رواية حطام عشق الحلقة الرابعة 4 بقلم سارة علي

 رواية حطام عشق الحلقة الرابعة 4 بقلم سارة علي

رواية حطام عشق الجزء الرابع 

رواية حطام عشق الحلقة الرابعة 4 بقلم سارة علي


رواية حطام عشق البارت الرابع 

بعد مرور يومين
وقف كلا من صلاح وساهر أمام حسام وأخيه ليث ينظران إلى بعضهم البعض بتحدي واضح ..
كان الأربعة يقفون أمام مكتب الضابط المسؤول عن التحقيق في القضية والذي أخذ يراقبهم بنظرات غير مرتاحة فهو يعلم جيدا عن العداء السافر الذي يجمع أفراد عائلتيهما ..
" تفضل سيد حسام ، إجلس هنا من فضلك فأنت ما زلت في دور النقاهة .."
قالها الضابط ظافر وهو يشير إلى المقعد الجانبي لمكتبه ليتقدم حسام بخطوات مترفعة ويجلس أمامه ويقول بلهجة باردة ذات مغزى :
" في الحقيقة لقد جئت للتنازل عن حقي في القضية ، فلا رغبة لي في التسبب بحبس ودمار مستقبل شاب أوقعه تهوره في خطأ غير مقصود .."
منحه ساهر نظرات قوية بينما تحفز صلاح للعراك حيث تقدم نحوه لا إراديا وهو يهتف بنبرة عالية :
" عن أي شاب تتحدث ..؟! تقصدني أنا ، أليس كذلك ..؟!"
مسكه ساهر من ذراعه وأوقفه عما ينوي فعله بينما أكمل حسام ببرود غير أبها بما يحدث أمامه :
" من فضلك لننهي هذه القضية فأنا مرهق قليلا .."
قال صلاح بحدة :
" لن ننهيها .."
ثم أشار إلى حسام قائلا :
" هل تظننا خائفين منكم ..؟! أم إننا نتوسل عفوكم ..؟!"
لم يبالِ حسام بما يقوله حيث أكمل موجها حديثه الى ظافر :
" هل تحتاج الى وجود المحامي الخاص بي ..؟!"
رد ظافر بهدوء وهو ينظر بطرف عينيه إلى صلاح ذو النظرة المتحفزة :
" بإمكانك ترك المحامي لينهي القضية ، فقط وقع على هذه الورقة .."
مد ظافر يده بورقة التنازل نحوه ليأخذها حسام منه ويوقع عليها بالفور ثم نهض حسام من مكانه وتحرك خارج غرفة الضابط يتبعه ليث بينما يقف ساهر في وجه صلاح حائلا بينه وبين حسام وأخيه ..
تنحنح ظافر قائلا بلهجته الحازمة :
" بإمكان السيد صلاح أن يخرج من هنا بعدما ينهي جميع الإجراءات المطلوبة منه .."
رد صلاح بنبرة قوية عالية :
" لن أخرج من هنا .. وسأخذ عقوبتي كاملة .."
" لقد تنازل السيد حسام عن ..."
لم يستطع ظافر أن ينهي كلماته حيث قاطعه صلاح بغضب :
" ليلعن الله السيد حسام ، هل يظن بإننا نطلب عفوه عني .."
" صلاح يكفي .."
قالها ساهر أخيرا محاولا إيقاف صلاح عند حده ثم أكمل بنفس اللهجة القوية :
" لننهي الإجراءات ونخرج من هنا .."
" لن أنهي أي شيء .."
قالها صلاح بعناد لينهره ساهر بضيق :
" صلاح ..!!"
" قلت لن أنهي أية إجراءات .."
" يكفي يا صلاح .."
قالها ساهر بحدة ونفاذ صبر قبل أن يسحبه من يديه ويتجه به نحو ظافر لينهي الإجراءات ..
.................................................................................
خرج حسام من مركز الشرطة ليأخذ نفسا عميقا عدة مرات قبل أن ينظر إلى أخيه ليث الواجم ويقول بهدوء جلي :
" تبدو منزعجا للغاية .."
غمغم ليث ببرود :
" كثيرا .. كثيرا يا حسام .."
" ليث ، اسمعني .."
قاطعه ليث بضيق :
" لا أريد سماع أي شيء يا أخي .. الكبير .."
