رواية إنصاف القدر كاملة بقلم سوما العربي

 رواية إنصاف القدر كاملة بقلم سوما العربي 

رواية إنصاف القدر كاملة بقلم سوما العربي 

الجزء الأول 

فى احد القصور الفخمة جدا. بعد الدخول الى باحتها الواسعة مرورا بمساحات كبيره جدا من الخضرا.. نصل إلى الحديقه الداخليه للقصر. الجميع يعمل على قدم وساق تجهيزا لحفل عيد ميلاد تلك الصغيرة... أصغر أفراد عائلة الخطيب. يتيمه الأب والأم... مليكه... اليوم هو عيد ميلادها ال18.

 بداخل القصر.. يجلس الجميع على سفرة الطعام لتناول الإفطار. تتقدم الخادمة بالكرسى المتحرك الخاص بالسيدة الفت كى تشاركهم الإفطار. بينما يجلس محمد يتجاذب الحديث بهمس مع كارما يبدو أنه يتغزل بها.. واضح جدا من خجلها وهى تنظر أرضا لا تعرف ماذا تقول. على الجهة الاخرى يجلس فادى هائم بتلك الجميله التي تجلس لجواره. اما الجميله فعيونها على الدرج... تنتظر فارسها... الرجل الوحيد الذي تراه على هذا الكوكب.. وربما المجره كلها. زادت وتيرة انفاسها بعنف وهى تراه. يهبط الدرج خطوة خطوه... على مهل وتروى... يظهر اولا حذاءه الاسود الامع.. بعدها بنطال اسود لبذله رسميه غاية الفخامه... إنها قطعه النادره... لا يرتدى الا(وان بيس). تمرر عيناها على عضلات صدره المفروض والظاهرة بوضوح خصوصا مع ذلك القميص 

الأبيض... تصل بهيام وتنهيده حاره الى لحيته الكستنائيه... كم تعشق لحيته هى.. ثم تستقر عيناها على عيونه الزيتونيه...ثم شعره الكستنائى بنفس لون لحيته... انه خطر... خطر على قلبها الصغير. انه خطر لأنه عامر الخطيب... من لا ترى عيناها غيره.. وقعت له منذ ان وعت وفهمت مشاعر الفتيات اوو... ربما لا تعرف متى... لا تتذكر حقا. لكنها تحبه بشده... تشعر انه يحبها... نعم.. تشعر أن له معامله خاصه معها... بالتأكيد يحبها.

 لم تنقطع عيناها ولو ثانيه واحده عن متابعة خطواته الواثقه وهو يبتسم بخفه حين اقترب منهم يفتح اول ازار بذلته يقول بهيبه ستقتلها يوما :صباح الخير يا جماعه. اشرق وجهها كأنها شخص آخر حين التفت اليها يقبل مقدمه شعرها يقول :كل سنه وانتى طيبه يا ميكا. كل مرة يقترب منها يفعل بها هكذا.. هى الان متلعثمه فى تلك اللحظة هل تبتلع ريقها ام تبتسم ام تتنفس... لما لا يرحم قلبها الذى مازال يحبو اول خطواته فى دنيا العشق. تحدثت بتلعثم وهى تبتلع ريقها:وانت طيب. تدخل فادى قائلا :كل سنة وانتي طيبة يا مليكه. التفت له وقالت:وانت طيب يا فادى.. شكراً. فادى :هو فى شكرا بين واحد وخطيبته ياهبله. اغتصبت ابتسامة على شفتيها تكمل طعامها وهى تنطر ناحيته ترى ردة الفعل... يكمل طعامه بهدوء يضع الجبن بالسكين داخل الخيز... الن يتضايق.. ينهره.. يغضب.. مليكه مدمنة روايات ترى رادات فعل الابطال على حبيتهم وتنتظر ان تطبق كل شئ يحدث في الواقع.. لكن لما هو كأنه لوح ثلج هكذا. اخذت تتسأل 

وهى تنظر امامها بشرود إلى أن قطع الصمت صوته وهو يقول لها:مليكه مش بتاكلى ليه. تهلل وجه تلك المسكينه من جديد واخذت تأكل سريعاً... يبدوا انه يهتم.. يهتم جدا... لقد التفت الى انها لم تكن تأكل.. إذا هو يهتم. على الجهة المقابلة لرأس الطاوله التى يترأسها عامر... كانت الجدة الفت تجلس بالمقابل.. نظرها مسلط عليهم.. مليكه وعامر.. كأنها تود قول شئ ولكن لا تستطيع. تحدثت كارما قائله بغمزه:ايوه ايوه يا عم... ماحدش ادك.. ابيه عامر عامل شويه تجهيزات عشانك ماتعملتش لاستقبال الإمبراطوره اوجينيى. عامر مبستما:هو احنا عندنا كام مليكه يعنى. ابتسمت بفرحة شديدة.. لا يسعها العالم من مجرد كلمات.. اى كلمه بسيطة منه تجعلها تمتلك العالم كله... حتى أنها طوال اليوم تظل تعيد بحروفها وتسردها على نفسها تصبرها على انتهاء يومها او إلى أن يعود مجدداً وتختلق اى حديث بينهما فيقول شئ جديد يصبرها لليوم التالى. وجدته يكمل قائلاً :انا عارف ان 

مجموعك للثانويه العامة مش اد كده... طبعاً مش هسيبك تدخلى كليه عاديه. لازم كليه قمه زينا كلنا... قدمتلك فى الجامعة الايطاليه في هندسة. لم تركز من اى شئ قاله او تتعمق في حديثه.. لم تشعر أن هناك اهانه لها... كل ما اعتبرته واهتمت به من حديثه انه يهتم... يهتم جدا... فكر فى كليتها.. سحب الورق وقدم فى الجامعة أيضا... اوووه كم يستحق العشق هذا العامر. الهذه الدرجة يعشقها. وقف يغلق جاكيت بذلته يقول:انا ماشى.... يالا يا فادى وراك شغل... وانت يا محمد الحسابات تكون عندى النهاردة عايزين نقفل الميزانية. كانت عيونها تقطر قلوب.. تراه لا يطيق ان يجلس فادى معها كثيراً.. مثل الروايه التى سهرت عليها ليلا بالضبط... البطل غيور.. غيور جدا من خطيب البطله ويبعده عنها. وهل يوجد بطل مثل عامر.. انه يفوق اى شئ... يعشقها جدا هو. انتبهت على نفسها تنظر حولها وتزفر بضيق واحباط فهو قد رحل... عندما يرحل تشعر بكأبة المكان.. 

كأنه ليس بتلك الحلاوة التى كان عليها وهو موجود. نظرت حولها وجدت الكل غادر ماعادا كارما وجدتها. لملمت كارما اشياءها وقالت وهى تغادر :طب سلام بقا يا ميكا عندى كام مشوار هعمله وكمان هروح ادفع دم قلبى عشان اجيب لسيادتك هديه... سلام... سلام يا تيتا. قبلت الفت من وجنتها وغادرت سريعاً. وقفت مليكه من مقعدها واتجهت لجدتها بعدما وجدتها تومئ برأسها لها كأنها تناديها بحزن وحنان. ذهبت عندها وفهمت من اشارتها ان تقترب لحضنها.. ضمتها الفت لحضنها بأسى كبير وهى تتنهد ومليكه تنعم بدفى حضنها. تعلم الفت ما بقلب تلك الصغيرة تجاه كبير العائله.. تراها ولا تستطيع الحديث أو حتى النصيحه. جلست مليكه عند قدميها تبتسم قائله :ياترى الفت هانم عبيد جابتلى هديه عيد ميلادي ولا لأ؟ ابستمت الجده بحنان عيونها تومئ بحب وسعادة فابتسمت مليكه على الفور قائلة :انتى هديتى يا تيتا.. ربنا يخليكى ليا. قبلت يدها بحب شديد وهى تستمع لصوت السيدة ناهد (والدة عامر) تأتى من الخلف تقول :امممم.. البكاشه بتاعتنا كبرت سنه. التفتت لها قائله :يا صباح الحلويات على احلى طنط فى الدنيا. ناهد:مممم. مش بقولك بكاشه... كل سنه وانتى طيبه يا ميكا.

 مليكه:وحضرتك طيبه... فين هديتى. لكزتها على يدها وقالت:دايماً كده متسربعه.. باليل.. فى الحفله. دبت قدميها بالارض وهى تزم شفيتها كالأطفال وهى تغادر متمتمه بسخط. تاركه الفت تبتسم بحب عليهم وناهد تقهقه بسعادة تعشق مناوشاتها معها كثيراً.

 _____________________________ فى احد الأحياء الشعبيه. وقف ذلك الرجل الذي قارب على الخمسين عاما يولى ظهره لشقيق زوجته بغضب شديد فى حين يتحدث شقيقها قائلاً بغضب عاصف:انتى اكيد جرى لمخك حاجة يا نجلاء... طلاق ايه اللي عايزه تطلقيه...بعد العمر ده كله... دى بنتك ندى بقت عروسه خلاص... اعقلى وحطى عقلك فى راسك. وقفت بغضب وقد نفذ صبرها :انا مش صغيرة وحقى اعيش العيشه الى تريحني... انا تعبت ومش مرتاحه. صرخت بها امها تقول :اختشى قطع لسانك... هو فى زى سى الباشمندز توفيق... راجل مكفى بيته... مافيش حاجه نقصاكى... اختشى وحطى فى عينك حصوة ملح... قوليلى يابت... ايه اللي ناقصك... كل شهر بتاخدى مصرويف بيت يكفى عيلتين... تلاجتك مليانه على تومة عينها... لبس. صيغا وكافة شئ... الف واحده بتحسدك على الى انتى فيه.. واخرة المتامه عايزه تتطلقى وبنتك بقت عروسه على وش جواز.. ياختى ده البطر وحش. صرخت بعلو صوتها :حراااااام عليكوا... 

حد يحس بيا بدل ما اولع فى نفسى. وقفت امها تقول بغلطه:قوليلى.. قوليلى يابت مين الى زغلل عينك ميل دماغك عشان تبقى عايزه تتطلقى. كل ذلك وهو يقف يوليهم ظهره بغضب شديد... وهى فقط مصدومه من كلام امها عنها...هل وصل بها الأمر كى تضغط عليها لان تشكك بها.. ماذا يحدث... وهو مازال يقف صامت وكأنه حقا مظلوم. انفجرت فى الكل تقول :والله... حيث كده بقا هو قالكوا انو رامى عليا اليمين مرتين قبل كده.. ومن شويه كانت تالت مره... ايييه... ماتنطق يابيه. اتجهت انظارهم له بصدمه وهو يقف مصدوم لم يتوقع أن تقول كل شئ فقد عهدها كتومه خائفه... ظن أنه سيحل الأمر بينه وبينها. تحدث شقيقها بصدمه وقال:وكل ده ساكت... مطلقها طلاق نهائى وساكت... كنت مستنى ايه عشان تتكلم. استدار توفيق يقول :انا كنت ناوى احل الموضوع انا وهى يا خالد. خالد:وده هيتحل بينكوا ازاى يا بيه... ده خلاص طلاق نهائى.. كده لازم محلل. نجلاء:انا مش عايزه ارجعله اصلاً. ام نجلاء:انتى اخرسى خالص اما نشوف اخرتها ايه...

 عايزه تخربى بيتك تبلعى لسانك وماسمعش حسك لحد ما نشوف حل للمصيبه دى. خالد:مافيش حل...لازم تتجوز واحد غيره... جواز كامل.. وده كمان مش سهل لأن صعب نلاقى حد يوافق. نظرت لهم بجمود.. هى لا تريد حل من الاساس.. تدعو أن لا تجد من يوافق. خرجوا سويا بعضب شديد يهمون بالمغادرة ولكن استوقفهم جوار المنطقة(المعلم رجب) بلهفة :خير ياست ام خالد.. كان فى حاجة عند ام ندى.. ايه الزعيق ده. ام نجلاء:لا ولا حاجة يا معلم... انت عارف البيوت ياما بيحصل فيها.. فوتك بعافيه. رجب :الله يعافيكى.. نورتى.. نورتنا يا استاذ خالد. خالد :تشكر يا معلم. ذهبوا سريعا وهو مازال يريد أن يعلم ماذا حدث معها... دقائق ووجد توفيق يغادر هو الآخر بحقيبة ملابسه والغضب يعميه. تهلل وجهه وانشرح صدره يبدوا انه خلاف كبير بينهم.... عاود الجلوس خلف مكتب قذر من الخشب وهو يعاود التقاط مبسم الارجيله يدخن باستمتاع وشرود وشبح ابتسامة خفيفة يلوح على وجهه. ____________________________ 

 كانت تجلس مع صديقتها المقربة ندى تقول بتصميم شديد :ندى انا مش هفضل كده كتير انا اخدت القرار. حاولت صديقتها الخروج من تلك المشاكل التى تحدث ببيتها وتندمج قليلاً مع صديقتها علها تنسى قليلا وقالت :مليكه انا الى اعرفه ان الولد هو الى لازم يروح يقول للبنت انه بيحبها الى بتفكرى فيه ده تهور وغلط. اشاحت بيجها تجيب بهيام:اديكى قولتيها بنفسك... الولد.. لكن ده عااامر... راجل.. مش ولد.. صعب ييجى يقولى. اشارت ندى الى عقل مليكه قائله:امال فين مليكه ومخها الى يودى فى داهيه... خطتى وتكتكى لحد ماييجى هو عند رجليكى يقولك ارحمينى بحبك. مليكه:يابنتى والله انا حاسه.. لالا انا متأكده انه بيحبنى.. مش هحتاج بقا انى الجأ لخطتى القذره خالص.. ولا اشغل مخى. تنهدت ندى وقالت بتصميم :لأ لأ بردوا.. انا شايفه ان كده تهور منك. مليكه :فى ايه بس يا ناس... هو ليه كل حاجه محتاجه حاجه.. ليه الموضوع مايتاخدش ببساطة... لو واحدة بتحب واحد ماتروح تقوله... خصوصا لو هى حاسه انه بيحبها... ليه لازم خطة.. 

ليه لازم تكتكه وتشغيل دماغ لحد ما يقع في المصيده.. انه بحبه وهو كمان يبقى خلاص. ندى:اولا مش انا الى هقولك أن الدنيا مش سهله كده... ثانياً ده لما تبقى متأكده من حبه ليكى.. ثالثا مانتى من يوم ما عرفتك وانتى بتكتكى وتخططى ومخك ده يودى فى داهيه اشمعنى بييجى عند سى عامر ويقف. مليكه :هيييييييح.. مالكيش فيه.. انا عمرى ما استخدم عقلى عليه.. ده عامر العشق. ندى :اسمعى منى وجربى عقلك عليه مش هتندمى. مليكه :بس يابت.. مش هعمل كده. مش محتاجة اصلاً... واضحه جدا بيموت فيا... ده أنا اخترت لون الستاير الى هغيرها فى جناحه.. ومن ساعتها بفكر اسمى البنت وعد ولا نغم. ندى :اه يا خوفى. مليكه :سيبك منى وخليكى في صبى الجزار بتاعك ده. ندى :بت لمى لسانك.. مش صبى جزار... ايه يعنى لما ابوه يبقى شغال جزار مش ذنبه. مليكه :وهتفضلوا تتقابلوا فى السر كده كتير؟ ندى :عندك حل تانى.. مانا وهو من سن بعض ولسه بندرس مايقدرش ياخد اى خطوه دلوقتي.. احنا الاتنين عيال. مليكه :ايوه عيال.. خلينى انا فى الراجل 

بتاعى. ندى بغيظ :والله شكلك هتقعى على جدور رقبتك... قومى يالا عشان فاضل شويه على الحفله يادوب تجهزى... قومى. شهقت مليكة :يانهار ابيض... ده أنا نسيت.... الحفله.. عمورى... يالا بسرعه. بقصر الخطيب. اشتعلت الأجواء بذلك الحفل شديد الصخب والتكلفة أيضاً... الموسيقى تصدح فى كل الأرجاء. وهناك فى حشد من رجال وسيدات الأعمال يقف بكل هيبته... بذله رمادية مع قميص اسود.. لحيته الكستنائيه مهذبه يرفع شعره للخلف.. عطره الفاخر يسكر كل النساء حوله... ينظرن له طامعين باى التفاته إعجاب منه. وهو يقف... ثابت... واثق.. يوزع ابتسامات على الجميع بثقه. وكل أفراد العائلة مجتميعن.. كل منهم يقف مع أصدقائه ومدعويه. حتى الفت تجلس مبتسمة على كرسيها تتابع الحفل تنتظر تلك الصغيرة معهم. ثوانى وطلت عليهم بكامل حلتها.. فستان من الاوف وايت... شعرها مفرود خلفها.. 

مكياج مناسب.. حذاء من نفس لون الفستان... تسير بتعجل.. تريد أن يراها بهيئتها الخاطفة هذه. تقابلت مع فادى الذى تقدم منها قائلاً :واااااوو.. قمر.. بجد حلوه اوى يا ميكا. ابتسمت باستعجال عيونها مثبته ومنتطره استحسان شخص واحد فقط. ردت بسرعه :شكرا يا فادى... ربنا يخليك. فادى:طب تعالى شوفى هديتك. لم يأتى حتى الآن لها بلهفة كما قرأت برواية الامس.. لا بأس... لا يريد أن ينكشف حبه وهوسه كما قرأت برواية اول امس.. وقفت تتلقى التهانى والإعجاب من الجميع بعد قدوم ساره مع حبيبها. وأخيرا تقدم منها يبتسم قائلاً :كل سنه وانتى طيبه يا ميكا. اوووه لقبها المحبب منه هو فقط... هو من أطلقه عليها وتحبه منه هو فقط.. اللعنة عليها لقد أصبحت مهووسه بعامر. تسارعت دقات قلبها تقول بعيون تقطر قلوب:وانت طيب. عامر :هديتك بقى السنه دى مختلفه... خلاص تميتى 18 سنه... 

وتقدرى تطلعى رخصه سواقة... سو... هديتك... هنااك اهى. أشار حيث يوجد شيء كبييير مغطى بغطاء احمر. بإشارة من يده رفع الغطاء أمام وشهق الجميع من منظر تلك السيارة (مينى كوبر) من اللون البمبى. اتجهت إليها سريعا لا تصدق.. دائما ما كانت تبدى إعجابها بتلك السياره بالذات.. تراها لطيفة وكيوت مثلها. تنظر له بانبهار لا تصدق وهو فقط يبتسم لها. عادت إليه سريعاً وقالت:شكرا شكراً.. حلوه اووى بجد. انا. انا عايزه اقولك على حاجه مهمه اوى. قاطعهم صوت ناهدت والدته.. تنادى الجميع من بعيد وهى تتقدم بقالب الجاتوه مع صوت أشهر اغانى أعياد الميلاد. اضطرت لتأجيل كل شئ وذهبت تطفئ الشمع وهى تصر على وجوده لجوارها. تحدثت ندى بسرعة قالت :استنى استنى.. غمضى عينك واتمنى امنيه بسرعه. وهل يوجد لديها امنيه غيره.. لاشك بالتأكيد هذه هى الأمنية التى دعت بها الله فى تلك اللحظة... تمنت أن يجن جنونه بها ويصبح مهووس مليكه كما تقرأ برواياتها المفضله. التف حولها الجميع يقدمون لها هداياهم التى لم تلتفت لها.. عيونها مثبته على عامر... وهى تراه يقف الان مع تلك الأنثى الشقراء التى لا تعرفها.. تراها تضع يدها على صدره بدلال وهى تضحك بغنج مستفز.. 

