رواية دمية في يد غجري كاملة بقلم سمسم

 رواية دمية في يد غجري كاملة بقلم سمسم

رواية دمية في يد غجري كاملة


رواية دمية في يد غجري كاملة بقلم سمسم - مدونة يوتوبيا


مقدمة وتمهيد


عاشت حياتها كسندريلا ولكن أميرها الوسيم قد خذلها فجاء هو ليخلصها من جحيم حياتها ولكن يجب ان تعيش وفق شروطه
شاءت الأقدار أن تقابله بعد ان كانت بانتظار الخلاص من جحيم حياتها على يد من ظنت انه سيكون منقذها ولكنه تركها بسبب سوء ظنه فيها وانها ليس لديها احترام وانها فتاة فاسدة.فظهر منقذها الحقيقى الذى منذ ظهر في حياتها وهى تشعر بانها فقدت قلبها
هى...فتاة جميلة طيبة رقيقة جدا تعيش عند اقارب والدها تلقى الذل والهوان تتمنى حدوث معجزة تخلصها من حياتها مع هؤلاء الناس
هو...يجمع كل المتناقضات فى شخصيته فهو وحش حنون...كريم لاقصى الحدود.... لا يترك حقه ابدا...يتعامل مع من يعبث معه بقسوة وقوة....يخاف على احباءه بشدة...جرىء وسيم جذاب...لا يهوى صحبة النساء...متملك ولكن لا يحب ان تملكه اى انثى ...ارستقراطى تسرى فى عروقه دماء غجرية
فتاة رماها القدر فى طريقه لا يعرف كيف؟ فسيصبح هو المتحكم فى حياتها كالدمية التى يتحكم بخيوطها .فهل ستتخلص هى من تلك الخيوط ام ستظل دمية فى يد غجرى ؟

رواية دمية في يد غجري الفصل الأول بقلم سمسم

فى مدينة الاسكندرية تلك المدينة الجميلة التى تسمى عروس البحر المتوسط
فى منزل فى احد الاحياء المتوسطة حيث تعيش تلك الفتاة فى بيت احد اقارب والدها بعد موت والديها فبموتهم مات كل شئ جميل فى حياتها فتحولت من فتاة سعيدة بابتسامة لا تختفى من على شفتيها الى فتاة تعيش حياة بائسة واشبه بالجحيم بسبب تلك المرأة واولادها فهذا البيت بيت ابن عم والدها وكان رجل شديد الطيبة كان يعاملها بود بعد موت والديها ولكن القدر أراد ان يتوفى ذلك الرجل تارك هذه الفتاة بين يدى زوجته واولاده الذين اصبحوا يعاملونها مثل الخادمة ولا تسلم من مضايقتهم لها
جلست تلك المرأة المدعوة عايدة تنقر بيدها على السفرة متأففة فالفطور ليس جاهزا بعد نظرت وجدت ابنتها تخرج من غرفتها مستيقظة لتوها من النوم
هيام :"صباح الخير يا ماما"
عايدة:"صباح النور يا حبيبة ماما"
هيام:"هو الفطار لسه مش جاهز ولا ايه"
عايدة:"مش لما البرنسيسة تصحى من النوم الأول علشان تعمل الفطار"
هيام:"هى حضرتها لسه نايمة لدلوقتى انا هوريها ماشى"
ذهبت هيام إلى غرفة صغيرة بالكاد تحمل سريرا صغيرا ومنضدة تنام تلك الفتاة ذات ٢١ ربيعاً بكل براءة فهى تسهر فى مذاكرتها حتى تحقق ماتريد فهى تريد ان تصبح مهندسة حتى تستطيع ان تعمل فى وظيفة محترمة حتى تترك هذا المنزل الذى لم تنل فيه سوى القهر والعذاب
اقتربت هيام من السرير وهى تنادى على تلك النائمة بأعلى صوتها
هيام:"وتييييين"
فزعت وتين من نومها بسبب صراخ تلك الفتاة وهى تنادى باسمها فهبت جالسة فى سريرها من شدة اضطرابها بسبب ذلك الصوت العالى
وتين بفزع:"ايوة فى ايه"
هيام :"فى ايه! حضرتك لسه نايمة ومجهزتيش الفطار لحد دلوقتى"
وتين:"هى الساعة كام دلوقتى"
هيام :"انتى لسه هتسالى على الساعة قومى فزى يلا حضريلنا الفطار اخلصى يلا قومى"
وتين باستسلام :"حاضر قايمة اهو"
قامت من على السرير تريد الذهاب إلى الحمام لمحت هيام شعر وتين شعرت بالغيرة فوتين اجمل منها ولذلك هيام تشعر بالكره ناحيتها بالرغم من انه يعتبر انهم اقارب فوتين فى منزلة ابنة عمها
هيام :"مش قولتلك قبل كده شعرك ده تقصيه"
وتين:"اقصه ليه انا بلبس حجاب ومش بيبان"
هيام :"اللى اقولك عليه تسمعيه وانتى ساكتة انتى فاهمة"
وتين:"وانا مش هقصه انا شعرى عاجبنى كده"
هيام:"كده ماشى يا وتين حاضر صبرك عليا"
التقطت هيام مقص صغير من على الطاولة وعلى حين غفلة قامت بقص طرف شعر وتين وهى كانت تلم شعرها على شكل ضفيرة جميلة اتسعت عيون وتين من الدهشة والصدمة وهى ترى جزء من شعرها ملقى على الأرض بعد ان قامت تلك الفتاة بقصه بكل حقد وغل
هيام بتشفى:"كده احسن علشان تبقى تسمعى الكلام"
وتين:"حرام عليكى ليه كده"
هيام:"متوجعيش دماغى يلا روحى حضرى الفطار"
وتين:"انا عايزة اعرف انتى بتكرهينى ليه الكره ده كله"
هيام:"معرفش انا بكرهك كده من غير سبب لله فى الله كده"
وتين:"دا انا اعتبر بنت عمك ليه كده يا هيام"
هيام:"بلاش وجع دماغ على الصبح بلا بنت عمى بلا بنت عمتى خلصى انا جعانة علشان اروح الكلية انجزى بقى فى يومك ده"
خرجت من الغرفة وضعت حجاب على رأسها ودموعها على وجهها فإلى متى يستمر هذا الحال المؤسف وجدت تلك المرأة وستسمعها هى الاخرى كلام يجرحها الا يكفى ما تفعله ابنتها بها
عايدة:"صح النوم يا برنسيسة لسه بدرى"
وتين:"صباح الخير يا مرات عمى"
عايدة:"صباح النور يا برنسيسة هنفطر بقى ولا ايه فى يومنا ده"
وتين:"طب حضرتك محضرتهوش ليه ولا هيام"
عايدة:"لا والله اعمل الفطار وتقومى تاكلى على الجاهز مش كده"
وتين:"عن اذنك احضر الفطار"
عندما قالت ذلك انزلق الحجاب من على رأس وتين ولاحظت عايدة ان شعر وتين مقصوص
عايدة:"ايه اللى حصل لشعرك ده"
وتين:"اسألى هيام بنتك وهى تقولك على اللى حصل"
قالت ذلك وظبطت وضع حجابها لانه سيخرج سمير ابن تلك المرأة ولا يجب ان يراها بدون حجاب وذهبت الى المطبخ لتحضير الفطار والدموع على وجهها
رأت عايدة ابنتها ارادت سؤالها عما حدث لشعر وتين
عايدة:"هو شعر البت دى جراله ايه"
هيام:"قصتهولها"
عايدة:"ليه عملتى كده"
هيام:"غيظانى يا ماما بشعرها ده انا مش عارفة ليه هى احلى منى وليه اشطر منى انا مش طيقاها من ساعة ما جت تعيش معانا اللى يرحمه بابا جبلنا بلوة"
عايدة:" الله يرحمه بقى ما انتى اللى خايبة حتى معرفتيش تدخلى كلية حلوة زيها "
هيام:"متفوريش دمى زيادة يا ماما انا مش ناقصة"
عايدة:"روحى صحى اخوكى يلا خليه يروح الشغل"
ولكنها سمعت صوت ابنها وقد افاق من نومه للتو وخرج للذهاب الى الحمام
سمير:"اخوها صحى خلاص"
هيام:"صباح الخير يا سمير"
سمير:"صباح النور كنتوا بتتكلموا على ايه على الصبح كده"
عايدة:"ولا حاجة يلا روح اغسل وشك والبس علشان تروح شغلك"
ذهب سمير من امامهم ولكن اثناء ذهابه إلى الحمام لمح وتين فى المطبخ تمسح دموعها المتساقطة على وجهها فعلم ان ربما امه واخته قد فعلوا بها شيئا ولكن هو الاخر لا ينصفها
سمير:"صباح الخير يا وتين"
وتين:"صباح النور يا سمير"
سمير:"مالك بتزنى على الصبح ليه كده"
وتين:"ولا حاجة كله محصل بعضه ايه فرق النهاردة عن امبارح عن بكرة"
سمير:"متفتحيش موشح على الصبح الواحد مش ناقص"
وتين:"خلاص سكت اهو عن اذنك"
وضعت الفطار على السفرة وذهبت الى غرفتها لترتدى ملابسها وتذهب الى كليتها بعد ان أدت فرضها خرجت من الغرفة تناولت بعض اللقيمات الصغيرة فهى بعد ما يحدث منهم تفقد شهيتها ولا ترغب فى أى شئ
سمير:"عن اذنكم انا ماشى عايزين حاجة اجبهالكم وانا جاى"
عايدة:"عايزين سلامتك مع السلامة يا حبيبى"
هيام:"يلا باى انا ماشية هروح الكلية سلام يا ماما"
عايدة:"مع السلامة يا حبيبتى"
وتين:"انا كمان هقوم الحق محاضراتى"
عايدة:"مش قبل ما تنضفى الصحون دى قبل ما تمشى"
وتين:"لما ارجع هعملهم كده هتأخر على المحاضرة"
عايدة:"مليش فيه وانجزى يلا"
قامت بلم الصحون وذهبت الى المطبخ وقامت بجلى الصحون بسرعة حتى تستطيع اللحاق بكليتها ولا تفوتها محاضرتها
وتين:"انا خلصت انا ماشية"
عايدة:"تخلصى وتيجى بسرعة علشان تحضرى الاكل"
وتين بقلة حيلة:"ان شاء الله"
خرجت وتين من المنزل وهى تتمنى حدوث معجزة والا تعود الا هذا المنزل مرة ثانية ابدا فهى قد سئمت كل تصرفاتهم معها
***
"فى منزل ثائر العمرى"
شاب فى ال٣٣ من عمره ينتفض من نومه بسبب ذلك الكابوس الذي لا يفارقه فكلما اغمض عينيه يعاد ذلك المشهد بكل تفاصيله صوت الانفجار ألسنة اللهب الدخان المتصاعد صوت صرخات كانت تشق ذلك السكون مسح وجهه بيده ذهب الى الحمام قام باخذ حمامه ثم توضأ وأدى صلاته ثم ارتدى ملابسه هبط الى الاسفل وجد صديقه المقرب ومحاميه ايضا بانتظاره وهو شاب يدعى رمزى فى نفس سن ثائر وهو ايضا قريبه وصديقه الصدوق وكاتم اسراره
هتف به رمزى بغيظ اثناء تناولهم طعام الافطار نظر اليه ثائر ببرود يتناول طعامه ببطئ ينظر اليه بطيف ابتسامة فهو يعلم ان رمزى سيبدأ الان فى اسماعه تلك الكلمات التى لايمل من تكرارها
رمزى:"وبعدين يا استاذ ثائر ايه حكايتك بقى ارحمنى بقى يا اخى"
ثائر:"عايز ايه يا رمزى فى يومك اللى مش معدى ده النهاردة"
رمزى:"يومى انا اللى مش معدى ولا يومك انت اللى مش هيعدى على خير"
ثائر:"ما تحترم نفسك ياض انت ايه قلة الادب دى على الصبح"
رمزى:"قلة الادب ! انا اللى ماشى اضرب فى خلق الله على الفاضى والمليان وكل شوية اجيبك من قسم عامل مصيبة وضارب حد"
ثائر:"ما انا بقالى اسبوع اهو ساكت ومؤدب ومضربتش حد"
رمزى:"لا يا راجل والراجل اللى كسرتله ضلعين ده ايه كنت بتتمرن"
ثائر:"يعنى اسيبه يقل أدبه على مريم واسكت يعنى ولا ايه انتى فاكرنى ايه مش انا اللى حد يقل ادبه على حد من اهل بيتى واقف اتفرج"
رمزى:"مش كده يا ثائر بلاش طبعك الحامى ده يا اخى"
ثائر:"انت عارف غلاوة مريم وهى تبقى عندى ايه واللى يبصلها ولا يضايقها هطلع روحه مش بس اضربه"
رمزى:"انت مش ناوى تبطل طبع الغجر اللى فيك ده ولا ايه"
ثائر:"انت هتتلم ولا اطلعه عليك يا رمزى يا حبيبى"
رمزى:"هو ايه ده يا روحى اللى هتطلعه عليا"
ثائر:"طبعى الغجرى يا خفيف الدم"
رمزى:"انا عارف انا ليه وافقت ابقى المحامى بتاعك كانت صحوبية منيلة وقرابة انيل"
ثائر:"ما تحترم نفسك ياض انت دا مليون محامى يتمنى يبقى المحامى بتاعى فاهم يعنى ايه تبقى محامى ثائر العمرى"
رمزى:"اه عارف يعنى ايه ابقى محامى ثائر العمرى يعنى اصحى من احلاها نومة على مصيبة من مصايب سيادتك ان انا اتمرمط فى الاقسام علشان محاضر الصلح بتاعة سموك ومش ملاحق ادفع تعويضات لمين ولا مين"
ثائر:"على اساس انك بتدفع من جيبك اوى"
رمزى:"هى فلوسك دى مش بتصعب عليك يا ثائر وانت كل شوية تدفعها تعويضات"
ثائر:"انت عارف انا مش بضرب حد من غير سبب هم اللى مستفزين وبينرفزونى وانا موتى وسمى اشوف حد بيفترى واقف ساكت بحس ساعتها ان انا هيجرالى حاجة لو موقفتوش عند حده"
رمزى:"اه يبقى الضرب براحة شوية مش تسيبهم متفشفشين كده يا اخى انت ايدك دى ايه حديد مسلح"
ثائر بابتسامة:"تحب تجرب وتشوف وتحكم بنفسك"
رمزى:"وعلى ايه خلينى اشوف مصايبك هى فين مريم مش شايفها هنا يعنى"
ثائر:"سافرت اسكندرية"
رمزى:"ليه فى حاجة ولا ايه"
ثائر:"كانت عايزة تغير جو فخليتها تروح شقتنا اللى هناك"
رمزى:"أريح برضه انك مرحتش معاها مش ناقص شحططة وراك فى اسكندرية كمان دا انا بفكر اسيب مصر كلها واطفش منك"
ثائر:"يعنى انت فاكر ان انا قاعد مرتاح وهى بعيدة عنى ومش قدام عينى انا لو مش ورايا شغل كنت روحت معاها ومسبتهاش لوحدها"
رمزى:"فكرتنى انا حضرتلك ورق الصفقة اللى هتعملها بالشروط اللى انت عايزها"
ثائر:"تمام كده يلا بينا بقى على الشركة احنا كده هنتأخر"
رمزى:"طب اطفح اى لقمة طيب ايه الافتراء بتاعك ده على الصبح"
ثائر:"قوم بقى يلا بلاش دلع"
رمزى:"منك لله يا ظالم حتى اللقمة مش عارف أكلها"
ثائر:"بلاش شغل تسول على الصبح وقوم نشوف ورانا ايه يا استاذ رمزى"
رمزى:"أنت خليت فيها استاذ رمزى يا مفترى مش مهنينى على اى حاجة ابدا فى حياتى"
ثائر:"اخلص ياض انت بقى ايه دلعك ده على الصبح"
رمزى:"دلع ! هو اللى يشوفك يشوف دلع فى حياته ميشفش غير مصايب وكوارث يا غجرى"
ثائر:"اتلم بقى احسن اضربك انت كمان وساعتها هدور على محامى تانى علشان يخلصنى من مشكلتك"
رمزى:"هى حصلت تضربنى بعد المرمطة اللى انت ممرمطهالى معاك دى كلها"
ثائر:"هتفضل لوك لوك كده كتير ولا هتنجز وتقوم نشوف ورانا ايه"
رمزى بضحك:"قايم كاتك القرف فى معرفتك السودة"
ثائر:"انت لسانك بقى زفر اوى ولو مسكتش هقطعولك يا رمزى"
رمزى:"ابقى مد ايدك عليا كده وانت حر"
ثائر:"انت عارف ان انا مش هقدر اضربك مش علشان حاجة بس علشان انت صاحب عمرى ومتربيين سوا وكمان قرايب فده اللى مسكتنى عليك غير كده كنت طحنتك من زمان"
رمزى:"مش بقولك غجرى"
ابتسم ثائر على كلام رمزى فهو الوحيد الذي يسمح له ثائر بالكلام بحرية معه وان يمزح معه بهذه الطريقة بالرغم من ان ثائر لايحب ان يتجاوز احد حدوده معه
***
فى الجامعة
ذهبت وتين سريعا لحضور المحاضرة فبسبب تلك المرأة المدعوة عايدة كانت ستفوتها تلك المحاضرة المهمة حاولت ان تنسى كل شئ ولا تفكر سوى فى مستقبلها الذى ترسمه فى مخيلتها فالخيال الشئ الوحيد الذى تملكه فى حياتها لاحظت ذلك الشاب يبتسم لها فخفضت نظرها سريعا فهى تعلم انه معجب بها بعد ان انتهت من المحاضرة وخرجت جلست فى مكان هادئ حتى يحين ميعاد المحاضرة التالية لمحت ذلك الشاب المدعو هيثم يقترب من المكان الذى تجلس فيه
هيثم:"ازيك يا باشمهندسة وتين"
وتين بتوتر:"الحمد لله فى حاجة يا باشمهندس"
هيثم:"كنت عايز اكلمك فى موضوع"
وتين:"خير فى ايه"
هيثم:"انا مش هكدب عليكى ولا هلف وادور انا معجب بيكى يا وتين"
وتين:"انت بتقول ايه حضرتك انا مليش فى الكلام ده
هيثم:"هو انا قولت حاجة وحشة لاسمح الله انا بقولك على اللى حاسس بيه"
وتين:"وانا برضه قولتلك انا مليش فى الكلام ده وعن اذنك"
قالت ذلك وتركته وذهبت فهى لا تريد اى علاقة مع اى شاب خارج إطار شرعى وخاصة هذا الشاب فهو معروف عنه علاقاته الغرامية مع الفتيات فى الجامعة وتعلم ايضا سلوكه السيئ
لمحتها هيام مع ذلك الشاب ابتسمت ابتسامة من وجدت شئ مسلى فهى سوف تتسبب لها فى كارثة عندما تذهب للمنزل وتخبرهم انها رأت وتين تجلس مع شاب غريب
عادت وتين الى المنزل بعد انتهاء المحاضرات وجدت هيام تجلس في الصالة تبتسم ابتسامة خبيثة فاستغربت وتين على ماذا تبتسم تلك الفتاة
هيام بابتسامة خبيثة:"حمد الله على السلامة يا وتين"
وتين باستغراب:"الله يسلمك غريبة"
هيام:"هى ايه دى اللى غريبة يا وتين"
وتين:"انك بتقوليلى حمد الله على السلامة يعنى مش عوايدك"
هيام:"بلاش يعنى قوليلى مين الشاب اللى كنتى قاعدة معاه ده"
وتين:"قاعدة معاه فين"
هيام:"هتستعبطى عليا ولا ايه اللى كنتى قاعدة معاه فى الجامعة"
وتين:"وانتى عرفتى منين ان كان فى حد قاعد معايا"
هيام:"كنت معدية بالصدفة وشوفتك قاعدة معاه "
وتين:"دا زميلى فى الكلية"
هيام:"وانتى بقى بتقعدى مع زمايلك فى الكلية"
وتين:"انتى قصدك ايه بكلامك ده"
هيام:"قصدى ان دور خضرة الشريفة اللى انتى عملاه ده مبقاش له لزوم خالص"
وتين:"هيام احترمى نفسك انتى فكرانى زيك ولا ايه"
هيام:"زيى انتى تطولى انك تبقى زيى"
وتين:"كويس ان انا مطولتش "
هيام:"دا انتى لازم تتربى بقى"
خرجت عايدة من غرفتها على صوت شجار هيام مع وتين
عايدة:'فى ايه انتى وهى ايه الصوت العالى ده"
هيام:"تعالى يا ماما شوفى وتين بتقول عليا ان انا قليلة الادب"
عايدة:"هى مين دى اللى قليلة الادب يا بت انتى"
وتين:"انا مقولتش كده"
هيام:"وكمان بتكذبى اه يا كدابة"
وتين:"انتى اللى كدابة يا هيام مش انا"
عايدة:"اخرسى بنتى احسن من مليون من عينتك"
قالت ذلك وقامت بصفع وتين على وجهها التى تساقطت دموعها الغزيرة على وجهها وجدت نفسها تجرى خارج المنزل فهى تريد ان ترتاح من كل هذا وجدت نفسها وصلت إلى المقابر امام قبر والديها جثت على ركبتيها تشكى لهم ما يحدث لها منذ فراقهم لها
وتين بدموع:"شفت يا بابا انت وماما انا بيحصلى ايه بعدكم انا تعبت نفسى تيجوا وتاخدونى معاكم ياريتنى كنت مت معاكم بدل العذاب والذل ده اللى انا فيه انا خلاص مبقتش قادرة استحمل اكتر من كده"
بكت بقوة كأن عاصفة ضربت قلبها وعينيها حتى صار سوى البكاء تأوهات وصرخات من فتاة لم تعد تحتمل اكثر من ذلك ظلت على تلك الحالة بعض الوقت حتى هدأت من نوبة بكاءها فكرت ان تذهب لتجلس على شاطئ البحر لعلها تهدأ ولو قليلاً
***
فى احد الاماكن المعزولة والتى تقام فيها تلك المباريات الغير شرعية القائمة على نظام المراهنات فهى عبارة عن مباريات خاصة بالملاكمة او ما يسمى بقتال الشوارع والتى تقيمها بعض العصابات يحضرها بعض الناس الذين يقومون بالمراهنة على من سيفوز بتلك المباراة فهى كنظام المقامرة دخل الى تلك الحلبة بذلك الجسد المفتول العضلات ويضع على وجهه ذلك القناع الاسود الذى يخبأ النصف الاعلى من وجهه يسمع هتافات الجمهور يرفع يديه تحية لهم مما يزداد حماسهم اكثر دخل الى الحلبة ينتظر ذلك المنافس الذى سيقوم باللعب معه وايضا عيناه تبحث فى كل مكان عن ذلك الرجل الذى كان السبب فى انه وصل الى ذلك الحال فهو بدأ لعب تلك المباريات لسبب واحد فقط ان يجد ذلك الرجل الذى يبحث عنه منذ مدة فهو لايتمنى شئ فى حياته سوى ايجاد ذلك الرجل الذى كان السبب فى خسارته اعز شخص يملكه فى حياته جلس على حافة الحلبة فى انتظاره وجد منافسه يدخل بكل غرور كأنه يخبره انه هو من سيفوز بتلك المباراة ابتسم ابتسامة سخرية فهو يعرف ان عندما يدخل احد منافسيه بهذا الشكل الملفت للنظر غالبا ما يهزمه شر هزيمة فهو حتى الان لم يخسر مباراة من تلك المباريات التي يلعب بها وكل مرة يزداد فضول الحضور واللاعبين لمعرفة هوية هذا اللاعب الذى لا يعرف احد عنه شئ سوى اسم ( المقنع) اقترب منه ذلك المنافس وهو يتوعد له بأنه هو من سيهزمه هذه المرة
"انا اللى المرة دى هغلبك وهقلعك القناع بتاعك ده والكل هيعرف انت مين"
ابتسم ابتسامة سخرية فكل مرة يسمع هذا الكلام من كل شخص ينافسه
"ابقى ورينى شطارتك كان غيرك اشطر"
"ايه السبب انك مش عايز حد يعرف انت مين"
"انا حر وانت مالك انت انت هتحقق معايا"
"دلوقتى هوريك مقامك"
"مقامى عالى وانا عارفة مش مستنيك تعرفى مقامى ايه وان كان على كده انا اللى هعرفك مقامك وحجمك الطبيعى ايه دلوقتى"
بدأ القتال بشراسة بين المنافسين وكل منهم يريد النيل من الاخر وعندما يحاول ان يسلبه ذلك القناع الذى يضعه على وجهه يوجه له لكمه قوية ترجعه خطوات الى الخلف اشتد القتال بينهم وكأنهم اثنان بينهم ثأر ولكن استطاع التغلب عليه كسابقيه تركه ملقى على أرض الحلبة يسمع هتافات الجمهور المتحمس لذلك النوع من القتالات اثناء ذهابه نادى عليه الذي يقوم بلم الرهانات لياخذ نصيبه ويدعى فهيم
فهيم:"استنى خد نصيبك من الفلوس انت لعبت ماتش جامد النهاردة"
"خلص هات الفلوس هو فرج مجاش النهاردة برضه"
فهيم:"خلاص ياعم الفلوس اهى متزعلش نفسك ايه حكايتك كل شوية تسأل على فرج انت ليك ايه عنده كل ماتش تسأل عليه"
"احسنلك متشوفش زعلى علشان خاطر نفسك وانت تجاوب على السؤال وخلاص"
فهيم:"طب انت لحد دلوقتى مش عايز تعرفنا اسمك ولا حتى مخلينا نشوف شكلك"
"ويفرق معاك ايه اسمى ولا شكلى"
فهيم:"اصل اول مرة اتعامل مع حد معرفش هو مين بس اللى مسكتنى انك بتخليتى اكسب الرهان على طول وانا بعمل المباريات دى من زمان مشفتش لاعب زيك ويكون مجهول الهوية بالنسبة ليا وبالنسبة للجمهور اللى بيتفرج محدش عارف عنك اى حاجة بتيجى الماتش وتكسب وتاخد الفلوس وتختفى ومحدش يشوفك الا لو كان فى ماتش جديد وتيجى برضه وتسأل على فرج زى ما تكون بدور على ابرة فى كوم قش"
"انا كده لو مش عاجبك خلاص مفيش ماتشات هلعبها تانى"
فهيم:"صبرك عليا بس بلاش نرفزة ويبقى خلقك ضيق كده"
"هات الفلوس انجز خلينى امشى"
فهيم:"خد اهى بس انت بتعمل ايه بالفلوس دى"
"وانت مالك انت حشرى اوى خليك فى نفسك"
فهيم:"حشرى! ماشى براحتك"
اعطاه فهيم المال ثم خرج من المكان نظر الى المال فى يده وجد شاب صغير يبكى نظر اليه بتعجب من حاله
"انت بتعيط ليه دلوقتى"
الشاب:"انا خسرت فلوسى فى الرهان"
:"وايه اللى خلاك تيجى تراهن انت المفروض تكون بتذاكر مش جاى تضيع فلوسك فى اماكن زى دى نصيحة منى متجيش هنا تانى دى سكة اللى يروح ميرجعش"
الشاب:"انا مش عارف اعمل ايه دلوقتى"
"خد الفلوس اهى ومتجيش المكان ده تانى انت فاهم"
الشاب:"انت هتدينى الفلوس بجد"
"ايوة وتانى مرة متجيش هنا مفهوم خليك فى مذاكرتك ودروسك شكلك لسه طالب سنك صغير"
الشاب بفرحة:"خلاص ماشى مش هعمل كده تانى"
اخذ الشاب المال منه بشعور من الفرح نظر الى باقى المال فى يده وقف ثانية فى وسط الحلبة ينادى باعلى صوته
"اللى خسر فلوسه فى الرهان ييجى ياخدها"
ساد سكون فى المكان فماذا يقول ؟ هل سيتم ارجاع هذا المال لاصحابه استغرب الحضور من تصرفات هذا الرجل
"انا قولت اللى خسر فلوسه ييجى ياخدها الفلوس اهى"
وقام بنثر المال من يده الذى تطاير فى الهواء وتهافت عليه الجمهور يقوموا بلم هذا المال الذى قام برميه هذا الرجل وهذه ليست المرة الأولى الذى يفعل بها ذلك بل كل مرة يلعب فيها ويقبض المال ينتظر حتى يذهب جامع المراهنات ويقوم برمى المال للجمهور ثم يذهب فى طريقه
***
كانت تذاكر محاضراتها عندما شعرت بالحر قامت بفتح الشباك لتشعر بنسمات الهواء ولكن وجدت ذلك الشاب يقف فى الشباك المقابل احمرت وجنتيها عندما ابتسم لها وخفضت نظرها إلى الأرض وعادت لتكمل مذاكرتها فهى لا تنكر اعجابها بهذا الشاب المدعو أسامة واحيانا تنتظر ان يتقدم لخطبتها ويتزوجها وتتخلص من هذا العذاب والجحيم الذى تحيا فيه فى هذا المنزل سرحت بافكارها هل من الممكن ان يأتى ذلك اليوم ؟ ام انها ستظل هكذا طوال حياتها فاقت على صوت هيام تنادى عليها فهى بالطبع تريد من وتين ان تعد لها بعض الطعام فتلك الفتاة لاتفعل شئ فى حياتها سوى الاكل ومضايقة وتين
هيام:'والله عال يا ست وتين بنادى عليكى ومبترديش"
وتين:"معلش مسمعتش وانتى بتنادى عليا"
هيام:"مسمعتيش ولا حضرتك واقفة تتغزلى فى الاستاذ اسامة فى الشباك"
وتين:"حرام عليكى انتى مفكرانى ايه ليه عايز تطلعينى واحدة ماشية على حل شعرها"
هيام:"هتكونى ايه ماية من تحت تبن وعاملة نفسك بريئة وانتى مش راحمة نفسك زميلك فى الكلية واسامة جارنا وعايشة حياتك"
وتين:"الله يسامحك انا مش هرد عليكى بس ربنا مش هيسيبك تتمادى فى ظلمك ليا الظلم ظلمات يوم القيامه"
هيام:"بطلى بقى دور الشيخة اللى انتى عايشة فيه ده بقى"
وتين:"أنتى عايزة ايه منى دلوقتى يا هيام عندى مذاكرة كتير وعايزة اخلص"
هيام:"قومى حضرى العشا بتقولك ماما يا باشمهندسة"
وتين برجاء:"عندى مذاكرة كتير ما تحضريه انتى هيجرى ايه يعنى"
هيام:"هتقومى ولا اقطعلك الكتب بتاعتك دى خالص ولا هيبقى كتب ولا مذاكرة"
وتين باستسلام:"خلاص حاضر قايمة اهو"
وبالفعل قامت وتين من مكانها لتحضير الاكل حتى لا تنفذ هذه الفتاة تهديدها وتقوم بتقطيع كتبها بعد ان خرجت وتين من الغرفة نظرت هيام الى ذلك الشاب وهى تقسم بداخلها انه لن يكون لاحد غيرها
هيام:"ماشى يا وتين وانا مش هخليكى تفرحى ابدا مش تاخدى الواد ده اللى كل بنات الشارع عينها منه انا وانتى والزمن طويل"
***
"فى الشركة"
ينهى بعض اعماله العالقة ينظر من حين لاخر لذلك الجالس امامه الذى لايكف عن التذمر والتأفف من كثرة العمل فهو يرهقه ويرهق نفسه ايضا بكثرة العمل لعله عندما يعود الى المنزل يغلبه النوم سريعا ولا يفكر فيما حدث فى الماضى الذى يطارده ولا يتركه يهدأ أبدا
رمزى:"حرام عليك بقى قوم ناكل هموت من الجوع يا اخى"
ثائر:"ايه الطفاسة اللى انت فيها دى"
رمزى:"طفاسة ! يا اخى اتقى الله هو انت مهنينى على حاجة ابدا ثم الموظفين كلهم مشيوا احنا قاعدين نعمل ايه"
ثائر:"اصبر بقى يا اخى خلاص هبعت الفاكس ده وهنمشى"
رمزى:"بسرعة بقى ماشى يا حبيبى"
ثائر:"يخربيت زنك يا اخى دا انت ولا الدبانة"
رمزى:"اخرتها بقيت دبانة كمان يلا ربنا على المفترى"
سمع ثائر صوت هاتفه وكانت المتصلة هى مريم فارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه
ثائر بابتسامة:"حبيبة قلبى وحشتينى"
مريم:"وانت كمان وحشتنى اوى"
ثائر:"الجو عندك عامل ايه"
مريم باحباط:"يعنى كويس"
ثائر:"انتى مش مبسوطة يا حبيبتى"
مريم:"الصراحة مش اوى مش هتيجى ولا ايه تقعد معايا شوية"
ثائر:"عندى شغل كتير والله"
مريم:"على طول وراك شغل شغل وانا مش مهمة عندك خالص"
ثائر:'متقوليش كده هو انا عندى اغلى منك هو انا عندى كام مريم دى هى واحدة بس"
مريم:"كلام وبس"
ثائر:"بقى كده ماشى يا مريم"
مريم:"مش قصدى بس انا زهقت بجد من القاعدة لوحدى مفرقتش القاعدة هنا عن القاعدة فى البيت "
ثائر:"خلاص اوعدك اسبوع واكون عندك ماشى يا حبيبتى"
مريم:"اما اشوف اياك بس مترجعش فى كلامك ومتجيش"
ثائر:"وانا اقدر لاء ان شاء الله اخلص شغل واجيلك على طول وهفسحك فسح حلوة اوى"
مريم:"ماشى اما اشوف سلام دلوقتى"
ثائر:"مع السلامة وخلى بالك من نفسك يا مريم وكلى كويس علشان خاطرى"
مريم:"ان شاء الله حاضر مع السلامة"
ثائر:"الله يسلمك"
انتهت المكالمة نظر الى رمزى الذى يضع يده على وجنته وينظر اليه بحاجب مرفوع
ثائر:"بتبصلى كده ليه ياض انت"
رمزى:"انت ناوى تروح اسكندرية لمريم بجد"
ثائر:"ايوة وفيها ايه دى"
رمزى:"انا بحذرك اهو اياك تعمل مصيبة هناك انت فاهم
ثائر:"انت محسسنى انك ولى أمرى يا رمزى ما تلم نفسك:
رمزى:'حاضر هلم نفسى وانت لم نفسك انا مش هجرى وراك فى اسكندرية كمان"
ثائر:"متخافش انا رايح اقضى يومين مع مريم ومش هعمل حاجة هههه"
رمزى:"عشم ابليس في الجنة يا ثائر دى المشاكل ماشية فى عروقك"
ثائر:"اخرس بقى كنت هختم الفاكس بكلامك"
رمزى:"سكتنا يارب نخلص فى يومنا ده"
عاد ثائر الى ما كان يفعله فرمزى لا يكف عن الثرثرة وبالرغم من انه أحيانا يريد ضربه الا انه صديقه الوفى الذى لا غنى له عنه
***
فى الجامعة
كانت تجلس فى ذلك المكان الهادئ كعادتها حتى يحين موعد المحاضرة التالية عندما لمحت هيثم يقترب من المكان الذى تجلس فيه اصدرت صوتا متأففا من ذلك الشاب الذى لا يكف عن ازعاجها
هيثم:"سلام عليكم يا باشمهندسة وتين"
وتين:"وعليكم السلام خير"
هيثم :"انتى ليه بتكلمينى كده"
وتين :"عايزنى اكلم حضرتك ازاى عن اذنك"
عندما قامت من مكانها تريد الذهاب وجدته يمسك معصمها بقوة
وتين بذهول: ......
***
يتبع..

رواية دمية في يد غجري الفصل الثاني بقلم سمسم


كانت تجلس فى ذلك المكان الهادئ كعادتها حتى يحين موعد المحاضرة التالية عندما لمحت هيثم يقترب من المكان الذى تجلس فيه اصدرت صوتا متأففا من ذلك الشاب الذى لا يكف عن ازعاجها
هيثم:"سلام عليكم يا باشمهندسة وتين"
وتين:"وعليكم السلام خير"
هيثم:"انتى ليه بتكلمينى كده"
وتين:"عايزنى اكلم حضرتك ازاى عن اذنك"
عندما قامت من مكانها تريد الذهاب وجدته يمسك معصمها بقوة
وتين بذهول:"إيه اللى انت عملته ده سيب ايدى"
هيثم:"مش هسيبها الا لما تسمعينى"
وتين:"وانا مش عايزة اسمعك"
وقامت بنفض يده من يدها فهى لم تسمح لمخلوق بلمسها من قبل ولن تسمح لاحد ان يفعل ذلك ولكنها لم تنتبه لتلك التى كانت تراقبها من بعيد وهذا الشاب ممسك بيدها وعلى وجهها ابتسامة خبيثة تحمل بداخلها حقد دفين
تركته وذهبت لتحضر المحاضرة وتسأل نفسها لماذا لا يكف هذا الشاب عن ازعاجها فهو بات يضايقها بتصرفاته المزعجة
بدأت المحاضرة وضعت كل تركيزها فى الاستماع الى شرح الدكتور ولكن هيثم كان يرمقها بنظرات الغيظ فلا يوجد فتاة لاتستطيع ان تنجذب اليه حسب مفهومه فلماذا تلك العنيدة هى الوحيدة التى لا تعطيه اى فرصة ان يقترب منها
انتهت المحاضرة فكرت ان تذهب لتجلس قليلا على البحر قبل ان تعود الى المنزل جلست على تلك الصخرة التى اعتادت ان تجلس عليها عندما تشعر بالضيق من حياتها لم تنتبه لذلك القادم ولم يكن سوى جارها أسامة
أسامة:"ازيك يا وتين"
سمعت صوته ارتبكت بشده فهذه اول مرة تتحدث معه بشكل مباشر فهى كانت تراه فقط ولكن لم تتحدث معه من قبل
وتين بتوتر:"الحمد لله"
أسامة:"ممكن اتكلم معاكى شوية"
وتين:"خير فى حاجة"
أسامة:"خير طبعا انا كنت عايز اكلم فى موضوع يخصك"
وتين:"موضوع ايه ده"
أسامة بدون مقدمات:"كنت حابب اتقدملك قولتى ايه"
هل ما سمعته منه الآن حقيقة هل يطلب منها ان يتقدم لخطبتها ثم يتزوجها هل من الممكن ان يتحقق ذلك الحلم
وتين بتلعثم:"هو انا اصل انا"
أسامة:"مالك متلغبطة ليه كده انا حبيت اعرف رأيك علشان لو كده اكلم سمير قولتى ايه"
هزت رأسها خجلا وهى لا تجد ما تقوله فالكلام أصبح مستعصيا على لسانها
أسامة بابتسامة:"افهم من كده انك موافقة"
هزت رأسها علامة الموافقة وهى ايضا لا تتكلم مجرد اشارة من رأسها فقط
وتين بخجل:"عن اذنك"
تركته وذهبت سريعا وهى لا تصدق ان ربما سيعرف الفرح طريقه اليها مرة اخرى منذ وفاة والديها ابتسم على تصرفاتها فما جذبه اليها هو جمالها وأخلاقها وخجلها وقرر مفاتحة اهله بخصوص هذا الموضوع
***
"فى المنزل"
عادت وتين وهى سعيدة جدا بما سمعته من اسامة انه يريد خطبتها وبذلك تتخلص من تلك المرأة واولادها
عايدة:"حمد الله على السلامة يا برنسيسة"
وتين:"الله يسلمك يا مرات عمى"
عايدة:"ياريت تخلصى وتروحى تحضرى الاكل وتنشرى الغسيل وشوفى هتعملى ايه"
وتين باحباط:"حاضر هغير هدومى واعمل كل اللى قولتيلى عليه"
ذهبت الى غرفتها قامت بتغيير ملابسها وادت صلاتها ثم ذهبت لتنفيذ ما قالته عايدة لها
كان العرق يتصبب من جبينها وهى واقفة فى المطبخ فالجو حار بشدة بينما كانت عايدة وهيام يجلسون فى الصالة يشاهدون التلفاز وصوت ضحكاتهم عاليا انتهت من تحضير الاكل وذهبت لنشر تلك الملابس المبتلة بعد ان اخرجتها من الغسالة فهم لا يعتبرونها انسانة بل الة لتقضية اوامرهم
***
"فى منزل أسامة"
اخبر أسامة والده ووالدته برغبته فى الارتباط بوتين
أسامة:"بابا انا عايز اخطب وتين"
رفعت:"وتين مين"
نادية:"سلامة عقلك يا راجل وتين جارتنا"
رفعت:"اه افتكرت البت قريبة سمير"
أسامة:"ايوة هى دى"
نادية:"بس دى يا ابنى لا اب ولا أم ومنعرفش عنها حاجة غير انها قريبة الناس دول"
رفعت:"ايوة زى امك ما بتقول كده"
أسامة:"بس هى بنت مؤدبة ومحترمة وانا عايز اتجوزها"
نادية:'المهم راحتك انت يا ابنى"
رفعت:"اللى فى الخير يقدمه ربنا ان شاء الله"
أسامة:"خلاص انا اكلم سمير ونروح نخطبها رسمى"
نادية:"ان شاء الله اللى فيه الخير يقدمه ربنا"
رفعت:"ربنا يوفقك يا حبيبى"
أسامة بفرحة:"ربنا يباركلى فيكم يا رب"
***
"فى منزل ثائر العمرى"
بعد ان انتهى من تأدية تمارينه الرياضية التى يحرص على تأديتها بشكل يومى ذهب الى الحمام لاخذ حمام سريع ويرتدى ملابسه للذهاب الى عمله
كان فى غرفة الملابس يقوم باغلاق ازرار قميصه عندما انفتح الباب ودلف منه رمزى الذى نظر اليه ثائر بحاجب مرفوع
ثائر:"هو انت داخل زريبة ولا ايه مفيش حاجة اسمها تخبط على الباب قبل ما تدخل يا رمزى"
رمزى:" محسسنى ان انا فتحت عليك باب الحمام"
ثائر:"بلاش استهبال انت عارف مبحبش حد يقتحم خصوصياتى"
رمزى:"خصوصيات ايه يا ابو خصوصيات ما انا عارف كل بلاويك"
ثائر:"بلاوى فى عينك احترم نفسك على الصبح"
رمزى:"المهم انجز العملاء زمانهم حمضوا فى الشركة على سموك ما تشرف"
ثائر:"خلاص خلصت يلا بينا"
رمزى:"يلا يا غجرى"
ثائر:"اتلم على الصبح لاعمل وشك الحلو ده كفتة"
رمزى:"اعملها كده وانا احبسك"
ثائر:"فشرت لا انت ولا عشرة زيك يقدروا يحبسونى"
رمزى بغمزة:"ياعم الجامد"
ثائر:" يلا ياض انت بقى مش بتقول العملاء مستنيين"
ذهب ثائر ورمزى الى الشركة لإنهاء هذه الصفقة المتفق عليها وبالفعل انتهت الصفقة حسب ما اراد ثائر بعد انتهاء الاجتماع شعر بصداع ذهب الى البوفيه الخاص بعمل المشروبات ابتسم لذلك الرجل العجوز الذى يعمل فى هذه الشركة من ايام والده الراحل
صالح:"اؤمر يا ثائر بيه عايز حاجة"
ثائر:"ايه ثائر بيه دى يا عم صالح انا ثائر اللى كان بييجى يقعد معاك وهو صغير"
صالح بابتسامة:"دى كانت ايام ودلوقتى انت بسم الله ماشاء الله بقيت صاحب الشركة"
ثائر:"حتى لو بقيت كده انت ليك معزة خاصة عندى"
صالح:"تسلم يا ابنى"
ثائر:"عايز بقى فنجان قهوة من ايدك الحلوة دى علشان دماغى هتنفجر من الصداع"
صالح:"بعد الشر عليك من عنيا الاتنين احلى قهوة علشان خاطرك"
ثائر:"تسلم عينيك يا عم صالح"
صالح:"هجبهالك على المكتب"
ثائر:"لاء انا هقعد ادردش معاك هنا شوية واشربها"
صالح:"انت تنورنى"
ثائر:"ولادك عاملين ايه"
صالح:"الحمد لله كويسين وبخير"
ثائر:"ان شاء الله دايما بخير"
صالح:"تسلم يا ابنى انا كنت عايز منك طلب"
ثائر:"اتفضل قول يا عم صالح"
صالح:"انا يعنى كنت عايز قرض من الشركة"
ثائر:"ليه فى حاجة ولا ايه"
صالح:"بنتى هتتجوز وعايز اجبلها جهازها بس العين بصيرة والايد قصيرة ففكرت اخد قرض بضمان المرتب واجهزها"
ثائر:"ومقولتليش ليه يا عم صالح من بدرى على الموضوع ده"
صالح:" يعنى انت موافق"
ثائر:"انت روح للمدير المالى واطلب منه اللى انت عايزه بس الفلوس دى هدية منى لبنتك حلاوة جوازها"
لم يصدق صالح ما سمعه منه فهو يعرض عليه الان ان يدفع المبلغ المطلوب لاتمام زواج ابنته
صالح:"انت بتقول ايه"
ثائر:"اللى سمعته يا عم صالح ولو فى حاجة زى دى ابقى تعالى وقولى"
صالح بدموع:"ربنا يباركلك يا ابنى ويزيدك كمان وكمان"
ثائر:"تسلملى يا عم صالح القهوة خلاص ولا لسه"
صالح:"احلى قهوة علشان خاطرك اتفضل اهى القهوة"
ابتسم ثائر فما رأه من فرحة على وجه هذا الرجل كفيل بأن يجعله يشعر بالسعادة فجبر الخواطر شئ عظيم لا يفهمه الا العقلاء
حضر رمزى ايضا يبحث عن ثائر وجده يشرب قهوته ويجلس مع صالح يتحدثون
رمزى:"ازيك يا عم صالح"
صالح:"الله يسلمك يا استاذ رمزى"
رمزى:"حضرتك قاعد هنا تشرب القهوة وانا قالب عليك الدنيا"
ثائر ببرود:"خير يا اخويا فى ايه حتى فنجان القهوة مش عارف اشربه منك وانت عاملى زى عفريت العلبة كده بتطلعى فى اى مكان"
رمزى:"قوم علشان فى مندوبة شركة الشحن اللى بعتنالها الفاكس جت وعايزة تقابلك يا بيه"
ثائر:"حاضر جاى وبطل نرفزة محدش بيتنرفز هنا غيرى انت فاهم"
ابتسم رمزى وصالح على كلام ثائر فبالرغم من كونه صاحب الشركة الا انه يتعامل مع الجميع بود وعدم تكبر وهذا ما جعله محبوب من موظفيه بالرغم من انه اذا ارتكب شخصا خطأ يعاقبه بكل قسوة
دخل الى مكتبة وجد امرأة فى انتظاره ابتسمت له عندما رأته ولما لا فهو وسيم وسامة رجولية تلفت الأنظار
ثائر بابتسامة:"اهلا نورتى الشركة"
مى:"شكرا يا ثائر بيه انا جيت لحضرتك على أساس الفاكس اللى حضرتك بعته واحنا موافقين على الشروط ولو حضرتك جاهز ممكن نعمل الاتفاق"
ثائر بابتسامة:"انتى جاية متحمسة على العموم انا عارف انكم شركة شحن محترمة وهيبقى التعاون بينا مستمر ان شا الله بس انا مبحبش اى غلطة فى الشغل لان انا اكتر حاجة بكرهها هى التسيب والاهمال انا سيبت شركة الشحن القديمة بسبب كده ولما عرفت شركتكم عرفت انكم ناس ملتزمين"
مى:"حضرتك متقلقش خالص كل حاجة هتحصل زى ما حضرتك عايز واحنا ميرضناش اسمك يتهز فى السوق ولا اسمنا"
ثائر:"اذا كان كده تمام اه اوبس انا نسيت اقولك تشربى ايه"
مى:"لو ممكن عصير لمون"
ثائر:"رمزى خليهم يجيبوا واحد عصير لمون والقهوة بتاعتى"
رمزى بغيظ:"حاضر"
ثم اكمل بهمس:"ما انا الخدامة الفلبنية اللى انت جايبها تخدمك"
ثائر:"سمعتك على فكرة"
رمزى:"وانا قصدى اسمعك على فكرة"
ثائر:"حسابنا مع بعض بعدين"
رمزى بهمس :"الحساب يوم الحساب يا مفترى يا ظالم"
حاول ثائر تمالك نفسه حتى لا يضحك على كلام رمزى فهو يحب ان يخرج اسوء ما فيه ويجعله يتحدث مع نفسه بهذا الشكل
***
فى احدى الشقق المصيفية الراقية تجلس تلك الفتاة ذات ال ٢١ عاما سارحة فى أفكارها فحالتها النفسية سيئة منذ موت والديها فى ذلك الحادث وكلما تذكرت منظر انفجار السيارة ينتفض جسدها خوفا ورعبا وكأنها تعايش لحظات الحادث فى كل وقت لم تنتبه لتلك المرأة التى تنادى عليها
حسنية:"مريم مريم يا حبيبتى"
مريم:"ايوة يا دادة فى ايه"
حسنية:"مش هتيجى تأكلى يا حبيبتى"
مريم:"مليش نفس اكل يا دادة"
حسنية:"ليه بس كده انتى أكلتك ضعيفة أوى ولو ثائر بيه عرف هيزعل"
مريم:'متخافيش مش هقوله على حاجة بس هو وعدنى ييجى ولسه لدلوقتى مجاش"
حسنية:"جايز فى شغل عطله ولا حاجة ثم انتى قولتيلى انه هييجى بعد اسبوع والاسبوع لسه مخلصش"
مريم:"ييجى بالسلامة"
حسنية:"اللهم امين يبقى تاكلى علشان لما ييجى يلاقيكى كويسة وحلوة كده مش دبلانة ووشك باهت"
مريم:"ان شاء الله هاكل يا دادة"
حسنية:"انزلى اتمشى على البحر دا الجو جميل اوى وتفكى عن نفسك شوية يا حبيبتى"
مريم:"ماشى يا دادة اعمليلى ساندوتشات اخدها معايا"
حسنية:"بس كده من عنيا الاتنين دا انا هعملك شنطة سندوتشات"
مريم بابتسامة واهنة:"شنطة بحالها لو كلت ساندوتش واحد يبقى رضا"
حسنية:"لاء هتاكليهم كلهم"
قامت حسنية بتجهيز بعض الساندوتشات لمريم لتأخذها معها ارتدت مريم ملابسها وخرجت جلست على الشاطئ بدأت تاكل طعامها ببطئ وهى تنظر الى تلك الامواج العاتية التى تضرب الصخور بقوة وكانها تريد تحطيمها
***
"فى الشارع"
لمح أسامة سمير جالسا على القهوة فذهب ليجلس معه
أسامة:"السلام عليكم ازيك يا سمير"
سمير:"وعليكم السلام اهلا يا أسامة تشرب ايه"
أسامة:"تسلم بس انا كنت عايزك فى موضوع مهم"
سمير باهتمام:"خير ان شاء الله فى ايه"
أسامة:" خير ان شاء الله كنت عايز اجيب والدى ووالدتى واجى ازوركم فى البيت"
سمير:"يا سلام دا انتوا تنورونا بس ايه الحكاية بالظبط"
أسامة:"حكاية نسب ان شاء الله"
سمير بفرحة:"ونعم النسب يا أسامة انت زينة شباب اسكندرية كلها"
أسامة:"تسلملى يارب خلاص احنا نجليكم يوم الخميس ان شاء الله"
سمير:" بعد بكرة ماشى تمام تنورزنا"
أسامة:" تسلم يا سمير عن اذنك دلوقتى"
سمير:"اتفضل"
ذهب أسامة وظل سمير يفكر فى اى من الفتاتين يريد ان يرتبط أسامة بها هل هى وتين ام هيام فأسامة لم يوضح له من تكون العروسة ولكن فكر اى منهم لا يشكل فرقا
عاد سمير الى المنزل وضعت وتين الطعام على السفرة جلست بهدوء كعادتها ولكن سمير اراد إخبار امه بما حدث
سمير:"فى موضوع لازم تعرفوه"
عايدة:" موضوع ايه ده اللى لازم نعرفه"
سمير:"أسامة جارنا هيجيب ابوه وامه وهييجى يزورنا بعد بكرة"
سمعت وتين ذلك شعرت بسعادة ترفرف بداخل قلبها فهو سيأتى لخطبتها كما اخبرها حاولت الا تظهر فرحتها لهم فتصنعت اللامبالاة
هيام:'وييجوا يزورونا ليه ان شاء الله"
عايدة:"اكيد موضوع جواز يا فالحة"
هيام:"اه موضوع جواز قولتيلى بقى"
سمير:"على العموم انا قولتلكم علشان تجهزوا نفسكم"
عايدة:'ان شاء الله وربنا يتمم بخير"
فعايدة تظن ان أسامة سيأتى لخطبة ابنتها وليس خطبة وتين فهى لا تضع وتين فى اى حساب من حساباتها نهائيا وكانها شخص ليس له وجود
***
"فى الشركة"...قام بفك ربطة عنقه فتح بعض من ازراير قميصه ليتنفس بحرية بعد انتهاءه من عمله هذا اليوم
ثائر:"الواحد تعب اوى النهاردة"
رمزى:"روح نام وانا كمان هروح انام"
ثائر:"ما تيجى نتعشى برا مليش نفس اكل فى البيت ومريم مش موجودة'
رمزى:"هتاكلنى ايه"
ثائر:"اللى عايز تطفحه هجبهولك"
رمزى:"ما تيجى ناكل فى حتة شعبية كدا بلا مطاعم بلا فنادق"
ثائر بحماس:"هو ده الكلام يلا بينا"
رمزى:"مزاجك فقرى اوى يا ثائر"
ثائر:"دا طبع وحياتك"
رمزى:"اه انت هتقولى ولما العرق الغجرى ينقح عليك بتبقى ليلة فلة"
ثائر:"اه تحس ان انا عايش بشخصيتين"
رمزى:"اه ثائر العمرى رجل الاعمال الناجح وثائر الغجرى اللى مبيهموش حد فى تصرفاته ومشحططنى وراه"
ثائر:"هو فى احسن من كده يعنى"
رمزى:"قولى انت كنت فين من يومين باليل لما اتصلت عليك مكنتش بترد عليا"
ثائر:'وعايز تعرف ليه يا رمزى"
رمزى:"طالما قولت كده يبقى انت كان عندك ماتش مش كده يا ثائر"
ثائر:"هو كده يا رمزى"
رمزى:"انت مش هتبطل لعب الماتشات دى ولو حد عرفك هيبقى موقفك ايه ساعتها"
ثائر:"متخافش محدش هيعرفنى ربنا ساترها لحد دلوقتى"
رمزى:"مش علشان لابس قناع كده محدش هيعرفك ممكن حد من اللى انت بتلاعبهم يستقصدك ويعرف انت مين وساعتها فضحتك هتبقى بجلاجل لما الجرايد تعرف ان رجل الاعمال بيلعب ماتشات ملاكمة غير شرعية لاء وكمان بتاعة عصابات"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف اعمل ايه كل مرة اقول خلاص مش هروح الاقى نفس روحت وبلعب وبدور على الراجل ده انت مش حاسس بالنار اللى جوايا واللى قايدة فى قلبى يا رمزى"
رمزى:"والله عارف بس انت بتعرض نفسك لمخاطرة كبيرة يا ثائر متدخلش برجلك عش الدبابير دول ناس بلطجية وقتالين قتلة"
ثائر:" عارف بس مش قادر ما اخدش حقى من اللى كان السبب فى اللى حصل"
رمزى:"ده شغل البوليس مش شغلك"
ثائر:"والبوليس عمل ايه قبض عليه وهرب ومش عارفيين يجبوه لحد دلوقتى وانا لازم الاقيه واعرف مين اللى وراه وخلاه يعمل الجريمة دى"
رمزى:"طب وبعدين هتفضل طول عمرك كده"
ثائر:"والله ما انا عارف والفلوس اللى باخدها من لعب الماتشات برجعها للناس تانى"
رمزى:"انت هتعمل فيها روبن هود ولا ايه بطل بقى اللى بتعمله ده علشان خاطر مريم حتى"
ثائر بإصرار:"موعدكش ان ابطل لعب الماتشات دى لحد ما الاقيه واخد حقى منه تالت ومتلت"
رمزى:"دا انت الدم الغجرى اللى فى عروقك مسيطر على الآخر اوى يا ثائر"
ثائر:" اعمل ايه يعنى اغير دمى ولا اعمل ايه"
رمزى:"الله يرحمه جدك هو السبب فى ده كله الله يسامحه ويبشبش الطوبة اللى تحت راسه"
ثائر:"اتلم يا رمزى احسنلك"
رمزى:"مش هو اللى كان متجوز جدتك وهى كانت غجرية لاء وكمان أسبانية شوفت الصدف يا جدع"
ثائر:"اااه وكانت جميلة اوى يا رمزى عارف الجمال الغجرى مع الروح المتمردة كانت حاجة كده تجنن"
رمزى:"اه ما انت طالع لهاوهى اللى أصرت تسميك ثائر مش كده برضه"
ثائر:"ايوة بابا الله يرحمه كان دايما يقولى هى اللى أصرت تسمينى الاسم ده وهى كانت مبسوطة بالاسم ده كانت تقولى علشان يبقى اسم على مسمى ثائر بروح ثائرة"
رمزى:"اه واديك على طول ثائر على اللى خلفونا"
ثائر:"تصدق ياض يا رمزى جدتى وحشتنى اوى الله يرحمها"
رمزى:"هى كانت ميتة وانت عندك ١٥ سنة مش كدة"
ثائر:"اه كان عندى ١٥ سنة وزعلت اوى على موتها"
رمزى:"اه وشكلها كانت معلماك طبع الغجر على أصوله
ثائر:"كانت معرفانى كل حاجة عنهم حتى اوقات كنت بسافر معاها اسبانيا واروح المكان بتاعهم اللى كانوا عايشين فيه وكنت بحب العب مع الاولاد هناك علشان كده لحد دلوقتى بحب التمرد على العصرية اللى انا فيها واحب اعيش بطريقة الغجر علشان كده بسافر ليهم اشوفهم واحب اعيش زيهم حتى اشتريت بيت هناك فى أسبانيا"
رمزى:"تعيش زى الشوارعيين"
ثائر:"قولى يا رمزى هو ايه اللى مسكتنى عليك لدلوقتى ومش مخلينى اعلقك على باب الشركة واخليك فرجة للرايح والجاى"
رمزى:"بتحبنى يا حبيبى ومتقدرش تعيش من غيرى"
ثائر:"لا بجد الكلام ده ياراجل"
رمزى:"عندك شك لا حياة لك بدونى"
ثائر:"يخربيت ثقافتك ياض يا رمزى ايه ده"
رمزى:"احنا هنقعد نرغى وننسى الأكل ولا ايه يلا بينا"
ثائر:"يلا بينا يا اخويا"
***
ذهبت وتين كعادتها بعد انتهاء محاضراتها لتجلس على تلك الصخرة أمام البحر فحلمها اوشك على التحقيق واسامة سيأتى لخطبتها ولكن لمحت شئ استرعى انتباهها لمحت شخص تتلاعب به الامواج وربما يغرق شعرت بالخوف قامت من مكانها فلابد ان تساعد هذا الشخص فمن الممكن ان يغرق بدون تفكير وجدت نفسها تنزل الى الماء تصارع الامواج حتى وصلت لهذا الشخص وجدتها وتين فتاة قامت بسحبها حتى وصلت الى الشاطىء حاولت افاقتها ظلت تضغط على بطنها حتى تفرغ ما فى جوفها من الماء المالح الذى ابتلعته فتحت تلك الفتاة عينيها ببطىء تطالع وتين
وتين بخوف :"انتى كويسة ردى عليا"
مريم بتعب:"الحمد لله شكرا"
وتين:"انتى ايه اللى نزلك البحر وانتى مبتعرفيش تعومى"
مريم:"لاء بعرف اعوم بس الموج غلبنى وكنت هغرق انا متشكرة جدا انك انقذتينى"
وتين:"الف سلامة عليكى انتى ساكنة فين"
مريم:"فى شقة قريبة هنا"
وتين:"طب تعالى اوصلك الشقة فى حد هناك"
مريم:"الدادة بتاعتى"
وتين:"طب يلا قومى معايا"
قامت وتين باسناد مريم حتى وصلت إلى الشقة فالشقة قريبة جدا من البحر قامت برن الجرس فتحت حسنية الباب شعرت بالخوف من منظر الفتاتين
حسنية:"ايه ده مريم مالك"
مريم:"انا كويسة يا دادة متخافيش"
حسنية:"مخافش انتوا مبلولين ليه كده"
وتين:"ممكن بس تساعديها تدخل لو سمحتى"
حسنية:"اه معلش اتفضلى يابنتى"
دخلت وتين الشقة فهى شقة فاخرة وراقية جدا فعلى ما يبدو ان مريم فتاة من اسرة ثرية
وتين:"انا لازم امشى دلوقتى"
مريم برفض:"لاء استنى انتى لازم تغيرى هدومك مينفعش تمشى كده وهدومك مبلولة"
وتين:"ملوش لزوم انا لازم اروح البيت مش لازم أتأخر"
حسنية:"انتى ممكن تمرضى يا بنتى لو مشيتى كده"
مريم:"دادة معلش هتيلها هدوم من عندى احنا تقريبا مقاسنا واحد وخليها تاخد حمام الاول على ما ادخل اخد حمام واغير انا كمان"
امام إلحاح مريم وحسنية وافقت وتين دخلت الى الحمام فهى اول مرة تدخل حمام بهذا الشكل فاستمتعت باخذ الحمام خرجت وجدت ملابس جميلة جدا موضوعة على السرير ارتدتها لم تصدق انها هى نفسها فالملابس كأنها جعلتها واحدة اخرى خرجت من الغرفة باستحياء وجدت مريم فى الصالة تبتسم لها فهى ايضا قامت بتغيير ملابسها
مريم بابتسامة:"تعالى انتى مكسوفة من ايه تعالى"
وتين:"اصل اول مرة الاقى نفسى فى موقف زى ده الصراحة"
مريم:"انتى اسمك ايه"
وتين:"اسمى وتين"
مريم:"عاشت الاسامي وانا مريم"
وتين:'تشرفنا يا مريم"
مريم:"هو انتى بيتك قريب من هنا"
وتين:"مش اوى بس انا بحب اقعد على البحر قبل ما اروح البيت"
مريم:"انتى عايشة مع باباكى ومامتك"
وتين بحزن:"انا بابا وماما ميتين"
مريم:'زى حالاتى يعنى انا كمان بابا وماما ميتين طب انتى عايشة مع مين"
وتين:"عايشة عند واحد قريب بابا"
مريم:"انتى جعانة نتغدا سوا"
وتين:"لاء انا لازم امشى"
مريم برجاء:'علشان خاطرى اقعدى كلى معايا"
وافقت وتين فهذه الفتاة يبدو عليها الحزن ايضا فهى تشبهها فى هذه الناحية فكل منهن فقدت والديها ظلت وتين تتحدث مع مريم كثيرا كأنهم اصدقاء منذ زمن فوتين شعرت انها احبت هذه الفتاة مضى الوقت سريعا ويجب ان تعود الى المنزل
وتين:"يا خبر انا الوقت خدنا واتأخرت اوى انا لازم امشى دلوقتى"
مريم:"مش هتيجى تانى يا وتين مش هشوفك تانى"
وتين:"انا كل يوم بقعد فى المكان اللى على الشط لو جيتى هنقعد سوا"
مريم بحماس:'ماشى وانا هستناكى كل يوم ماشى"
وتين:"ان شاء الله مع السلامة وشكرا على الهدوم انا هغسلها وهرجعالك"
مريم:'متقوليش كده دا انتى الهدوم عليكى جميلة اوى وانتى تستاهلى الغالى كله وده هدية منى ليكى وشكر على اللى عملتيه معايا"
وتين بابتسامة:"تسلمى يا رب وعن اذنك"
خرجت وتين من الشقة شعرت بالحزن فهى احست بالراحة مع هذه الفتاة وهى الآن فى طريقها لتعود الى المنزل الذى لا تلقى فيه وتين غير كسر الخاطر والمهانة
وصلت الى المنزل دخلت نظرت اليها هيام باستغراب من هذه الملابس التى ترتديها فالملابس يبدو عليها انها غالية الثمن وهى تعرف ملابس وتين فمن اين اتت بهذه الملابس
هيام باستغراب:"ايه الهدوم دى اللى عليكى جبتيها منين"
وتين:"دى واحدة كانت هتغرق انقذتها فدتنى الهدوم دى علشان هدومى كانت مبلولة"
هيام:"عليا الكلام الاهبل ده ولا حبيب القلب هو اللى اشترهالك"
وتين:"حبيب القلب مين"
هيام:"اللى بتقولى عليه زميلك فى الكلية"
وتين باستنكار:"ازاى تفكرى كده انا مش بتاعة الكلام ده وعمرى ما اخدت حاجة من حد زى كده"
هيام:"بطلى بقى شغل الافلام بتاعتك دى ما خلاص عرفتك على حقيقتك يا وتين"
وتين:"براحتك فكرى فاللى عايزة تفكرى فيه انا ربنا شاهد عليا"
قالت ذلك وتركتها وذهبت الى غرفتها قامت بخلع الملابس التى اهدتها لها مريم ففكرت ان ترتديها عندما يأتى أسامة لخطبتها فالفستان التى اهدته لها مريم فستان جميل جدا يناسب فتاة جميلة مثلها
***
اتصل ثائر على مريم كعادته للاطمئنان عليها فهو يهاتفها يوميا حتى يحين موعد ذهابه اليها
ثائر:"حبيبتى عاملة ايه النهاردة"
مريم:"الحمد لله تمام اخبارك ايه"
ثائر:"الحمد لله مش عارف أكل فى البيت من غيرك"
مريم:'هو الاسبوع ده مش عايز يخلص وتيجى بقى"
ثائر:"هانت كلها يومين واجى"
مريم:"تيجى بالسلامة يارب"
ثائر:"تسلميلى يا حبيبتى الجو عجبك عندك"
مريم:"يعنى الحمد لله انا اتعرفت على بنوتة هنا"
ثائر باهتمام:"بنوتة مين دى وعرفتيها منين"
مريم:"قابلتها على الشط على البحر"
لم تخبره مريم انها كان ممن الممكن ان تغرق وان من انقذتها هى هذه الفتاة فهى لم تريد اخباره حتى لا تسبب له القلق
ثائر:"المهم خلى بالك من نفسك يامريم"
مريم:"ان شاء الله"
بعد انتهاء المكالمة ظل ثائر يفكر من تكون تلك الفتاة؟
***
انهت وتين محاضراتها سريعا وعادت الى المنزل فاليوم هو يوم الخميس الذى سيأتى فيه أسامة مع والديه لخطبتها عادت الى المنزل بشعور من الحماسة دخلت المنزل قابلتها عايدة
عايدة:'حمد الله على السلامة"
وتين:"الله يسلمك"
عايدة:"خلصى غيرى هدومك وروقى البيت علشان فى ضيوف جايين باليل"
وتين:"حاضر"
عايدة:"وكمان حضرى الاكل واعملى حاجة حلوة"
وتين:"حاضر يا مرات عمى"
ذهبت الى غرفتها قامت بتبديل ملابسها وخرجت سريعا لتنظيف الشقة وعمل الأكل استغرق ذلك وقتا كثيرا وعندما انتهت كانت حالتها مزرية للغاية من العرق الذى يتصبب منها فذهبت سريعا الى الحمام اخذت حمام وكانت قامت بغسل الفستان التى اهدته لها مريم ففكرت انها غدا ستذهب لرؤيتها لان اليوم لم تستطيع الذهاب فارتدته وكانت وتين جميلة جدا وظلت تنتظر فى غرفتها حتى يحين موعد مجئ أسامة وأهله
عاد سمير من عمله وجد المنزل مرتب بطريقة جميلة وتفوح منه رائحة جميلة
سمير:"ايه الروايح الحلوة دى"
عايدة:'اه البرنسيسة وتين راضية عليا النهاردة عملالنا حاجة حلوة"
سمير:"علشان الضيوف يعنى"
عايدة:"المهم يلا روح اوضتك غير هدومك هم زمانهم على وصول"
وبالفعل وصل أسامة ووالده ووالدته الى المنزل قابلتهم عايدة بالترحاب
عايدة:"اهلا وسهلا نورتونا وشرفتونا"
نادية:"تسلمى يا ام سمير"
سمير:"اتفضلوا"
رفعت:"يزيد فضلك يا ابنى"
دخلوا جميعا وجلسوا فى الصالة خرجت وتين من الغرفة وجدت هيام تجلس معهم تضع على وجهها مختلف الوان الزينة وكأنها مصممة على افساد تلك الليلة ولكنها حاولت الا تفكر بذلك عندما نظرت وتين الى أسامة لم يرفع نظره اليها
عايدة:"هاتى الحاجة الساقعة يا وتين"
وتين:"حاضر يا مرات عمى"
ذهبت وتين الى المطبخ لجلب المشروبات وضعت الصينية على الطاولة وجلست هى الأخرى ولكن عندما تقابلت نظراتها مع نظرات اسامة وجدته ينظر لها بطريقة غامضة فاستغربت فهذه ليست نظرة مريحة فسألت نفسها ماذا حدث له؟
أسامة:" طبعا يا سمير انت عارف انا جاى ليه"
سمير:"اه انت قولتلى "
اسامة:"ايوة والنهاردة انا جاى اتقدم بشكل رسمى"
سمير:"والكلام على مين ان شاء الله"
أسامة:"على اختك هيام"
***
يتبع..