زفر حسام أنفاسه وقال محاولا إصلاح موقفه أمام أخيه الأصغر :
" لا تلومني كثيرا يا ليث ، لم يكن أمامي خيار أخر غير هذا ..."
قال ليث بنبرة غير مصدقة :
" أنتَ تمزح بالتأكيد ، تتحدث عن الخيارات بينما أنت إخترت الأسوء بينهم ..!!"
صرخ به حسام وقد بدأ صبره ينفذ :
" لم يكن أمامي خيارا أخرا يا ليث .."
قال ليث بجمود :
" حتى لو ، لم يكن عليك التلاعب بشرف فتاة لا ذنب لها بهذه الحرب .."
أغمض حسام عينيه بوهن بينما رمقه ليث بنظرات مستاءة قبل أن ينسحب من المكان تاركا حسام لوحده والذي فتح عينيه أخيرا ثم أخرج هاتفه من جيبه وأجرى إتصالًا سريعا بصديقه أكمل فهو يتصل به منذ يوم الزفاف ولا يجد ردا منه ..
أجابه أكمل أخيرا وهو يهتف بنبرة باردة مقتضبة :
" نعم ..!!"
" لماذا لم تجب على أيا من إتصالاتي يا أكمل ..؟!"
قالها حسام بنبرة معاتبة ليبتسم أكمل ملأ فمه قبل أن يرد ساخرا :
" وماذا يُفترض بي أن أفعل بعدما قمت به يا سيد حسام ..؟!"
" لا تتحدث معي بهذه الطريقة .."
قالها حسام متضايقا من نبرة السخرية التي يحدثه بها أكمل ليرد الأخير ببرود :
" أنا حر في الطريقة التي أتحدث بها معك .. هذا أولا ..
ثانيا ، ماذا تريد مني ..؟!"
تحدث حسام بغضب :
" ما هذه الطريقة يا أكمل ..؟! أنا كنت أصارع الموت بينما أنتَ تتحدث معي هكذا وتلومني .."
" عفوا ..؟! ماذا تقصد ..؟!"
سألته أكمل متعجبا مما قاله حسام ليزفر حسام نفسا عميقا قبل أن يهتف بهدوء :
" كنت في المشفى ، لقد طعنتني غزل بالسكين .."
غمغم أكمل بعدم تصديق :
" أنتَ تمزح بالتأكيد ..!!"
رد حسام عليه :
" أنا لا امزح يا أكمل ، ما زال الجرح حيا داخلي .."
" يا إلهي ، وكيف وضعك الأن..؟!"
سأله أكمل بقلق واضح ليرد حسام مطمئنا إياه :
" لا تقلق ، لقد أصبحتُ أفضل الأن .."
" وغزل ..؟! ماذا حدث بها ..؟!"
سألته أكمل بنفس القلق ليرد حسام بشرود :
" لا أعلم ، لكنني أتمنى أن أعلم يا أكمل .."
حل الصمت بينهما للحظات .. صمت قطعه أكمل وهو يقول بخفوت :
" دعها وشأنها يا حسام ، يكفيها ما جرى لها منك ..."
..................................................................................
جلس صلاح أمام ظافر الذي إنتهى أخيرا من جميع إجراءات التنازل ..
كان ساهر يقف بجانب صلاح ينتظر إنهاء كل شيء قبل أن يسحب صلاح من يده ويخرج من مركز الشرطة ..
" لقد إنتهينا من جميع الإجراءات ، بإمكانكما الخروج الأن .."
قالها ظافر منهيا ساعة كاملة من الإنتظار ليتمتم ساهر بهدوء :
" جيد ، لنخرج يا صلاح .."
نهض صلاح الغاضب من مكانه وخرج من غرفة الضابط دون أن يشكره حتى بينما شكره ساهر وخرج مسرعا يلحق بصلاح قبل أن يرتكب مصيبة جديدة ..
وجده يسير بخطوات سريعة غاضبة داخل ممر المركز ليسير خلفه مسرعا وهو ينادي عليه بإسمه :
" صلاح .. انتظر .."
توقف صلاح عن سيره وإلتفت نحوه أخيرا يرمقه بنظرات حادة قبل أن يسأله بملل :
" ماذا هناك يا ساهر ..؟!"
