلام : خلاص صدقت دلوقتي .. أنا رايح أوضتي .. عايز أرتاح شوية و اختفى من أمام والديه

عند مالك وصل إلى غرفته و جلس على السرير ينظر للسقف ثم قال بسخرية : غريبة إن معتصم الشافعي اتصل .. و طلب مني أنزل مصر .. عشان خاطر أدير شركته .. و ناسي إن عندي شركات تانية غير شركته .. بس أنا وافقت عشان أتعرف على أخويا الصغير .. و منها أشوف إذا كان ينفع أفتح فرع لشركتي في مصر

وسط كل هذه الأفكار أغلق عينيه ببطء و ذهب في نوم عميق

عند كاميليا بعد أن انتهت من الأعمال الشاقة التي طلبتها منها روحية ذهبت لتنام أخيراً و هى متعبة ما إن وضعت رأسها على السرير حتى غفت بسرعة

عند عمر نام و هو حزين جداً لأن كاميليا تركت المنزل و الأشد حزناً أنه لن يراها مجدداً ثم أغمض عينيه و نام و في داخل قلبه حزن عميق

في الصباح فتح مالك عيونه ببطء و نهض بتثاقل من على السرير و دخل إلى الحمام ليأخذ حماما دافئا يريح أعصابه ثم ارتدى بدلة رسمية سوداء ثم مشط شعره و ارتدي ساعته السوداء باهظة الثمن و رش عطره ثم نزل إلى الأسفل لكن قبل أن ينزل أدى صلاته

عند كاميليا استيقظت و هى مفزوعة على صوت روحية عندما قالت : انت هتفضلي كده نايمة كتير .. يلا قومي يا كسولة

نهضت بسرعة كاميليا و أخذت حماما ساخنا ثم ارتدت فستان لونه أبيض و منقوش بورود حمراء مع حجاب باللون الأحمر ثم أدت صلاتها و خرجت من غرفتها لتذهب للجامعة لكن روحية وقفت في وجهها

كاميليا بقلة صبر : نعم

روحية بغضب : أنت فاكرة نفسك فين .. أنت مش عند جميلة .. أنت عندي أنا .. مفيش مرواح ليكي على الجامعة .. و لو هتروحي خدي حاجتك قبل ما تمشي .. و إياكي ترجعي هنا تاني

دخلت كاميليا إلى غرفتها و وضعت ملابسها في حقيبتها ثم خرجت متجهة إلى الجامعة

عند مالك كان يستمع إلى والدته التي تتحدث كثيراً من عند الصباح و هو يكره من يتحدثون كثيراً ثم قال لينهي الحوار معها : أنا تأخرت و لازم امشي و اختفى من أمامها دون انتظار أى رد منها

عند كاميليا كانت تسير و فجأة اصطدمت بشخص طويل جداً

ابتعدت عنه و قالت و هى تمسك رأسها بألم : أنا آسفة مخدتش بالي

مالك هو أساساً مستعجل و هى الآن تعطل عمله لذلك قال لينهي الموضوع : مش مشكلة ثم ركب بسيارته و قادها إلى شركته


رواية زهرتي الخاصة الفصل الثاني 


بعد أن ذهب مالك نظرت كاميليا للساعة ثم صرخت قائلة : أنا تأخرت .. المحاضرة فاضل عليها نص ساعة و تبدأ لذلك ذهبت مسرعة إلى جامعتها

عند مالك وصل إلى شركة والده أو بمعنى أدق شركته لأنه سيتولى إدارتها بدءاً من اليوم

استقل المصعد نحو مكتب والده فوجد فتاة غير محجبة يبدو أنها سكرتيرة والده كان شعرها أسود قصير عيونها بنية عادية و ملابسها غير محتشمة

نظر لها مالك باحتقار ثم تابع دخوله إلى مكتب والده و هى لم تمنعه لأن معتصم الشافعي أخبرها بقدوم ابنه و أعطى صورته لها و طلب منها ألا تزعجه لأنه قليل الكلام و لا يحب أن يزعجه أحد لكنها تضايقت أنه حتى لم يلقي عليها التحية و ما أغاظها بشدة نظرته لها

دخل مالك و جلس على مكتب والده و ظل يقرأ ملفات الشركة و أعمالها

عند عمر كانت درية تتحايل عليه ليذهب إلى المدرسة لكنه رفض بسبب عدم وجود كاميليا حيث قال : أنا عايز كاميلا .. مش عايزك انتي .. أنا مش هعمل أى حاجة .. غير لما كاميلا تيجي

درية بتودد : يعني اجيب ليك كاميليا منين دلوقتي .. قوم يا ابني البس .. عشان تروح المدرسة .. ربنا يهديك و يرضى عنك

عمر برفض تام : لا .. أنا قولت مش هعمل حاجة .. غير لما كاميلا تيجي

جاءت جميلة و قالت بنبرة صارمة : عمر قوم البس .. عشان تروح المدرسة .. و إلا مفيش ألعاب .. و لا شوكولاته .. و لا خروج كمان

رد عمر و الحزن يكسو وجهه : طالما كاميلا مش موجودة .. مش عايز أى حاجة من الحياة دي .. و مش رايح المدرسة

جميلة بنبرة هادئة : خلاص يا عمر .. لما تيجي من المدرسة .. هتلاقي كاميليا موجودة .. بس أنت قوم البس دلوقتي

قفز عمر من كثرة الفرحة ثم احتضن والدته و قال بسعادة : شكراً يا أمي .. أنت أحسن أم في العالم و دخل إلى الحمام ليأخذ حماما سريعاً

بعد أن ذهب عمر قالت جميلة ل درية بصوت منخفض و حازم : اسمعي درية .. أنا عايزاكي تتصلي على كاميليا و تقولي ليها ترجع .. بس لما ترجع خليها تكون تحت عينيكي .. و لو شوفتيها في مكان قريب من مالك تبعديها فوراً .. و شغليها كتير .. و في المقابل هتاخدي ضعف المرتب اللي بتاخديه حالياً .. ايه رأيك ؟

درية باندفاع : طبعاً موافقة .. أنا تحت أمرك يا ست جميلة

خرجت جميلة من غرفة عمر و لم يمضي كثيرا من الوقت و خرج عمر مرتديا ملابسه المدرسية ثم وقف أمام المرآة و وضع الجل على شعره و بدأ يمشطه و عندما انتهى قال ل درية : اطلبي من عمو رأفت يجهز ليا العربية .. عشان أروح المدرسة

خرجت درية لتطلب من رأفت أن يجهز السيارة بينما عمر جهز حقيبته المدرسية و خرج مسرعا خلف درية بهمة و نشاط

عند مالك انتهى من قراءة أوراق الشركة و كان يريد رؤية والده ليناقشه في بعض الأمور لذلك اتصل على السكرتيرة من الهاتف الذي في المكتب و قال : تعالي بسرعة على مكتبي ثم أغلق دون أن انتظار أى رد منها

دخلت السكرتيرة و قالت بلطف مبالغ فيه : مالك بيه أعرفك بنفسي .. أنا مى إسماعيل .. سكرتيرة والدك معتصم بيه

رد مالك بكل برود : أنا ما سألتك عن اسمك .. و مش مهم بالنسبالي أعرف أنت مين .. و عايز أعرف معتصم بيه وصل الشركة و لا لسه

أحست مى بالإهانة و قالت و هى محرجة : معتصم بيه لسه ما وصل و كانت ستذهب لكن مالك قال بنبرة حادة : أنا لسه مخلصتش كلامي عشان حضرتك تمشي

ابتسمت مى ابتسامة مصطنعة و قالت بنبرة مستفزة : نعم في حاجة تانية

رد مالك و هو يحاول السيطرة على غضبه : عايز ملف يكون فيه كل أوراق الشركة .. اللي تخص الصفقات اللي عملتها مع شركات تانية .. و يكون الملف عندي في خلال ساعة .. و لما بابا يوصل تقولي ليا .. و دلوقتي اتفضلي على شغلك