رواية دمية في يد غجري الفصل الثالث بقلم سمسم


https://my.w.tt/sFHxumvaM9
( دمية فى يد غجرى)
البارت الثالث
ذهبت وتين الى المطبخ لجلب المشروبات وضعت الصينية على الطاولة وجلست هى الأخرى ولكن عندما تقابلت نظراتها مع نظرات اسامة وجدته ينظر لها بطريقة غامضة فاستغربت فهذه ليست نظرة مريحة فسألت نفسها ماذا حدث له ؟
أسامة:"طبعا يا سمير انت عارف انا جاى ليه النهاردة"
سمير:"أه انت قولتلى"
اسامة:"ايوة والنهاردة انا جاى اتقدم بشكل رسمى"
سمير:"والكلام على مين ان شاء الله"
أسامة:"على اختك هيام"
ابتسم سمير وعايدة وهيام التى نظرت الى وتين بنظرة انتصار كانت وتين كأنها سقط شئ على رأسها بقوة فهل ما سمعته حقيقياً هل طلب يد هيام للتو فلماذا اخبرها انه يريد خطبتها هى اذا كان يريد ان يتزوج من هيام ؟ كانت تشعر ان دموعها تجمعت بعينيها فارادات الذهاب حتى لا تسقط دموعها امامهم
وكان حال والديه لا يفرق عن وتين فهو اخبرهم انه يريد خطبة وتين وليست هيام فلماذا الآن قال انه يريد الزواج من هيام؟
أسامة باصرار:"قولت ايه يا سمير"
سمير:"والله انا معنديش مانع بس الرأى رأى هيام"
اصطنعت هيام الخجل وفرت هاربة الى غرفتها فهذه مجرد حيلة حتى تظهر لهم انها من النوع الخجول
عايدة بابتسامة:"على خيرة الله ان شاء الله نلبس دبل بعد اسبوع"
نادية بعدم فهم:"ان شاء الله"
بعد انتهاء جلستهم واتفاقهم على ميعاد الخطبة ذهب اسامة واهله الى منزلهم
كانت هيام فى شدة سعادتها انها استطاعت ان تاخذ من وتين العريس المنتظر ان يتزوجها فهى فتاة ليست سهلة ابدا
كانت وتين فى غرفتها تجلس على السرير تبكى بشدة على حلم مات فى مهده فلماذا فعل بها ذلك ؟ لماذا ؟ ظلت تفكر كثيرا ولكنهالم تصل الى جواب يرضيها وجدت باب الغرفة تفتحه هيام وتدلف منه بتلك النظرة الشامتة والتى تحوى كثير من الحقد الدفين فى قلبها
هيام:"مش هتقوليلى مبروك ولا ايه يا وتين"
وتين:"مبروك يا هيام ربنا يتمملك بخير"
هيام:"قلبك طيب اوى يا وتين انا عارفة ان المفروض تكونى انتى العروسة بس معلش تكون فى بوقك وتقسم لغيرك"
وتين:"انتى قصدك ايه"
هيام:"قصدى ان كنت عارفة ان اسامة جاى يخطبك انتى مش انا"
وتين:"وايه اللى حصل خلاه يغير رأيه"
هيام:"اللى خلاه يغير رأيه الصور دى"
قامت بوضع الهاتف امام وجه وتين نظرت الى الصورة باستغراب شديد ففى الصورة هيثم يمسك يدها
وتين:"ايه الصورة دى"
هيام:"دى صورة صورتهالك واحنا فى الجامعة "
وتين:"بس الصورة دى انا معملتش حاجة"
هيام ببرود:"عارفة بس اللى يشوفها هيقول حبيب ماسك ايد حبيبته وانا عملت اكونت من غير اسم وبعتها لأسامة على الفيس على الخاص قبل ما ييجى يعنى حتى هو ميعرفش ان انا اللى بعت الصور"
وتين:"انا دلوقتى فهمت انتى شككتية فيا علشان تاخديه انتى"
هيام:" شطورة برافو عليكي يا وتين بس الصراحة مجاش فى بالى انه هيخطبنى انا بعت الصور على اساس انه هيشوفها ومش هييجى بس شكله دماغه ناشفه ومحبش يبين نفسه عيل قدامنا فجه وخطبنى انا بدالك"
وتين:"ليه حرام عليكى هو انا عملت فيكى حاجة لده كله انك تشوهى سمعتى ثم انك هترضى على نفسك تتخطبى لواحد واخدك عند مش حب"
هيام:"ماهو مش كل حاجة انتى تاخديها كلية حلوة ودخلتى عايزة كمان تاخدى الشاب اللى بنات الشارع هتموت عليه لاء كفاية عليكى كده"
وتين:"حسبى الله ونعم الوكيل فيكى"م
بعد ان قالت هيام ما لديها خرجت من الغرفة وعادت وتين الى بكاءها مرة اخرى فالى متى سيظل هذا الحال؟
**
"فى منزل أسامة"
كان يجلس ينفخ من الغضب فلماذا وثق بها لماذا انخدع فى مظهرها هكذا وسوس له عقله فكلما ينظر الى الصور المرسلة اليه على هاتفه يغلى من الغيظ لاجل هذا اراد ان يكسرها وأن يحطم احلامهاو يراها حزينة لذلك طلب يد هيام لتعرف انه يمكن ان يطلب يد فتاة افضل منها
رفعت:"هو ايه اللى انت عملته ده يا اسامة"
أسامة ببرود:"عملت ايه"
نادية:"مش المفروض كنت تطلب ايد وتين"
رفعت:"روحت وطلبت ايد هيام ليه"
أسامة:"اكتشفت ان وتين بنت اخلاقها مش كويسة"
نادية:'وانت عرفت ازاى الكلام ده"
أسامة:"من الصور دى"
أعط الهاتف لوالدته ووالده نظروا الى الصور المرسلة اليه
رفعت:"بس ازاى ده حصل"
نادية:"والبنت مشفناش منها حاجة وحشة"
أسامة:'الظاهر ده كله قناع بتلبسه قدامنا وهى فى الحقيقة اخلاقها زبالة"
رفعت:"جايز يا بنى مظلومة"
اسامة:"مظلومة ازاى وانتوا شوفتوا الصور"
نادية:"طب لما انت شوفت الصور روحت وطلبت ايد هيام ليه"
أسامة بغيظ:"علشان اوريها مقامها وتعرف ان انا هتجوز واحدة احسن منها"
رفعت:"وانت من امتى بتفكر بالطريقة دى"
أسامة:"من ساعة ما كسرت ثقتى فيها"
نادية:"وهتعمل ايه هتكمل جوازك من هيام"
أسامة باصرار:"ايوة هكمل جوازى منها"
***
مريم:"خلصتى يا دادة الساندوتشات"
حسنية:"ايوة يا حبيبتى بس انتى متحمسة اوى ليه كده تروحى تقعدى على البحر"
مريم:"يمكن وتين تيجى تقعد معايا"
حسنية:"مش انتى امبارح روحتى وهى ما جاتش"
مريم:"يمكن حصل ليها ظروف وهتيجى النهاردة يلا بقى"
حسنية:"ماشى يا ستى الحاجة اهى اتفضلى"
مريم:"تسلميلى يارب"
حسنية:"وتسلمى يا حبيبتى انا فرحانة ان انا شيفاكى مبسوطة وسعيدة يا حبيبتى ان شاء الله دايما تكونى مبسوطة على طول"
ابتسمت لها مريم واخذت من يدها الأكل والعصائر وذهبت للمكان الذى ربما تجد فيه وتين وصلت إلى المكان انتظرت بعض الوقت ولكنها لم تظهر بعد فكرت ان تعود إلى الشقة ولكنها لمحت وتين تقترب منها
مريم:'وتين ازيك عاملة ايه مجتيش امبارح ليه"
وتين بحزن:"كان عندى ظروف منعتنى اجى"
مريم:'مالك يا وتين"
وتين:"مالى فى ايه"
مريم:"حاسة كأنك زعلانة او فى حاجة مضيقاكى"
وتين بابتسامة حزينة:"متشغليش بالك "
مريم:"لاء بجد فى ايه احكيلى اقعدى واحكيلى انا جايبة سندوتشات وعصاير علشان نتسلى انا وانتى"
ابتسمت وتين لهذه الفتاة فهى لم تقابلها سوى مرة ولكنها تتعامل معها بكل ود وحب جلست بجانبها
وتين:"مكنش ليه لزوم تتعبى نفسك"
مريم:"ازاى تقولى كده بالرغم من ان انا اعرفك من كام يوم بس بس حاسة كأن انا اعرفك من زمان جايز علشان احنا الاتنين ظروفنا واحدة واحنا الاتنين اهالينا ماتوا جايز علشان كده انا حاسة باللى انتى حاسة بيه"
وتين:"بس انا حاسة بعذاب وقهر"
مريم:"ليه الناس اللى انتى قاعدة معاهم مش كويسين معاكى"
وتين:"دول بيعاملونى كأن انا الشغالة بتاعتهم"
مريم:"ياخبر هم مفيش فى قلوبهم رحمة "
وتين:'ميسمعوش عنها ولا موجودة فى قاموسهم"
مريم:"وهو ده اللى مزعلك"
وتين:'اللى زعلنى ان الانسان اللى كنت هرتبط بيه طلب ايد واحده تانية"
مريم:"ازاى ده حصل"
روت وتين لمريم كل شئ عن حياتها وعن أسامة وما فعلته هيام وخطبته لها بدلا منها
مريم:"يا ساتر هو فى ناس كده"
وتين:"ايوة هم دول اللى انا عايشة معاهم"
مريم:"وانتى محاولتيش تفهمى اللى اسمه اسامة ده ان اللى حصل ده مقلب من هيام"
وتين:"انتى ما شفتيش هو بيبصلى ازاى دلوقتى نظرته كلها احتقار"
مريم:"سيبك منه هو كده ميستاهلكيش اللى يحكم من غير ما يفهم يبقى انسان غبى"
وتين:"كله مقدر ومكتوب"
مريم:"متزعليش نفسك راح واحد ييجى بداله الف"
وتين:"الظاهر كده مش مكتوبلى افرح"
مريم:"متقوليش كده انتى مليون واحد يتمناكى انتى زى القمر وتستاهلى كل خير"
وتين بابتسامة:"تسلمى يا مريم انتى كلك ذوق"
مريم:"يلا ناكل ومتفكريش فى حاجة ربنا ان شاء الله هيعوضك باحسن منه"
***
"فى الشركة"
حضرت مى لامضاء العقود النهائية بين الشركة التى تعمل بها وشركة ثائر العمري وكل مرة عندما تراه تبتسم له ابتسامة عريضة بالرغم من انه يستغرب ابتسامتها احيانا
مى:"اتفضل يا ثائر بيه العقود اهى جاهزة على الامضاء"
ثائر:"على طول كده جاية متحمسة"
مى:"طبيعة شغلى يا افندم"
ثائر:"ده ما يمنعش انك تشربى حاجة الاول "
مى:"ملوش لزوم"
ثائر:"لاء ازاى لازم طبعا اجبلك عصير ليمون ولا تحبى تشربى حاجة تانية"
مى بابتسامة:" ماشى خليها عصير ليمون"
التفت ثائر لم يجد رمزى موجود طلب المشروبات من البوفيه رن على هاتف رمزى
ثائر:"رمزى انت فين"
رمزى:"خير فى ايه"
ثائر:"فى ايه! انت ناسى ان النهاردة هنمضى عقود شركة الشحن"
رمزى:"اه انا نسيت خالص ماشى جاى حالا"
ثائر:'بسرعة يا أخويا ومخصوم منك الشهر ده"
رمزى:"كمان حسبى الله ونعم الوكيل"
ثائر:"بتتحسبن عليا كمان مفيش فلوس خالص"
رمزى:"بس اما اجيلك يا غجرى حاضر"
ثائر:"انجز وتعال بسرعة"
قام باغلاق الهاتف دخل الى مكتبه مرة أخرى معتذرا عن تأخيرها كل هذا الوقت
ثائر:"اسف ان انا اخرتك بس رمزى مكنش موجود وهو جاى حالا"
مى بابتسامة:"لا ابدا محصلش حاجة دى فرصة سعيدة"
ثائر باستغراب:"انا اسعد"
وصلت المشروبات اخذ قهوته يرتشفها ببطئ حتى يحين موعد قدوم رمزى وكلما رفع نظره اليها يجدها تنظر اليه وتبتسم فعقد حاجبيه استغرابا من تصرفها فما بها هذه الفتاة منذ ان اتت الى الشركة وهى عندما يرفع نظره اليها يجدها تتأمل ملامحه هل يوجد به شئ خاطئ هل هناك شئ على وجهه لا يراه
ثائر:"هو حضرتك بتبصيلى ليه كده"
مى بتوتر:'ببصلك ازاى يعنى"
ثائر:"زى ما يكون فى حاجة فى وشى وانا مش واخد بالى"
مى باحراج:'لا ابدا عادى انا اسفة ان كنت ضايقتك"
ثائر:"انا مش قصدى انا بسأل علشان لو فى حاجة على وشى اشيلها"
مى بدون وعى:"لا ابدا دا انت وسيم اوى وقمور خالص"
ثائر بحاجب مرفوع:"افندم"
مى:"قصدى ان حضرتك مفيش حاجة فى وشك يعنى"
ثائر:"طيب"
حضر رمزى وتم توقيع العقود حمدت مى ربها ان الموضوع انتهى على خير
مى:'الف مبروك يا ثائر بيه"
ثائر:"الله يبارك فيكى وان شاء الله التعاون بينا يستمر"
مى:"ان شاء الله وشكرا على ثقتك الغالية دى عن اذنك"
ثائر:'اتفضلى ومع السلامة"
مى:"الله يسلمك"
خرجت مى من المكتب نظر رمزى الى ثائر فاستغرب ثائر نظرته اليه
ثائر:"مالك ياض انت بتبصلى كده ليه"
رمزى:"معجب يا حبيبى"
ثائر:"لا والله ودا من امتى"
رمزى:"البت دى شكلها بترسم عليك يا ثائر"
ثائر:"انت اخدت بالك"
رمزى:"دى حاجة واضحة زى الشمس"
ثائر:"ترسم براحتها انا مليش فى الحوارات دى "
رمزى:"امال ليك فى ايه فى انك تمرمطنى وراك وكمان مش عايز تدينى فلوسى"
ثائر:"انت عايز فلوس يا حبيبى"
رمزى:"ايوة كل بعقلى حلاوة"
ثائر:"ماليش فى الحلاوة"
رمزى:"اجبلك جبنة"
ثائر:"دمك يلطش يا رمزى"
رمزى:'مش اكتر من دمك يا حبيبى"
ثائر:"على فكرة انا مسافر اسكندرية بكرة علشان مريم"
رمزى:"هتغيب كتير"
ثائر:"على حسب الظروف"
رمزى:"طب تعليماتى بقى قبل ما تسافر مش عايز جر شكل مع حد متمديش ايدك على حد ومتتخانقش مع حد مفهوم"
ثائر:"ايه يا واد الجرأة اللى بقيت فيها دى من امتى دا"
رمزى:"من هنا وجاى ماشى طبع الغجر ده بطله اليومين اللى انت مسافرهم دول مش عايز شحططة وراك"
ثائر:"هحاول"
رمزى:"لاء انت تنفذ مش تحاول بس"
ثائر:"نفسى اقوم ارزعك علقة بس ماسك نفسى بالعافية"
رمزى:"مد ايدك كده وانت مش هتعرف انا هعمل ايه"
ثائر:"هتعمل ايه يعنى"
رمزى:"هقوم أجرى طبعا هى دى محتاجة سؤال هو انا حمل ايدك دى"
ضحك ثائر بقوة على كلام رمزى وشاركه رمزى الضحك أيضاً فثائر مهما حدث بينهم الا انه لم يصل الى ان يقوم احدهم بضرب الآخر
ثائر:"طب يلا بينا نقوم نمشى"
رمزى:"يلا بينا"
خرج ثائر ورمزى من الشركة ولكنهم لاحظوا وقوف مى بجانب سيارتها فربما بها عطل اقترب منها ثائر ليسالها عن سبب وقوفها بهذا الشكل
ثائر:"فى حاجة يا آنسة مى"
مى:"الظاهر ان عجلة العربية نامت"
ثائر:"طب اتفضلى اوصلك"
مى:"لا شكرا مش عايزة اتعبك"
ثائر:"لا تعب ولا حاجة اتفضلى"
مى بابتسامة:"متشكرة جدا"
قامت مى باغلاق سيارتها وذهبت الى سيارة ثائر ركبت فى الخلف بينما ركب رمزى امام بجواره
ثائر:"انتى ساكنة فين يا آنسة مى"
مى:"فى مصر الجديدة انا عارفة هيبقى مشوار طويل"
ثائر:"لا ابدا ولا يهمك"
تحرك ثائر بسيارته متجهاً الى منزل مى حسب وصفها له كان كلما نظر الى المرآة يجدها تنظر اليه وتبتسم فيحول نظره سريعا عاقدا حاجبيه فما لها هذه الفتاة تحدق بوجهه هكذا وصلوا الى المنزل نزلت مى من السيارة
مى:"انا متشكرة جدا على ذوقك"
ثائر:"ولا يهمك يا آنسة مى"
مى:"اتفضلوا اشربوا حاجة"
ثائر:"لاء شكرا عن اذنك"
مى:"مع السلامة"
ثائر:"الله يسلمك"
قال ذلك ثم انطلق بسيارته مبتعدا عن المنزل بينما ظلت هى واقفة مكانها حتى غابت السيارة عن عينيها
كان رمزى جالس بجواره ولا ينطق اراد سؤاله عن سبب تصرفه فهذه ليست عادته
ثائر:"مالك ساكت ليه"
رمزى:"هى البت دى عايزة منك ايه"
ثائر:"بت مين"
رمزى:"مى يا ثائرمش عارف مى"
ثائر:"هتكون عايزة ايه يعنى منى"
رمزى:"انا عارف بس التسبيل كتر قوى"
ثائر:"مش عارف فى ايه بجد"
رمزى:"هى بسلامتها مش شايفة الدبلة اللى فى ايدك ولا نظرها ضعيف"
ثائر:"مع ان الدبلة عريضة وباينة اوى فى صباعى"
رمزى:"يمكن هى اللى مش عايزة تشوفها ووقعت فى غرامك"
ثائر:"بطل هزارك ده يا رمزى"
رمزى:"انا مبهزرش على فكرة انت لازم تشوف حل بدل ما تتعشم اكتر من كده"
ثائر:"حاضر هقولها شايفة الدبلة اللى فى ايدى دى يا مى"
رمزى:"بتستظرف يا اخويا انت مش ناوى تتم جوازك بقى"
ثائر:"لسه بتقول عايزة تدرس اخلاقى"
رمزى:"ما اخلاقك زفت وعارفينها ايه الجديد"
ثائر:"انا اخلاقى زفت ياض انت"
رمزى:"اه اكدب عليك يعنى ما انت غجرى وكلنا عارفين كده"
ثائر:"تصدق انا أخلاقي زفت علشان مصاحب واحد زيك"
رمزى:"اه ماانت لازم تستحملنى امال مين يحل مصايبك"
ثائر بجدية:"هو بجد اخلاقى وحشة يا رمزى"
رمزى بصراحة:"على فكرة انا بهزر معاك انت شهم وراجل اوى على فكرة بس حتة الضرب دى اللى مش مريحانى"
ثائر:"مش عارف ساعتها بحس ان الدم غلى فى عروقى ومبحسش انا بعمل ايه بضرب على طول"
رمزى:"دى الجينات بقى نعمل ايه"
ثائر:"على رأيك جينات"
رمزى:"انت مسافر اسكندرية بكرة على الساعة كام"
ثائر:'هسافر على الضهر"
رمزى:"ترجع بالسلامة ومش هوصيك بقى تانى"
ثائر بابتسامة:"هحاول يا رمزى وامرى لله"
***
كانت فى غرفتها واضعة رأسها بين يديها وتشعر بسيلان الدموع من عينيها قامت لكى تفتح الشباك فهى بحاجة إلى استنشاق الهواء عندما فتحت الشباك وجدت أسامة ينظر اليها نظرات احتقار فقامت بغلق الشباك مرة ثانية
دخلت عايدة الى الغرفة لتنادى عليها
عايدة:"ايه انتى مش سامعة كل ده وانا بنادى عليكى"
وتين:"ايوة يا مرات عمى فى ايه"
عايدة:"البسى علشان تنزلى مع هيام تشترى فستان للخطوبة"
وتين:"بس انا عندى مذاكرة"
عايدة:'اما ترجعى تذاكرى يلا خلصى"
وتين:"حاضر يا مرات عمى"
قامت وتين بتغيير ملابسها خرجت الى الصالة وجدت هيام تنتظرها واضعة قدم على الاخرى وعلى وجهها امارات التأفف كالعادة
هيام:"كل ده سيادتك بتغيرى هدومك"
وتين:"خلاص خلصت يلا بينا"
هيام:"يلا يا برنسيسة"
خرجت وتين وهى لا تتفوه بكلمة فماذا تقول فهذه هى حياتها وهذا سيكون مصيرها تجولت هيام فى العديد من المحلات لاختيار فستان لخطبتها دخلت الى محل لترى الفساتين المعروضة فيه قابلتهم البائعة
البائعة:"اهلا يا افندم بتدوروا على حاجة معينة"
هيام:"عايزين فستان علشان خطوبة"
البائعة:"علشان القمورة دى"
اشارت البائعة الى وتين التى كانت تنظر الى الأرض ولم ترفع رأسها الا عندما سمعت كلام البائعة فهى تظنها العروس
هيام بغيظ:" لاء ده علشانى انا"
البائعة:"اه اسفة اتفضلى حضرتك اختارى وشوفى اللى يناسبك"
قامت هيام باختيار عدة فساتين لقياسها ودخلت الى البروفة المخصصة لقياس الفساتين
البائعة:"وانتى مش عايزة فستان"
وتين بصوت منخفض:"لا مش عايزة"
البائعة:"لاء ليه احنا عندنا فساتين جميلة وعليكى هتبقى روعة انتى جميلة"
وتين:"شكرا على ذوقك"
البائعة:"انا بتكلم جد انتى لو لبستى مع جمالك ده تخطفى القلوب بسرعة"
وتين:"وانا مش عايزة اخطف قلب حد"
البائعة:"باين عليكى حزينة اوى"
وتين:"متشغليش بالك"
خرجت هيام وهى ترتدى فستان لتعرف رأيهم فيه
هيام:"حلو الفستان ده"
وتين بقلة حيلة:"حلو"
هيام:'ينفع يعنى يوم الخطوبة"
وتين:"ينفع مبروك"
كانت كل افعال هيام تضايق وتين ولكنها لا تستطيع الاعتراض فهى اصبحت تتحمل فوق طاقتها
هيام:"خلاص هاخد ده"
البائعة:"مبروك عليكى الفستان"
هيام:"شكرا"
حملت وتين الحقيبة التى تحوى كل ما اشترته هيام من اجل خطبتها تمشى بخطوات ثقيلة فهى تريد ان تصرخ الآن فهى لم تعد تقوى على تحمل المزيد وصلوا الى المنزل أمرتها هيام بان تضع الاغراض فى الغرفة
هيام:"دخلى الشنط فى اوضتى"
وتين باستسلام:"حاضر"
دخلت وتين الى غرفة هيام وضعت الاغراض على السرير ثم فرت هاربة الى غرفتها تحتمى بين جدرانها التى اصبحت تشهد على عذابها الذى لن ينتهى ودموعها التى لا تجف من تلك العينان التى اصبح مصيرها البكاء الدائم
***
سمع رنين هاتفه قام بالرد عليه ببعض الكلمات المختصرة ورمزى جالسا لم يفهم شئ مما يحدث
رمزى:"انت كنت بتكلم مين"
ثائر:"ايه فضولك ده وعايز تعرف ليه"
رمزى:"بجد يا ثائر فى ايه"
ثائر:"فى ان شكلى قربت الاقى الراجل اللى بدور عليه"
رمزى:"فرج ! "
ثائر:"ايوة هو وشكل النهاردة ميعاد تصفية الحساب"
رمزى:"ثائر علشان خاطر ربنا بلاش يا اخى المشوار ده متخاطرش بنفسك"
ثائر:"مش هقدر يا رمزى انا مبنامش من غير كوابيس عايز اخلص من الكابوس ده بقى واخد حق رؤوف"
حاول رمزى ثنيه عن قراره الا انه أبى ان ينصاع لكلام صديقه وبالفعل فى منتصف الليل كان ذاهبا الى ذلك المكان مرتديا ذلك القناع لم يصدق انه رأى ذلك الرجل وجد نفسه يقفز من الحلبة صوب ذلك الرجل رأه فرج يقترب منه عقد حاجبيه من يكون ذلك الرجل الذى يقترب منه بخطوات تشبه الركض وجد نفسه يفر هاربا حتى بدون ان يعرف لماذا يطارده ظل يجرى خلفه فى تلك الازقة الضيقة وكلما حاول الاقتراب منه فر من بين يده حتى استطاع فى الاخير ان يقبض على ملابسه يثبت جسده يطرحه أرضاً ينظر اليه بقلب قد احرقته الحسرة والانتقام لم يدرى بنفسه الا وهو يكيل له من الضربات والصفعات ما جعل وجه ذلك الرجل مخضب بالدماء
فرج بخوف:"انت مين وعايز منى ايه بتعمل فيا ليه كده هو انا اعرفك"
ثائر:"انت متعرفنيش بس انت وجعت قلبى على اعز انسان عندى ومش هسيبك الا لما اخد حقى منك"
فرج:"سيبنى بقولك سيبنى"
ثائر:"دا انا ما صدقت لاقيتك انت لازم تقولى مين اللى حرضك تحط القنبلة فى عربية العميد رؤوف العمرى انطق احسن ما اخلص عليك"
فرج:"وانت ايه علاقتك بيه انت وبتسال ليه"
ثائر:"متردش على سؤالى بسؤال انطق"
وعاد الى ضربه مرة اخرى بكل ما يحمله من غيظ وغضب حتى كاد ان يشعر ان هذا الرجل على وشك ان يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه
فرج بألم:"هقولك بس سيبنى هقول"
ترك ثائر ملابسه فاعتدل فرج فى وقفته وعلى حين غفله قام باشهار سلاح ابيض فى وجه ثائر حاول ان يتفاداه الا انه اصاب باطن يد ثائر استغل انشغال ثائر بجرح يده وفر هاربا حاول ان يلحقه ولكنه اختفى تماما من أمامه لعن ثائر ذلك الحظ العسر الذى جعله يهرب من بين يديه فهو كان على وشك معرفة من هو العقل المدبر لكل ما حدث فشل فى ايجاده فعاد الى منزلة بخيبة أمل كبيرة وأيضاً بجرح فى يده
***
"فى الجامعة"
دخلت الى قاعة المحاضرات لم يكن احد موجود بها فانتهزت هذه الفرصة ووضعت رأسها على الطاولة امامها تحاوط رأسها بيديها لم تنتبه للذى دخل للتو ورأها على تلك الصورة ظل يتأملها وهى نائمة بهذا الشكل فإلى متى ستظل عنيدة ولا تجعله يقترب منها سار اليها بخطوات ثابتة فهى لم تكن نائمة سمعت وقع أقدام تقترب منها رفعت رأسها وجدت هيثم يقترب منها نظرت اليه بشراسة فهى الان لا تتحمل ان يقترب منها أحد
وتين:"نعم فى ايه"
هيثم:"فى ايه ! انا كلمتك"
وتين:'امال بتقرب منى ليه"
هيثم:"انا شفتك نايمة افتكرت فى حاجة فكنت بطمن عليكى"
وتين:"وانا متشكرة لاهتمامك وياريت بقى تبعد عن طريقى"
هيثم:'انتى ليه عنيدة كده ومش عيزانى اقرب منك"
وتين:"لان انا مش حابة كده او يمكن علشان انا اتربيت كده مخليش اى حد مليش علاقة بيه يقرب منى"
هيثم:"ما احنا ممكن يكون بنا علاقة"
نظرت اليه بازدراء شديد فماذا يقول؟ ولماذا يفكر بها بهذه الطريقة المقرفة؟
وتين:"انت عارف لولا ان احنا فى الكلية ومش عايزة شوشرة انا كنت عرفتك مقامك كويس"
لم يستطيع هيثم التفوه بأى كلمة اذ لاحظ دخول الطلاب والدكتور فجلس فى مكان بعيد عنها وضعت تركيزها فى المحاضرة وعندما انتهت انصرفت سريعا من القاعة حتى لا يعود ويضايقها مرة اخرى وصلت الى مكانها المفضل على البحر وجدت مريم كالعادة فى انتظارها اقتربت منها بابتسامة فهذه الفتاة اصبحت مهمة جدا لديها فهى من تعاملت معها بحب ينسيها ما تلاقيه على يد هؤلاء الناس التى تعيش لديهم
وتين:"السلام عليكم"
مريم بابتسامة صافية:"وعليكم السلام اتأخرتى النهاردة"
وتين:"على ما خلصت محاضرات"
مريم:"انتى اخبارك ايه"
وتين باحباط:"الحمد لله عايشة"
مريم:"ان شاءالله دايما بخير"
وتين:"تسلمى يا مريم"
مريم:"انا النهاردة قولت لدادة تعملنا غدا حلو اوى علشان تيجى تتغدى معايا"
وتين:"معلش مش هقدر"
مريم برجاء:"علشان خاطرى تعالى معايا"
وتين:"انا لو اتأخرت ممكن يزعقولى"
مريم:"مش هأخرك هنتغدا وامشى على طول"
امام إلحاح مريم وافقت وتين على الذهاب معها رضخت لرغبتها فهى غير مستعدة للعودة الى المنزل وتسمع المزيد من الكلمات المهينة
وصلوا الى الشقة فتحت مريم الباب دخلوا الى الصالة استقبلتهم حسنية
حسنية:"حمد الله على السلامة"
مريم:"الله يسلمك يا دادة حضريلنا الغدا"
حسنية:"من عنيا ازيك يا وتين"
وتين:"الحمد لله كويسة"
ذهبت حسنية الى المطبخ لتحضير الأكل نظرت مريم الى وتين
مريم:"انا هدخل اغير هدومى شوية وجاية يا وتين"
وتين:"ماشى اتفضلى يامريم"
مريم:'البيت بيتك مش هتأخر جوا"
وتين:"تسلمى يا مريم براحتك"
ذهبت مريم الى غرفتها وذهبت وتين الى الشرفة لتنعم بالهواء المنعش اغمضت عينيها وظلت تستنشق الهواء بلذة وكأنها محرومة من التنفس
كان ثائر قد وصل الى الاسكندرية خرج من سيارته يحمل بيده الحقيبة الخاصة به صعد الى الشقة قام بفتح الباب بهدوء ثم دخل واغلف الباب خلفه وضع الحقيبة من يده لمح فتاة تقف فى الشرفة ظن انها مريم اقترب منها بابتسامة عريضة سمعت وتين صوت اقدام متجه اليها كان لايفصله عنها سوى مسافة صغيرة فى ذلك الوقت استدارت وتين ناحيته عقد حاجبيه استغرابا من تكون هذه الفتاة التى كان على وشك احتضانها ظنا منه انها مريم عندما رأها ارتد الى الخلف بضع خطوات وهى ايضا شعرت بخوف من يكون ذلك الرجل فهى تعرف ان لا يوجد فى الشقة سوى مريم وحسنية فمن اين أتى؟ وكيف دخل الى الشقة ؟ خافت وتين ففى الاخير لا يوجد سواها هى ومريم وحسنية بالشقة فهى تخشى ان يفعل بهم شئ فهن لن يستطيعن ان يتصدوا له فكيف ذلك وهو بتلك البنينة الجسدية التى يستطيع بها أن يتغلب عليهم بكل سهولة فكيف السبيل لها لمقاومته فهى فى الاساس لا تصل الا لمستوى كتفه فيستطيع بيد واحدة فقط ان يدق عنقها
ثائر باستغراب:"انتى مين وبتعملى ايه هنا فى الشقة"
وتين:"انت اللى مين ودخلت هنا ازاى"
ثائر:"انا اللى بسألك انتى مين وبتعملى ايه هنا انطقى بسرعة "
وتين بخوف: "انت حرامى"
ثائر بذهول:"حرامى !"
وتين:"قول انت مين ودخلت هنا ازاى اكيد انت حرامى صح محدش يدخل البيت من غير أصحابه ما يعرفوا غير الحرامى"
ثائر:"بطلى كلمة حرامى دى انتى فاهمة شوفتينى سرقتك ثم والله انا المفروض اللى اسأل بتعملى ايه فى شقتى"
وتين:"شقتك ايه يا كداب دى مش شقتك"
ثائر:'وكمان كداب لا دا انتى زودتيها على الاخر امال شقة حضرتك ولا ايه هو فى ايه بالظبط عايز اعرف"
وتين:"انت شكلك عايز اطلبلك البوليس"
ثائر ببرود:"وماله ميضرش برضه على الاقل اعرف انتى دخلتى شقتى ازاى يا آنسة"
وتين:"برضه بتقول شقتك دى شقة مريم"
ثائر:"وهى فين مريم يا مريم مريم"
نادى ثائر على مريم بصوت مرتفع فهو يريد ان يعرف من تكون تلك الفتاة التى تتحدث معه بهذه الطريقة
سمعت مريم صوته خرجت من الغرفة وجدته يقف مع وتين فى الشرفة جرت عليه
مريم بفرحة:"ايه ده حمد الله على السلامة انت جيت امتى"
ارتمت مريم فى أحضانه كان يضمها بحنان وعيناه لا تفارق تلك الفتاة الواقفة بذهول لا تعرف ما علاقة هذا الرجل بمريم
ثائر:"لسه واصل دلوقتى مين الانسة دى يا مريم"
مريم:"دى وتين اللى قولتلك ان انا اتعرفت عليها هنا على الشط"
ثائر:"اااه هى دى بقى أهلا يا آنسة"
وتين بتساؤل:"مين الراجل ده يا مريم دا انا افتكرته حرامى"
عندما سمعت مريم ذلك اطلقت ضحكة عالية بصوت رنان الأمر الذى زاد من نرفزة ثائر وغضبه
ثائر بغيظ:"انتى بتضحكى على ايه عايز أعرف"
مريم:"انا اسفة بس هو فى يا وتين حرامى عسل وشيك كده"
وتين:"وانا ايش عرفنى هو مين"
مريم:"ده يا ستى يبقى عمى"
وتين:"عمك!"
مريم:...........
***
يتبع..

رواية دمية في يد غجري الفصل الرابع بقلم سمسم


عندما سمعت "مريم" أطلقت ضحكة عالية بصوت رنان الأمر الذى زاد من نرفزة "ثائر" وغيظه
ثائر بغيظ:"انتى بتضحكى على ايه عايز أعرف"
مريم:"انا اسفة بس هو فى يا وتين حرامى عسل وشيك كده"
وتين:"وانا ايش عرفنى هو مين"
مريم:"ده يا ستى يبقى عمى"
وتين:"عمك!"
مريم:"ايوة ده عمى ثائر اخو بابا الله يرحمه"
سمعت وتين ذلك ابتلعت ريقها عدة مرات من احراجها فهى نعتته بصفة الحرامى فى حين انه هو مالك تلك الشقة وعم مريم حاولت الاعتذار خرج الكلام منها بصعوبة
وتين باحراج:"اه تشرفنا وانا أسفة على اللى حصل"
ثائر:"حصل خير اهلا يا انسة وتين"
مريم:"بس انت متصلتش ليه تقولى انك جاى النهاردة"
ثائر بابتسامة:"حبيت اعملهالك مفاجئة ايه رأيك"
مريم:"احلى مفاجئة دى ولا ايه الدنيا كلها نورت"
ثائر:"ماشى يا بكاشة انا داخل اغير هدومى عن اذنكم"
مريم:'طب بسرعة بقى علشان نتغدا كلنا سوا"
ثائر:"ماشى مش هتأخر عليكم"
ذهب "ثائر" الى غرفته اخذ ملابس له وذهب الى الحمام
كانت "وتين" تريد الهروب من المكان بأى طريقة وخاصة بعد ماحدث ذهبت "مريم" الى المطبخ لاخبار "حسنية" بحضور "ثائر"
مريم:"دادة عمو ثائر وصل اعملى حسابه معانا فى الغدا"
حسنية:"هو وصل امتى "
مريم:"لسه واصل دلوقتى هو هيغير هدومه ويخرج دلوقتى"
حسنية:"من عنيا الاتنين ثوانى والاكل يكون جاهز"
مريم بابتسامة:"تسلم عينيكى يا دادة"
حاولت "وتين" ايجاد عذر مقبول لتفر من ذلك المكان قبل ان يخرج من غرفته فهى لن تستطيع مواجهته مرة أخرى بعد هذا الموقف المحرج
وتين:"مريم معلش انا لازم امشى دلوقتى"
مريم:"تمشى فين احنا هنتغدا مع بعض احنا مش متفقين"
وتين:"لاء مش هينفع انا لازم امشى دلوقتى حالا"
مشت عدة خطوات ناحية الباب ولكنها سمعت صوت جعلها تقف فى مكانها
ثائر:" انتى راحة فين يا آنسة وتين"
وتين بتلعثم:"انا لازم امشى اصل اصل انا يعنى"
ثائر:"هى مش مريم قالتلك اقعدى اتغدى معانا"
وتين:"مش هينفع انا اسفة لازم امشى"
مريم:"ليه بس مش كنا متفقين نتغدا سوا ولا رجعتى فى كلامك"
ثائر:"انتى عايزة تمشى علشان انا موجود يعنى"
وتين:'لا ابدا حضرتك بس مش لازم أتأخر البيت مش قريب من هنا"
ثائر:"لو كده اقعدوا لوحدكم انا اساسا مش جعان عن اذنكم"
وتين:"لا استنى حضرتك"
مريم:'هو حد يقعد التانى يمشى احنا مش هناكل فى يومنا ده ولا ايه"
ثائر:"جايز تكون محروجة منى ولا حاجة"
لاتجد "وتين" كلام تقوله فهى تشعر بالحرج من اى شخص غريب فهى تريد الفرار من المكان بأى طريقة
وتين:"خلاص حضرتك اتفضل بس انا لازم امشى بعد الغدا على طول"
مريم بمزاح:"ماشى اتغدى وامشى يا ستى ولا تزعلى نفسك"
جلس "ثائر" على رأس المائدة وجلست "وتين" مقابل "مريم "كانت تنظر إلى طبقها ولا ترفع رأسها ابدا كان يأكل طعامه بتأنى شديد وهو متعجباً من سلوك هذه الفتاة لاحظت مريم ان يده اليسرى بها ضماد
مريم بتساؤل:"عمو ايه الرباط اللى على ايدك ده"
ثائر:"دا جرح بسيط "
مريم بخوف:"وانت انجرحت من ايه وايه اللى حصل بليز قولى"
كانت "مريم" منذ حادث والديها حالتها النفسية غير مستقرة فاصبح لديها هاجس بأن ربما سيحدث اى شئ لعمها ايضا وتصبح وحيدة فى هذا العالم لذلك هى تخشى على "ثائر "جدا من ان يصيبه اى مكروه
ثائر:'حبيبتى اهدى انا كويس انا بس جرحت نفسى وانا مش واخد بالى"
مريم:"مش تحاسب على نفسك انا مليش غيرك"
ثائر:"متخافيش مش الجرح ده اللى هيموتنى يعنى يا مريم"
مريم:"بعد الشر عليك مش عايزة اسمع الكلام ده تانى هو مش كفاية عليا لا اب ولا ام ولا اخ ولا اخت عايز تحرمنى منك انت كمان"
ثائر بمزاح:"متخافيش ان شاء الله قاعدلك وهجوزك واجوز ولادك واحفادك"
مريم:"ان شاء الله ربنا يباركلى فيك يا عمو"
تستمع "وتين" إلى حوارهم فما اجمل تلك العلاقة التى بينهم فهو يخشى عليا كابنته وهى ايضا متعلقة به تذكرت حالها فهى لا تسمع كلمة حسنة من احد لايوجد من يكون سندها فهى لا تلقى سوى المهانة فقط فلابد ان يكون هذا الرجل له شخصية فريدة تجعل ابنة اخيه متعلقة به بهذا الشكل فهو يعاملها بحنان واهتمام كبير
اخذت بعض اللقيمات الصغيرة وهبت واقفة تريد الذهاب
وتين:"عن اذنكم انا همشى"
مريم:"انتى لحقتى كلتى يا وتين انتى مكلتيش حاجة"
وتين:"الحمد لله شبعت عن اذنكم"
قالت ذلك وذهبت الى الباب فتحته وخرجت سريعا من الشقة
ثائر:"هى مالها البنت دى"
مريم:" مالها فى ايه"
ثائر:"زى ما يكون فى حد هيموتها لو هى اتأخرت برا البت او زى ما تكون فى عفريت مستنيها"
مريم:"انت بتقول فيها يا عمو'
ثائر:"هو باباها ومامتها قاسيين معاها اوى كده"
مريم:"هى باباها ومامتها متوفين اصلا "
ثائر:"امال هى خايفة من مين بالشكل ده والرعب اللى على وشها ده"
مريم:"من الناس اللى هى عايشة معاهم"
ثائر:"يا سلام للدرجة دى يعنى الناس دى مخاوفينها"
مريم:"واكتر دى عايشة معاهم فى جحيم يا عمو معذبنها"
ثائر باهتمام:" ازاى يعنى يا مريم"
قصت عليه "مريم" كل ما أخبرتها به "وتين" عن حياتها من يوم وفاة والديها الى اليوم
ثائر:"وانتى عرفتيها ازاى يا مريم واتصاحبتى عليها"
مريم بحذر:"كنت هغرق وانقذتنى وجابتنى لحد الشقة هنا"
ثائر بعيون متسعة:'كنتى هتغرقى ومقولتليش يا مريم على الموضوع ده"
مريم:"محبتش اسببلك قلق او اخوفك عليا"
ثائر بعصبية:"قلق! يعنى حاجة زى دى تحصل وانا معرفش ازاى"
مريم:"اهدى بس وبلاش تتعصب"
ثائر:"اتعصب ! انتى بتستهبلى يا مريم"
مريم:"مش حكاية استهبال والله انا محبتش اخضك والموضوع عدى على خير الحمد لله"
ثائر:"الظاهر بعد كده مش هخليكى تخرجى من البيت وتسافرى لوحدك وتفضلى تحت عينى"
مريم:"علشان كده مكنتش عايزة اقولك لان انا عارفة انك هتعمل كده"
ثائر بحنان:"مريم انتى عارفة غلاوتك عندى وانا بخاف عليكى قد ايه"
مريم:"عارفة بس انا مبقتش صغيرة لكل ده انا دلوقتى عندى ٢١ سنة"
ثائر:"عارف انك كبرتى بس يا مريم"
مريم:'قصدك تقول ان من يوم الحادثة وانا مش مركزة فى حاجة وان انا فى عالم تانى"
ثائر بتنهيدة:"انا عارف ان الموضوع مش سهل عليكى ولا عليا بس نحاول يا مريم ان احنا نعيش الواقع متفتكريش انه سهل عليا اشوف اخويا الكبير واللى كان مربينى انه خلاص اختفى من حياتى دى مش حاجة سهلة بس المسئولية اللى سيبهالى كبيرة انتى والشغل والشركة وانا لازم اكون قد المسئولية دى يا مريم"
مريم:"وانت يا عمو مش مقصر فى حاجة ابدا ربنا ما يحرمنى منك"
ثائر:"يبقى خلاص بقى ترجعى كليتك علشان تتخرجى وتيجى الشركة تشتغلى علشان انتى ليكى نصيبك فى الشركة بتاع باباكى ولازم تحافظى على مالك"
مريم:"انا نصيبى فى الحفظ والصون طالما معاك"
ثائر:"برضه يا مريم ده حقك حتى كمان دلوقتى الارباح السنوية لازم تعرفى نصيبك ايه"
مريم:"شوف نصيبى ايه وحطهولى فى حسابى فى البنك زى ما بتعمل كل سنة"
ثائر:"من غير ما تعرفى ولا تشوفى الحسابات وتعرفى ليكى ايه"
مريم:"مفيش بنا الكلام ده يا عمو انت معاك الفلوس تزيد"
ثائر:"ايوة يا اونطجية اضحكى عليا زى كل مرة بالكلمتين دول"
مريم:"انا اونطجية! ثم انت يعنى بسم الله ماشاء الله مش محتاج انك تظلمنى او تاكل حقى انت مش محتاج تعمل كده"
ثائر:'وانا مش قد ان انا اتحاسب على اكل مال يتيم يا مريم لم اقف بين ايدين ربنا"
مريم:"ربنا يباركلى فيك مقولتليش هى سيلا فين"
ثائر:"مسافرة عندها صفقة هتخلصها فى دبى"
مريم:"هى مبتقعدش ابدا على طول مسافرة كده"
ثائر:'انتى عارفة هى عاشقة للبزنس والاعمال"
مريم:"وانت ياعمو هترضى بعد جوازكم انها تفضل تسافر من مكان لمكان ووقتها كله لشغلها"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف يا مريم"
مريم:"بس يعنى لازم يكون عندها وقت ليك وللبيت"
ثائر:"ربنا يسهل يا مريم"
هو يعلم جيدا ان "سيلا" بعد زواجهم ستقضى معظم وقتها بين العمل والسفر فأحيانا يفكر لماذا ارتبط بها هل لانه اعجب بعقلها وتفكيرها؟ فهى مثال للمرأة القوية التى لا تنحنى لاى ظروف فأحيانا يشعر ان ليس لديها قلب يخفق بين ضلوعها
ثائر:"انا هقوم ارتاح شوية من المشوار ماشى"
مريم:"ماشى علشان باليل تعزمنى على العشا برا وتفسحنى فسحة حلوة انت وعدتنى"
ثائر:"بس كده احلى عشاوفسحة لاحلى مريومة فى الدنيا"
مريم...ربنا ميحرمنيش منك يارب احلى عم ده ولا ايه"
ثائر:"تصدقى انا مبسوط ان حالتك النفسيه اتحسنت شوية وابتديتى تتكلمى وتضحكى وتبتسمى وتهزرى"
مريم:'جايز ده بسبب وتين"
ثائر باستغراب:"ازاى يعنى بسببها مش فاهم"
مريم:"جايز لما سمعت حكايتها وظروفها حمدت ربنا ان انت لسه موجود جمبى وكمان الحمد لله عايشة كويس وانت مش مخلينى محتاجة حاجة اه انا خسرت بابا وماما بس دى ارادة ربنا زى المثل اللى بيقول اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته"
ثائر:"ايه العقل ده كله خلاص بقى ان شاء الله لما نرجع البيت ترجعى كليتك"
مريم:"ان شاء الله يا عمو ادخل ارتاح انا صدعتك"
ثائر..."ماشى"
دخل "ثائر "الى غرفته لينال قسط من الراحة من عناء السفر ولكن ذهنه مازال مشغولا بسبب تعلق ابنة اخيه بتلك الفتاة صاحبة العينان الرماديتان
***
عادت "وتين" الى المنزل وجدت" سمير "ينتظر فى الصالة برفقة امه واخته ينظر لها نظرات تهديد فعلى الاغلب ان امه واخته قاموا بتحريضه عليها وستنال منه حاليا إهانة ربما ستصل إلى الضرب
سمير:"كنتى فين لغاية دلوقتى يا وتين"
وتين:'كنت فى الكلية كان عندى محاضرات كتير"
هيام:"كدابة محاضراتك خلصانة من اكتر من ساعتين"
عايدة:"كنتى بتتسرمحى فين لدلوقتى"
وتين:'حضرتك ميصحش كده"
هيام:"عملالنا فيها الست المؤدبة أوى وانتى ماشية على حل شعرك"
وتين بغضب:"انا مسمحلكيش باللى بتقوليه ده يا هيام ماشى"
قام "سمير" من مكانه وقف امامها وبدون مقدمات رفع يده وصفعها على وجهها بقوة لدرجة ان شفتيها نزفت من قوة قبضة يده على وجهها
سمير:"وكمان ليكى عين تردى عليهم يا قليلة الادب يالى ما تربتيش انتى مفكرة ان هسيبك تحطى راسنا فى الطين بعمايلك"
وتين بدموع وخوف:"والله ما عملت حاجة ولا ليا فى الكلام ده خالص"
قام بامساكها من حجابها بقوة لدرجة المتها وظل يهز فى رأسها بتهديد
سمير:"انتى عارفة لو ملمتيش نفسك واحترمتى نفسك مش هتعرفى انا هعمل فيكى ايه هخلى عيشتك اسود من السواد"
وتين ببكاء:"أكتر من الله انا فيه ده انا عايشة فى عذاب"
سمير:"اللى اقول عليه يتسمع ويلا غورى على اوضتك"
جرت "وتين" من أمامه دخلت الى غرفتها وضعت يدها على وجهها وهى تذرف من الدموع ما يمزق قلب من يراها وعندما نظرت الى يدها وجدت دماء شفتيها على أصابعها قامت باحضار بعض الاسعافات الاولية لتعالج جرح شفتيها
كانت "هيام" تجلس بشعور الفرح فهى عندما ترى "وتين" تبكى تشعر بسعادة غامرة تلك الفتاة الحقودة التى تتمنى هى وامها زوال "وتين" من الدنيا بأسرها
عايدة:"أظن انتى فرحانة فيها دلوقتى"
هيام بابتسامة:"اوى اوى يا ماما انا مش عارفة ايه قوة التحمل اللى هى فيها دى كل مرة اقول هتسيب البيت وتطفش برضه قاعدة على قلبنا جايبة الصبر ده كله منين مش عارفة"
عايدة:'هتروح فين يا حسرة هى ليها مكان الا هنا هى ملهاش حد غيرنا هتروح فين يعنى"
هيام:'ما تغور فى اى داهية احنا كنا نقصينها هى كمان"
عايدة:"سبيها اهى بتخدمنا يعنى شغالة ببلاش كده"
هيام:"على رأيك اهى بتشوف شغل البيت بس مش عارفة بتقدر تعمل ده ازاى شغل البيت وكليتها والمحاضرات والمذاكرة بتلحق تعمل كل ده ازاى"
عايدة:"شوفى انتى بقى مش زيك بتاخدى السنة فى سنتين "
هيام بغل:"انتى بتغظينى يا ماما ولا ايه"
عايدة:"لا اغيظك ولا غيره انتى جهزى نفسك خلاص خطوبتك بعد بكرة"
هيام بهمس:'ايوة ولازم اكون احلى واجمل منها"
هى تعلم من داخلها ان ليس لها منافسة امام جمال "وتين" ولكنها تقنع نفسها انها ستتغلب عليها فى الجمال بوضع بعض المساحيق الخاصة بالتجميل
كانت تلك المسكينة ساجدة لله تدعو من قلبها ان يبعث لها بالخلاص من هؤلاء الناس فهى تفكر أحيانا فى ترك المنزل ولكن اين ستذهب فالراتب الذى تقبضه من معاش والدها الراحل لا يكفى لدراستها ولاستئجار غرفة لتعيش فيها بعيدا عنهم فماذا تفعل؟ فلو لديها الوقت كانت ستبحث عن عمل وتستطيع تدبير المال اللازم لها ولكنهم لا يتركونها فى حالها فهم يتعاملون معها على أنها الخادمة الخاصة بهم التى يجب ان تطيع اوامرهم وليس لها حق الاعتراض وأيضاً تخشى على نفسها من العيش بمفردها فهى اولا واخيرا فتاة جميلة تخاف على نفسها من الوقوع بين براثن بعض الذئاب البشرية ويحدث لها مثلما تقرأ عن تلك الحوادث فى الجرائد من حوادث الإعتداء والقتل
وتين بدموع ورجاء:"يارب ارحمنى من الناس دى يارب انا تعبت ومش قادرة استحمل أكتر من كده يارب ابعدهم عنى يارب وابعد عنى شرهم"
ظلت تناجى ربها وتدعوه حتى غفت على سجادة الصلاة
***
سعدت مريم بقضاء ذلك الوقت برفقة عمها فهو اخذها الى مطعم فاخر لتناول العشاء وايضا قاموا بزيارة بعض الاماكن فاليل كان ساحرا شعرت بالسعادة كطفلة صغيرة
كان كلما يراها تبتسم لا يصدق ان هذه هى ابنة اخيه الذى كانت تعيش بعالم خاص بها بعد موت والديها فهى حتى كانت لا تنتظم فى حضور محاضراتها لذلك أرسلها إلى هنا لتبتعد عن الجو الخانق بالقاهرة الذى يذكرها بما حدث بعد انتهاءهم من التجول في الشوارع عادوا إلى الشقة
ثائر:" الفسحة عجبتك يا مريم"
مريم بحماس:" اوى اوى يا عمو انا مكنتش اعرف ان فى اماكن جميلة كده هنا دا كأن انا اول مرة اشوفها"
ثائر:" اهم حاجة انك انبسطتى يلا بقى روحى اوضتك وانا هروح انام انتى فرهدتينى النهاردة ههههه"
مريم:" لاء ما انا كل يوم هتفسحنى كده مليش دعوة"
ثائر:" بس كده الجميل يأمر يلا بقى علشان ادخل اصلى وانام"
مريم:" ماشى تصبح على خير"
ثائر:"وانتى من اهله يا حبيبتى"
ذهبت "مريم" الى غرفتها وهو أيضاً توضأ أدى صلاته تمدد على سريره يتابع اخبار العمل عن طريق الهاتف فهو يفعل ذلك دائما قبل نومه وجد مكالمة هاتفية واردة من خطيبته المدعوة "سيلا " اعتدل فى جلسته وترك سريره كان يقف فى الشرفة الخاصة بغرفته قام بفتح كاميرا الفيديو حتى يستطيع ان يراها عندما وقع نظرها عليه ابتسمت تلك الابتسامة المغرية التى تليق بها فهى جميلة جدا بل فاتنة فى جمالها القادر على سلب عقول الرجال ولكنها تفضل ان يغرم ويعشقها الرجل بدون ان تفرط فى قلبها فكأنها تحيط قلبها بسور من ثلج
سيلا بابتسامة:"حبيبى عامل ايه النهاردة وحشتنى"
ثائر:"تمام الحمد لله اخبارك ايه"
سيلا:"تمام اوى الصفقة قربت تنتهى"
ثائر:"لسه فاضل كتير على ما ترجعى"
سيلا:"لسه حوالى اسبوعين على ما ارجع مصر"
ثائر:"لسه ده كله يا سيلا"
سيلا بدلع:"ايه وحشتك اوى كده يا حبيبى"
ثائر:"اصل مش ظريفة ان انتى تكونى مسافرة وانا قاعد مستنيكى ده كله يا سيلا على ما ترجعى وكل لما اكلمك فى موضوع الجواز تقوليلى نستنى شوية مش دلوقتى الصراحة مبقتش عارف انتى عيزانى ولا مش عيزانى ولا عايزة ايه بالظبط"
سيلا:"انت عارف يا ثائر الجواز مش حاجة سهلة دى خطوة مهمة جدا فلازم اخد وقتى فى التفكير"
ثائر:"براحتك يا سيلا على الاخر خدى الوقت اللى يريحك"
سيلا:"انت زعلت منى يا حبيبى"
ثائر:"لاء مزعلتش عادى هى دى اول مرة نتكلم فى الموضوع ده"
سيلا:"انت فى القاهرة ولا فين"
ثائر:"لاء فى اسكندرية انا ومريم علشان تغير جو شوية"
سيلا من غير نفس:"اه مريم قولتلى بقى"
ثائر:"قصدك ايه بكلامك ده يا سيلا علشان انا مبيعجبنيش طريقة كلامك بالشكل ده"
سيلا:"هو بعد جوازنا برضه هتفضل مشغول بمريم وحياة مريم كل حاجة مريم مريم"
ثائر:"ايوة طبعا دى بنت اخويا يعنى لحمى ودمى ومش هخليها تبعد عنى"
سيلا بتأفف:"هى مبقتش صغيرة علشان تفضل شايل همها كده يا ثائر"
ثائر:"لاء هفضل شايل همها حتى بعد ما تتجوز هى ملهاش غيرى بعد ربنا وانا معنديش استعداد اسيبها او افرط فيها لمجرد انك مش عاجبك الحال او مش جاى على هواكى"
سيلا:"انا مش حابة ان حد يقاسمنى او يشاركنى فيك"
ثائر:"تقاسمك فيا ازاى هى بنت اخويا وانتى هتبقى مراتى كل واحدة ليها مكانة عندى مختلفة عن التانية وعلشان تبقى عارفة يا سيلا كله الا مريم حتى لو اضطريت ان انا وانتى ننفصل بس مش هخليها تبعد عنى مفهوم كلامى ولا مش مفهوم علشان بس ابقى واضح وصريح معاكى"
سيلا:"للدرجة دى يا ثائر"
ثائر:"ايوة للدرجة دى انا قولتلك دى لحمى ودمى ومش هفرط فيها وخلى الكلام ده حلقة فى ودنك علشان منتعبش مع بعض بعدين وكل حاجة تبقى واضحة من اولها"
هى تعلم انه اذا اراد شئ فهو يفعل المستحيل كى يحصل عليه فهى من الافضل ان تسايره حتى تتمكن منه ثم ستتصرف هى فى ذلك الموضوع فهى تريد ان تصبح سيدة منزله بدون منازع
سيلا:"خلاص اهدى يا حبيبى كل اللى انت عاوزه اعمله"
ثائر:"ايوة كده انتى عارفة مبحبش حد يعاندنى فى الكلام ولا يمشى كلامه عليا حتى لو كان مين"
سيلا:"عارفة يا ثائر الكلام ده وانا عندى ليك مفاجأة لما ارجع هنبتدى نجهز لفرحنا انا وانت"
ثائر:"ان شاء الله ترجعى بالسلامة"
سيلا:"الله يسلمك يا حبيبى سلام"
ثائر:"مع السلامة"
انهى مكالمته معها ولكنه لم ينتبه لتلك الفتاة التى تقف على بعد مسافة صغيرة منه وكانت دموعها على وجهها فهى سمعت تلك المكالمة وسمعت ايضا ان خطيبته لا تريدها ان تعيش معهم نظر اليها وعلم من منظر وجهها انها سمعت كل شئ فكانت الشرفة ايضا متصلة بغرفة "مريم" لذلك هى سمعت حوار عمها مع خطيبته
ثائر:"بتعيطى ليه يا مريم"
مريم بدموع:"عمو لو انا هسببلك مشكلة مع سيلا انا هرجع اعيش فى بيت بابا الله يرحمه"
ثائر بغضب:"ايه اللى انتى بتقوليه ده ترجعى فين انتى مش هتسيبى بيتى الا وانتى راحة بيت جوزك انتى فاهمة يا مريم"
مريم:"مش عايزة اكون السبب فى ان يحصل خلاف بينك وبينك خطيبتك"
ثائر:'لو هى مش عاجبها مع السلامة تروح واحدة ييجى الف بدالها لكن انا مليش غير بنت اخ واحدة هى انتى يا مريم وانتى عارفة معزتك وغلاوتك عندى"
مريم:"عارفة يا عمو وسمعت كلامك وانك مش عايز تفرط فيا"
ثائر:"ومش هيحصل دا حتى لما تتجوزى لو جوزك زعلك انا هعلقه من رجليه"
ابتسمت "مريم" رغما عنها اقترب منها اخذها فى أحضانه بحنان يمسح دموعها
ثائر:"مش عايز اشوف دموعك تانى ماشى انا ما صدقت ان انتى بقيتى تضحكى وتبتسمى"
***
أدت ماعليها من مهام يومية قبل ذهابها الى كليتها أثناء ارتداءها حجابها لمحت اثار الضرب على وجهها جمدت عيناها فهى اصبحت لا تقوى على ذرف الدموع أيضاً وكأن كل شئ حى بها قد مات اصبحت نجمة بلا بريق مظلمة معتمة وربما ستظل حياتها هكذا حتى تترك هذا العالم اخذت كتبها وحقيبتها وخرجت من المنزل تمشى بلا هدف تاركة قدميها تسوقها الى حيث تريد وجدت نفسها فى الجامعة خفضت وجهها حتى لا يلاحظ احد ما اصاب وجهها جلست مكانها فهى حتى لا تستمع الى ما يقوله الدكتور فهى فى عالم اخر انتهت المحاضرة قامت من مكانها قاصدة ذلك المكان الذى ربما تجد به تلك الفتاة الوحيدة التى تشعرها أنها إنسانة ومازالت على قيد الحياة
تناول "ثائر" افطاره مع "مريم" اراد الاقتراح عليها ان يذهبوا الى الشاطئ
ثائر:" بقولك ايه ما تيجى ننزل نروح البحر"
مريم:"فكرتنى انا كنت ناسية خالص"
ثائر باستغراب:"ناسية ايه بالظبط"
مريم:"وتين ممكن تكون قاعدة على الشط دلوقتى وانا كنت بحب اقعد معاها"
ثائر:"خلاص روحى شوفيها"
مريم:"مش هتيجى معايا تنزل تتمشى شوية"
ثائر:"لاء هنزل معاكى انا اصلا كنت عايز انزل اتمشى انا وانتى على البحر"
لايعرف هل سيخرج ليتمشى معها ام لانه يريد ان يرى تلك الفتاة صاحبة العينان الرماديتان التى استطاعت ان تعيد لابنة اخيه ابتسامتها مرة اخرى
***
"فى منزل أسامة"
أفكار كثيرة تعصف بعقله هل ما فعله خطأ فعلا هل يمكن ان تكون تلك الفتاة مظلومة هل تسرع فى خطبة" هيام" فالغضب كان مسيطرا عليه واعماه ولم يفيق مما حدث الا وهو طالب يد" هيام" فماذا يفعل اذا صح كلام والديه وكانت "وتين" مظلومة هل اذا اتضحت الحقيقة وعاد اليها ستقبل به ام كرامتها ستثور عليها
أسامة:"لاء لاء هى مش مظلومة انا شفت الصور بعنيا طب لو طلع كل ده كدب وهى فعلا مظلومة هيبقى ايه الحل ساعتها هبقى انا ورطت نفسى فى جوازى من هيام"
اثناء حديثه مع نفسه جلست والدته بجواره فهى تعلم حيرته لانها تعلم انه كان يريد الزواج من "وتين"
نادية:"ايه لسه مش عارف تاخد قرار وهتفضل تفكر كده كتير وتسأل نفسك هل انت ظلمتها ولا لاء"
التفت لها فكيف علمت انه يفكر فى هذا الموضوع وان ما يشغله هل "وتين" بريئة او لا
أسامة :"قصدك على ايه"
نادية"على موضوع جوازك اللى انت مش عارف ترسى على بر فيه ومحتار وعمال ضميرك يأنبك على اللى عملته وانت بتحاول تسكته ومش عارف"
أسامة بدهشة:"وانتى عرفتى ازاى يا ماما ان انا بفكر فى الموضوع ده"
نادية بابتسامة:"انا أمك واعرفك كويس وحاسة بحيرتك يا ابنى لان انا كنت عارفة ان عينك من وتين وانك كنت عايز تتجوزها"
أسامة بتنهيدة:"تفتكرى اعمل ايه يا ماما انا حاسس ان انا تايه ومش فاهم ولا عارف حاجة"
نادية:"مسمعتش ليه من صاحبة الشأن نفسها مواجهتهاش ليه وعرفت الحقيقة بدل الحيرة دى"
أسامة:"وهى فى واحدة هتقول على نفسها انها تعرف شاب او ليها علاقات مع زمايلها فى الكلية"
نادية:"على الاقل كان ضميرك ارتاح بدل ما انت تايه ومش عارف راسك من رجليك كلمها يا ابنى واكيد يعنى انت هتحس اذا كانت بتكذب ولا بتقول الحقيقة"
أسامة:عندك حق انا لازم اشوفها واتكلم معاها واعرف ايه حكاية الصورة دى بدل ما ادبس نفسى فى جوازة انا مش عايزها اصلا"
نادية:"ربنا يصلح ليك الحال يا حبيبى انا برضه ميهمنيش غير سعادتك ومش عيزاك تكمل فى جوازة تتعسك يا ابنى"
اخذ قراره فهو سيذهب ليتحدث معها ويعرف حقيقة هذه الصور ويعرف هل هى مظلومة حقا ؟ام ان هناك شئ لا يعرفه
***
ذهبت "مى" الى الشركة ولا تعرف لماذا ذهبت فهى تريد ان تراه وحسب ولكنها ستقابله بأى مبرر ماذا ستقول له قابلها "رمزى" قبل ان تذهب الى غرفة مكتب "ثائر" عندما رأها علم انها لم تأتى سوى لرؤية "ثائر"
رمزى:"اهلا يا انسة مى"
مى:"ازيك يا استاذ رمزى"
رمزى:"الحمد لله تمام انتى جاية لثائر فى حاجة"
مى بتوتر:"لاء بس كنت جاية علشان علشان"
رمزى:'علشان ايه فى حاجة ولا ايه"
مى:'لا ابدا بس كنت جاية اعرف لو عنده ملاحظات بخصوص الشحن"
رمزى:"بخصوص الشحن! اه بس يا خسارة ثائر مش هنا"
مى:"ليه هو فين"
رمزى:"مسافر اسكندرية"
مى بفضول:"ليه فى حاجة ولا ايه"
رمزى بلؤم:'لاء رايح يريح اعصابه اصله عقبال عندك فرحه قرب فقال بقى يروح يستجم كده يومين علشان داخل على جواز عقبال عندك يا آنسة مى"
عندما سمعت "مى" ذلك ابتلعت ريقها فهى لا تعلم انه خاطب وعلى وشك الزواج أيضاً فكيف لم تنتبه لذلك
مى:"هو خاطب"
رمزى بلؤم:"ايوة ازاى متعرفيش انتى مشفتيش الدبلة اللى فى ايده"
مى:"لاء ما اخدتش بالى على العموم مبروك ربنا يوفقه"
رمزى:"عقبال عندك يا آنسة مى"
مى:"متشكرة عن اذنك"
رمزى:"مش تستنى تشربى حاجة"
مى:"لا شكرا عن اذنك"
قالت ذلك وانصرفت من أمامه وهى تلعن غباءها فكيف لم تنتبه لكل ذلك فرجل مثله لابد ان يكون مرتبطاً فهى رسمت فى مخيلتها انها تستطيع ان تقترب منه ويكون من نصيبها
بعد انصرافها ظل "رمزى "يفكر هل ما فعله الصواب فهو لا يريدها ان تتأمل فى شئ لن يحدث
رمزى:"اقول عليك ايه يا ثائر بس مش كفاية مصايبك بس انا بلومه ليه وهو ماله ماهى اللى كانت بترسم عليه يا ترى محضرلى مصيبة ايه تانى"
سحب هاتفه من جيبه قام بالاتصال عليه ظل بضع لحظات حتى جاءه الرد على الطرف الآخر
رمزى:"اهلا باللى محطم قلوب العذارى ودنچوان عصره واوانه"
ثائر:"انت اتهبلت ياض ولا ايه مالك "
رمزى:"عارف كانت مين هنا دلوقتى فى الشركة"
ثائر:"هتكون مين يعنى"
رمزى:"مى هى اللى كانت هنا"
ثائر باستغراب:"مى !وبتعمل ايه ما العقود خلاص اتوقعت حتى اول شحنة وصلت"
رمزى:"ماهى كانت جاية تطمن على الشحنة وصاحب الشحنة"
ثائر:"والله يا ظريف"
رمزى:"على العموم انا صدمتهالك "
ثائر:"ازاى يعنى"
رمزى:"قولتلها انك خاطب وقربت تتجوز علشان متعشمش نفسها اكتر من كده"
ثائر:"خير ما عملت اول مرة تعمل حاجة تعجبنى يا رمزى"
رمزى:"بقى كده هى دى اخرتها ماشى يا ثائر"
ثائر:'انا اقدر برضه يا صاحبى"
رمزى بتوتر:"قولى مريم عاملة ايه دلوقتى"
ثائر بلؤم:"وانت بتسأل على مريم ليه"
رمزى:"بلاش يعنى اطمن عليها"
ثائر:"هى كويسة حتى كمان متقدملها عريس"
سمع "رمزى" ذلك غلى الدم فى عروقه فهو لن يسمح لاحد ان يقترب منها
رمزى بانفعال:"انت بتقول ايه"
ثائر:"مالك كده متنرفز كده ليه"
رمزى:"اسمع بقى اللى هيقرب من مريم انا هقتله"
ثائر:"ليه بقى ان شاء الله وهى تخصك فى ايه"
رمزى:"......
***
يتبع..