والاكثر استفزازا هو ضحكاته التى يطلقها.. إلا يعلم ذلك الغبى ان هناك من تغير عليه بجنون.. لما لا يعمل لها حساب. تركت الكل واتجهت اليه سريعاً.. لن تنتظر وتفكر أكثر.. يجب أن تأخذ موضعها بحياته.. ان تبدى غيرتها وحقها به أمام الكل وفى النور. وقفت على مقربه منهم تقول :عامر ممكن دقيقة. التفت لها مستغربا.. تناديه اليوم دون اى ألقاب كما عودها. نظرت تلك الشقراء لها باستخفاف وقالت :ايه يا حبيبتي.. مش تراعى الأدب وتقولى ابيه ولا عمو ولا اى حاجة.. وكمان مش شايفاه واقف معايا. ولا كأنها سمعت شئ.. نظرت له بتصتميم وقالت :ثوانى لو سمحت. نظر لها مطولاً وقال:اوكى.. عن إذنك يا شاهى. حاولت تناسى ذلك الغضب منه.. لم يردع تلك الافعه ويحذرها من ان تحدثها هكذا وايضا يستأذن منها.. ولكن صبرا صبرا.. الآن سيتغير كل شئ حينما تعطيه الضوء الأخضر فلا يخاف شئ ويعترف هو الآخر بحبه لها وبعدها يصبح كل شئ من حقها وفى النور. وقفت بارتباك.. لم تكن تعلم أنها ستكون هكذا.. ظنت انها ستقول كل شئ بقوه وثبات... ولكن عامر حبيبها... له هيبته على كل حال. عامر:ايه يا مليكه هنفضل واقفين كده.. قولى كنتى عايزه تقوليلى ايه... اه لو على الكلية.. 

ماتخافيش انا خلاص قدمت لك لازم تبقى كليه قمه طبعا زى كل ولاد الخطيب. أخذت شهيق عالى وقالت :لا انا مش مش عايزه اقولك كده... انا عايزه اقولك انى بحبك. اتسعت عينيه فاكملت:انا بحبك اوى ومن زمان وخلاص عايزه اقولك كل ده.. انا عارفه انك بتحبنى بس متردد تيجى تقولى عشان.... قطع حديثها وهو لم يستطع كبت ضحكاته... هوى قلبها بين قدميها... تشعر بالبروده تسرى وتنخر بعظمها وهى تستمع لقهقاته العاليه يقول :ايه يا ميكا الى بتقوليه ده... بحبك ايه لأ ومتاكده كمان... انتى عندى زى كارما بالظبط لأ لأ انتى بنوتى إلى انا مربيها. ههههههه مش معقول انا مش مصدق بجد.. عشان كده دايماً مأجله خطوبتك من فادى... ايه يا حبيبتي الخيال الأوفر ده.. يا مليكه ده انا لو كنت مبطل شقاوة من بدرى شويه كنت جبت بنوته قريبه من سنك. كان قلبها هو الذى يدمع.. عيونها لم تجمع بل قلبها... تستمع له بزهول وقد تجمد كل جسدها.. قلبها ممزع كأنه يعبث به بيده والدم يسقط منه..وهو بكلماته تلك كان يده تقبض وتبسط على قلبها الذى فى قبضة يده وهو لا يبالي... كأنه يعبث وهى تتألم. حاولت إيجاد صوتها تقول بصوت 

مختنق:بس.. بس انت.. انت دايما بتعاملنى معاملة اسبيشال.. و. وو. ودايما بتقولى يا حبيبتي. عامر :مانتى بنوتى حبيبتي... انا الى مربيكى من وانتى خمس سنين لما جيتي من عند جدتك بعد ما ماتت من اسكندرية. تحدثت بضياع تشعر أن كل شئ انهار حولها :تقول بضياع :يع.. يعنى ايه. عامر باستعجال :خلاص يا ميكا يا حبيبتي... ماتديش الأمور أكبر من حجمها.. انتى كنتى فاهمه غلط وانا صححتلك الصوره... يالا بقا انا لازم امشى دلوقتي.. كل سنه وانتى طيبه. قبل مقدمة رأسها وكأنه لم يحطمها ويستهزأ بها وبقلبها الصغير.. أراد أن يأخذ الأمر ببساطة لكن لم ينتبه انه قد سخر واستهان بمشاعر بنت صغيرة.. قلب صغير.. حلمها أن ترفرف في سماء الحب.. قلب بنوته صغيره رق وحب.. احب شخص استهان به بل واستهزاء وضحك. لا والاكثر والذى لن تنساه طوال عمرها وهى تتوارى خلف الشجر تراه وهو يرحل مع تلك السيده.. تسحبه معها بغنج مقزز.. اليوم. وبنفس اللحظه.. الن يحترم حتى حرمة تلك المصارحه.. انه حطم ورفض حبها الان. ألم يكن بمقدوره السهر معها غداً.. فى تلك اللحظة وهى تراه يقود السياره يغلق زجاج النافذة ويغادر خارج بوابه القصر الضخمه سمحت لنفسها بالانهيار والبكاء.. تبكى وتنتحب على ما فعله بها... لقد حطمها بكل برود. جاءت ندى سريعا بعدما كانت تقف من بعيد تراقب كل شئ.. اقتربت وهى ترى انهيار صديقتها أرضا..ودون ان ينتبه احد على كسرتها وانهيارها سحبتها سريعا لغرفتها... تستمع لكل ماحدث. لقد قاربت الشمس على الشروق وهى تبكى وتخبر ندى بكل شئ. انفجرت ندى بوحهها تقول:جالك كلامى.. هو ده عامر الى بتموتى فيه. ده كلب..

طب كان رفض بهدوء واحتواكى وفهمك بالراحة.. ليه يضحك ويعمل كده... اتقاجئ اوى بروح*** يقوم يعمل كده.. ورايح يسهر سهره حمرا فى نفس اليوم. استمعت الى بوق سيارته يعلن عن وصوله حتى يفتح له البواب. ندى :اتفضلى... لسه راجع من عند الهانم.. ملتزم اوى عامر بيه الخطيب ده.. من السرير للبيت على طول. اغمضت مليكه عينيها بأسى وحزن على من حطم قلبها واستهان بمشاعرها البريئه.. هو الوحيد التى كانت وديعه معه ولم تشغل أفكارها الجهنميه عليه ولم تستمتع يوما لنصائح صديقتها.. انما سارت وراء حبها العذرى. سحبت الغطاء عليها تريد ان تنام ولا تقم ثانية. أغلقت ندى الاضواء وهى تتصل بامها أخبرها بما حدث مع مليكه وأنها ستظل عندها حتتى تتحسن. ثلاثة أيام مرت وهى لم تبرح غرفتها.. الجميع يسأل عنها وندى تخبرهم انها مريضه قليلا من يوم الحفل. على الفطار كان يجلس كالعادة يترأس المائدة.. ينظر لذلك المقعد الفارغ يقول بقلق :هى مليكه مش هتنزل النهاردة بردو. ناهد (والدته) :لسه تعبانه... الجو يومها فعلا كان مرطب وهى كانت لابسه كت وقصير اوى.. ان شاء تبقى كويسه. شعر ببعض القلق يتذكر حديثه معها اعترافها له.. اكيد معيبه نفسيا مما قاله.. أو ربما لا تقوى على مواجهته. صمت فهى بالتأكيد يومين وتكن بافضل حال. تحدث فادى :طب انا هطلع احاول اجيبها تفطر معانا ماينفعش نسيبها كده. ولكن صدح ذلك الصوت الذى جعل الكل ينظر خلفه وخصوصا عامر تتسع عينيه بزهول وهو يراها بكل تلك القوة تتبختر على السلم لجوار صديقتها تقول :لا انا جايه بنفسى يا فادى. ينظر لها مستغرب بشده. يشعر أن هناك شئ مختلف بها.. 

ربما قوه لم يعدها.. بريق لامع باعينها.. ربما انوثه زائده... لا يعلم لكنها اليوم مختلفة... لما لم تهتم بنطراتها عليه كما اعتاد دائما. يراها تجلس تسحب احد شرائح الجبن الرومى وهى تبتسم لصديقتها التى جلست لجوارها بمرح شديد... توقع ان تكون منهارة.. لكن لم يحدث. وهى تجلس بجوار ندى تتوعد بتغيير وقلب كل الموازين..من يظن نفسه كى يهزأ بمشاعر وقلوب الغير ويرفضها بتلك الطريقة.. ستجعل الحلم حقيقة.. تقسم أن تفعل.......

الجزء الثاني 

تجلس ببيت ندى لاتصدق ماتسمعه... والدة صديقتها والتى تتخذها رمزاً للعقل والحكمه خرجت عن صمتها وتريد الطلاق الان. كانت نجلاء تقوم بصب القهوة لها ولمليكه لحين استيقاظ ابنتها الكسوله. تنتهدت وهى تلاحظ نظرات مليكه موجهه لها بصدمه. تحدثت قائله :عارفة انتى بتقولى عليا ايه دلوقتي.... زى امى واخواتى وكل الناس.. الناس شايفنى اتجننت على كبر... شايفين قدامهم باشمندس اد الدنيا... مكفى بيته وعياله.. دايما وهو راجع من شغله شايل ومحمل.. وإلى بنطلبه بنلاقيه... مايعرفوش أن الباشمندس المحترم ده سرقنى. اتسعت أعين مليكه فاكملت:ايوه سرقنى... سرق عمرى... سرق شبابى...لما تعيشى مع راجل عمره ماحبك ولا حتى حاول... عمره ما قالى كلمه حلوه ولا حتى شكر او اعترف باى مجهود بعمله وكل كلامه وانتى قاعده في البيت بتعملى ايه يعني... على فكره انا عارفه ان فى رجاله كتير مش بتعرف تعبر عن حبها وبتتحرج من كده بس على الاقل بتترجمه لافعال حتى لو بسيطه.. ده غير ان الباشمندس توفيق لسانه حلو اوى برا... برا البيت بيتحول...عايش معايا وهو نافش ريشة... مستكتر نفسه عليا ودايما موصلى الإحساس ده.. لما بقولك سرق عمرى مش ببالغ.. عارفة يعنى ايه لما تبقى طول عمرك عايشه مع بنى ادم محسسك أن هو ده بس الى تستحقيه... هو ده أقصى حاجة ممكن توصليلها وماتحلميش ولا تطمعى فى اكتر من كده... طول عمرى شايفه نفسى حلوه... معاه بدأت احس اني مش حلوه اصلاً من طريقته معايا.. طول الوقت عنده علاقات.. كلام خروج ولما انطق امى تقولى طالما بيخلص لف برا وييجى ينام في فرشتك يبقى خلاص....


 خلاص خلاص خلاص لما بقا العمر كمان خلاص... عمرى اتسرق من غير ما اعيش ولا احس باى لحظه حلوه... دايما عايشه في ضغط واسترس.. لا الاكل بيعجبه ولا ذوقى فى ترتيب البيت ولا حتى شايف انى بعرف البس عدل... هه ده حتى تربيتى لبنتى مش عاجباه ودايما كان يعلق على كلامى. الفاظى.. انتى متخيله انا عايشه في ايه.. ده غير انى تقريباً مش عارفة عنه حاجة.. معاه كام بيقبض كام... ومش مسموحلى حتى اعرف... لما اتكلم يرد عليا بقرق يقولى(مش ليكى أن الى بتحتاجيه تلاقيه.. مالكيش فيه بقا) عارفه يعنى ايه يا مليكه انى اعرف أخبار جوزى من سلفتى.. وتبقى قاصده تقول قدامى قال يعني وقعت بلسانها عشان بس تكيدنى وتقولى( ايه ده هو توفيق مالكيش طب والنبى ماتقولى لحد انى قولتلك حاجه)... 

متخيله كل ده عيشت فيه سنييييين.. ضيعت فيها شبابى وانا بسمع لنصايح امى العاقلة وأنى احافظ على بيتى وماخربش على نفسى وكلل الحاجات دى. وأدى النتيجه... عمرى ضاع على الفاضى.. تعبت ومابقتش قادرة استحمل اكتر من كده. كانت تستمع لها بصدمه... من يراها لا يصدق ابدا انها هى نفسها تلك المرأة التي تبتسم وتتعامل وكان لا شئ يحدث.. كأنها تعيش حياة مستقرة هادئه. تحدثت بصدمه :يعنى ناويه على ايه يا طنط. تنهدت نجلاء وقالت :مش عارفة.. بس كل الى اعرفه ان خلاص.. احنا اتطلقنا ومش هيقدروا يضغطوا عليا ويرجعونا لبعض... عمرى ما هرجعله تانى. مليكه :طب وندى. نجلاء :ندى هى الى استحملت عشانها كل ده وهى خلاص كبرت ومسيرها تفهم... 

زى ما انتى فهمتينى هى هتفهم. مليكه :بس ماينفعش حبستك فى البيت دى.. لازم تخرجى وتغيرى جو.. كده غلط عليكى انتى بقالك اكتر من اسبوعين ما شوفتيش الشارع. نجلاء :لأ مانا قررت اخرج معاكوا النهاردة. اتسعت أعين مليكه :ايه التحول الرهيب ده. نجلاء بإصرار :انا عيشت دور الضحية كتير اوى... وبعد كل السنين دى عرفت ان المسكنه والكسره مش هتفدنى ولا هتوصلنى لحاجه... يمكن لو كان حصلى كده من كام سنه كنت انكسرت واكتئبت.. بس دلوقتي وفي سنى ده انا فى عز النضج.. هخرج وهتبسط.. وفى الأول والآخر مش بعمل حاجة غلط... ده أنا كمان هتصل بيه اطلب فلوس. كاد فم مليكه يسقط ارضا وهى تستمع لها وتقول :بجد.. 

وهتقبليها على نفسك؟ احتست نجلاء بعض القهوة باستمتاع وهزت كتفيها قائله:اممم.. وماطلبش ليه... دى اقل حاجه اصلا.. قولتلك مش هعيش دور الضحية.. ده أنا هطلب وهطلب وهطلب.. وانا عارفه انه هيدفع... ده حقى وحق بنتى.. مايجيش حاجة قدام عمرى الى راح معاه. مليكه :ايوه بس هيبقي مديهالك وهو حاسس انك محتجاه او انه بيجبى عليكى. ضحكت نجلاء بسخرية :ههههه.. ضحكتينى والله يا مليكه... حبيبتي هو هيفضل شايف كده طول عمره سواء طلبت منه فلوس او لأ... مش هستفاد حاجة لما احسسه ان بجملت وانا أكبر من انى احتاجلك وكده... مش هيشوفنى أصلا.. 

افهمى بقا ده واحد مش حاسبنى من البنى ادمين أصلا... انا هاخد منه الى أقدر عليه ومش هاخدها على كرامتى خالص. مش هيبقي تعاسة وفقر كمان. تعمقت مليكه فى حديث نجلاء.. تشعر أن معها كل الحق فيما قالت. نجلاء :بتت.. سرحتى فى ايه. اشربى القهوة يالا على ما ادخل اصحى ندى والبس انا كمان. بعد ساعه تقريبا كن يخرجن ثلاثتهن من البناية يخططن ليوم اكثر من رائع.. كانت نجلاء ترتدى بنطال ابيض واسع مع توب ابيض وعليهم جاكيت صيفى طويل من اللون (البيبى بلو) وحجاب مدمج من اللونين. كانت في قمه اناقتها وانوثتها.. تسير معهن وكأنها قريبه من عمرهن. جلس المعلم رجب امام محل الجزار التابع له ينفس دخان ارجيلته وهو يضع قدم فوق الأخرى. اعتدل بسرعه وانشراح صدر وهو يرى تلك المرأة التى طالما كانت حلم صعب المنال. تسير أمامه بكل تلك الأنوثة والجمال. وقف سريعا يقول بأدب :صباح الخير يا ست ام ندى. وقفت نجلاء ومعها الفتاتين...

 وندى تسترق النظر داخل محل الحزاره. نجلاء باستغراب :صباح النور يا معلم.. خير فى حاجة. رجب باستعجال:الا انتى رايحه فين كده؟ نجلاء :نعم؟! استدرك نفسه وذلة لسانه النابعه من شغفه ولهفته عليها وقال :لا ولا مؤاخذة مش القصد... انا.. انا بس بقالى كذا يوم مش بشوف سى الباشمندز توفيق.. الا هو فين.. مش خير إن شاء الله؟ نجلاء :وهو انت يا معلم قاعد راقم كل رجاله الحته وعارف مين بات فى فرشته النهاردة ومين لأ ولا ايه؟! رجب :ها؟!!..... لا مش القصد.. انى بس شوفته من قيمه اسبوعين كده واخد شنطه هدومه ومن ساعتها مارجعش.. فقولت نسأل لا يكون فى حاجة ولا محتاجين حاجه ولا فى مشكله كبيره إن شاء الله.. ااالاسمح الله يعنى. رفعت مليكة حاجبها تنظر لندى وكذلك ندى لديها نفس الشعور. نجلاء :لا كلك واجب يامعلم.. لا خير ان شاء الله ماتقلقش... عن إذنك... يالا يا بنات. ذهبت من أمامه وهو يقف بدقات قلب عاليه وانفاس مسلوبه... مجرد وجودها أمامه... طلتها.. هيئتها.. رائحتها... وقوفها أمامه وجها لوجه حلم كبييير جدا... سبحان الله من النقيض للنقيض. طوال اليوم ومليكه تحاول أن تقلد نجلاء فى كل شئ... لن تعيش حياة الضحيه... لن تكن نجلاء الثانيه وتتزوج من رجل لا يراها من الأساس... تحاول أن تستمتع بيومها وتدخل السرور على قلبها بنفسها كما ترى نجلاء تفعل بالضبط. فقد ذهبت نجلاء للشوبنج... اشترت الايس كريم وأصرت على ان تأكله وهى تسير فى الشارع...

 ذهبت معهم للملاهى... فعلت أشياء كثيرة بيوم واحد.. كانت عازمة على الذهاب للبيت وهى لاترى أمامها.. تستلقى على الفراش بنفس ملابسها من شدة التعب وقد كان. كذلك فعلت مليكه مثلها بالضبط.. لطالما كانت علاقتها بوالدة ندى جميله جدا... كأنهم اصدقاء. لكن طوال يومها وأثناء ماهى تتخذ قرار بأن تحيا بسعادة لم تنسى ابدا تارها مع عامر الخطيب.. لن تصمت ابدا او تجعل الأمر يمر هكذا.. لن تعيش هى أيضا بدور الضحية. عادت للبيت منهكة جدا. لا تريد او تقدر الا على النوم... كانت قد دلفت للداخل وهى بطريقها لصعود الدرج. جاء صوته من خلفها يقول بغضب :مليكه... 

كنتى فين لحد دلوقتي؟ استدارت له بتعب فى اول مواجهة لهم بعد ذلك اللقاء المخزى منذ اسبوعين. مليكه بثبات :فى حاجة يا ابيه. عامر:أظن سمعتى سؤالي. كنتى فين لحد دلوقتي؟ مليكه :كنت فين.. باينه اوى أنى كنت برا البيت. عامر:ايه ده بجد.. تصدقى ماكنتش واخد بالى. بعدها هدر بغضب يقول :كنتى فين؟ مليكه بتعب :هو حضرتك بتعلى صوتك عليا ليه؟ عامر:لما بنت من بنات الخطيب تخرج طول اليوم لوحدها ومن غير ما تقول لحد وكمان ترجع متأخرة كده عايزانى اسكت. بصى حواليكى يا هانم...كل البيت نايم وحضرتك لسه راجعه من برا.. قولتى لمين إنك خارجه اصلاً. مليكه :قولت لفادى. عامر :وانتى بقيتى بتاخدى اذنك من فادى دلوقتي... ماطول عمرك بتاخديه منى انا. مليكه:مش هو خطيبى.. وبكره يبقى جوزى... لازم اتعود اخد الاذن منه هو وبس. عامر :والله؟ اغمضت عينيها تبتسم داخليا بخبث تقول بأعياء شديد :اه.. والنبى سبنى بقا يا ابيه عشان مش قادر اقف على رجلى حاسه هقع و انام هنا دلوقتي. مثلت ان قدميها لم تعد تحملها بإحتراف شديد فتقدم سريعا بغضب يتلقفها بيده ويحملها على ذراعيه يصعد بها الدرج يقول :ليه كنتى فين كل ده مش قادرة تقفى على رجلك كده. مليكة 

بخمول:على فكره مايصحش كده انا هطلع لوحدى عامر:لا ماهو واضح انك قادره تطلعى اوى... كنتى فين كده طول اليوم مخليكى مش قادرة تقفى على رجلك. مليكه :فى الملاهي. عامر :الملاهى.. ولوحدك بقا؟ مليكه :لا طبعا مع صحابى. نظر لها بنظرات مذبذبه... يشعر بشيء غريب وهو يحملها كعروس هكذا بين يديه.. رغم أنه فعلها كثيراً جدا وهى صغيره... ماذا؟ وهل كبرت الان عليه؟ هى لازالت مليكه الصغيرة التي رباها. كان يتمتم بذلك يقنع نفسه بشده.... لكن رائحتها اصبحت مختلفه عن آخر مره حملها فيها... آخر مره حملها كانت رائحتها ممتلئه بالطفولة والبراءة.. لكن الآن رائحتها تذبذبه وتوتر جسده... لكنه تمالك حاله بغضب مما يفكر به.. ينظر لها بغضب لما جعلته يشعر به... وضعها على الفراش ببعض من الحدة يقول :طب نامى... والصبح لينا كلام تاني. هم بخلع حذاءها فقالت بسرعه وتوتر:ايه ايه.. ايه يااا ابيه انا هقلعها وانام. عامر :ايه مانا ياما غطيتك ونيمتك. مليكه :انا كبرت 

خلاص مابقاش ينفع.. لو سمحت اطلع عشان اغير هدومى. كانت تتحدث بجديه وخبث فى نفس الوقت. وهو ينظر لها صامت لدقيقه يتمعن ويستوعب.. الى ان هز رأسه وقال:اوكى.. تصبحى على خير. خرج من عندها مذبذب حقا وأفكاره مبعثرة وهى تخلع كل حذاء على حدى تلقيه أرضا باهمال وكبر تتوعد له بالكثير والكثير. صباح يوم جديد. يجلس الكل على طاولة الإفطار كالعادة. الكل موجود ماعدا فادى الذى ذهب بعطله لأيام مع أصدقائه.. ومليكه التى لم تحضر حتى الآن. كانت الجده تهمهم كأنه تود قول شئ فقالت ناهد :ايه يا ماما... بتسالى عن مليكه؟ . نظر لهم بطرف عينيه يرى الفت تومئ برأسها إيجابا فتجيب امه:خلاص بعت داده اعتماد وصحيت ونازله اهى. ابتسمت الفت تحاول تناول طعامها بصعوبه بيدها. أكملت ناهد حديثها وقالت :على فكره يا ماما.. اختى صفاء وبنتها جايين يقضوا معانا يومين.. ده طبعا بعد إذنك. ابتسمت لها الفت مرحبه وهو يغمض عينيه بملل... 