خرجت مى و هى غاضبة من هذا الكائن البارد و جلست على مكتبها تتحدث مع صديقتها على الهاتف

عند معتصم وصل إلى شركته ثم استقل المصعد نحو المكتب و مر على السكرتيرة و سألها إذا كان مالك هنا ف هزت رأسها بمعنى نعم و أكملت حديثها على الهاتف أما معتصم قرر عدم إزعاج مالك و وجدها فرصة ليرتاح قليلاً لذلك غادر الشركة و ذهب إلى منزله

عند كاميليا في الجامعة رن هاتفها لذلك استأذنت من الأستاذ و خرجت لتجيب على الهاتف

كاميليا بصوت سعيد : ازيك يا ست درية

درية بغرور : أهلا كاميليا .. كنت عايزة أقولك .. جميلة وافقت ترجعي البيت .. و طبعا كله بفضلي أنا

كاميليا بامتنان : أنا متشكرة أوي .. طيب سلام دلوقتي .. أشوفك في البيت

بعد هذا الخبر السعيد قالت كاميليا لنفسها بصوت منخفض : معنى كده إن أنا هشوف مالك .. أنا كنت فاكرة إن خلاص مش هشوفه تاني بعد كل السنين دي .. قلبي الصغير لا يتحمل ثم ذهبت إلى المنزل و نسيت المحاضرة التي تركتها

بعد مرور ساعة لم تأتي مى و معها الأوراق التي طلبها منها لذلك اتصل عليها و طلب منها أن تأتي إلى مكتبه و كالعادة أقفل دون انتظار أى رد منها و عندما حضرت قال بهدوء غريب : فين الملف اللي طلبته من حوالي ساعة

ارتبكت مى و لم تعرف ماذا تفعل لذلك قالت : ممكن شوية وقت .. و يكون الملف عند حضرتك

سألها مالك بنفس النبرة : و محتاجة وقت قد ايه ؟

مى و هى مرتبكة : يعني حوالي ساعة

مالك و هو يحاول السيطرة على أعصابه : طيب معاكي ساعة كمان .. و معتصم بيه جه و لا لسه

مى بنبرة متوترة : في الحقيقة هو جه الشركة .. و مشي تاني

في هذه اللحظة انفجر مالك في وجهها قائلاً : أنا مش قلتلك لما معتصم بيه يجي .. تقوليلي

مى بغباء : ما أنا كنت بتكلم في التليفون .. لما هو جه الشركة

مرر مالك يده في خصلات شعره و قال : آنسة مى .. أنت مطرودة من الشركة و تركها و رحل

وصل مالك إلى المنزل و عندما نزل من سيارته وجد فتاة تدخل إليه لكنه لم يهتم كعادته و دخل خلفها إلى المنزل لكنه تفاجئ عندما رأى عمر يحتضنها و تذكر كلامه بالأمس عن فتاة يبحث عنها و مهتم بها تدعى كاميلا و عرف أنها نفس الفتاة لكن لم يظن أنها كبيرة هكذا لقد اعتقد أنها صديقته في المدرسة أو ما شابه لكنه لم يهتم أبدا و سار في طريقه لكن عمر نادى عليه قائلاً : مالك ممكن دقيقة

توقف مالك و استدار ليذهب إليهم أما كاميليا أغمضت عينيها و قالت في نفسها : مالك هنا .. يعني خلاص هشوفه .. بعد مرور كل السنين دي .. أنا مش قادرة أصدق ثم فتحت عينيها و وجدته أمامها إنه نفس الشخص الذي اصطدمت به في الصباح قالت و الدهشة تعلو وجهها : أنت بتعمل ايه هنا

هو أيضاً دهش لم يتوقع رؤيتها هنا لكنه أخفى دهشته و قال بسخرية : المفروض أنا اللي أسألك السؤال ده

ردت كاميليا ببراءة : أنا كاميليا .. و بشتغل هنا أنت تطلع مين ؟

كست ملامح الحزن وجه مالك هل يعقل ما يحدث ؟ هى لم تتعرف عليه و هو لم يتعرف عليها هل البعد يفعل كل هذا ؟

أجابها و هو يخفي حزنه بنبرة تملؤها الجفاء قائلاً : و أنا مالك .. ابن معتصم بيه .. صاحب البيت اللي بتشتغلي فيه

حزنت كاميليا كثيراً من النبرة التي يتحدث بها معها هو لم يظهر أى تعابير تدل على سعادته برؤيتها كأنهما ليسا صديقين من الطفولة كأنه لم يقضي معها أى وقت في حياته كأنه شخص غريب عنها

استيقظت كاميليا على صوت مالك يقول : يا آنسة .. سبتي ليه البيت امبارح .. أخويا عمر كان زعلان أوي

كاميليا في نفسها بسخرية : يا آنسة .. للدرجة دي البعد و السنين غيروه .. للدرجة دي أنا بقيت غريبة عنه .. فين زمان .. لما كان بيقولي زهرتي و نزلت دمعة من عينيها رغماً عنها لكنها مسحتها بسرعة و قالت محاولة إخفاء حزنها : أصل كان في حد جاى البيت امبارح .. و مكنتش عايزة أشوفه .. عشان كده سبت البيت .. أنا آسفة يا عمر

ابتسم مالك رغماً عنه فهذه الشقية تحاول أن تخفي ما بداخلها لذلك قال : بس أنا سمعت من عمر .. إنك كان نفسك تشوفيه

ردت كاميليا بطريقة طفولية : قولتها حضرتك بعظمة لسانك .. كان فعل ماضي .. لكن دلوقتي لا .. مش عايزة أشوفه أبدا

ابتسم مالك من طريقتها الطفولية و قال ليغيظها : و يا ترى الحد ده مشي .. و لا لسه موجود

ردت كاميليا و هى غاضبة : لا لسه موجود للأسف .. واحد بارد و مش بيحس

رد مالك و هو مندهش من ردها : للأسف .. للدرجة دي كارهة وجوده .. لدرجة إنك تسيبي البيت عشانه .. طيب رجعتي ليه .. و هو لسه موجود

احتضنت كاميليا عمر و قالت بابتسامة مستفزة : رجعت عشان حبيبي عمر طبعاً ثم ابتعدت عنه قليلاً و طبعت قبلة على خده الأيسر

انزعج مالك لا بل نقل أنه غضب من تصرفاتها معه يود الآن لو يقتلها و هى أمامه كيف تتصرف معه و كأنها لا تعرفه ؟ لقد كانت دائما تتحدث دون أن تفكر لقد كل ما في قلبها على لسانها لكن الآن هى لا تظهر له كم اشتاقت له هل تغيرت كاميليا لدرجة أنه لم يعد يعرفها ؟

في أثناء كل هذا جاءت جميلة و صرخت بصوت عالٍ قائلة : كاميليا

يُتبع ..

