رواية حطام عشق الحلقة الثانية 2 بقلم سارة علي

 رواية حطام عشق الحلقة الثانية 2 بقلم سارة علي

رواية حطام عشق الجزء الثاني 

رواية حطام عشق الحلقة الثانية 2 بقلم سارة علي


رواية حطام عشق البارت الثاني


الفصل الثاني
لحظة واحدة كادت أن تنهي حياتها لولا تدخل والدها في اللحظة الأخيرة ..
والدها الذي ولج الى الغرفة بالصدفة بحثا عن هاتفه الذي نسيه فيها ..
لم يستوعب ما رأه وهو يجري نحوها كالمجنون ويحيط ساقيها بذراعيه يحاول إنقاذها من موت محتوم ..
ابنته الوحيدة قررت أن تنهي حياتها بيدها ..
كيف فعلت هذا ..؟! كيف تجرأت وضحت بنفسها ..؟! ألا تعلم مدى حبه وتعلقه بها ..؟! هي مدللته الصغيرة وأقرب أبناءه إليه ..
صرخ بصوت عالي مناديا على أي أحد يستطيع إنقاذها معه ...
وبالفعل فتحت الباب إحدى الممرضات التي كانت تمر بجانب الغرفة و انصدمت مما رأته قبل أن تنادي على الناس في الخارج كي يساعدونهم ...
أما غزل فكان جسدها يرتجف بشدة من هول ما مرت به والدموع تغطي وجنتيها بغزارة ...
لا تعرف كيف مر الوقت ووالدها ممسكا بساقيها المهتزين يرفض تحريرهما مرعوبا من فقدانها بينما أشخاص أخرون يحررونها من وضعيتها تلك ...
وأخيرا مددوها على السرير لتنهار باكية بصوت عالي يمزق نياط القلب بينما إحتضنها والدها من الخلف يهتف بدموع حارة :
" لا تبكي يا صغيرتي .. لا تبكي يا غزل .. سأقتله .. أقسم لكِ بأنني سأقتله .."
ازدادت شهقاتها إرتفاعا وهي تستمع لتوعده له بالموت بينما اقترب أحد الأطباء منه وجذبه بالقوة بعيدا عنها قبل أن يفحصها ويتأكد من سلامتها ..
أعطاها الطبيب بعد ذلك إبرة مهدئة غفت على أثرها ثم ما لبث أن أشار الى والدها قائلا :
" يبدو أنها بحاجة الى مراقبة وعناية خاصة .. ما فعلته اليوم يدعو الى القلق الشديد .."
ارتجف قلب الأب وهو يسأله بضعف :
" ماذا لو حدث وكررتها ..؟!"
قال الطبيب بقلة حيلة :
" لهذا أنصح بعرضها على طبيب نفسي بأقرب وقت وربما تحتاج الى بقائها في مشفى الأمراض النفسية لفترة .."
لم يستوعب الأب ما سمعه ، هل استاء الحال بإبنته ليتم حبسها في مشفى الأمراض النفسية ..؟!
صغيرته ذات الثمانية والعشرعاما تعرضت لأقسى أنواع الألم وأبشعه .. وهو كان سببا أساسيًا لهذا ..
هز الأب رأسه بشرود وهو يتحرك خارج الغرفة حيث الأفكار تتداخل داخل رأسه .. أفكار كثيرة ومخيفة ..
أخيرا قرر أن يتصل بإبن أخيه ساهر فهو أكثر من يثق به ويأتمنه على سره ..
" ساهر ، تعال حالا .. غزل حاولت الإنتحار.."
ألقى هذه الكلمات المقتضبة في وجهه ثم أغلق هاتفه ليصل إليه ساهر بعد ثلث ساعة وهو يركض لاهثا قبل أن يسأله بصوت متشنج :
" كيف أصبحت الأن ..؟!"
أجابه رشاد وهو ما زال جالسا على أحد كراسي المشفى بوهن :
" أعطوها إبرة مهدئة وهي نائمة الأن .."
زفر ساهر أنفاسه بإرتياح مبدئي قبل أن يهتف بهدوء جلي :
" سنجد حلا لكل هذا يا عمي ، أعدك بذلك .."
" كيف يا ساهر ..؟! كيف ..؟!"
سأله رشاد بنبرة واهنة ليرد ساهر بجدية :
" أنا سأتزوج غزل يا عمي ..."
لم يستوعب رشاد ما قاله ساهر فهمس مصدوما :
" ماذا تقول أنت ..؟!"
رد ساهر بنفس الهدوء :
" قلت سأتزوج غزل يا عمي ، أنا أطلب يد غزل منك .."
تطلع إليه رشاد بعدم تصديق ولم يعرف ماذا يجب أن يقول في موقف كهذا ..