رواية دمية في يد غجري الفصل الخامس بقلم سمسم


سمع "رمزى" ذلك غلى الدم فى عروقه فهو لن يسمح لاحد ان يقترب منها
رمزى بانفعال:"انت بتقول ايه"
ثائر:"ومالك كده متنرفز كده ليه"
رمزى:"اسمع بقى اللى هيقرب من مريم انا هقتله"
ثائر:"ليه بقى ان شاء الله وهى تخصك فى ايه"
رمزى:"انت هتستهبل يا "ثائر" ولا ايه متنرفزنيش احسنلك"
ثائر:"فى ايه ياض انت ما تلم نفسك ايه بستهبل دى انت نسيت نفسك ياض انت ولا ايه"
رمزى:"انا بقولك اهو اللى هيقرب منها انا هقتله فاهم ولا مش فاهم"
ثائر:"ليه ياعم الحلو ما مسيرها فى يوم تتجوز هتعنس يعنى دى مريم العرسان مش ملاحق ارفض مين ولا مين"
رمزى:"لان مريم دى بتاعتى انا يا "ثائر "ومش هتبقى لحد تانى"
ثائر:"بتاعتك ايه ما تلم نفسك احسن اجيلك انت ناسى ان انا عمها ياحيوان"
رمزي:"وانا بحبها وهتبقى مراتى ومش هتشيل اسم حد غيرى"
ثائر باستفزاز:"ومين قالك ان انا هرضى اجوزهالك أساساً ملقتش الا انت واجوزهولها"
رمزى:"توافق متوافقش انت حر هتجوزها يعنى هتجوزها وده اخر كلام عندى يا" ثائر "واللى عندك اعمله"
ثائر:"دا انت بايع بقى يا رمزى ومش هامك حاجة"
رمزى بحب:"دى مريم كبرت يوم ورا يوم قصاد عينى فضلت مستحمل ده كله علشان ييجى الوقت اللى اصارحها فيه بحبى ليها تيجى انت وعايزنى اسمع انها هتتجوز ومتجننش عليك"
ثائر ببرود:"ومين قالك انها هتتجوز يا رمزى"
رمزى:"يعنى كنت بتشتغلنى بس لما اشوف وشك يا"ثائر"
ثائر:"دا انت باين عليك واقع لشوشتك اوى يارمزى"
رمزى:"اوى اوى يا ثائر متجوزهالى بقى ينوبك ثواب يا اخى فيااعتبرها مكافأة نهاية الخدمة ههههه"
ثائر:"هههه دا انت لسعت بس مش لما اعرف رأيها الأول ايه ولا هجوزها من غير موافقتها"
رمزى بفرحة:"يعنى انت موافق يا ثائر"
ثائر:"يلا امرى لله ضل رمزى ولا ضل حيطة"
رمزى:"دا انت رخم رخامة يا اخى مشفتش زيها"
ثائر:"بقى كده طب انا رجعت فى كلامى ومش موافق واخبط دماغك فى الحيطة"
رمزى:"لااا انا اللى رخم وستين رخم كمان كله الا انت يا حبيبى"
ثائر:"ايوة كده اظبط احسنلك بحبك لما تبقى مؤدب"
رمزى:"انتوا هتغيبوا على ما ترجعوا ماتيجوا بقى"
ثائر:"هو انا لحقت اقعد هنا ثم مش عارف مريم اتعلقت بواحدة هنا ومش عارف اعمل ايه يا رمزى"
رمزى:"اتعلقت ازاى مش فاهم"
قص "ثائر "كل شئ ل"رمزى" عن معرفة "مريم" ب"وتين" وسر تعلقها بها
رمزى بخوف:"يعنى مريم كانت هتغرق"
ثائر:'ايوة ولولا ستر ربنا بعتلها البنت دى وانقذتها ومن ساعتها و"مريم" متعلقة بيها انا اول مرة اشوف "مريم" مهتمة بحد زى البنت دى"
رمزى:"خلى بالك منها يا ثائر علشان خاطرى"
ثائر:"اكيد طبعا انت هتوصينى على "مريم "دى بنت اخويا الغالى وانت عارف "مريم" ايه بالنسبة ليا"
رمزى:"عارف وعارف انت بتحبها قد ايه ربنا يسهل وتوافق وساعتها انا افديها بروحى مش بس برقبتى"
ثائر:"عارف يا حبيبى انك هتحافظ عليها وانا مأمنش عليها مع حد غيرك انت يارمزى"
رمزى:"حبيبى يا ابو الصحاب ادى الصحوبية ولا بلاش"
ثائر بمزاح:"دلوقتى بقيت حبيبك وابو الصحاب مادى حقير"
رمزى:"انت عارف انت حبيبى من زمان قولى معملتش مصيبة جديدة تفاجئنى بيها"
ثائر بمزاح:"لاء ملتزم بالتعليمات اللى قولتهالى بالحرف ومؤدب اهو ومتخانقتش مع حد"
رمزى:"طيب اذا كان كده ماشى سلملى على "مريم "بقى وياريت تحاولوا ترجعوا بسرعة"
ثائر:"يوصل ان شاء الله سلام"
رمزى:"مع السلامة"
انهى"ثائر" مكالمته مع "رمزى"التفت خلفه وجد" مريم" كأنها تبحث عن شئ ثمين فقدته ولم تجده
ثائر:"خلاص يا "مريم "يمكن مش هتيجى النهاردة انتى عمالة تدورى عليها زى ما تكون فى حاجة ضايعة منك"
مريم بحزن:'مش عارفة اتعودت اجى هنا والاقيها قاعدة فى المكان ده"
ثائر:"جايز مش فاضية او فى حاجة معطلاها او عندها ظروف مخلتهاش تيحى"
مريم:"انا خايفة يكون جرالها حاجة يا عمو ولا تكون تعبانة"
ثائر:"للدرجة دى اتعلقتى بيها يا مريم"
مريم:"مش عارفة يا عمو انا بقيت افكر فيها كتير ولما تتأخر بخاف عليها يكون جرالها حاجة"
ثائر:"بس احنا مسيرنا نرجع القاهرة وهى هتفضل هنا يعنى ايام وكل شئ يرجع لوضعه الطبيعي"
مريم:"مش عارفة بجد لما نرجع القاهرة ازاى مشوفهاش وانا اتعودت عليها هو مينفعش ناخدها معانا يا عمو البيت"
ثائر باستغراب:"ناخدها فين هى لعبة يا حبيبتى هتشتريها وتاخديها معاكى دى بنى ادمة وليها اهلها هنا وحياتها"
مريم:"بس هى قالتلى انها عايشة فى عذاب هنا والناس دول وحشين معاها ومبيعملهاش كويس"
ثائر:"احنا برضه منعرفهاش مش جايز مثلا بتكذب عليكى علشان تتعاطفى معاها او كل اللى قالتهولك ده مجرد كذب وتأليف من دماغها"
مريم:"مظنش يا عمو "وتين" مش من النوع ده وانت شفتها"
ثائر:"الله اعلم بيها يا "مريم" انا مشفتهاش غير مرة واحدة يعنى مقدرش احكم عليها من مرة شفتها فيها"
اثناء حديثهم كانت "وتين"حضرت الى المكان وجلست كعادتها ولم تنتبه لهم بسبب بعدهم عن المكان لمحها"ثائر" من بعيد
ثائر:"باين عليها جت هناك اهى"
مريم بفرحة:'بجد يا عمو "وتين" جت"
ذهبت "مريم" سريعا اليها كان يتبعها "ثائر" بخطوات رزينة واضعا يده في جيوبه ونظارة شمسية على عينيه
مريم:'وتين انتى اتأخرتى ليه النهاردة انا افتكرت انك مش هتيجى لما اتأخرتى"
التفت "وتين" الى مصدر الصوت رأت "مريم" اثار الضرب على وجهها ففزعت من منظر تلك الكدمات على وجهها
مريم بفزع:"ايه اللى فى وشك ده يا "وتين" حد ضربك ولا ايه فى كدمات زرقا فى وشك"
وتين بابتسامةمهزوزة:"لا ابدا بس انا اتخبطت كنت سرحانة وخبطت فى الحيطة وانا مش واخدة بالى"
ثائر بانفعال:"بس ده مش اثار خبط ده اثار ضرب فى حد ضاربك جامد مين اللى عمل فيكى كده وضربك بالشكل ده"
لا يعلم ماذا اصابه عندما رأى منظر وجهها وتلك الكدمات التى تحولت الى اللون الازرق فكان يريد شئ واحد فى هذا الوقت وهو ضرب من فعل بها ذلك حتى لا يستطيع الحركة بعدها
عندما سمعت صوته ورأته خفضت وجهها خوفا واضطرابا فنبرة صوته تحمل فى طياتها العديد من الانفعالات ولكنها سألت نفسها لماذا سينفعل ؟ لماذا يهمه امرها؟ ففى هذه الحياة لايوجد من يهتم بأمرها ربما سوى تلك الفتاة التى تكون ابنة اخيه فهى من رأت منها معاملة طيبة
وتين بتلعثم:"لا ابدا مفيش حد ضربنى انا اتخبطت"
مريم:"هم الناس اللى انتى عايشة معاهم عملوا فيكى كده يا وتين قولى متخافيش"
سكتت ولم ترد فايقن"ثائر" انها بالفعل فتاة تعيش حياة بائسة مع اناس لا يعرفون للرحمة سبيلاً ولكن ماذا يفعل؟فهو يتخيل اذا كانت "مريم"مكانها كان لن يتحمل ان يفعل بها احد ذلك ولكن سيدافع عنها بأى صفة وبأى شكل؟ ظلت الافكار تعصف به كثيراً شعر بسريان الدم حارا فى شرايينه بسبب إحساسه بعدم اخذ حقها ممن فعل بها ذلك
مريم:"شكلهم ناس معندهمش رحمة علشان يعملوا فيكى كده"
ثائر:"مريم اقعدى معاها انا نازل البحر هعوم شوية متتحركوش من مكانكم على ما ارجع"
هو يريد شئ يهدأ من فوران أعصابه لذلك فكر فى النزول الى البحر لعل برودة المياه تعيد اليه هدوءه اختار مكان معزول تماما حتى يستطيع ان يسبح بحريته
مريم:"وتين هم عملوا فيكى كده علشان كنتى بتتغدى معانا"
وتين:"هى دى حياتى يا مريم اللى شكلى هفضل عيشاها طول عمرى"
بعد الانتهاء من سباحته فكر فى الذهاب لشراء الشيكولاتةالتى تحبها ابنة اخيه فاشترى ما يكفى لها ول"وتين" وعاد اليهم
ثائر:"انا جبتلكم شيكولاته معايا النوع اللى انتى بتحبيه يا مريم"
مريم بابتسامة:"تسلملى ياعمو"
ثائر:"ودى علشانك يا انسة وتين"
عندما قال ذلك رفعت وجهها تنظر اليه وهو يمد يده لها ببعض الشيكولاته التى اشتراها من اجلها
وتين:"علشانى انا الشيكولاتة دى"
ثائر:"ايوة علشانك ولا انتى مبتحبيش النوع ده ممكن اغيرهولك"
وتين:"لاء شكراً هو ده النوع اللى انا كمان بحبه"
ثائر:"بالهنا والشفا"
وتين:"متشكرة جدا لحضرتك"
هى لا تصدق ان احد يتكلم معها بكل هذا الهدوء و اهداها شئ حتى وان كانت قطعة من الشيكولاتة فلماذا فعل ذلك؟ هبت وتين واقفة تريد الذهاب فهى لا تريد المزيد من الاهانة عندما تعود الى المنزل
وتين:"عن اذنكم لازم امشى دلوقتى"
مريم:"استنى احنا لسه مقعدناش مع بعض ولسه بدرى خليكى معانا شوية"
وتين:"معلش وقت تانى عن اذنكم"
قالت ذلك وفرت هاربة فهى لا تريد ان تعلق نفسها بأمال ستؤل فى النهاية الى خيبة أمل كبيرة
مريم:"شوفت بقى يا عمو انها مبتكدبش والناس دول فعلا مش كويسين معاها"
ثائر:"هى عايشة مع حيوانات دى ولا ايه فى حد يضرب بنت بالشكل ده"
مريم:"دا يمكن الحيوانات عندها رحمة دا حتى البنت اللى المفروض تبقى بنت عمها خطفت منها الشاب اللى كان جاى يخطبها"
ثائر:"يا سلام للدرجة دى كمان ايه ده"
مريم:"ايوة الناس دول معذبنها انا بقيت ادعى ان ربنا يخلصها منهم ويرحمها من الذل اللى هى عايشة فيه معاهم"
ظلت كلمات "مريم" ترن فى اذنه وعقله وبات مشغول البال بها بتلك التى عندما رأى منظر الحزن بعينيها وهو اعصابه ثائرة وعقله لا يهدأ من التفكير فكأن هناك الاف الافكار العالقة بها
ثائر:"يلا بينا نرجع الشقة علشان جوعت اوى يا مريم"
مريم:"يلا بينا"
ثائر:"على فكرة احنا هنرجع القاهرة بكرة كفاية كده انا عندى شغل وانتى لازم ترجعى كليتك بقى"
مريم باحباط:"حاضر ياعمو"
***
كانت تسير فى الشارع باحساس الإحباط وصلت إلى المنزك فتحت الباب وجدت الشقة رأسا على عقب فتذكرت ان غدا الخطبة الرسمية ل"هيام" و"اسامة" وقامت"عايدة" بلم كل هذه الاغراض لكى تعيد"وتين" ترتيبها وتنظيف الشقة
عايدة:"حمد الله على السلامة يا برنسيسة لسه بدرى"
وتين باستسلام:"الله يسلمك يا مرات عمى"
عايدة:"يلا خلصى غيرى هدومك علشان تنضفى الشقة وتروقيها انتى عارفة خطوبةهيام بكرة"
وتين بجمود:"حاضر هنضفها يا مرات عمى"
ذهبت الى غرفتها ابدلت ملابسها بملابس بيتية لتستطيع ان تقوم بتنضيف هذه الشقة التى لن يساعدها فيها احد فستظل "عايدة" و"هيام" يملوا عليها ما تفعله وهم جالسين بكل راحة وضعت الشيكولاتة التى اهداها اياها على السرير نظرت اليها بابتسامة فهى كأنها تريد الاحتفاظ بها الى الأبد افاقت على حالها لماذا اصبحت تفكر بتلك الطريقة؟
بدأت التنظيف فامتزجت دموعها بذلك الماء الذى تستخدمه لمسح الأرضية فإلى متى ستستمر حياتها التى تشبه حياة سندريلا ولكن ما ظنته اميرها المنقذ لم يثق بها وذهب لخطبة فتاة اخرى فربما ستظل حياتها هكذا بدون تغيير
هيام:"ياريت تنضفى كويس انتى فاهمة"
لم ترفع"وتين" رأسها ولم تجيبها وهذا ما زاد فى غيظ "هيام" منها أكثر فهى تحاول استفزازها بأى طريقة لتسمعها مزيد من الإهانة
انتهت "وتين" مما تفعل ذهبت الى غرفتها وجسدها يؤلمها بشدة تمددت على السرير تنظر بشرود ومقلتيها لا تجف منها الدموع
عاد "سمير" الى المنزل يحمل بعض الاغراض فى يده تلك الاغراض اللازمة للخطبة استقبلته امه وأخته
هيام:"ايه ده كله يا سمير ايه الحاجات دى"
سمير:"ده جاتو وحاجة ساقعة وشكولاتات لزوم الخطوبة"
عايدة:'تعيش وتجيب يا حبيبى عقبال عندك انت كمان"
سمير:"تسلمى يا امى هى البت "وتين" فين مش شايفها هى لسه برا ولا ايه"
عايدة:"لاء دى خلصت تنضيف ودخلت اوضتها"
هيام:"انت بتسأل عليها ليه يعنى يا "سمير" فى حاجة ولا ايه"
سمير:'اصل فى واحد كلمنى عليها النهاردة"
عايدة:"كلمك ازاى يعنى"
سمير:'عايز يخطبها يا أمى"
هيام بغيرة:"ويبقى مين ده بقى ان شاء الله اللى عايز يخطبها"
سمير:"ده يبقى عزيز ابن شعبان العطار"
عايدة بدهشة:"انت بتقول مين يا سمير"
سمير:"فى ايه يا أمى بقولك عزيز ابن شعبان العطار فى ايه"
هيام بشماتة:"الواد "عزيز" البلطجى ده هو اللى عايز يتجوزها"
سمير:"احترمى نفسك يا بت انتى ايه بلطجى دى"
عايدة:"هى مغلطتش هو فعلا عايش بلطجى حتى كمان مش مكمل تعليمه وسارح طول النهار فى الشارع يرخم على خلق الله"
سمير:"والله هو كلمنى وقالى انه عايز يخطبها وانا هسألها رأيها ايه"
هيام:"ما انت عارف انها هترفض حاطة مناخيرها فى السما وهتقولك انا هبقى مهندسة اتجوز واحد زى ده ازاى"
عايدة:"اه فاكرة نفسها ياما هنا وياما هناك بسلامتها"
هيام:"يبقى لازم نكسر مناخيرها وتتجوزه مش احسن ما تعملنا مصيبة"
قالت ذلك وذهبت إلى غرفة"وتين" فتحت الباب كانت "وتين" نائمة على السرير نظرت الى الباب وجدت"هيام" اغمضت عينيها بتعب فماذا تريد منها الا يوجد ما يشغل هذه الفتاة عنها
هيام:"مبروك يا وتين"
وتين باستغراب:"مبروك على ايه بتباركلى على ايه يا هيام"
هيام:"على العريس مش فى عريس اتقدملك شكلنا كده هنتجوز مع بعض يا"وتين" شوفتى الصدف"
وتين بتساؤل:"عريس مين ده ويطلع مين ده كمان"
هيام:"عزيز ابن شعبان العطار"
سمعت"وتين"ذلك وكأن أحد صفعها بكل قوة على وجهها فماذا تقول تلك الفتاة ؟
وتين بصدمة:"انتى بتقولى مين"
هيام:"ايه مسمعتيش بقولك عزيز ابن شعبان العطار"
وتين بانفعال:"وانا مستحيل اوافق اتجوزه مش ممكن ابدا مستحيل اتجوز "عزيز" ده لو اخر يوم فى عمرى"
هيام:"امال عايزة تتجوزى مين يا شملولة"
وتين:"انتى عيزانى اتجوز واحد زى ده بلطجي وقليل الادب وسمعته زى الزفت وبيرزل على خلق الله"
هيام:"الراجل شاريكى وانتى عارفة ابوه راجل مقتدر"
وتين:'اتجوزيه انتى يا "هيام" مش انا اللى هتجوزه"
هيام:"انتى بتقولى انا كده يا بت انتى"
وتين:"ايوة بقولك انتى كده وبطلى بقى الحقد اللى فى قلبك من ناحيتى ده كفاية غل انتى اللى بيمشى فى عروقك مش دم ده حقد وغل وشر"
سمعت "هيام"ذلك علا صوتها بانفعال شديد فهى لا تحبها ان ترد عليها اهانتها
هيام:"انا حقودة يا بتاعة انتى انتى تطلعى ايه اصلا"
وتين:"واحدة احسن منك مليون مرة يا هيام"
لاتعلم "وتين" من اين اتتها كل هذه الجرأة فهى قد طفح كيلها من هؤلاء الناس حتى لم تعد باقية على شئ
سمع "سمير" و"عايدة" صوتهم العالى ذهبوا سريعا الى الغرفة وجدوا"هيام" و"وتين" يتشاجرون
سمير:"فى ايه صوتكم عالى ليه كده انتى وهي الناس تقول علينا ايه"
هيام:"تعال شوف يا سمير الانسة المحترمة بتشتمنى وبتقولى اتجوزى انتى عزيز"
عايدة:"بتقولى ايه يا بت انتى احترمى نفسك بنتى هتتجوز أسامة"
وتين:"بقول اللى سمعتوه جواز انا مش هتجوز جوزيه لبنتك"
عايدة:"عيلة قليلة الادب وناقصة رباية بقيتى تردى علينا كمان"
سمير:"انتى ازاى يا بت انتى تطولى لسانك علينا ها نسيتى نفسك ولا ايه"
وتين:"حرام عليكم بتعملوا فيا ليه كده حرام عليكم ارحمونى علشان ربنا يرحمكم"
سمير:"طب ايه رأيك بقى انا خلاص موافق على جوازك من "عزيز" واخبطى دماغك فى الحيطة هتتجوزيه يعنى هتتجوزيه يا وتين"
وتين:"دا على جثتى لو حصل لو حتى هموت نفسى بس مش هتجوزه"
سمير:"يبقى على جثتك يا وتين"
اقترب منها وظل يناولها من الصفعات والضرب ما جعلها غير قادرة على الوقوف بعد ان رأى انها نالت ما تستحق من الضرب خرج من الغرفة تتبعه امه و"هيام" الذى تنظر الى جسد "وتين"الملقى على الارض والتى اصبحت تأن من الوجع الموجود فى كل انحاء جسدها
زحفت على الارض حتى وصلت إلى السرير استندت عليه بألم شديد رفعت جسدها عن الأرض ارتمت على السرير وهى تبكى بمرارة على حالها الذى لا يتغير ولكنها لن تسمح بأن يهدموا مستقبلها بهذه الشناعة ولكن ماذا تفعل؟
***
كان"ثائر"جالس متجهم الوجه ولا يعلم سر هذا الإحساس هل بسبب رؤية هذه الفتاة بهذا الشكل ولكن ماذا يهمه فى أمرها؟ هل بسبب انه لم يرى احد من قبل يحتاج الى مساعدة ولم يساعده ام ماذا ؟لم يفيق من افكاره الا على صوت"مريم"
مريم:"عمو عمو"
ثائر:"ايوة يا "مريم "فى ايه عايزة حاجة"
مريم:'_مالك سرحان ليه كده بكلمك مش بترد عليا"
ثائر:"لاء مفيش حاجة كنتى عايزة ايه يا حبيبتى"
مريم:"بقولك دادة جهزت الشنط علشان نسافر الصبح فى حاجة تانية عاوزها"
ثائر:"لاء يا حبيبتى مفيش حاجة تانى روحى نامى انتى علشان تصحى فايقة الصبح"
مريم:"تصبح على خير يا عمو"
ثائر:"وانتى من اهله يا مريم"
ذهبت "مريم "الى غرفتها ظل"ثائر"جالسا فى مكانه وجد هاتفه يعلن عن ورود مكالمة هاتفية من خطيبته"سيلا"
سيلا بدلع:"حبيبى عامل ايه النهاردة"
ثائر:"الحمد لله تمام انتى اخبارك ايه"
سيلا:"يعنى الدنيا هنا وحشة من غيرك يا ثائر"
ثائر:"وحشة اوى يعنى"
سيلا:"خالص خالص يا ثائر"
ثائر:"تيجى بالسلامة يا سيلا"
سيلا:"تسلملى يا حبيبى عايزة لما ارجع اجى البيت علشان المهندس يظبط الجناح قبل الفرح"
ثائر:"ان شاء الله اللى عايزه تعمليه اطلبيه من المهندس"
سيلا:"انا هخليك الجناح ده جنة خاصة بيا وبيك"
ثائر:"ماشى"
لاحظت "سيلا" انه لا يتحدث معها كعادته فكلامه اصبح قليل جدا وكأن هناك شئ لا تعرفه
سيلا:"مالك يا ثائر فى ايه"
ثائر باستغراب:"مالى فى ايه"
سيلا:"بترد عليا بالقطارة كأنك مش عايز تتكلم معايا اصلا"
ثائر:"مفيش يا "سيلا" بس انا مصدع شوية وفى حاجات شاغلة بالى"
سيلا:"حاجات ايه دى قولى عليها"
ثائر:"حاجات خاصة بالشغل متشغليش بالك"
سيلا:"لو مصدع خدلك قرص مسكن وانت هتبقى كويس لانك مش عاجبنى خالص"
ثائر:"ده علشان قولتلك مصدع ومشغول شوية"
سيلا:"على العموم هكلمك تانى باى"
ثائر:"مع السلامة يا سيلا"
أنهى مكالمته ذهب الى الشرفة يشعر بنسمات الهواء فى هذا الليل البديع متأملا تلك النجوم البراقة التى كانت كحبات الألماس المنتشرة فى السماء اطلق تنهيدة قوية لماذا لا يشعر مع"سيلا" بتلك المشاعر التى يسمع عنها او يشعر نحوها كشعور"رمزى"تجاه "مريم" لماذا يشعر بكل هذا البرود فى قلبه هل بسببها هى انها لم تحرك تلك المشاعر التى يجب ان يشعر بها تجاهها فاحيانا يشعر كأنه يتعامل مع قطعة من الثلج كل كلمة تخرج من فمهاخاصة بعملها ومستقبلها فأحيانا يتخيل كيف ستكون حياتهم سويا فربما ستكون حياة روتينية بدون اى مشاعر او احاسيس حياة خالية من الحب المفترض ان يكون بين اى زوجين
ثائر:"وبعدين ياعم"ثائر" انت اخترت ولازم تتحمل نتيجة اختيارك ليه دلوقتى بتفكر اذا كان اختيارك ده صح ولا غلط"
اثناء حديثه مع نفسه سمع صوت"حسنية"وقد جلبت له كوب القهوة الخاصة به
حسنية:"اتفضل حضرتك القهوة"
ثائر:"تسلم ايدك مريم نامت"
حسنية:"ايوة بس كانت زعلانة اوى"
ثائر باهتمام:"ليه مالها زعلانة ليه"
حسنية:"بتقول علشان مش هتشوف"وتين"تانى وان احنا مسافرين"
ثائر:"مش عارف اعمل ايه في الموضوع ده الى يشوفها يقول تعرفها من سنين مش من كام يوم بس"
حسنية:"جايز اتعلقت بيها علشان ملهاش اصحاب"
ثائر:"بس احنا مش هنفضل هنا العمر كله وبكره احنا راجعين القاهرة وخلى بالك منها"
حسنية:"متخافش مريم دى فى عنيا"
ثائر:"تسلم عينك انا عارف ان انتى اللى مربياها وهى كمان متعلقة بيكى"
حسنية:"وربنا يشهد انا بحبها قد ايه دى بنتى اللى مخلفتهاش"
ثائر:"عارف روحى دلوقتى نامى علشان نصحى فايقين"
حسنية:"ان شاء الله تصبح على خير"
ثائر:"وانتى من اهله"
ذهبت"حسنية"ظل يرتشف قهوته ببطئ واستمتاع فهو يعشق شرب القهوة ويعشق شربها ايضا عندما يفيق من نومه
**
فى غرفة مظلمة لا يضيئها الا نور خافت يلقى بظلاله على وجه ذلك الرجل الجالس على كرسيه ينفث سيجاره بكل برود ناظرا الى ذلك الرجل الذى يرتعش من خوفه والذى ايضا يوجد على وجه آثار ضرب بطريقة وحشية
"انت جيت ليه يا "فرج"وعايز ايه مش قولتلك متجيش هنا الا لما اطلب منك"
فرج:"عايزك تحمينى يا باشا فى واحد انا لدلوقتى مش عارف هو مين بيدور عليا"
"واحد مين ده وعايز منك ايه يا" فرج" انت عملت حاجة من ورايا ومن غير ما اعرف"
فرج:" ابدا يا باشا والله انا مشفتش شكله كان لابس قناع على وشه بس كان عايز يعرف مين اللى خلانى احط القنبلة فى عربية العميد "رؤوف العمرى" بس كان بيضربنى بكل غيظ زى ما يكون اللى مات ده ابوه ولا حد عزيز عليه"
"دا أكيد اخوه ثائر"
فرج:"ثائر مين ده كمان دا عليه ضربة ايد دا غيرلى ملامح وشى يا باشا ولولا ان انا ضربته بالمطواة فى ايده كان زمانه موتنى من كتر الضرب"
"وانت قولتله حاجة عنى"
فرج:"لاء يا باشا ملحقتش جريت منه بسرعة وملحقنيش"
"كويس يا فرج انك مقولتش حاجة"
فرج:"اناعايز تحمينى يا باشا انا برضه الراجل بتاعك"
"اكيدطبعا يا فرج انا هبعتك مكان محدش هيقدر يوصلك فيه ابدا"
فرج بفرحة:"بجد يا باشا الكلام ده"
"ايوة طبعا وانت قولت انت الراجل بتاعى ولازم احميك"
سحب مسدسه بكل دم بارد اطلق عليه عدة رصاصات اردته قتيلا نظرالى بعض الحراس الخاصين به
"خدوا جثته ارموها فى اى حتة"
الحارس:"اوامرك يا باشا"
قام الحارسان بحمل جثة"فرج"للتخلص منها حسب تلك الاوامر التى تلقوها من هذا الرجل عاد يجلس على كرسيه يفكر كيف يتخلص منه هو وابنة اخيه كما تخلص من اخيه فى ذلك الحادث قام بتشغيل ذلك الفيديو الذى قام بتسجيله لذلك الحادث الذى اغتيل فيه"رؤوف العمرى" الاخ الأكبر ل"ثائر"ووالد"مريم"نظر الى الفيديو وهو يرى الانفجار و اللهب المتصاعد من السيارة بعد تفجيرها
"ماشى يا استاذ"ثائر" دورك جاى انت وبنت اخوك وطالما انت زعلان اوى كده على موت اخوك وبدور على اللى قتله انا هخليك تروح تسليه فى الآخرة بس بعد ما اخد كل حاجة منك وهنهى حاجة اسمها"ثائر العمرى"
قال ذلك تعالت ضحكاته من مجرد تخيله فقط انه سينهى حياة"ثائر" وحياة"مريم" ابنة أخيه
***
استيقظت من نومها فاليوم يو عطلة وليس لديها محاضرات ارتدت ملابسها قبل يفيقوا من النوم صلت فرضها وخرجت من المنزل متجه الى ذلك المكان الذي تجلس فيه دائماً لعلها تجد"مريم"تجلس معها قليلا فهى بحاجة الى ان يسمعها احد تريد ان تتكلم بحريتها دون أن تخزن كل شئ بداخلها فاذا استمر بها الحال هكذا ربما ستصاب بحالة نفسية سيئة وصلت إلى المكان جلست على تلك الصخرة التى اعتادت الجلوس عليها ولكنها لم تراها فهى محرجة ان تذهب الى الشقة بسبب وجود عمها ذلك الرجل الذى عندما تداهم صورته مخيلتها او تتذكر اسمه تشعر بارتعاشة فى قلبها من مجرد ذكر اسمه فقط قاموا بحمل أغراضهم ووضعها"ثائر"فى سيارته ولكن قبل الذهاب التفت اليه"مريم"
مريم:"عمو ممكن اطلب منك طلب"
ثائر:"خير عايزة ايه يا مريم
مريم:"عايزة اشوف"وتين" قبل ما نمشى ونسافر"
ثائر:"هتشوفيها فين احنا الصبح وممكن متكنش جت"
مريم"هشوف لو جت اسلم عليها لو مجتش نمشى على طول ماشى"
رضخ'ثائر" لطلب"مريم" حتى انه ذهب معها وبالفعل وجدوا"وتين"جالسة تضم قدميها بذراعيها تنظر الى البحر بشرود
مريم:"وتين"
نظرت"وتين"الى مصدر الصوت ابتسمت لها فهى كانت تريد ان تراها هى الاخرى
وتين بابتسامة:"مريم كويس انك جيتى دلوقتى"
مريم بحزن:"انا كنت جاية اسلم عليكى قبل ما اسافر القاهرة"
وتين بحزن:"انتى خلاص مسافرة دلوقتى ومش هشوفك تانى"
مريم:"ايوة ماشيين دلوقتى"
وتين:"مع السلامة وهتوحشينى يا مريم خلى بالك من نفسك"
مريم:"وانتى كمان هاتى نمرة تليفونك علشان ابقى اطمن عليكى يا وتين"
اعطتها"وتين" رقم هاتفها فقامت"مريم" بتسجيله ثم اتصلت عليها فظهر رقم"مريم" على هاتفها
مريم:"انا رنيتلك علشان تسجلى نمرتى انا كمان علشان تبقى تكلمينى تطمنينى عليكى"
وتين:"خلاص ماشى ان شاء الله"
كان"ثائر" يتابع الحديث بينهم على بعد مسافة قصيرة منهم فاقترب منهم طالبا من"مريم" الانتهاء حتى يذهبوا فى طريقهم
ثائر:"مش يلا يا"مريم"علشان منتأخرش"
مريم:"ثوانى بس هجيب حاجة واجى على طول ياعمو"
ذهبت:"مريم"سريعا قبل ان يرد عليها"ثائر" نظرت اليه ثم خفضت نظرها سريعاً فاستغرب لماذا كلما تراه تنظر الى الأرض؟
ثائر:"مع السلامة يا انسة وتين"
وتين بتوتر:"الله يسلمك توصلوا بالسلامة ان شاء الله"
ثائر:"شكرا اخبار الخبطة اللى فى وشك ايه خفت"
وتين:"الحمد لله بقيت احسن"
ثائر:"هو انا ممكن اسالك سؤال وتردى عليه بصراحة"
وتين:"خير اتفضل اسأل"
ثائر:"هى كانت خبطة بجد ولا حد ضاربك"
وتين:"لاء لاء خبطة محدش ضربنى"
ثائر:"انتى ليه خايفة كده كأنك لو قولتى الحقيقة حد هيأذيكى"
وتين بتوتر:"وهخاف من ايه انا كويسة الحمد لله"
ثائر:"انتى متأكدة من الكلام ده يا انسة"وتين" متأكدة انك كويسة"
وتين بابتسامة:"ايوة متأكدة طبعا"
ثائر:"ماشى هى"مريم" راحت فين"
اثناء كلامهم كان"أسامة" واقفا على بعد مسافة منهم فهو حضر إلى هذا المكان خصيصاً لكى يعرف حقيقة تلك الصور ولكن مارأه اكد شكه فيها فهى الآن تقف مع رجل غريب تبتسم له ولا يوجد احد معهم هل كل هذا الخجل الذى كانت تظهره على وجهها لم يكن سوى قناع ترتديه لتوهم من حولها وهو كان سينخدع فى مظهرها البرئ
كانت تبتسم بخجل وهى ترد على اسئلة"ثائر" لها اثناء التفاتها لمحت"أسامة" ماتت البسمة على شفتيها لماذا جاء الى هنا وماذا يريد منها؟
وتين بهمس:"أسامة"
اقترب منهم"أسامة" بذلك الوجه العابس والذى يحمل ايضا تعبيرات الاحتقار لتلك الفتاة
وتين:"استاذ أسامة انت بتعمل ايه هنا"
أسامة......
***
يتبع..

رواية دمية في يد غجري الفصل السادس بقلم سمسم


كانت تبتسم بخجل وهى ترد على اسئلة" ثائر" لها اثناء التفاتها لمحت "أسامة" ماتت البسمة على شفتيها لماذا جاء الى هنا وماذا يريد منها؟
وتين بهمس:" أسامة"
اقترب منهم" أسامة" بذلك الوجه العابس والذى يحمل ايضا تعبيرات الاحتقار لتلك الفتاة
وتين:"استاذ "أسامة" انت بتعمل ايه هنا فى حاجة ولا ايه"
أسامة:'استاذ "اسامة "ايه بقى ممكن تقوليلى يا مغفل يا غبى يا اعمى "
وتين باستغراب:"فى ايه وانت حضرتك بتتكلم كده ليه معايا"
أسامة:"بتكلم كده ليه ولا حاجة متاخديش فى بالك مين ده زبون جديد يا انسة وتين"
اتسعت عين" وتين" بقوة فماذا يقول هذا المجنون وماذا يظن بها وماذا يقصد بتلك الكلمة المهينة التى تفوه بها الآن
عندما سمع "ثائر "كلامه عقد حاجبيه استغرابا من هذا الشخص ولماذا يتحدث معها بهذه الطريقة الغير مهذبة على الإطلاق
وتين بانفعال:"انت بتقول ايه انا مسمحلكش تقولى كده انت فاهم احترم نفسك يا استاذ اسامة"
أسامة:" احترم نفسى! وكمان انتى ليكى عين تردى دا انتى طلعتى رخيصة قوى"
سمع "ثائر "ذلك وجد نفسه يمسك" أسامة" من ملابسه ينظر اليه بنظرات جعلت أسامة يبتلع ريقه مرة تلو الاخرى ترسل رعشات مرتعدة فى أوصاله" فثائر" عندما يصيبه الغضب لا أحد يستطيع ان يوقفه عما يفعل
ثائر:"ايه اللى انت بتقوله ده وازاى تكلمها بالطريقة دى ها انطق احسن ادفنك هنا مكانك "
أسامة:"نزل ايدك انت مفكرنى خايف منك انت خايف على احساسها اوى بس متتعشمش اوى كده دى كل شوية تعرف واحد وماشية على حل شعرها"
وتين:"أخرس انت كداب والله انا مش كده"
نظر "ثائر "اليها بدون ان يترك "أسامة" من يده فهو يعلم انها فتاة مظلومة وليست كما يقول هذا الشخص فهى لاتجد من يدافع عنها او عن سمعتها وكرامتها التى يهينها هذا الشخص الذى منذ ان رأه "ثائر "وهو يشعر بالبغض ناحيته ولا يعرف سر هذا الإحساس فهو اول مرة يراه فيها ولكن هيهات فليس" ثائر" من يسمع احد يهين فتاة ويقف مكتوف الايدى
ثائر:"انتى مش محتاجة تبررى كلامك لحد وهو بنى ادم معندوش دم علشان يكلمك كده ثم انت مين اصلا علشان تتكلم كده معاها وتقربلها ايه اصلا"
اسامة:'انا كنت مغفل ومخدوع فيها بس ربنا ستر قبل ما ادبس مع واحدة زيها وكانت خلت سمعتى وشرفى على كل لسان"
هل خاض فى عرضها بكلامه الآن حسنا فيجب ايقافه عند حده
ثائر:"صدقنى ده من حسن حظها لانك باين عليك اصلا مبتفهمش وواحد لسانك طويل وعايز قطعه"
رفع "أسامة" يده يريد لكم" ثائر" بعدما سمع منه هذا الكلام ولكن" ثائر "التقط يده قبل ان تصل إلى وجه ضغط عليها بقوة فبامكانه كسر يده بكل سهولة
ثائر:"متفكرش تمد ايدك احسن ما اكسرهالك او اخليك تمشى من غيرها خالص"
كانوا على وشك العراك عندما صرخت "وتين" بأعلى صوتها حتى تستطيع ابعادهم عن بعضهم قبل ان يبدأوا الشجار
وتين بصراخ:".ببببببس اسكتوا بقى انتوا ايه بتتخانقوا على ايه اسكتوا اسكتوا"
أسامة:"عندك حق انتى ما تستاهليش الواحد يتخانق علشانك ولا يعبرك"
قال ذلك ثم انصرف من أمامهم نزلت دموعها وشعرت بأن أنفاسها صارت ثقيلة فلماذا الحياة تعاندها فالشاب الذى كانت تظنه انه سيكون منقذها دائما ما يحكم عليها بدون ان يتأكد من الحقيقة
منظر الدموع فى عينيها ألمته لايعرف لماذا شعر بتلك الرعشة فى قلبه فهذه اول مرة يشعر بذلك الاحساس فليست هذه اول مرة يرى فيها احد يبكى ولكن لماذا متأثر بدموعها لهذه الدرجة
ثائربانفعال قوى:"خلاص اسكتى يا وتين متعيطيش"
كانت هذه اول مرة تسمع اسمها مجردا منه رفعت رأسها نظرت اليه فهذه اول مرة يرجوها احد ان لا تبكى فدائما ما حولها يبدو مستمتعين بعذابها ودموعها
ثائر:"يبقى مين البنى ادم اللى اسمه" أسامة" ده"
وتين:"ده جارنا"
ثائر:"هو فى ايه بينك وبينه علشان يكلمك بالشكل والاسلوب ده"
وتين:"كان عايز يخطبنى بس محصلش نصيب"
ثائر:"اه افتكرت مريم حكيتلى حاجة زى كده وخطب قريبتك مش كده"
وتين:"ايوة خطب "هيام" اللى المفروض تبقى بنت عمى"
ثائر:"طالما خطبها عايز منك انتى ايه تانى"
وتين:"مش عارفة ومعرفش هو جه هنا ليه دلوقتى بس اللى اعرفه ان هيحصلى مشكلة كبيرة لو قال لسمير ان انا كنت واقفة معاك"
ثائر:"ومين سمير ده كمان"
وتين:"ده يعتبر ابن عمى واخو "هيام" وعايشة معاهم "
ثائر:"يبقى "سمير" ده هو اللى ضربك فى وشك مش كده
سكتت" وتين" لا تجد ما تقوله فأيقن" ثائر" ان تفكيره مضبوط فتلك الاثار على وجهها من الضرب
ثائر:"سكتى ليه ولا انا غلطان"
وتين بتنهيدة حزينة:"انا بدعى ربنا يخلصني من حياتى علشان ارتاح بقى من الناس دى "
ثائر:"ليه كده انتى لسه فى بداية حياتك ولازم تعيشيها زى اى بنت فى سنك"
وتين:"انا من يوم موت بابا وماما وانا حياتى انتهت ولسه هتنتهى على الآخر لما "سمير" يمشى كلامه ويجوزنى واحد بلطجى"
ثائر باستنكار:"انتى بتقولى ايه بلطجى عايز يجوزك واحد بلطجي"
وتين بابتسامة وجع:"انت مستغرب متستغربش انا بالنسبة ليهم مصيبة وعايزين يخلصوا منها بأى شكل"
ثائر:"وانتى هتوافقى على جوازة زى دى"
وتين:"انا مش موافقة بس هو مش هيسيبنى فى حالى"
ثائر:'انتى لازم تصرى على رأيك ومتهدميش حياتك بالطريقة دى "
وتين:"ولو اصريت على رأيى ايه اللى هيحصل لو رفض ده هييجى غيره وهفضل تحت رحمتهم"
لا تعرف لماذا تتكلم معه بكل هذه الاريحية فهى لم تعرفه جيدا ولكن وجدت الكلمات تنساب من بين شفتيها بدون ارادة تريد ان يسمعها احد فقد زادت وثقلت الهموم فى قلبها
حضرت "مريم" وجدتهم يتحدثون فاعتذرت عن تأخيرها
ثائر:" انتى كنتى فين يا مريم"
مريم:"معلش كنت جايبة عقد صدف تذكار ل"وتين" بس مكنتش عارفة دادة حطاه فى اى شنطة فقلبت عليه الدنيا لحد ما لاقيته اتفضلى يا وتين"
اخذته منها "وتين" بابتسامة مهزوزة ممزوجة ببعض العبرات التى تساقطت من تلك العينان الحزينتان
وتين بابتسامة:"شكرا يا "مريم" توصلوا بالسلامة عن اذنكم
مريم:"مع السلامة يا" وتين" اشوف وشك بخير"
قامت" مريم" باحتضان وتين بقوة وهى تشعر بالاسف لفراقها ولكن هذه هى الحياة
انصرفت" وتين" لاحظ دموعها التى جاهدت على ان تخفيها عنهم كان يريد ان ينطق ويقول لها لا تذهب وتظل معهم اراد ان يقول انه لن يسمح لاحد ان يأذيها
فاق من افكاره على صوت "مريم "تناديه حتى يذهبوا الى منزلهم
مريم:"عمو عمو يلا بينا"
ثائر:"مريم ايه رأيك نقعد هنا شوية كمان"
مريم بدهشة:"نقعد هنا ليه انت مش كنت عايزنا نسافر القاهرة النهاردة علشان عندك شغل"
ثائر:"الظاهر كده لازم نقعد هنا كمان شوية "
مريم:"اشمعنا يعنى عايزنا نقعد"
ثائر بدون وعى:"علشان" وتين" يا "مريم"علشان "وتين"
مريم:"علشان "وتين' انا مش فاهمة حاجة يا عمو"
ثائر:" ها انا هفهمك كل حاجة قولى للدادة تطلع الشنط تانى"
مريم:" عمو انا عايزة افهم فى ايه"
ثائر:"انتى مش صعبان عليكى حالة "وتين"واللى هى فيه"
مريم:"ايوة طبعا بس انت ايه علاقتك بالموضوع ده"
ثائر:"انا هخلصها من الناس دى يا مريم"
مريم بتساؤل:"هتخلصها منهم ازاى يعنى"
ثائر:"هتعرفى كل حاجة فى وقتها يلا بينا دلوقتى"
اخذ بنت اخيه وذهب الى السيارة قام بإخراج الحقائب من السيارة وصعدوا ثانية إلى الشقة وكل هذا و"مريم" و"حسنية" لم يفقهوا شئ مما يحدث او لماذا فعل" ثائر" ذلك
***
قابلت" نادية" ابنها" اسامة" على الباب فهى تعلم انه ذهب ليتحدث مع "وتين" ولكنها شعرت بالقلق مما رأته من تعبيرات غريبة جدا على وجهه
نادية:"مالك يا" أسامة" فى ايه مال وشك متغير ليه كده"
أسامة:"مفيش حاجة يا ماما انا كويس"
نادية:"انت روحت اتكلمت مع وتين"
أسامة بغضب:"ايوة روحت وياريتنى ما روحت ولا شوفتها"
نادية:"ليه ايه اللى حصل خلاك متنرفز كده"
أسامة:"الست هانم لما روحت اكلمها لاقيتها واقفة مع واحد بتتكلم معاه وبتبتسم ولما اتنرفزت كان هيضربنى"
نادية:" واحد مين ده انت تعرفه"
أسامة:"انا اول مرة فى حياتى اشوفه واحد كله عضلات كده وشايف نفسه"
نادية:"مش جايز يا ابنى هو يعرفها معرفة عادية مش زى اللى فى دماغك"
أسامة بعصبية:"لسه برضه هتدافعى عنها انا شفتها بعينى واقفة معاه"
نادية:"الظلم ظلمات يوم القيامة يا ابنى ومنحكمش على الناس بالظاهر"
أسامة:'خلاص انا اخدت قرارى ومش هرجع فيه"
نادية:"اللى هو ايه بقى يا اسامة"
أسامة:"انا هكمل جوازى من" هيام "ومش هرجع فى كلامى خلاص وباليل الخطوبة فجهزى نفسك انتى وبابا"
قال ذلك ثم ذهب إلى غرفته ينفخ من الغضب بسبب "وتين"
أسامة:"هو ليه كنت غبى وشايفها انها ملاك وهى طلعت واحدة معندهاش ادب ولا اخلاق وكل شوية مع واحد صحيح انا كنت مغفل وهدبس فى جوازى منها وهى كانت هتجبلى العار والفضيحة بس خلاص دى صفحة ولازم تتقفل من حياتى بس قبل كده انا لازم اوريكى قيمتك يا وتين"
اخذ قراره بأن يخبر "سمير" بما رأه حتى يستطيع السيطرة على تلك الفتاة التى تجردت من حياءها على حسب تفكيره
***
عندما عادت الى المنزل وجدتهم قد استيقظوا جميعا من النوم
عايدة:"انتى كنتى فين والنهاردة مفيش عندك كلية"
وتين:"كنت بشترى الحاجات اللى انتى طلبتيها منى امبارح"
ورفعت يدها لتريها ما تحمله من اغراض قد اوصتها بشراءها لعمل الاكل اللازم" لأسامة" وعائلته فاليوم يوم خطبة ابنتها
عايدة:"طب حطى الحاجات فى المطبخ ويلا ابتدى فى تجهيز الأكل علشان عايزة عشا محصلش علشان" أسامة" و"هيام"
وتين باستسلام:" حاضر يا مرات عمى"
وضعت الاغراض فى المطبخ ذهبت إلى غرفتها قامت بتغيير ملابسها ووضعت الهدية التى اهدتها اياها" مريم" وعند ذلك تذكرته تذكرت كل كلمة قد قالها لها واحساسها عندما سمعت اسمها منه فاستغبت نفسها فكيف تفكر بهذه الطريقة فهى لن تراه ثانية ولن تجمعهم صدفة كتلك مرة اخرى تنهدت "وتين" وخرجت من الغرفة متجه الى المطبخ لعمل المطلوب منها قابلت "هيام" كانت استيقظت للتو من نومها ولكنها فضلت الذهاب الى المطبخ فهى اصبحت لا تطيق رؤية هذه الفتاة التى كانت السبب فى كل ما يحدث لها
نظرت لها "هيام "وهى تلوى شفتيها باستنكار من نظراتها لها
هيام:"بتبصيلى ليه كده يا برنسيسة"
وتين:" ولاحاجة عن اذنك"
هيام:"اتفضلى يا برنسيسة"
وتين بهمس:"لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ربنا يخلصنى منك"
هيام:"انتى بتقولى ايه يابت انتى"
وتين:"مبقولش اما ادخل المطبخ علشان اعملك انتى وعريسك الأكل"
هيام باستهزاء:"طيب عقبال ما نعملك اكلك انتى و"عزيز"
وتين:"ده فى المشمش لو حصل"
هيام:"ماهو المشمش طلع انتى ما تعرفيش"
ضحكت بشماتة وانصرفت من امامها تلك الضحكة التى عندما سمعتها" وتين" كانت تريد ان تمسك تلك الفتاة من عنقها وتضغط على رقبتها حتى تستطيع ان تقضى عليها
دخلت إلى المطبخ بدأت بعمل الأكل كان العرق يتصبب منها بسبب وقوفها امام تلك الاوانى التى يتصاعد منها البخار فالجو شديد الحرارة ولكن ما يهمهم ان تنجز ما عليها من أعباء
حل المساء سريعا كانت انتهت من عمل اشهى الاكلات التى كان من المفترض ان تتناولها هى مع" أسامة" ولكن للقدر رأى اخر ذهبت الى الحمام اخذت حمام ينعشها وخرجت ارتدت ملابسها فالعريس على وشك الوصول هو واهله ارتدت" هيام "ذلك الفستان الذى اشترته من اجل خطبتها وبالرغم من ذلك كانت تشعر ان "وتين" اجمل منها حتى فى تلك الملابس البسيطة التى ترتديها
عايدة:"بسم الله ماشاء الله قمر يا حبيبتى"
هيام:"تسلمى يا ماما"
سمير:"يلا علشان أسامة واهله على وصول ولا ايه"
عايدة:"خلاص احنا جاهزين اهو"
سمير:"احنا هنروح محل الدهب نشترى الشبكة وبعدين نبقى نرجع هنا علشان تتعشوا براحتكم"
عايدة:"عقبال عندك يا حبيبى"
سمير:"ان شاء الله بس لما اجوزهم واطمن عليهم الاول"
عايدة:"اهو "هيام" وهتلبس دبل و"وتين" يمكن تحصلها"
سمعت "وتين" ذلك شعرت بالرعب والخوف فهم على ما يبدوا مصممين على إتمام هذه الزيجة التى ستكون بمثابة انتهاء حياتها لم تنطق بكلمة ولكن قلبها يدعو الله ان يخرجها من هذه الورطة ومن هذا الجحيم الذى تعيش فيه مع هؤلاء الناس
حضر' أسامة" كان وسيم فى تلك الملابس التى يرتديها نظر بسخرية الى وتين وكأنه يخبرها انها خسرت شخص مثله فهو معتد بوسامته جدا ولكنها فكرت اللعنة على تلك الوسامة التى تجعله يفكر انه لايوجد غيره فى هذه الحياة يتمتع بالوسامة فهو بحانب" ثائر" شئ لا يذكر" ثائر "لماذا داهمت صورته مخيلتها عندما قارنت وسامة اسامة به ف"ثائر "وسيم وسامة رجولية ذو نظرة جذابة وابتسامة تسترعى الانتباه ونبرة صوت دافئة تجعل القلوب ترتعش لها .مهلا. مهلا افيقى ايتها الفتاة فمالها اصبحت تفكر فيه كثيراً افيقى ايتها الحمقاء هكذا خاطبت نفسها لم تفق الا على صوت الزغاريد تعلو فى المنزل ووجدتهم يخرجون من المنزل للذهاب لشراء الدبل والشبكة الخاصة ب"هيام" كانت اخر من خرجت من المنزل وصلوا إلى المحل ظلت واقفة فى الخارج فهى لا تريد ان ترى اى شئ مما يشترونه ظلت واقفة مكانها حتى سمعت صوت يحدثها نظرت خلفها وجدته الشخص الوحيد الذى لا تريد ان تراه ابدا
عزيز:"ازيك يا انسة وتين"
وتين من غير نفس:"اهلا افندم فى حاجة حضرتك"
عزيز:"لا ابدا بس كنت عايز اقولك عقبال عندك يا جميل"
وتين:"شكرا اتفضل بقى مش قولتلى شوفك رايح فين"
عزيز:"الله الله انتى خلقك ضيق ليه كده يا آنسة هو" سمير" مقلكيش ولا ايه"
وتين باستعباط:"قالى على ايه مش فاهمة انت قصدك ايه"
عزيز:'على ان انا عايز ارتبط بيك يا جميل ونتجوز"
وتين:"وانا مش موافقة وحل عنى وابعد عن طريقى"
عزيز بسماجة:"بس سمير موافق وده اللى يهمنى"
وتين بدون وعى:خلاص ابقى اتجوزه هو"
عزيز:"بتقولى ايه يا انسة طب ايه رأيك محدش هيتجوزك غيرى"
وتين بتحدى:"وده مستحيل يحصل حتى لو انت اخر واحد فى العالم"
عزيز:"انا متعودتش اكون عايز حاجة وماخدهاش فانتى بتاعتى اعملى فى حسابك كده"
لم ترد عليه خرجوا من المحل بعد انتقاء الذهب الازم نظر "أسامة" ناحيتها وجد" عزيز" يتحدث معها
أسامة:"هى "وتين "مش سايبة حد حتى" عزيز"
هيام:"انت قصدك ايه يا أسامة"
أسامة:"هى وافقة مع "عزيز" بتعمل ايه"
هيام:"اصل "عزيز" عايز يتجوزها وحتى كلم "سمير"فى الموضوع"
أسامة:"وهى رأيها ايه فى الموضوع ده"
هيام:"بتقول مش موافقة معرفش ليه"
أسامة:"تلاقى بس عزيز مش على مزاجها علشان كده رفضاه بس هو ده اللى هى تستاهله"
عندما سمعت "هيام "ذلك شعرت بالفرح ف"أسامة" اصبح يكن كل الكره والبغض ل"وتين "وهذا ما كانت تريده
هيام بمسكنة:"ربنا يهديها انا مش عارفة هى عايشة حياتها كده ازاى"
أسامة:"ليه هى عملت ايه تانى"
هيام بكذب:"كنت ساعات بشوفها قاعدة مع شباب فى الكلية نصحتها كتير بس هى مبتسمعش الكلام"
اقتربت" هيام" من "وتين" لتريها ما اشترته لكى تغيظها
هيام:"شوفى يا وتين اسامة اشترالى ايه"
وتين ببرود:"مبروكين عليكى"
هيام:"عقبال عندك يا وتين"
وتين:"فى حياتك ان شاء الله"
سمير:"مبروك يا "هيام" ربنا يتمم بخير"
هيام:"الله يبارك فيك وعقبال عندك ان شاء الله "
عايدة:"يلا بينا على البيت"
وصلوا جميعا الى المنزل ولكن آبى والد" أسامة" ووالدته الصعود الى شقة "سمير"
عايدة:"بقى كده ينفع دا انا محضرالكم عشا هتاكلوا صوابعكم وراه"
نادية بابتسامة:"بالف هنا وشفا على قلبكم بس أبو" أسامة" ممنوع من الأكل باليل علشان تعبان وكمان فى دوا لازم ياخده دلوقتى"
سمير:"يعنى ينفع كده يا عم رفعت"
رفعت:"معلش يا ابنى نبقى ناكل فى فرحك ان شاء الله"
سمير:"تسلم يا عم رفعت "
صعد "أسامة "بمفرده مع اهل خطيبته بينما انصرف والديه الى منزلهم بعد رفضهم الصعود
عايدة:"يلا يا "وتين" حطى العشا على السفرة
وتين:"حاضر يا مرات عمى"
ذهبت "وتين "الى المطبخ لتقوم بافراغ الطعام وتقديمه على السفرة
اسامة:"هو ممكن ادخل الحمام"
سمير:"ايوة طبعا اتفضل"
ذهب "أسامة" الى الحمام لمح "وتين" فى المطبخ تقوم بتجهيز الطعام
أسامة:'مبروك عرفت ان "عزيز" طالب ايدك بس تصدقى هو ده اللى يناسبك لايق عليكى اوى يا "وتين" يمكن ده اللى يعرف يشكمك ويلمك شوية"
قال ذلك ثم دخل الى الحمام فرت دموعها ساخنة على وجنتيها ولكنها مسحتهم باصرار وهى تعنف نفسها على ضعفها
وتين:"انتى بتعيطى ليه بطلى بقى عياطك مش هيفيدك بحاجة يا غبية اسكتى بقى اسكتى"
قامت بغسل وجهها من اثر البكاء وضعت الطعام جلسوا جميعاً ولكنها ابت الجلوس معهم فهى لاتريد سوى الدخول الى غرفتها لاتريد رؤية احد منهم
هيام بحنان مزيف:"مش هتاكلى يا وتين انتى مكلتيش حاجة من الصبح"
وتين:'لاء شكرا شبعانة عن اذنكم"
ذهبت الى غرفتها جلست على السرير وجدت نفسها تخرج هاتفها من جيبها تريد الاتصال ب"مريم" لتطمأن عليها بعد لحظات جاءها الرد على الطرف الآخر
وتين:"السلام عليكم"
مريم:'وعليكم السلام ازيك يا وتين"
وتين :"الحمد لله انتوا وصلتوا القاهرة"
مريم:"لاء"
وتين بقلق وبدون وعى:"ليه بعد الشر حصلكم حاجة انتوا كويسين فى حد حصله حاجة انتى كويسة عمك كويس ردى عليا يا مريم"
مريم:"لا متخافيش احنا مسافرناش اصلا احنا لسه هنا فى اسكندرية"
وتين باستغراب:"مسافرتوش ليه مش كنتوا خلاص ماشين"
مريم:"بعد انتى ما مشيتى عمو قالى هنستنى هنا شوية"
وتين:"ليه فى حاجة حصلت"
مريم:"انا مش عارفة عمو عمل ليه كده بس اللى فهمته منه انه قال هيفضل هنا علشان يخلصك من الناس اللى انتى عايشة معاهم"
سمعت وتين ذلك اعتدلت فى جلستها باهتمام فلماذا يفكر فيها وبخلاصها من هذا البيت
وتين:'يخلصنى منهم ازاى يعنى"
مريم:"والله ما عارفة ولا فاهمة حاجة بس قالى هتفهمى كل حاجة فى وقتها"
وتين:"بس عمك ليه عايز يعمل كده"
مريم:"برضه مش عارفة يا "وتين" على العموم انا مبسوطة من اللى حصل وياريت فعلا عمو يقدر يخلصك من الناس دى انا برضه هبقى اكلمك واقولك هو ناوى على ايه"
وتين بتوهان:"ان شاء الله"
مريم:"سلام "
وتين:"مع السلامة"
انهت مكالمتها مع "مريم" لا تعرف هل تفرح ان هناك من يفكر بمصلحتها ام ماذا تفعل ؟ ولماذا يهمه امرها؟ هل اخذته الشفقة عليها عندما رأى اثار الضرب على وجهها فقرر مساعدتها
وتين بأمل:"يارب يقدر فعلا يخلصنى من الناس دى يارب"
ظلت تدعو من قلبها ان يأتى اليوم التى تصبح فيه حرة نفسها
***
كان جالسا يفكر فى حل لمشكلة هذه الفتاة فمن يستطيع ايجاد حل هو "رمزى" بحكم عمله فهو محامى ويستطيع ايجاد طريقة لخلاص هذه الفتاة
اخرج هاتفه طلب رقم "رمزى" ظل بضع دقائق ينتظر الرد فالوقت متأخرا جدا وربما نام الآن
كان "رمزى" يغط فى نوم عميق عندما سمع رنين هاتفه فتوقع ان يكون "ثائر" فهو الوحيد الذى يوقظه من نومه على مصيبة من مصائبه
رمزى بنعاس:"هو ده" ثائر "واقطع دراعى اما كان عامل مصيبة"
"الو ايوة يا استاذ" ثائر" خير فى مصيبة ايه "
ثائر:"صحصح كده وفوق علشان عايزك فى موضوع مهم'
رمزى:"خير يا اخويا موضوع ايه ده اللى انت عايزنى فيه"
ثائر:"عايزك تجيلى اسكندرية"
رمزى:"اسكندرية ليه هو انت مرجعتش البيت "
ثائر:"لا مرجعتش ولسه فى اسكندرية وعايزك تجيلى ضرورى وبسرعة"
رمزى:"اجيلك فين دلوقتى دى الساعة ٢ باليل"
ثائر:"تجيلى الصبح انت فاهم يا رمزى"
رمزى:"لا بجد فى ايه "مريم" جرالها حاجة"
ثائر:"ياعم الحلو "مريم" بخير عايزك اول النهار ما يطلع تكون عندى فاهم"
رمزى:"لا والنبى هجيلك على البساط السحرى انا ولا ايه ولا اكنش عفريت تقفل التليفون تلاقينى قدامك"
ثائر:"بطل رغى واسمع الكلام سلام دلوقتى"
قال ذلك واغلق الهاتف حتى قبل ان يرد "رمزى" على كلامه
رمزى:"هى دى عادتك ولا هتشتريها يا "ثائر" مشحططنى وراك فى كل مصيبة وفى كل داهية"
بعد ان هاتف " رمزى" فتح احدى المواقع الإخبارية على هاتفه وجد عنوان استرعى انتباه اتسعت عيناه على آخرها من صدمته من قراءة عنوان الخبر المنشور"
ثائر:" إيجاد جثةالمجرم الهارب "فرج البرنس" بإحدى الأماكن المهجورة"
قرأ تفاصيل الخبر باندهاش وغضب شديد فاخر أمل له فى العثور على من كان السبب فى قتل أخيه قد ضاع منه فكيف حدث هذا؟ فهو يعيش بأمل ان يأخذ حق اخيه ممن قتله بتلك الطريقة البشعة شد شعره بعنف يضرب بقبضة يده على الطاولة الموضوعة امامه حتى شعر ان يده على وشك ان تنزف مرة أخرى
ثائر بغضب مكبوت:" ليه ليه يعنى الوحيد اللى كان هيقولى مين اللى عمل فى "رؤوف "كده خلاص طب ازاى ازاى"
شعر انه على وشك ان يصاب بحالة جنون هستيري حاول تهدئة نفسه عبثاً فكلما يتذكر يجد نفسه انه يريد ان يصرخ بأعلى صوته يريد ان يشق صوته ذلك الهدوء والسكون الذى يغلف ماحوله ولكنه لا يريد افزاع ابنة أخيه من نومها الآن وجد نفسه يسقط على الأرض على يده يمارس تمارين الضغط ينفث ما بداخله من غضب فهو كان يفكر فى ايجاد حل ل"وتين "وجاءت معرفته بموت "فرج "بالتزامن مع هذه المشكلة فصدق "رمزى "القول فالمصائب أصبحت حليفته أينما ذهب
وبالفعل فى الصباح الباكر كان "رمزى" يستقل سيارته متجها الى الاسكندرية لمعرفة ما هذا الموضوع المهم الذى يشغل بال" ثائر" حاليا
وصل الى الاسكندرية صعد الى الشقة قام برن الجرس فتحت "حسنية" الباب بابتسامة
حسنية:"اهلا يا استاذ "رمزى" اتفضل"
رمزى:"ثائر هنا ولا برا"
حسنية:"ايوة هنا جوا هو و"مريم"
عندما سمع اسمها رفرف قلبه من الفرحة فتلك الفتاة عشقه المستوطن بقلبه منذ أبصرت تلك الفتاة النور
رمزى بابتسامة:"انا جيت مفيش حمد الله على السلامة"
مريم:"حمد الله على السلامة نورت اسكندرية يارمزى"
رمزى بعشق:"دا نورك انتى يا "مريم" والله"
حمحم "ثائر" ليستيقظ "رمزى" من حالة الحب التى سيطرت عليه منذ ان رأى "مريم"
رمزى بغيظ:"منور يا ثائر يا حبيبى"
ثائر:"مريم "معلش سبينا لوحدنا شوية"
مريم:"حاضر يا عمو عن اذنكم"
ذهبت" مريم" ظلت نظرات" رمزى" تتبعها حتى دخلت غرفتها رأى "ثائر" ذلك اغتاظ من تصرفاته
ثائر:"انت ياعم المتخلف ما تحترم نفسك هو انا مش مالى عينك ولا ايه"
رمزى:'هو انا عملت حاجة"
ثائر:'بطل تبصلها كده احسن اطلع عينك يا رمزى"
رمزى:"خلاص جوزهالى واخدها ابصلها براحتى فى بيتى"
ثائر:"ماتحترم نفسك ياض انت وراعى ان انا عمها يا متخلف يعنى انا ممكن ابقى حماك"
رمزى:'بقولك ايه يا حمايا العزيز نتكلم جد بقى انت بعتلى اجيلك ليه"
ثائر:"اقعد هحكيلك على كل حاجة"
اخبر" ثائر" "رمزى" بقصة "وتين" كاملة ومعانتها التى تعانيها من هؤلاء الناس وانه يريد تخليصها من كل هذا
رمزى:"وانت هتخلصها ازاى يعنى يا"ثائر" مش فاهم"
ثائر:"انت بتسألنى انا امال انا جيبك ليه انت مش محامى وتشوفلى طريقة اخلصها من الناس دى والعيشة اللى هى عيشاها معاهم"
رمزى:"طريقة ايه يعنى ايه هى الطريقة اللى انت عايزها بالظبط علشان ابقى فاهم"
ثائر:"اى طريقة يا "رمزى" اى طريقة تخليها تسيب البيت ده قولى هى مثلا لو سابت البيت وجت عاشت معانا فى البيت فى القاهرة هيحصل حاجة
رمزى:'لا ابدا مش هيحصل حاجة قرايبها دول بس يقدموا فيك بلاغ ان انت خطفت قربيتهم وطبعا هى متقربش ليك بأى شكل او صفة فحضرتك هتشرف فى سجن ابو زعبل وانا و"مريم" هنيجى نزورك ونجبلك عيش وحلاوة كل أسبوع يا حبيبى"
ثائر:"انت بتستظرف يا ابو دم خفيف هو ده وقتك انت كمان"
رمزى:"ابدا والله هو ده اللى هيحصل انا هكدب عليك يعنى يا "ثائر"
ثائر:"طب وبعدين هنعمل ايه دلوقتى فكر معايا يا "رمزى"
رمزى:"هو ليه انت مهتم بالبنت دى اوى كده انا اول مرة اشوفك كده وعمال تاكل فى نفسك علشان تلاقيلها طريقة تخلصها بيها من اللى هى فيه"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف يا "رمزى "والله مش جايز علشان اتخيلت لو "مريم "مكانها وملقتش حد ينقذها فعلشان كده انا حابب اساعدها"
رمزى:"بس هتساعدها ازاى اظن مفيش طريقة تساعدها بيها يا "ثائر" وحكاية انك تخليها تسيب البيت وتيجى معاكم انساها خالص بلاش مشاكل ووجع دماغ وانت ليك سمعتك فبلاش شوشرة"
ظل "ثائر" يفكر وضع رأسه بين يديه غارزا يديه فى شعره الكثيف لعل يجد حل طرأت له فكرة رفع رأسه نظر الى "رمزى" كشخص وجد حل لمشكلة مستعصية الحل
ثائر:"انا لقيت حل يا" رمزى"
رمزى:"حل ايه اللى انت لقيته ده خير اتحفنى"
ثائر:"انت قولت ان "وتين" متقدرش تقعد فى بيتى علشان هى مليش قرابة بيها ولو اهلها بلغوا عنى هتحبس"
رمزى:"ايوة وده ممكن يحصل فعلا انا مبهزرش"
ثائر:"طب ايه رايك لو وتين قعدت فى بيتى بشكل قانونى ورسمى"
رمزى باهتمام:"بشكل قانونى ورسمى ازاى يعنى انت بتفكر فى ايه يا "ثائر" مش مرتاحلك"
ثائر:"بشكل قانونى يعنى تقعد فى بيتى بصفتها مراتى"
نظر اليه "رمزى" باندهاش فماذا يقول ؟ وهل ما سمعه منه الآن حقيقة ام انه يتخيل ذلك هل يفكر"ثائر" فى الزواج من تلك الفتاة حقا؟ ما الذى دهاه حتى يفكر هذا التفكير ؟ فهو على وشك الزواج من "سيلا" فكيف سيحدث ذلك؟
رمزى بصدمة:"انت بتقول ايه يا ثائر"
ثائر:" يعنى اتجوز انا ووتين"
رمزى......
*"*"*
يتبع..

