رواية ضحية طلاق الحلقة الأولى 1 كاملة

رواية ضحية طلاق الحلقة الأولى 1 كاملة

رواية ضحية طلاق الفصل الأول 
رواية ضحية طلاق الجزء الأول
البارت 1
رواية ضحية طلاق الحلقة الأولى 1 كاملة
الجزء الأول

في منزل مصري بسيط ينم عن الحالة الطبقية المتوسطة لأصحابه، تحيا فتاة رقيقة هادئة نسبيًا الإ من بعض أضطرابات نفسية تجتاحها من وقت لآخر، والسبب بها وفاة والدها وهى لا تزال طفلة وأعقبه ايضا وفاة شقيقتها التوأم والتي كان بينهما اتصال روحي فهما متطابقتان، وانشغال الام بمسؤوليتها من أجل توفير لقمة العيش لأولادها، فأصبحت تكد بدون كلل ولا ملل كما عهدنا من قبل الألف الأمهات التي ترملن في سن صغيرة وهن يدورنا في فلك الحياةويطحن تحت رحى المسؤلية، فأصبح ما يشغل الأم هو وجود براد مليئ بالطعام ليسد رمق أطفالها هذا هو الأمان بالنسبة لها، فكبرت هيام وكبر معها أضطرابها النفسي دون الأهتمام أو الالتفات لحالتها من قبل والدتها لجهلها أن حالة هيام تستدعي الذهاب لطبيب نفسي، ومضت الأيام وأصبحت هيام بسن مناسب للزواج فتهيئت والدتها زهيدة لكي تعدها من أجل استقبال من جاء طالبًا قربها، لكن أبنها هاشم والذي يكبر هيام بأعوام قليلة تنبه لحالة شقيقته ولفت انتباه والدته لهذا اكثر من مرة فعنفته أشد تعنيف لأعتقدها أنه ينعت شقيقته بالجنون، لكنه لم ييأس وظل يحدث والدته بشأن هيام ولكن لا حياة لمن تنادي، وفي صباح أحد الأيام وهو يساعد والدته في إعداد طعام الإفطار.

هاشم : يا أمي عشان خاطري اسمعيني هيام كل مرة حالتها بتتأخر عن اليوم اللي قبله، دا غير أنه أثر على مستواها في الدراسة لغاية ما سابت التعليم خالص أحنا لازم نعرضها على دكتور نفسي.
لطمت والدته على صدرها : يا بني حرام عليك انت مش هتبطل كلام في الموضوع ده بقى، افرض حد غريب سمعك هيدور يلف على الناس ويقول على اختك مجنونة، وانا مش ناقصه هم اسكت خليني استرها زي ما سترت أختك الكبيرة عشان الحمل ينزاح من على كتافي بقى.

هاشم : مجنونة ايه يا أمي هو كل واحدة أو واحد راح لدكتور نفسي يبقى مجنون ده تفكير مش صح وغير منطقي.

زهيدة بضيق : أيوة الناس من حولينا مش هيفهموا كلامك وهيقولوا مجنونة أحنا هنا معظمنا جهلة وده تفكيرنا والناس مش هيقولوا مجرد تعبانه نفسيا لا هيفضلوا يألفوا في قصص، وتبقى وقفت حال أختك وبعدين هو الدكتور النفسي ده مش عايز فلوس وأنت شايف معاش أبوك مبيكفيناش ولولا شغلي في مصنع البلاستيك الصبح والخياطة اخر النهار كنا شحتنا، أنا يدوب سترت أختك سعاد بالعافية وربنا يقدرني واستر هيام كمان.
هاشم : مش عارف يا أمي هنفضل سيبنها كدا لغاية أمتى دي على طول منطوية ومبتكلمش حد دا غير حالات العصبية اللي بتخليها تعيط وتهذي من غير وعي، ملكيش دعوة بالفلوس أنا هشتغل بعد الضهر واللي هشتغل بيه هوديها بيه للدكتور.
زهيدة بنفاذ صبر : لو مبطلتش كلام في الموضوع ده انا هسيب ليك البيت وأمشي وابقى ساعتها اشتغل برحتك واصرف على البيت من جيبك، وبعدين بقى أفهمني يا حبيبي أنت في كلية لازم تخلصها الأول عشان أرتاح من همك ولما تخلص أبقى ساعتها شوف موضوع الشغل ده.

يأس هاشم من اثناء والدته عن رأيها ورغم حزنه على حالة أخته الإ أن والدته وضعته في موضع المشاهد من بعيد، ومع اول خاطب يطرق بابهم وافقت أمها بدون تردد وخاصة أنه يقرب لزوجها فأطمئنت إلى أنه سوف يصون هيام ويستر عيبها من وجهة نظرها.

