رواية كفر صقر كاملة بقلم أم فاطمة أحمد

رواية كفر صقر كاملة بقلم أم فاطمة أحمد

رواية كفر صقر كاملة بقلم أم فاطمة أحمد

الجزء الأول 

بسمِ الله ونصلى ونسلم على رسول الله
مزيج من السلطة والقوة وقليل من الحب أخرج نبتة صالحة عافرت للخروج بجانب كثير من النباتات الشيطانية التي تتربص بها.
فهل ستخرج تلك النبتة للنور أم سيكون مصيرها الموت المحتوم ؟
فى إحدى قرى محافظة قنا فى صعيد مصر ، تجد التفوات الجلىّ بين طبقة ميسورى الحال وبين الذى بالكاد يجد قوت يومه وفى بعض الأحيان تجده لا يستطيع النوم بمعدته التى تتضور جوعاً.
على أطراف تلك القرية بجانب كان يقبع قصر شامخ تحيطه السياج العالية من كل مكان .
يعلوه صوت نباح الكلاب التى تصيب الكثيرين بالذعر لمجرد الأقتراب منها ، فهى فى حالة شرسة طوال الوقت وتستعد لإلتهام كل من يجرؤ ليقتحم تلك الأسوار العالية .
‌يسكن هذا القصر ( ياسين الدهشورى ) رجل فى بداية عقده الثلاثون وهو طويل القامة ، عريض المنكبين ، عينيه بنية ،شعره كسواد الليل ، بشرته خمريه يخشاه الجميع من سطوته وصوته الجهورى الذى يصيب من حوله بالهلع .
ولكن تتحطم صورته هذه أمام زوجته المتسلطة( ثريا حمدان القناوى) إمرآة متعجرفة تستند بقوتها إلى والداها الذى يخشاه دوما ( ياسين الدهشورى )
( ثريا ) إمرآة فى منتصف العشرينات ، عيناها كالسماء الزرقاء وشعرها يميل للحمرة اكثر منه للسواد ، وبشرتها ناصعة البياض ، تزهو دوماً بجمالها الفتان الساحر أمام زوجها التى فتن بها قبل زواجه وكان من أسرة بسيطة الحال .
فلاش بااك
ياسين منتظرا عند الساقية ..
فتأتى له ( ثريا ) مسرعة متلفتة ورائها بين الحين والآخر .
ياسين تطلع لها بنظرة تطوفها اللهفة ...أنا واخد على خاطرى منيكِ يا ثريا .
ثريا بأنفاس لاهثة....ليه عاد يا ياسين ؟
ياسين....عوجتى ، وانا واجف مستنيكِ من طلعة الشمس .
ثريا....معليش ، غصب عنى ، عجبال معرفت أطلع من الجصر من غير محد ينضرنى .
ياسين بغصة مريرة....لحد ميته بس هنتجابل سرقة إكده ؟
ياما نفسى أجول للعالم كلاته ، إنك حبيبتى وعايزك تبجى مرتى على سنة الله ورسوله .
ثريا بخجل....ياريت يا جلب ثريا ، بس كيف ؟
أبويا لو عرف إنى بجابلك بس ممكن يجطعنى تجتطيع .
ياسين بألم يعتصر قلبه...عارف إنى مش جد المجام ، بس هحبك يا ثريا .
ثريا تفترش عينها الأرض وبخجل......وأنا كومان يا ياسين .
ياسين بحب وإصرار ......خلاص _انا هروح لأبوكى وهطلب يدك منيه ، ومش هخرج من عنديه إلا يا جاتل أو مجتول .
ثريا بخوف...لا لا ،أخاف يجتلوك ، أنا خابرة أبوى زين.
ياسين...هتخافى عليه يا ثريا ؟
ثريا..إيه طبعا ، هخاف ، أنت دنيتى كلاتها.
ياسين.....خلاص سبينى أعافر مع أبوكى لغاية ميوافج.
ثريا متلفتة.....مش عرفة جلبى متوغوش ، أنا هعاود دلوك ألا حد ينضرنى معاك .
ياسين....ماشى عودى دلوك ، بس من النجمة هكون عندكم من النجمة أطلب يدك.
... ... ......
ثريا فى حديقة القصر شاردة و هائمة لدرجة إنها لم تشعر بوجود خادمتها صفية أمامها .
صفية....ست ثريا تحبى أچبلك الوكل إهنه فى الچنينة ولا هتيچى چوه على السفرة ؟
ثريا منشغلة بالتفكير ولا تُجبها .
صفية....ست ثريا ست ثريا _مالك يا حبيبتى؟
ثريا بإنتباه....صفية ! عايزة إيه يا بت ؟
صفية.....ال شغل عقلك يا ست الستات .
ثريا بغصة مريرة...منتى عرفة يا صفية ، هو فيه غيرها الخلفة ، وخايفة ياسين يدور على غيرى عشانها .
صفية...لا متجوليش إكده ، هو فيه إبنته فى البر كلاته فى حلاوتك يا ست ثريا ؟
ثريا بحزن.. أيوه عندك حج .
الستات فى الكفر شكلهم يسد النفس بس تلاجى كل وحدة منيهم مخلفة سبعة ولا عشرة كومان وأنا ال أجدر بفلوسى أشترى الكفر كلاته ومنيحة مش جادرة أجيب حتة عيل حتى.
صفية محدثة نفسها :
( بتنؤى على حريم الكفر كومان ، مكفاية عليكِ جمالك والهلومة دى كلاتها ال عايشة فيها )

صفية مصطنعة الحزن....طيب عاد متكشفى عند الحكيم وتشوفى مين السبب أنتِ كفاالله الشر ولا سى ياسين بيه وهيديكِ علاچ وان شاءالله تجبلنا تؤم ولاد جريب .
ثريا ...يعنى أنا هصبر كل ده من غير كشف !
أنا كشفت وياسين كشف
صفية ...وجال إيه الحكيم ؟
ثريا....جال إنى معنديش شىء ولا أنا ولا ياسين ، ويأما نصبر لغاية مربنا يعطينا ، يأما نفترق وكل واحد منيينا يچوز يمكن يخلف عشان فيه حالات إكده مش بتنفع مع بعض .
صفية ...يا حوستى ، كيف يعنى تفترجوا ، ده أنتم روح واحدة .
ثريا متنهدة بحرارة .....إيه _ أنا هحبه جوى جوى ، ومجدرش على فراقه ، بس خايفة هو يچوز عليه عشان الخلفة .
صفية....لا عاد ميعملهاش سى ياسين ، هو هيحبك جوى جوى بردك .
ثريا...إيوه _ بس أكيد محتاج ولد يشيل إسمه .
صفية بتفكير.....أجولك على فكرة زينة أنا يا ست ثريا ، بدال الحكيم ده شكله مهيفهمش .

ثريا بضحك.....الحكيم مهيفهمش ! أمال مين ال هيفهم ؟
صفية بمكر....هو فيه غيره سيدى جنديل .
ثريا ....مين سيدك ده يا بت ؟
صفية.....ده رجل سر باتع يا ست هانم .
( دجال وحرام شرعاً الذهاب إليه )
صفية..... بتاع ربنا كده ، وعارف كل حاچه عن ال فات ولى هيحصل كومان
( لا يعلم الغيب إلا الله )
وعنده علاج لكل الأمراض ( وإذا مرضت فهو يشفين )
، وبيساعد الناس لوجه الله ولى بيجدروا يچبوه له بياخده ويحمد الله .
ثريا مبحلقة بعينيها ومستمعة بجدية لحديثها....بچد يا صفية .
صفيه بتأكيد ....اه أمال ايه _چد الچد كومان .

أنتِ عرفة يا ست ثريا ، البت( نعمة بت چمال ) دى مكنش بيجلها عرسان وكله بيجولوا عليها بيرة ، أخدتها أمها بهية لسيدى جنديل مفيش يومين وكانت مخطوبة ودُخلتها خلاص الچمعه الچاية.
وكومان البت بهانة مرت عتريس داخوا بيها على الحُكمة إكده عشان الخلفة بردك.
وبعدين دلوها على سيدى جنديل رحتله وبعدها بشهر كانت حبلة ، ولا الواد عويس إسكتى إسكتى
ثريا ....ماله راخر؟
صفية.....كان بيمشى يهذى فى الشارع ، والعيال تمشى وراه تضربه بالطوب ، وتجوله يا عويس يا مجنون أمك قرعة وابوك منحوس .
وياعينى شافه سيدى جنديل بيبكى عند الزراعية وجتته بتشر دم من كتر حتف العيال ليه بالطوب ، فصعب عليه وأخده لداره وبعت لأمه تجبلُه هدمة نضيفة .
ونضف جسمه من الدم وجعد يقرأ عليه قرآن لغاية مالواد عويس أتنفض إكده ووشه أحمر وطلع صوت تخين مش صوته .
ثريا بخوف....مش صوته إزاى يا ولية ؟ إنطوجى جولى .
صفية ...صوت ربنا يحفظنا يا ست ثريا ( جنى كان لبسه ) اعوذ بالله السميع العليم.
ثريا....ربنا يحفظنا وبعدين عاد إيه حوصل ؟
صفية....راح سيدى جنديل على صوته وجاله :
هتخرج بالذوج ولا هنضروب فيك لغاية متخرج يا ابن كذا ***
راح عتريس جال بصوته التخين....لا هخرچ هخرچ يا سيدى جنديل.
ثريا ...اللهم احفظنا ، وصوح الشيخ كده سر باتع ,ربنا يكرمه .
تفتكرى يا بت لو رحتله هخلف زى البت دى اسمها إيه ال جولتى عليها .
صفية...بهانة يا ستى .
ثريا...ايوه ايوه بهانة .
صفية.....بإذن الله بس توكلى على الله إكده وروحى جريب وأنا عليه هحجزلك معاد وياه .
ثريا بغرور ...تحجزيلى ؟ ليه عاد هو مش عارف أنا مين وبنت مين ؟
صفية محدثة نفسها
(بنت بارمبيله إياك ، عارفين يا ست )
صفية....وه يا ست ثريا _ هو إكده الشيخ جنديل بيشتغل بما يرضى الله وهيفرجش بين غنى وفجير ، بس أنا هحاول معاه وهجبلك منه معاد جريب بإذن الله .
ثريا متنفسة بألم ...مش عرفة مع إن جلبى وكلنى بس خلينا نشوف مهنخسرش حاچة واصل .
كفر صقر بقلمى #ام فاطمة واحمد

ولازم نعرف ال هيعملوه ده صح ولا غلط بالدليل سؤال «ما حكم اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين؟» قال: أنه عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم».

وتابع فتواه، قائلا: جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إتيان هؤلاء وتصديقهم مانعا من قبول العمل فقال: «من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً
ونحصن نفسنا عن طريق :
أعظم آية في القرآن الكريم، وهي قوله سبحانه: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] ومن ذلك قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] خلف كل صلاة مكتوبة، وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار بعد صلاة الفجر، وفي أول الليل بعد صلاة المغرب. ومن ذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل وهما قوله تعالى: آمَنََ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285] إلى آخر السورة.
ثريا إتجدد فيها الأمل وابتسمت ولمست بيديها بطنها .
ثريا بإشتياق ...ميته بس تشيل بطنى الولد وتبجى جدامى إكده ؟ وأدلع على ياسين كيف الحريم الحِبلى .
*********
فى إحدى أرجاء القرية بيت بسيط من الطوب اللبن ويعلوه سقف من الجريد يتسرب منه الأمطار فى الشتاء فيشعر معها أهل البيت بالإرتجاف والبرودة وليس بمتوفر لهم أغطية يدفئون بها
فى هذا البيت رجل مسن ( الحج عمران ) ولديه إبنة واحدة ( مايسه )
فتاة فى التاسعة عشر من العمر رقيقة الملامح ، لها عيون واسعة كحيلة سوداء وبشرة بيضاء ويزين وجنتيها الحمرة الطبيعية بدون مساحيق تجميل ولكن جسدها هزيل من قلة الطعام .
مايسة بحزن ...كيفك دلوك يا بوى ؟
عمران بسعال شديد وألم شديد فى أوصاله.....الحمد لله يا بتى ، أمر الله وهو الشافى المعافى.
أنا مهزعلش غير مش چادر أجوم أصلى وأنا واجف.
مايسة ....أنت مريض يا بوى وغصب عنك ، فصلى وأنت چاعد .
فقد أجمع العلماء على أن القيام في صلاة الفريضة فرض على القادر، ويرخص للمريض والعاجز عن القيام في الصلاة جالساً، كما " رواه البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال: صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب
مايسة..بس لازمن ولابد حكيم وعلاچ.
عمران....منين بس يا بتى ، إحنا لايجين حتى الوكل
جومى سخنيلى شوية مية سخنة أشربهم يمكن تهدى الكحة دى إشوية .
مايسة بنفور... مية سخنة كيف يعنى ، حتى معيش نجيب ليمون تشربه يعافيك .
عمران ....نحمده يا بتى ، المهم أنتِ أكلتى الچبنة الچديمة عشان تچدرى تصلبى طولك .
مايسة...والله الچبنة الچديمة دى مصت دمى كله .
عمران ..نعمة يا بتى ، بس أخف وأطلع أشتغل أى شىء وأجبلك وكل أحسن منها ان شاءالله.

مايسة...لا كفايا إكده شغل يا بوى ، ولا صحتك ولا سنك يستحمل ، أنا ال هطلع أشتغل من بكرة إن شاءالله وهوديك كومان للحكيم وأچيب طلباتنا من اليومية ال هخدها .
عمران بغضب....كيف يعنى تشتغلى ؟ أنا معنديش حريم تشتغل ، عايزة الناس يتحدتوا علينا .
مايسة...يا بوى الناس كده كده هتحدت ومحدش منهم حاسس بينا ، وانت هتموت لو فضلت إكده من غير علاچ.
وأنا مجدرش أعيش من غيرك هموت وراك .
أنا مليش غيرك بعد أمى الله يرحمها ، ومش جادرة أشوفك هتتوچع جصادى ومعملش حاچة.
عمران بدموع.....يا بتى _الله الشافى وهى أعمار ، ومش عايزك تتبهدلى وأنا لسه عايش .
مايسة....متخافش عليه يا بوى ، بتك كيف الراجل .
عمران...يا بتى أنتى جمر ماشاءالله عليكِ وأخاف عليكِ من ولاد الحرام .
عمران...الله يسترها معى يا بوى ، وأنا هغطى وشى وأنا طالعة ،عشان محدش يطلعلى .
عمران بحزن....مش عارف أجولك إيه بس ؟
كان نفسى متتطلعيش من الدوار ده إلا على بيت عدلك .
مايسة ....معليش يا بوى _الحوجة وحشة بردك.
والمهم إنك تخف وتُجف على رجليك من تانى .
عمران وصدره يحترق من السعال....إن شاءالله يا بتى _وكيلك الله .
عمران....بس هتشتغلى فين بس ؟
مايسة....هروح لخالتى صفية تشوفلى شغلانة فى جصر ياسين الدهشورى .
عمران بخوف....لا لا إلا الناس دى يا بتى ، أخاف عليكِ منهم ، دى جرصتهم للقبر .
مايسة....وأنا هعمل إيه ليهم عشان يأذونى .
أنا يدوبك هنضف بس ولـ أطبخ ومليش صالح بيهم ولا هيدروا بيه أصلا ، دول يا بوى عندهم شغالين بعدد شعر راسك عمران...ربنا يحفظك من شرهم يا بتى .
وعزمت مايسة الذهاب إلى صفية مع طلعة الشمس ، لتحدثها فى أمر عملها فى قصر الدهشورى
فماذا سيحدث فى هذا القصر ؟
هذا ما سنعرفه من خلال الأحداث فى الحلقات القادمة بإذن الله
يارب تكون حلقتنا عجبتكم متنسوووش لايك و كومنت
#ام فاطمة واحمد
ختام بدعاء جميل⁦❤️⁩
اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما

الجزء الثاني 

الفصل الثاني
..................🌹
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
عندما أزاحت الشمس ستار الليل وظهر شعاع الضوء فى السماء .
خرجت ( مايسة ) للبيت المقابل لها ، بيت الخالة صفية .
لتحدثها فى أمر العمل فى قصر ياسين الدهشورى .
تحركت مايسة بخطوات ثابتة ولسانها يعلو بذكر الله مع الدعاء بالتيسير فى الأمر والقبول .
( يارب توافج خالة صفية على شغلى معاها فى الجصر ، يارب انت عالم بحالى أنا وابوى ، إحنا غلابة جوى وطمعانين فى كرمك ) .

وصلت ( مايسة ) لباب الخالة صفية ، تنفست بهدوء قبل طرق الباب ثم إستجمعت شجاعتها وطرقت الباب طرقات متتالية .
أزعج صفية صوت طرقات الباب وهى نائمة وقررت تجاهلها لتعود لنومها.
ولكن وجدت أن الطارق مُصِر على طرق الباب بحدة .
صفية بتثاؤب .....مين ال هيخبط السعادى إكده ، وطير النوم من عينى ، ده وجته برده ، يعنى معرفش إستريح ساعتين جبل مهروح للشغل والهم .
ولكن لم تجد مفر من الإستجابة ، فقامت على تثاقل .
صفية...أيوه جاية أهو .
ثم فتحت الباب لتجد _مايسة أمامها .
صفية بتثاؤب ....مايسة!
خير يا بتى_ إيه ال چايبك السعادى ؟
أبوكِ چراله حاچة ؟
مايسة....لا يا خالة_ أبوى بعافية شوية بس نحمده ، ربنا يخليه ليه .
....أنا بس كنت چيالك فى موضوع إكده .
صفية ....طيب _ أدخلى يا بتى ، مش هنكلم على الواجف إكده .
فدلفت مايسة للداخل تفرك فى أصابعها بتوتر .
ثم جلست صامتة للحظات .
صفية وقد استشفت ما تريد ....خير يا بتى ؟
بس لو محتاچة فلوس_ إنتِ عارفة البير وغطاه .
ويدوبك الجرشين اللى هاخدهم من خدمة ياسين الدهشورى ومرته على جد العيال وعلامهم .
وتناست صفية حديث رسول الله :
( من فك على مسلم كرب من كرب الدنيا ، فك الله عليه كربة من كرب يوم القيامة )
مايسة بنفى...لا لا يا خالة _ أنا خابرة الحال ، بس كنت عايزة يعنى خدمة إكده .
صفية...جولى يا بتى ولو أجدر حاضر من عنيه .
مايسة...إنتِ خابرة أبوى مبجاش قادر على الشغل وبعافية كومان حبتين .
ثم بكت مايسة وأنتحبت
مايسة بصوت منبوح من البكاء...ومعناش يا خالة نوديه الحكيم أو نچبله علاچ .
صفيةبآسى....الله يشفيه يا بتى .
مايسة...يارب يا خالة _ بس أنا موچودة أهو وأجدر أشتغل أى حاجة عشان أجيب فلوس وأجدر أعالج أبوى ،اللى مليش غيره فى الدنيا .

صفية...بردك مش فاهمة ، أنتِ عايزة إيه منى ؟
مايسة برجاء ...عايزة أشتغل معاكِ فى الجصر ، أعمل اى حاجه ، اكنس ،اطبخ ، اغسل ، المهم يدونى يومية زينة أعالج أبوى وأجيب اى وكل يسندنا .
....................
أقتربت ثريا من ياسين الممتد على السرير ويغط فى نوم عميق .
تسللت يدها برفق لتزيل خصلات شعره المتطايرة من على وجه بحنان.
وبصوت هامس نابض بالحب...إصحى يا حبة الجلب ، إصحى يا ياسين ، الشمس طلعت من بدرى .
تقلب ياسين للجهة الأخرى وبصوت منخفض من النعاس ...سبينى شوية كومان يا ثريا ، ملحجتش أنام .
أنا نايم وش الفجر .
ثريا ...لا جوم أجعد معايا شوية ، أنا زهجانة ، ومعدتش بشوفك كيف الأول ، هتجوم على الشغل وهتيچى وانا نايمة وش الفچر .
أنا زهجت ومليت لحالى_ وأنت مهتحسش بيه .
إعتدل ياسين من نومته بغضب .
ياسين غاضبا...يادى النكد على الصبح _ واسطوانة كل يوم ، أعمل إيه يعنى أجطع نفسى؟
مش ده الشغل اللى ربطنى مع أبوكِ !

ثم هبّ واقفا...أنا داخل أتسبح _ونازل أشوف شغلى ، مش فاضى للحديت الماسخ ده على الصبح .
ثريا بعبوس وصوت مقهور .....أنا يا ياسين نكد وحديتى ماسخ .

الله يرحم زمان _لما كنت هتبوس الأيادى عشان كلمة منى .
ياسين ساحبا المنشفة بغضب.....أديكِ جولتى زمان .
ثم دلف إلى المرحاض وتركها غاضبة .
حركت ثريا رآسها بغض متسائلة ( إيه بس اللى غيرك إكده يا ياسين ؟ )
ثم شردت ثريا فى ذكرياتها مع ياسين .

ثريا متلفتة.....مش عارفة جلبى متوغوش ، أنا هعاود دلوك ألا حد ينضرنى معاك .
ياسين....ماشى عودى دلوك _ بس من النجمة هكون عندكم من النجمة أطلب يدك.
لمعت عين ثريا من الفرحة ثم أردفت قائلة ..هستناك يا جلب ثريا_ وربك يسترها ويخليك ليه.
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة
....عادت ثريا إلى القصر على ترقب من أن يراها أحد
وبخطوات خفيفة حتى لا يشعر بها أحد دلفت للقصر وما أن استعدت لطلوع الدرج ، حتى وجدت من يسحبها من حچابها بقوة من الخلف.
صرخت ثريا من الألم ثم التفتت على صوت والدتها سكينة .
سكينة ممسكة بشعرها بعد أن سقط حچابها ...كنتِ فين يا بت ؟
ثريا بخوف...كنت يمه عند وحدة صاحبتى .
سكينة بسخرية....وحدة صاحبتك ولا واحد صاحبك يا فاچرة .
....فكرانى نايمة على ودانى ، ومعرفاش إنك هتروحى فين وهتجابلى مين من ورانا .
ثم احكمت قبضتها على ذراعها بقوة قائلة ...إكده عايزة تجرسينا وسط الخلج وهتمشى على حل شعرك يا بت حمدان الجناوى .

ثريا بألم ممزوج بالخوف ....أنا يمه مين جلك إكده ؟
سكينة ...مهتخبيش عليه عشان أنا خابرة زين إنك هتجابلى الواد ياسين الدهشورى صوح ؟
ثريا برجاء .....يمه إفهمينى الله يخليكِ _ أنا صوح هحب ياسين وهاجبله صوح بس مهعملش غلط صدجينى .
سكينة بغيظ ....ومشيك معاك ده مش غلط ، مخفتيش حد ينضرك معاه_ ويجول لأبوكِ.
فقاطعتها ثريا بفزع منتفضة .....لا إلا أبوى ، ده كان يطخنى عيارين يچيب أچلى.
ثم إنحنت ثريا لتقبل يد والدتها قائلة .....أحب على يدك يمه _ اوعى تچيبى سيرة لـ بوى .

سكينة....وأخرة الحب ده إيه ان شاء الله؟
ثريا ....هو رايدنى فى الحلال وعايز يتجدملى بس أنا خايفة من أبوى يرفض .
عشان على جد حالهم إكده يعنى ، إنتِ خابرة؟

ابتسمت سكينة بمكر.....خابرة _ومهتخفيش .
المهم يچى ، وسيبى الباجى عليه ، وأنا هجدر على ابوك ِ.
اتسعت مقلتى ثريا بفرح مرددة. ...صوح يمه ؟
هتخلى أبوى يوافج .
سكينة ...ايوه يا ضنايا _ أنا مليش غيرك فى الدنيا وهتهمنى سعادتك وفرحتك ، جبل اى شىء .
احتضنت ثريا والدتها بحب وسعادة وهمست...الله يخليكِ ليه يمه.

سكينة...أطلعى أنتِ دلوك أوضتك _جبل ماأبوكى يحس بحاچة .
وأنا لما يچى ليا كلام تانى معاه .
قفزت ثريا على الدرج كالأطفال بسعادة حتى دلفت إلى غرفتها .
فخلعت عنها عبائتها وأسدلت خصلات شعرها الأحمر على ظهرها _ ثم أخذت تنظر فى المرآة إلى نفسها .
ثريا بغرور......وه على چمالك يا بت يا ثريا _ ماأظنش فى البر كلاته حد پجمالى ده .
وتناست ثريا دعاء النظر إلى المرآة
‌( اللهم حسن خَلقى كما أحسنت خُلقى )

.......................
تابع عمله ياسين فى الجمعية الزراعية وما إن انتهى حتى أستكمل عمله فى فلاحة الأرض حتى أعلن الليل قدومه وحل الظلام .
فعاد منهمكاً من التعب إلى بيته ولكن ما أن جاء بخاطره ( ثريا )
حتى أنشد فى حبها "
رمش عينه اللي جارحني. رمش عينه
رمش عينه اللي دابحني. رمش عينه
مين يا ناس .يحكم ما بين قلبي وبينه؟؟
رمش عينه االلي جارحني رمش عينه.!

سمعته والدته بدرية بعد أن انهت صلاة العشاء فابتسمت لأجل سعادته .
بدرية....هى مين دى يا جلب أمك ، ال هتغنلها ؟
شعر ياسين بالحرج واقترب من والدته فقبل يديها بحب .
بدرية بسخرية....أنت وشك هيحمر كيف البنته يا ياسين _ جول يا ولدى ومتكسفش هى مين اللى خطفت جلبك وأنا اروح أخطبهالك .
ده انا نفسى أفرح بيك جوى أنت وأخواتك يا ضنايا .
ياسين بحرج ...هى بنت يمه مفيش فى جمالها واصل ، تجدرى تجولى إكده حورية من الچنة فى جمالها ورقتها
ثم صمت للحظات ثم تابع وهو ناكس رأسه .
بس يمه خايف ميجبلونيش ؟
بدرية....ليه يا ضنايا ؟ انت شاب زى الورد وأخلاق وتربية زين ، وأى بنت هتتمناك .
ياسين ...بس دى مش اى بنت يمه ، دى نجمه فى السما ، مش عارف هقدر اوصلها ولا إيه ؟
تبدلت ملامح وجه بدرية للعبوس
بدرية...أنت جصدك يا ولدى ( ثريا حمدان الجناوى )

ياسين....اهتز قلبه لسماع اسمها ولكن تعجب من معرفة والدتها اسمها قبل أن يفصح عنه .
ياسين ...وأنتِ عرفتى كيف يمه ؟
بدرية ..هو فيه حد فى البلد بالموصفات ال جلت عليها غيرها .
بس نصيحة منى يا ولدى بلاش ثريا ؟
ياسين مصدوماً.....بلاش كيف يمه ؟
بدرية....دول ناس واصلين يا ولدى واحنا مش جدهم واسمع عنهم كلام ، مش لازم أجوله عشان ميبجاش حرام عليه والله أعلم بالحجيجة.
ياسين ...الناس موراهاش غير الحديت يمه وأنتِ خابرة ، بس أنا خابر ثريا زين وأنا هحبها يمه جوى جوى .
بدرية...بلاش يا ولدى، حمدان راجل واعر جوى .
وخايفه منه عليك _ده بيجولوا جرصته والقبر .
واحنا مش جدهم واصل _والبنته كتير غيرها .
أختار اللى يناسبك فيهم ، والحب يا ولد هيچى بالعشرة والمعاملة الطيبة ، فانساها يا ولدى أحسن اسمع كلامى ، أنا خابرة الدنيا أكتر منك .

قام ياسين منفعلا ...لا لا مجدرش يمه ، أنا أموت من غير ثريا ، دى النفس اللى هتنفسه .
أنا خلاص جررت أروح بكرة لأبوها أخطبها وأنا ونصيبى كيف ماوعدتها.
بدرية طاطأت رأسها بحزن....إكده يا ولدى _ ماهتسمعش كلامى
ياسين برجاء....معلش يمه _ عشان خوطرى ، جولتلك مجدرش ومش هتچوز غيرها .
ثم تركها مغادرا لغرفته ليرتاح بعض الشىء من إرهاق العمل طوال النهار .
فرفعت بدرية يدها للدعاء ( يارب أكفيه شرهم ، هو طيب وعلى نياته ، يارب احفظه منهم )
.........................................
كانت سكينة والدة ( ثريا ) تجوب غرفتها بقلق وتوتر ، منتظرة زوجها ( حمدان القناوى ) بفارغ الصبر لتحدثه فى أمر ياسين _وكيف تجعله ينزل على رئيها رغم صعوبة ذلك ؟
حمدان القناوى رجل فى السابعة والخمسين من العمر غطى الشيب رأسه ، ذو بشرة خميرة وجسم ممتلىء بعض الشىء مع بطن بارزة ، وليس بالطويل ، ومع ذلك يهابه الجميع لسطوته وجبروته .
دلف حمدان لغرفته فأسرعت له سكينة _ تنزح عنه چبته ثم الشال الذى يضعه على كتفه برفق .
حمدان مبتسماً....مش عوايدك يعنى يا سكينة ، الحنية دى ، أكيد عايزة حاچة .
أنا خابرك كويس جوى ، بس جولى على طول عشان همدان وعايز أدخل أتسبح وأنام .
أمسكته سكينة من يده برفق لتجلسه بجوارها على الفراش .
سكينة بثقة.....أسمعنى كويس يا حمدان فى الكلمتين اللى هجولهملك .
بس ماهتتعصبش غير لما تسمعنى للآخر وهتفهم أنا عايزة أجول إيه ؟

حمدان تلون وجهه غضباً....بجولك همدان وتعبان وأنتِ هتحكيلى قصة حياتك واسمعنى وافهمنى وحديت كده ماسخ .
ماتجولى الكلمتين على طول خلينى أتخمد وأنام .
ردت سكينة عليه بلطف لتهوين الأمر....يا راچل ، سكت زوبايعك إكده شوية _ الكلام اخد وعطى مش إكده .
رد حمدان بصوت يحمل الغضب بين طياته ....يا وليه انطوجى على طول ، أنا خلاص چبت أخرى .
سكينة ...طيب خلاص أهو هجول .
هو الصراحة بتك ثريا چيلها عريس ؟ وعايزاك توافج عليه .
حمدان ضغط على شفتيه بقسوة....مهيه بيچلها عرسان كتير جوى جوى_ وولاد ناس مهمين فى البلد وبراها كومان وهى هترفض وهتعزز ،وانا سيباها براحتها .
فليه المرة دى عايزانى اوافج بالخصوص ؟
سكينة ابتعدت خشية من بطشه قبل أن تُردد.....عشان هى رايداه يا حمدان .
صرخ حمدان بجنون....بتجولى إيه ؟
ريداه كيف يعنى ؟ مانجصش غير تجولى عشجاه كومان !
فسكتت سكينة ، ففهم من صمتها ما أكد قوله .
فهبً واقفا ضارباً بيده الحائط بغيظ
حمدان...أنا بتى هتتمسخر وهتحب وتعشج وتختار ، هروح أكسر دماغها قبل متجبلنا العار .
فأمسكت سكينه ذراعه وقالت بلطف ...إهدى إكده يا حمدان _ بتك ماعملتش حاچة عفشة لا سمح الله .
والواد عايزها فى الحلال وهيچى يخطبها .
فمتجفش جدام سعادتها دى الحيلة بتاعتنا .
#كفر صقر بقلمى ام فاطمة
حمدان محاولاً السيطرة على أعصابه...ويطلع مين ده إن شاءالله ؟
سكينة بصوت مهزوز ....ياسين الدهشورى ، اللى هيشتغل فى الچمعية الزراعية .
انتفض حمدان_ وبرزت عروقه غضباً وبصوت جهورى.....أنتِ شكلك أتچننتى _ عيزانى أجوز بتى لراجل موظف الصبح وبعدين هيفلح فى أرض غيره .
وهى جالها كُبرات البلد وابوها حمدان الجناوى اللى كل بيتمنى منه نظرة رضا حتى .
فى الاخر هچوز بتى لراجل مايسواش فى سوج الرچالة مليم !

سكينة...أهو اللى ميسواش ده ، هو اللى هينفعنا ويكون زى الخاتم فى صبعنا .
........................
مايسة لـ صفية:
ها جولتى إيه يا خالة صفيه ؟ هتشغلينى معاكِ فى الجصر ؟
صفية بحرج....ياريت يا بتى _بس ماهينفعش واصل وأنتِ بالذات .
تعجبت مايسة وتابعت بآسى ...كيف يعنى ماهينفعش ؟
يعنى جصر بالهولمة دى كلاتها ، أكيد هيحتاج لخدم كتير جوى جوى .
ثم وقفت وبنظرة عتاب ....جولى يا خالة إنك مش عيزانى أشتغل معاك ِ.
مع إنى تربية زينة و يشهد ربنا ، عمرى مطلعت لحد واصل ولا شفت حاچة وجولتها وراضية بنصيبى
جاء فى الحديث القدسي ( من رضى بقدر الله ، أرضاه الله بجميل قدره ) .
قامت صفية وأمسكتها من ذراعها وأجلستها برفق وتابعت....يا بتى مش إكده ؟ إنتِ فهمتينى غلط .
مايسة متعجبة...امال كيف يعنى ؟
صفية...يا بتى _أنتِ ماشاء الله عليكِ ، كيف فلجة الجمر ، چميلةجوى .
والست ثريا ماهتشغلش عندها غير البنته العفشة .
عشان هتغير جوى جوى على سى ياسين بيه ، ومش ريداه يطلع على حد فيهم .
وكومان هى مهتشوفش غير نفسها بس زينة _ ومش عايزة تشوف حد أحلى منيها .
مايسة....بس اللى أعرفه أن الراچل اللى هيحب مرته ، عمره ماهيطلع لغيرها واصل .
وأنا أسمع من زمان وجت ماكنت صغيرة ، إن كانت بينهم قصة حب كبيرة جوى .
صفية تحرك ثغرها يمينا ويسارا بسخرية...يا بتى مفيش حاچة هتجعد على حالها وكله هيتغير بعد الچواز .
مايسة...معجول ؟
صفية ...ايوه يا بتى ، ربنا يهدى سرهم.
مايسة...طيب أنا ممكن أغطى وشى وبكده محدش يطلعلى .
صفية...هتتنقبى إياك !
مايسة...النقاب فضل ونعمة وستر من ربنا ، بس عشان الشغل .
صفية...ماهينفعش بردك ، لان الست ثريا هتعوز تشوف شكلك الأول قبل متشتغلى .
فقامت مايسة يمتلكها الحزن والدموع تملىء عينيها
مايسة..طيب يا خالة كتر خيرك ، أفوتك أنا بعافية ، عشان معطلكيش .
لم تتم مايسة كلماتها حتى جاءت إبنة صفية الصغيرة مها) وقد أفسدت وجهها وملابسها من اللعب برماد الفرن فتصبغ وجهها بالسواد واتسخت ملابسها .
لتصرخ فى وجهها صفية ؟؟؟
يتبع يا قمرات⁦♥️⁩


الجزء الثالث 


الفصل الثالث
.............🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
زمجرت صفية بغضب ...إيه اللى عملتيه فى نفسك ده يا بت ***
أنا مش جولتلك جبل سابج متلعبيش حدى الفرن .
أنا هوريك عشان تحرمى ، ماتلعبيش فيه تانى .
وهمت أن تضربها ولكن أسرعت ( مها ) لتتعلق برقبة ( مايسة )
مها بذعر....غتينى يا خالة ( مايسة ) متخلهاش تُضربنى ، الله يخليكِ.
احتضنت مايسة الفتاة بعطف وأردفت...ماتخفيش يا حبيبتى ، مش هخليها تضربك .
ثم وجهت كلامها للخالة صفية....معلش يا خالة ، سامحيها المرة دى ، ومش هتعاود تانى تلعب حدى الفرن
صوح يا مها ؟
مها ...صوح يا خالة .
صفية....عشان خوطرك بس يا مايسة ولو إنها بت شجية زى العفريت ، هتنطط هنا وهنا ، ومغلبانى ، كل شوية هغيرلها خلجاتها ،هتتعبنى.

مايسة...معليش ، الله يكون فى العون ، وسبينى أنا ادخل هشطفها وأغيرلها وأسرحلها شعرها .
صفية بحرج ..مش عايزة أتعبك يا بتى .
مايسة..لا مفيش تعب ولا حاچة ، أنا أحب الأطفال جوى .

صفية...الله يرزقك ابن الحلال اللى تملى دواره عيال .
سددت النظر مايسة بدقة إلى وجه ( الصغيرة مها ) فشردت للحظة ثم صاحت بقولها :
( وجدتها يا خالة.. الحاچة ال هتخلينى أشتغل فى جصر ياسين بيه الدهشورى )
صفية متعجبة ....كيف يا بتى ؟
مايسة...هروح بس الأول هغير لـ مها ،وبعدين هجولك .
أخدت مايسة الفتاة وأزالت السواد الذى أفسد وجهها وملابسها بالماء ثم ابدلت ثيابها المتسخة بإخرى نظيفة وقامت بتصفيف شعرها .
..................................
فلاش باااك
حمدان القناوى غاضباً... عايزانى فى الاخر هچوز بتى لراجل مايسواش فى سوج الرچالة مليم !
سكينة...أهو ال مايسواش ده ، هو اللى هينفعنا ويكون زى الخاتم فى صبعنا .
حمدان ....كيف يعنى ؟
سكينة ...أفهمك _ يعنى الواد عشان على جد الحال ماهيصدج نوافج عليه _فهيوافج على كل شروطنا اللى عايزينها وكمان هفهم ثريا تعمل إيه معاه ، تخليه زى الدبلة فى صباعها تحركها زى ماهى عايزة .
حمدان مستنكراً....بس منظرنا جدام الناس ، هيجولوا إيه ؟
سكينة ...سيبك من حديت الناس _لا هيجدم ولا هيأخر ، وماحدش يجرؤ يكلم فى حجنا نص كلمة ، لأنهم عارفين هيحصولهم إيه .
حمدان...طيب هنشرط عليه إيه عاد ؟
سكينة...اول حاچة أنت هتكتبه شيك على بياض ، بحيث يخاف يلعب بديله إكده ولا إكده بعد الچواز .
وبعد الچواز هنبدء ندخله فى شغلنا ونمضيه على كل حاچة بحيث لما يبدء يعرف ويفهم إحنا هنشتغل فى إيه وهنعمل إيه ؟
ساعتها مهيجدرش يونطج وإلا رچليه هو هتتاخد أول حاچة .
ويضطر يكمل معانا اللعبة والمركوب فوج دماغه .
أما لو خدنا واحد مركز وهيبة زى ماأنت عايز وعرف عننا اى حاچة هيبعنا بسوج النكلة وهتبجى فضيحتنا بجلاجل .
حمدان وقد اختمرت الفكرة فى دماغه فابتسم :
حمدان...كان غايب عنى الحديت ده كيف ؟
عفارم عليكِ يا سكينة ، منين جبتى الدماغ ديه ؟
سكينة..ببسمة شيطانية...تربية يدك يا حمدان .
فضحك الإثنان حتى علىّ صوتهم .
حمدان بفحيح كفيح الأفعى....وإمتى چى خيال المآتة ده ؟
سكينة...على بكرة كيف مابتجول بنتك .
حمدان...وهوافج كده على طول اول مايكلمنى ، هيجول علينا ماصدجنا ، مايصحوش بردك !
سكينة....لا أنت ماهترسهوش على بر ، شوية ترخى وشوية تشد بحيث يتلغبط وميبجاش عارف موافجين ولا لأ .
وفى الآخر هتجوله خلينى يومين كده أفكر وهشيعلك تيچى .
حمدان ...ماشى الكلام.
........................
خرج ياسين من المرحاض والمنشفة حول رأسه مجففاً خصلات شعره .
ونظر بطرف عينيه لـ ثريا وبلهجة قاسية...يعنى محضرتيش حاچة ألبسها ؟
ثريا معاتبة ...يعنى هو ده اللى ريده منى بس أحضرلك حچتك .
ياسين بسخرية...لا ماهيصحش _ثريا هانم ،تحضر خلجات چوزها .
ناديلى بت من البنات تحت تحضرلى الخلجات وتلبسهالى كومان ثم غمز لها بعينيه نظرة تفهم محواها .
فهبت واقفة تدبدب برجليها كالأطفال صارخة:
أنت عايز تچننى صوح ، أنت عارف إنى مش بطيج حد من البنته تيچى إهنه فى أوضتى ولا تلمس حاچتى ولا حاچتك إلا بس صفية .
ثم أقتربت منه بدلال وتغنغت بحركاتها أمامه وأزاحت عنه المنشفة التى حول رأسه .
وبهمس ...أنت وحشتنى جوى يا ياسين ، ليه معدتش تحس بيه زى الأول ، أنا ثريا حبيبتك ليه نستنى بالشكل ده .
أبتعد عنها ياسين سريعاً هاتف…...مش وجته الحديت ده ، أنا مش فاضى ورايا شغل كتير .
زمجرت بغضب ثريا...يجطع الشغل وسنينه ، مش لازم النهاردة .
ياسين...وهتجدرى على أبوكِ
ثريا...ملكش صالح ، هكلم أمى وهى هتعرف تقنعه.
ياسين .......وفى الأخر يحطهم عليه بردك _ لا يا بنت الناس خلينى أشوف مصالحى أحسن ،مش ناجص كلمتين من أبوكِ يعكروا حياتى أكتر ماهى متعكرة .

ثم نظر لها نظرة إنكسار مهمهماً.....ربنا يسامحكم على الذل اللى بجيت فيه دلوك .
ثم استكمل إرتداء ملابسه وغادر وتركها تكاد تنفجر غيظاً من إهماله لها .
......................
مايسة بفرحة طفولية...خلاص يا خالة أنا لجيت طريجة تخلينى عفشة والبركة فى بتك مها حبيبتى .
صفية... كيف ده ؟
مايسة ...هفهمك ، هلغبط وشى كيف بتك بطبقة سودة إكده بكحل سايل أو فحم اى حاچة المهم شكلى يبجى عفش وترضى تشغلنى الست ثريا .

صفية...لا حول ولا قوة الا بالله _ بجه كل البنته هتحط الأحمر والأخضر عشان تحلى نفسها وأنتِ هتوحشى نفسك .
مايسة...أعمل ايه ؟ محتاچة يا خالة _ ربنا يكفيكى شر الحوچة .
صفية بآسى....ماشى يا بتى _ على الله بس يصدجوا ومحدش يشك فيكِ وإلا هيجطعوا رجبتى جبل رجبتك .
إبتلعت مايسة ريقها بخوف...الله ستير علام يا خالة.
صفية...ونعم بالله .
خلاص روحى _ ظبطى حالك إكده وألبسى عباية وطرحة سودة ،وجابلينى بعد ساعة بالظبط عند أول الطريج .
أكون ظبطت حالى مع العيال وكومان عندى مشوار مهم جوى جوى جبل ماأروح الجصر.
مايسة ...ماشى يا خالة بس الله يسترك ، ماتعوجيش عليه عشان ماجفش لوحدى كتير.
صفية ...حاضر يا بتى .
...................
رجعت مايسة لمنزلها ووقفت تنظر لنفسها فى المرآة
مرددة الدعاء ( اللهم كما أحسنت خلقى فحسن خلقى )
ثم رددت ( سامحنى يارب عشان هلغبط خلجتى بس غصب عنى وأنت عالم بحالى ، فاحفظلى نفسى وارزقنى بالحلال )
ثم بدئت فى وضع طبقة كثيفة من السواد على وجهها .
ثم دلفت لوالدها الذى فزع من شكلها .
عمران بفزع .....اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
انصرف انصرف
فتعالت ضحكات مايسة مرددة...أنا مايسة يا بوى .
عمران.. مايسة !
وإيه يا بت اللى ملغبط وشك إكده ؟
أنتِ رچعتى عيلة صغيرة تانى_هتلعبى ؟
مايسة بضحك ....الله يضحكك يا بوى ، لا أنا عملت إكده عشان أعرف أشتغل.
ثم قصت له ما حدث بينها وبين صفية.
عمران بآسى......يارتنى أجدر أنا أشتغل يا بتى ، بدل ماتعملى إكده فى نفسك .
مايسة...... ماتزعلش يا بوى _ وأنت مش كنت خايف عليه ، عشان زينة ، خلاص أهو بجيت عفشة ومحدش هيطلعلى .
عمران...الله يسترها معاكِ يا بتى .
........................
ودعت مايسة أباها بعد أن أطمئنت على حاله ، ووضعت بجانبه بعض الليقمات التى بالكاد تسد چوعه مع بعض الماء .
ثم خرجت وهى تردد دعاء الخروج من المنزل .
( بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله اللهم انى اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل على )

وصلت مايسة لأول الطريق ولكن وجدت صفية لم تأتى بعد .
مايسة بعبوس ...إكده يا خالة _ جولتلك ماهحبش أجف لحالى فى الطريج.
وبينما هى فى إنتظار الخالة صفية _ وجدت شاب أقترب منها مغازلا_ واجف لحالك ليه يا عسل بس أسود .
فشمت من فمه رائحة الرجيلة ، فابتعدت بنفور .
الشاب ....مالك هتبعدى إكده _كأن جرصتك عجربة .
مايسة وقد اتسعت مقلتيها غضباً........هتبعد عنى بالذوج _ ولا أجلع المركوب اللى فى رچلى وأديك به على نفوخك الطاير ده من الجرف اللى هتشربه .
الشاب بسخرية.........حيلك حيلك يا حچة _شايفة نفسك على إيه إن شاءالله .
ده وشك كيف الطين ، وأنا كلمتك جبران خاطر ، الحج عليه يا ستى ، وابجى جابلينى لو لجيتى كلب عبرك ، سلام يا جطة .

مايسة غاضبة...الله يجازيكِ يا خالة على الوجفة السودة دى ، يا ترى أنتِ فين ؟
....................
صفية بطرقات خفيفة على باب قنديل ومتلفتة كى تتأكد أن لم يراها أحد يعرفها .
فيفتح لها ( سيد ) وهو شاب صغير يقضى طلبات قنديل كما يقوم بالتجسس والتصنت على أهل القرية ناقلا له أخبارهم بالتفصيل .
صفية ..إزيك يا ولدى ، واخبار سى جنديل كيف ؟
سيد..... بخير.نحمد فضله.
صفية....ممكن أكلم معاه كلمتين إكده؟
سيد ...... بس هو مشغول حبتين ، تعالى وجت تانى .
صفية....... بس أنا چياله فى موضوع مهم جوى جوى ميتأجلش .
وهينوبنا منه كلاتنا جرشين حلوين جوى.
سيد..... موضوع إيه ؟ وأنا أجوله.
صفية.......ماهينفعش على الباب إكده ، الحيطان ليها ودان .
سيد ..طب أدخلى چوه
فدلفت صفية على توتر
سيد ....ها جولى وأنا هبلغه _ولو صوح موضوع مهم جوى ، هستأذنه ، أدخلك .
صفية ..طب طأطلى ودانك زين.
فاستمع لها سيد باهتمام مترقبا
صفية....جوله بس زبونه مش زى اى حد من ستات الكفر ، دى ثريا حمدان الجناوى ، يعنى تجدر تشترى الكفر بللى فيه .
سيد وقد اتسعت مقلتيه بذهول.....معجولة ست ثريا هتيچى حدانا !
طيب عشان ايه؟
صفية ...الخلفة.
ابتسم بمكر سيد....تمام ده حلو جوى جوى.
صفية....بس جوله عشان أجبها لازم اخد حلاوتى _دى الزيارة منها بسنين جدام .

سيد...طيب هسيبك لحظة وهبلغ سيدنا _ خليكِ إهنه ماتتحركيش.
فأسرع سيد إلى قنديل بخطوات سريعة فرحاً مما سمعه من صفية.
والخير الذى سيأتى من ورائها.
دلف سيد لـ قنديل الذى كان يغط فى نوم عميق .
سيد منادياً ...يا سى جنديل ، يا سى جنديل _جوم بسرعة
قنديل بتثاؤب...فيه إيه يا زفت _ فزعتنى ، مش جولتلك ماتصحنيش لغاية ماأصحى لوحدى .

سيد .متأسفاً.......معلش _ بس دى حاچة مهمه جوى جوى .
قنديل محاولا الجلوس ....وأدى جومة يا چاموسة انت ، بس لو طلعت حاجة فشنك هسيح دمك .

سيد.......عندى ليك خبر بمليون جنيه .
بس ليه حلاوة كبيرة جوى ، وكمان اللى جابت الخبر عايزة بردك نصيب .
قنديل...ده إيه الحاچة المهمه جوى دى وعمالين تجسموا برحتكم _ مش لما اعرف أنا الأول تستاهل ولا إيه ؟
سيد ......دى تستاهل وتستاهل جوى جوى .
أنت عارف مين برا ؟
قنديل بنفاذ صبر......ماتنطوج على طول أنا مش فايج !
سيد ...خلاص ماهتعصبش نفسك .
برا الست صفية اللى هتشتغل عند ياسين الدهشورى ومرته .
فاتسعت عين قنديل بترقب ...ها ورايده إيه منى ؟
سيد....مش هى اللى رايدة_ دى ست ثريا بذات نفسها .
ثم غمز له واتبع رايدة الخلفة .
فاقفز قنديل من الفراش ضاحكا....ست ثريا اللى هيجولوا عليها ملكة چمال الكفر _ هتچينى إهنه وكومان عشان الخلفة .
دى بضتيلك فى الجفص يا جنديل.
روح يا واد يا سيد _ نادى بسرعة صفية .
فنادها سيد ودلفت إليه على خوف وتوتر .
قنديل........إجعدى يا صفية ، وفهمينى بالراحة إكده الموضوع.
فقصت له ثريا ما بين ثريا وياسين وما قال لهم الطبيب وخوفها من أن يتزوج عليها .
قنديل مبتسماً... ...عال العال _ خلاص هاتيها النهاردة العصر إكده .
وإن شاء الله بعد العلاچ اللى هدهولها فى ظرف شهر او شهرين بالكتير هتفرحكم وتسمعى منها إنها حبلة .

صفية...بجد يا سى جنديل ، يعنى افرحها.
قنديل ..ايوه يا بت _ أنتِ سمعتى جبل سابج عنى ، أن حد جصدنى فى حاچة وأنا معملتهاش .
صفية بنفى ....لا
قنديل.........خلاص ، اتكلى على الله ومستنيكم العصر ، متعوجيش .
صفية بفرحة.........حاضر_الله يخليك يا سى جنديل
أفوتك بعافية
#كفر صقر بقلمى ام فاطمة
..............
أسرعت صفية لـ مايسة التى انتظرتها كثيرا على أول الطريق .
مايسة عندما رآتها.....إكده يا خالة تسيبينى لحالى كل ده ، وأنا موصياكِ ماتعوجيش.
صفية....معلش يا بتى ، المشوار أخرنى حبتين ، وأدينى چيت أهو
يلا بينا على الجصر _زمان ست ثريا مستنيانى بفارغ الصبر.
مايسة ..توكلنا على الله ، ربك يسترها.
أسرعت الخطى صفية ومايسة إلى القصر حتى أصاب مايسة الإعياء بعض الشىء من حرارة الشمس وجسدها الهزيل من قلة الطعام.
مايسة بضعف......فاضل كتير يا خالة _ معدتش جادرة أمشى.
صفية....معلش يا بتى _ خلاص هانت إيه كلها عشر دجايج .
٠٠٠ ظهر فى الأفق القصر فأعجبت به مايسة لفخامته من الخارج فكيف به من الداخل .
وكلما أقتربت مايسة من القصر دق قلبها وحاولت السيطرة على أعصابها المتوترة للقاء ثريا الجناوى .

دلفا الإثنين من بوابة القصر مروراً بالحديقة المليئة بالأشجار والأزهار المختلفة فى ألوانها .
وكان فصل الصيف فاشتمت مايسة رائحة ثمار المانجة فابتعلت ريقها بتلذذ ووضعت يدها على بطنها التى يُسمع صوت استغاثتها من الجوع .
أيقنت صفيه من ملامح مايسة ونظراتها للفاكهة أنها جائعة .
فأمسكت بيديها برفق .
صفية........يا بتى نزلى عنيكى من على الحاچة ,عشان ست ثريا ماهتحبش أبدا حد يبص على أى حاچة ليهم فى الجصر هتتشائم والعياذ بالله .

مايسة بحرج...غصب عنى يا خالة هموت من الچوع.
صفية.........أنا حاسة بيكِ إنك جعانة _ بس متجلجيش إحنا حدانا فى القصر مسموح بوجبتين فى اليوم
هتفطرى وهتتغدى بمواعيد محدداها الست ثريا .

أبتسمت مايسة بسعادة وأردفت...الحمد لله الرزاق ذو القوة المتين .
صفية..........بجولك أهو داخلين چوه واكيد هنلاجى ست ثريا فى وشنا هى هتحب تجعد تحت كتير أو فى الجنينة .
فأدخلى إكده وسم الله وخليكِ بصة للأرض ، ماتطلعش عينك إكده ولا إكده
مايسة ...حاضر يا خالة.
#كفر صقر بقلمى ام فاطمة
سمت الله مايسة ودلفت للداخل وافترشت بنظرها الأرض كما أشارت عليها صفية .
ثريا بلهفة.......أخيراً چيتى يا صفية ، مستنياكِ من بدرى.
عملتى إيه فى الموضوع اللى جولتلك عليه ؟
ثم انتبهت لمن تقف بجوارها فصاحت .
مين العفريتة ال چايباها معاك دى ؟؟؟؟
يارب تكون عجبتكم حلقة النهاردة
بس زعلانة شوية منكم عشان تفاعل أول حلقة كان حلو اووووى وبعدين قل فليه ؟؟؟
مش عجباكم مكملش ؟
ونختم بدعاء جميل ⁦❤️⁩🌹⁦❤️⁩🌹
اللهم أرنا الحق حق وارزقنا أتباعه ، وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه


الجزء الرابع 


إنتبهت ثريا لـ مايسة بوجهها الأسود مع عبائتها وحجابها الأسود ، ففزعت وصاحت:
مين العفريتة ال جيباها معاكِ دى يا صفية ؟
كتمت صفية ضحكتها بصعوبة:
صفية برجاء.......دى بت غلبانة جوى جوى _وهتسعى على ابوها المريض يا ست ثريا ، وأنا عشمانة فى جلبك الطيب .
إنك توافجى تشتغل مع البنته ال فى المطبخ.
إهى تساعد فى اى حاچة ونربطلها يومية عشان تچيب ضرورى علاج لابوها التعبان.
ثريا تحرك أنفها بنفور.......بس دى شكلها عفش جوى وتچيب الفجر وإحنا مش ناجصين .
وقد نَهْيِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الطِّيَرة كان يحب الفَأْلَ الحسن، ففي الصحيحين “لا عَدْوَى ولا طِيَرة، وأُحِبُّ الْفَأْلَ الصالح” وفي لفظ “وخيرها

صفية بتهكم محدثة نفسها( منتى لو شفتيها على حجيجتها هتغلى عشان أحلى وأصبا منك )
نظرت صفية إلى مايسة قائلة:
حبى على يد ستك ثريا يا بت عشان توافج تشتغلى عندها.
فهمت مايسة لتنحنى لتقبل يدها مضطرة من أجل لقمة العيش .
فسحبت يدها بسرعة ثريا وبصوت غاضب ....أوعى تلمسينى _هتجيبلى المرض إكده.
ثم نظرت لصفية بإمتعاض:
ثريا.........خلاص عشان خوطرك بس يا صفية ، خليها تشتغل وأديها ال تشوفيه .
بس شرط ملمحش طيفها بره المطبخ واصل ، ولو شفتها هيكون اخر يوم ليها إهنه .
ولما تيچى أو تروح لدوراها ، تخرج من باب المطبخ متهوبش ناحية الباب إهنه واصل .
ابتسمت مايسة بسعادة لموافقتها أخيرا ، ثم تابعت صفية:
تمام زى متحبى يا ست ثريا ، الله يخليكِ ويرزقك الولد جريب جوى .
ثريا .......يارب يا صفية _يسمع من خشمك ربنا .
ويلا أدخلى بيها چوه عشان شكلها هينرفزنى ، وفهميها الشغل زين جوه _ وبعدين إرجعيلى عايزاكِ.
صفية....حاضر من عنيه يا ست ثريا
....................
شعر ياسين بالحنين لرؤية والدته وأخواته البنات بعد أفترق عنهم لمدة عامين .
فأمر سائقه( صهيب )_ وهو شاب على خلق اختاره ياسين بعناية ليكون خير معين له على حياته البائسة ، التى لا يعلم عنها شيئا ( صهيب) فهو مجرد سائق فقط .
كذلك يذكره بنفسه قبل أن تعبث به ثريا ووالديها .

أمره بالتوجه إلى بيت والدته فى القرية ، كما أشار له فى الطريق أن يبتاع بعض من الهدايا لوالدته وإخوته وايضا وجبة طعام جاهزة .
وبالفعل أوصله ( صهيب ) لمبتغاه ، وأمره ياسين بالإنتظار حتى يرجع إليه فى السيارة.
ترجل ياسين من سيارته بخطوات هادئة ليشبع عينيه من صورة بيته البسيط الذى قضى به أحلى أيام طفولته مع والدته وأخواته البنات .
هذا البيت رغم بساطته ولكنه كان ينعم به بالراحة النفسية والنوم وهو قرير العين .

على العكس من حاله الآن ،فالبرغم إنه سكن هذا القصر الشامخ وطلباته كلها مجابة إلا إنه أفتقد أهم شىء ألا وهو راحة البال .
وقف ياسين امام الباب للحظات متردداً فى طرق الباب _ينتابه الخوف من ردة فعل والدته بعد هذه المدة الطويلة .
ولكنه استجمع شجاعته وطرق الباب فجاءه صوت أخته ( سمية )
سمية...مين يلى على الباب ؟
ياسين.......إفتحى يا سمية ، أنا أخوكِ ياسين .
عَلى ثغرها ابتسامة فرح ( سمية ) وأسرعت لفتح الباب .
سمية مبتسمة ...أخوى ياسين حبيبى ، أتوحشتك كتير جوى جوى .
ياسين فرحا لرؤية السرور فى عين أخته ...وأنتِ كومان يا حبيبتى ،وحشتينى جوى .
بس إيه ده إكبرتى إمتى إكده وبجيتى عروسة زى الجمر ماشاءالله ؟

خجلت سمية وافترشت بعينيها الأرض قائلة....أنت ال مهتجيش ليه تزورنا يا أخوى .
ياسين بحرج....معلش سامحينى _ بس أوعدك من هنا ورايح هاچى ازوركم كتير .
سمية..........ياريت يا خوى .
ثم نظرت سمية لما يحمله فى يده فتسائلت ....... بس إيه ال شيله فى يدك كتير جوى ده .
ياسين......دى حاچة بسيطة لأمى وليكى وأخواتك .
سمية ...ربى يخليك ، تعيش وتچيب .
وضع ياسين الأكياس برفق على الأريكة التى بجانبه
ثم تسائل
ياسين ( أمال فين أمى وعليا وأسماء )
سمية ...چوه هتحفظهم أمى سور ال خدوها فى الكتاب .
تذكر ياسين طفولته عندما كانت تحفظه والدته القرآن الذى حفظته عن ظهر قلب رغم إنها أمية لا تقرء ولا تكتب ولكن حباها الله ذاكرة قوية وحفظته من كثرة الأستماع إلى إذاعة القرآن الكريم .
ياسين وهو صغير.....خلاص يمه أنا كده حفظت سورة الإخلاص وهى كيف مجولتى تعدل ثلث القرآن .
يعنى أنا لو جولتها تلت مرات كإنى قرئت القرآن كله .
صوح يمه ؟
بدرية بضحك...صوح يا ولدى ربنا يبارك فيك وتختمه حجيجى.
ثم فاق على صوت أخته :
سمية.........تعال چوه ، دول هيفرحوا جوى جوى لما يُشفوك .
دلف معها ياسين للداخل _ وعندما وقع عين أخواته عليه أسرعا إليه وأحتضناه فرحاً بمجيئه .

أما والدته فبالبرغم من فرح قلبها قبل عينيها لرؤيته ، ولكن أشاحت بوجها عنه .
ياسين بغصة مريرة ...إكده يمه هتبعدى وشك عنى ، إيه متوحشتكيش ؟

فنزلت دمعة ساخنة من عين والدته على وجنتيها _ لم تستطع أن تُخفيها .
أما هو فاقترب منها ولمس وجهها برفق ليديره نحوه .
ياسين....بصيلى يمه الله يخليكِ _ أنا ياسين ولدك ، واتوحشتك جوى .
وجد ياسين الدموع فى عين والدته فتأثر وبكى حتى انتحب .
فما كان منها إلا أن قامت باحتضانه باكية
بدرية بصوت منبوح من البكاء........يااااه يا ياسين ، أخيرا چيت وأفتكرت إن ليك أم .
أنا مش مصدجة إنك فى حضنى دلوك .
ياسين......سامحينى يمه _ معدتش هبعد كتير تانى عنك وهاچى ديما أزوركم .
ثم أبتعد ووجه حديثه لأخواته البنات الصغار محاولة منه لتلطيف الچو .
ياسين للصغيرة ( عليا ) ....بجيتى فى سنة كام دلوك يا عليا ؟؟
عليا....داخلة سنة ستة إن شاءالله يا خوى.
ياسين ...وانتِ يا اسماء؟؟
أسماء ...أنا داخلة ٣أعدادى .
ثم نظر لـ سمية مبتسماً...وعروستنا الحلوة داخلة سنة كام.
سمية بحرج......خلاص يا أخوى فضلى السنادى وهاخد الدبلوم ان شاء الله.
ياسين... ماشاء الله ، كلكم شهادات يعنى _ ربى معاكم وينجحكم
واجتهدوا إكده عشان خلاص المدارس الأسبوع الجى
ولو چبتوا درجات حلوة
ه‍جيب لكل وحدة منيكوا موبيل .
نطت الفتاتان بسعادة وشكرت سمية أخاها.
سمية...الله يجبر بخاطرك يا خوى .
ولكن قطع فرحتهم حديث والدتهم بغضب...إحنا معايزينش حاچة من حد .
ياسين وكأن صُب عليه دلو من الماء البارد ...إكده يمه ، أنا حد بردك .
فأشاحت بوجهها مرة أخرى عنه .
ياسين بحرج وقد التفت مغادراً.....لا أنا شكلى إكده غير مرغوب فيه _ أنا ماشى يمه .
ثم وقف مرة أخرى وتابع بحزن ملىء قلبه :
بس مش هجدر أجول مش جى تانى ، لا هاچى لإنى انتم السبب إنى جادر أعيش فى الدنيا دى .

سمية محاولة تلطيف الوضع ..إستنى بس يا ياسين ، أمك متجصدش .
هى بس وخده على خوطرها منك ، عشان مبتجيش حدانا ، ولا إحنا بنجدر نيچى عندك .
نظر لها ياسين بحرج وحزن كاد أن يفتك به لولا تماسكه ثم غادر دون أن ينبس بكلمة واحدة .

حاولت سمية اللحاق به عند الباب ولكن وجدته قد أسرع للخارج .
ووجدت صهيب قد أرتجل سريعا من السيارة عندما رآه ، ليقوم بفتح باب السيارة له .
لوحت بيديها سمية مودعة أخاها _فوقعت عينيها على صهيب فالتقت إعينهما فى نظرة طويلة قطعها صوت ياسين الغاضب .
ياسين غاصباً.......مستنى إيه ؟ يلا أطلع بسرعة .
صهيب مضطرب...ايوه _هطلع أهو يا ياسين بيه
بسم الله توكلنا على الله .

صهيب محدثا نفسه ( بجه الجمر دى ال كانت وجفة دى _ أخت ياسين بيه ، بس دى شكلها طيب وهادى جوى جوى وعنيها زى البحر ملحقتش أشبع منيه .

ثم أنتبه صهيب لـ نفسه ...عيب إكده يا صهيب ، دى أخت الراجل ال مشغلك وخيره عليك .
وأنت صعيدى وعارف ميصحش عنيك تطلع على الحريم وكمان شرع ربنا بيجول نغض البصر ، بس أعمل إيه عاد ؟
عيونها كأنها سحر ،سحرتنى بيه بنت الدهشورى دى )
أما ياسين فكان فى عالم الذكريات .
حيث قضى الليلة ال تسبق خطبة ثريا فى أحلام اليقظة
ياسين........مش عارف ه‍جول إيه لأبوها لما أروحله ، ربنا يستر وتعدى خير وأخرج سليم .
أنا مش هصدج نفسى لو وافج على چوازى من ثريا .
يا بوى دى هتكون فرحة عمرى كلاتها .
يااااه يا ثريا لو تعرفى قد إيه هحبك ، ومستعد أفديكِ بروحى لو هى التمن .

قضى ياسين ليلته فى التفكير حتى أزاحت الشمس عباءة الليل وأشرق يوم جديد هيكون يوم فاصل فى حياة ياسين الدهشورى .

إرتدى ياسين أحسن ما عنده وتهيىء للذهاب إلى قصر حمدان الجناوى لخطبة ( حبيبته *ثريا )
خرج من غرفته فوجد والدته فى مصلاها تسبح وتدعوا الله عز وجل .
فأقترب منها مقبلا چبينها _طالباً أن تشمله بدعائها.
بدرية........بردك يا ياسين _هتصمم تعمل ال فى دماغك ؟
ياسين.......غصب عنى يا أمى _سهم الهوى صابنى ومفيش دوا غير فى ثريا .
بدرية.......أنا خايفة عليك يا ولدى.
ياسين.........مهتخفيش يمه _ده قدر ومكتوب .
أدعيلى أنتِ بس .
بدرية........دعيالك يا ضنايا _ ربنا يسلم طريجك ، بس بردك ربنا جال مترميش نفسك فى التهلكة .
ياسين..
....مش جادر يمه أعيش من غير ثريا ، دى هى النفس ال هتنفسه .
سكينة بنفاذ صبر...خلاص يا ولدى ، ربنا يجدملك ال فيه الخير .
ياسين مبتسماً..ايوه يمه _أنا مش عايز غير الدعوة دى .
ويلا أفوتك بعافية ،عشان لسه المشوار طويل .
..................................
دلفت صفية مع مايسة للمطبخ وفهمتها طريق كل ما تحتاج إليه وما طبيعة العمل الذى ستقوم به .
ثم تركتها لتخرج إلى ثريا للحظات ثم تعود لها ليفطروا سويا قبل إتمام مهاهم اليومية .

صفية بمكر....خير يا ست ثريا ، كنتِ رايدانى فى إيه ؟
ثريا بلهفة....
......ها يا صفية روحتى لإسمه إيه ده * اه افتكرت جنديل وشوفتى ميتى هنجدر نروحله ؟
صفية بنبرة ثقة ....ايوه يا ست ثريا ، هى دى حاجة تتنسى .
رحت وچبتلك منه كومان معاد النهاردة على العصر إكده .
ابتسمت ثريا.........ربى يخليكِ يا صفية _جدعة .
أما يا بت لو حصل المراد وفعلا كان سره باتع كيف مبتجولى وحملت ، هيكون ليكِ عندى هدية كبيرة جوى .

ابتسمت صفية بطمع ثم تابعت...خيرك سابج يا ست ثريا .