رواية دمية في يد غجري الفصل السابع بقلم سمسم


نظر اليه "رمزى" باندهاش فماذا يقول ؟ وهل ما سمعه منه الآن حقيقة ام انه يتخيل ذلك هل يفكر" ثائر" فى الزواج من تلك الفتاة حقا؟ ما الذى دهاه حتى يفكر هذا التفكير؟ فهو على وشك الزواج من "سيلا" فكيف سيحدث ذلك؟
رمزى بصدمة:"انت بتقول ايه يا ثائر"
ثائر:"يعنى اتجوز انا ووتين"
رمزى:"ثائر انت واعى انت بتقول ايه او مدرك انت بتقترح ايه انت اتجننت يا ابنى ولا ايه"
ثائر:"ايوة طبعا عارف انا بقول ايه بقول حاجة غريبة يعنى"
رمزى:"ايوة طبعا ! انت ناسى يا ابنى انك خاطب وقربت تتجوز"
ثائر:"عارف ومش ناسى"
رمزى:"وهى "سيلا" لما تعرف هتسكتلك يعنى دى هتقلب الدنيا"
ثائر:"سيلا مش هتعرف حاجة عن الجوازة دى خالص يا رمزى"
رمزى:"مش هتعرف ازاى مش فاهم ولما تشوف "وتين" فى بيتك هتقولها ايه اصلى والله اتجوزتها حالة انسانية وشوية وهسيبها"
ثائر:"قولتلك "سيلا" مش هتعرف وهقدملها "وتين" على انها واحدة قريبتنا جاية تقعد فترة الدراسة وهتمشى مش هتعرف انها مراتى"
رمزى:"انت جرا ايه لعقلك يا ابنى انا مش فاهم"
ثائر:"صدقنى دى هتبقى جوازة على الورق كده علشان اقدر اخدها بس هى هتفضل معانا تخلص دراسة وتشتغل وتشوف حياتها يعنى مساعدة منى مش اكثر يا رمزى"
رمزى:"ثائر انا عارف انك شهم بس مش لدرجة تورط نفسك فى جوازة فاهمنى"
ثائر:"صدقنى هى هتبقى زيها زى "مريم "هساعدها ومش هسيبها الا وهى واقفة على رجليها ولو ربنا اراد وحبت حد وحبت ترتبط بيه خلاص يبقى كده اطمنت عليها"
رمزى:"ولو "سيلا" عرفت انها مراتك"
ثائر:"انت عارف" سيلا" دايما مشغولة والظاهر كده جوازنا مش هيتم قريب فأنت من الناحية دى اطمن ومحدش هيعرف غير انا وانت و"مريم" وهى من هنا واحنا هنخدها القاهرة"
رمزى:'برضه انا مقلق ومش مطمن يا "ثائر"
ثائر:"مش قادر يا "رمزى" اشوف حد فى ورطة ومقدمش ليه اى مساعدة"
رمزى:"طب انت اقترحت على البنت الاقتراح ده اصلا"
ثائر:"لسه هكلمها واقولها وافقت ماشى موافقتش خلاص هى حرة اعملها ايه بقى"
رمزى:"وانت هتكلمها ازاى وتعرفها"
ثائر:"نمرتها مع "مريم" هخليها تكلمها وتيجى اعرض عليها الموضوع واشوف رأيها"
ظل "رمزى" يفكر هل هذه خطوة ايجابية من جانب "ثائر" لمساعدة هذه الفتاة ام ربما خطوة ستفتح له ابواب الجحيم اذا علمت خطيبته بما ينوى فعله
رمزى:"شوف واللى انت عايز تعمله اعمله"
ثائر:"كويس انك وافقتنى علشان مفييش دماغ اجادل معاك"
رمزى:"ليه مالك فى ايه حصل تانى"
ثائر:"فرج مات يا رمزي قبل ما أعرف مين اللى قتل رؤوف"
رمزى:"انت عرفت"
ثائر:"انت كنت عارف ومقولتليش وانت عرفت ازاى"
رمزى:'انت ناسى ان انا المحامى اللى متابع القضية"
ثائر:"شوفت الحظ النحس يموت قبل ما اعرف"
رمزى:"نصيب خلينا دلوقتى فى مشكلة البنت اللى بتقول عليها"
ثائر:"انا عايزك تكتبلى عقد"
رمزى باستغراب:"عقد ايه ده"
ثائر:'عقد بينى وبين "وتين" علشان تبقى عارفة ليها ايه وعليها ايه"
رمزى:"انت مش هتتجوزها رسمى"
ثائر:"ايوة بس العقد ده بينى وبينها فى كل الشروط اللى هتبقى عليها حياتها معانا"
رمزى:"زى ايه الشروط دى بقى يعنى"
ثائر:"زى انها متقدرش تسيب بيتى الا لما انا اقول. وانها متعملش اى خطوة فى حياتها فى الفترة دى من غير ما ترجعلى. وانها ممنوع تقول لاى حد هى متعرفوش انها مراتى. وأنها لازم تسمع كلامى فى اى حاجة اقولها ليها. ملهاش انها تتصرف من دماغها فى حاجة انا معرفهاش. ومفيش حاجة تعملها فى حياتها من غير موافقتى."
استمع "رمزى" لكلامه عاقدا حاجبيه من تلك الشروط التى يمليها عليه" ثائر "فهو يريدها مثل الدمية فى يده
رمزى:"انت كده عايزها تبقى زى العروسة الماريونت تتحكم انت فى حياتها"
ثائر بهدوء:"هو ده بالظبط يارمزى"
رمزى:"انت فاكرها لعبة يا "ثائر" ولا ايه دى بنى ادمة "
ثائر:"اعمل انت بس العقد وملكش دعوة ماشى يا "رمزى"
رمزى:"ماشى ولو ان انا والله العظيم ما فاهم حاجة ولا دماغك دى فيها ايه"
ثائر بابتسامة:"احسنلك متعرفش يا "رمزى" بلاش توجع دماغك"
***
مستلقية على سريرها تفكر كيف سيخلصها من هذا الجحيم الذى تعيش فيه هل سيقترح عليها ان تعمل لديه؟ ام ماذا سيفعل ؟فهى تتمنى خلاصها من هذا المنزل اليوم قبل الغد افاقت من افكارها على صوت تلك الفتاة التى لا تفعل شئ فى حياتها سوى ان تضايقها
هيام:"انتى يا برنسيسة مبترديش ليه عليا وانا بناديلك"
وتين:"نعم خير افندم فى ايه"
هيام:"الله الله و بقى ليكى صوت كمان يا ست "وتين"
وتين:"انا بقولك نعم عيزانى اقولك ايه يعنى يا هيام"
هيام:"انا حاسة كده ان انتى مخبية حاجة والا ليه بقيتى جريئة فى الرد كده"
وتين:"انتى كنتى عيزانى فى ايه وبتنادى عليا ليه"
هيام:"عيزاكى تلبسى علشان هتخرجى معايا انا و"اسامة" علشان مينفعش اخرج معاه لوحدنا"
وتين:"وانا داخلى ايه فى الموضوع ده "
هيام:"ماهو ملقتش غيرك يخرج معايا ماما هى اللى قالتلى يلا البسى بلاش غلبة ووجع دماغ وحصلينى على برا"
وتين بتنهيدة:"حاضر ادينى قايمة اهو"
ارتدت ملابسها خرجت الى الصالة وجدت "هيام" فى انتظارها وماهى الا دقائق حتى سمعوا صوت جرس الباب فتحت "وتين" الباب كان "أسامة" على الباب يبتسم تلك الابتسامة الساخرة فهو أصبح يعامل "وتين" بتلك الطريقة ولكنها لا تبالى بأفعاله وتصرفاته فهى مشغولة حالياً بشئ اخر شئ لو ربما اراد الله ستتغير حياتها
أسامة:'هيام جاهزة علشان نخرج"
هيام:"ايوة يلا بينا يا وتين"
عايدة:"خلوا بالكم من نفسكم يا حبايبى"
أسامة باستفزاز:' متخافيش "هيام "فى عنينا الاتنين يا طنط"
ظن انه بكلامه هذا سيضايقها فياله من مسكين فربما لو علم انها اصبحت تنظر اليه على انه شئ لا معنى له ربما كان كف عن تلك التصرفات السخيفة التى يفعلها
خرجوا من المنزل ظلوا يتجولون فى عدة أماكن تتبعهم "وتين "كانت تتصرف "هيام" بذلك الدلع الزائف فهى تريد إشعال نيران الغيرة فى قلب "وتين" ولكن قلب "وتين" أصبح باردا تجاههم فهى لا تشعر بأى شئ وكأنهم اثنان من احدى تلك المسلسلات او الافلام السخيفة التى لا تحب مشاهدتها فنظرت اليهم نظرة اشفاق فيالهم من حمقى.
ظلت تفكر هل ما حدث ربما كان فى صالحها ؟ هل اراد الله ان يبعد عنها ذلك الشخص لان ربما حياتها معه كانت لن تختلف عن حياتها فى ذلك المنزل فاتضح انه انسان سطحى لا ينظر الى باطن الامور ولكن يأخذ بالظواهر فقط
جلسوا فى مكان يشبه الكافتريا جلست بعيد عنهم ولكنها تسمع ما يتحدثون به
أسامة:"تشربى ايه يا هيام"
هيام:"اى حاجة على ذوقك"
أسامة من غير نفس:'تشربى ايه يا وتين"
وتين بقرف:'شكرا مليش نفس نفسى مسدودة"
أسامة:"احسن برضه"
وتين فى سرها:"احسن انا عارفة كان عاجبنى فيك ايه دا انت طلعت رخم ورزل و"هيام "فعلا لايقة عليك ما جمع الا ما وفق"
اخرجت هاتفها تعبث به حتى تنتهى تلك الجلسة التى كانت بمثابة عقاب لها ولكنها وجدت هاتفها يرن يعلن عن ورود مكالمة من "مريم" وجدت نفسها تبتسم تلقائيا رأى "أسامة" ذلك استغرب على ماذا تبتسم تلك الفتاة فربما المتصل يكون احد اولئك الناس التى تعرفهم زاد شعوره بالاحتقار لها اخذت هاتفها وابتعدت حتى تستطيع ان تتكلم بحرية
وتين بابتسامة:"ازيك يا مريم اخبارك ايه"
مريم:"الحمد لله ازيك انتى عاملة ايه دلوقتى"
وتين:"الحمد لله تمام"
مريم:"انا كنت عوزاكى تيجيلى الشقة "
وتين باستغراب:" ليه فى إيه خير"
مريم:'خير ان شاء الله بس عمو طلب منى اكلمك علشان تيجى عايز يتكلم معاكى ومتخافيش انا ودادة موجودين"
وتين:"بس مش هقدر النهاردة يا مريم"
مريم:"ليه فى حاجة حصلت ولا ايه"
وتين:"لاء بس انا برا البيت مش فى البيت"
مريم:"طب تقدرى تيجى امتى"
وتين:"ممكن بكرة بعد المحاضرات بس مش هاجى الشقة"
مريم:"طب هتيجى فين"
وتين:"فى المكان اللى كنا بنتقابل فيه على البحر"
مريم:"خلاص ماشى هقول لعمو ونتقابل بكرة ان شاء الله"
وتين:"ان شاء الله"
مريم:" ماشى سلام مؤقتا يا وتين"
وتين بابتسامة:"مع السلامة يا مريم"
مريم:"الله يسلمك يا حبيبتى"
انهت مكالمتها مع "مريم" شعرت بتجدد الامل بداخلها فربما توصل "ثائر" لحل ينقذها فهى ظنت انه انشغل عنها اذ انقضى يومان منذ حدثتها مريم برغبة عمها فى مساعدتها عادت الى مكانها تشعر بفرحة لا تعرف ماسبب كل هذه الفرحة التى تملكت من قلبها حتى ان "أسامة" و"هيام" استغربوا حالتها فما هذه الابتسامة العريضة التى ترتسم على شفتيها ف"هيام" اول مرة تراها سعيدة لهذه الدرجة
هيام:"خير مالك مبسوطة ليه كده انتى كنتى بتكلمى مين"
وتين:"عادى يعنى هو حرام افرح ثم كنت بكلم واحدة صاحبتى"
أسامة بهمس:"صاحبتك ولا صاحبك يا انسة يا محترمة"
وتين:"بتقول حاجة يا استاذ "أسامة" ولا ايه"
أسامة بعصبية:"مبقولش حاجة يلا بينا نمشى"
هيام:"بسرعة كده احنا لسه مشربناش حاجة"
أسامة:"مرة تانية علشان انا ورايا مشوار مهم كنت ناسيه يلا بينا"
نهضت "هيام" و"وتين" و"هيام" تعلم انه يشعر بالضيق بسبب" وتين" فهل مازال يشعر بالحب نحوها فهى كانت تعلم انه يحبها ويريد الارتباط بها وهى من افسدت عليه أحلامه بالاقتران بها
قام بتوصيلهم الى المنزل ثم انصرف سريعا نظرت اليه "وتين" نظرات باردة فماله ينظر اليها هكذا فهى اصبحت يصيبها السأم من رؤيته نظرت لتلك الواقفة بجوارها بتأفف فمالها هى الاخرى تنظر اليها هكذا
وتين:"انتى بتبصيلى كده ليه فى ايه مالك"
هيام:"علشان انتى السبب فى اللى حصل"
وتين:"وهو ايه اللى حصل بقى علشان تقولى كده"
هيام:"ان "أسامة" يخلينا نرجع للبيت بسرعة"
وتين:"ليه هو انا اللى قولتله رجعنا البيت هو اللى عمل كده من نفسه انا كنت قاعدة ساكتة ومبتكلمش"
هيام:"بس هو عمل كده بعد انتى ما خلصتى المكالمة"
وتين:'وهو يهمه فى ايه المكالمة انا حرة هو خطيبك انتى مش انا علشان يعلق على تصرفاتى"
هيام:"بس تصرفاتك دى هتخليه ياخد فكرة غلط عنى"
وتين:'وياخد فكرة غلط عنك ليه انتى مالك بده كله"
هيام:"متنسيش ان انتى عايشة معانا فى البيت و اللى بتعمليه هيأثر على سمعتنا"
وتين:"متخافيش سمعتكم فى الحفظ والصون وكل ده هيخلص قريب"
هيام باستغراب:" يعنى ايه مش فاهمة"
وتين:"بكرة هتفهمى وتعرفى كل حاجة عن اذنك"
بعد ان القت كلماتها التى لم تستوعبها "هيام" بعد ذهبت الى غرفتها ظلت" هيام" تحاول تفسر كلامها ولكنها لم تصل الى جواب يشفى غليلها
هيام:"هى قصدها ايه البت دى بكلامها ده انا مش فاهمة حاجة"
عايدة:"انتى بتكلمى نفسك يا هيام"
هيام:'ها بتقولى حاجة يا ماما"
عايدة:"مالك سرحانة فى ايه كده"
هيام:"مش عارفة البت وتين اليومين دول حاسة كأنها متغيرة"
عايدة:"متغيرة ازاى يعنى"
هيام:"مش عارفة مبقتش زى الأول تحسى كأنها بقت جريئة شوية مش هممها حاجة مش عارفة"
عايدة:"على إيه يعنى سيبك منها انبسطتى فى الخروجة"
هيام:'احنا لحقنا احنا شوية و"اسامة "قالى وراه مشوار كان ناسيه ووصلنا ومشى"
عايدة:'ولا يهمك جايز فعلا عنده مشوار ولا حاجة يلا ادخلى غيرى هدومك علشان تاكلى"
"وتين" يا" وتين"
خرجت من غرفتها على صوت تلك المرأة تناديها فماذا يريدون منها الآن الا يتركوها فى حالها أبدا
وتين:"ايوة يا مرات عمى"
عايدة:"يلا حضرى العشا "سمير" زمانه جاى"
ذهبت الى المطبخ بدون ان تتفوه بكلمة قامت بتحضير العشاء وصل "سمير" تناولوا الطعام قامت بتنظيف تلك الاوانى ثم ذهبت الى غرفتها كانت "وتين" فى غرفتها لا تطيق صبرا فهى تريد ان يبزغ فجر اليوم الجديد الآن حتى تقابله لتعرف ماذا يريد منها وكيف سيساعدها أبت النوم وكأن عيناها أبت ان تغمض بالرغم من انها تريد النوم حتى يمر الوقت سريعا
وتين بتفاؤل:"يارب بقى الوقت يعدى بسرعة يارب"
***
ينظر الى حارسه لمعرفة ما وصل اليه التحقيق فى مقتل "فرج" فالشرطة تبحث عن من فعل به ذلك
"البوليس وصل لحاجة فى قضية قتل فرج"
الحارس:'ابدا ياباشا موصلوش لحاجة والقضية اتقيدت ضد مجهول خلاص واتقفلت"
:"حلو اوى الكلام ده و"ثائر العمرى" لسه مرجعش"
الحارس:'لسه يا باشا مرجعش ومش عارفين ايه اللى خلاه يقعد هناك ده كله"
"مسيره يرجع هيفضل هناك يعنى طول عمره"
الحارس:"انت تؤمر بايه دلوقتى يا باشا"
:"عايزكم تعملوه مفاجأة لما يرجع القاهرة "
الحارس:"انت تؤمر يا باشا كلامك هيتنفذ بالحرف الواحد"
"يلا روح شوف انت هتعمل ايه واى حاجة جديدة بلغنى بيها"
الحارس" أوامرك يا باشا"
خرج الحارس من تلك الغرفة المظلمة التى لايجلس الا بها فهى تناسب روحه المظلمة ايضا التى باتت متلهفة الى الانتقام فهو يريد انتقام اسود ربما يذهب ضحاياه ابرياء لاذنب لهم فى تلك الخطط الشيطانية التى تدور بذهنه اللعين
***
لم يخبر "ثائر "مريم "بما سيفعله بعد لم يطلب منها سوى ان تحدث "وتين" بشأن انه يريد التحدث معها غلبها فضولها فسألته عن ماذا يريد من وتين؟
مريم:"عمو"
ثائر:"نعم يا مريم فى ايه"
مريم:"انتى خلتني اكلم "وتين" وانا لدلوقتى مش عارفة انتى ناوى على ايه ولا ليه طلبت من "رمزى" ييجى ممكن بقى تفهمنى انا الصراحة الفضول قاتلنى"
ثائر:"فضول بخصوص ايه بالظبط"
مريم:"بخصوص انت ناوى تعمل ايه مع "وتين" او هتحل مشكلتها دى ازاى اظن من حقى أعرف لان انا سبب معرفتك بيها"
ثائر بهدوء:"هتجوزها يا مريم"
مريم بصدمة:"هو اللى سمعته ده بجد ولا انا اتخيلت انك بتقول هتتجوز وتين"
ثائر:"لاء سمعتى بجد مش تخيلات"
مريم:"عمو انت بتتكلم جد ولا بتهزر معايا"
ثائر:'ده موضوع ينفع اهزر فيه معاكى يعنى يا مريم"
مريم:"هتتجوزها يعنى هتتجوزها بجد"
ثائر:"امال هتجوزها بهزار"
مريم:"ازاى وانت خاطب اصلا"
ثائر:"دى هتبقى جوازة على الورق بس علشان نعرف ناخدها معانا ومحدش هيعرف غيرك انتى و"رمزى" ومش عايز حد تانى يعرف حتى الدادة بتاعتك مش لازم تقوليلها علشان الكلام ميوصلش لسيلا"
مريم:"طب ليه هتعمل كده"
ثائر:'علشانها وعلشانك انتى كمان"
مريم باستغراب:'علشانى انا ازاى"
ثائر:"لان حسيت انك حبيتى "وتين" وانتى محتاجة انها تكون معاكى انتى ملكيش أصحاب وانتى من ساعة ما قابلتيها وانتى ابتديتى تعيشى حياتك تانى ونفسيتك اتحسنت"
مريم:" يعنى انت عايز تتجوزها علشانى"
ثائر:"وعلشان هى كمان محتاجة تعيش كويس وتبعد عن الناس دول اللى معيشنها فى جحيم"
مريم:"وهو مفيش حل غير الجواز"
ثائر:"ايوة لان "وتين" مينفعش تقعد معانا غير كده لانها طبعا متربطناش بيها اى قرابة وممكن قرايبها دول يعملولى مشاكل انا فى غنى عنها"
نظرت "مريم" له بابتسامة فهو يفعل ذلك لأجلها ولاجل تلك الفتاة فقليل من يتمتع بتلك الشهامة والرجولة
مريم:"هو انا قولتلك ان انا بحبك يا عمو"
ثائر:"اه كتير اوى"
مريم:"طب بحبك ياعمو"
ثائر:"وانا كمان بحبك يا شقية"
مريم:"شقية دا انا غلبانة والله ويتيمة"
ثائر:"متقوليش الكلمة دى تانى لما ابقى اموت ابقى قولى على نفسك يتيمة"
مريم:"بعد الشر عليك ربنا يباركلى فيك يا عمو بس تصدق انا فرحت لما قولتلى هتتجوز وتين"
ثائر:"اشمعنا يعنى"
مريم بضحك:"مش عارفة انا فرحت وقلبى فرح وانا مقدرش ارجع فى كلامى"
ابتسم "ثائر" على كلامها فهو الآن سعيد لرؤيتها مبتسمة ثانية فهو لا يريد فى حياته سوى ان يطمئن عليها لانها امانة فى عنقه قد تركها له أخيه وهو سيفعل المستحيل من أجلها
ثائر:"ان شاء الله الابتسامة تفضل على وشك على طول"
مريم:"هو "رمزى" فين"
ثائر:"بتسألى على المتخلف ده ليه"
مريم بتوتر:"ها لا ابدا اصلى مش شيفاه يعنى"
ثائر:"والله على عمو"
مريم:"انت تقصد ايه بكلامك ده"
اصطبغ وجهها باللون الاحمر وهى تتمنى ان لا يلاحظ ما يدور فى ذهنها وقلبها حول "رمزى"
ثائر:"قصدى على اللى خلى وشك جاب الوان الطيف"
مريم:مش فاهمة قصدك ايه ياعمو"
ثائر:"هو غبى ومتخلف اه بس راجل وجدع ومفيش فى جدعنته"
مريم:"هو مين ده"
ثائر:"رمزى هكون قصدى على مين يعنى"
دخل "رمزى" يحمل بيده ذلك العقد الذى طلبه منه"ثائر" بالشروط التى اخبره بها
رمزى:"هو مين ده اللى غبى ومتخلف يا سى" ثائر"ها دى اخرتها بدل ما تمدحنى قاعد تشتم فيا
ثائر بضحك:"ياريتنا افتكرنا مليون جنية كانوا هيبقوا احسن منك"
رمزى:"بقى كده ماشى يا"ثائر"صبرك عليا"
مريم:"عن اذنكم"
رمزى بابتسامة عاشقة:"راحة فين ما انتى قاعدة منورانا يامريم"
شعرت"مريم"بخجل شديد ثم فرت هاربة الى غرفتها هربت من ذلك النبض العنيف الذى صار ينبض به قلبها
ثائر:"مش بقولك غبى ومتخلف واياك متحترمش نفسك يا رمزى هقوملك"
رمزى:"ياعم جوزهالى ابوس ايديك الاتنين بقى حرام عليك يا اخى"
ثائر:"هجوزهالك يا غبى بس مش دلوقتى اصبر شوية"
رمزى:"امال امتى لما اطلع على المعاش ولا ايه انا عايز اتجوز الحق اخلفلى عيلين أجرى وراهم فى البيت"
ثائر:"لما تخلص دراسة يا ابو دم خفيف"
رمزى:"هو انا لسه هستنى السنة دى والسنة الجاية كده حرام وكتير"
ثائر:"هو ده اللى عندى إذا كان عاجبك بقى"
رمزى:"طول عمرك مفترى ما انت هتتجوز واحدة لسه بتدرس وفى سن مريم ولا حلال ليك وحرام عليا"
ثائر:"انت عارف انا هتجوز ليه يا "رمزى" مش متجوزها علشان تبقى مراتى بجد دا حبر على ورق ثم ماشى يا سيدى تخلص السنة دى ونكتب الكتاب ولما تخلص دراسة تتجوزوا"
رمزى:"اى حاجة تيجى منك خير وبركة يا حبيبى"
ثائر:"الا قولى يا"رمزى" لو"مريم" رفضت هتعمل ايه"
رمزى:'يالهوى هى ممكن ترفض انا محطتش موضوع الرفض ده فى دماغى خالص"
ثائر:"ليه يعنى هو اللى خلقك مخلقش غيرك ولا ايه"
رمزى:"تصدق انت خوفتنى بالكلمتين دول مصيبة لترفضنى دا انا اروح فيها"
ثائر:"ما تخافش يا سيدى مش هترفض وهتوافق تتجوزك متقلقش"
رمزى:'ايه اللى مخليك متأكد كده يا"ثائر" انها هتوافق ومش هترفض"
ثائر:'لانها هى كمان باين عليها انها بتحبك يا حيوان"
رمزى:"قلبى قلبى أه انت قولت ايه قول تانى كده والنبى هى بتحبنى بجد قول والله كده يا ثائر"
ثائر:"هجوز بنت اخويا لواحد اهبل والله العظيم ومش بس كده ومتخلف كمان"
رمزى:'انا اهبل يا حمايا العزيز يا صديق العمر يا رفيق الدرب يا جلاب المصايب والمشاكل ياللى يعرفك يوم يبقى نفسه يطفش من الدنيا بحالها"
ثائر:"يعنى انت تقول كلمتين حلوين وتختمهم بكلمتين يقرفوا فى الآخر"
رمزى:"اعذرنى بقى الفرحة ملغبطانى انا حاسس ان انا قلبى هيوقف"
ثائر:'قلبك هيوقف! انت خرع ليه كده فين العقد ياض انت هاتوا وريهولى"
رمزى:"خد العقد اهو يا حبيبى"
ناوله العقد نظر اليه "ثائر" يتفحص بنوده وجده كما يريد فاطمأن انه مثلما يريد
ثائر:"تمام كده"
رمزى:"انت هتكلمها بكرة"
ثائر:"ان شاء الله"
ظل يفكر ماذا سيكون رد فعل "وتين" عندما يخبرها بما يريد او ماذا ستقول؟ او ماذا سيكون رد فعلها عندما تعلم انه يريد الزواج منها بناء على عقد يحوى شروط ربما من يقرأها يعتبرها بنود عبودية
***
أذن الله بشروق الشمس قامت من النوم ادت فرضها انهت ما عليها من اعباء ذهبت سريعا الى الجامعة حتى تنهى محاضراتها وتذهب إلى المكان المتفق عليه انها ستقابله فيه شعرت ان الوقت اصبح يعاندها فهى تشعر بتباطئ الوقت اليوم ها هى قد انهت محاضراتها اخذت حقيبتها وكتبهاو عندما حاولت الخروج من القاعة وجدت من يعترض طريقها كالعادة نظرت اليه بشراسة فهى تريد الذهاب الان لرؤية ذلك الرجل الذى سيكون منقذها فليس هذا وقت هذا السمج
هيثم:"مستعجلة ليه كده الصبر حلو يا باشمهندسة "وتين"
وتين:"ابعد عن طريقى عايزة اعدى ايه الرخامة بتاعتك دى يا ساتر يارب"
هيثم:"هو انتى دماغك ناشفة ليه كده بطلى عند بقى ونشفان دماغ"
وتين:"انت عارف انت لو مبطلتش هفتحلك دماغك واللى يحصل يحصل علشان انا زهقت وقرفت منك ومن تصرفاتك بلاش خنقة بقى"
هيثم بسماجة:"انا اهو افتحى دماغى يلا يا ..وتين"
وتين:"اوووف الرحمة يارب ابعد بقى عن طريقى واسمى الباشمهندسة "وتين" انت فاهم"
هيثم:"ياباشمهندسة" وتين" مش ناوية تحنى عليا بقى"
وتين:"هقولهالك للمرة الألف ابعد عن طريقى حل عنى لو عندك ذرة مخ وبتفهم"
قامت بازاحته من طريقها فليس هو من تريد فمن اصبحت تريده على وشك مقابلته ورؤيته .كانت تسأل نفسها ماهو الحل الذى توصل اليه لخلاصهاخرجت من الجامعة وصلت الى الشاطئ التفتت يمينا ويسارا لترى اى احد منهم ولكنها لم ترى احد فكرت انهم لم يأتوا بعد جلست على تلك الصخرة فتحت دفترها وجدت نفسها تخط بيدها على تلك الصفحة البيضاء ذلك الإسم (ثائر) الذى تنتظر صاحبه بلهفة الآن ان يظهر وتراه ظلت تتأمل الاسم الذى نقشته بشكل جميل على تلك الورقة بتلك الابتسامة التى ارتسمت على ثغرها الجميل وماهى الا دقائق حتى سمعت صوت"مريم" ينادى عليها
مريم بابتسامة:"وتين"
قامت باغلاق الدفتر بسرعة وارتباك فتمنت ان لا تكون لاحظت"مريم"ما كتبته نظرت وجدته يأتى خلف"مريم" بتلك الخطى الثابتة واضعا نظارته الشمسية على وجهه يتلاعب النسيم بخصلات شعره الناعمة تبعثرها بشكل فوضوى جميل فياله من رجل لم ترى احد له مثل تلك الهالة الرجولية التى تحيط به كأنه يجعل الرجال الاخرين فى الظل ابتسم لها ابتسامة خفيفة وضعت يدها تلقائيا على قلبها الذى صار ينبض بقوة ولهفة ولكنها ايضا تنهر نفسها من الانجراف وراء تلك المشاعرماهذا الذى وصلت اليه فهى لم تعرفه سوى من مدة بسيطة فهل صار يشكل معها فارقا الى هذه الدرجة فلا بد أنها غبية إذا اعتقدت انه يمكن ان ينظر اليها بطريقة مختلفة عن انه يراها فتاة تحتاج مساعدة
ثائر:"ازيك يا وتين اخبارك ايه النهاردة"
وتين بارتباك:"الحمد لله حضرتك انا تمام اخبارك ايه يا مريم"
مريم بابتسامة:"انا الحمد لله تمام انا هقعد قريب هنا علشان تتكلموا براحتكم ماشى"
ثائر:"ماشى بس متبعديش كتير عن هنا يا مريم"
مريم:"حاضر ياعمو هكون هنا فى مكان قريب"
جلست"مريم"فى مكان غير بعيد حتى تفسح لهم المجال للحديث نظ"ثائر" تجاه "وتين" موجها كلامه اليها
ثائر:"انتى طبعا"مريم" كلمتك وقالتلك ان انا عايز اساعدك تسيبى البيت اللى انتى عايشة فيه وتخلصى من الناس اللى بيعاملوكى بطريقة مش كويسة"
وتين بخجل:"ايوة قالتلى"
ثائر:"انا جاى النهاردة اقولك على الحل اللى وصلت ليه ياوتين"
وتين بتساؤل:"ايه هو الحل ده"
ثائر:"ان انا وانتى نتجوز يا وتين"
اتسعت عيناها على اخرها شعرت بجفاف فى حلقها ظلت تبتلع ريقها مرة تلو الآخرى لا تجد ما تقوله اصبح الكلام مستعصيا على لسانها خرج منها الكلام بتلعثم وغير مترابط فماذا يقول؟
وتين بتلعثم:"نتتجوز حضرتك بتقول ايه نتجوز ازاى"
ثائر:"ايوة هو ده الحل الوحيد اللى تقدرى تسيبى بيه البيت ده"
وتين بتلعثم شديد:"بس بس"
ثائر:"بصى يا"وتين" اولا الجواز دى هيبقى شكلى بس مش اكتر من كده"
وتين:"شكلى ازاى يعنى مش فاهمة"
ثائر:"يعنى جواز على الورق انا خاطب وممكن اتجوز قريب"
وتين بصدمة:"خاطب وهتتجوزنى ازاى يعنى"
ثائر:"انا هفهمك كل حاجة يا"وتين" علشان تقررى براحتك
افهمها"ثائر" ما يريد منها وكيف ستكون حياتهم معا وانه لن يعلم احد بجوازه منها سوى"مريم"وصديقه المقرب اخرج من جيبه ذلك العقد
ثائر:"وده العقد اللى هيضمنلك حياتك معايا"
وتين باستنكار:"عقد! عقد ايه ده"
ثائر:"ايوة فيه كل الشروط اللى لازم تلتزمى بيها لو احنا اتجوزنا فعلا"
اخذت من يده العقد طافت عينيها على تلك الورقة تقرأ ما كتب فيها وكل كلمة تقرأها تزيدها استغرابا وضيقا ماهذا العقد السخيف ؟
وتين باستنكار:"ايه اللى مكتوب ده ايه العقد الغريب ده انا اول مرة اسمع عن جواز بشروط"
ثائر:"هو ده المطلوب منك تعمليه يا"وتين" ومش اكتر من كده"
وتين:'مطلوب منى اعمله هو فى اكتر من كده انت عايزنى اكون لعبة فى ايدك تتحكم فيها حضرتك"
ثائر:"وليه اخدتى الموضوع بالشكل ده مش جايز الشروط دى لحمايتك مش أكتر"
وتين:"لحمايتى ازاى انت تقريبا عايزنى مفكرش انت اللى تفكر وتقرر وتمشيلى حياتى يعنى لعبة تحركها بايدك وانا عليا السمع والطاعة يعنى استبدل ذل واهانة بعبودية"
ثائر:"عبودية ازاى مش يمكن تفكيرى ينقذك من مشاكل انتى فى غنى عنها"
وتين:"مشاكل ! مشاكل ايه الدنيا مليانة مشاكل معنى كده ان ييجى حد يقولى متفكريش علشان متقعيش فى مشكلة اى منطق ده انت هتبقى عامل زى الاحتلال بالظبط"
ثائر باستغراب:"احتلال! احتلال ازاى يعنى مش فاهم"
وتين:"ايوة احتلال انت مفكر ايه الشخص اللى عايز الكل يطيعه ومش يمشوا الا بأمره ويديرلهم حياتهم يبقى ايه يبقى زى الاحتلال بالظبط"
ثائر بهدوء:"انتى شايفة كده يا وتين"
وتين:"قولى انت كلامك يتفهم ايه غير كده"
ثائر:"على العموم القرار فى ايدك يا "وتين" وانتى حرة وانا مش غاصبك على حاجة زى ما تحبى"
ظلت "وتين" عدة دقائق تفكر فى كلامه الذى سمعته منه فماذا تجيبه الآن فهو بانتظار قرارها فماذا تقول؟ فهى لا تريد عقد يحولها لعبدة له تأتمر بأمره وتلغى شخصيتها
ثائر:"قولتى ايه يا "وتين" قرارك ايه"
وتين بهدوء:"وانا اسفة انا مش موافقة"
***
يتبع..