سأله ساهر بدوره :
" إلى أين أنت ذاهب ..؟!"
رد صلاح وهو يرفع بصره نحو الأعلى بنفاذ صبر :
" إلى الجحيم ..."
صاح ساهر به محذرا :
" صلاح ، لا تتحدث معي بهذه الطريقة .."
ثم أكمل بهدوء :
" لن أتركك تذهب وحدك وتفتعل لنا المشاكل .."
قال صلاح بتحذير :
" إنتبه على حديثك يا ساهر ، أنا لا أفتعل المشاكل كما تدعي ، مراقبتي لذلك اللعين أنقذت غزل من فضيحة أخرى .."
رد ساهر محاولا إمتصاص غضبه :
" أنا لا أنكر أنه بسببك تم إنقاذ غزل من مشكلة كبيرة ، ولكن هذا لا يمنع أنك تصرفت لوحدك دون مشورة منا .."
" ماذا تريدون الأن ..؟! أقيموا عليَّ الحد هيا .."
كان صلاح يتحدث بنبرة عالية حينما اقترب تيام منهما وهو يقول بجدية :
" ماذا يحدث هنا ..؟! أصواتكما وصلت إلى أخر الممر .."
قال ساهر :
" بل صوت ابن عمك هو من وصل إلى الصين .."
" لماذا جئت أنتَ الأخر ..؟! هل تحب رؤيتي هكذا ..؟!"
قالها صلاح بعصبية شديدة ليهتف تيام بهدوء :
" إهدأ يا إبن العم ، لقد جئت بناء على طلب والدك الذي أرسلني كي أطمئن عليك .."
" والدي ..!! متى عاد من السفر ..؟!"
سأله صلاح بصدمة ليرد تيام بجدية :
" صباح اليوم بعدما علم بما حدث .."
قال ساهر أخيرا :
" لنخرج من هنا الأن فوقوفنا نحن الثلاثة هنا بهذا الشكل غير لطيف على الإطلاق .."
...................................................................................
في مشفى الأمراض العصبية والنفسية ..
كانت غزل تجلس على سرير المشفى في إحدى الغرف الحديثة تنظر أمامها بشرود تلك غير واعية لأي شيء ..
كانت تفكر بشخص واحد فقط رغما عن كل شيء ..
شخص ما زال يشغل الحيز الأكبر من عقلها .. وربما قلبها أيضا ..
فُتِح الباب ودلفت إلى الغرفة طبيبة صغيرة في السن وسارت متقدمة نحوها لتلتفت غزل إليها وترميها بنظرات هادئة لا توحي بشيء ..
منحتها الطبيبة والتي بدت في العقد الثالث من عمرها إبتسامة واسعة قبل أن تهتف معرفة عن نفسها :
" مرحبا ، غزل ، أليس كذلك ..؟!"
اومأت غزل برأسها دون رد لتشير الطبيبة بإصبعها إلى نفسها معرفة عنها :
" أنا أية ، الطبيبة المسؤولة عن علاج حالتك .."
أشاحت غزل وجهها بعيدا عنها وأخذت تأفف بضيق لتحتفظ أية بإبتسامتها وهي تجلس أمامها على الكرسي الجانبي بغرفتها وتهتف بهدوء :
" كان المفترض أن أكذب عليكِ وأخبركِ أنني صديقة جديدة لك أو مجرد موظفة هنا لكنني أبيتُ هذا بعدما أخبروني عن ذكائك وشدة ملاحظتك اللاتي لن تخطئان في تصنيفي كطبيبة .."
جذبت كلماتها غزل التي التفتت نحوها من جديد ترمقها بنظرات فضوليه قبل أن تسألها بفضول :
" هل تستخدمين تلك الطريقة مع بعض المرضى ..؟!"
ردت أية بجدية :
" أحيانا ، ولكن ليس مع الأذكياء مثلك .."
" أنا لستُ بمريضة .."
قالتها غزل بحدة وهي عاقدة حاجبيها الإثنين بغضب لتقول أية بثقة دون أن تتوتر أو ترتبك :
" أنا لم أقل أنكِ مريضة ، أنتِ فقط متعبة قليلا .."
ردت غزل بألم :
" ليس قليلا ، بل متعبة للغاية .."