..................................................................
في قصر عائلة رشدان ..
كان الجميع جالسون على طاولة الطعام ينظرون الى بعضهم بصمت تام ..
ينتظرون قدوم حسام الى المنزل كي يعطيهم تفسيرا لما حدث ليلة البارحة ..
لقد انتشرت الأخبار في الصحف بسرعة كبيرة ..
الجميع يتحدث عن فضيحة عائلة الراوي والتي تمت بفضل ابنهم ..
ابنهم الذي قرر أن يأخذ الثأر لعائلته بنفسه ..
وصل حسام أخيرا الى المنزل ... دلف إلى غرفة الطعام بكامل أناقته ونشاطه .. وكأنه عريس يستعد لزفافه ..
ألقى التحية بهدوء وجلس في مقدمة الطاولة مترأساً إياها لينظر الجميع إلى بعضهم بحيرة قبل أن يهتف أخوه الأصغر ليث به :
" هل يمكنك أن تفسر لنا ما حدث البارحة يا حسام ..؟!"
رد حسام ببديهية :
" الأمر لا يحتاج الى تفسير يا ليث .. كل شيء واضح للغاية .."
تدخلت والدته رِهاف في الحوار قائلة :
" لماذا فعلت هذا يا حسام ..؟! ألم أطلب منك مسبقا أن تبتعد عن أفراد عائلة الراوي ..؟!"
أجابها حسام وهو ينظر إليها بضيق :
" لم يكن أمامي حل أخر .. كان يجب عليّ أن أاخذ بثأر والدي يرحمه الله منه .."
زفرت رهاف نفسا ضيقا وقالت بقلق شديد :
" لكنهم لن يمرروا ما حدث بسلام .. لن يتركوك وشأنك .."
صاح ليث بغضب :
" هل هذا هو المهم ..؟! ابنك تلاعب بشرف فتاة .. ألا تدركين يا أمي مدى سوء وحقارة ما فعله .."
" ليث ..!!"
صاح به حسام محذرا ليقف ليث مكانه مستندا على الطاولة بذراعيه هاتفا بنبرة غليظة :
" ماذا الأن ..؟! هل ستمنعني عن قول الحق يا أخي ..؟! هل تظن أن الرجولة تكمن في إستغلال الفتيات ..؟! منذ متى ونحن ندخل الفتيات في صراعاتنا ..؟!"
نهض حسام من مكانه وقال بلهجة حادة صلبة :
" منذ أن قرروا أن يلعبوا معنا بنذالة .. منذ أن قتلوا والدي أمام عيني .. منذ ذلك للوقت يا ليث .."
رد ليث بنبرة قاسية وعينين محتدتين:
" هذا كله لا يبرر إستغلالك لتلك المسكينة وتلاعبك بشرفها .. ألا تخاف أن يصيب أخواتك ما أصابها ..؟!"
شحب وجه أختيه سما وديمة بينما نظر إليهما حسام بخوف من أن يصيبهما مكروه قبل أن يقول بشجاعة وثقة :
" لا أحد يستطيع الإقتراب من أخواتي ... فأنا أفديهما بروحي .."
هز ليث رأسه بقلة حيلة قبل أن ينسحب من المكان تاركا حسام ووالدته وأختيه لوحدهم ..
نهضت سما من مكانها وهمت بالخروج من المكان ليوقفها حسام بتردد :
" سما .. هل أنتِ بخير ..؟!"
أجابته سما وهي مخفضة رأسها ونظراتها نحو الأسفل :
" كلا ، أنا لست بخير .."
أدمعت عينا ديمة وإرتجف جسدها كليا بينما أكملت سما بدموع واهنة :
" انا خائفة عليك يا حسام .. خائفة أن يصيبك مكروه ما .."
احتضنها حسام بقوة وقال بحنو بالغ :
" لا تخافي يا سما ، أنا هنا بخير .."
ردت سما بوهن وعتاب :
" لماذا فعلت هذا يا أخي ..؟! لماذا إستغليت الفتاة المسكينة ..؟!"
ارتجف قلب حسام داخل أضلعه وهو يستمع الى ما قالته سما لكنه لم بجد أي رد مناسب عليها فقال بصوت خافت خجل :
" سامحيني يا سما ، سامحيني أرجوكِ .."
ثم حررها وخرج بسرعة من المكان هاربا من طيفها او ربما طيف أخرى جاءه في هذه اللحظة الحرجة ..
.................................................................