رواية دمية في يد غجري الفصل الثامن بقلم سمسم


ظلت"وتين" عدة دقائق تفكر فى كلامه الذى سمعته منه فماذا تجيبه الآن فهو بانتظار قرارها فماذا تقول؟ فهى لا تريد عقد يحولها لعبدة له تأتمر بأمره وتلغى شخصيتها
ثائر:"قولتى ايه يا "وتين" قرارك ايه؟
وتين بهدوء:"وانا أسفة انا مش موافقة"
ثائر:" صدقينى يا"وتين"حياتك مش هتبقى صعبة معانا وهتعيشى فى مستوى كويس وهتعيشى معززة مكرمة وهتنسى حياتك اللى هنا خالص وكمان علشان"مريم"
وتين:"وايه علاقة"مريم"بموضوع جوازى منك"
ثائر:"مريم كانت حالتها النفسية مدمرة بسبب حادثة باباها ومامتها كانت عايشة كأنها معزولة عن العالم وديتها لدكاترة نفسيين قالولى هى محتاجة حد يكون جمبها يتكلم معها حد يكون قريب منها يشجعها تخرج من اللى هى فيه انا طبعا حاولت بس برضه عندى شغلى وكمان انا عمها ممكن يكون فى حاجات هى متقدرش تقولى عليها عايزة حد من سنها يفهمها بمعنى اصح عايزة صاحبة"مريم" كانت انطوائية جدا متعرفش فى حياتها غيرى انا و"رمزى"صاحبى والدادة بتاعتها ملهاش اصحاب حتى فى الكلية مش مصاحبة حد اوقات بترفض تروح الكلية بترفض تعمل اى حاجة غير انها تحبس نفسها فى اوضتها وتعيش مع نفسها بس لما ظهرتى انتى فى حياتها ابتدت"مريم" تتغير ابتدت تضحك تهزر حتى بقى عندها الرغبة انها ترجع تحضر فى كليتها تانى وتخلص دراستها
وتين:"هى "مريم"فى كلية ايه هى مقالتليش"
ثائر:"فى كلية هندسة فى سنة رابعة قسم الكترونيات"
وتين باستغراب:"غريبة اوى دى"
ثائر بتساؤل:"هى ايه دى اللى غريبة ياوتين"
وتين:"علشان انا كمان نفس السنة ونفس القسم فى الكلية"
ثائر بتفاؤل:'بتتكلمى جد ياوتين"
وتين:'ايوة وانا ينفع اهزر فى حاجة زى دى"
ثائر:'يعنى ممكن تحولى لجامعة القاهرة وتروحى الكلية مع "مريم" وتشجعيها تخلص دراستها صدقينى ده انا ان شاء الله هضمنلك مستوى كويس حتى لما ننفصل هأمنلك مستقبلك مش هخليكى محتاجة حاجة ابدا حتى لو قابلتى واحد وحبيتى ترتبطى بيه انا موافق معنديش مانع"
وتين:"ياااه للدرجة دى"
ثائر:"انا قولتلك الجوازة ماهى الا وسيلة علشان تقعدى فى بيتى بشكل رسمى علشان اهلك دول ميعملوش معايا مشاكل وشوشرة انا فى غنى عنها وانا اللى لما ييجى نصيبك الحقيقى ان شاء الله هجوزك زى ما هجوز"مريم" بنت اخويا يعنى اعتبرى نفسك زيك زى "مريم" عندى"
فكرت يالك من غبى هل انت من ستقوم بتزويجى من رجل بعدك ما هذا التفكير العقيم؟ هل يعلم انها إذا اصبحت زوجته ثم انفصلت عنه لن تحمل اسم رجل غيره لن تجعل احد غيره يدخل قلبها .قلبها اللعين الذى لم يصبح تحت سيطرتها قلبها الذى وقع فى غرام رجل لن يكون لها حتى بالرغم من انها يمكن ان تصبح زوجته..هل قالت انها وقعت فى غرامه متى حدث ذلك ؟ فهو لم يظهر فى حياتها سوى من مدة قصيرة فكيف اغرمت به ؟ ولكن احيانا يحب الانسان ويغرم ويعشق من نظرة واحدة وربما هذا هو حالها معه فهى اغرمت به منذ اللحظة الاولى التى رأته فيها ولكنه ليس حرا فهو مرتبط بأخرى فيالها من فتاة محظوظة ( خطيبته) انها سترتبط بشخص به كل تلك المواصفات التى تتمناها اى فتاة فى شريك عمرها
ثائر:"لسه برضه مصرة على رفضك يا وتين"
حاولت الحفاظ على كرامتها قدر استطاعتها فيجب الا يعرف ماذا اصبحت مكانته لديها يجب ان تخفى ذلك الحب الذى تشعر به
وتين بهدوء:"خلاص انا موافقة بس علشان خاطر"مريم" علشان انا حبيتها اوى وهى تستاهل كل خير دى اول واحدة تتعامل معايا بذوق"
ثائر:"تمام انتى تكلمى قرايبك دول وبلغينى اجى اتقدملك بشكل رسمى وزى ما قولتلك يا"وتين" انتى هتبقى زى مريم عندى"
ارادت الصراخ فى وجهه ان يكف عن قول تلك الكلمة هى لاتريد ان يعاملها كأبنة اخيه فهى تريد منه معاملة أخرى تريد ذلك الرابض بين ضلوعه نعم انها تريد قلبه وليس معاملة أبوية
نادى"ثائر" على مريم تقدمت"مريم" منهم تريد معرفة قرار"وتين" بشأن تلك الزيجة
مريم:"ها قررتى ايه يا وتين"
وتين:"موافقة علشان خاطرك انتى بس يا مريم"
مريم بفرحة:"يعنى هتيجى معايا البيت وتعيشى معانا"
وتين:"ومش بس كده وهاجى معاكى الكلية كمان"
مريم:"بجد هو انتى فى كلية هندسة انتى كمان تصدقى انا اعرف انتى فى كلية بس مسألتكيش مرة انتى فى كلية ايه"
وتين بابتسامة:"ايوة بس غريبة انا حكيتلك عن كل حاجة ما عدا انا فى كلية ايه"
مريم:"و لا انا كمان قولتلك انا فى كلية ايه بس صدفة جميلة"
وتين بابتسامة:"شكل القدر مصر يجمعنا سوا انا وانتى يا مريم"
مريم:'دا يبقى احسن قدر انا انا هيبقى عندى اخت وصاحبة بدل ما انا عايشة فى دنيا لوحدى"
احتضنتها"وتين" بقوة ابتسمت"مريم" رأى"ثائر" ذلك شعر بالسعادة ان سيستطيع تحقيق السعادة لتلك الفتاتين
وتين:"انا لازم امشى دلوقتى عن اذنكم"
ثائر:"مع السلامة وياريت الموضوع يخلص بسرعة علشان نرجع القاهرةعلشان عندى شغل وعلشان تقدروا ترحوا الكلية وتنتظموا فيها ولو حصل نصيب هخلى رمزى يحولك ورق كليتك على جامعة القاهرة"
وتين بابتسامة وجع:"ان شاء الله عن اذنكم"
قالت ذلك وانصرفت تشعر بوجع فى قلبها فلماذا تصر الحياة على معاندتها فمن أصبحت تهواه الآن لن يكون من نصيبها بالرغم من أنه سيصبح زوجها ...على الورق فقط
عادت الى المنزل انتظرتهم حتى تجمعوا جميعاً على السفرة لاخبارهم بشأن زواجها من"ثائر"
وتين"سمير فى عريس عايز يتقدملى وطالب انه ييجى البيت علشان يتقدم بشكل رسمى"
سمير:"ماانتى عارفة ان عزيز عايز يتجوزك يا وتين"
وتين:"بالله عليك يا"سمير" لو بتحب ربنا توافق على العريس التانى ده وانا اوعدكم ان انا هختفى من حياتكم خالص ومش هتسمعوا اسمى مرة تانية انا عارفة انكم عايزين تخلصوا منى باى شكل وده هيحصل بس وافق على العريس ده وانا فعلا هختفى من حياتكم"
عايدة:"ويكون مين العريس ده بقى ان شاء الله"
وتين:"ده يبقى عم واحدة صاحبتى طلب منها تكلمنى فى الموضوع فقولتلها هقولكم وارد عليها"
سمير:"لما ييجى واشوفه الاول وبعدين ابقى اقول رأيى"
وتين:"يعنى انت موافق يا سمير"
سمير:"لما اعرف هو مين الاول واشوفه وبعد كده اشوف اوافق ولا لاء خليه ييجى بكرة على المغرب"
وتين بفرحة:"شكرا يا سمير"
قالت ذلك وذهبت الى غرفتها حتى تخبر "مريم" بموافقة "سمير" على مقابلتهم لطلب يدها فهى بالرغم من انها تعلم انها زيجة مزيفة ولكن لا تعلم سر تلك الفرحة التى انتابتها بعد معرفتها لموافقة"سمير" على مقابلة"ثائر"
وتين:"الو مريم"
مريم:"ايوة يا"وتين" معاكى"
وتين:"بلغى عمك ان"سمير" موافق يقابله بكرة ان شاء الله على المغرب"
مريم:"خلاص ماشى ان شاء الله يا حبيبتى"
وتين:"سلام يا مريم"
مريم:"مع السلامة وخلى بالك من نفسك"
وتين بسعادة:"ان شاء الله وانتى كمان"
كانوا الثلاثة اصابهم التعجب من سر فرحة هذه الفتاة بزواجها فهم اول مرة يروا على وجهها السعادة
عايدة:"هى مالها مبسوطة اوى كده ليه البت دى بالعريس اللى هيتقدملها"
هيام:"بس عم صاحبتها مين ده ليكون راجل كبير فى السن ياماما"
عايدة:"احنا مالنا بقى مش هى موافقة هى حرة خلينا نخلص منها ومن قرفها هى هتفضل قاعدلنا العمر كله"
سمير:"اما نشوف هو مين ده كمان اللى جيباه الست وتين"
دخلت "هيام" الى غرفة"وتين" فضولها يقودها تريد معرفة المزيد عن هذا العريس المنتظر
هيام:"مقولتليش بقى شكله ايه العريس ده يا وتين"
وتين بضيق:"بكرة هتشوفيه يا"هيام"متستعجليش على رزقك"
هيام:"يبقى اكيد مش حلو طالما مش عايزة تقولى بس يبقى حرام انا اتخطب لواحد وسيم وحلو وانتى يا حرام تتجوزى واحد اى كلام"
وتين باستهزاء:"اى كلام! بكرة هتشوفى اللى بتقولى عليه عريس اى كلام"
هيام باستفزاز:"اكيد طبعا مش هيبقى فى وسامة"أسامة خطيبى"
وتين:"ليه يعنى هو مفيش حد وسيم وحلو غير خطيبك فى الدنيا دى"
هيام:"انتى عارفة ان كل بنات الشارع كان عينهم منه بس انا بقى المحظوظة اللى فزت بيه"
وتين:'مبروك عليكى وربنا يتمملكم بخير ان شاء الله"
ثم اكلمت بهمس لم يصل الى اذن"هيام"
"او ياخدكم ميضرش برضه المهم ارتاح منكم"
هيام:"انتى بتقولى ايه كده بصوت واطى"
وتين:"ولا حاجة مبقولش حاجة تصبحى على خير عن اذنك هنام"
خرجت"هيام" من الغرفة تمددت"وتين" على سريرها ظلت تنظر الى سقف الغرفة بشرود تسأل نفسها هل هى مدركة ما مقبلة عليه هل باستطاعتها ان تتحمل رؤيته مع امرأة أخرى ؟ ماهذا الانقباض الذى تشعر به فى معدتها وقلبها ماهذا الاحساس الذى كان مثل النيران المشتعلة التى تشعر به فى قلبها من تخيلها له مع امرأة أخرى هل تغار؟ الغيرة هل هذه هى الغيرة ذلك الاحساس البشع الذى يصيب القلب يجعل الانسان غير مدرك لتصرفاته
وتين:"متبقيش طماعة هو هيساعدك عيزاه كمان يحبك فوقى لنفسك وبلاش غباء وارضى باللى هو هيعملهولك بلاس غيرة عامية متحاوليش اصلا تظهرى حبك وغيرتك دى متزديش الطين بلة متحطيش نفسك فى موقف مش هينوبك منه الا الوجع والقهر فوقى يا وتين فوقى"
ظلت تخاطب نفسها وتقنعها بان تقلع عن كل تلك الأحلام التى باتت ترسمها لها مخيلتها من انه ربما سيأتى الوقت وينظر لها"ثائر" نظرة مختلفة."ثائر"ياله من اسم بات محفور وموشوم فى قلبها فى قلب تلك الفتاة التى عندما تحاول اقناع نفسها بأن تكف عن ذلك الحب لم يقتنع قلبها وتجد نفسها غارقة اكثر فأكثر فى عشقه ماهذا الاحساس الجميل الذى تشعر به لاول مرة فى حياتها فهى كانت تظن أنها تحب "أسامة" ولكن الآن اقتنعت ان هذا لم يكن حبا ابدا بل مجرد زهوة بشاب كانت تظنه انه سينقذها من حياتها البائسة ولكنه لم ولن يكون منقذها فهى عرفت الآن من هو منقذها الحقيقى ذلك الرجل الذى يملى عليها شروطه قبل ان يرتبط بها ما هذه الشخصية القوية التى يتمتع بها والتى تشعر بلذة الضعف أمامها
"فى الصباح"...اشرقت الشمس فاليوم هو اليوم الموعود بالنسبة لها او ربما سيكون يوم خلاصها بعد ان انتهت من أعباءها المنزلية وجدت نفسها تخرج من المنزل متجه الى قبر والديها فهى دائما ما تذهب اليهم حتى تفضى اليهم بمكنونات قلبها لأنها كانت لا تستطيع ان تتحدث مع احد بحرية وصلت الى المقابر جلست امام قبر والديها ابتسمت ابتسامة مهزوزة ممزوجة ببعض من دموعها التى بدأت فى التساقط من عينيها الجميلة
وتين بدموع:"بابا ماما انا جيت النهاردة علشان اقولكم ان انا خلاص ممكن اتجوز ده لو"سمير" وافق يعنى ومبوظليش الجوازة هو وامه وأخته انتوا عارفين هم بيعزونى شوية طبعا انتوا عارفين المهم النهاردة هييجى راجل يخطبنى اسمه"ثائر" انا مشفتش فى رجولته ولا شهامته ولا شخصيته برضه انا اتعرفت عليه عن طريق بنت اخوه ولما عرف اللى انا فيه صعبت عليه وعرض عليا يتجوزنى علشان ينقذنى منهم وكمان علشان خاطر اساعد بنت اخوه تخرج من حالتها النفسية بس مكدبش عليكم وكلام بينى وبينكم يعنى انا برضه وافقت اتجوزه علشان حبيته ايوة حبيته ومش عارفة ازاى وانا معرفهوش غير من مدة بسيطة اوى بس لما بشوفه بحس باحساس جميل اوى وان قلبى بيفضل يدق جامد اوى لدرجة بحس ان قلبى بيوجعنى من كتر الدق بس يا خسارة طلع خاطب وهيتجوز انا عارفة ان ابقى غبية لو فكرت انه ممكن يحبنى بس مش قادرة مفكرش فيه او ان ارسم فى خيالى انه ممكن يحبنى على العموم انا سايبة نفسى للظروف هشوف هتودينى على فين انا همشى دلوقتى كان نفسى تبقوا معايا فى يوم زى ده ربنا يرحمكم يارب"
وبعد ان انتهت من قراءة الفاتحة ذهبت وعادت الى المنزل لكى تستعد لما سوف يحدث هذه الليلة
***
كان فى غرفته ينتهى من تجهيز نفسه للذهاب لذلك المنزل لطلب يد تلك الفتاة خرج من غرفته وجد"مريم'' و"رمزى" بانتظاره حتى يذهبوا معه
مريم بابتسامة:"ايه القمر ده ياعمو"
ثائر:"حبيبة قلبى انتى اللى قمر"
رمزى:"احم احم نحن هنا"
ثائر:"ايه يا فصيل انت"
رمزى:"مش يلا بقى ولا هتقضوها مجاملات فى بعض وتحبوا فى بعض وانا واقف غلبان كده"
ثائر:"وانت مالك انت واحد وبنت اخوه ايه اللى حشرك فى النص يا حشرى"
رمزى:"هتسكت ولا اقولها يا ثائر"
نظر اليه"ثائر" نظرة تحذيرية يحذر"رمزى" ان يخبر"مريم" بحبه لها الآن فهو يريدها ان تستجمع شتات نفسها اولا ثم سيخبرها هو برغبة"رمزى" فى الزواج منها
مريم بتساؤل:"تقولى على ايه قصدك ايه يارمزى"
ثائر:"مقصدوش حاجة يلا بينا وسيبك من"رمزى" المتخلف ده مش بقولك متخلف"
رمزى بغيظ:"غجررررى وشوارعى"
ثائر:"يلا يا مريومة احنا الظاهر مش هيخلص فى يومه ده"
رمزى:"اللى يشوفك كده يقول رايح تتجوز بجد يا أخويا"
ثائر:"يلا ياض بلاش قلبة دماغ بقى ايه الزن والرغى بتاعك ده"
ابتسمت"مريم" على كلامهم شعر ان قلبه سيخرج من مكانه عندما رآها تبتسم بهذا الشكل فمتى تصبح ملكه هى الأخرى فهو لم يعد لديه طاقة على الانتظار اكثر من ذلك
***
جالسا فى غرفته يتابع اخبار السوشيال ميديا عندما رن هاتفه فكانت خطيبته تأفف قليلا فماذا تريد منه الآن؟ ما الذى أوقع نفسه فيه ؟ هل كان يريد الثأر لكرامته من "وتين" فليتحمل نتيجة اختياره فتح الهاتف بضيق نوعا ما
أسامة:"الو ايوة يا هيام"
هيام بدلع:"اخبارك ايه يا أسامة"
أسامة:"الحمد لله فى حاجة ولا ايه"
هيام:"بطمن عليك بلاش يعنى هو مش انت المفروض خطيبى يعنى انت حتى مبتتصلش تطمن عليا"
أسامة:"انا الحمد لله كويس وبخير معلش بس كان الشغل واخد كل وقتى"
هيام:"اه نسيت اقولك مش فى عريس هيتقدم ل"وتين" النهاردة باليل"
سمع ذلك اعتدل فى جلسته يفكر من يكون هذا هو العريس؟ فتذكر ان"هيام" أخبرته بتقدم"عزيز"لطلب يدها
أسامة:"اه مش قصدك على عزيز ابن شعبان العطار"
هيام:"لاء ده واحد تانى خالص مش هو"
أسامة:"واحد تانى مين ده وتعرفه منين"
هيام:"بتقول عم واحدة صاحبتها فمعرفش بقى حاجة اكتر من كده"
أسامة:"عم صاحبتها مين دى"
هيام:"وانا ايش عرفنى انا بقى بالكلام ده على العموم هو زمانه جاى دلوقتى وهنشوفه"
أسامة:"آه طب مبروك ربنا يتمم بخير"
هيام:"الله يبارك فيك عقبال فرحنا"
انهى مكالمته معها زاد فضوله يريد ان يرى من هذا الذى يريد الزواج من وتين؟ وجد نفسه يقوم يرتدى ملابسه قاصدا منزل سمير بحجة رؤية خطيبته ولكنها ليست سوى حجة لمعرفة مايدور هناك
وصل الى المنزل قام برن الجرس فتحت"وتين" الباب عقدت حاجبيها استغرابا فما الذى اتى به فى هذا الوقت؟ فهى لاتريد افساد تلك الليلة برؤيته التى اصبحت لا تطيقها
هيام:"مين يا وتين اللى على الباب"
وتين:"ده الاستاذ"اسامة" خطيبك هو اللى على الباب"
هيام:"طب خليه يتفضل انتى سيباه واقف على الباب ليه"
دخل "اسامة" قابلته"هيام" بابتسامة عريضة فهى تعلم انه اتى بسبب فضوله فهو سيتأكد الآن من ان"وتين" فتاة ليست سهلة وفتاة متعددة العلاقات وسوف يزداد كرهه لها أكثر تخيلت ذلك شعرت بسعادة غامرة فيالها من فتاة حقودة بقلب اسود لايحب الخير لأحد
هيام:"اهلا اتفضل نورت البيت يا أسامة"
أسامة:"ده نورك انتى يا هيام"
عايدة:"اهلا يا حبيبى اتفضل"
أسامة:"تسلمى يا طنط"
سمير"اهلا يا "أسامة" دا انت جيت فى وقتك"
أسامة باستعباط:"ليه خير فى حاجة ولا ايه"
سمير:"النهاردة فى عريس جاى لوتين والخير على قدوم الواردين"
أسامة باستهزاء:"مبروك يا انسة"وتين" ربنا يتمم بخير"
وتين من غير نفس:"شكرا على ذوقك"
مرت بضع دقائق رن جرس الباب ثانية فتحت"وتين" ولكن هذه المرة تختلف عن المرة الأولى فبمجرد ان رأته وجدت نفسها تبتسم تلقائيا فظلت واقفة مكانها بدون ان تنطق بحرف واحد كأنها أصبحت جماد
مريم بهزار:"الووووواحنا هنفضل واقفين عل الباب ولا ايه يا وتين"
وتين بحرج:"لا انا اسفة اتفضلوا نورتوا البيت"
دخلوا الى المنزل كان بيده بوكيه ورد اعطاه لها لم تصدق انه يهديها شئ كهذا ولكنه ليس اى أحد فالورد هدية من خاطف قلبها
ثائر بابتسامة:"اتفضلى ده علشانك يا وتين"
وتين بخجل:"شكراً على ذوقك"
قامت باغلاق الباب بعد دخولهم وجدت نفسها تحتضن الورد تغمض عينيها تشم رائحته الفواحة يرتسم على ثغرها ابتسامة عاشقة افاقت لنفسها وضعت الورد على طاولة بجوارهم
عندما رأه"أسامة" لم يصدق عيناه فهذا هو الرجل الذى كان على وشك ان يتعارك معه على الشاطئ والذى وجده يتحدث مع"وتين" فى ذلك اليوم الذى ذهب ليتحدث معها بشأن سؤالها عن حقيقة الصور
رأت"هيام" الضيوف لم تصدق من يكون هؤلاء الناس فهم فتاة جميلة وأنيقة جدا ورجلين شديدى الوسامة ولكن احدهم يمتاز عن الاخر بملامح وجه جدية جدا بعكس الاخر الذى يبدو على وجه انه شخص لطيف يحب المزاح
اشتعلت فى قلبها الغيرة أكثر فهى كانت تظن ان العريس رجل كبير و لن يكون فى وسامة خطيبها .. خطيبها فهو الآن بجانبه لا شئ
سمير:"اهلا وسهلا اتفضلوا"
ثائر:"اهلا بيك يا استاذ سمير"
عايدة:"ومين فيكم بقى العريس ان شاء الله علشان نبقى عارفين"
ثائر ببرود:"انا حضرتك العريس ان شاء الله"
كادت تصاب"هيام" بنوبة قلبية هل هذا من ستتزوجه "وتين" هل سيصبح هذا الرجل من نصيبها فيالها من فتاة محظوظة
سمير:"وحضرتك شغال ايه بقى متأخذنيش انت باين عليك بسم الله ماشاء الله غنى يعنى باين على شكلك ولبسك"
ثائر:"انا عندى شركة وفعلا انا غنى بس عايش فى القاهرة مش هنا فى اسكندرية"
سمير:"وانت عرفت"وتين" ازاى طالما بتقول انك مش عايش هنا"
ثائر:"بنت اخويا تبقى صاحبتها"
مريم:"ايوة انا ووتين اصحاب جدا"
عايدة بقلة ذوق:"ومن امتى"وتين" بتعرف ناس نضيفة اوى كده"
ثائر باستفزاز:"من هنا ورايح حضرتك"وتين" تشرف اى حد هى هترتبط بيه وهو ده مقامها"
رقص قلبها طربا من كلامه ومن نطق اسمها من بين شفتيه بتلك النبرة الدافئة التى يرتعش لها قلبها فهى اصبحت تعشق اسمها بسبب نطقه من بين شفتيه
أسامة باستهزاء:"ياسلام للدرجة دى يعنى يا استاذ"
ثائر:"واكتر كمان انا مشوفتش فى ادب ولا اخلاق"وتين" فقولت ايه بقى يا استاذ"سمير" وانا مستعد لكل طلباتكم ولو فى قبول ان شاء الله اتمنى نتجوز بسرعة علشان انا ورايا شغل كتير ومقدرش اتأخر أكتر من كده"
سمير:"انت مستعجل اوى ليه كده"
رمزى:"علشان بس احنا عايشين فى القاهرة وورانا اشغال ومصالح"
عايدة:"وحضرتك مين بقى يا استاذ انت كمان"
رمزى:"انا"رمزى" صاحبه وقريبه ومحاميه كمان زى ما تقولى كده اكتر من الاخوات"
هيام:"باين عليك مهم اوى يا استاذ اه متعرفناش بالاسم"
ثائر"اسمى ثائر ثائر العمرى"
عايدة:"ثائر ايه الاسم الغريب ده كمان"
حاول تمالك اعصابه بقوة جبارة فهذه ليست عادته ولكنه يجب ان يكون هادئا حتى يمر الموضوع بسلام
ثائر:"امر الله بقى اصل جدتى هى اللى كانت مختارة الاسم ده"
عايدة:"جدتك وهى عايشة بقى ولا فين اهلك"
ثائر بغضب مكبوت:"انا مليش فى الدنيا دى غير"مريم" بنت اخويا"
عايدة:"اااه مقطوع من شجرة يعنى"
ثائر:"لاء حضرتك مش مقطوع من شجرة امال انا هتجوز ليه علشان الشجرة تكبر وتفرع"
كتم رمزى ضحكته فهو يعلم ان"ثائر" يحاول ان يتحكم فى غضبه بقوة هائلة فهو يتخيله الآن ثائراً عليهم فهو ليست من عادته ان يجعل احد يتمادى معه فى الكلام
خافت"وتين" ان يشعر بالضجر من هذا الاسلوب الردىء فى الكلام ويتركها ويذهب ولكنه عندما رأى هؤلاء الناس اصبح اكثر تصميما على خلاصها منهم
ثائر:"انت قولت ايه يا استاذ سمير"
سمير:"انتى رأيك ايه يا وتين"
وتين بخجل:"موافقة يا سمير"
هيام باستفزاز:"ياترى الموضوع فيه إن ولا ايه علشان السربعة اللى انتوا فيها دى وعايزين الجوازة تتم اوام اوام"
وتين:"انتى قصدك ايه بكلامك ده يا هيام"
هيام:"اسألى نفسك بقى هو عايز يتجوزك بسرعة ليه عملتوا ايه وعايزين تداروه"
مريم بغضب:"اظن ميصحش كده يا آنسة الكلام ميكنش بالطريقة دى"
عايدة:"ماهو صحيح مفيش جوازة كروتة كده"
ثائر:"هو ده اللى مضايقكم خلاص شوفوا انتوا عايزين ايه وانا اعمله"
وتين:"انا مش عايزة حاجة"
هيام:'يبقى شكى فى محله فى إن فى الموضوع"
ثائر:'انت موافق يا استاذ "سمير" مش كده"
سمير:"طالما هى موافقة هى حرة هى اللى هتتجوز مش انا"
ثائر:"تمام"وتين" بكرة ان شاء الله تنزلى مع"مريم" تختارى فستان انا هعملك فرح هنا قبل ما نرجع القاهرة
وتين:"فرح!"
ثائر:"ايوة ومش اى فرح فرح يليق بمقامك عندى يا وتين"
كفى يا"ثائر"قلبى لا يتحمل كل اكاذيبك الجميلة فهكذا سأحبك فوق حب المحبين حبا ارأف بحال قلبى كانت تتحدث مع نفسها بهذه الكلمات عندما سمعته يتفوه بهذه التصريحات التي يقولها انقاذا لها
مريم:"احنا هنختارلك احلى فستان يليق بيكى يا وتين"
وتين بابتسامة:"ربنا ميحرمنيش منك يا مريم"
هيام بغيرة:"باين عليكم اصحاب اوى"
مريم بثقة:"طبعا دا"وتين" هى اللى انقذت حياتى"
سمير:"انقذت حياتك ازاى يعنى"
مريم:"كنت هغرق وانقذتنى"
هيام:"هو انتى بقى اللى ادتيها الفستان"
مريم:"ايوة وياريت كنت اقدر اديها اكتر من كده"وتين" تستاهل كل خير وتستاهل الغالى كله"
يا الله هذه الليلة اجمل ليلة عاشتها منذ وفاة والديها فهى تسمع كلام بحقها لم تسمعه من قبل تسمعه من تلك الفتاة التى احبتهاومن عم تلك الفتاة الذى أصبح الآن يسكن في قلبها
ثائر:"المهم نقرا الفاتحة وبكرة"وتين"تختار الفستان والشبكة وبعد بكرة الفرح"
عايدة:"هو سلق بيض ولا إيه"
ثائر بدون وعى:"حضرتك مش مطلوب منكم اى حاجة غير ان انا اخد"وتين" وبس هى اللى تهمنى"
أسامة بهمس:"دا ايه الحب ده كله"
ظلت"وتين" تفكر ماذا سيحدث الآن هل سيوافقوا ام سيحاولون اضاعة فرصتها من الخروج من هذا المنزل عندما قال انه لايريد سوى اخذها هى وجدت نفسها تهمس لها
وتين فى سرها:"ياريت تقدر تاخدنى من هنا انا لو روحت معاك اخر الدنيا طالما انت معايا انا موافقة"
افاقت من كلامها مع نفسها على صوت"سمير" يهتف بها
سمير:"وتين وتين"
وتين:"ايوة فى ايه"
سمير:"انتى خلاص موافقة نقرا الفاتحة"
وتين:"ايوة موافقة"
تم قراءة الفاتحة كان"رمزى" صامتا لا يتفوه بكلمة فما الذى فعلع"ثائر" هو كان يعلم انه سيتزوجها ولكن لن يصل الأمر الى ان يتفق على اقامة زفاف لها
بعد الاتفاق انصرف"ثائر" و"مريم"و"رمزى" دخلت"وتين" غرفتها ظلت"هيام" و"عايدة" يتاكلهم الغيظ والقهر مما حدث
عايدة:"بقى البت دى تقع على واحد زى ده ازاى"
هيام:"مش قولتلك انها مش سهلة مصدقتيش"
عايدة:"لاء وشوفتيه وهو بيتكلم عنها ولا بيدافع عنها"
هيام بتوهان:"باين عليه حمش أوى الصراحة خسارة فيها"
عايدة:"يلا ادينا هنرتاح منها"
هيام:"دى هى اللى هترتاح وتشوف عز مشفتوش فى حياتها دا الساعة اللى لابسها بس تمنها قد كده"
عايدة:"ولا بنت اخوه دى كمان لابسة الماظ فى ايدها"
هيام:"اه وبكرة"وتين" تلبس زيها هى كمان اما انا مفروسة فرسة لا قبلها ولا بعدها"
وضعت الورود التى اهداها اياها بجوارها على السرير تتحسس وريقات الورد تبتسم لا تعرف سر هذه السعادة فهى تعلم ان كل هذا مجرد تمثيل ولكنها لا تريد ان تتذكر ذلك تريد ان تعيش فى اوهامها ولو قليلا فلماذا دائما هى محرومة من لحظات السعادة فعندما اتتها تلك اللحظات فهى سعادة زائفة
**
عادوا الى الشقة لاحظ"ثائر"صمت"رمزى" فهذه ليست عادته ان يظل بهذا الشكل
ثائر:"مالك ساكت خالص ومبتنطقش ليه"
رمزى:"هو ايه اللى انت عملته ده يا ثائر"
ثائر:"عملت ايه"
رمزى:"انت مش قايل هيبقى جواز كده وخلاص ايه لازمته الفرح"
ثائر:"مش عارف انا قولت ليه كده بس لما سمعت تلميحات البت دى مقدرتش امسك نفسى فقولت كده"
رمزى:"والله ولما يتعرف انك اتجوزت هتعمل ايه مع سيلا"
ثائر:"ماهو ده دورك بقى مش عايز حد يعرف"
رمزى:"هتعمل الفرح وانت لابس طاقية الاخفاء"
ثائر:'انت بقى متخليش حد من الصحفيين يعرفوا وتحجزلنا اى قاعة محدش يعرفنى فيها"
رمزى:"انت شكلك ناوى تخليها خل يا ثائر"
ثائر:"متخافش الموضوع هيعدى متقلقش انت"
***
تم اختيار فستان الزفاف وايضا القاعة وكل هذا بوقت قياسى ف"ثائر" يريد انتهاء كل شئ سريعا وتم كتب الكتاب أيضاً كان ينتظر فى القاعة بتلك البدلة السوداء التى يرتديها والتى زادته وسامة وجاذبية ينتظر دخولها الآن وها هى دخلت بذلك الفستان الأبيض الذى يجعلها تشبه الأميرات ناظرة فى الأرض لاتريد رفع رأسها من الخجل وصلت اليه مد يده اليها .بتردد وضعت يدها فى يده الدافئة تأبطت ذراعه اجلسها فى المكان المخصص لهم قام برفع ذلك الوشاح الابيض من على وجهها ظل ينظر اليها فكم هى جميلة وبريئة افاق لنفسه طلب منها ان تنظر اليه
ثائر:"وتين"
وتين بخجل:"نعم"
ثائر:"بصيلى يا وتين وانا بكلمك متحطيش وشك فى الأرض كده"
لم ترفع رأسها لماذا طلب منها ذلك فهى لاتريد ان ترفع وجهها حتى لايرى الحب الواضح على محياها
ثائر:"انا قولتلك ايه يا"وتين" مش بقولك بصيلى على فكرة مبحبش اكرر كلامى كتير الكلمة بقولها مرة واحدة بس"
اذعنت لطلبه ورفعت رأسها نظرت اليه بإمعان تتأمل ملامحه فالأن ليس حراما ان تنظر اليه كما تريد فهو اصبح زوجها وهى زوجته
وتين:"انت عايزنى ابصلك ليه"
ثائر:"علشان فى حاجة عايز اقولهالك"
وتين بقلق:"حاجة ايه دى"
***
يتبع..

رواية دمية في يد غجري الفصل التاسع بقلم سمسم

(دمية فى يد غجرى)
البارت التاسع
اذعنت لطلبه ورفعت رأسها نظرت اليه بإمعان تتأمل ملامحه فالأن ليس حراما ان تنظر اليه كما تريد فهو اصبح زوجها وهى زوجته
وتين:"انت عايزنى ابصلك ليه"
ثائر:"علشان فى حاجة عايز اقولهالك"
وتين بقلق:"حاجة ايه دى"
ثائر:"الفلوس اللى المفروض تبقى مهرك"
وتين:"مهرى"
ثائر:"ايوة انتى ناسية ان لازم ادفعلك مهر"
وتين:" لاء شكرا انا مش عايزة حاجة"
ثائر:" لاء يا وتين ده حقك وعلى العموم انا فتحتلك بيه حساب فى البنك باسمك وتقدرى تتصرفى فى الحساب براحتك"
وتين:" انت ليه عملت كده "
ثائر:"علشان زى ما قولتلك ده حقك يا وتين"
وتين:"بس انت كده كلفت نفسك كتير فستان وشبكة ومهر وفرح"
ثائر:"ولا يهمك المهم انك انتى هترتاحى من الناس اللى انتى عايشة معاهم دول اللى برضه مش قادر استوعب انتى كنتى مستحملاهم ازاى بعاميلهم دى"
وتين:" كنت مضطرة استحمل كنت هروح فين بعد اهلى ما راحوا مكنش فى قدامى حل غير ان اسمع واسكت مليش حق ان اعترض لازم اقول حاضر ونعم وبس"
شعر بلهجة المرارة فى صوتها فاذا لم يخونه تفكيره الآن فربما بسبب انفعالها ستبكى ولكنه لايريد ان يرى دموعها حاول الهائها حتى لا تنفعل فابتسم لها ابتسامة خفيفة ولكنه لايعلم انه بسبب تلك الابتسامة سرت رجفة فى أوصالها فلو كان متعمدا ان يفعل بها ذلك ما صارت الى ماصارت اليه
ثائر:" خلاص اهدى يا وتين اعتبرى اللى فات من حياتك ده صفحة واتقفلت فكرى بس فى مستقبلك وايامك اللى جاية"
دار فى ذهنها عدة اسئلة تطرحها على عقلها كيف ستكون أيامها القادمة؟ ربما ستكون تلك الايام اكثر جحيما من ايامها السابقة و لكن ليس بسبب انه سيسئ معاملتها او انه سيتعامل معها مثلما كان يتعامل معها اقاربها ولكن بسبب وجودها معه تحت سقف بيت واحد تراه ولا تستطيع الاقتراب منه يقذفها حنينها وشوقها اليه ولكن لن تظهر ذلك .تراه يتحدث يبتسم لتلك المرأة الاخرى او ربما تسمعه ينادى خطيبته بتلك الكلمة التى تدفع عمرها ثمنا وتسمعها منه وهى كلمة ( حبيبتى)
جلس "أسامة"و"هيام "و"عايدة "و"سمير" على إحدى الطاولات ف"هيام" تكاد تموت غيظا وقهرا مما تراه الآن امام عينيها فهى ترى "وتين" تلك الفتاة تفوز برجل مثل هذا وليس هى
هيام بهمس وغيظ:"اااااه كل ده يبقى من نصيبك يا" وتين" وانا اللى فاكرة نفسى اخدت واحد مفيش منه دايما تطلعى فايزة فى كل حاجة ليه ليه نفسى اعرف فيكى ايه زيادة عنى"
أسامة:"انتى بتكلمى نفسك يا "هيام"ولا ايه"
هيام:"لا ابدا وهكلم نفسى ليه الا قولى فى فرحنا هتعملى الفرح فى فندق زى ده"
أسامة:"وانا اجيب تمنه منين حد قالك ان انا بشتغل حرامى"
هيام:"يعنى هو جوز "وتين" حرامى ما هو عاملها الفرح هنا"
أسامة:"هو قادر اما انا مقدرش على مصاريف فرح زى ده"
عايدة:"مالكم فى ايه انتوا هتتخانقوا ولا ايه"
أسامة:"لا هنتخانق ولا حاجة بس فهمى بنتك ان كل واحد وعلى مقدرته"
سمير:"تعالوا نباركلهم احنا مقولناش ليهم مبروك"
عايدة:"مش هبارك لحد انا ريح دماغك "
هيام:"ولا انا قايمة من مكانى رجلى بتوجعنى ودماغى مصدعة"
اقتربت" مريم "من "ثائر" و"وتين" بابتسامة جميلة فابتسمت لها "وتين" بدورها
مريم:" الف مبروك"
وتين...الله يبارك فيكى عقبالك ان شاء الله يا مريم"
ثائر:" عقبال عندك يا حبيبة قلبى"
مريم:"تسلمولى يارب انا فرحانة اوى يا عمو النهاردة بجد"
ثائر بابتسامة:"ان شا الله دايما تكونى مبسوطة وسعيدة وفرحانة يا حبيبتى"
اقتربت" مريم" من" ثائر" وهمست فى اذنه
مريم:"عمو احنا هنقول ايه لدادة "حسنية" و"وتين" راجعة معانا بفستان فرح واحنا مقولناش ليها على حاجة
ثائر:"انا حجزت اوضة هنا "وتين" تغيير هدومها وتيجى معانا وهنقولها انها هتيجى تعيش معانا علشان تسليكى"
مريم:"وهى دادة هتقتنع بالكلام ده"
ثائر:"انتى عارفة انها مبتدخلش فى حاجة وانا هقولها ان انا طلبت من "وتين" تقعد معانا علشان تشجعك ترجعى دراستك وكليتك"
مريم:"تصدق انا نفسى يكون ده فرحك بجد والله يا عمو"
ثائر باستغراب:"اشمعنا يعنى يا مريم"
مريم:"اصل حبيت "وتين" وياريت تفضل معانا على طول متزعلش منى يعنى هى احسن من سيلا"
ابتسم "ثائر" على كلام "مريم" فهو يعلم انه لا يوجد توافق بين "مريم" و"سيلا"
رمزى:"بتنموا على ايه كده من غيرى"
ثائر:"ولا حاجة انت بتطلع منين نفسى اعرف"
رمزى:"من اى حتة يا حبيبى"
ثائر:"زى العفريت يعنى"
رمزى:" مش هرد عليك عقبال عندك يا مريم"
مريم:"شكرا وعقبال عندك انت كمان يا رمزى"
رمزى بهمس:"ماهو لما عمك يفرج عنى"
ثائر:"بتقول ايه يا رمزى"
رمزى:"ولا حاجة بدعى لنفسى فيها حاجة دى"
تم تشغيل اغنية رومانسية لرقصة العروسين اخذ" ثائر" "وتين"من يدها تم تشغيل الاضاءة الخافتة
موسيقى حالمة ذراعيين قويتين يطوقان خصرها النحيل أنفاس الحبيب تداعب وجهها أوه يمكنها الالتصاق به على هذا النحو إلى الابد كان قلبها يناشده ان لا يتركها ابدا
وتين فى سرها:"متسبنيش ابدا يا حبيبى"
وكأنه استجاب الى نداء قلبها فظل يضغط بذراعيه حولها ولا يعلم لماذا اصبح عقله يلح عليه بأن يحتفظ بها بين أحضانه ولا يتركها تبتعد عنه ظل يمطرها بتلك الابتسامات الجذابة بدون وعى منه هو الآخر حتى شعرت ان قدميها غير قادرة على حملها ما الذى فعلته بنفسها؟ لماذا وافقت على الزواج منه ؟فهى بذلك كمن سيعيش فى جحيم من الغيرة واللوعة والاشتياق
افاقت من حالة العشق المسيطرة عليها عندما انتهت الاغنية واضاءت الأنوار كانت كالطائر الذى يحلق فى سماء عالية ثم انكسر جناحيه وعاد الى الارض يطوى تلك الاجنحة المنكسرة بفؤاد يقطر حزناً والماً
اوشكت حفلة الزفاف على الانتهاء اقترب سمير وعائلته من" وتين"
سمير:"مبروك يا عروسة"
وتين:"الله يبارك فيك يا سمير عقبال عندك"
عايدة بحقد:"ياريت بس مش يومين كده وترجعيلنا تانى يا وتين"
ثائر باستفزاز:"مين قال لحضرتك كده هى لو "وتين" دخلت بيتى هتخرج تانى منه ده هيحصل فى حالة واحدة بس على جثتى"
وتين بخوف:"بعد الشر عليك"
ثائر:"تسلميلى يا وتين"
اقترب" أسامة" من "ثائر" يبتسم بسخرية ثم همس له بعدة بكلمات
أسامة:'متتغرش فيها اوى كده انت لسه متعرفهاش انت مش اول واحد هى تعرفه يعنى"
سمع "ثائر" ذلك غلى الدم فى عروقه فهو لن يسمح لاحد بأن يتحدث عنها بكلمة لا تعجبه
همس "ثائر" فى أذن اسامة بذلك الفحيح الذى يحمل فى طياته تهديدا تصريحا
ثائر:"مش عايز اسمع منك كلمة عنها متعجبنيش انت فاهم والا همسح بكرامتك بلاط القاعة دى وهخليك فرجة للناس ماشى هى دلوقتى مراتى فاهم يعنى ايه مراتى واى كلمة تمسها ولا تمس كرامتها او شرفها تبقى تقول على نفسك يا رحمن يا رحيم ويلا بقى علشان انا مش فاضيلك عايز اروح لمراتى"
قال ذلك وابتعد عنه جعله واقفاً يتحسر فى نفسه على ضياعها من يده ولكن حاول اقناع نفسه ان زوجها رجل مخدوع وهى فتاة لعوب
انتهى الزفاف صعدت "وتين"مع "مريم "الى الغرفة التى حجزها "ثائر" من أجلها لتقوم بتغيير ملابسها قبل الذهاب معهم الى الشقة
قامت بخلع فستانها وتذكرت ان ليس لديها ما ترتديه
وتين:"مريم انا مش معايا حاجة البسها "
مريم بابتسامة:"فى عندك فستان علشان تلبسيه هتلاقيه عندك على الكرسى جمب السرير"
نظرت "وتين" حولها وجدت الفستان كان بلون فيروزى جميل ومعه الحجاب الخاص به قامت بارتداءه ثم خرجت
مريم:"جميل اوى الفستان عليكى يا وتين"
وتين:"بجد يا مريم"
مريم:"ايوة طبعا وعلى فكرة عمو هو اللى اختارهولك"
وتين باستغراب:"عمك هو اللى اختاره"
مريم:"ايوة عمو ذوقه جميل جدا"
وتين بتساؤل:"ليه هو اللى بيختار لخطيبته فساتينها"
مريم:"سيلا مش محتاجة حد يختارلهاحاجة"
وتين:"ليه بتقولى كده"
مريم:"علشان "سيلا "شخصيتها قويه جدا فمبتحبش حد يدخل فى اختيارتها"
وتين:"بس ده مش اى حد ده خطيبها وهيبقى جوزها"
عند نطقها هذا الكلام شعرت بغصة فى حلقها وكأنها على وشك البكاء فتمالكت نفسها يجب ان لا يعرف احد بأنها تحبه وأصبحت تغار من فكرة انه له خطيبة أخرى
مريم:"انا الصراحة بتخيل لو عمو اتجوز "سيلا" هتبقى حياتهم عاملة ازاى مش متخيلاهم مع بعض خالص"
وتين:"ازاى يعنى يا "مريم" وليه بتقولى كده"
مريم:"عمو "ثائر "شخصيته قوية جدا بحكم العرق الغجرى اللى فيه و"سيلا" برضه شخصيتها قوية فالاتنين مع بعض لو حصل بينهم مشكلة مش بعيد يموتوا بعض"
وتين باستغراب:" هو عمك فيه عرق غجرى"
مريم:'ايوة علشان كده ساعة الجد بيبقى عصبى موووووت يتخاف منه بيبقى رهيب"
وتين بهزار:"كويس انك قولتيلى علشان معصبهوش احسن يضربنى ولا حاجة"
مريم:" ههههههه متخافيش هو مبيضربش ستات ولا بنات"
وتين:"طمنتينى يا مريم"
مريم:"يلا علشان ننزل و منتاخرش عليهم وكمان دادة زمانها مستغربة احنا اتأخرنا ليه برا كل ده"
وتين:"هى متعرفش ان انا وعمك اتجوزنا"
مريم:"لاء متعرفش واحنا هنقولها انك هتعيشى معانا علشان انا اتعلقت بيكى فعمو طلب منك انك تيجى تعيشى معانا علشانى"
وتين:"على فكرة انا حبيبتك اوى يا مريم"
مريم:"وانا والله يا "وتين" ومصدقت ان لقيت حد احبه وارتاحله كده بعد ما كانت حالتى النفسية وحشة"
وتين:"وانا كمان مصدقت ان سيبت البيت اللى كنت عايشة فيه"
مريم:"بجد انا مش عارفة انتى كنتى عايشة مع الناس دى ازاى دول مفيش ذوق ولا احترام وبيحدفوا دبش"
وتين:"انا عشت معاهم ايام صعبة غير الضرب والاهانة"
مريم:" متخافيش دلوقتى اللى هيقرب منك عمو هيشرحه ويعمله كباب حلة ههههه"
ابتسمت وتين على كلامها فالان اصبح هو حقا فارسها و حارسها وحاميها
خرجوا من الغرفة كان "ثائر "و"رمزى" بانتظارهم خارج الفندق رأها تخرج مع ابنة أخيه ترتدى ذلك الفستان الذى اختاره لها فكانت كتحفة حية جميلة بعد ان كانت فاقدة الحياة ولكن لماذا يشعر بتراقص دقات قلبه مع صوت خطواتها القادمة بتجاهه فمنذ متى وهو يشعر بتلك الاحاسيس والمشاعر فهو فى حياته بأسرها لم تخترق انثى تلك الحصون والدفاعات القوية التى تغلف قلبه فلابد انه واهم او هناك شئ بها يجعله يشعر هكذا ربما بسبب تلك البراءة التى تنضح بها عيناها فيالها من عينان فهوكأنه اول مرة يلاحظ رماديتها الجميلة اقتربت منه بابتسامة
ثائر:"اتأخرتوا ليه كده"
مريم:"كنا بنرغى شوية ياعمو"
رمزى:"يعنى ترغوا وتسيبونا واقفين كده لما رجلينا وجعتنا"
مريم:"سورى معلش يا رمزى"
رمزى:"يا نهار ابيض انتى بتقوليلى سورى يا "رمزى" هو انا اسمى حلو كده"
ثائر:" هااااا انت يا عم المتخلف صحصح معايا كده"
رمزى:"ثائر هو انت ايه اللى جابك هنا"
ضحكوا جميعا على كلام "رمزى" فهو عندما يرى "مريم" او يسمعها تتحدث ينسى ما حوله
ثائر:'يلا ياض خلينا نمشى"
رمزى:"يلا يا عريس"
ركب" ثائر "سيارته ومعه "مريم" و"وتين" وتبعه" رمزى" بسيارته وصلوا الى الشقة دخلوا جميعا استغربت "حسنية" من وجود "وتين" معهم
حسنية:"مريم هى "وتين" بتعمل معاكم ايه هنا"
مريم:"وتين هتعيش معانا يا دادة"
حسنية:"هتعيش معاكم ازاى يعنى"
مريم:"لما عمو لقانى اتعلقت بيها طلب منها تيجى تعيش معانا وهى ملهاش حد فوافقت"
حسنية:"هى باين عليها طيبة وغلبانة"
مريم:"علشان كده حبيتها وكمان طلعت فى نفس كليتى وهتروح معايا الكلية وانتى عارفة مليش أصحاب فهى هتبقى صاحبتى"
حسنية بابتسامة:'ماشى يا حبيبتى اهم حاجة انك تبقى كويسة"
مريم:"ان شاء الله طالما وتين معايا هبقى كويسة"
"وتين" تعالى معايا اوضتى علشان ترتاحى"
وتين:"ماشى عن اذنكم وتصبحوا على خير"
ثائر:"وانتى من أهله"
دخلت غرفة" مريم" لتنال قسط من الراحة فاليوم بالرغم من أنه كان مجرد تمثيلية الا انها كانت سعيدة جدا
رمزى:"احنا هنرجع القاهرة امتى"
ثائر:"كمان يومين عايزك تحول ورق الكلية بتاعة" وتين" علشان تروح الكلية مع مريم"
رمزى:"ماشى يا عم بس تصدق النهاردة كان شكلك حلو وانت عامل عريس يا ثائر"
ثائر بابتسامة:"انفع يعنى عريس"
رمزى:"اعتبرها بروفة على فرحك بس تصدق هناك فرق بين" وتين" وسيلا"
ثائر:"ايه الفرق يعنى كلهم بنات حوا"
رمزى:"بس مش نفس الشخصية ولا نفس التعامل ولا نفس الاسلوب ولا فى اى تشابه بنهم هم الاتنين غير زى انت ما بتقول بنات حوا"
ثائر:'ازاى يعنى مش فاهم قصدك ايه"
رمزى:"انت بقى اللى هتقولى ازاى"
ثائر...مش فاهم قصدك ايه ومالك بتتكلم بالالغاز ليه كده النهاردة"
رمزى:"قصدى انك انت لما تعرف "وتين" كويس هتعرف الفرق بينهم
ثائر:" انت شكلك عايز تنام علشان ابتديت تخرف قوم نام"
رمزى:" اخرف! ماشى يا سيدى بس قولى يا ثائر انت عملت العقد ده ليه بينك وبين وتين"
ثائر:" علشان متقدرش تسيب البيت قبل ما مريم تتخرج من الكلية"
رمزى:" انت مش شايف انك كده انانى وعايز مصلحتك وبس وانا مش متعود عليك كده"
ثائر:" ايه الانانية فى كده اولا انا حبيت اساعدها واساعد بنت اخويا"
رمزى:" بس مش بعقد تقيد بيه حرية بنى ادمة بس انا برضه حاسس ان مش هو ده السبب الوحيد"
ثائر:" قوم نام ياض انت وجعت دماغى يلا تصبح على خير"
رمزى:" وانت من اهله ومسيرك يا "ثائر"هتقرلى بكل حاجة"
ثائر:" قوم نام يا رمزى بلاش كلام فاضى"
دخل "رمزى" الغرفة الخاصة بالضيوف وذهب" ثائر" الى غرفته ظل يفكر على ماذا يلمح رمزى؟ وماذا يقصد بكلامه؟
***
استيقظت "وتين" عند الفجر فهذه عادتها ولكنها تذكرت انها تركت هذا المنزل وهى الان فى شقة خاصة بزوجها قامت توضأت ف"مريم" كانت اعطتها ملابس لترتديها اثناء نومها ووجدت ايضا اسدال خاصة بالصلاة ارتدته وادت فرضها وخرجت الى خارج الغرفة كان الجميع نائمون كانت تشعر بجوع شديد فهى لم تأكل شئ ليلة البارحة ففكرت ان تذهب الى المطبخ لتجد شئ لتأكله اثناء وجودها فى المطبخ كان "ثائر" مستيقظا للتو من نومه ولكن اثار النوم مازالت عالقة بجفونه ذهب هو ايضا الى المطبخ لجلب بعض الماء ثم يعود ليؤدى صلاته وجد فتاة ظنها ابنة اخية وخاصة انها ترتدى اسدال الصلاة الخاص بها لم تشعر" وتين" بوقع اقدامه لانه كان حافيا واغطية الارضية تكتم صوت خطواته اقترب "ثائر" منها طبع قبلة على وجنتها
ثائر:"صباح الخير يا حبيبتى ايه اللى مصحيكى بدرى كده كنتى بتصلى"
اتسعت عيون "وتين "على آخرها هل قبلها على وجنتها الآن كيف حدث ذلك التفتت له لم يصدق نفسه فهو كان يظنها "مريم"
ثائر بصدمة:"ووتين هو انتى ازاى قصدى بتعملى ايه"
وتين بتلعثم:"انا انا"
ثائر:"انا افتكرتك "مريم" وخصوصا بالاسدال ده"
وتين بخجل:"اصل كنت بصلى وحسيت ان انا جعانة فجيت المطبخ"
ثائر باحراج:"سورى على اللى حصل عن اذنك"
قال ذلك وخرج من المطبخ متجه إلى غرفته فهو لايصدق ما فعل للتو ؟ هل قبل فتاة غريبة .غريبة! ولكنها زوجته فما حدث لم يكن جريمة
ثائر باستغراب:" ايه ده ايه اللى انا بفكر فيه ده"
وضعت يدها تتحسس مكان قبلته على وجنتها فياله من إحساس غريب ان تشعر هكذا من مجرد قبلة اهداها لها عن طريق الخطأ عادت الى الغرفة ثانية وهى لا تصدق ماحدث الآن فهو قبلها على وجنتها فكل هذا من مجرد قبلة بريئة فماذا سيحدث لها اذا قبلها قبلة عاشق ؟ فربما ستصاب" وتين" بنوبة قلبية حادة
وتين:"لاء كده كتير اوى ومش هينفع كده انا ايه اللى عملته فى نفسى ده ياريتنى ما وافقت اتجوزه دا انا كده هبقى زى اللى عايشة فى جهنم"
مريم بنعاس:"انتى بتكلمى نفسك يا وتين"
وتين:"ها انتى سمعتى حاجة يا مريم"
مريم:"سامعة صوت بس مش فاهمة انتى بتقولى ايه"
وتين:"ولا حاجة مبقولش حاجة يا مريم"
مريم:"مش هتيجى تكملى نومك"
وتين:" لاءجاية اهو"
تمددت "وتين "بجانب "مريم "وهى تحاول اغلاق عيناها بالقوة حتى تكف عن التفكير فيما حدث منذ قليل
***
استيقظت "هيام "من نومها ذهبت الى غرفة وتين فتحت الباب هتفت بصوتها العالى كعادتها
هيام:"هو انتى لسه نايمة كل ده يا برنسيسة"
عايدة:"سلامة عقلك "وتين" مين اللى بتنادى عليها "وتين" خلاص مشيت من هنا"
هيام:"اه صحيح انا نسيت انها اتجوزت "
عايدة:"طب يلا اتحركى وحضرى الفطار لنا يلا"
هيام باستنكار:"نعم انا اللى احضر الفطار "
عايدة:"اه انتى امال انا يلا اتلحلحى بقى زمان اخوكى قايم وعايز يروح شغله"
ذهبت "هيام 'الى المطبخ وهى تضرب الأرض بقدميها فهى لم تتخيل ان تذهب الى المطبخ وتقوم بعمل الاكل وجلى الاوانى وكل الاعباء التى كانت تفعلها "وتين" فهى لا تفقه شئ بخصوص هذه الأمور
اجتمعوا على السفرة نظر "سمير "باستغراب لذلك الطعام الذى وضع على السفرة
سمير:" استغفر الله العظيم ايه القرف ده فين الفطار"
هيام:"ليه مش عاجبك الاكل يا سمير"
سمير:"وانتى بتسمى ده اكل يا "هيام" دا الفراخ تقرف تاكله مش البنى ادمين بس"
عايدة:'الله ايه ده بجد يا "هيام" انتى للدرجة دى ابيض يا ورد فى المطبخ"
سمير:"طب انتى تتجوزى كده ازاى"
هيام:"هو يجبلى خدامة تخدمنى طبعا"
سمير:"لا ياشيخة هو "اسامة" هيعمل كده"
عايدة:"يلا علشان تشمتى حماتك فيكى"
هيام:'ياسلام ما "وتين" زمان عندها اللى هيخدموها اشمعنا انا يعنى"
عايدة:"طب هى وجوزها قادر على انه يجبلها اللى هيخدموها"
هيام بغل:"اه بنت المحظوظة"
سمير:"انتى لازم تتعلمى ازاى تطبخى وتعملى اكل مضحكيش الناس عليكى"
عايدة:"اخوكى عنده حق وانا هعلمك كل حاجة عن الطبيخ وشغل البيت"
شعرت' هيام" ان ايام دلالها قد ولت وحان ايام شقاءها حسب وجهة نظرها
هيام بهمس :"يعنى اللى كلته وز وز هيطلع عليا بط بط"
***
عندما تكون بحضرته تشعر بأنها تريد الفرار فهو لا يبدو عليه انه متأثرا بما حدث بخلافها هى التى لم تكف عن التفكير فيه
رمزى:"عايزين نخرج نتفسح فسحة حلوة كده قبل ما نرجع القاهرة"
مريم بحماس:" اه ياريت والله يا رمزى"
ثائر:"خلاص ماشى مفيش مشكلة شوفوا عايزين تروحوا فين ونروح"
وتين:"بس ممكن اروح اجيب حاجاتى من البيت"
ثائر..ماشى وانا هاجى معاكى يلا بينا يا مريم ولما نرجع نبقى نخرج يارمزى"
مريم:"حاضر يا عمو"
رمزى:"ماشى وانا هستناكم هنا على ما ترجعوا"
ذهب "ثائر "و"وتين" و"مريم" لجلب اغراض" وتين" انتظرها "ثائر" و"مريم" فى السيارة قامت برن جرس الباب فتحت" هيام" الباب باستغراب
هيام:'انتى ! جاية ليه هنا تانى معقول لحد زهق منك بسرعة كده دا انتى لسه متجوزة اول امبارح"
وتين:"انا جاية اخد حاجاتى اللى هنا يا هيام وهمشى على طول"
عايدة:"وماله احسن برضه احنا مش عايزين حاجة من ريحتك"
لم ترد "وتين"على كلامها ذهبت الى الغرفة قامت بلم اغراضها استغرقت وقت طويل استبد القلق ب"ثائر" فربما فعلوا بها شئ
ثائر:"مريم انا هشوف وتين اتأخرت ليه ماشى"
مريم:"ماشى وانا هستناكم هنا فى العربية"
فى هذا الوقت كانت "وتين' على وشك الانتهاء عندما دخلت" هيام" فهى تريد ان تضايقها بأى طريقة كانت
هيام:'مقولتليش بقى جوزك الحلو ده حلو برضه معاكى ولا ايه"
وتين:"انتى قصدك ايه بتلميحاتك الغريبة دى"
هيام:'اصله باين عليه عايز واحدة بمواصفات خاصة علشان تبقى مراته وتناسبه"
وتين بانفعال:"انتى قليلة الادب وسافلة"
هيام بغيظ :"انا قليلة الادب وسافلة يا بتاعة انتى"
اقتربت "هيام" منها وجذبتها من حجابها بكل حقد وغل شعرت "وتين" بالالم لانها جذبت شعرها ايضا مع الحجاب حاولت وتين تخليص نفسها من بين يديها الا انها ابت ان تتركها فهى تقبض على حجابها بقوة
فى ذلك الوقت كان "ثائر" على الباب بعد ان قامت" عايدة" بفتح الباب له سمع صوت زوجته المتألم دخل بدون ان يستأذن الى حيث مصدر الصوت وجد تلك الفتاة تحاول ضرب زوجته
ثائر بغضب:'انتى بتعملى فيها ايه"
نزلت دموعها بقوة من شدة الألم الذى تشعر به عندما رأته ارتمت فى أحضانه غير واعية لما فعلت قام بامساكها من كتفيها صارخا بوجهها بانفعال
ثائر:"انتى ازاى تسيبيها تعمل فيكى كده ها انطقى"
وتين بدموع:'هى دايما كده"
ثائر ببرود:"خدى حقك منها"
وتين :" انت بتقول ايه"
ثائر:'بقولك خدى حقك منها يا وتين اضربيها زى ما ضربتك"
وتين بدموع:"مش هقدر اعمل كده انا متعودتش اعمل كده"
ثائر بغضب شديد:"بقولك خدى حقك منها اسمعى الكلام يا وتين"
وتين بانهيار:"بقولك مش هقدر مش هقدر"
عايدة:" فى ايه يا استاذ انت انت داخل تتهجم علينا فى بيتنا ولا ايه"
ثائر:" صدقينى لولا ان انا مش بمد ايدى على واحدة كان زمانك دلوقتى الدكاترة محتارين يجبسوا ايه او يخيطوا ايه فى بنتك"
هيام باستفزاز:" لاء خوفتنى يا ..ثائر"
ثائر بقرف:" اول مرة اكره اسمع اسمى من حد"
وتين:" يلا بينا نمشى من هنا لأن انا مش هقدر اردلها اللى عملته فيا"
ثائر:"مش هتقدرى ماشى يا "وتين" هاتى حاجتك ويلا بينا وحسابى معاكى بعدين يا" وتين" انا هخليكى تبطلى الجبن والضعف اللى فيكى ده"
لم تفهم مقصده من هذا الكلام ولكنها تعلم انه فى حالات غضبه يصبح اسم على مسمى ثائرا غير مهتم بأى شئ
نزلوا الى السيارة ذهبوا الى الشقة سحبها من يدها دخل الى الشرفة نظر اليها بغضب مكبوت
ثائر:"انتى ليه مسمعتيش كلامى يا وتين"
وتين:"اسمع كلامك فى ايه فى ان انا اضربها"
ثائر:' هى مش ضربتك يبقى لازم تنضرب هى كمان"
وتين:"انا متعلمتش ارد الاساءة بالاساءة"
ثائر:" عارفة ليه علشان انتى جبانة ومعندكيش شخصية"
وتين بانفعال:'ايه اللى انت بتقوله ليا ده"
ثائر:"بقولك حقيقتك اللى انتى مش عايزة تعترفى بيها"
وتين:" بس كفاية بقى اسكت"
ثائر:"اسكت! الظاهر فى حاجات لازم تتعلميها يا" وتين" وانا اللى هعلمهالك ومن هنا وجاى لازم تسمعى كلامى من غير نقاش"
وتين:'وانا مش لعبة فى ايدك"
ثائر باستفزاز:"لاء هتبقى انتى لعبتى يا وتين لعبتى اللى هحركها بايدى واللى مصيرها هيبقى فى ايدى برضه"
اسمعها مايريد تركها وخرج فكرت ماذا يريد ان يفعل بها ولماذا يفعل ذلك ؟ وماذا يقصد بأنها ستصبح لعبته ؟
قضوا وقتا لطيفا فى تلك النزهة التى اقترحها "رمزى" ففكرت كم يكون وسيما وجذابا عندما يكون هادئا ولكن لشدة دهشتها انها وجدته أكثر جاذبية عندما يكون غاضبا وثائراً هل بسبب ضعف شخصيتها تجد تعويض فى شخصيته القوية التى تبدو مسيطرة على كل شيء فهو عندما يغضب لاتريد سوى شئ واحد ان تقترب منه كالفراشة التى تتلذذ بحرق اجنحتها باللهب
استعدوا جميعا للعودة الى القاهرة فهى كمن تخطو خطواتها نحو المجهول الجميل ذلك المجهول الذى لا تعرف فيه سوى تلك الفتاة الجالسة بجوارها و ذلك الرجل الذى اصبح يسمى زوجها والذى لا يجب ان يعرف احد انها زوجته غفت فى الطريق اخذتها أحلامها اليه تخيلت نفسها حبيبته ومالكة قلبه فكم شعرت بالسعادة من ذلك الحلم الذى ينسجه خيالها لدرجة انها ارتسمت ابتسامة صافية على شفتيها كان يراقبها من المرآة متعجباً على ماذا تبتسم تلك الفتاة وهى نائمة؟
وصلوا الى المنزل اوقف السيارة كانت" مريم "قد غفت هى ايضا فنادى علي "وتين" يريدها ان تستيقظ من تلك الغيبوبة الملائكية فنادى بصوت منخفض حتى لا يفزعها من نومها
ثائر بصوت منخفض:"وتين وتين فوقى احنا وصلنا البيت"
ولكنها كانت ما تزال تحت تأثير ذلك الحلم فهى تسمع صوته كأنها يناديها فى حلمها
ثائر:"وتين يلا اصحى بقى وصلنا"
وتين بنوم:"حبيبى انت جيت"
ثائر بابتسامة:ايوة جيت يلا بينا بقى"
وتين:"انت مش هتسيبنى مش كده هتفضل معايا صح"
ثائر:"لاء مش هسيبك انزلى بقى يلا بينا تعبتينى يا وتين"
فاقت وتين من نومها اعتدلت بفزع فماذا قالت؟او ماذا فعلت وهى نائمة؟ نظرت اليه بعيون متسعة
وتين:"هو انا قولت ايه وانا نايمة"
ثائر:"ولا حاجة الظاهر كنتى بتحلمى يلا بينا"
ثائر:"مريم مريم اصحى"
مريم:"احنا وصلنا خلاص"
ثائر:"ايوة يلا انزلى انتى كمان"
نزلوا من السيارة نظرت "وتين"الى المنزل فكان عبارة عن تحفة معمارية رائعة جدا لم ترى مثيل له من قبل فهو يشبه القصور الإسبانية
وتين:"مريم هو البيت ليه شبه البيوت الاسبانية كده"
مريم:"علشان صاحبة البيت كانت اسبانية"
وتين:"صاحبة البيت! هو مش ده بيتكم"
مريم:'ايوة بيتنا بس جدة بابا وعمو ثائر كانت اسبانية غجرية"
وتين:"بجد"
مريم:"ايوة هبقى احكيلك كل حاجة بعدين"
ظلت تنظر "وتين" حولها بانبهار من هذا المكان البديع فهو يشبه القصور الخيالية التى كانت تقرأ عنها فى القصص ولم تتخيل ان تعيش فى احدى تلك القصور
وصل "رمزى" هو الاخر كان يصطحب معه "حسنية" فى سيارته
رمزى بابتسامة:"حمد الله على السلامة"
حسنية:"الله يسلمك يا ابنى"
ثائر:"ما تيجى تتغدا معانا"
رمزى:"لاء انا هروح بقى"
ثائر:"على اساس ان بيتك فى اخر الدنيا ما جمبنا اهو انت بتتلكك"
رمزى:"لاء ياعم بس بجد عايز ارتاح من الطريق وهبقى اجى بالليل"
ثائر:"ماشى سلام"
رمزى:" الله يسلمك"
ذهب "رمزى" دخل "ثائر "المنزل تتبعه "وتين" و"مريم" دخل الى الصالة نظرت "وتين" الى تلك المرأة الجميلة التى تجلس بكل غرور وكبرياء فهى حقا فاتنة وبارعة الجمال ولكن من تكون تلك المرأة
سيلا:"حمد الله على السلامة يا حبيبى"
ثائر:"سيلا انتى رجعتى امتى"
***