أنا المهم عندى أشوف عيالك هيتنطّووا جصادى إكده واربيهم على يدى .
ثريا بنظرة أمل...ربنا يسمع منك يا صفية .
خلاص روحى شوفى شغلك دلوك وعلى المعاد هتلاجينى جاهزة عشان نروحله .
صفية...حاضر يا ستى .
تحسست ثريا بطنها بسعادة ورددت ( إمتى بس تيچى يا حبيبى ، وأبوك يرچع زى الأول معايا )
.....................
دلفت مرة أخرى صفية للمطبخ وقامت بإعداد فطار شهى لها ولـ مايسة :
من البيض المسلوق والفطائر المحلاه بالعسل .
صفية...يلا يا بتى مدى يدك بسم الله .
سمت الله مايسة وبدئت بتناول الطعام بنهم بعد جوع شديد ثم فجأة توقفت وأغرقت عيناها بالدموع .
‌صفية متعچبة...إيه يا بتى لحجتى شبعتى ؟ ومالك إكده حزينة ؟
مايسة......لا يا خالة بس أفتكرت أبوى وجولت ياريت هو ال هيفطر الفطار الحلو ده عشان يشد حيله شويه ويخف .
مايسة بحرج.......مينفعش أشيل ال باجى من نصيبى ليه أخده معايا وانا مروحة.
صفية بآسى...لا يا بتى مهينفعش .
الست ثريا مخليه وحدة شغلتها مخصوص هتفتش فى حجاتنا كلاتنا جبل منمشى ، ويا ويلها ويا سواد ليلها ، ال هتلاجى معاها حاجة من حجات الجصر ولا حتى الوكل.
....فكلى يا بتى وأشبعى براحتك فرصة ولما ربنا يكرمك بجرشين ، ابجى اشترى لأبوكِ ال هتحبيه ، وربنا يشفيه ويعافيه .
..........................
خرج قنديل من بيته متوجها لشراء ما يلزمه أشياء من شأنها تساعده فى شغلته هذه .
ومن شأنها أيضا تبث الرعب فى قلوب زائريه .
فاشترى بعض من البخور الذى يذهب بالأبصار ولا يرى من دخانه شىء .
كذلك بعض القرون ورأس طور يسيل منه الدماء ليبث الرعب فيمن يراها .
وكذلك بعض الأعشاب الضارة التى تجعل الإنسان يهذى بما لا يدرى أو تربط الرجل المقبل على الزواج .
كما اشترى من الصيدلية مخدر من أجل أفعاله الدنيئة .
وأثناء عودته قابل أخ تؤم له يدعى ( صالح ) وهو أسم على مسمى .
وقد يتشابه معه فى الشكل ولكن على النقيض معه فى الأخلاق .
صالح لا يعجبه ما يفعله قنديل ويذكره بالله دوما لكى يرتدع ولكن الأخير لا يرتدع .
صالح...كيفك يا جنديل يا خوى ؟
قنديل ساخطاً....نحمده وأنت كيفك ؟
صالح...الحمد لله فى نعمة .
ولساك بردك ماشى بردك فى طريقك ال أخره خراب ده ، وعايش بالحرام والتنجيم .
قنديل ....الله ميطولك يا روح ، خلاص خلصت الكلمتين ال هتجولهملى _ كل متشوف خلجتى .
وأنا بردك هرد عليك نفس الرد
خليك فى حالك وزرعتك يا خوى وسبنى أنا فى حالى ،عجبنى إكده .
صالح معاتبا....إكده ؟ ربى يهديك يا أخوى ،انا خايف عليك من ربنا
فوج جبل الآوان _ دلوك ربنا ساترك لكن لو أستمريت فى طريجك ده متضمنش تتفتضح دنيا وآخره.

جنديل محدثا نفسه...أنا اتصبحت بوش مين النهاردة عشان يبجى جدرى أشوف وش صالح ويعملى الحبتين بتوع كل مرة ويعكر مزاجى على الصبح .

جنديل بنفور....بجولك إيه يا خوى _أنا مش فاضى ، يلا فوتك بعافية سلام .
وفى جنديل ومن على شاكلته منذ بدء الخلق إلى يوم القيامة نزل قوله تعالى "
( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة .ولهم عذاب عظيم )
صالح بحزن ...الله يصلح حالك يا خوى .
..............
دلفت سمية إلى والدتها ترسم على وجهها ملامح غاضبة معاتبة لوالدتها.....ليه إكده يمه ؟
ليه بس تمشيه زعلان ؟
إحنا مصدجنا يجى ونشوفه ؟.
من إمتى جلبك جاسى أكده ؟
ده حتى مفيش أحن من جلبك وأنتِ ال هتعلمينا الحب وكيف نحن على بعضينا ؟
فهان عليك ولدك ياسين ده الحيلة حتى ؟
تلألأت عين بدرية بالدموع ولكن تماسكت وصاحت بقولها :
أنتِ يا بت أنتِ لساكِ صغيرة ومهتفميش حاچة ،ومهتعرفيش هو هيعمل إيه وكيف ؟
وأنا أم وعمر مجلب الأم بيجسى واصل .
بس غصب عنى _وهو فاهم كويس أنا ليه بعمله إكده ؟
يمكن فعلا يندم ويحن ويرجع ياسين ولدى ال ربيته صوح أحسن تربية، وفهمته الحلال من الحرام وحفظته القرآن لما كان عيل صغير مكملش اربع سنين .
ثم أشاحت بوجهها باكية قائلة، روحى يا بتى لخواتك وحضرلهم لُجمة يكلوها وهملينى لحالى دلوك الله يخليكِ.
سمية........ مع إنى مفهماش حاجة بس حاضر يمه ال تشوفيه .
بس عشان خوطرى ، لو چه تانى ، عمليه كويس عشان يجعد معانا شوية ، ده أخويا بردك وهنحبه .
بدرية...ان شاء الله يا بتى.
........................
جاء معاد زيارة قنديل
صفية لـ مايسة...خلى بالك من الوكل زين ، وأنا هروح مشوار إكده ما ست ثريا ، ساعة زمن وچاية .
مايسة...حاضر يا خالة .
ثم خرجت لتجد ثريا قد إستعددت للخروج .
ثريا بصوت منخفض.....حسك عينك يا صفية المشوار ده حد يعرفه سوانا إحنا الاتنين .
فأوعى تجولى لحد كلمة إكده ولا كده ، فاهمانى ؟
صفية.......اه طبعا يا ست ثريا ، متجلجيش سرك فى بير ملهوش جرار .
ثريا....تمام، يلا بينا ، وربنا يجعل العواجب سليمة ويحصل على إيده المراد
صفية.......أن شاءالله يا حبيبتى .

انتظرهم قنديل بفارغ الصبر ، وأمر سيد بعدم إزعاجه من أحد بأهل القرية أثناء تواجدهم معه .
كما حثه بتعلل أى شىء لإخراج صفية لبعض الوقت وتركه مع ثريا .
ثم مكث شاردا متخيل شكلها
قنديل....يا ترى بيضة كيف فلجة الجمر زى مبيجولوا زى الأجانب إكده ، ولا عادى زى باجى حريم الكفر ال شكلهم يجطع الخلف .
يااااه يا واد جنديل ، اول مرة هتعمل شغلك بمزاج عالى ، وكومان علاچ مضمون
ثم ضحك بشدة وقام ليجوب الغرفة ذهاباً وإياباً منتظر اللحظة الحاسمة .


الجزء الخامس


الفصل الخامس
.....................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
صهيب لـ ياسين ...على فين العزم إن شاءالله يا ياسين بيه .
ياسين....طلعنى على محلج الجطن هتابع شوية الشغل هناك .
صهيب ...زى متحب يا ياسين بيه _ حاضر .
ثم شرد ياسين فى ذكرياته .
عندما كان فى طريقه للقصر وكانت قدماه بالكاد تحمله .
فكان يمشى بخطوات متثاقلة وكما يقولون ( يقدم رجل ويأخر رجل ) من جراء الخوف والرهبة من مقابلة حمدان القناوى .
فأخذت أنفاسه تتسارع كلما أقترب من القصر ولكنه تفاجىء بمن يطلق النار فى الهواء فأرتعشت أواصله ، كما نبحت عليه الكلاب فزاد خوفه وكاد أن يغشى عليه .
ثم وجد من يجذبه من تلابيب جلبابه بقسوة .
وكان ( الغفير فزاع) وهو أسم على مسمى فشكله ليس بالهين وهيئته كفيلة بإدخال الرعب فى كل من يراه .
فزاع غاضباً.......أنت يا بجرة _ ليه هتتطلع إكده وهتجرب من إهنه ؟
ياسين بصوت متلعثم من الخوف...أنا كنت راااااااايد
فزاع....كنت رايد إيه ؟
أنطوج _ أنت أصلا شكلك إكده مش على بعضك ، أنت حرامى أكيد صوح ؟
ياسين مرتجفاً ...لا حرامى إيه بس ؟
أنا ولد ناس محترم .
فزاع ساخرا...وولد الناس المحترم هيطلع إكده على بيوت الناس .
ياسين.......لا أنا مش جصدى _ أنا چى أجابل حمدان بيه الجناوى.
فضحك فزاع بسخرية........عايز تجابل إكده حمدان بيه حتة وحدة إكده يعنى بالساهل ؟
ياسين...اه _ عايز أجابله ضرورى .
فزاع........عندك معاد سابج معاه؟
ياسين.........لا
فزاع بنفور ودفعه بيديه ......طيب يلا ورينا عرض كتافك وإلا جول على نفسك يا رحمن يا رحيم .

ياسين محاولا الصمود حتى لا يسقط من دفعه من قبل فزاع ...
.أصبر بس شوية عليه مش إكده الحديت .
وخلينى أجابله الله يخليك .
فى هذه اللحظة ولجت ثريا إلى الشرفة لتتنفس بعض الهواء النقى لعله يخفف من حدة التوتر فى إنتظار ياسين .
فلمحته ثريا من بعيد ورآت فزاع منفعل عليه ممسكاً إياه من ملابسه .
فخشت عليه أن يمسه بسوء _فأسرعت إلى والدتها لتخلصه من براثن فزاع .
ثريا بلهفة شديدة .......يمه ألحجى يمه ياسين
سكينة....ماله يا بتى ومالك أنتِ مفزوعة إكده ؟
ثريا ......على البوابة وفزاع خنجه من رجبته .
سكينة.........طيب متخفيش إهدى شوى.
و خلاص خشى چوه وأنا هتصرف _ هكلم أبوكِ ينادى عليه يدخله .
فطبعت ثريا على وجنتيها قبلة بسعادة ثم تركتها وغادرت إلى شرفتها لتتأكد من سلامته ودخوله إلى القصر .
ولجت سكينة إلى حمدان فى مكتبه _وأخبرته بمجىء ياسين .
فنادى حمدان على خادمه ( محروس )
محروس ...امرك يا حمدان بيه .
حمدان...أطلع لـ فزاع بره _خليه يدخل الضيف ال واجف معاه ويعامله بإحترام .
محروس ......أمرك يا حمدان بيه.
فخرج محروس لـ فزاع وحدثه بما قاله حمدان فتعجب فهذه أول مرة يقابل أحد من أهل القرية البسطاء فى القصر .
ولكن لا مفر من الإنصياع لأوامره _فأدخله على نفور منه .
ولج ياسين للداخل مضطربا ومبتلعاً ريقه بصعوبة.
محاولا تذكر الكلمات التى درب عليه لسانه بالأمس ولكنها تلاشت من الخوف .
أوصله محروس لغرفة مكتب حمدان .
ياسين بقلب مضطرب.........السلام عليكم_ يا حمدان بيه
حمدان بنظرة متفحصة....وعليكم
ثم صمت للحظة وتابع...جالولى إنك عايز تجابلنى !
خير ؟
حاول ياسين التسند إلى الكرسى الذى بجواره بيد مرتعشة ولاحظ حمدان إرتجافه _ فأتبع.
حمدان...طيب أتفضل أجعد الأول _وجول تحب تشرب إيه ؟
أشعرته كلمات حمدان بالطمأنينة بعض الشىء
ياسين...لا ملهوش لزوم _أنا مش عايز اخد من وجت حضرتك كتير.
حمدان............طيب ياريت تدخل فى الموضوع على طول _ عشان أنا فعلا مشغول.
ياسين مجاهداً فى إخراج كلماته بصعوبة......حمدان بيه ،أناااااااااااا
يشرفنىىى يعنى أطلب يد بتك ( ثريا هانم ).
رسم حمدان على وجهه الغضب فارتجف ياسين .
حمدان...وأنت شوفت بتى فين ؟
ياسين مرتعدا..........أناااااااا لمحتها إكده مرة هتتمشى .
ومن ساعتها جلبى أتعلج بيها واتمنتها مرتى على سنة الله ورسوله.
أعجب حمدان بكلمات ياسين وحاول التبسط بعض الشىء معه.
حمدان........بس أنت عارف هى بنت مين؟
وأكيد مهرها غالى جوى .
ياسين.........عارف ولو أجدر أچبلها نجمة من السما هچبلها واعمل كل ال هتطلبه.
حمدان....يعنى هتوافج على كل شروطنا ؟
ياسين.........هوافج على أى حاچة _ المهم ثريا تكون من نصيبى .
فابتسم حمدان بمكر وهمس ( كلامك صوح يا سكينة )
حمدان.....ربنا يجدم ال فيه الخير .
أنت عاود دلوك _ ويومين إكده وهبلغك الجرار ال هخده فى الموضوع ده .
وقف ياسين من فرحته قائلا.. ....انا متفائل كل خير ان شاء الله يا حمدان بيه .
ثم سلم عليه وغادر وقدماه لا تحمله من السعادة . وقد إقترب أخيراً من حلم عمره .
#كفر صقر بقلمى ام فاطمة
أفاق ياسين من شروده على صوت صهيب .
صهيب.............ياسين بيه وصلنا محلج القطن .
ياسين..
..اه اه ماشى .
إركن العربية فى أى مكان جريب عشان أنا مش هعوج .
هطمن على الشغل وهعاود الجصر عشان حاسس إنى بعافية شوية.
صهيب......زى متريد .
وسلامتك يا ياسين بيه .
.........................
بدا على وجه ثريا وصفية الخوف والقلق وهما بصدد الولوج إلى قنديل .
الذى أعد غرفة أستقابلهم على أكمل وجه كما أضاءها بإضاءة خافتة من اللون الأحمر كما شغل ريكورد أصدر أصوات مرعبة نوعا ما .
كما أحدث البخور ضبابا فى الغرفة فأثر على الرؤية الواضحة للمكان .
سيد محدثاً نفسه ( يا ابن اللذينة يا جنديل _ دى البت طلعت لهطة جشطة صوح زى مسمعنا .
هنيالك يا جنديل ، ده انت طلعت حظك من السما )
سيد...........أتفضلوا سى جنديل مستنيكم چوه.
تشبثت ثريا بذراع صفية خوفاً وبخطوات متثاقلة ولجا الإثنان للداخل مرتعدة أواصلهم .
سعلت ثريا من إستنشاق البخور وكاد أن يغشى عليها من الخوف من الأصوات التى تحيط بها .
فأمسكتها صفية قائلة.....إمسكى نفسك زين معلش يا ست ثريا .
و إستحملى شوية معلش لغاية ميحصل المراد.
جحظت عين قنديل عندما رآها وحدث نفسه( إيه الحلاوة دى كلاتها_ معجول دى هتكون بين إيديا
أنا مش مصدج نفسى )
ثم همهم قائلا ........اهلا بيكِ يا ثريا يا بنت حمدان الجناوى وبنت سكينة.
ثريا لـ صفية متعجبة.......هو كومان هيعرف اسم أمى ؟
صفية بثقة.........هو إكده هيعرف كل حاچة جبل متنطوجى بيها .
قنديل بصوت جهورى مرعب ...مش عايز صوت . خلينا أركز مع سفالتين فى تحضير العلاچ .
ثريا مستفهمة..........هو مين سفالتين ده ؟
وعلاچ إيه ؟
قنديل بنظرة غاضبة........إسكتى بجول .
صفية بخوف..........ده تلاجيه الچنى يا ست ثريا _ربنا يچعل كلامنا خفيف عليهم .
ثريا....يا حفيظ يارب .
قنديل...كلمة وحدة تانى وهطلعكم برا.
صفية..........لا خلاص _سكتنا أهو .
فقام قنديل بوضع المخدر فى كوب من الماء ثم قدمه لثريا لتشربه .
ثريا بحذر...إيه ده ؟
قنديل ........ده العلاچ ال بأمر الله هيجبر بخاطرك وبالكتير شهر او شهرين وهتيچى تفرحينا وتجولى إنك حبلى .
ثريا ...........بچد.
تعصب قنديل حتى ظهرت الدماء فى عروقه.
قنديل...أنتِ هتشكى فى كلامى ؟
صفية بنفى.........لا يا سى جنديل متجصدش .
ثم تابعت لـ ثريا..........إشربى يا ست ثريا _وأنتِ مغمضة .
ده علاچ سى جنديل بيچيب من الآخر _وأحسنها من اى دكتور فيكِ يا مصر .
قنديل محدث نفسه( فعلا علاچ جبار هيريحك على الآخر ) .
إرتشفت ثريا بضع قطرات منه على توجس ولكن نظرة قنديل المخيفة جعلها تشربه بأكمله .
قنديل..
العلاچ ده هيستمر أربع أسابيع ، فى كل أسبوع مرة هتيچى هنا تخديه بنفسك .
صفية.......يعنى مينفعش تخده فى البيت ؟
قنديل غاضبا.........لا أنتِ خلاص معدش ينفع تجعدى بره يلا .
صفية..........لا خلاص مش هتحدت تانى معلش .
قنديل بصوت جهورى غاضب ........يا سيد _ تعال خد الست الخرفانة دى برا .
عشان أعرف أكمل شغلى .
أسرع سيد إليه _ليأخذ صفية عنوة للخارج
سيد.........يلا إسمعى الكلام _وإلا انتِ خابرة سى جنديل لما يغضب.
صفية بفزع.........عرفة عرفة .

وهمت بالخروج ولكن تمسكت بذراعها ثريا ولكن سرعان ما سقط ذراعها لتأثير المخدر .
خرجت صفية ولكن حدثها قلبها أن بالأمر شىء

وحاولت نزع هذه الفكرة السيئة من عقلها ولكن القلق سيطر عليها وحاولت جاهدة للولوج لها مرة أخرى ولكن منعها سيد.
...............................
اطمئن ياسين على مجرى العمل فى المحلج وأيضا الطاحون والحفار .
ثم قرر العودة للقصر لأخذ قسط من الراحة .
فى القصر :
نادى صهيب على صفية عندما شعر ببعض الچوع ولكنها لم تستجب له .
فدلف للمطبخ كى يوبخها على عدم الإستجابة .
فوجد فتاة سمراء تفترش سجادة الصلاة وتصلى فى خشوع .

تسمر ياسين فى مكانه _فهذه أول مرة منذ أن عاش فى هذا القصر يرى أحد يركع لله ركعة واحدة .

حتى هو فقد ترك الصلاة بعد أن ألهته الدنيا منذ زواجه بـ ثريا .
وقد توعد الله عز وجل المصلين الذين يصلون فرض ويتناسون فرض ، بواد فى جهنم فما بال الذين يتركون الصلاة كلها ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )

تأملاها ياسين للحظات بالرغم من بشرتها السمراء إلا أن هناك شىء ما جذبه نحوها.
أتمت مايسة الصلاة ثم رفعت كفى الضراعة إلى الله بالدعاء
( يارب أنت عالم بحالى ،يسر أمر وفك ضيجتنا واشفى أبوى )
وما إن انتهت من دعائها وقامت لتلتفت وجدت ياسين يحملق بها:
مايسة بغضب......أنت يا جطران _مالك إكده واجف تتطلع ليه إكده .
وكمان تُدخل إكده من غير إحم ولا دستور .
زريبة إياك ؟
إنفجر ياسين غيظا فى وجهها..........أنتِ يا چاموسة هتكلمينى إكده أنا ؟
هو أنتِ متعرفيش أنا مين ؟
مايسة بسخرية.......هتطلع مين يعنى ؟
بارمبيله _أكيد هتخدم هنا فى الجصر ؟
فضحك ياسين بغيظ وسئلها..........أنت چديدة هنا صوح ؟
مايسة...وده هيخصك فى إيه ؟
يلا إكده ورينا عرض أكتافك خلينا أخلص شغلى .
ياسين غاضبا.......لا إكده أنتِ طينتيها خالص وهطلعهم على دماغك .
مايسة..لا بچد _ ورينى هتعمل إيه عاد ؟
خوفتنى جال ؟
فانفجر ياسين مناديا على إسماعيل ( خادمه )
إستچاب له إسماعيل على الفور ( وهو شاب طيب وأجبرته ظروفه على العمل فى القصر )
إسماعيل.......أمرنى يا ياسين بيه ؟
ياسين غاضبا........جول للبجرة السودة دى _ أنا مين ؟
وبعدين أزرعها جلمين _عشان أنا مش عايز أوسخ يدى .
وأديها حسابها ومشيها عشان تتعلم كيف تكلم أسيادها .
إرتبكت مايسة عند سماعها من إسماعيل ( ياسين بيه )
فنطقت الشهادتين ثم همهمت بإرتجاف....معلش يا سى ياسين بيه _اللى ميعرفك يجهلك .

أحب على يدك معلش سامحنى .
وخلينى الله يخليك أشتغل عشان أبويا المريض .
#كفر صقر بقلمى ام فاطمة
نظر لها إسماعيل بشفقة اعتصرت قلبه.
إسماعيل برجاء .......معلش يا سى ياسين .
عشان خوطرى أنا _ دى بت غلبانة ومهتفهمش وجديدة ،لسه أول يوم ليها النهاردة.
ياسين بنفور.........طيب بس لو سمعت صوتها تانى مش هيحصل طيب واصل .
ياسين .......فين البجرة صفية _مش شايفا يعنى ؟

إسماعيل ...صفية خرچت مع الست ثريا .
ياسين ....ثريا كمان خرچت !
والله عال العال هتخرج من غير متجولى .
طيب دلوك چعان وعايز أكل لقمة وأسطح شوية جبل مكمل شغل .
هتعرفى يا وش الطين أنتِ ...تعملى وكل ؟

مايسة...اه طبعا يا سى ياسين ، خمس دجايج ويكون الوكل عندك .

ياسين...طيب لما أشوف .
لو تأخرتى عن خمس دجايج جولى على نفسك يا رحمن يا رحيم.
ثم تركها وصعد إلى غرفته منتظرها تتأخر ليفتك بها .
ولكن بمرور خمس دقائق بالفعل كان إسماعيل يقف على باب غرفته مستأذنا للدخول.
أذن له ياسين وغضب لما رآه يحمل صنية الطعام بدلاً منها .
فصاح فيه........أنا مش جولت البجرة ال تحت دى هى ال تچيب الوكل.
إسماعيل........معلش هى بس خجلانة منك شوى .
ياسين.......وش كسوف جوى يعنى!
إنزل بالوكل ده وخليها تطلع بنفسها بيه وإلا هى حرة ، تستحمل بجه ال هيحصلها .
إسماعيل.......حاضر يا ياسين بيه
فنزل إسماعيل لها وحدثها بما قاله فخافت واضطربت.
مايسة........لا مجدرش أطلع هخاف _وميصحوش كومان ادخل أوضة راجل لحالى ومرته مش معاه .

أعجب إسماعيل بها لحيائها ولكن لا مفر من الإستجابة لطلب ياسين .
لذا حملها على الموافقة.
إسماعيل...معلش _ هو دماغه إكده ولزمن نجول حاضر .
عشان أكل العيش مر وأنتِ طيبة ومهتعرفيش لسه حاچة إهنه ولا طبعهم الواعر.
مايسة.....بس يعنى ؟

إسماعيل...معلش _ إطلعى يا بت الناس وأنا هجفلك برا .
ولو حوصل أى حاچة _هدخل متجلجيش.
مايسة بإمتنان...........ربنا يخليك يا إسماعيل .

فابتسم إسماعيل ورق لحالها ودق قلبه لإبتسامتها بأسنانها البيضاء التى أضاءت سماء وجهها المظلم .
حاولت مايسة اخذ صنية الطعام من إسماعيل ولكنه رفض.
إسماعيل ...لا هى تجيلة ، أنا هشلها لفوج وهدهالك على باب الاوضة فوج .
مايسة بحرج...الله يخليك ، متحرمش منك .
فدق قلبه بسعاده لكلماتها ، ثم صعدا الدرج .
وعند باب الغرفه حملها الصنية فوق رآسها .
ثم أختبىء بجانب الغرفة منتظرها.
طرقت الباب على خجل ( مايسة)
ياسين ...مين ؟
مايسة...أنا خدامتك مايسة يا سى ياسين .
ياسين بإبتسامة نصر ....أدخلى .
فولجت مايسة على حرج واهتزت على رأسها صنية الطعام وكانت على وشك إسقاطها .
فهب ياسين حاملا منها الصنية .

ياسين ...مش تخدى بالك الوكل كان هيقع منيكِ
مايسة بإرتجاف....أنا اسفة الصنية تجيلة حبتين .
هتعوز شىء تانى قبل معاود المطبخ .
ياسين بسخرية....تعاودى ،هو دخول الحمام زى خروجه إياك .
أنتِ هتفضلى وجفة إكده عجبال مخلص وكل .
استسلمت مايسة بالوقوف على رجليها التى تؤلمها من كثرة العمل فى القصر بجانب طبيعة جسدها النحيف من قلة الطعام .
إلتهم ياسين الطعام ومن حين لآخر ينظر لها فيجدها تستند للحائط وترفع إحدى رجليها ثم تنزلها لترفع الآخرى وهكذا ، فأدرك إنها تؤلمها .
فأخفض عينيه حزنا ولا يعلم لما يصر على إيذائها وفى نفس الوقت يتألم لألمها .
تعمد ياسين سكب كوب الماء على الأرض ثم رمى فضلات الأكل أمامها .
فنظرت له بإشمئزاز فضحك بسخرية
ياسين....تعال نضفى ال وقع ده .
فهمت أن تخرچ فنادها.....رايحة وين ؟

مايسة.........هچيب حاچة انضف بيها .
ياسين ......لا أنا عايزك تنضفيه بخشمك ده .
وتكليه حاسس إنك چعانة فصعبتى عليه .
كلى يلا .
زمجرت مايسة بغضب......كيف يعنى أكل من الأرض ، شايفهنى بهيمة إياك .
ياسين ....لا أنتِ كده ظلمتى البهيمة لإنها أحلى منك .
جولت وطى وكلى وإلا أنتِ خابرة كيف ممكن أعمل فيكِ .

طأطأت رآسها بحزن وذل لم تعهده من قبل بالرغم من الفقر التى عانته طوال حياتها لكن كانت رآسها مرفوعة ولم تنحنى أبدا لأحد .
ياسين بصوت جهورى غاضب......كلى وإلا جومت مسكت رأسك الناشفة وكسرتها وخليتك توطى تاكلى .
مايسة بذعر..
....لا لا مهتلمسنيش _هوطى أنا .
كان إسماعيل يقف بالخارج ويسمع حديثهما وود لو دلف إليها ليأخذها ولكنه لا يستطيع فهو محتاج مثلها للعمل فأكتفى ببعض الدموع التى انهمرت من عينيه حزناً عليها .

انكبت مايسة على الأرض بذل وهوان تلتقط بقايا الطعام بفمها وحاولت بقدر الأمكان أن تمسك دموعها من التساقط حتى لا تسبب فى إفساد الطبقة السوداء التى وضعتها على وجهها .
ياسين بسخرية....لو مش عايزة تكملى وكل تعالى حبى على يدى وبوسيها .

رفعت مايسة طرف عينيها بنظرة حارقة ...لا أشرف لى أكل من الأرض فاحنا منها واخرنا ليها بردك .

إستشاط ياسين غضباً من كلمتها فما كان منه إلا أن دفعها برجله فتأوهت ألما وتحاملت على نفسها لتقف على رچليها ثم رمقته بنظرة نارية متلألأ بها الدموع ثم حركت شفتيها بكلمة ( حسبى الله ونعم الوكيل)
ثم أسرعت هاربة من أمامه ليتچرع هو كأس الندم مما فعله بها
.........................
تخدرت أوصال ثريا وحاولت القيام ولكن سقطت مرة أخرى على الأريكة .
وشعرت بأنفاس حارة تقترب من وجهها ؟؟
وحاولت الإبتعاد ولكن لم يسعفها جسدها المخدر لتقع فريسة سهلة أمام قنديل .
.........................
هل ستحب مايسة إسماعيل ؟
أم ستقع فى حب ( ياسين ) ؟
يارب تكون حلقتنا عجبتكم النهاردة
متنسوووش لايك وكومنت تشجيعى .
ومفيش مزة حلوة منكم أشوف منها ريفيو حلو كده فى بوست لوحده
لا إكده ميصوحش واصل
ويمكن اروح لجنديل يعملى عمل محبة وتفاعل 😂😂 يجطعه الراچل
نختم بدعاء جميل ⁦❤️⁩
اللهم أنك رزقتنى أولادى بغير حول منى ولا قوة ، فاحفظهم يا رب العالمين بحولك وقوتك وتجعلهم خير خلقك أجمعين .
وارزقنى واياهم العلم النافع والقلب الخاشع والرزق الواسع .


الجزء السادس 


الفصل السادس
....................،🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله.

تخدرت أوصال ثريا بفعل المخدر الذى تناولته من يد قنديل بهدف فعل ما حرمه الله معها.
وحاولت القيام ولكن لم تسعفها قدماها فسقطت مرة أخرى على الأريكة .
وشعرت بأنفاسه الحارة تقترب من وجهها ويده تخترق جسدها .

حاولت ثريا فتح عينيها بصعوبة لتتأكد من إنه قنديل هو من يفعل بها هذا .
ولكن أصبحت رؤيتها غير واضحة بفعل التخدير وكثرة البخور مما أصابها بالإعياء وبرودة الأطراف ولم تقوى على التحرك أو دفعه عنها
فقد فقدت السيطرة على نفسها تماماً.

قنديل بأنفاس لاهثة....أنتِ جمر بزيادة جوى_ يا ثريا ، سكر إكده محلى عليه كريمة ، لهطة جشطة ، عايزة تتاكل .
ثم رمى قناع التقوى والإيمان ليحل محله قناع الفجور والفسق .
واستحل لنفسه حرمة غيره بدون خوف من الله .
وتناسى أن ما فعله هو كبيرة من الكبائر.
قال تعالى ( ولا تقربوا الزنا ، إنه كان فاحشة وساء سبيلا )

وما أن تم له ما أراد _أسرع لترتيب ملابسها كما كانت حتى لا تشك فى أمره ، كأنه لم يفعل شيئا .

ثم حاول أفاقتها من المخدر سريعاً قبل ولوج صفية.
إستفاقت ثريا بعض الشىء ولكن مازالت رؤيتها غير واضحة
ثريا بألم فى جوارحها لا تعلم سببه ...أنا فين وفين صفية ؟
وليه چسمى هيوعچنى اوى إكده ؟

قنديل بنظرة شيطانية.......أنتِ حدانا ومتجلجيش ده فعل الدوا بس بالشفا إن شاءالله .
صرخت ثريا لما سمعت صوته بإسم صفية .
فأسرعت لها صفية مرتعبة .
عندما نظرت صفية لوجهها رأت فيه ما كانت تخشاه .
صفية بنظرة ندم لتركها ......أنا أهو معاكِ يا ست ثريا
ثريا بألم يعتصر قلبها قبل بدنها .....جومينى يا صفية الله يخليكِ .
صفية ...حاضر _ هاتى يدك وبشويش وحدة وحدة على نفسك .
فمدت لها ثريا يدها وحاولت القيام .
صفية.........ايوه إكده _ إسندى بجه عليه .
وألف سلامة عليكِ يا ست الستات .

ثريا بغصة مريرة ......يلا بينا من إهنه بسرعة يا صفية ارجوكِ.
صفية.يلا بينا يا ست ثريا .
قنديل بسخرية...........إكده من غير حساب حتى العلاچ .
رمقته ثريا بنظرة حادة ثم تابعت.........أديله اللى هو عايزه يا صفية _ وانا هستناكِ بره .
مش جادرة أجعد إهنه أكتر من إكده .
فخرچت ثريا مسرعة متألمة مما أصابها وقلبها منفطر والدموع فى عينيها .
أما صفية فقد أعطته ما طلب سريعا ً _ ثم أسرعت لتخرچ .
فاستوقفها قنديل قائلا :
إستنى خدى نصيبك يا حلوة عشان تعرفى إنى مبنساش حج حد.
إلتفتت صفية باضطراب ومدت يدها له قائلة......تشكر يا سى جنديل.
قنديل بصوت به حدة ليخيفها ........هستنى زيارتكم تانى نكمل العلاج عشان يچيب النتيچة .
صفية بنفور..........اه اه ان شاء الله .

ثم فرت من أمامه هاربه إلى ثريا التى تنتظرها بالخارج .
ثم ولج سيد إليه مبتسماً.
سيد غامزا بمكر ......ها إيه الأخبار ؟
سبع ولا ضبع ؟
قنديل بفخر......سبع طبعا يا زفت .
سيد ......طيب فين نصيبى أنا كومان من الليلة دى؟
عبس قنديل ثم أخرج له بعض الجنيهات قائلا ........أهو خد _ إلهى يطمر بس .

سيد ...ومالك إكده _ بتجولها من غير نفس .
بحسبك هتكون مبسوط جوى من الحتة الطرية اللى كانت عندك.
قنديل ......اه انبسطت بس نظرات الفجرية صفية مش مريحانى وخايف مهتجبهاش تانى .
سيد ..........ليه بتجول إكده ؟
قنديل .....مش عارف _ بس حاسس إنها فهمت ال عملته من نظرتها ليه .
سيد ...تفهم ال تفهمه بس مهتعرفش تثبت عليك شىء .
قنديل........عارف يا واد _ بس أنا رايد تجبها تانى وتالت كومان .
سيد.....هتچبها متخفش وحط فى بطنك بطيخة صيفى.
فضحك قنديل حتى علىّ صوته .
........................................
أما ثريا فقد نهش جسدها الألم فاستندت على صفية فى الطريق .
ولم تحدثها بإى شىء خلال الطريق ، فمرارة ما حدث ألجم لسانها .
كما لم تريد صفية إزعاجها فهى تشعر بحالها ، فالتزمت الصمت هى الآخرى _خشية وخوف مما حدث .
.................
(مايسة مع ياسين فى غرفته )
إحتملت مايسة ألم رچليها بصعوبة _ثم حاولت الوقوف عليها بصعوبة رغم ألمها ولكن الألم النفسى الذى سببه لها أكبر .
فرمقته بنظرة نارية متلألأ بها الدموع ثم حركت شفتيها بكلمة ( حسبى الله ونعم الوكيل) ثم غادرت .

إرتجف ياسين لكلمتها التى كانت كفيلة بإنهيار جبل قوته مع الوقت .
ياسين معاتبا نفسه........ليه بتعمل إكده ؟
ذنبها إيه الغلبانة دى فى اللى عملته.
يعنى مش قادر على ثريا وابوها_ فهتيچى على الضعيفة دى ؟
أنت ناجص ذنوب _ هتعمل إيه لما يسألك ربنا يوم الجيامة ؟

بكى ياسين حتى أن أنتحب حزناً على حاله قبل حالها
على نفسه التى بنفسه أذلها وأوصلها لهذا الهوان .

قام ياسين فنظر لنفسه المحطمة فى المرآة ثم حدثها :
هتبكى دلوك _ خلاص فات الأوان ، ومعدش ينفع الرچوع .
إمسك نفسك يا ياسين متخليش حد يشمت فيك .
فدلف للمرحاض واسكب عليه الماء البارد ليطفىء نار ضميره المشتعلة .
ثم خرج ليرتدى ملابسه وخرج مسرعاً كأنه يهرب من نفسه .
إتصل به حمدان فى الطريق فزفر بضيق ولكن سرعان ما أجاب .
ياسين...ايوه يا حمدان بيه ؟
حمدان غاضبا .....أنت فين يا ياسين وسايب الدنيا تضرب تجلب ؟
ياسين.........ليه حوصل إيه ؟
ده هى ساعة زمن روحت أكل لجمة وعاودت .

حمدان........لأ فيه _الزفت الجطران متولى هيستغفلنا وهيسرج من الدجيج اللى فى المخازن عينى عينك إكده ولا همه .
ياسين.......أنا عارف كويس هو بيعمل ايه ؟
حمدان بزفرة غضب .....عارف وساكت وسايبه _أنت أتچننت !
ياسين..........افهمنى بس يا حمدان بيه _ متولى هيسرج صوح بس فاهم وواعى لعملياتنا اللى أنت خبرها زين .
وهيمشى الحال لينا فى الطريج مع جريبه فى المركز .
عشان إكده أى حملة تفتيش فى الطريج بنعدى منها على طول من غير محد يچى جمب البضاعة بتعتنا ويفتش .
حمدان.... ...يعنى إكده منجدرش نكسر عينه عشان هيخدمنا ؟
ياسين........معلش نستحمل كام شوال دجيج يضيع عن أن الشيلة كلها تضيع ولا إيه الحديت؟
حمدان بنفاذ صبر.......طيب يا ياسين زين زين .
وأخبار النهاردة إيه ؟
هترسى على مين البضاعة ؟
ياسين ........خلاص اتفجت بدرى على جمال الشهاوى.
وهيجى ورجالته يحمل البضاعة من المخازن ويدفع المعلوم ويتكل على الله .
وبعدين هچيلك بالفلوس _ ونتحاسب .
حمدان ضاحكاً.........بجيت تتحاسب بالمليم يا ياسين .
فين زمان لما كنت هتخجل كيف الحريم _ واعطى نصيبك أنا لـ ثريا .
ياسين بسخرية........أديك جولت زمان _ ياسين الجطة المغمضة فتحت خلاص والبركة فيكم .

حمدان.........تمام يا ريس ياسين .
طيب ومفيش أخبار عن المعلوم ظهر ولا لسه ؟
ياسين........أهو الناس هتحفر وربك يسهل .

حمدان...طيب ياريت جريب عشان الناس الخوجات دول بيحبوا التسليم فى المعاد مظبوط .
ياسين........أهو هنعمل اللى فى يدنا والباجى على ربنا
( لا يا ياسين بتاع ربنا صوح )
حمدان...... طيب خير _سلام بجه دلوك عشان عندى مشوار مهم .
ياسين بسخرية.......خابر أنا مشواريك زين .
حمدان.........طيب ماتيچى معايا مرة ولا هتخاف من ثريا ههههه .
جز ياسين على شفتيه بمرارة قائلا ........ لا أنا بس مش رايد أغوط فى الطين أكتر من إكده .
وعندى أخوات بنات هخاف عليهم من ولاد الحرام .
ثم اغلق ياسين معه الخط ساخطاً على الحال الذى وصل إليه ولكن لا سبيل للرجوع .
....................................

ولجت ثريا لغرفتها وخلعت عنها ملابسها ونظرت للمرآة لتجد أثار يده عليها فصرخت حتى سمعتها صفية .
صفية من الخارج...فيه حاچة يا ست ثريا _ أنت بخير ؟
طمنينى عليكِ الله يخليكِ.

طيب ممكن أدخل ؟
ثريا متألمة وبغصة مريرة........لا سبينى لحالى دلوك .
هزت صفية رأسها بتعجب قائلة ........يجطعك يا زفت يا جطران يا جنديل .
وأنا اللى كنت فكراك ولى من أولياء الله الصالحين ، طلعت من الأنجاس .
ثم حدثت نفسها "
والعمل دلوك أنا هشحت فى الشوارع لو طردتنى ثريا .
عشان أنا ال اخدتها للزفت ده بيدى.
ثم تابعت "
بس ماأظنش أنا ذنبى أيه أنا كان جصدى خير وماأعرفش إنه هيحصل ده كله .

بس هى متجدرش تستغنى عنى _عشان أنا الوحيدة اللى معايا أسراراها وهريحها ديما .

ولجت ثريا للمرحاض وفتحت المياه الساخنة فى حوض الإستحمام ثم انغمست فيه بجسدها لعلها تهدء بعض الشىء .
ثريا بلوم لنفسها.......إمسكى نفسك شوية كده .
وإهدى يا ثريا _ ياسين جرب يعاود ,فأوعى تخليه يحس بحاچة واصل
أنتِ مش ناجصة بعد منيه _ ومش عايزين فضايح ، فلازم تكتمى خالص ،كأن ولا شىء حوصل .
ثم تابعت "
بس صفية ممكن تجول حاچة ؟
لا لا أنا خابرة صفية زين عمرها مانطجت كلمة إكده برا ، عشان عرفة زين إيه هيحصولها لو أتكلمت .
......
انهت ثريا حمامها وخرجت وارتدت أفضل ما لديها وتزينت وكأن ما حدث كان حلم واستيقظت منه .
.................
وصل ياسين إلى الطاحون لإنهاء عملية اليوم
ياسين........كيفك يا متولى ؟
متولى...غرجان فى خيرك يا باشا .
ياسين ......وأخبار الشغل إيه ؟
متولى ...على أحسن حال وكله چاهز ومستنى إشارة منك .
ياسين ........والجماعة ؟
متولى ...على وصول يا باشا _عجبال ماتاخد جهوتك المظبوطة ،هيكون وصلوا بالسلامة.
ياسين ...تمام وظبطت البضاعة زين تحت داخل الشكاير .
متولى...كله تمام يا باشا .
ياسين.......على البركة .
ثم ناوله متولى فنجان القهوة ليرتشف منه عدة قطرات لتعود ذاكرته للوراء .
عند انتظاره لقرار حمدان القناوى فى زواجه من إبنته
فنام ليلته ليرى حلم عجيب
( رآى أنا هناك بحر له شاطئين إحدهما يقف عليه وعلى الجانب الآخر ثريا _وتنادى عليه:
ثريا....تعال يا ياسين يا حبة الجلب _تعال عدى ماهتخفش .
ياسين ..عايز أعدى وأچيلك بس خايف البحر أمواجه عاليه جوى .
ثريا....إكده يا ياسين _يعنى مش رايدنى .
ياسين..لا رايدك طبعا .
ثريا...طيب تعال عدى.
#كفر صقر بقلمى ام فاطمة
فنزل ياسين مصارعاً الأمواج بقوة ولكن البحر غدار فخرت قواه عندما اصطدم بموجة عالية ،كاد بسببها أن يغرق
فنادى على ثريا مستغيثا فوجدها تضحك .
ثريا........إغرج كمان يا ياسين إغرج فى بحر ملوش جرار .
فقام فزعاً من النوم والعرق يملاؤه
ياسين......اللهم اجعله خير يارب.
ثم سمع صوت طرقات على الباب فقام بفتحه ، فوجد أمامه فزاع .
فزاع........حمدان بيه رايدك فى الجصر كمان ساعة بالكتير .
قفز ياسين فرحاً فاخيرا أقتربت اللحظة الحاسمة وسيفوز بمن أمتلكت عليه قلبه وعقله .
اخذ حمامه ياسين وتعطر وأرتدى افضل ما عنده ثم توجه للقصر .
ولكن هذه المرة بخطوات ثابتة وبقلب ملاؤه الأمل والفرحة.
وعندما أقترب من القصر وجد ( فزاع ) مبتسما وأحسن الترحيب به
ياسين ....سبحان مغير الأحوال .
( كل يوم هو فى شأن )
ثم أستقبله محروس ببشاشة وجه:
محروس....اهلا يا ياسين بيه _نورت وشرفت
ياسين محدثا نفسه ( ياسين بيه مرة وحدة ، ولا صبرت ونلت يا ياسين ) .
محروس .....اتفضل حمدان بيه _مستنيك چوه.
فدلف إليه ياسين وقلبه يرقص طرباً من فرط السعادة وهذا الإستقبال المشرف .
حمدان بإبتسامة مشرقة.....أهلا يا ياسين يا جوز بتى .
ياسين من الفرحة تلعثمت كلامته.....أناااااا جوز بتك معجولة دى ؟
حمدان.....مش معجولة ليه ؟
هو أنا هلاجى لبتى واحد هيحبها ويصونها ويدير مالها بعد ماأجابل رب كريم _أحسن منيك ؟
ياسين.....بعد الشر عليك يا حمدان بيه ، ربنا يطولنا فى عمرك .
حمدان....تسلم يا ياسين _ المهم ندخل فى التفاصيل
عشان خير البر عاجله .
ان شاء الله دخلتك على ثريا بعد أسبوعين من النهاردة .
اتسعت عين ياسين من المفاجأة غير مصدق ما قاله ، وتسائل ( أنا شكلى بحلم صوح ، لا مش حجيجى ابدا ، مش مصدج ،معجول ده ) ؟؟
حمدان...مالك مسهم إكده _ مش عجبك المعاد !
ياسين بذهول...أنااااااا هچوز ثريا بعد أسبوعين تنين بس .
حمدان....إيه عايز تأجل ؟
ياسين...لاااااااااااا بس يعنى ؟
..................
أفاق ياسين من شروده على صوت متولى.
متولى...الجماعة جم يا ياسين بيه .
فقام ياسين لإستقابلهم :
ياسين ....أهلا وسهلا يا جمال بيه.
جمال...اهلا بيك يا ياسين
إيه الأخبار؟ البضاعة جاهزة ؟
عايزين نوصل بيها مخازنا فى الأقصر جبل طلوع الشمس .
ياسين...لا كله جاهز على الأستلام .
جمال....كويس جوى _نشوف وتستلم شنطة فلوسك كاش كيف مابتحب .
ياسين ...اتفضل عاين بنفسك .
جمال......لا كله تمام وده صنف عال العال كومان ، أتفضل شنطتك وبلغ حمدان بيه السلام .
ياسين...يوصل ان شاء الله
جحظت عين متولى على الشنطة ثم أشار للأخر صديق له ( جابر ) الذى فهم إشارته المتفق عليه .
فتجهز بسيارته وراء سيارة ياسين.

بعد إنتهاء العملية بنجاح _تجهز ياسين بسيارته للذهاب إلى حمدان القناوى بحقيبة المال كما وعده .
............................
بعد عناء يوم طويل من العمل إستطاعت مايسة شراء بعض أحتياجتها الضرورية للبيت فى الطريق كما أشترت دواء السعال لوالدها المريض
وفي المنزل... حضرت لوالدها عشاء خفيف ثم ناولته الدواء. بالشفا ان شاءالله يا أبوى.
عمران........يارب يا بتى .
وأنتِ عاملة كيف ؟
شكلك تعبان _ الشغل كان كتير عليكِ فى جصر الدهشورى.
مايسة بآسى محدثة نفسها( مش مهم تعب چسمنا بس ذل الفجر واعر جوى جوى )

مايسة بزفير حار......أهو يا بوى الحمد لله _ ماتشغلش بالك أنت .
أنا زينة الحمد لله _ المهم أنت تشد حيلك شوى .
وهستأذنك أدخل أمدد ساعتين إكده جبل معاود الشغل تانى بدرى .
عمران.........ماشى يا بتى _ خشى إرتاحى بس متنسيش تصلى العشا جبل متنامى .
مايسة مبتسمة......صليتها يا بوى أول مدليت من الجصر.
مهتخفش أنا مجدرش أفوت فرض ربنا أبدا .
عمران.........ربنا يبارك فيكِ يا بتى .
وجلبى وربى راضيين عنك .

فقبلته مايسة چبينه بحب _ثم دلفت لغرفتها فأدت ركعتين لله قيام فقدماها لا تحملها أكثر من هذا ثم رفعت أكف الضراعة لله
( يارب أبعد شره عنى واحمينى منه وابعتلى رزقى بالحلال ،انت عالم بحالى وحال أبوى )
ثم ضمت مصحفها لصدرها ثم فتحته لتقرء بعض الأيات فوقع نظرها على آية "
( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين)

فدعت مايسة.....اللهم إجعلنى من الصابرين .
وما أن أتمت القراءة لآخر الصفحة خلدت فى نوم عميق من أثر الإجهاد طوال اليوم )
#كفر صقر بقلمى ام فاطمة
........... ....... .......
استقل ياسين سيارته متوجهاً لقصر حمدان القناوى كما اتفق معه .
ولكن لاحظ فى مرآة السيارة _ أن هناك من يتبعه .
فحاول تغيير طريقه لعله يكون خاطىء _ ولكن وجده مازال يتبعه .
ياسين بقلق....هو فى إيه النهاردة ؟
ربنا يسترها .
ثم أخرج مسدسه من صدر جلبابه الصعيدى ، إستعدادا لأى مقاومة .

ثم وجد ياسين نفسه قد ولج إلى طريق مسدود ويجب عليه العودة للوراء _فزفر بضيق .
وابطىء السرعة ونظر وراءه ليجد السيارة التى أتبعته توقفت ونزل منها سريعاً ( جابر )
مصوباً مسدسه نحو السيارة .


الجزء السابع 


الفصل السابع
................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله

ترجل جابر من سيارته فأصبح على مقربة من سيارة ياسين .
فأشهر جابر مسدسه قبل أن يلتفت ياسين ويراه ليبغاته فجأة ويقتله ويستحوذ على حقيبة المال .
ولكن ياسين رآه من مرآة سيارته ففزع وارتجف عندما سمع صوت زناد مسدسه يستعد لإطلاق النار عليه .
وبالفعل أطلق جابر الطلقة ولكن فى اللحظة التى خرجت فيها .
و جاوزت زجاج السيارة كان ياسين فى أقل من ثانية نزل وانبطح فى أرضية السيارة لتخرج الرصاصة من الزجاج الأمامى لينجو بمعجزة من الله عز وجل .
كأنه يمهله لعله يتوب قبل فوات الأوان .
ولو كان فعلا قتل على يد جابر لكانت موتته تعد سوء خاتمة .
ظن جابر أنه أصابه ومات فأقترب على حذر منه لأخذ حقيبة المال كما اتفق مع متولى .

فلاش باااااك
جابر .......مالك يا عمنا _شايل طاجن ستك إكده؟
متولى ......عايز أجوز بت تجول الجمر وأنا أجعد مكانك .
جابر ...وفيها إيه متچوزها؟
متولى .....أهلها طالبين دهب يچى بمية ألف جنيه وجدهم مقدم وجدهم مؤخر .
جابر ...ليه بنت العمدة ؟
متولى...لا بت مصرواية چت بلدنا تدريب وجلبى أتعلج بيها جوى .
بس أهلها واعرين جوى وطالبين كتير .
جابر.......طيب منته بتاخد اللى تريده من ورا حمدان بيه ؟
متولى ...بس مهيكفيش وكمان عينه عليه .
مش عارف إيه الناس دى صراحة ؟
هيدخلهم ملايين على جفانا وبصلنا إحنا فى كام ألف هنخدهم من وراهم .
جابر.........لا معندهوش حج _ منه لله مهيخفش ربنا فى الغلابة اللى زينا .
متولى ...ايوه بس أنا خايف البت تروح منى _فلازم أتصرف .
متولى ...هتصرف كيف ؟
جابر....هجولك " بكرة هيجى ناس يشيلوا المعلوم وهيسلموا ياسين الفلوس .
فأنا جولت أنا أولى بالفلوس المرة دى عشان محتاچ .
اتسعت عين جابر قائلا ...جصدك يعنى ؟
متولى ...اه جصدى .
وأنت عشان أخوى وحبيبى _فمفيش غيرك يساعدنى فى العملية دى ونجسم المليون ده سوا بنتنا .
جابر......ربنا يخليك يا صاحبى _ ده عشمى فيك بردك
بس كيف يعنى هنلهف الفلوس دى ؟
متولى وقد اخفض صوته فكان أشبه بالهمس .....أجولك _أنت هتطلع وراه بالعربية ، وتزنجه فى مكان مجطوع إكده .
وتروح طخه عيار تچيب أجله ونرتاح منيه .
وبس تروح واخد شنطة الجرشينات .
وتيچى يا حبيبى بجه نجسم الفلوس أنت نص مليون وأنا النص التانى .
ولا مين شاف ولا مين درى .
جابر.....طيب ماتطلع وراه أنت ؟
متولى ...أنا ماهينفعش أسيب المخازن وأمشى ، ومش عايز حد ينضرنى .
لكن أنت محدش يعرفك كتير إهنه وهتعمل العملية دى .
وهتتدلى إسكندرية لجرايبك ومحدش هيطولك .
وكومان أنا ماهعرفش أسوج أصلا يا غبى .
جابر...مش تجول طيب من الأول إكده .
ماشى الكلام يا متولى _ بكره أنت شاور وأنا هنفذ على طول .
متولى...ماشى جشطة اتفجنا .
........................
أقترب جابر من السيارة ظناً إن ياسين قد مات .
ثم مد يده لأخذ الحقيبة مبتسماً لإنهاء مهمته بنجاح وطمعا فى الأموال.
ولكنه تفاجىء بيد ياسين تقبض على يديه بإحكام .
ثم اعتدل ياسين من جلسته فسدد له عدة لكمات قوية فى وجه فنزفت أنفه وتورم وجهه .
ثم أمسكه ياسين من رقبته بيد وفتح باب السيارة باليد الآخرة .
ليسدد له بقدميه عدة ركلات قوية فصرخ جابر وتأوه ألماً .
جابرصارخاً....كفاية هموووت خلاص _سبنى الله يخليك .
ياسين والدماء تغلى فى عروقه ...مش هسيبك إلا جثة يا ابن *** غير لما تجولى مين اللى بعتك ورايا ؟
جابر ......هجول هجول _ متولى اللى بعتنى.
ياسين...بجى إكده _مش مكفيه اللى هيسرجه ، كومان بيطّلع لمال غيره.
جابر مستعطفاً ....الله يخليك سبنى لحالى وأحلفلك إنى هسيب البلد كلاتها ومش هتشوف وشى تانى .
ياسين ...هسيبك بس بشرط واحد _ ولو منفذتهوش هاچيبك من جفاك للجبر عدل .
جابر مرتعدا......لا هنفذ هنفذ .
ياسين ...تمام.
هفرغ شنطة الفلوس وهحط بدلها المزاج اللى هنبيعه للناس .
وهتروح بيها لمتولى للبيت وتجوله عد براحتك وهاچيلك بكرة اخد نصيبى وتسيبه وتنزل .
بس جبل ماتطلع هتكون مبلغ الحكومة عنه .
جابر........بس إكده هيروح فيها ؟
ياسين وهو يلكمه مرة آخرى بقسوة ......يروح فيها لوحده _ولا عايز تروح معاه؟
جابر.......لا لا يروح فى ستين داهية لوحده .
ياسين.........خلاص يبجى تنفذ اللى جولتلك عليه وعليه منى الفين جنيه إيه رئيك ؟
جابر ...تمام _هنفذ يا بيه .
وبالفعل ملىء له الحقيبة بالمخدرات التى يحتفظ بها لنفسه .
وذهب جابر لـ متولى بالحقيبة وبلغ عنه كما أمره ياسين لتأتى الشرطة فى الحال وتلقى القبض عليه وفى حيذته المخدرات .

وصل خبر اعتقال متولى _ ياسين ..فضحك بسخرية قائلا :
چيت تخلص منى _ خلصت أنا منك ، شوف كيف ؟
....................................
عاد ياسين لقصره بعد يوم طويل عانى فيه كثيرا وبعد أن أوصل المال لـ حمدان وأخذ نصيبه كما أتفقا .

#كفر صقر بقلمى #ام فاطمة
وعندما إقترب ياسين الدهشورى من بوابة قصره وجد فى إنتظاره عجوز شمطاء بملابس بالية متسخة ، شعرها مبعثر _ تهذى بكلمات غير مفهومة .
إرتعد ياسين عندما رآها فجأة أمامه بعد أن وقف بسيارته منتظر الحارس لفتحها .
فتقدمت منها بخطوات عرجاء مستندة على عصاة خشبية .
العجوز وتدعى ( أم طوليب المچنونة ) كما يسمونها أهل البلدة .
أم طوليب........ياسين يا دهشورى.
ياسين بفزع.......أنتِ تعرفينى ؟
أم طوليب بضحكة ساخرة......ايوه أعرفك زين وأعرف ولادك جابيل و هابيل .
وچيت أبلغك أن شر أعمالك جابيل هيجتل أخوه هابيل .
ياسين غاضبا ً.......جابيل وهابيل إيه يا مجنونة ، وعيالى إيه ؟
أنا لسه معنديش عيال .
ويلا إبعدى عن طريجى _ ألا أدوسك بالعربية .
أم طوليب........دوس على خلج الله زى مداس غيرك وابنك هيتحمل ذنبك وهيجتلوه زى ماجتلوا ولدى .

ثم بدئت فى تمزيق ملابسها صارخة...أنت فين يا ولدى ، جتلوك يا حبة عينى .
ياسين.......ست خرفانة صوح _ عكرتى مزاجى على اخر اليوم اكتر ملهو متعكر .
وعارف إنى تأخرت جوى كومان وثريا هتختمها بعكننة كل يوم .
.........................
ثريا متوترة مما حدث لها مع قنديل وحاولت النسيان بالتزين لإنتظار ياسين ولكن تأخره كثيرا أصابها بالتوتر ولكن جاهدت وعاهدت ألا تلومه هذه الليلة حتى تمر بسلام .
(وطبعا ثريا عملت حاجة من نفسها تاخد عليها ثواب وهى التزين للزوج )

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير النساء التي تسره إلى نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره. رواه النسائي وأحمد وغيرهما.
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة
ولج ياسين لغرفته فتبسمت ثريا وأسرعت إليه وضمته لصدرها بحب .
ثريا ....حمدلله على السلامة يا حبة الجلب .
ياسين مندهشا.....مش بعادة يعنى الإستجبال الحلو ده !
إيه مفيش نكد بتاع كل يوم ؟
وتأخرت ليه وزهجانة والحديت ده .
ثريا تكتم غيظها لتبتسم ....لا مفيش _ أنا الليلة فايجة ومنتظراك من بدرى .
ياسين ......طيب ياريت إكده ديما بدل النكد اللى عمال على بطال ده .
وضعت ثريا يديها المعطرة على فمه هامسة:
هشششششش
الليلة دى مش رايدة فيها كلام _ أنا رايدة إحس فيها إنك لسه هتحبنى كيف الأول .
قبل يدها ياسين برقة وابتسم .
ياسين بغمز .....طيب أنا چعان _فهدخل أتسبح شوى عجبال ماتحضريلى لجمة من إيديكِ الحلوين .
ثريا بغيظ.......يعنى أجولك أحس بحبك تجولى چعان ؟
ياسين ضاحكاً بسخرية .......هو فيه حب أكتر من إنى أكل من يدك الحلوة دى.
تركته ثريا مدبدبة على رچليها كالأطفال قائلة...
خلاص هنزل أجبلك اى حاچة من تحت لما أشوف أخرتها معاك _ بس اوعى أرچع ألاقيك نمت .
ياسين......لا ماتجلجيش هستناكِ عشان ..؟
ثريا مبتسمة........جول يا حبيبى عشان إيه ؟
ياسين بهمس ...عشان چعان ؟
فخرجت ثريا وأغلقت ورائها الباب بقوة من الغضب والغيظ .
فضحك ياسين وهمهم....( والله لأطلع عليكِ الجديم والچديد يا بت حمدان ) .
اخذ ياسين حمامه المنعش ثم خرج ومشط شعره بحرافيه ووضعه عطره المفضل وارتمى على فراشه ودثر نفسه بالغطاء جيداً.
منتظرا رد فعل ثريا عندما تجده نائما .
صعدت ثريا الدرج ومعها صنية طعام أعدته بنفسها وأخذت تغنى .
على عش الحب وطير ياحمام على عش الحب الحب

قول للأحلام انا جاية أوام على عش الحب الحب

وما أن فتحت الغرفة حتى وجدت ياسين نائم على الفراش فصرخت ....شكلى هدبحك يا حمام .
فقام ياسين ضاحكاً.......هدى نفسك يا حبيبتي _ بردك إكده أهون عليكِ.
ثريا بحب.......لا ماتهونش عليه أبدا يا حبة جلبى .
ثم أطعمته بيديها ونظرت لعينيه بشوق جارف ليقضوا ليلة الأحلام ثم انغمسا فى نوم عميق .

ليستيقظ ياسين على صوت هاتفه :
ثريا بغضب.....سيبك منه يا ياسين .
أجولك أجفله أحسن .
وما أن ه‍م ياسين بإغلاقه _ عاود المتصل مرة آخرى وكان عم (جلال )رجل كبير فى السن يشرف على عملية النقب عن الآثار .
فرد ياسين بنفور....إيه يا عم جلال حد يتصل بردك فى الوجت ده ؟
جلال متوترا....معلش يا ياسين بس الأمر مايسكتش عليه واصل _ مصيبة وحلت على دماغنا .
عقد ياسين حاچبيه قائلا.......جول فى إيه ؟
جلال.........الجماعة وهم هيحفروا وجع عليهم السجف وتعيش أنت .
ياسين بصدمة...إيه ماتوا كلهم ؟
جلال .....أيوه يا ياسين بيه _ وياريت تجولى كيف أتصرف فى المصيبة دى ؟
جبل ماتيچى الحكومة وتعرف اللى فيها .
صمت ياسين ورمى هاتفه على الفرش بإهمال ثم دخل فى نوبة بكاء هستيرى .

ثريا بفزع من بكائه ..إيه فى إيه لكل إكده ؟ إيه حوصل ؟
لم يجبها ياسين فسمعت صوت جلال من الهاتف يردد:
يا ياسين بيه _ رد عليه الله يخليك .
فالتقطت ثريا الهاتف .
ثريا ...إيه فيه إيه يا عم جلال ؟
عم جلال...ست ثريا كيفك؟
ثريا........ بخير نحمده _ جولت إيه لـ ياسين ؟
فقص لها ما حدث
ثريا بلا مبالاة ......طيب طيب _أجفل دلوك ، وأنا هكلم أبوى يتصرف .
أغلقت ثريا الخط واتصلت بوالدها وقصت له ما حدث.
حمدان.........خلاص ماتجلجيش يا بتى .
أنا هتصرف .
ثريا .......هتتصرف إزاى يا بوى ؟
طمنى عشان ياسين زعلان جوى _ أنت خابر جلبه ضعيف حبتين .
حمدان بسخرية....عارف جلبه زى الحريم ، خلى جلبه يجمد إكده وميبجاش خرع ؟
ثريا...معلش يا بوى _ بكرة هيتعود
بس جولى هتعمل ايه ؟
حمدان........بسيطة زى المرة اللى عدت _ هنحطلهم شوية من الكيف ، جمب جثثهم بعد منطلعها لفوج الأول ونردم الحفر ..
فالحكومة هتفهم أنهم كانوا جعدين هيحششوا فى البيت المخروب دى وعشان متهالك وجع عليهم قضاء وقدر بس كده خلصت.
وهنصبر إكده كام يوم ، الموضوع ينام ونرجع نچيب غيرهم ونكمل شغلنا عادى
شوفتى بجه بسيطة إزاى ؟
ثريا .....عفارم عليك يا بوى _دماغ صوح.
حمدان بغرور ......ايوه مش زى چوزك _اللى بيولول كيف الحريم.
ويلا إجفلى أكلم البجرة جلال كيف يتصرف وهبعتله فزاع يشيل معاه كومان .
ثريا......... ربى يخليك يا بوى .
ثم أغلقت مع الخط ، وحاولت وضع يدها على ياسين لتخفف عنه ولكن سرعان ما ابتعد صارخاً.
ياسين وقد برزت عروقه غضباً.......أنتوا إيه مفيش عندكم جلب خالص إكده ؟
تروح الناس فى داهية عادى وتموت إكده ولا كأن فيه حاچة حصولت ولا يهمكم .
بس المهم إنكم تعيشوا وتكسبوا أكتر وأكتر على حساب أرواح الناس .
ثريا.........دى أعمار يا ياسين _ وعمرهم إكده .
ياسين ساخرا.......اه عمرهم _ طيب مفكرتيش فى اهاليهم هيعملوا إيه بعديهم .
ثريا......هنديهم جرشين إكده _ فيسكتوا خالص .
ياسين .. بالبساطة إكده ؟
ثريا......عادى يا ياسين متحبكهاش جوى _وجمد جلبك إكده ، أنت ياما هتشوف .
وضع ياسين يده فوق رأسه بآسى وندم قائلا .....هو أنا لسه هشوف اكتر من إكده ؟
كفاية حرام انا تعبت تعبت .
بس اللى تعبنى اكتر إنى مش جادر ولا ارجع كيف ماكنت ولا جادر يكون جلبى ميت زيكم .

إقتربت منه ثريا بدلال قائلة....طيب سيبك من ده وده .
وتعال نعنعس جمبى شوية وإنسى كل حاچة إلا حبيبتك ثريا .
نظر لها ياسين بإحتقار.......أنتِ إيه ماهتحسيش إكده واصل ؟
هيچيلى منين النوم وأرواح الناس اللى ماتت دى بسببى حساها عمالة تخنج فيه .
ثريا بعبوس......هدى نفسك إكده _ أنت بيتهيألك عشان بس حساس حبتين .
وأنت ملكش ذنب _ده عمرهم وخلص على إكده.

ياسين بسخرية......مليش ذنب كيف ؟
ثم تابع "
تعرفى يا ثريا ؟
الذنب الكبير هو إنى حبيتك فى يوم من الأيام . وأصريت أجوزك رغم تحذير أمى وأنا ماسمعتش كلامها وأدينى أهو وجعت فى شر أعمالى .
ياريت كنت سمعت كلامك يمه .