رواية زهرتي الخاصة الفصل الثالث

أجابتها كاميليا بكل هدوء قائلة : نعم مدام جميلة 
جميلة بأسلوب غير مهذب : بتعملي ايه عندك ؟ .. يلا روحي شوفي شغلك .. و اعملي لينا الأكل 
ردت كاميليا و هى متضايقة : حاضر ثم قالت لعمر بلطف : روح يا عمر اغسل إيدك .. عشان تاكل 
عمر بأدب : حاضر و ذهب لغسل يديه أما كاميليا ذهبت للمطبخ لإعداد طعام الغداء 
انزعج مالك كثيراً من الطريقة التي تحدثت جميلة بها مع كاميليا و قال بنبرة حادة : أنت ليه بتعامليها كأنها شغالة عندك .. و هى أصلاً واحدة من العيلة 
جميلة بنبرة غاضبة : مالك .. البنت دي مش من عيلتنا 
مالك بتحذير : إياكي تنسي .. إن مامتها تكون مرات عمي 
قاطعته جميلة قائلة : مش معنى إن أمها اتجوزت عمك .. تبقى هى واحدة من عيلتنا .. أنت فاهم يا مالك 
مالك باستغراب منها : أنت ليه بتكرهيها .. و بتحقدي عليها كده .. امتى هتكوني إنسانة طيبة 
انفجرت جميلة في وجهه قائلة : أنا مش بحقد على حد 
قاطعها مالك بنبرة هادئة قائلاً : لا بتحقدي عليها .. عشان كان نفسك أختك تتجوز عمي .. بس للأسف عمي اختار مامت كاميليا .. مش أختك 
جميلة باستهزاء : خلصت كلامك السخيف .. و سردك للماضي 
رد مالك بابتسامة ساخرة : لا لسه مخلصتش .. أنا عارف يا جميلة هانم .. ليه مش عايزة كاميليا تمشي من البيت ده .. عشان تكون تحت عينيكي .. و متلاقيش أبوها طول حياتها .. عشان 
لم يكمل مالك كلامه لأن جميلة أمسكت بلياقة قميصه و قال بصوت منخفض و نظرات غاضبة : إياك تقول ل كاميليا أى حاجة عن أبوها 
أبعد مالك يديها الممسكة بلياقة القميص و قال بحزم : تمام .. أنا مش هقول أى حاجة ل كاميليا عن أبوها .. بس لو شفتك بتعامليها بطريقة وحشة تاني .. ساعتها هقول ل كاميليا كل حاجة عن أبوها ثم ذهب مالك إلى غرفته و جميلة ظهر على وجهها ملامح الخوف و التوتر و ذهبت باتجاه المطبخ 
دخلت المطبخ و صرخت بأعلى صوتها قائلة : كاميليا 
ذهبت كاميليا نحوها مسرعة و قالت و هى متوترة : خير حصل ايه 
أمسكتها جميلة من ذراعها بقوة مما جعلها تتألم و أخذتها معها خارج المطبخ ثم قالت : اسمعيني كويس .. لو شفتك قريبة من ابني مالك تاني .. اعتبريه آخر يوم ليكي النهارده في البيت ده .. أنت فاهمة 
ردت كاميليا و هى تتألم قائلة : فاهمة فتركت جميلة ذراعها و خرجت من المطبخ أما كاميليا عادت لتكمل إعداد الغداء 
بعد مدة من الزمن انتهت كاميليا من إعداد الطعام و أخذته مع باقي الخدم و وضعته على المائدة بطريقة جميلة و مرتبة كالمعتاد و انتبهت لمالك الذي كان يراقبها من وقت طويل و هى لم تشعر به إلا الآن لكن كاميليا تجاهلته و ذهبت مسرعة إلى غرفتها 
اجتمعت عائلة الشافعي على مائدة الطعام و بعد مرور مدة من الزمن سأل مالك بحيرة قائلاً : مين اللي عمل الأكل ده .. و رتبه على السفرة بالشكل ده .. الشوكة على الشمال و السكينة على اليمين .. كل شئ مرتب و مكانه .. مين عمل كده ؟ 
أجابه عمر بكل ثقة : طبعاً كاميلا 
قال مالك و هو ينظر لوالدته : البنت دي شاطرة جداً .. سواء في البيت أو دراستها ثم نظر لوالده و قال : معتصم بيه .. كنت عايز أقولك  
نظر له معتصم و قاطعه قائلاً : لحد امتى هتفضل تناديني أنا و أمك بأسمائنا و ب الألقاب .. زى أى حد غريب .. امتى هتغير العادة دي اللي معاك من و أنت صغير .. كنت فاكر إنك لو رحت امريكا .. ممكن تتغير شوية 
رد مالك بكل هدوء : أنا زى ما أنا .. و مش بحب أغير عاداتي .. عشان هى جزء مهم من شخصيتي الفريدة طبعاً .. المهم مش موضوعنا دلوقتي أنا .. الموضوع إن أنا طردت سكرتيرتك من الشركة .. أو بمعنى أدق مش عايزها تكون سكرتيرتي .. و عايز سكرتيرة غيرها 
انزعج معتصم كثيراً و قال بدهشة : ايه أنت طردت مى ؟ 
استغرب مالك انزعاج والده عليها و قال : آه مى دي .. أنا حتى نسيت اسمها .. عشان هى شخص فاشل و مش مهم .. دي فوضوية و مستفزة جدا و غبية 
غضب معتصم أكثر و وقف و قال : أنت ازاى تتكلم عنها بالطريقة دي 
ابتسم مالك و قال : ممكن أعرف أنت ليه متضايق دلوقتي ؟ دي حتة سكرتيرة لا راحت و لا جت .. و بعدين دي سكرتيرة فاشلة 
قالت جميلة و هى مستغربة : مالك يا معتصم ؟ متضايق أوي عليها كده ليه 
أدرك معتصم ما يفعله و أن مالك كشفه بما قال و جعله يخرج عن شعوره لذلك جلس مجدداً و قال بهدوء شديد : و لا حاجة .. أصل مى معانا بقالها كذا سنة .. عشان كده يمكن اتعصبت شوية .. لما عرفت إن هو طردها .. المهم مى مش هتسيب الشركة .. و هتكون سكرتيرتي الخاصة بيا .. و أنت يا مالك دور ليك على سكرتيرة جديدة 
مالك بابتسامة جميلة : أنا في الحقيقة لقيتها .. و هى موجودة هنا معانا في البيت .. كاميليا 
صدمت والدته و قالت بصوت عالٍ : كاميليا لا يا مالك .. هى اللي بتعمل الأكل في البيت .. و بتذاكر لعمر .. ده غير جامعتها .. لا أنت تنسى كاميليا خالص 
أجابها مالك باستفزاز : ليه بس .. كاميليا كل يوم تعمل لينا الفطار .. و بعد كده هتروح معايا الشغل .. و ترجع تطبخ لينا الغداء .. و بعده كده تذاكر لعمر .. و بعد كده تحضر العشاء .. أنا أصلا مش هقدر آكل إلا من تحت ايديها 
قاطعته جميلة قائلة : و جامعتها يا عمر .. دي البنت كل سنة بتطلع الأولى على دفعتها .. و كمان السنة دي آخر سنة ليها .. عايز أنت تيجي تضيع كل تعبها .. لا مش موافقة يا مالك 
رد مالك بنفس الاستفزاز : متخافيش .. أنا هعمل ليها إجازة مرضية من الجامعة .. و كمان أنا اللي هذاكر ليها .. و تروح بس تمتحن ايه رأيك ؟ 
جميلة بابتسامة مصطنعة : الرأى رأى كاميليا .. يا ابني 
فرح مالك و قال : تمام .. ممكن ست درية تنادي كاميليا ؟ 
ذهبت درية ل تنادي كاميليا و بعد وقت قصير جاءت و قالت و هى متوترة : نعم مدام جميلة 
تحدث مالك قائلاً : الحقيقة يا آنسة كاميليا .. أنا كنت عايزك تشتغلي سكرتيرة عندي .. ايه رأيك ؟ 
تفاجئت كاميليا من طلب مالك ثم نظرت ل جميلة التي أخبرتها أن ترفض لكنها وجدتها فرصة لتكون قريبة من مالك و قالت : أنا موافقة طبعاً .. مالك بيه 
فرح مالك كثيراً ب موافقتها و قال : تمام بكره عايز الفطار الساعة ستة و نص .. و هنمشي من هنا على الساعة سبعة .. و أنا بحب الدقة في المواعيد 
قاطعته كاميليا قائلة : أيوه أنا عارفه .. بتحب الدقة في المواعيد .. و مش بتحب أى تأخير 
صمتت كاميليا لأنها أدركت ما قالته فقال مالك ليغيظها : طبعاً .. مفيش حد عارفني .. أكتر منك .. عشان كده اخترتك  
احمرت وجنتيها من الخجل ثم قالت : طيب تمام .. أنا لازم أمشي دلوقتي .. ورايا حاجات كتير أعملها و ذهبت مسرعة إلى غرفتها و أقفلت الباب بالمفتاح و جلست خلفه تبكي كطفلة صغيرة و قالت : هو ليه أحرجني كده قدامهم .. و ليه بارد كده في التعامل معايا .. و أنا اللي كنت مستنياه يجي بفارغ الصبر زى الهبلة .. قلبي ما يستاهل واحد بارد زيه و مش بيحس 
في الصباح استيقظت كاميليا بهمة و نشاط أخذت حماما دافئا و خرجت منه مرتدية فستان لونه أسود به ورود لونها أصفر و عليه حجاب ممزوج باللونين الأسود و الأصفر ثم جهزت الفطور و أخذته إلى غرفة الطعام لمالك عند السادسة و النصف بالدقيقة و عندما كانت تضعه على المائدة جاءت جميلة و أمسكتها من كلتا ذراعيها و قالت بغضب عارم : أنا مش نبهت عليكي تبعدي عن مالك خالص .. و كمان قلتلك امبارح ترفضي طلب مالك .. وافقتي ليه ؟ 
لم ترد كاميليا و جاءها الرد من الشخص الذي خلفها قائلاً : صباح الخير جميلة هانم 
تركتها جميلة و تسمرت مكانها و هى خائفة حتى كاميليا لاحظت خوفها و استغربت لذلك قالت في نفسها : معقولة مدام جميلة .. بتخاف من ابنها 
استدارت جميلة و قالت لمالك : صباح الخير يا ابني .. الفطار جاهز 
جاء عمر أيضاً و ألقى عليهم تحية الصباح ثم جلسوا معا يتناولون الطعام ما عدا كاميليا لذلك قال مالك : آنسة كاميليا .. ممكن تاكلي معانا على الفطار .. و لا احنا مش من مقام حضرتك 
كانت ستضحك كاميليا لكنها كتمت ضحكتها و قالت : لا طبعاً مش كده .. أنا بس مينفعش آكل معاكم .. عشان أنا مش من العيلة .. أنا مجرد خدامة هنا .. مش أكتر و لا أقل .. و أكلت مع الخدم اللي زيي في المطبخ 
ارتسمت ملامح الغضب على وجه مالك و صرخ بها قائلاً : أنت مش خدامة هنا .. أنت واحدة مننا .. و إياكي تقولي على نفسك كده تاني .. و تاني مرة تاكلي معانا على السفرة .. مش في المطبخ مع الخدم .. فاهمة 
استغربت كاميليا نظرة الحزن التي في عيني مالك و قالت بابتسامة لطيفة : حاضر المرة الجاية .. إن شاء الله و بعد انتهاء الطعام قال مالك : يلا عمر النهارده هوصلك المدرسة .. يلا آنسة كاميليا نروح الشركة 
خرجوا ثلاثتهم من المنزل و ركب مالك في مقعد السائق و عمر بجانب أخيه في المقعد الأمامي و كاميليا في المقعد الخلفي 
وصل مالك بسيارته إلى مدرسة عمر و قال قبل أن ينزل : انتوا هتيجوا تاخدوني من المدرسة .. صح 
ابتسم مالك له و قال بلطف : طبعاً 
نزل عمر و ذهب إلى مدرسته بعدها قاد مالك السيارة إلى الشركة 
وصلوا إلى الشركة و نزلوا من السيارة ثم دخل مالك إلى الشركة و كاميليا خلفه و عند المصعد قال كلا من كاميليا و مالك في نفس الوقت : اتفضل حضرتك الأول .. اركب الاسانسير 
صمت الاثنان أيضاً في نفس الوقت و قال مالك : اتفضلي حضرتك الأول و بعد كده أنا 
لم تنظر له كاميليا و دخلت مسرعة إلى المصعد و ضغطت على رقم آخر طابق 
وصلت كاميليا إلى المكتب و عندما دخلت إليه تفاجأت بما رأته 
بقلم زهرة التوليب
يُتبع ..