هل كان ينقصه خالته وابنة خالته (هديل) ومخططات امها بزواجها منه.. أيضاً مشاكل مليكة الدائمة معها... همممم الان فقد ترجم كل شئ واستوعب.. إنها الغيره... كانت تفعل معها ذلك وهى تعلم ان هناك خطط لأن تكون هديل هى عروسه...لذا اليومين القادمين ستكون هناك مشاكل كبيرة من الغيره وخلافه...عاود تناول طعامه بغرور وهو يتذكر ويعرف ركض مليكه خلفه واهتمامها الكبير. ثوانى وكانت تهبط الدرج ترتدى فستان ناعم من الاخضر.. ترفع شعرها عاليا.. تشع جمال ورائحه جميله.. يبدو أنها غيرت عطرها. هذا ما كان يفكر به وهو يقلب عينيه بملل.. يعلم.. سيجن جنونها الان وتزيد من جرعة الاهتمام بعد معرفتها بقدوم هديل. ماذا؟! لم تهتم حتى بقول سلام خاص به كما كانت تفعل وإنما القت سلام جماعى. ينظر لها بقوه وهو يجدها لا تنظر له ولو مره واحده.. لم تحن منها اى التفاته ناحيته. ماذا هناك.. اين مليكه التى كانت دائما عيونها عليه.. تراقب كل حركة وكل كلمه... كان بالطبع يلاحظ اهتماما الكبير وتوددها واختلاق اى حديث تماطل به كى يطول.. 

لم يكن يعلم السبب ولكنها بيوم عيد ميلادها فسرت له كل شئ. أين كل هذا الان.... حسنا لا بأس فهى على أى حال سيجن جنونها الان بعدما تعلم أن خالته قادمه. ولكن لما لم تتحدث أمة بالأمر ثانيه. تباً الن تعلم الان.. يريد ان تتحدث أمة من جديد كى تعلم تلك الصغيرة وينتشى من ردة فعلها المجنونة كما عهدها سابقاً.. لا بأس اهدئ عامر لا تقلل من هيبتك بالتأكيد ستتحدث امك الان. مرت دقائق والجميع على وشك الانتهاء من الفطور وامه لم تعيد حديثها. وتلك المليكه لم تلتفت له ولو بنظره... عصبيته جعلت كل شئ يخرج عن السيطرة... فتحدث فجأة وقال :و هما هيقعدوا اد ايه يا امى؟ عامر سيظل عامر... هيبته وكبره جزء لا يتجزأ منه.. برغم عصبيته يتحدث بكبر وكلمات مقتضبه وعلى الطرف الآخر أن يفهم ما يقصده بتلك الكلمات القليلة بل ويجب سريعاً. يستمع لأمه وعيونه مثبته بغضب عليها وهى لم يرمش لها جفن.. بل تضع المربى على الخبز وتقضم باسنانها باستمتاع شديد رغم حديث امه التى قالت :ممكن تلات ايام.. انت عارف خالتك صفاء بتحب جو البيت هنا اوى هى وهديل. لازالت تكمل طعامها وهى تبتسم لجدتها.. كأنه غير موجود.. كأن الجميع غير موجود.. الا يوجد على تلك المائدة غير جدتها تنظر لها وتتفاعل معها. أين مليكه التى عهدها تختلق معه اى حوار وتصب كل اهتمامها عليه هو فقط حتى نظرات العيون. وهناك على طرف الطاوله فرد وحيد يتابع كل شئ بفرحه كبيرة.. وهى الجده الفت.. 

تنظر لمليكه تبتسم وكانها تدعم ماتفعله... هى الوحيدة التي تلاحظ غضب عامر مهما حاول كبته. مازال ينظر لها بغضب ينتظر اى نظره او التفاته... لكنها لم تفعل كأنه هواء. لم يعد يحتمل أكثر تحدث بغضب فجأة افزع البعض وجعلهم ينظرون له باستغراب :مليكه... خلصى فطارك وحصلينى على المكتب. هم يغادر بثقة وثبات ولكنه توقف على صوتها الناعم :مش هينفع يا ابيه انا اتاخرت ولازم اخرج دلوقتي. خليها بعدين. استدار لها بغضب وألفت تبتسم بشماته وانتشاء. عامر :نعم؟ انا اما اقول تيجى ورايا يبقى تيجى ورايا.. وكمان تعالى هنا... رايحه فين وقولتلى لمين انك خارجة وهتروحى فين ومع مين وراجعه امتى. تدخلت ناهد :فى ايه بس ياحبيبي ماتهدى ايه كل الأسئلة دى. ماتسيب البت تخرج وتفك. عامر :لو سمحتى يا امى ماتدخليش. عاود النظر لها يقول :ماتردى. مليكه بهدوء :انا قولت لتيتا انى خارجه.. صح يا تيتا. اماءت الفت برأسها تبتسم بشماته عليه. عامر:لااااا.. ده أنا لازم افهم فى ايه.. أقل من دقيقة وتكونى قدامى في المكتب. سامعه. هدر بالاخير بغضب افزعها رغم اى شئ وشتت ثباتها. أخذت نفس عميق تهدأ روعها تستعد للقادم وهى تضع زيتونة كبيرة فى فمها تنظر لالفت التى تتابعها بحماس وسعادة. وقفت تعدل من ثيابها وتعيد فرد 

خصلات شعرها خلفها بكبر.. مالت على جدتها تقبل رأسها قائله :مالك مبسوطه بزيادة كده النهاردة. اتسعت ابتسامة الفت اكثر واكثر فقالت مليكه :والله شكلك فاهمة كل حاجه ومدكنه. اماءت لها الجده سريعاً بحماس توافقها الرأي فاتسعت أعين مليكه :انا قولت كده بردو ياتيتا يا سوسا انتى. لكزتها الفت توبخها فى حين صدح صوته بغضب يستعجلها:ملييييييكه. نظرت لالفت بابتسامه وقالت :هااااى.. استعنا على الشقا بالله.. قوينا على الشر يارب. ضحكت الفت وهى ذهبت بهدوء وثبات له. دقات على مكتبه تبعها صوته الغاضب :ادخلى. دلفت بهدوء فقال :اقفلى الباب وتعالى. نفذت الأمر بهدوء وثبات واتجهت لتقف مقابل مكتبة. عامر :انا عايز افهم حالا فى ايه؟ اااه كتلة برود غرور متحركة.. يسأل وكأنه لم يفعل شئ... كأنه لم يكسر قلبها وخاطرها من اسبوعين.. كأنه لم يحرج طبيعتها ويرفضها.. ولم يكن رفض عادى.. إنها رفض مهين.. مخزى.. تتألم كلما تذكرت ضحكاته التى فشل في كبتها.. ومغادرته فى نفس الدقيقة مع تلك الشقراء. وبعد كل هذا يغضب لأنها تحولت ولو قليلاً... كم هو انانى.. يريد أن يرفضها وتظل تهتم كالسابق. ردت بثقة :عايز تفهم ايه.. هو ايه اللي محتاج شرح مثلا وانا اشرحلك. توترت نظراته... تلك الصغيرة تضعه بخانة إليك... ماذا يقول الان.. هل يخبرها انه غاضب من زوال اهتمامها ولهفتها عليه... ام لأنها أصبحت لا تأخذ أوامرها منه. لأول مرة يضعه شخص بهذا الموقف.. 

ان يقف عاجز عن الرد.. وقد فعلتها مليكه.. اصغر فرد يتعامل معه فى حياته كلها. تحدث بعد مده يحاول الثبات :ازاى تتاخرى امبارح برا كل ده.. وماتقوليش إنك خارجه. مليكه :اولا انا قولت لحضرتك.. انى قولت لفادى وانا.. قاطعها بغضب :وانتى بقيتى بتاخدى إذنك من فادى خلاص؟ قلبت عينيها بملل مصطنع تقول :على فكره حضرتك قولتلى كده امبارح بردوا وانا قولتلك انه خطيبى وهو الى المفروض اخد الاذن منه مش حد تانى. ينظر لها بغضب... منذ متى هذا الكلام. تحدث هو:ومن امتى الكلام ده. مليكة :اعتبره من النهاردة او امبارح وات إيفر يعنى وبعد إذنك بقا عشان مستعجله ولازم امشى. عامر :انا لسه ماخلصتش كلامى. مليكه :ممكن نكمله لما ارجع.. لازم اخرج دلوقتي. عامر بغضب :مالك بقيتى متسربعه كده وعايزه تخلصى كلام معايا وتجرى فى ايه. اعادت فرد خصلاتها البنيه خلف ظهرها بدلال وكبر تقول وهى تهم للمغادرة :ماعلش مستعجله.. نكمل كلامنا بالليل.. باى يا ابيه. عامر :ماشى.. ماشى يا مليكه اما اشوف فى ايه. قالها وهو يتحجج بالأساس.. ماصدق ووجد حجه تجعله يفتح معها حديث بالمساء بعد ذلك التجاهل الذى أصبح يواجهه منها وهو غير معتاد على ذلك. مر اليوم سريعا على الجميع وها هو يجلس بغرفته ينتظر أن تأتى وتكمل حديثها الذى قطعته في الصباح... يعلم لقد عادت منذ ساعة. وكما تعود ويعلم.. ستأتي الان تفتح معه الحديث..بكل غورو وثبات ظل يجلس على مقعده بهدوء داخل مكتبه ينتظر أن تأتى إليه وهو سيتصنع الانشغال بالطبع. مرت 15 دقيقة اخرى ولم تأتى.. تفاقم غضبه من تجاهلها له وخرج من مكتبه سريعا يصعد الدرج. كانت تجلس بغرفتها تضع طلاء الأظافر على يديها وهى تغنى بدلال وخبث:انا مش مبيناله انا ناوياله على ايه.. ساكته ومستحلفاله ومش قايله له ساكته ليه.. خليه يشوف بعنيه.. ايه اللي ناويه عليه هخليه يخاف من خياله لما اغيب يوم عن عنيه.. كتر خيرى انى امنته واستحملته يا قلبى زمان ييجى عليا واعديهاو يسوق فيها معايا كما... قطع غناها وهى تراه يفتح باب غرفتها بغضب. ابتسمت داخليا كانت تعلم أن ذلك سيحدث ولكن ليس بهذه السرعة ابدا. ادعت الغضب تقول :ازاى حضرتك تدخل اوضتى كده من غير ما تخبط.. مايصحش كده ابدا.. عيب. 

 لم يعير حديثها اهتمام وقال:انتى قاعدة تحطى تغنى وتحطى بتاع على ضوافرك وسيبانى اقعد استنى كل ده. استدارت تكتم ضحكاتها المتشفيه تقول :ماسموش بتاع اسمه مونيكير... وبعدين حضرتك مستنينى ليه... هو فى حاجة؟ (كان في حاجة اشاء الله 😅) عامر :نعم؟ انا مش قولتلك هنكمل كلامنا باليل.. ماهو ساعدتك كنتى مستعجله اوى الصبح. مليكه:انا مش فاهمه بجد ايه اللي هنتكلم فيه.. حضرتك بصراحة مدى الموضوع اكبر من حجمه الطبيعي.. خلاص خرجت وجيت. اخدت الاذن من فادى ماحصلش حاجة لكل ده الموضوع بسيط... وبعدين حضرتك راجل كبير ومسؤل عندك مسؤليات واهتمامات أكبر بكتير من انك تقعد تدقق مليكه الصغيرة راحت فين وجت منين.. كان الله في العون والله... اهدى وكبر دماغك كده صحتك... هتركز فى ايه ولا ايه. من هذه؟ سوال يردده الان... اين مليكه التى كان هو شغلها الشاغل.. الآن تطلب هى منه الا يعيرها اهتمام.. 

تضعه بين المطرقه والسندان تحرجه.. كأنها تقول له لا حجه لديك كى تهتم. نظر لها بعند وكبر وقال:ماشى.. انا جيت بس أحذرك هديل جايه بكرا ومش عايز بقا شغل العبط ولعب العيال والمشاكل والمناكفه بتاعت زمان دى سامعه؟ رغم كل شئ كانت داخلها غيره مشتلعه ولكنها انتبهت على حديثه.. يحدثها بكل غرور يخبرها بمنتهى العنجهيه الا تفعل أفعال الغيره هذه لايريد مشاكاسات. ابتلعت غصه مؤلمه بحلقها وقالت :لا ماتقلقش.. ممكن بعد اذنك بس عشان راجعه تعبانه ومحتاجه انام. هز راسه بمعنى نعم؟ مليكة :ايه عايزه انام.. اتفضل ردد بزهول :اتفضل؟! مليكه:اه اتفضل هو انا بشتمك؟ بقولك اتفضل عشان عايزه انام. قبض على أصابعه يده بغيظ وقال:هتفضل ماشى. خرج من عندها بغضب ولكنه رغماً عنه اصبح ينتظر قدوم هديل بفارغ الصبر. فى الصباح. تقدمت السيده صفاء تدخل من بهو القصر يرحب بها الجميع.. ومعها فتاه ذات جمال هادى وجه خمرى مستدير وعيون سوداء. ترتدى دريس سماوى اوف شولدر وحذاء أرضى بسيط. كانت خجولة وجميله حقا. تجلس تبتسم وتتحدث مع الجميع. جاء عامر فغمرته صفاء بقبلات واحضان ترحب يه ترحيب شديد :اهلا اهلا ياحبيبي وحشتنى. عامر :اهلا بيكى منورانا.. اهلا ياهديل ازيك. ابتسمت برقه:الحمدلله ازيك انت يا عامر. اجابها وعيونه على الدرج ينتظر تلك اللحظة من الأمس :الحمد لله تمام. صفاء :والله انتو وحشتونا اووى.. 

وخصوصاً انت يا عامر.. اههههه..ده حتى هديل هى الى أصرت وقالتى لازم نروح نزور خالتو وعامر.. مش كده يا هديل اهههه. اغمضت هديل عينها بحرج وقد سئمت أفعال امها وتلك المواقف التى تصر على وضعها بها... هى يوما لم تسعى لأى شئ مما تخطط له والدتها ولكنها ذات شخصية ضعيفه ومهزوزه جدا. اما عامر فتهلل وجهه يبتسم بثقه وخبث يستعد لتلك المعارك والمناوشات التى ستحدث الان بين مليكه وهديل كالعادة. وهو يستمع لصوت خطواتها على الدرج.. وهو يراها ترتدى بنطال من الجينز ضيق به بعض الخدوش.. وفوقه تيشرت عليه رسمه شبابيه... جمعت شعرها قطتين.. ترتدى نظاره مدوره من الزجاج الشفاف.. يبدو أنها ستخرج اليوم بلوك جديد أو فعلت ذلك لتبرز جمالها امامه وأمام هديل... لكنها وللحق جميله جدا اليوم وبتلك الهيئة يجب أن يعترف فعلاً بذلك. لكنه مازال يبتسم بثقة ينتظر وكله فرحه القادم. ولكن تلاشت ابتسامته وتحل معالم الصدمة وجهه وهو يراها تتقدم منهم بهدوء ووداعه مرحبه :طنط صفاء ازى حضرتك... ازيك يا هديل... ايه الجمال ده.. احلوينا اوى. احتدت علامات وجهه بغضب لم يكن يتوقع أن يغضب يوم من تصالحهم هكذا.. ما الذى يحدث له؟........

الجزء الثالث 


يجلس مقابل صديقه (كارم) الذى يرمقه بنظرات محتاره. يرتشف بضع من قهوته ويعاود النظر إليه. كارم:فى ايه يا عامر مالك كده؟ عامر :مالى؟ كارم :مش عارف.. مش مظبوط خالص.. كأنك مستنى حاجة او حد.. قاعد عمال تفرق على الكرسى زى العيال الصغيرين. عامر :

ايه الى بتقولو ده.. ماتلم نفسك يالا. كارم :الله مش بقولك إلى انا شايفه... انت مش مظبوط والله. عامر :بقولك ايه.. انت هتعمل شغل المباحث ده عليا... اشرب قهوتك وانت ساكت. كارم :ياخى حرام عليك دى رابع قهوة اشربها امال فين الغدا. عامر:قول كده بقا.. حاضر يا سيدى هنأكلك. ثم اخذ يتطلع حوله ربما تكون قد عادت من الخارج... منذ الصباح بعدما رحبت بخالته وابنتها بحفاوة غير عادية او متوقعه خرجت.. حتى لم تتناول الفطور معهم.

 وقد قارب المغرب على الأذان ولم تأتى حتى الآن. كارم يجلس يتابعه... كل حركاته.. بحكم مهنته هو متأكد أن صديقه به شئ. كانت كارما تسير باتجاه هديل تحمل معها بعض المسليات فتحدث عامر سريعاً :كارما... كارما. اتت سريعا تقول :مساء الخير.. مساء الخير يا حضرة الظابط. كارم :مساء النور ازيك يا كارما. كارما: الحمد لله عامر :احمم.. اا لو الكل بقى موجود قوليلهم يحضروا الغدا. كارما :ماشى هخليهم يحضروه. عامر :يعنى مليكه رجعت؟انا قاعد من بدرى فى الجنينة ماشوفتاش. كارما :لا ماهى بعتت رساله على موبيل تيتا انها هتتغدا برا. حاول عدم الشعور بالضيق.. عادى... فلتأكل بالخارج وما يعنيه هو بالاساس. ذهبت كارما وظل كارم يسلط نظراته الثاقبة على صديقه. كارم:هى فين كارما صحيح...

وحشتنى العفريته دى.. بقالى مده ماشوفتهاش. عامر :ها. مش عارف.. خرجت من بدرى. كارم :اممم... بس انت بتسأل عليها ليه؟ عامر :ايه يابنى مش مسؤله منى. كارم:مسؤله منك اااه.. صح عندك حق. نظر له عامر بضيق وصمت. وكارم مازالت نظراته عليه يبتسم بخبث يود الضحك بشدة. عامر :فى ايه ياض انت بتبصلى كده ليه... انا غلطان اني مصاحب واحد زيك. كارم:والله انا ال غلطان فى حق نفسى أنى مصاحب واحد زيك.. حويط ومش صريح ابدا... قاعد من الصبح فيك حاجه.. عمال تفرك وتتلفت حوليك زى اللى عامل عامله وبتتحجج وتسأل على مليكه... عبط احنا بقا.. مانا اكيد هربط الاحداث ببعض يعنى وافهم انك بتتلفت تشوفها رجعت ولا لأ. عامر:ايه الهبل الى بتقولو ده..