عقدت ثريا حاچبيها بغضب قائلة .....أنت ندمان يا ياسين إنك أتجوزتنى ؟
إكده بردك _ هى دى أخرتها بعد ما كنت هتحب التراب اللى همشى عليه ، وهتتمنى تچبلى نجمة من السما .
راح فين ده كله ؟
ياسين .....راح من تانى يوم جوزانا لما أبوكِ جه يبارلكنا ، وبعدين أتحدت معايا فى شغلكم واللى هتعملوه .
وجلى بصريح العبارة إكده ؟
يا تمشى فى طريجنا وتبجى واحد مننا أو هشرف فى اللومان عشان الشيك اللى كتبته على نفسى .
ساعتها حسيت إنى بحلم بكابوس ونفسى أصحى منه بس للأسف الكابوس مستمر ومعرفش هينتهى ميتى ؟
ثريا.......أبوى كان بيعتبرك ابنه وعايز يسلمك كل تعبه وشجاه العمر كله .
وكل مالنا وحالنا بجه بين إيديك .
يبجى بدل ماتشكره وتبوس يده ، إنه خلاك فى نعمة ماكنتش تحلم بيها ، وتتچوزنى وتعيش فى جصر وخدم ملهمش عدد والكل يهابك ويجول :
ياسين بيه راح ، ياسين بيه چى .
كل النعمة اللى انتى فيها دى وهتتبطر عشان ناس ميسوش راحوا فى الرجلين وعدت وإحنا بردك مش هنسيب أهاليهم وهنراضيهم .
ياسين ...نعمة إيه دى ؟
اللى هتخلينى منمش الليل ولا يهدالى بال ، وخايف دايما من الحكومة اللى لو شموا خبر هيلفوا حبل الإعدام حولين رجبتى.
واه عايش فى قصر كبير بس حاسس إنه هيخنجنى ، ياريت أرجع لبيتنا البسيط وترجعلى راحة بالى كيف الأول .
ثريا....تصور إنك طلعت ..وش فجر صوح .
نظر لها ياسين متهكما وتركها وغادر لغرفة أخرى ، فما عاد قادرا على النظر إليها فهى سبب كل ما هو فيه .
......................
ولج سيد إلى قنديل فوجده شارداً ، حتى إنه لم يشعر بوجوده.
سيد.......اللى واخد عجلك يا سيد الناس .
قنديل....سيد !
إيه مش تكح ولا تعمل حاچة فزعتنى .
سيد....
...يااااه أنا واجف جصادك من بدرى _بس أنت فى عالم تانى خالص .
بس عالم خابره زين .
عالم تانى فيه حتة الجشطة اللى كانت حدانا عشية .
قنديل مبتسماً......هى كانت حتة جشطة بس ؟
دى كانت رز باللبن ،مهلبية ، كريمة بعسل نحل
سيد..........سيدى سيدى أوعدنا يارب .
وهتيچى إمتى تانى ؟
قنديل بغضب...مش عارف؟
جلبى مغوغش إكده .
حاسس أن وش الشوم صفية دى من نظراتها إكده ، مش هتچبها تانى ؟
ومش عارف أعمل إيه ؟ أنا حبيتها من أول نظرة ، ومجدرش ماشوفهاش تانى.
سيد....بردك إكده سى جنديل سيد الناس _ ميعرفش يتصرف فى مشكلة صغيرة إكده.
قنديل بسخرية.....صغيرة !
طيب جول أنت يا فالح بدال صغيرة أتصرف إزاى ؟
سيد ...هجولك .
بس مرت عبد الجادر ( بهية ) بره .
ومصممة تدخلك عشان تشوفلها حل فى مشكلتها .
قنديل بنفور ....يعنى بعد ماكانت عندى المهلبية ( ثريا ) هطلع للجاموسة دى مرت عبد الجادر.
سيد....... معلش .
من أجل الورد بجه
دى جايبة معاها بطاية إكده ريحتها مقلكش من جمالها .
وبرطمان عسل وفطرتين من اللى جلبك يحبهم . فعشان خاطرى جابلها ،خلينا نفطر الحجات الحلوة دى
قنديل......أمرى لله ، دخلها بس جولى الاول
مشكلة إيه ؟
سيد. ...... جوزها هيچوز عليها بت صغيرة وهى مفروسة على الأخر وريداك تفشكل الچوازة دى.
قنديل بضحك........صراحة عنده حج _ وكويس إنه كان صابر كل ده عليها.
سيد.......ملناش فيه _ المهم اللى يچى من وراها.
قنديل.........ماشى _دخلها وأنا هتصرف ..
إستعنى بالشجى بالله .
سيد ....أدخلى يا ست بهية ؟؟؟
..............
يا ترى إيه حكاية أم طوليب ومن قتل إبنها ؟
ومين هما عيال ياسين ؟
وإزاى قنديل هيتصرف مع بهية وجوزها ميتجوزش عليها ؟
انتظرونى يا قمرات عشان نعرف أصل الحكاية
وياريت تكون حلقتنا عجبتكم النهاردة
متنسوووش لايك وكومنت جميل زيكم .
ونختم بدعاء جميل ⁦❤️⁩
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه .
#ام فاطمة ⁦❤️⁩
#كفرصقر

الجزء الثامن 


الفصل الثامن
...................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله .

سيد بلا مبالاة.....ملناش فيه _المهم اللى يچى من وراها.
قنديل بفراغ صبر .....ماشى زى بعضه _دخلها وأنا هتصرف .
سيد مبتسماً......هو ده الكلام _ثم خرج لها ، قائلا:
أتفضلى يا ست بهية _سى جنديل مستنيكِ .
بهية بقلب خائف ...ماشى يا خويا _ إلهى تنستر .
ولجت بهية للداخل بخطوات متثاقلة والخوف يملاؤها .
قنديل .....أهلا يا ست بهية _ ثم نظر لعينيها متفحصاً
قنديل بمكر ....عينيكِ فيها حزن كتير جوى.

فانفجرت بهية بالدموع وبصوت منبوح ...
....ايوه يا سى جنديل _ شكلك حاسس بيه .
أنا مهمومة جوى بسبب چوزى منه لله .
تصور الراجل الشايب العايب ده عبد الجادر أنت عرفه زين .
چى على اخر العمر ويتجوز عليه ومين كومان ؟
بت من دور بناته _ ويكسر خاطرى وأنا فى السن ده ومش عارفة أعمل إيه ولا أسوى إيه ؟
قنديل مطمئناً لها ......متجلجيش واصل _ طول ماأنتى چيتى ليه _ يبجى حطى فى بطنك بطيخة صيفى ، و كل حاچة وليها حل .
إنتبهت بهية لحديثه الذى أعطاها الأمل قليلا
ثم تابعت غير مصدقة .......بچد يا سى جنديل .

هتجدر توجف الچوازة السودة دى _ومتجيش بت عيلة زى دى تاخد چوزى منى وتلهف تعب السنين معاه إكده بالساهل.
قنديل بنبرة ثقة........بچد طبعا _ أنا كلامى مينزلش الأرض أبدا .
توكلى على الله وعليه
( هناك خطأ فى كلمة وعليه فإن الواو هنا مساوة فكيف يتساوى العبد بالله فالأفضل نقول ثم عليه )

بس الحاچة اللى هتخلينا نفض الچوازة دى تمنها غالى جوى جوى .
بهية..........مش مشكلة يا سى جنديل أدفع أى تمن بس المهم تجيب نتيجة والچوازة تتفشكل .
بس هى إيه الحاچة دى ؟
قنديل .........هتچيب نتيچة أنا متوكد _ بس قولى إن شاءالله .
بهية...........إن شاءالله _ يارب يسترها معاك يا سى جنديل .
قنديل ....... بصى أنتِ هتدفعى ألف جنيه دلوك ولما الچوازة تتفض تچيبى الألف التانية _ تمام إكده ؟
إتسعت عين بهية قائلة......ألف چنيه حتة وحدة !
ولسه كومان ألف بعدها .
لا ده كتير جوى جوى كومان .
قنديل بنفور .......خلاص يا ستى _ طريج السلامة بجه .
أنا جولت اللى عندى وكنت حابب أساعدك لوجه الله . بس ماتزعليش لما يچوز عليكِ وتچيلى معيطة .
بهية .........لا يچوز لا لا _ خلاص هدفع وأمرى لله .

بس ممعيش دلوك الفلوس _ معملتش حسابى .
قنديل.........هاتيهم اى وجت براحتك _ وهديكِ المفيد .
بهية.........طيب فهمنى هتعمل ايه ؟ وإيه هو المفيد ده ؟
قنديل........هديكِ شربة يشربها هتخلى نفسه ريحته زى الجبر إكده .
محدش هيستحمل يجرب منه واصل .
فلما يروح عند العروسة هتجرف منه وتسيبه على طول .
اتسعت عين بهية من الفرحة قائلة .......ياريت يا سى جنديل ، ربنا يسمع منك .
وربى يخليك يا خويا وإن شاءالله بكرة هجيلك بالفلوس وتدينى الشربة .
قنديل.....إن شاءالله يا أخت بهية .
.............................

جافت عين ياسين النوم ليلة ما حدث من موت العمال أثناء الحفر .
وعاتب نفسه كثيرا وبكى بكاء شديد .
فهو من رضا بالدنيا وخالف والدته وتركها واتبع قلبه الذى هوى به للقاع .

ثم شرد ياسين فى اليوم الذى وافق حمدان فيه على زواجه من ثريا .
ياسين بذهول............أنااااااا هچوز ثريا بعد أسبوعين تنين بس .
حمدان...........إيه عايز تأجل ؟
ياسين...........لاااااااااااا بس يعنى ؟
حمدان............بس إيه ؟
ياسين بحرج ...........يعنى عشان الشبكة والمجدم والجهاز والفرح وإكده .
فضحك حمدان بسخرية............لا متجلجش واصل ، إحنا عايزينك بشنطة هدومك بس .
فنكس ياسين برأسه حرجا وبصوت ضعيف .......كيف يعنى ؟
أنا راجل ولازم أچيبلها كل اللى هتحبه .
حمدان..............ماإحنا فعلا بنشترى راچل ومهيمناش الحچات الصغيرة دى كلاتها .

يعنى قصركم جمب قصرنا جاهز من كله ، وهى عندها دهب تقلها وزيادة مش محتاچة تانى .

ويدوبك الأسبوعين ده توضب بس نفسها وان كانت تحب تشترى حاچة جديدة .
وأكون جهزت أنا كل حچات الفرح وهنعمله إهنه فى الجنينة وهنعزم كل أعيان البلد .

ياسين.........بس أنا لزمن أشارك بأى حاچة ده حجها .

حمدان بمكر............أيوه ماهو عشان حجها ده .
عايزك بس تمضى على شيك بسيط إكده .
زى ميكون هتمضى على جايمة العفش ، وبكده نضمن حج بنتنا .
ها جولت إيه ؟
ياسين ........ماشى أمضى اى حاچة أنتوا ريدنها .
حمدان..........ده عشمنا فيك يا ولدى بردك.
ياسين...........ربى يخليك يا حمدان بيه _ ماتتصورش أنا فرحان جد إيه ؟
حمدان.....ربنا يتم فرحتكم يا ولدى .
ياسين ......خلاص بعد إذنك أنا هروح دلوك .
أفرح أمى واخواتى وأجولهم على معاد الفرح عشان يستعدوا.
تجهم وجه حمدان واردف قائلا ؛
أمك وأخواتك إزاى يعنى يحضروا الفرح ؟
بجولك أنا عازم أعيان البلد .

تغيرت ملامح ياسين من الفرحة للإحساس بالذل فتسائل ....... وهما يعنى هيضيجوا أعيان البلد فى إيه ؟
وكيف مايحضروش الفرح ؟
ده أنا مليش فى الدنيا غيرهم .
حمدان بلا مبالاة........بص يا ياسين عشان نكون على نور من أولها إكده ، والموضوع ده منتكلمش فيه تانى .

إحنا مش هنمنعك من امك وأخواتك _ عارفين إنهم أهلك يا سيدى .
بس أنت ماهتجبرناش عليهم .
ياسين..........كيف يعنى ؟
حمدان.........يعنى _ليك أنك تزورهم تمام .
لكن هنا ميعتبوش _ أفهمت ؟
شعر ياسين أن روحه تنكسر أمامه وأصابه ضيق تنفس وحاول الرد .
ولكن حمدان وضع له النقط على الحروف بصرامة وهدده .
حمدان .......إحنا لسه على البر _ جول لو مش عاچبك كلامى _هنفضها سيرة من الأول إكده أحسن .
فلمح ياسين طيف ثريا من بعيد فخفق قلبه ونسى كل شىء حتى والدته وأخواته وسارع بالموافقة .
وهنا كانت بداية التنازل عن كل شىء حتى عن نفسه .
......................................
أفاق ياسين من شروده فقرر مغادرة القصر لعله يجد بعض الراحة .
فأخذ حمامه وارتدى ملابسه بينما كان ثريا فى سبات عميق .
ثم نزل على الدرج ورن فى إذنيه صوت مايسة فى المطبخ .
فقادته رچليه بدون شعور للمطبخ .
ولج ياسين للمطبخ فلفت كل الأنظار إليه وأسرع له الجميع ليقفوا بين يديه .
يتسابقون لتلبية مطالبه _ راغبين فى إرضاءه وطمعاً فى محبته من أجل مصلحتهم وليس لمحبة خالصة له .

إلا واحدة ( مايسة ) كأنها من طينة أخرى غيرهم .
او من عالم آخر ، فذكرته بعالمه القديم .
فكانت تقف غير عابئة رغم رؤيتها له وسماع صوته .

منشغلة بغسل الأطباق _ متمتمة بذكر الله وكأنها يعطيها القوة فى مواجهته.
أقتربت منه صفية ويعلو وجهها إبتسامة لعلها تنول الرضا ( وقرشين زيادة)
صفية ببشاشة وجه ... ....سى يا ياسين بيه معجولة چى بنفسه إهنه !
أتارى الدنيا كلها نورت مش المطبخ بس .
أمر يا سى ياسين وإحنا ننفذ يا بيه ؟
ياسين .......تسلمى يا صفية .

ثم نظر بغيظ الى التى تقف بثبات قائلا...وانتِ يا بجرة يلى هناك مش تيچى تشوفى سيدك عايز إيه ؟
زفرت مايسة بضيق ولم تلتفت إليه .
وفهمت صفية من نظرات إليها إنها المقصودة.
فصاحت صفية بغضب .......تعال يا بت .
حبى على يد سيدك ياسين _ وشوفيه عايز إيه وأعمليه .
فنظر ياسين لها بإنتصار.......ولكن سرعان ما تبدلت ملامحه عندما تفوهت مايسة:
( أنا مبوطيش غير للخجلنى وبس ، ثم نظرت له بعين ثابتة لا تتحرك .
غير كده تأمرنى بحاچة انفذها على طول يا ياسين بيه ، چعان أحضرلك الفطار ؟
ياسين نادما.......ياريتنى كانت ليه عزة نفس زيك إكده يا مايسة .
بس أنا مش هسيبك وهكسر منخيرك اللى فى السما دى .
ياسين .........مش عايز وكل _عايزك تمسحيلى الچزمة .
مايسة بعبوس.........إيه ؟
ياسين .......كيف ماسمعتى ؟
تمتمت مايسة.......لا حول ولا قوة إلا بالله .
ولكن لا مفر من الإستجابة فهو سيد الجصر وعليها الطاعة .
مايسة بغصة مريرة .......طيب حاضر .
هاتى كرسى للبيه يا خالة صفية يجعد يرتاح وهتيله شبشب ، عجبال ملمعله الچزمة.
ياسين بتهكم ......لزمته إيه الشبشب ؟
لمعيها إكده وأنا لابسها .
مايسة بصدمة...وأنت لابسها كيف ) يعنى لازم أوطى جدامك، هو ده يصوح بردك ؟
نظر لها إسماعيل بعين حزينة وود لو خطفها وطار إلى مكان لا يوجد به إلا أحدا سواهما .

فأقترب منه إسماعيل على خوف....وبضحكة مكبوتة..
تسمحلى أنا يا باشا أنزل لشرف مسح جزمتك .
وأوطى أنا راجل لكن هى ست هتخجل معلش .

شعر ياسين بالحرج من كلمات إسماعيل ، فكان هو أولى بتلك الشهامة منه .
ياسين بغيظ.......خلاص ولا أنت ولا هى _ أنا ماشى .
فنظرت له مايسة لـ إسماعيل بإمتنان وكأنها تشكر كرم أخلاقه .
واقتربت صفية منها متسائلة.......هو ماله الراجل ده ؟
عامل نجره من نجرك إكده .
مايسة .......مش عارفة _ربنا يكفينا شره .
......................
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة
أستيقظت ثريا من النوم فلم تجد ياسين وعلمت إنه خرج من خزانة الملابس المفتوحة وبعثرة الملابس على الأرض فهذه عادته عند غضبه .
ثريا بعبوس .......مفيش فايدة يا ياسين ؟
إمتى بس هتعجل كده وتمشى الحال وجلبك يجمد ومتبجاش هين إكده .
ثم ألتقطت هاتفها لمحادثة والدتها :
ثريا..........ايوه يمه _كيفك .
سكينة...؟؟؟؟..نحمده يا بتى ؟
وأنتِ عاملة ايه وياسين ؟
ثريا بغيظ .......ياسين هيموتنى بحسرتى يمه .
تعبت _ تعبت منيه خلاص .
سكينة...........بعد الشر عليكِ _ إن شاءالله اللى يكرهك.
دى عين وصابتك يا بتى .

ثريا ........مش عارفة ماله ؟
هيتعصب ديما من الشغل وواخد كل حاچة على جلبه .
وجالب عليه من عشية عشان الناس اللى ماتوا
سكينة........ماأنتى خايبة!
مش عارفة تبلفيه كيف الحريم _ وتنسيه شغل النهار .
ثريا........والله هعمل كل ده وهو لا يهمه _ وهملنى لحالى كومان إمبارح .
سكينة........كومان !
أنا مش عارفة ،ميتى هيتودك إكده فى الشغلانة ويدوس برجله ولا يهمه .
ثريا.......مش عارفة يمه ؟
أعمل إيه معاه عشان يرجعلى ياسين اللى احبه ويحبنى كيف عنيه .
سكينة..........خلاص متزعليش واصل .
هكلم أبوكِ و هخليه يجرص ودانه ويشد عليه .
اتعدل كان بها متعدلش _ هنوديه ورا الشمس .
مش ناجصين دلع وجرف ، إحنا عايزين راچل يجف معانا مش عيل فطيس إكده.

ثريا بخوف عليه .......الله يخليكِ يمه بس براحة عليه _ ومتجوليش إكده عليه ؟
هزعل _ أنا هحبه جوى جوى .
سكينة........لساكِ خايبة وهتحبيه _ وهو عارف إكده كويس عشان إكده شايف نفسه عليكِ يا بت .
ثم تابعت "
خليكِ ناشفة إكده _ أنتِ بنت حمدان الجناوى ، وألف راجل يتمنوا ضفر رچلك .
ثريا.........أنا مهيمنيش فى الالف دول غير ياسين يمه ، هحبه ومستغناش عنه .
سكينة بنفاذ صبر ........ماشى لما نشوف اخرة الحب ده إيه ؟
عشان أبوكِ بدء يزهج من تصرفاته .
على العموم هخلى أبوكِ يشيعله إهنه ويچى ونشوف أخرتها معاه .
ثريا......ماشى يمه وأبجى طمنينى ، حوصل إيه ؟
سكينة........ماشى هتصل بيكِ
سلام دلوك
ثريا...سلام .
...........................................
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة

إتصل حمدان القناوى على ياسين كما وصته زوجته سكينة من أجل إبنته _ طالباً مقابلته فى القصر .
فذهب ياسين على نفور _ فقد كره رؤية وجهه .
وصل ياسين القصر وقابله حمدان :
حمدان ......اهلا اهلا بچوز بتى .
ياسين بوجه به جمود ......أهلا بيك يا حمدان بيه .
حمدان...........مالك بتجولها وأنت مكلضم إكده ؟
ياسين...........لا مفيش حاچة .

حمدان........لو بخصوص الأنفار اللى ماتت _خلاص سوينا الموضوع وجفلنا المحضر وراح غيرهم يحفروا وكل بتمنه _ماهنظلمش حد إحنا .
ياسين بسخرية........اه اه عارف .
أعتدل حمدان من جلسته وبصوت غاضب .....أتكلم عدل يا ياسين معايا _ أنا حمدان الجناوى هتكلمنى إكده ؟
شكلك نسيت نفسك أنت مين وابن مين ؟

ومكنتش تحلم أصلا إنك تچوز بت حمدان الجناوى .
فياريت تكون جد الشرف ده .
وتكون راچل جد المسئولية وتراعى مراتك اللى هتحبك .
ومتهملهاش وتشتكى منك كتير إكده .
وإلا مش هيحوصل طيب أبدا .

ياسين......والله عال _ هى كومان بتشتكى
.وأنت هتهددنى يا حمدان
إيوه صوح _ منه عارف إنى كاتب على نفسى شيك وماضى كتير على مصايبكم السودة .
مش محتاج تجولى .
ومكمل أهو عادى للأسف فى الشغلانة اللى مايعلم بيها إلا ربنا ( مخدرات وتهريب أثار وحچات كتير ) .

ولو هتكلم على الشرف ، فده كان زمان جبل ماأعرفكم على حجيجتكم .
انتم ولا حاچة اصلا وعايشين على دم الناس اللى هتموتهم بالكيف .
وهتبيعوا بلدكم عشان الفلوس.
هب حمدان واقفا بغضب وغليت الدماء فى عروقه وبصوت جهورى .......لا أنت أتچاوزت حدودك معايا .

وأنا صابر عليك عشان بتى ولولا بس هتحبك ، لكنت خنقتك بإيدى دى .
يا فلاح _ ولا تساوى فى سوج الرچال مليم .

اتعصب ياسين وبدون شعور أقترب منه وأمسكه من تلابيب جلبابه حتى كاد يختنق بين يديه .

ياسين بعين جاحظة من الغضب .....أنا هوريك الفلاح ال ميسواش ده ، هيعمل إيه فيك ؟

حمدان بصوت مخنوق........أنت أتجننت أنا هدفعك تمن الماسكة دى غالى جوى .

ثم صرخ حمدان فقد كان يختنق من شدة قبضته على جلبابه .
فأسرعت سكينة على صوته _ ففزعت مما رأت . فنادت على الخدم سريعا _ فأتوا جميعاً وأحاطوا ياسين من جميع الأتجاهات وحجزوا بينه وبين حمدان فأراخ يده وابتعد عنه .

سقط حمدان على المقعد محاولا أخذ نفسه شيئا فشيئا .
حتى أستطاع التحدث قائلا........خدوه البدروم تحت وعلموه الأدب زين .
كبل( فزاع )ياسين _ وهو مبتسماً فرحاً فيه .
فكم تمنى هذا اليوم بسبب الحقد والغيرة لما وصل إليه من عشية وضحاها.
فزاع بغيظ ......عامل نفسك بيه وشديد كومان على سيدك وتاج رأسك حمدان بيه
خسارة فيك ست ثريا هانم _ أنت مكانك فى الزريبة مش فى القصر .
ياسين ......تصدج بالله _ معاشرة الحيوانات اللى فى الزريبة أحسن منكم ، انتم شياطين .

فزاع بغضب........طيب أنا هوريك الشياطين هتعمل ايه دلوك ؟
فمزق جلبابه من الظهر ، حتى كشف عن جسده .
ثم ضربه بالسياط ضربات مؤلمة متتالية .
حاول ياسين تحمل الألم بقدر المستطاع .
وتساقطت دموعه ليس بسبب الألم فقط فالألم النفسى أشد بكتير .

وتذكر دموع والدته يوم زفافه على ثريا .
بدرية بصوت منبوح......إكده يا ابن بطنى _ دى أخرة تربيتى فيك ، هتچوز لحالك إكده.
ومعملتش لينا أى أعتبار ولا مجام وسط الخلج ، وأتبريت مننا .
ومستنى منهم يعملولك مجام _ لا والله ياما هتشوف منهم وبكرة تفتكر كلامى ده زين
عشان اللى ملهوش خير فى أهله ،ملهوش خير فى حد .
ونسيت كومان حديث رسول الله _ اللى كنت حفظه وانت صغير وهتردده كتير

أبي هريرة رضي الله عنه قال : "جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه

فنكس ياسين رأسه حزنا ولكن حب ثريا أعماه عن الحق .

ثم أمسكت فى رچله أخته اسماء الصغيرة باكية قائلة .....خدنى معاك الفرح يا ياسين عايزة اشوف العروسة والجصر _ الله يخليك .
فصرخت بدرية فى سمية......هاتى أختك .
عشان ماتبهدلش البدلة الغالية اللى چيباله حماه حمدان بيه .
أقترب ياسين منها محاولا إرضائها قائلا ......يا أمى أفهمينى بس
فابتعدت عنه بدرية وأشاحت وجهها عنه بحزن قائلة .......خلاص يا ولدى .
مش عايزة أفهم حاچة .
أنت بعت الغالى بالرخيص خلاص .
بس هتتحمل لوحدك مسئولية ده ، وماهتجيش تشتكى فى يوم من الأيام .
ياسين........أسمعينى بس _ ده غصب عنى ، وأنا هحبها جوى ومجدرش أبعد عنها.

بدرية بسخرية....بس جدرت تبعد عنا ومبجناش كومان نشرفك .
ماشى يا ولدى........أبعد براحتك ويلا عشان متتأخرش على عروستك أكتر من إكده .

أفاق ياسين من شروده على ألم ضرب السوط من فزاع .
ياسين صارخاً.......عرفت يا أمى إن عندك حج فى كل اللى جولتيه بس للأسف متأخر جوى جوى.

يارتنى كنت فعلا عملت لنفسى مجام _أدينى أهو شايف الذل كله ولسه .
سامحينى يا أمى _ سامحينى .
..........................
قنديل غاضباً ........أنت يا بجرة يا سيد.
سيد .......نعم يا سيد الناس.
قنديل.......أنت مش جولتلى عندك حل عشان حتة الجشطة بتاعتى ثريا _ تيجى إهنه تانى.
سيد.......ايوه..
قنديل.......طيب ماتجول يا چاموسة على طول..
سيد......أنت مش صورتها فيديو لما كانت إهنه.
قنديل.... ...ايوه .
سيد خلاص.....محلولة إهى .
..لو مردتش تيچى بالذوج تيچى بالعافية بالتهديد
قنديل..........بس أنا يا غبى عايزاها تيجى برضاها من غير تهديد .
سيد.........خلاص علينا وصفية .
قنديل...كيف يعنى ؟
سيد........يعنى هنچيب صفية إهنه _ نهددها بولادها لو مجبتش ثريا تانى .
فهتجبها عشان هتخاف على ولادها جوى .
ها إيه رئيك ؟
قنديل.......ماشى الكلام...روح حالا هاتها إهنه دلوك .
سيد .....طيب اصبر للصبح .
قنديل...لا مهصبرش _روح دلوك .
سيد...امرك يا سيد الناس .
...........
سمعت صفية طرقات على الباب فى وقت متأخر من الليل ففزعت وذهبت مسرعة لتفتح
فوجدته سيد فانتفضت بذعر
صفية...........سيد .
سيد ........اه سيد يا خالة
صفية.........وعايز إيه دلوك؟
سيد....... . مش أنا اللى عايز _ ده سيد الناس عايزك ضرورى دلوك .
اتسعت عين صفية بخوف قائلة ......دلوك كيف ؟ إحنا وش الڤجر ولو حد نضرنى هتبجى فضيحة .

سيد ....... مليش فيه هو جال دلوك يبجى دلوك .
ولا أنتِ عايزاه يزعل ..وأنت خابره زعله زين ؟

صفية بفزع...خابرة خابرة .
طيب ثوانى هحط الشال على جتتى وأجى معاك
صفية..... ...سلم سلم يارب
يارتنى ماكنت ودتهاله _ أهى شكلها حطت فوج دماغى أنا .


الجزء التاسع 


الفصل التاسع
...................🌹
أصابها القلق والخوف صفية من مقابلة ( قنديل ). ولكن لا مفر من الإستجابة له ، لإتقاء شره .
فوضعت الشال على رآسها وتوجهت مع سيد إليه .
و ظلت طوال الطريق تلتفت لتتأكد أن لا أحد رآها.
حتى وصلا إلى منزله .
ولجت صفية للداخل بأوصال مرتعدة من الخوف.
أما قنديل فقد هيأ المكان لبث فى روحها الخوف أكثر
من إضاءة خافتة وأصوات مرعبة ورأس طور مليئة بالدماء
وبصوت جهورى مخيف...أهلا يا صفية _كيفك؟
صفية بتوتر ....نحمده .
ضيق عنيه قنديل قائلا .....وإزى ستك ثريا ؟
يا ترى هتجلنا إمتى تانى نكمل علاچها؟
نظرت له صفية بنظرة فهم محتواها ولكنه لم يبالى .
قنديل.......مردتيش عليه يعنى.
صفية........أصلوا يعنى _هى خايفة تيچى تانى إهنه . وجالتلى زودى سعر العلاچ لسى جنديل وهاتيه فى الجصر عشان مش جادرة أروح تانى .
تجهمت ملامح قنديل وبصوت عالى غاضب ......بجه إكده .
لا يا صفية _ هى هتيچى يعنى هتيچى .
وانتِ هتچبيها بالذوج وإلا شايفة الطور ده ؟
هجطع رأسك الناشفة دى وهعلجها مكانه وعيالك هيتيتموا أم كومان مش أب بس .
صفية بفزع ......لا لا الله يخليك .
هچبها حاضر _ بس أدينى وجت أجدر أقنعها فيه تيچى عشان رهبانة منك جوى.
قنديل بتحذير.....جدامك يومين بالكتير ولو مجتش أنتِ عرفة عاد شغلك .

وطمنيها مهتخفش _ أنا هريحها على الآخر .
ثم ضحك ضحكة عالية ،أصابتها بالرعب وحرك رأسه بإشارة لتخرج .
فأسرعت إلى دارها خائفة ترتعد _ وتفكر كيف ستقنعها تأتى مرة أخرى رغم علمها بما حدث .
وما أن غادرت حتى آتى له سيد ضاحكاً
سيد.....إيه جولتلها إيه ؟ خلاها خارجة زى ميكون ركبها عفريت إكده ؟
قنديل.....مفيش دى جرصة ودن _حاچة بسيطة يعنى إكده بس وياريت تچبها جريب كيف مجالت وإلا مش هيحصلها طيب أبدا.
..............................
فى بيت صهيب ( سائق ياسين )
حاول صهيب النوم ليلاً _ ولكن شغل تفكيره حورية جميلة رآها فى بيت ياسين وأعجب بها ( سمية أخت ياسين ) وحاول جاهدا إبعادها عن مخيلته ولكن لاذت محاولته بالفشل .
لام صهيب نفسه قائلا .....إيه ده ؟
أنت هتفكر بردك فى أخت صاحب النعمة عليك . مايصحوحش إكده عيب .
وكومان دى أخت ياسين الدهشورى ، يعنى عمره ماهيرضى يچوز أخته لحتة سواج عنده
فابعدها عن تفكيرك يا صهيب عشان ماتتعبش أكتر من إكده .
ثم سمع آذان الفجر يردد
الصلاة خير من النوم
صهيب لبيك يا الله فقام وتوضىأوارتدى جلبابه وتوجه لأداء الفريضة فى المسجد .
فهو يعلم حديث رسول الله "
( من صلى الصبح فى جماعة فهو فى ذمة الله )
وما إن إنتهى أخذ يردد أذكار الصبح ثم قرأ ورده القرانى لقوله تعالى ( وقران الفجر كان مشهودا )
ثم دعا الله بما هو خير له فى دينه ودنياه.
ثم عاود خطواته لمنزله ولكنه توقفت قدميه فى الطريق ليسوقه قلبه بدون إرادته إلى بيت سمية لعله يراها صدفة .
وقف صهيب لحظات حتى أصابته الخيبة فى أن يرى طيفها وهم بالمغادرة ولكنه سمع صوت الطيور كأنهم يهتفون بأسمه من أعلى بيتهم .( السطوح يعنى ) .

فنظر صهيب للأعلى فإذ به يرى حوريته الذى إنتظر كثيرا ليراها .
تنثر الحبوب للطيور لتطعمهم وعلى وجهه إبتسامة لو حجبت نور الشمس لكانت كفاية لإضاءة سماء قلبه .
اطعمت سمية الطيور ثم أرادت إستنشاق هواء الفجر المنعش فاقتربت حافة السور .
ولكنها وجدت هواء اخر عليل إذا أصاب القلب لا علاچ له إلا بالقرب فى الحلال الطيب .
أدارات سمية وجهها بخجل وأسرعت للنزول ولكن بقلب نابض أصابه سهم الحب.
أبتسم صهيب لحيائها وإسراعها فى الهروب من عينيه .
فعاد إلى منزله يسابق الريح من فرط سعادته برؤية من ملكت عليه قلبه .
.........................
جابت الغرفة ( ثريا ) طوال الليل منتظرة عودة ياسين حتى أذن الفجر فولجت لشرفتها تنتظر مجيئه حتى لاحت الشمس فى الأفق .
ثريا......إكده يا ياسين الشمس طلعت وأنت لسه مجيتش ، لساك زعلان ولا إيه ؟
بس أنا خايفة يكون حصله حاچة _ ربنا يستر
فولجت الداخل والتقطت هاتفها واتصلت به كثيرا ولكن دون إستجابة فزاد قلقها وشعرت إنه ربما أصابه شىء .
فاتصلت على والدتها
سكينة لـ حمدان...بتك هتتصل _هنجولها إيه دلوك ؟
جولتلك بلاش تشد معاه واعر إكده عشان خوطرها ، هى هتحبه جوى ، وهتزعل جوى لما تعرف اللى حوصل .
حمدان غاضبا.......يعنى هتزعل على چوزها بس ومش هتزعل على ابوها اللى كان هيموت فى يده .

ردى عليها وجوليها إنه مشرف عندنا يومين إكده ، لغاية مايجول حجى برجبتى .
ويشد عوده شوية ويسترجل ويمشى فى شغلنا كيف الحديد.
ردت سكينة بتوتر...كيفك يا بتى ؟
ثريا بتوتر.......أنا زينة يمه بس ..ياسين .
مجاش لحد دلوك_ وخايفة جوى يكون چراله حاچة.
سكينة...ماهتخفيش يا بتى هو حدانا .
تفاجئت ثريا وردت بإستنكار .......حداكم من ميتى ؟
سكينة ......من عشية .
ثريا......غريبة .
بس ماشى يمه _خليه يرجع عشان أتوحشته جوى جوى.
سكينة........يا بت ماتبجيش خايبة إكده وأتجلى عليه حبتين .
ثريا........مجدرش يمه .
أنتِ خابرة _ إنى هحبه جوى .
سكينة.......بس هو مش هيرجع يومين إكده .

خبطت ثريا على صدرها بحزن .....يومين!
..ليه هو حوصل حاچة ؟
سكينة...ايوه يا بتى .
شد هو وابوكِ حبتين وأبوكِ حجزه تحت عشان يتربى شوية.
ثريا بحزن شديد.....يا مرى يا مرى.
ويهون عليكم ياسين بردك .
سكينة.......هو اللى هان عليه نفسه .
وصراحة إكده مد يده اللى عايزة تتجطع دى على أبوكِ .
فعشان كده هيأدبه وهحبسه تحت فى البدروم .
ثريا.......بدروم !
ياسين الدهشورى جوزى _هتحبسوه فى البدروم .
إكده بردك يمه ؟
سكينة .....وأبوك مش زعلانة على اللى عمله فيه چوزك؟
ثريا........زعلانةطبعا .
بس بردك مايعملش فيه إكده واهون أنا عليه إكده.
ثريا برجاء ..ابعتيه ليه يمه عشان خوطرى .
سكينة.......ابوكِ مش راضى واصل .
ثريا بثقة ......خلاص أنا چاية أخده بنفسى .
وهشوف هتجدروا تمنعونى ولا تحجزونى معاه .
أغلقت ثريا الخط غاضبة وأسرعت لإرتداء عبائتها وخرچت مسرعة لقصر أبيها.
.....................
ولجت ثريا لقصر أبيها لتجد والداها فى إنتظارها.
سكينة.......اهلا يا بتى _أجعدى افطرى معانا.
ثريا.........ومين ليه نفس يفطر يمه .
ثم نظرت لوالدها بعتاب .
حمدان معاتبا لها ...إكده يا ثريا _ هان عليكِ أبوكِ ومش زعلانة عليه ،وزعلانة على جوزك بس .

نفت ثريا إتهام والدها لها قائلة .....زعلانة طبعا يا بوى .
بس هحب على يدك تسيبه يروح معايا .
وسامحه معلش هو جلبه رهيف بس بكرة يجمد ويكون زى ماأنته عايز ، وأنا هحاول معاه بردك تانى.
سكينة......خلاص يا حمدان _ خليها تخده وحوصل خير.
والمرة دى تعلمه مايجدرش يبصلك تانى ويتعلم الأدب .
حمدان بنفاذ صبر .... أمرى لله .
ثم نادى على فزاع
فزاع........أمرك يا حمدان بيه ؟
روح مع ستك ثريا وطلع معاها ياسين .

نظر فزاع إلى ثريا نظرة هيام محدثاً نفسه ( مش كنت أنا أولى بيكِ من ياسين الطرطور ده .
ليه عنيكى مش شيفانى يا ثريا .
أنا هحبك من وكنتِ صغيرة ، وفى الآخر تروحى تچوزى ياسين الأهبل ده .
أنا أولى بالعز اللى هو فيه ده ، وكنت أجف مع أبوكِ بجلب جامد مش زيه إكده يبكى زى الحريم )
فزاع.........تعال يا ست الستات معايا .
فنزلت معه على الدرج السفلى المؤدى الحجرة التى تحت الأرض ( البدروم ) .
ولكن ما أن اقتربت من أخر الدرج ووقعت عينيها على ياسين المكبل بالأربطة وجسده العارى وأثر السوط
على ظهره والدماء .
فلم تحملها قدماها وجلست على الدرج فى آسى وحزن .
ثريا متألمة........إكده يا حبة الجلب .
ليه تعمل فى نفسك إكده ؟
وتخليهم يعذبوك إكده .
انسحب فزاع بغيظ قائلا ..... لما تخلصى حديتك معاه .
نادينى أخرجه.
ياسين بألم يعصف قلبه ......ياريتهم كانوا موتونى وخلصت من عيشتى السودة دى .
ثريا بعتاب ......هتسمى عشتك معايا سودة يا ياسين ؟
فين الحب اللى كان بناتنا ؟ وفين وعدك ليه ؟
إنك هتخلينى أسعد واحدة فى الدنيا كلاتها.
ليه اتغيرت إكده ؟
ومبجتش ياسين اللى عرفته وحبيته !
همس ياسين بأنفاس حارقة .....لان ياسين اللى تعرفيه وحبك ماااات من أول ماعرفت أبوكِ ووافج يچوزنى ليكِ .
عارفة عشان إيه وافج ؟
هجولك أنا "
عشان أكون طرطور .
يعنى أسمع وأنفذ أوامره بدون ماأجدر أجول لا .
وعملت كل حاچة حرام حداكم .
أنا ياسين اللى امى حفظتنى القران من أنا صغير ، وعلمتنى الحلال والحرام ، أجى فى الآخر أتاجر فى الحرام والناس تموت بسببى .
ثم بكى ياسين حتى أنتحب .
أقتربت منه ثريا لعلها تخفف عنه ولكنه اشاح بوجهه عنها.
ثريا بحزن.......ليه أكده يا ياسين _جولتلك أنسى حكاية حلال وحرام دى ونعيش حياتنا كيف مااحنا عايزين .
والشاطر هو اللى يعرف يجيب الجرش مهما كان طريجه .
وكومان مين جلك إنه حرام ؟
بالعكس ده إحنا هنكسب ثواب .
ياسين بسخرية........بچد والله _كيف يعنى ؟
ثريا.........أفهمك .
إحنا بنعمل للناس مزاچ باللى بنبيعه _ فبنخليهم يا حبة عينى ينسوا جرف الدنيا وينسوا الهم ويفرفشوا إكده .
بنسعدهم يعنى _ شوفت بجى إزاى ثواب ؟
أما الآثار فدى حاچة بتاعة أجددانا واللى شاطر يلاجى وياخد ويبيع وهيكسب _فالحكومة ملهاش صالح دى ورث أجدادنا لينا .
صدجتنى بجه لما قولتلك ماهنعملش حرااام وأنت مكبر الموضوع زيادة عن اللزوم .
فربى يخليك _ سيبك بجه من الحديت الماسخ ده ،وفوج لنفسك ولـ ثريا حبيبتك .
ولما تطلع معايا _حب على يد أبوى ، ماهو زى ابوك بردك ، عشان يرضى عنك .
ده كل الهلومة اللى أبوى فيها دى ، هتبجى لينا ولعيالنا ان شاء الله .
ياسين ساخراً.......أنتِ فكرتينى بآية من كتاب الله كنت نسيتها .
( وقال فرعون ذرونى اقتل موسى ، إنى أخاف أن يبدل دينكم أو يظهر فى الارض الفساد )
ثريا........يعنى ايه ؟
يعنى من كتر مااخدتوا على الحرام واتعودتوا عليه حسيتوا إنه بجه عادى ومش عادى بس لا كومان استحلتوه ومش حاسين إنكم بتعموا غلط .
وبجيتوا تغيروا الأسماء عشان توهموا الناس إنها حلال .
زى مابيسموا دلوك الخمرة مشروبات روحية ، والمخدرات كيف وسعادة ، والخلاعة فن .
ثريا ببلاهة ......إيه ده كلاته ؟
أنا مش فاهمة حاچة واصل .
ياسين..........ولا عمرك هتفهمى.
ثريا..........مش عايزة أفهم ، المهم امشى من إهنه .
ثريا....يا فزاع .
تعال يدك بيدى نشيل سيدك ياسين بيه .
اقتربت ثريا من ياسين لتجد جسده كالنار وحرارته عالية .
ثريا.......يا مرى يا مرى .
ده انت مولع نار _ من وين جتلك الحمى دى؟
ياسين..........الحمد لله _لعلها تخف عنى حاچة من ذنوبى.
(فقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أن الأمراض يمحو الله بها الخطايا، ويقول ﷺ: ما أصاب المسلم من هم ولا غمٍ ولا نصبٍ ولا وصب ولا أذى حتى الشوكة إلا كفّر الله بها من خطاياه. فالمرض من أعظم المصائب، فالله -جل وعلا- يُكفّر به السيئات 

ولج إليهم فزاع غاضبا محدث نفسه ( ياسين الفلاح ده سيدى اناااا ،آه يا نارى )
بس لازم أساعد عشان خاطر حمدان بيه .
فساعدها حمدان فى مساندته حتى سيارته ، فأسنده إلى المقعد الخلفى وهى بجانبه ، وقاد السياره إلى قصره
وتولى خدم ياسين الدهشورى مساعدته وحمله على غرفته ، اما فزاع فعاد إلى قصر حمدان القناوى
........
شاهدت مايسة إسماعيل يحمل ياسين ففزعت وانقبض قلبها وجاهدت دموعها من النزول .
مايسة محدثة نفسها ( إيه مالك يا بت مش على بعضك إكده ، لما شوفتيه عيان ؟
انتِ مالك ؟ خليكِ فى حالك ؟ ولا نسيتى هو عمل فيكِ إيه ؟
ثم ردت على نفسها ....بس شكله صعبان عليه جوى .
وهو حملينه إكده ومش جادر يجف على رجله .

سبحان الله الإنسان ضعيف _شوف إزاى ؟
كان بجبروته الصبح وهيعلى صوته وهيأمر وينهى .
وشوف دلوك حملينه على أكتافهم وملهوش حس واصل .
ربنا يشفيه ويخفف عنه .

صفية بغضب .....مالك يا بت واجفة إكده ؟
خشى چوه ألا ست ثريا تاخد بالها منيكِ تطين عشتك .
مايسة مرتجفة ......حاضر أهو داخلة _براحة عليه شوية.
ثم سمعت صفية ( ثريا ) تنادى عليها.
صفية........نعم يا ست ثريا ؟
ثريا....شيعى لدكتور احمد يچى بسرعة .
صفية...حاضر .
.......................
حمدان بكلمات مقتضبة .....شوفتى بتك أهم حاچة عندها چوزها وأنا مليش خاطر عندها.
سكينة .....لا طبعا ليك خاطر ماتجولش إكده .

حمدان ......لا مهو واضح .
بس أجولك هى فى الأخر بنت مش ولد كان زمانه شال إسمى واعتمدت فى حالى ومالى بدل ماأنا أعتمدت على حيطة مايلة زى ياسين .
خرج صوت سكينة بمرارة واضحة ......ولازمته إيه الكلام ده دلوك _ ده جدر ومكتوب .

وأنت خابر اللى حصولى زمان ومجدرتش أچبلك الواد .
حمدان طأطأ رأسه بحزن متمتم ...أه جدر ومكتوب ، ثم شرد فى ذكرياته .
مع صديقه عوضين :
عوضين...مالك يا صاحبى جاعد إكده حزنان ؟
حمدان......يعنى موضوع إكده مزعلنى.
عوضين.......طيب ماتجول لصاحبك عوضين يمكن أجدر اخفف عنك .
حمدان.........يعنى كان نفسى فى ولد زى خلج الله يشيل أسمى ويورثنى بعد عمر طويل .
لكن البت أخرتها الچواز من راجل غريب هياخد كل حاچة بالساهل إكده .
عوضين........وإيه اللى منعك ماتتچوز ؟
حمدان........أتجوز على سكينة!
دى لو حست بس إنى بفكر ، ممكن تسيح دمى ودمها ، أنت ماتعرفهاش شرانية جوى .
عوضين ........وإيه اللى يخليها تحس ولا تدرى أصلا .
أتجوز فى السر بت إكده غلبانة وأشرط عليها ماتجبش سيرة لحد واصل .
وغرجها وأهلها فلوس ، هيحطوا خشمهم جوا بوجهم ولا يچيبوا سيرة .
لغاية ماتجبلك الولد ويكبر إكده ويبجى راجل ساعتها ربنا يسهل .
ممكن تكون مرتك جابلت وجه كريم وريحتك أو تاخد بس ولد وتطلق مراتك .
حمدان..........ماتعششهاش فى نفوخى _ أنا مش جد سكينة .
عوضين ......لا عششها وعندى كومان العروسة .
بت زينة وصغيرة وغلبانة جوى وهترضى بإى حاچة .

هتجبلها شجة فى حتة بعيدة عن سكينة .
ولما تنزل شغلك تفوت عليها ساعة إكده من غير ماحد يحس ولا يدرى وتبات فى فرشتك عادى مع سكينة ، وعمرها ماهتحس بحاچة.
حمدان مبتسماً......الله على أفكارك يا واد يا عوضين أنت .
بس جولى البت حلوة .
عوضين........اه حلوة جوى جوى
حمدان بعيون متسعة بتلذذ .....يا وعدى.
طيب ميتى أجدر اشوفها ؟
عوضين .......رتب نفسك إكده وشوف وجت ماتحب .
هما متلجحين وفاضيين اى وجت
المهم أنت .
حمدان...طيب خير _ هشوف وأرد عليك .
نروح ميتى ؟
وياريت نفسى اوى فى ولد واسميه ( طوليب )
عوضان....ان شاء الله يچيلك يا خوى _ وتفرح بيه .
..............................

فى منزل عبد القادر وزوجته بهية ::
عبد القادر بجولك يا بت يا بهية.
بهية........نعم يا خويا _ محتاچ حاچة أجبهالك ؟
عبد القادر.........أه عايزك إكده _تخدى البنات وتوضبى المطرح اللى فوج .
وتشيلى أى كراكيب وترميها وتمسحيه زين .

وضعت بهية يدها على قلبها وسئلته .......ليه ان شاء الله ؟

عبد الجادر.........يا بت أنت عبيطة ولا هتستعبطى ؟
أنا مش جيلك بصريح العبارة إكده _ومخبتش عليكِ إنى هتچوز .
بهية بحسرة والدموع فى عينيها.......
هونت عليك يا عبد الجادر بعد السنين دى كلاتها ، هو أنا جصرت معاك فى حاچة ؟
عبد الجادر.......
مقصرتيش ولا هونتى عليه ، بس أنا راجل ومحتاج ست تانية وده شرع ربنا .
بهية مستنكرة.........هو أنت يعنى ماتعرفش الشرع إلا فى الچواز ؟
ده أنت هتصلى فرض وعشرة لأ.
إنفجر بها عبد القادر قائلا .....أتلمى يا بت أحسلك . دى حاچة ودى حاچة تانية .
بهية ...........جصدك تجول طفاسة زيادة .
مش شرع ربنا وحديت إكده ملهوش عازة .
أمسك عبد القادر عصاته وهم بضربها........أنا طفس والله لأوريكِ .
فهبت مسرعة بهية وهو ورائها
عبد القادر...هته‍وربى مين فين ، وراكِ يعنى وراكِ
ههههههههههه
بهية........يا راچل حرام عليك اللى هتعمله ده .
وعشان خوطرى لو هتحبنى ، إصرف نظر عن الچوازة دى .
عبد القادر...لا هتچوز واللى عندك إعمليه .
بهية....إكده _ ماشى يا عبد الجادر .
.......................
يا ترى مين اللى هيجوزها حمدان ( غششتكوا أنا 😂)
وصح ممكن ثريا تروح لقنديل تانى رغم اللى عمله ؟
وإيه رأيكم فى إحساس مايسة رغم اللى عمله فيها ياسين ؟
..........
متنسوووش لايك و كومنت
وأنا زعلانة عشان التفاعل بيقل فلو فيه سبب أو نقد أكتبوه .
نختم بدعاء جميل ⁦❤️⁩
اللهم أسئلك توفيقاً وتيسيرا لكل أمر ، اللهم ارزقنى فرحة أخر لك بها ساجدة .
#ام فاطمة
#كفر صقر

الجزء العاشر 


الفصل العاشر
.................🌹
بسم الله ونصلى على رسول الله.
ياريت لايك قبل القرءاة وكومنت بعدها ⁦♥️⁩
نبدء بتوم وجيرى ، أقصد عبد القادر وبهية
عبد القادر راكضاً وراء زوجته بهية.......هتهوربى منى فين يا بجرة_ هچيبك بردك.

بهية برجاء ......خلاص يا عبد الجادر معتش أفتح بوجى تانى _ وأعمل اللى أنت عايزه .

ثم حدثت نفسها بسخرية ( وأنا بردك هعمل اللى أنا عايزاه .
وهروح لسى جنديل أديله الفلوس ويدينى الشربة وهشوف هتجدر تتحملك كيف ؟ ست الحسن والچمال )

عبد القادر بعزة نفس .....أيوه إكده _ حريم مينفعش معاها إلا المركوب .
بهية مهمهمة بكلمات......جتك مركوب فوج دماغك يا شيخ .
عبد القادر بغيظ.........هتهببى تبرطمى تجولى إيه ؟
بهية بإبتسامة صفراء........مفيش يا سيد الرجالة ! بجولك عجبال البكارى.
لف عبد القادر شاربه بعزة مبتسما قائلا ......ايوه هى كده الدعوة بچد اللى محتاچها يا بت يا بهية .
.......................
ولج لقصر ياسين الدهشورى( دكتور أحمد) وهو شاب فى أواخر العشرينات .
هادىء الطباع ، جذاب الملامح ، أجبرته الظروف على العمل فى الصعيد .
ثريا مرحبة به .......أهلا بيك يا دكتور .
احمد.......اهلا بيكِ يا هانم .
ماله ياسين بيه ؟ خير ؟
ثريا بآسى ......بعافية شوى وهتشوفه دلوك وتطمنا عليه .
احمد......اه طبعا ان شاء الله خير
وتمام يلا بينا نطمن عليه .
صعدت ثريا الدرج وتبعها احمد حتى وصلا لغرفة ياسين .
تفاجىء أحمد بـ ياسين مُمدد على بطنه فى الفراش
ويعلو ظهره جروح متعددة بطول الظهر تجمعت بها الدماء وكأنه ضُرب بقسوة شديدة بالسوط فهذه علاماته .
قضب دكتور احمد جبينه بغضب ثم أردف قائلا ...إيه ده مين اللى عمل فيك كده ؟
ده شكله تعذيب من حيوان لا يمكن أبداً إنسان يعمل كده أبدا _ لازم نبلغ عن الحيوان ده فورا .
ثريا بنظرة عين صارمة وبلهجة شديدة ......بجولك إيه يا دكتور ؟
سيبك من الحديت ده _ملهوش عازة دلوك .
اللى حصل حوصل وهو كيف ما أنت نضره دلوك .
تعبان جوى وكمان عنده حمى شديدة .
فالمهم هتعرف تعلاجه ولا نشوف غيرك .
أحمد مستنكرا حديثها ...حضرتك بتقولى إيه بس ؟ اعرف طبعا _ أنا دكتور يا فندم مش صنايعى.

ثريا بغيظ .....مفيش بس _ انت تشوف شغلك وتاخد عليه اللى أنت عايزه ، غير كده مفيش كلام .

صمت احمد حتى لا يتعرض الإحراج أكثر من هذا وبدء فى تضميد جراح ياسين مع إعطائه حقنة مسكنة لعلها تخفف عنه ما يعانيه .
كما أنها مخفضة للحرارة .
كما طلب شراء بعض أدوية المضاد الحيوي لمعالجة الجرح .
قام دكتور احمد بعمله على أكمل وجه من تطهير الجرح وتضميده ثم وضع الشاش والبلاستر .
ولكنه لاحظ أن ياسين لم ينبث بكلمة واحدة رغم علمه بمقدار شدة ألمه.
وهذا ما أثار إعجابه وقوة تحمله ولم يدرك أن ألمه النفسى يفوق بكثير ألمه البدنى.
دكتور أحمد ....تمام كده يا ياسين بيه .
أنا خلصت وآسف لو خليتك تحس بالألم بس كان لازم الجرح يتعقم كويس عشان مايحصلش تلوث والعياذ بالله .
أومأ ياسين برأسه تفهما بدون كلام .
دكتور أحمد.....طيب أستأذن أنا _ وألف سلامة مرة تانية .
وهم دكتور أحمد بالمغادرة ولكن استوقفته ثريا .
ثريا....أجرك يا دكتور _ ومتشكرين تعبك.
تفاجىء احمد بمبلغ كبير من المال ربما يعادل أجر عمل سنة بكاملها .
دكتور احمد بحرج .....كتير جدا ده يا هانم .
ثريا......مفيش حاجة كتيرة على ياسين بيه الدهشورى.
ومش عايزة افهمك إن اللى حوصل ده ، مايتجبش سيرته بره واصل .
دكتور احمد..........فاهم يا هانم واعتبرينى مجتش اصلا .
بس لو ياسين بيه تعب تانى لا قدر الله ،رنيلى بس وأنا هاجى على طول.
ثريا.........تشكر يا دكتور _طريج السلامة.
أقتربت ثريا من ياسين وبصوت هادىء نابض بالحب....كيفك دلوك يا حبة الجلب ؟
أكتفى ياسين بإماءة رأسه ولم يجبها
عبست ثريا وبصوت مخنوق ........إكده يا ياسين يعنى مش رايد حتى تكلمنى ؟
أنا ثريا حبيبة جلبك _ اللى فضلتك على أبوى ومهمنيش انت عملت إيه فيه ،؟
بس اللى همنى أنت _وكنت هموت عليك ورحت لغاية عنديك وصممت تخرچ معاى .
رغم إن أبوى كان مصمم يحجزك يومين .
ياسين بضعف ......كنت سبتينى _ يمكن كنت حسيت أكتر إزاى أنا ضعيف وعمر الفلوس ماعملت جيمة للبنىءادم .
ولا كنت أحسن مت واستريحت منيكم .
صاحت ثريا بغضب ......لا كده كتير جوى.
أنا معدتش جادرة على معاملتك دى .
#كفرصقر بقلمى #ام فاطمة

ثم شعرت ثريا ببعض الدوار وأمسكت برأسها .
نظر لها ياسين بتعجب ........إيه مالك ؟
ثريا بدلال .......يعنى هيهمك يا ياسين مالى ؟
أنت خلاص مبجتش حاسة إنك هتحبنى واصل ؟

ياسين مستنكراً ......الموضوع مش حب .
أنا مهنكرش إنى هحبك وأجلج عليكِ _ أنت مرتى .

بس أنتِ مش فاهمة أنا حاسس بإيه ؟
ظهرت الإبتسامة على ثغر ثريا وتفوهت بحب ......بجد يا ياسين لساك تحبنى زى زمان ؟

لم يجبها ياسين لإنه فعلا لم يعد يدرك حقيقة مشاعره نحوها مثل بادىء الأمر .

أمسكت ثريا برأسها مرة أخرى ، فمازال بالدوار يعصف برأسها فاضطرت للإتكاء بجانب ياسين .

ثريا بألم ........مش عارفة مالى إكده ؟ مش جادرة أصلب طولى ؟
شكلى إكده عشان منمتش من عشية.

ياسين.........معلش خلاص سطحى إكده شوية.

ثريا.........بس أنت لسه مأكلتش حاجة واصل .
وأنت واخد علاچ واعر ، لازم له وكل زين جوى .
ياسين.....لا ملهوش داعى _ مش چعان .
ثريا ....لا لازما تاكل أى حاچة حتى لو ملكش نفس .

هشيع دلوك لصفية.... ..تجبلك لقمة إكده ناكل سوا وبعدين أريح جمبيك شوى.

رنت ثريا الجرس الذى بجانبها _ فسمعته صفية فجاءتها مسرعة.
صفية....أؤمرينى يا ست ثريا.
ثريا........بجولك إسلُجى فرخة شمورت إكده بسرعة وهاتيها مع الشوربة لسيدك ياسين عشان يتجوى شوية مع العلاچ .
بس متعوجيش عشان مش جادرة أصلب طولى وعايزة أريح شوى.
صفية........حاضر يا ست ثريا من عنيه .
ان شاءالله بالكتير عشر دجايج وهكون عندك بالوكل.
ثم خرجت من عندها مسرعة.

ثريا شعرت بزغللة فى عينيها فقالت ........طيب هريح إكده هبابة عجبال ماتيجب الوكل .

ولما تيچى صحينى _أوكلك بإيدى يا حبة الجلب .
ياسين ....ماشى _ ريحى انتِ بس .

أغلقت ثريا عينيها ثم ذهبت فى سبات عميق سريعا.
فأخذ ياسين يتأمل وجهها وهى نائمة .
ياسين بآسى ......كيف وش الملايكة ده _ يكون بجلب شياطين ؟
ياريتنى ماشوفتك ولا حبيتك يا ثريا .

ونفسى أجدر أنام جارك بس مش جادر صدجينى.
فتحامل ياسين على نفسه ليعتدل من نومته ولكنه لم يستطيع من شدة الألم .
فقبض بيديه على طرف الفراش بقوة استطاع الإعتدال من نومته ثم حاول الوقوف شيئا فشيئا .

وبالكاد أستطاع الوقوف على رجليه بصعوبة وأخذ يتسند على الحائط والأثاث الذى بجانبه حتى أستطاع الخروج من غرفته .
بينما كانت صفية مع مايسة فى المطبخ تعد له الحساء.

صفية.......شهلى يا بت _ هاتِ يلا الصينية وأنا هصب الشوربة ، جبل ماتستعوجنا ست ثريا.
مايسة....... حاضر أهو يا خالة هچيبها .

أستند ياسين على حائط الردهة مرة آخرى حتى يصل إلى الغرفة الثانية .
وتسارعت أنفاسه وكاد أن يسقط من شدة الألم ولكنه تشبث بالجدار .
ووقف للحظة ليستعيد أنفاسه .
فى هذه اللحظة كانت مايسة تُحمِل صفية صنية الطعام على رأسها .
فوقع عينيها عليه ورأت فى وجهه الإنكسار والألم فخفق قلبها له .
ووجدته يجاهد ليمشى بصعوبة .
فما كان منها إلا أنها أسرعت بصعود الدرج بدون شعور .
ليجدها تقف أمامه تمُد له يد المساعدة.
مايسة بحزن واضح على ملامحها ......سلامتك يا سى ياسين بيه .
حط يدك على كتفى إكده وسند عليه ألا تُجع .

نظر لها ياسين بعين يملاؤها الأعجاب محدثا نفسه .....معجول تكون بنت إكده ؟
بوجه اسود وقلب طيب جوى رغم كل اللى عملته فيها ، عايزة تساعدنى وعنيها فيها حزن عشان خوطرى أنا معجول ؟ مش مصدج حالى .
#كفرصقر بقلمى #ام فاطمة .

وللحظة كاد يحن إليها ويبتسم _ ولكن سرعان ما تجمدت مشاعره وقال بصلابة .
ياسين بسخرية..........يعنى هو مالجيش غيرك أنتِ وأسند عليه .
وأوسخ يدى بيكِ يا وش الطين إنتِ.

غضبت مايسة وهبدت برچليها مثل الأطفال . وأردفت قائلة.......تصور إنى غلطانة وأستاهل ضرب الچزمة عشان عبرتك .

ماشى ورينا خطوتك الحلوة يا سبع البرمبة وأمشى لوحدك ، إلهى تنجلب على دماغك .

ضحك ياسين من جرأتها عليه وعدم خوفها.
ياسين.........لسانك ده ولا لسان جرد هيتنطط جدامى .
مايسة بعبوس ......أنا جرد وأنت إيه بجه ؟

هب ياسين ليوبخها ولكن وجد صفية جاءت إليه مسرعة حاملة صنية الطعام .
صفية...... ...إيه طلعلك من أوضتك بس يا سى ياسين وأنت تعبان إكده ؟
وست ثريا فين ؟
ياسين.........ثريا نامت وجولت أسيبها تستريح شوى.
فدخلى الوكل فى الأوضة التانية .
ثم نظر لمايسة مبتسماً بغيظ .......وتعالى أنتِ أسند عليكِ لغاية چوه.
مايسة بمكر........لا خلاص عندك خالة صفية _أسند عليها هى شديدة عنى .
كز ياسين على أسنانه بغيظ واحمر وجهه قائلا.....إكده ؟
إما وريتك أيام أسود من وشك ده ، مبجاش أنا ياسين.
مايسة بتهكم .......مش لما تجدر الأول تجف على رچلك .
أنا أصلا لو زجيتك هتُجع .
فضحكت مايسة ثم أسرعت من أمامه قبل أن ينفجر فى وجهها غيظا.
.....................
مازال حمدان فى شروده .
حين ذهب لصديقه عوضين لرؤية عروسه التى تحدث عنها .
حمدان....بجولك إيه يا عوضين .
عوضين....نعم يا خوى ؟
حمدان....ممكن دلوك نروح نشوف العروسة اللى جولتلى عليها ؟
عوضين مبتسم .... .ممكن ..جوى جوى..يلا بينا .
حمدان بحرج.....
..كده متغير ماتجولهم إنى چى الأول .

عوضين........أنا جولتلك إنهم ناس غلابة جوى وهيفرحوا .
بس تعال الأول نشترلهم شوية حجات إكده عشان نملى عنيهم ويوافجوا تكتب عليها سكاتى إكده من غير ماحد يدرى.

حمدان........ماشى سهلة _نشترى كل اللى اتشوفه .
وتم شراء كل ما وقعت عليهم أعينهم من طعام وشراب وملابس .
وتوجهوا لمنزل العروس وهى فتاة صغيرة لا يتعدى عمرها عن خمسة عشر سنة .
والد العروس ( زينب ) ...ياهلا ومرحبا يا عوضين ، ده إحنا زرنا النبى .
ثم نظر لـحمدان غير مصدق...معجولة دى وكومان حمدان بيه إكده كتير والله .

عوضين ...بص يا حج ، أحنا هندخل فى الموضوع على طول.
حمدان بيه عايز يطلب يد بتك ( زينب )
والد زينب....بتى أنا _ يا تلوتميت أهلا وسهلا .
الشربات يا بت .
عوضين.......مش تسمع الأول الكلام ونشوف هيعچبك ولا ليك رأى تانى ؟

والد زينب.......
هو فيه كلام بعد كلام حمدان بيه ، كل اللى يأمر بيه إحنا موافجين عليه .
عوضين...طيب خير.
مش نشوف عروستنا الحلوة ، وتكلم كلمتين إكده مع عريسها .
وخليها تلبس حاجة إكده حلوة من مجايب عريسها چيبلها خروج وبيت وكل حاچة تحبها.

وخلى أم زينب تحضرلنا لجمة ناكلها من الأكياس دى فيها كل حاچة يحبها جلبك .
والد زينب بفرحة غامرة........يا صلاة النبى أحسن . ربى يزيد ويبارك يا حمدان بيه .
ثم دخل مسرعاً إلى إبنته "
والد زينب..........إلبسى يا بتى العباية الحلوة دى وأخرچى سلمى على عريسك .
زينب متعجبة ........عريس إيه يا بوى ؟
أنا لسه صغيرة ومش عايزة أچوز دلوك .
والد زينب بعبوس .......إيه ياختى ؟
إنتِ هتچوزى ورجلك فوج رجبتك _ خلينا نخلص منك عشان اشوف اللى بعدك .
كوم لحم فى رجبتى ومش عارف أكفى مين ولا مين ؟
بكت زينب وقالت بغصة مريرة......حرام والله إكده ، مش عايزة أجوز دلوك ...
والد زينب بلهجة قاسية.........هتطلعى بالذوج وتفردى وشك ده يا بوز الفجر ولا هرنك علجة وأسلمك ليه مكسرة بردك .

ارتعشت زينب وقالت بخوف ......لا يا بوى حرام عليك ، خلاص هطلع هطلع .
ولجت زينب إلى حمدان الذى اتسعت مقلتيه عندما رآها فكانت كما قال له عوضين بحق:
جميلة وحديثة السن )
حمدان. ...إجعدى يا حلوة _ ماتخفيش منى واصل .
أنا هعملك كل اللى تحبيه وأجبلك كل اللى تريديه .
زينب بخوف......شكرا يا حمدان بيه .
حمدان...لا بيه إيه !
أنتِ الوحيدة اللى تجدرى تجوليلى يا حمدان بس .
ثم حدث والدها قائلا ......إن شاءالله خلال أسبوع هنتجوز أكون جهزت الشجة بكل اللى يتمناها جلبك ومتشلش هم حاچة واصل .

أنا هخدها إكده من غير حتى شنطة هدومها .

والد زينب وقد ظهرت على ملامحه السرور ......إن شاءالله تنستر يا حمدان بيه وربنا يرزقك منها الولد اللى يشد عودك .
حمدان........يارب .
وهو ده اللى عايزه من الچوازة دى الولد .
حمدان........بس فيه حاچة ؟
والد زينب..........خير إن شاءالله ؟

حمدان.............محدش يعرف خالص بالچوازة دى .
والد زينب .
....طيب وأجول للناس إيه ؟لما يسئلوا عليها
أجول راحت فين ؟

عوضين ........سهلة جوى .
جولهم جوزتها لواحد من برا البلد .
وخدها عشان كان مستعجل وهيسافر بلاد بره .
والد زينب..... ...ماشى الكلام _زى ماتحبوا .
المهم هتدفع مهر جد إيه ؟
عوضين .......مهر لزمته إيه ؟
وهو هيچبلها كل حاچة حتى الهدوم .
والد زينب.....
...يعنى شرع ربنا ، الراجل هيدفع مهر ويكتب مؤخر ويچبلها شبكة.
حمدان نظر لعوضين قائلا .......ماشى خلاص يا عوضين .
ثم نظر لوالدها مطمئنا له قائلا "
موافج كل اللى تريده هدفعه متجلجش .
ابتسم والد زينب بطمع ... وكأن إبنته مجرد سلعة تُباع وتشترى.
ويتفاوض مع الشارى على سعرها .

توسلت زينب كثيرا لوالدها لعدم إتمام هذا الزواج ولكن كان ينهرها دائما أو يضربها لتخاف وتلوذ بالصمت .
قال صل الله عليه وسلم ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )
وهذا أشد الظلم فقد ظلم هذا الرجل إبنته من أجل المال وسيجنى ثمرة هذا الظلم .

وجاء موعد الزفاف بعد مرور أسبوع كما أتفقا .
فسلمها له والداها بدون حتى فستان زفاف أو فرح وكإنها كانت تزف للقبر .
.....................
نظر ياسين للطعام الذى أمامه وكان فعلا يتضور جوعاً .
ولكنه رفض تناوله وكره حتى الجلوس مكانه وآثر الخروج لعله يستطيع التنفس خارج هذا القصر الذى رغم إتساعه هو يضيق عليه .
حدث ياسين صهيب .
ياسين.......حضر العربية وأطلع خد بيدى أنت وإسماعيل ووصلنى حدا أمى.

ابتسم صهيب ودق قلبه فهو بصدد رؤية سمية ، التى خطفت قلبه ببرائتها وحيائها .

تقلبت ثريا فى فراشها ومدت يدها بچانبها فلم تجد ياسين بجانبها
ففتحت عينيها بذعر متسائلة ...فينك يا ياسين ؟
فرنت الجرس على صفية لتأتى إليها.
فجائتها صفية مسرعة كعادتها"

صفية.........خير يا ست ثريا.
ثريا بغضب .......فين سيدك ياسين بيه ؟

صفية........فى الاوضة اللى جمبك يا ستى .

ثريا بغيظ.......وإيه وداه هناك ويهملنى لحالى إكده ؟

صفية ........جال عشان ترتاحى شوية برحتك.
ثريا بألم يعتصر قلبها....
.( ليه إكده يا ياسين _ أنت خابر إنى مارتحش غير فى جربك )
ثريا بغضب.......طيب غورى من وشى السعادى.