رواية زهرتي الخاصة الفصل الرابع بقلم زهرة التوليب 

ذهبت كاميليا إلى المكتب و صدمت عندما رأت فتاة لا تعرفها تحتضن معتصم و ذهبت مسرعة إلى المصعد فوجدت مالك خرج منه ثم قالت و هى متوترة : مالك بيه .. احنا لازم نروح البيت فوراً .. يلا بسرعة .. انزل حضرتك بالاسانسير .. و أنا هنزل وراك .. يلا بسرعة

استغرب مالك توتر كاميليا لذلك سألها بنبرة قلقة : أنت ليه متوترة كده .. حصل ايه ؟

ردت كاميليا بابتسامة متوترة : محصلش حاجة .. أنا بس نسيت حاجة مهمة في البيت .. و لازم نرجع

سألها مالك باستغراب قائلاً : نسيتي ايه في البيت ؟

لم تعرف كاميليا بماذا تجيب لذلك قالت بدون تفكير : تليفوني .. نسيت تليفوني

أخرج مالك هاتفه و اتصل على هاتف كاميليا فرن الهاتف في حقيبتها لذلك قال بسخرية منها : دوري ليكي على كدبة تانية .. يا إما تقوليلي على الحقيقة

اندهشت كاميليا أن مالك معه رقم هاتفها و قالت : أنا مش فاكرة إن أنا عطيتك رقم تليفوني .. حضرتك جبته من فين ؟

أجابها بابتسامة ساخرة : أنا أى حاجة عايزها .. لازم أحصل عليها .. بس أنا مش مصدق .. أنت مش عايزة تشتغلي من أول يوم ليكي .. كنت فاكرك بنت مكافحة

قاطع حديثهم مجئ معتصم و مى أيضاً كانت معه و بعد أن ألقى عليهم التحية قال : كنت بفكر يا مالك بما إنك هنا .. هاخد أنا إجازة .. و مى كمان هتاخد إجازة زيي .. و الشركة هتكون تحت مسئوليتك .. ايه رأيك ؟

رد مالك بلامبالاة كعادته قائلاً : تمام

نظر معتصم ل كاميليا نظرات تهديد و وعيد استغربها مالك أما كاميليا قالت لنفسها : يا رب .. أنا كان ناقصني .. مش كفاية عداوة مدام جميلة .. كمان عمو معتصم و ارتسمت على وجهها علامات الحزن

أفاقت من حزنها عندما قال مالك : اتفضلي عشان أوريكي مكتبك أما معتصم استأذن بالانصراف و ذهب و معه مى

سارت كاميليا خلف مالك و وصلوا إلى مكتبها الذي أمام غرفة مكتبه و كان كبيراً جداً و الكرسي لونه أسود و كبير و مريح

جلست كاميليا على الكرسي الذي نال إعجابها كثيراً و دارت به كطفلة صغيرة فابتسم مالك و قال : على فكرة .. أنا لسه هنا

انزعجت منه كاميليا و قالت بتذمر : حضرتك بتعمل هنا ايه .. مش جبتني هنا عشان اشتغل .. يلا سيبني أشوف شغلي

قاطعها مالك قائلاً : قصدك أسيبك عشان تلعبي .. المهم شايفه جبل الورق اللي قدامك ده .. عايزاكي تقرأي كل المجلدات دي .. و تطلعي منها الصفقات اللي عملتها شركتنا مع شركات تانية .. تمام .. آه و كمان عايزه يخلص في خلال ساعة