انت عبيط. كارم :بص بس عشان القفشه بتاعتك دى مش هتجيب معايا.. انا قاريك يالا.. انطق وقولى ايه سر التغيير المفاجئ ده.. فى ايه؟ عامر :يابنى مافيش.. كل الحكايه انى عايز اتابعها بنفسى.. حصل حاجة كده مت فتره خلتنى احس أني لازم اتابعها اكتر. زم كارم شفيته بعدم اقتناع يضع اصبعيه تحت ذقنه يقول:اممم... بجد.. حاجة ايه دى؟ عامر بلامبالاه وكبر:ابدا يا سيدى.. جت يوم عيد ميلادها تقولى انها بتحبنى وبتاع وكلام كده... مش عارف ازاى تفكر كده اصلا.. ولا فاكره او بتقول انها متأكده أنى بحبها بردو.. شغل هبل فى هبل كده. ينظر لصديقه ينتظر الانبهار او الصدمه... كارم يعلم ذلك.. يعلم أن صديقه ينتظر منه ان يصدم ولكنه لن يفعل فليجعله يهبط من سماءه العالية قليلا ولا يتحدث هكذا عن مشاعر بنت صغيره كل ذنبها انها حبته. كارم

بهدوء:طيب وبعدين. عامر :ايه الى وبعدين.. انت ماسمعتش إلى انا قولته؟ كارم :لا سمعت.. بس عااادي جدا وبيحصل كتير. وزى عامر مابين حاجبيه بضيق وقال:هو ايه اللي عادي يابنى انت؟ كارم :ايوه.. بص هفهمك... هى قالتلك بحبك صح؟ عامر :هممم صح. كارم :بطل تناكة اهلك دى ورد عليا عدل وحياة ابوك. عامر :احترم نفسك يا*****وكمل. كارم :ماعلينا.. هبلع الاهانه عشان مش عايز اضربك قدام اهللك.. أول حاجة طبيعي جدا ان بنت فى سنها تقريبا انت الى مربيها تقولك كده.. دى مشاعر مراهقة يعنى ممكن حست كده ساعتها بعدها بساعه واحدة لا.. بطلت.. مابقتش بتحبك ولا حاجة.. فى السن ده وخصوصاً البنات بيبقي عندهم تغيرات كبيره وسريعة.. يعنى ممكن الى تحبه النهاردة تانى يوم تشوفوا عادى... مراهقه. صدم عامر كليا وقال وهو يعدل قليلا على مقعده :نعم؟ كارم:ايه اول مره تسمع الكلام ده.. مادرست علم نفس قبل كده؟ كان عامر صامت فقط مصدوم مما يقال.

. فاكمل صديقه :طب احكيلى كده بعدها كانت بتتعامل معاك إزاى؟ تحدث عامر بعد دقيقة من الصمت والزهول يخبره بما حدث وأنها تغيرت كثيرا بل وتتعامل كأنها لم تخبره شئ. كل ذلك وكارم يشعر أنه لا.. تلك الصغيرة حقا تكن له شئ.. هذه ليست أول مرة يكن فيها بيته ويلاحظ اهتمامها به.. لكن ليربى عامر قليلاً ربما تحدث المعجزة ويتغير جبل الجليد هذا. كارم بهدوء :طيب شوفت... زى ماقولتلك بالظبط.. والدليل على كده انها بتتعامل بهدوء وبراحة خالص.. هو حاجة من الاتنين.. ياما هى كانت بتحبك فعلاً ولما انت قولت كده اتضايقت من نفسها انها حبت واحد حيوان وجلف زيك. . عامر :ولااا. كارم :اسمع منى انا بكلمك كأخ.. رد فعلك على كلامها كان بشع يعنى لو هى بتموت فيك ردت فعلك كفيله انها تكرهك الف مره.. مش بتحبها ومش عارف تشوفها كده ترفض اه بس تحترم مشاعرها مش تقعد تضحك وتقرقع اوى.. هى قالتلك نكته ده انت حيوان اوى. عامر :كاااارم. كارم:بلا كارم بلا زفت على دماغك.. بنوته صغيره وحلوه جايه تقولك وبنفسها بمنتهى البراءه انا بحبك تقوم انت تقعد تقهقه اوى كده يالى ماعندكش دم يازباله...

ياخى ياريتها كانت حبتنى انا وانا كنت فتحت حته من ضلوعي كده ودخلتها جواها خبيتها وروحت نمت وانا مرتاح ومبسوط... عارف يعني ايه يا مهزق يا عديم الدم لما بنوته في سنها تروح تقول لواحد هى انها بتحبه عارف ولا انت أعمى القلب والنظر.... مش كفاية انها حبت واحد زيك بسنك الى عجز وتقل دمك وبرودك.. يخربيتك ده انت مافيش فيك ميزه... وكمان بتتنك اوى... انت عارف واحده حلوه جدا جدا جدا زى مليكه وصغيرة كام واحد يتمناها وانت تقولها انتى بنوتى... ياجتك البلا فى تقل دمك وسماجتك. كل هذا وعامر مصدوم... هل كل ما اعتقده غير موجود.. هل فعلاً أصبحت لا تهتم.. توقفت عن حبها له.. والدليل على ذلك تغيرها الكامل. نظر بصدمه ناحية كارم وقال :والاحتمال التانى؟ كارم :الاحتمال التانى انها مشاعر مراهقه سريعه وجديدة عليها... حست كده وقتها فاجت تقولك وبعدها مافيش...

هما شويه أحاسيس جديدة حست بيهم وعبرت عنهم وبعدها خلاص مافيش. عامر :ايه؟ كارم :لأ ده فى احتمال انيل وانيل. عامر:ايه هو؟ كارم بمكر:انها بتحبك.. اب.. اخ. مش اكتر وهو ده كان قصدها ساعتها. صدم عامر على الاخير يتحدث بزهول :ايييه؟ كارم ببرود:اه.. هى مثلا قالتلك عايزاك تتجوزنى.. تخطبنى.. اى حاجة من الحاجات دى؟ ردد عامر بصدمه :لأ. كارم :طيب مايمكن قصدها انها بتحبك بالشكل ده. الاب والأخ.. انت ليه دماغك راحت فى حته تانيه؟ ابتلع لعابه يقول:لأ.. لا ياكارم ماكنش قصدها كده. كارم :وانت تعرف منين.... ولا انت الى من جواك بتتمنى ان ده يكون قصدها. رفع نظره له بتفاجئ يقول :قصدك ايه؟ كارم :مش قصدى.. بص انا عارف انك طول عمرك شايفها بنتك.. ولحد دلوقتي انا عارف ومتاكد أنك يعنى مالحقتش تحبها.. بس انت الكبر الى بيجرى فى دم اهلك ده صورلك انها جايه تقولك بموت فيك.. مايمكن قصدها حاجة تانيه... هو هو نفس الكبر الى مخليك دلوقتي مش متقبل فكرة انها بطلت تجرى وراك ويبقي كل اهتمامها متركز عليك انت لوحدك وانت لا تهتم ولا تاخد بالك.. عايز ترفض حبها وكمان تهين مشاعرها الى عبرت عنها بمنتهى الفطره والبراءة وهى لازم تفضل متجننه بيك بردوا.. طب انت مين قالك او فهمك أن ده هيحصل.. هتتصدم شويه وتفوق من الوهم ده... ده كلامى ده كله اصلا على اعتبار أنها كانت قاصده تقولك بحبك كحبيب وحبيبه مش اب وبنته. ابتلع عامر ريقه مره اخرى بصعوبه وقال :يعنى.. يعنى دلوقتي ايه اللي حاصل. كارم ببرود :ياسيدي ماتهتمش ولا تاخد فى بالك. كله

بيتنسى. احتدت نبره عامل قليلاً وقال:ماتنطق يازفت. كارم بمكر:ياسيدي انت بتكلمنى كده ليه... هو انا دكتور نفسى ده انا ظابط شرطة.. هما بس كلمتين قاريهم من الكتب بتاعت امى إلى ماليه البيت مش اكتر. عامر :طب قول كلامك للآخر. كارم بخبث:انت مدى الموضوع اكبر من حجمه ليه بس.. الموضوع خلص خلاص. عامر :خلص؟! كارم :ايوه امال انت مفكر ايه... خلص.. هى تقريبا كده هتلاقيها اتصدمت يومين طبعا ده بفضل رد فعلك الكيوت الحساسه وبعدها فاقت وقررت تخرج من الدايره الى هى عملتها لنفسها. عامر :يعنى ايه. كارم :هو كل حاجه يعنى ايه يعني ايه. مش عارف حاجة في دنيتك خالص فالح بص هتقهقه قوى وهى بتقولك. عامر :كااااارم.. اخلص انا مش ناقصك. كارم :انا مش عارف الموضوع ده مخلى أعصابك فلتت ليه. بس هفهمك واخد فى واحد زيك ثواب.. بص ياسيدي دلوقتي وبحكم انى دخلت بيتكوا كتير هقولك انها كانت مخليه يومها او مركز حياتها انت. بمعنى اصح كانت عايشه في عالم عامر الخطيب.. كل حاجه متركزه حواليك انت.. بعد الى سيادتك هببته. بعد ما فاقت من الصدمه اول خطوة هتعملها انها تخرج بره الدايره دى وتحاول تصنع لنفسها دايره جديدة تعيش بيها وعليها...

 الايام الجايه هيبقي كل تركيزها انها ازاى تبسط نفسها.. نفسها وبس. عامر:يعنى ايه تخرج برا دايرتى؟! كارم :ومالك مصدوم كده.. مش هو ده اللي انت عايزه. صمت عامر فقال كارم :هو الخوف الأكبر من حاجات تانيه رفع عيونه له وقال بسرعه :حاجات ايه؟ كارم:يعنى.. واحدة مصدومه في حبها الخوف تروح تدور على حب تانى بسرعه عشان تثبت لنفسها انها حلوه ومرغوبه خصوصا بعد ما انت كسرتها بالشكل ده. عامر :كسرتها؟ كارم :ايوه... أمال انت مفكر ايه.. انت حطمتها مش بس كسرتها... الخوف الأكبر هو انك بقيت تهتم اوى وانت مش واخد بالك. عامر :ايه الى بتقولو ده.. دى مسؤولية وانا دايما بتابعها. كارم :يبقى خلاص.. الى حصل حصل وللأسف انت مش هتقدر تصلح فيه حاجة.. الامل الوحيد والى ممكن يبقى زى ما قولتلك احتمال كبير انها كانت بتعبر عن حبها ليك كاب واخ حد مربيها وليه فضل عليها يعنى مش اكتر. صمت ينطر بخبث لملامح صديقه التى بهتت وقال:ادعى معايا. اما عامر فلم يدعى بشئ.. بماذا ينصحه ان يدعى ذلك الابله.. لقد صدم من حديثه الأخير.. لا يتوقع أن يكون اعترافها على أنه اب واخ. لا ابدا.. كانت تنظر له بعشق وو.. قطع حبل افكاره المصدومه صوت كارم:ايييه روحت فين... خليهم يحضروا الغدا بدل ما اقلعكوا هنا... يالا انا جوعت. ____________________________

 فى احد المقاهى على النيل كانت تجلس مع مجموعة من اصدقائها منهم من يدخن الارجيله ومنهم من يشرب سجائر.. الجميع يضحك يتحدثون مع بعض.. على احد الجوانب كانت تجلس تحتسى مشروب الكوكتيل المثلج تستمع لهم يخططون لرحلة جديده. ندى:ها ايه رأيك... تعالى نغير جو. مليكه :لا ماليش نفس. ندى:يابنتى فكى بقا... يالا نطلع لنا يومين انا بجد عايزه اهرب من مشاكل البيت دى. مليكه :امشى اورح فين واسيبه؟ اتسعت أعين ندى وقالت بصدمه:يانهار اسود.. هو انتى لسه زى ما انتى. بادلتها مليكه باستخفاف وقالت :لا مش زى مانا.. كل حاجه اتقلبت.. مش هسكت يا ندى على الى عمله... مش هسيبه الا اما يقول حقى برقبتى... انا بنى ادمه لحم ودم... قلبى فيه نار بتغلى ومش هيبردها الا اما يبقى مكانى. ندى:انا حاسه بيكى بس هتعملى كده ازاى هو مش شايفك اصلاً.. كان من باب أولى كنتى عرفتى تخليه يحبك. مليكه :كنت بتعامل بطيبة.. انتى كان عندك حق.. ناقش حاجة في الدنيا دى بتمشى بالساهل كده.. فعلا كل حاجه محتاجه حاجه... لازم خطه. لازم يبقى فى بلان بى.. انا كنت بتعامل بالفطرة.. خلينا نجرب مخنا بقا. ندى:يخربيتك... ناويه على ايه. مليكه:كل خييير. اطلبلى بقا واحدة بيتزا لارج عشان مهبطه.

 _____________________________ فى تلك الحاره التى تسكن بها نجلاء. كانت تجلس تقلب فى هاتفها بملل.. لقد أخذت دش بارد للتو يقلل من ذلك الحر قليلاً.. ثم قامت بتشغيل المكيف.. وضعت طلاء أظافر من اللون البمبى وأخذت تقلب بهاتفها.. فلحيترق توفيق ولتحترق ايامه.. تدعو الله الا تعود تلك الأيام ثانية.. كم تشعر بالراحة في البعد عنه.. طوال ماهو موجود تشعر بالتوتر.. الارتباك.. ان لديها الف شئ وشئ تفعله.. لا وقت لديها لدليل حالها ابدا... طلاء الأظافر هذا ماكانت تجد وقت حتى لتضعه. أغمضت عينيها لا تريد ان تتذكر تلك الايام. أخرجها من شرودها صوت جرس الباب. أحضرت شئ طويل تغطى به رأسها.. فتحة القليل من الباب تخرج رأسها فقط كى لا يظهر جسدها بمنامه البيت. أطلت برأسها للخارج وجدت المعلم رجب يقوم بتمشيط شعره الأسود على جنب.. يعدله بيده كل ثانية وهو يبتسم باتساع:مساء الخير يا ست ام ندى. نجلاء باستغراب من هيئته ومن وجوده ومن كل شئ:مساء النور..

اهلا يا معلم. خير فى حاجة. رجب بابتسامة واسعه بلهاء:أبدا دول شويه كوارع ولحمه راس لسه طازه يستاهلوا بوقك.. أول ما جالى الطلب الوصاية ده جيتى على بالى على طول. رمشت بعينيها ببلاهه تقول :ااا.. ليه يعني يا معلم انا ماوصيتكش علي حاجة انا اصلاً مش باكل الكوارع ولا لحمه الراس لا انا ولا ندى. رجب :ازاى بس يا ست البنات.. دول يروموا العضم ويشدوا الجته ويقووا الصحه. رددت ببلاهه :ست البنات... لا كتر خيرك يا معلم متشكرين. رجب ببعض الحزن الحقيقي :لا بس كده يا ست البنات ده النبى قبل الهدية. نجلاء :وكمان هديه.. لا شكرا يا معلم انا مش بقبل هدايا من حد غريب. رجب بحزن: وهو انا غريب بردوا ياست البنات.. ده احنا جيران وولاد حته واحدة احياة النبى ماتكسفينى. أخرجت نجلاء كثيراً وقالت كى تنهى الموقف ويذهب من أمام بيتها:ماعلش يامعلم اعفينى.. انا حتى مش بعرف اطبخهم وبقرف من ريحتهم. اتسعت ابنسامته على الفور يقول بسرعه :لاااا لو على كده محلوله بعون الله... بالاذن انا دلوقتي يا ست البنات. ذهب سريعاً بفرحة عارمه وهى تنظر لاثره بزهول تردد:ماله الراجل ده... وايه ست البنات ست البنات هو شايفنى راجعه من درس ولا مدرسه.. ده اكيد عبيط. ____________________________

 فى المساء كان يجلس وحيداً فى بهو الفيلا المطل على الحديقه يفكر في كلمات صديقه.. حتى الآن لا يعلم لما هو متضايق من فكرة عدم اهتمامها به كالسابق. وجدها تدلف بهيئتها تلك التي خرجت بها في الصباح نفس البنطلون الجينز والتيشرت الابيض وتلك القطتين التى تصنعهم بشعرها البنى الجميل... شرد بها قليلا وهى تتقدم فى الحديقه تتصفح هاتفها... يقر انها جميله جدا جدا... بل رائعه التكوين... ينظر تجاها وهو يعلم أنها لن تعيره انتباه بالتأكيد.. ربما ستلقى سلام عابر وتصعد لغرفتها. بالفعل تحدثت قائله :مساء الخير يا ابيه. نظر لها اووه. إنها تبتسم.. رد سريعا :مساء الخير يا مليكه.. عامله ايه؟ كان يسأل بصدق.. يود أن يطول الحديث ولو لثواني قبل ان تتركه مع تجاهلها الجديد هذا. لكن.. انشرح صدره وهو يجدها تقترب منه تجلس لجواره قائله بمرح :الحمدلله كويسه جدا. استغرب كثيرا جلوسها معه كالسابق وقال :كنتى فين؟

 مليكه:كنت مع صحابى. عامر:اكلتى؟ قالها باهتمام حقيقي وهى تنظر له بتمعن ثم قالت بخبث:مش اوى.. تيجى نعمل حاجة سريعه ناكلها... ولا.. لا لأ خلاص سورى.. ماكنتش اقصد.. انا عارفه ان ماينفعش عامر بيه يدخل المطبخ اصلاً.. هروح انا. وهل سيضيع تلك الفرصة فهى وبعد ايام طويلة من التجاهل عادت تهتم من جديد. رد سريعاً :لا هاجى معاكى.. يالا. ابتسمت بوداعه وقالت :بجد.. طب تعالى. مدت يدها تسحبه خلفها.. وهو.. ينظر ليديها يشعر باشياء جديدة عليه كليا وأهمها انه سعيد جداً. ذهبت به للمطبخ تخرج بعض انواع من الجبن المختلفة.. تصنع لها وله بعض الشطائر... وهو يتابعها باعين متحمسه سعيدة.. كأنه يكتشفها من جديد. انتهت من صنع الشطائر واقتربت منه بهدوء. فجأة وجد نفسه قريب منها جدا...يتنفس بصعوبه وهى ملصقه به هكذا تقريبا داخل احضانه.. يغمض عينيه باستمتاع رهيييب وجديد وهو يجدها تحاول أن تطول بيدها مكينة القهوة التى خلف ظهره. مليكه بهمس:سورى ممكن بس اعمل كوفى لينا. تاه عامر بها وبقربها.. ينظر لها نظرات جديه ولا يجيب. اخرجته من تلك المتاهه وهى تقول مجدداً :مكنة القهوه وراك. رمش بعينيه وتزحزح قليلا لكنه لم يبتعد انما افسح لها فقط.. يريد أن يظل على ذلك القرب وتلك المسافه منها.. ملامحها بذلك القرب مزهله وهى تكاد ان تكن ملنصقه به يشتم رائحتها. كانت منشغلة بصنع القهوه وهو منشغل بمتابعتها.. لا يعرف لما بحرقه الشوق لاحتضانها. انتهت سريعاً ونظرت له بابتسامة لطيفة :خلصت...