ولجت ثريا لـ ياسين وحاولت أن تلين له الكلام لعلها تخفف عنه ما يعانيه ويميل قلبه لها من جديد.

فوجدته يجاهد فى إرتداء ملابسه بصعوبة
ثريا..........ياسين بتعمل ايه يا حبيبى ؟

ياسين.........زى ماأنتى واعية إكده ، بغير خلجاتى ونازل .
ثريا بعبوس.......كيف يعنى وأنت تعبان إكده ؟
ياسين..
..ورايا شغل لازم أقضيه ؟
ثريا..ينحرج الشغل بللى فيه _أُجعد ارتاح ، أنت تعبان .
ياسين.........وأبوكِ هيرضى براحتى _ولا هيسمعنى كلمتين ملهمش عازة .

ثريا...أنا هكلم أبوى _يسيبك يومين ترتاح .
ياسين..
....لا ماعيزش كل شوية تدخلى بناتنا _خلينى أخلص.
ثريا.......طيب خلينى حتى أساعدك تغير خلجاتك .

ياسين...لا إرتاحى " أنا أعرف كويس أدبر حالى.
ثريا........والدكتور مش كان جاى يغيرلك على الچرح.
ياسين.........هبجى أفوت عليه أنا.
ثريا بغرور.......كيف يعنى ياسين الدهشورى يفوت على دكتور بنفسه ؟

الدكتور هو اللى يچى لغاية عندك إهنه .
ياسين ساخراً .......لساكِ شايفة الناس من طينة تانية غيركوا.
ثريا...........أمال يعنى هتساوى الناس دى بينا ، إحنا أسيادهم وبيكلوا من خيرنا .
ياسين.........لو هنساوى يبجى هم أحسن كتير ، عشان بيكلوها بالحلال .
أما الرزق ده بتاع ربنا ( يرزق من يشاء بغير حساب )
ثريا.........كلامك عجيب .
ثم أقتربت منه تتمايل بدلع بجسدها لتلين قلبه ولكنه أبتعد عنها و نظر لها بنفور وتركها وغادر.
غضبت ثريا وأمسكت بالزهرية وألقتها على المرآة ،فسقط زجاجها متهشما على الأرض .
ثريا.........إكده يا ياسين وأنت خابر إنى هحبك .
تعمل فيا أنا إكده ؟
أنا ثريا بنت حمدان الجناوى اللى كان الكل يتمنى ضوفرى وأنا أتمنع عشان هحبك أنت واخترتك دونهم .

اه يا نارى بس لو مكنتش هحبك ،كنت دوست رجبتك برجلى دى .
ثم جاء على خاطرها فجأة ( قنديل ) فأنتفض جسدها ولكن قالت"
لما أشيعله البت صفية _ يمكن إكده يعملى حچاب يخليه يرجع يحبنى كيف الأول وأكتر ويخليه خاتم فى صوباعى ويمشى بمزاجى ابن بدرية ده .
............
ولج سيد إلى قنديل فوجده كعادته شارد منذ أن قابل ثريا .
سيد....سيدى يا سيدى ، هى لسه شغالك حتة الجشطة دى .
قنديل....عايز ايه يا ولا ؟
أنطوج أنا مش فيجللك .
سيد. ليه إكده ؟
مابالراحة شوية عليه .
كل ده عشان الست ثريا .
قنديل........اه يا ولا ماأنته مش حاسس النار اللى مشعللة فى جلبى من هواها ،.
مش جادر واصل على بعدها .
ولو أطول أروح أچيبها أنا كومان .
بس أعمل إيه ؟
لو مكنتش متچوزة كنت إتجوزتها .
سيد ......معلش إهى هتيجى وعيش كأنك مچوزها.
قنديل.......بچد البت صفية جللتلك حاچة ؟
سيد. ...... لا لسه مكلمتنيش _بس اكيد يعنى هتچبها .
دى كانت طالعة من عندك بتفرفر كيف الفرخة من الخوف.
قنديل....ياااريت _ عشان جلبى يهدى شوى .
خبط رأسه سيد فجأة قائلا ....شوفت يا ابو الجناديل كنت هتنسينى أنا كنت چيلك ليه ؟
قنديل بسخرية.....ليه يا فالح ؟
سيد ......أصلو الست مرت عبد الجادر بره وجايبة المعلوم .
قنديل......يا ساتر على وشها _ بس هنعمل إيه ؟
أكل العيش إكده _دخلها خلينا نخلص .

الجزء الحادي عشر 11 


الفصل الحادى عشر
........................🌹
بسم الله ونسلم ونصلى على رسول الله
فى البداية عايزة أوضح نقطتين عشان كتير منشغل بياسين ومايسة ومش عارفين مين عبد القادر
هو راجل عادى من أهل القرية عايز يتجوز واحدة على مراته ،فمراته استعانت بقنديل عشان يعملها حاجة توقف الجوازة .
أما حمدان ابو ثريا فهو اتجوز على مراته سكينة بس لما كان لسه شباب وهو بيفتكر مع نفسه ذكريات الزواج ده ( يارب اكون كده فهمتكوا )
تمام كده ندخل على الفصل ...
....................................🌹
ولجت بهية إلى قنديل باكية "
قنديل شامتاً........هتبكى دلوك _ ما أنا جولتلك إسرعى بالمعلوم جبل مايتبت فى العروسة الچديدة ويتعلج بيها أكتر .
بهية بصوت منبوح من البكاء.......ايوه عندك حج يا سى جنديل .
ده مش مبطل تفكير فيها ولا حديت عنها ومش مراعى إنى مرته خالص وهضايج وأغير .

بس خلاص أنا چبتلك الفلوس إهى .
وأدينى بجه الشربة الله يخليك _ اللى هتخلى البت المفعصة دى تجرف منه وتسيبه ويرچعلى آنى مرته حبيبته بس .
عشان أنا حاسه بنار جايدة فى صدرى من عمايله الراجل الشايب ده .

إتسعت مقلتى جنديل عندما رآى المال فى يديها ثم قال.......طيب خلاص ماهتبكيش دلوك _ ومتجلجيش مش هيتچوزها .
خليكِ واثجة فى حديتى زين .
ودلوك ه‍چبلك الشربة .
هتنزلى نجطة منها فى كوباية الشاى أو اى مشروب ، وعلى البركة إكده يشرب ، هتلاجى ريحة خشمه ولا الجبر ومحدش هيطيج حتى يجرب منه ويهربوا منيه .

بس إنتِ لازم تتحملى ريحته دى ومتجرفيش عشان يجول عليكِ أنتِ الأصيلة ويعرف مكانتك عنده .

هزت بهية رأسها بالموافقة .......ماشى _أتحمل أى حاچة .
المهم ماهتخدهوش منى بت بسطويسى دى .

وفى المنزل عند بهية"
عبد القادر منادياً.........بت يا بهية .
بهية..........نعم يا اخويا _ عايز حاچة ؟
عبد القادر..........ايوه _ عايزك تحضريلى الجفطان الجديد وتمسحيلى الچزمة زين .

قضبت بهية جبينها وقالت بمرارة......ليه على فين العزم إن شاءالله ؟
عبدالقادر مبتسما بفخر ......على العروسة طبعا عشان هنتفج خلاص على معاد كتب الكتاب والدخلة .

بهية مهمهمة بكلمات.......دخل فيك عفريت ينططك يا شيخ .
عبدالقادر...........بتچولى حاجة؟
بهية....... آنى لا مبجولش حاچة .

حاضر هحضرلك حاجتك زى ما أنت رايد ومش بس إكده .
هدخل كومان اعملك كوباية شاى إنما إيه ؟
تعمر نفوخك صوح .
عشان تكلم معاهم وأنت مصهلل إكده وفايج .

عبد القادر بنظرة تقدير لها .......ربنا يخليكِ يا بهية .

أنا عارف والله أنتِ بنت أصول وطيبة وجدعة .
وهتجفى چمبى فى الجوازة دى .
بس لازما ولابد تعلمى_ إنى هحبك وعمرى ماهفرط فيكِ واصل .
أومئت بهية برأسها غيظا ثم تركته لتعد له كوب من الشاى المظبوط بنكهة قنديل ههههه.
....................

شردت صفية فى المطبخ فى تهديد قنديل لها وكيف لها إقناع ثريا بالذهاب له مرة أخرى ؟
وبينما هى كذلك .
سمعت صفية شىء ما تحطم فأسرعت إلى ثريا للإطمئنان.

فولجت إليها لتجدها تنتحب من البكاء وزجاج المرأة المتناثر فى كل أرجاء الغرفة .
شهقت صفية قائلة.....يا حوستى...مالك يا ست ثريا ومين اللى عمل إكده ؟
ثريا بنبرة غضب واضحة......سبينى لحالى يا صفية دلوك .
ألا العفاريت هتنطط جُدام وشى .
صفية ........بعد الشر عليكِ يا ست الستات .
بس إهدى إكده وجوليلى مالك ؟
أنا صفية حبيبتك .
و دى اكيد عين وصابتك يا حبيبتى .
ثريا بنظرة تمعن ......تفتكرى صوح ؟
ايوه عشان أنا أحلى بنات الكفر _هيحسدونى .
حركت صفية شفتيها بشماتة محدثة نفسها.......(أحلى بنت ؟
امال لو شفتى مايسة على حقيقتها هتولعى فى نفسك بجه !
يلا المهم .
صفية بمكر....
طيب إيه رأئيك نعملك زار إكده عند الشيج جنديل يفك الحسد ده ؟

انتفض جسد ثريا عند سماع اسم قنديل قائلة .....لا اروح عنده لا .
بس ممكن إنتى تروحى ويعملى كيف مبيجولوا حچاب محبة .
صفية بنفى ........لا هو مبيرضاش يعمل لحد حاچة من غير مايروحله بنفسه .

ثريا.......لا خلاص ماعيزاش منيه حاچة خلاص .
حاولت صفية إقناعها بكافة الطرق قائلة .....يا ست ثريا .
معلش هى مرة كومان وخلاص .
عشان بس سيدى ياسين يرچع كويس كيف مكان معاكِ
ثريا بتفكير ( بس التمن اللى دفعته غالى جوى ، ومش عايزة أدفعه تانى )
بس أنا ممكن اروح من غير مشرب حاچة وساعتها مش هيجدر يعمل إكده تانى.

ثريا........ماشى خلاص زى بعضه _ مرة كومان وهتكون أخر مرة .
شوفى ميتى هنجدر نروح ؟

ابتسمت صفية وحمدت الله فى سرها على موافقتها وحماية نفسها من تهديده .
قال تعالى ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )

صفية ....اى وجت يا ست ثريا تحبيه.
ثريا.......خلاص بس ياسين يشد حيله كويس إكده ونروح .
صفية.....طيب ماتيچى النهاردة ماهو سى ياسين مش إهنه .
عشان حتى لما يچى تلاجيه زى الفل معاكِ ويبوس يدك كومان وكفاية إكده تعب معاه .
ابتسمت ثريا من حديثها قائلة......عندك حج يا صفية خلاص نروح دلوك .
ثم حدثت نفسها( وربنا يسترها المرة دى وتعدى على خير )
......................
إستند ياسين على صهيب وإسماعيل حتى أدخلوه السيارة .
صهيب.......هتحب تروح عند الدكتور الأول ولا عند الجماعة الأول.
ياسين........ لا ودينى عن بيت أمى وبعدين شيع للدكتور يچى عندها .
عشان مش جادر أنا اروح عنديه .
وصل صهيب به إلى منزل والدته وارتجل من السيارة سريعا مسنداً إياه حتى الباب .
وطرق الباب صهيب ليأتيه صوت محبب إلى قلبه .
سمية....مين اللى هيخبط ؟
صهيب....أنا صهيب ومعايا ياسين بيه.
ابتسمت سمية وأسرعت وارتدى إسدالها ثم فتحت الباب .
سمية مبتسمة..اهلا يا خوى اتفضل .
ولكن سرعان ما تحولت الإبتسامة لعبوس عندما رأته مستند على صهيب وظهر على وجهه الألم والأرهاق.
سمية بقلق شديد.......مالك كفالله الشر يا خوى ؟
إيه حصولك بس ؟
أومأ ياسين برأسه مطمئنا لها وبصوت خافت متعب.........متجلجيش شوية تعب وهيرحوا لحالهم.
أمى چوه ؟
نظرت له سمية بعين الشفقة على حاله قائلة.......
..أه چوه .
أُدخل إستريح ثم لمحت بعينيها ( صهيب )
فرددت بحرج ......جصدى أدخلوا أهلا وسهلا .

ولج صهيب وياسين للداخل .
وعندما رأته والدته مستندا على صهيب ومتعب فقامت فزعة من مكانها وركضت إليه مسرعة .
بدرية بفزع......مالك يا ولدى ؟ إيه صابك يا ضنايا ؟

ياسين بنظرة ضعف ورجاء .......ممكن يمه أجعد عندك شوية أرتاح ؟
عشان مش لاجى راحتى غير عنديكِ وفى البيت ده اللى عشت فيه أسعد أيام حياتى .
دمعت عيني بدرية واقتربت لتضمه لصدرها وانتحبت باكية .

بدرية........ياسين ولدى حبيبى .
سلامتك يا ضنايا _ وطبعا يا حبيبى إستريح فى حضن أمك .
وأشيلك فى عنيه التنين .

فبكى ياسين فى حضنها _ فالبرغم مما فعله معها وتركه لها وهى فى أشد الأحتياج له ليتزوج من ثريا .
لكنه الآن بين أحضانها كالطفل الذى يحتاج لأمه.

( فعلا فنهر حنان الأم لا يجف أبدا مهما حدث)

بكت سمية واخواتها وتأثر صهيب بما رآه ثم قال"
هروح أنا دلوك للدكتور وهچيبه معايا .

سمية بغصة مريرة.......أنت تعبان جوى إكده يا ياسين ؟
أبتعد ياسين برفق عن والدتها ليرتمى على الفراش الذى بجانبه فما استطاعت رجله بحمله أكثر من هذا.

فاجتمع عليه أخواته ( سمية واسماء وعليا باكين )
أما والدته فكأن أحدهم ذبح قلبها بسكين ،وهى تراه على هذه الحالة ، فانفطر قلبها حزناً.

ياسين.......إيه بطلوا عاد بُكى .
أنا كويس بس محتاج الدكتور يدينى حقنة تسكن التعب شوى وهبجى زى الفل وهجوم أجرى كومان .
فضحك أخواته الصغار ولكن قلب أمه منفطر لا يصدق ما قال .

مرت عدة دقائق حتى عاد صهيب بدكتور أحمد الذى تفاجىء بهذا البيت المتواضع البسيط بالمقارنة مع فخامة القصر .
فتسائل لما ترك ياسين والدته تسكن فى هذا البيت المتهالك بينما هو يسكن القصر؟
ثم حدث نفسه ( وأنا مالى أنا ليه شغلى بس )
سمية بترحيب...أهلا يا دكتور أتفضل .

فرفع أحمد بصره لهذا الصوت الرقيق ، فرأى وجه أشبه بالصوت ، فتاة جميلة رقيقة يزينها إسدالها الواسع .
لاحظ صهيب نظرات أحمد لـ سمية فأمتلكه الغضب والغيظ والغيرة .
صهيب بغيظ.......مش تتفضل يا دكتور ولا هتجف عندك كتير إكده ؟

أحمد بحرج ...اه اه هتفضل .
ثم رمق صهيب سمية نظرة نارية فارتبكت وتسائلت
( هو أنا عملت إيه ؟ عشان يبصلى إكده )
ولج احمد وصهيب عند ياسين .
احمد مبتسماً.......إزيك يا بطل _عامل ايه دلوقتى ؟
ياسين....الحمد لله .
دكتور احمد بعتاب ......بس ليه خرجت والجرح لسه ملمش ؟
ده غلط عليك .
ياسين........معلش _ كنت محتاج اغير جو شوية وارتاح عند الست الوالدة.
احمد.........اه ربنا يخلهالك _ مفيش بعد الأم صح .
احمد....طيب خلينا نشوف أخبار الجرح إيه ؟
ونحاول نغير كده معلش وتستحمل معايا شوية.
ياسين متألما....عادى يا دكتور ، الحمد لله على كل حال .
دكتور أحمد لـ صهيب ....ساعدنى كده وأرفع هدومه معايا .
فساعد صهيب ياسين فى رفع ملابسه ولكنه فى البداية امر والدته بالخروج حتى لا ترى ما أصابه .

ثم قام احمد بفحصه قائلا ....لا يعنى كده معقول .
هغير بس الشاش ده .
بس هديك الأول حقنة مسكنة _ تخف عنك الألم شوية .

فشعر ياسين بعد الحقنة المسكنة براحة مؤقتة .

ولجت سمية المطبخ لإعداد بعض من أكواب الشاى للترحيب بالضيوف .
ثم توجهت لهم وطرقت الباب رغم إنه مفتوح ولكن من باب الخجل والإستئذان قبل الولوج إليهم.

ياسين..........تعالى يا سمية.
سمية.........كيفك دلوك يا خوى.
ياسين........الحمد لله أحسن كتير .
سمية.......طيب خير الحمد لله _ ربنا يتم شفاك يا خوى وألف سلامة عليك.
ثم رددت بخجل"
أتفضلوا الشاى.
فنظر لها دكتور احمد بإعجاب ........مكنش ليه لزوم تتعبى نفسك يا أنسة.
سمية وقد افترشت بنظرها الأرض خجلا........لا ده واجب علينا مفيش تعب ولا حاچة.
أما صهيب فكاد يُجن غيظا _ و برزت عروقه غضباً واحتنق صوته ثم تحدث بالكاد قائلا...
طيب أطلعى أنت ِ دلوك عشان الدكتور يشوف شغله.

وما أن خرجت حتى ذهب فى أثرها سريعا مستوقفاً إياها من غير أن يراهم أحد.

صهيب بغيظ.... ..بجولك إيه يا سمية .
عارفة لو لمحت طيفك تانى چوه _هعمل فيكِ إيه ؟

تعجبت سمية من الطريقة التى يحدثها بها قائلة بحنق.....وأنت دخلك إيه ؟
وليه عاد هتكلمنى بالطريقة دى ؟

فضرب صهيب يده بالحائط غيظا متمتماً...أنا دخلى إيه ؟
معجولة متكونيش حاسه لغاية دلوك بالنار اللى چوايا يا سمية .
خجلت سمية واحمرت وجنتيها وطارت من أمامه مسرعة فابتسم صهيب لحيائها ثم ولج مرة أخرى إلى ياسين وقد أبدل العبوس بالإبتسامة .

ياسين لـ صهيب.........وصل الدكتور يا صهيب وأكرمه .

أحمد بحرج.........لا خيرك سابج يا ياسين بيه .
كفاية اللى اخدته المرة اللى فاتت .
ياسين........ لا ده حجك .
أحمد........الله يكرم اصلك يارب .

ثم خرج أحمد وعينيه تبحث عن شىء فى مخيلته .
وكأنه أراد رؤية ( سمية ) مرة أخرى قبل مغادرته ولكن صهيب لم يتح له الفرصة فقال "
إيه يا دكتور _ بتدور على حاچة ولا إيه ؟
ولا ممكن تكون نسيت حاچة چوه !
جولى وأنا أچبهالك
شعر دكتور أحمد بالحرج من كلماته وكأنه علم ما فى صدره فردد قائلا......لا لا مفيش حاچة _ يلا بينا .

صهيب بمكر.......طيب تمام .
هوصلك إكده بسرعة عشان أرجع لـ ياسين بيه.
احمد.........اه اه فاهم يلا بينا.
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة
..................................
تزوج حمدان من عروسته الصغيرة ( زينب ) ثم أخذها إلى عش الزوچية الجديد فى وضح النهار وكأنه مشغول بالعمل حتى لا تعلم عنه شىء زوجته سكينة .

حمدان مبتسم ......أدخلى يا عروسة برچلك اليمين .
فولجت زينب على خوف مرتعدة أوصالها والدموع فى عينيها .
شعر حمدان بتوترها ورأى يديها المرتعشة
فأمسك يديها المرتعشة وقبض عليها بلطف مطمئنا لها بعض الشىء .
فنظرت له بخوف ممزوج بالخجل ولكنه بدون أن تتحدث من كثرة رهبتها منه .
ثم ولجا به لغرفتهما بالداخل ..
ثم أجلسها حمدان بجواره ونظر لعينيها بشوق قائلا ....ماتخفيش يا بنت الحلال _ أنا دلوك چوزك حلالك .
وماتجلجيش واصل _ هكون معاكِ حنين جوى.
وهجبلك أى حاچة تطلبيها حتى لو كانت نچمة من السما .
فابتسمت زينب لما رأته فى عينيه من صدق لما قاله .
ففرح حمدان وأتبع :
أيوه إكده عايز أشوف البسمة الحلوة دى دايما على وشك الچميل ده ، خلى الشمس تنور .

زينب......يعنى أنت مش هتضروبنى كيف أبوى ؟
تغير وجه حمدان للعبوس متسائلا........و.أبوكِ كان هيضربك ليه عاد ؟
حد يضرب الجمر ده ؟
زينب..........اه كان ديما يضربنى أنا واخواتى وامى كومان معانا لما تحوش عنا .

وضع حمدان يده على كتفها برفق قائلا.......ماتخفيش أنا مش هضربك واصل .
بس عايزك تسمعى كلامى زين وأوعى تفتحى الباب واصل لحد غريب ولا أشوف طيفك من الشباك .
واعية الحديت ده يا زينب ؟

زينب بخوف...حاضر حاضر .
حمدان........ومعلش إستحملى تباتى وحدك .
..فتشبثت بذراعه زينب قائلة بفزع .. ..لا لا .
الله يخليك أنا هخاف أبات لوحدى .
حمدان ......معلش غصب عنى .
بس هاجى أشجر عليك كل يوم ساعة إكده بالنهار .
زينب..........طيب وأمى وابوى _ مش هيجونى إهنه يشوفونى؟

حمدان بنظرة صارمة.
....لا محدش هيخش إهنه غيرى _فاهمة ؟
ولما تشتاجى جوى يعنى ليهم _ هوديكِ أنا تشوفيهم .

ودلوك يلا حضرلنا لُجمة نأكلها من يدك الحلوة دى .
هتلاجى أكل كتير فى التلاچة جاهز على التسخين.

بس بسرعة يا جمر أنتِ .
عشان محتاج أجولك كلام كتير جوى جوى .
.......................

صفية ......بت يا مايسة
مايسة.....نعم يا خالة.
صفية..... خدى بالك من الوكل عجبال ماهروح مشوار مع الست ثريا وراچعة ، ساعة إكده يعنى مش هنتأخر.

مايسة متعجبة......مشواير إيه دى اللى بتروحها مع بعض ؟
صفية بغيظ........وأنتِ مالك يا بت ؟
أنت تسكتى خالص وخليكِ فى لجمة عيشك وبس .
شعرت مايسة بالحرج وقالت بصوت خافت ......طيب إكده يا خالة ؟ تشكرى .

لامت صفية نفسها عندما نهرتها فابتسمت وقالت برفق ........مش جصدى ماتزعليش يا بتى .
بس انتِ خابرة الست ثريا ماهتحبش حد يعرف عنها حاچة واصل.
تعجبت مايسة وتسائلت ....ولا حتى بتعرف چوزها ؟
ثريا.........ولا بتعرف الچن الأزرج .
مايسة ......بس حرام إكده الست تخرچ من غير ماتعرف چوزها .
فى الحديث
قَالَتْ امرأة : يَا نَبِي الله مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى امرأته ؟
قَالَ : لاَ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلا بِإِذْنِهِ ، فَإِنْ فَعَلَتْ : لَعَنَتْهَا مَلاَئِكَةُ اللهِ وَمَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْغَضَبِ حَتَّى تَتُوبَ ، أَوْ تراجع.
وضعت يدها صفية على فم مايسة وقالت غاضبة.... ...إجفلى خشمك ده .
هما مايعرفوش فى جال الله وجال الرسول دى واصل .
ولو سمعتك هتجولى إكده _ جولى على نفسك يا رحمن يا رحيم .
مايسة بخوف......يا ستير يارب .
كيف مايعرفوش ربنا ؟
هو بيت شياطين ولا ايه ده ؟

جزت صفية على أسنانها بغيظ قائلة.....يا بت أكتمى جولت _ هتفضحينا.
مايسة.......كتمت أهو ، وربنا يهدى.

ثم سمعت صفية صوت ثريا منادية عليها ، فأسرعت لها.
ثريا........يلا أنا جاهزة .
صفية .......وأنا كومان _ يلا بينا .
ثم توجهوا إلى منزل قنديل .
ثريا محدثة نفسها( مش هيضحك عليه المرة دى ومش هشرب حاچة ومش هخاف منه .
هاخد بس منه اللى عايزاه وهروح ).

صفية ( ربنا يعدى اليوم ده على خير _ جلبى متوغوغش وخايفة من الزفت جنديل ده يعمل فيها حاچة تانى ولو حد درى هيكون فيها موتى )

بطرقات خفيفة على الباب وبقلب مرتجف طرقت صفية الباب ففتح لهم سيد الذى اتسعت مقلتيه فرحا بمجيئهم.
سيد.......يا هلا ومرحبا بست الستات .
أهلا يا خالة صفية .
ادخلوا نورتم .
صفية بإرتجاف......اهلا بيك يا ولدى.
جولى.... سيدك فاضى ولا مشغول يا واد ؟
سيد مسلطاً النظر على ثريا وجمالها ....ولو مشغول يفضى عشان عيون ست الستات ثريا .

إرتبكت ثريا من نظراته فأشاحت بوجهها عنه .
سيد.......أتفضلوا إهنه دججتين إكده ،عجبال ماأبلغه إنكم نورتم .

ولج مسرعا سيد إلى قنديل فرحان .
سيد.......سى جنديل سى جنديل .
قنديل بغضب .......مالك يا چاموسة ؟
أنت أتسرعت ولا إيه ؟
سيد بعبوس .....إكده !
طيب مش هجولك مين بره مستنى يدخل ؟
قفز قنديل من مكانه وابتسم بملىء فاه .
معجول اللى فى بالى يا ولا ؟
سيد بمكر.... ...معجول ومعجول كومان .
وجعدة بره مستنية إشارة منيك تدخل وتسبح فى بحر الهوا والعشج .
قنديل غاضبا ......وسيبهم برا يا مخبول أنت .
دخلهم بسرعة .
ولا أجولك أستنى هبابة إكده.
أوضب حالى وأحط ريحة كان چيبهالى الواد محمدين من الحچاز _ وأحط فزلين على شعرى عشان ينام شوية .

سيد بغمز ......براحتك يا كبير خلص على راحتك وبإشارة منيك أدخلهم وجت متحب .

قنديل..عفارم عليك يا واد يا سيد.
بس جولى حضرة الزار والنسوان اللى هيلفوا حوليها .
عايزهم يهدوها على الآخر لغاية متجطع النفس .
وكومان البخور عايزها تلف تلف إكده لغاية متروح فى عالم تانى خالص .
سيد بضحك ....من عيونى التنين _ خلص بس أنت إكده حالك .
وأنا هطلع أظبط الأوضة اللى چوه بكل حاچة الزار كيف ماجولت وأشغل شريط الأغانى إياها كومان وأحضر الفرخة اللى هتدبح فوج راسها .
قنديل...على البركة_ ربنا يقويك .
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة.

أصاب صفية وثريا الملل من الإنتظار للولوج إلى قنديل .
ثم سمعا صوت الباب فُتح فجأة أمامهم .
فأصابهم الرعب وتمسكت كل واحدة منهما بالآخرى خوفا وتخشبت أجسادهم .
سيد........سى جنديل منتظركم چوه أتفضلوا .

فولجا على خوف وترقب مما سيحدث ؟؟؟؟
يا ترى هيحصل إيه تانى ؟
وياسين هيتفاجىء بحاجة مهمة جوى جوى 😂 المرة الجاية ، يا ترى إيه هى ؟
وتفتكروا دكتور أحمد كمان هيقع فى حب سمية ؟
زى صهيب ؟
طيب مين هيفوز بيها ؟
تجوز دكتور ولا مجرد سواق ؟
..........
يارب تكون عجبتكم حلقة النهاردة.
متنسوووش لايك وكومنت وبلاش نقرأفى صمت .
ونختم بدعاء جميل⁦❤️⁩
اللهم أسئلك قبل الموت توبة وعند الموت شهاده وبعد الموت جنة ونعيما.
#ام فاطمة .
#كفرصقر
#كفرصقر


الجزء الثاني عشر 12 

الفصل الثاني عشر
.......................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله

مازال حمدان شارد فى ذكرياته .
حين تزوج زينب خُفية فى السر خوفاً من بطش زوجته ( سكينة ) .
وبعد مضى شهرين على زواجه منها .
وفى إحدى زيارته لها _عندما ولج إلى داخل شقتهما .
نادى عليها بمرح ....أنتِ يا بت يا زينب .
فينك يا عسل _ وحشتينى جوى .
ولكن لم يجد رد ولا صوت لها ، فدخل فى قلبه القلق .
فأخذ يبحث عنها فى الغرف ، حتى وجدها مغشى عليها أمام المطبخ على الأرض .
فامتلكه الفزع وأسرع إليها قائلا "

حمدان...إنتِ يا بت مالك ؟ حد ينام فى الأرض إكده جدام المطبخ .
يا بت ردى عليه !
حمدان بخوف......هو فيه إيه البت مش بترد ؟ تكونش فطست ماتت معجول ؟
هو أنا لحجت أفرح _ ده أنا صارف عليها كتير جوى جوى
طيب تستنى لما تجبلى الواد على الأجل؟
إيه جلة الذوج دى ؟
( لا صح معندهاش حق 😂)
طيب اعمل إيه دلوك فى المصيبة دى ؟
ثم انحنى على صدرها لعله يسمع صوت قلبها .
وفعلا سمع لنبض خفيف ،
حمدان تنفس ببطىء قائلا .....لا هى لسه حية بس بتفطس خلاص باين إكده .
يا مرك يا حمدان _ أعمل إيه دلوك ؟
لو نزلت بيها حد ينضرنى ويجول لـ سكينة وتبجى ليلتى جطران .
ثم جاء على خاطره صديقه عوضين .
حمدان ......اه هكلم عوضين يتصرف _و يشيع يچيب دكتورة ويچى بسرعة .

حمدان بتوتر......كيفك يا عوضين يا اخويا ؟
عوضين.....بخير يا عريس .
كيفك انت وكيف عروستك .
قضب چبينه حمدان وقال بآسى ...عروستى تعال شوفها ألحجنى .
عوضين بفزع .....ملها ؟ حوصل إيه بس .
حمدان ........مش خابر .
أنا دخلت لجيتها مرمية على الأرض وجاطعة النفس ، عوضين......يا ساتر استر يارب _ وبعدين هتعمل إيه ؟
حمدان ...انا بكلمك عشان تلحجنى يا أخويا .

فهات دكتورة إهنه عندى بسرعة الله يخليك ، تشوف مالها يمكن تلحجها ، ده أنا لسه عريس يا اخواتى.
عوضين ......ماشى حاضر هچيب دكتورة وچى .
سلم يارب ومتجلجش مسافة السكة هكون عندك بالدكتورة.

وبمرور نصف ساعة كان عنده عوضين ومعه الطبيبة .
حمدان وقد ظهر على ملامحه الخوف والقلق ....تعالى چوه يا دكتورة بسرعة وشوفيها مالها الله يخليكِ.
فدلفت معه للداخل ورأتها مازالت مغشى عليها
فسألته ......من إمتى مغمى عليها كده ؟
حمدان ........يعنى تجريبا إكده من ساعة .
نظرت له الطبيبة بغضب قائلة .....وساكتين عليها ده كله ؟
مجبتهاش ليه المستشفى ؟

تلعثم حمدان بتوتر ثم أردف ......الظروف بجه جت إكده ياكتورة .
بس المهم هى هتفوج ولا خلاص إكده أستعوض ربنا فاللى دفعته .
الطبيبة بنفور .....بتقول إيه أنت ؟
دفعت إيه ؟ هو انت شاريها ولا ايه ؟
ايه الأسلوب الغريب ده .
ووسع كده واسكت كده خلينى أشوف شغلى .

‌تأكدت الطبيبة من نبضها ثم قاست لها الضغط قائلة ........البنت ضغطها واطى وضعيفة اوى بس أن شاءالله مع الحقنة اللى هدهلها دلوقتى تفوق .
وبالفعل بدأت زينب تعود لوعيها بعد لحظات من الحقنة.
وتابعت الطبيبة الكشف عليها لتبتسم فجأة .
ليتعجب حمدان من ابتسامتها بعد غضبها الواضح على ملامحها ..

الطبيبة.....خلاص عرفت سر هبوطها وضعفها .
مبروك المدام حامل .
اتسعت عين حمدان من الفرحة قائلا .....بجد يا دكتورة ؟
طيب واد ولا بنت .
الطبيبة بضحك.....لأ شايب .
حمدان....كيف يعنى ؟
الطبيبة....لسه أقصد مش دلوقتى نقدر نحدد جنس الجنين شهر كده كمان وتجبهالى العيادة اعملها سونار ونشوف .
بس لازم تهتم بصحتها وأكلها لإنها ضعيفة اوى ومتسبوهاش لوحدها عشان لو أتعرضت للإغماء تانى .
حمدان.........اه اه إن شاءالله _ تسلمى يا ست الدكتورة .
ثم نظر لعوضين قائلا "
وصل الدكتورة يا عوضين وأديها تعبها.
وما أن خرج عوضين مع الطبيبة _أقترب حمدان من زينب وقبلها فى جبينها بحب قائلا "
مبروك يا زينب يا أم ولدى الغالى _ عايزك بس تكلى تومام إكده ،عشان الواد يچى شديد وبعافية مش خرع زيك إكده.

زينب.......وأنت إيش دراك إنه ولد مش ممكن يجى بنت.
حمدان بنفور .....بت إيه لا ولد وهسميه طوليب .
ويحضرنى قول الله تعالى فى حمدان ومن على شاكلته (وإذا بشر أحدهم بالإنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم )
مع أن حبيبنا المصطفى قال ( لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات )

....................
ولجت صفية وثريا إلى قنديل بأوصال مرتعدة وقلوب واجفة .
انتظرها قنديل بشوق غامر _ فقد استطاعت ثريا امتلاك قلبه وعقله ولم يراعى حرمة الله فى إمرأة متزوجة لا تحل له .

ثريا بأوصال مرتجفة وعيون ضيقة وبصوت منخفض منبوح ......كيفك يا جنديل ؟
فأقترب منها قنديل وعينيه لا تفارق عينها وبصوت كله إشتياق ......أهلا يا ست ثريا _ أتأخرتى عليه جوى جوى.
ثريا بخوف قائلة...بتجول إيه ؟

قنديل محمحم بحرج.....جصدى يعنى أتأخرتى على العلاج بتاع الخلفة .
إبتعدت ثريا عندما شعرت بحرارة أنفاسه .
ثم رمقته بنظرة حادة قائلة........أنا جاية النهاردة مش عشان الخلفة .
حاچة أهم _وهشوف هتجدر تعملهالى ولا .
وهديك اللى تريده بس يحصل المراد.

قنديل محدثاً نفسه...أنا المرة دى مش رايد غيرك يا جلب جنديل .
قنديل......كل طلباتك أوامر يا ست الستات أؤمرينى بس وجولى رايده إيه وأنا أنفذ ؟

ثريا.........عايزة حچاب محبة _ يخلى ياسين بيه چوزى يحبنى زى عنيه إكده ، ويكون زى الخاتم فى صوباعى .
قنديل محدث نفسه بسخرية.......عايزانى اعملك حاچة تخليه يحبك ، لا أنا عايزه يكرهك أكتر وأكتر وتكونى لجنديل بس ، أنا اللى هحبك جوى جوى.

ولو مش عايزة علاچى ، خلاص هنعمل طريجة تانية بردك .
قنديل..........اه دى حاچة سهلة جوى متجلجيش واصل _ وحاضر هعملك .
بس لزملها زار وإكده يعنى .

ثريا مستفهمة بتعجب .....يعنى كيف الزار ده ؟
صفية هفهمك آنى يا ست ثريا ......يعنى هنلف إكده حوالين نفسنا مع الحريم إكده وهيكون فيه أغانى وطبل صوتهم عالى وفى الآخر هندبح حاچة نتجرب بيها للچن .
اللهم احفظنا يعنى عشان يعملولك ال رايداه .
هزت رأسها ثريا بتفهم قائلة........ماشى نعمل أى حاچة_ المهم يحصل اللى جولت عليه .
صفية...ان شاء الله هيحوصل يا ست ثريا.

(وفى الحقيقة فعلا يقام الزار وهو عبارة عن طقوس بهدف استخراج الجان ، حيث يرهقون الملبوس بحركات كثيرة متعبة وموسيقى عالية حتى ينهار ويقوموا بذبح دجاجة فوق رأسه ويملى عليه العراف أو العرافة شروطه حيث يكون مستسلم ويفقد الوعى وهذا نصب وخداع ويتبعه اغتصاب للضحية فحذارى منه ومخالف ايضا للشرع ).
وبالفعل قام سيد بإدخال بعض النسوة وقام بنثر البخور وإطلاق الأغاني الصاخبة .
وقامت النساء بإمساك ذراع ثريا وأخذوا يلفون حول نفسهم .
حتى شعرت ثريا بالدوار من اللف والموسيقى الصاخبة .
أما قنديل فكان مسلط النظر عليها _ منتظرا بفارغ الصبر لحظة سقوطها .
صرخت ثريا فجأة ثم سقطت فاقدة الوعى .
فجاء قنديل لحملها سريعا وأدخلها غرفته ؟؟؟
............................
أعدت بهية كوب من الشاى إلى زوجها عبد القادر ووضعت به نقاط من الشربة الذى أعطاها لها قنديل حتى تُفسد رائحة فمه .
وتوجهت بكوب الشاى إليه مبتسمة بغيظ .
أرتشف عبد القادر منه عدة قطرات ثم قال "
...الشاى النهاردة طعمه حاچة إكده عال العال ويعمر النفوخ صوح .

ثم شرد فى هنية ( العروس ) وحدث نفسه .....يا ترى يا بت يا هنية يا حتة الجشطة أنتِ هتعرفى تعملى كوباية شاى چامد إكده زى البجرة بهية .

وما إن إنتهى من شرب الشاى ولج عبد القادر للمرحاض ليستحم وأخذ يدندن "
( يا ولاد بلدنا يوم الخميس هكتب كتابى وأبجى عريس )
ثم نادى على بهية ....إنت يا بجرة يا بهية "
بهية....نعمين _ عايز حاچة ؟
عبد القادر.......ايوه يا بت حضرى الجفطان الچديد اللى جولتلك عليه _ عشان جربت أخلص أهو .

بهية بغيظ .......تخلص روحك چبل ماتدخل عليها يا شيخ .
بهية..........خلاص حضرته يا اخويا.

أنهى عبد القادر حمامه ثم ولج لغرفته وارتدى جلبابه الصعيدى ووضع الشال على كتفه ثم أغرق رأسه بعدة روائح متعددة وهو مبتسما فخورا بهيئته .

أقتربت منه بهية بحذر لترى أثر الشربة قد ظهر أم لا ؟
ولكن ما أن أقتربت حتى نفرت وأبتعدت سريعا فقد كانت رائحة فمه عفنة بشدة لا تُحتمل .
ولكن حاولت كتم أنفاسها والأقتراب منه مرة أخرى كما أمرها قنديل .
عبد القادر متعجبا من فعلتها ......إنتِ يا بت أتهبلتى ولا إيه ؟
عمالة تكرى وتفرى إكده ليه ؟

بهية بمكر...لا كنت بس بطمن على حالك مظبط من بعيد ومن جريب.
عبد القادر........أه والله فيكِ الخير يا بت .
وإيه رأيك حلو الجفطان ؟
بهية بغيظ....طول عمرك بتعرف تنجى يا عبده .
عبد القادر محدثا نفسه...( إيوه بس أنتِ طلعتى فلتة إكده ) .
يلا أدينى هصحح غلطة عمرى .
ثم ألتفتت عبد القادر إستعدادا للمغادرة قائلا....أنا نازل عايزة حاچة؟
حركت بهية شفتيها بنفور قائلة........مش بدرى ؟
هتروح دلوك للمتسمى _ جصدى العروسة؟

عبد القادر........لا مش دلوك _هروح الأول أشجر على الأرض وبعدين هروح .
بهية .........ربنا معاك _ ثم أقتربت منه بدلال وهى نافرة وقبلت وجنتيه .
فأمسك عبد القادر بشاربه وابتسم قائلا بغرور ........الله عليك يا مدوب القلوب أنت يا واد يا عبد القادر.
ثم غادر سريعاً البيت وفى الطريق "
قابل عبد القادر صديقه عمره فى ( عبد العال )

فهمّ بإحتضانه ولكن الأخير إبتعد نافرا من رائحته.
عبد القادر متعجباً.......مالك إكده يا راجل هتبعد عنى؟
ده حتى أنا أتوحشتك وماصدجت شوفتك _ إكده بردك تبعد عنى !
هو أنت زعلان منى ولا إيه ؟

عبد العال ممسك أنفه قائلا بنفور شديد .......لا مش زعلان .
بس أنت مش حاسس بنفسك ولا ايه؟
عبد القادر ........ليه مالى ؟
عبد العال..........أنت ريحة خشمك كيف الجبر .
أنت واكل إيه منتن إكده ؟

وضع عبد القادر يده على فمه مستنكرا .....كيف ده ؟
لا مأكلتش حاچة وحشة .
عبد العال ....طيب سلام يا صاحبى _ عشان صراحة ومتزعلش منى مش جادر على ريحتك ، دى صعبة جوى جوى .
عبد القادر....غريبة الموضوع ده معجول ؟
ثم حدث نفسه "
يكنش غيران منى إنى هتچوز فبيجول إكده ؟

ولكنه شعر فى طريقة إنه كلما أقترب من أحد أبتعد عنه .
عبد القادر .........هو فيه إيه النهاردة ؟
وإشمعنى البت بهية مشمتش حاچة منى ؟
ولا بعدت عنى ؟
والله فيها الخير البت دى ؟ بس النفس أعمل إيه بجه ؟
ثم قال"
لما أروح أشترى حاچة حلوة للحلويات هنية ؟ جبل مروح .
وأشترى شوية حاجات وهدايا ليها ولأخواتها وأبوها وامها عشان يرضوا عنى.
................
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة
إقتربت بدرية والدة ياسين منه تربت على كتفه بحنان فنظر لها والدموع بين عينيه .
ياسين........أمى لساكِ هتحبينى رغم اللى عملته ، بس أنا ندمان جوى يمه إنى مسمعتش كلامك وكملت فى طريجى اللى طلع كله حرام فى حرام ده.

ثم بكى وانتحب وبكت لبكاؤه بدرية.
بدرية بصوت منبوح.........يا ابنى مفيش أم هتكره إبنها واصل مهما عمل هتحبه بردك ، لإنك حتة من جلبى .
بس أنا كارهة اللى عملته فى نفسك وأنا اللى ربيتك على القرآن والحلال والحرام .
ياسين نادماً........غصب عنى يمه _مشيت ورا جلبى , وأدينى أهو زى ماأنتى خابرة ضعت فى طريج ملهوش رجوع.
بدرية.......... مين جال إكده ؟
ربنا رحمته واسعة جوى اوى يا ولدى ومهما ضليت وعملت وسويت.
وچيت بس جولت يارب .
هيجولك ربنا سبحانه وتعالى ..عبدى أنا طبيبك وحبيبك .

زاد بكاء ياسين ثم بصوت منبوح........بس مش جادر يمه ، أنا واجع تحت إيديهم وماضى على كتير وإسمى فى كل عملية عملوها .
يعنى ربطنى من رجبتى ،ولو أتكلمت ولا بعدت .
جدامى طريجين ، كلهم أوعر من بعض، يا يجتلونى يا أما أتحبس وبردك الحكومة هتعدمنى فى الآخر.

بدرية بغصة مريرة .......والله ماعارفة أجولك إيه يا ولدى ،بس اللى أعرفه "
قول الله تعالى ( ومن يتق الله يجعله له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب )
ياسين.........ونعم بالله يا يمه.
بس مش جادر صدجينى _ على الأجل دلوك .
ثم قال لها "
أنا هجوم دلوك _ هعاود ليهم .
بدريةبنفاذ صبر .......بردك مفيش فايدة _ هترچع ليهم .
يا ولدى..........ميغركش ستر ربنا عليك لغاية دلوك ، بس لو إستمريت فى طريق التهلكة ده ، ممكن تتفضح أمام الخلج .
ياسين بخجل..........إدعيلى يمه _ ربنا ياخد بيدى ، وأموت مستور .
بدرية.........دعيالك يا ولدى _ ربنا ينور طريجك ويكفيك شر اللى أنت فيه .
فانحنى ياسين على يد والدته يقبلها بحب .
ثم تحدث فى الهاتف إلى صهيب ليعود إليه ويعينه على ركوب السيارة.
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة

فأسرع إليه صهيب وأعانه على خطاه إلى السيارة
ووقفت والدته بعين باكية وأخواته يودعونه .

أما صهيب فكانت نظراته مسلطة على حبيبته الباكية التى هزت قلبه ببكائها .
وود لو أستطاع مسح تلك اللألىء بيده وأزاح حزن قلبها .
صهيب لـ ياسين ......ان شاءالله على فين ؟ الجصر ولا الشغل ؟

ياسين.بتنهيدة حارة........الجصر _مش جادر أتابع اى شغل النهاردة .
صهيب...........حاضر يا ياسين بيه .
......................
وصل ياسين ومعه صهيب للقصر مستنداً عليه .
ياسين بإمتنان له .......تشكر يا صهيب _ تعبتك معايا النهاردة.
صهيب........لا متجولش إكده يا ياسين بيه .
أنت بمثابة أخوى الكبير ثم خفض رأسه ( جصدى خدامك ) .
ياسين.........لا يا صهيب انت فعلا اخوى متجولش خدام تانى ،أزعل منك
.
ابتسم صهيب وتسائل ( هل يمكن ليوم من الأيام يقبله ياسين زوج لأخته ام مجرد التفكير بها محرم عليه ؟؟ )
ياسين ...روح أنت دلوك وأنا هنادى إسماعيل ، كفاية أنت عليك إكده.
صهيب........تأمرنى بإى حاجة جبل مروح ؟
ياسين...لا بس ناديلى اسماعيل وصفية.
فجاء على الفور إسماعيل .
إسماعيل...ألف سلامة عليك يا ياسين بيه .
ياسين...الله يسلمك.
امال فين صفية ؟
تحضرلى الأوضة البحرى ارتاح فيها .
إسماعيل..........صفية خرچت مع ثريا هانم من شوية.
ياسين بغضب...........والله عال _إيه حكاية الخروجات اليومين دول مع صفية؟
ياسين...........طيب شيع البت الچديدة دى تنضفها بسرعة.
إسماعيل هامساً....
...مايسة وبعدين هو غاوى يعذبها ولا إيه ؟
مافى غيرها كتير إهنه .
ياسين........هتجول حاچة يا إسماعيل؟
إسماعيل بتوتر.........لا مفيش حاچة.
ياسين..........طيب فز روح جولها كيف ماجولتلك .
إسماعيل..........حاضر .
ولج إسماعيل المطبخ بقلب عاشق ناظر لـ تلك السوداء التى خطفت عقله بروحها رغم شكلها .
إنتبهت مايسة له فأشاحت وجهها بخجل
إسماعيل............بجولك يا مايسة.
مايسة..........نعم يا إسماعيل عايز حاچة؟
إسماعيل...........ياريت أنا مكنش جلبى موغوش إكده.
مايسة...........هو فيه حاجة حوصلت ؟
إسماعيل..........لا بس سى ياسين بره ، وعايزك تنضفيله الأوضة البحرى فوج.
ظهر الخوف على وجه مايسة قائلة "
...يا ستير يارب _ إسترها معايا المرة دى.
إسماعيل مطمئناً لها.........متخافيش أنا بردك هجف أطمن عليكِ بره.
مايسة.........ربى يخليك يا إسماعيل .
ابتسم اسماعيل ودق قلبه وكأنها أسمعته كلام بحور العشق كلها.
خرجت مايسة من المطبخ وكان ياسين مسلط النظر عليها وكأنه منتظر خروجها .
ياسين..........مش عارف مالى إكده هتلخبط لما أشوفها .
وجلبى يدق ، معجول أكون معجب بس كيف لا ؟
هى دى أصلا حريم يتبصلها ، بس صراحة مشفتش فى طيبة جلبها ورجتها كومان .
بس ماهينفعش أفكر إكده دى طلعت ولا نزلت خدامة عندينا.
صعدت مايسة الدرج ثم ولجت للغرفة وأخذت تنظف وترتب ولكن لسانها لم يفتر عن ذكر الله فهى على ثقة بحفظ الله لها مهما حدث .
وبينما هى منهمكة فى التنضيف سمعت باب الغرفة يغلق من ورائها .
فانتفضت وشهقت برعب والتفتت بحذر لتجده أمامها بطلته الرجولية الخاطفة للإنفاس .
فتراجعت للوراء بظهرها خوفاً حتى اصطدمت بالحائط فارتعدت أوصالها وزاغت عينيها..
ياسين بسخرية.... ....مالك إكده ؟ زى مايكون لدغتك حية .
مايسة بخوف.......أنت إيه اللى چابك إهنه ؟
ياسين بسخرية.........والله أنا فى ملكى _أدخل اخرچ براحتى.
مايسة بغيظ......
..ايوه ملكك _ بس لازم يكون عندك شوية حياء شوى تدخل إكده !
وعارف إنى بنضف وممكن أكون موطية أو مشمرة خلجاتى .
ياسين بغيظ ......جصدك إنى جليل الحيا يا وش الطين أنتِ.
مايسة.........وش الطين أحسن من وش من غير دم.

ياسين كز على أسنانه وبرزت عروقه غاضبا.....
...لا أنت زودتيها معاى جوى _وأنا مش هسيبك تخرچى من إهنه المرة دى .
احمر وجه مايسة والتفتت لتچد أى منفذ للهرب قائلة بفزع .........يعنى إيه ؟
متجدرش تعمل حاچة وإلا صوت ولميت عليك الخلج اللى إهنه كلاتهم .
وبضحكة شيطانية من ياسين مع صوت جهورى..... ...صوتى وشوفى مين هيسمعك ؟
مايسة بثقة.........إسماعيل واجف بره .
ياسين.......... ههههه كان جلبى حاسس _ إن الواد ده بينك وبينه حاچة عشان على طول لازج مطرح ماتكونى.
بس أنا وديته مشوار وهيطول شوية.
مايسة بغضب ......إخرس إنت بتجول إيه ؟
أنا أشرف من الشرف نفسه .
ياسين .........براحة لاحسن يجطعلك عرج إكده .
وعلى إيه النزعة الكدابة دى ؟ وكويس أصلا إنه بص فى خلجتك العفشة دى.
بكت مايسة حتى أنتحبت ....أنت ملتك إيه يا أخى؟
عمال تتهم وتعيب فى خلج الله إكده عادى .
وربنا عالم إنى بريئة من إتهامك ده .
أثرت دموعها فى ياسين ولكن كعادته فى التكبر استمر فى تهكمه .
ياسين..... ...يعنى هيخيل عليه دموع التماسيح دى ، وشايفة نفسك خضرة الشريفة .

ثم نظر لسطل المياه المتسخة الذى كانت تنظف به .
ياسين..... ...ناضرة المية العفنة دى _ دى أنضف منك .

ثم أمسك بالمياه وغرقها بها لتنزل على وجهها ليسقط معه سواد وجهها .
نظر لها ياسين بذهول قائلا ...أنتِ ؟؟؟؟؟؟
...........
يارب تكون عجبتكم حلقة النهاردة .
متنسوووش لايك وكومنت بيفرق معايا اوووى وبفرح جدا.
تفتكروا ياسين هيعمل ايه بعد ماشاف وشها على حقيقته .
وإيه رأيكوا فى اللى عمله معاها
يحضرنى قصة من قديم السلف مشابهة .

قصة ” دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا “

يحكي أنه كان هناك تاجر قماش له محل وبضاعة ويتاجر فيها ، فأتت إلية إمرأة لتشتري منه فأعجب بها الرجل وزينها له الشيطان ، فما كان من هذا التاجر غير أنه مسك يدها ، فقالت له هذة المرأة ( إتق الله ) .
أثرت تلك الجمله في البائع فترك يدها وقال لا خير في يوم يبدأ بالحرام وأغلق محلة وتوجة إلي منزلة .
فعندما دخل بيتة وجد زوجتة تبكي فقال له ما يبكيكي ، فقالت له كان السقا هنا يملئ الماء ومسك بيدي ، فقلت له إتقي الله فاستغفر الله ومشي .
فما كان من التاجر غير أنه قال تلك الجملة المشهورة “دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا
وسبحان الله ياسين حاول الإعتداء على مايسة فى نفس الوقت اللى بيعتدى قنديل على زوجته .
نختم بدعاء جميل .
يارب إن نفسى تقودنى للمعصية فتريد هلاكى وأنا أريد لها الجنة .
فاغفر لى وكن لى ولا تكن عليه وأعنى على طاعتك وابعد عنى كل ما يغضبك 😢😢
.........
أحبكم فى الله
أم فاطمة ⁦♥️⁩

الجزء الثالث عشر 13 

الثالث عشر
#كفرصقر
الفصل الثالث عشر
.........................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
نظر ياسين لسطل المياه المتسخة الذى كانت تنظف به .
ياسين بسخرية.......ناضرة المية العفنة دى _دى أنضف منك بكتير جوى.
ثم أمسك بالمياه وغرقها بها لتنزل على وجهها ليسقط معه سواد وجهها .
فارتجفت مايسة وارتعشت أوصالها وأصابها الخوف من ردة فعل ياسين عندما يرى السواد يتلاشى من وجهها .
ياسين مصدوماً ...إيه ده ؟
أنتِ مطلعتيش سودة كيف ده ؟
طلعتى بيضة وكيف الجمر كومان !
‌ليه عملتى إكده ؟
إنتِ كنتِ هتشتغلينا صوح ؟ أنت أكيد حد مسلطك علينا .
فوضعت مايسة يديها على وجهها وبكت حتى إنهارات.
مايسة بصوت منبوح من البكاء...لا لا والله ، أنا عملت إكده غصبا عني.
ياسين بصوت جهورى مخيف ......ماطبعا هتكدبى ، أمال يعنى هتجولى أيوه غشيتكم .
وعاملة نفسك مؤمنة ؟ أتاريكِ مية من تحت تبن .

ثم أمسكها من معصمها بقوة فتألمت وتوجه بها نحو المرحاض .
فغسل وجهها بالقوة ليزيل باقى الأثار السوداء .
مايسة ببكاء شديد ...كفاية الله يخليك.
وسيبنى اروح لحالى _ معدش ينفع أكمل شغل إهنه خلاص.
ضحك ياسين بهيسترية .....أسيبك !
أنتِ بتهزرى صوح ؟
سدد لها النظر ياسين بشغف إلى عينيها الساحرتان
ياسين بذهول .....يااااااه _أنتِ طلعتى چميلة جوى .
إرتبكت مايسة وقالت بإضطراب ......أنت هتبصلى ليه إكده ؟
ياسين بعين لامعة.......أعمل إيه ؟ماأنتى طلعتى حلوة بزيادة .
رأت مايسة فى عينيه الشر فحاولت تهرب من قبضته ولكن أحكم بيده عليها بقوة.
توسلت له مايسة بدموع حارقة........ الله يستر عرضك _ سيبنى أمشى .
ياسين بنظرة شيطانية........ ماتحوليش _ إنسى .

وخلينا نعيش وجت حلو مع بعض ده لو عايزة تخرجى من إهنه بسلام .
يأما هخرجك على المشرحة لو رفضتى.
فبكت مايسة بمرارة قائلة.........خلاص إجتلنى أرحم من اللى رايد تعمله .

ياسين بسخرية........مش جولنا نبطل إسطوانة الشرف دى .
مابجتش تنفع معايا .
ثم جذبها من معصمها ودلف مرة أخرى للغرفة ثم ألقاها على الفراش .
وتسللت يده إلى ملابسها ليمزقها عنوة ثم أقترب منها بأنفاس حارة :
فصاحت قائلة ( إتق الله ) يا ياسين وصدقنى ربنا ماهيسبكش واصل .
واللى هتعمله فيه هيتعمل فى مرتك وأختك.
فأرتعدت أوصال ياسين وابتعد عنها وشعر بالندم .
وعندما أبتعد عنها تنهدت مايسة ببعض الإرتياح .
ولكن تفاجئت به
يخبط رأسه بالحائط عدة مرات حتى نزفت رأسه .
صاحت مايسة بفزع..........حرام نفسك ليه هتعمل إكده ؟
ياسين بصوت جهورى ...إسكتى خالص _مش عايز أسمع صوتك.
وافتحى الدولاب ده _ خدى منه اى عباية وألبسيها.

وأمشى من إهنه بسرعة مش رايد أشوف وشك تانى .
ففتحت مايسة باضطراب وشدت عباية سوداء أخرى وسط مجموعة كبيرة من كل الألوان الزاهية .
وارتدتها فوق ملابسها المبللة والمقطعة .
ثم فرت من أمامه هاربة .
ونزلت الدرج مسرعة حتى إنها لم تأخد بالها من إسماعيل الذى اصطدمت به.
إسماعيل بغضب .....أنتِ مش تحاسبى ؟
ولكنها لم تنتبه له وخرچت مسرعة من القصر.
إسماعيل متعجباً.....هى مين البت دى وبتجرى إكده ليه ؟
ونازلة من وين ؟
معجولة تكون كانت عند سى ياسين ؟ بس هو صراحة مش من الصنف ده ؟
أمال إيه بس ؟
........
فلاش باااااك
ذكريات حمدان مع زوجته زينب
وبعد مرور عدة أشهر وضعت له الولد الذى تمناه وسماه طوليب وفرح به فرحاً شديداً وبمرور الوقت بدء الولد يكبر وتعلق به قلبه كثيرا واستجاب لكل طلباته .
ولكن مع الوقت مل طوليب من الحبس فى المنزل من غير رؤية أحد ، فأراد الخروج.

.فنهرته والدته زينب قائلة .....بلاش يا ولدى _ أبوك لو عرف هيزعل منيك .
طوليب بنفور ......أنا زهجت من الحبسة دى _ولا حد بيزورنا ولا بنزور حد .
زينب ...أبوك هيخاف علينا معلش _ وأهو هيچبلك كل طلباتك اللى تريدها.
طوليب........بس أنا عايز أنزل العب فى الشارع شوى، فيه ولاد كتير هيلعبوا وواحد منهم نضرنى واجف وجلى ماتيچى تلعب معانا .
فأنا هنزل شوى بس يا يمه ألعب معاه إكده ، وأطلع ماتخفيش عليه .
تركته زينب كثيرا أن يستمع لكلامها وتنبيهات والداه قائلة........يا ولدى بلاش _ الله يسيئك .
أبوك هيبهدلنا لو عرف .
طوليب برجاء شديد .......معلش شوية بس ولو لمحته هطلع جبليه بسرعة .
خبطت زينب على صدرها قائلة.....يا مرك يا زينب لو عرف أبوك _ ربك يستر بجه .
بس إلعب شوية وأطلع على طول ماشى .
تنطط طوليب من الفرحة قائلا......ماشى حاضر يمه .

نزل طوليب الشارع لأول مرة وتعرف على أولاد فى مثل عمره ومن هو أكبر منه .
وكان حينها طوليب قد بلغ من العمر ثلاث عشر سنة .
رأه فى الشارع حسام الذى كان دوما يحثه على النزول للعب معه فأقترب منه _ وعلى وجه ابتسامة قائلا .......أخيرا يا ابنى نزلت _ أنت هتخاف من أمك ولا ايه ؟
عيب أنت بجيت راجل .

طوليب بغضب......ما أنا راجل جصادك أهو
حسام بسخرية.......طيب بچد ورينى إكده ؟
طوليب متعجبا........أوريك كيف يعنى؟
حسام بمكر........خد السيجارة دى .
أشربها وورينى الرچولة .
تردد طوليب فى بادىء الأمر ولكن مع سخرية حسام أخذها .
ولكن أصابه سعال شديد منها ، فسخر منه حسام .
حسام........وبتجول راچل ! لا إجمد إكده .
طوليب....بس دى واعرة جوى .
حسام ....معلش عشان اول مرة وبكرة هتتعود
وعلى فكرة دى منى ليك هدية .
لكن لو عايز بعد إكده لازما تدفع تمنها .
طوليب.........ماشى أدفع زى ما أنت عايز .

حسام...........وحاسس بإيه دلوك ؟
طوليب بضحك هستيرى...........لا السيجارة دى تمام التمام .
وحاسس كإنى طاير فى السما ،حلوة جوى جوى .
حسام بمكر.......تمام إكده
تعال بجه نلعب مع العيال دى كورة وأنت مبسوط إكده.
طوليب........يلا بينا .
..............................
ابتاع عبد القادر أشياء كثيرة للعروس من طعام وشراب وملابس وهدايا .
ثم توجه لمنزلها واستقبله والداها بترحيب شديد .
ولكن عندما أقترب منه وشم رائحة فمه.
سرعان ما ابتعد ولكن من الحرج لم يظهر النفور .
والداها بسطويسى ......أهلا يا عبدالقادر عريس الغالية _ نورت أتفضل بيتك ومطرحك.
ثم نظر بسطويسى لما معه مما لذ وطاب فاتسعت مقلتيه فرحا وزاد فى ترحيبه .

...يا أهلا يا خوى يا بحر الكرم أنت والله مكنش ليه لزوم هتتعب نفسك .
عبد القادر مبتسماً.......لا دى حاچة بسيطة وخلى الست ام هنية تحضرلنا عشوة حلوة إكده من إيديها .
وعندك فى الأكياس دى اللحمة والخضار وكل حاچة هتحتاجاها .
بسطويسى.......حاضر عيونا ليك يا عبد الجادر يا نسيب الهنا .
أتفضل أجعد وهبعتلك هنية تتحدتوا شوى عجبال منجهز العشا.
ولج بسطويسى لإبنته ( هنية ) قائلا... يلا يا بتى ، جهزتى _ عريسك چه بره.
هنية...حاضر يا بوى ، وجاب إيه معاه ؟
بسطويسى ... ...جاب كتير جوى أكل وشرب واكياس تانية فيها خلجات جديدة عشانك .
هنية بعبوس.. ....بس إكده ؟ مجبش دهبات .
بسطويسى......مش لسه يا بت چببلك الزيارة اللى فاتت خمس غوايش .
هنية........ايوه بس أنا جولتله عايزة سلسلة كبيرة إكده بدلاية عليها صورتى .
بسطويسى........براحة عليه يا بت يا هنية .
عشان مايزهجش من الطلبات الكتير دى جوى .

قضبت هنية جبينها وقالت بنفور ....يزهج ليه ان شاء الله؟
أمال أنا رضيت ليه أچوز واحد جد أبوى ؟
عشان يعيشنى متهنية ويچبلى تجلى دهبات .

حاول بسطويسى تهدئتها بعض الشىء قائلا.....طيب يا بتى .
اطلعليه دلوك بس عشان ماهتسبهوش لوحده كتير ميصحوش .

هنية بنفاذ صبر ......حاضر يا بوى بس هتذوج إكده حبتين عشان أملى عينيه التنين ويچبلى كل اللى أريده منه.
ثم أنتهت هنية من وضع مساحيق التجميل وهندمت من ملابسها ثم نظرت إلى المرآة بغرور قائلة"
والله خسارة فيك يا جرد أنت يا عبد الجادر , الحلاوة دى كلاتها ، بس نجول إيه النصيب والحوجة العفشة.
يلا لم أطلعه بجه .

ولچت هنية إلى عبد القادر الذى وقف حين رآها واتسعت مقلتيه فرحاً بتلك الفتاة الصغيرة المُزينة كأنها عروسة المولد .
بينما بهية أفنت عمرها فى خدمته وضاع شبابها فى خدمة أولادها لتأتى تلك الحمراوية لتأخذه طمعاً فى أمواله .
عبد القادر بلسان مدلدل وعين مفتوحة ( مذبهل يعنى ) ...تعالى إهنه جمبى متكسفيش يا جمر .

إحنا خلاص جربنا نكتب الكتاب ونعلى الچواب .
هنية بدلال مصطنع ......لا أنا مش هجرب ولا أكلمك من أساسه _ أنا زعلانة منيك .
عبد القادر ......أنا مجدرش على زعلك واصل يا حتة الجشطة بالعسل .
هنية........أمال يعنى مجبتش السلسلة أم دلاية اللى طلبتها منيك .
إيه أستخسرتها فيه ؟
عبد القادر..........أنا أجدر بردك .
ثم وضع يده داخل جلبابه ،ليخرجها من صديره الصعيدى الداخلى .
فاتسعت عين هنية فرحا وحدثت نفسها ...ايوه إكده ،هو ده الكلام صوح .
فأقتربت منه لتأخذها ،فشمت رائحة فمه العفنة فاختطفتها بسرعة من يده وسرعان ما أبتعدت.

حزن عبد القادر لإبتعاده عنه قائلا ......ليه إكده يا حبة الجلب ؟
ده أنا مصدجت تجربى منى.
هنية بتلعثم ........لا بس هروح أشوف امى عوجت ليه إكده فى العشا وچاية.
ثم هربت مسرعة من أمامه .
ولجت المطبخ لوالدتها وهى ممسكة بأنفها.
والدتها رسمية.........إيه يا بتى اللى جومك من جمب عريسك ؟
هنية بنفور..........يا ساتر ده ريحته كيف الجبر ، ومش جادرة أجعد جاره واصل .

رسمية........معلش إستحملى يا بتى .
عشان الجوازة تتم ولا رايدة مرته العجربة بهية تفرح فينا ؟
هنية..........بس يمه ده ريحته محدش يطيقها .
لا لا مش لازما الچوازة دى وكفاية اللى اخدته منه وأشوف حد تانى أنفضه بردك .
رسمية........يا هبلة وإحنا ضمنين _ عصفور فى اليد خير من عشرة على الشجرة .
هنية بنفور........بس ريحته يمه صعبة جوى .

رسمية.........أبجى شوفيله وصفة من النت ، تظبط حاله وماتفرحيش فينا العدوين.
أشارت هنية بلا مبالاة قائلة.. ....هحاول يمه .
رسمية مبتسمة........شاطرة _ زى امك .

روحى يلا أجعدى معاه عشان ماهيزهجش .
هنية.......هو فين أبوى ؟
يجعد معانا وأهو نكلم كلنا بدل مايجرفنى بريحته دى .
رسمية........أبوك نزل يشترى شاى من البجال وطالع .
ثم دلف إليهم بسطويسى ومعه الشاى .
هنية..........كويس يا بوى إنك چيت _ تعال إجعد معانا عشان مش متحمله ريحة الجطران ده.
بسطويسى .....عندك حج يا بتى _ وأهو هنعمله كوباية شاى بالجرنفل يمكن تعدل ريحته شوى .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
.........................
شعرت ثريا بالدوار من اللف والموسيقى الصاخبة فى الزار .
وكان قنديل منتظرا بفارغ الصبر لحظة سقوطها .
حتى ما إن سقطت فاقدة الوعى فأسرع لحملها سريعا وأدخلها غرفته .