نظرت كاميليا لجبل الورق هذا و قالت : أنت أكيد بتهزر صح .. قول إنك بتهزر .. و مش بتتكلم جد .. عايزني أقرأ و أفرز الورق ده كله .. في خلال ساعة واحدة بس .. أنا مش المرأة الخارقة

نظر لها مالك نظرات مخيفة و قال : أنت عارفاني بحب الهزار

ردت كاميليا و هى خائفة من نظراته قائلة : لا .. بس مش شايف حضرتك .. إن ساعة وقت قليل .. على كل الورق ده

ابتسم مالك بلطف و قال : طيب .. عشان النهارده أول يوم ليكي في الشغل .. و أنت أصلاً مش متعودة على الشغل الكتير .. ف معاكي ساعتين

كاميليا بصوت منخفض : ساعتين .. لا كتر خيرك .. و أنا كنت فاكرة معايا يومين .. أو يوم واحد بس على الأقل .. أنا ايه اللي خلاني أوافق على الشغل ده يا ربي

مالك بانزعاج منها : بتقولي حاجة يا آنسة

ردت كاميليا و هى تكاد تموت من الغيظ : لا مش بقول حاجة يا بيه .. حاضر الشغل هيخلص في خلال ساعتين .. حاجة تانية

لم يرد عليها مالك و اكتفى فقط بالابتسام لها و دخل إلى مكتبه أما كاميليا بدأت بإنجاز العمل الذي طلبه منها

بعد مرور ساعتين انتهت كاميليا الحمد لله من العمل المطلوب منها و ذهبت إلى مكتب مالك و دقت على الباب فأذن لها بالدخول و عندما دخلت أعطته الملف و شكرها و كان سيقرأه لكن هاتفه رن لذلك رد عليه قائلاً : ألو .. مين معايا

ردت فتاة بصوت مرح قائلة : أنا سارة .. وحشتني أوي يا مالك

توتر مالك و قال : أنت ليه بترني من رقم مصري .. أنت في مصر

ردت سارة بصوت سعيد قائلة : آه أنا في مصر .. و بكلمك من المطار .. تعالى خدني أنا و آدم و ماما و بابا من هنا

رد مالك بضيق قائلاً : تمام أنا جاى و أغلق الهاتف ثم قال لكاميليا و هو متوتر جدا و خائف من ردة فعلها : آنسة كاميليا أختك و مامتك نزلوا مصر .. و هم حالياً في المطار .. لازم نروح نجيبهم من هناك

قالت كاميليا بنبرة هادئة : أنت بتعرف تقول نكت مالك بيه .. أنا معنديش لا أم و لا أخت .. و كمان أنا مش رايحة معاك .. أنا رايحة البيت و استدارت لتذهب لكن مالك قال : لحد امتى هتفضلي تهربي كده .. أنت إنسانة ضعيفة .. و خايفة إن أنت تواجهي مامتك .. لحد امتى هتفضلي تمثلي إنك زعلانة منها .. مرت سنين و أنت لحد دلوقتي مقاطعة مامتك .. و خايفة تشوفيها قلبك يصفى و تسامحيها .. أنا عارف إن هى وحشاكي جدا .. و نفسك تحضنيها .. كنت بشوفك و أنت بتعيطي و تراقبيها من بعيد .. لما تيجي عندنا البيت .. متعرفيش ممكن تاني يوم تصحي من النوم .. و مامتك تكون سابت الدنيا دي .. سعتها هتندمي جدا

قاطعته كاميليا قائلة بهدوء : أنا أمي ماتت بالنسبالي .. من سعت ما اتجوزت عمك .. عمك اللي اتجوزها و سافر بيها كاليفورنيا .. عمك رفض أسافر معاهم .. و هى وافقت على كده .. وافقت تتخلى عن بنتها .. هى أصلاً بتكرهني .. عشان كده سابتني .. سابتني و أنا عندي 3 سنين .. كنت ممكن أسامحها لو كانت سابتني مع بابا .. بس بابا أصلا مات لما أنا اتولدت علطول .. أنا مستحيل أسامحها .. و لو سمحت بلاش تتدخل في أى حاجة تخصني

وقف مالك أمام كاميليا مباشرة و قال : أنا مش عايزك تسامحيها .. أنا عايز بس لما تكوني أنت قاعدة في مكان .. و مامتك موجودة فيه .. إياكي تسيبي المكان تقدري تعملي كده .. لو سبتي المكان اللي فيه مامتك موجودة يبقى أنت إنسانة ضعيفة

صرخت كاميليا بوجهه قائلة : أنا مش ضعيفة .. أنا بحس و مش باردة زيك .. قلبي مش من حجز زيك

أجابها بكلمة صدمتها جدا و لم تتوقع أن يقولها رداً على شتمها له : عارف و تركها و خرج من الشركة متجها إلى المطار

بعد أن رحل مالك جلست كاميليا على الأرض و انفجرت باكية و قالت : هو ليه دلوقتي مهتم بيا كده .. مش لسه امبارح سلم عليا بكل برود و لا كأنه يعرفني .. أنا مش فاهمة حاجة .. و مش هشتغل عنده تاني .. أنا خلاص عايزة أبعد عنه للأبد .. و عايزة أبعد عن كل حاجة تخص القصر ده .. أنا خلاص تعبت

بعد وقت ليس بقليل مسحت دموعها و خرجت من الشركة متجهة إلى المنزل

وصلت كاميليا إلى المنزل و عندما دخلت إليه اصطدمت بفتاة شعرها أسود قصير عيونها بني غامق بشرتها عادية لذلك قالت باستهزاء : مش تفتحي يا عامية

ردت كاميليا و هى متضايقة منها قائلة : مين دي اللي عامية .. مش أنت اللي خبطتي فيا .. و بعدين أنت مين أصلاً .. أنا أول مرة أشوفك هنا

ابتسمت الفتاة و قالت بغرور : أنا بنت أخو صاحب البيت ده .. و كمان خطيبة ابنه .. و مستقبلاً مراته .. و أنت مين يا حلوة

ارتسمت على كاميليا ملامح الحزن لكن قالت محاولة إخفائها : بجد .. أنت خطيبة مالك بيه .. بس أنت لسه مش خطيبته رسمياً صح

قاطعتها الفتاة قائلة : آه ما أنا هنا عشان الخطوبة .. أنت بقا تطلعي مين ؟

ردت كاميليا بسخرية من نفسها قائلة : لا أنا خدامة هنا .. مش أكتر .. بس برضو مش أنا اللي عامية .. أنت اللي عامية .. و خبطتي فيا

سألتها الفتاة بكل غضب قائلة : أنت بتقولي ليا أنا .. لسارة عزت الشافعي .. عامية ؟

أجابت كاميليا بضحكة مستفزة قائلة : آه .. في حاجة

غضبت سارة أكثر و قالت : أنت فاكرة نفسك مين يا بت .. أنت حتت خدامة لا راحت و لا جت .. و الله ما أنت قاعدة في البيت ده تاني و نادت على الجميع قائلة : يا مالك .. يا بابا .. يا ماما .. يا طنط .. يا عمي

تجمع الجميع على صوت سارة الصاخب و المزعج فقالت : البنت دي يا عمي اطردها من هنا .. دي بتقولي يا عامية

قاطعتها كاميليا قائلة : أنت اللي خبطتي فيا الأول .. لو كنتي اعتذرتي .. بدل ما تقولي ليا عامية .. كنت و الله مش هقول ليكي أى حاجة

ردت سارة عليها بأسلوب غير مهذب قائلة : أيوه أنا قلت ليكي عامية .. أنت فاكرة نفسك مين .. أنت الخدامة هنا .. و أنت اللي تتنازلي

قاطعتها كاميليا قائلة : لا مش معني إن أنا الخدامة اللي هنا .. يبقى أنا اللي أتنازل عن حقي لوحده زيك