رواية دمية في يد غجري الفصل العاشر بقلم سمسم

(دمية فى يد غجرى)
البارت العاشر
ذهب "رمزى" دخل "ثائر" المنزل تتبعه "وتين" و"مريم" دخل الى الصالة نظرت "وتين" الى تلك المرأة الجميلة التى تجلس بكل غرور وكبرياء فهى حقا فاتنة وبارعة الجمال ولكن من تكون تلك المرأة
سيلا:"حمد الله على السلامة يا حبيبى"
ثائر:"سيلا انتى رجعتى امتى"
سيلا:"رجعت امبارح وكنت فاكرة انك رجعت فجيت أشوفك"
عرفت "وتين" من تكون تلك المرأة فهى خطيبته ولكنها لم تتخيل ان تكون جميلة الى هذا الحد فأى منافسة معها فهى الخاسرة لا محالة فمن يرتبط بها لا ينظر لأخرى نظرا لما تتمتع به من جمال وجاذبية قادرة على سلب عقول الرجال
ثائر:"حمد الله على السلامة يا سيلا"
سيلا:"الله يسلمك يا حبيبى مين دى يا ثائر"
ثائر:"دى واحدة قريبتنا هتعيش معانا هنا على ما تخلص دراسة"
سيلا باستغراب:"تعيش معاكم ازاى يعنى مش فاهمة"
مريم:"هتعيش معانا لحد ما تنهى دراستها لان ملهاش حد غيرنا فى القاهرة فهمتى يا سيلا"
سيلا:" آه اهلا يا "مريم "وانتى اسمك ايه بقى يا شاطرة"
وتين:"اسمى وتين"
سيلا من غير نفس:"اه انعم وأكرم نورتى البيت يا وتين"
وتين:"شكرا على ذوقك حضرتك"
سيلا:"ثائر انا عايزة اتكلم معاك شوية فى موضوع مهم"
ثائر:"وانا تعبان دلوقتى وعايز ارتاح يا سيلا ممكن نأجل الكلام لبعدين لان انا مفييش دماغ اسمع كلام من حد"
سيلا:"ماشى هعدى عليك بالليل تكون ارتحتلك شوية علشان انت واحشنى اوى"
ثائر:"تمام ماشى ياسيلا"
سيلا:" باى يا حبيبى"
ثائر:"مع السلامة يا سيلا"
ذهبت "سيلا" تخيلت "وتين" كيف ستكون حالتها عندما تراه مع تلك المرأة فهى لن تتحمل ذلك ابدا فكل كلمة تنطقها له هذه المرأة كنصل حاد يصيب قلبها .ذلك القلب الذى اصبح الآن مصيره العذاب
ثائر:"مريم وصلى" وتين" اوضتها انا هطلع ارتاح شوية"
مريم:"حاضر يا عمو تعالى معايا يا وتين"
ذهبت "وتين" مع "مريم" ولكنها شعرت بأنه اخذ قلبها معه مبتعدا عنها ادخلتها غرفة لم تحلم "وتين" يوما ان تسكن غرفة مثلها
وتين باعجاب :"الله هى دى اوضتى انا يا مريم"
مريم بابتسامة:"ايوة دى اوضتك يا وتين عجبتك"
وتين:" جميلة جدا طب اوضتك انتى فين"
مريم:"اوضتى انا تحت"
وتين:"تحت فين"
مريم:"فى الدور الارضى قاعدة فى الاوضة اللى كانت بتاعة بابا الله يرحمه لما كان عايش فى البيت هنا"
وتين:"هو انتوا مكنتوش عايشين هنا انتى وباباكى ومامتك"
مريم:'لاء بابا كان ليه بيت مستقل بس لما اتوفى انا جيت عشت هنا فحبيت اقعد فى اوضة بابا انا هنزل بقى علشان اكمل نومى عيشى انتى بقى ماشى"
وتين:" هههه ماشى انا هنام انا كمان وأكمل الحلم"
مريم:"حلم ايه ده"
وتين:"ها ولا حاجة"
مريم:"طب عن اذنك ولو عوزتى حاجة انزليلى تحت"
وتين:"ماشى شكراً يا مريم"
مريم:" الشكر لله يا حبيبتى عن اذنك"
وتين:" اتفضلى"
خرجت "مريم" من الغرفة قاصدة غرفتها فتحت" وتين" شنطتها نظرت إلى ملابسها فهى لا تتناسب مع ذلك الوسط الذى تعيش فيه الآن ولكنها قامت باختيار افضلها حتى ترتديه بعد ان تقوم من نومها ذهبت الى السرير غفت بسرعة كبيرة كأنها تريد الذهاب سريعا الى عالم الأحلام الذى يجمعها مع حبيبها...الغجرى
قام "ثائر" بعمل عدة اتصالات للاطمئنان على العمل ولطلب بعض الاشياء التى يريدها رمى هاتفه على السرير ذهب الى الحمام وعندما يتذكر كلام تلك الفتاة وهى نائمة يزيد فضوله فمن كانت تناديه فى أحلامها من كانت تدعوه بحبيبها تساقطت المياة بقوة على رأسه كأنها تريد ان تجعله يكف عن التفكير فيما سمعه ثم ما الذى يهمه اذا كانت تحب أحدا فزواجهم زواج مصلحة لا أكثر وهو متفق معها انها اذا احبت شخص سينفصل عنها فورا
خرج من الحمام يجفف رأسه من الماء بقوة لعله يهدأ قليلا
ثائر:"وبعدين بقى انا هفضل اقرف نفسى وافكر كتير ثم هى حرة ثم هى عارفة شروط جوازنا واكيد هتلتزم بيها"
ارتمى على السرير ليرتاح قليلا اغمض عينيه ولكن ظلت تلك العينان الرماديتان تطارده حتى فى أحلامه
بعد بضع ساعات استيقظت "وتين" على صوت طرقات على الباب قامت بفتح الباب وجدت" حسنية" ومعها بعض العاملات فى المنزل يحملن اغراضا كثيرة
حسنية:"لبسك وصل يا انسة وتين"
وتين باستغراب:"لبسى! انا لبسى معايا"
حسنية:"دى حاجات طلبهالك "ثائر "بيه دخلوا الحاجات يا بنات حطوها جوا يلا بسرعة"
قامت الفتيات بوضع الحقائب فى الغرفة امتلئت الغرفة بمختلف الحقائب ومازالت وتين غير مستوعبة لكل ما يحدث
وتين:"ممكن تكونوا غلطانين والحاجات دى بتاعة "مريم"
حسنية بابتسامة:"لاء يا حبيبتى دى بتاعتك انتى جيالك انتى مخصوص"
وتين:'معقولة كل ده الحاجات دى ليا انا"
حسنية:"ايوة "ثائر" بيه عايزك تاخدى حريتك فى البيت علشان "مريم" تتحسن وانا يا بنتى مش عارفة اقولك ايه ياريت فعلا تقدرى تخرجى مريم من اللى هى فيه بتصعب عليا لما كنت بشوف حالتها النفسية بتسوء يوم عن يوم"
وتين:"هم اهلها ماتوا ازاى"
حسنية:"باباها كان ظابط فى حد حطله قنبلة فى العربية بتاعته فانفجرت بيه هو ومراته قدام بيته كان خارج ويدوب لسه بيركب هو ومراته انفجرت و"مريم "شافت كل ده قدامها ومن ساعتها وهى بقت كده"
وتين:"والحادثة دى بقالها كتير"
حسنية:"حوالى اكتر من سنتين كانت "مريم" لسه فى سنة تانية فى الكلية"
وتين بأسف:"ربنا يرحمهم هو انا ممكن اقولك يا دادة زى مريم ولا تزعلى"
حسنية:"لا يا حبيبتى وازعل ليه دا انا حبيبتك والله وخصوصا انا ربنا مكتبليش ان يبقى عندى اولاد علشان كده اتعلقت ب"مريم" وكده هيبقى عندى بنتين بدل واحدة"
وتين:'تسلميلى يارب"
حسنية:"اسيبك بقى تتفرجى براحتك على الحاجة "
خرجت" حسنية" اغلقت الباب خلفها قامت" وتين" بفتح الحقائب كانت عبارة عن احذية وحقائب يد وملابس لمختلف المناسبات وملابس بيتية ايضا فهى لم تحلم يوما ان تقتنى مثل هذه الاشياء راحت تجرب الواحد تلو الآخر وهى تدور حول نفسها بابتسامة على وجهها كفتاة تفرح ان والدها اهداها ملابس العيد
وتين بسعادة غامرة:"كل ده علشانى انا ربنا ما يحرمنى منك أبدا يا حبيبى انا لازم اروح أشكره"
ارتدت احد الفساتين الجديدة مع الحجاب وحذاء ايضا وخرجت من الغرفة فكرت اين تجده تذكرت انه دخل احدى الغرف القريبة منها فربما تكون غرفته قامت بالطرق على باب غرفته سمعت صوته يأذن للطارق بالدخول
ثائر:'ايوة ادخل"
فتحت "وتين" الباب ظلت تنظر حولها ولكنها لم تجده ولكنها سمعت صوته ظلت تلتفت حولها لعلها تراه
كان فى غرفة الملابس الخاصة به ينهى ارتداء ملابسه عندما نادى مرة أخرى
ثائر:"ايوة مين اللى برا"
ذهبت الى مصدر الصوت كان فى ذلك الوقت لم يرتدى قميصه بعد شعرت بالاحراج التفت خلفه وجدها هى
ثائر باستغراب:" "وتين"! ايوة يا "وتين" فى حاجة"
وتين باحراج:"انا اسفة معرفش انك بتلبس هدومك عن اذنك"
استدارت حتى تذهب ولكنه اوقفها بصوته عندما طلب منها ان تبقى
ثائر:"استنى عندك"
فخرج من الغرفة وهو لم يرتدى قميصه كأنه مصمم على جعلها تشعر بالاحراج
ثائر:'خير كنتى جاية ليه فى حاجة"
نظرت إلى الأرض غير قادرة على رفع رأسها رأى ذلك استشاط منها غضبا وضع يده تحت ذقنها ورفع وجهها لكى تواجهه
ثائر:"انا مش قايلك قبل كده لما تكلمينى تبصيلى متبصيش فى الأرض بالشكل ده"
وتين بتلعثم:"ماهو ماهو"
ثائر:"ماهو ايه يا "وتين" انتى مبتحبيش تسمعى الكلام ليه"
وتين:'مش حكاية ان مبحبش اسمع الكلام بس بحس باحراج لو بصيت لحد بكلمه'
ثائر:'ليه انتى عاملة حاجة غلط"
وتين:" يوووه مش عارفة بقى"
ثائر:"مش عارفة ايه لازم يبقى عندك ثقة فى نفسك اكتر من كده الخجل صفة جميلة بس الجبن حاجة مش حلوة خالص يا وتين"
وتين بانفعال:"انت ليه على طول تقولى ان انا جبانة"
ثائر باستفزاز:"لانك جبانة فعلا ياوتين"
وتين:"متقوليش كده تانى ماشى"
ثائر:"هتعملى ايه يعنى لو قولتلك كده تانى"
وتين:'معرفش هعمل ايه بس متقولش كده تانى وخلاص"
ثائر:"مش هتقدرى تعملى حاجة يا جبانة"
زادت لديها حرارة الانفعال لم تدرى بنفسها الا وهى تدفعه فى صدره حتى يكف عن قول تلك الكلمة
وتين:"انا مش جبانة متقوليش كده تانى انا مش جبانة انت فاهم"
كل كلمة بدفعه من يدها على صدره ولكنه لم يتأثر او يتحرك من مكانه فهى كأنها تقرع على حجر
ابتسم على محاولاتها فى الدفاع عن نفسها فهو يريدها ان تتخلى عن تلك الصفة القبيحة لديها وهى عدم اخذ حقها ممن يهينها
ثائر ببرود:"يعنى فى تحسن فى حالتك"
وتين بعدم فهم:" تحسن فى حالتى ايه انا مش فاهمة حاجة"
ثائر:"انك تردى على اى حد ممكن يحاول يضايقك او يهينك"
وتين:"يعنى انت بتعمل كده قاصد"
ثائر:"مقولتليش انتى جيتى اوضتى ليه"
تذكرت لماذا هى اتت الى غرفته فهى أتت حتى تشكره على تلك الاشياء التى اشتراها من أجلها
وتين:"كنت جاية اشكرك على الحاجات اللى انت جبتهالى"
ثائر:"عجبتك يعنى يا وتين"
وتين:"ايوة بس مكنش فى داعى لده كله كده كتير"
ثائر:" مفيش حاجة تكتر عليكى ثم متنسيش انك مراتى وليكى حق عليا"
وتين:"شكرا عن اذنك"
قالت ذلك وفرت هاربة من أمامه فهى لا تتحمل عندما يتحدث معها بلطف فطريقته هذه تجعلها تتعلق به اكثر واكثر تجعل قلبها يكاد ان ان يتوقف من شدة نبضه ودقاته
ابتسم على فعلتها وعاد مرة اخرى ليكمل ارتداء ملابسه تذكر دفعها له على صدره وضع يده على ذلك المكان الذى كانت تدفعه بتلك القبضة الصغيرة والرقيقة انتبه لما يفعل نهر نفسه بقوة على مايفعل
ثائر:"انت اتجننت ولا ايه فوق لنفسك وبلاش استعباط"
***
"فى المساء"
حضر" رمزى" الى المنزل ثم تبعته" سيلا" التى حضرتك بذلك الفستان الذى جعلها كتلة من الإثارة جعلها كنجمة براقة تضيئ ليلة معتمة فكرت "وتين"انه اذا كان "ثائر" يحب تلك المرأة فسينظر له معظم الرجال بغيرة وحسد على امتلاكه مرأة بذلك الجمال كله.ولكن هى لا تستطيع منافستها على قلبه ف"وتين" جميلة أيضاً ولكن ذلك الجمال الذى يشبه فى نعومته جمال وبراءة الأطفال ولكن ليس مثل تلك المرأة التى يبدو عليها انها خبيرة فى فنون الاغواء والاغراء
سيلا:"هاى حبيبى"
ثائر:"اهلا سيلا انتى اتعشيتى ولا لسه"
سيلا:"لسه قولت اجى اتعشى معاك يا حبيبى"
ثائر:"مريم قوليلهم يحضروا العشا ويعملوا حساب" رمزى" و"سيلا" معانا على العشا"
مريم:"حاضر ياعمو"
ذهبت" مريم" لاخبار "حسنية" بتجهيز العشاء ولكن ارادت مريم ان يتناولوا الطعام فى الجنينة كنوع من التغيير
مريم:" دادةحضروا العشا بس اخرجوه فى الجنينة هنتعشى برا فى الجنينة"
حسنية:ماشى يا حبيبتى من عنيا الاتنين"
مريم:" تسلم عينيكى يا دادة"
عادت "مريم" اليهم ارادت اخبارهم بأن العشاء سيكون جاهزاً
مريم:"عمو العشا هيبقى جاهز كمان شوية فى الجنينة"
ثائر:"فكرة حلوة يا مريومة"
مريم بابتسامة:"تسلملى يا عمو ياقمر انت"
رمزى:" احلى اقتراح ده ولا ايه يا ناس"
مريم بكسوف:"شكرا يا رمزى"
رمزى:"يالهووووى على رمزى وسنينه واللى بيحصله"
ثائر:"رمزى اتلم يا حبيبى احسن ما اقوملك ألمك انا"
رمزى:" اتلم اكتر من كده دا حتى يبقى حرام"
كانت "وتين" لا تسمع اى شئ من الحوار الدائر بينهم غير منتبة لاى شئ سوى تلك المرأة الجالسة بجوار "ثائر" حتى انها لم تنطق بكلمة واحدة
مريم:"وتين مالك فى ايه ساكتة ليه كده"
وتين:ها مفيش حاجة انا تمام"
مريم:"طب يلا نخرج الجنينة هنتعشى"
وتين:"ماشى يلا بينا"
خرجت "سيلا" متأبطة ذراع "ثائر" كانت "وتين" تشعر بنار حارقة تسرى فى خلايا جسدها وهى ترى تلك المرأة تاخذ حقوق من المفترض ان تكون لها هى
جلست بصمت بجوار "مريم" وجلست "سيلا" بجوار "ثائر" هبت نسمات الليل بعثرت خصلات شعره مدت "سيلا" يدها تعيد ترتب خصلات شعره المبعثرة رأت" وتين" ذلك كانت تريد ان تكسر يدها فليس من حقها ان تلمسه
سيلا:"حبيبى الهوا بوظ تسريحة شعرك خالص"
ثائر:"انا بفكر اقصه خالص"
وتين باندفاع:لاء هو كده حلو شكلك حلو كده"
سيلا:'نعم يا حبيبتى بتقولى ايه انتى"
رمزى:"مقصدهاش حاجة يا سيلا احنا اتعودنا على شكل ثائر كده فلو فعلا قصه هنبقى مستغربينه"
مريم:"ايوة وانت شكلك عسول اوى كده يا عمو"
شعرت" وتين" بالامتنان ل"مريم "و"رمزى" لمحاولتهم ان ينقذوها من هذا الموقف المحرج فهى يجب أن تكون حذرة فى كلامها والا تندفع فى كلامها مرة ثانية
سيلا:"طبعا "ثائر" مفيش منه فى كل حاجة"
ثائر:'شكرا يا سيلا"
سيلا:'على فكرة انا كلمت مهندس ديكور علشان يعملنا شوية ديكورات فى البيت قبل ما نتجوز"
ثائر:"اللى هيتغير بس الاوضة اللى هنعيش فيها غير كده البيت هيفضل زى ماهو مش عايز حاجة تتغير فيه"
سيلا:"بس الديكور بتاعه مبقاش على الموضة"
وتين:"بس تصميم البيت جميل عامل زى قصور الروايات وشكله كده جميل"
سيلا:"محدش طلب رأيك انتى بتقولى رأيك ليه اساسا فى الموضوع ده انتى ضيفة هنا مش صاحبة البيت"
ثائر بغضب:"سيلا بلاش كلامك بالطريقة دى انتى فاهمة"
سيلا:"هى اللى بتدخل فى حاجة متخصهاش اصلا ولازم تعرف مقامها"
سمعت" وتين" ذلك فرت دموعها ساخنة على وجنتيها تركت الأكل وذهبت سريعا الى غرفتها
ثائر:"ايه قلة الذوق دى يا سيلا انتى لازم تعرفى "وتين" هنا زى "مريم" بالظبط ماشى"
سيلا:"طب مريم وتبقى بنت اخوك وهى تبقى ايه بقى صفتها ايه"
ثائر:"تبقى قريبتى برضه وانا مش هقبل حد يزعلها او يقولها كلمة تجرحها مفهوم"
سيلا:"انت ايه حكايتك انت زعلان علشانها اوى ليه كده"
رمزى:"اهدوا انتوا هتمسكوا فى بعض وتتخانقوا"
مريم:"هقوم انا اشوف وتين"
ثائر:"استنىىانتى يا مريم انا اللى هروح اشوفها"
سيلا بغيظ :"كمان يا ثائر"
ثائر:"ايوة يا سيلا انا اللى هقوم اشوفها واللى عندك اعمليه"
قال ذلك هب واقفا قاصدا غرفة "وتين" نظرت سيلا الى اثره بغضب وغيظ وجهت كلامها الى "رمزى" تريد معرفة سبب دفاع" ثائر" عن هذه الفتاة
سيلا:" رمزى ايه الحكاية بالظبط ومال "ثائر" مهتم اوى بالبنت دى"
رمزى:" مش قالك يا "سيلا" انها قريبته وملهاش حد غيره وغير مريم"
سيلا:" يا سلام وانا المفروض اقتنع بالكلام ده"
مريم:" انتى عايزة ايه بالظبط يا سيلا"
سيلا:" عايزة اعرف حكاية البنت دى بالظبط"
رمزى:" عندك "ثائر" اسأليه احنا اللى نعرفه قولناه غير كده مفيش حاجة نقولها"
كانت نائمة على السرير تبكى لم تنتبه للباب الذى انفتح للتو ودلف منه "ثائر" جلس بجوارها قام بجذبها من يدها حتى اعتدلت فى جلستها
ثائر:"انت مبتعمليش حاجة فى حياتك غير العياط وبس يا وتين"
وتين:'انت دخلت هنا ازاى"
ثائر:'دخلت من الباب هكون دخلت ازاى يعنى"
وتين:"مش لازم تستأذن قبل ما تدخل"
ثائر:"واستأذن ليه"
وتين:"علشان ده المفروض اللى يحصل"
ثائر:"دا لما يكون هدخل على حد غريب مش على مراتى"
وتين:'انا مش مراتك اللى هتبقى مراتك قاعدة تحت"
ثائر:'لاء انتى مراتى يا وتين شرعا وقانونا"
وتين:"جواز مصلحة"
ثائر:"حتى اذا كان جواز مصلحة فأنتى برضه اسمك مراتى"
وتين بشرود:'ياريتنى ما كنت اتجوزتك ولا قابلتك ولا عرفتك"
ثائر:"للدرجة دى يا وتين"
وتين:"ايوة الظاهر ان العيشة معاك هتبقى صعبة اصعب من ايامى اللى فاتت"
ثائر:"ليه بتقولى كده عملتلك ايه خلاكى تقولى كده"
وتين:'من ساعة ما عرفتك وانت بتستفزنى بالكلام وكمان خطيبتك ردت عليا بقلة ذوق"
ثائر ببرود:'وانتى سكتيلها ليه يا وتين"
وتين:'انت كنت عايزنى ارد عليها"
ثائر:"السؤال ده تسأليه لنفسك مش ليا انتى عايزة ايه يا وتين"
وتين:"مش عايزة حاجة خالص عيزاك تسيبنى فى حالى وبس"
ثائر بحنان :"للدرجة دى مضايقة منى يا وتين"
قال ذلك مد يده يمسح تلك الدموع من على وجهها ينظر اليها نظرات كادت تفقدها اعصابها لاشعوريا أغمضت عيناها انفرجت شفتيها بدون ارادة منها وكأنها تدعوه اليهم رأى ذلك هب واقفا قبل ان يرتكب حماقة يندم عليها فيما بعد
ثائر:"قومى يا "وتين" كملى اكلك"
تبعته "وتين" بدون كلمة استغبت تصرفها فماذا سيظن بها الآن؟ وهى التى أصبحت تتصرف برعونة منذ ان أصبح زوجها فهو اعلمها كيف ستكون حياتهم معا
***
اصدر تعليماته الى رجاله بضرورة التحرك لمعرفة اخر اخبار تلك الصفقة التى ينوى "ثائر" الاتفاق عليها فهو يريد ان يضيع عليه هذه الفرصة
" ها عملتوا ايه فى موضوع الصفقة بتاعة ثائر العمرى"
الحارس:" محدش ياباشا لسه عارف شروط الصفقة دى ايه ولا العرض اللى متقدم بيه "ثائر العمرى"
" يعنى ايه الكلام ده انتوا مش شايفين شغلكم كويس"
الحارس:" ابدا والله يا باشا بس هو موضوع الصفقات ده محدش بيعرف شروطها غيره وغير المحامى بتاعه بس ومفيش اى حد من الشركة بيعرف الا لما الصفقة تتم"
" يعنى ايه مش هعرف اضيع عليه الفرصة دى كمان انا كنت مستنى تجبلى اخبار حلوة واضيعله الصفقة علشان تبقى دى مفاجأتى ليه لما يرجع تيجى انت وتقولى مش عارفين تعملوا حاجة انا شكلى مشغل رجالة مبتفهمش امشى اخرج برا"
ارتعد الحارس من حدته صوته العالى خرج سريعا من الغرفة فهو لا يأمن احد تصرفاته فربما يقوم بسحب مسدسه ويطلق عليه فهو القتل بالنسبة له شئ عادى فهو يقتل بدون ان يرف له جفن
" ماشى يا "ثائر" انا وانت والزمن طويل وهشوف اخرتها ايه معاك"
***
ما ابشع هذا الشعور كفى عن ذلك ايتها الفتاة فأنتى لن تجنى من ذلك سوى العذاب فهو لن يكون لكى افيقى ايتها الرعناء فكيف سيترك تلك الفاتنة وينظر لكى انتى كان كل هذا الكلام الذى يتردد فى عقلها دائما عندما تراه برفقة سيلا ولكنها لا تستطيع منع إحساسها بالغيرة حاولت ان تلهى نفسها بأى شئ حتى تخرجه من افكارها ولكن بدون فائدة فدائما حاضرا فى قلبها وعقلها كأنه داء اصابها وليس هناك سبيل للشفاء
مريم:"مالك يا وتين سرحانة فى ايه"
وتين:"ولا حاجة هو احنا مش هنروح الكلية"
مريم:"خلاص رمزى حولك الورق هنروح من بكرة ان شاء الله"
وتين:"ان شاء الله علشان الدراسة وحشتنى"
مريم:"ادينا هنروح يا ستى وورينى بقى شطارتك فى المذاكرة والامتحانات والدكتور يدخل يرغى يرغى لما يجبلنا صداع"
وتين:"ناخد معانا شريط برشام مسكن"
مريم:"ههه ولا ناخد بنج احسن علشان نقعد متنحين"
وتين:"اى حاجة بتنسى الالم وخلاص "مريم" قوليلى ايه حكاية العرق الغجرى اللى فيكم انت محكتليش"
مريم:"الحكاية ان جد بابا كان مسافر إسبانيا قابل واحدة اسمها "جوانا"كانت من قبيلة غجرية هناك كانت جميلة جدا حبها واتجوزها وجابها معاه على مصر حبت مصر بنالها القصر ده على الطراز الاسبانى علشان خاطرها كان بيحبها جدا خلفت ولد واحد اللى هو يبقى جدى وجدو خلف بابا وعمو "ثائر" كانت بتحب بابا وعمو "ثائر" اوى وهى اللى كانت مختار لعمو "ثائر" اسمه كانت بتحبه اوى علمته كل حاجة عن عوايد الغجر كان مرتبط بيها اوى ولما ماتت زعل عليها علشان كده ساعات عمو لما بيتعصب بيتصرف زى الغجر مبيعملش حساب او خاطر لحد"
وتين:"انتى باباكى اللى حكالك كل ده"
مريم:"ايوة كان دايما يحكيلى عنها وعن حبها هى وجده كانت طبعا حاجة غريبة واحد يسافر ويرجع متجوز اسبانية ومش بس كده لاء وكمان غجرية عيلته ساعتها متقبلتش الموضوع بس هو كان عنيد موت ومهموش حد وعلشان يبعدها عن عيلته بنالها البيت ده علشان تحس دايما بجو اسبانيا"
وتين:"البيت فعلا جميل جدا فى تصميمه وبرغم انه بقاله زمن الا برضه لسه رونقه موجود"
مريم:"عمو لو حس ان فى حاجة ممكن تبوظ شكله بيجيب مهندسيين يرمموه بس علشان يفضل بشكله القديم وكمان فى جناح هنا كان خاص "بجوانا" فى كل حاجة تخصها الجناح ده مقفول ومحدش بيدخله غير الشغالين علشان ينضفوه وساعات عمو بيروح يقعد هناك
وتين:"ليه بيروح يقعد هناك"
مريم:"بيشوف صور جدته بيسمع اسطوانات الاغانى اللى كانت بتحبها طبعا اغانى اسبانية قديمة"
وتين:"هو عمك بيعرف يتكلم اسبانى"
مريم:"ايوة علشان بيسافر هناك كتير متعلق بهناك علشان جدته لما كانت بتسافر كانت بتاخده معاها علشان كده من وقت للتانى بيسافر إسبانيا وله بيت هناك كمان"
وتين باستغراب:"له بيت هناك ليه"
مريم:"علشان لما يسافر بيقعد فيه وهو بيت جميل اوى"
وتين:"انتى روحتى هناك"
مريم:ايوة عمو لما بيسافر بياخدنى معاه مبيرضاش يسيبنى لوحدى هنا وانا برضه بتكلم اسبانى زيه"
وتين:"بس باين عليكم متعلقين ببعض اوى"
مريم:"علشان احنا ملناش غير بعض هو خسر اخوه وانا خسرت بابا مبقاش ليا فى الدنيا دى بعد ربنا غيره هو"
وتين:"هو بس"
مريم:"وانتى طبعا يا وتين"
وتين بمكر:"انتى مش ناسية حد"
مريم:"اه ودادة حسنية"
وتين:"لا ياشيخة دادة "حسنية "طب والمتر اخباره ايه"
مريم:"متر ايه"
وتين بابتسامة:"المتر رمزى"
مريم بتوتر:'ماله رمزى فى ايه"
وتين:"والله هتستعبطى يا مريم"
مريم:"انتى قصدك ايه يا لئيمة انتى"
وتين:"قصدى ان باين على المتر انه واقع اوى اوى يا مريم"
مريم بابتسامة:"بجد يا وتين"
وتين:"وانتى مش شايفة حضرتك الدلقة اللى هو فيها"
مريم:"شايفة بس بستعبط"
وتين:"متستعبطيش كتير احسن يزهق ويطفش منك"
مريم:"دا انا كنت خنقته وموته"
وتين بدون وعى:"لو لقيتى حد بيحبك حافظى عليه الحب الظاهر مبقاش بسهولة الايام دى فى ناس بتحب ومحدش حاسس بيها والحبيب مش بيعمل حاجة غير انه يجرح ويقسى وبس"
مريم:"انتى بتتكلمى ليه كده يا وتين"
وتين:"هاا لاء دول كلمتين قريتهم فى رواية فقولتهملك"
حاولت ان تدارى خيبة أملها في حبها فحبيبها اصبح لا يفوت مناسبة الا ويجرحها بكلامه مصمما على اظهار ضعفها وقلة حيلتها كأنه اذا اسمعها كلمة طيبة سيزول العالم فإلى متى سيستمر في معاملته الخشنة لها؟ الا يكفى ما تشعر به من لوعة الغيرة كانه على تصميم ان يجعل حياتها بائسة اكثر من ذى قبل ولكنها بدأت تلاحظ تغيير فى شخصيتها أصبحت الآن لا تتحمل كلامه القاسى لها فهو عندما يحاول استفزازها بكلامه تجد الكلمات تنساب من بين شفتيها بدون سيطرة عليها فمن الافضل لها ان لا تنصاع لقلبها أكثر من ذلك فهى يجب ان تروض قلبها تجعله يكف عن التأمل فى شئ ربما لن يحدث فى هذه الحياة
كانت "وتين"بدأت دراستها فى جامعتها الجديدة ارتدت ملابسها خرجت من الغرفة وجدت "مريم "فى انتظارها
مريم:"يلا بقى علشان منتأخرش على المحاضرات"
وتين:"خلاص يا ستى انا جيت أهو يلا بينا"
سمعوا صوت خطوات"ثائر" على السلم نظرت اليه"وتين" لا تعلم لماذا عندما يكون حاضرا في مكان تشعر بأنه لا يوجد هواء تتنفسه فهو يخطف انفاسها بطلته دائما كانت تهتف بقلبها:"رفقاً بقلبى ايها الحبيب"
ثائر:"انتوا ماشين رايحين الكلية"
مريم:"ايوة يا عمو سلام بقى"
ثائر بابتسامة:"مع السلامة"
مريم:"وتين وتين يلا"
وتين:"ها ماشى"
ثائر باستفزاز:"سلام يا"وتين" متخليش حد يضايقك ماشى لأن انا مش هكون دايما موجود علشان ارد بدالك"
سمعت ذلك شعرت بالإهانة فلما هو يصر على اهانتها بهذا الشكل ودائما ما يذكرها بضعفها
وتين:"متخافش هييجى الوقت اللى مش هبقى محتاجة ليك فيه فى حياتى يلا يا مريم"
قالت ذلك سحبت"مريم" من يدها خرجت من المنزل عندما سمع جملتها لم يتخيل ان يكون ردها بهذا الشكل القوى فهو يفعل ذلك لاستفزازها ولكن ليست لدرجة ان تقول انه سيأتى الوقت ولن يكون له مكان فى حياتها فتلك الكلمة كأنها أصابته بصدمة او أن شئ ضرب قلبه بقوة لم يفيق من صدمة جملتها الا على حضور "رمزى" الذى اصابه التعجب من رؤية "ثائر" بهذا الشكل وكأنه فقد شئ ما
رمزى:"مالك يا"ثائر"واقف ليه كده زى ما تكون حاجة ضاعتك منك"
ثائر بتوهان:"شكلها هتضيع منى فعلا"
رمزى:"هى ايه دى اللى هتضيع منك ما تفهمنى يا ابنى فى ايه"
ثائر:"مفيش حاجة يلا بينا علشان نروح شغلنا"
رمزى:"ثائر فى حاجة انت مخبيها عليا "مريم" حصلها حاجة هى كويسة"
ثائر:"مريم كويسة حتى راحت الكلية مع وتين ومن ساعة ما وتين جت وهى حالتها النفسية اتحسنت"
رمزى:"امال فى ايه بقى طب"وتين"حصل بينك وبينها حاجة"
ثائر:"مفيش يا رمزى انت رغاى ليه كده"
رمزى:"اصل اول مرة اشوفك بالشكل ده انت على طول ولا هامك حاجة عايش بقوانينك انت وبس"
ثائر:"وانا زى ما انا ولسه عايش بقوانينى"
رمزى:"عايش بقوانينك وبتحرك العروسة الماريونيت بتاعتك"
ثائر:"شكلها قربت تقطع الخيوط اللى ماسكها بيها"
رمزى:"يبقى أحسن"
ثائر:"بتقول احسن يا رمزى"
رمزى:"ايوة لانها بنى ادمة مش لعبة عايزها تمشيها على مزاجك ربنا خلقها كده ليه عايز تغيرها"
ثائر:"عايزها تبطل ضعفها وجبنها ده"
رمزى:"وابتدت تبطله مش كده"
ثائر:"ايوة لدرجة انها قالت ان هييجى الوقت اللى مش هتبقى محتجانى فى حياتها"
فكر هل سيأتى يوماً حقا ولن يكون له اى مكان او مكانة لديها هل ستخرجه من حياتها كشئ تمت الاستغناء عنه هل سيحدث ذلك فعلا؟
رمزى:"شوفت اخرت معاملتك ليها ايه ممكن فعلا ييجى عليها الوقت اللى تقولك خلاص انا مبقتش قادرة استحمل كل ده وده بسبب كلامك ليها دايما انها ضعيفة ومعندهاش شخصية"
ثائر:"كنت عايزنى اعمل ايه اعلمها ازاى"
رمزى:"تعلمها بالحب يا" ثائر "مش بالإهانة"
ثائر:"بالحب !"
رمزى.....
*"*"*
رأيكم يا حلوين

رواية دمية في يد غجري الفصل الحادى عشر بقلم سمسم

فكر هل سيأتى يوماً حقا ولن يكون له اى مكان او مكانة لديها هل ستخرجه من حياتها كشئ تمت الاستغناء عنه هل سيحدث ذلك فعلا
رمزى:"شوفت اخرت معاملتك ليها ايه ممكن فعلا ييجى عليها الوقت اللى تقولك خلاص انا مبقتش قادرة استحمل كل ده وده بسبب كلامك ليها دايما انها ضعيفة ومعندهاش شخصية"
ثائر:"كنت عايزنى اعمل ايه اعلمها ازاى"
رمزى:"تعلمها بالحب يا ثائر مش بالإهانة"
ثائر:"بالحب !"
رمزى:"ايوة بالحب مش قصدى الحب اللى بيبقى بين العاشقين ممكن يكون الحب الاخوى او زى حبك ل"مريم" ممكن تعاملها زى ما بتعامل "مريم" وانت عارف ان" مريم" ضعيفة وهشة برضة جايز بسبب اللى حصلها بس برضه الانثى مش زى الراجل ربنا خلقهم عندهم العاطفة زيادة دا سيدنا "محمد" عليه افضل الصلاة والسلام قال رفقا بالقوارير فاهم يعنى ايه يا" ثائر" يعنى هى علشان تبقى زى ما انت عايز لازم تحتويها مش يبقى كلامك معاها كله قسوة وتجريح انا بقولك الكلام ده علشان لا عيب ولا حرام انك تعمل مع "وتين" كده"
ثائر:"اشمعنا يعنى بتقول ان "وتين" عادى ان اعاملها باحتواء ورفق وكل الكلام اللى بتقوله ده"
رمزى:"علشان هى مراتك يا" ثائر" لو انت ناسى الحكاية دى اه انت اتجوزتوا بشروط بس برضه اسمها مراتك وانت عارف انها شافت اهانة وذل من الناس اللى كانت عايشة معاهم متبقاش انت كمان زيهم"
ثائر:"انا مش عايز اذلها انا عايزها يبقى عندها شخصية وتعرف تدافع عن نفسها"
رمزى:"حاولت انت مرة تقولها الكلام ده وتفهمهولها بالراحة بدل الشخط والنطر اللى انت شغال فيهم دول لما قربت تخليها تطفش وتسيبلك الدنيا انا عارف ان طبعك صعب بس حاول يا" ثائر "تحافظ على شعور البنت كسر الخواطر وحش اوى اوى يا ثائر"
ثائر:"انت بقيت عقلانى اوى كده من امتى يا رمزى"
رمزى:"من زمان بس انت اللى مش واخد بالك كويس ومش هقولهالك تانى يا" ثائر "حاول تغير معاملتك معاها حاول تكون لطيف شوية يا غجرى"
ثائر بتنهيدة:"خايف يا رمزى"
رمزى:"خايف من ايه ايه اللى هيحصل يعنى لو انت اتعاملت معاه بشوية حنان ولطف الدنيا هتتهد يا" ثائر" لاء مش هتتهد والله "
ثائر باندفاع :" انت مش فاهم انا خايف احبها يا رمزى"
رمزى:"وايه يعنى لو حبتها هو الحب حاجة وحشة دا احلى احساس ممكن الواحد يعيشه فى حياته"
ثائر:"انت ناسى" سيلا" وعلاقتى بيها"
رمزى بهدوء:'مش ناسى وبرضه شايف ان انتوا الاتنين علاقتكم فاترة مفيهاش اى حاجة تشد طب انت بتحس بحاجة ناحية" سيلا" بتحس مثلا انها لما تكون موجودة في مكان بتحس باحساس جميل مسيطر على قلبك بتحس انك عايز تشوفها على طول انها لم بتغيب عنك بتبقى مش مرتاح انك بتعد الايام والساعات علشان تبقى ملكك وفى بيتك"
ثائر:"انت عارف ان علاقتى ب"سيلا" علاقة عقل اكتر من انها تكون علاقة قلب"
رمزى:"على فكرة انت مجاوبتنيش على سؤالى بتحس بده مع سيلا"
ثائر:"يلا يا رمزى احنا اتكلمنا كتير قفل بقى على الموضوع ده"
رمزى:"هتفضل لامتى تهرب من مشاعرك دى يا "ثائر" لحد ما يظهر حد تانى فى حياتها وتبقى ساعتها فعلا انت خسرتها بسبب قسوتك وعندك ومكابرتك فى مشاعرك"
ثائر بغيرة قوية:'مين ده اللي هيظهر فى حياتها انا طبعا مش هسمح بحاجة زى دى ده مش ممكن يحصل انا مش هخلى حد يجرأ بس ويفكر يقرب منها"
رمزى:"انت مش كنت متفق انك لو هى حبت حد هتنفصل عنها وهى ترتبط باللى هى تحبه وان انت اللى هتجوزها زى ما هتجوز "مريم "مش ده كلامك ووعدك ليها"
ثائر بتوهان وهمس:"باللى هى تحبه! هى ممكن فعلا تحب واحد وتبعد عنى وخلاص متبقاش قدام عينى ولا اشوفها ولا ليا حق اقرب منها بقى ممكن ييجى اليوم واشوفها بتروح لواحد تانى وانا واقف اتفرج ان واحد تانى يبقى ليه حق عليها غيرى ان انا اشوف نظرة الحب فى عينيها ومشاعرها ملك اللى هى هتحبه دا انا كنت أموت فيها"
رمزى:"تموت فيها امممم طالما الموضوع كده بتكابر ليه"
ثائر باستغراب:"هو انا قولت ايه دلوقتى وليه قولت كده"
رمزى:"ولا حاجة خليك كده لحد ما البنت تطفش من وشك ومن عمايلك السودة"
ثائر:"رمزى"
رمزى:'نعمين وحتة يا عيون رمزى"
ثائر:"انت مخصوم منك الشهر ده"
رمزى:"لا يا راجل هو لما تتزنق تخصملى ايه ده انا عملت ايه بقى"
ثائر:"رغيت كتير ووجعتلى دماغى على الفاضى"
رمزى:'بقى كده ماشى يا "ثائر "حسبى وانت تكفى"
ثائر:"بتتحسبن عليا كمان يا حيوان"
رمزى:"ايه هترفدنى يكون احسن انا موافق ارفدنى ياعم الحاج انا خلاص مش عايز اشتغل عندك تانى"
ثائر:"مش هرفدك بس مش هجوزك مريم"
رمزى:'كده يا "ثائر" بتمسكنى من ايدى اللى بتوجعنى يا ظالم يا مفترى"
ثائر:"كلمة كمان وشيل مريم من حساباتك خالص ومن دماغك"
رمزى:"خلاص سكت اهو وانكتمت كمان يخرب بيت الحب اللى بيذل النفوس ده"
ثائر بمزاح:"بحبك لما بتجيب ورا على طول وتسكت"
رمزى:'يارب تحب يا "ثائر" واشوفك متمرمط ومذلول ذلى قادر يا كريم"
ثائر بكبرياء:"انت بتحلم مش انا اللى اتذل يا رمزى مش "ثائر العمرى" اللى فى واحدة تذله او تمشيه زى ماهى عايزة او يخضع لاى واحدة او واحدة بس يصورلها عقلها انها ممكن تمشينى زى ما هى عاوزة مش انا الراجل ده يا حبيبى"
رمزى:"بكرة نشوف صدقنى لو حبيت هتعمل حاجات مكنتش تتوقع انك تعملها فى يوم هتبقى عايز ترضيها بأى طريقة عايز تجبلها حتة من السما علشان خاطرها"
هل حقا سيفعل كل ذلك عندما يقع فى الحب والعشق فهو يعلم انه خطى اولى خطواته ناحية ذلك المصير بسبب صاحبة تلك العيون الرمادية والتى يقسو عليها لاجل مصلحتها ولكنه ربما زاد فى معاملته لها بهذه الطريقة
***
"فى الجامعة" بعد انتهاء المحاضرة خرجت وتين ومريم ليجلسوا فى الكافتريا الخاصة بالكلية لحين موعد بدء المحاضرة الثانية
وتين:"تعالى نقعد فى الكافتريا ناكل حاجة على المحاضرةالتانية ما تبدأ مش عارفة انا جوعت اوى كده ليه"
مريم:"ماشى استنينى هجيب اكل واجى على طول"
وتين:"اجى معاكى"
مريم بمزاح:"ملوش لزوم هو انا هتوه يعنى متخافيش عليا بس لو اتأخرت اطلبى البوليس يا وتين"
وتين:"هههه ماشى وانا حافظة نمرته"
مريم:"تمام مش هتأخر بقى"
وتين:"بسرعة بقى هموت من الجوع"
ذهبت" مريم" قامت "وتين" بفتح دفترها الخاص الذى كانت تزين صفحاته اسم ذلك القاسى فهى كتبت اسمه بكل طريقة تعرفها كأنها تريد ان يتحول الاسم الى هذا الشخص وتكلمه وجهها لوجه وتسأله لماذا لا يرأف بحالها وحال قلبها ولكن لن تصح لها هذه الفرصة ابدا وهى تعلم ذلك فهو لا يتعامل معها بلطف ولكن يتعامل معها كأنها دمية يحرك خيوطها بين اصابعه وهى يجب الانصياع له ولكنها بدأت تتذوق طعم التمرد والعناد فعندما يتعامل معها بهذا الشكل تشعر بأنها تريد ان تجرحه مثلما يجرحها ولكنه لا يتأثر فأقصى ما يفعله انه يبتسم بسخرية على ما تفعله فما الذى أوقعت نفسها فيه؟ هل كانت تتخيل ان حياتها البائسة ستنتهى وتعيش حياة وردية ؟ابتسمت بسخرية على حالها فدائما ما تكون هى الخاسرة فأولا نجحت "هيام" فى اخذ "أسامة" منها والآن ستنجح "سيلا" فى اخذ "ثائر" فالاول لم يعد يعنيها فى شئ ولكن "ثائر" ليس كأى احد فحبها له حبا حقيقيا فهى اول مرة تشعر بهذا الشعور العاتى الذى يقبض على قلبها بقوة يجعله غير منصاع لعقلها فكأن قلبها اصبح احدى ممتلكاته وهى فقط تحمله بين ضلوعها ولكنه فى الاساس ملك ذلك القاسى فهو إذا ابتعد عنها فربما ستنتهى حياتها وتقضى ايامها حزينة وضائعة فى هذا العالم ولكن احيانا يغريها عقلها بالهروب منه ومن ذلك المنزل حتى تكف عن زيادة الأذى التى تفعله بقلبها فهى الحقت بقلبها اشد انواع الايذاء عندما وقعت فى عشق رجل يوجد تجويف فارغ فى قلبه اذا كان يملك قلبا من الأساس ولكن يعود قلبها يقنعها بأن مجرد رؤيته فقط أمام عينيها تكفيها
عندما رفعت نظرها عن دفترها لمحت حقيبة صغيرة ملقاة على الأرض اقتربت منها واخذتها كانت" مريم" عادت تحمل بين يدها الطعام لمحت تلك الحقيبة فى يد "وتين"
مريم باستغراب:"ايه الشنطة دى يا وتين"
وتين:"مش عارفة انا شوفتها مرمية على الأرض شلتها"
مريم:"طب ما تفتحيها نشوف فيها ايه"
وتين:'لاء نفتحها ايه دى مش بتاعتنا"
مريم:"مش علشان نعرف بتاعة مين يمكن نلاقى حاجة تدلنا على صاحبها"
وتين باقتناع:"عندك حق يا مريم"
قامت "وتين" بفتح الشنطة وجدت بها عدة اوراق ومحفظة أيضاً وتليفون فتحت "وتين "المحفظة وجدت بطاقة اخذت تقرأ اسم صاحبها
وتين:"شكل صاحبها اسمه "حاتم رأفت الانصارى"
مريم:"مكتوب ايه فى الضهر"
وتين:"مهندس ذكر مسلم اعزب اقولك رقم البطاقة"
مريم:"اعمل بيه ايه"
سمعوا رنين الهاتف الذى وجدته "وتين" فى الحقيبة قامت بالرد فربما المتصل يعلم شئ عن صاحب الحقيبة
وتين:"الو ايوة مين حضرتك"
حاتم:"ايوة حضرتك التليفون ده بتاعى"
وتين:"حضرتك المهندس حاتم الانصارى"
حاتم:'ايوة انا هو حضرتك اللى لقيتى الشنطة"
وتين:"ايوة انا وهى موجودة معايا وممكن حضرتك تيجى تاخدها"
حاتم:"انتى موجودة فين وانا اجى اقابلك واخدها"
وتين:"انا فى كافتريا كلية الهندسة"
حاتم:"تمام انا قريب منك دقايق وجاى"
وتين:"ماشى حضرتك مستنياك واول ما تقرب رن عليا هرفع ايدى وهتشوفنى"
حاتم:"تمام ماشى"
ذهب "حاتم" الى المكان الذى وصفته له "وتين" قام بالاتصال عليها مرة اخرى رفعت يدها حتى يراها لمحها اقترب منها
حاتم بابتسامة:"ايوة حضرتك انا صاحب الشنطة"
وتين:"اتفضل حضرتك الشنطة اهى"
حاتم:"انا متشكر جدا دى كان فيها ورق مهم لو كان ضاع كانت هتبقى مشكلة"
وتين:"ولا يهمك المهم انها رجعتلك"
حاتم:'متشكر ليكى بجد يا انسة"
وتين:"العفو"
نظرت 'مريم" الى ساعتها وجدت ان ميعاد المحاضرة قد اقترب فيجب أن يذهبوا الآن
مريم:'وتين يلا المحاضرة هتبدأ والدكتور هيقفل الباب "
وتين:" اه يلا بسرعة عن اذنك يا استاذ"
حاتم بابتسامة:" اتفضلوا ومتشكر مرة تانية يا آنسة"
وتين:" العفو سلام عليكم"
حاتم بابتسامة:" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته"
ذهبوا سريعا للحاق بتلك المحاضرة ظل واقفا مكانه يتتبعها بنظراته ويبتسم فهى فتاة حقا جميلة
حاتم:'واسمها "وتين" كمان ايه الاسامى اللى تشرح القلب دى"
اخذ حقيبته وانصرف فى طريقه ولكنه ظل متذكر تلك الفتاة التى ردت اليه حقيبته والتى تمتلك براءة بوجهها كفيلة بجعل المرء لاينسى وجهها بسهولة
***
"فى منزل سمير"
كانت" عايدة" بدأت فى تعليم "هيام "كل شئ يخص العناية بالمنزل وكيفية تحضير اشهى الاكلات كانت "هيام" تتأفف دائما من وقوفها امام تلك الاوانى التى يتصاعد منها البخار ومن ذلك العرق الذى يتصبب من جبينها"
هيام... اوووووف هو شغل البيت ده ما بيخلصش ابدا ايه ده"
عايدة:"فى ايه انتى مش هتبطلى زن فى ايامك دى وجعتيلى دماغى"
هيام:'هى البت "وتين" كانت بتعمل كل ده امتى وازاى
عايدة:"الواحد من ساعة ما اتجوزت وانتى اللى بقيتى تعملى الاكل مبقناش عارفين ناكل لقمة حلوة"
هيام:"انتى قصدك ايه بقى يا ماما بكلامك ده"
عايدة:"انا عمالة اعلمك وانتى مفيش منك فايدة فى حاجة خالص هتتجوزى ازاى بقى ان شاء الله"
هيام ببرود:"زى ما كل الناس بتتجوز"
عايدة:"لا يا شيخة ولما جوزك يطلب منك اكل هتعمل ايه"
هيام:'يشتريه من برا وفيها ايه يعنى"
عايدة:"وهو هيفضل طول عمره ياكل من برا يا عين امك"
هيام:'وفيها ايه مش احسن ما اضيع عمرى فى المطبخ والكنس والمسح"
عايدة:'هتفضلى طول عمرك هبلة يا هيام"
هيام:'انتى من الاول مكنتيش بتطلبى منى اعمل حاجة"
عايدة:"كانت وتين موجودة ومفكرتش فى يوم انها تتجوز قبل منك وتمشى وتقعدى انتى وابتدى اعلمك كل حاجة بنفسى"
هيام:"الله اعلم هى بتعمل ايه دلوقتى وعايشة ازاى"
عايدة:"عايشة فى هنا اكيد وزمان الشغالين حواليها شمال ويمين"
هيام:"اه هتبقى برنسيسة بجد واحنا اللى كنا بنتريق عليها ونقولها با برنسيسة اهو جه اللى هيخليها برنسيسة بجد بقى هى تقع على واحد زى ده ازاى نفسى اعرف هموت واعرف عرفته ووقعته ازاى"
عايدة:"مش قالت ان بنت اخوه تبقى صاحبتها"
هيام:"انتى بتصدقى الكلام ده صاحبتها منين اذا كانوا هم اصلا من القاهرة واحنا فى اسكندرية عرفتها ازاى يعنى بالاسلكى "
عايدة بتفكير:" صحيح عرفتها ازاى الموضوع ده فى إن بس مش كانت بتقول هتغرق ووتين انقذتها"
هيام:'دى تلاقيها حجة قولتلكم انها مش سهلة مصدقتيش الله اعلم هى عملت ايه خلاه ييجى يتجوزها بسرعة كده وياخدها ويمشى"
عايدة:'بس لو هو حتى غلط معاها هييجى يطلب أيدها ويتجوزها هو فى حد يعمل كده"
هيام:"فى حاجة فى الموضوع مش مفهومة ايه اللى جمع "وتين" بالراجل ده وخصوصا انتى شوفتيه عامل ازاى يعنى ده لو طلب بنت مين فى البلد توافق وبسرعة يقوم يتجوز وتين"
عايدة:"انتى هتوجعى دماغنا ليه بالموضوع ده اللى حصل حصل هو "أسامة" بقاله فترة مبيجيش ليه"
هيام:"مش عارفة حتى بقاله شوية حتى مبيتصلش عليا"
عايدة:"هو فى حاجة حصلت بينكم"
هيام:"لاء مفيش حاجة حصلت"
عايدة:'ما تكلميه جايز يكون تعبان ولا حاجة واحنا منعرفش"
قامت" هيام "بالاتصال على" أسامة" جاءها الرد متأخرا منه
هيام:"الو أسامة"
أسامة:'ايوة يا هيام فى حاجة"
هيام:"انتى بتسألنى انت مش واخد بالك ان بقالك فترة مبتجيش ولا حتى بتتكلم فى التليفون"
أسامة:"مفيش كنت مشغول شوية"
هيام:"كنت مشغول فى ايه بقى"
أسامة:"عندى شغل كتير فيها حاجة دى"
هيام:'انت بتكلمنى كده ليه"
أسامة:"انتى عايزة ايه يا هيام بالظبط"
هيام:'مش عايزة حاجة الظاهر من ساعة ما حبيبة القلب مشيت خلاص مبقاش ليا عوزه"
أسامة:'انتى قصدك ايه بكلامك ده"
هيام:"ولا حاجة سلام"
قامت "هيام "بغلق الهاتف فى وجهه قبل ان يتمكن من الرد عليها فإلى متى ستظل تقنع نفسها بأنها تستطيع منافسة "وتين "على قلب اى رجل كان
***
بعد ان انتهت من اخذ حمام دافئ خرجت ارتدت ملابسها ضبطت وضع حجابها ثم خرجت من الغرفة كان بيدها هاتفها تنظر اليه تتصفح الانترنت وتتابع اخبار السوشيال ميديا ولكنها لم تنتبه لخطواتها على السلم فكل تركيزها فى الهاتف الذى بين يدها زلت قدمها اطلقت صوتا عاليا اغمضت عينيها لكى لا ترى نفسها تسقط من على السلم شعرت بحالة من السكون فهى لا تشعر بأى الم من اثر سقوطها ولكنها تشعر بأنها اصطدمت بشئ آخر فتلك الرائحة تعلم من يكون صاحبها فتحت عينيها ببطئ لترى اذا كان ما تفكر فيه صحيحاً ام لاء وبالفعل وجدته هو فهى لم تسقط الا بأحضانه نظرت اليه بأعين مذهولة من ذلك الدفء الذى تشعر به الآن كانت واضعة يدها على كتفيه يضغط بيديه على خصرها صدر عنها أنين خافت لم يسعه سوى ان يضغط بيديه أكثر
ثائر بهمس:" مش تحاسبى وانتى نازلة على السلم كان ممكن تقعى"
وتين بتوهان:" ها اقع اقع فين هو ايه اللى حصل"
ثائر:" كنتى نازلة على السلم باصة فى التليفون وكنتى هتقعى لولا ستر ربنا ولحقتك"
وتين:" التليفون اتكسر"
ثائر بحنان:" فداكى هجبلك غيره المهم انك انتى كويسة ومفيش حاجة حصلت ليكى هو ده المهم عندى"
تنساب الكلمات من بين شفتيه تجعلها تشعر ان ما صار أشلاء هو قلبها وليس هاتفها لماذا هى غير قادرة عن الابتعاد عنه الآن؟ لماذا تريد ان تنتهى حياتها الآن على هذا الشكل؟فهى لن تصح لها فرصة كتلك مرة أخرى ان تنظر اليه بهذا الشكل فهى الآن أصبحت تتنفس رائحته وتتنفس أنفاسه الدافئة التى تضرب صفحة وجهها بدون رحمة او هوادة سرت الرعشة والرجفة فى اوصالها.ارتجاف جسدها بين يديه جعله يطبق بيديه على خصرها حتى تتوقف عن ذلك الارتجاف الذى سيهوى به الى حافة الهاوية.سمعوا وقع اقدام قادمة ابتعدت عنه سريعاً وهى تأخذ انفاسها بصعوبة فى حين انه لم يتحرك من مكانه كأنه ينتظر ان تعود الى أحضانه مرة أخرى
"فى الشركة" كان ينهى بعض اعماله وكلما يتذكر ما حدث يجد نفسه يترك ما بيده اراح جسده على كرسيه مغمض العينين يفكر فيما يحدث له فى تلك الآونة الأخيرة عندما اراد القدر ان يرمى تلك الفتاة فى طريقه. انفتح الباب ودلفت منه "سيلا" بابتسامة عريضة على شفتيها
سيلا:"هاى ثائر"
ثائر:"اهلا سيلا ايه المفاجأة دى"
سيلا:"فضيت نفسى شوية وقلت اجى اشوفك"
ثائر:"نورتى الشركة تشربى ايه"
سيلا:"ميرسى يا حبيبى مش عايزة حاجة غريبة فين "رمزى" مش شيفاه"
ثائر:"بيخلص معاملاتنا مع البنك وزمانه جاى ليه عيزاه فى حاجة"
سيلا:"لاء بس متعودة دايما اشوفكم مع بعض تقريبا بتفترقوا على النوم"
ثائر:"ودى حاجة مضيقاكى"
سيلا:"الصراحة انت بقى حواليك ناس كتير اوى مشاركينى فيك"
ثائر بتساؤل:"ناس مين دول قصدك مين"
سيلا:"رمزى" و"مريم"والبنت اللى طلعتلى فى الحظ دى اللى اسمها "وتين"
ثائر:"انتى ايه مشكلتك بالظبط يا سيلا"
سيلا:"انا عيزاك ليا لوحدى وبس يا ثائر"
ثائر:"ليكى لوحدك ازاى يعنى هو انا مثلا لعبة عيزاها ليكى لوحدك"
سيلا:مش من حقى"
ثائر:"بصى يا سيلا موضوع ان ابقى ليكى لوحدك وشغل التملك ده مبحبوش انا اتملك اه حد يملكنى لاء فهمتى يا سيلا ثم اللى بتتكلموا عنهم دول مليش غيرهم" رمزى" صاحب عمرى من واحنا صغيرين واتربينا مع بعض ومش بس كده لاء احنا كمان قرايب "مريم"تبقى بنت اخويا وملهاش حد بعد ربنا غيرى انا "
سيلا:"طب و"وتين"
ثائر:"هى ايه حكايتك انتى حاطة "وتين" فى دماغك ليه"
سيلا:"مش مرتحالها يا "ثائر" مش مرتاحة لوجدها معاك فى بيت واحد انت فى الاول والاخر راجل"
ثائر:"هى دى فكرتك عنى يعنى ان انا ممكن أجرى ورا اى واحدة"
سيلا:"ماهو ماهو"
ثائر:"ماهو ايه يا "سيلا" اذا كان انتى بكل جمالك ده ومتجاوزتش حدودى معاكى وانتى خطيبتى وهتبقى مراتى انتى عارفة كويس انا مفييش طبع الرجالة اللى بتجرى ورا اى حاجة فيها تاء مربوطة لان انا مش محتاج اعمل كده لو عايز حاجة هخدها بس بالاصول وبالشرع غير كده مش سكتى خالص يا "سيلا" مليش فى الشمال وربنا يكفينا شر الحرام وناسه"
سيلا:"هو انت زعلت لما اتكلمت معاك بخصوص "وتين"
ثائر:"عادى يا سيلا انا مخى كبير والا كان زمانى ضايع ومش عارف الدنيا دى ماشية ازاى"
سيلا:"طبعا يا حبيبى مشوفتش فى عقلك ولا حكمتك فى انك توزن الأمور كويس كنت عيزاك تدرسلى اخر صفقة لشركتى وشوف اعمل الديل ده ولا ارفضه"
ثائر:"معاكى سيولة تكفى تغطية الصفقة"
سيلا بابتسامة مغرية:"هو ممكن الفلوس تقصر معايا شوية وممكن انت تمولنى ولو الصفقة نجحت هرجعلك طبعا الفلوس كلها"
ثائر:"ابقى هاتى ورق الصفقة ادرسه"
سيلا:"اهو جبتهولك معايا"
ثائر:"انتى مكنتيش جاية تشوفينى بقى جاية علشان اشوفلك الصفقة"
سيلا:"ازاى تقول كده يا حبيبى لاء طبعا"
ابتسم 'ثائر "بسخرية فهو يعلم الآن انها لم تأتى الا لكى يرى هو ورق تلك الصفقة التى تريد التعاقد عليها ظل كلام "رمزى" يرن فى أذنه بأن علاقته ب"سيلا" علاقة فاترة ولا يوجد بها اى مشاعر
***
جلست "مريم"و"وتين" فى الجنينة ليلهو قليلا بعد العناء من المذاكرة كان يوجد ارجوحة كبيرة جلسوا عليها يضحكوا كالاطفال
مريم:"يلا بقى زقى شوية يا وتين انا زقيتك كتير"
وتين:"ماشى يا ستى هزقك واقعد جمبك المرجيحة دى حلوة اوى"
مريم:"تصدقى انا مكنتش بقعد عليها خالص الا بعد انتى ما جيتى"
وتين:"انا لو كان عندى مرجيحة زى دى مكنتش هقوم من عليها"
مريم:"واهى بقت عندك اهى يا ستى اتمرجحى براحتك قوليلى يا وتين"
وتين بضحك:"ياوتين"
مريم:"انا مش بهزر"
وتين:"طب اقولك ايه انتى مكملتيش كلامك فبالتالى انا مش عارفة اقولك ايه"
مريم:"كنت عايزة أسألك انتى مبسوطة معانا هنا ولا فى حاجة مضيقاكى"
وتين:"لاء يا مريم طبعا مبسوطة انا عايشة هنا عيشة مكنتش احلم ان اعيشها فى يوم من الايام"
مريم:"طب فى اى حاجة انتى نفسك فيها وعيزاها"
ارادت "وتين" القول انها لا تريد سوى ذلك القاسى المتحجر الذى تقسم "وتين" ان ما يوجد بين ضلوعه ليس قلبا مثل باقى البشر وانما حجراً من صوان ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
وتين:"تسلميلى يا مريم انتى ظهرتى فى حياتى فى وقت كنت خلاص كرهت حياتى كلها وبتمنى الموت علشان اخلص من العيشة اللى كنت عيشاها"
مريم:"وانتى كمان يا وتين بقيتى حاجة مهمة اوى عندى اللى مبقتش اقدر اتخيل حياتى من غيرها"
ابتسمت لها "وتين" لمحوا دخول" ثائر" ومعه" سيلا" و"رمزى" رأت "وتين" "سيلا" علمت انها ستبدأ الآن فى تلك الحركات الاستفزازية التى تكرهها "وتين" ستكلمها من طرف انفها بكل غرور وتعالى
ثائر:"السلام عليكم"
مريم ووتين:"وعليكم السلام"
رمزى:'عاملين ايه فى الدراسة والكلية"
مريم بخجل:"تمام يا رمزى شكرا لسؤالك"
رمزى بهيام:"بتقوليلى شكرا على ايه بس يا مريم"
لكزه "ثائر"فى كتفه حتى يفيق من تلك الحالة الغريبة التى تصيبه عندما يتحدث معها
رمزى:"ايه يا عم الحاج فى ايه"
ثائر بهمس لرمزى:"بطل شغل التناحة بتاعتك دى انت مش عامل اعتبار لوجودى ياض انت ولا ايه"
رمزى:"هو انا عملت ايه دلوقتى"
ثائر:"ابقى بص لنفسك فى المراية هتعرف فى ايه ياعم قيس"
رمزى:"طب ما تجوزنى ليلى يا عمى ينوبك ثواب"
ثائر:"عما الدببة اتلم احسنلك"
سيلا بغرور:"ازيك يا وتين"
وتين بسماجة:مش زيى حد والله لما شوفتك"
سيلا:"يعنى إيه مش فاهمة"
وتين:"يعنى نورتى البيت والدنيا كلها يا أبلة سيلا"
سيلا:"أبلة بتقوليلى ابلة"
وتين:"انتى اكبر منى فلازم احترمك عيب ولا غلط"
سيلا:ايه اكبر منك دى"
وتين:"طبعا حضرتك عندك ٣٠ سنة وانا عندى ٢١ سنة فى فرق تسع سنين بحالهم فعيب لو قولتلك "سيلا" بس كده"
رمزى بهمس لثائر:"بركاتك يا عم "ثائر" دى "وتين" استوت على الآخر"
ثائر:"انا متخيلتش انها بقت بالجرأة دى"
رمزى:"ولسه انت مشفتش حاجة بس صدقتنى انت اللى هتندم على جرأتها دى"
ثائر:"يعنى ايه مش فاهم"
رمزى:"بكرة تعرف يا"ثائر" لان مسيرك هتدوق قسوتها وجرأتها اللى بقت فيها دى"
ثائر بهمس:"بس بقت لذيذة اوى بشجاعتها دى دا شكلى هتسلى على الآخر"
رمزى:"وحياتك انت عندى لوتين اللى هتتسلى عليك وانت هتبقى راضى ومبسوط باللى بيحصل"
ثائر:"مش انا يا بابا اصحى لنفسك وشوف انت بتكلم مين انا "ثائر"فاهم يعنى ايه"ثائر"
رمزى:"ماشى مش انت عامل فيها شمشون الجبار بكرة هشوف دليلة هتعمل فيك إيه"
ثائر:"شكلك جعان لانك ابتديت تخرف"
سيلا:"شوفلك حل يا "ثائر" مع البنت دى"
ثائر:"ادخلى يا"سيلا" وانتى يا "مريم" ورمزى" وسيبولى "وتين"
نظرت"سيلا" ل"وتين" نظرة شماتة فهى تعلم ان"ثائر" لن يمرر لها ما حدث مرور الكرام ولا بد انه سيعنفها على ما فعلت
وجدت نفسها لوحدها معه نظرت اليه بتوجس وخيفة رأته قام بثنى أكمام قميصه على ساعديه رأت ذلك ابتلعت ريقها هل سيقوم بضربها مثلما كان يفعل سمير معها هل سيفعل ذلك حقا؟
ثائر:"كنتى بتقولى ايه بقى ل"سيلا" يا وتين"
وتين بخوف:'انا مغلطتش فيها"
ثائر:"انتى شايفة كده"
عندما قام برفع يده خافت بشده وضعت يدها على وجهها نزلت دموعها رغما عنها استغرب حالتها لماذا تبكى
وتين بخوف ودموع:"بلاش تضربنى مش هعمل كده تانى والنبى خلاص انا اسفة"
ثائر باستغراب:"اضربك! ومين قالك ان انا هضربك"
وتين بدموع غزيرة:"انا اسفةانا اسفة مش هضايقها تانى"
وكأنها اصيبت بحالة هستيرية فهى ترتجف بشدة واضعة يدها على وجهها كدفاع وتبكى وتتوسل اليه الا يمد يده عليها رأى ذلك شعر كأن احد خلع قلبه من مكانه لم يدرى بنفسه الا وهو يسحب يدها من على وجهها ويأخذها فى أحضانه وكأنها كانت بانتظاره ان يفعل ذلك فظلت تبكى فى أحضانه بقوة فكلما علا صوت بكاءها زاد من شدة ضمته لها وضعت يدها على ظهره تمسك ملابسه بقوة لا تريد افلاته حتى شعر بقوة قبضة يدها على ملابسه من شدة تمسكها به ولكن فعلتها هذه لم تزده الا اقترابا منها بشكل لم يحدث من قبل ظلت ذراعاه حولها حتى هدأت ولكنه لا يريد افلاتها من بين أحضانه يريدها ان تظل هكذا
ثائر بهمس:"بس يا وتين متعيطيش"
وتين:"هو انت كنت هتضربنى"
ثائر:"لاء طبعا انا عمرى مامديت ايدى على واحدة"
وتين:"امال انت رفعت ايدك ليه"
ثائر:"عادى كنت هعدل شعرى"
وتين:"يعنى انت مكنتش هتضربنى ولا تزعقلى علشان "سيلا" والكلام اللى حصل"
ثائر:"واضربك ليه يا "وتين" كل واحد ليه الحق يرد على اى انسان يضايقه بس من غير تقليل الكرامة"
وتين:"انا مقللتش من كرامتها انا بقولها على الحقيقة"
ثائر:"بس اللى متعرفهوش ان مفيش ست بتحب حد يكلمها عن عمرها سواء راجل او ست زيها"
لم تنتبه ان كل هذا ومازالت بين ذراعيه يضمها بذلك الحنان الطاغى فهى اخر مرة تتذكر قربه منها يوم زفافهم اثناء رقصهم سويا وايضا عندما كانت ستسقط من على السلم لم تنتبه الا عندما شعرت بضغط يده على ظهرها عند ذلك افاقت لحالها وانسلت من بين أحضانه بخجل شديد وتمنت أن لا يلاحظ احمرار وجهها عندها شعر بالضيق فهو كان سعيدا وهى بين ذراعيه
وتين بتوتر:"مش هندخل"
ثائر:"هندخل بس فى حاجة عايزك تعرفيها يا "وتين"
وتين:"حاجة ايه دى اللى عايزنى اعرفها"
ثائر:"عايز اقولك ان انا .....