منحتها أية إبتسامة وقالت :
" ونحن هنا كي نسعدك .."
ترقرت الدموع داخل عيني غزل التي هتفت بصوت مبحوح والذكريات السيئة عادت إليها :
" لا يوجد شيء يسعدني أبدا بعد كل ما حدث .."
تنهدت أيه وقالت بقوة :
" أنتِ ما زلتِ صغيرة .. صغيرة للغاية .. يجب أن تفهمي أنه لا يوجد شيء ثابت ومستمر للأبد .. لا بد للسعادة أن تختفي وللحزن أن ينجلي يوما .."
" لا أظن هذا .."
غمغمت غزل بها بشرود لتقول أية بحماس :
" هل تراهنين..؟!"
نظرت إليها غزل بملل وقالت :
" لا تتعاملي معي وكأنني طفلة .."
أعادت أية خصلات شعرها خلف أذنها وهتفت بصوت جاد :
" أنا لا أتعامل معكِ على هذا الأساس يا غزل .. أنا فقط أتصرف بطبيعتي .."
لم تقتنع غزل بحديثها ولكنها هزت رأسها دون رد لتنهض أية من مكانها وتهتف بها :
" تبدين متعبة ، سأترككِ اليوم لوحدك كي تستريحي قليلا قبل أن نبدأ جلساتنا غدا .."
لم تجبها غزل بل ظلت تنظر أمامها بشرود لتأخذ أية نفسا عميقا قبل ان تخرج من الغرفة لتجد رشاد والد غزل أمامها وهو قد رأها وتعرغ عليها مسبقا قبل أن تدخل إليها وبجانبه شاب طويل وسيم تراه للمرة الإولى ..
تقدم رشاد نحوها وسألها بلهفة :
" كيف حالها يا دكتورة ..؟! طمنيني عنها .."
منحته أية إبتسامة صادقة قبل أن تهتف بحنو :
" إنها بخير ، لا تقلق عليها .."
" حقا ..؟!"
سألها رشاد بعدم تصديق لتومأ أية برأسها مؤكدة ما قالته ..
سألها رشاد مرة أخرى والقلق لا ينفك أن يعود إليه :
" وماذا إن حاولت أن تؤذي نفسها مجددا ..؟!"
ردت أية بجدية :
" مبدئيا لا أظن أنها من الممكن أن تفعل شيء كهذا مجددا ..لذا أفكر في التعامل معها بثقة و .."
قاطعها ساهر بتهكم :
" وهل سنخاطر بحياة ابنتنا بناء على ظنونك .."
رمقته أية بنظرات ذاهلة غير مصدقة ما تفوه به هذا الرجل قبل أن ترد بعدم تصديق من إستهانته الواضحة بها :
" عفوا..؟! هل تحاول أن تسخر مني ومن تشخيصي .."
حاول رشاد أن يحتوي الموقف فهتف بهما :
" بالتأكيد لا ولكن .."
قاطعه ساهر مصرا على حديثه :
" الطبببة تشخص حالة ابنتنا بناء على ظنونها .."
ثم أكمل وهو يقترب منها أكثر لتلتقي عيناه الناريتين بعينيها الحادتين :
" أنت تعلمين جيدا أنها حاولت الإنتحار مسبقا ثم كادت أن تقتل شخصا .. كيف تقيمين حالتها بناء على ظنونك ..؟!"
قالت أية بجدية :
" من فضلك يا سيد ، أنا لا أسمح لك .."
تدخل رشاد في الحوار مشيرا إلى ساهر :
" يكفي يا ساهر ، الطبيبة تعرف ماذا تفعل .."
ثم أكمل مشيرا الى أية :
" لا تنزعجي منه يا ابنتي ، هو فقط يخاف على ابنة عمه فهو من رباها ويحبها كثيرا .."
" لا بأس ، ولكن لا أحب أن يشكك أحد بما أقوله ومع هذا أنا منعت من دخول جميع الأشياء الخطرة كالقداحات والسكاكين الى الغرفة .."
" جيد .."
قالها رشاد بخفوت بينما ابتسم ساهر بسخرية لتقابل أية إبتسامته تلك بنظرات باردة قبل أن تتحرك من المكان وهي تلعن ذلك المدعو ساهر بشدة ...

يُتبع ..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-