وفي غضون بضعة أشهر قليلة زفت هيام الي إبراهيم، الذي لاحظ اضطراب هيام في أول شهور زواجهما برغم قيام هيام بكافة أعمال المنزل وتأدية واجبها تجاهه بدون نقصان فأعتقد أن ذلك ناتج عن حداثة عهدهما ببعض، فحاول أحتوائها لكن قليلا ما كانت تستجيب له وتصفو الحياة بينهما، واغلب وقتها تقضيه في عزلة وأنطوائية شاردة عما حولها وسرعان ما هاجمتها نوبات الهلع والخوف مرة أخرى، فحاول إبراهيم اخذها لطبيب نفسي لكي يرى حالتها، والذي وصفها باضطراب نفسي مصحوب بأكتئاب جزئي نتيجة وفاة توأمها والتي كانت تربطها معها اتصال روحي عميق أدى إلى حالة الأكتئاب تلك وتدهورها حالتها نتج عن تأخرهم في بدء العلاج، وطلب منه الطبيب مداومتها على جلسات العلاج، لكن إبراهيم بعد فترة لم يعد يتحمل نفقات تلك الجلسات نظرًا لضيق رزقه فبالكاد يكفي أحتياجات منزله، فأضطرا اسفا لإيقاف تلك الجلسات فأنتكست حالة هيام مجددًا وساءت اكثر من الأول وحملته زهيدة مغبة تلك العواقب، فحاول احتوائها وتهدئتها لكنه فشل في ذلك وكثرت المشاكل بينهما وكانت بتصرفتها تدفعه لأنفلات أعصابه رغمًا عنه، ونتج عن ذلك علو صوتهما بالصراخ على بعضهما فأضطر في مرة إلى صفعها للسيطرة عليها، لكن زادت حالتها سوءٍ مما أضطر زهيدة لأخذ أبنتها مرة أخرى إلى بيتها، وتحميل إبراهيم ذنب ما حدث من أنتكاسات لإبنتها، ففي نظرها أن زيارتها للطبيب هو ما زاد من سوء حالة أبنتها، ولكي تكتمل الطامة أكتشافهم لحمل هيام بأحشائها جنينا ينبض مما زاد من أحساس إبراهيم بالذنب وقرر العمل ٢٤ساعة لكي يتمم جلسات زوجته من أجل طفله القادم، لكن عائلة هيام وقفت له بالمرصاد ورفضت رجوع هيام له مرة أخرى لسوء حالتها وصعوبة السيطرة عليها، وانتهت الحياة بينهما على ذلك، وظل إبراهيم يتواصل معهم من أجل الرجوع وهم يقابلوه بالرفض حتى بعد وضع هيام رفضوا أن يرى طفلته وأغلقوا عليه أي طريق لذلك حتى يأس، وأضطرا اسفا للزواج مرة أخرى نظرًا لألحاح والدته ووالده لشعورهما بالذنب تجاهه، فهما من رشحا هيام للزواج منها، وهكذا ولدت طفلته يتيمه ووهو حياً يرزق والاكثر من ذلك حرما من رؤيتها، وكأنه ليس والدها الذي نبتت بذرتها من صلبه، وكبرت صفاء مع عائلة والدتها، فزهيدة أحبتها وخافت عليها كثيرًا لكنها أصرت على أبعاد صفاء عن والدها بكل الطرق، مما جعله يرفع قضية لضم أبنته لحضانته، نظرًا لمرض زوجته لكن المحكمة حكمت بحضانة صفاء لزهيدة كما هو نص القانون بضم الطفل لجدته من والدته في حالة زواج الأم أو مرضها، فخسر إبراهيم الدعوة مما زادهم عنادًا في إبعاده عن طفلته بكل الطرق، وكبرت صفاء في كنف جدتها لا تعلم لها أب، وزادت الحالة المرضية لهيام فاسرع هاشم بأخذها للطبيب وتولي حالتها برغم غضب والدته فهي بذلك تظنه يثبت على شقيقته الجنون كما فعل زوجها من قبل، وبدأت صفاء في فهم ما يدور حولها وخشى عليها هاشم وكذلك زهيدة من رؤيتها لولدتها فى وضعها هكذا، فأضطرت زهيدة في أخذها والذهاب للأقامة في منزل أبنتها الكبري سعاد والمتزوجة من أبن شقيقتها ويقيمان ببلدة مجاواره لهم.
ومن هنا بدأت معناة صفاء وهى بطلة قصتنا في منزل خالتها.
يتبع .. 
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-