رواية دمية في يد غجري الفصل الثانى عشر بقلم سمسم

لم تنتبه ان كل هذا ومازالت بين ذراعيه يضمها بذلك الحنان الطاغى فهى اخر مرة تتذكر قربه منها يوم زفافهم اثناء رقصهم سويا وعندما كانت ستسقط من على السلم لم تنتبه الا عندما شعرت بضغط يده على ظهرها عند ذلك افاقت لحالها وانسلت من بين أحضانه بخجل شديد وتمنت أن لا يلاحظ احمرار وجههاعندما سحبت نفسها بهذه الطريقة شعر بالضيق فهوكان سعيدا وهى بين ذراعيه
وتين بتوتر:"مش هندخل"
ثائر:"هندخل بس فى حاجة عايزك تعرفيها يا وتين"
وتين:"حاجة ايه دى اللى عايزنى اعرفها"
ثائر:"عايز اقولك ان انا عمرى ما هفكر ان امد ايدى عليكى او ان انا اضربك انا عايزك يبقى عندك شخصية وتدافعى عن حقك قصاد اى حد ومتخليش اى حاجة تأثر فيكى او تخلى دموعك تنزل من عينك"
وتين:" انت ليه بتعتبر ان الدموع دايما ضعف ليه متفكرش ان دى وسيلة الواحد يخرج بيها اللى جواه علشان ميضغطش على اعصابه ويحصله حاجة او يوصل لحالة الانفجار"
ثائر:"انا بالنسبة ليا الدموع ضعف وقلة حيلة وسيلة بيستخدمها الضعفاء دايما "
وتين:"كل واحد حر فى وجهة نظره بس احب اقولك ان انا خلاص مبقتش ضعيفة ولا قليلة الحيلة ولا جبانة زى ما انت دايما تقولى"
ثائر:"امال دموعك اللى كانت من شوية دى ايه يا وتين"
وتين:"كانت ذكرى اليمة فى حياتى ظهرت من غير ارادتى"
ثائر:'شوفتى اديكى قولتى من غير ارادتك فين ارادتك بقى اللى تتحكم فى كل حاجة فين ارادتك اللى انتى لازم تتحكمى فيها مش تسيب الظروف هى اللى تتحكم فيكى"
وتين:"انت ليه عايزنى ابقى حجر مبيحسش زيك او معنديش قلب او ان احس ان قلبى ده لازمته بس انه يدق ويخلينى على قيد الحياة مش لازم يحس مش لازم يحزن مش لازم يفرح انت عايزه ميعملش حاجة غير انه يدق وبس زيك كده انا متأكدة ان قلبك ده حاجة بس مخلياك عايش مش اكتر بس فى الحقيقة ولو اتكلمنا جد انت معندكش قلب من الاساس "
ثائر بغضب:" أنا حجر يا وتين ومعنديش قلب ولا بحس"
وتين باستهزاء:" اه انا أسفة ان انا قولتلك كده المفروض الحجر هو اللى يزعل ان بشبهك بيه عن اذنك"
قالت ذلك تركته واقف مكانه عاقدا حاجبيه مذهولا من تلك الجرأة اللى اصبحت تمتلكها فهل تغيرت "وتين "حقا وهو كان السبب فى هذا التغيير هل ستصبح تتعامل بقسوة معه ولكن ماله ومالها فتفعل ما تريد هى لديها الحرية فتفعل ما تريد.. الحرية... تبا لك يا "ثائر" فأنت من جلبت هذا منذ البداية اردتها انسانة قوية بشخصية عنيدة فلك ذلك ولكن انت من ستذيقه اولا مرارة تمردها وعنادها ولسانها السليط
دلفوا إلى المنزل اجتمعوا جميعا على السفرة كان ينظر اليها من الحين والآخر ولكنها لا تنظر لاحد تأكل بصمت وكأنها لا تريد ان تنظر اليه او انها لا تريد ان تراه فهو يشعر الآن بالسخط الشديد لماذا لا تنظر اليه لماذا لا تجعله يرى تلك العينان التى اصبحت تلتمع بهم تلك القوة من التمرد لماذا لا تجعله يرى انعكاس صورته فى مقلتيها فهو لم ينسى عندما سقطت بين أحضانه ورأى تلك العينان عن قرب تلك العينان التى تطارده فى صحوه وفى منامه ترك الملعقة على الطبق بقوة احدثت جلبة انتبه عليها الجميع فلابد انه الآن يشعر ببعض العصبية وجدهم ينظرون اليه ما عداها فهى حتى لاتهتم بما يفعل هل وصل بها الأمر الى كل هذه اللامبالاة ؟
رمزى بتساؤل:"مالك يا ثائر فى ايه مالك متعصب ليه كده"
ثائر:"مفيش حاجة يا رمزى بتسأل ليه"
رمزى:"انت رميت المعلقة على الطبق كان فاضل شوية وتكسره دا الصوت خرم ودانا"
سيلا بدلع:"فى ايه يا حبيبى فى حد ضايقك يا روحى لو مضايق قولى"
قالت ذلك نظرت الى "وتين" التى رفعت رأسها تنظر اليها بتحدى سافر فهى كأنها تعلم ان سبب ضيقه وعصبيته بس كلامه معها
سيلا:"انا ملاحظة ان بقالك فترة مضايق يا حبيبى اكيد فى حد معندوش دم ولا ذوق زعلك حد مبيفهمش مخليك تخرج عن شعورك هم فى ناس كده وجودهم بيضايق"
اهدأى ...اهدأى ...ايتها الفتاة هكذا خاطبت نفسها قبل ان تتفوه بكلام ربما سيحول هذه الجلسة الى كارثة ربما تخبر تلك المتعجرفة انها ليست بغريبة فهى من تحمل اسم هذا الرجل حتى وان كان فى الخفاء تخبرها ان من المفترض ان تكون هى من تكون جالسة بجواره هى من تنعم بقربه هى من تشعر بدفء أحضانه وانها هى من تريد ان تكون ام لاولاده ولكن لن تستطيع التفوه بحرف من كل هذا فيجب ان ترى كل ذلك وقلبها يقطر غيرة ولوعة ولكنها لا تستطيع الكلام
ثائر:"قولتكلم مفيش حاجة انا كويس وانتى عارفة يا "سيلا" لسه متخلقش اللى يقدر يضايقنى وانا اسكتله او سيب حد يتخطى حدوده معايا"
ابتسمت بسخرية له رأى ذلك زادت حدة انفعاله هل وصل بها الامر إلى السخرية من كلامه أيضاً. ارادت ان تذهب الى غرفتها فهى لاتريد سماع المزيد من ذلك الحوار
وتين:"يلا يا مريم علشان نذاكر انا شبعت"
مريم: ماشى يلا بينا"
ثائر:"اقعدوا كملوا اكلكم انتوا مكلتوش كويس"
وتين:"حضرتك احنا شبعنا هتأكلنا بالعافية ولا هتعاقبنا ان احنا مخلصناش طبقنا وتحرمنا من المصروف"
ثائر بمكر:"لو عايزين تتعاقبوا مفيش مانع انتوا مكبرتوش على الضرب يا "وتين" وانا مستعد انسى مبادئ واعملها عادى"
مريم:"لاء وعلى ايه الضرب خلاص انا هاكل"
وتين:"وانا خلاص شبعت كفاية كده عن اذنكم"
ثائر بأمر:"اقعدى كملى اكلك يا وتين مش هتكلم تانى"
وتين بضيق:"بقولك شبعت شبعت احلفلك على مصحف ان انا شبعت ولا تحب اقولهالك بلغة تانية جايز انت مش فاهم جملتى او كلامى"
سيلا بانفعال:"انت ازاى ساكت على قلة ذوقها وادبها دى يا ثائر ها"
وتين:"انا مش قليلة الادب ولا قليلة الذوق انا قولت شبعت هو مش مقتنع هو حر اعمله ايه يعنى"
سيلا:"انتى ايه اصلا علشان تتكلمى معاه كده انتى نسيتى نفسك ولا ايه"
وتين بصوت منخفض:"انا لعبته اللى بيحب يلعب بيها لما يكون زهقان لعبته اللى خلاص مبقتش قادرة تستحمل اكتر من كده"
"عن اذنكم لما تخلصى يا مريم تعالى هستناكى فى اوضتى علشان نذاكر"
مريم:"ماشى هخلص اكل و هاجى وراكى على طول"
وتين:"عن اذنكم بالهنا والشفا على قلبكم ان شاء الله"
رمزى:'تسلمى يا وتين"
سيلا بصوت منخفض:"واحدة حقيرة بجد وقليلة الذوق"
سمعت "وتين" ذلك وقفت مكانها التفتت لهم بعد ان كانت ذاهبة الى غرفتها نظرت إلى "سيلا"
وتين:"صدقينى انا فى امكانى ارد عليكى بس عاملة احترام لصاحب البيت اللى سيبك تهنينى وسامع وساكت
سيلا:"انا هبقى صاحبة البيت واقول اللى انا عيزاه"
عند هذا تذكرت "وتين" انها مجرد ضيفة هنا لمدة معينة وان هذه المرأة من ستصبح سيدة المنزل وزوجة هذا الرجل الذي يجلس بكل برود ينظر اليهم كأنهم اثنان لا يعنيه شأنهم في شئ
وتين بوجع :"مبروك عليكى البيت وصاحب البيت كمان"
القت كلماتها ذهبت الى غرفتها هو يريد شيئا واحدا الآن ان يعاقبها على ما تفوهت به منذ دقائق ان يعاقب تلك الشفاه التى اصبحت تبتسم بسخرية ويخرج الكلام من بينهما حادا كشفرة السكين ..ولكن هذا ما كنت تريد لماذا الآن انت مستاء لهذه الدرجة فلابد ان تكون سعيدا فدميتك المفضلة اقتربت من قطع خيوطها ...ولكن صبرا هو لا يريدها ان تتخلص من تلك الخيوط يريد ان تكون دائما دميته التى اتضح ان ضعفها لم يكن سوى رماد يتأجج تحته لهيب التمرد فهو نفض ذلك الرماد واحيى تلك النيران التى اصبحت الان تشتعل بداخلها
وصلت الى غرفتها دلفت اليها فهى قد سئمت كل هذا التصنع فهى اصبحت تتصنع امام الجميع انها اصبحت قوية ولكن عندما تختلى بنفسها تعود "وتين" تلك العاشقة لذلك الرجل الذي أصبح معلمها وملقنها فنون القوة والقسوة اثناء تغيير ملابسها وجدت ان رائحة عطره ما زالت عالقة في ملابسها اخذت تستنشق تلك الرائحة بنهم وتلذذ وكأنها تريد ملئ رئتيها من رائحته تذكرت كيف كانت بين أحضانه تذكرت دفء ذراعيه انفاسه الدافئة التى كانت تتململ على وجهها نظره عيناه التى كان يكسوها الحنان صوت دقات قلبه وهى واضعة رأسها على صدره فلو كان الأمر بيدها لكانت ظلت بين أحضانه حتى تلفظ انفاسها الاخيرة ترحل من هذا العالم بقلب قد ارهقه كثرة العشق والشوق
انتهى العشاء صعدت "مريم" الى "وتين" فى غرفتها وذهبت "سيلا" الى منزلها كان يذرع الصالة ذهابا وإيابا تتأجج بداخله نيران حارقة وغضب عارم لو اخرجه من داخله ليحرق من حوله كان" رمزى" جالسا واضعا يده على وجنته ينظر اليه فهو يعلم الآن انه كالبركان بانتظار اى شئ حتى يثور وينفجر
رمزى:'مش تقعد بقى انت خيلتنى يا اخى رايج جاى رايح جاى روشتنى معاك"
ثائر:"مش عايز اقعد يا رمزى انا مرتاح كده واسكت خالص مش عايز اسمع صوت ولا طايق اسمع كلمة من حد"
رمزى:هو ايه اللى حصل لده كله يا ثائر وخلاك بالشكل ده'
ثائر:"انت مش شايف" وتين" اسلوبها بقى عامل ازاى ولسانها الطويل"
رمزى:"مش هو ده اللى انت عاوزه اشرب بقى يا ثائر انا حذرتك افتكرتنى بهزر متلومش غير نفسك"
ثائر:"انا اه عايزها شخصية قوية تدافع عن نفسها بس مش لدرجة انها بقت تسخر من كلامى وترد عليا بالطريقة دى"
رمزى:"ما تسيبها فى حالها بقى يا ثائر وكفاية عليها كده اللى انت بتعمله فيها"
ثائر:'اسيبها فى حالها ازاى يعنى مش فاهم"
رمزى:"يعنى ملكش دعوة بيها بقى وسيبها تخلص دراستها وينتهى العقد اللى بينكم ده بقى"
ثائر:"العقد !"
رمزى:"هو انت ناسى ان فى بينكم عقد اتفاق على الجواز"
ثائر:"فى ستين داهية العقد ده مش هخلى ورقة تبعدها عنى"
رمزى:"انت عايز ايه منها بالظبط يا" ثائر" علشان انا مبقتش فاهمك خالص وجننتنى معاك"
ثائر:"ولا انا بقيت فاهم نفسى ولا عارف انا عايز ايه"
رمزى:'يعنى ايه الكلام ده بقى"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف بالرغم من اللى انا بعمله بس عايزها لما تكون معايا تبقى بضعفها مش بتمردها ده"
رمزى:"سبحان الله فى طبعك انت عايزها ضعيفة ولا قوية ولا انت عايز ايه بالظبط دلوقتى"
ثائر:" عايزها تتعامل مع الكل زى ماهى عايزة لكن معايا عايزها بضعفها باحتياجها ليها أحس انها متقدرش تعيش من غيرى"
رمزى:'غريبة ما انت كنت دايما تقول انك عايزة واحدة تعتمد على نفسها تكون صاحبة قرارات ومتفضلش تزهقك بطلباتها علشان كده انت خطبت "سيلا"
ثائر :" الكلام ده كان زمان قبل ما اقابل وتين"
رمزى:"وايه اللى اتغير لما قابلت "وتين "يا ثائر"
ثائر:"حاجات كتير اوى اتغيرت يا رمزى"
رمزى:"زى ايه بقى الحاجات دى قولى يلا انا سامعك ومعاك للاخر"
ثائر بصراح:"بقيت حاسس انى متلغبط مش فاهم حاجة بقيت دلوقتى مش عايزها تغيب عن عينى عايزها قريبة منى ومتبعديش عنى عايزها تحسسنى ان اللى بين ضلوعى ده قلب مش لوح تلج ولا حجر عايز اعرف يعنى ايه حب يعنى ايه عشق يعنى ايه لهفة وشوق "
رمزى:"كلامك ده بقى خطير يا ثائر"
ثائر:"خطير ازاى يعنى يا رمزى"
رمزى:"انت دلوقتى ابتديت تتعلق بيها والمصيبة ان حضرتك خاطب ولسه مكمل فى خطوبتك دى لاء وكمان قربتوا تتجوزوا"
ثائر:"خايف اخطى خطوة اتصدم فيها جايز تكون مش عيزانى او ان يكون فى حد تانى فى حياتها اول يوم جت فيه هنا البيت نامت فى العربية بصحيها كانت بتنادى على حد وبتقوله يا حبيبى يعنى ممكن تكون هى مشغولة بحد او بتحب حد تانى او فى واحد شاغل تفكيرها"
رمزى:'ولما هى مشغولة بحد اتجوزتك ليه"
ثائر:"مش عارف جايز لسه مشغولة باللى اسمه "أسامة" ده"
رمزى:"اسامة مين ده كمان"
ثائر بغيرة:"دا الواد اللى خاطب هيام قريبتها دى واد تحس انه فرفور وملزق كده معرفش هى عاجبها فيه ايه"
رمزى:"وايه علاقة وتين بيه"
ثائر:"اللى عرفته انه كان عايز يرتبط بيها وهى كانت موافقة بس هيام وقعت بينهم وخطبها هى ويمكن علشان كده هى وافقت تتجوزنى علشان تبعد عن اسكندرية وعنه الظاهر انها كانت بتحبه وحبت تبعد عن هناك ولقت الجواز متى فرصة علشان تهرب منه ومتشفهوش قدامها وهو بيتجوز قريبتها"
رمزى:"انت بقيت عامل زى اللى بيلف فى دايرة مقفولة اللى خطيبتك مش حاسس بحاجة ناحيتها واللى المفروض مراتك مشدود ليها بس خايف لتكون بتحب حد تانى لاء دا كده فل اوى يا ثائر وكده تمام اوى"
ثائر :"مش يمكن "وتين" تنساه و تحبنى انا يا رمزى"
رمزى:"جايز ليه لاء بس كله يتوقف على معاملتك ليها"
ثائر:"ازاى يعنى"
رمزى:"يعنى عاملها باسلوب كويس حاول تبين اهتمامك بيها عاملها بحنية خليها تشوف منك معاملة تانية"
ثائر:"بس برضه خايف تستغل ده وتزيد فى تمردها وعنادها وانت عارف انا من النوع اللى مبحبش شغل ان فى واحدة تذل واحد بسبب حبه ليها دا انا كنت ادوس على قلبى بالجزمة ولا ده يحصل ابدا وانها ييجى عليها اليوم اللى تحط فيه من كرامتى ورجولتى وان انا اتقبل ده منها تحتى مسمى الحب"
رمزى:'صدقنى لو هى حبتك هتحسسك انك ملك قلبها وانك الرجل الوحيد فى عينيها وان مفيش حد ينافسك فى مكانتك دى عندها وعمرها ما تفكر انها تقلل من شأنك قدام حد بالعكس دى هتدافع عنك قدام اى حد يقول عليك كلمة مش كويسة"
ثائر:'ممكن ده يحصل فعلا"
رمزى:"ممكن اوى ليه لاء بس تصدق انا فرحان فيك يا "ثائر" ههههه
ثائر:"فرحان فيا ليه يا اخويا"
رمزى:"علشان ابتديت تحس باللى انا حاسس بيه جايز يكون فى قلبك شوية رحمة وتقدم ميعاد ارتباطى بمريم"
ثائر:"خلاص يا "رمزى" هى تخلص امتحانات ونشوف لو هى موافقة هخليكم تتجوزوا مش لازم تستنوا لما تنهى دراسة خالص"
رمزى بفرحة:"يا قلبى ياما انت بتقولى انا كده يعنى ممكن كام شهر و"مريم" تبقى مراتى اه قلبى انا مش مصدق"
ثائر...انت هتموتلنا فيها من الأول ما تثبت ياض انت رجالة ايه دى والنبى مش عارف"
رمزى:"والنبى ما انت كمان عمال تلف حوالين نفسك بسبب وتين وتاكل فى نفسك بسببها"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف ايه اللى جرالى يا رمزى كأن انا مش أنا"
رمزى:"انا قولتلك عاملها بشوية حنان وحب وبلاش غباوة فالدنيا هتظبط ان شاء الله الستات عموما دايما بيحبوا يسمعوا كلام حلو يحسوا باهتمام اجوازهم بيهم وصدقنى الست لما جوزها يكون كويس معاها ويعاملها بما يرضى الله لو جابلها وردة كأنه جابلها العالم كله ودايما بتبقى عايزة تحس بالأمان وانها تكون واثقة ان فى سند وراها"
ثائر:"الظاهر من معرفتى ب"سيلا" افتكرت ان كل الستات بقت كده"
رمزى:"جايز "سيلا" استثناء لان برضه زى ما فى اللى عايزة يبقلها سند فى اللى عايزة ان مفيش راجل يتحكم فيها وانها عايز توصل وكل ما توصل عايزة اكتر كأنها عايزة تبقى ملكة العالم ناسية جانب مهم فى حياتها انها تبقى انثى وانا مش قصدى ان "سيلا" كده "سيلا" طبعا انت شايف هى جميلة قد ايه وطبعا مهتميه بمظهرها ومفيش فى شياكتها بس قلبها وعقلها ميعرفوش حاجة غير انها لازم تبقى سيدة اعمال ما حصلتش ده يحصل ازاى متعرفش المهم توصل والنوع الوصولى ده متعب لانه مبيشبعش كل ما ياخد عايز اكتر"
بات يفكر كيف سيكون تعامله مع تلك المتمردة الذى كان هو السبب فى تمردها فهولا يشغله الآن سوى ذلك الشعور الذى بدأ ينمو في قلبه بسبب تلك الفتاة
***
"فى منزل أسامة"
كانوا مجتمعين لتناول العشاء عندما بدأ والده يسأله عن مخططاته المستقبلية التى ينوى فعلها قريبا "
رفعت:"انت ناويت على ايه يا أسامة"
أسامة باستغراب:"ناويت على ايه فى ايه يا بابا مش فاهم"
رفعت:"فى موضوع جوازك يا ابنى هيكون ايه يعنى"
أسامة:" برضه مش فاهم ماله موضوع جوازى"
نادية:"يعنى يا حبيبى هتبتدى تجهز شقتك امتى وتشوف هتختاروا ايه فى عفش الشقة"
رفعت:"ايوة لان خطيبتك خلاص كلها كام شهر وتخلص دراسة"
أسامة ببرود:"واحنا مستعجلين على ايه الدنيا هتطير"
رفعت"ليه انت ناوى تقعد خاطبها طول العمر ولا ايه"
أسامة:"مش طول العمر ولا حاجة بس كله بأوانه وزى ربنا مايريد بقى"
نادية:'احنا مش فاهمين حاجة من كلامك ده يا أسامة وقصدك ايه بده كله"
أسامة:"مقصديش حاجة يا ماما"
رفعت:"انت بتلف وبدور على ايه ما تفهمنا انت بتفكر فى ايه متسبناش زى الأطرش فى الزفة كده"
نادية:'اوعى تكون بتفكر تسيبها يا أسامة"
أسامة:"وايه يعنى لو سبتها هو كل المخطوبين بيتجوزوا"
رفعت:"عايز تطلعنا عيال قدام الناس تخطبها شوية ولما تزهق تسيبها"
أسامة:'هو انتوا يعنى شوفتونى سبتها"
نادية:"انت من امتى وبقيت كده انت مبقتش ابنى اللى اعرفه كأنك واحد تانى انا معرفوش"
أسامة:"ده كله علشان ممكن اسيب هيام"
نادية:'علشان انت بقيت تتصرف تصرفات غريبة تيجى الاول تقولنا عايز تتجوز "وتين" ولما نروح نخطبها واحنا قاعدين تقول انا عايز اخطب" هيام" وتخطبها انتقاما من "وتين" دلوقتى عايز تسيبها بعد ما" وتين" اتجوزت "
تذكر "أسامة" كيف أصبحت "وتين" زوجة رجل آخر رجل ليس له سبيل لمنافسته لماذا لا يستطيع نسيانها لماذا كلما يحاول اقناع نفسه انها فتاة لا تستحق ان يتذكرها يجد ان قلبه رافضاً هذا الكلام الذى يقنع به عقله ولكنه مقتنع الآن ان لا يستطيع اكمال زواجه من" هيام" اراد التحدث معها بشأن فسخ الخطبة قام بالاتصال عليها
أسامة:"الو ايوة يا هيام"
هيام:"انت لسه فاكرنى يا أسامة"
أسامة"انا كنت عايز اقابلك علشان موضوع مهم عايز اكلمك فيه"
هيام:"خير موضوع ايه ده اللى عايز تكلمنى فيه"
أسامة:"مش هينفع الكلام في التليفون لازم اقابلك واشوفك"
هيام:'ماشى خليها كمان يومين علشان انا اليومين دول مش فاضية"
أسامة:"ماشى ان شاء الله سلام"
هيام:"مع السلامة"
بعد انتهاء المكالمة ظلت "هيام" تفكر ماهو الموضوع الذى يريد" أسامة" ان يتحدث معها بشأنه
هيام:ياترى هو عايز ايه منى أسامة وعايز يكلمنى فى ايه"
عايدة:"انتى بتكلمى نفسك يا "هيام" ولا ايه"
هيام:'لاء بس" أسامة "اتصل عليا قال عايز يشوفنى ويكلمنى فى موضوع مهم"
عايدة:'جايز عايز يكلمك فى ميعاد الفرح ولا حاجة"
هيام:"ادينى هشوف عايز ايه كمان يومين"
***
حاولت "وتين" إلهاء نفسها من هذا لكى تكف عن التفكير ب"ثائر' ولكن كيف السبيل الى ذلك وهى تراه امامها دائماً حتى فى أحلامها تجده دائما موجودا لاحظت" مريم" تغيرها أرادت أن تسألها مابها
مريم:"مالك يا وتين فى إيه"
وتين:"مالى فى ايه انا كويسة"
مريم:"ملاحظة انك من فترة وانتى مش على طبيعتك"
وتين:"لاء انا تمام بس جايز علشان الامتحانات قربت فمتوترة شوية"
مريم:"متأكدة ولا فى حاجة تعباكى انا دلوقتى بقيت اختك وصاحبتك وحبيبتك فقوليلى فى ايه"
وتين بابتسامة...صدقينى يا حبيبتى مفيش حاجة انا تمام"
مريم:"ماتيجى نستأذن من عمو ونروح سينما بكرة الواحد زهق من قاعدة البيت"
وتين:"وتفتكرى هيوافق ان احنا نخرج لوحدنا ونروح السينما"
مريم:"اهو هنقوله ونشوف يمكن يوافق"
وتين:"ماشى قوليله وشوفيه هيقول ايه"
مريم:"بس انتى كمان قوليله معايا يمكن نأثر عليه احنا الاتنين"
وتين بدون وعى:"هو عمك ده فى حاجة بتأثر فيه او بتأثر عليه"
مريم:"ليه بتقولى كده دا عمو حنين جدا"
وتين:"فعلا منكرش بس يمكن قاسى وصعب شوية"
مريم باعجاب:"وده اللى محليه زيادة دا فى ستات بتموت فيه بسبب شخصيته دى"
وتين بغيرة:"آه انتى هتقوليلى هو عمك بيحب خطيبته يا مريم"
مريم:"مش عارفة والله مش شايفة بينهم الحب اللى الواحد بيشوفه ده بين المخطوبين او اللى على وش جواز تحسى كأنهم اتنين داخلين صفقة يا تنجح يا تفشل"
وتين:"وهى دى تبقى عيشة"
مريم:'انتى تعرفى ان "سيلا' زى ما تكون لقت كنز ومش عايزة تسيبه او تفرط فيه"
وتين:"ازاى يعنى"
مريم:"سيلا عندها شركة بس مش هقولك انها كبيرة اوى زى شركتنا وان اللى عامل صيت لشركتها ارتباطها بعمو "ثائر" لان ليه اسم ومركز وساعات هو اللى بيمولها صفقات لشركتها وهى طبعا حابة ان يكون لها اسمها ولو على حساب اى حد"
وتين:"وعمك عارف انها كده وساكت"
مريم:"عمو من النوع اللى مبيخليش قلبه يتحكم فى تصرفاته بيحكم العقل بس"
وتين:"ودى هتبقى حياة بينهم لما يكونوا هم الاتنين عايشين مع بعض زى الآلات"
مريم:'اقولك على حاجه يا "وتين" ومتقوليش عليا هبلة"
وتين بمزاح:'قولى وانا مش هقول عليكى هبلة هقول عبيطة'
مريم:'كده ماشى يا "وتين" مش هقولك"
وتين:'لاء قولى بقى متعلقنيش وتسيبينى"
مريم:"انا نفسى انك تبقى انتى اللى مرات عمو بجد وتفضلى عايشة معانا هنا ومتسبيناش انا نفسى اشوف عمى عايش سعيد فى حياته يحب ويتحب مش يعيش مع واحدة تكلمه بالارقام والصفقات اقولك على حاجة مش هتصدقيها"
وتين:"حاجة ايه دى"
مريم:'ان عمو بالرغم من وسامته دى كلها والستات اللى عينها منه انه معرفش واحدة فى حياته غير" سيلا" بس وكمان ارتبط بيها علشان هو عاجبه تفكيرها وشخصيتها القوية زى المثل اللى بيقول اللى تعرفه أحسن من اللى متعرفوش"
وتين:"انتى عايزة تقنعينى ان عمك ايام جامعته مكنش خاربها زى اى شاب بيحب يصاحب بنات والجو ده وخصوصا انه وسيم وغنى والكلام ده كله"
مريم:"فعلا مصاحبش حد ولا كان فى حياته واحدة لما كان بابا يسأله على الموضوع ده يقوله طب هستفاد ايه لما اصاحب واحدة واضحك عليها بكلام وفى الاخر هسيبها وادور على غيرها هم برضه ولاد ناس اهلهم تعبوا فيهم فليه اكسر قلب واحدة ويييجى عليا الوقت اللى ربنا يبعتلى اللى يكسر قلبى"
استمعت "وتين" لكلام مريم بشئ من الاعجاب والتعجب ما تركيبة هذه الشخصية الغريبة كأنه يجمع جميع المتناقضات فى شخصيته
وتين:"عمك ده فعلا غريب أوى يا مريم"
ثائر:"وغريب فى ايه بقى يا وتين"
سمعت صوته نظرت خلفها وجدته واقفاً يحمل فى يده عدة حقائب ينظر اليها يرفع احدى حاجبيه من تعجبه من كلامها ظلت تنظر اليه بدون التفوه بكلمة واحدة فكلما تحاول فتح فمها للكلام و لكنها لا تجد كلمات تقولها ولكنها لا تعلم بأن حركة شفتيها الصامتة جعلته يدرك ان تلك الفتاة ستأخذه الى طريق الهلاك
مريم:"عمو ايه الشنط دى كلها"
ثائر بابتسامة:"كل سنة وانتى طيبة يا حبيبتى"
مريم:"تصدق والله ماكنت فاكرة ان بكرة عيد ميلادى"
وتين:"كل سنة وانتى طيبة يا مريم"
مريم:"وانتى طيبة يا "وتين" جبتلى ايه بقى"
ثائر:"دى حاجتك ودى حاجة وتين"
وتين باستغراب:''حاجتى انا ! بس انا مش عيد ميلادى بكرة"
ثائر:'عارف انه مش عيد ميلادك بس مش معنى كده ان مجبش ليكى هدية زى مريم"
وتين باستفزاز:" اه افتكرت ان انا زى" مريم" عندك ولازم اللى تجبهولها تجبلى زيه"
ثائر:" ودى حاجة مضيقاكى يا وتين"
ارادت القول انها حقا لا تريد تلك المعاملة التي يتعامل بها مع ابنة أخيه هى تريد معاملة من نوع آخر تريد الاقتراب أكثر منه تريد ان تغفو على صوت نبضات قلبه تريد ان يكون اول ما تراه عينيها عندما تفيق من نومها تريد ذلك القلب الذى علمت للتو انه ربما لم تسكنه أنثى من قبل
فتحت "مريم" و"وتين" الحقائب كانت عبارة عن فستانين بمشتملاتهم وايضا لكل منهم قلادة عبارة عن قلب يتوسطة زمردة جميلة اتسعت عيونهم من جمال تلك القلادتين
مريم:"الله ايه السلسلة الجميلة دى يا عمو"
ثائر:"عجبتك يعنى يا حبيبتى"
مريم:"دى تهبل يا عمو ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارب"
ثائر:'ولا منك يا حبيبتى عجبتك يا وتين"
وتين بانبهار:"انا اول مرة اشوف حاجة بالجمال ده انا متشكرة جدا"
ثائر:"بكرة ان شاء الله عايزكم تلبسوا الفساتين دى علشان هنخرج نتعشى برا "
مريم:'احنا التلاتة بس"
ثائر:'لاء رمزى جاى معانا او بالاصح هو اللى عازمنا على العشا"
وتين:"احنا النهاردة كنا هنطلب منك نروح سينما بكرة"
ثائر:'مفيش مشكلة نروح سينما وبعدين نروح نتعشى"
مريم:'دا احلى عيد ميلاد ده ولا ايه"
ثائر:"مبسوطة يا مريم"
مريم بفرحة عارمة:"دا انا هموت من الانبساط ياعمو"
كانت تختلس النظرات له من حين لآخر ولا تجد ما تقوله فهو يجعلها تطير لسابع سماء ثم يجعلها تهبط لسابع أرض بمجرد كلمة ينطقها فهو بات يحيرها فكيف السبيل الى فهمه.اخذت كل من هن هديتها وذهبت الى غرفتها تتبعها نظراته وهى تتهادى فى مشيتها بتلك الخطوات الهادئة وتبتسم ل"مريم" تلك الابتسامة التى عندما يراها يشعر بنيران تشتعل بداخله تلتهم قلبه وتحرق اوردته التى صارت صارخة باسمها الآن فهو ان لم يسيطر على تلك الانفعالات ربما سيصل به الأمر إلى مرحلة هوس الامتلاك سيجعلها ملكه راغبة او معترضة فلن ينعم أحد غيره بالنظر اليها اوالاقتراب منها فهى ستكون له ولن تكون لسواه .افاق من حديثه مع نفسه متعجباً من كل تلك الافكار التى تراوده بشأنها فمنذ متى وهو هكذا تمتلكه رغبة الاقتراب من اى انثى كانت ولكنها ليست اى انثى فهى زوجته فياله من مسمى جعل تلك الابتسامة الجذابة ترتسم على شفتيه بالتزامن مع ضربات قلبه الجنونية
***
كان وضع خطته التى ستكون سبب دمار " ثائر العمرى" وهى التخلص من إبنه اخيه تلك الفتاة التى يعلم الجميع من تكون بالنسبة له فهو سيمحى اى احد يفكر فى ايذاء تلك الذكرى المتبقية من اخيه الراحل لذلك هو يريده ان يحترق قلبه ايضا على تلك الفتاة مثلما احترق على أبيها ثم سيمحيه هو ايضا من الوجود وكأنه على تصميم بجعل اسم عائلة ( العمرى) ينحدر وينحسر ولا يبقى احد منهم
" المرة دى مش عايز غلطة انتوا فاهمين "
الحارس:" بس يا باشا دى مبتخرجش لوحدها لو خرجت هو بيبقى معاها ولو راحت الكلية بيبقى السواق معاها بيوديها ويجيبها وهى من البيت للجامعة مش بتخرج فى اى حتة تانية الا اذا كان عمها معاها وانت عارفه اخر مرة ضرب الراجل بتاعنا وكسرله ضلعين وهو بس كان فاكر انه بيعاكسها دا لو كان عرف انه كان ممكن يقتلها كان زمانه خلص عليه"
" انا مش جايبك علشان تذكرلى محاسنه بسلامته انا عايز اشوف فعل انا مش مشغل معايا شوية اغبياء"
الحارس:" والله يا باشا بنفذ كل كلامك بالحرف بس مش عارف عمها ده بيطلع منين ذى ما يكون عارف احنا بنفكر فى ايه دايما يكون حاضر فى الوقت اللى هى بتكون فيه فى خطر"
" وايه اخبار البت اللى جت عاشت معاهم دى كمان عرفتوا حاجة عنها"
الحارس:" انت يا باشا بتقول انك عرفت انها قريبته احنا منعرفش حاجة تانية غير كده"
" والله يعنى انا اللى اعرف واجيب الاخبار وانتوا مبتعملوش حاجة كويس ان انا مبعتمدش عليكم انتوا بس يا شوية اغبياء"
الحارس بخوف:" اؤمر يا باشا اللى هتقول عليه هنفذه بالحرف الواحد"
" وهى خارجة من الكلية قبل ما تركب عربيتها تكون مجهز واحد يخبطها بالعربية"
الحارس:" طب ما ممكن نضربها بالرصاص"
" تضربها بالرصاص يا غبى فى مكان عام زى ده انا عايز الموضوع يبان انه حادثة مش حاجة متخططة"
الحارس:" أوامرك يا باشا ننفذ بعد بكرة علشان بكرة اجازتها من الكلية"
" ماشى ولو حصل غلط المرة دى قول على نفسك يا رحمن يا رحيم"
سمع الحارس هذا الكلام ابتلع ريقه بخوف فهو اذا اخفق فى تنفيذ كلامه سيرسله هو الى الجحيم سريعاً وبدون تردد
***
تجلس على تلك الارجوحة مغمضة العينين تشعر باهتزاز جسدها من حركة الارجوحة المستمرة لم ترى ذلك الذى يقف على مسافة ليست ببعيدة يتأمل تلك الملامح القاتلة والتى ربما ستكون بوابة عبوره الى جحيم الغيرة اذا صح ظنه وكانت تحب أحد آخر او ربما ما زالت تفكر فى ذلك الشاب المدعو " أسامة"الذى كرهه منذ ان رأه فتحت عيناها اعتدلت فى جلستها تنظر اليه باستغراب لماذا ينظر اليها بهذه الطريقة؟
وتين:" حضرتك بتبصلى كده ليه فى حاجة"
ثائر:" لاء مفيش "مريم" فين"
وتين" دخلت البيت علشان تجيب حاجة تاكلها"
ثائر:"آه متنسيش النهاردة هنخرج نحتفل بعيد ميلاد مريم"
وتين:" مش ناسية حضرتك وفاكرة"
ثائر:" عجبتك الهدية والفستان حلو ولا مش عاجبك"
وتين باقتضاب:" كويس شكرا لكرمك"
ثائر باستفزاز:" الشكر لله وانا قولتلك انتى زيك زى مريم عندى يا وتين"
وتين بغيظ:" اه عارفة يا عمو"
ثائر باندهاش:" عمو"
وتين باستفزاز قوى:" مش بتقول انا زى" مريم "يبقى لازم اقولك يا عمو زى هى ما بتقولك عن اذنك بقى يا عمو علشان اشوف هعمل ايه علشان بالليل نخرج نتفسح يمكن ربنا يرزقنى بعريس حلو كده وتجوزهولى"
قالت ذلك ارادت الذهاب وجدته يجذبها من يدها بقوة مرة واحدة حتى ارتطمت بصدره وقفت مذهولة بسبب قوة قبضة يده على معصمها الذى كان على وشك تحطيم عظامه ينظر اليها نظرات جحيمية تنبعث من عيناه جازاً بقوة على أسنانه يتحدث بنبرة صوت تحمل غضباً شديداً
ثائر:" انتى عايزة تتجوزى يا آنسة وتين"
وتين باستفزاز:" مش انت اللى كنت بتقول لما احب حد هننفصل وهتجوزهولى مش هو ده اتفاقنا ولا انت نسيت العقد اللى بنا والى حضرتك كاتب فيه شروط العبودية بتاعتى يبقى خلاص انا ربنا يكرمنى بحد كويس كده يعجبنى واخلص من العقد ده واعيش زى البنى ادمين الطبعيين"
ثائر بغيظ:" ومين ده بقى اللى عاجب الآنسة مراتى"
وتين بابتسامة سخرية:" مسيره هييجى بس انت بتقول انامراتك! تصدق انا كنت اصلا ناسية الحكاية دى خالص يا..عمو "
ثائر:" ناسية! مفيش مشكلة انا عندى استعداد افكرك واخليكى متنسيش الحكاية دى أبداً ولا تنسى انك مراتى”
عندما اراد الاقتراب منها لمح خروج ابنة اخيه اليهم وهو يقسم انه اذا لم تحضر " مريم " فى تلك اللحظة كان سيتصرف معها بطريقة أخرى تلك الطريقة التى ستجعلها "وتين ثائر العمرى" حقاً وليس مجرد حبراً على الورق وستظل تتذكر ذلك لما تبقى من عمرها
حضر "رمزى" الى المنزل مرتديا ملابس أنيقة جدا فاليوم ذكرى مولد حبيبته ويريد ان يجعله يوما مميزا لها كان "ثائر" ايضا يحرص على ان يكون يوماً مميزا لابنة أخيه فهو يشعر الآن بالسعادة بسبب خروجها من عزلتها وكل هذا بسبب تلك الفتاة التى ساعدتها على تحسن حالتها النفسية ولكن اوصلته هو إلى حالة اسوء بسبب تلك البراءة التى تمتلكها والتى ستكون السبب فى تحطيم كل حصونه المنيعة فتلك الحصون بدأت بالتصدع وقريبا ربما تتحطم وتنهار بشكل كامل
كانت كل من "وتين" و"مريم" فى غرفتها تنتهى من ارتداء تلك الملابس التى اهداها لهم "ثائر" فكانت الملابس متشابه باختلاف اللون فستان "مريم" باللون النيلى وفستان" وتين' باللون الوردى
نظرت الى نفسها فى المرآة بعد ان انتهت سحبت القلادة من علبتها الخاصة بها وارتدتها فهى اول مرة ترتدى شئ ثمين كهذا وليس من اى أحد فهى هدية من زوجها ابتسمت لنفسها فى المرآة فمن يراها لا يصدق انها هى نفسها "وتين" تلك الفتاة التى عانت الامرين بعد موت والديها ولكن اراد الله ان يجعل" ثائر" منقذها من كل هذا ولكنها عندما تذكرت ان اقامتها هنا اقامة محددة وان زواجها منه مجرد جواز شكلى وجدت نفسها تبكى بمرارة على حالها وضعت يدها على وجهها وبكت هل سيأتى يوم وتغادر هذا المنزل هل سيأتى يوم ويكون "ثائر" ذكرى فى حياتها فهى كيف ستتحمل ذلك؟ كيف تتحمل ان لا تسمع صوته حتى وان كان غاضباً ان لا ترى وجهه حتى وان كان عابساً؟ سمعت طرق على الباب ظنت انها "مريم"
وتين بدموع: "ادخلى يا مريم الباب مفتوح"
انفتح الباب ولكن الطارق لم يكن سوى "ثائر" استغربت وتين لماذا اتى الى غرفتها لماذا اتى اليها الآن و هو بتلك الجاذبية المهلكة لقلبها واعصابها بتلك الوسامة التى باتت تلعنها فبمجرد رؤيته يغلبها الشوق والحنين؟ فمسحت دموعها سريعا ولكنه لمحها
وتين:"ايوة فى حاجة حضرتك عايز حاجة خير"
ثائر:"وتين انتى كنتى بتعيطى ولا ايه"
وتين بتوتر:"لا ابدا وهعيط ليه ايه اللى يخلينى اعيط يعنى مفيش حاجة"
ثائر:"انتى بتكذبى عليا يا "وتين" ولا على نفسك"
وتين بقلة حيلة ونبرة حادة:''حضرتك عايز ايه دلوقتى هو انت واقفلى على الواحدة بتعد عليا حركاتى ناقص تعد عليا انفاسى اللى بتنفسها كمان حتى لما اعيط تقولى بتعيطى ليه هو ممنوع ان اعيط كمان حرام يعنى ولا ايه"
ثائر بعصبية:"انتى مش ملاحظة انك بقيتى حادة في كلامك معايا اوى يا "وتين" ولسانك بقى طويل أوى ومش عاملة احترام لحد"
وتين:"ماهو انت السبب فى اللى انا فيه عياط مش عايزنى اعيط لو حد كلمنى تزعقلى وتقولى ردى عليه تقولى يا جبانة انتى معندكيش شخصية انت عايز منى ايه بقى حرام عليك سيبنى فى حالى انت مفيش حاجة تشغلك عنى وترحمنى بقى انت دلوقتى زعلان من حدتى فى الكلام ولسانى الطويل مش هو ده اللى انت عايزه وانا مقدرش ازعلك وخلاص هو ده هيبقى اسلوبى من هنا وجاى خلاص "وتين" لعبتك خلاص قطعت خيوطها ومش هتسيبك انت او غيرك يضايقها بعد كده خلاص"
كانت تتحدث بسرعة حتى انها لا تلتقط انفاسها كأنها تريد ان تبوح بما داخلها والا وصلت الى حافة الانهيار لم يعلم ان وصل بها الأمر الى هذا الحد من التمرد
ثائر بتأثر"وتين انتى بتكرهينى علشان اللى بقولهولك ده بتكرهينى علشان كنت عايزك تبقى قوية قولى يا وتين"
لم تنطق بكلمة فماذا تقول له ؟هل تقول انها لاتحبه فقط بل تعشقه؟ هل تقول انها اصبحت لا تتمنى شئ فى حياتها سواه هو؟ هل تقول انها لا تتمنى الا ان تكون بين ذراعيه حتى تفارق الحياة؟
ثائر بحدة:"ردى عليا انتى بتكرهينى قوليلى انتى عايزة ايه بالظبط يا وتين علشان ابقى عارف"
حسناً فهى لن تستطيع كتمان أمرها أكثر من ذلك وجدت نفسها تخبره بما تريده بصوت اشبه بالصراخ
وتين بانفعال قوى"عيزاك انت انت يا "ثائر "ومش عايزة حاجة تانية فى حياتى عايزة قلبك عايزة اكون ملكك انت مش ملك اى حد تانى"
ثائر:"عيزانى انا ليه يا وتين"
وتين بعاطفة قوية:"علشان بحبك"