قاطعتها سارة قائلة : طيب .. طالما مش هتتنازلي هطردك دلوقتي و في اللحظة دي

كل هذا الوقت و مالك يحاول الحفاظ على أعصابه و لكن عندما أمسكت سارة بذراع كاميليا لتخرجها من القصر صرخ بأعلى صوته قائلاً : سارة

ارتعبت سارة و خافت كثيراً منه لكنها ما زالت ممسكة بذراع كاميليا لذلك أبعد يديها بعنف عن كاميليا و قال : الآنسة كاميليا مش خدامة هنا .. أنت فاهمة .. و يلا اعتذري منها حالا .. عشان أنت غلطتي و خبطتي فيها .. مش هى اللي خبطت فيكي .. و بدل ما تعتذري ليها .. لا بتشتميها

ابتسمت سارة ابتسامة ماكرة و قالت : كاميليا .. آه قولت ليا كاميليا .. البنت اللي سابتها مامتها .. من و هى صغيرة .. أكيد كانت بنت وحشة .. عشان كده مامتك سابتك صح

لم ترد كاميليا لذلك قال مالك : بطلي تقولي الكلام ده يا سارة .. و المفروض تحترميها .. عشان هى أختك الكبيرة .. و أنت متقدريش تنكري ده .. و لو ما اعتذري منها دلوقتي .. و قدام الكل .. الخطوبة مش هتحصل

اندهشت سارة من مالك و دفاعه عن كاميليا و قالت : و أنت اللي يخصك في كده يا مالك .. أنا مش بعتبرها أختي .. و مستحيل أعتبرها كده .. و يا ريت متدخلش بينا

مالك بنفاذ صبر : أنا قلت اللي عندي يا سارة .. لو ما اعتذرتي حالا ل كاميليا .. و قدام الكل .. مفيش خطوبة

نظرت سارة ل كاميليا نظرة كره و قالت : أنا آسفة ثم ذهبت إلى غرفتها و هى تذرف الدموع

بعد أن ذهبت سارة ذهب الجميع أيضاً و أم كاميليا كانت تريد أن تذهب و تضمها لكن زوجها أمسك بيدها و أخذها معه بالقوة و وقفت كاميليا وحيدة مجدداً ثم ذهبت لغرفتها و أقفلت الباب بالمفتاح و جلست خلفه تبكي بشدة

بعد مرور عدة دقائق دق أحدهم على الباب ففتحت و وجدته مالك

بقلم زهرة التوليب

رواية زهرتي الخاصة الفصل الخامس 

نظرت له كاميليا بعينين باردتين و قالت بضيق : نعم

رد مالك بنبرة شفقة عليها قائلاً : أنا كنت جاى أقولك .. برافو عليكي عشان كنتي قوية .. و مسكتي نفسك النهارده .. و ما اشتغلتي عياط زى العيال الصغيرة .. بس اللي شايفه قدامي .. إنك كنتي بتعيطي .. و عينيكي ورمت من كتر العياط .. حرام اللي بتعمليه في نفسك ده

قالت كاميليا في نفسها : يا رب صبرني على البرود

ردت كاميليا بنبرة مستفزة قائلة : ينفع بلاش تدخل في حياتي .. ممكن تطلع براها .. خليك في حالك أحسن ليك .. و حاجة كمان أنا مش هشتغل سكرتيرة عندك .. شوف ليك حد غيري و أغلقت الباب في وجهه ثم فتحته مجدداً و قالت : متنساش تجيب عمر من المدرسة .. و لو مش هتجيبه قول ل عمو رأفت يجيبه و أغلقت الباب في وجهه بعصبية

بعد حوالى ساعة فتحت كاميليا باب غرفتها و هو لم يكن موجودا لذلك ذهبت تراقب والدتها من بعيد كما كانت تفعل و هى صغيرة

كانت والدتها تتحدث مع سارة و تقول لها بفرح : امتى قرر مالك تعملوا الخطوبة ؟

ردت عليها سارة بكل سعادة قائلة : طنط جميلة قالت .. الخطوبة بعد يومين

احتضنتها والدتها و قالت : ألف مبروك يا بنتي .. ربنا يتمم ليكي على خير

ظهرت الدموع في عيون كاميليا اليوم هو أسوأ يوم في حياتها بلا أدنى شك الشخص الذي أحبته منذ الصغر سيخطب فتاة غيرها و ليست أى فتاة بل أختها من والدتها التي تركتها منذ أن كانت صغيرة لتتزوج كم هذه الحياة ظالمة

عندما كانت تراقبهم بعيون باكية همس أحدهم في أذنها قائلاً : الجميل زعلان ليه ؟

خافت كاميليا و قالت و هى متوترة : حضرتك مين ؟

كان شاباً طويل القامة لديه عيون خضراء زمردية شعره أشقر و بشرته بيضاء مرتديا بدلة رسمية لونها أسود زادته وسامة

اعتذر الشاب بلطف قائلاً : أنا آسف .. عشان خضيتك .. مكنش قصدي أعمل كده و مد يده قائلاً : المهم أنا آدم الطريفي عمري 25 سنة رجل أعمال و حضرتك ؟

ردت كاميليا بابتسامة لطيفة قائلة : اتشرفت بمعرفتك .. بس أنا مش بسلم على رجالة

أبعد يديه و قال بخجل : أنا آسف .. مكنتش أعرف .. طيب ممكن نتعرف ؟ و لا كمان مش هينفع

ردت كاميليا بضيق قائلة : لا عادي .. أنا اسمي كاميليا خالد .. عندي 22 سنة .. لسه بدرس في كلية الهندسة .. و بشتغل في القصر ده و حضرتك بتعمل ايه هنا ؟

أجابها آدم بابتسامة ساحرة قائلاً : أنا صديق مالك .. و كمان في بينا شغل .. و هو دعاني على خطبته من الآنسة سارة بنت عمه

قاطع حديثهم مجئ مالك حيث أمسك بذراع آدم و أخذه معه أما كاميليا تابعت النظر إلى والدتها بعيون باكية

مر يومين لم يحدث فيهما شئ مهم كانت كاميليا تذهب إلى كليتها و تعود تعد الطعام و تضعه على المائدة ثم تذهب لغرفة عمر أو غرفتها و لم ترى أبدا آدم مجدداً فهو دائماً مشغول بالعمل مع مالك حتى جاء يوم خطبة مالك و سارة فكان يجب عليها تجهيز الحلويات و الطعام بكميات كبيرة لوحدها لذلك سهرت طوال الليل تعد الطعام و انتهت قبل بدء الخطبة بساعتين

كان منظرها بشع عندما انتهت جسدها متعب و عيونها متعبة من السهر لكن مع كل هذا التعب قررت أن تحضر الخطبة لذلك ذهبت إلى غرفتها و ارتدت فستانا لونه أبيض و به ورود باللون الأصفر و ارتدت عليه حجاب باللون الأصفر و اضطرت إلى وضع المكياج مع أنها لا تحبه لكن فعلت ذلك لتخفي السواد الذي تحت عيونها لتخفي علامات التعب و الإرهاق التي على وجهها و ترتدي قناع السعادة

خرجت كاميليا من غرفتها و وصلت إلى القاعة الكبيرة التي في القصر و عندما كانت واقفة بمفردها اقترب منها شاب و قال : أهلاً مرة تانية .. آنسة كاميليا

لقد كان آدم و في هذه المرة كان أنيقاً جدا أكثر من أول لقاء بينهما

ردت كاميليا بوجه بشوش قائلة : أهلا مرة تانية .. آدم بيه

قاطعها آدم قائلاً : قوليلي آدم بس .. مش بحب حد يقولي بيه .. المهم أنت عاملة ايه ؟

ردت كاميليا بابتسامة جميلة قائلة : الحمد لله تمام ثم أخرجت كاميليا هاتفها و قالت ايه رأيك نتصور مع بعض صورة للذكرى ؟