وضعها قنديل على فراشه وأخذ يتأمل وجها ثم أزاح عنها حجابها لتنسدل خصلات شعرها المائل للحمرة على وجهها .
أزال قنديل خصلاتها برقة ولمس وجنتيها بحب.
قنديل بشوق .......أه يا ثريا .
لو تعرفى جد إيه حبيتك من اول مرة شوفتك ، وأتمنيت اللحظة دى كتير جوى .
وكنت بحلم بيكِ كتير .
ومش طايج أشوف حد غيرك .
أنا بحبك جوى ، يمكن لو كنت شوفتك زمان ، كنت أتجوزتك أنا بدل سى ياسين بتاعك ده اللى مهملك ومش حاسس بجيمتك .
مش عارف كيف الواحد يبجى عنده الجمر ده كله ومهمله وسيبه لحاله ؟

لكن مهتخافيش أنا معاكِ دلوك ومش ههملك أبدا .
يا جلبك اللى جايد نار يا جنديل .
وبيديه القذرة أزال عنها عبائتها ليحل لنفسه ما حرم الله .
حتى سالت دمائها فتألمت ثريا ثم ففتحت عينيها ببطىء هامسة .
ثريا بألم ......أنا فين ؟
تفاجىء قنديل بالدماء فابتعد عنها خائفا .
قنديل بفزع .......إيه ده هى هننزف ليه إكده ؟
يا ليلتلك المجندلة يا جنديل _ يا خوفى ألا تروح فيها .
وتروح أنت معاها فى داهية .
ثم دئت ثريا فى إستعادة وعيها وتذكرت اين هى وماذا كانت تفعل واحساسها عندما سقطت على الأرض .
ثم رأت نفسها على هذه الوضع المشين ، فجذبت الملائة لتستر جسدها بسرعة لتطلق صرخة ألم مدوية.
ثريا بغصة مريرة ......أنت عملت فيه إيه يا خسيس أنت ؟
أقترب منها قنديل محاولا تهدئتها
قنديل...إهدى إهدى إكده _ أنا هحبك وصدجينى غصب عنى مجدرتش أبعد عنك واصل .

ثريا بنفور........أنت يا جربوع تعمل فيه إكده أنا ثريا حمدان الجناوى .
أنا هجتلك وأشرب من دمك يا خسيس .
قنديل بلا مبالاة.........وأنا جنديل ونفسى تحبينى زى مابحبك يا ثريا .

صاحت ثريا بغضب.........شكلك أتچننت بجد !
أنا هحب واحد زيك أنت ؟
أنا مرت ياسين الدهشورى _ ابص لجرد زيك ؟

كتم قنديل غضبه قائلا........مجبولة منك وهسامحك عشان هحبك بس.
بس ماحدش يجدر يكلم جنديل بالطريجة دى .

ثريا.......أنت مين أنت ؟
أنت صرصار أدوسه برجلى .
أما أنا ثريا حمدان الجناوى.
وهتشوف منى الويل على اللى عملته ده .
قنديل بسخرية..........ولا تجدرى تعملى حاچة .
إلا لو عايزة تبجى فضيحة بنت حمدان الجناوى على كل لسان فى الكفر.
اتسعت عين ثريا وبدت على ملامحها الدهشة قائلة...........كيف ده ؟
قنديل..........لانى معايا شريط فيديو مصوره لينا احنا الاتنين _ شريط حب يا جمر .
فلو فكرتى تعملى اى حاچة هكون موزعه على الكفر كلاته .
وساعتها نشوف بجه أبوكِ ولا چوزك هيعملوا إيه ؟
مش بعيد هيخلصوا عليكِ.
بس أنا هحبك ورايدك .
ومش رايد ليكى الفضيحة .
ثم نظر لها بخبث قائلا "
وعشان إكده هتيجى هنا ليه بالذوج تانى وتالت والا انتى خابرة انا ممكن اعمل ايه؟

صاحت ثريا بغضب.......أنت مخبول اكيد .
عايزنى أجيلك أنت واخون جوزى عشان خاطر هلفوت زيك .

ثم تكاثر نزفها للدماء وشعرت بالإعياء وأمسكت برأسها .
فخاف قنديل فأسرع إليها والبسها عبائتها ثم نادى على سيد وافهمه الأمر .
سيد..........يا مصيبتى_ افرض راحت فيها .

قنديل بخوف.......ربنا يستر .
نادى بس صفية تخدها على المستشفى على طول .

ولجت إليها صفية وعندما رأتها على تلك الحالة فزعت وصرخت ليكتم أنفاسها قنديل بيديه .
قنديل.......
أكتمى خالص يا ولية ، وحسك عينى تجولى اى حاچة من اللى حوصل ده .
هيكون اخر يوم فى عمرك _ أنتِ واعية ؟
فهزت صفية رأسها بخوف
ثم أتبع قنديل "
ويلا خديها من إهنه على المستشفى عدل .

وأبجى هطمن أنا عليها بطريجتى ولما تخف عايزك تجبيها ماشى؟
فنظرت له صفية نظرة حقد ممزوجة بتوعد .
صرخت ثريا فى وجه صفية.....غتينى يا صفية .

صفية بألم ممزوج بالندم على ما فعلته بها .
حجك عليا أنا يا ست ثريا _ معلش سامحينى .
وجومى معايا يا ست ثريا _ ألف سلامة عليكى يا حبيبتى .
وان شاءالله تكون حاجة بسيطة وهنروح دلوك للمستشفى نطمن عليكى .

بالكاد ثريا أستطاعت الوقوف مستندة على صفية
ثم بنظرة قوة رغم ضعفها لـ قنديل.....مش ثريا اللى تعمل فيها إكده !

قنديل بسخرية...........ولا جنديل حد يجوله إكده .

عشان أنا كل اللى بريده بخده .
ولو مش بالذوج بخده بالعافية.
بس أنتِ هتجيلى بالذوج عشان خابرة إنى هحبك صوح .

فبصقت ثريا على وجهه ثم ولجت للخارج مع صفية وتوجهوا نحو المستشفى.
مسح قنديل وجه غاضبا....هدفعك تمن العملة دى غالى جوى يا ست الستات .
وفى المستشفى.
كشفت على ثريا طبيبة شابة بملامح رقيقة ( احلام ) .
أحلام........ألف سلامة عليكِ.
انتِ اسمك ايه ؟
ثريا...........إسمى ثريا حمدان الجناوى.
أحلام .......اهلا بيكِ مدام ثريا.
متجوزة بقالك كتير ؟
ثريا........سنتين
أحلام .......وعندك اولاد
ثريا.........لا لسه ربنا مأردش.
أحلام.........والنزيف ده اول مرة يجيلك .
ثريا........اه يا دكتورة.
أحلام .......غريبة .
طيب تعالى على السونار كده نشوف الرحم ونطمن .
بس ريحى نفسك كويس على السرير واطمنى خالص متقلقيش .

ثم ظهر شىء ما بالسونار جعل أحلام تبتسم .
أحلام .........خلاص عرفت سبب النزيف .
بس خدى بالك بعد كده من اى مجهود وعايزاكِ ترتاحى تماما الفترة الجاية دى .
ثريا بقلق.........هو فيه إيه وليه يا دكتورة طمنينى .
أحلام .... مبروووك حضرتك ؟؟؟
................................
يارب تكون عجبتكم حلقة النهاردة
متنسوووش لايك وكومنت تشجيعى عسل زيكم .
وتوقعاتكم إيه مع مايسة ؟
يا ترى خلاص كده انتهت علاقتها بـ ياسين ومش هترجع للقصر تانى ؟
ايه رأيكم فى شخصية هنية عروسة عبد القادر ؟
وثريا هتعمل ايه تانى مع المنيل قنديل ؟
...........
نختم بدعاء جميل⁦❤️⁩
اللهم أعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
فاقبضنى إليك غير مفتونة .
#كفر صقر


الجزء الرابع عشر 14 



الفصل الرابع عشر
........................🌹
أصاب ثريا القلق من كلام الطبيبة فأردفت قائلة .....هو فيه إيه وليه يا دكتورة هتجولى إكده ؟طمنينى الله يخليكِ .
أحلام مبتسمة .... مبروووك يا مدام ثريا.
ثريا بذهول ......مبروك على ايه ؟
أحلام..........حضرتك حامل يا مدام ثريا لسه فى أول شهر .
يعنى يدوبك كيس الجنين بس اللى باين .
وهتجيلى كمان اسبوعين كده ان شاء الله نتأكد أن الأمور تمام ويكون النبض ظهر.
فقفزت ثريا من السرير بفرحة غامرة تعجبت لها الطبيبة .
ثريا..........بجد والله أنا حبلة _ ولا بتجبرى بخاطرى ؟
أحلام...........هيه فيها هزار المواضيع دى ؟
حامل طبعا !
بس الحركة اللى عملتيها دى غلط جدا_ عشان حملك مش ثابت وفيه نزيف .
فياريت تحافظي على نفسك عشان الأمور تعدى بسلام .
ثم تفاجئت الدكتورة بثريا وقد اقتربت منها تقبلها من وجنتيها.
ثريا..........ربى يخليكِ يا وش السعد والهنا .
ثم قامت صفية بإطلاق الزغاريد وقبلت ثريا .
صفية...........ألف ألف مبروك يا ست ثريا _ ربنا يجومك بالسلامة ويكون الولد اللى يعزك جدام سى ياسين بيه .
ثريا بفرحة......الله يبارك فيكِ يا صفية.
ثم تبدلت ملامح ثريا للعبوس بعد الفرح متسائلة ؟

( بس يا ترى الولد ده منين ؟
من ياسين ولا من *********
لا لا مش جادرة أجول حتى اسمه )
بس مش مهم _ المهم إنى حبلة وياسين هيرجعلى كيف الأول .
أحلام.........مدام ثريا _ زى ماقولتلك اهتمى بصحتك كويس جدا .
وهكتبلك على فيتامين فوليك اسيك ومثبت ولازم لازم الراحة ولو تعبتى أو حصل اى شىء قبل الأسبوعين دول اتصلى بيه أو تعالى على طول وان شاء الله خير .
والنزيف يقل وهكتبلك حقنة حالا تقلله .
ثريا بعين لامعة من الفرحة........ربى يخليكِ يا وش السعد .
يلا بينا يا صفية _ مشتاجة جوى أشوف الفرحة على وش ياسين لما يعرف إنى حبلة أخيرا.
صفية......ربنا يسعدكوا ويهنيكوا وتملى الجصر عيال.
ثريا ...يااااارب .
....................
إسماعيل محدث نفسه ........يا ترى البت مايسة عملت إيه خلصت التنضيف ولا لسه عشان منضرتهاش تحت ؟ ولا هى ولا هو ؟
ربنا يستر خايف يكون عمل فى البت الغلبانة دى حاچة ؟
بس مين البت اللى نزلت جرى دى ولا خدت بالها منى ؟
أنا حاسس إن فيه مصيبة حوصلت ؟
ثم صعد لغرفته خائفا أن يكون قد قام بإذائها .
وهو كان وعدها بعدم التخلى عنها مهما كان .

وجد إسماعيل باب الغرفة مفتوح وسمع أنينا بداخله فكاد قلبه يتوقف من أن تكون مايسة هى الباكية .

ولكن عندما أقترب وجده ياسين يأن بالبكاء وجبهته بها أثار دماء ويعاتب نفسه بقوله "

( أنت كيف وصلت للمرحلة اللى أنت فيها دى ؟

أشتغلت فى الحرام _ عذبت بنت ملهاش اى ذنب وكنت كمان عايز *** كيف ده ؟
وأنت عندك مرتك وأمك وأخواتك ؟
كنت هتقبل عليهم ده زى ماكنت هتقبله على بنات الناس _فكما تدين تدان .

قبض إسماعيل على صدره بخوف وبلوم .
قائلا له .....أهو ده اللى أنا كنت خايف منيه .
ليه كده يا ابن الناس تعمل إكده فالبت الغلبانة بس هى راحت فين ؟

يارتنى ما سبتها ولو على موتى .
ثم دمعت عيناه حزناً عليها .
إلتفت ياسين فوجد إسماعيل وعلى وجه الخوف والدموع فى عينيه .
فوقف ياسين مشيرا بيديه بضعف ......لا لا يا إسماعيل .
صدجنى أنا لحجت نفسى فى آخر لحظة .
معملتش حاچة .
هى كويسة ومشيت زى مادخلت متجلجش .
إسماعيل بريبة .....أمال إيه الدم اللى على نفوخك كده ؟
ياسين ...أنا اللى رزعت دماغى فى الحيطة _ عشان أحاول كبت أعصابى وشوقى ليها .

لعل مرارة ألم الجرح تنسينى الألم اللى حاسه جوايا ناحيتها .
ثم أتبع "
ياسين بغصة مريرة.......أنت شكلك هتحبها يا إسماعيل صوح ؟

فنكس إسماعيل رأسه بحرج ثم تابع ياسين
.....هى فعلا تتحب يا إسماعيل _ أنا فعلا أكتشفت إنى بحبها .
مش عشان طلع شكلها حلو وزينة ومش سودة كيف ماأفتكرنا .

فاتسعت مقلتى إسماعيل متفاجئا ومتسائل ....يعنى البت اللى كانت هتچرى على السلم دى كانت مايسة معجول ؟

فابتسم إسماعيل ولكن سرعان ما عبس ...لا يارتها كانت فضلت إكده كانت عجبانى ومكنتش شايف غير جلبها الأبيض وكانت فى نظرى ست البنتة كلاتها .

ياسين .......ايوه عندك حج .
أناحبيت فيها بردك عزة نفسها وإيمانها القوى وتمسكها بيه .
رغم إنها شايفة إحنا كيف عايشين ومع ذلك كانت قوية مش زيى حالاتى سلمت بسرعة وجاريت الامور عشان الحياة تمشى .

غير إنى شوفت فى عينيها طيبة وحنان زى أمى لما كنت تعبان رغم كل اللى عملته فيها .
هى فعلا جوهرة حلوة اووووى بس أنا مستهلهاش ، أستاهل فعلا ثريا .

ثم نظر لـ إسماعيل ودموع الندم فى عينيه قائلا....
روحلها يا إسماعيل وجولها تسامحنى ثم صمت للحظة قبل أن يتابع بصعوبة....وأتجوزها يا إسماعيل
أنت تستاهلها عشان جلبك أبيض زيها .

تفاجىء إسماعيل بما قاله ياسين بالرغم من إنه يرى فى عينيه حباً صادقاً لها فتسائل "
( ياريت بس يا ترى هى هتحب مين فينا ؟؟؟ )
..............................

سمعت زينب صوت طرقات الباب كأنه طبل بحركات منظمة وسمعت صوت إبنها يدندن .
ففتحت الباب لتجده أمامها مترنح برجليه ولا يستطع الوقوف ثابتاً.

طوليب...كيفك يا أحلى زينبو فى الدنيا ثم قبلها من وجنتيها وأخذ يغنى .
مافيا مافيا مافيا
زينب بعبوس .... إيه اللى هتجوله يا ولدى ؟
هتغنى كيف العيال اللى ماتربوش الأغانى العفشة دى
منه لله اللى هيعلمكم الحچات دى .

زينب ....... و مالك يا ولدى ؟ مش على بعضك إكده .
طوليب بصوت مهزوز .......مالى أنا زى الفل أهو !
ومبسوط على الأخر وحاسس إنى عايز أرجس كمان .
تعالى يمه لما أحزمك وونرجص سوا .
زينب غاضبة........أتحشم يا ولد ، إيه اللى هتجولوا ده ؟
هو فيه راجل يرجص .

طوليب بغضب ......بجولك إيه يمه ؟

أنا رايج ومش عايزك تعكننى عليه ، فهدخل أنام أحسن .
ثم حاول الولوج لغرفته ولكن ساقاه لم تسعفه وكاد يسقط ولكن أسرعت له زينب فأسنتدته .
زينب بحزن عليه .......إيه حصولك بس يا ولدى ؟هو لعب الكورة هدك للدرجاتى ؟
اه ما أنت مش متعود عليه _ بس خلاص دى اخر مرة تنزل .
ثم سمعت صوت الباب قد فتح وصوت حمدان

حمدان بمرح .....أنت فين يا طوليب يا حبيبى ؟
تعال شوف جبتلك إيه معايا ( جبتلك البلايستيشن اللى رايده أهو تعال ).

زينب بخوف....هجول لأبوك إيه دلوك لما يشوفك إكده ؟
هجوله نايم وخلاص وربنا يعدى الليلة دى على خير .
فخرجت له ترسم على وجهها إبتسامة مزيفة واستقبلته بترحيب كعادتها .
زينب....اهلا يا حمدان _ أتوحشتك كتير .
كيفك ؟
حمدان....وأنتِ كومان يا بت .
...وفين طوليب يا زينب أتوحشته جوى .

زينب بعين زائغة ولسان متلعثم ......نايم شوية إكده .
ثم حاولت إلهائه بقولها "
تعال بس أجعد شوية إكده يا حمدان _ أسخنلك الوكل تاكل لجمتين عجبال مايصحى ..
حمدان بقلق......وليه نايم اوعى يكون تعبان ولا حاجة ؟
ثم بنظرة صارمة وتهديد صريح .
خلى بالك منه زين يا زينب ، ده الواد اللى بتمناه من الدنيا دى .
لو حصوله أى حاچة مش هرحمك .
واعية للحديت ده ؟
إبتلعت زينب ريقها بخوف واكتفت بهز رأسها .

وتمر الأيام وتفقد زينب السيطرة على طوليب فكان دائم الخروج من ورائها لمقابلة حسام .

ويعطيه ما يسرقه من أموال من والدته من أجل إعطائه السيجارة الملفوفة بالحشيش ثم تطور الأمر إلى حبوب مخدرة حتى أدمنها فوقع تحت سيطرته تماما .
حتى ذبل جسمه وظهر السواد تحت عينيه وزادت عصبيته فى التعامل مع والدته .
ولكنها لم تسطيع أن تحدث حمدان فيما أصابه بسبب الخوف منه .
ولاحظ حمدان ذبول ابنه يوماً بعد يوم .
وعندما كان يسئلها عن السبب ؟
فكانت تتعلل بقلة شهيته للطعام والسهر أمام التلفاز .
.
.حتى جاء اليوم الذى خرج فيه طوليب ولم يعد فخرجت لأول مرة تبحث عنه فى كل مكان ؟
...............
أما العروس الطامعة هنية فقد تحملت رائحته العفنة رغماً عنها من أجل ما ورائه من أموال وخيبت ظن زوجته الأولى ( بهية ) ولعله عقاب من الله فهى لم تلجأ لله ولكن لجئت لعبد من عباده لا يملك اى شىء وتركت من بيده ملكوت السموات والأرض ومن يقول الشىء كن فيكون سبحانه وتعالى .

قال الله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر (60) ] . ---------------- قال البغوي: أي اعبدوني دون غيري، أجبكم، وأثبكم، وأغفر لكم، فلما عبر عن العبادة بالدعاء، جعل الإثابة استجابة، وساق بسنده حديث النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على المنبر: «إن الدعاء هو العبادة» .

وتم الإتفاق فعلا على موعد كتب الكتاب والزفاف فى الجمعة القادمة .
بسطويسى بفرحة .........مبروك يا نسيبى .
عبدالقادر مبتسما بفخر.......مبروك عليه أنا جمر الدنيا كلاتها.
وماهتشلوش أى هم أو حتى جشاية واحدة .
هتدخل بيتى بالفستان اللى عليها بس وهتلاجى چواه كل حاچة متچهزة فى إنتظارها .
فنظر بسطويسى لزوجته نظرة فرح كأنه يقول ( الحمد لله على الچوازة دى اللى مش هتكلفنا حاچة واصل )

ثم فتح حقيبة معه بها نقود وأخرج منها عشرين ألف
عبد القادر. ........خدى يا هنية جلبى الفلوس دى .

ظبطى نفسك تچيبى فستان الفرح اللى تحبيه والكوافير واللزى منه لزوم يوم الهنا يا هنية .

أما لفرح بجه يا حبة جلبى هنعمله فى جنينة البيت عندى .

هنية بعبوس ...
....طيب والست بهية مرتك هترضى ؟
عبد الجادر بغضب .......هى ماهتجدرش تنطوج واصل _ أنا الراجل وكلمتى هى اللى تتنفذ بس .
هنية بدلال......وأنا يا بيدو مش هجدر أكلم وأجول أنا رايده ولا إيه ؟
عبد القادر وقد أمسك بشاربه بغرور... لا إلا أنتِ يا عيون بيدو .
ثم أتبع وعينيه عليها بشوق "
يا جمالو الدلع ده ، ماجدرش أنا على كده ، حد يغتنى يا ناس .
فرحت هنية واخذت الفلوس تخبئها حتى لا يشاركها فيها والداها .
بسطويسى بعين لامعة طامعة............ربنا يزيدك يا نسيبى بس مجولتش هتكتب كام مؤخر ؟

عبد القادر.....لا إزاى هكتب طبعا _ ان شاء الله هنكتب مية ألف مؤخر وهكتبلها بيهم شيك عشان تضمنهم بعد عمر طويل .
ثم أخرج دفتر شيكاته وكتب لها الشيك وأعطاه إليها
فضمته على المبلغ الذى أعطاه لها .

بسطويسى بفرحة غامرة .......تمام إكده _ ربنا يتمم بخير وعجبال البكارى .
ثم قضى عبد القادر سهرته معهم حتى اكتفى .
ورجع إلى منزله فرحان يدندن .
هتچوز هتجوز.
وكانت بهية فى إنتظاره حالمة بإن تجده حزين بعد إفساد زواجه بخطة قنديل ولكنها تفاجئت بولوجه إليها فرحان مدندن .
فنظرت له بعين الريبة غير مستوعبة ما حدث رغم فعلتها .
فحدثها عبد القادر....عوافى عليكِ يا أم العيال .
بجولك عايزك والبنات تنضفوا الجنينة كويس عشان هعمل فيها الفرح الجمعة الجاية أن شاءالله .

عجبال عيالنا إكده يا بت .
لم تتمالك بهية نفسها من الصدمة وأغشى عليها .

فنظر لها عبد القادر بغير مبالاة قائلا.........لا أنا مفييش حيل أشيل وأفوجك _ أنا عريس ولازم أرتاح يومين إكده .
وفوجى أنتِ براحتك يا بت ولما تفوجى حضريلى العشا مع إنى أتعشيت عند الملبن ( هنية ) بس نفسى مفتوحة على الأخر ثم دندن
هتچوز هتچوز .
يا جبروتك يا عبد الجادر 😂😂
....................................
مازال إسماعيل مع ياسين فى غرفته .
إسماعيل بتنهيدة حزينة لـ ياسين .
تفتكر إنها هتحبنى أنا عشان أتجوزها؟
فنظر له ياسين بذهول قائلا ......وليه ماتحبكش أنت كويس جوى وطيب جوى ؟
فطأطأ رأسه إسماعيل بحزن.......اه بس الحب ملهوش صالح بطيبة الجلب .
دى حاجة إكده ربنا بيزرعها فى جلبنا من غير مايكون لينا فيها إرادة.
عشان إكده أنا جلبى هيجولى إنها هتحبك أنت يا ياسين بيه .
فتجوزها هى بت غلبانة وتستاهل راجل زيك .
إنصدم ياسين من كلامته رغم الحب الواضح فى عينيه لها.
ياسين وقد ابتلع ريقه بصعوبة وظهر على ملامحه الدهشة......تحبنى أنا بس إزاى ؟؟
لا دى هتكرهنى من كتر الذل اللى شافته منى .

وكمان أنا متچوز ثريا ويستحيل هترضى بضرة دى كانت تجتلها وبعدين تجتلنى أنا .
إسماعيل........من جهة ست ثريا _ أنت ممكن ماتجولهاش واتچوزها فى السر بعيد عن إهنه .

أما الحب فأنا متأكد من لهفتها عليك وأنت تعبان .
من معاملتها اللى بتجول عليها كويسة رغم اللى شافته منيك .
ابتسم ياسين رغما عنه لمجرد التفكير إنها ممكن أن تكون متيمة به .
وأغلق عينيه لحظة بسعاده أفتقدها منذ زواجه بـ ثريا .
ليفتحها بعد لحظة ليجد إسماعيل قد غادر وهموم الدنيا قد سقطت فوق رأسه فجأة
...........
نزل إسماعيل على الدرج والدموع تتلألأ فى عينيه ، فقد خسر من تمناها شريكة وأحب قلبها قبل وجهها .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة

وبينما هو ساحة القصر _ ولجت إليه ثريا وصفية وعلى وجههم ابتسامة مشرقة .
ثم علت الزغاريد من قبل صفية لتهز كل ارجاء القصر حتى تصل إلى ياسين .

الذى أسرع للحمام يغسل عنه اثار الدماء فى جبهته ومبدلاً ثيابه بأخرى نظيفة .
ثم نزل ليعلم ما فى الأمر .
ثريا بابتسامة فرح ......سيدك ياسين فين يا إسماعيل. ؟
إسماعيل .....فوق يا ست ثريا _ وخير أن شاءالله ، إيه الزغاريد دى .
صفية........حب على يد ستك ثريا يا ولا .
وجولها مبروك هتچيب ولى العهد جريب لسى ياسين بيه .
إسماعيل بضحكة حزينة....والله _ ألف بركة وألف مبروك يا ست ثريا ، ده سى ياسين أكيد هيفرح جوى جوى .
تركته ثريا وصعدت حيث ياسين الذى حاول رسم ابتسامة على وجهه بصعوبة لرؤيتها ثم تكلم غاضبا بعتاب .
ياسين........كنتِ فين يا ست هانم ؟
وايه حكاية مشواريك اليومين دول مع صفية ؟
إرتبكت ثريا للحظة ولكنها تماسكت وتحدثت بدلال واضعة يدها على بطنها .
وبصوت رخيم .......كنت بطمن على ولدى يا ابو ولدى.
ياسين متفاجئا...بتجولى إيه ؟ أنتِ.....

هزت رأسها ثريا بفرح ثم صاحت ....ايوه يا حبة الجلب أنا حااااااااااااامل يا ياسين .
أخيرا هكوون أم وأنت أب
إيه رأيك فى المفأجاة الحلوة دى !

حدث نفسه ياسين قائلا ..( ياه المفروض ده يكون أسعد أيام حياتى بس لو مكنش فيه مايسة بس إكده صعبت عليه الموضوع أكتر )
ياسين محاولا إظهار الفرحة...... مبروك يا ثريا .
ارتمت ثريا على صدره بفرح.......الله يبارك فيك يا جلبى .
ماكنتش تتصور إنى كنت هتعذب جد إيه السنتين اللى فاتوا .
وكان نفسى أجبلك الولد اللى تفرح بيه ومايكنش ناجص سعادتنا حاچة واصل .
ثم تسائلت ..
فرحان يا ياسين زى ما أنا فرحانه جوى جوى جوى.
ياسين......... . اه طبعا ربنا يجومك بالسلامة .
ثم ابتعدت عنه برفق.
هتصل بأبوى وامى افرحهم بالخبر ده .
ده هيغمى عليهم من الفرحة .

ثم اتصلت ثريا بوالدتها لتخبرها فأطلقت الأخيرة الزغاريد فرحاً.
سكينة..........ألف مبروووك يا بتى _ أنا مش مصدجة . بجد والله !
يا فرحتى ، أخيرا يا بتى ربنا جبر بخاطرك .
أنا هچيلك دلوك أنا وأبوكِ نطمن عليكِ .

بس ريحى إكده وبطلى شغل العيال والتنطيط إهنه وإهنه .
ثريا........حاضر يمه _ ربنا يخليكِ .
و خلاص هستناكِ أنت وابوى.

ثم أغلقت الخط لترى ياسين استعد للخروج.
ثريا بتهكم ......أنت خارج دلوك معجول ؟

ياسين.........اه ورايا شغل كتير .

ثريا بإستغراب ....... شغل ايه وأنا بجولك حامل ؟ وابوى وامى من فرحتهم چايين .
ياسين بعدم إكتراث ... ..والمطلوب منى إيه !
هجعد يعنى أسليكِ فى البيت لغاية ماتولدى
ولا لازم أجعد أنتظر أبوكِ وأمك لغاية مايچوا واعملهم تعظيم سلام إكده .
اصطدمت ثريا من قوله فلم تكن تتوقع منه هذا الرد القاسى .

فألجم لسانها ونزلت دموعها على وجنتيها وضاعت فرحتها بالحمل .
ثريا بصوت منبوح من البكاء ......لا يمكن ده يكون ياسين اللى حبيته أبدا
.................
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
أما ياسين فتركها مغادراً ونزل على الدرج وتوجه للمطبخ .
فوجد صفية تسأل إسماعيل عن مايسة ؟
صفية.........هى فين البت مايسة يا إسماعيل؟

ارتبك إسماعيل وشعر بغصة فى قلبه من مجرد ذكر اسمها .
ثم تفاجأ الإثنين بـ ياسين أمامهم .
صفية.....سى ياسين _ ألف بركة حمل ست ثريا .
ربنا يجومهالك بالسلامة وتفرح بيه وبعياله كومان .
ياسين .....تسلمى يا صفية .
ثم نظر إلى إسماعيل "
ياسين ........أخرج أنت دلوك يا أسماعيل وسيبنى مع صفية عايزة أجولها كلمتين .
فخرج إسماعيل والحزن يملؤ قلبه وتمنى لو كان بيده نزع حبها من قلبه ولكن ما باليد حيلة وعليه الصبر والكتمان حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا .
تعجبت صفية من كلمات ياسين ووضعت يدها على قلبها خوفا من أن يكون علم أى شىء .
عن موضوع خروجها هى وثريا إلى قنديل.
فنظرت له مترقبة قوله !
وطال للحظات الصمت بينهم _ حتى استجمع ياسين شجاعته قائلا ؟؟؟؟؟؟؟؟

الجزء الخامس عشر 15 



الفصل الخامس عشر
...........................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله .
ياسين بحالة من التوتر . ...أخرج أنت دلوك يا أسماعيل وسبنى مع صفية عايز أجولها كلمتين .
أيقن إسماعيل إنه يريد السؤال عن ( معشوقته مايسة )
فخرج منكس الرأس وقد خسر أخر أمل له فى الحصول على حبه .
وقف لحظات ياسين محاولا جمع شتات أمره لإخراج كلماته بعقلانية حتى لا تشك فى أمره صفية .
فيصل أمره إلى ثريا فتكون نهايته .
نظرت له صفية بتعجب من صمته ،متطلعة لما سيقوله بشغف .
صفية......ألف ألف مبروك يا سى ياسين بيه .
ربنا يجوملك ست ثريا بالسلامة وتچبلك الولد اللى هيملى عليكم الجصر .
ياسين بلا مبالاة....تسلمى يا صفية.
تعجبت صفية فلم ترى على وجهه فرحة لـ حمل ثريا .
صفية .........أمرنى يا ياسين بيه ؟
ياسين ....مايسة .
صفية وقد عقدت حاجبيها وبخوف.....مالها البت دى عملت حاچة ؟
يا مرك يا صفية _ شكلها عملت حاچة ومشيت .
بس أحلفلك بإيه يا سى ياسين ، إنى مليش صالح بيها .
أنا مكنتش إهنه _ وكنت عند الحكيم مع ست ثريا .
ياسين مطمئنا لها....عارف وملكيش صالح بيها ، ماتخفيش .
أنا بس جولتلها تنضف أوضتى البحرية ، فكسرت وهى هتنضف تمثال كان غالى عليه جوى .
فمديت يدى عليها وطردتها .
صفية بشماتة .....تستاهل بت خايبة _معلش يا سى ياسين أمسحها فيا أنا.
تخلل ياسين بأصابعه شعره بتوتر ثم تابع .
ياسين.........أنا بس صعبت عليه .
عشان إسماعيل جال إنها غلبانة وهتصرف على أبوها المريض .
فعشان إكده عايزك تجوليلى هى ساكنة فين ؟
أخلى إسماعيل يروح يخليها ترچع تانى تشتغل عشان خاطر أبوها .
نظرت لها صفية نظرة متفحصة متعجبة فهذه أول مرة تراه مشفق على أحد من العاملين عنده .
ولولا إن مايسة كانت تخفى جمالها لشكت إنه قد يكون أعجب بها ولكن نفت هذه الفكرة من عقلها.

صفية محدثة نفسها...لا إزاى حد يروح ويعرف شكلها الحقيقى .
صفية........كتر خيرك يا سى ياسين .
بس خلاص أنا هروحلها لما أخلص شغلى اخر النهار إن شاءالله ، أنا هعرف اتحدت معاها أكتر من إسماعيل .

ومن بكرة هخليها ترجع تانى تشتغل .
دى هتفرح جوى عشان فعلا زى ماجولت غلبانة وأبوها بعافية شوية.
ياسين بعين لامعة......اه تمام يا صفية .
ثم خرج والتفكير يعصف بعقله متسائل.
يا ترى أنتِ فين دلوك ؟
هتقدرى تسامحينى على اللى عملته فيكِ ؟
وليه كنت عايز أعمله ؟
يا ترى هتحبينى صوح كيف ماجال إسماعيل ؟
ولا هو هيتخيل إكده ؟
يااااااه لو طلعت تحبنى صوح ؟
يبجى الدنيا هترچع تضحكلى من چديد
وتكون الأمل اللى ممكن يخلصنى من الهم اللى أنا فيه ده .
مايسة حبة جلبى ، مش عارف إمتى حبيتك ولا إزاى ؟
بس فى لحظة واحدة حسيت إنك دنيتى كلاتها .
أعمل إيه دلوك ؟
يا ترى هترضى تيچى تشتغل إهنه تانى بعد اللى حوصل ؟
طيب لو مرضتيش أعمل إيه ؟
.......................................
ولجت مايسة إلى منزلها تجر أذيال الخيبة ، فقد أُكتشف أمرها .
وأذلها ياسين بما يكفى ، ولولا عناية الله لها وحفظه
لكانت سقطت فى بئر الهاوية
ولعله بسبب محافظتها على أذكار الصباح والمساء فهى حصن حصين وخصوصا ذكر
( بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء فى الأرض ولا فى السماء )
فمن دوام على هذا الذكر لا يصيبه مكروه أبدا
ورغم كل هذا _ إلا أن هناك غصة فى قلبها تعصف بها فهى لن تستطيع رؤيته بعد ذلك .
فهى لن تعود للعمل بعد أن أكتشف أمرها فلن تسمح لها ثريا تلك المتعجرفة بالعمل .
فتباً لقلب أحب معذبه .
ثم وضعت يدها على قلبها وتفوهت بمرارة ...لو بإيدى كنت جطعت جلبى وأنا خارجة من الجصر .
مايسة بلوم لنفسها....إنتِ إزاى تفكرى فى واحد ذى إكده ؟ وكومان أتهجم عليكِ.
أنتِ مچنونة صوح ؟
أنا فعلا أتچّننت بس غصب عنى جلبى مش بإيدى .
بس السبب عنيه كنت حاسه إنها فيها ألم كبير جوى بيحاول يخفيه من اللى بيعمله فيا .

كان نفسى أطبطب عليه ساعتها بس خوفت يجول عليا مچنونة .
يا ترى فيك إيه يا ياسين ؟
حاسه إن جلبك طيب وأنا إحساسى ماهيخيبش .
بس خلاص ماعدش ينفع .
أنا لازما أنساااااااااااه
لازما يا جلبى تنسى .
عمران متعجبا...أنتِ يا بت هتكلمى نفسك كيف المچنونة !
وعودتى بدرى يعنى النهاردة ؟
وإيه العباية دى چديدة ؟
ثم نظر لها نظرة غضب قائلا....أوعى يا بت تكون سرجتيها ؟
عشان كده چيتى بدرى .
مايسة محدثة نفسها....أنا يا بوى اللى أتسرج جلبى .
مايسة بحزن نافية....إيه اللى بتجولوا ده يا بوى ؟
من إمتى أنا همد يدى على حاجة غيرى ؟
أنت مربينى زين على الحلال والحرام ، وعارفة إن اللى يمد يده على حاچة ، هيچى شيلها يوم الجيامة .
(من مات وهو سارق بُعث يوم القيامة، وهو يحمل على كتفه ما سرق قال تعالى : { وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (161) سورة آل عمران)
عمران ...ايوه يا بتى ، ربنا يسترنا دنيا وآخرة .
طيب فهمينى جبتيها كيف ؟
مايسة...دى عطوهالى فى الجصر عشان خلجاتى وأنا هنضف اتبلت كتير من المية.
ورجعت بدرى عشان حاسه تعبانة شوى .
فبعد إذنك يا بوى ، هخش أرتاح شوى .
عمران بآسى .....ماشى يا بتى خشى إرتاحى ، ربنا يعينك .
يارتنى كنت بجدر أشتغل ، ماكنتش خليتك واصل تتعبى إكده .
سامحينى يا بتى .
بكت مايسة وأسرعت وضمت أباها لصدرها .
مايسة.......ماتجولش إكده يا بوى ، أنا مهما اشتغلت ولا تعبت مش هيچى حاجة جدام تعبك عليه العمر كله .
وكفاية إنك ماردتش تچوز عشان خاطرى .
عشان متجيبش وحدة تقرفنى وخفت عليا .
ربنا يجدرنى يا بوى وأعوضك شوية من تعبك .
بس المهم إن ربنا يبارلكلى فيك وتفضل منور حياتى إكده .
ربت عمران على ظهرها بحنان الأب قائلا....ربى يخليكِ ليا يا بتى ، أنتِ أغلى حاچة فى حياتى بعد المرحومة أمك .
ماكنتش أجدر أچيب غيرها لأن مفيش زيها واصل .
فى طيبتها ووجفتها چمبى وطبطبتها عليه فى عز ماأنا تعبان ، واستحملت معايا كتير وعمرها ماإشتكت .
فكيف أجوز غيرها.
مايسة........كنت هتحبها جوى كده يا بوى ؟
عمران بتنهيدة ........يااااه يا بتى _ كلمة هحبها إكده متكفيش .
دى عشرة عمرى على الحلوة والمرة .
والحمد لله إنك چيتى شبهها بالملى ، عشان كل ما أطلعلك أفتكرها
،ولو أنى عمرى مانسيتها واصل .
وأنا مش باجى على الدنيا دى غير إنى أشوفك متسترة فى بيت عدلك
ساعتها بس هقابل وجه كريم وأنا مرتاح .
مايسة....ربنا يبارلكلى فى عمرك يا بوى.
عمران....ويلا أدخلى ريحى جتتك شوية، ربى يعينك .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
ولجت مايسة لغرفتها والحزن يعتصر قلبها وألقت بنفسها على الفراش وأطلقت لعيناها الدموع .
فهل توقف القدر إلى هذا أم هناك حكاية أخرى طويلة تجمعهم ؟
..................................
جاء اليوم الذى خرج فيه طويلب ولم يعد فخرجت والدته لأول مرة تبحث عنه فى كل مكان ؟
وقلبها منقبض ويحدثها إنه أصابه شىء .
ركضت زينب هنا وهنالك وتسأل كل من يقابلها
زينب........مشفتش واد صغير إكده إسمه طويلب ؟
ولكن لا أحد يجيبها فهم لا يعرفونه .
أرهقها البحث زينب وأصبحت لا تستطيع المشى أكثر من هذا .
فقد أوشكت أن تصل إلى أطراف القرية .
فجلست على التراب تأن لفقدان ولدها
زينب....أنت فين يا ضنايا؟
هجول لأبوك إيه دلوك ؟
وبينما هى كذلك حتى رأت شاب صغير يخرج من بيت مهجور هاربا يشبه من رأته مع إبنها طويلب من الشرفة.
فنادت عليه.......أنت يا ولد .
حسام..........نعم عايزة إيه منى ؟
زينب ....مشفتش ولدى طويلب .
حسام بتوتر......لا طويلب مين ده ؟
معرفهوش .
زينب.....كيف متعرفهوش ، أنا كنت هشوفك واجف معاه .
حسام بإنكار ...لا لا
أسألى حد تانى
ثم تركها هاربا .
زينب...يا مرى يا مرى
أنت فين بس يا ولدى .
ثم قامت لتبحث عنه مرة أخرى ، حتى وصلت لهذا البيت المهجور فسمعت صوت أحد يأن بصوت خافت .
فانقبض قلبها ثم ولجت للداخل لتجد فلذة قلبها وابنها الوحيد يصارع الموت ويلفظ أنفاسه الأخيرة .
صرخت زينب صرخة مدوية وأسرعت إليه باكية.
زينب بفزع .....ولدى طويلب يا ولدى .
كلمنى أنا أمك _ إيه حصولك يا ولدى ؟
مالك ؟ جوم يا ولدى .
متعملش فى أمك إكده .
جوم الله يخليك ، أنا مليش غيرك فى الدنيا
وأبوك هيرمينى رمية الكلاب لو جرالك حاچة.
جوم يا ولدى جوم ، طويلب جوم بجولك
ففتح عينيه ببطىء شديد وبأنفاس متقطعة أوشكت على الإنتهاء
طويلب...أمى _أنتِ چيتى ؟
معلش سامحينى خرچت من وراك ،بس غصبا عنى عشان الكيف اللى اتعودت عليه ومبجتش أجدر أستغنى عنه واصل وبجه فى دمى .
سامحينى عشان كنت كومان بسرج فلوسك .
سامحينى يا أمى وادعيلى ربنا يسامحنى عشان أنا اللى عملت إكده فى نفسى وماسمعتش كلامك سامحينى.
ثم لفظ طوليب أنفاسه الأخيرة متأثرا بچرعة مخدرات زائدة.
زينب صارخة ........مسمحاك يا ولدى _ بس جوم
لا أنت مش هتسبنى صوح ؟
لا لا لا لا جووووووم ،متسبنيش يا طويلب
جوم يا ولد بطنى
حررررررررررام إكده أنا مليش غيرك .
ليه تعمل فيه إكده.
لا لا أنت ممتش أنت هتمثل صح ؟
جوووم بجولك يا ولدى .
ثم أجتمع عدد من الناس على صوت صراخها
وقام أحدهم بأختبار نبضه فوجده قد فارق الحياة
الرجل........ده ماات خالص
انا لله و إنا إليه راجعون
لا حول ولا قوة الا بالله ده لسه عيل
ربنا يصبرك
زينب....لا ممتش جوم .
ثم صرخت صرخة مدوية فزعت كل من جوارها ، لتبدء فى الإنهيار .
لتشق صدرها وتشد شعرها وتمزق ملابسها .
أحد الرجال......لا حول ولا قوة الا بالله
الست أتجّننت خلاص .
حد يروح يچيب حاچة تستر نفسها حرام إكده .
فتسرع إحدى السيدات بإحضار عباءة ثم تأتى فتلبسها العباءة رغما عنها .
ثم خرجت زينب لتركض فى جميع انحاء القرية صارخة
طويلب يا ولدى .
لتصبح منذ تلك اللحظة ام طويلب المجنونة التى تهذى.
فقد فقدت عقلها بفقدان ولدها .
أما حسام فقد توجه إلى القصر حيث سكينة زوجة حمدان ؟؟؟؟؟؟؟
.............................
أغشى على بهية عند علمها بفشل خطة قنديل .
وزوجها بالفعل سيتزوج عليها
عبد القادر بلا مبالاة........فوجى أنتِ براحتك يا بت ولما تفوجى حضريلى العشا مع إنى أتعشيت عند الملبن ( هنية ) بس نفسى مفتوحة على الأخر ثم دندن
هتچوز هتچوز.

همهم عبد القادر....لا أنا چعان مش هستنى لسه لما تفوجى براحتك ، لازما تجومى تحضرليلى الوكل.

فذهب وأحضر زجاجة مياه باردة من الثلاجة ثم أفرغها على رأسها ففاقت فى الحال مفزوعة .
بهية...إلحجونى بغرج بغرج .
عبد القادر...بتغرجى فى شبر مية يا بت ، جومى فزى يلا حضريلى الوكل .
فقامت بهية بقلب حزين مكسور ثم توعدت قنديل الذى سحب منها أموالها بدون نتيجة.

وفى صباح اليوم التالى ذهبت إليه غاضبة ثائرة
حاول سيد منعها من الدخول إليه ولكن لقوة جسمانها
دفعته بقوة فأسقطته أرضا ثم ولجت إلى قنديل الذى أرتبك لما رأى الشر يتطاير من عينيها .

قنديل غاضبا.....هو فى إيه ؟ يا ولية انتى .
داخلة إكده فى وشك من غير إستئذان ، فكراها مصطبة أبوكِ إياك.
بهية وقد برزت عروقها غضبا وبصوت عالى أربك قنديل.....بجولك إيه يا قنديل ؟
قنديل ساخراً....جنديل إكده حاف من غير سى جنديل .
لا إنت زودتيها جووى ، ومش رايد أطلع عليك الأسياد.
فضحكت بهية بسخرية....وكان فين الأسياد دول لما جولتلى الچوازة هتتفشكل ، ماخلاص الراچل هيچوز .
خليلك أنت وأسيادك واضحك بيهم على حد تانى غيرى .
وهات يلا الألف چنيه بتوعى على داير مليم .
قنديل... أنتِ بتحلمى صوح ؟
بهية بنبرة ثقة........لا مش بحلم ومش هخاف منيك يا جنديل يا ابن سعدية اللى كانت بتدور تشحت من البيوت .
ولا أنت فاكر أن عملت لنفسك جيمة بلى هتعمله ده.
ونسيت أصلك .
أطلع بفلوسى وإلا هفضحك وسط الخلج وأجول عليك نصاب وهتروح منيك الهيبة دى كلاتها ومحدش هيعبرك تانى .
قنديل بغضب ....أنتِ هتهددينى ؟
بهية........اه هددك يا ابن سعدية.
أطلع يلا بفلوسى .

قنديل بلا مبالاة......ولو جولتلك مافيش فلوس واشربى من البحر .
وورينى هتجولى إيه محدش هيصدجك أصلا ، لإنهم واثجين فيه .
وخيرى على معظم أهل الكفر ده وهما عرفين إكده كويس.
ويلا ورينا عرض أكتافك .
بهية بغيظ........إكده يا جنديل _ده اخر كلام عندك ومش هامك .
قنديل بسخرية.......ايوه وأعلى ما فى خيلك أركبيه .
فنكست بهية رأسها حزنا والتفتت مغادرة على أصوات ضحكات قنديل الساخرة .
فكرت بهية ماذا تفعل ؟
فربما حقا لو تحدثت لا يصدقها أحد .

فجاء فى بالها اخو قنديل فهو رجل صالح ملتزم يحبه أهل القرية ويسمعون له .
ويصلى بهم الفرائض فى المسجد ويحفظ الصغار القران الكريم ولا يتحدث إلا بذكر الله .
فقررت التوجه إليه لتشكى له ما فعله قنديل معها .

توجهت لمنزله حيث يقطن فى منزل بسيط للغاية من الطين يعلوه سقف من الجريد .
طرقت بهية الباب ليفتح هو الباب بوجه باش مبتسم .
صالح....خير يا أختى ؟
فيه حاچة أجدر أساعدك بيها ؟
بكت بهية وتلعثمت كلماتها فطمئنها صالح بكلماته الطيبة .
صالح .....هونى على نفسك يا أختى .
ولو تعرفى أن دموعك دى غالية جوى عند ربنا وهيجازيكِ على صبرك والله بس أنتِ جولى يارب .
ولعلها مغفرة الذنوب فى الدنيا أحسن متتحاسبى عليها فى الأخرة .

عشان إحنا منجدرش على حساب ربنا فى الأخرة ولا النار .
فمعلش إهدى إكده _وفهمينى واحدة واحدة إكده مشكلتك .
فقصت له بهية عن زوجها عبد القادر وما يريد فعله وعن إستعانتها بأخوه قنديل وفشل الخطة وعن أموالها وما قاله لها .
فضرب صالح كفا بكف واستغفر الله .
ربنا يسامحك يا جنديل يا اخويا على اللى بتعمله وأكل أموال الناس بالباطل والدجل والبيوت اللى هتتخرب على إيديك .
وأنتِ يا أختى ليه بس تستعينى بعبد من عباد الله فى حاچة إكده ؟
ده اسمه اعتراض على قدر الله فاستغفرى الله . والأولى كنتِ إستعنتِ بالله على طول .
وبكيتى على سجادتك وأنتِ بتصلى ، وكلمتى ربنا من جلبك وهو هيسمعك واللى كان فيه الخير ليكِ هو اللى هيوصل .
سواء كان يسيبها أو يتچوزها .
بهية متعجبة....خير إنه يتجوزها إزاى بس يا شيخ صالح؟
منين الخير إنه يتجوز عليه بعد العمر ده كله ؟ ويجهرنى من بنت جد بناته ، واكيد طمعانه فيه .
أمال هتخده على إيه ؟
صالح... ...مش فيه مثل بيجول ( يا واخد الجرد على ماله )
فضحكت بهية .
صالح مبتسماً...... ايوه إكده إضحكى _ الدنيا مش مستهلة الزعل ده كله .
ومستغربة إنى بجول خير ! هجولك كيف خير ؟

أولا ده ابتلاء وصبرك عليه أجر وربنا يكتبلك فيه أجر الصابرين اللى ربنا ذكرهم فى القرآن .
ويمكن ربنا عايزك تتجربى منه شوية ،تصلى وتدعى وتصومى لله .
وبردك لما يتچوزها ويعاشرها هيعرف لو طلعت وحشة كيف مابتجولى .
وساعتها هيقارن بينك وبناتها ويعرف إنك الأصيلة ويرجعلك تانى وهو عارف بجيمتك كويس ويسيبها .
فعشان إكده أمر ربنا كله خير والمؤمن دايما فى الحالتين يا شكر يا صبر .
إن أصابه سراء شكر وان أصابه ضراء صبر .
فاصبرى واحتسبى وليكِ الاجر وياعالم بكرة هيحصل فيه إيه ؟
مش يمكن متمش الچوازة دى أصلا بس هيكون برحمة ربنا بيكِ ثم دعاكِ.
فمعلش إستعوضى ربنا فى الفلوس اللى ضاعت ويمكن تعلمك الحكاية دى إنك بعد إكده تلجأى لربنا وحده .
وأنا بردك هكلم مع جنديل أخوى _ بس ماوعدكيش يرچعهم لإنى عارف جلبه زين
ربنا يهديه .
نظرت بهية إلى السماء مبتسمة وراضية بقدر الله ، بعد أن طمئنها صالح بكلام كان مفعوله كالسحر على قلبها .
بهية......الله يكرمك يا شيخ صالح ، بردت النار اللى كانت على جلبى ، ربى ينور طريجك.
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
ثم تركته مغادرة لمنزلها ولسانها مستغفر وقلبها متضرع لله يفك كربتها
وحاشا لله أن يرد قلبا دعاه .
...................
نادى قنديل على سيد بغضب.
فاستجاب الأخير على خوف ووقف أمامه ملبيا .
قنديل........أنت يا زفت يا جطران .
سيد........نعم يا سى جنديل _مالك بس ؟
قنديل بغيظ......البجرة مرت عبد الجادر عصبتنى وتستاهل الچاموسة دى اللى يچرالها من چوزها .

المهم أنا مش عايز أسمع إسمها تانى ولو چت تانى أضربها بالمركوب اللى فى رچلك ومتخلهاش تُدخل عندى تانى .
سيد....حاضر يا سى جنديل _ وأنا مكنتش رايد أدخلها بس هى زجتنى زجة كانت هتچيب أجلى .
ست مفترسة صوح .
ضيق قنديل عينيه وتسائل..
المهم دلوك سيبك من الچاموسة دى وجولى ؟
عملت كيف ماجولتلك ؟
واطجست على ثريا وصفية فى المستشفى وعرفت عملوا إيه ؟
وهى كيف دلوك _ وخفت ولا لسه تعبانة ؟
عشان أنا جلجان عليها جوى جوى .
وجلبى جايد نار _ هحبها وهى ماهتحسش بعيد عنك .
سيد بسخرية....يا عينى على الحلو لما تبهدله الأيام .
قنديل بغضب....بتجول إيه يا بجرة.
سيد...لا مبجولش .
ورحت فعلا وسئلت وعرفت المفيد .
قنديل ....ها عرفت إيه ؟؟؟
.....................
يارب تكون عجبتكم حلقتنا ⁦♥️⁩
التفاعل مش عجبنى يا قمرات ، نفسى إكده ألاقى الف لايك عشان أجبلكم المفيد 😂
فمتقروش وتستخسروا فيه لايك مش مسامحكوا وعرفاكم نفر نفر😂
ويا ترى هيعمل ايه حمدان لما يعرف أن ابنه مات ؟
ومايسة هتوافق ترجع القصر ولا هترفض ؟
نختم بدعاء جميل ⁦❤️⁩
اللهم إن الوباء جند من جنودك فارفعه عنا برحمتك واحفظنا من شره ولا تأخذنا من هذه الدنيا إلا وأنت راضا عنا .


الجزء السادس عشر 16 


الفصل السادس عشر
.........................🌹
قنديل غاضباً:
المهم عملت كيف ماجولتلك واطجست على ثريا وصفية فى المستشفى وعرفت عملوا إيه ؟؟؟
سيد غامزا له .......طبعا خدامك أنا يا سى جنديل .
قنديل بترقب .......ها وعرفت حاچة ؟
سيد مبتسماً......اه عرفت .
وحصل المراد وهيچيلك نونو إكده صغير فى الطريج.
ظهرت ابتسامة واسعة على ثغر قنديل ....أيوه إكده .
دى الأخبار الحلوة ولا بلاش .
يا حبيبتي يا ثريا يا أم ولدى الغالى

سيد مشاكسا.....جولى صوح ؟ أنت خابر دلوك عندك كام عيل ؟
فضحك قنديل ساخراً.....ماتحسدش يا واد يا سيد . خليها فى سرك .
وأنا ماهعدهمش وخليهم إكده بالبركة .

بس هحس بيهم لما أشوفهم فى الطريج مع أمهاتهم .
بس هسكت عشان أواصل الخير اللى هعمله .
وصدق الله حين قال
في سورة الكهف ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾

قنديل.......بس مايهمنيش حد فيهم واصل دلوك ، خليهم لأهاليهم .
المهم عندى دلوك _ولد الكوتشينة اللى هجش بيه فلوس ملهاش عدد وهچيب أمه غصب إهنه عندى
(واد ثريا ) _ وحشتنى جوى جوى .

بس هسبها شوية تفرح بحملها ويثبت ولما تجوم بالسلامة ،هيكون ليه حديت تانى معاها.
حاچة إكده هتكون ضرب نااااااااار .
وهنشوف مين اللى هيكسب فى الآخر يا بت حمدان الجناوى يا جمر أنتِ.
.....................................
سكينة زوجة حمدان القناوى أصابها الحزن من كثرة شرود زوجها وابتعاده عنها لبعض الوقت.
فحدثت نفسها "
سكينة بشك....هو ماله الراجل ده؟
كل شوية إكده سرحان ؟ يا ترى شارد فى إيه ؟
يكونش حن للماضى وعملته السودة بتاعة زمان وچوازه من العيلة دى ( زينب ) فى السر من ورايا .

وإيه كومان كان فاكرنى إياك نايمة على ودانى ؟
مفيش ست چوزها يچوز عليها فى السر وماتحسش بچوزها مهما خبى عليها , بتحس وبتعرف على طول .

بس أنا عملت نفسى مش عارفة حاچة واصل .
وسبته يتهنى يومين وجولت نزوة زى باجى الرچالة الدون وهتخلص .
ومسيره هيرچع لحضنى .
أنا سكينة اللى اتحملت معاه اللى محدش يتحمله من وكان هو صبى هيوزع الكيف على الناس وبعد إكده بجه معلم وريس وله جيمة وجرت معاه الفلوس فى إيده زى الرز وفى الآخر يچوز عليه .
بس أنا عملت نفسى مش عارفة وجولت أشوف أخر الحكاية إيه ؟

فجولت أصبر عليه شوية وهيرچع ليه تانى أكيد .

لكن حضرته لما چاب الولد من حتة العيلة دى حرج جلبى وزى مايكون نار عششت فى جلبي

وجولت هيكبر الواد ده وهيچى ياخد كل حاچة من بتى بالساهل إكده على طبج ورد .
لا ده كان على جثتى أحسن .
فجعدت وفكرت أعمل إيه فى المصيبة دى ؟

وفى نفس الوجت لازم أحرج جلبه عليه زى ماحرج جلبى .
فجولت أصبر واستنى لما الولد ابنه إكده اشتد عوده وكبر جدامه إكده وفرح بيه وحس إن بحاله سند صوح اللى كان بيحلم بيه طول عمره .

بس أنا فى لحظة خليته يضيع ويضيع معاه كل حلمه فى السنين اللى فاتت دى كلاتها .
كيف بجه عشان تعرف دماغ سكينة ماشية إزاى ؟
ومحدش واصل يجدر ينزل عينيها الأرض .
فوصيت الواد حسام ابن شلباية هتشتغل عندينا .
واد فاسد بمشيه بالكيف أنا .

وخليته يصاحبه وشوية شوية يعوده على الكيف وبالتدريج حاجة فحاجة لغاية ماجه اليوم اللى جولت هو ده وزودله فيه الجرعة اللى تقضى عليه وتخلصنى ونار جلبى تبرد.

ويولعوا هما لما الواد يروح فيها ويدوج النار اللى ولعها فى جلبى من زمان ومحدش حاسس بيه .

وكومان مش بس كده فرحت جوى جوى لما عرفت إن مرته أتچننت ومشيت تهلوس فى الشارع لما أبنها الحيلة مات وغار فى ستين داهية .

وهو طبعا نكرها ولا كأنه يعرفها عشان الخبر مايوصلش ليه وأغضب عليه وهو خابر غضبى زين كيف .
والحمد لله فشيت غل السنين اللى فاتوا وجهرة الجلب .
ورجعلى حمدان لحضنى وبتى ربنا يخلهالى وافرح بعوضها واستريحت ونار جلبى بردت شوية
بس منستش أبدا عملته السودة دى ولا عمرى هنساها واصل .
وشكله باين جوى إنه عمال يتحسر عليه دلوك من عمايل نسيب الفجر چوز بته .
بس أحسن خليه يتحسر وأنا أفرح فيه أكتر وأكتر
مش بيجولوا بردك ( إن كيدهن عظيم )
وأنا كدته وهو يشرب نتيجة أعماله السودة .

..........
سمع عمران صوت لـ طرق الباب ليلا فى ساعة متأخرة .
عمران بقلق...خير يارب .
مين هيخبط علينا السعادى ؟
ثم نادى على مايسة "
يا بت يا مايسة _تعالى إفتحى شوفى مين هيخبط دلوك ، استرها يارب .

مايسة....جاية أهو يا بوى بلبس الطرحة بس .

عمران لما رأى مايسة...........جولى الأول مين يا بتى ؟
ماتفتحيش إكده على طول عشان الوجت متأخر ؟

مايسة.......يعنى يا بوى أكيد حد نعرفه .
مش معجول حرامى يعنى، إحنا معندناش حاجة تسرج من أساسه .
عمران بنفاذ صبر ......يا بتى _ إسمعى الكلام وجولى مين مش هتخسرى حاچة .
مايسة... ....حاضر يا بوى حاضر .

مين يلى هتخبط دلوك على الباب بيجولك ابوى؟

فضحك عمران..... ...مخلف هبلة بس بجلب أبيض .

فردت صفية ....أنا خالتك صفية يا بتى _ أفتحى ؟

ارتجفت مايسة وخشيت أن تكون أتت لتشكو لها إنها بسببها طردوها من القصر .
لإنها هى من أتت بها للعمل وهى تعلم بحقيقة شكلها فكان جزاءها الطرد من القصر .

فخافت من تحمل إثم لا تطيقه وأيضا ليس بيديها شىء تساعدها به .
فالله وحده هو الذى يعلم بالسر وأخفى .
فتحت مايسة الباب مترقبة هجومها عليها معاتبة .......ولكن تفاجئت بإبتسامة مشرقة تعلو وجهها فتعجبت !

مايسة....أهلا يا خالة _أتفضلى يا حبيبتى .

صفية.........لا مش وجته عايز اروح للعيال ، الوجت متأخر .
أنا بس رايدة أجولك كلمتين على الواجف إكده وهمشى .
مايسة بترقب .....خير يا خالة ؟
صفية بمكر.......بت يا مايسة إسمعينى زين ؟

ياسين بيه حكالى اللى حوصل بنتكم .
فاضطربت مايسة ووضعت يدها على قلبها بفزع وقلق مما ستقوله لها .
ولكن هدئت نوعا ما لما تابعت صفية قولها ....
بس خلاص هو هدى وسامحك عشان خاطر أبوكِ الغلبان .

وبيجولك تعالى بكرة أشتغلى عادى فى الجصر .
بس خلى بالك بعد إكده وأنتِ بتنضفى متكسريش حاچة تانى .
لإن سى ياسين كان غالى عليه جوى التمثال اللى كسرتيه ده وأنتِ هتنضفى .

اتسعت مقلتى مايسة ولم تصدق ما سمعته وتسائلت ( تمثال إيه ) ولما يرغب فى عودتها مرة أخرى بعد ما علم حقيقة وجهها ؟
هل فعلا يشعر بقلبها ؟ أم فقط لا يريد إلا جسدها ؟
صفية بتعجب ...إيه شردتى ليه إكده ؟ ومش بتردى عليه ؟

هستناكِ خلاص بدرى نروح مع بعض الجصر ؟

مايسة بتوتر واضح... .....مش عارفة يا خالة ؟
خايفة يغدر بيه تانى .
ده لسانه كيف الفرجلة .
صفية بضحك.......معلش يا بتى إستحملى عشان لجمة العيش .
ويمكن لما يچى ولى العهد ربنا يهديهم ويخفوا شوية عن خلج الله شوية .
مايسة بصدمة ...ولى العهد !
هى مرته حبلى ؟
صفية.......ايوه يا بتى وفرحانة جوى جوى .
بس ال مستغرباه هو !
مايسة بحب إستطلاع ....ماله هو ؟
صفية.........هو مش عرفاله ؟ ليه مش باين عليه الفرحة ؟
مع إن الحمل چى بعد غيبة سنتين ، مفروض يكون فرحان جوى زى ست ثريا.
مايسة ....غريبة _ بس يمكن عشان راچل يعنى .
هيفرح من جواه وماهيبنش الفرحة عشان مرته متدلعش عليه .
ماأنتى خابرة يا خالة طبع الصعايدة إهنه ، مهيدوش جيمة للست جوى ، عشان جال إيه ؟
ماتشوفش نفسها عليه .
بس بالعكس لما الراجل يفرح ويفرح مرته معاه ، هى هتجيد صوابعها العشرة شمع .
صفية....عندك حج يا بتى ، ربنا يهديهم .
ويلا أفوتك بعافية عشان الولد مستنينى وأنا أتأخرت كتير جوى .

أشوفك بدرى بكرة ان شاء الله.

مايسة بنفاذ صبر ...إن شاءالله يا خالة ربنا يسهل .

تركتها صفية فى حيرة من أمرها
فعقلها يرفض الرجوع ولكن تباً لقلب أشتاق لمعذبه ويريد العودة لرؤيته .

ثم تذكرت إنه سيأتى له ولد فعبست وتسائلت
( كيف سيكون لى مكانة فى قلبه بعد أن سيكرمه الله بولد يملىء عليه حياته ولن يرى غيره ، ولا تعلم المعذبة إنه لا يريد من الدنيا سواها )

عمران....فيه حاچة يا بتى ؟
صفية كانت رايداكِ فى حاچة ؟
مايسة...لا يا بوى .
هتجول بس معوجش الصبح بدرى عشان هتستنانى هنروح الشغل فى الجصر سوا .
عمران...طيب يا بتى _ خشى نامى دلوك .

عشان تجدرى تصحى بدرى ومتتأخريش .
مايسة...حاضر يا بوى _ثم قبلته من چبينه قائلة
تصبح على خير يا بوى .
عمران ..وأنتِ من أهله يا بتى
.
ثم ولجت لغرفتها وامسكت مصحفها لعله تجد بتلاوة ألايات بعض السكينة على قلبها الممزق .
( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
ثم أخذها التفكير هل ستذهب أم لا ؟ وكان الغلبة للقلب على العقل ،فقررت أن تذهب ولكن ستحصن نفسها دوما بذكر الله ، فهو سبحانه أنجاها المرة الأولى وسينچيها فى كل مرة من شره .
...........................
رن هاتف ياسين فوجد المتصل حمدان القناوى.
ياسين بنفور ...أكيد هيسمعنى كلمتين عشان كيف يعنى مستناش حضرته وأكون فى إستقبالهم فى القصر ؟
أنا مش طايجهم ولا طايج بنتهم والحاچة الوحيدة اللى هتصبرنى دلوك عليهم هى ولدى الل چى فى الطريج .
ولو إنى مش فرحان وخايف جوى ، لإنى خابر إنه هيتربى كيف .
هيتربى أنانى ويبص لخلج الله من فوج كإنه من طينة غير طينتهم .
مش هيعرف الفرج بين الحلال والحرام .
هيعيش يستمتع بكل حاچة ومش ههيمه غير نفسه بس .
ربنا يستر من الولد ده خايف فعلا يطلع شرانى ويزيد حسرتى أكتر ما متحسر على نفسى .

ثم رن هاتفه مرة أخرى فاضطر الإستجابة
ياسين....ألوووووووو يا حمدان بيه.
حمدان غاضبا...أخيرا رديت إيه وينك ؟
چيت ملجتكش ؟
ياسين.......معلش جولت أروح أشجر على شغلنا .
حمدان......طيب إرجع عشان عايزك فى موضوع مهم وإنسى أى شغل دلوك .

ياسين بأنفاس حارقة....حاضر تحت أمرك راچع.
ياسين لـ صهيب ...إرچع بيه تانى للجصر يا صهيب.
صهيب...أمرك يا سى ياسين بيه .
............
ضمت سكينة ثريا بفرحة لحملها ثم أطلقت الزغاريد
ولكن وجدت فى وجهها الحزن .
سكينة.......مالك يا بتى ؟
وشك ماله حزين إكده ؟
مش كنتِ هتتنططى من الفرحة من شوى ؟
إيه حوصل ؟
ثريا بحزن....ياسين يمه .
كنت بحسبه هيفرح جوى لما أحمل وهيرجع كيف ماحبيته ، يتمنالى الرضا أرضاه .
سكينة...أمال يعنى ماله ؟
ثريا.........ماله ده ماله وماله يمه _ده أتغير خالص وتصورى حساه مش فرحان إنى حبلة واصل .
سكينة .........كيف ده ؟
ثريا..اه والله .
زى مابجولك إكده ؟ وماعتش خابرة أعمله إيه عاد ؟ عشان أراضيه .
سكينة ...معلش متزعليش نفسك ، ويمكن هو هيخبى فرحته عشان الحسد .
أصلوا كيف يعنى ماهيفرحش ، ده أول فرحتكم .
وأنتِ لازما ولابد ، تحطى فى دماغك إنك ثريا حمدان الجناوى .
يعنى ماهيمكيش أى راجل ، ولو حكم تدوسى عليه برچلك كومان .
المهم أنتِ وفرحتك بإبنك اللى چاى ، محدش يأثر عليها ، وراعى نفسك إكده وارتاحى .

وماتخفيش من الزفت ياسين ده نكرة .
بس أنتِ مش عارفة كيف تجصصى ريشه .
فسايج عليكِ الدلال عشان عارف إنك هتحبيه .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة

أما لو هملتيه ولا كأنك شيفاه واهتميتى لحالك .
هيجرى وراكِ وهيخاف تروحى منه ويروح كل الخير اللى عايش فيه ده .