جاء الليل مجددا وغزل ما زالت نائمة بسبب تأثير الإبرة المخدرة التي أخذتها ..
كانت والدتها تجلس بجانبها وكذلك والدها وساهر بينما رحل أخوانها الثلاثة منذ نصف ساعة بعدما إطمئنوا عليها ..
لقد أخبر الأب الجميع بما فعلته بعدما أقنعه ساهر بضرورة إخبارهم بمحاولة انتحارها كي يتعاطفوا معها قليلا وبالفعل تعاطفوا معها وكثيرا أيضا وأصابهم القلق والخوف الشديد عليها ..
فتحت غزل عينيها ثم عادت وأغلقتها بسرعة وهي تستمع الى حوار والديها وساهر الخافت حيث قال الأخير :
" لقد أوصى الطبيب بإعطائها هذه الحبوب المنومة مبدئيا كي تنام ليلا فهي لم تستطيع النوم بسهولة بسبب ما حدث كما طلب منا بعرضها على الطبيب النفسي بأسرع وقت .."
اومأت غادة برأسها وهي تضع الدواء على الطاولة بينما أكمل ساهر
" لقد تأكدت من خلو الغرفة من أي أدوات حادة أو مثيرة للشبهة ..."
ردت والدتها غادة بجدية :
" أنا سأظل هنا بجانبها ولن أتركها لحظة واحدة ..."
ظلت غزل مغمضة عينيها وهي تستمع الى حديثهما بينما قال الأب بصوت متحشرج :
" وأنا أيضا سأظل بجانبها .."
" اذهب انت وارتاح وأنا سأبقى هنا .."
قالتها غادة ليرد الأب بإصرار :
" لن أتركها لحظة واحدة بعدما حدث .."
لكن ساهر تدخل في الحوار قائلا :
" المشفى لا تسمح ببقاء أكثر من شخص معها .."
تأفف رشاد بضيق بينما قال ساهر بجدية مشيرا إليه :
" لنذهب أنا وأنت يا عمي ونعود هنا منذ الصباح الباكر .."
" كما تشاؤون .."
قالها رشاد بعدم إقتناع قبل أن ينسحب من المكان هو وساهر لتظل غادة مع غزل لوحديهما ..
فتحت غزل عينيها أخيرا بعد فترة من خروجهما ونظرت إلى والدتها التي ابتسمت لها وقالت :
" هل أصبحتِ أفضل الأن ..؟!"
إصطنعت غزل الإبتسامة وقالت:
" بخير .."
ثم أكملت بجدية :
" أنا جائعة للغاية .."
" سأطلب منهم أن يجلبوا لك الطعام حالا ..."
اومأت غزل برأسها موافقة بينما خرجت غادة من الغرفة وإتجهت الى إحدى الممرضات تطلب منها أن تجلب لها الطعام حالا ..
أما غزل فبحثت بين الأدوية عن الدواء المخدرالمنوم الذي أوصى الطبيب بإعطاءه لها مساءا كي تنام بسهولة ..
حملت غزل الدواء وأخذت حبة منها ووضعتها داخل قنينة المياه الخاصة بوالدتها التي أتت بعد لحظات وخلفها إحدى الممرضات التي تكمل طعام العشاء لها ..
وضعت الممرضة الطعام أمامها لتبدأ غزل بتناوله على مضض بينما تتابع والدتها بطرف عينيها وهي تجلس على الكنبة وتتناول المياه خاصتها ..
تنهدت غزل براحة ففكرتها التي خطرت على بالها وهي تستمع لحديث والديها مع ساهر نجحت ...
وبالفعل نامت والدتها بعد فترة قصيرة وأصبح الجو هادئا في المشفى فالساعة تعدت الحادية عشر مساءا ...
حملت غزل ملابسها التي جلبتها والدتها مسبقا لها من المنزل وارتدتها بسرعة قبل أن تنسحب خارجة من المشفى بعدما سرقت محفظة والدتها من جيب حقيبتها ...
أخذت تاكسي سريعا وإتجهت الى أحد المحلات القريبة بحثا عن سكين ...
وجدت ضالتها أخيرا في أحد المحلات الذي كان صاحبه على وشك إغلاقه ..
اشترت السكين وعادت وإستأجرت تاكسي وأعطته عنوان منزل عائلة رشدان حيث حسمت أمرها وقررت الذهاب بعدما خبئت السكين في جيب معطفها ..
يُتبع ...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-