 تعالى نقعد. جلست على احد المقاعد تعطيه القهوه مع احد الشطائر تقول :امال الناس فين... مش شايفه حد هنا خالص؟ لازال سحرها واقع عليه ولم يستفق او يجيب. مليكه:ابييه.. ابيه عامر. عامر :ها. ملكية :سرحت في ايه؟ عامر :لا ولا حاجة كنتى بتقولى ايه؟ مليكه :كنت بسأل على باقى الناس فين كارما ومحمد وطنط وتيتا وهديل وطنط صفاء. عامر:جدتك اخدت الدوا ونامت من بدرى.. وباقى الناس راحوا حفلة لمسرح مصر. مليكه :واااااااو.. بجد طب وماحدش قالى ليه؟ عامر :وانتى بقيتى فاضيلنا اصلاً ولا بنشوفك. مليكه :لا موجوده اهو بس بحب اخرج مع صحابي الى من سنى مش اكتر. عامر :الى من سنك امم.. ماشى. مليكه :وانت ماروحتش معاهم ليه؟ عامر :انا.. انا اروح اوبرا.. اروح حفلة اوركسترا.. مش الهلس ده لآلا. مليكه :امممم.. صح عندك حق. وهى تتمتم داخليا(بتاع النايت كلاب بيروح اوبرا حور اوى حور يابتاع الستات انت) عامر :كنتى فين بقا؟ مليكه: طب كل الاول عشان احكيلك. ابتسم باتساع وانشرح قلبه فقد عادت مليكه القديمة. اخذ ياكل

سريعاً يستمع لها تحكى مافعلته بيومها إلى أن وصلت لرحلتهم جميعا فقال بسرعه :ايه.. رحلة.. وانتى هتروحى معاهم. وضعت يدها على يده بسرعه جعلت القشعريره تسرى بجسده سريعاً وقالت بوداعه وبحه مميزه اغرقته:لأ وانا من امتى بروح مكان انت مش فيه أو من غير ما اقولك. لأول مرة يفرح بحديثها الذى طالما كانت تقوله... لكنه الان سعيد بكل حرف تنطق به... سعيد جداً بيدها التى على يده ينظر لعيونها تاره وليدها على يده تاره أخرى وهو غارق بأشياء كثيرة لا يعرف لها تفسير إطلاقا. انتهت من الطعام سريعاً وظلت جالسة معه تختلق الأحاديث كما كانت تفعل قبل ذلك اليوم المخزى... لكن الجديد الان انه مهتم جدا وسعيد على عكس الماضى حينما كان يستمع لثرثرتها فقط كى لا يحرجها. يتحدث معها ويسأل عن أشياء كثيرة كى يطول الحديث أكثر وأكثر. وقفت تقول :الوقت اتأخر... يالا نطلع ننام. عامر :لأ لسه بدرى دول حتى لسه ماحدش فيهم رجع. مليكه :لا مش قادرة افتح عيونى خالص بنام على نفسى. عامر :لا خلاص يبقى لازم تنامى. ابتسمت له بلطافه وتعلقت بيده تقول :طب يالا وصلنى لاوضتى. وهل سيرفض.. هو الان يحلق في السماء من جديد.. كل أحاديث كارم التى كانت تزعجه طوال يومه غير صحيحة.. لقد عادت له مليكه من جديد... مليكه التى تهتم به اكثر من اى شئ على

الاطلاق. صعد معها السلم وهى تضع يدها بيده.. ينظر على يدها الصغيرة داخل يديه يريد أن يستشعر أصابعها كل على حدى مثل اى مراهق. وقف على باب غرفتها وهم لفتح الباب فقالت :يالا تصبح على خير بقا. عامر :ايه هدخلك تنامى زى ما كنت بعمل زمان. اقتربت من اذنه حد الخطر تهمس بحرارة تقصدها جدا :ده كان زمان وانا صغيره مش شايف انا كبرت ازاى. قالت كل حرف قاصده به هدفها ببراعه... تشعر بأن حرارته قد ارتفعت بالفعل وهو يقف متصلب مزهول هكذا وهى كل ما فعلته انها دلفت لغرفتها وأغلقت الباب. وهو ظل لدقيقه يقف يستوعب ما يحدث له وما اصبح يشعر به. تحرك ببطئ لا يقوى عليه وذهب تجاه جناحه.. يلقى بجسده على الفراش باهمال وهو يغمض عينيه باستمتاع رهيب وكل ما يشغل باله.. لقد عاد اهتمام مليكه من جديد. ____________________________ فى صباح اليوم التالي بشقة نجلاء خرجت من المطبخ تمسح يدها بمنشفه صغيره خاصه بالمطبخ وهى تسير بسرعة إثر صوت ذلك الجرس المزعج وابنتها نائمه. فتحت ندى باب غرفتها تقول :ايه ده فى ايه يا ماما مين الى بيرن الجرس كده وعلى الصبح. نجلاء بعصبيه:انا عارفه. فتحت الباب وجدت صبى فى الثانية عشر من عمره يحمل لفه كبيره بيده يقول :صباح الخير يا خالتى ام ندى. نجلاء:صباح الخير يا بنى انت مين ولا عايز مين؟ الصبى:انا حوكشا.. الى شغال فى مسمط ام تغريد. نجلاء :تشرفنا يا سى حوكشا أمر. حوكشا :مايأمرش عليكى ظالم.. الطلب ده ليكوا. رددت ندى التي تقف خلفها

بزهول :لينا؟! حوكشا :ايوة. المعلم رجب الجزار موصى عليه بنفسه وقال لازم يجيلكوا على الفطار...ده موصى المعلمه وخلاها تفتفح بدرى مخصوص عشانكوا... اتفضلوا... بالاذن انا بقا. ذهب سريعا وتركهم ينظرون لبعض ثم لتلك اللفة بصدمه حيره كأنها قنبله وعلى وشك الانفجار بوجههم. _____________________________ فى قصر الخطيب. استيقظ من نومه وعلى شفتيه ابتسامه تعرف طريقها ذاتيا لوجهه لأول مرة. اخيرا عادت مليكه كالسابق... وقف سريعاً يؤدى روتينه اليومى كى يهبط لهم.. اشتاق لأن تصب اهتمامها عليه.. سيذهب سريعا كى يحظى به وامام الجميع كما كان. ارتدى حله من اللون الاسود.. ساعة يده الماركة. عطره الخاص به وحده. قميص اسود مشدود.. حذاء لامع. هبط الدرج بسرعه ينظر تجاهها هى فقط... ابتسم براحه وهو يجدها جالسه من قبله كما كانت تحرص دائما ولم تتأخر مثلما أصبح يحدث منذ أسبوعين. مليكه عادت له. القى السلام على الجميع وللعجيب وجد نفسه يلقى بسلام خاص لها فقط.. كانت هى تفعلها دائما سلام للجميع ثم سلام خاص به وهو الآن فعلها بفطره. لكن كانت الصدمة من نصيبه وه

يجدها ترد على سلامة ببرود دون أن تنظر له.. تكمل طعامها وكل تركيزها مع جدتها من جديد. ثم وقفت دون أن تلقى عليه نظرة واحدة.. تخطف قبله من وجنت جدتها تقول :انا رايحه لندى زى ما قولتلك يا تيتا. اماؤت لها الفت سريعا وهى تبتسم بفرحة وتشفى. وهو فقط يشعر انه بدوامه... تدور به الدنيا من حوله لا يفهم او يعى شئ........

الجزء الرابع 


كانت الايام تمر وهو يزيد انشغاله بها.. اسبوع آخر مر وهى على نفس الحاله من التجاهل واللامبالاة. حتى إقامة هديل لديهم بالبيت وتوددها وجلوسها الدائم معه لم يؤثروا بها. جلس يفكر برويه وهدوء... ماذا يريد هو.. هل فقط يريد اهتمامها ام شئ آخر؟ لما يرى انعكاس صورتها الان على مياه حمام السباحة؟ عطرها الجميل انبئه وجعله ينظر خلفه.. تسارعت انفاسه وهو يجدها ترتدى ذلك الفستان من الكاروه لا يكاد يصل لمنتصف فخذها الأبيض.. حزام على الوسط يحدد خصرها وتفاصيل جسمها التى يبدو أنها نضجت دون أن يدرى. ترفع شعرها ديل حصان لاعلى وتضع (هيدباند) صغيره على شعرها.. وجهها مشرق يبتسم بنعومه. تحدثت برقه قائله :ممكن اقعد معاك شويه. وجد لسانه من شدة الإعجاب عاجز عن الرد واخذ يهز رأسه بإلحاح شديد. ابتسمت داخليا وهى تراه هكذا بهذه الحالة أمامها . اقتربت منه حد الخطر وهو بالأساس لا ينقصه ذلك القرب المهلك. اغمض عينيه بغضب.. متى اصبح يفكر فيها هكذا. انتبه على ماتفعله وجدها تخلع حذاءها البسيط وتضع قدميها البيضاء الملفوفه فى المياه مثله. ثم نظرت له تبتسم بلطف ووداعه ولكن بداخلها مكر كبير وهى ترى الإعجاب واللهفه بعينيه. تحدثت برقه :قاعد لوحدك ليه وسايبهم كلهم جوا. لم يستمع لسؤالها ولا لأى شئ إنما باغتها بما يشغله :انتى ليه متغيره معايا كده؟ زوت مابين حاجبيها تقول :انا؟ متغيره إزاى؟ عامر :مابقتيش مليكه إلى انا اعرفها.. متغيره... متغيره عليا... لا بقيتى تكلمينى ولا تفتحى معايا مواضيع زى الاول.. ولا بشوفك خالص.. انتى كنتى بتيجى تجرى عليا اول واحدة وانا راجع من الشغل كنتى بتبقى مستنيانى.. تقريبا بقيتى طول اليوم برا.. مش بشوفك.. ولو موجودة مش بتبصى ناحيتى خالص... ولا بقيتى تهتمى برائى فى اي حاجة تخصك.. انتى ماكنتيش بتمشى خطوه غير لما تاخدى رائى... كنتى دايما تطلبى منى اخرجك.. اوصلك.. افسحك... كل ده راح فين. كان الالم يملئ قلبها وهى تراه يعد كل ما كانت تفعله بشوق ولهفة واهتمام.. الآن فقط شعر بها.. قدمت كل شئ ولم تجد اى شئ.. يريدها دوما مهتمه.. كيف لعامر الخطيب ان يخسر واحدة من معحبينه.. واحدة ممن يلهثن خلفه. حاولت رسم دور الرقة ببراعه  هى تضع يدها الصغيرة على ظهر يده بشعرها الكثيف. وهو أول ما فعلت ذلك اغمض عينيه يقشعريره واستمتاع لذيذ. مليكه :مش عايزه بس اشيلك همى واقرفك معايا. عامر بشعور جديد وغريب :مين قالك انك هم؟ مليكه :انا خلاص كبرت واقدر اعتمد على نفسى. عامر :مهما كبرتى.. هتفضلى بنوتى الصغيرة اللي ربيتها على ايدى. كتمت غيظها ببراعه فهو للتو قد ذكرها بذلك اليوم... هل بعد كل ماتفعله هذا يظل مصر على أنها ابنته. تكلمت بلطافه:لا سيبك منى.. انت خلاص كبرت ولازم تتجوز وتجبلنا بنوته صغيره نلعب بيها. كانت تقولها بكل الم تتحامل على حالها كى تنتطق وتتخيل ذلك... لابد وان تتعود فهو عاجلاً او اجلا سيتزوج غيرها. عامر بضيق:انتى عايزانى اتجوز. ازاحت يدها من على يده فشعر بالضيق. تحدثت هى :مانت لازم تتجوز... امال هتترهبن. كان يود أن يطلب منها ان تعيد يدها على يده مجدداً لكن لم يستطيع. أكملت هى :صحيح انت ماتجوزتش ليه لحد دلوقتي؟ عامر :عشان لسه ماحبتش. ملكيه:عايز تقولى ان عمرك ماحبيت. زم شفتيه يقول :امم.. مش عارف... ساعتها كنت فاكره حب طبعا بس دلوقتي وبعد السنين دى مش بشوفوا حب.. انا وهى كنا فى جامعه واحدة وشغل باباها معانا وهى كانت بتساعده.. هى كانت بنت هايله بصراحة.. بس اختلفت معايا على كذا حاجة بعدها اتفقنا زى اى اتنين محترمين اننا ننهى علاقتنا دى بهدوء ونحاول نحافظ على الذكريات الكويسه الى كانت بنا. مليكه :ههههههه نعم؟ هو ده حب يعنى ولا كنتوا جاست وفرند نو مور؟ عامر :لا كان حب وزى ماقولتلك هى كانت بنت كويسه فعلاً بس انا الى لما بحب بيبقي المشكلة منى. يعني شوية طباع هى ماعرفتش تتعايش معاها وبصراحة كان عندها حق. كانت تشعر بالغيرة مهما مثلت على ملامحها الدبلوماسية والسلام... كان يعشق بجنون.. لدرجة ان الأخرى لم تتحمل. لكنها رفعت حوجبها وقالت:مش شايف ان كلامك مش راكب على بعضه. عامر :مش راكب على بعضه؟! مليكه :مش منطقى يعنى... إزاى بتحب بطريقة صعبه كده وازاى قبلت انكوا تقعدوا وتتكلموا بهدوء وتنهوا العلاقه دى... هو الحب فيه عقل؟ .. ولو انت بتحبها بالطريقة الصعبه دى لدرجة أنها ماقدرتش تستحملها ازاى هتقدر تفترق عنها... وكمان بتتكلم دلوقتي كأن عادى.. مش شايف ان الموضوع مش راكب على بعض. عامر :عندك حق.. بس.. هو انتى كبرتي كده امتى؟ ابتسمت داخليا تتصنع الاستغراب قائله:ازاى مش فاهمة قصدك. تحدث وعيونه تمشط كل مفاتنها :يعنى بقيتى بتتكلمى في حاجات الكبار لا وليكى وجهة نظر وبتتناقشى.. كأنى بكلم حد كبير. مليكه :وهو انا كنت هفضل صغيره يعنى... ماعملتش حسابك انى هكبر فى يوم من الايام. نظر لها يردد بشرود :لا ماعملتش ابدا حساب اليوم ده. مليكه :لأ كبرت ياسيدي... وقريب اوى هتجوز وتشوف عيالى كمان. شعر بضيق غير مبرر وردد:تتجوزى؟!!! مليكه:اه اكيد يعني... امال فادى ده هنوديه فين؟ عامر :وانتى بتحبيه؟ مليكه:والله ده سؤال مش بفكر فيه دلوقتي انا الى بفكر فيه انى عايزه انزل اعوم حالا في حمام السباحة. نظر حوله وقال :لا طبعا استنى لبكرا. مليكه :نعم؟ واستنى لبكرا ليه. الجو حر والميه حلوه ايه اللي يخلينى استنى لبكرا ما اى حد هنا بيبقى عايز يعوم فى اى وقت بينزل عادى مش بتقولو بكره يعنى. عامر :انا قولت بكره يبقى بكره مليكه :لا انا عايزه انزل دلوقتي انا هروح اغير واجى. همت للمغادرة فقبض على ذراعها يقول :تغيرى ازاى يعنى... لا تكونى بتفكرى تلبسى مايوه. مليكه:امال الناس بتعوم بأية دلوقتي. عامر بغضب شديد :لو حصل وقسما بربى هيبقى عقابك عسير. مليكه :وفيها ايييه ماطول عمرى بلبس مايوه وبنزل اعوم في اى وقت عادى. عامر :فى انك خلاص كبرتى ياهانم هتنزلى كده ازاى بمايوه وفى شغالين فى القصر. اخيرا ابتسمت داخلياً ثم قالت بعند:ما كارما بنت كبيره وبتنزل اى وقت وانت كنت بتنزل مع هديل كمان اشمعنى انا بقى؟ انا هنزل خلاص. هدر بغضب افزعها:الكلام يتسمع وانتى ساكته فاهمة. وقفت بغضب تدب الأرض بقدميها وهى تغادر :لا مش فاهمة وهعمل إلى انا عايزاه بس. رحلت بغضب وهو ينظر لاثرها بضيق يتمتم :هى قامت ليه.. انا قولتلها تسكت مش تمشى وتسبنى.. قال تنزل حمام السباحة قال.. اووووووف يخربيتها هى كبرت واتدورت واحلوت كده امتى؟ ثم تمتم بغضب:وعايزه تلبس مايوه. بعدها انتبه على نفسه... تفكيره.. كل شئ ____________________________ فى منزل نجلاء جلست مقابل والدتها وشقيقتيها(صفاء وهناء) مديحه (ام نجلاء) بعديد:ارتحتى يا معدله.. خربتى بيتك وقعدتى.. ياما قولتلك ووعيتك.. حافظى على راجلك.. ده الف واحدة تتمناه. نجلاء :ياما حرام عليكى بقا كفاياكى تقطيم فيا.. راجل ايه اللي احافظ عليه... ده معيشنى فى ذل ومرار.. اشحال لو ماكنتش يوماتى اجيلك اشكي ودمعتى على خدى. مديحه :ياختى ده حال كل المتجوزين والايام على ده وده. نجلاء :ياما ده تملى كاسر نفسى.. غلبت لما جبت اخرى.. انا ماعدتش طايقه العيشه مع الراجل ده. صفاء:مابراحه ياما هى الى فيها مكفيها. مديحه :ماحدش قالها تتطهقه فى عيشته لحد ما يطلقها كذا مره ياعين امك. صفاء:وهو يعنى كان بخطرها ياما. هناء:حقى ياما ده كان تملى كشرى. باصص علينا من فوق.. إلا مافى مره عزمناه معانا وجه كل مره يتحجج بحجه شكل.. كأنه هيقل من نفسه لو قعد معانا.. مع انه لابد دايما عند امه واخواته وهما من نفس المنطقة بردك.. شايف نفسه على ايه.. ولا عشان اخد شهادة يعنى وبقى باشمهندس. مديحه :بقولك ايه منك ليها.. الى عندها كلمة عدله تقولها والى ماعندهاش تبلع لسانها جوا بوقها. تنقطنا بسكاتها هى مش ناقصه. صفاء:احنا بنقول الحق ياما.. هى اتحملت بما فيه الكفاية وخلاص هو الى طلقها. هناء :بكفايه بقا وكفاية نقطم فيها هى عملت الى عليها وزيادة وماهياش ناقصه كل واحد يسلخ فيها من ناحيه.. ده بدل ما نقف جنبها ونقويها. تنهدت مديحة وهى تجد ابنتها على وشك البكاء وقالت:وانا بعمل كده.. اهو اضغط انا حبه وانتو حبه عشان لو دماغها راكبه غلط نعدلهلها.. هو انا خاطرى ايه غير انى اشوفها متهنيه ومرتاحه... دى بنتها على وش جواز... من هييجى يخبط على بابها ولا ينكشها وهى ابوها وامها مطلقين. لم تستطيع نجلاء أن تقاوم أكثر وانخرطتت فى البكاء.. أسرعت إليها شقيقتيها يضمونها يحاولن تهدئتها. هناء :مش قولنا بكفايه ياما ده بدل ما نهونها عليها بنزود همها. صفاء :هى اول ولا اخر واحدة تتطلق.. ما ياما بنات اهليهم اطلقوا واتخطبوا واتجوزوا عادي. مديحه :مش بالساهل كده... وهو ده الى قاهرنى.. بتى خربت بيتها وتلفت أمل بنتها من بعدها. نجلاء من وسط بكاءها الحار:وانا ذنبى ايه.. ماعلى يدك كل حاجه. هو انا الى سعيت لطلاقى ياما. مديحه :امال مين يا خيبة الأمل. انتفضت من موضعها بحده... لن تصمت اكثر.. انفجرت بصراخ :انتى ياما... انتى الى خلتيه يبيع ويشتري فيا كده وكل كام يوم يرمى عليا يمين طلاق. ليه. ماهو عارف هيجيبك يقعد يقول ويحكى الى حصل وانا غلطانه مش غلطانه  بتجيبى الحق عليا وتغلطينى ليه...لحد ما فمره قالهالى بلسانه إذا كان امك نفسها غلطتك.. مستنيه منه ايه... ده الى خلاه يبيع ويشترى وانتى كل الى عليكى عيشىى و ربى بنتك.. عيشى ماتخربيش بيتك... لو كنتى وقفتيلو وورتيلوا العين الحمرا كان عملك 100الف حساب وفكر الف مره قبل ما يزعلني لكن ده هو عارف.. حتى لـو مشيت زعلانه هتجبينى من ايدى وترجعينى... انتى رخصتينى اوى ياما. لو فى حد سبب فى خراب بيتى فهو انتى... انا مافتكرش فى مره جيت اشتكيلك ونصفتينى ولا قولتيلى عندك حق كملى وانا فى ضهرك. تملى محسسانى انى منى للحيطه ماحدش معايا وده الى قوى قلبه عليا... استحملت انى مش طايقاه.. حتى الاهانه كنت ببلعها.. وانه كل يومين جايلى بريحة واحدة عليه.. قوليلى كنت استحمل ايه تانى... عملت ايه انا عشان اتطلق...البيه من كتر ماهو مستقوى القلب عليا وبيبع ويشترى وهو عارف ان ماحدش هيحاسبه بقا يرمى اليمين عمال على بطال من غير مايحسب ولا يعد ولا ياخد باله ان ده تالت يمين... ماهو مش همه.. الجاريه بنت الجاريه رجعاله رجعاله هتروح منه فين... لزقتينى فيه لحد ما زهدنى زهق منى من كتر مانا مضمونة ولازقاله.. من كتر ما مابقا عارف ان مافيش منى مهرب بدل ما انا الى ازهق منه ومن عمايله هو الى زهق.. هو الى زهق ياما.. شوفتى وصلتى بيا لفين... لا وماكفاش... لاااا.. جايه كمان تطينى الدنيا فوق دماغى بعد ماكنت بعافر عشان اعيش واخد نفسى جيتى تكملى عليا زى ما اكون بنت ضرتك... جايه تكملى دبح فيا... خلاص ياما انا خربت بيتى وتلفت امل بنتى معايا كمان.. عايزه حاجه تانى.. ابعدوا عنى بقاااااااا. تركتهم بحزن وغضب العالم وقد ضاق صدرها حتى انفجر بالكل. كانوا ينظرون لاثرها بحزن كبير ومديحه لا تصدق كيف والى اين أوصلت الأمور. تحدثت صفاء :شوفتى اخرتها ياما. تنتك تتضغطى تضغطى لحد مانفجرت. مديحه:وانا يابنتى كان غرضى ايه غير المصلحة... قولت اصاحبوا وابقى قريبه ليه عشان يبقى في عبنا. صفاء بصوت ساخر:هيهي.. عبنا.. ده بأمارة ايه.. الا ماعمره استعبرنا ولا جيه عندنا ويوم ماييجى يبقا بيتكلم بالقطاره. هناء :انتى عمرك شوفتى واحد بيحب حماته حتى لا ادتله صوابعها العشره شموع.. الحما حما ياما. صفاء مكمله :وطالما عمره ماهيحبك يبقى يعملك 100 حساب ويخاف منك. هناء:اه وعلى رأى المثل تسلم العين الى تخوف. صفاء :ياما احنا مالناش ضهر واخونا زى مانتى شايفه.. لازم تبقى عضمه جامده تقف فى زور(حلق) اى حد يضايقنا. ظلت تستمع لهم بشرود.. مابين كلامهم وبين ما تربت عليه وعلى احاديث والدتها وجدتها لا تعلم هل تظل على نهجهم ام تتبع حديث بناتها خصوصا وهى اقرب للميل له بعدما رأته من ابنتها. _____________________________ كانت تقف فى شرفه غرفتها وهى تتابعه يجلس يضحك ويتسامر مع ابنه خالته.. تعلم أن هديل فتاه طيبه وجميله لكنها تنصاع وراء تعليمات امها. وها هو منعها من السباحة لكنه يجلس مستمتع بوقته الى اقصى حد. دلفت لغرفتها سريعا.. لن تكن مليكه أن ظلت فى موقف المتفرج.. كان حديث نجلاء يتردد فى اذنها.. لن تعيش دور الضحية.. حتى لو لم تستطيع ان تجعله يعجب بها.. حتى لو لم تقدر على أن تعحبه على الاقل لن تجلس تنفذ الاوامر فقط... على الأقل ستتمرد.. ستكون فعلت ماتريد ولن تظل تلك الطفله التابعة له. بعد نصف ساعة تقريباً. كان مازال يجلس وهديل لجواره تقدمت كارمن تقول :هممم قاعدين انتو هنا ومنفضين للكل. هديل:بصراحة الجو على البول تحفه.. احسن من هوا التكييف. كارما :صح الجو النهاردة حلو... انا هروح انادى ماما وطنط من جوا... وكمان هخليهم يجبولنا الغدا هنا.. نادر اخوكى لسه متصل بيهم وقال انه خلاص على وصول. عامر:ايه ده.. هو نادر جاى.. وحشتنى والله ابن الايه ده.. بنات اوروبا لحسولوا دماغه. كارما:ده تقريبا بقاله سنتين مانزلش.. شوفت صوره على فيس بوك. واااااو بقا فظيع... يخربيت حلاوته. عامر :طب لمى نفسك يا حلوه وحاسبى لا محمد يسمعك. كارما بخوف :لا الطيب احسن.. هو فى زى مودى وحلاوته... انا هروح أوصى على الغذا.. وانادى مليكه. هديل :هههه ياجبانه. كارما وهى تسير للداخل:الجبن سيد الاخلاق. ضحكوا عليها بشده وهى تختفى للداخل. فجأة تلاشت ابتسامته وهو يرى مليكه. تلك الصغيرة تخرج إليهم ترتدى روب طويل عليهآ متجهة الى حمام السباحة. اتجه إليها على الفور بغضب شديد حتى توقف امامها يمنعها عن التحرك خطوة اخرى. مليكه :ايه؟ عامر:انتى الى ايه.. وعلى فين. مليكه ببساطة :هعوم. عامر :وانا مش قولت لا مش النهاردة. مليكه :بس انا عايزه النهاردة ولو سمحت اوعى من قدامى عشان اتحرك. نظر لذلك الروب وقال :وانتى ايه اللي لابساه ده.. هتنزلى بيه يعنى؟ مليكه وهى تهم لخلعه:لا طبعا اكيد هقلعه. نظر إليها بزهول وغضب وهو يرى ذلك الجسد الخرافي... ترتدى مايو كطعتين بلون الأسود منقط بالابيض. عامر بصدمه منها :يانهارك اسود... انتى ايه ده. مليكه :ايه.. لابسه مايو هو انا اول مره البسه؟ رفع عليها ذلك الروب سريعاً يقول بغضب:لا ماكنتيش كبرتى كده. همت لخلع الروب من جديد تقول :مهما كبرت يا ابيه عمرى ما هكبر عليك.. ده أنا بنوتك. قالتها بخبث شديد وهى تبتسم داخلياً بسخرية. وضع عليها الروب من جديد :انا بحذرك يا مليكه.. دارى جسمك ده واطلعى فوق بمنظرك ده حالا. خلعت الروب مجددا تقول :ماله منظرى بس انت لو كنت مبطل شقاوة من زمان كان زمانك جبن بنت أصغر مني بشويه. هم للرد عليها وجد شخص يقف خلفهم يصفر بإعجاب شديد ويقول :واااو. التفتوا بصدمه تفاجئوا بوجود نادر الذى صدم هو الآخر يردد:مليكه؟!!!! مش معقول. رفع عامر الروب سريعا يلفه عليها باحكام شديد ويضمها قليلا له يقول :نادر... اهلا وسهلا. تقدم بزهول لا يهتم بحديث عامر ولا ترحيبه :مليكه انتى كبرتى كده واحلويتى امتى... انا مش مصدق. ابتسمت بذلك الإطراء اللطيف وهمت للرد لكنه تقدم وقف مقابل نارد ولأول مرة يرد عليه بتلك السماجة :لا ماتصدقش اوى...هى لسه صغيره. نادر:لا صغيرة ايه.. ده أنا لفيت كتير ماشوفتش كده ابدا. عامر بغضب:وهو انت شوفت ايه؟ نادر:بصراحة مالحقتش للاسف بس ملحوقه.. ده أنا هبات هنا. قال الاخيره بفرحة وبلاهه... تقدمت هديل تقول بفرحة :نااادر. حبيبي. وحشتنى. نادر :انتى كمان وحشتينى اوى يا حبيبتي. هديل:كل ده سفر وحشتنى...غبت المره دى اوى. نادر :اه فعلاً بقالى كتير.. وحاجات كتير اوى اتغيرت... ماكنتش اعرف ان مليكه كبرت اوى كده. عامر:لا ماكبرتش.. لسه.. لسه صغيره. مليكه بعضب منه قالت لنادر بابتسامة لطيفه:لا كبرت.. وتميت ال18 وقريب هطلع رخصه سواقة بس لما اتعلم سواقة الأول. كانت تتحدث وهى تقصد كل كلمه خصوصا الأخيرة.. وعلى الفور رد نادر يغتنم الفرصه :انا ممكن اعلمك.. هعلمك كل حاجه على ايدى. تقدم عامر بغضب يقول :تعلمها ايه يا قذر يا زباله انت. نادر :السواقة يا عامر السواقه فى ايه.. انت ليه دماغك بتروح فى حتت بعيده وقذره كده... وبعدين انت متضايق ليه.. ماهى كبرت ومسيرها تتعلم كل حاجه. عامر :انا الى هعملها. نادر :ايه؟ استدرك نفسه وقال :السواقه يا زباله. كل هذا وهى تتابع كل شئ بخبث ومكر شديد. نادر:ياخسارة... بس مش مشكلة انا قاعد. وشكل كده اقامتى هتتطول هنا. هديل بفرحة :بجد يانادوره.. دى ماما هتفرح اوى... تعالى ندخلها. نادر وهو ينظر ناحية مليكه:لا ادخل ايه حد يسيب المناظر الطبيعية دى ويدخل جوا.. خليها هى تيجى.. روحى قوليلها.. روح معاها يا عامر سببوا مليكه ترحب بيا. ذهبت هديل بسرعه تنادى والدتها وعامر ينظر بغضب لنادر.. طوال عمره على مقربة وصداقة شديدة من نادر. لما لا يطيقه الآن. نادر :وانتى بقا فى سنه كام يا مليكه. همت لتجيب عليه فتحدث عامر بغيظ:انتى لسه هتردى.... ايه هتفضلى واقفة كده كتير.. اطلعى البسى حاجة ياهانم. تقدم نادر يقول :فعلاً... تعالى اوريكى اوضتك انا عارف الاوض هنا اوضه اوضه.. يالا بينا. توقف عامر امامه يقول :حيلك حيلك.. رايح فين؟ نادر ببراءه :هاوريها اوضتها. عامر:لا والله.. وهى مش عارافاها؟! مليكه :خلاص يا ابيه ماتضتيقهوش.. بصراحة نادر دمه خفيف اوى. عامر:نعم؟ نادر؟!! ايه نادر دى.. اسمه ابيه نادر... زيى بالظبط مليكه :لا انت اللي عايزنى اقولك يا ابيه هو لأ صح يا نادر. نادر بسرعه :صح جدا.. وبعدين لعلمك انا اصغر من عامر ب4سنين... وبحب دايما اقرب المسافات. ابتسمت له بوداعه وخبث فى نفس الوقت الذي يقف فيه عامر يغلى من الغضب يحاول أن يحافظ على هدوؤه وهيبته. لكن للصبر حدود.. لم يعد يتحمل.. تحدث من بين اسنانه يقول :أخفى من هنا حالا. مليكه :لا انا لسه عايزه انزل البول. مسك نادر يديها يقول :طب يالا بسرعه الجو فعلا حر اوى. إلى هنا ولم يتحمل جذبها سريعاً بقوه ورفعها على ذراعيه يحملها كالعروس يسير بها بغضب وهى تصرخ به:نزلنى سا ابيييه.. عايزه اعوم بقا. وصل إلى غرفتها فتح الباب يقول بغضب:اخرسى خالص.. يظهر أنى لازم اعيد تربيتك من جديد. وضعها على الفراش بغضب فوقفت تقول :ايه ده... ايه اللي انت عملته ده... انا كنت عملت ايه يعني؟ عامر :بقا مش عارفه.. واقفة جسمك كله باين وعماله تتمرقعى مع البيه ولا كانى واقف ومش عملالى اى احترام مليكه :وفيها ايه انا بالنسبه له عيله عادى بيهزر معايا زى ما اكون بنته. عامر :بس انتى مابقتيش عيله مين اللي قالك كده. مليكه :لا عيله وانت الى قولتلى كده. بهت وجهه فوضعت يدها بخصرها تقول :ايه غيرت رائيك يا ابيه؟ خرج سريعاً كان خلفه شياطين الإنس والجن تطارده. لا يريد أن يجيب على اسئلتها ولا على تلك الأسئلة التي اندلعت بعقله. _____________________________ فى محل الجزاره التابع للمعلم رجب. انتفض من مقعده بلهفه يقول للواقف امامه:لااااا. ده انت تقعد كده ياسطا سيد وتحكيلى واحدة واحدة بالله عليك. جلب مقعد بلاستيكى بترحاب شديد يشير له عليه فجلس سيد يقول :ده هما كلمتين وقعلى بيهم خالد اخوها وانا بغيرله كاوتش العربيه الصبح... مش عارف بقا وقعلى بيهم ولا عايزنى اشوفلوا حد. التمعت أعين رجب فقال سيد :بس ده اهبل ولا بيستهبل... ده مين ده الى هيرضا بكده. رجب :لا انت هتقولو ان عندك حد وموافق. سيد :حد مين بس يا معلم.. انا ماعرفش حد كده... الى اعرفه ان فى ناس واخدينها شغلانه بس ناس مش ولابد مايشرفنيش انى اعرفهم اصلاً. رجب:مين قالك ان فى حد. سيد :الله.. انت هتحيرنى معاك ليه بقا يا معلما.. مش لسه قايل تقولو لاقيت. رجب :قولو بس.. وسيبه يومين يستوى على نار هاديه. وقف سيد يقول :نارد ايه ويستوى ايه يا معلم.. هى حته لحمه؟ رجب:بس اعمل الى بقولهولك بس واعتبرها خدمة ليا. سيد :ولو انى مش فاهم الى فى دماغك بس ماشى. تكرم لأجل العشره والجيره بالاذن انا بقا هشوف الزبون الى هناك ده.. سلام. رجب :سلام. جلس على كرسيه يبتسم باتساع يحلم بذلك اليوم. لكن قاطعه صوت ابنه:هى حصلت يابا.. عايز تفضحنا... محلل يابا؟!!!....