ثريا بتفكير....صوح يمه عندك حج _ههتم لحالى ومش هعبره .
وهدوس على جلبى شوية ، يمكن يرچع يبوس الأيادى زى الأول .
ياريت يمه عشان تعبت جوى منه .
سكينة.......لا مش بت سكينة اللى تتعب .
لازما تكون رأسك مرفوعة وسعادتك تخديها بيدك ولا يهمك حد واصل ودوسى على الكل ، فاهمة يا ثريا ؟
ثريا....فاهمة يمه _ ربى يخليكِ ليه.
سكينة.....ايوه كده يا بتى _ التجل صنعة كيف مابيجولوا .
.................

شرد دكتور احمد( طبيب ياسين ) فى سمية تلك الحورية فى شكل بشر .

احمد محدث نفسه ......رقيقة أوى أنتِ يا سمية . وشكلك طيبة اوى كمان .
وصراحة ماأنكرش إنى أعجبت بيك ِ .
وبتمنى تكونى زوجة ليه .

وكمان ده هيكون نسب حلو اوى لما أناسب ياسين بيه الدهشورى حتة وحدة .
ده ممكن كده أتنقل نقلة حلوة اوى وأخلص من الريف ده وأرجع القاهرة بكلمة منه .
وممكن كمان أقنعه يشاركنى فى مستشفى إستثمارى، هو بالفلوس وأنا بالمجهود .
ياااااه يا أحمد ياريت تقب على وش الدنيا مرة وحدة كده ،بدل مالسه فى أول السلم ولسه قدامى مشوار طويل اوى عقبال مايكون ليه أسم وأكون دكتور مشهور وليه مكان .
فلو وافق هختصر المشوار ده كله فى خطوة واحدة وعليهم حتة العسل سمية .
بس مش عارف أكلم مين ؟
أكلمه هو ؟ ولا أكلم والدتها الأول ؟

أنا بقول والدتها عشان شكلها ست بسيطة وطيبة وهتفرح أن بنتها هتجوز دكتور .

فلو وفقت هتسهل عليه كلام ياسين وهى هتقنعه .
خلاص يبقى على بركة الله ، بكرة ان شاء الله هروح أكلمها فى الموضوع .
................................
وصل ياسين الدهشورى لقصره ووجد حمدان فى إنتظاره .
وتوقع معاتبته ولكن تفاجىء بقوله :
إجعد يا ياسين .
أنا عايزك فى موضوع مهم جوى.
انصت ياسين لكلامه بفضول ليعرف ما الأمر .

حمدان.....دلوك أنا خلاص مليت من الشغل المتجطع إهنه فى البلد وعايزين نتوسع ونخرچ بره البلد شوى.
ياسين متعجبا ...كيف يعنى ؟

حمدان........يعنى أنا أشتريت حتة أرض فى مصر .
وهنبنى فيها مصنع للحديد وبكده هنكون من رجال الأعمال حجيجى .
ياسين بفرحة ظاهرة على وجهه ....يعنى خلاص هنبطل شغل الكيف وتهريب الأثار .
فضحك حمدان بسخرية........هنبطل كيف ؟
امال مين هيصرف على المصنع عجبال مايشتغل ويكون ليه حس فى السوج .
وليه نوجف أصلا حد هيكره الخير بردك .
والبحر يحب الزيادة .
نكس رأسه ياسين بحزن.......طيب وإيه المطلوب منى ؟
حمدان.....المطلوب إنك ...هتشرف على البُنى هناك وبعدين هتسافر بلاد بوره .
عشان هنستورد الآلات والأجهزة اللى هنحتاجها للمصنع.
وكومان هتشوفلنا شجتين فى مكان راجى إكده هناك هنستريح فيهم لما تحب نروح نتابع الشغل إهناك .
وهتبجى رجل إهنه ورجل هناك ..

ثم غمز له ونشوف بجه بنات البندر وحلاوتهم شوية عن الغفر اللى إهنه .
ياسين بضحكة صفراء....تمام ، وإمتى هيبدء ده ؟
حمدان......من الشهر الجى .
ياسين.......على البركة .
ثم حدث نفسه ( خلينى أخلص شوية من خلجتكم إهنه ) .
................................
وجد صهيب نفسه أشتاق لرؤية محبوبته سمية ،فقرر الذهاب إلى مدرستها بعد علمه بعودة المدارس .
فوقف أمام المدرسة ينتظر خروجها .
وبعد عدة دقائق وجد سيل من البنات يخرج فأخذ يدقق لعله يراها بينهم .
خرجت سمية ومعها صديقتها مروة .
لمحت مروة صهيب فنكزت سمية.
مروة........بصى يا سمسم الواد اللى واجف ده .
شكله مز اوووى _ يابختها اللى مستنيها .
سمية بغضب ......عيب إكده يا مراوى وغضى بصرك
( وقل المؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن )
مروة........لا .مش جادرة واصل _ ده حليوة جوى .

فرفعت بصرها سمية فوجدت عينيه تلاحقها فخفضت نظرها حيائا وقد احمرت وجنتيها .

فسلمت على مروة وتركتها مغادرة سريعا لتهرب من عينيه .
ولكن وجدت من إستوقفها بأنفاس لاهثة.
صهيب...........إستنى بس يا سمية جطعتى نفسى .
ردت سمية بعبوس...على فكرة عيب إكده اللى هتعمله .
واتفضل أمشى يلا .
صهيب..........صدجينى أنا جصدى شريف .
بس كنت عايز اعرف أنا إيه بالنسبالك عشان أتقدم بجلب جامد .
فافترشت سمية بنظرها الإرض وزادات نبضات قلبها وتصبب جبينها عرقا.
صهيب مبتسماً..........بس بس هونى على نفسك .

يعنى افهم من إكده إنك موافجة أجيب امى تتحدت مع والدتك.
فهزت رأسها سمية بالموافقة ثم فى لحظة لم يجدها أمامه
فرت هاربة .

فابتسم صهيب ورقص قلبه طرباً ، فا هو تأكد أن حوريته تبادله نفس الشعور .

لذا عليه أن يتقدم ليقتحم أسوار ياسين الدهشورى بقلب جامد لا يهاب شىء مدام معشوقته معه .
فمن سيربح سميه ( صهيب & احمد ) ؟
هل الحب سينتصر أما الواجهة الإجتماعية ستظل حاجز بينهم .
....................
جافت عين ياسين النوم وكان منتظرا شروق الشمس بفارغ الصبر .
وتسائل هل ستأتى مرة أخرى لتروى عطش قلبه ؟
أم سترد له الصاع صاعين وتضرب قلبه فى مقتل ؟
حتى أشرق الصباح فتسلل من جانب ثريا التى تغط فى نوم عميق .
وبخطوات خفيفة نزل الدرج ليأتيه صوت من داخل المطبخ عزف على اوتار قلبه .
صوت مايسة لـ صفية.
مايسة.........يا خالة صفية اعچن العجين دلوك يا خالة يدوبك عشان يستريح .
ونحضر الفطير لفطور ست ثريا وسى ياسين .
صفية....ايوه يا بتى يدوبك .
اشتغلى يلا ربنا معاكِ .
وأنا هروح الزريبة هحلب اللبن عشان الست ثريا هتحب تشرب اللبن صابح أكده وخصوصا دلوك عشان حامل .
مايسة.........ماشى يا خالة روحى _ ربنا يعينك .
ثم جلست مايسة وسمت الله وبدئت تعجن العجين لتشعر بأنفاس متصاعدة أمامها .
لترتفع بعينيها لتجده أمامها بطلاته المخيفة فدب الذعر فى قلبها فهبت واقفة وتراجعت للوراء .
......................

يا ترى هتعمل ايه فيه المرة دى يا ياسين 😂


الجزء السابع عشر 17 

الفصل السابع عشر
........................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله .
بينما كانت مايسة تعجن لتحضير الفطير للفطور ، شعرت بأنفاس متصاعدة من ورائها .
لترتفع بعينيها لتجده أمامها بطلته المخيفة الخاطفة الأنفاس .
فدب الذعر فى قلبها فهبت واقفة سريعاً وتراجعت للوراء.
أغمض ياسين عينيه بألم لما سببه لها من فزع جعلها ترتعش أمامه هكذا .
وهى اقرب الناس لقلبه _ فهل هو أيضا لها ذلك ؟
أما الخوف سيظل حاجز بينهما ؟
شعرت مايسة بألم فى عينى ياسين فدق قلبها جزعاً عليه وتحول خوفها من خوف منه إلى خوف عليه .
فابتسمت لتخفف مما يعانيه .
تعجب ياسين من إبتسامتها الساحرة التى أطارت بلب عقله قبل قلبه .
فابتسم لها أيضا وتكلم بهمس ...
مايسة أنا عايز أجولك كلمتين ، بس الأول مش رايدك تخافى منى إكده وتفهمينى .

فأشارت له مايسة برأسها بمعنى إنى سمعاك قول "

ياسين....أنا تعبان جوى يا مايسة _ وحاسس إنى تايه .

ودخلت دنيا غير دنيتى اللى أحبها ومش حابب واصل اللى أنا وصلت ليه ده .

رغم إن الكل هيحسدنى على الجصر الواسع ده والحياة السهلة والفلوس اللى ماتتعدش .
بس للأسف مش لاجى نفسى وحاسس إنى ناجصنى حاچة رغم كل ده .

وفجأة أنتِ ظهرتى فى حياتى فجلبتى كل الموازين .
وحسيت جمبك كيف أنا صغير جوى رغم كل اللى عندى.

وكيف أنا جصرت أوووى فى حج نفسى وظلمتها .

وبدل لما أفوج لما شوفتك _طغيت أكتر عشان حسيت إنك أحسن منى بكتير بالرغم إنك حُرمة ضعيفة وأنا المفروض الراجل القوى .

لكن أتأكدت ان مش بالست ولا بالراجل هو ربنا سبحانه وتعالى هو اللى هيثبت الإنسان لما بيطلع على قلبه ويشوف فيه الخير .
وأنتِ يا مايسة جلبك كل خير ، وجلبك أبيض .
إتسعت عين مايسة وتعجبت من حديثه واعترافه لها بهذا الشكل.
مايسة بعين متسعة بذهول .....وأنت ليه هتجول ليه الحديت ده ؟
أنا يدوبك خدامة عنديك _يعنى ماهتفرجش معايا أنت عاملتنى ليه إكده ؟
وأنا اللى مفروض أستحمل عشان لجمة العيش المضطرة ليها وأبويا المريض .
فليه چى تجولى الحديت ده دلوك ؟ هيفرج إيه معايا ؟
ياسين بنظرة حب وشوق...هتفرج كتير جوى يا مايسة .
ويمكن مهتفرجش عندك بس هتفرج عندى .
عشان أرتاح يمكن شوى من ذنبك اللى فى رجبتى .
ويمكن عشان كمان أنتِ بالنسبالى مش مجرد خادمة عندى .
انتى باللنسبالى.....؟
ثم سمع ياسين صوت صفية من ورائه .
سى ياسين بيه إهنه !
خير يارب _ ست ثريا زينة ؟

ياسين بتعلثم ...ايوه _ أنا چيت بس أشوف الحال إيه فى الفطور ؟

أنتِ خابرة ستك ثريا دلوك حامل _ ولازما تفطر كويس جوى عشان العيل اللى چى فى السكة .

صفية.......ايوه طبعا عندك حج...
.هانت أهى وهيكون عندها أحلى فطور عشان سى الدهشورى الصغير ،سيد الناس كلاتها .
ثم نظرت لـ مايسة بغيظ....شهلى يا بت عشان ست ثريا .
فقامت مايسة بالعجن بسرعة وبغيظ مكبوت من ذكر شريكتها فى حب ياسين .
الذى انسحب سريعا بعد أن ألقى عليها نظرة مفعمة بالحب كأنه يقول "
( إفهمى بجه إنى حبيتك أنت ِ يا أم جلب أبيض ) .

سددت صفية لـ مايسة نظرات شك ثم قالت بسخرية.....
هو سى ياسين بردك كان چى يطمن على الفطور ولا يطمن على اللى هتعمل الفطور إنها شرفت وچت ؟

مايسة بتوتر....جصدك إيه يا خالة ؟
صفية .....مجصديش حاچة _ كملى العچين .

ثم حدثت نفسها( اه يا نارى لو مكنتيش حطة السواد ده على وشك ومخليكى شبه الطين ،كنت جولت أكيد فيه حاچة ، بس كيف وأنتِ شبه العمل الردى إكده ؟
فيستحيل يبصلك إكده ولا إكده !
أمال فيه إيه بالظبط ؟
إيه يخلى سى ياسين بنفسه _ يچى المطبخ عشان يطمن بنفسه على الفطور ؟؟
مش من كتر حبه جوى لـ ست ثريا ، ده أنا خابرة اللى فيها يعنى .
أمال فيه إيه ؟
حاچة تحير !
على العموم .ال خبر اللى النهاردة بفلوس ، بكرة هيبجى ببلاش _لما أشوف أخرتها .
..........................
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة

حمدان مازال فى ذكرياته وذلك اليوم الذى لم ينساه يوماً .
تلك الذكرى الحزينة التى يكتمها فى نفسه من سنوات عديدة .
وليس له أن يحدث بها أحد _ فيحتفظ به لنفسه لتؤلمه كلما تذكرها .

فما عاد ينفعه الحديث _ فقد حدث ما حدث .

وليس بيده أن يسترجع ما كان ولو كان يملك خزائن الأرض كلها .
ذلك اليوم الذى تسلل إلى بيت زوجته الثانية( زينب ) خُفية كعادته منذ أن تزوجها .

وحمل معه كل ما لذ وطاب وكذلك طلبات إبنه طوليب .
وعندما ولج للشقة "
تعجب حمدان من هذا الصمت المخيف فى البيت
فلما لم يسمع صوت زينب أو صوت ابنه طوليب .

وتسائل أين زينب ؟ اين طوليب ؟
ثم نادى عليهم لعلهم يكونوا بالداخل ولا يشعرون بمجيئه .
يا زينب أنتِ فين يا بت ؟
يا طوليب _ فينك يا ولدى؟
محدش هيرد عليه ليه ؟

ثم مر على كل غرفة لعله يجدهم فيها ولكن دون فائدة .
فدخل الشك فى قلبه .
حمدان بقلق......هو فيه إيه ؟ فين زينب وطوليب .

دى اول مرة أجى ملجهمش _ معقولة تكون خرجت !
بس هتكون راحت فين ؟ أنا محذرها ، وعمرها ماعملتها .

لا أنا قلبى مش مطمن _ حاسس إن فيه حاجة حوصلت، ربنا يستر .
وبينما هو كذلك
رن هاتفه فيجيب على المتصل ( عوضين )
حمدان......اهلا يا عوضين يا خوى .

عوضين بتوتر...أنت فين يا حمدان ؟
حمدان ...أنا فى البيت التانى _ بس چيت ملجتش حد ولا زينب ولا طوليب .
ومش خابر راحوا فين وجلبى جايد نار .
حاسس إن فيه حاچة حوصلت ليهم.
تكون عارف حاچة يا عوضين ومخبى عليه .
جول الله يخليك طمن جلبى على ولد اللى محلتيش غيره .
صمت عوضين للحظة .
حمدان بفزع وبصوت مخيف....شكلك صوح مخبى عليه يا عوضين .
بدال ماهتردش .
جول يا عوضين إيه حوصل ؟
عوضين بصوت حزين ....إستعوض ربنا يا حمدان .
البقاء لله يا اخويا .

أمسك حمدان رأسه وخارت قواه فاستند على الكرسى الذى بجواره .

حمدان بصدمة...أنت بتجول إيه _ هو مين اللى مات ؟
عوضين.....ولدك _ طوليب .
حمدان صارخا.........لا لا ولدى مماتش _ ولدى مماتش
أنت أكيد بتكدب عليه .

هو هيجى أكيد دلوك هو وأمه .
ولما تيچى زينب هعرف كيف أدبها على خروچها من غير متجولى .
عوضين بغصة مريرة ......زينب خلاص معدتش تنفعك يا حمدان خلاص عشان تأدبها .
وده قضاء ربنا _ فاصبر يا خوى .

حمدان بصوت منبوح .....كيف يعنى مهتنفعش ؟

عوضين .....عجلها طار لما عرفت إن إبنها مات . وماشية زى المچنونة فى الشارع .

والعيال هيرموها بالطوب وهيضحكوا عليها .
صمت حمدان وألجم لسانه ولم يستطع أن ينبس بأى كلمة من جراء الصدمة .

فخشى عليه عوضين أن يحدث له شىء من الصدمة .
فأغلق معه الخط وتوجه إليه ليطمئن عليه ويقف بجانبه ويواسيه .

وصل إليه عوضين فوجد باب الشقة مفتوح .
فولج على ترقب منه .
ليجد حمدان مفترش الأرض باكياً .
عوضين ......هون عليك يا خوى _ دى أعمار .
وربنا يبرلكك فى بتك ثريا .

حمدان بدموع حارقة .......ولدى اللى كنت هتمناه من الدنيا _ كيف يعنى يموت إكده فجأة وكيف ؟

عوضين بآسى .....مات من جرعة مخدرات زيادة .
حمدان مصدوماً... ايه ؟ كيف ؟

عوضين ..كيف إزاى ؟ أنت المفروض تعرف !

إزاى سبته يشرب ده لسه عيل صغير وماهيتحملش زينا .

حمدان....أنااااا _ لا معرفش إنه هيشرب وهيجبها منين الحچات دى ؟

ده على طول فى البيت مةهيخرجش .

عوضين...لا هيخرج وعلى طول هشوفه يلعب فى الشارع مع العيال .
ومنهم عيال مدمنة هيشتروا مننا الكيف .

حمدان بصدمة .....معجول يعنى صوح كيف ملبيجولوا _ طباخ السم هيدوجوه .

وابنى يضيع من الكيف .
ثم استند على الأريكة وقام والشر يتطاير من عينيه قائلا ....... خلاص وأنا كومان هضيع كل ولادهم من الكيف
كيف ماضاع ولدى.

يعينى عليك يا ولدى _ يعنى عليك يا طوليب .

وكانت فين الفاجرة أمه اللى هتهمله ينزل من ورايا ؟
لو بس أعتر عليها هجتلها .
ضيعت ولدى _ بنت المچنونة دى _ منها لله .

عوضين....إنساها بجه يا حمدان _ وخلى الطابج مستور .
عشان ماتجيش فى الآخر بعد السنين دى كلاتها چواز فى السر وخلفة من غير ماحد يدرى .
تيچى دلوك وتعمل حاچة تخلى الناس تعرف إنها كانت مرتك وللى مات ولدك .
ويوصل بجه الخبر لـ سكينة مرتك وتبجى مشكلة .
أنت فى غنى عنها .
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة

وهى خلاص كومان ( زينب ) ماهتدراش حاچة واصل وماشية مچنونة هتلهوث بأى كلام .
حمدان بشماتة ......تستاهل المُهملة دى _ منها لله .
.........................
شخصية جديدة فى الرواية وهو علوان
شاب لعوب يمثل الحب على البنات فى القرية وكانت من بينهم على هنية خطيبة عبد القادر التى وقعت فى شباكه وأحبته وطلبت منه التقدم لوالدها للزواج ولكنه تهرب منها كعادته مع الفتيات )

رأى علوان هنية فى الطريق تبتاع مستلزمات زفافها .
فنادى عليها....بت يا هنية _ أنتِ يا بت .

نظرت له هنية نظرة لوم وعتاب ثم تجاهلته وتابعت المشى ولكنه استوقفها مرة آخرى قائلا "

أنا مش بناديكى يا بت _ عاملة نفسك مش سمعانى إياك ؟
إجفى يا بت _ بجولك .
رايد أكلمك كلمتين إكده على السريع .
فوقفت هنية ووضعت يديها فى چمبيها .

هنية بغضب....الله مايطولك يا روح _ عايز منى إيه يا علوان السعادى ؟
هو مش كانت خالتى وخالتك واتفرجت الخالات خلاص .

علوان بنفور ...... ومالك إكده يا بت ؟
هتكلمينى من طراطيف منخيرك .
ماتجفى عوج وتتكلمى عدل .

هنية........والله أنا أجف واتحدتت كيف ما أنا عايزة ؟

علوان ....بس إسمعى الأول أنا عايز أجولك إيه ؟
هنية بتنهيدة ........وأنت رايد إيه إن شاءالله ؟
هو مش خلاص خليصنا وأنتهينا من زمان .

وكل واحد راح لحاله _ وأدينى أهو هچوز جريب .

يبجى خلاص ملهوش لازمة الكلام والوجفة دى .
ويلا طريجك أخضر _ ووسعلى السكة إكده أمشى .
مش فضيالك .

علوان ........متستنى يا بت .
وتوجفى لسانك اللى عامل كيف الفرجلة ده شوية .

خلينى أعرف أجولك الكلمتين اللى عايزهم .
هنية بزفير ........الله مايطولك يا روح .

جول طيب عايز إيه منى بسرعة ؟
خلصنى ورايا مشواير كتير جوى .

علوان بسخرية ......يعنى وراكِ الديوان إياك .

هنية...........إيوه يا شملول أنت _ ورايا حچات كتير جوى _ عشان دوخلتى جربت .

علوان بملامح حزن مصطنعة ......إكده يا بت ؟

يعنى ماصدجتى تچوزى واحد تانى غيرى .

هنية وهى تلوى شفتيها بضيق...... لا وأنت الصادج . أنت اللى ماصدجت تخلص منى .

وجولتلى كل شىء نصيب .

علوان ......بس أنا لسه بحبك يا بت .

هنية بعدم تصديق ......والله ! وده من إيه ؟
أنت سخن ولا حاچة ؟

مش أنت اللى رمتنى _ وجولتلى إنك مش جد الچواز دلوك .
وشوفى حالك يا بت الناس .
وأدينى شوفت حالى وهچوز _ عايز إيه بجه منى ؟
ماتسبنى لحالى _الله يخليك .

علوان بنظرة غرام ....كيف بس يا بت ؟

أنتِ متعرفيش أنتِ غالية عندى جد إيه ؟

بهية.........ما أنا عارفة _ أنت هتجولى ؟

علوان.......إفهمى بس يا بت .
أنا ظروفى كانت وحشة جوى .
بس دلوك الحمد لله أهو أشتغلت .
وجرى الجرش فى يدى .
ورايد نوصل الحبال اللى انجطعت بناتنا _ وأنتِ لسه أهو على البر مادخلتيش .

ها إيه رأئيك ؟ ولا خلاص مبجتيش تحبينى زى الأول ؟

احمرت وجنتى بهية خجلا وافترشت بنظرها الأرض وهزت رأسها ثم قالت.......وأنا إيش ضمنى ؟ أنك م هتخلاش بيه زى الأول ؟

وزى مابيجولوا عصفور فى اليد أحسن من عشرة على السجرة .
علوان........مفيش ضمان سوى جلبى _ سمعاه ؟
أهو عمال يدج يدج كيف الساعة
ولو فتحتيه مش هتلاجى فيه غير هنية .
جعدة ومتربعة فيه .
ابتسمت هنية بخجل .
علوان بمكر .......يا وعدى _ الله على الضحكة اللى هتنور الدنيا .
كنت محروم منها أنى كيف بس ؟
هنية ....عشان حمار .
فضحك علوان ....مجبولة منك يا عسل .

هنية بتفكير.........بس أبوى وأمى وعبد الجادر هعمل معاهم إيه لو رچعت فى الجوازة دى ؟
وخصوصاً عبد الجادر .
ده دافع دم جلبه حتى المؤخر دفعه ؟

فاتسعت مقلتى علوان بطمع .
هنية.......طب أرجع حاچته ؟ طب امى وابوى اللى ماصدجوا جرشين يسندهوهم .
اعمل إيه بس ؟؟؟؟؟؟
.............................

ندمت بهية زوجة عبد القادر على استعانتها بـ قنديل ، وصلت لله ركعتين توبة ثم تضرعت إلى الله بالدعاء فى السجود قائلة ...

( يارب أنا ماعدتش أكلم حد غيرك ، أنت اللى بيدك كل حاچة ، أنت ربى وعالم بحالى ، ففك كربى يا رب .

وابعد البت هنية دى عن چوزى ، دى بت جادرة وأنا مش جدها واصل .
وهتخرب عليه بيتى وتاخد منى چوزى
وهتجهر أنا ومش هستحمل .

وأنت ربى حبيبى وحنين عليه جوى ومترضاش ليه الجهرة دى .

فأنا أهو جدامك ومش هجوم من سجودى غير لما تنزل على جلبى سكينة وتطمنى إنه هيبعد عنها .

يارب أنت مبتخذلش واصل عبد رفع أيده وينزلها من غير ماتستجيب له .

وأنا أهو بدعوك فاستجب ليه يا رب العالمين .

ثم كررت الدعاء حتى بكت وانتحبت حتى غفلت على سجادتها فرأت رؤية .

( إن عبد القادر داخل عليها ومعاه فستان ابيض
بهية بتساؤل ...ده فستان عروستك الچديدة يا عبد القادر .

عبد القادر مبتسما ......لا ده فستانك انتِ يا بهية .
ألبسيه بسرعة يا بت ويلا عشان الناس مستنينه بره يزفونا عشان هنروح الحچ أنا وأنتِ.

بهية بفرحة شديدة.......بجد يا عبد القادر ؟
عبد القادر ......بجد يا عيون عبد القادر.

ثم استيقظت على صوت عبد القادر ينادى عليها
فقامت وتشهدت وسلمت وهى مبتسمة ومستبشرة خيرا .
...................... ............
استيقظت ثريا مبتسمة وهى تضع يدها على بطنها بسعادة .
ثريا.......يا حبيبى يا ابنى _ متتصورش أنا أستنيتك جد إيه ؟
وتعبت جد إيه عجبال ماحملت فيك .

ربنا يخليك ليه وتيچى بالسلامة _ يمكن تجدر تنسينى اللى حوصل وتنسينى أبوك ذات نفسه وارتاح .

ثم ولج إليها ياسين .
ثريا......صباح الخير يا ياسين .
ياسين بلا مبالاة ......صباح النور.
هتعوزى حاچة جبل ماأسافر

ثريا بعبوس...هتسافر !
ياسين ....إيوه هسافر

ثريا ....هتسافر وين ؟ وليه ؟

ياسين....مسافر مصر _ هو أبوكِ مجلكيش ولا إيه ؟
ثريا....لا معرفش حاچة .

ياسين ......طيب يا ستى _هجولك أنا .

أبوكِ هيبنى مصنع جديد فى القاهرة ، وعايزنى أشرف عليه هناك .
ثريا بعبوس ......يعنى إيه ؟ كل شوية هتهملنى وهتسافر ؟
وزى ماأنت واعى حبلى وتعبانة .

ياسين...........وأنا أعمل إيه ؟ هجول لأبوكِ ماعيزش أسافر عشان مرتى حبلى .

هيجولى إيه ساعتها _ خليك جاعد جنبها .

ولا هيجولى بطل شغل الحريم ده وشوف عاد شغلك .

ثريا بدلال .......بس يعنى أنا ماتعودتش تبعد عنى كتير إكده.
ياسين بعبوس .......لا إتعودى .
جصدى يعنى _هو أسبوع واحد وهعاود مش هغيب .

شهقت ثريا قائلة.......أسبوع بحاله ؟
وهتجول مش كتير .

يا جلبك الجاسى يا ياسين .

ثم رمقها بنظرة عتاب كأنه يقول لها
( أنتم اللى علمتونى الجسوة _ فمتجوش دلوك تجولوا جاسى )

ثريا.......وهتجعد فين هناك ؟

ياسين .......أبوك رايد اشترى شجة هناك .
فلسه هدور وعجبال ماألاجى , هدور على أى لوكندة أبيت فيها.
عادى يعنى ماتشغليش بالك .

اقتربت منه ثريا بدلال محاوطة يديها برقبته وبهمس ...ولو مكنتش هجلج عليك انت يا حبة الجلب هجلج على مين ؟

أزال ياسين يديها بلامبالة _ وأتبع _ أنا لازما أمشى دلوك عشان ماأتأخرش .

وهبعت صفية تحضرلى الشنطة عجبال ماأنزل أعمل كام مكالمة ضرورى للشغل .

ثم تركها وغادر غير آبه بغضبها .

فوقفت ثريا تسب نفسها وتلومها على توددها إليه
( هو ده اللى جولتى م هتعبرهوش ، وجلبك خلاص هيجسى ولا يهمك ؟)

مفيش فايدة فيكِ ، هتذلى نفسك لإمتى عشان خوطره .
وهو ولا هو هنا _ وسايج الدلال .

كفاية بجه عليك إكده يا ياسين ، ومن أول النهاردة .
هنشوف منى ثريا تانى خالص غير اللى حبتها .
عشان فعلا أنا مليت وزهجت منك .)
............................

نزل ياسين الدرج بأنفاس متصاعدة وقلب يأن لفراق مايسة .
فكيف له أن يصبر لفراقها اسبوع من الزمن _ وهو الذى تمناها بجواره إلى آخر العمر .

ولكن عليه أولا أن يشبع عينيه منها حتى يحتفظ بصورتها أمامه حتى يرجع مرة أخرى .
ولكن كيف وهى مازالت تخفى وجهها الجميل بالطبقة السوداء .
ياسين.........مش مهم _ أنا خلاص حفرت ملامحها فى جلبى جبل عجلى.

بس على الأجل أكلمها وتعرف إنى مسافر وأوصيها على نفسها جبل ماأسافر .

فنادى على صفية لتحضر له حقيبة السفر لتسنح له الفرصة مرة أخرى ليحدثها .

جاءت صفية على الفور قائلة.
أمرك يا سى ياسين بيه .

ياسين...أنا مسافر اسبوع إكده _ هدلى مصر .

وعايزك تحضرليلى خلجاتى مش كتير هدمتين إكده فى شنطة .

ويلا بسرعة عشان مستعچل .

صفية .........حاضر عيونى _ تروح وترچع بألف سلامة .
فأسرعت صفية لتلبية ما طلبه منها .

أما هو فولج للمطبخ مرة أخرى .

فلما رأته مايسة رمقته بنظرة غاضبة .

ياسين...فيه إيه عاد ؟

مش كنت أعتذرت وجولت إنك بالنسبالى مش مجرد خدامة هتخدم حدانا .

مايسة بغيظ .....لا خدامة _ وهكون كومان خدامة لإبنك اللى چاى فى السكة .

ربى يخليلك ست ثريا ويچومها بالسلامة .

ابتسم ياسين وشعر أن غضبها ربما بسبب الغيرة الواضحة على صوتها .

ياسين.........وليه جولتى ولد ؟
مش يمكن تكون بنت حلوة وأسميها مايسة عشان الإسم ده غالى عليه جوى جوى.

ابتسمت مايسة بخجل ولكن سرعان ما عبست وزفرت بغصة مريرة ........
لا مهتجدرش تسميها إكده .
ولا ينفع أصلا اكون ولا هكون غير خدامة .

الله يخليك يا ياسين بيه _ أبعد عنى .

أنا بنت غلبانة وعمرى ماطّلعت لفوج ولا حلمت بحاچة مجدرش عليها .

فياريت متخلنيش ابنى احلام فى الهوا واتعلج وفى الآخر ألاجى نفسى وجعت على رجبتى .

وساعتها ولا هتجدر تساعدنى وهتسبنى أموت .

ياسين وقد أيقن إن ما تقوله صحيح .
فهو فعلا لا يستطيع حمايتها ، بل لا يستطيع حماية نفسه أيضا .
ولكن إلى متى ؟
أما آن لهذا القلب الچريح أن يستريح من العناء ؟
أم كتب عليه الشقاء أبدا .
....................................
يارب تكون عجبتكم حلقتنا النهاردة
متنسوووش تفاعل لايك وكومنت جميل⁦❤️⁩
وتوقعاتكم
هتكمل هنية الجوازة ولا علوان هيقدر يأثر عليها .
طيب عبد القادر هيعمل ايه ؟
ومايسة هتحن لـ ياسين ولا هتستمر فى رفضها ؟
...............
نختم بدعاء جميل ⁦❤️⁩
اللهم ارزقنا من الخير كله عاجله وآجله ما نحن أعلم به وما لا نعلم .
أم فاطمة ⁦♥️⁩

الجزء الثامن عشر 18


الفصل الثامن عشر
.........................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول.
(دمعة تسيل وشمعه تنطفي والعمر بدونك يختفي ومن دونك قلبي ينتهي)

مايسةبرجاء ...الله يخليك شوف طريجك بعيد عنى .
وانسى إنك شوفتنى على حجيجتى .
ومتفتكرش غير إنى خادمتك بس مايسة السودة العفشة.

نكس رأسه ياسين بحزن وآسى ثم رفعها بإنكسار قائلا.....يمكن يكون اللى جولتيه صوح .
بس أنا كنت منتظر منيكِ أنتِ إنك تحمينى من نفسى وتجوفى جمبى .

وللأسف مش هجدر أجدملك غير جلبى اللى****
مايسة مشيرة إيديها....ارچوك متكملش _ بيكفى إكده .
متجولش حاچة أنت مش جدها عشان ماتندمش عليها ، وأندم أنا ندم عمرى كله .
ثم تلألأت فى عينيها الدموع وأشاحت بوجهها عنه _ قائلة....إمشى إمشى دلوك .

ياسين وقد أحرقته دموع عينيها ...أنا ماشى _ ماشى خالص هبعد كتير ومش هتشوفى خلجتى تانى .
عشان أنا مسااااافر .
إستدارت مايسة بألم عصف قلبها وبصوت مخنوق ...هتسافر وين ؟
ياسين ....شغل فى مصر ؟
مايسة ....هتغيب كتير ؟
ياسين ..وده يهمك ؟
مايسة بتكبر كاذب ....لا عشان بس اعرف هرتاح من مجالبك جد إيه ؟

ضيق ياسين عينيه بدهشة ورآى فى عينيها كذب واضح فهمهم قائلا..........إكده يا مايسة ؟
طيب إرتاحى براحتك إرتاحى بس أنا راحتى كانت إهنه معاكِ.
ثم سمع صوت صفية فخرج مسرعاً قبل أن تراه فتشك فى أمره .
أطلقت مايسة لعينيها العبرات بحسرة قائلة ....هتفر منى ولسه محدش دارى حاچة _ فكيف لو عرفوا هتعمل إيه يا ياسين ؟
يا مرك يا مايسة _حكمتى على جلبك بالإعدام .

...................................
دق قلب سمية عندما سمعت صوت طرقات على الباب فتوقعت أن يكون صهيب مع والدته من أجل خطبتها كما وعدها .
ولا تعلم إن سفر ياسين المفاجىء قد حال بينه وبين مجيئه ولم يكن هناك فرصة ليخبرها ذلك .
عليا أخت سمية بنظرة تعجب....مالك يا بت ؟ واجفة متخشبة إكده _ وكمان طرشة مش سامعة الباب هيخبط ؟
إنتبهت سمية لصوت أختها ( عليا ) فخرجت كلماتها على خجل.....إفتحى أنتِ يا عليا .
عليا.......وماتفتحيش أنتِ ليه ان شاء الله _ على رچلك نجش الحنا .
سمية بغضب .......يا ستير عليك بت _ مكسلة تفتحى !
ثم تنفست بهدوء وبخطوات ثابتة ذهبت لتفتح الباب .
لتفاجىء بالطارق ؟ دكتور أحمد .
تبدلت ملامحها من الابتسام للعبوس وحل الصمت بينهم للحظات حتى قال أحمد ....إيه يا أنسة سمية ؟
مش هتقوليلى أتفضل .
سمية بخجل.....اه اه أتفضل _ بس يعنى أخوى مش چوه .

أحمد ...بس أنا مش جى لـ ياسين _ أنا جى لأخت ياسين .
شهقت سمية ثم وضعت يدها على قلبها المضطرب .
لاحظ احمد توترها فقال....جصدى يعنى عايز أقابل والدتك ممكن ؟

سمية......اه أتفضل حضرتك .

بس إستنى إهنه هبلغها الأول .
شعر أحمد بالحرج فتأسف قائلا....أنا آسف إنى چيت من غير ميعاد فجأة كده .
سمية بغيظ مكتوم......لا مفيش حاچة _ ثوانى بس أبلغها .
فولجت لها سمية وقلبها يحدثها ( ربنا يستر ده معاه كومان علبة شيكولاتة _ يارب مايكنش چى للى فى بالى
انت فين بس يا صهيب ؟؟ )

اخبرت سمية والدتها بزيارة الدكتور أحمد فابتسمت والدتها بفرح أقلق سمية أكثر .
بدرية......أجرى يا بت ياسمية _ دخليه متخلهوش واجف كتير إكده عيب .
سمية...حاضر يمه .
فخرجت إليه على خجل لتخبره بإستعداد والدتها لمقابلته .
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة
فولج أحمد للداخل وبيده علبة الشيكولاتة ثم وضعها على المنضده وألقى السلام على والدة ياسين .
احمد ....السلام عليكم يا حاجة_ عاملة ايه ؟
بدرية بترحيب ....أهلا يا دكتور احمد _ نورت يا ولدى .
كيفك أنت ؟
احمد... الحمد لله والله يا حاجة _ نحمد فضله ..
بدرية...يدوم الحمد يا ولدى .

فرك أحمد أصابعه بتوتر وزاغت عيناه فى أنحاء الغرفة .
تعجبت بدريه لحاله فسألته ....خير يا ولدى ؟
حساك عايز تجول حاچة ومختشى ،جول يا ولدى .
أنا زى والدتك .
أحمد.. اه طبعا يا حاجة _ وده شرف ليه ، وعشان كده أنا جى وطمعان فى كرم حضرتك توافجى على طلبى .
بدرية وقد ملىء قلبها السعاده حين رأت فى عينيه لما يريد قوله .....خير يا ولدى ؟
احمد وقد أخرج منديل يمسح عنه العرق ثم تابع بحرج .....أنا جاى النهاردة وكلى أمل إنك توافجى إن أرتبط بالإنسة سمية وأطلب إيديها للجواز .
كانت سمية فى تلك اللحظة قد ولجت إليهم حاملة صنية الشاى حق الضيافة .
وعندما تخلل لمسامعها صوت أحمد طالباً يدها ، ارتعشت يدها فوقعت منها الصنية وانسكب الشاى على الأرض وتهشمت الأكواب .
فنظرت لهم سمية بحرج قائلة ...معلش غصب عنى .
بدرية بغضب ....مش تخدى بالك .
ولكن سرعان ما ابتسمت وقالت لأحمد ....معلش ده يمكن عشان خجلانة شوى .
فأسرع أحمد إليها مطمئنا ....معلش ولا يهمك _ خير خير ، المهم أنك كويسة مفيش حاجه جت عليكِ
تمنت سمية فى تلك اللحظة أن تنشق الأرض وتبتلعها من كمية الحرج التى وقعت بها .
سمية...اه أنا بخير _ عن اذنكم هروح أعمل غيره .
احمد مبتسما....ملوش لزوم يا أنسة سمية _ اعتبرينى شربته .
سمية........طيب عن أذنكم _ هروح اجيب حاجة انضف .
بدرية بصوت عالى ....روحى أنت دلوك يا سمية وابعتى عليا تنضف وخليكِ انتِ.
اومئت سمية برأسها بالموافقة ثم هربت من أمامهم بسرعة البرق.
فنظر أحمد إلى بدرية قائلة ...ها جولتى إيه يا حچة ؟
ابتسمت بدرية مطمئنة إياه ....هجول اللى فيه الخير يا ولدى.
اولا أنت نسب يشرف دكتور وأخلاق ومحدش يجدر يجول حاچة بس انت عارف الأصول طبعا .
لازما أستشير ولدى ياسين وكمان ناخد رأى العروسة .
احمد. ......اه طبعا طبعا يا حچة_ ده واجب .
بس يعنى كنت عايز اطمن على رأئيك انتِ الأول؟
بدرية...إذا كان عليه أنا _مش هلاجى لبتى أحسن منك .
فابتسم احمد وأطمأن وقال...هو ده اللى كنت عايز أسمعه منك يا حجة ، ربنا يطمن قلبك .
وان شاء الله الباجى سهل _ عشان انتِ الخير والبركة.
بدرية...الله يعزك يا ولدى .
احمد....طيب هتردوا ٱمتى عليه ؟
بدرية...الصبر حلو يا ولدى.
هشيع لأخوها ياچى _ هجوله وهسألها رأئيها وبعدين نرد عليك ان شاء الله .
احمد ...ان شاء الله يا حاجة_ طيب أستأذن أنا دلوقتى .
بدرية ...ماتجعد يا ولدى _ تتغدى معانا .
احمد ...ربنا يكرمك _ ان شاء الله تتعوض لما يحصل النصيب.

يلا السلام عليكم .

بدرية...وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا عليا وصلى الدكتور الباب .
احمد....ملوش لزوم _ أنا عارف كويس ,سلام.
بدرية...سلام يا ولدى.
فغادر أحمد ثم قامت بدرية وسجدت لله شكر أن رزق الله إبنتها رجل مثل أحمد دكتور وتتمناه كل فتاة فى البلدة .
ثم ولجت لغرفة سمية فتفاجئت بها تخبىء وجهها فى الوسادة وتنتحب .
بدرية متعجبة......هو فيه ايه ؟ يا بتى .
أنا بحسب هاچى الأقيك ترجصى _ إن ربنا كرمك بعريس ، مافيش بنت فى البلد كلها تحلم بواحد زيه .
سمية بصوت منبوح من البكاء......أنا جولتلك مش رايده أجوز يمه _ هكمل تعليمى .

بدرية بنبرة غاضبة.....أتعدلى يا بت وأكلمى كويس .
ده دكتور واعية يعنى إيه دكتور مش فلاح .
يعنى لو جولتيله هكمل علامى مش هيجولك لأ.
فمفيش حچة إنك ترفضيه .
سمية.....أهو أنا مش رايدة أجوز خالص .
فأقتربت منه بدرية وصاحت بغضب وهى تمسك شعرها بيديها...بتجولى إيه يا بت أنتِ؟
يعنى إيه مش عايزة تتچوزى ؟
لا حديتك ده مهيطمنش أبدا .
اوعى تكونى شايفالك شوفة من ورايا .
سمية بألم من شد شعرها وبكاء شديد ....لا يمه لا يمه .
بدرية...يبجى خلاص هتچوزيه وراسك فوج رجبتك .
معنديش بنته تجول لا على حاچة.
( وده من عادات الصعيد الخاطئة _ إجبار البنت على الزواج ممن لا تريده ، وهذا حرام ولا يجوز )
بكت سمية إنهيار صارخة...لا حرام والله حرام .
نظرت لها بدرية بحزن ولكن فضلت الصمت وخرجت تحدث نفسها :
( هو فيه إيه ؟ مالها البت دى ؟ مفروض تكون فرحانة زى كل البنات لما يچيلها عريس وخصوصاً زى الدكتور أحمد ده فيه كل المواصفات مركز وجيمة وشكله زين ، يبجى فيه إيه ؟
هو حاچة من اتنين _ يأما هى شاغلها حد تانى ، بس هو مين ؟ وليه ماتجدمش؟
يأما بتى حد نضرها ومحسودة ولا حد منه لله عملها عمل , عشان مش دى سمية بتى ابدا اللى كانت وردة مفتحة .
أنا لازم اعملها عدية ياسين وامسح البيت بالملح واقرء سورة البقرة على مية وتشربها
وربنا يهديكى يا بتى وتريحى جلبى _ الله يريحك جلبك.
..........
فى الطريق إلى القاهرة كان ياسين شاردا فى مايسة
وكأنه يراها امام عينيه _ فتراه للحظات مبتسم يتذكر مواقفها المضحكة معه وهو تعبان وتراه للحظة وقد تجمدت ملامحه وارتسم عليه الحزن لما فعله به
ثم أخذه الشوق إليها _ ومزق قلبه البعد عنها وحتى انه لم تعد بعد ملكه ولكن كان يكفيه النظر لبراءة عينيها لينسى همومه .
أما صهيب فهو الآخر فى عالمه الخاص وقد أستبد به الحزن لمفارقة سمية بدون حتى أن يشرح له ظروفه .
فحدث نفسه ( يا ترى هتجولى إيه عليه دلوك يا سمية ؟
خليت بيكِ _ ووعدتك ومانفذتش _ خابر إنك إكيد دلوك زعلانة جوى ، حاسس بيك يا حبة جلبى.
بس والله ما كان بيدى واتفاجئت بموضوع السفر ده
يا ترى هچبالها بأى وش بعد إكده ؟
وهتصدج كيف بس .
ثم انخرط فى الاستغفار لعله يشرح صدره المنغلق ويفتح الابواب التى قد علقت .
فالاستغفار نجاة للمكروبين وتفريج للهم .
استغفر صهيب بصوت مسموع _ فسمع ياسين .
ونظر له بإعجاب وحدث نفسه "
( يااااه يا صهيب _ يارتنى مثلك فى طهارة جلبك ده .
تفتكر لو استغفرت أنا كومان ربنا هيسامحنى ،بس كيف وأنا غرقان لشوشتى فى الوحل ومش خابر آخرته إيه الطريج ده ؟

وخايف جوى اموت وأنا إكده .

يارب إفرجها على عبدك الضعيف ياسين ،وخد بيدى أنت _ أنا مش جادر لوحدى ، جوينى بيك يارب .
ثم لاحظ ياسين أن من الحين والأخر ينظر له صهيب ورأى فى عينيه شىء يريد أخباره به ولكنه محرج.
فأراد أن يخفف عنه فقال :
ياسين متوددا إليه ....معلش يا صهيب خليتك تدب مشوار إكده فجأة من غير ماجولك جبلها .
صهيب محمحم بحرج...أنا خدامك يا ياسين بيه _ وتحت امرك فى اى وجت .
ياسين...مش جولتلك ماتجولش خدام دى تانى , أنت كيف أخوى الصغير .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
صهيب .....أنا أطول الشرف ده يا ياسين بيه .
ياسين محدث نفسه ( ياريت أنا فعلا اللى أنول الشرف مفيش شرف أكتر من اللجمة الحلال يا صهيب حتى لو جاية بتعب بس بيبجى ليها فرحة إكده _ لكن الحرام أعوذ بالله _ اللجمة بتاعته بتكون عاملة كيف السم فى البطن هتجطعها ) .

ياسين....مش عارف ليه حاسس إنك عايز تجولى حاچة بس هتكسف !
جول جول أنا لسه جايلك أنت كيف أخوى الصغير .
ابتلع صهيب ريقه بصعوبه وتصبب عرقاً من كثرة الحرج .
ياسين...إيه ده كله عشان تتحدت ، هتجول ولا انزل امدك على رچليك عشان تعترف .
فضحك صهيب وضحك ياسين .
صهيب..أنا هحبك جوى يا ياسين بيه .
ياسين ...وأنا كومان يا ولد _ بس إحنا هنحب فى بعض كتير إكده ؟
إطلع يلا بلى فى جلبك عشان شامم إكده ريحة حب ، واضح من عنيك اللى هتلمع .
صهيب......ياه للدرچاتى عينى فضحانى .
ياسين...اه وجول بجه مين هى ؟
وهى كمان هتحبك إكده؟
صهيب ...مش عارف بس جلبى هيجولى اه
ياسين ..ومين هى صاحبة الصون والعفاف.
تلعثم صهيب لتخرج كلمته بصعوبة.....هجولك _بس ماهتفهمنيش غلط ولا تظلمها ، لإنى أنا اصلا مشفتش فى أدبها ولا تربيتها وعشان إكده حبيتها .

فشرد ياسين فى مايسة وكأنه يتحدث عنها فاضطرب وصاح.....جصدك مين أخلص جول ؟
صهيب.....أختك _ ست سمية .
وضع ياسين يده على قلبه كأنه يطمئنه إنها ليست مايسة ولكن تذكر إنها أخته فصاح :
بتجول مين ؟
ظهر على وجه صهيب الخوف من غضب ياسين .
ولم يستطيع القيادة وفقد السيطرة على أعصابه فاضطر للتوقف على جانبى الطريق.
ياسين ...وجفت ليه ؟
فنظر له صهيب نظرة رجاء قائلا...حلفتك بالله ماتزعلش منى ولا تفهمنى غلط .
بس صدجنى إنى هحبها ورايدها فى الحلال وعارف إنى مش جد المجام واحتمال كبير ماتوفجش .
تذكر ياسين نفسه عندما كان فى نفس الموقف عندما تعلق بـ ثريا وأراد خطبتها .
فابتسم ياسين لـ صهيب .
ياسين ...ومين جالك إنى مش هوافج ؟؟
..................................
عبد القادر مع بهية فى منزله ..
شرد عبد القادر فى هنية لبعض الوقت وتذكر وهى تقول له ( بيدوا ) فابتسم ابتسامة عريضة ولف شاربه بعزة.
نظرت له بهية بألم يعتصر قلبها .
بهية....ماله الراچل ده جاعد إكده متنح وسرحان ، أكيد شكله إكده هيفكر فى ست الحسن والچمال .
ميتى بس ياربى أخلص منيها .
فقامت بهية ووقفت أمامه وبصوت جهورى فى وجهه أفزعه ..
عبد القادر يا خويا أحضرلك الوكل دلوك .

عبد القادر بفزع ...بسم الله الرحمن الرحيم .
فيه إيه يا بت هتصرخى إكده ليه فزعتينى ؟
مابراحة عليه شوية .

إكده هجطع الخلف وأنا لسه داخل دنيا ، حرام عليكِ.
بهية بغيظ محدثة نفسها.....داخل دنيا !
إنت اللى زيك خلاص داخل أخرة.
عبد القادر ....بترمطمى تجولى إيه يا بت ؟
بهية.....لا ولا حاچة .
ومعلش أچيبلك طاسة الخضة يا خويا عشان تروج إكده وكل ده عشان الست المحروسة هنية يا عبد القادر .
عبد القادر بغضب....متلمى لسانك يا بت شوية
وماتتكلميش عليها إكده .
دى هتبجى مرتى زيك بالظبط وعايزك تحترميها كومان وتعامليها كأنها أختك الصغيرة ..
بهية بتعجب.....أختى !
دى أم أربعة وأربعين _ عايزة تسرجك منى ومن عيالك .
عبد القادر بتهديد....والله لو ما لميتى لسانك شوية .
لكون رامى عليكِ اليمين .
بهية بدموع قهر....إكده يا عبد القادر _ رايد تبعنى بسهولة بعد عشرة العمر ده كله عشان بت عيلة إكده؟
عبد القادر....البت دى هتبجى مرتى يا بهية .
وكومان أنتِ اللى هتستفزينى وانا مش عايز أفرط فيكِ يا بت .
ثم ابتسم ليلطف الجو بعض الشىء .
بجولك يا بت يا بهية _ مبلاش عبد الجادر دى اللى عمالة تجوليها عمال على بطال .
بهية وضعت يديها على ذقنها ولوت فمها بسخرية ....
أمال عايزنى أجولك إيه أن شاءالله ؟
عبد القادر بفخر.....جوليلى يا بيدو .
ضحكت بهية بسخرية....والله بيدو يا عبد الجادر على اخر الزمن أتسخطت يا راچل من جديد ورچعت عيل صغير من تانى وعايز تدلع .
ومش محترم سنك يا عبد الجادر ثم ضحكت وقالت
جصدى يا بيدو ..

قام عبد القادر والغضب يملؤه قائلا....اقسم بالله العظيم لو ما احترمتى نفسك ولميتى لسانك ده .
لأكون موديك الليلة عند أهلك .
خافت بهية وارتبكت فبعد هذا العمر ترجع لبيت أهلها ليشمت بها الناس .
فابتسمت ابتسامة غيظ وأقتربت منه لتمسح على شعره بحنان....إكده يا بيدو ؟
وأهون عليك أبيت بعيد عنك يا راچل ؟
فرد عبد القادر جناحته بفخر وعزة قائلا....مش خابر الحريم هتموت فيا ليه إكده يا واد يا عبدالجادر .
يلا ربنا يدينى الصحة وأحاول اعدل بناتكم زى بعضه .
................................

هنية لـ علوان طب أرجع حاچة عبد الجادر ؟
بس امى وابوى اللى ماصدجوا جرشين يسندهوهم .
اعمل إيه بس ؟
علوان بمكر........وليه ترچعى _ خليهم حتى يكونوا تعويض على الأيام اللى بعدتى عنى فيهم .
أما أبوكِ وأمك فرملهم جرشين منهم هيسكتوا .
اتسعت عين بهية بذهول قائلة ...كيف ده ؟
ولو امى وابوى سكتوا _عبد الجادر مش هيسكت على حجه وهيخدهم منى بفضيحة كومان .
علوان.....مش هيجدر .
هنية..كيف يعنى ؟
علوان ...عشان مش هيلاجينا ،هنكون فلسعنا من إهنه خالص وهنچوز فى مكان تانى بعيد عن إهنه خالص .
هنية ...جصدك يعنى هنهرب .
علوان...ايوه
هنية...بس أنا مجدرش افارج أبوى وأمى _ والناس هتجول عليه إيه بس .
علوان...يعنى أنتِ لسه هترضعى مش جادرة تفارجى حضن أمك وأنا إيه بالنسبالك ؟
ماأنا هعوضك عن كل ده .
أما الناس فكده كده هيتكلموا ويجولوا وأنتِ هيهمك فى إيه ؟
ماأنتى مش هترجعى تانى إهنه .
هنية....وهنروح فين بس ؟
علوان....هنروح طنطا عند أهل امى _ وهشتغل هناك مع اخوالى .
يعنى هنبعد عن الصعيد كلاته ونتلم على بعض يا بت يا حب .
هنية........بس يعنى جلبى مش جايبنى أعمل إكده .
علوان تصنع الغضب بمكر....خلاص يا بت الناس _ أنا عملت اللى عليه وجولت اللى عندى ، بس شكلك إكده مش ريدانى زى مارايدك يا هنية.
هنية....رايداك والله _ بس طيب نرچعله فلوسه أحسن وكل واحد يروح لحاله .
وأنا هقنع أبوى وأمى بيك ونبجى نبعتلهم كل شهر جرشين من اللى هتكسبهم .
علوان محدث نفسه ( هو أنا عارف اصرف على نفسى _ لما أصرف كومان على أبوكِ وأمك ، شكلها جوازة هم وخلينا أفلسع أحسن ولا أحاول تانى يمكن تسمع كلامى )
.................
اخر الليل مايسة على فراشها معاتبة نفسها
مايسة........ليه الجسوة دى معاه _ كنتِ عطيتله فرصة يكلم ، حسستيه إنك كومان هتحبيه .
عنيه كانت كلها حب واحتياج وأنتِ صدتيه
فليه هتعذبيه وتعذبى نفسك معاه.
ثم ردت على نفسها بآسى ...يعنى لو عطيته فرصة ، وبينت إنى هحبه أو حتى أجوزنى وكانت فرحتى بالدنيا كلها .
بس هتفتكرى هيجدر يجول جدام الناس كلها إنى مرته _ ولا هيكسف عشان كنت خدامته ؟
هيجدر يجف جدام جبروت ثريا اللى متعرفش ربنا .
لا انتى هتحلمى كتير جوى يا مايسة ,فوجى جبل ماتندمى ندم العمر كله .
..............
يارب تكون عجبتكم حلقتنا النهاردة
متنسوووش لايك وكومنت يا قمرات.
ومايسة إيه رئيكم فى كلامها ؟
يا ترى عندها حق ولا 😂
نختم بدعاء جميل ⁦❤️⁩
اللهم اللهم ارزقنى عيشة رضية وميتتا سويا ومردا غير مخز ولا فاضح
...........
ام فاطمة⁦♥️⁩


الجزء التاسع عشر 19 

الفصل التاسع عشر
..........................🌹
عندما تشتاق لأحد وبشدة ..يصبح العالم وكأنه خالى من البشر
..............
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله .
صهيب بنظرة صدق جعلت ياسين قلبه يلين........صدجنى يا ياسين بيه _ أنا بحبها هى ورايدها فى الحلال .
و مش طمعان فى اى حاچة ومش عايز غيرها ولو وفجت مش عايز منيك اى مساعدة .

أنا الحمد لله بانى شجة فوج بيتنا عشان أچوز فيها والحمد لله أنت هتعطينى مرتب يجدرنى أعيشها مستورة .

تنفس ياسين بعمق وتذكر نفسه مع ثريا ولكن هناك فارق كبير بينهما .
هو من رضى لنفسه بالدونية ولكن صهيب عزيز النفس ، رجل بحق يعتمد عليه وأفضل منه بكثير .
ابتسم ياسين إبتسامة جعلت صهيب كالطائر المحلق فى السماء بسعادة.

وضع ياسين يديه برفق على كتف صهيب ثم قال ..
أنا موافج يا صهيب _ أنت تستاهل كل خير .

ثم غمز له بمكر قائلا..بس تفتكر هى هتوافج ؟
احمر وجه صهيب وافترش بنظره الأرض ، فأدرك ياسين أن أخته تهيم به أيضا عشقا .
ياسين.....طيب خلاص خلاص أنا فهمت .
وان شاء الله لما نرچع من السفرية دى يحلها الف حلال.
حمحم صهيب بخجل ثم قال بصوت ضعيف ...بس فيه حاچة مهمة .
ياسين......أكتر من إكده؟ جول فيه إيه تانى ؟
مسح صهيب عرقه ثم ابتسم قائلا...يعنى أنا وعدتها إنى هچيب أمى النهاردة ونروح نخطبها .

بس اللى حوصل إنى چيت معاك السفرية دى فچأة إكده _ فخايف يعنى تفتكر إنى يعنى ****
ياسين.......خليت بيها _ لا ماتخفش وعندى دى معلش .
ويا سيدى أنا هكلمها وأجولها .
صهيب بفرحة...بچد ؟
ياسين ... أه بچد ثم امسك هاتفه واتصل على أخته سمية .
فى هذا الوقت كانت سمية تبكى على فراشها من جراء كلام والدتها لها.
فكانت تعتصر ألما وحزنا ،ليأتيها الجبر من الله عز وجل من جلال مكالمة لم تكن تتوقعها .

نظرت سمية لهاتفها قائلة ده.
..ياسين أخوى حبيبى .

فقامت بالرد عليه....ياسين كيفك وفينك ؟
ماتيچى يا خوى أنا محتچالك جوى جوى .

شعر ياسين أن هناك أمر ما فى صوتها.
ياسين بقلق ......مالك يا جلب أخوكى ؟ حاسس إن صوتك متغير.
سمية بزفير حار ....لا مفيش حاچة متجلجش .

ياسين......كيف مجلجش يا بت ؟
أنتِ بالذات غالية عندى جوى .

سمية.......ربنا يخليك ليه يا خوى .
ياسين....طيب ان شاء الله لما أرچع من السفر ، هاچى ونتحدت مع بعض .

سمية بإستغراب .. ...أنت سافرت يا خوى ؟

ياسين بمكر........اه سفرية كانت مستعجلة إكده .
حتى صهيب ماكنش يعرف واضطر يچى يوصلنى .
فتنفست سمية بإرتياح واطمن قلبها بعد أن علمت سبب تأخره .

ياسين....إيه مالك ماهتتكلميش ؟
سمية بصوت تغير من الحزن للفرحة ...لا يا خوى مفيش حاچة .
ترچع بالسلامة ان شاء الله ، هتوحشنا كتير جوى .

ياسين......وأنتِ كومان يا جلب أخوكِ _ سلمى كتير على امى واخواتى .
سمية......يوصل يا أخوى .
ثم أغلقت الخط مبتسمة لتسرع إلى المرحاض للتتوضأ ثم تصلى لله لتناجيه
( يارب رچعه ليه بالسلامة وأكرمنى بيه زوج صالح ليا بالحلال وخلى أمى توافج وابعد عنى الدكتور أحمد ده _ أنا مش بطيجه )
.............................
عند قنديل
سيد...بجولك يا سيد الناس
قنديل....فيه إيه يا ولا ؟
سيد ....البت نحمدو بره وعايزاك فى موضوع إكده ؟
قنديل.....خير ملها دى كومان ؟
جول المفيد عنها ؟
سيد.....دى زى ماأنت خابر هتخلف بنات بس وسلفتها هتخلف ولاد .
فإيه بجه يا سيدى هتغير من سلفتها وهتموت عشان هيحبوها أكتر منيها وهى هيسموها ام البنات وهيستجلوا منها .
( وهذا جهل من الناس للأسف لأن الذى يهب الإناث والذكور هو الله وليس للإنسان دخل فى هذا .
ولا يعيبه فكله خلق الله وكل محاسب سواء ذكر او أنثى )
قال تعالى ( يهب لمن يشاء إناثا ويهب من يشاء ذكورا أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما )
قنديل ضاحكا....وهى أكيد چاية عشان تكيد لسلفتها .
سيد....اه يا سيد الناس .
قنديل ....طيب إستعنى على الشجى بالله .
دخلها ونشوف دماغها عايزة إيه بالظبط ؟؟؟

..............................
اتصلت ثريا على والدتها سكينة .
ثريا بنبرة حزينة.....كيفك يمه ؟

سكينة....الحمد لله يا بتى _ وأنتِ عاملة إيه ؟
هتكلى كويس ؟ إنت حبلى ولازما تتغذى زين .

ثريا بتنهيدة....ومين ليه نفس للوكل يمه !
سكينة...ليه إكده يا بتى ؟
بردك المحروس چوزك اللى سادد نفسك _ مش جولنا خلاص هنتغير وننسى عشان تعرفى تعيشى لنفسك ولولدك اللى چاى فى السكة .

ثريا...ايوه يا يمه _ بس مش جادرة على بعده .
وجلبى بيتجطع على سفره ده .
كان لازما يعنى ابوى يعمل المصنع ده ؟
ماإحنا عايشين إهنه كويس والشغل تمام ومكناش محتاجين حاچة .

سكينة...والله عندك حج يا بتى _ بس أنتِ خابرة أبوكِ ولما حاچة تتطلع فى دماغه لازما ولابد ينفذها .

ثريا....بس دى مصر يمه الواسعة _ وأخاف على ياسين من بنات البندر اللى بيجولوا عليهم مية من تحت تبن دول .

سكينة بضحك...هتغيرى يا ثريا ؟
ثريا.......اه طبعا مش جوزى ؟
سكينة.....اه جوزك مجولناش حاچة بس "
هو فيه حد منهم بحلاوتك بردك عشان يبص لغيرك ؟

ثريا بقلق......أخاف يمه وحدة تلف عليه إكده ولا إكده هناك .
بالمسخرة والدلع ومش لازما حلاوة يعنى .
عشان فيه ستات يدب فى عينيها رصاصة .
ومايصدجوا راچل والسلام .
سكينة تكز على أسنانها بغيظ قائلة ....خليه بس يفكر بس .
وهتشوفى هيحصلها إيه وهو هيحصله إيه ؟
هى سايبة إياك !
ده ابن المجشفة ده ، مچوز ست الستات كلها ، ولو نضر بس واحدة غيرك هيكون فيها موته .

ثريا....ربنا يستر بجه _ ويعدى السبوع ده على خير .
...........................
علوان بمكر......شكلك مش واثجة فيه يا بت يا هنية .
ومش خابر ليه عايزة ترچعى الفلوس للزفت عبد الجادر ده ؟
ده حجك أنتِ ماهو كان طالع داخل من عنديكم .
وكومان عنده كتير جوى وماهيزعلش يعنى على حاچة بسيطة زى دى .
ولو هيزعل يومين وهيعدوا ، وهيروح يدور على بت صغيرة تانى هيضحك عليها بفلوسه .
لكن أنتِ هيكون ربنا نچاكِ منه وكومان معاكِ جرشين ينفعونا أنا وأنتِ ونعيش كويس .
وجولتلك هنبعد عن إهنه خالص ولو على أمك وأبوك ،ربنا يسهل الحال ونبعتلهم يحصلونا.
بس نلحج بس يا بت نعشلنا يومين حلوين أنا وانتِ.
يومين حب إكده ونعوض كل الأيام اللى فتونا .
صمتت للحظات هنية تفكر وتضاربت الأفكار فى عقلها ولكن كالعادة كما يقولون ( مراية الحب عامية )
وأنتصر القلب على العقل .
ابتسمت هنية بخجل قائلة....عندك حج يا علوان . خلينا نعيش ونتهنى وتصرف براحتنا وعلى رأئيك أبوى وأمى يحصلونا بعدين .
ابتسم علوان وحدث نفسه ( أنتِ غلبانة جوى يا بت يا هنية صوح بس ماتخفيش هدلعك يومين من نفسك بردك وبعدين هتحصلى أنتِ أبوك وأمك )
علوان......هو ده الكلام يا حبيبتى _ وماتخفيش واصل طول ما أنا معاكِ .
ده أنا هخليكِ أسعد بنت فى الدنيا .
هنية بخجل ...ربى يخليك ليه يا علوان .
علوان....خلاص _ روحى أنتِ دلوك وچهزى شنطتك وحچتك وماتنسيش الفلوس .
وعلى الفچرية وكله نايم إكده ، هستناكِ على أول الطريج .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
هنية ...حاضر _ وربنا يعديها على خير .
وفى المساء .....قامت بهية بإعداد حقيبة جمعت فيها كل ما يلزمها وأيضا أموال عبد القادر .
وانتظرت حتى نام والداها واخوتها ومع أذان الفجر نزلت لتفر هاربه مع علوان الذى كان فى إنتظارها إلى مصير مچهول .
ابتدائته هى بطمع منها لتتزوج بآخر طامع وفى النهاية لم تحظى بمال الأول ولا حب الآخر
فما بنى على باطل هُدم .
.................................
مرت أيام كانت صعبة على ياسين فى القاهرة .
كان منهمك فى مباشرة بناء المصنع وأيضا البحث عن شقة له ولـ حمدان كما أمره .
ولكن لم يتوانى فى كل لحظة عن التفكير فى مايسة رغم انشغاله .
فتأتى فى مخيلته دوماً فتجعل وجه الملىء بالهموم يبتسم وكأنها هى نقطة ماء فى صحراء قلبه المظلمة .
فشعر بغصة فى قلبه وأخذه الشوق إليها ولم يعد قادرا على البعد عنها أكثر من هذا .
ففكر جديا فى العودة ليقر عينيه برؤيتها ولو للحظة ثم العودة مرة أخرى للقاهرة .
وبالفعل أمر صهيب بتجهيز السيارة للعودة فى وقت متأخر من الليل حتى لا يراه أحد من أهل البلدة .
كما حدثه ياسين عن السبب لذلك وهو ( مايسة) الذى أطارت بلب عقله فجعلته عاشقا لها بين ليلة وضحاها وهو من ؟ (ياسين الدهشورى ) .
فأفشى له ياسين هذا السر الذى عصف بقلبه .
اتسعت عين صهيب وهو يقص له ما فى قلبه وتعجب لذلك ولكنه "
عذره لذلك فهو يعلم بلهيب نار المحب .
ياسين.......ها يا صهيب .
أنا رايد أوصل جنا فى وقت متأخر.
يدوبك بس هطلع ليها بس ونرچع تانى .
ضيق صهيب عينيه بتعجب قائلا .......يعنى هدب المشوار ده كلاته عشان تشوفها بس ؟
ياسين بتنهيدة حارة.......أعمل إيه ؟
هو فيه حاچة فى يدى غير إكده ؟
صهيب........طيب ماتچوزها بدال هتحبها إكده جوى .
إتسعت عين ياسين بذهول قائلا ....أتجوزها !
صهيب.......وفيها إيه ؟
أنت ماهتعملش حاچة حرام _ ده شرع ربنا مادمت جادر .
مش أحسن ماتعمل حاچة عفشة والعياذ بالله , يبجى الچواز أحسن وأستر ليك وليها .
وأنت راچل كويس ومش هتظلم ست ثريا .
تنهد ياسين بمراراة قائلا.....أنا خايف عليها من نفسى ومن ثريا .
أنت ماهتعرفهاش ؟
لو عرفت إنى إچوزت عليها و مين ؟
خدامتها فى الجصر كومان مش بعيد تجتلها وتجتلنى .
جحظت عين صهيب بفزع قائلا ......يااااه للدرچاتى ؟
أنا خابر الحريم لما تغير بس ماهتوصلش لكده .