فرح آدم و قال : آه طبعاً ثم التقطت كاميليا صورة لهما معا بالكاميرا الأمامية لهاتفها

قاطع حديثهم مجئ مالك و كان وسيما جدا و متألقاً و لما لا يكون كذلك فاليوم يوم خطبته و يجب أن يكون أوسم شخص في الحفلة لكن ما دهش آدم و كاميليا هو أنه أمسك بيدها و سحبها خلفه إلى أن وصلا إلى الشرفة ثم ترك يدها و قال بصوت غاضب جداً : ايه القرف اللي أنتي عملتيه ده ؟

ردت كاميليا بكل براءة قائلة : عملت ايه ؟

ازداد غضب مالك أكثر لأنها لم تدرك بعد ما فعلته و قال : إياكي تقفي تاني مع آدم .. أنت فاهمة .. يا آنسة كاميليا

سألته كاميليا باندهاش قائلة : ليه ؟

أجابها مالك بكلام صدمها بشدة : عشان انتي مش من مقامه .. أنا مش عايز صحبي و عشرة عمري .. يتجوز واحدة مش من مقامه .. هو يستاهل واحدة أحسن منك .. انتوا الاتنين مش من مقام بعض .. و مش مناسبين لبعض .. لو اتجوزتيه هتكوني واحدة استغلالية .. اتجوزته عشان فلوسه .. مش أكتر و تركها مصدومة من هذا الكلام و رحل

نزلت دموع كاميليا لقد جرحها الآن بكل ما تعنيه الكلمة كيف يقول لها أنها واحدة منهم و ليست خادمة في هذا المنزل و في ذات الوقت يقول أنها ليست من مستوى صديقته هى لم تعد تدرك شيئاً لكن ذلك لا يهمها الآن فقد جرحها و انتهى الأمر

مسحت كاميليا دموعها بسرعة عندما جاء آدم الذي سألها بنبرة قلقة قائلاً : خير حصل ايه ؟ مالك زعلك في حاجة ؟

ابتسمت كاميليا رغماً عنها و قالت : لا .. هو بس كان بيديني درس

فجأة تجمع الجميع فقد حان الوقت الآن مالك سيضع الخاتم في إصبع أختها سارة من أمها كم هذا حزين

بعد أن وضع الخاتم في إصبعها نزلت الدموع على خدها دون أن تشعر لكنها أدارت وجهها الناحية الأخرى و مسحت دموعها بسرعة عندما وجدت مالك ينظر إليها

وضعت سارة الخاتم في إصبعه و بدأ الجميع بقول كلمات التهاني لهم بمناسبة الخطبة و الأسوأ أنها كانت يجب أن تقول لهم هذه الكلمات أيضاً لكن هل تستطيع هى فعل ذلك ؟ هل تستطيع أن تقول تلك الكلمات دون أن تضعف و تبكي أمامه

تقدمت كاميليا لهم برفقة آدم و قال بابتسامة مصطنعة : ألف مبروك .. ربنا يتمم ليكم على خير .. و يسعدكم

نظرت لها سارة نظرات مليئة بالحقد و الكره كعادتها و لم تقل شيئاً أما مالك قال بنفس الابتسامة التي تحبها دائماً : الله يبارك فيكي

قال لهم آدم أيضًا : ألف مبروك يا صاحبي .. ربنا يتمم ليك على خير .. و يسعدك

رد مالك عليه بضحك قائلاً : عقبالك أنت كمان .. ما ترتبط بواحدة تخلي حياتك نكد

ابتسم آدم و قال و هو ينظر إلى كاميليا : لا أنا هرتبط بأحلى واحدة في العالم ثم أخرج علبة بها خاتم من جيبه و ركع على قدم واحدة ثم فتح العلبة و قال و هو ينظر لعيون كاميليا مباشرة : أنا بس أعرفك من يومين .. بس و الله حبيتك .. تقبلي تكوني شريكة حياتي .. و تتجوزيني

اندهشت كاميليا مما سمعته و تذكرت كلام مالك منذ قليل هل كان يا ترى يعلم ما سيفعله صديقه آدم لذلك قال هذا الكلام لها قبل قليل

نظرت كاميليا لمالك ف هز رأسه بمعنى لا لكن كاميليا قررت أن توافق هى تريد أن تعطي آدم فرصة و تنسى مالك و تكمل حياتها معه كما فعل هو و نسى كل شئ و أكمل حياته مع أختها سارة لذلك قالت ل آدم بابتسامة ساحرة : أنا موافقة فوضع الخاتم في اصبعها على الفور و قال : شكراً .. اوعدك مش هخذلك .. و هكون أحسن راجل تتمنيه في العالم

رواية زهرتي الخاصة الفصل السادس 

بعد أن تمت خطبة آدم و كاميليا أيضاً بدأ الجميع بقول كلمات التهاني لهم و نسوا تماماً أن هذه الخطبة لمالك و سارة لكن كان هناك بعض الفتيات يتحدثن مع بعضهن و قالت إحداهن : شايفه الطريقة اللي عبر بيها عن إعجابه .. ده مش بيحصل حتى في الأفلام .. بس حصل في الواقع

قالت أخرى تكملة لكلامها : و لا شكله .. تحسيه واحد أجنبي كده .. و ابتسامته .. كله على بعضه حلو

قالت إحداهن و هى منزعجة : بس هى مش مناسبة ليه خالص .. المفروض كانت شريكته واحدة غنية .. و من عيلة كبيرة و مرموقة زيه .. مش واحدة مامتها متجوزة راجل تاني .. و خلت بنتها هنا تشتغل خدامة مكانها .. و أبوها ميت .. ده حتى هو طلب منها قدام الناس .. عشان مش عارف يروح يطلبها من مين

بعد أن انفض الحفل ذهبت جميلة و قالت ل آدم و كاميليا بغضب : أنا مش موافقة على الجوازه دي

سألها آدم بلطف كعادته قائلاً : ليه بس يا طنط ؟

ردت جميلة عليه بنبرة حادة قائلة : انتوا الاتنين مش مناسبين لبعض .. كاميليا ما عندها أهل غير أمها و كمان أمها شالت منها ايديها .. أنت واحد من عائلة كبيرة و مهمة في مصر .. هى فقيرة و أنت غني .. هى قضت حياتها في مصر .. و كمان بتشتغل خدامة في البيت ده من و هى صغيرة .. أنت قضيت حياتك في أمريكا .. و الناس اللي بتخدمك مش أنت اللي تخدم .. و بعدين يعتبر أنا و معتصم أولياء أمورها .. عشان احنا اللي ربناها .. و مش موافقين نجوزها ليك و أمسكت جميلة بيد كاميليا لتخرج الخاتم من إصبعها و كاميليا مستسلمة لها و تجمعت الدموع في عينيها لأن كلامها نفس كلام مالك و لما لا يكون كذلك ؟ أليس هو ابنها ؟

تدخل آدم و أفلت يد كاميليا من يد جميلة و قال : أنا مش مهم عندي ايه الظروف اللي عاشتها كاميليا و هى صغيرة .. مش ذنبها إن أبوها مات .. مش ذنبها إن مامتها اتجوزت و سابتها .. مش ذنبها إن هى فقيرة أو خدامة .. أنا حبيتها بدون سبب .. و أظن هو ده أفضل حب .. حب من غير مصلحة .. كاميليا دخلت قلبي بدون استئذان .. و أنا مستحيل أتنازل عنها لأى حد أو لأى سبب

صبغ وجه كاميليا باللون الأحمر تماماً و هى تسمع كلامه هل ما زال هناك أحد في هذه الحياة يحب أحداً دون أن يقارن نفسه بشريك حياته فيما فرضته الحياة عليهما لا يهتم إن كان لديها مال أو عائلة فقط يهتم لها