الجزء الخامس 


مرت ايام اخرى ورجب تقريبا لا يذهب لبيته انما فقط يراقب ييا نجلاء وكأنه أصبح يخشى ولا يزيق فكرة أن من الممكن أن يأتى توفيق للعيش معهم مرة أخرى.. بالنسبة له لقد انتهى امره ولا يحق ابدا ان يعود للعيش معهم من جديد. وقف بلهفة هو يرى نجلاء.. تلك الجميلة التي يحلم بها ليلاً نهارا... تخرج من البيت ترتدى عباءه سمراء بسيطة. تقدم منها سريعاً يقول :يسعد صباحك يا ست البنات. نظرت باستغراب وتفاجئ من اين يظهر لها فجأة هذا. ما كلمه ست البنات هذه التى يرددها لها دائما.. أصبحت فى ريبة منه ومن أمره. نجلاء :فى حاجة يا معلم.. ممكن توسع عشان اشوف طريقى. همت للتحرك فقال :والنبى مانتى تاعبه نفسك... انتى الى زيك يتخدم ويشال فوق فوق الراس.. امرى ياست البنات شوفى عايزه ايه من برا. نجلاء :ماخلاص بقا يامعلم مايصحش كده خلينى افوت اشوف طلبات بيتى فى ايه. رجب :انى كان غرضى نخدم بس والله يا ست ام ندى. نجلاء :حصل خير يا معلم بس ماهو ماينفعش في الرايحه والجايه التحقيق ده. رجب بمكر:انى بس شايف البيت مافيهوش راجل قولت اخد بالى منكوا.. انتو تعزوا عليا اوى ياست ام ندى. لم تاخذ بالها من كلامه الأخير كل ما شغلها هو جملته الأولى. قالت بتلعثم:ووومين قالك ان راجله مش موجود. رجب :جرى ايه يا ست ام ندى هو انا الى هقولك.. ده الحته دى مش بيستخبى فيها خبر لساعتين... الكل عارف انك وسى الباشمندس توفيق اتطلقتوا... طلاق بلا راجعه أن شاء الله. نجلاء :ها؟ رجب:لا ولا حاجة بدعى ربنا يصلح الحال. كانت فى متاهه بسبب حديثة لم تكن تعلم ان الكل قد عرف... كانت ستتكتم على الأمر حتى لا يعرف الكل وهى تقطن هنا بمفردها مع ابنتها. استغل الامر جيدا وقال بسرعه :ها قوليلى طلبات ايه الى عايزاها من برا وانا اشيع اجيبهالك هوا.. انتى عارفه الناس مش بترحم وانتى ست حلوه صغيره. كان يقول الاخيره بصدق واعجاب شديد لكنه لا يخلو من المكر والخبث. املت عليه ماتريده بوجه شاحب متعب ودلفت للداخل من جديد لقد تفاجئت أن الكل يعرف. اما هو ظل ينظر لاثرها بوله يردد:قرب البعيد يارب. جاء من خلفه صوت ساخر يقول:ههههىى.. ربنا يهدى العاصى يا معلم. التفت لذلك الصوت وتغيرت معالم وجهه كليا من الهيام للنفر:خير يا حكمت فى حاجة؟ حكمت :ايه ياخويا.. انت لسه عايش على الأمل.. خليك كده لا طايل سما ولا ارض من بنت ال******دى. رجب بغلظه:لمى روحك يا حكمت عملتلك ايه هى دلوقت عشان تشتمىيها. حكمت بغل:عملت ايه؟ وبتسأل كمان؟ مش هى دى السبب فى خراب بيتى؟ مش هى سبب طلاقى؟ رجب :لا مش هى.. انتى وليه مفتربه والعيشه معاكى تقصر العمر... لسانك متبرى منك ومابتكبريش لحد.. كنتى مفكرة امى هتحميكى منى لامتى عشان خالتك يعنى... خلاص الواد الى بنا كبر وبقا راجل مافيش حاجة تجبرني على العيشه الى تطهق دى. حكمت :وانت مفكر انها هترضا تتحوزك بعد ماتطلقنى؟ رجب :بطلى ظلم وافترى.. انا مطلقك من 3سنين وهى كانت لسه على ذمة جوزها... مالهاش دعوة بطلاقك.. انتى الى طفشتينى منك ومن عشرتك حكمت بغل :لو مفكر انها ممكن تبصلك تبقى بتحلم يا معلم... خليك كده احلم لحد ماتقع على جدور رقبتك... بكره ترجعلى..بعد ما هى ترفضك وتقول لأ... وحياة شعرى دى ولا يبقى على دكر ان ماجيت بخبة الأمل تلطم وتعدد جنبى. احمر وجه رجب بضيق يقول :عرفتى انتى اتطلقتى ليه يا حكمت؟ اخلصى قولى كنتى جايه ليه؟ حكمت:ابدا ياخويا وانا هعوز من وشك ايه.. انا جايه لابنى.. يوسف... يا يوسف. أخذت تنادى عليه الى ان جاء من الداخل يقول :ماما؟! خير ايه اللي جابك؟ حكمت :ابدا يا ضنايا جايه أقولك انى سمعت من الاستاذ رشاد جارنا أن التقديم للكليات آخره النهاردة وبكره وانت ياحبة عينى بترجع كل يوم هلكان من الشغل.. عايزاك تخطف رجلك نص ساعه تروح اى سايبر. تقدم يوسف :سايبر ايه ياما انتى قديمه اوى. روحى انتى روحى انا هتصرف. حكمت :ماشى. خلى بالك على روحك يا حبيبي. لا إله إلا الله. يوسف:محمد رسول الله. خلى بالك وانتى ماشيه حكمت:حاضر ياضنايا رجب :مؤمنه اوى ياختى حكمت :طول عمرى رحلت حكمت ووقف يوسف ينظر لوالده بغضب شديد فمنذ ذلك اليوم وامام إصرار والده على مايفعله وهو غاضب منه.. تقريبا لا يتحدث معه ذهب سريعا من امامه وترك والده يتنهد بحزن... لا احد يفهمه حتى الآن.. لا احد __________________________________ بقصر الخطيب ومنذ ذلك اليوم وهو تقريباً لا يراها كثيراً.. حاله كله متغير منذ ذلك اليوم الذي رآها فيه وهى شبه عارية بثوب السباحة خاصتها.. كلما اغمض عينيه يراها تقف به وتبتسم له أين هي؟ والى متى ستظل هكذا؟ فجأة فتح باب المكتب دخلت هى مالاعصار تقول:ابيه عامر... ممكن افهم مين اللي قال لحضرتك انى عايزه أقدم فى جامعة خاصه؟ وأخيرا هى امامه.. كان ينظر لها نظره شمولية بفستانها البيتى القصير وذلك الخف البسيط في قدميها.. شعرها الذى تضفره وتجمعه على جانب واحد... ذراعيها.. صدرها.. خصرها.. اووه لقد كبرت مليكه وأصبحت فتنه متنقله هذا كل ما كان يفكر به.. لم يكن ابدا يفكر لا بعصبيتها ولا بحديثه او اى شئ مليكه بغضب :ابيه.. انا بكلمك اخيرا انتبه عليها وقال :فى حاجة يا حبيبتي أصبحت كلمه حبيبتي منه تعصبها... لازال يتحدث مع طفله.. مع ابنته فيقول حبيبتي هكذا.. تلك الكلمة الجميلة التى تتمنى أن تسمعها منه بإحساس وشعور مختلف يستخدمها هو للتعبير عن حبه لابنته التى رباها.. وكأنها كلمه عاديه تقدمت منه بغضب وقالت :ماتقوليش ياحبيبتى تانى عامر :ليه؟ مليكه:هو كده وخلاص عامر :ياسلام.. عموما مش موضوعنا.. تعالى اقعدى وقوليلى كنتى بتقولى ايه. مليكه :انا مش عايزه اقعد.. كل الى عايزه اقولو انى مش هقدم في جامعة خاصه ولا هدخل هندسه زى ما حضرتك شايف ومخطط عامر بحده:نعم؟ امال هتعملى ايه؟ مليكه :هقدم فى جامعه القاهره عادى زيى زى اى حد واشوف مجموعى هيودينى فين عامر:مجموعك ده يوديكى الملاهي ياحبيبتى.. اسمعى كلام يالا مليكه :ايه اسمعى الكلام.. ناقص تقولى اسمعى الكلام يا شاطره.. ابيه عامر لو انت شايف نفسك كبير اوى كده دى مش مشكلتى.. مش هقبل أنى أفضل اتعامل على انى العيله الصغيره اللي المفروض انها تنفذ كلامك انا مش ذنبى انك كبير وانا أصغر منك نظر لها بزهول يردد:انتى بتقولى ايه؟ مليكه :زى ما سمعت حضرتك.. حتى لو كنت شايفنى صغيرة فدا بقا اخر همى.. مش مهم انت شايفنى ايه المهم انك تحترم رائي ورغبتى.. كون أنك شايف نفسك كبير في السن ده مايديش ليك الحق أبدا أنك تشوفنى عيله صغيره وتختزل كل تصرفاتى وقراراتى المصيرية من خلال رغبتك انت.. الصغيره دى ماهى بنى ادمه وليها قلب وعقل وعايزه الكل يحترمهم زى ما هى بتحترم قلب وعقل الى اكبر منها ولا بتقول دول دقه قديمه ولا بتتفزلك عليهم. تركته ينظر لها بصدمه وغادرت.. هوى على المعقد خلفه وهو لايصدق ان من كانت تقف أمامه منذ قليل هى مليكه.. تلك الطفله التى رباها على يده... قالت كلام حديد عليه كليا.. منذ متى وهى بهذا النضج والعمق... لقد كبرت مليكه دون ان يدرى او يلاحظ. اخذ الأمر منه أكثر من نصف ساعة حتى يستوعب كل ما قالت... الى ان وقف وخرج من مكتبه يتجه إليها دق الباب مره.. مرتين... ثلاثه. إلى أن جاء صوتها :ادخل فتح الباب ودلف للداخل وجدها متكوره على فراشها تخبئ وجهها فى الوساده. تحدثت بوهن:لو سمحتي يا كارما انا مش جعانه دلوقتي زى ماقولتلك اتغدوا انتو وانا هبقى اكل بعدين. تقدم منها يرفعها له يقول :بس انا مش كارما نظرت له بزهول مردده:ابيه..فى حاجة؟ عامر بحنان:مش عايزه تاكلى ليه؟ نظرت له بحزن وقالت ببرود:مش جعانه ماليش نفس. عامر:ايه الى مضايقك اوى كده كل ده عشان الكليه؟هو احنا مش اتكلمنا فى الموضوع ده قبل كده وانا قولتل.... قاطعته هى تتحدث بمراره ووجع :أن مجموعى مش اد كده ولازم ادخل كليه قمه زى كل ولاد الخطيب..مش كده يا ابيه.. هو مين اللي ادى لحضرتك الحق انك تقلل منى كده... بأى صفه يعنى.. وهى كليه القمه الى هتخلينى بنى ادمه؟ يعنى مثلاً لو دخلت حقوق ولا آداب ولا حتى معهد سنتين قمتى هتقل.. الناس بتحترم بس الدكاترة والمهندسين.. احب اقولك انى انا الى هجبر الى قدامى انه يحترمتى بقوه شخصيتى واحترامى... انت ازاى تقولى كلام زى ده عادى كده وقدام الكل وانا ازاى سكت وقبلت كلامك ده.. ولا انا كنت مغيبه وف دنيا تانيه. عامر :مليكه... انا مش مصدق انى بسمع الكلام ده منك انتى... انتى امتى كبرتى كده وامتى بقا تفكيرك كبير كده... انا مش متخيل بجد.. ده أنا الى مربيكى مليكه :مش مصدق ايه.. انى كبرت. ولا انى بنى ادمه وبحس.. ولا الأصعب انك لا مصدق ولا متخيل ان مليكه هتقولك لا على قرار اخدته فى حياتها؟ بالضبط كان هذا جزء من تفكيره.. كيف تستطيع تلك الصغيرة أن تعرى عقله فتظهر أفكاره لها هكذا... ابتسمت بمراره وهى تراه ينظر لها باستغراب فكيف علمت ما يجول بخاطره.. اغمضت عينيها بحزن فهو لطالما اعتبرها تابع له.. فى ذيله... خلفه.. فى الخلف تلهث.. لم ولن يراها يوماً فى المقدمة.. ولا أمامه.. كفى.. كفى كل هذه السنوات. تحدث هو قائلا :بصراحة اه.. انا طول عمري باخدلك كل قراراتك وانتى... قاطعته مجدداً :كنت بوافق وانا فرحانه ومبسوطه مش كده؟ صمت موافقا فقالت:بس خلاص انا كبرت حتى لو حضرتك مش واخد بالك فبراحتك خلاص مابقاش فارقلى. الى مهم عندى دلوقتي انى مش هفضل تابع لحد احتدت عينيه عند هذه الفكرة يقول :يعنى ايه؟ ويعني ايه مش فارقلك؟ مليكه:يعنى من هنا ورايح كل قراراتى هاخدها بنفسى وهدخل الكليه إلى انا عايزاها عامر بغضب :وهتعملى كده ازاى بقا. ورينى... ماتنسيش أن انا الواصى عليكى يعني بتحكم في كل خطواتك.. ماتقدريش تعملى كده الا بموافقتى. وقفت أمامه بغضب تقول :مانا بردوا قررت أن هننقل وصايتى لفادى عامر بصدمه :ايه؟ فادى؟؟ مليكه :اه.. اهو يتدرب على مسؤليتى ياخد هو قراراتى... كفاية عليك لحد كده تشيل مسؤليتى هدر فيها بغضب :وانا كنت اشتكيلك مليكه:لو سمحت يا ابيه... خلينا نخلص الموضوع ده بجد... انقل وصايتى لفادى وانا بعرف اتفاهم معاه. كل هذا وحديث صديقه يتردد بإذنه.. انه بعد ما حدث اول شئ ستفعله مليكه هى ان أن تخرج من دائرته التى صنعتها حول نفسها لسنوات وتعمل على صنع حياه ودنيا جديدة يكون هو خارجه عندما وصل به تفكيره لهما تزامنا مع حديثها عن فادى قال بغضب :يعنى ايه.. بتعرفى تتفاهمى معاه عنى؟ خلاص بقا هو الى فاهمك؟ ابتسمت بحزن وتحصر قائله :انتو نافيش ولاحد فيكوا فاهمنى... مافيش غير تيتا بس الى بحس انها فهمانى حتى وهى لا بتتحرك ولا بتتكلم.. صحيح الاحساس ده أكبر نعمه.. تملى تقول انا الى مربيكى انا الى مربيكى.. طيب قولى يا ابيه.. تعرف عنى ايه ها؟ يعنى بحب ايه بكره ايه... طب ايه الالوان الى بحبها. طب بحب اخرج فين... بلاش... عندى مواهب ولا ماعنديش.. بحب القرايه مثلاً ولا بحب الأغانى. طب ايه اكتر اكله بحبها... بحب لما نسافر نسافر فين؟ وقف مبهوت أمامها صامت... عاجز عن الرد. فقالت :مش معنى أنى عايشه معاكوا هنا وانت الى مسؤل عن شغل المجموعة يبقى انت الى مربينى.. انت اصلاً مش واخد بالك منى ولامركز معايا... انا.. انا الى دايماً واخده بالى ومركزه.. مركزه فى كل تفاصيلك ياكبير يالى مربينى.. يعنى مثلاً عارفه انك بتحب اللون الاسود والفيروزى والازرق... بتحب تسمع اغانى جاز وغربى اكتر... اكتر اكله بتحبها المكرونه بالبشاميل والبيتزا... بتحب دايما تسافر اسبانيا ولو هتخرج بتحب تروح اماكن مغلقه بس.. تحب اكمل ولا كفاية كده.. انت ولا واخد بالك منى ولا مربينى زى ما كنت فاكر.. انا بالنسبه لك كنت امانه.. واجب وواجب تقيل كمان لما ماما ماتت وبعدها تينا واضطريت اجى اعيش هنا..لكن خلاص بكفايه لحد كده وانا بعفيك من المسؤلية.. انا كبرت ومش محتاجه حد يبقى بالاسم مسؤل عنى ويختار ويحدد مصيرى على كيفه ومش واخد فى اعتباره غير سمعت عيلته وبس لأول مرة يشعر بكم هو صغيييييىر هكذا أمام أحد... وليس اى أحد... إنها مليكه.. أصغر فرد يتعامل معه بحياته... والاكثر من ذلك أنه يستشعر طعم المراره التى تتدفق بقلبها وحلقها... كأن قلبه ممزع من وجعها الظاهر بعينيها وصوتها تحدثت بصرامه تقول :لو سمحت اتفضل عشان عايزه انام. عامر :مليكه انا... قاطعته بقوه :لو سمحت بعد اذنك اتفضل مش عايزه اتكلم تانى كلامى خلص... خلاص الكلام مش هيطول لأنك عايز وحابب نتكلم.. كل ده خلص. دلوقتي انا خلصت الى عندى يبقى الكلام خلص.. هتخرج ولا هتفضل واقف لما اغير قدامك مثلا؟ نظر لها بصدمه. لا يصدق ذلك الإصرار والقوه بعينيها أمام كل ذلك خرج بدون التفوه بحرف.. وهى سقطت على الفراش خلفها تبكى بحرقه على طاولة الطعام يجلس وهو يقلب فى طعامه بشرود.. يفكر فيها.. حديثها... صوتها الموجوع.. أيضاً حديث كارم يقفز لعقله كل ثانية... ينظر إلى مقعدها الفارغ وهو صامت يفكر كأنه معزول عن الجميع.. لكنه انتبه على صوت نادر ينظر له بغضب وحده حين وجده يسأل :هى فين مليكه؟ ماجتش تتغدا معانا ليه؟ وجد حالة يرد بغضب غير مبرر يقول :وانت مالك انت؟ نادر:فى ايه يا عامر ماتتكلم كويس... البنت فين مش المفروض حد يناديها على الغدا عامر :نادر لو سمحت مالكش علاقة بمليكه ولا اى حاجة تخصها نادر:ليه يعني مش فاهم؟... انا هطلع اناديها انا عشان تاكل. عامر بغضب :تطلع فين يا استاذ انت.. ده الى هو ازاى يعنى. كل ذلك الشجار وهناااك على الطرف الآخر من المائدة تجلس الجده الفت تمضغ قطعة لحم بتلذذ واستمتاع رهيب تنظر تجاه عامر المشتعل بشماته واستمتاع تدخلت ناهد فى تلك اللحظه وقالت :فى ايه يا عامر بتزعق لابن خالتك ليه.. الحق عليه انه واخد باله من البنت فى ذلك الوقت دق هاتف نادر فقال:هرد بس على المكالمة وراجعلك.. ها ظل ينظر لاثره بغضب وانتبه على حديث خالته تقول :احمم.. بقولك ايه يا عامر.. كنت عايزة اتكلم معاك فى موضوع كده قبل ما يرجع. عاود الجلوس على كرسيه يحاول أن يهدأ وقال :اه طبعا اتفضلى هدى:هو يعني.. احمم. فادى بيحب مليكه.. اقصد يعنى عايز يتجوزها اوى؟ ضيق عينيه يقول :بتسالى ليه؟ هدى :بص بصراحة كده انا واخده بالى أن نادر مشغول ومهتم اوى بمليكه وانا ماصدقت حد يعجبه ويبعد عن بنات برا دول وهو شكله معجب بيها. لا معجب ايه ده ابنى وانا عارفاه هو شكله بيحبها وانا... قاطعها بعضب يحرق كل أوردته :بي ايه؟ انتى مين قالك كده؟ هدى:باينه اوى. ده من ساعة ماجه وهو دايما مشغول بيها ومش وراه غيرها.. اكلت امتى صحبت ولا لا رجعت من برا ولا لسه. عامر :الله الله.. كل ده بيحصل وانا فى شغلى م دارى بحاجه.. وانتى كنتى فين يا امى... والفت هانم فين من كل ده. ابتلعت الفت ما كانت تمضغه تنطر له بوداعه كأنها تخبره :وانا نالى بس يا خويا بينما تحدثت ناهد :ايه يا عامر... نادر ماتعداش حدود الأدب معاها ده غير ان مليكه بنت مؤدبه وكل حاجه قدامنا. عامر :مش عايز اسمع كلمة واحدة عن الموضوع ده... ولازم اعرف ايه اللي بيحصل من ورا ضهرى وانا قاعد في شغلى. القى معلقته بغضب يتجه للدرج كى يصعد لها. كارما ببلاهه:هو ماله بيتكلم كده كأن مراته بتخونه مع حد. أشارت لها الفت انها تريد عصير برتقال.. اخذته منها وظلت ترتشف منه بتلذذ وخبث وصل لغرفتها وبدون أي استئذان فتح الباب بغضب جدها تمشط شعرها كأنها تستعد للخروج نظرت له بغضب شديد تقول :ازاى تدخل كده من غير ما تخبط اقترب منها وقبض على ذراعها يقول :ايه الى بينك وبين نادر؟ مليكه :يعنى ايه مش فاهمة؟ عامر :ايه الى بيحصل من ورا ضهرى وانا مش عارف؟ نفضت يده من عليها يغضب تقول :ايه الى حضرتك بتقولو ده؟ عامر :وطى صوتك وانتى بتتكلمى معايا وجاوبى على الى بسأله مليكه :اجاوب على ايه مش لما افهم عامر :مهتم بيكى وبخروجك ودخولك واكلك...لا ده كمان عايز يطلع هنا.. فى اوضتك.. من امتى كل ده بيحصل. وايه تانى حصل وانا مش عارف؟ إلى وهنا ولن تتحمل. سقطت دموعها رغماً عنها.. لن تستطيع لعب دور القوة أكثر من هذا . تحدث وهى تشهق دموعها تسرى على خديها:انت بتقول ايه.. معقول تفكر فيا كده. انا؟ وجعه قلبه بشدة وهو يراها هكذا. لم يتحمل أكثر من ذلك... أخذها بين ذراعيه بغضب منها ومن نفسه ومن كل شئ.. أخذ يهدهدها وهو يمسح على طول ظهرها مرددا:انا اسف.. اسف حقك عليا وفى لحظات تغير كل شيء ووجد حاله مستمتع باحتضانها.. يديه التى كانت تهدهدها توقف عن ذلك وبقت كأنها تستكشفها.. يضمها له وداخله تتفجر مشاعر جديده... يتحسس ظهرها عنقها بحرراه استماع رهيب...لديه شعور جميل ومختلف لها الآن... وجد نفسه دون أن يدرى يضمها له بتملك شديد... تملك رافض أن يخرجها من ضلوعه.. دون أن يدرى وجد حاله مجنون.. يقبل عنقها بوله شديد........