ياسين........لا دى ممكن تعمل حاچة ملهاش وصف كومان.
عشان إكده خايف عليها منى ومش خابر إعمل إيه ؟
ولا جادر أچوزها ولا جادر أهملها .
صهيب........لا كده صعب جوى ، وكده هتعذب نفسك كتير وهتعذبها معااك .
ياسين بآسى .... ايوه _ بس مش بإيدى .
صهيب بتفكير ......الموضوع طيب لازمله تضحية .
ياسين.......كيف يعنى؟
صهيب ....هى لو بتحبك صوح وخابرة إن ثريا مش هتجبل أبدا تچوز عليها .
يبجى مفيش غير حل واحد بس .
اتسعت مقلتى ياسين من الدهشة قائلا ......إيه هو ؟ ليمنى عليه ، الله يخليك .
صهيب .... تخدها معاك إهنه فى مصر المحروسة وتچوزها بعيد عن ست ثريا خالص .
وتعيش حياتك من غير ماحد يعرف خالص .
وأنت إكده كل شوية بحكم شغلك لازما تتدلى مصر عشان تتابع الشغل فى المصنع الچديد .
فكده ست ثريا مش هتشك فى حاچة واصل .
وطبعا ماهينفعش الشجة دى _ عشان هما أكيد هيحبوا يچوا من وجت للتانى فيها .
فأنت تدور على شجة فى مكان تانى بعيد عن إهنه .
وتچوزها بس لازما يچى ابوها معاها عشان حرام تسيب راچل كبير لوحده .
وبردك يكون ونس ليها فى الأيام اللى مش هتكون أنت فيها موجود معاها .
ابتسم ياسين لـ صهيب وتنفس الصعداء وتخيل للحظة إنها زوجته فطاب قلبه .
ولكن كان الخوف يملىء قلبه ليس على نفسه ولكن عليها .
فيكفى ما تعرضت له من أذى على يديه ولا يريد إيذائها أكثر من هذا .
نعم هو يحبها وامتلكت عليه قلبه وعقله ويريدها لا تفارق عينيه ولكن إن كان البعد عنها يحميها .
فهو يؤثر البعد الموجع والمعذب لنفسه عن القرب .......
صهيب......ها جولت إيه ؟
ياسين بحيرة فى أمره ....مش عارف ؟
خايف عليها جوى يمكن اكتر من نفسى .
صهيب.مطمئنا له .....كيف مابيجولوا ..تفائلوا بالخير تچدوه .
إن شاءالله خير بس انوى أنت بس .
ياسين ......يارب أنت عالم بحالى .
صهيب.....تمام إكده .
أسخن العربية بجه عشان نتوكل على الله ويدوبك هنوصل فى نص الليل.
ياسين ...تومام _ على الله التساهيل وربنا يسترها .
صهيب....ونعم بالله .
.........................
واصلت مايسة عملها بالجصر طوال النهار بجد وتعب .
ولكنه أصبح لها من غير ياسين كالمقبرة .
يخنقها العمل به ولكنها مجبرة من أجل المال .
كان إسماعيل يرى على وجهها الحزن فيتألم لإلمها . رغم إنه يعلم السبب وهو بعد ياسين .
ولكن إنه القلب المحب الذى لا يستطيع أبدا الكره مهما وجد من قلب محبه .
إقترب منها إسماعيل وتكلم بهمس ....هتحبيه للدرچة دى ؟
اضطربت مايسة وتلون وجهها وقالت ....هو مين ده ؟
أنت أتچننت ولا إيه يا أسماعيل ؟
إسماعيل بألم يعتصر قلبه....أيوه أنا أتچننت بحبك يا مايسة بس للأسف الجلب وما يريد .
نظرت له مايسة بآسى لما رأت فى عينيه الصدق ولكن إنه القلب ليس عليه سلطان ولا نستطيع أن نقول له
( حب هذا وليس هذا ) وليتنا نستطيع .
شردت مايسة بأعينها الدامعة فى ياسين ثم قالت بصوت متحشرج ...سامحنى يا إسماعيل .
أنت إنسان كويس جوى وطيب بس أناااااا
قاطعها إسماعيل بألم يعتصر قلبه....عارف وواعى كل حاچة يا بنت الناس .
وهو كومان هيحبك ، فمتعذبوش نفسكوا واتلموا فى الحلال .
ولو حصل أى حاچة _ شوريلى بس هتلاجينى جمبك .
ابتسمت مايسة وهزت رأسها بالموافقة ثم أبتعد عنها إسماعيل ليطلق لعينيه الدموع بآسى.
وفى نهاية هذا اليوم ::
مايسة على فراشها وقلبها يحدثها ( يا ترى عامل ايه دلوك يا ياسين ؟
معلش كان غصب عنى أجولك إكده _ بس ربنا يعلم محبتك فى جلبى )
بس لو تعاود هجولك أنا مش عايزة حاچة من الدنيا دى إلا أنت .
لم تستكمل مايسة كلماتها تلك حتى سمعت خبطات خفيفة على الباب .
أصاب قلبها الخوف وتسائلت من سيأتى فى هذا الوقت ؟
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة

قام والداها عمران فزعاً قائلا....يا ستير يارب .
خير مين هيخبط فى السعادى ؟
ارتدت مايسة إسدالها سريعا وتقدمت نحو الباب بخطوات خائفة وبصوت خافت خائف "
( مين هيخبط ؟؟؟؟
فجاءها صوت خافت بالكاد تسمعه .....إفتحى يا مايسة أنا ياسين .
فجاء فى خاطرها كل ياسين فى البلدة إلا ياسين الدهشورى .
مايسة بذهول ..ياسين مين ؟
ياسين بقلب يدق فرحاً.....إفتحى يا حبة الجلب .

فانتفضت مايسة وتصارعت دقات قلبها هامسة
( ياسين الدهشورى معجول )
ففتحت الباب لتجده أمامها بطلته الخاطفة للأنفاس .
مايسة وقد اكتسى وجهها بحمرة مخيفة....ياسين !
انت أدليت ميتى من مصر ؟
ياسين بعين مشبعة بالحب...طيب هفضل إكده كتير على الباب .
عمران .......مين يا بتى اللى على الباب ؟
مايسة بتوتر....ده يا ابوى ....؟
فولچ للداخل ياسين بدون إستئذان قائلا ...أنا ياسين الدهشورى يا عم الحچ .
كيفك إكده ؟ يارب تكون أتحسنت ؟
عمران بدهشة....ياسين الدهشورى حدانا معجولة .
أهلا وسهلا يا ابنى .
ثم تحدث بصوت خائف ...بس يا ترى فيه إيه ؟
هى بتى عملت حاچة ...يا سمح الله ؟
سلط ياسين نظره على مايسة فافترشت بنظرها الأرض خجلا .
ياسين بقلب عاشق...ايوه عملت يا حچ عمران سرجتنى ؟
فصاح عمران بغضب وحاول جاهداً رغم تعبه أن يقوم ليضربها....هتسرجى يا بنت ***
هو ده اللى علمتهولك بردك .
فهربت مايسة وراء ظهر ياسين فدق قلبه بشدة , فها هى تحتمى به فهل سيكون بقدر هذه المسئولية؟
ياسين بضحك.. ..إستنى بس يا حچ أنا بهزر معاك .
هى مسرجتش حاچة _ هى سرجت جلبى بأدبها وعفتها وأنا چاى دلوك أطلب يدها منك .
جولت إيه ؟
تخشبت مايسة فى مكانها ونظرت لـ ياسين بذهول .....وحدثت نفسها ( معجول ده _ چى يخطبنى أنا مايسة خدامته )
تفاجىء عمران فصمت للحظات ثم قال ...
بس لعلمى يا ابنى إنك مچوز _ وعارف أنا بشرع ربنا مدام مجتدر ممكن تچوز تانى .
بس مرتك مش زى أى بنته عادية _ دى ثريا حمدان الجناوى .
تفتكر هترضى چوزها يچوز عليها ومين كومان خدمتها !
اضطرب ياسين وخفق قلبه لانه يعلم صدق ما يقول وفكر به مرارا وتكرارا ويخشى كثيرا من عواقب ذلك
لكن تباً لقلب عمى عن كل شىء سوا محبوبه .
ياسين.....يا حچ _ أنا خابر اللى هتجوله كويس .
بس افهمنى _ أنا هحب بنتك ورايد أنا وهى الستر فى الحلال مهماً كلفنى ده .
أهون من اى شىء والعياذ بالله فى الحرام .
فعايزك تساعدنى وتوافج .
عمران......يابنى ربنا يكفينا شر الحرام , بس دى بتى الوحيدة ، اللى مليش غيرها فى الدنيا .
وخايف عليها من شر حمدان الجناوى وبته.
وأنا زى ماأنت واعى ضعيف وتعبان وبتى بردك غلبانة وماهتجدرش على ثريا واصل .
فعشان إكده رغم إنى حاسس فعلا إنك بتحبها .
وكومان بدال چيت لحد إهنه يبجى أكيد خابر إنها هتميل ليك بردك .
بس برده ماهينفعش يا ابنى _صدجنى .
أنا راچل كبير وفاهم وواعى وزى ميكون شايف جدامى نار هتحرق الأخضر واليابس لو الچوازة دى تمت .
ياسين ......يا حچ أنا مجدر خوفك على بتك وأنا هخاف عليها أكتر من نفسى وربنا عالم .

بس عايز أجولك إنى هچوزها مش إهنه هاخدها معايا مصر وهخدك كومان عشان نبعد خالص عن ثريا وأبوها .
ونكون فى أمان بعيد عن عنيهم خالص .
فياريت يا حچ توافج _ صدجنى مش جادر على بعدها أكتر من إكده .
ولو وافجت هنلم حالنا دلوك ونتدلى مصر .
ونچوز هناك .
عمران بذهول....إيه كيف يعنى ده ؟؟؟؟
...................
يا ترى عمران فعلا هيوافق على الجوازة دى ؟
أم مايسة هتوافق على صهيب ولا عايزة الدكتور أحسن وهتعترض ؟
يارب تكون الحلقة عجبتكم ⁦❤️⁩
متنسوووش لايك وكومنت
نختم بدعاء جميل ⁦❤️⁩
يارب أنت ترى مكانى وعالم بحالى وضعفى وما عصيتك استهوانا بك ولكن غلبتنى نفسى الأمارة بالسوء
فيا سيدى اغفر لى وارحمنى واعنى على طاعتك
ام فاطمة

الفصل العشرون 20


الفصل العشرون
......................🌹
.بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله .
⁦❤️⁩

مازال ياسين فى منزل الحج عمران يحاول جاهداً إقناعه بالزواج من مايسة .

ياسين بتوسل المحب ......ياريت يا حچ توافج أرجوك .
صدجنى مش جادر على بعدها أكتر من إكده .
ولو وافجت هنلم حالنا دلوك ونتدلى مصر .
ونچوز هناك .

عمران بذهول....إيه كيف يعنى ؟
أسيب مكانى وحالى وأروح حتة معرفهاش ولا أعرف فيها حد .
أنا عشت طول عمرى إهنه وعايز بردك أموت إهنه .
ياسين......ماهو مينفعش واصل نهملك لحالك .
هتخاف عليك مايسة وأنا كومان هخاف حد يعرف حاچة ويأذيك لوحدك.

أقتضب عمران وبصوت غاضب ...ومين جلك إن بتى هتهملنى ؟
إنت اللى هتهمل لوحدك _ معندناش بنات للچواز .
وأتفضل يلا من غير مطرود .
وكومان معتدتش تروح تخدم عندكوا _ ولو هنموت من الچوع .
وقعت كلمات عمران عليهما كالصاعقة التى أوشكت أن تفضى بحياتهما .
فاستندت مايسة على الحائط بعد أن شعرت بالضعف فى أوصالها وانهمرت بالبكاء بعد رفض والداها له .
أما ياسين فقد نظر لها بعين اليأس وتنهد بزفير حار وكأن كلمات عمران أصابته فى مقتل فتخشب جسده .
ولكن يجب عليه المغادرة ولكن بلا قلب أو روح .
فقام ياسين ليغادر مهموما بخطوات متثاقلة كأنه يمشى فى جنازة قلبه الذى مات بعد رفض عمران زواجه من مايسة .
لم تستطيع مايسة التماسك أكثر من هذا وهى ترى معشوق الروح ياسين يتركها لتعانى مرارة فقده .
فسقطت مغشياً عليها أمام والداها .
صاح عمران بفزع.....مايسة يا بتى .
أما ياسين فكان صوت ارتطامها بالأرض كفيل بتحطيم كل أسواره المتهالكة .
فأسرع إليها مناديا عليها بقلبه قبل لسانه .....ماااااايسة
وبيد مرتعشة حملها بين ذراعيه متأملا وجهها الملائكى الذى جاهدت فى إخفاءه كثيرا .
ولكن كأن قلبه كان يراه وأحبها بوجهها الأسود لقلبها الأبيض الذى يفتقده .
سقطت دمعة ساخنة من عينيه على وجنتيها
وبألم ممزوج بالقهر همس ياسين ....فوجى يا حبة الجلب ، فوجى عشان خاطرى .
فتكلمت مايسة بصوت خافت وهى مازالت فاقدة للوعى....يااااااسين.
فدب الأمل فى قلبه من جديد .
ياسين ......أنا معاكِ ومش هسيبك أبدا يا حبة الجلب.
وعندما رأى عمران صدق حبه ولهفته عليها بهذا الشكل وافق رغم قلقه من هذا الزواج .
وضعها ياسين على الفراش برفق وجلس بجوارها ومسح على وجهها بالماء لتستعيد وعيها .
ففتحت عينيها ببطىء ،لتراه مازل بطلته الخاطفة للأنفاس أمامها.
ابتسمت مايسة وبصوت حنون....ياسين أنت إهنه لسه ولا أنا بحلم .
أغمض عينيه ياسين وتنهد بإرتياح....حمد لله على سلامتك يا حبة جلبى ، خضتينى عليكِ.
أنا معاكِ أهو ومش هسيبك واصل .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
فنظرت مايسة لوالدها نظرة رجاء واستعطاف .
عمران بغصة مريرة .. .....خلاص يا بتى _ اللى فيه الخير ربنا يجدمه .
موافج وأمرى لله وربك يخلى العواجب سليمة .
نزلت دموع مايسة ولكن هذه المرة بفرح وسعادة لامست قلبها لأول مرة .
أما ياسين فقبض على يديها بحب ولكن سرعان ما جذبتها خجلا .
مايسة بغضب طفولى....أوعى تلمسنى تانى _ أنا لسه مش مرتك .
ياسين مبتسماً....يا صبر أيوب _ طيب يلا يا هانم .
حضرى خلجاتك عشان يدوبك نطلع من إهنه جبل ماالنهار يهل .
فانقبض قلب مايسة وتغيرت ملامحها.
فأدرك ياسين وقع كلمته عليها ، فطمئنها "
معلش يا حبيبتى هى فترة إكده وان شاء الله الأمور تتعدل
المهم نكون مع بعض فى اى مكان .
فابتسمت مايسة وأسرعت لإحضار كل ما يلزمها وتحتاج إليه هى ووالداها ووضعتهم فى حقيبة ليست بالكبيرة .
فهم بسطاء جدا ولا يملكون إلا اليسير الذى يستر جسدهم .
ثم ارتدت مايسة ملابسها _ كما ساعدت والداها فى ارتداء جلبابه .
وأستعدا للخروج مع ياسين .
وعندما أقترب عمران من الباب ، التفت مرة أخرى والدموع فى عينيه .
عمران......مكنتش حابب أبدا أفارج البيت اللى جضيت فيه أحلى أيام عمرى مع أمك الله يرحمها .
ابتسم ياسين لوفاء هذا الشيخ الكبير ثم نظر لـ مايسة متمنياً ايام سعيدة معاها كما عاش ذلك الشيخ مع زوجته .
مايسة........معلش يا بوى _ عشان خوطرى .
عمران.....ماشى يا بتى _ على الله كله .
ثم قفل الباب ورائه مرددا بسم الله _توكلنا على الله _ هو الحافظ .
ابتسم صهيب عندما رآهم معه وتمتم قائلا ( سبحان الله _ الحب له تأثير عچيب وعجبالى يارب ثم شرد للحظة فى سمية قائلا ( وحشتينى جوى )
ثم ترجل من سيارته سريعا ...ففتح الباب الخلفى لتركب به مايسة ووالداها عمران .
ثم ركب ياسين بجانب صهيب ليقود صهيب إلى عالم آخر جديد جمع بين العاشقان ( ياسين & مايسة )
وما من بين لحظة وأخرى يسرق النظر ياسين فى مرآة السيارة إلى مايسة .
فتتقابل عينيه معها فتبتسم بخجل ثم تشيح بوجهها عنه .
صهيب .......دلوك هننزل فين يا ياسين بيه ؟
ياسين ....على شجتنا عادى فى المهندسين .
صهيب بصوت منخفض حتى لا تسمعه مايسة فتحزن .
صهيب ......ماهينفعش ست مايسة تروح شجة المهندسين .
ياسين...ليه ماهينفعش ؟ أهو بس مؤجتاً عجبال منشوف شجة تانية بعيد عنها .
صهيب...افهمنى بس يا ياسين بيه .
شجة المهندسين فيها بواب وأكيد هيسئل من دى وبتاع !
ساعتها هتجول إيه مرتك ؟
طيب وبعدين لما تيچى ست ثريا ، هتجول إيه مرتك بردك .
فممكن البواب يجول حاچة كده ولا إكده _ إحنا فى غنى عنه.
ياسين ضرب يده برأسه قائلا....واه _ كان غايب عنى ده فين ؟
طيب والعمل دلوك ؟ هنروح على فين ؟
صهيب ..أنا شايف أننا نحچز فى أى لوكاندة فخمة إكده .
تجعد فيها ست مايسة وأبوها عجبال متجهز الشجة التانية وبعدين هنكتب الكتاب وتفرحها إكده بحفلة على الضيج فى اللوكاندة .
عشان هما كيف مابشوف على النت ، بيعملوا چو حلو جوى فى الحچات دى .
وحجها طبعا دى بنت بنوت لسه .
وبعدين تتوكل على الله وتخدها شجتك وممكن تسيب عم عمران يومين كومان فى اللوكندة وأنا هبجى أشجر عليه ثم غمز له مبتسماً .
عشان تاخد راحتك يعنى يا عريس .
فابتسم ياسين وهز رأسها ثم أردف قائلا...عفارم عليك يا صهيب .
إيه الدماغ دى؟ يلا عجبال ماأعملك فرحك إكده أنت وسمية .
فدق قلب صهيب لذكرها وابتسم بحب .
وبالفعل وصلا بفضل الله إلى فندق خمس نجوم .
ولجت معه مايسة على خوف مترقبة هذا المكان الشاهق وأخذت تجول بعينيها فى أرجائه .
فجحظت عينيها مما رآت من مساحات واسعة وشاشات كبيرة وأنوار ساطعة .
ونساء الكثير يرتدين ملابس أشبه ما تكون التى تُلبس فى حجرة النوم .
وأشباه رجال بجانبهم لا يعبئون بنظرات غيرهم من الرجال لهم (وهذا ما يسمى الديوث الذى لا يغار على أهل بيته )
قام ياسين بحجز غرفة لها مع والدها.
ولكنها أمسكت بتلابيب جلبابه الصعيدى بذعر قائلة ..
أنت هتهملنى لحالى إهنه يا ياسين ؟
فضحك ياسين لبرائتها ونظر لها بحب قائلا ..ماهتخفيش يا حبة الجلب_ ده فندوج محترم جوى ، وهترتاحى فيه .
وهيجبلوك الوكل فى مواعيد مظبوطة وكومان لو احتچيتى اى حاجة هيچبوهالك .
وكومان فى الأوضة هتلاچى تلفزيون يسليكى .
فافترشت مايسة بنظرها الأرض وهمست بخجل ...طيب يعنى لو احتچت يعنى ؟
هيكون فين ؟ مدام اوضة واحدة من غير البتاع ده ؟
يوه متفهم لوحدك بجه !
ضحك ياسين قائلا.......جصدك الحمام .
متخفيش مهى كل أوضة إهنه فى الفندوج فيها حمام خاص بيها _ متجلجيش .
مايسة.........طيب هيدونا مفتاح نجفل على نفسينا ألا حد يدخل علينا باليل ولا حاچة .
ياسين ....جولتلك ماتخفيش واصل _ هنا فى أمان ويستحيل حد هيدخل عليكِ من غير مايستأذن وطبعا فيه مفتاح هتجدرى تجفلى عليكِ كويس وتنامى مرتاحة .
مايسة...بردك جلبى متوغوش جوى .
ياسين ...ماتجلجيش كلها كام يوم أجهز شجتنا الجديدة وننجل فيها ان شاء الله .
وأنا هكون معاكِ إهنه كل يوم _ وهاخدك افسحك فى كل مصر المحروسة .
وإچبلك كل اللى تريديه وتحبيه .
مايسة بفرح طفولى .. ...أنا نفسى جوى جوى فى البتاع ده الساجع اللى هيسيح ويبوظ الخلجات ده اسمه اسمه ايه يا مايسة ؟
إيس حليم لا إيس كليم .
ياسين....لا انتِ مش عارفة تجوليه إسكتى إسكتى
إسمه جولاطة هههه هچبهالك حاضر من عيونى .
ثم غمز لها قائلا.......وكومان هنشترى جهازك يا عروسة
فاكتسى وجه مايسة بالحمرة وأشاحت بوجهها عنه خجلا .
ياسين ........خلاص خلاص _ شكلك هتعذبينى اكتر ما أنا متعذب بحبك يا جلب ياسين .
ثم ابتسم وتابع قائلا "
ماتصوريش أنا صبرت كتير جوى جد إيه وكنت حاسس إنك كيف الحلم اللى عمره ماهيتحجج .
ومش مصدج دلوك إنك معايا وبعد ساعات هتكونى مرتى .
مايسة تطلعت له بعين محبة متسائلة...ماكنتش مصدجة أنا كومان إنك هتحبنى عشان اللى عملته فيه مكنش هين واصل .
ياسين بنظرة حزن ...معلش سامحينى يا حبة جلبى.
مايسة....أنا عمرى مازعلت منك يا ياسين لإن جلبى ماكنش شايف إلا جلبك من چوه وكنت خابرة إن تصرفاتك دى ليها سبب أكيد .
عمران متألم بوجع ......انتم هتفضلوا تتحدتوا أكتير إكده وأنا مش جادر أجف على رچلى .
ياسين......ألف سلامة عليك يا عمى معلش ودجيجة وهتستريح بأمر الله لما نطلع الأوضة .
ثم نظر لمايسة وتابع "
هطمن عليكِ فوج فيها وبعدين معلش لازما أمشى عشان أشوف مصالحى إهنه وأعاود ليكِ تانى.
ثم نظر إلى صهيب قائلا ...يلا سند عمك عمران ويلا بينا فوج عشان يستريحوا
صهيب...امرك يا ياسين بيه .
.............................
تجهز عبد القادر الذهاب إلى خطيبته ( هنية )
فارتدى أفضل ما عنده ثم وضع عطره المفضل .
وكل هذا تحت أنظار زوجته بهية الذى يكاد قلبه ينفطر من الحزن .
ولكن ألهت نفسها بذكر الله وسألته الثبات والفرج من عنده كما نصحها ( الشيخ صالح أخو قنديل )
بهية بعين مليئة بالدموع.....يعنى رايح فين على الصبح إكده يا سيد الرچالة ؟
إبتسم عبد القادر بزهو ....رايح أچيب العفشة بتاعتى الچديدة أنا وهنية .
ماأنتى عارفة كلها كام يوم ونكتب الكتاب ونعلى الچواب يا بت .
ففاضت عين بهية بالدموع _ فنظر لها عبد القادر ببعض الحزن فهو يعلم حقاً إن الأمر ليس بهين عليها فهى عشرة عمره كله ، تحمتله وصبرت كثيرا حتى أغناه الله من فضله .
ولكن غروره كرجل وطمعه فى الزواج من فتاة صغيرة تعيد له شبابه كان أطغى عليه .
فتركها عبد القادر فى حزنها غير عابئا بها .
فرفعت ببصرها للسماء باكية
قائلة( مستنية الفرج من عندك يارب وعارفة إنك مش هتخيبنى ).
أما هو فنزل على الدرج زهو بنفسه محدث نفسه
( جربت ليلة الهنا مع هنية يا عريس ، ميتى بجه يا بت تكونى فى دارى واسمع من خشمك الحلو ده فى الصبح والمسا ( بيدو)
اه يا نارى منك يا بت يا هنية .
ودلوك أجبلها إيه وأنا رايح عنديها ؟
أجولك يا واد يا عبد الجادر ، تچبلها خلخال دهب
عشان تتدب برچليها الحلوة دى على رأس البجرة ( بهية )
( والله أنت اللى هتاخد فى نفوخك يا بيدو )
فى منزل هنية العروس.
بسطويسى والدها .....بجولك يا أم هنية _ روحى صحى بتك خوم النوم دى .
عريسها زمانه چاى عشان نشترى العفشة.
خليها تلحج تچهز ونخلص جبل مايچى.
والدتها.....حاضر يا خوى _ هروح أصحيها .
فولجت إلى غرفتها فلم تجدها على فراشها .
أم هنية وقد أصابها الريبة ......البت دى راحت فين على الصبح إكده ؟
ثم نظرت إلى خزينة ملابسها فوجدتها فارغة ووجدت ورقة بها .
انتفض قلب الأم والتقطت الورقة بفزع لتقرئها
( سامحينى يمه على اللى عملته _ أنا مش بطيج عبد الجادر ومش رايداه .
وهحب علوان وهچوزه بعيد عنكم ، بس هتوحشونى كتير وهبعتلكم جريب عنوانى وتچونى .
سلمى على ابوى وماتخلهوش يزعل منى ،غصب عنى معلش عملت إكده .
سلام يمه وأشوف وشك بخير )
فصرخت الأم وخبطت على صدرها بقوة وصاحت ....إلحجنى يا بسطويسى _ مصيبة يا خوى .
فجاء سريعا بسطويسى على صوتها .
بسطويسى بفزع........حوصل إيه ؟
أم هنية .........بتك هربت مع علوان وبتجول هتچوزه .
ثم صاحت "
يا فضحيتنا وسط الخلج يا بسطويسى _ هنورى وشنا للناس كيف بعد إكده ؟
وهنجول لعريسها إيه ؟
منك لله يا بتى ! ليه تعملى فينا إكده ؟
غلت الدماء فى عروق بسطويسى وبصوت جهورى.........بنت **** أطولها بس وهسيح دمها .
بتك جبتلنا العار وجرستنا وسط الخلج ، وعبد الجادر مش هيسكت أبدا عشان اللى دفعه كتير جوى .
ومش بعيد يحبسنا بسببها .
يا مرك يا بسطويسى _كان مستخبيلك ده كله فين بس ؟
...................................
ولجت نحمدو تلك السيدة التى تغير من سلفتها لإنجابها الذكران دون الإناث أما هى فلا تنجب سوى الإناث وتُعير بهم وما يدل هذا إلا لضعف إيمانها .
فالمهم فى الذرية أن تكون طيبة سواء كانت إناث أو ذكور .
فلا خير فى ذكر عابث لا يعلم عن دينه شىء .
قنديل..... أهلا وسهلا بالست نحمدو .
نحمدو بآسى.... اهلا بيك يا سى جنديل .
قنديل بمكر .....على وشك باين الزعل جوى بس بدال چيتى إهنه كل حاچة محلولة بإذن الله .
نحمدو.....ياريت يا سى جنديل ، عشان جلبى مولع نار .
هيكرهونى عشان مبجبش غير البنات وهى هيدلعوها ويحبوها عشان هتخلف ولاد
ثم أطلقت شرارة من عينيها وزفرت بضيق قائلة....ياما نفسى تتحسر عليهم واحد واحد .
ولو بيدى كنت خنجتهم بس أعمل إيه بس غصب عنى ثم بكت بدموع التماسيح.
قنديل بنظرة شيطانية ...ولى يخلصك منهم من غير مايدك تتمد عليهم ويفطسوا كده ربانى .
إتسعت عين نحمدو بذهول قائلة بچد ، كيف يعنى ؟
قنديل....كيف دى عليه أنا ، بس المهم المعلوم .
هتجدرى تدفعى على كل عيل ألف چنيه ؟
وهى عندها كام واحد ؟
نحمدو بغيظ.....عنده أربعة صبيان حتة وحدة.
قنديل....يعنى اربع تلاف ، ها إيه رأيك ؟
نحمدوا.....بس يعنى مجدرش على كل ده مرة واحدة .
ممكن طيب خلينا فى اتنين دلوك وبعدين ربنا يسهل بالباجى .
بس جولى كيف هيفطسوا ؟
قنديل...هعمل واحد عمل ماهيخلهوش يعرف ياكل وهيسد نفسه لغاية مايضعف ويموت لوحده .
والتانى ....هسحره وهخليه زى المجنون لغاية مايأذى نفسه ويرو فيها .
بس لازما تچيبلى جطر من خلجاتهم عشان العمل وهدفنه فى الجبر عشان محدش يجدر يفكه واصل .
نحمدوا بعين متسعة من الفرحة.....شالله يخليك يا سى جنديل .
نفسى بچد أشوف جهرتها عليهم زى مابيجهرونى هما .
قنديل....طيب إسرعى بالجطر والفلوس عشان تشوفى الجهرة فى عينيها بسرعة.
نحمدوا .....حاضر _ هتصرف بإى طريجة وبكرة بالكتير هيكونوا عندك .
قنديل ....تمام يا نحمدو .
نحمدوا....أفوتك بعافية دلوك وربى يخليك عشان هتساعد الغلابة اللى زييى.
قنديل....ايوه بس مين يحس بجيمة اللى هعمله .
يلا على الله بجه
( إلهى تتحرق بجاز يا شيخ )
خرجت نحمدو ليشرد قنديل للحظات فى ثريا
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
فولج سيد إلى قنديل فوجده هائما شاردا .
سيد ...إيه تانى يا سيد الرچالة _ مش جولت هتصبر على الحلو دجه .
ولا الدجه خدها الغراب وطار .
قنديل بغضب .....أنت هتتمسخر بيه يا زفت الطين أنت ؟
والله لأوريك وهم أن يضربه .
سيد بذعر....لا خلاص أنا بهزر معاك يا ابو الجناديل
مش إكده براحة ألا يتجطعلك عرج .
جنديل بغصة مريرة....ما أنت مش حاسس بالنار اللى قايدة فى جلبى يا بجرة.
سيد .....إيه للدرچة دى الحب ولع فى الذرة .
فوضع جنديل يده على قلبه قائلا..
وأنهى نار _ دى خلصت عليه جوى جوى.
سيد...طيب والحل ؟
مش جولت مش هتچيبها إهنه غير لما تچيب ولد الكوتشينة اللى هيجش الليلة كلاتها !
قنديل....اه جولت _ بس اللى معرفهوش ؟
إنى جلبى أتشعلج جوى جوى إكده فى حبال الهوى .
نظر له سيد بعين ضيقة وبذهول مما سمعه منه .
قنديل بغيظ.........أنت يا زفت مالك إكده هتبربش إتعميت إياك ؟
سيد .......لا بس يعنى هسمع حديتك المعسول إكده فى الحب والهوى _ يمكن أتعلم منك كلمتين ، أجولهم للبت ست ابوها .
فضحك قنديل قائلا .....ست ابوها مرة وحدة ودى هتجدر عليها لوحدك يا ولا .
سيد........وأجدر على ابوها كومان بس هى تحن إلا مصدرالى ديما الوش الخشن .
قنديل ......متجلجش هعملك عمل محبة هتلاجيها هتترمى تحت رچليك .
سيد بنفور ....لا مش عايز ؟
قنديل......ليه يا بجرة ؟
سيد ...عشان أنا عايزها تحبنى لنفسى آنى .
مش عشان عمل ممكن يروح فى اى وجت وتروح تكرهنى تانى .
قنديل متعجب.......من ميتى أنت بالعجل ده يا بجرة؟

سيد.....امال يعنى مش إنسان هحس كيف البشر .
قنديل ...ايوه فعلا جاموسة هتبحر فى بحر الحب .
سيد....مجبولة منك يا سى جنديل .
المهم خلينا فى حتة الجشطة ثريا هتعمل ايه ؟ هتصبر لما تولد ولا مش هتصبر؟
قنديل.....لا مش جادر ولازما ولابد اشوفها ؟
سيد هتشوفها كيف ؟
جصدك هتجبها إهنه تانى ؟
قنديل ....لا المرة دى آنى اللى هروح .
فجحظت عين سيد بذهول ....هتروح كيف يعنى ؟
قنديل بثبات .....هروحلها الجصر .
سيد بإرتباك.......يا ليلة بيضة .
( ولا يصح قول ليلة سودة حتى لا نسب الدهر وهى ايام الله )
سيد بذهول ...كيف ده ؟
ومش خايف من الحرس إهناك ولا الكلاب السعرانة اللى واجفة ومستعدة تاكل أى حد يجرب ؟
قنديل ...لا متخفش وأنا هعرف كيف هدخل من غير مةحد يحس بيه ؟
وكومان فرصة وچوزها مش موجود .
عشان عرفت إنه أدلى على مصر وسايبها حزنانة فلازما أروح أواسيها عشان الحزن وحش على ولدى .
فضحك سيد ........ايوه يا حنين _ أنت هتجولى .
بس لازما تجولى كيف يعنى محدش هيعرف
قنديل...طيب جرب إكده وطاطأ ودانك وهجولك هخش كيف ؟؟؟؟؟؟
.......................
يارب تكون عجبتكم حلقة النهاردة

الفصل الواحد والعشرون 21

الفصل الواحد والعشرون
................................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
ضحك سيد بسخرية قائلا ..ايوه عارفك يا حنين .
أنت هتجولى ؟
بس لازما بردك تجولى كيف يعنى هتدخل عنديها من غير ماحد هيعرفك ؟
قنديل مبتسم بمكر ......هجولك _ بس جرب إكده وطقطق ودانك وهجولك هخش كيف ؟
فنصت له سيد مترقباً بعين متسعة "

قنديل هامسا....هتخفى كيف الحريم !
سيد بذهول.....يعنى تجصد يعنى ؟
فأومأ قنديل برأسه يقصد ايوه هو ده
فضحك سيد بسخرية قائلا...يعنى هتبجى جنديلة منيلة .
فغضب قنديل وبرزت عروقه......بتجول إيه يا بجرة ؟
سيد بخوف.....لا مجصدش يا أبو الجناديل _ بس هتعملها كيف دى ؟
قنديل........عادى هلبس جلبية وهلف طرحة وحط نصها على إكده وهتمسخر فى الكلام وهبجى أحسن من أى حرمة فيكِ يا بلد .
سيد ضاحكا .....والله منظرك هيبجى حكاية صوح .
وهتعملها إمتى العملة دى ؟
قنديل...دلوك يا غبى .
روح يلا أسرج من أى حبل غسيل جلابية وطرحة وبالمرة شبشب زنوبة عليه الجيمة إكده.
فضحك سيد قائلا ..والله هتفكرنى بشغلنتى الجديمة قبل ماأعرفك ، كنت حرامى غسيل إنما إيه ؟
إيدى تتلف فى حرير .
قنديل......فالح يا ولا .
وطيب أخلص يلا ومتعوجش _عايزك فى ظرف ساعة تكون چيبهم.
سيد...حاضر _ فوريرة .
...........................
بسطويسى لزوجته بعد هروب هنية.....وبعدين يا أم هنية هنعمل ايه دلوك ؟
لو عبد الجادر شم خبر هتبجى فضيحتنا بجلاجل .
هزت ام هنية رأسها بحزن قائلة ....ايوه وكله هيتحدت علينا ويجولوا سرجنا الفلوس .
بسطويسى ...أجولك لمى خلجاتك بسرعة .
هنية ....ليه ؟
بسطويسى ......هنروح حدى أخويا فى أسيوط لغاية مالموضوع ينام شوية .
ام هنية بآسى وحزن ......يعنى مش كفاية هى هربت ، إحنا كومان هنهرب زى الحرامية.
بسطويسى .....عندك حل تانى ؟ مش أحسن من الفضيحة .
هنية.......ايوه عندك حج ، امرى لله هجوم بسرعة أحضر خلجاتنا واسترها معانا يارب.
منك لله يا هنية يا بت بطنى .
وبينما كانت تهم بالوقوف ام هنية _ إذ بالطارق على الباب .
فنظر كل منهما للآخر بفزع وكادت قلوبهم أن تتوقف خوفاً من أن يكون الطارق هو ( عبد القادر) .
ولكن للأسف سمعوا صوته من خلف الباب قائلا ..
( إفتحى يا بت يا هنية _ يا عروسة السعد والهنا )
وضعت ام هنية يدها على رأسها بخزى وهوان ، اما بسطويسى فلم يجد سوى الإستسلام للأمر الواقع ويفتح .
فهو يدرك تماما من داخله إنه يجنى ما زرع من طمع وحقد فى نفس إبنته .
وبخطوات متثاقلة ذهب عطية لفتح الباب وعلى وجه حزن لو تفرق على العالم كله لأهلكه .
فتح عطية وقابله عبد القادر بإبتسامة قائلا....إيه يا نسيب الهنا _ كل ده لطعنى على الباب ماهتفتحش ليه بسرعة ؟
وفين عروستى الحلوة ؟ عشان چيبالها خلخال دهب إنما إيه ؟
هدب فيه دب فى الأرض واكيد الأعادى وكومان طقم من اللى هيبعوه فى التلفزيون حتى وحدة .
اسمه ايه يا عبد الجادر _ ايوه اسمه جيرانيت .
ثم لاحظ عبدالقادر جمود ملامح بسطويسى فتسائل "
عبدالقادر ...مالك مسهم إكده ؟
تلاقيك مش فاهم يعنى ايه جيرانيت ؟
ده يا سيدى طقم حلل بس حاجة يعنى ألاجة خالص ، بتاع الهوانم ، يليج بـ هنية جلبى .
بسطويسى بغصة مريرة.....اتفضل بس أجعد يا عبد الجادر .
عبد القادر.......ماشى عندك حج ، رچلى ورمت من كتر اللف على الحاچة.
وأدى جعدة _ بس هو فيه إيه فهمنى ؟ شكلك بيجول فيه حاچة ؟
عشان وشك إكده مجلوب ؟
وفين هنية ؟ مش سمعلها صوت يعنى ؟
أغمض بسطويسى عينيه بألم وهز رأسه بخزى .
قائلا....الحجيجة يا ابن الناس أن هنية _ هربت من غير ماندرى راحت فين .
وجمنا الصبح ملجناش خلجاتها ولا اى حاچة من حچتها .
جحظت عين عبدالقادر واحمر وجه وبرزت عروقه غضباً وهب واقفا قائلا....أنت هتجول إيه ؟
كيف يعنى هربت ؟
أنت أكيد بتهزر _ بس هزار ماسخ جوى ؟
فين هنية يا بسطويسى أنطوج بسرعة عشان مزاجى مش رايج؟
بسطويسى بألم يعتصر قلبه.......والله زى مابجولك هربت عشان تچوز عيل صايع ثم بكى عطية بمرارة.
فأمسكه عبد القادر من رقبته بقوة وصاح....لا أنتم إكده ضحكتوا عليه .
وافتكرتونى عيل بريرالة .
لا ده أنا أسيحك دمك دلوك .
بسطويسى ...صدجنى والله مليش ذنب _ هى بت فاجرة وهربت وماكناش هنعرف أن ده هيحوصل .
أحلفلك بإيه عشان تصدجنى.
عبد القادر بنظرة حادة وبصياح شديد ......لا مش مصدج .
ودلوك يتطلع بالبت وتّم الچوازة الفجر دى من أولها .
يأما نفضها سيرة وترچعلى فلوسى بالمليم اللى صرفتها على المحروسة بنتك .
بسطويسى بصوت منبوح من البكاء ...هچبلك منين بس ؟
أنا أصلا لاجى أكل !
ولو أصلا مجتدر _ كنت هچوزها واحد جد أبوها.
أنا وافجت بس عشان ظروفى المجندلة ، وأهو فى الآخر هربت وهتفضحنا .
تراجع عبد القادر واعتصر قلبه حزنا قائلا...يعنى بتك ماكنتش هتحبنى وكانت وخدانى بس عشان فلوسى وشيفانى راچل كبير كومان .
يعنى أنا چيت على أخر عمرى وأتهزج ويضحك عليه إكده من حتة عيلة .
يا مرك يا عبد الجادر _ كان مستخبيلك ده كله فين ؟
بس أنا اللى غلطان _ أنا اللى جليت بنفسى ومحترمتش سنى ، وكنت هظلم الست اللى وجفت چمبى العمر كله من غير ماتشتكى وماشوفتش منها غير كل خير .
والله معارف أوريها وشى كيف دلوك_ منك لله يا بسطويسى أنت وبنتك .
بس مش هسيب حجى وهشتكيكم فى الجسم ، ومش هيهدالى بال غير لما أشوفك أنت وبنتك و متكلبشين بالحديد.
فجثى بسطويسى على ركبتيه باكيا ثم أمسك بيد عبد القادر وقبلها قائلا.......الله يستر عرض بناتك يا عبد الجادر يا خوى _ استر عليه وعلى بنتى .
أنا خابر إنى غلطان جوى جوى كومان بس ماهيخلصكش على اخر العمر إكده أتحبس واتهان .
وأجولك خلينى أشتغل عندك أجير بالفلوس دى مع إنى عارف مفيش فى العمر أصلا يكفى ربعهم حتى.
فتأثر عبد القادر ببكاؤه وذله بين يديه
فشد عبد القادر يده منه وتذكر قول الله تعالى
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )
فابتسم وكأنه يرى جزاء هذا العفو فى الجنة .
عبدالقادر بروح متسامحة ....خلاص جوم يا بسطويسى ، أنا سامحتك لوجه الله .
.........................
ياسين مع مايسة فى الفندق .
نادى على صهيب.........يا صهيب .
هات عمك الحچ ويلا نطلع على الأوضة فوج عشان الچماعة تستريح شوى .
صهيب....امرك يا ياسين بيه _ سند عليه يا عم الحچ .
عمران ......تعبتك معايا يا ولدى.
صهيب...لا متجولش إكده _ أنت كيف أبوى بالظبط .
عمران...الله يكرم أصلك يا صهيب _ أنت صراحة على وشك نور من الله وحاسس فعلا إنك راجل زين .
وعشان إكده _ رايد أجولك كلمتين .
صهيب.......جول يا حچ _ أنا سمعك زين .
عمران....عايزاك تعتبر بتى مايسة _ كيف أختك بالظبط .
فلو چرالى حاچة أو ياسين جل بأصله عشان أنا خايف منيه جوى ، فخد أنت بالك منها واحميها يا ابنى عشان هى غلبانة جوى وملهاش غير ربنا .
دمعت عين صهيب من كلام الحج عمران ، وشعر بالمسئولية نحو تلك الفتاة التى بالفعل ستأخد منها الدنيا أكثر بكثير مما اخذته منها .
عمران......ها جولت إيه ابنى _ طمنى ربنا يطمن جلبك ؟
صهيب ....متجلجش يا حج عمران _ وان شاء الله اكون جد وصيتك دى وهتكون عندى اغلى من اختى وهحافظ عليها ولو بدمى .
بس أنا واعى أن ياسين بيه هيحبها جوى جوى وهيخاف ويحافظ عليها اكتر منى .
فليه هتجول إكده عليه ؟
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
عمران نكس رأسه بحزن قائلا....عشان ياسين مش ماشى لحاله _ ماشى بشورة حماه حمدان ومرته.
ولو شموا خبر والعياذ بالله سعتها ثم سكت للحظة محاولا التماسك وكبت دموعه حتى لا يفسد على ابنته فرحتها.
عمران.....ساعتها ممكن حمدان وبنته مش هيسيبوا بنتى فى حالها وممكن كومان يخلصوا عليها.
صهيب ...لا مش للدرجاتى يا حج _ هو اكيد هتكون غيرة حريم بس لكن مش اكتر من إكده ، ماتحطش فى بالك حاچة وسيب الأمور لربنا هو ارحم وأحن.
عمران..... ونعم بالله يا ابنى.
بس زى ماوصيتك.
صهيب......حاضر _ يا حج ماتجلجش فى عيونى.
فاطمأن عمران بعض الشىء ودعى الله بحفظ ابنته من شر حمدان وابنته.
ثم صعد معهم لغرفتهم فى الفندق .
ولجت مايسة للغرفة على ترقب وخوف وما أن ولچت حتى شعرت ببرودة فى أطرافها فحوطت نفسها بذراعيها لتدفىء نفسها.
لاحظ ياسين هذا فنظر لها بعطف قائلا.
ياسين......مالك يا حبيبتى ؟
فخفضت مايسة نظرها خجلا من كلمة حبيبتى التى أصابت قلبها فى مقتل.
مايسة.......معرفش الچو إهنه برد جوى ليه إكده ؟
مش عرفة الهوا ده چى منين مع أن الشبابيك مجفولة.
يكنش چى من عجب الباب ،هبجى أدُسه بأى خرجة إكده وخلاص .
لم يتمالك ياسين نفسه من الضحك على فطرتها .
فتلون وجهها وقضبت چبينها وتحدثت كالأطفال....مش عارفة كل شوية هتضحك على حديتى ليه ؟
مش عچباك طيب هتچوزنى ليه ؟ ماتروح تچوز بنت هتكلم من طراطيف مناخيرها من البندر .
وتجولك يا بيبى ومش خابرة أبصر إيه إكده ؟
ياسين.....وأنتِ عرفتى منين إنهم هيجولوا إكده يا بيبى ؟
مايسة بغيظ...أوعى تكون واحدة منيهم جالتلك إكده ؟
ياسين ...لا محدش جالى ومستنى أسمعها من خشمك اللى هينجط عسل ده .
وأنا هضحك عشان البرد ده چى من التكييف مش عجب الباب .
بس متجلجيش هوطى درچته شوية وهيبجى زين .
مايسة.......إيه التكييف ده ؟
ياسين...دى حاچة إكده كيف التلاچة هيعلوجها على الحيطة _ كيف ماأنتى ناضرة إهناك أهى .
فابتسمت مايسة بخجل....صوح المثل اللى هيجولوا عليه ( اللى يعيش ياما يشوف ، وعشنا وشوفنا التكييف ) .
ياسين...طيب تومام إكده _ هسيبك أنا دلوك أشوف مصالحى .
وهما هيطلعوا الغدا دلوك _ فشوفى لو كنتِ عايزة تدخلى الحمام تغيرى خلجاتك وتستريحى شوية .
مايسة....طيب ماتجعد تتغدى معانا الأول .
عشان تُصلب طولك شوى جبل الشغل .
نظر لها ياسين لعيونها التى تمتلىء بالحنان وكأنه ينظر إلى والدته فهى تذكره بها .
فهى تماثلها فى طيبة القلب والعطف والقرب من الله وتمنى كثيرا أن لو رآها قبل أن ينخدع فى حب ثريا الواهم.
مايسة بنظرة إستعطفاف....ها جولت إيه هتجعد شوى ؟
ياسين مبتسما بحب....عشان خاطر عيونك مجدرش أجول لأ.
مايسة بإبتسامة مشرقة...ربى يخليك ليه.
هدخل بجه أغسل وشى وإيدى جبل الوكل.
ياسين.......ماشى قبل الوكل وبعد الوكل _مش عارف كيف حاسس إنك امى كانت هتعلمنا إكده بردك.
مايسة...طيب اسمع الكلام بجه وإلا عقابى هيكون شديد
فضحك ياسين قائلا.....هو فيه عقاب أكتر من إنى مش جادر أهملك يا حبة الجلب .
فهربت مايسة من نظراته إلى المرحاض .
ثم وقفت أما المرآة تنظر لنفسها ثم طبعت قبلة عليها قائلة......زى الجمر يا بت وتستهلى بوسة امواه.
ثم نظرت للحوض الذى أمامها ولم تجد صنبور المياه ولا شىء يدل أن هناك ماء .
فخرجت والغضب على وجهها قائلة....هى اللوكاندة دى چديدة ؟
ياسين...كيف يعنى؟
مايسة...أصلوا يعنى مركبين حوض ولسه الحنفية ومش ناضرة اى حاچة هتنزل مية منيه.
ياسين ......كيف ده لما أچى أشوف إكده ؟
فولج ياسين للمرحاض فوجد الحوض كما قالت من غير صنبور وإنما يوجد به عدة فتحات وبعض الأزار جانبه .
فضغط على الزر فتناثرت المياه عليه وعلى مايسة
التى شهقت بفزع .
مايسة.......الحجونى....بغرج بغرج .
فضحك ياسين واقترب منها يمسح المياه على وجهها وهو ينظر لها بشوق ولهفة .
فابتعدت منه على خجل.
مايسة.......إحنا جولنا إيه ؟ مفيش لمس جبل كتب الكتاب.
ياسين.......يا صبر أيوب بجولك إيه _ أنا معدتش جادر
أنا هنزل دلوك أجيب المأذون وچاى
وأنتِ يلا غيرى خلجاتك وأنا هروح اغير فى الشجة وأجيب المأذون .
ضحكت مايسة على استعجاله ولكن من داخلها تنتظر اللحظة التى تجمعهم سويا فى الحلال .
لعلها تجد على صدره الاحتواء فقلبها فزع تلك الأرض الغريبة التى سكنتها وهو لها مصدر الأمان الوحيد بها ولا تطمئن إلا فى قربه .
ياسين لـ صهيب ....يلا بينا يا صهيب دلوك .
صهيب وضع يده على بطنه وتنفس بخجل قائلا........مش جولت هناكل الأول _ أنا عصافير بطنى هتصوص من بدرى.
ياسين مبتسما....من ميتى مفچوع إكده ؟
نبجى نشترى اى حاچة من الطريج؟
عمران....وليه يا ولدى _ أجعدوا ناكل الأول ولجمه هنية تكفى مية وبعدين تتوكلوا على الله .
لم يجد ياسين سوى الإستجابة لهذا الشيخ الكبير الذى كلما نظر له تمنى أن كان والده مازال حياً فلربما ساعده فى التخلص من المستنقع الذى يعيش به.
جلس ياسين وعينه لا تفارق مايسة كأنه يحاول حفر ملامحها فى ذاكرته .
فهو لم يتعود بعد على شكلها بدون سواد فكانت بيضاء كالثلج ذات عيوان واسعة سوداء بأهداب طويلة تزيدها جمالا ويكسو وجهها حمرة طبيعية بدون أدوات الزينة ويزين ثغرها دوما ابتسامة صافية كالأطفال تكشف عن نقاء قلبها .
ياسين محدث نفسه بعيون لامعة من الحب.....وه _ أنتِ جميلة جوى جوى يا حبة جلبى .
بس أنا حبيتك وأنتِ كيف الطين صدجينى ، حبيت فيكِ روحك الطيبة عشان هى اللى بتدوم .
ما أنا عندى ثريا شكلها زين من بره بس عاملة زى الجشرة إكده ومن چوه العفن واكلها .
ثم قطع شروده دخول دخول النادل بطاولة الطعام .
فسأله ياسين مبتسماً...ها هتغدونا إيه ؟
رفع النادل غطاء الأطعمة وذكر إسم كل أكله قائلا"
حضرتك دى ( بيكاتا بالمشروم كانيلوني خرشوف باللحم المفروم مشوي رز بالخلطه في كتير وسلطة كلوسلو والحلو بان كيك )
اتسعت عين مايسة ونظرت إلى ياسين بذهول قائلة
( هو حد منكم بعافية شوية ولا إيه ؟ ده أسماء علاچ مش وكل واصل) .
ضحك النادل كثيرا ولكن من نظرة ياسين الصرامة تمالك نفسه بالكاد ثم غادر .
مايسة بنفور....خليه يشيل الوكل اللى يسد النفس ده وخليه يبعتلى لحمة وبصل ودجيج وساعة زمن أكون عمللكم تجلية تغمزوها بالرجاج تأكلوا صوابعكم وراها .
هو ده الوكل صوح مش الحچات دى !
ياسين بضحك.. ...معلش يا حبة جلبى ، حاولى تكلى أى حاچة من الحاچات دى وبعدين لما نروح شجتنا ، تبجى اعميللى التجلية من إيديكِ الحلوة .
خجلت مايسة ووتعلثمت كلماتها واكتفت بقول إن شاءالله.
وبعد الإنتهاء من الأكل قام ياسين بغسل يديه وقد أُذن لصلاة العصر .
ياسين........طيب أنا هاخد صهيب دلوك وهروح اغير خلجاتى وهجيب المأذون فاستعدى إكده على العشا.
مايسة.
....طيب استنى صلى العصر الأول جبل مايفوتك طريقك بعيد ..
تفوه ياسين بحرچ .....أصلى ؟
مايسة........ايوه _ وصلى بينا جماعة كومان وخد الثواب .
ياسين بس يعنى..
مايسة بس إيه ( يلا أنا متوضية بس مفيش إهنه مصلية ولا إيه ؟
ولا أجولك مش لازم الأرض هتبرج من النضافة ؟
ياسين متوتر بحرج .......طيب هتوضى.
#كفرصقربقلمى ام فاطمة

فدخل ياسين المرحاض ومن التوتر اختلط عليه الأمر عدة مرات فغسل يديه قبل وجه ثم عاد فغسل رجليه قبل يديه .
وفى المرة الثالثة بعد عناء توضىء على النحو الصحيح .
.....................
أتى سيد لـ قنديل بملابس مسروقة كما طلب منه .
فقام قنديل بإرتدائها وتخفى فى صورة إمرأة.
ثم احكم الطرحة جزء على رآسه واخر على نص وجهه ولكنه قام بوضع بعض المساحيق من أجل تأكيد الدور حتى إذا طلب أحد رفع الطرحة عن وجه .
سيد بضحك.......سيدى يا سيدى _ تصور لو مكنتش عارف إنه أنت _ كنت افتكرتك ست بصحيح وست إيه كومان حلوة جوى .
قنديل.......يعنى تفتكر يا ولا محدش هيجدر يجفشنى ؟
سيد......سيد لا طبعا ، بس إستنى إكده ألبس دى كمان .
قنديل .....إيه دى كومان ؟
سيد........دى حجات لزوم النفخ عشان تأكد الدور
فضحك قنديل قائلا ....يخربيتك حتى دى بتعرفها .
فارتداها قنديل ثم تسائل ؟
قنديل.......إكده مظبوط ؟
سيد........تمام يا ست ؟ هسميك إيه عاد ، اه هانم حلو الإسم ده جوى .
قنديل .......هانم هانم وأنا رايح لست الهوانم كلاتها.
ويلا وسع من طريجى ولو حد سئل عليه جوله النهاردة هو واخد راحة مش هيطلع لحد .
سيد........ يا جامد أنت .
المهم تيجى العواجب سليمة وتعدى على خير .
قنديل.........هتعدى يا ولا بلاش تجر إكده فى وشى
ويلا سلام.
(وللأسف نجد كتير ممن يردون ضحك الناس بسخط الله يتشبهون بالنساء فى ملابسهم ولا يعلمون إنهم بذلك أصابهم لعنة الله )
- وعنْ أَبي هُريْرةَ  قَالَ: "لَعنَ رسُولُ اللَّه ﷺ الرَّجُلَ يلْبسُ لِبْسةَ المرْأةِ، والمرْأةَ تَلْبسُ لِبْسةَ الرَّجُلِ" رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ.
ثم توجه قنديل فى زى هانم إلى قصر ياسين الدهشورى .
وصل قنديل إلى القصر فتصدى له الحارس شاهرا سلاحه.
الحارس بغضب وحنق.......أنتِ يا چاموسة_ عايزة إيه من إهنه ؟
قنديل بصوت رخيم بدلال مصطنع .....براحة عليه مش إكده ؟
أنا ست غلبانة جوى جوى وچوزى سابنى وجيت أبوس على يد ست ثريا تشغلنى عندها ؟
الحارس... ...بس إحنا مش ناجصين شغالين ، حدانا كتير ويلا إمشى من إهنه بالذوج .
قنديل بغمز من عينيه...بس أنت دخلنى _ بس الأول يا أسمك إيه أنت ؟
ألا بالحج جولى إسمك إيه ؟ أكيد جمال ولا حاچة شبه إكده ؟
عشان ماشاءالله إكده طول بعرض راجل صوح.
فابتسم الحارس بغرور ثم قال بمكر( شكلك إكده ست ذوج وهتفهمى )
قنديل بمكر... ...جووى جووى وأعجبك ولو دخلتنى لست ثريا ، ورضيت تشغلنى هتبجى ليك حلاوة كبيرة جوى جوى .
الحارس بضحك..... إذ كان إكده ماشى تعالى ورايا .
فأدخله الحارس عند صفية .
صفية..
...مين دى يا ولا ؟
الحارس دى واحدة جريبتى غلبانة عايزة تشتغل .
فربنا يخليكِ دخليها لست ثريا وبكلمتين منك حلوين إكده تشغلها.
صفية.........بس ست ثريا تعبانة وفى اوضتها .
قنديل بمكر......خليها مرتاحة متخلهاش تنزل واصل واحنا نطلعلها.
صفية........إكده _ ماشى .
تعالى بينا فوج _ بس أنت اسمك ايه ؟
قنديل بصوت رخيم .......اسمى هانم .
صفية ...أهلا بيك يا هانم .
استأذنت صفية للدخول إلى ثريا فأذنت لها.
لاحظت ثريا أن معها أحد فسألتها مين دى ؟
صفية ......دى جريبة الواد جلال وعايزك تشغليها عشان خوطره.
نظر قنديل نظرات كلها شوق وحب إلى ثريا التى فى فراشها بملابس البيت وبدون حچاب .
ولم يستطع أن يكتفى بالنظر لها فقط كما تمنى ولكن أراد القرب منها كعادته الدنيئة .
فما كان منه إلا أن أخرج منديله المخدر وانقض به على فم صفية فخدرها فسقطت مغشى عليها فى الأرض .
فصرخت ثريا صرخة مدوية بفزع
؟؟؟؟
..........................
يا ترى هيحصل ايه تانى ؟؟؟
هتعرف الحلقة الجاية .
والتفاعل مش عجبنى نوهائى وابتديت أزعل 😢😢
فشدوا حيلكوا كده .
ومتسخسروش حتى لايك 👍👍👍.
يارب يكون عجبكم تسلسل الأحداث
وعايزة توقعاتكم .
وايه رئيكم فى بيدو ولى عمله مع بسطويسى ؟؟
.............
نختم بدعاء جميل .
(اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي)
.....