قاطعته جميلة قائلة : تمام .. فهمنا إن أنت بتحب كاميليا .. بس يا ترى هى كمان بتحبك .. و لا بتستغلك .. عشان معاك فلوس ثم قالت ل كاميليا : طبعاً شاب محترم زى آدم .. عنده فلوس و أملاك .. و من عيلة كبيرة .. لا و كمان متمسك بيكي و بيحبك .. طبعا لازم توافقي عليه .. تبقي هبلة و عبيطة لو رفضتي واحد لقطة زيه

تدخل معتصم و قال : أنا موافق على الجوازه .. يا جميلة .. ألف مبروك ليكم انتوا الاتنين .. يا ريت بس يا آدم تجيب أهلك .. عشان نتفق على كل حاجة .. عشان لو أهلك مش موافقين على الجوازه .. مستحيل تتجوز كاميليا .. أنا أبو كاميليا يا آدم .. فاهم

أجابه آدم بأسلوب لطيف قائلاً : طبعاً فاهم يا عمي .. دلوقتي هتصل عليهم .. عشان يحجزوا في أقرب طيارة على مصر و ذهب آدم ليجري اتصالاً مع والده و يخبره بما حدث

فرحت كاميليا كثيراً من كلام معتصم لقد كانت دائما ما يعتني بها و يهتم ل أمرها كأنها ابنته تماماً لكن هى لا تعرف ما الذي غيره منذ ثلاثة أيام

ذهبت كاميليا إلى غرفتها و هى لا تعلم هل تحزن لأن مالك أصبح بعيداً عنها الآن أو تسعد لأن هناك شخص أحبها دون مقابل و عرض عليها الزواج و هى ليس لديها مشاعر اتجاهه و لكن لا أحد يعلم ربما في يوم من الأيام تقع بحب آدم و تنسى مالك حبها الأول و حب الطفولة مع أنهم يقولون أن الحب الأول لا ينسى

وصلت كاميليا إلى غرفتها و وجدت مالك يقف أمام الباب يبدو أنه كان ينتظرها و ملامح وجهه لا تبشر بالخير لكن الأمر المحير هنا لماذا هو منزعج من ارتباطها ب آدم مع أنه من المفترض أن يكون سعيداً لأنه قريباً سيتزوج أختها سارة

اقتربت كاميليا لتدخل إلى غرفتها متجاهلة وجود مالك لكنه قال بنبرة هادئة و ملامح لا تبشر بالخير : أنا مش قلت ليكي ترفضي .. وافقتي ليه ؟ من امتى و أنتي بتعصي ليا أى أمر ؟ فينك و أنت صغيرة ؟ لما كنتي بتسمعي كلامي .. و تنفذيه بالحرف .. فين كاميليا القديمة المطيعة ؟

غضبت كاميليا كثيراً من كلامه و قالت بنبرة تملؤها الغضب : مالك بيه .. أنا قلت ليك قبل كده .. خليك في حالك .. و بلاش تدخل في حياتي .. و أنا مكنتش مطيعة .. أنا كنت بس بستحملك .. و باخدك على قد عقلك .. لكن المرة دي مش هينفع .. آدم شاب كويس و محترم .. و مليون بنت تتمناه .. أرفضه ليه ؟ مفيش سبب مقنع

قاطعها مالك قائلاً : لا في سبب .. في إنك بتحبيني أنا و بس .. و أنتي عملتي كده عشان تنسي حبك ليا .. بس لازم تعرفي إن اللي بتعمليه ده .. هو الغباء بحد ذاته

لقد صدمها الآن حقا كانت تريد أن تقول أشياء كثيرة و لكن عندما ختم جملته بموضوع حبها له لم تعد تستطيع أن تتحدث هل يمكن أن يكون هناك شخص فظ و قاسي و أناني و بارد إلى هذه الدرجة ؟ هل يمكن أن تجتمع كل هذه الخصال السيئة في رجل واحد و تكون كاميليا هى من تقع بحبه

بعد أن قال هذا الكلام اللعين الذي كسر قلبها و حطمه اربا اربا ذهب و تركها واقفة عند غرفتها مصدومة هل يعقل ما سمعته ؟ هل هذا هو الشخص الذي أحبته و تعلقت به كثيراً منذ أكثر من 13 سنة و حتى الآن

دخلت كاميليا إلى غرفتها و أغلقت الباب على نفسها و ارتمت على السرير ثم انفجرت باكية منذ أن أتى و هو لا يفعل شيئاً سوى قول الكلام الجارح لها و قد أصبح بارداً و قاسياً بشكل لا يصدق صحيح كما يقولون الغربة تقسي القلوب

في الصباح استيقظت كاميليا و كعادتها أخذت حماما ساخنا و استعدت للذهاب إلى الجامعة حيث ارتدت فستان لونه أبيض و به زهور باللون الزهري و ارتدت عليه حجاب لونه زهري أيضاً ثم أدت فريضتها و ذهبت لإعداد الفطور و عندما انتهت ذهبت لإيقاظ عمر كعادتها

دخلت إلى غرفة عمر و فتحت الستائر فقال عمر بصوت عالي : اطلعي بره اوضتي .. مش عايز أشوفك تاني .. يا كاميلا

اقتربت كاميليا منه و قالت بحزن : ليه يا عمر بتقول كده .. أنا زعلتك في حاجة

استمر عمر بالصراخ قائلاً : أنا قلتلك ابعدي عني .. مش عايز أشوف وشك ده تاني

استغربت كاميليا ما يقوله عمر ماذا حدث له يا تري ؟ هل أصيب بالعدوى من أخيه ؟ و أصبح طوال الوقت غاضب و بارد و قاسي أم أن هناك شئ فعلته كاميليا أثار غضبه

قالت كاميليا في نفسها : يا ربي .. الاتنين دول أنا تعبت منهم .. مش كفايه أخوه البارد .. و دلوقتي هو .. شكل عدوى مالك البارد انتقلت ليه .. أعمل ايه بس يا ربي .. اتصرف ازاى

قالت كاميليا بحزن مصطنع : يا عمر .. أنا تعبت .. مش هتبقى أنت و والدنيا على .. أنا عملت ايه غلط .. أرجوك قولي .. يرضيك كده أنا زعلانه دلوقتي .. عشان أنت زعلان مني

احتضن عمر كاميليا و قال و هو يبكي : أنت خلاص هتتجوزي .. و تسبيني و تسافري كاليفورنيا .. أنا مش هستحمل أبعد عنك .. عشان كده ببعدك عني من دلوقتي .. عشان لما تمشي أكون اتعودت على غيابك

ضحكت كاميليا عليه و قالت : أنت عبيط يا ابني .. أنا مستحيل أبعد عنك أبدا .. أنت يا إما هتيجي معايا .. يا ٱما هعقد معاك .. احنا مستحيل نسيب بعض

فرح عمر كثيراً و قال بندم : أنا آسف يا كاميلا .. عشان جرحتك .. و قلت ليكي الكلام ده

ربتت كاميليا على رأسه و قالت : مفيش مشكلة .. بس المرة الجاية تواجهني .. اتفقنا يا عمر

رد عمر بصوت طفولي قائلاً : اتفقنا و ذهب ليجهز نفسه للمدرسة

بعد أن جهز عمر نفسه و صففت له شعره نزلا معا إلى الأسفل و ألقى عليهم تحية الصباح ثم جلس لتناول الفطور أما كاميليا قررت أن تذهب للجامعة فلحق بها آدم و قال : كاميليا

توقفت كاميليا و قالت : صباح الخير آدم

رد آدم بابتسامة لطيفة قائلاً : صباح الخير حبيبتي .. تعالي أوصلك الجامعة


رواية زهرتي الخاصة الفصل السابع



الرواية متوفرة كاملة على مدونة يوتوبيا
ولكن لا تظهر سوى لمن يُعلق على هذا المقال.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-