الجزء السادس

حين اخذها باحضانه غضبا من نفسه ومنها كان يريد ان يهدأ من روعها... لكن من ذا الذى سيهدئ من روعه الان و هو فجأة قد تحولت يديه التى تهدهدها الى يد تضمها له بتملك شديد.. يمرر يده على طول ظهرها كأنه يكتشفها من جديد.. رغما عنه وجد شفتيه تتجهه بالحاح غير قادر على السيطرة عليه وتقبل عنقعا قبلات بطيئه متفرقه وهى لازالت تبكى. دقات عالية على الباب جعلته يتوقف بصدمه.. تدلت يديه عن ضمها المجنون كى يزرعها داخله... توقفت شفتيه منفرجه امام رقبتها.... شملته الصدمه مما هو به وفعله بالأكثر مما اراده. مليكه؟!؟! مليكه؟!! ايعقل؟! هذا ماكان يصرخ به عقله يحاول صم أذنيه عن قلبه ومايريد الان... لا يريد لهذا الباب ان يفتح ولا ان تخرج الان او يأتى اليها احد... كل مايريده ان يظلوا على هذا الوضع وياحبذا لو تتطور وضعهم اكتر من هذا. كان مازال متصنم... يديه مرتخيه بعض الشئ عن ضمها.. شفتيه مقابل عنقها يغطيه شعرها الكثيف. فجأة خاف عليها من نفسه... من جنونه. تملكه.. يعرف لا يتحمل احد صفاته هذه. ابتعد قليلاً ينظر لها بوله وتفحص كانت صامتة. على الجانب الآخر ومنذ أن شعرت بيديه تضمها له بتلك القوه.. تلك القبلات على نحرها الجميل... كالعادة سرت القشعريره بجسدها. مثلها مثل اى مره اقترب منها يضمها له.. هه ولما لا وهو يعتبرها ابنته. عند هذه النقطة انتهى اى احتمال داخلها بتفسير قبلته لشئ اخر. لطالما كانت الطفله المتيمه بغباء شديد... تفسر اى شئ منه على أنه حب.. اهتمامه.. حديثه.. ضمه لها... بالتأكيد هذه المره هكذا أيضاً... تعالت شهقاتها من جديد... لقد فشلت حتى بعد كل تخطيتها هذا للان لم ولن يراها... هل هى صغيره الى هذا الحد ام انها بشعة؟ كل هذا يدور داخل كل منهم والطارق مازال على الباب. استمعوا من الخارج لصوت كارما يقول:مليكه.. مليكه انتى صاحيه؟ لو صاحيه يالا تعالى افطرى معانا... مليكه.. مليكه. حاولت إخراج نفسها من احضانه وتحدثت بنبرة متوسطه:حاضر يا كارما. نظر لها ينتظر اى رد فعل على حضنه وقبلاته... لكنه لم يجد... أليست هذه مليكه التى جاءت منذ شهر تقريبا يوم عيد ميلادها تعترف بحبها الكبير له... مالذي حدث او تغير... هل فعلاً توقفت عن ذلك. هنا صرخ عقله أوليس هذا كل ماتريده؟ هى تفعل الان ماذا تريد انت. رافض بشده فقرة توقفها عن حبه ينظر لها ببعض الغضب يقول :ايه؟ رفعت عيونها به تقول :ايه؟! نعم!! كان يريد اى شئ.. اى فرحه او رد فعل سعيد بما فعله وليس ان تصمت باعتياد هكذا كأنه لم يفعل أو يحدث بينهم شئ. تحدث ببعض الجديه :انتى مش عايزه تقوليلى حاجه. مليكه :اه.... اتفضل اطلع عشان اكمل لبس. اتسعت عينيه بزهول منها.. من جفائها وردها لم يكن يتوقع ابدا. أمام إصرار عينيها بان يذهب الان ذهب. خرج وهو لأول مرة بحياته يشعر بذلك التيه... انه ترك حزء منه مهم بالداخل. عاود الجلوس على طاولة الطعام من جديد.... لكن هذه المرة بقلب وعقل شارد. انتهى نادر من الحديث بهاتفه وانضم لهم يقول :هى مليكه لسه مانزلتش... معقول كل ده نايمه.. مش عوايدها. رفع عينيه به والغضب يسيطر عليه مهما حاول ان يتمالك حاله:وانت تعرف منين عوايدها؟انت مابقالكش يومين هنا. قضم نادر طعامه يقول :مش بكتر الايام يا عموري. ثم رفع له حاجبه بتحدى ومكر لذلك الذى يشتعل غيظا منه. لما لا يطيق وجوده الان... اليس هذا نادر... صديقه من سنوات وليس فقط ابن خالته.. نادر خفيف الظل المحب للمرح وللحياه... وكان قديماً يرحب جدا بوجوده معهم ويصر على استضافته هنا... مالذى تغير الان وغيره هكذا؟ ظلت نظراته مسلطه بغضب عليه الى ان وجده يبتسم باتساع وإعجاب. نظر خلفه وجدها تتقدم.. ترتدى فستان صيفى رقيق عارى الكتفين يضيق من الخصر وينزل باتساع حتى ركبتيها. حاول أن يبدو وقوورا لكن رغما عنه كان كاللصوص والمراهقين.. يختلس النظر إلى قدميها البيضاء... وهى تسير هكذا أمام عينيه تتجه لمقعدها. رفع عينيه بصمت. غاضب منها ومن نادر ومن الجميع. فهو وهو يسترق النظر إليها تذكر وجود نادر... ذلك المعجب الجديد. غضبه ويتفاقم وهو يراها بكل هذا الجمال.. يمرر عينيه عليها من شعرها الذى فردته على ظهرها كالعادة.. وجهها الجميل المشرق تضع به بعض الزينه الخفيفة... هبط بعينيه الى جسدها الناعم وذلك الفستان يحتضن ويفصل كل منحنياتها بروعة مستفزه.. لما هى جميله اليوم هكذا؟ يتمعن بالنظر إليها وهى تجلس هكذا على كرسيها... ناعمه وصغيرة... تمسك قطعة خبز بيدها تقضمها بهدوء. تبدو لطيفه جدا وهى هكذا فرغما عنه وجد شفيته تبتسم بخفه... واكتمل الأمر حين تذكر ضمه لعا وقبلاته على عنقها جعلت رجفه لذيذه تستحوذ عليه. حالته غريبه جداً.. كان ذلك هو الرأي الذى يندلع من اعين الكل حين فتح عينيه وجد الجميع يحدقون به بتعجب. ناهد :عامر. مالك. فيك حاجه؟ حاول التماسك يقول بخشونه:مالى؟ مانا كويس. كارما:كده وكويس. هو انت كنت فين صحيح انا روحت جناحك ادور عليك لما اختفتيت فجأة مالقتش حد بعدها روحت اصحى ميكا... اصلا افتكرنا انك طالع لها بس لما روحتلها ماسمعتش اى صوت ليك جوا. ابتسم داخليا بخبث وانتشاء... وهل للقبلات صوت؟ رفع عينيه مجددا فاصطدمت باعين الفت.. تنظر له بخبث ومكر شديد وهو يقسم داخله أن تلك الداهيه الفت تعلم عنه أشياء هو نفسه لا يعرفها.. فهى وبنظراتها هذه تشعره انها هى التى كانت تقبل مليكه بدلاً منه. كل ذلك يدور ولا أحد من الجلوس يدرى بشئ. لكن هناك شخص واحد... شخص واحد يراقب كل شئ ويخشى من ان يفسد كل ما يخطط له. نظرات عامر تجاه تلك الصغيرة متغيره.. ليست ككل مره تأتى فيها الى هنا. يجب أن تسيطر على الامور قبل ان يخرج كل شئ عن سيطرة يديها. بحسبة بسيطه هى تريد عامر لابنتها... وترى الإعجاب باعين نادر لتلك التي تشكل خطرا على ماتفكر به.. لما يزداد الخير خيرين وتزوج مليكه لنادر وتضمن ارث آخر من عائلة الخطيب لها ولاولادها... حسنا لن تضيع هذه الفرصة ابدا. اجلت صوتها تتحدث بنعومه تقول:بس ايه الجمال ده كله يا ميكا...احلويتى وكبرتى. مليكه :شكرا ياطنط ربنا يخليكي. هدى :انتى عارفه ان نادر ابنى ده مش بيعجبه العجب.. بس من ساعة ماجه وهو مش مبطل كلام عنك.. دى مش بتحصل ابدا خلى بالك هههههه. ابتسمت لها مجامله تقول :شكرا. هدى:طب انتى وراكى ايه النهارده كنا خرجنا كلنا مع بعض... ايه رائيكوا يا جماعه بدل ما نقعد في البيت.. شويه وعامر هيروح شغله واحنا نخرج. ايد الجميع الفكرة وهو يجلس ينظر للكل بحده. ناهد متدخله:طب ماتيجى معانا يا عامر تغير جو الشركة ده. هدى:عامر مستحيييل.. لو انتطبقت السما على الارض. خليه هو ياحبيبي يشوف مصالحه ونخرج احنا واهو نادر معانا اهو. لو قام وقطع عنق خالته هل سيحدث شئ.. لن يحدث شئ. هممم إذا سيذهب هو لعمله اللعين يتابع سير العمل ويراجع الحسابات ويستقبل عملاء جدد ونادر اللطيف الخفيف سيذهب للتنزه معهم...هو عامر الغاضب العصبى وذاك هو نادر المنطلق والمحب للحياه.. ماشاء الله. قرر بشئ لا يقبل التفكير انه لن يذهب لعمله وسيرافقهم او بالأحرى يرافقها هى. لكن. احممم.. كيف يقولها وبنفس الوقت يحافظ على هيبته. اتته النجدة منها وهى تقول بإحراج:انا اسفه يا جماعة لازم اروح لندى صاحبتى دلوقتي عشان عندها مشكلة كبيرة ولازم ابقى جنبها.. اخرجوا انتو واتبسطوا. هدى :ابدا... لازم تبقى معانا مش هنخرج من غيرك أبدا. حمحم هو بوقار وخشونه يقول :خلاص روحوا انتو وانا هخلص كام حاجة مهمة في الشغل واعدى اجيبها من عند صاحبتها ونجيلكوا. ناهد بزهول:تيجولنا؟! معقول يعنى هتسيب شغلك. كارما :زمن المعجزات صحيح... دى عمرها ما حصلت. لم يجيب على احد وتصنع الانشغال بطعامه يهرب من نظرات الكل خصوصا تلك الماكره الفت. بينما هدى تتابع كل شئ بغيظ شديد تلكز ابنتها بكتفها كى تتحدث او تفعل اى شئ يلفت انتباهه لها لكنها لا تستجيب. _____________________________ كان يجلس على كرسيه بالحارة كأنه يجلس على جمر مشتعل... لا يطيق تلك الجلسة المعقوده بشقتها... الجميع مجتمع عندها بالتأكيد يبحثون عن حل كى يعيدوها له. لا لن يجلس ينتطر أكثر... وقف يعدل من هيئته وذهب ينادى صديقه الأسطى سيد. رجب :سيد.. ياسيد. سيد :اهلا... ازيك يا معلم صباح الخير. رجب :لا صباح ولا مسا بقولك ايه انت قولت ايه لخالد. سيد :خالد مين؟ اااااه اخو الست نجلاء... مش انت قولت يا معلم سيبه يستوى على نار هاديه. رجب :لحد امتى... مابدهاش بقا... يالا بينا. سيد :على فين بس يا ريس. رجب :فوت قدامى وانا هفهمك واحنا ماشيين..يالا خلص. ببيت نجلاء تجلس بصمت تام تراقب الكل... يتحدثون بصوت عالى. عتاب.. شجار.. وبحث عن حل. كأنها غير موجوده... يريدون ارجاعها له حتى بعد كل ما قالته وانفجرت به بوجه امها من ايام. فى تلك الأثناء كانت ندى بغرفتها تجلس مع مليكه. مليكه :يعنى ايه يعني مش فاهمة. ندى:ولا انا بردوا فاهمة.. فجأة اتغير ولا بيتصل ولا بيبص حتى ناحيتى لو عديت من قدامه او طلعت البلكونه.... حتى يتصل بيه فى اليوم 200مره مش بيرد. رفعت مليكه حاجبها وقالت بعصبيه وغضب اكبر من الموقف:خلاص ماتكلميهوش تانى احنا هنتحايل على اهله رضينا بالجزار والجزار مش راضى بينا... بقولك ايه يابت انتى حسك عينك أعرف انك كلمتيه ولا عبرتيه تانى... ياحلاوه لاهو كمان الى هيتنك علينا... صونى نفسك وكرامتك وكفاية بعزقه فيها يمين وشمال بلا قرف رجاله مش بتحس ده ايه الحظ ده ياربى... لا وكمان مش عاجبهم. ندى:براحه يابت فى ايه.. مالك انفجرتى مره واحده كده مش شايفه أنك أوفر. مليكه :بلا اوفر بلا زفت وبدل مانتى مركزه فى سى يوسف بتاعك شوفى المشكلة الى برا دى. ندى :لا الى بيحصل ده انا تقريباً اتعودت عليه وماتحوريش وتتوهى الموضوع اخلصى انطقى فى ايه. صممت مليكه بحزن وقالت :تعبت خلاص.. مش شايفنى ولا هيشوفنى حتى بعد كل الشقلبظات الى عملتها دى... انا مش مستوى النظر حتى.. خلاص روحى وقلبى تعبوا. تعبوا من كتر الذل والإهانة وانا بحاول اتودد لواحد بيقابل كل ده بولا حاجة.. يعنى حتى مش بالرفض لا ده مش شايف ولا واخد باله اصلاً عشان يرفض.. دى بتوجع اكتر. ندى:طب ليه يا مليكه ليه كملتى وعملتى كل ده ماهو سبق ورفضك بابشع الطرق المفروض كنتى لميتى الى باقى من قلبك وبعدتى عنه. مليكه :ابعد ازاى وانا عايشه معاه في مكان واحد. ندى :خلاص روحى عند خالتك.. مش كنتى كل اجازه بتروحيلها اسبوع ولا اتنين وكنتى دايما بتروحى غصب عنك مش عايزه تسيبى سى عامر بتاعك لولا خوفك من زعل خالتك وعيالها ماكنتيش ترضى تسبيه ابدا.... ورحى. روحى وابعدى شويه عن كل ده يمكن هوا وبحر اسكندرية ينسوكى شويه. مليكه :خالتو.. صحيح وحشتنى اوى. انا فعلاً محتاجه ابعد فتره... طب تعالى معايا.. ابعدى عن مشاكل البيت وابعدى عن الزفت جو ده وتعالى معايا.. انا هكلم مامتك. فكرت ندى قليلا وقالت :ياستى لا هتحرج. مليكه:من ايه بس.. جوز خالتو الايام دى من السنه بيبقى مسافر في شغله.. وخالتو وولادها من كتر حكيى عنك نفسهم يشفوكى.. وافقى بقا. خلينا نفك. ندى:خلاص ماشى انا فعلاً عايزه اغير جو... سامعه صوت خناقهم جايب لآخر الشارع إزاى.. مصرين يرجعوهم لبعض عشانى... ههه قال يعني كده انا هبقى تمام وهما ليل نهار خناق ومش متفقين ابدا... انا بجد تعبت... لا ومن كل ناحية جه يوسف وكملها. بالخارج. كان الشد والجذب بين كل الأطراف وللان لا يوجد حل. تحدث خالد يقول :احنا ماسكين فى خناق بعض على الفاضى ليه.. هى قفلت. البيه قفلها لما رمى اخر يمين مالهاش مخرج غير بالمحلل. انتفض شقيق توفيق الكبير يقول:ايه.. محلل ايه ياخالد انت عايز تجرسنا. خالد :خلاص يديها بقا كل حقوقها ويروح يطلع قسيمة طلاق وكل واحد مننا يروح بيته ومالهاش لازمه القعده دى... بقولك ايه يا حاج شكرى.. انا لفيت على كل المشايخ وروحت دار الافتا.. كله اجمع انها خلاص ماتحلش ليه وأنه طلقها طلاق نهائى. شكرى:وهما يعنى الى قالوا ان المحلل حلال؟! خالد :لا طبعا ماقالوش... بس هى معروفة مابينا ان ده حلها الله. هو اكل ولا بحلقة قال يعنى لاقيين الى يوافق بكده... انا ذات نفسى بقالى اد ايه بدور اهو وسألت توب الأرض ومش لاقى. تعالت الأصوات المعترضه من توفيق واخواته كذلك خالد وامه... الى ان دلف رجب وسيد من الباب الذى كان مفتوح. سيد :خير يا اخونا كفا الله الشر.. صوتكوا جايب لأول الشارع. شكرى :مشكلة كده يا سطا سيد وبنحاول نلاقى حل. سيد :خير... خلونا نفكر مع بعض ونرد الشور على بعض يمكن حد فينا يوصل لحل بدل ما هى مقفله كدا امام تلك العقدة لم يجدوا بد من أن يقصوا لهم ربما وجدوا حل او شخص يوافق على تلك الزيجه تحدث رجب :يااااه...دى مشكلة عويصه اوى.. ودى هتحلوها إزاى. سيد :كده لازمهم محلل.. ولا فيش حد هيرضا بكده ابدا.. انا شخصيا ماعرفش حد. شكرى :والعمل يا جماعه.... خلاص هنسيب البيت يتخرب. سيد :لكن انا شايف الباشمندس ساكت يعنى كأنه مش هو سبب كل ده. شكرى :خلاص يا سطا الى حصل حصل وهو بايده ايه دلوقتي يعنى. رجب باستهزاء:بس مايبقاش قاعد ساكت كده وكلنا بننشال ونتهبد وهو راسى كده... دى مصيبه وسبحان من يحلها. سيد :يحلها.. يحلها إزاى يا معلم هو مين هيرضى بكده أبدا. نظر ناحية نجلاء الصامته تماما بعجز وصدمه وقال :انا مش قصدى ياست ام ندى دة انتى فوق راسى.. بس انا اقصد ظروف الجوازه يعنى انتى فاهمة. بعد مده طويله خرج كل من رجب وسيد يبتسمون لبعض بخبث وانتصار بعد أن تمت مهمتهم... فقد ظلوا يغنون عليهم ويلقفونهم لبعض سيد بكلمة ورجب بكلمة إلى أن اقترح سيد من المعلم رجب ان يتطوع مجبرا ويحل تلك المعضلة ويأخذ بهم الثواب خصوصا هو الوحيد الذي بدون إمرأة ستفرض ذلك الوضع بعدما طلق حكمت. وأبدى رجب زهوله وتضرره الشديد على الامر كله لكن ماذا يفعل هو بشهامته مروته التى تجبره على فعل ذلك.. حسنا سيوافق وأمره الى الله كله فداء الا يخرب هذا البيت. نظروا لبعض وانفجروا ضاحكين بما فعلوه تاركين اسرتين كل منهم بصدمه مختلفه. نحلاء لا تصدق الى اين وصل الأمر.. وتوفيق ينظر لها بشماته سيعقد قرانها على جزار.. ابستم بسخرية ومن ذا الذى كان سيأتى لها افضل منه. وقف وهو يهم بالرحيل يقول باذنها:والله هو ده يادوب توبك.. جزار... يالا اتجوزيه يوم ولا اتنين عشان لما نرجع تانى تبقى مخروصه وبايسه ايدك وش وضهر بعد ما عرفتى مقامك العالى. تركها يغادر ولا على باله شئ وهى تفكر مما صنع هو وما هذا الذى يسرى بعروقه بالتأكيد ليس بدم.. اخذت تتمتم بأنه (مريض نفسى) اما باقى العائلة فالكل يحمد الله انه واخيرا وجدوا الحل. بنفس الوقت وصل عامر أسفل بيت ندى كله شوق لذلك اليوم... يفكر لما لا ياخذها ويخرجون سويا بعيدا عن أعين الجميع... لكن عاودت هيبة عامر تلومه كيف وباى حجه سيفسر لهم الأمر... استفاق على حاله والى اى درجة من التصابى والجنون وصل به التفكير فنهر عقله بشده وحاول التماسك قدر المستطاع. أشرقت ابتسامته تدريجياً وهو يجدها تخرج بهدوء من بيت صديقتها بعدما هاتفها... تفتح الباب وتجلس لجواره دون قول اى شئ.... اين مليكه تلك التى تعشقه. هل توقفت عن حبه مثلما قال كارم.. ام هل وهل وهل. أشياء كثيرة تندلع لعقله وهو فقط يراقبها تجلس تنظر من نافذة السياره بشرود لم تنطق باى حرف وللعجيب انه لا يجد مايقوله... عامر الخطيب المتحدث اللبق لا يجد ما يقوله او يفتح به حديث. بنهاية اليوم الاكثر من كارثى بالنسبة له. اوقف سيارته بغضب افزع الجميع وهم لا يجدون اى سبب لغضبه. وحده فقط من يعلم السبب.... طوال الوقت وهى تجلس بعيده عنه.. ظن ان هذه فرصة جيدة ستقتنصها وتتقرب منه.. تحادثه.. تشاكسه كما كانت تفعل طوال تلك السنوات عندما يخرجون سويا.. لكن لم يحدث... بل ماحدث ان ذلك السمج نادر.. يجلس يحدثها.. يفتح معها اى حوار... اشتغل غضبه من جديد وهو يتذكر حينما اخرج هاتفه يود التقاط بعد الصور معها... هل جن هذا. انتهى اليوم بخلاف بينهم حاول هو بعدها مراضاته فبالتهايه هو ابن خالته وضيف ببيته. صعدت سريعا لغرفتها بعدما اصبحت روؤيته وفكره وجوده أمامها وهو لا يشعر بها تسبب لها الاختناق... كل تصرفاته تدل على ذلك حتى شجاره منذ قليل مع نادر لا يدل الا على شئ واحد يشعر به ناحيتها.. المسؤليه... إنها مسؤليته وفقط. فى يوم جديد كان يجلس فى مكتبه بالشركة يعود بطهره على كرسيه للخلف مسترخى بشده...اليوم هو الثلاثاء... مليكه تعامله جيدا يوم الثلاثاء منذ فتره وهو يراقب كل تصرفاتها لاحظ انها تتعامل بحب وتظهر عشقها وتقترب منه بيوم الثلاثاء... اغمض عينيه باستمتاع وهيام هممممم يريد ان ينهى عمله اليوم والعودة للبيت سريعاً كى يحظى بقربها وعشقها. فتح عينيه وجد كارم يقف ينظر له كأنه برأسين. انتفض من مجلسه يقول :يخرب بيتك انت دخلت امتى. رفع كارم حاجبه يقول:مالك ياض سهتان على نفسك كده ليه؟ عامر :ايه سهتان دى يخربيت الفاظك على بيت شغلتك دى. جلس كارم يقول :همممم خلصت شتيمه يا حيوان.... قولى بقا مالك كده مش على بعضك ليه. عامر بدون تفكير ابتسم باتساع:أصل النهاردة التلات. كارم :وهو ده الى باسطك اوى كده... النهاردة التلات.. ده الشعب المصري كله بيكره يوم التلات. عامر :ليه؟ كارم :ماعرفش ولا حد عارف بس هو كدهو. عامر:انت ايه الى جابك. كارم :تشكر ياذوق... هى دى مقابلة؟ عامر :اصلا ازاى تدخل كده ماعدتش على السكرتيره برا. كارم :اه إلى بتبقى قاعده كل ما باج دى.. لا بتقابل. عامر:بتقابل؟! كارم:اه الجو بتاعها.. شوفتها واقفه مع موظف هنا ونازلين حب فى بعض. خلينا انا وانت كده مناحيس مش لاقيين حتى كلبه. عامر باندفاع:ماتلم نفسك يالا ايه كلبه دى. كارم :ايه ده ايه ده.. هو انت فى واحدة معينه. عامر :وواحدة.. واحدة مممين.. قصدك إيه. كارم :هممممم انا التأتأه دى عارفها.. بتأتأ ليه... وايه سر انشكاحك النهاردة ده. تلجلج عامر قليلا الى ان وقف يقول :ولا.. انت شكل مهنتك طبعت عليك.. ايه هتستجوبنى. انا مروح وانت يالا من غير مطرود. وقف كارم يقول:ايه بدرى كده... ايه عايز تلحق يوم التلات من بدرى فى البيت. زاغت اعين عامر يمينا ويسارا يبدو أنه كشف. كارم :استنى انا جاى معاك عايز اجرب أجواء التلات في بيتكوا... شكلها احسن من عندنا... نظر له بغضب وخرج بغيظ. جلسوا على سفرة الطعام لتناول الغداء. وهى تجلس بكل هدوء ينتظر اى حديث منها... لما هذا الصمت اليس اليوم هو الثلاثاء. صامتة صامتة وهو مترقب ولما نطقت كانت الصدمة. مليكة :انا مسافره بكرا عند خالتو ياتيتا هقضى الإجازة هناك.........


الجزء السابع 


باقي حلقات الرواية متوفره بشكل حصري على مدونة يوتوبيا
يجب كتابة تعليق كي تظهر لك الآن
اكتب رأيك في الفصول المنشوره من الرواية في تعليق كي تظهر لك باقي الفصول

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-