الفصل الثاني والعشرون 22


الفصل الثانى والعشرون
................................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
نظر قنديل نظرات كلها شوق وحب إلى ثريا التى فى فراشها بملابس البيت وبدون حچاب .
فلم يستطع أن يكتفى بالنظر لها فقط كما كان يريد ولكن شيطانه وسوس له بالقرب منها .
فما كان منه إلا أنه قبض على أنف صفية بمنديل به مخدر فجأة فما استطاعت المقاومة وخرت على الأرض مغشى عليها .
فصرخت ثريا مما رأته وحاولت الأستغاثة ولكنه أسرع إليها بكتم أنفاسها .
قنديل بنظرة شيطانية........بس مش عايز أسمع نفسك .
وإلا ولا خلج الخلج مش هسيبك من يدى إلا فطيس .
ومتخفيش أنا مش هأذيكِ لو سمعتى الكلام زين .
أنا جنديل يا حبة جلبى وأتوحشتك جوى جوى وماجدرتش على بعدك أكتر من إكده وكان لازمناأجى وأشوفك .
حركت ثريا جسدها بتوتر وبعين جاحظة وهزت رأسها ولكنه يكتم أنفاسها بيده فلا تستطيع التفوه .
قنديل...مش جولتلك إهدى إكده وماتخفيش .
أنتِ بردك أم ولدى حبيبى ثم ضحك بخبث ثم أتبع "
اه صوح هتچيبى الولد للمغفل چوزك ( ياسين ) وهو هيصدج إنه منه.
وعشان أحط لسانى فى خشمى وأسكت وأسيبه يفرح بولدى ويفتكر إنه ولده .
لازما تطاوعينى وكومان تعميللى زى مصروف إكده شهرى .
يعيشنى زين جوى _ ماهو بردك ميخلصكيش أبو ولدك يعيش زى ماأنتى واعية وولده يعيش أحسن منه فى الهلومة دى كلاتها .
همهمت ثريا بكلمات من تحت يده غير مفهومة.
قنديل.......بتجولى إيه مش فاهم وضحى ؟
موافجة يعنى على حديتى ده ؟ صوح .
تحركت ثريا بعصبيه واحمرت عينيها غضبا وكأنها تتوعده .
قنديل بسخرية.......بالراحة إكده _ إنتِ حبلة ووحش عليكِ العصبية دى كلاتها ، فاهدى إكده يا حتة جشطة أنتِ .
ثم مسح على شعرها وأقترب منها حتى شعرت بأنفاسه الحارة فأخذت تتراچع للوراء وزاد دقات قلبها وأخذت تلهث وتغير لون وجهها .
فنظر لها قنديل بقلق.......إيه مالك ؟
متجمدى إكده _ أنا مش عايز أذيكِ _ مش رايد غير جربك بس يا جلبى .
شعر قنديل أن جسدها بدء ينتفض بقوة والعرق تصبب من وچههابغزارة وأنفاسها بدئت تقل.
قنديل بتوتر...وبعدين معاكِ _ أنا لسه ماعملتش حاجة _ هتخوفينى إكده ليه ؟
ولا أجولك ألا تروحى فطيس وأنا محتاجك ومحتاج ولدى فهسيبك المرة دى بمزاجى عجبال بس ماتشدى عودك .
بس بالذوج إكده هتچينى وماتغيبيش عليه وإلا يا حلوة هطلع الفيديو بتعنا الرايج وساعتها هيعرف چوزك أن الولد مش إبنه .
ومش بعيد يخلص عليكِ جبلى كومان .
فخليكِ زينة إكده وتعالى من غير ماجولك ،عشان أنا بتوحشك كتير .
وطبعا ماتنسيش المعلوم فى كل مرة معاكِ ..
ودلوك أفوتك بعافية _ مش عايزة تجولى حاچة جبل ممشى ؟
ثريا بدء يغشى عليها فسارع قنديل للهروب قبل أن تستعيد وعيها .
فعدل من هيئته كما كان ونزل راكضا مسرعا وخرچ من البوابة .
فقابلة الحارس فاستوقفه قائلا بمكر..
إيه يا حلوة _ إكده ماشية من غير سلام ولا كلام .
ولا جولتى عملتى إيه ؟ هتشتغلى خلاص ؟
ولكن قنديل لم ينتبه له وأسرع فى الهروب.
الحارس...إيه البت المچنونة دى ؟ بس صراحة فرسة إكده وحاچة عال العال .
..................................
شد عبد القادر يد بسطويسى ابو هنية عندما تذكر قول الله تعالى
(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )
فابتسم وكأنه يرى جزاء هذا العفو فى الجنة .
عبدالقادر بنفس متسامحة ....خلاص جوم يا بسطويسى _ أنا سامحتك لوجه الله .
تجمدت ملامح بسطويسى من المفاجأة فلم يكن يصدق نفسه .
بسطويسى بتلعثم....أنت بتجول إيه يا عبد الجادر ؟
سمعنى إكده تانى ؟
عبد القادر......جولت خلاص سامحتك وعفا الله عما سلف _ بس المهم تعرف تربى باجى بناتك عشان ميحصولش ليهم تانى كيف هنية .
فدمعت عين بسطويسى وألجم لسانه وتصلب جسده .
حتى سقط مغشيا عليه _ فصرخت زوجته رعباً عليه.
فحمله عبد القادر على الفراش واستدعى الطبيب سريعا .
ولكن للأسف عندما جاء الطبيب كان توفاه الله فلم يتحمل صدمة قهر إبنته له ثم عفو عبد القادر .
فحزن عبد القادر كثيرا عليه وطمأن زوجته بإنه سيتكفل بها وبناته من أجل وجه الله .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
ثم رجع إلى بيته مهموما محرجا من زوجته بهية وكيف سيقابلها ؟
وهو يعلم كم الألم الذى سببه لها ولم يفكر سوى بنفسه وغروره كرجل .
ولم يراعى مشاعرها وهى فى ذلك السن .
فولجت إليه فى غرفتها فوجدها تسجد لله وتضرع إليه بالدعاء .
( يارب خليه يرچع ليه _أنا مليش غيره _ هو أبوى وأمى وكل حاچة وعمرى كله ،أنا عارفة إنه حكمك وشرعك وراضية بس جلبى مش بإيدى ومش جادرة فسامحنى وخليه ليه )
فجلس بجانبها عبد القادر والدموع فى عينيه ،منتظرها لتختم صلاتها _ ناظرا لها بعين أخرى كأنه يراها من جديد .
بعين المودة والرحمة التى ذكرها الله تعالى فى كتابه
( ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لأيات لقوم يتفكرون ) سورة الروم .
وما أن ختمت صلاتها حتى وجدته بجانبها وعينه مليئة بالدموع .
فخشيت عليه ورق قلبها له قائلة ....فيك إيه يا اخويا _ مالك ألف بعد الشر عليك ؟
ضمها عبد القادر لصدره باكيا..عايزك تسامحينى يا بنت الناس .
أنا خلاص مش هچوز وانتِ عندى بالدنيا كلاتها .
وفلوس الچواز هنطلع بيها لبيت الله .
ها إيه رئيك ؟
اتسعت عين بهية من الفرحة ودمعت عيناها
وابتعدت عنه برفق لتخر لله ساجدة وسمعها تقول "
( ياااااه أنت حنين جوى كده يااارب واستجبت دعائى _هو أنا غالية عندك كده جوى رغم اللى عملته سامحنى يا حبيبى )
ثم رفعت رأسها لتمسك بيد زوجها لتقبلها قائلا"
معلش يا عبد الجادر جولت الأول اشكر ربنا وبعدين أشكرك يا حبة جلبى _ ربنا مايحرمنيش منك واصل .
ويتم زيارتنا لبيت الله على خير.
عبد القادر.....يعنى يا بت مسامحنى؟
بهيةبحب ......وكيف ماسامحكش وأنا جلبى مفهوش إلا أنت .
أنت كل عمرى يا عبد الجادر وسندى بعد ربنا ومليش غيرك فى الدنيا .
فأمسك يديها عبد القادر وقبلها قائلا....ربنا لا يحرمنى منك أبدا يا أم عيالى وسترى وغطايا .
ثم عاش بعد ذلك بهية وعبد القادر فى وئام بفضل الله عز وجل .
................
أخطأ ياسين عدة مرات فى الوضوء ثم فى اخر مرة توضأ على النحو الصحيح وخرج لهم بقلب مرتعد فهذه أول مرة يصلى لله عز وجل بعد زواجه من ثريا بعد أن كان لا يترك فرض قبل زواجه .
فاصطف من ورائه صهيب الذى يحافظ دوما على طهارته ووضوئه وبجانبه الشيخ عمران على كرسيه فهو لا يستطيع القيام لمرضه .
ثم من ورائهم مايسة.
وما أن قال ياسين الله أكبر .
حتى انفجر فى البكاء من فرط إحساسه بعظمة الله عز وجل ولم يستطيع اكمال الصلاة فتقدم صهيب لإتمام الصلاة وصلى هو خلفه بقلب ينبض بالأستغفار والتوبة إلى الله لعله يتقبله .
.....
انتهت الصلاة فتقدمت مايسة بجانبه ونظرت له بحنان وكانت نظرتها كفيلة بتضميد جراح قلبه .
فنظر لها بحب قائلا...خلاص إكده ؟
ولا فيه حاجة تانى جبل ماأچيب المأذون.
فضحكت مايسة بخجل...لا كفاية عليك إكده _ أنا كده أطمنت إنك شطور وهتسمع الكلام.
فضحك ياسين .....ايوه وهشرب اللبن كومان جبل منام .
ثم نظر لـ صهيب وقال....يلا بينا جبل ماتفتكر حاچة كومان .
فضحك صهيب قائلا.......ربى يتمم بخير ويسعدكم .
ياسين........دلوك هچيب المأذون ونكتب وفى ظرف يومين تنين وهندخل يا حبة جلبى.
فأسرعت مايسة من أمامه هاربة من فرط خجلها.
أما هو فقد طار ليسبق الريح فهو على موعد مع بداية السعادة الحقيقية .
ولكن هل يا ترى ستدووم أم أن دوما لحظات السعادة تذهب مع اول ريح .
رن هاتف ياسين فى الطريق ليجده حمدان القناوى .
فدق قلبه وزاغت عيناه وخشى أن يكون علم ما ينوى فعله .
فاستجاب له على مضض قائلا.
ياسين...أهلا يا حمدان بيه .
حمدان....بخير يا ولدى.
كيفك وكيف المصنع الچديد ماشى الحال كويس .
فوضع ياسين يده بإطمئنان على قلبه ليهدىء من نبضاته العالية
ياسين....اه عال العال وخلاص الأساسات أتحطت ومن بكرة هنبنى ان شاء الله.
حمدان....تمام يا ولدى _ طيب ولجيت الشجة .
حدث نفسه ياسين....خايف أجوله لجيت الشجة ليطب فيها وأنا مش ناجص اليومين دول نفسى افرح من نفسى .
ياسين.......لا لسه بدور وأنا جاعد فى فندق ومش مشكلة المرة دى لما أنزل وارچع تانى ابجى أدور .
حمدان....إكده _ ماشى .
ولو إنى كنت زهجان وجولت لو لجيت شجة أچى نغير چو يومين ونرچع مع بعضينا .
حاول ياسين كتم أنفاسه المتصاعدة من قوله وحاول الثبات قائلا....معلش تتعوض المرة الچاية.
حمدان...خلاص يا ياسين _ ترجع بألف سلامة.
وعندما أقدم على غلق الخط استوقفه حمدان بقوله"
متنساش تكلم مرتك _ دى برده حبله وعايزة اهتمام منيك .
ولا ستات البندر زغللوا عنيك يا شجى؟
جولى هما حلويين جوى زى مابنضرهم فى التلفزيون .
فضحك ياسين ....مفيش فايدة فيك يا حمدان بيه .
دايما عينيك زايغة على الحريم ومةهتبطلش لعب .
حمدان ...هو فيه حد يكره الچمال إلا لما يكون مغفل زيك إكده
ثم أتبع بسخرية........خليك أنت ماشى على الصراط المستقيم وسبنى أنا أدلع نفسى .
ياسين....بس ست سكينة !
حمدان بملامح حزن....كفاية عليها عمرى اللى راح معاها _ فتسبنى أشوف نفسى شوية .
فكبت ياسين مشاعره _ فهو فعلا يخشى أن يقضى عمره مع ثريا فيخسره .
كما خسر حمدان _ ثم شرد فى مايسة فابتسم .
وتمنى أن تكون بجانبه إلى آخر العمر .
أغلق الخط مع حمدان ثم أسرع لشقته ووقام بتبديل ملابسه ثم غادر مع صهيب فتوجهوا فى طريقهم إلى أول مأذون قابلهم ليأخذوه معهم إلى الفندق .
أما مايسة فكانت مشاعرها مختلطة ما بين الفرح والخوف من المستقبل .
فتارها مرة مبتسمة _ تهندم فى ملابسها وحجابها فى إنتظار فارس أحلامها ومعشوق الروح .
وتارة شاردة وعلامات الإضطراب على وجهها .
شعر والدها بما يجول فى صدرها _ فاقترب منها بحنان ومسح بيده على شعرها وبصوت ملىء بالحب لإبنته الوحيدة.
عمران.......مايسة يا بتى ؟
فرفعت مايسة بصرها له لترى فى عين أباها ما تجاهد أن تُخفيه .
فخفضت رأسها بحرج قائلة _ نعم يا بوى.
عمران.....بصى يا بتى _ أنا رايد أجولك كلمتين .
مايسة ....جول يا بوى _ أنا سمعاك.
عمران....أنا خابر زين إن ياسين هيحبك وأنتِ هتحبيه _ وعشان إكده أنا وافجت على الچوازة دى .
رغم إنى خايف منيها عشان اللى وراه ماهيرحموش يا بتى وهو وسطيهم ضعيف .
فهزت رأسها مايسة بآسى .
عمران...بس اللى خابره يا بتى إن مفيش حاجة بتحوصل فى الدنيا كلاتها إلا بأمر الله .
وأنتِ خابرة زين حديث رسول الله ..
(ولئن أجتمعت الچن والإنس على أن يضروك بشىء ،لن يضروك إلا بما كتبه الله لك )
يعنى يا بتى كل اللى چى إحنا ملناش يد فيه .
بس اللى علينا إحنا هنصبر وهنرضى بقدر الله مهما كان .
فعشان كده يا بتى _ رايدك تكونى دايما جوية وده مش هيوحصل إلا لما تحافظى على قوة إيمانك .
ساعتها بس محدش هيجدر يأثر فيكِ وهتستجبلى كل أجدار الله بنفس راضية.
كانت مايسة تنصت لحديث أباها بعين متسعة لامعة باهتمام.
ثم تابع عمران......ده يا بتى بجانب عزة النفس .
يعنى مش عايز أشوفك مكسورة فى يوم من الأيام .
عشان عزة النفس هى الوحيدة اللى نملكها فماتفرطيش فيها .
مايسة......كيف يا بوى ؟
عمران........يعنى يا بتى _ لا قدر الله وحوصل يعنى أن مرته عرفت وجدرت تأثر عليه وخليته بعد الشر يعنى يطلجك .
اوعى ساعتها تنكسرى وتحسى أن خلاص كده الدنيا انتهت .
لا أنتِ ساعتها هتكونى اشتد عودك وتجدرى تعتمدى على الله ثم على نفسك ومحدش يجدر أبدا يچى عليك .
وزى ما بيقولوا فى المثل ( اللى باعك بيعه )
وأنا بقول ( اللى باعنا خسر دلعنا 😂)
وأتبع عمران بتساؤل ....فهمتى يا بتى رايد أجولك إيه ؟
مايسة بتنهيدة حارة...ايوه يا بوى وفهمت _ وربنا يجدر اللى فيه الخير .
عمران.....يارب يا بتى _ ودلوك يلا چهزى حالك إكده .
إنتِ عروسة وأحلى عروسة .
فابتسمت مايسة قائلة......ربى يخليك ليه يا بوى.
فقبلها عمران بين عينيها ثم التفت وهو ينظر وكأنه يتضرع لله أن يحفظها من كل شر.
وفى السيارة
صهيب ...بجولك إيه يا ياسين بيه ؟
ياسين....نعم يا صهيب .
صهيب...يعنى چبنا المأذون بس نسينا حاچات إكده بتفرح البنات فى اليوم ده .
ضيق عينيه ياسين بأستفهام قائلا......حاچات إيه ؟
يعنى الشبكة والفستان ومكان چميل تجعدوا فيه بعد كتب الكتاب لوحدكوا تتحدتوا سوا إكده.
فضرب ياسين على رأسه قائلا....ايوه صوح _ كان غايب عنى الحديت ده فين ؟
صهيب......معلش ماهو غصب عنيك _ عشان يعنى الموضوع چه بسرعة إكده .
ياسين...طيب والعمل دلوك؟ أحنا خلاص چبنا المأذون.
صهيب.......عادى _ أول مايچبلنا محل دهبات تنزل إكده خمس دجاجيج _ تنجلها أى حاچة .
غوشتين على دلاية على خاتم ودبلة وخليهم دهب عربى عشان يبجى عليه الجيمة .
هز ياسين رأسه مبتسماً ثم اتبع طيب والفستان والمكان .
صهيب...الفستان يعنى بالويم أكده _ هى ست مايسة ضعيفة حبتين فمتجبش حچات واسعة جوى .
وهاته إكده بيبرج وفيه ترتر عشان تحس أنها عروسة .
ياسين......عفارم عليك يا صهيب _ صراحة مش عارف من غيرك كنت عملت كيف ؟
صهيب...متجولش إكده _ وملحوجة يعنى لما أتجدم لست البنات سمية.
فضحك ياسين مداعبا له قائلا....يعنى زى اللى المثل اللى بيجولوا عليه ( جدم السبت عشان تلاجى الاحد )
صهيب بحرج........لا مش جصدى يا سى ياسين بيه .
ياسين....فاهم يا صهيب وبطل بجه سى وبيه دى .
أنت من دلوك أخوى وبكرة هتكون چوز أختى .
فتجولى ياسين بس .
صهيب بتلعثم......لا مجدرش _ المجامات بردك محفوظة.
ياسين.....إكده ؟ خلاص مفيش چواز من سمية.
فاضطرب صهيب وتغيرت ملامح وجه .
فضحك ياسين قائلا.......إيه صدجت !
أنا كنت بهزر معاك .
فانبسطت أسارير صهيب وظهرت على ثغريه إبتسامة مشرقة.
صهيب......المكان بجه خليه عليه.
هنوصل بس الفندج وهكلم مع الإدارة يعملوا جعدة إكده على الضيج ويحطوا يا سيدى شوية بلالين إكده حمر وجدامك شمعتين .
وتبجى الجعدة آخر ألاجة وكلها رومانسية.
ياسين ...الله يفتح عليك _ هى دى الرومانسية ولا بلاش .
وبالفعل توقف صهيب عند محل الذهب وابتاع ياسين ما رآه مناسبا لها .
ثم توقف مرة أخرى أمام محل ملابس للسهرة واختار فستان من اللون الوردى المطرز بالأبيض .
ثم توجه للفندق وسبقه صهيب إلى الإدارة كما فهمه .
وصعد ياسين مع المأذون إلى غرفة مايسة ووالداها وأتبعهم صهيب بعد عدة دقائق .
طرق باب الغرفة ياسين برفق _ فأنتفض قلب مايسة وأسرعت لإرتداء طرحتها وبصوت خائف "
مين يلى هتخبط ؟
فجائها رد ياسين.
ماتخافيش يا مايسة أنا ياسين ومعايا المأذون.
فدق قلبها وابتسمت وبخطوات سريعة فتحت الباب وتلاقت أعينهما بنظرة شوق طويلة ولكن سرعان ما أشاحت بوجهها خجلا وأسرعت لتجلس بجانب والدها
ياسين لـ مأذون ..اتفضل يا عم الشيخ .
الشيخ.......السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمران...... ...وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الشيخ........
بسم الله توكلنا على الله .
حضرتك والد العروس اكيد
عمران......ايوه يا ابنى.
طيب والشاهد التانى فين ؟
فجاء صوت صهيب على الباب ...أهو أنا چيت أهو.
الشيخ...تمام كده بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .
قول ورايا يا حج....زوجتك ابنتى مايسة البكر الرشيد على كتاب الله وسنة رسوله وعلى مذهب الإمام أبى حنيفة النعمان وعلى المهر المسمى بيننا .
فردد الشيخ عمران الكلمات بقدر ما يستطيع .
ثم وجه المأذون الكلام لـ ياسين قائلا له "
قول يا عريس ...وأنا قبلت زواجها .
ياسين بنظرة حب لـ مايسة ألهبت مشاعرها.....وأنا قبلت .
المأذون.....ألف مبروك .
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .
صهيب بفرحة غامرة....ألف مبروك يا ياسين بيه .
ياسين....الله يبارك فيك يا اخوى وحبيبى .
فنظر لها صهيب بإمتنان ودعا له بالخير والبركة والسعادة .
ثم قام عمران وأحتضن ياسين قائلا..ألف مبروك يا ولدى .
ثم همس فى أذنيه....أنت خابر مايسة إيه ؟
دى جطعة منى والنفس اللى هتنفسه وفرحة عمرى كلاته .
وأدينى بنفسى بسلامهالك بنفس راضية .
فخلى بالك منها وحطها فى عنيك ولو يوم كرهتها متظلمهاش وفرجها بالإحسان .
لمعت عين ياسين بالبكاء وهو فى صدر الحج عمران قائلا....صدجنى يا حج مايسة هتكون فى عيونى التنين ويشهد الله إنى هحبها جوى وهحاول أسعدها على جد ماأجدر .
عمران مبتعدا عنه برفق......الله يحفظكم من شر العين يا ولدى.
ثم نظر لإبنته بحب واحتضنها ...مبروك يا بتى ، ربنا يسعد ايامك كلها وخلى بالك من ياسين ده بجه چوزك خلاص وليه عليكِ حج الطاعة .
مايسة بدموع...الله يبارك فيك يا بوى ، ربنا يخليك ليه .
ثم ابتعدت عنه على صوت ياسين "
ياسين بعين لامعة من الفرحة......مبروك يا حبة جلبى .
اخفضت مايسة رأسها بخجل وأردفت...الله يبارك فيك .
ياسين.......طيب إكده _خشى چوه وغيرى خلجاتك بالفستان ده اللى چبتهولك بسرعة .
عشان محضرلك مفأجاة حلوة جوى تحت هتعچبك .
مايسة بعين متسعة بذهول....مفأجأة إيه ؟.
..................................
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة
ذهبت نحمدو إلى قنديل ومعها المال الذى من شأنه سيقوم بعمل لأبناء سلفتها .
قنديل بعين شيطانية ...تومام إكده يا نحمدو .
دول ألفين جنيه يعنى على جد ولدين بس .
نحمدو....كان نفسى كلاتهم بس الظروف إكده بجه على جدى .
وخد جبتلك أثرهم أهو.
فمد يده الشيطانية لأخذ الأثر قائلا....كده مية مية .
خلاص روحى أنتِ دلوك وفى ظرف يوم يكون العمل أشتغل .
وهتلاجى واد مش راضى ياكل وواد هيصرخ وكأنه ناصر عفريت جصاده .
نحمدو بفرحة.......ياريت يا سي جنديل
نفسى جوى ، عشان نار جلبى تهمد شوى .
قنديل...هتهمد ماتجلجيش طول ماأنتى چيتى ليه .
يلا دلوك ورينى عرض كتافك .
نحمدو.......ماشى أفوتك بعافية يا سى جنديل .
وما أن خرچت حتى اقبل عليه سيد .
سيد ...ها شكلك قبضت ، مفيش حاچة إكده ولا إكده لـ سيد حبيبك .
قنديل...هديك يا بجرة .
بس الأول هتلى دورى على عروسة مكسروة وهتلى إبرة وخيط .
وكومان عايز معدة خروف لسه مدبوح .
سيد.....غالى والطلب رخيص .
ساعة زمن وأچبهملك ؟؟
..................
يا ترى ثريا هتسكت على تصرفات قنديل وهتروحله تانى وتدفعله فلوس ؟
ولا مش هتسكت المرة دى وتنتقم منه ؟
وايه رأيكم فى كتب الكتاب 😂
...............
يارب تكون عجبتكم حلقة النهاردة
متنسوووش لايك وتعليقاتكم الحلوة اللى بتخلينى أفرح وأحاول استمر بقدر الإمكان .
جزاكم الله خيرا عنى ⁦♥️⁩

الفصل الثالث والعشرون 23

الفصل الثالث والعشرون
.................................🌹
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله .

لو أن الحب كلمات كتب، لانتهت أقلامي، لكن الحب أرواح توهب، فهل تكفيك روحي.
ارتدت مايسة الفستان الذى أحضره لها ياسين من اللون الوردى المطرز بالأبيض فكانت كالفراشة التى تنتقل بين الأزهار تنهل من ريحقها .
مع قلب يرفرف فى سماء الحب لأول مرة .
نظرت مايسة لنفسها فى المرآة فابتسمت قائلة "
يارب يعجبه شكلى فى الفستان ده ولا تدرى إنه عشق قلبها قبل وجهها .
فما بال قطعة قماش نقوم باستبدالها من حين لآخر ولا تهم سوى أصحاب العقول الخاوية.
ولجت مايسة إلى ياسين وأباها مفترشة بنظرها الأرض _ تفرك فى أصابعها من الخجل .
نظر لها عمران بنظرة الأب الرحيم ودمعت عيناه قائلا.....ألف مبروك يا بتى ، الحمد لله عشت وشوفتك عروسة.

ثم نظر عمران لـ ياسين الذى كان فى عالم آخر .
ينظر لحبيبته بذهول وتتعالى أصوات دقات قلبه وكأنها طبول تعلن الحرب فى معركة الحب .
ولكنه رفع راية الإستسلام أمام هذا الخصم الذى كثيرا ما أذله ولكن كانت النهاية لصالحه فوقع فى شباك حبها واستسلم قلبه لعشقها.
فرح عمران بنظرات ياسين الصادقة لـ مايسة .
عمران لـ ياسين.....ألف مبروك يا ولدى _ ومش هوصيك عليها ، أنا خابر زين كيف تحبها .
بس مايسة غلبانة جوى وماتعرفش حاجة واصل فى الدنيا دى يا ولدى فخلى بالك منها .

‌فاق ياسين من شروده على صوت الشيخ عمران ، فنظر له بشفقة قائلا...متخفش يا عمى _ مايسة دى روحى والنفس اللى بتنفسه.
‌يعنى لما توصينى كأنك بتوصينى على نفسى ، فحد يوصى حد على نفسه .
‌عمران......ايوه يا ولدى فيه _ عشان ساعات النفس بتأذى نفسها كتير جوى .
‌فنكس رأسه ياسين حزنا لإنه يعلم حقا كم أذى نفسه كثيرا بالفعل.
‌لاحظ عمران انكساره فلام نفسه _ فهذا ليس لأوانه فإنه يوم عقده على مايسه وفرحته .
فلا داعى لكسر فرحته .
‌عمران مبتسما ليخفف عنه كلمته .....جولى إيه المفاجأة اللى كنت عملها لـ مايسة ؟
‌ولا أطلع منها أنا ؟

ياسين مبتسما ببعض الحزن...لا يا عمى _ أنت الخير والبركة بردك.
وعلى العموم _ تعالى يا مايسة إجعدى جمب عمى.
فابتسمت مايسة وتعمدت ألا ترفع عينيها حتى لا تتلاقى مع عينه فينكشف أمرها إنها تذوب به عشقا .

جلست مايسة بجانب والداها كما أمرها .
أخرج ياسين العلبة التى كانت معه وابتسم قائلا .
ممكن حبيبتى تسمحلى ألبسها شبكتها .
مايسة بخجل...وه _ ليه كده كلفت نفسك ؟
فضحك ياسين...كلفت نفسى إيه بس ؟
دى حاچة أجل من مجامك كومان _ أنتِ مجامك عندى أكتر بكتير من إكده .
بس ملحوجة إن شاءالله المرة الجاية ،هخدك تنجى كل اللى تحبيه .

ثم أخرج ياسين من العلبة طقم ذهبى مكون من عقد وأسورة وخاتم وحلق ودبلة .
ياسين ...إيه رئيك زينة ولا نرچعهم ونچيب غيرهم ؟
نظرت مايسة لها بذهول ثم ابتسمت كالأطفال ....لا دى چميلة جوى جوى .

دق قلب ياسين لتلك الروح البريئة التى تقف أمامه وتسائل هل حقا له أن يحظى بمثلها ؟
أما إن هذا كثير عليه حقا !
ياسين......طيب ممكن يدك .
مايسة...هتعمل إيه بيدى ؟
فضحك ياسين...متجلجيش هردهالك تانى ؟
عمران.......يا بتى جصده يلبسك شبكته _ عادى أنتِ دلوك مرته _ فمدى يدك متكسفيش .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
فأمسك ياسين بيديها المرتعشة من الخجل .
وود أن لو قبلها أولا ولكن شعر بالحرج أمام الشيخ عمران وخشى من ردة فعلها فهى أمامه أشبه بثمرة طماطم من شدة الخجل .
ألبسها ياسين الخاتم والأسورة ثم أقترب ليُلبسها العقد والحلق ولكن شعرت بحرارة أنفاسه فأغمضت عينيها وحاولت الإبتعاد ولكنه أمسكها هامسا.

لو اتحركتى هضمك لصدرى وشوفى بجه هتجدرى تفلفصى منى كيف ؟ ههههه
فشهقت مايسة بخجل....لا خلاص لبس بس إنجز يلا فى ليلتك دى .
ياسين ضاحكا.....صراحة مش عارف كيف أتجوزت وحدة لسانها أطول منها .
فداست مايسة بقدميها على قدميه فتأوه ياسين .....يخربيت دماغك يا شيخة والله شكلى هرچع أطلعهم عليك تانى.

مايسة ضاحكة....لا خلاص خلاص حرمت.
ياسين...ايوه كده _ وتعالى يلا هننزل تحت شوى .
صهيب محضر لنا جعدة حلوة جوى هتعجبك .
مايسة بفرح طفولى .....بچد يا ياسين ؟
ياسين ...چد الچد يا جلب ياسين ، يلا بينا .
مايسة....... بس ياريت يكون فى الجعدة دى وكل عشان چوعت جوى .
بس على الله يكون وكل زين مش زى الوكل الماسخ بتاع المرة اللى فاتت .

ويسلام لو بعد الوكل كوباية شاى كشرى إكده ، عشان دماغى مصدعة حبتين .
فهتف ياسين بغيظ....هو المأذون اللى كتب الكتاب مشى.
مايسة...ايوه مشى _ نسيت حاچة معاه ولا إيه ؟
ياسين...لا بس كنت بفكر أرچع فى الچوازة اللى أولها وكل وشاى دى امال بعد إكده هتعملى إيه ؟
أخاف تكلينى وأنا نايم چمبك .

ضربت مايسة الأرض بقدميها كالأطفال قائلة بحنق ماشى يا ياسين ...إكده _ خلاص إحنا لسه فيها .
طلجنى .
ياسين...بس إكده _ حاضر .

ثم تفاجئت مايسة بياسين يحملها بين يديه كالأطفال
مايسة بعبوس...إيه اللى عملته ده نزلنى بجولك ؟
ياسين بسخرية..عمالة تجولى وكل وكل وأنتِ فى وزن الريشة _امال بتودى الوكل ده كله فين ؟

فضحك عمران ....هى إكده تاكل وتنكر .
وخلاص يا ولدى نزلها _ ألا تخربشك كيف الجطة.
بتى وأنا خابرها زين .
ياسين.....أنا كومان خابرها يا عمى _ بس أنا يعنى حبيتها من شوية .
مايسة بغيظ .....جصدك إيه يعنى؟
ياسين......يعنى أنا حبيتك من شجاوتك دى ؟
مايسة...أنا شجية ؟
طيب نزلى وهوريك الشجاوة على أصولها .
عمران وهو ممسك برأسه ..... لا أنا صدعت منيكوا أنا داخل أريح شوية .

عشان أنا خابر بتى مش بتسكت .
ربنا يعينك عليها بجه نصيبك يا ولدى.
فضحك ياسين أما هى فحركت قدميها بغيظ محاولة الإفلات من يديه .
ياسين.......لو عملته إيه مش هنزلك .
إلا لو بصتيلى _ أنا شايف عينيكى هتهورب منى .
فليه مش رايدة تبصيلى يا حبة جلبى؟
مايسة بحرج....أنااااااااا
وعادى يعنى لما أبصلك هخاف يعنى عادى .
ياسين بتهكم. ...طيب ورينى الشجاعة !
مايسة ...طيب نزلنى الأول .

ياسين....بچد يعنى ؟ لو نزلتك هتبصيلى.
مايسة بتلعثم....اه أمال إيه ؟
ياسين.....ماشى لما نشوف ؟
فأنزلها ياسين برفق على الأرض ولكن سرعان ما التفتت مايسة وكأنها تريد الهروب من عينيه .

(عيناك حكايتي، والصمت منك بوح، تعال اصمت، ودع نظرات عينيك تتحدث.)
أمسكها ياسين من مرفقها وجعلها تلتفت إليه وبرفق رفع وجهها إليه.
ثم تنهد بحرارة....ياااااه ليه عايزة تحرمينى من عنيكى اللى زى البحر دى مهما أبصلها بردك ببجى عطشان .
وكان هذا ما تخشاه مايسة هو النظر لعينيه فكم أشتاقت له فى أحلامها كثيرا وتمنت هذه اللحظة .
فلمعت عيناها بدموع الشوق وكأنها سبحت فى بحر العشق .
ياسين...ياااه كل الحب ده كان مستخبى چوه عنيكى ، ومخبياه منى.
مايسة بأنفاس حارقة...ياسين أنااا
ياسين ....أنا اللى مش عارف أجولك إيه ؟
مفيش كلام يجدر يوصف إحساسى دلوك .
ثم أمسك يديها ووضعها على قلبه قائلا..
شوفى إزاى بيدج كتير _ أهو أنا مع كل دجة من دى من ساعة ماشوفتك وأنا بتعذب .
كنت شايف فيكِ نفسى اللى جبتها الأرض وذلتها . وعشان إكده كنت بضايجك .
ده من الظاهر بس من چوايا كان حريج ، كنت عايز أصرخ وأجولك ليه چيتينى دلوك ؟
ليه ماجتيش من زمان ؟
جبل مجابل ثريا .
يمكن مكنش حصل اللى حوصل ده كلاته.
.كنت هتعذب ونفسى أخدك چوه نفسى وأجولك أنتِ جطعة منى _ ماتتخليش عنى .
أنا محتاجك أكتر ماأنتى محتجانى _ كنت عامل زى الطفل اللى تاه من أمه وهيدور عليها فى عيون الخلج .

وساعة ماشافها أترمى على حضنها عشان هى الأمان باللنسباله .
أهو أنتِ إكده .
ضمينى يا مايسة خلينى أنسى الدنيا باللى فيها ، إنسى حتى إنى ياسين .
ومافتكرش غير إنى أعشجك بس .
خجلت مايسة ونظرت للأرض ولكن سرعان ما ضمها لصدره وهى استسلمت فهى تذوب به عشقا وتسارعت أنفاسها بقربه .
وإذ به تسمع نحيبه فتبتعد عنه برفق
مايسة...مالك يا ياسين ؟
ياسين...خايف أكون بحلم وأفوج على كابوس.
وملاجكيش معايا .
مايسة.. ليه بتجول إكده ؟
محدش يجدر يفرج بنا .
ثم ابتلعت ريقها بصعوبة وبغصة مريرة....إلا لو أنت فرطت فيه بسهولة .
ياسين.......أنا يا مايسة _ أنا أه عملت وحش كتير لكن موصلتش لدرجة النادلة دى .
ماأجدرش أفارجك ولو فيها موتى.
فنظرت له مايسة فى عينيه وكأنها ترى من ورائها بحر مظلم _ وهنا أدركت مرارة قول
( أحب من شئت فإنك مفارقه ) فالفراق طبيعة فى البشر .
ياسين......طيب يلا بينا تحت فى الجعدة اللى جولتلك عليها
فابتسمت مايسة.....ماشى عشان فعلا چعانة .
فدفشها ياسين فى كتفها برفق فضحكت قائلة..
خلاص سديت نفسى.
..............................
آتى سيد بما أمره قنديل من عروس مكسورة ومعدة خروف .
أمسك قنديل بالعروسة وخيطها وغرس بها عدة إبر وتلى عليها كلمات من السحر .
ثم كتب عليها إسم الطفل ( ياسر ) وبجانبه كلمة ( جنون ) وبعض الكلمات الغير مفهومة .
ثم أخذ معدة الخروف ولف حولها عدة خيوط حتى نزلت عصارتها ثم أيضا تمتم كلمات غير مفهومة وألزق عليها ورقة باسم الطفل الثانى ( يامن ) وبجانبها كلمة ( قفل )
وما إن إنتهى حتى وضعهم فى كيس وأمر سيد بدفنهم فى المقابر .
وبالفعل توجه سيد بما أمره وتم دفن العمل ..
لتستيقظ ( سماح أم الأولاد ) على صوت بكاء طفلها ( ياسر ) فتفزع وتسرع إليه لتجد وجه ملىء بالعرق وعينيه تطلق شرار غريب ويعض فى الفراش ويصرخ .
انقبض قلب سماح وامتلئت عينيها بالدموع وأقتربت منها لتحضنه لتهدء من روعه قليلا .
سماح.....مالك يا ولدى ، الله أكبر ، فيك إيه ؟
حاسس بإيه ؟
فوجدت الولد يصرخ ويبتعد عنها ويضرب بقدميه الأرض وكلما اقتربت منه يبعدها عنه .
سماح بغصة مريرة.....يارب رحمتك ،حوصل إيه بس يا ولدى ماكنت نايم زى الفل ؟
دى أكيد عين وصابتك ثم أخذت تقرء المعوذتين ولكن مازال الولد يصرخ بجنون .
فأسرعت لوالده باكية تقص له ما حدث لـ ياسر .

فأسرع الأب ليجده على تلك الحالة فعم القلق قلبه وحاول الإقتراب منه ولكنه فشل فكلما أقترب منه صرخ .
هشام ( الأب ) بصوت جهورى موجع ...الواد حصله إيه يا سماح ؟
سماح بصوت منبوح من البكاء ...معرفش أنا جومت لجيته زى ماأنت شايف إكده.
إمسكه يا هشام وإجرى بيه لدكتور يشوف ماله ؟
الله يخليك .
ثم تابعت....ربنا يستر ، يا عينى عليك يا ولدى .
استيقظت نحمدو على صوت الصراخ .
فاتسعت عينيها وابتسمت قائلة....معجول اللى أنا سمعاه ده ؟
يارب تكون جامت لجتهم ميتين عشان إكده تصرخ . لما أجوم وأطلع وأشوف وأتشفى فيهم وترتاح نفسى .
وبينما تفتح الباب وجدت هشام يحمل إبنه ويسرع به على الدرج .
فاستوقفته بصوت يشبه فحيح الأفعى.....خير يا أبوياسر ؟
مالك إكده شايل الواد وهتچرى بيه ؟
فيه حاچة كفاالله الشر ؟
هشام بحزن ....تعبان بس شوية وهيصرخ ومعرفش ماله ، فهخده الحكيم يشوف فيه إيه ؟
أدعيله يا نحمدو بالله عليكِ وربنا يحفظلك عيالك .
ثم أسرع به للطبيب .
أما هى فوقفت ضاحكة لتقول بسخرية....اوى اوى هدعيله .
يارب ترجع بيه على نجالة .
ثم أتبعت "
تسلم يدك يا سى جنديل ، عجبال مسمع خبر الولد التانى .

...............................
وفى قصر ياسين الدهشورى .
بدئت ثريا تستعيد وعيها شيئا فشيئا حتى بالكاد أستطاعت الجلوس بينما كانت صفية مازالت ممدة على الأرض مغشى عليها .
فحاولت ثريا وهى خائفة وأوصالها ترتعش مما حدث وتهديد قنديل لها ، الإستنداد على الفراش والوقوف لترى ما أصاب صفية .
فتحركت نحوها بخطوات ثقيلة وتلمس كل مايقابلها من أثاث حتى لا تسقط .
وما أن وصلت لجوارها جلست وأخذت تتحسسها بيديها لتنتبه ثم صاحت .......بت يا صفية جومى الله يخليكِ متتعبيش جلبى أكتر مهو تعبان .

أنتِ يا بت جومى عشان نتكلم هنعمل إيه ؟ فى المصيبة اللى حطت على دماغنا دى .
ولكن صفية مازالت مغشى عليها .
فمدت ثريا يدها لكوب الماء الذى على المنضدة التى بجانبها حتى أخذته ثم نثرت بعض من الماء منه على وجه صفية .
لتقفيق الأخيرة قائلة بصوت ممزوج بالخوف....يا لهوى يا لهوى _ حرامى يا ناس _ ألحجونا .
فكتمت فمها ثريا لتهمس ....إسكتى يا بت هتفضحينا .
أنتِ عرفة مين اللي كان إهنه ؟
فهمهمت صفية بنظرات توجس وأنفاس مخنوجة.
فأزالت يدها ثريا من على فمها لتستطيع التحدث .

صفية بذعر...اوعى تجولى إنه اللى ميسمى ؟
فهزت ثريا رأسها بآسى .

فخبطت صفية على صدرها وبصوت جهورى...يا خيبه البعيد .
ثريا......مش جولتلك وطى صوتك.
صفية.......وبعدين يا ستى _ هنعمل ايه فى المصيبة دى ؟
ثريا بتوتر......مش عارفة وخايفة جوى حد يعرف بااللى حصل نتفضح .
صفية...امال هتعملى إيه ؟ هتسبيه إكده يعمل ما بداله فيكِ؟
ثريا بفحيح الأفعى .....لا بس لازما نفكر زين الأول هنخلص منه كيف ؟
فجحظت عين صفية قائلة...يا مرى _ جصدك يعنى هتجتليه ؟
ثريا بعين شيطانية.......أيوه طبعا _ أمال يعنى هسيبه بينهش فى لحمى إكده كتير !
او يعملى فضيحة تنكس رأس أبوى وچوزى .
لا أنا أجتله وأشرب من دمه أهون .
........................
نزل ياسين ومايسة إلى المكان المخصص لهم فى الفندق .
وكان المكان كما أمرهم صهيب مزين بالبلالين . بينما كانت طاولة الطعام مزينة بالورود كما إستمعا إلى موسيقى هادئة .

أمسك ياسين بيد مايسة المرتعشة من فرط الخجل ليشعرها بالإطمئنان .
ثم شردت للحظات تحدث نفسها( معجول اللى أنا فيه ده حجيجى ولا حلم ؟
مكنتش اتخيل أبدا إنى أعيش فى الچو الرومانسى ده كله ومعايا حبة جلبى ياسين )
أنا كنت هشوف الحاچات دى فى التلفزيون بس وياما حلمت إنى أدخل چواه وأعيش اللحظات دى .
وأدينى عشت وشوفت _أنا مبسوطة جوى جوى.
ياسين.......هتفضلى تبحلجى إكده كتير فى المكان ؟
فخجلت مايسة ولاذت بالصمت.
ياسين بندم ..... أنتِ زعلتى ؟ مش جصدى يا حبة جلبى _ بس فيه أماكن أحلى من إكده بكتير .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
وان شاء الله هنزورها سوا كلاتها _ بس دلوك عايزك تركزى معايا أنا وبس .
أنا ماصدجت أكون معاكِ لوحدنا لأول مرة .
مش رايد غير أنضرك وأسمع همسك .
فنظرت مايسة إلى عينيه بشغف فابتسم قائلا..
لا إكده مش هجدر أجول حاچة _ لكن ممكن أعمل حاچات كتير جوى .
فأشاحت مايسة بوجهها عنه بخجل...وبعدين معاك بجه .
مبصش تجولى بصى _ أبص مش عارفة تجولى أبصر إيه .
وشكلك إكده تجصد حاجة عفشة _ لا حيلك حيلك .
والله أجلب عليك التربيزة الحلوة دى ولا يهمنى.
ياسين ضاحكاً......لا أنا شكلى إكده وجعت فى شر أعمالى .
وأنا اللى عامل جو رومانسى عشان نعيش لحظة إكده حلوة مننسهاش .
ثم عم الحزن وجه مايسة عندما تذكرت إنه سيفارقها بعد عدة أيام .
فوضعت يدها بتلقائية على شفتيه قائلة "
أوعدنى يا ياسين إنك لما تتدلى جنا عند ثريا وتهملنى لحالى متنسنيش .
تأثر ياسين بكلماتها فقبل يدها بحب .
ياسين....أنتِ بتجولى إيه ؟ أنا عمرى منسيتك لحظة وحدة من أول مشوفتك .
يمكن صوح ثريا مرتى _ بس صدجينى مفيش فى جلبى غيرك .
ثم شرد للحظة وحدث نفسه ( يارتنى أجدر كنت طلعتها من حياتى وأنتِ بجيتى كل حياتى .
بس أعمل إيه فى الهم اللى شايله فوج دماغى ده )
ثم قطع شروده النادل .
واضعا أمامهم عدة أصناف أيضا لا تعلمها .
وبعد انصراف النادل نظرت مايسة لـ ياسين .
مايسة.......لا معدتى معتجبلش الأكل ده تانى .
وكومان المكان المجفول ده خنجنى جوى .
ياسين بغيظ....أنا جولت إكده من الأول ، أنتِ مش وش رومانسية بس كنت بكذب نفسى .
مايسة بضحك.....إكده ، بس أنا رايدة أوريك نوع تانى من الرومانسية ، حاجة إكده چنان .
فتعال نخرج بره أحسن من إهنه .
أنا عايزة أتمشى على الكورنيش وأكل إكده دره مشوى وجيلاتى ونجرى إكده على النيل كيف الجماعة اللى هيحبوا بعض فى التلفزيون .
فضحك ياسين قائلا ....ماشى يا جلة صبرى _ لما نشوف جنانك ده هيوصلنا لإيه ؟
فقبض ياسين على يديها فنظرت له بغيظ
ياسين ...معلش عشان خايف تتوهى منى فى السكة .
إحنا إهنه فى القاهرة الواسعة مش فى الكفر .
ابتسمت مايسة فضرب ياسين رأسه بيده.
مايسة...إيه حوصل ؟ ليه عملت إكده ؟
ياسين..أعمل إيه بس ؟
إذ كان لما بتتبسمى بحس عجلى هيطير _ فخايف أخرج بيكِ بره حد يبصلك إكده ولا إكده .
مستحملش وأروح جتله بيدى دى.
مايسة بخوف...لا خلاص خلاص هصدر التكشيرة طول منه ماشية.
ياسين..طيب ذنبى إيه أنا ؟
مايسة...ذنبك إنك حبتنى .
ياسين .....أمرى لله يلا بينا وربنا يستر .

فخرج الإثنان من الفندق الذى كان أمام النيل مباشرة .
استنشقت مايسة الهواء النقى بسعادة وللحظة تركت يد ياسين وأسرعت فى الركض قائلة "
يلا يا ياسين لو شاطر أمسكنى .
ياسين بذهول....مفيش فايدة فيكِ يا مچنونة بس أعمل إيه بحبك .
فركض ورائها فى مرح وسعادة حتى أمسك بها وضمها إليه بحب .
ياسين بتنهيدة حارة .....تعبتينى أوى يا مايسة .
دفنت مايسة رأسها فى صدره بخجل ثم أردفت ...ياسين وبعدين إحنا فى الشارع ميصحوحش إكده.
ياسين.......أنتِ مرتى دلوك ومحدش يجدر يجول حاچة.
وبعدين بصى حواليكِ إكده .
هتلاجى كل الحبيبة حضانين بعض ويعالم أصلا هى مرته ولا مش مرته.
مايسة بغضب ...كيف يعنى ؟ ماتكنش مرته ويعمل إكده ؟
إكده حرام جوى ، حتى لو لمسة يد بالسلام .
فالرسول صل الله عليه وسلم⁦❤️⁩
لم يصافح امرأة قط
ياسين محدث نفسه بغصة مريرة. ...كل ده عشان لمسة بس _ أمال أنا هعمل ايه فى البلاوى اللى بعملها .
رحمتك بيه يارب .
.............................
ثريا ......بجولك إيه يا صفية ؟
صفية....نعم يا ست ثريا ..
ثريا......أنتِ يومين إكده وتروحى للزفت جنديل ده ؟
وتجوليله إنى جيه حداه فى خدمة تانى صغيرة.
حملقت صفية متعجبة...تانى يا ست ثريا هتروحى برچلك حداه .
لا كفاية اللى نمبنا منه وأنا ندمانة إنى وديتك .
ثريا.......خلاص اللى حوصل حوصل _ ولايهمنى دلوك هو ولدى اللى چتى وخلاص.
سواء كان منيه او من ياسين ؟
المهم إنه چاى ؟ ومش هخلى حاچة تجف جصادى واصل.
شيعيله بس إكده _ وهنروح سوا بردك.
صفية.....طيب فهمينى بس هتعملى إيه ؟
ثريا...هجولك بس افهمينى زين ؟؟؟
................
يارب تكون عجبتكم حلقتنا النهاردة.
متنسوش لايك وكومنت
اتمنى بس تكونوا مستمتعين بالرواية ومتكنوش مليتوا منها .
كده أزعل 😢 وأجيب ناس تزعل كومان .
لان هى هيكون ليها جزء تانى إن شاءالله مع الصقر الصغير 😂😂
.........
نختم بدعاء جميل⁦❤️⁩
اللّهم ارزقني الرّضى وراحة البال، اللهم لا تكسر لي ظهراً ولا تصعب لي حاجة ولا تعظّم عليّ أمراً، اللهم لا تحني لي قامة ولا تكشف لي ستراً ولا تفضح لي سرّاً


الفصل الرابع والعشرون 24

الفصل الرابع والعشرون
................................🌹
ظهرت ملامح الحزن على ياسين عندما ذكرته مايسة بعقاب الله فى الحديث.
فشعرت مايسة بحزنه فأرادت التخفيف عنه ببرائة حديثها .
مايسة....بجولك إيه يا ياسين ؟
أنا رايدة من البتاع اللى هناك ده اللى هيلزج فى الإيد وفى الوش ده .

فنظر ياسين مكان إشارة يدها فوجده بائع يبيع غزل البنات .
فضحك ياسين ...والله أنا مش خابر ؟ أنت مرتى ولا بتى .
هتشبطى كيف العيال إكده ؟
فنظرت مايسة فى عينيه نظرة كانت كفيلة بتحطيم كل أحزانه قائلة ..
أنا رايدة أكون كل حاچة عندك يا ياسين .
رايدة أكون مرتك وحبيبتك وبنتك وأختك ومفيش مانع أمك كومان .
فأمسك ياسين يديها ورفعها لفمه يقبلها بحنان قائلا..
أنتِ عندى فعلا كل ده يا حبة جلبى ومش إكده بس .
انت دنيتى كلها وفى عنيكى الحلوة دى سعادتى اللى عمرها ماحستها جبل إكده .
مايسة بعين لامعة من الحب ....ربنا يجدرنى وأسعدك يا ياسين لغاية أخر العمر .
ويلا مش هتچبلى غزل البنات اللى هيلزج ده ، ولا أنت بخيل ؟
ياسين بغيظ........أنا بخيل ؟
فشاور للرجل قائلا _ تعال يا عم يا بتاع غزل البنات .
الرجل.......ايوه يا جريبى _ عايز كام كيس ؟
ياسين........نزلهم كلهم .
فاتسعت عين الرجل فرحا قائلا ...هتشتريهم كلهم ؟
ياسين.........ايوه .
مايسة........بس أنا مجدرش اكل كل ده لوحدى .
ياسين ضاحكاً......ومين جلك هتكلى لوحدك _ هاكل معاكِ طبعا يا حبة جلبى .
ثم أعطى ياسين الراچل من المال ما يعادل عمله خلال سنة .
ففرح الرجل ودعا له بسعة الرزق والسعادة .
أخذت مايسة الأكياس وبدئت تأكل بسعادة كلأطفال
وهو ينظر لها ويبتسم .
مايسة بخجل...هتبصلى ليه إكده ؟
اه شكلك عايز تمد يدك بس خجلان .
خد خد كل متكسفش ، فضحك ياسين لبرائتها ثم تناول البعض منها .
مايسة...يااااه مش جادرة خلاص ، بطنى هتنفجر وسنانى هتجز من كتر حلاوتها.
ياسين بسخرية...ليه إكده ؟
انتِ يدوبك أكلتى خمستاشر كيس بس .
مايسة بغيظ مع تلون وجهها للحمرة....أنت هتعد عليه يا ياسين وناضر فى كام كيس أكلتهم ؟
ياسين...أنتِ هبلة يا بت ، أنا ههزر معاكِ .
كولى يا حبة جلبى كيف متحبى .
مايسة بعبوس...لا خلاص ، أنت سديت نفسى .
ياسين ...إكده ؟
طيب ..يلا بينا
فأمسك ياسين بيديها إستعداداً للعودة للفندق .
ولكنه ضحك عندما امسك يدها.
مايسة بغضب طفولى...هتضحك ليه عاد دلوك ؟
ياسين بضحك....أمسك يدك كيف دلوك هتلزق إيدى ؟
مايسة بحرج .....طيب اغسل يدى وين طيب دلوك .
ياسين ......إيه زعلتى أنا بهزر معاكِ يا حبة جلبى .
وبالعكس خليها تلزج عشان متهوربيش منى تانى .
فضحكت مايسة _ فصاح ياسين وبعدهالك مش جد أنا الضحكة الحلوة دى .
#كفرصقربقلمى ام فاطمة
ثم أتبع ياسين "
ياسين .....دلوك أنا هوصلك الفندج ترتاحى شوى وهاخد صهيب ألف على شجة لينا وتكون بالفرش بتاعها بالمرة .
أنا عارف إنك من حجك تنجى عفشتك وحاچتك بس غصبا عنى أنا لازما أتجوزك فى ظرف يومين قبل مااعاود البلد .
وعشان إكده مفيش وجت ندور على عفش وفرش وإكده .
بس هخدك بكرة تچيبى كل فستانيك ثم غمز لها وأتبع ( الفستاين الطويلة والجصيرة كومان )
نكست رأسها مايسة بآسى وتلألأت الدموع فى عينيها.
فرق لها ياسين ورفع وجهها برقة قائلا...
على عينى يا حبة جلبى _ بس أنتِ خابرة ظروفى أجوى منى .
فسامحينى وده عشان خوطرك كومان _ خايف جوى حد يعرف يأذيكِ وساعتها مش هسامح نفسى واصل على اللى عملته .
وعشان إكده لازم الأمور تمشى بطبيعتها عشان محدش يحس بحاچة .
وأهو المصنع لازم كل يوم وتانى أدله بسببه إهنه . فهتلاجينى عندك أكتر من هناك..
ابتسمت مايسة ولكن بمرارة قائلة ....أنا مهبكيش على العفشة بتاعتى دى كلها شكليات متهمنيش .
بس اللى يهمنى هو أنت لما تكون معايا ، رايداك تكون معايا بجلبك وعجلك ، مش جلبك يكون معايا وشارد فى ثريا وخوفك إنها تعرف حاچة .
ياسين بتنهيدة حارة....عندك حج يا حبة جلبى ، بس ده دورك أنتِ بجه تنسينى الدنيا واللى فيها وأنا معاكِ.
فنغزته مايسة فى صدره بضحك قائلة...أنت جليل الرباية صوح ؟
ياسين بغيظ......إكده يا مايسة _ طيب والله لأوريكِ جليل الرباية ده هيعمل فيك إيه بس لما تخشى شجتك الأول يا حبة جلبى .
........................
وبالفعل اوصلها الفندق بعد عدة مناكشات كعادتهم ثم غادر هو وصهيب للبحث عن شقة مفروشة ومجهزة بكامل الأساسيات حتى وصلا إلى مكان يناسبهما .
دق قلب ياسين فهو على موعد مع فرحة عمره مع مايسة حيث يجمعهما بيت واحد .
لعله يجد فيه معها راحة البال والسعادة والحب الذى طالما أنتظره ، فكان على شوق من اللقاء المنتظر .
وفى اليوم التالى ...أخذها لشراء ما تحتاجه من مستلزمات .
وعندما استوقفها عند محل ملابس نسائية _ أشاحت مايسة بوجهها قائلة...يا عيب الشوم .
لا يمكن أدخل إهنه لا أنا ولا أنت كومان .
ياسين بضحك....يا بنتى عادى يعنى ؟
أديكِ شايفة چوه المحل حريم هتشترى كتير أهو .
فنجى اللى هتحتاجيه ونحاسب ونطلع مفهاش حاچة.
مايسة بغيظ...اديك جولت حريم لكن أنت راجل فكيف تدخل چوه بعنيك دى اللى تضرب فيها رصاصة.
ياسين وهو ينظر لها بحب جارف ........لو حلفتلك هتصدجينى ؟
مايسة .......تحلف بإيه ؟
ياسين...إنى ماشيفيش فى الحريم دى كلاتها حد غيرك .
أنتِ اللى خطفتى جلبى وجاعدة ومستربعة فيه كومان .
افترشت مايسة بعينيها الأرض وتلون وجهها بالحمرة .
ياسين........هتحبينى يا مايسة كيف مابحبك ؟
نفسى أسمعك تجوليها وتبطلى الخجل ده _ أنتِ خلاص مرتى على سنة الله ورسوله .
مايسة بخجل... يمكن لسانى مش جادر يجولها لكن أنت أكيد هتحس بيها منى من عينيه من رعشة إيدى وهى بين إيديك .
الحب يا ياسين مش كلمة ، فكتير هيتكلموا ولكن مع أول مشكلة هيفضحهم كلامهم ده .
نظر لها ياسين بإعجاب ...بالبرغم من صغر سنها إلا حديثها يدل على رجاحة عقلها .
ياسين...صوح يا حبة جلبى ، بس بردك نفسى ودانى دى يدخل لها كلمة أحبك منيكِ
ضحكت مايسة قائلة بمشاكسة .....هملصلك ودانك دى جريب.
........................
وصل قنديل إلى منزله يلهث فأسرع إليه ( سيد ) ليعرف ماذا حدث بالتفصيل.
سيد........ها إيه الأخبار يا ابو الجناديل ؟ عرفت تدخل الجصر؟
فابتسم قنديل وهو يحاول أخذ أنفاسه قائلا بصوت مهزوز.........أه طبعا يا ولا _ مفيش حاچة واصل تستصعب على جنديل.
سيد........يعنى شوفت ست ثريا ؟
أتاريك وشك منور وعنيك بتلمع .
ياااه ياما نفسى ادوج الحب ده .
قنديل ضاحكا........وليك نفس يا ولا ؟
روح امشى يلا حضرلى لجمة أكلها عشان نفسى أتجطع من الجرى.
سيد.........حاضر .
بس جولى عملت إيه لما شفتها ؟
وهى عرفتك ولا معرفتش .
قنديل.........إسكت يا ولا متفكرنيش بجه ، معرفتش أعمل حاچة خفت تفطس منى وهى حبلة ويضيع ولد الكوتشينة فجولت كفاية على أنضرها بس .
بس لسانها ده عايز يتجص ؟
سيد....ليه إكده؟
قنديل...جعدت تكلم وتشتم وتتوعد بس على مين أنا جنديل ولا تعرف تعمل معايا حاچة .
تخاف على سمعة أبوها وچوزها.
وهتيچى يعنى هتيچى ورجبتها فوج رأسها .
سيد...هتوغوشنى ليه ؟
قنديل....مالك يا ولا ؟ فاكرنى خفت منيها ؟
سيد........بس دى ثريا الجناوى واكيد إيديها طايلة ، فحرص بردك منيها وخد بالك ومتديش خوانة.
قنديل...ولو إنها متجدرش بس بردك هعمل حسابى وأحرص .
ويلا غور أعملى لجمة كيف مجولتلك .
........................
سماح أم الأولاد كانت تجوب الشقة ذهابا وإيابا بتوتر
منتظرة رجوع زوجها وابنها من المستشفى لتطمئن عليهم .
ثم أستيقظ باقى أطفالها وطلب الصغير ( حسن ) الإفطار .
فبقلب الأم رغم توترها _ قامت وأعدت الفطار لباقى أولادها .
فالتهم على شغف حسن وحسين الطعام ولكن يامن رفض الأكل قائلا...
مش عايز أفطر مليش نفس .
سماح بعبوس...ليه إكده يا ولدى ؟
ماتفطر زى أخواتك عشان تكبر وتبجى زين إكده ؟
يامن...مش جادر يمه حاسس بطنى هتوچعنى ومش طايج أبص حتى للأكل .
انقبض قلب سماح قائلة....لا كفاية ياسر عليه .
أنت كومان يا ولدى تعبان ؟
إسترها معانا يارب واحفظهم ليه ، دول كل حياتى واللى طلعت بيهم من الدنيا وأنا يتيمة مليش حد غير جوزى وعيالى .
عدى بعض الوقت وجاء هشام يحمل ياسر ومازال على وضعه يصرخ .
أسرعت سماح لزوجها تسأله ...ها جالك إيه الحكيم ؟
هشام بغصة مريرة....الحكيم أصلا مستغرب ومش لاجى سبب لحالته دى .
بس كتب شوية مسكنات ومهدىء وربنا الشافى .
بس شغلى إكده فى البيت سورة البقرة عشان جلبى حاسس إن الواد ده محسود.
سماح بآسى...طيب شوف كومان يامن بيجول بطنى وچعانى ومش جادر يأكل حاجة واصل.
هشام بعبوس.....لا إكده كتير عليه .
هو فيه إيه بيحصل ؟ فرة ومسكت فى العيال ولا إيه ؟
نظرت سماح لأولادها بحسرة وقهر فهذا يصرخ بدون سبب وهذا يرفض الطعام .
فنظرت للسماء ترجو الله عز وجل
( يارب خد وجعهم وحطه فيه آنى وهما لأ يارب ، أنا ماهستحملش فيهم حاچة واصل )
..................................
وفى صباح يوم زفاف مايسة وياسين .
سمعت مايسة صوت طرق على الباب
مايسة........مين هيخبط؟
الميكب ارتيست ......أنا مدام صفاء يا أنسة مايسة .
بعتنى ليكِ ياسين بيه.
تعجبت مايسة وتسائلت ( هيعرفها منين صفاء دى ؟
هخلى ليلتك بيضة يا ياسين النهاردة .
ففتحت مايسة وعلى وجهها الغيظ فوجدتها مبتسمة ووتهنئها قائلة"
صفاء......بسم الله ماشاءالله _ عروسة زى القمر .
وصراحة أنتِ مش محتاجة أصلا ميكب .
ألف ألف مبروك ربنا يسعدكوا .
ويلا نجهز كده ويارب الفستان اللى اخترته يعچبك ، أنا جبته كده على أساس وصف ياسين بيه ليكِ.
مايسة بغيظ......ممكن بس أعرف مين حضرتك الأول ؟
صفاء......اه _ معلش أنا اسفة ، داخلة كده أكلم على طول .
كان مفروض اعرفك بنفسى الأول ،قبل ماأدخل مدب كده .
اعذرينى معلش .
أنا يا ستى مدام صفاء ميكب ارتسيت فى بيوتى سنتر جمب الفندق اللى حضرتك فيه .
جحظت عين مايسة بعدم إستعياب ما تقول فهمهمت قائلة.....هو إيه دى الأرتيست انتِ رجاصة ولا إيه ؟
يخيبك يا ياسين هتچيب عالمة فى فرحنا ؟
هو إحنا بتوع إكده بردك.
فضحكت صفاء حتى دمعت عيناها قائلة.....رقاصة !
لا أنا هفهمك ميكب ارتيست يعنى كوافيرة .
أظبطلك شعرك ومكياجك وفستانك ولو عايزة ارسملك حنة وكده يعنى .
وكمان ياسين بيه خلانى أشتريلك فستان الفرح .
شوفى كده عجبك ولا تنزلى معايا نجيب غيره .
أخرجت صفاء الفستان أمام مايسة التى تقف وتنظر له بذهول فقد كانت تعتقد إنها لن يكون فى استطاعتها إرتداء الفستان الأبيض التى كانت تحلم به منذ طفولتها.
ولكن هل هو قد تحقق حلمها فاتسعت مقلتيها بفرح وارتسمت ابتسامة جميلة على ثغرها .
مايسة........الله _ ده جميل جوى جوى .
بس إيه ده ؟ ده من غير كُمام كده عريان .
لا لا مش هلبسه ، يعنى ربنا سترنا العمر كله ونيجى على ليلة عمرنا ونجلع ستر ربنا .
يبجى فين البركة فى الچوازة دى.
وكومان أنا مش هجلع الطرحة واصل فملهوش لازمة تعملى شعرى
حتى الأحمر والأزرق ده مش عايزاه .
ضحكت صفاء ولكن بإعجاب ... ماشاءالله عليكِ يا مايسة .
ياريت كل العرايس زيك كده بيخافوا ربنا ومانشفش الأشكال اللى بنشوفها يوم الفرح دى .
حلو الستر_ ربنا يجمل بناتنا بيه .
وماتخافيش يا حبيبتى_ أنا عاملة حسابى .
أنتِ هتلبسى بدى كارينا أبيض تحتيه وكمان هعملك الطرحة بطريقة مميزة اوى هتعجبك.
أما الميكب فأنا مش هكتر متقلقيش ، يدوبك حجات كده عشان وشك ينور فى الليلة الحلوة دى .
ربنا يسعدك يا أحلى عروسة .
فضحكت مايسة بسعادة .
صفاء......ايوه كده خلى وشك ينور بالضحكة الحلوة دى.
ويلا بينا نشتغل يدوبك عشان ميعادك تحت.
مايسة.......ميعاد إيه ؟
وضعت صفاء يدها على فمها وبحرج....شكلى بوظت المفأجأة ولا إيه ؟
مايسة......جولى جولى بالله عليكِ.
صفاء...ده محلفنى ياسين بيه _ بس أعمل إيه فى لسانى اللى يتشك ده .
مايسة........ماتخفيش _ مش هجوله .
وهعمل نفسى متفاجأة ههههه
صفاء بضحك......ماشى هقولك بدال كده.
هو يا ستى فهمنى إنك ملكيش غير والدك وكده .
بس نفسه يفرحك ويعملك فرح زى البنات .
فهو اتفق مع مدير قاعة الأفراح اللى تحت فى الفندق إنه يعملك ليلة كده مميزة .
وأنا عليه هجيب كل بنات البيوتى سنتر معايا وهنكون زى اخواتك هنهيص معاكم و نرقص ونفرح باليوم الجميل ده .
ها إيه رأئيك ؟
دمعت عين مايسة من الفرحة فلم تكن تتوقع هذا من ياسين .
فضمت مايسة صفاء بحب وبكت .
فبكت على بكائها صفاء أيضا .
ثم ابتعدت عنها برفق قائلة......إيه لازمته العياط دلوقتى ؟
ده حتى فال مش حلو .
مايسة ...لا مفيش حاچة أسمها فال مش حلو .
عشان الرسول صل الله عليه وسلم علمنا .
أن لا طيرة فى الأسلام .
- وعنْ أنَسٍ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، ويُعْجِبُني الفألُ، قالُوا: ومَا الْفَألُ؟ قَالَ: كَلِمةٌ طيِّبَةٌ متفقٌ عَلَيْهِ
صفاء......يا حبيبى يا رسول الله
أنتِ جميلة اوى يا مايسة وتستاهلى كل خير .
ويلا نبدأ...... ..أدخلى الحمام يلا وإلبسى فستانك .
عقبال أنا مجهز عدة الشغل يا جميل .
ولجت مايسة للمرحاض وارتدت الفستان الأبيض فكانت كالملاك به .
وخرجت لتنظر لها صفاء بإبتسامة.
ماشاءالله ده زى مايكون متفصل عليكِ بالظبط .
وجميل اوى ماشاءالله .
تعالى بقه اقعدى وسبيلى نفسك خالص .
وأنا هظبط شعرك والميكب وأخر حاجة الطرحة بإذن الله .
انتهت صفاء من وضع لمساتها الأخيرة على مايسة ثم أردفت قائلة ......تعالى كده وشوفى شكلك فى المراية إزاى ؟
نظرت مايسة لنفسها فى المرآة فانبهرت بجمال وجهها .
مرددة فى سرها ( اللهم كما حسنت خَلقى فأحسن)
خُلقى)
ثم شكرتها مايسة بقولها....جميل شغلك جوى ، تسلم إيدك وتعبتك معايا كتير يا صفاء.
صفاء...لا بالعكس ، انتِ من أجمل وأسهل العرايس اللى أتعاملت معاهم .
ثم ولجت مايسة لوالدها والفرحة على وجهها .
ابتسم عمران ودمعت عيناه عندما رآها قائلا ......بسم الله ماشاءالله _ اللهم لك الحمد ، اللهم بارك .
جمر يا بتى _ ربى يهنيكِ ويسعدك .
ثم نظرت صفاء للساعة فوجدتها السابعة.
صفاء......يدوبك بالظبط فى المعاد خلصنا وياسين بيه زمانه على وصول .
ثم سمعوا صوت طرق على الباب.
فضحكت صفاء...ده شكله جه كمان.
ها افتح مستعدة ؟
ارتبكت مايسة وكعادتها عندما تشعر بالقلق تفرك أصابعها.
صفاء......إيه هدى نفسك مش كده ؟
ويلا نسم بالله ونفتح ونقول ...أتفضل يا عريس.
ولج ياسين بطلته الرجولية مرتديا بدلة سوداء أعطته جمالا ووقارا .
و بقلب تكاد تسمع دقاته وعينيه تجول هنا وهنالك تبحث عن أميرته الساحرة .
كتمت مايسة أنفاسها للحظة لتسيطر على شعورها بالقلق .
ثم رفعت عينيها ببطىء لتراه واقفا أمامها بطلته الخاطفة الأنفاس وعينيه تلمع بها الدموع ولكن دموع الفرح والشوق .
وبصعوبة نطق بإسمها وكأنه اول مرة يتلفظ به.
مايسة ⁦♥️⁩وهى ياسين .
ثم أقترب منها بلهفة وقبل جبينها بحب قائلا " إيه الجمال ده كله ؟
مبروك عليه أنتِ يا حبة جلبى .
ثم ضمها وحملها ليطوف بها فى الغرفة .
وسط ضحكات صفاء ووالدها.
عمران ضاحكا......بيكفى يا ابنى _ هتجعوا إكده .
وأنا مفيش نفس أشيل حد ....
فضحك ياسين ومايسة...ثم أنزلها ببطىء ليأخذها ويطير بها إلى القاعة التى أعدها الإحتفال .
التى كانت فى انتظار العروسين ..
وكان فى انتظارهم أيضا زملاء صفاء فى مركز التجميل .
ولج ياسين ومايسة للقاعة فأطلق البنات الزغاريد وأجتمعوا حولهم يهنئون .
وأشتغلت بعض من الأغاني الرومانسية ..
فضمها ياسين لقلبه تأثرا بكلماتها وهما يستمعان لها .
ضميني وانسي الدنيا
ضميني وانسي الناس
انا وانت حنبقى في ثانيه
ملناش غير الاحساس
احساس بالحب وبس
احساس بربيع العمر
ولا نعرف هم الدنيا
ولا نسمع نكاد الناس
وما أن انتهت الأغانى وأوشك الفرح على الإنتهاء حتى همست مايسة فى أذن ياسين الذى ظن إنها ستقول كلام رومانسي .
إلا إنه تفاجىء بها تقول..
( ياسين هو الفرح ده إكده على الناشف ؟ مفهوش كوباية شربات _ حتة جاتوه )
أنا على لحم بطنى من الصبح _ صفاء اللى بعتهالى دى كانت فوج دماغى وماعرفتش أكل حاچة واصل .
فجعانة يا ياسين _ جعانة يا حبيبى.
اتسعت عين ياسين بذهول قائلا _ أخيرا جولتى حبيبى وعشان إيه الوكل !
لا إكده هزغطك زى البطة بس هتسمعينى كلام حلو كتير إكده _ أتفجنا ؟
فضحكت مايسة على قوله فتابعت أتفجنا.
عدت اللحظات عليهم بفرح ومرح وسعادة ثم حانت اللحظة الحاسمة .
لتودع مايسة أباها لتذهب مع ياسين إلى بيت الزوجية الذى سيتبعها أباها به ولكن بعد يومين .
بكت مايسة وهى تحتضن أباها مودعة له.
مايسة بدموع...هتوحشنى يا بوى _ أول مرة ههملك لحالك إكده .
ماتيچى معايا يا بوى _ الله يخليك .
فضحك صهيب وعمران .
ولكن ياسين كاد ينفجر غيظا قائلا "
بجولك إيه يا صهيب _ خد عمك الشيخ واطلع يلا ريحه فوج فى الأوضة.
وانزلى تانى عشان توصلنا الشجة وبعدين ترچعله تبيت معاه .
عشان ست مايسة هانم ترتاح يا صاحبى .
وإلا هتسبنى وتبيت مع أبوها _هبلة وتعملها .
أنا خابرها زين.
فضحك صهيب قائلا بسخرية......لا أنت حالتك صعبة جوى وصعبت عليه بجد .
يلا بينا يا عمى الحج.
عمران ...يلا بينا يا ولدى.
فأوصله صهيب إلى غرفته ثم رجع إلى ياسين وأوصلهم إلى شقتهما.
ياسين.........خشى يا حبة جلبى برچلك اليمين .
فولجت مايسة على خجل .
#كفرصقر بقلمى ام فاطمة .
فأمسك ياسين بيديها ليزيل بعض توترها قائلا "
ها بصى إكده كويس فى الشجة _ عجباكِ ولا تحبى نغير شوية فيها .
تفاجئت مايسة بجمال الشقة ومساحتها الواسعة وكانت مُصممة بالديكورات الحديثة.
مايسة......بسم الله ماشاءالله _ اللهم بارك
دى جميلة جوى جوى واحلى من الجصر كومان .
معجولة دى شجتى أنا ؟
ياسين ...دى حاچة بسيطة وأنا لو اطول أجبلك نجمة من السما كنت چبتهالك يا حبة جلبى.
وتعالى يلا نتفرج چوه كومان .
فولجا لغرفة النوم على استحياء منها .
وما أن أقترب ياسين منها بشوق حتى قالت "
ياسين أنت متوضى ؟
ياسين......ليه هنصلى دلوك إيه ؟ مش العشا إذن من بدرى.
مايسة بضحك ....هنصلى ركعتين لله سنة الحبيب فى اليوم ده عشان ربنا يبارلكنا
وبعدين تجول الدعاء المذكور فى حديث رسول الله
وسلم: "(إذا تزوَّجَ أحدُكمُ امرأةً أوِ اشتَرى خادِمًا فليقلِ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ خيرَها وخيرَ ما جبلتَها عليهِ وأعوذُ بِكَ من شرِّها ومن شرِّ ما جبلتَها عليهِ وإذا اشترى بعيرًا فليأخذ بذروةِ سنامِهِ وليقل مثلَ ذلِكَ )
ياسين...يا صبر ايوب _ ماشى .
وبعد ما فرغ من الصلاة والدعاء .
بث كل منهما شوقه للآخر وقضوا ليلة الأحلام .
فهل سيدوووم حبهما أم للقدر شىء آخر ؟
وهذا ما سنعرفه من خلال الأحداث القادمة بإذن الله .
.......................
يارب تكون عجبتكم حلقة النهاردة


الفصل الخامس والعشرون 25



باقي حلقات الرواية متوفره بشكل حصري على مدونة يوتوبيا
يجب كتابة تعليق كي تظهر لك الآن
اكتب رأيك في الفصول المنشوره من الرواية في تعليق كي تظهر لك باقي الفصول


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-