رواية دمية في يد غجري الفصل الثالث عشر بقلم سمسم

لم تنطق بكلمة فماذا تقول له هل تقول انها لاتحبه فقط بل تعشقه ؟ هل تقول انها اصبحت لا تتمنى شئ فى حياتها سواه هو؟ هل تقول انها لا تتمنى الا ان تكون بين ذراعيه حتى تفارق الحياة؟
ثائر:"ردى عليا انتى بتكرهينى قوليلى انتى عايزة ايه بالظبط يا "وتين" علشان ابقى عارف"
حسناً فهى لن تستطيع كتمان أمرها أكثر من ذلك وجدت نفسها تخبره بما تريده بصوت اشبه بالصراخ
وتين بانفعال قوى:"عيزاك انت انت يا" ثائر" ومش عايزة حاجة تانية فى حياتى عايزة قلبك عايزة اكون ملكك انت مش ملك اى حد تانى"
ثائر:'عيزانى انا ليه يا وتين"
وتين بعاطفة قوية:"علشان بحبك"
ثائر:"وتين وتين انتى روحتى فين مالك مسهمة كده ليه بكلمك مبترديش"
فاقت من تخيلاتها على صوته يحدثها فتصريحها له بحبها لم يكن سوى حلم من مخيلتها افاقت منه على صوته ينادى باسمها
وتين:"ها انت كنت بتقول ايه معلش ماخدتش بالى اصل سرحت شوية"
ثائر:"كنت بسألك بتعيطى ليه يا وتين ايه اللى مضايقك"
وتين:"لا ابدا مفيش حاجة بس افتكرت اهلى فعيطت دى كل الحكاية"
ثائر بعدم اقتناع :" انتى متأكدة من الكلام ده يا وتين"
وتين بتعب:"ايوة مش يلا بينا احسن ما نتأخر على" مريم" و"رمزى" علشان الصراحة انا مش فيا حيل اناهد واجادل معاك علشان انت مبتقتنعش بسهولة وانا دماغى وجعانى"
ثائربغيظ:" دماغك وجعاكى! ماشى يلا بينا ولينا كلام تانى مع بعض"
وتين:" لا تانى ولا تالت هو انت ليه لما اقولك على حاجة مبتصدقش وتفضل تزهق فيا لحد ماهتجبلى انهيار عصبى"
ثائر بنصف ابتسامة وبرود:" الف سلامة عليكى من الانهيار العصبى يا" وتين" هو انا يرضينى برضه ان يجيلك انهيار عصبي لاء متقوليش كده"
وتين بنفاذ صبر:" الصبر من عندك يارب"
ثائر ببرود:" مش يلا يا آنسة وتين"
هبطوا الى الأسفل وجدوا "مريم" و"رمزى" بانتظارهم
رمزى:" ايه يا عمنا ده كله بتلبس انا قربت انام وانا قاعد"
ثائر:" خلاص جيت اهو يا اخويا بس ايه الشياكة دى كلها"
رمزى:" ليه حد قالك عليا ان انا معفن ولا ايه دا انا مفيش فى شياكتى اتنين"
مريم:" ايوة افضلوا اتكلموا على ما نوصل السينما يكون الفيلم خلص"
ثائر:" علشان خاطرك انتى بس يا حبيبتى"
مريم بابتسامة:" تسلميلى يا عمو ياقمر انت"
وتين فى سرها:" أمر بالستر الله يسامحه على اللى بيعمله فيا"
ذهبوا جميعا الى السينما قام "رمزى" بشراء التذاكر فاقترحت "مريم "على "وتين" ان يذهبوا لشراء الفشار ذهبت "وتين" معها وظل "ثائر" مكانه حتى عاد اليه" رمزى"
رمزى:''هم راحوا فين "مريم" ووتين"
ثائر:" راحوا يشتروا فشار"
مريم:" احنا جينا اهو مش يلا بينا ولا ايه"
ثائر:"يلا يا حبيبتى"
عندما تسمع منه هذه الكلمة تسأل نفسها كيف سينطقها لمحبوبته فهى تسمعه يقولها لابنة اخيه بما يكنه من حب وخوف لابنة اخيه فما بال عندما ينطقها للمرأة التى ستكون زوجته حقاً .فربما عندما يتزوج من "سيلا' سيمطرها بوابل من عبارات الغزل التى ستخرج منه تتمكن من حواسها فهى لا تصدق ان يمكن ان تظل" سيلا"
ببرودها هذا كثيرا وخاصة اذا توود لها رجل مثله.فلو تبادلت الأدوار واصبحت هى حقاً زوجته وتسمعه يخبرها بكل تلك العبارات التى تسمع عنها فربما ستسقط صريعة الهوى
جلست "وتين" و"مريم" بين" ثائر "ورمزى "وتين" بجانب "ثائر" و"مريم" بجانب" رمزى' بدأ عرض الفيلم على تلك الشاشة الكبيرة وساد الصمت وانطفأت الأنوار اندمجت "وتين" فى مشاهدة الفيلم لدرجة انها بدأت اكل الفشار وبدأت تضع منه فى فم" ثائر" بدون وعى منها وبدون انتباه كان مستمتعا بذلك ويبتسم من حين لاخر فربما هى تظن انها تضع الفشار فى فم" مريم" ولكنه تمنى ان لا تلاحظ ذلك وتظل هكذا يشعر بملمس اصابعها على شفتيه التى جعلته يغمض عينيه من وقت لاخر فمالها تلك الفتاة كأنها اصبحت تتفنن فى ارسال تلك التيارات الحارقة فى قلبه وجسده ولكن ضغط بأسنانه بدون قصد منه على أطراف اصابعها فصدر عنها أنين خافت
وتين بوجع:"اااه ايدى يا مريم انتى هتاكلى ايدى حرام عليكى"
مريم بصوت منخفض:"هو انا عملت حاجة فيكى يا وتين"
وتين:"بأكلك فشار تقومى تعضينى"
مريم:"فشار ايه انتى مأكلتنيش حاجة"
وتين:"لا والله انا عمالة اكلك فشار بقالى شوية"
مريم:"احلفلك ان مكلتش حاجة حضرتك كنتى بتأكلى عمو ثائر"
فتحت عيناها على وسعهما كيف لم تلاحظ ذلك نظرت بهدوء جوارها وجدته يبتسم لها شعرت بأن وجهها اصبح شديد الاحمرار من فرط خجلها
ثائر:"انتى مالك فى ايه"
وتين:"انت سايبنى ااكلك وانا فكراك مريم"
ثائر بابتسامة جذابة:"هو فى حد يلاقى حد يأكله ويقول لاء ما تكملى جميلك بقى واعتبرى انك معرفتيش انه انا واكلينى فشار"
وضعت "وتين" الفشار بين يديه وهى تريد معجزة تنقذها من هذا الاحراج ومن كلامه الذى تسمعه منه لاول مرة منذ معرفتها به
ثائر بغيظ:"بقى كده انا اللى غلطان ان عضيت صوابعك"
انتهوا من مشاهدة الفيلم خرجوا من السينما فى طريقهم الى المطعم الذى سيتناولون فيه العشاء
رمزى:"يلا بينا على المطعم بقى انا حاجزلكم فى مطعم راقى جدا حكاية"
ثائر:"والله تلاقيك فى الآخر عازمنا على عربية فول ولا كبدة فى الشارع"
رمزى:"عيب عليك يا صاحبى انا اعمل كده دا انا "رمزى" برضه"
مريم:"هتودينا فين بقى يا رمزى"
رمزى بحب وبهمس:"هوديكم مكان جنة يا حوريتى"
ثائر:"حبيبى خف ها واحترم نفسك بقى احسن ما اضلملك الليلة دى ها"
رمزى بغيظ:"انت بتطلعلى منين نفسى اعرف"
وتين بابتسامة:"استهدوا بالله ويلا نشوف هنروح فين بلاش خناق"
رمزى:"علشان خاطرك انتى و"مريم" بس يا وتين"
ثائر:"انت هتمشى ولا اخدهم واروح أحسن انت رغاى ومش هتخلص فى يومك"
رمزى:"يلا بينا يا غجرى"
ثائر:"والله لولا ان النهاردة عيد ميلاد مريم ومش عايز ازعلها كنت خليتك تبات النهاردة فى المستشفى"
مريم باندفاع:"بعد الشر عليه"
رمزى بابتسامة:"تسلميلى يا مريم"
وصلوا الى المطعم فكان حقا مكان راقى جدا جلسوا على الطاولة المحجوزة لهم تناولوا العشاء وبعد الانتهاء لاحظوا قدوم احد الجرسونات يحمل بيده قالب حلوى به صورة ل"مريم" بمناسبة عيد ميلادها
مريم بفرح:"ايه ده وكمان تورتة"
رمزى...دى اقل حاجة علشانك يا "مريم" كل سنة وانتى طيبة"
مريم:" وانت طيب وتسلم يا رمزى"
ثائر:"من امتى الحركات الشيك دى"
رمزى...هو انت بتدينى فرصة اعمل حاجة انا ييجى منى وربنا بس ادينى انت فرصتى بس وهوريك العجب"
وتين:"كل سنة وانتى طيبة يا مريم"
مريم:" وانتى طيبة يا "وتين" وتسلمي يا حبيبتي"
قامت "مريم "بتقطيع قالب الحلوى بابتسامة مشرقة وقلب يتراقص من الفرحة فهى الآن سعيدة جدا
بعد الانتهاء ارادت "مريم "و"وتين" الذهاب إلى الحمام
وتين بهمس:"مريم تعالى نروح الحمام"
مريم:'ماشى يلا بينا"
ثائر:"انتوا رايحين فين"
مريم:"هنغسل ايدينا وجايين يا عمو"
ذهبت "مريم" و"وتين" لاحظ "ثائر" ان هناك شابين ينظرون اليهم عقد حاجبيه ولاحظ ايضا انهم ذهبوا خلفهم
ثائر:"رمزى قوم"
رمزى:" نقوم نروح فين فى إيه اللى حصل"
ثائر:"فى شابين شكلهم كدا ماشيين ورا "مريم" ووتين"
رمزى:"ايه نهارهم مش فايت"
تتبع "ثائر" هذان الشابان وجدهم يدخلون الحمام الرجالى استمع هو و"رمزى" الى كلامهم
الشاب الاول:" شايف القطتين اللى كانوا قاعدين دول"
الشاب الثانى:"اااه حاجة تهبل الاتنين يتاكلوا اكل"
الشاب الاول:'يلا بينا نستناهم قبل ما يرجعوا للتربيزة بتاعتهم يمكن الصنارة تشبك"
الشاب الثانى:''بس هم كانوا قاعدين مع اتنين ليكونوا اجوازهم"
الشاب الاول:"انا بصيت فى ايدهم كويس مفيش دبل ولا حاجة ممكن يكونوا قرايبهم"
الشاب الثانى:"ماشى يلا بينا دا احنا هنتسلى والا البت اللى لابسة فستان وردى دى يخربيت جمال امها بعنيها اللى بتلمع زى عينين القطط
الشاب الاول:"تبقى حلال عليك اخد انا البت التانية هى حلوة اوى هى كمان دول حاجة عظمة أوى تفتح النفس المقفولة"
استمع كل من "رمزى "وثائر" لكلام هذان الشابان ابتسم "ثائر" ابتسامة خبيثة تحمل نوايا شريرة حسناً هل ينوى هذان الشابان التطاول على زوجته وابنه أخيه فليعلمهم درس صغيرا لن ينسوه علم "رمزى" علام تدل تلك الابتسامة قام "ثائر" بخلع جاكيته وقام بثنى اكمام قميصه وخلع ساعته اعطاهم لرمزى
ثائر:" استعنا على الشقا بالله "
رمزى:'انا اهو بقولهالك لاول مره انا عايزهم شاورما"
ثائر:"بس كده وهجبلك معاهم بطاطس محمرة وكانز علشان تهضم"
رمزى:"يلا يا بطل وانا هراقبلك الجو هنا ومش هخلى حد يدخل لحد ما تخلص واقفل الباب وراك"
دخل "ثائر "ومن سوء حظ هذان الشابان انهم بمفردهم فى الحمام اغلق الباب خلفه استند عليه يضم ذراعيه على صدره تعجب الشابان من تصرف "ثائر" ولماذا ينظر اليهم بهذه الطريقة
ثائر:"كنت بتقول ايه يا حبيبى انت وهو بقى مين القطتين اللى عجبونكم دول"
الشاب الاول:'انت مين انت وبتتكلم كده ليه"
ثائر:'انا عمو يا حبيبى متخافش انا هعرفكم غلطكم بس"
الشاب الثانى:"انت مجنون ولا ايه وعايز ايه وقفلت الباب ليه"
ثائر:"انا بس قفلته مش عايز حد يقطع علينا لحظتنا الحلوة دى انا وانتم"
الشاب الاول:'انت عايز مننا ايه وتقصد ايه بكلامك ده"
ثائر:"هتعرف دلوقتى انا اقصد ايه"
هجم "ثائر" عليهم يناولهم من الصفعات والضربات مماجعلهم غير قادرين على الحركة فكلما يتذكر ان هذا الشاب الذى بين يديه كان يمدح جمال زوجته وخاصة عيناها يزيد فى ضربه أكثر فلا يحق لاحد النظر الى تلك العينان سواه كان "رمزى" بانتظاره خارج الحمام لاحظ قدم احد الاشخاص
رمزى:'حضرتك رايح فين"
الرجل :"هدخل الحمام"
رمزى:" للأسف الحمام هنا فى مشكلة كبيرة والسباك جوا بيصلحها فحضرتك فى حمام فى الدور التانى ممكن تدخله"
الرحل:"اه ماشى شكرا"
انصرف ذلك الرجل وجد "رمزى" "ثائر" يخرج من الحمام بعد ان قام بغسل يده ووجهه بعد العراك
رمزى:"عااااااش يا وحش ادى الهمة ولا بلاش"
ثائر:"هات الجاكت والساعة زمان "مريم" و"وتين" بيدوروا علينا"
ارتدى ساعته وجاكيته وعادوا الى الطاولة كأن شئ لم يحدث
وتين:'انتوا كنتوا فين ده كله"
ثائر:'كنا فى الحمام"
مريم:"انتوا اتأخرتوا هناك اوى ليه كده"
رمزى:"خلاص احنا جينا اهو مش يلا بينا بقى نمشى ولا ايه"
مريم:"بسرعة كده مش هنقعد شوية"
رمزى:" ماهو قبل البوليس ما ييجى ونقضى بقية الليلة فى القسم"
وتين باستغراب:'بوليس ايه وقسم ايه"
ثائر:"ولا حاجة "رمزى' بيحب يهزر بس كفاية كده ويلا بينا نروح'"
عادوا الى المنزل دخلت "مريم" و"وتين" نادى "رمزى" على" ثائر"
رمزى:'ثائر انت مش ناوى تقول لمريم بقى حرام عليك انا استويت"
ثائر:'ياعم هقولها دا انت زنان اوى"
رمزى:"ما تخلص يا عم بقى ايه ده هتفضل معذبنى كده كتير'
ثائر:"خلاص هكلمها ماشى"
رمزى:"اما اشوف ولو وافقت تخلص امتحان ونتجوز ماشى انت فاهم ولا لاء"
ثائر:'انت كمان بتأمرنى يا حيوان"
رمزى:"حيوان! انت بتشتمنى يا غجرى يا شوارعى"
ثائر:"بقى كده طب متخلنيش احلف انك مش هتشوف ضفر مريم الا لما تخلص دراستها خالص"
رمزى:'اهون عليك يا "ثائر "يا حبيبى دا انت برنس والله برنس"
ثائر:'دلوقتى بقيت برنس ما كنت غجرى وشوارعى من شوية"
رمزى:"ما تاخدش على كلامى خالص ماشى يا حبيبى"
ثائر:"ماشى يلا غور روح نام ورانا شغل الصبح"
رمزى:" حاضر هغور كاتك نيلة فى شكلك"
ثائر:" يلا يا جزمة من هنا"
رمزى:''تصبح على خير"
ثائر:"وانت من اهله"
انصرف رمزى دلف "ثائر" الى المنزل وجد كل من" مريم" و"وتين" ذهبوا الى غرفهم قام بالدق على باب غرفة" مريم"
ثائر:"مريم انا عمو ادخل"
مريم:"ادخل ياعمو"
فتح "ثائر" الباب ودلف الى الغرفة جلس على اريكة موضوعة في الغرفة طلب منها ان تجلس بجواره
ثائر:"تعالى يا مريم اقعدى جنبى عايز اكلمك فى موضوع مهم"
مريم:"خير يا عمو حصل حاجة"
ثائر:"لاء يا حبيبتى متخافيش كده دى حاجة تخصك"
مريم:"خير قول انا سمعاك"
ثائر:"رمزى طلب ايدك منى رأيك ايه"
سمعت "مريم" ذلك هرب الكلام منها شعرت بتزايد دقات قلبها فهل حقا "رمزى" طلبها للزواج
مريم بكسوف:"عمو انت بتقول ايه"
ثائر:"اللى سمعتيه يا مريم ها اقوله ايه علشان هو قرفنى الصراحة من كتر الزن"
مريم:"اللى حضرتك تشوفه"
ثائر:"انا عايز اعرف رأيك لان مش انا اللى هتجوزه انتى موافقة"
هزت رأسها علامة الموافقة بدون ان تنطق حرف واحد
ثائر بابتسامة:" ماشى الف مبروك يا حبيبتى"
مريم:"الله يبارك فيك وتسلملى يارب"
ثائر:'يلا انتى نامى وارتاحى تصبحى على خير"
مريم:"وانت من اهله يا عمو"
بعد خروجه من الغرفة واغلق الباب خلفه ظلت "مريم" تقفز من شدة فرحتها فاليوم اجمل يوم بحياتها فاليوم عيد ميلادها وايضا "رمزى" طلب يدها للزواج"
خرج من غرفة "مريم" صعد متجه الى غرفته ولكن نفسه اغرته بالطرق على باب غرفة "وتين" فهو يريد ان يراها قبل نومه وبالفعل سبقته يده فى الطرق على الباب قبل ان يقنعه عقله ويذهب إلى غرفته
وتين:"ايوة مين اللى بيخبط"
ثائر:"انا ثائر"
وتين:" آه ثوانى بس"
قامت سريعا بارتداء اسدالها بعد ان كانت ترتدى ملابس للنوم قامت بفتح الباب رأته بتلك الطلة الجذابة التى تشعرها بانفلات قلبها من بين ضلوعها
وتين:"ايوة فى حاجة"
ثائر:"لاء بس كنت عايز اقولك تصبحى على خير"
وتين:"وانت من أهله"
سمعت "وتين" رنين هاتفها ذهبت للرد عليه اراد معرفة من يتصل بها فى هذا الوقت فدخل خلفها رأت "وتين" رقم لا تعرفه
وتين:'الو مين"
ولكنها لا تسمع رد على الطرف الآخر فقامت بغلق الهاتف
ثائر:"مين ده اللى بيتصل عليكى فى الوقت ده"
وتين:"مش عارفة محدش بيرد جايز نمرة غلط"
ثائر بهجوم:'نمرة غلط ! "
وتين:'ايوة وفيها ايه دى عمر ما حد رن عليك من نمرة غلط"
ثائر:"لما تلاقى رقم غريب ماترديش تانى انتى فاهمة"
وتين:"ما يمكن يكون فى حاجة حصلت علشان كده برد لكن لو حد بيستظرف بعمله بلوك ثم ان حضرتك بتكلمنى ليه كده انا حرة اعمل اللى اعمله انت ملكش تحاسبى"
امسكها من ذراعها ضغط عليه بقوة وهو يجز على اسنانه من الغيظ بسبب سلوكها وأسلوبها فى الرد عليه
ثائر:"اتكلمى معايا عدل احسن ليكى يا" وتين" واعرفى انتى بتكلمى مين انتى فاهمة ولا مش فاهمة"
وتين بتحدى:"سيب دراعى انت وجعتنى انت هتستقوى عليا علشان ربنا رزقك بشوية قوة و عضلات "
ثائربغضب:"صدقينى لو محترمتيش نفسك فى الكلام مش دراعك بس اللى هيوجعك يا وتين وهندمك ندم عمرك"
وتين:"انت قصدك ايه بكلامك ده"
ثائر:'قصدى انك تعرفى انتى بتتكلمى مع مين علشان متجبيش لنفسك الكلام والمشاكل"
وتين باستهزاء:"حاضر ياعمو ولا أقولك يا "ثائر" بيه "
ثائر:"برضه بتستهزئى بكلامى يا وتين"
وجد نفسه يقترب منها يحيط وجهها بين يديه يقتص من تلك الشفاه الساخرة شعرت بأنه سحب انفاسها اصابت حواسها الشلل فهو كأنه يعاقبها ولكن تحول العناق من عقاب الى لهفة وشوق فازداد قربه منها بشكل لم يحدث من قبل وجدت نفسها تضع يديها حوله تهمس بإسمه من شفتيها فهو اول مرة يسمع منها اسمه بهذه الطريقة
وتين بهمس مرتجف:"ثائر"
ظل "ثائر" يعانقها بقوة فهو لا يريد افلاتها من يده اراد ان تظل هكذا تردد اسمه بهذا الهمس المرتعش من شفتيها
خفض يده من على وجهها وضع احدى يديه حول خصرها والاخرى خلف عنقها كأنها غضن شجرة ربما سيقتلعه من مكانه اذا هى تحدته فى تلك الحالة المتيمة التى أصبح عليها ولكنها لم تفكر فى الاساس ان تتحداه فقلبها كان يخفق بين جدران قلبها كطائر حبيس بانتظار الخروج والخلاص حتى انها لم تشعر به يرفعها باحدى يديه من على الأرض حتى تصل الى مستواه فهى اتضح انها قصيرة او انه هو فارع الطول أكثر كانت قدميها لا تلامس الأرض وهى واضعة يدها حول عنقه تغرز اصابعها فى شعره الكثيف تلك الحركة التى زادت من جنونه أكثر وتلك الغمغمات التى تصدر منه تحرق بشرتها فهى الآن باتت تحت رحمته وهيمنته وربما سيتطور الأمر أكثر من ذلك ولكن العقل كأنه فى سبات عميق لا يسعفهم بشئ ولكن ربما عاد التعقل الآن و تذكرت انه لايجب ان يفعل ذلك ويجب ان تبتعد عنه حالا فقامت بدفعه فى صدره حتى تستطيع ابعاده عنها
وتين:"بس ايه اللى انت بتعمله ده ابعد عنى اتفضل اخرج برا برا"
ثائر بأنفاس مقطوعة:"انا مش هحذرك تانى يا وتين انا اه مش عايزك تبقى ضعيفة بس بلاش تتمردى عليا انا ماشى والا العقاب المرة الجاية هيندمك"
قال ما لديه خرج من الغرفة صافعا الباب بقوة لدرجة ان "وتين" اهتز جسدها من شدة الصوت جلست على السرير تفكر فى كلامه ولكن قلبها لا يفكر فى سوى ماحدث بينهم منذ قليل فهذه اول مرة يعانقها بهذا الشكل اول مرة يقبلها أحد فى حياتها اغمضت عينيها وظلت تتذكر إحساسها عندما كانت بين أحضانه يعانقها بتلك القوة التى بعثرت مالديها من قوة أعصاب وضعت يدها على قلبها تحاول تهدئة نفسها فمن الافضل لها الا تثير حنقه مرة أخرى حتى لا يعاقبها بهذا الشكل
***
قابلت هيام أسامة فى احدى الكافتريات لمعرفة ماذا يريد منها ولماذا طلب منها ان يقابلها
هيام:"ايوة يا "أسامة" فى ايه كنت عايزنى فى ايه"
أسامة:"الصراحة يا" هيام" كنت عايز اكلمك بخصوص خطوبتنا"
هيام:"ايوة قول سمعاك"
أسامة:'شكلنا كده مش هنقدر نكمل مع بعض"
هيام:"ليه بقى بتقول كده"
أسامة:"مش شايف فى بينا اى توافق خالص"
هيام:"توافق ! ولا علشان خلاص حبيبة القلب اتجوزت"
أسامة:"تقصدى ايه "
هيام بحقد:''وتين انت مش برضه كان عينك منها وكنت ناوى تخطبها هى بس يا خسارة اهى خلاص طارت بس احب اقولك ان الصور اللى اتبعتتلك دى انا اللى صورتها ل"وتين" وانا اللى بعتهالك و"وتين" ملهاش علاقة اصلا بالواد ده "
أسامة بذهول:"انتى بتقولى ايه"
هيام:'اللى سمعته "وتين"مكنتش ليها علاقة بحد وانت صدقت الصور وخطبتنى انا"
أسامة:"ليه عملتى كده"
هيام:"ماهى مش هى كل حاجة حلوة تاخدها وانا افتكرت لما اخدك منها هبقى احسن منها بس طلعت غلطانة لانها اتجوزت واحد أحسن منك مليون مرة وبرضه طلعت هى الكسبانة"
أسامة:"دا انتى طلعتى حقودة اوى منك لله خلتينى ظلمتها"
هيام:"ابقى روح اتأسفلها يمكن تقبل اسفك وادى دبلتك اهى"
تركت الدبلة على المنضدة امامه ثم ذهبت فى طريقها كان الندم يتأكله فهى حقا مظلومة وهو اضاعها من يده عاد الى المنزل تعجبت والدته من هيئته
نادية:'مالك يا أسامة فى ايه"
أسامة:"وتين طلعت مظلومة يا ماما الصور مكنتش حقيقية"
نادية:"انا مش فاهمة حاجة من اللى انت بتقوله ده"
أسامة:"هيام هى اللى قالتلى انها بعتتلى الصور وان" وتين" ملهاش علاقة بحد وانها هى كانت عايزة تبوظ جوازى من "وتين" بأى طريقة علشان كده بعتتلى الصور دى"
نادية:"كان قلبى حاسس ان "وتين" متعملش كده"
أسامة:"اعمل ايه انا دلوقتى"
نادية بهدوء:"خلاص يا "اسامة" "وتين" اتجوزت انساها وابتدى حياتك من جديد"
لم يقتنع بكلام والدته ولكن ماذا يفعل حتى يكفر عن ذنبه فى حق تلك الفتاة التى لم يحب غيرها
***
"فى الجامعة"
كان يلتفت يمينا ويسارا لعله يلمح تلك الفتاة مرة اخرى فهو منذ ان قابلها اول مرة ظل يتردد على ذلك المكان لعله يراها مرة أخرى لمحها قادمة فجلس فى مكان بعيد حتى يراقبها بحرية
مريم:'هى الامتحانات مش عايزة تيجى ليه خلينا نخلص"
وتين:"هانت فات الكتير مبقاش الا القليل"
مريم:"بس دى ماشية ببطئ اوى"
وتين:"والله ده كله علشان رمزى"
مريم:"بس يا وتين متكسفنيش الله بقى"
وتين:"ربنا يسعدكم يا حبيبتى"
مريم:"ويسعدك انتى كمان يا وتين"
وتين بتنهيدة:شكلى مش مكتوبلى السعادة خالص"
مريم:"ليه بتقولى كده انتى ان شاء الله هتشوفى سعادة الدنيا دى كلها"
وتين بتمنى:"يسمع منك ربنا يا مريم وده يحصل فعلا"
أصبحت سعادتها مرتبطة به فمنذ اخر موقف بينهم صارت تحترس فى تعاملها معه حتى لا تثير عصبيته ولكنها لا تمنع نفسها من اختلاس النظرات اليه عندما يكون حاضرا فى اى مكان وعندما تشعر أنه ربما سيكتشف أمرها تلهى نفسها بأى شئ فإلى متى ستظل تعذب نفسها بهذه الطريقة
مريم:"ها انتى روحتى فين كده"
وتين:"ها لا انا هنا اهو مرحتش فى حتة"
مريم:"وتين انتى محبتيش خالص"
وتين:"ليه بتسألى السؤال ده"
مريم:"انا اللى اعرفه ان فى واحد كان عايز يتجوزك بس محصلش نصيب هو انتى كنتى بتحبى الشاب ده"
وتين:"كان بيتهيألى انى بحبه على أساس انه هو اللى كان هينقذنى من حياتى فى البيت اللى كنت عايشة فيه بس اكتشفت ان انا غلطانة والحمد لله ان احنا متجوزناش"
مريم:"ليه بتقولى كده"
وتين:"هو طلع واحد بياخد بالمظاهر وبس مبيحكمش عقله وبيحكم على الحاجة من غير ما يتأكد واظن لو كنا اتجوزنا كان اى موقف بينا كان هيتصرف بتهور من غير ما يفهم الظاهر انه من النوع المتسرع فى قراراته"
مريم بلؤم:"طب وعمو ثائر"
وتين بتوتر:"ماله عمك ثائر"
مريم:"ايه الاخبار"
وتين:"انا مش فاهمة انتى عايزة توصلى لايه"
مريم:"يعنى انتى عايزة تقنعينى انك حتى مش معجبة بعمو ثائر"
وتين:"انتى كلامك غريب اوى النهاردة يا مريم"
مريم:"والنبى عليا انا انتى مبتشوفيش نفسك وانتى بصاله بتبقى عاملة ازاى"
وتين:"ببقى عاملة ازاى يعنى"
مريم:"بتبقى متيمة اوى ومبتشليش عينك من عليه هو فاضل شوية بس وتقوليله بحبك"
صعقت "وتين" من كلام" مريم" فهل حقا يبدو الحب واضحا على محياها الى هذه الدرجة ف"مريم" لاحظت ذلك فخشيت ان يلاحظ هو الآخر
وتين بتلعثم:"هو بيبقى باين عليا اوى كده"
مريم:"اه لدرجة انا اهو لاحظت وقولتلك"
وتين بخوف:"مريم متقوليش لحد علشان خاطرى"
مريم:"مالك يا بنتى خايفة ليه كده هو الحب عيب ولا حرام ثم ده يبقى جوزك هو عيب الواحدة تحب جوزها"
وتين:"انتى عارفة ظروف جوازنا ايه ثم متنسيش ان عمك خاطب "سيلا"
مريم:"ياريتك تقدرى تخليه يسيبها دا يبقى جميل مش هنساهولك العمر كله"
وتين:"هو انتى ليه مبتحبهاش يا مريم"
مريم:"وهى فيها ايه يتحب هى جميلة وشيك وكل حاجة بس انسانة وصولية انتى متعرفيش انها كانت عايزة تبعدنى عن عمو"ثائر "علشان يخلالها الجو"
وتين:"تبعدك عنه ازاى"
مريم:"قعدت تقوله انت لامتى هتفضل شايل همها وهى مبقتش صغيرة والكلام الفاضي ده بس عمو رد عليها وقالها انه عمره ما هيتخلى عن ابدا حتى لو انا اتجوزت"
وتين:'عمك فيه كل شئ ونقيضه"
مريم:"ازاى يعنى"
وتين:"انه ممكن يكون قاسى فى تصرفاته بس فى نفس الوقت حنين وان خطيبته بالجمال ده ولسه متجوزوش اللى اعرفه ان الرجالة دايما تجرى ورا الست الجميلة بس هو تحسى كأنه عادى كده ولا على باله"
مريم:"ده بسبب انه مبيحبهاش"
وتين:"طب ما يسيبها ايه اللى جابرة على انه يعمل كده"
مريم:"عقله هو اللى جابره على كده"
وتين:"مش فاهمة"
مريم:"عمو عايز يتجوز جواز عقل مش جواز حب بالرغم من انه كان معجب اوى بقصة حب جده وجدته فعلشان كده نفسى ان انتى تعيشى معاه وتكملوا حياتكم مع بعض لانه يستاهل يحب ويتحب "
وتين:'انتى عيزانى اعمل ايه يعنى"
مريم:'اهو ده اللى عايز تفكير نعمل ايه علشان عمو يسيب "سيلا" ويركز معاكى"
وتين:"ههههه مريم انتى جعانة"
مريم باستغراب:"بتسألى ليه احنا في ايه ولا ايه"
وتين:"علشان شكلك ابتديتى تجيلك تهيؤات يا حبيبتى"
مريم...هو فين التهيؤات دى ده جزائى يعنى ان عيزاكى تعيشى مبسوطة مع عمى القمور ده"
وتين:"قمور ! بس ردود فعله بتبقى غير متوقعة خالص"
مريم بضحك:"دا احلى حاجة فيه شخصيته اللى مش مفهومة دى مجنن اللى حواليه"
وتين:" طب يلا بينا بقى نحضر المحاضرة علشان نروح"
بعد انتهاء المحاضرات واثناء خروجهم من الحرم الجامعى ليصلوا الى سيارتهم فالسائق ذهب لتزويد السيارة بالوقود فخرجوا لملاقاته خارج الجامعة .سيارة سوداء ينتظر سائقها خروج تلك الفتاة التى ينوى ان يقضى عليها بتلك السيارة فربما الحظ كان حليفه لانها ستخرج الآن من باب الجامعة فهو رأى السائق الخاص بهم وهى يخرج تاركة الفتاتين فى انتظاره
مريم:" دا كله بيفول العربية هو الاسطى رجب تاه ولا ايه"
وتين:" زمانه جاى تعالى نستناه برا على ما يرجع"
مريم:" يلا بينا"
هاهى قد حانت اللحظة الحاسمة قام بتشغيل السيارة متجه صوب تلك الفتاتين ولكن قد ألهم الله "وتين" ان تنظر بحانبها فرأت تلك السيارة تتجه نحوهن بسرعة جنونية شعرت بالذعر ولم تدرى بنفسها الا وهى تسحب "مريم" بقوة حتى سقطوا على الأرض سوياً فارتطم وجه "وتين" بالأرض مسبب لها بذلك جرح فى جبهتها
مريم برعب:" وتين وتين انتى كويسة"
وتين بألم:" الحمد لله"
مريم بخوف:" احنا كنا هنموت دلوقتى يا وتين"
وتين:" الحمد لله ربنا ستر بس ازاى هو سايق العربية بالسرعة المتخلفة دى"
مريم:" وتين انتى انجرحتى فى دم على وشك"
وتين:" دى حاجة بسيطة المهم انك كويسة"
مريم:" دى تانى مرة تنقذى حياتى يا وتين"
شعرت بها "وتين" انها ربما على وشك البكاء ف" مريم" حساسة جدا حاولت التخفيف عنها
وتين بابتسامة مزاح:" يلا يا ستى عدى الجمايل"
مريم:" قومى يلا نروح المستشفي
وتين:" ملوش لزوم دى حاجة بسيطة"
مريم:" لاء يلا العربية جت اهى"
امام اصرار" مريم "عليها بالذهاب الى المستشفى وافقت "وتين"
*"*"*
"فى الشركة"...كان يذرع غرفة مكتبه ذهاباً وإياباً من فرط غيظه مما حدث نظر اليه "رمزى" فهو يعرف انه الآن فى حالة عصبية شديدة بسبب ما حدث من خطيبته
رمزى:"اهدى بقى يا ثائر"
ثائر بعصبية:'اهدى ! ازاى يعنى وهى" سيلا" تفكر تعمل حاجة زى دى ازاى من ورايا"
رمزى:"ليه هى مكنتش قيلالك على الموضوع ده"
ثائر:"ولا جابتلى سيرة وهى عارفة ان انا مبحبش اعمل صفقات مع شركة "الغرباوي" بسبب سمعتها تروح هى سيادتها وتعمل الصفقة معاهم ومش بس كده لاء تعمل الصفقة على اساس ان انا همولها كأن انا اللى هعمل معاهم الصفقة وهو طبعا ما صدق اللى حصل لقاها فرصة"
رمزى:"انت تكلمها وتيجى بسرعة علشان تلغى التعاقد ده قبل ما يتنفذ"
ثائر:"انا كلمتها حضرتها تليفونها مقفول مش عارفة مختفية فين انا لو شوفتها معرفش انا ممكن اعمل فيها ايه"
اثناء حديثهم سمعوا طرق على الباب انفتح الباب دلفت منه "سيلا "بابتسامة فهى كأنها لم تفعل شئ نظر لها "ثائر" بغيظ شديد فهى حتى لا يبدو على وجهها الندم مما فعلته
سيلا:"هاى ثائر"
ثائر:"ايه اللى انتى عملتيه ده يا" سيلا" ازاى تعملى صفقة مع شركة" الغرباوي" من غير ما اعرف"
سيلا ببرود:"وفيها ايه ده بيزنس يا حبيبى"
رمزى:"سيلا انتى عارفة ان "ثائر" مبيحبش يعمل صفقات مع شركات مجهولة بالنسبة له فانتى كان لازم تحترمى ده ومتروحيش تعملى صفقة انتى مش عارفه هتموليها منين أساساً"
سيلا:"انت يا "ثائر" وعدتنى انك هتمول الصفقة دى مش كده"
ثائر:"انا مكنتش اعرف انها مع "بدر الغرباوي" سورى يا "سيلا" انا مش هخلى اسمى يتهز فى سوق البيزنس علشان خاطرك"
سيلا:"انت بتتخلى عنى يا "ثائر" فى وقت زى ده"
ثائر:"انا متخليتش عنك بس مفيش مبرر اخاطر باسمى علشان سيادتك تبقى مبسوطة وسعيدة بالصفقة دى"
سيلا بدموع زائفة:"انا فاكرة انك بتحبنى ومش هترفض طلبى''
ثائر:"هو يا اقبل بغلطك يا اما مبقاش بحبك هو الحب فى نظرك ان لازم اطاطى لكل تصرفاتك انتى تلغى التعاقد ده فورا يا اما انتى استحملى ومويلى الصفقة انا مش هدفع فلوس لحد يا سيلا"
هى تعلم انه اذا اتخذ قراره بشأن اى شئ فلا يستطيع احد ان يثنيه عن قراره بالرغم من الغيظ المتملك بقلبها الا انها حاولت تصنع الهدوء والبرود فمن الأفضل أن تسايره حتى لا تخسره
سيلا:"خلاص يا حبيبى انا هلغى التعاقد بس انت متزعلش منى"
رمزى:''اظن كده افضل يا سيلا وبلاش مخاطرة زى دى تانى"
ثائر:"سيلا بعد كده اى حاجة ناوية تعمليها لازم يبقى عندى علم بيها انتى فاهمة ولا لاء"
سيلا:"رمزى ممكن تسيبنا شوية لوحدنا"
رمزى:"عن اذنكم"
خرج "رمزى" من غرفة المكتب ابتسمت له ابتسامة جميلة مغرية ولكنها لم تأثر به فعيناه تطلق شرارات من الغضب
سيلا:"حبيبى خلاص متزعلش منى"
ثائر:".........
سيلا:"خلاص بقى ميبقاش قلبك قاسى كده يا ثائر"
قالت ذلك اقتربت منه تريد وضع يدها على صدره ولكنه سبقها فالتقط يدها قبل ان تصل اليه
سيلا بغيظ:"خلاص بقى يا "ثائر" قولتلك سورى"
ثائر:"مش بكلمة آسفة الموضوع يخلص ثم انتى ملكيش حق انك تلمسينى"
سيلا:"للدرجة دى يا ثائر"
ثائر:"ايوة انتى خطيبتى مش مراتى علشان تقربى منى او تلمسينى او انا المسك فى حدود فى تعاملنا مع بعض"
هو حقاً لايريد ان تقترب منه لاينشد سوى قرب تلك العنيدة سليطة اللسان التى أصبحت الآن عندما تراه تختفى من أمامه كأنها رأت شبحاً .فهو كأنه يريد ان يدخر تلك اللمسات والقرب لها هى وحدها صاحبة تلك العيون اللامعة التى أصبح لا يرى غيرها
سيلا:"هو انت ليه كده"
ثائر بعدم فهم:"مش فاهم تقصدى ايه"
سيلا:"احنا من ساعة ما اتخطبنا مبتخلنيش اقرب منك او انت حتى حضنتنى مرة واحدة او بوستنى"
ثائر:"احضنك وابوسك بتاع ايه هو انتى مراتى علشان اعمل كده معاكى ده اعمله معاكى لما تبقى مراتى وفى بيتى غير كده لاء"
سيلا:"على العموم كنت عايزة اقولك ان مهندس الديكور خلاص هييجى بكرة علشان يظبط الجناح"
ثائر:"انتى بقالك فترة بتقولى جاى ومبيجيش"
سيلا:"كان عنده شغل كتير ولسه يادوبك فاضى وقالى هييجى بكرة يعاين الجناح قبل ما يشتغل فيه"
ثائر بإحباط:"ان شاء الله"
سمع رنين هاتفه رأى اسم "مريم" ينير الشاشة فتح هاتفه ليعلم ماذا تريد
ثائر:" ايوة يا حبيبتى فى ايه"
مريم بدموع:" عمو تعال بسرعة احنا في المستشفى"
سمع ذلك هرب الدم من عروقه فماذا حدث اوصلهم الى المستشفى حاول تهدئتها حتى يذهب اليها
ثائر:" اهدى يا حبيبتى وقوليلى فى ايه"
قصت عليه" مريم" ما حدث اليوم أمام الجامعة من انه كان من الممكن ان تصطدمهن إحدى السيارات وجد نفسه يخرج من مكتبه سريعاً استغربت" سيلا" من حالته
سيلا:" فى ايه يا ثائر وانت بتجرى ليه كده"
ثائر:" مريم ووتين فى المستشفى كانوا هيعملوا حادثة"
سمع رمزى ذلك هو الآخر عندما كان يريد ان يتحدث مع ثائر بشأن بعض الاوراق ولكنه عندما سمع ان حبيبته كانت من الممكن ان يحدث لها سوء وجد نفسه يجرى هو الاخر خلف "ثائر" يستقل سيارته يتبع سيارة" ثائر" التى يصطحب بها "سيلا" ايضا فهى اصرت عليه بالذهاب معه
وصلوا الى المستشفى قابل "مريم" بلهفة
ثائر:" مريم انتى كويسة" وتين" كويسة هى فين"
مريم:" الممرضة بتعملها إسعافات جوا بس هى الحمد لله كويسة"
قالت ذلك وبكت اخذها فى أحضانه ليهدئ من روعها فهو يعرف ان ابنة أخيه عندما تبكى تدخل فى حالة نفسية سيئة لذلك هو لا يريدها ان تبكى
رمزى:" اهم حاجة انكم كويسين يا ''مريم" متعيطيش"
مريم:" احنا كنا خلاص هنموت لولا ستر ربنا"
ثائر:" الحمد لله انكم كويسين"
سيلا ببرود:" الف سلامة عليكى يا مريم"
مريم من غير نفس:" الله يسلمك يا سيلا"
خرجت "وتين" من الغرفة تضع احدى اللاصقات الطبية على جبينها رأها اقترب منها بلهفة هى ايضا وبدون وعى لما حوله وضع يده يتحسس تلك اللاصقة
ثائر:" انتى كويسة فى حاجة بتوجعك يا وتين"
وتين بخجل:" الحمد لله وقولت ل"مريم" مفيش داعى تقلقكم بس هى مسمعتش الكلام"
ثائر بحنان:" بعد الشر عليكى يا وتين"
وتين بتوتر:" شكرا"
ذهبوا الى المنزل جميعا ماعدا" سيلا" التى ذهبت الى منزلها و تسأل نفسها عن سر لهفة واهتمام "ثائر" بهذه الفتاة
عندما وصلت إلى المنزل صعدت الى غرفتها سريعاً حتى قبل ان يتمكن من سؤالها عن اى شئ فهى لا تريد مواجهته على الاقل ليس الآن فهى بالرغم من التسلح بتلك الشجاعة الا انها من داخلها مرتعبة بشدة مما حدث والذى كان ربما سيودى بحياتها وحياة "مريم"على الاغلب فهو لو اقترب منها يتحدث معها بهذا الحنان فلربما سترتمى فى أحضانه تبكى على صدره تنشد منه الأمان والطمأنينة
كانت جالسة فى غرفتها تفكر فيما قالته لها مريم عندما كانوا بالجامعة بأنها تريدها ان تكون هى زوجة عمها عوضاً عن "سيلا" فهل حقا سيأتى اليوم وتصبح هى زوجة" ثائر "والمتربعة على عرش قلبه ذلك القلب الذى يبدو ان لديه مناعة ضد الحب
كانت تعبث بهاتفها وجدت اغنية للمطربة جنات فهى تحب اغانى تلك المغنية وهى اغنية( عجبانى شخصيته)

فكل كلمة فى الاغنية تنطبق على حالتها التى تعيشها مع ذلك ال"ثائر" ظلت تستمع الى الاغنية وهى تطلق تنهيدة من الوقت للآخر وتتذكره فهى فى حالة شبه مغيبة عما حولها لم تنتبه لذلك الواقف على الباب الذى يضع يده بجيبه ويستند على الباب وينظر لها بابتسامة وهو يراها بهذا الشكل كأنها فى عالم اخر انتهت الاغنية وخرجت من تلك الحالة التى سيطرت عليها سمعت صوته انتفضت من مكانها
ثائر:" حلوة الاغنية بس هو مين ده اللى عجباكى شخصيته للدرجة دى وهتموتى عليه"
وتين بتلعثم"ههو انت هنا من امتى"
ثائر:"مجاوبتنيش على سؤالى هو مين ده اللي عاجبك كده للدرجة دى يا وتين انطقى"
حدته فى الكلام جعلت جسدها ينتفض من وقت لاخر فهو على ما يبدو انه غاضب بشدة
وتين بجرأة مزيفة:"وانت مالك انت بتسأل ليه"
ثائر:"انتى بتقولى انا انت مالك انا هعرفك مالى ولا مش مالى يا وتين"
وتين بخوف:"انت هتعمل ايه"
ثائر:"هتعرفى دلوقتى متستعجليش على رزقك"
وتين:"اتفضل اخرج برا"
ثائر:"هششش صوتك ده مسمعوش خالص انتى فاهمة"
كل خطوة يخطيها باتجاهها تجعل قلبها يسقط بين ضلوعها مع صوت اقتراب خطواته منها فماذا سيفعل بها الآن ؟فملامح وجهه تدل على انه ربما لن تنجو من يده الا بعد ان يلقنها درسا قاسيا لن تنساه
وتين:"متقربش منى انت فاهم ابعد عنى اتفضل اطلع برا"
ثائر:"متعودتش ان فى واحدة تقولى اعمل ايه ومتعملش ايه فأحسنلك تسكتى علشان متخليش العواقب وخيمة اكتر من اللازم يا وتين"
وتين:"انت عايز ايه منى بالظبط وهتعمل ايه"
ثائر:"هتعرفى دلوقتى هعمل ايه يا وتين

رواية دمية في يد غجري الفصل الرابع عشر بقلم سمسم

( دمية فى يد غجرى)
البارت الرابع عشر
كل خطوة يخطيها باتجاهها تجعل قلبها يسقط بين ضلوعها مع صوت اقتراب خطواته منها فماذا سيفعل بها الآن ؟فملامح وجهه تدل على انه ربما لن تنجو من يده الا بعد ان يلقنها درسا قاسيا لن تنساه
وتين:"متقربش منى انت فاهم ابعد عنى اتفضل اطلع برا"
ثائر:"متعودتش ان فى واحدة تقولى اعمل ايه ومتعملش ايه فأحسنلك تسكتى علشان متخليش العواقب وخيمة اكتر من اللازم يا وتين"
وتين:"انت عايز ايه منى بالظبط وهتعمل ايه"
ثائر:" هتعرفى دلوقتى هعمل ايه يا وتين"
وتين بخوف:"انت تقصد ايه بكلامك ده"
نظرت الى الباب فالباب مفتوح على مصراعيه واذا كانت سعيدة الحظ ريما تصل الى الباب قبل ان يقترب منها حاولت ان تطلق ساقيها للريح وتهرب منه الا انه كان اسرع منها فالتقط يدها قبل ان تخرج من الباب ظلت تبتلع ريقها مرة تلو الآخرى ومما زاد رعبها انه قام بغلق الباب حتى لا تفكر ان تفعل ما كانت تنوى فعله وهى ان تهرب من الغرفة ظلت تتراجع وهى خائفة حتى اصطتدمت بحائط خلفها كان يقترب منها بخطوات ثابتة وهى تتمنى حدوث معجزة تنقذها الآن وصل اليها كان قريبا منها فلا يفصله عنها سوى خطوة او اثنين لم ترفع رأسها يدور بعقلها مئات الافكار تعصف به فماذا سيحدث الآن؟ لم يتحرك من مكانه كأنه سعيد برؤيتها هكذا وهى خائفة
ثائر بأمر:"بوصيلى يا وتين ارفعى رأسك وبوصيلى"
لم تقوى على رفع وجهها الى وجهه فأقصى ما وصل له نظرها عنقه الذى رأت به ذلك العرق المنتفض من الغضب عند قاعدة أسفل عنقه
ثائر:"مش بقولك بوصيلى انتى ليه مبتحبيش تسمعى الكلام انا مبحبش اكرر كلامى كتير يا وتين"
وتين:"انت عايز ايه منى ارحمنى بقى انت ايه ليه واقفلى على الواحدة دايما عايزنى ابررلك تصرفاتى انت ناقص تقولى مش لازم تتنفسى طالما انا مش موجود انا مش لعبة فى ايدك افهم بقى انا بنى ادمة من لحم ودم بنى ادمة هو انت بتتلذذ بتعذيبى وقهرتى الرحمة شوية"
ثائر:"بس انتى لعبتى انا يا وتين لعبتى انا وبس"
وتين:"خلاص مش هبقى لعبتك تانى كفاية اوى عذاب لحد كده"
ثائر:"قصدك ايه يا وتين بكلامك ده"
وتين:"يعنى خلاص كفاية كده انا مش قادرة استحمل اكتر من كده انا مش هبقى مبسوطة لما انت توصلى لحافة الانهيار او الجنون"
ثائر:"يعنى عايزة ايه دلوقتى يا وتين وضحى كلامك"
وتين:"عيزاك تسيبنى فى حالى وترحمنى شوية وشيلنى من دماغك"
ثائر:"ولو ده محصلش هتعملى ايه يا وتين ها قولى حابب اسمع انتى هتعملى ايه"
وتين بتعب:" انا عايزة اطلب منك طلب ممكن اعتبره رجاء شخصى منى"
ثائر:"طلب ايه ده اللى انتى عوزاه"
وتين بدموع:'طلقنى وسيبنى امشى من هنا مش لازم افضل قاعدة هنا اكتر من كده"
طلاق ! هل تفوهت بهذه الكلمة الآن ؟ هل تريد ان تنفصل عنه وتبتعد عنه؟ هل اساء معاملتها الى هذه الدرجة التى كانت السبب فى انها تريد الانفصال قبل الوقت المحدد لهم بالانفصال
ثائر بتوهان:"وتين انتى بتقولى ايه طلاق ايه اللى بتتكلمى عنه ازاى قدرتى تقولى الكلمة دى اصلا ازاى قدرتى تنطقيها"
وتين:"مبقتش قادرة استحمل اكتر من كده خلاص تعبت انا كنت فكراك هتخلصنى من العذاب اللى انا فيه انت اه عيشتنى فى مستوى كويس مكنتش احلم بيه بلبس احسن لبس بنام فى بيت مكنتش احلم ادخله بس كل ده مع معاملتك ليه بالقسوة ده ميلزمنيش انا عندى اعيش حتى فى اوضة بس اكون مرتاحة احسن ما اعيش فى قصر و ابقى مش مرتاحة"
ثائر بذهول:"للدرجة دى انا كنت بعاملك وحش يا وتين وكنت قاسى معاكى معملتش اي حاجة كويسة ليكى"
وتين بتعب:"لو سمحت ممكن تسيبنى ولو فعلا انت موافق على الطلاق خلاص كل واحد يروح لحاله ويادار ما دخلك شر كفاية اوى لحد كده لا يكلف الله نفساً إلا وسعها وانا خلاص صبرى وطاقتى نفذوا"
ثائر:"باين عليكى انك بتكرهينى اوى يا وتين"
وتين:"ياريتنى اقدر أكرهك فعلا مكنش هيبقى فى مشكلة"
ثائر:'وتين انا مش فاهمك ولا بقيت عارف انتى عايزة ايه بالظبط"
وتين:"ولا عمرك هتفهمنى طالما كل تفكيرك ان انا لعبتك اللى تتحكم فى مصيرها واللى لازم تسمع وتقول حاضر ونعم حتى لو على حساب أعصابها ونفسيتها المهم ترضى غرورك كراجل انك فارض سيطرتك وهيمنتك عليا"
ثائر:" ياااه دا انتى شايلة اوى فى قلبك منى بس طلاق مش هطلقك يا وتين انتى فاهمة مش هطلقك وشيلى الفكرة دى من دماغك خالص انتى هتخلصى منى فى حالة واحدة بس لما أموت"
قال ذلك واولاها ظهره خرج من غرفتها مغلقاً الباب خلفه اتجه الى غرفته وهو يزفر بضيق ارتمى على السرير ينظر بشرود الى سقف الغرفة لا يتحرك به شئ سوى دقات قلبه التى تعلن انه مازال على قيد الحياة فجسده باكمله فى حالة سكون شديد ظل يفكر ماذا يفعل حتى ينتزع منها ذلك الخوف القابع بقلبها تجاهه؟ فهو كلما حاول ان يتعامل معها بلطف يحدث شئ ويجد نفسه يتصرف بدون تعقل وكل هذا بسبب ذلك الاحساس الذى ابتدى يملأ قلبه فهو أصبح يغار بشدة اصبح لايتمنى سوى ان تكون بين ذراعيه مجرد تفكيره ان ربما هناك احد غيره فى حياتها يصيبه ذلك بالجنون والغيرة العمياء يريد ان يكون هو فقط من يستحوذ على عقلها يريد ان يكون هو فقط من يسكن قلبها لايريد ان ينعم احد غيره بلمسة يدها فهو حتى الان لم ينسى عندما عانقها اول مرة فكلما يتذكر رعشة جسدها بين يديه ولفظها اسمه من بين شفتيها يريد الذهاب اليها وتكرار ذلك مرارا وتكرارا حتى يشعر بالاكتفاء والارتواء
ثائر:"انا كده شكلى اتجننت على الآخر وده كله بسببها دا انا فى حياتى شوفت ستات وبنات اشكال والوان ليه دى اللى عايزها تبقى قريبة منى ليه دى اللى حاسس ان انا هموت وتبقى بتاعتى وليا لوحدى مش عايزها تنطق غير اسمى انا وبس ضحكتها وابتسامتها يكونوا ليا انا وبس نظرة عنيها تبقى ليا انا وبس"
ظل يحدث نفسه حتى غفى فى النوم وهو لم يشعر بالوقت كأنه يهرب بالنوم من تلك الأفكار التى اصبحت مثل الاثقال تثقل قلبه وعقله
***
"فى منزل سمير"
علم "سمير" و"عايدة" بشأن فسخ خطبة "هيام" و"اسامة" اراد الاستفسار منها عن سبب حدوث ذلك او لماذا قام "أسامة" بفسخ تلك الخطبة؟
سمير:'وايه اللى حصل خلالكم تفسخوا الخطوبة يا هيام"
هيام:"بيقول مفيش توافق بينا بس انا عارفة هو عمل ليه
كده"
عايدة:"وهو عمل ليه كده يا "هيام "ايه السبب"
هيام بحقد:"علشان البرنسيسة وتين"
سمير:"وايه علاقته بوتين وهو ماله ومالها اصلا وكان عايز منها ايه"
هيام:"شكله كان عينه منها الاستاذ"
عايدة:"طب طالما كان عينه منها خطبك انتى ليه يا هيام"
هيام بتوتر:"معرفش اهو غار فى داهية مع السلامة راح واحد يبجى بداله مليون هو مفيش غيره فى الدنيا دى"
عايدة:"يعنى تطلع البت وتين اشطر منك فى دى كمان هتفضلى طول عمرك خايبة ومش فالحة فى حاجة"
هيام بغيظ:" الله فى ايه يا ماما هو انتى كل شوية تسمعينى الكلمتين دول"
عايدة:"وياريتهم بيجيبوا معاكى نتيجة يا هيام"
سمير:"خلاص اللى حصل حصل و"وتين" احنا منعرفش حاجة عنها من ساعة ما اتجوزت زى ما تكون ما صدقت انها تخرج من البيت ده"
هيام:"دى تلاقيها بس العز والهنا اللى عايشة فيهم منسينها كل حاجة ومنسينها اسمها"
ثم اكملت بهمس:" ولا جوزها ده كمان دى ينسى الواحدة اسمها بحلاوته دى"
انفجرت براكين الحقد و الغل فى قلب تلك الفتاة بعد تفكيرها ان "وتين" دائما ما يكون الحظ حليفها فبالرغم مما كان يحدث لها الا ان دائما يكون حظها وفيرا
سمير:"على فكرة انا نويت اتجوز يا أمى"
عايدة:"ومين دى بقى اللى عينك منها يا سمير ان شاء الله"
سمير:"دى تبقى أميرة"
هيام:"أميرة مين اوعى تكون قصدك أميرة بنت سالم جارنا"
سمير:"ايوة هى دى عندك مانع يا هيام ولا ايه"
هيام:"دى بت قوية ومحدش بيعرف يتكلم معاها ولا حد بيعرف ياخد منها حق ولا باطل"
عايدة:"هى عجباك يا سمير يعنى"
سمير:"ايوة وان شاء الله نروح نخطبها وحسك عينك يا "هيام" تعملى حركة ملهاش لازمة وتبوظى الجوازة كفاية جوازتك اللى بوظتيها"
قال تلك الكلمات هب واقفا ذهب الى غرفته فهو يعرف اخته حق المعرفة فهى تحب مضايقة من حولها ولا تترك احد بحاله كأنها تشعر باللذة عندما تضايق من حولها
هيام بغيظ:"شايفة ابنك بيقول ايه يا ماما شايفة كلامه"
عايدة:"وانتى ايه اللى مضايقك فى الجوازة دى يا عيان هو حر هو انتى اللى هتتجوزيها ولا هو"
هيام:'البت أميرة دى مش سهلة ومحدش بيمشى عليها كلمة ولو سمير اتجوزها هتقرفنا فى عشيتنا ومش هنعرف نمشى عليها كلمة"
عايدة:"وهى تقدر دا انا هوريها شغل الحموات على أصوله وهتبقى زى البت "وتين" تمشى بكلمتى وباشارة منى"
ابتسمت "هيام" لكلام أمها فهى منذ ان تزوجت "وتين" لم تجد من تضايقه بتصرفاتها الغريبة والحقودة
هيام:"يعنى هتخليها تخدمنا زى البت "وتين" ما كانت بتخدمنا كده"
عايدة:"اومال هستتها ولا ايه دى تخدمنا والجزمة فوق دماغها بس مش عايزين نبين حاجة قدام اخوكى دلوقتى "
هيام:"متخافيش مش هيعرف حاجة وهنبينله ان احنا مبسوطين بجوازته دى وان احنا هنشلها على كفوف الراحة كمان"
بعد ان اردفت بتلك الكلمات علت صوت ضحكتها من تخيلها ان ربما ستأتى الى المنزل فتاة أخرى غير "وتين" وستفرض عليها هى وامها سيطرتهم مثلما كانوا يفعلوا مع تلك المسكينة
***
منذ اخر لقاء بينهم وهم اصبحوا يتجنبون لقاءهم سويا كأنهم اذا اجتموا بمكان واحد لن يضمن احد منهم رد فعله تجاه الآخر كانت تسير على غير هدى تتحسس بيدها وريقات تلك الورود فهى سارت فى الجنينة بأكملها كأن ساقيها ترفض الراحة فهى تريد ان تسير هكذا حتى يغلبها التعب وتذهب الى غرفتها حتى لا تفكر به وبما حدث بينهم آخر مرة فهى طلبت منه الطلاق ولكنه قابل طلبها بالرفض القاطع فهى مازالت تتذكر حدة صوته عندما أخبرها انه لن يتركها الا بموته ظلت تفكر كثيراً لماذا قال لها ذلك وهو يعلم انه ربما سيأتى الوقت الذى ستترك به هذا المنزل ولكنها ربما ستخرج من هنا محطمة
كان يتأملها وهى تسير هكذا بين الورود كأنها لوحة ابدع فى رسمها فنان مبدع فهو اخذ قراره بأنه لن يضايقها بعد الآن ولكن كل مرة يتخذ هذا القرار يعود ويتصرف معها بشكل غير لائق بسبب غيرته التى اصبحت تعميه ولا تجعله يفكر بمنطق سوى سمع طرق على باب الغرفة آفاق من تأمله لتلك الحورية التى تسير بالحديقة كأنها تسير بجنة خاصة بها اذن للطارق بالدخول
ثائر:" ايوه ادخل"
حسنية:"ثائر بيه "سيلا" هانم تحت ومعاها مهندس الديكور اللى هيعمل الديكور للبيت"
ثائر:" اه ثوانى وجاى وراكى"
حسنية:"عن اذنك يا ثائر بيه"
ثائر:" اتفضلى"
خرجت "حسنية" من الغرفة عاد يتأمل تلك الجميلة مرة اخرى يلقى عليها نظرة أخيرة قبل خروجه من الغرفة
هبط من غرفته وجد "سيلا" تجلس كعادتها كأنها ملكة ويجب ان يخضع لها الجميع ولكن ليس هو من يخضع لها
ثائر:اهلا وسهلا نورتوا البيت"
سيلا:"اهلا بيك يا حبيبى انا جيت انا والباشمهندس علشان يعاين الجناح قبل ما يشتغل فيه"
ثائر:" تمام تشربوا ايه"
فى ذلك الوقت دخلت "وتين" تحمل بين أحضانها مجموعة من الورود قامت بقطفها من الحديقة تبتسم ابتسامة خفيفة اُخذ بشكلها الفاتن كان يتمنى ان تهديه تلك الورود مع ذلك الخجل الذى يبدو جلياً على وجهها والذى يقسم انه لم يرى أنثى تفتنه بابسط الطرق مثلما تفعل معه هذه الفتاة فكل فعل منها يجعله يرغبها اكثر فأكثر حتى بات قلبه يحرضه على قربها حتى وان كانت غير راغبة فى هذا القرب فهو يريدها وحسب حتى بات أمره يحيره
وتينب ابتسامة:"السلام عليكم"
كلهم:"وعليكم السلام"
سيلا من غير نفس:"اهلا بيكى يا وتين"
شعرت بالسخرية فى لهجتها ففضلت الصمت وعدم الرد فهى اصبحت حتى لا تهتم بما تقوله او تفعله فهى وصل امرها الى حد الامبالاة بتصرفات اى أحد فيكفى ما تشعر به من ألم فى قلبها الذى من الظاهر لن يكتب له السعادة والفرح فى حياتها
لم يصدق عيناه فهل هذه هى تلك الفتاة التى منذ ان قابلها عن طريق الصدفة وهو يذهب الى ذلك المكان لعله يراها مرة اخرى فهو لا يصدق تلك الصدفة الجميلة التى جعلته يقابلها وجهها لوجه مرة أخرى
عقدت "وتين" حاجبيها بتفكير تريد ان تتذكر اين رأت ذلك الرجل فهى تشعر انها قابلته قبل هذه المرة ولكن أين ؟ فعقلها لا يسعفها
حاتم باستغراب:"مش انتى اسمك "وتين" برضه"
وتين:" هو انت حضرتك تعرفنى قبل كده"
حاتم:" معقولة انتى مش فكرانى"
وتين:''حاسة ان الشبه مش غريب بس مش قادرة افتكر"
حاتم:"انا "حاتم" اللى شنطته كانت ضايعة وانتى لاقتيها واتصلت عليكى وجت اخدتها"
وتين بابتسامة:"اه افتكرت حضرتك الباشمهندس حاتم الانصارى"
حاتم:"ايوة انا يا آنسة وتين"
وتين بابتسامة:" تشرفنا"
حاتم:" دا الشرف ليا انا وفرصة سعيدة"
كان "ثائر"واقفا يتابع الحوار بقلب يكاد ينفجر بين ضلوعه من فرط ذلك الإحساس المسيطر على قلبه الآن فمن اين تعرفه؟ ولماذا تبتسم تلك الإبتسامة الآن؟ فهى لا يحق لها الابتسام لاحد غيره
ثائر بغيرة قوية:"لا والله انتوا تعرفوا بعض بقى ايه الصدف السعيدة دى"
سيلا:"غريبة اوى الحكاية دى صحيح"
حاتم:"لا غريبة ولا حاجة مش بيقولك صدفة خير من الف ميعاد"
وتين:"عن اذنكم"
صعدت إلى غرفتها راى عينيه تتبعها حتى اختفت من أمامهم لماذا ينظر اليها بهذه الطريقة؟ فهو يريد اقتلاع عينيه من مكانها لانه ينظر اليها ينظر الى احدى ممتلكاته وليست اى ممتلكات فهى الاقرب والاعز على قلبه
ثائر بغضب:"فى حاجة يا باشمهندس حضرتك بتبص على ايه"
حاتم:"ها ولا حاجة ممكن اعاين الجناح علشان نشوف هنعمل فيه ايه"
ثائر:"اتفضل معايا"
صعد أمامهم تباطئت خطواته امام غرفتها ولكن ليس هذا الوقت المناسب لمعرفة ماذا بينها وبين هذا الرجل
بعد ان تمت معاينة الغرفة قام" حاتم" بتسجيل ما سوف يفعله لتحويل هذه الغرفة الى غرفة جديدة تماما
حاتم:"خلاص كده انا سجلت كل حاجة وان شاء الله الشغل هيعجبكم"
سيلا:"انا عايزة حاجة محصلتش يا حاتم ماشى"
حاتم:"متقلقيش هخليهولك احلى جناح يليق بيكم"
ثائر بغيظ:"اتمنى علشان انا مبحبش الشغل اللى بيبقى اى كلام"
حاتم:'متقلقش انا بشتغل فى مجال الديكورات من زمان حتى قبل ما اخلص دراسة وممكن تسأل عنى وتعرف شغلى بيبقى عامل ازاى وان شاء نبدأ من بكرة"
سيلا:"ماشى يا حاتم ومش هوصيك بقى"
حاتم بابتسامة:'بس كده من عنيا الاتنين"
اراد "حاتم" رؤيتها مرة أخرى قبل ان يذهب ولكنه سيراها كثيرا الايام القادمة.منذ ان رأه "ثائر" ينظر اليها وعقله يوسوس له بأن لايجعله يطأ هذا المنزل بقدمه مرة أخرى
***
منذ علم "رمزى" بموافقة "مريم" وهو صار يعد الايام ويحسب الدقائق حتى يحين موعد كتب كتابهم فهو هائم فى أحلامه لم يخرج من تلك الحالة الا بسبب صوت "ثائر" الذى يصرخ به
ثائر:"رمزززززى انت يا بنى ادم"
رمزى:"ايه يا عم فى ايه جبتلى طرش فى ودانى متهدى صوتك ده شوية يا ثائر يا ساتر يارب على حنجرتك"
ثائر:"يعنى انا عمال اكلم فى نفسى من الصبح يابارد"
رمزىببرود:"خير فى مصيبة ايه الجديدة اتحفنى"
ثائر:"اتخانقت مع وتين"
رمزى:'ها اللى بعده هو انت اصلا بتخانق دبان وشك ايه الغريب فى ان اتخانقت مع "وتين" يعنى ده الطبيعى بتاعك"
ثائر:"دى طلبت منى الطلاق يا رمزى مش عارف هى طلبت كده ازاى"
رمزى:'شوفت عمايلك السودة وصلتها لايه انا قولتلك هييجى عليها وقت وتطفش من وشك ومن الدنيا كلها"
ثائر:"والله انا نفسى اقوم اغيرلك ملامح وشك يا بارد"
رمزى:"ماشى ياعم ها وانت قولتلها ايه بقى رديت عليها بايه"
ثائر:"قولتلها ان انا مش هطلقها ومش هسيبها الا بموتى"
رمزى:"ثائر"
ثائر:"نعمين يا اخويا عايز ايه"
رمزى:"عايزك تقولى الصراحة انت حبيت وتين اوى كده"
ثائر:"هو انا بغير عليها اوى بتغاظ لما بتكلم حد غيرى لما بشوفها بتعيط قلبى بيوجعنى لو شفتها تعبانة او مجروحة بحس كأن انا اللى تعبان مش هى ده يبقى ايه"
رمزى:"دا انت كده غرقت يا حبيبى فى عشقها مش بس حبيتها اسألى انا بس هتعمل ايه مع سيلا"
ثائر:"لازم افكر يا "رمزى" انا اصلا كنت مسافر فكده كده مش هنتجوز زى ما يكون سبحان الله ربنا كل شوية يأخر جوازنا لحكمه لا يعلمها غيره"
رمزى:"مش جايز دى اشارة من ربنا علشان تسيب "سيلا" وتعيش مع "وتين"
ثائر:"جايز لما ابعد اعرف احكم عقلى وافكر بهدوء"
رمزى:" هو انت هتسافر امتى"
ثائر:" كمان اسبوع وقصدك هنسافر امتى انت جاى معايا يا حبيبى"
رمزى:"لا والنبى واجى معاك اعمل ايه ان شاء الله"
ثائر:"انت ناسى انك المحامى بتاعى يا فالح وانا مسافر فى شغل فلازم تبقى معايا"
رمزى:"واحنا هنقعد قد ايه هناك بقى ان شاء الله"
ثائر:"شهر"
رمزى:"يالهوتينى شهر يا مفترى بحاله كده كتير اوى انا مقدرش ابعد عن هنا شهر بحاله"
ثائر:"اهو لما نرجع تكون "مريم" و"وتين "خلصوا امتحانات"
رمزى بهمس:"حسبى الله ونعم الوكيل"
ثائر:"سمعتك يا حيوان على فكرة وانت بتتحسبن عليا"
رمزى:"انت ودانك دى ايه ردار يا اخى انت ناقص تسمع افكارى كمان"
ثائر:"انت بتنق عليا كمان يا جزمة"
رمزى:" بس يا غجرى"
ثائر:" قوم غور من قدامى علشان انا فى اللحظة دى مش طايقك"
رمزى:"ولا انا كمان طايق اشوف شكلك كاتك القرف فى شكلك يا اخى"
اخذ" ثائر " بعض من الاوراق الموضوعة أمامه على المكتب يقذفها فى وجه "رمزى" الذى كان يبتسم على انه استطاع ان يثير أعصابه ابتسم "ثائر" على تصرفات صديقه التى لا يغيرها ابدا فبالرغم من ذلك فلا احد يستطيع تهدئة "ثائر "عندما يغضب غير صديقه" رمزى"
***
بدأ "حاتم" العمل في المنزل كان يختلس النظرات اليها من وقت لآخر رأها تجلس فى الحديقة وجد نفسه يذهب اليها من غير ارادة منه فهو يريد ان يتكلم معها
كانت "وتين" بانتظار مريم فهن يبذلن اقصى جهودهن فى المذاكرة فالامتحانات على وشك ان تبدأ رفعت رأسها عندما سمعت صوت خطوات تقترب وجدته "حاتم"
حاتم:"السلام عليكم ازيك يا آنسة وتين"
وتين:"وعليكم السلام الحمد لله"
حاتم:"تضايقى لو قعدت معاكى شوية"
وتين:"ليه فى حاجة حضرتك عايز منى حاجة"
حاتم:"لاء بس سيبت العمال بيشتغلوا وقولت انزل الجنينة لقيتك قاعدة "
وتين:"انا كنت مستنية "مريم" علشان نخلص مذاكرة"
حاتم:أنتى فى سنة كام فى الكلية"
وتين:"فى سنة رابعة"
حاتم:"انا ليا معارف كتير فى كلية الهندسة ممكن اوصى عليكى لو تحبي"
وتين باستغراب:"شكرا انا مش محتاجة توصية من حد وان شاء الله الامتحانات تبقى كويسة
دلف "ثائر"الى المنزل لمحها تجلس معه غلى الدم فى عروقه واستشاط غضباً وغيظاً وجد نفسه يقترب منهم بامارات الغضب الجلية على وجهه التى لو واجه بها "حاتم" سيحرقه بتلك النظرات الجحيمية التى تنطلق من عيناه الآن وهو يراه يحدثها
حاتم:"اهلا يا ثائر بيه"
ثائر:" اهلا بيك يا باشمهندس حاتم اتمنى تكون قربت تخلص الجناح اللى شكله مش ناوى يخلص فى سنته ده"
حاتم:" ان شاء الله قريب وكل حاجة هتخلص"
ثائر:" اتمنى تخلص بسرعة و عن اذنك تعالى يا وتين"
قال ذلك سحب "وتين" من يدها يجرها خلفه وهو على وشك تحطيم عظام معصمها فى يده كانت لا تستطيع مجاراته فى مشيته لماذا يقبض على معصمها بتلك القوة فيديها اصبحت تؤلمها بشكل كبير وصل الى غرفتها قام بدفعها على السرير سقطت على الفراش وهى لا تصدق ما يفعله اقترب منها ظلت تبتعد حتى وصلت الى اقصى طرف السرير اقترب منها بوجه مكفهر من الغضب
ثائر بغضب:"انتى ايه اللى قعدك تتكلمى معاه ها كان بيقولك ايه"
وتين:"انا كنت قاعدة وهو جه كنت مستنية مريم علشان نكمل مذاكرة"
ثائر بغضب شديد وغيرة:"انا مش عايز اشوفك قاعدة معاه تانى انتى فاهمة انتى مراتى شايلة اسمى انا انتى بتاعتى انا وبس ومفيش حد هيقدر ياخدك منى يا وتين مفهوووم
قال جملته بكل ما يحمله من غضب على نقطة الضعف لديه فتلك الفتاة تجعله يتصرف بدون ان يعى ماذا يفعل او ماذا يقول فكل امر متعلق بها يجد نفسه بتصرف بدون تعقل
وتين:"انت بتزعقلى ليه انا معملتش حاجة "
ثائر:"كلامى مش هكرره تانى يا" وتين" تسمعى الكلام وانتى ساكتة مفهوم ولا مش مفهوم"
بعد ان هدأت ثورة غضبه لاحظ عينيها تلمع بسبب تلك العبرات التى ربما ستتساقط الآن لماذا يفعل بها ذلك؟
وجد نفسه يقترب منها نظرت اليه بعيون دامعة مد اصابع يده يمسح تلك الدموع التى تساقطت على وجنتيها
ثائر بحنان :"خلاص يا "وتين" اسكتى متعيطيش"
وتين بدموع:'لحد امتى هتفضل تجرحنى كده وبعدين تقولى متعيطيش لحد امتى قولى رد عليا"
اسند جبينه على جبينها وسط دهشتها اغمض عينيه و يديه تحتضن وجهها
ثائر:'انا مش عارف انا ليه بعمل فيكى كده يا"وتين"
بس خلاص انا مسافر وهترتاحى منى ومن تصرفاتى اللى عارف انها ضايقتك "
بعد ان قال مالديه طبع قبلة على مقدمة رأسها ثم خرج من الغرفة وهى جالسة مكانها هل ما شعرت به فى نبرة صوته هو الندم ولكن اخبرها انه مسافراً فإلى اين سيذهب ويتركها هنا مشتاقة اليه؟ فبالرغم من كل ما يفعله فإن حبها له لم يضعف او يخف بل يزداد فى قلبها كل يوم يمر عليها وهى فى بيته
***
"فى شركة بدر الغرباوى".جالسا على كرسيه ينفث دخان سيجاره الغالى يتذكر منظر ذلك الحارس وهو غارق في دماءه بعد ان اخبره انه فشل فى التخلص من "مريم العمرى" فهو كان يظن انه على وشك الايقاع به ولكن لم يحدث ذلك عندما دلفت سيلا الى مكتبه بتلك الملامح التى تدل على الفشل الذريع فى تحقيق أيضاً ما يريد علم انه سيسمع منها ما يزيد كرهه اكثر ل"ثائر"
بدر باستغراب:"سيلا مالك كده داخلة زى ما يكون ماتلك حد بشكلك ده"
سيلا:"ثائر عرف بموضوع الصفقة وطلب منى الغيها والا مش هيمولها"
بدر:"وهو مين اللى قاله اصلا على الموضوع ده يا سيلا"
سيلا:"ثائر مش نايم على ودانه دا بيعرف كل حاجة وهو قاعد فى مكتبه ولما حاولت اقنعه بالصفقة رفض"
بدر بابتسامة خبيثة:"وانتى يا حبيبتى مش عارفة تأثرى عليه بدلعك وجمالك ده"
سيلا:"مفيش حاجة بتأثر فى "ثائر" ابدا دا بيكلمنى بالحلال والحرام زى ما تقول كده عنده ثبات انفعالى"
بدر:"يعنى ايه الكلام ده امال انا عامل كل ده ليه وخليتك تقربى منه ليه مش علشان نضرب ضربتنا ونضيعه خالص واخلص منه هو وبنت اخوه"
سيلا:"اعمل ايه اكتر من اللى بعمله ثم انت حتى كمان معرفتش تخلص من مريم وجت البت اللى اسمها "وتين" دى وانقذتها"
بدر:"امال ايه فايدة جمالك ده كله يا سيلا مش عارفة تخليه رهن اشارتك وتخليه خاتم فى صباعك"
سيلا:"صدقنى لو "ثائر" عرف اللى بينى وبينك مش هيرحمنا يا "بدر" وهيخلص علينا دا غجرى وانا عرفاه ملوش عزيز ولا غالى غير بنت أخوه"
بدر:"وانا مش هسيبه فى حاله لازم اخلص القديم والجديد منه واصفى حسابى مع عيلة العمرى"
اقترب منها جذبها مرة واحدة حتى اصطدمت بصدره وضعت يدها تلقائيا حول عنقه تبتسم له ابتسامة مغرية
سيلا:"مش هتبطل القسوة دى يا بدر"
بدر:"مبقتش عجباكى قساوتى دلوقتى ولا الاستاذ" ثائر" بهت عليكى"
سيلا:"ثائر مبيقربش منى ولا بيلمسنى بيقول لما ابقى مراته وانت بقى هتخليه يتجوزنى انا كنت بأجل الجواز جايز نقدر ناخد منه اللى احنا عاوزينه قبل الجواز بس الظاهر مفيش فايدة"
بدر:"يبقى لازم تتجوزيه يا ما تخليه يكتبلك كل حاجة بيملكها ياما نخليكى ارملته وبرضه هتورثيه"
سيلابضحكة عالية:"انا مشفتش فى عقلك ده فى الشر انت ايه شيطان"
بدر:"بس لازم يا حبيبتى الجوازة تتم فى اسرع وقت"
سيلا:"بس هو مسافر وهيغيب شهر بحاله"
بدر:"يبقى لازم لما يرجع تتجوزوا انتى فاهمة يا "سيلا" لازم منضيعش الفرصة دى من ايدينا"
سيلا:"ماشى يا حبيبى هتجى عندى ولا انا اجيلك النهاردة"
بدر:"انتى عايزة ايه يا حلوة"
سيلا:"وحشتنى وعايزة اقعد معاك يا حبيبى شوية"
بدر:"خلاص هجيلك انا النهاردة بس حضريلنا سهرة محصلتش من سهراتك الحلوة"
تعالت صوت ضحكاتها التى ملأت المكتب وهى تحتضنه بكل جرأة وعدم خجل مما تفعله
***
تجلس امام شرفتها واضعة يدها على وجهها هائمة فى افكارها فغداً سيسافر ولن تراه لفترة طويلة كيف ستتحمل ذلك فمنذ ان اخبرها بموعد سفره وهو اصبح يتجنبها حتى لا يصدر منه فعل او قول يجعلها تستاء منه اكثر سمعت طرق على باب الغرفة ظنت ان القادم ربما تكون "مريم" او "حسنية" فلم تتحرك من مكانها فأذنت للطارق بالدخول
وتين:"ادخل"
انفتح الباب رأت الطارق هبت واقفة فالقادم لم يكن سوى زوجها نظر اليها وهى بتلك الحالة كانت لاترتدى حجابها فهذه اول مرة يراها بتلك الصورة ويرى تلك الخصلات الحريرية المسدلة على ظهرها وحول وجهها زاغت عيناها فى كل مكان ماذا تفعل الآن؟ قبضت بيدها على ملابسها كأنها تستمد قوتها
وتين بتلعثم:"ففى حاجة"
ثائر:"جيت علشان اسلم عليكى قبل ما اسافر الصبح"
وتين:"انت خلاص مسافر بكرة"
ثائر:"ايوة ميعاد الطيارة الصبح"
وتين:"تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله
ثائر:" الله يسلمك
لاحظت اقترابه منها وبدون مقدمات تناول يديها بين يديه شعرت برعشة تحتل جسدها ونبض عنيف فى قلبها وحرارة قوية تنبعث من وجهها
ثائر بتنهيدة:"وتين انا عايز اقولك متزعليش منى على اى حاجة عملتها وضايقتك وانا عارف ان انا ضايقتك كتير واتسببت فى دموعك وزهقتك برضه بس كل ده هينتهى لما ارجع ان شاء الله كل ده هيخلص"
وتين بعدم فهم:"يعنى ايه مش فاهمة"
ثائر:"يعنى لما ارجع من السفر القرار اللى انتى هتاخديه انا هنفذهولك اى ان كان القرار اللى هتاخديه"
وتين:"وانت ليه بتقولى الكلام ده دلوقتى"
ثائر:"علشان عارف انك مبقتيش قادرة تستحملى تصرفاتى معاكى وانا كمان هتأخر فى السفرية دى شوية فأنتى هيبقى ليكى الحرية انك تفكرى براحتك وكمان هريحك منى شوية علشان تعرفى تفكرى بهدوء وتاخدى القرار اللى يريحك"
هى لا تريد تلك الراحة تريده ان يظل امام عيناها شعرت بالقلق من كلامه ولا تعرف هذا الخوف الذى سيطر عليها وجدت نفسها تسحب يدها من يده وتضعها حول عنقه واضعة رأسها على صدره تحتضنه بقوة فمن اين اتتها هذه الجرأة لتفعل ذلك ؟فعقلها لم يسعفها بشئ فهى تتصرف بدون وعى منها كأنها مغيبة عما حولها فكل ما يهمها الآن انها لا تريده ان يبتعد عنها حتى اذا وصل الأمر إلى ما لا يحمد عقباه
وتين:"ثائر متسافرش علشان خاطرى خليك معايا"
ثائر:"ليه مش عيزانى اسافر يا وتين"
وتين:''كلامك خوفنى مش عارفة ليه كأنك هتسافر وهتسيبنى فى الدنيا دى لوحدى ومش هيبقى ليا حد وهرجع وحيدة من تانى من غير سند"
هل ما يشعر به فى نبرة صوتها خوفاً عليه هل حقا هى يهمها أمره؟ وجد نفسه يعتصرها بقوة في أحضانه مقبلا لها بحب وشغف فربما لن تتاح له هذه الفرصة مرة أخرى لاحظ ترددها فى بادئ الأمر فهى تبادله العناق بخجل شديد كأنها تريد ان تتناسى نفسها فى أحضانه فكل حركة تردد منها تجعله يقترب اكثر يريد نزع ذلك التردد منها ان يجعلها ترغب به مثلما تحرقه رغبته فيها اراد ان تشعر بتلك النيران التى شبت فى جميع حواسه فالأن لن يستطيع ان يبتعد حتى وان كانت هى تريد ذلك ولكنها قد ارسلت عقلها فى سبات عميق لاتريده ان يستيقظ الآن تريد فى تلك اللحظة ان ما يتحكم بها هو قلبها وليس عقلها وهذا ما كان ثم لم يعد لديها اى مقاومة
لايصدق ما حدث فهى الآن بين ذراعيه تنام بكل تلك البراءة والهدوء فهى أصبحت زوجته قولا وفعلاً وهو حتى الآن لا يعرف كيف حدث ذلك فماحدث كأنه حلم كان يتمناه منذ دق قلبه لها اغمض عينيه بابتسامة عريضة على شفتيه يتذكر تلك اللحظات الرائعة والتى لم يتصور انها ستكون بمثل تلك الروعة فهى قد سلبته عقله بتلك البراءة التى تمتلكها وبذلك الخجل والجهل الذى تتعامل به فى اولى خطواتها فى حياتهم الزوجية فهو اصبح الآن عاشق متيم لتلك الفتاة الراقدة بين ذراعيه الآن قام بطبع قبلة على رأسها وهى غارقة فى احلامها غفى فى النوم هو ايضا وهى بين ذراعيه دافنة وجهها فى عنقه يشعر بحرارة انفاسها على عنقه ترسل رعشات يهتز لها قلبه بين ضلوعه
"فى الصباح"..فتحت عيناها ببطئ وجدت نفسها فى أحضانه سحبت نفسها بخجل شديد وتمنت أن لا يفيق الآن فظلت تأنب نفسها لماذا انجرفت وراء مشاعرها ؟ فالأن عاد اليها عقلها بعد ان كانت قامت بالغاءه ليلة أمس فقلبها حرضها على الاستسلام له لتنعم بشعور القرب منه ولكن اثناء انسحابها سمعت صوت همهمة صادرة منه اقتربت منه لكى تتبين ما يحدث نفسه بها فى احلامه
ثائر:"متسبينيش خليكى معايا لاء استنى "سيلا" سيلا"
كأن احد صفعها بكل قوة على وجهها هل ما حدث بينهم لم يكن سوى رغبة رجل فى امرأة فقط و أن "سيلا" هى من تحتل تفكيره ويذكرها فى أحلامه جرت على الحمام قامت بتشغيل المياة تتساقط بقوة على رأسها وجسدها تحاول كتم صوت بكاءها وشهقاتها التي كانت تمزق نياط قلبها
وتين بدموع:"انا اللى غبية غبية انتى ليه مفكرة انه ممكن يحبك او يفكر فيكى تطلعى ايه شوفتى وصلتى نفسك لايه محدش هيبقى خسران غيرك وهو هيروح ويشوف حياته معاها وانتى هتفضلى كده متشعلقه فى حبه ومش طيلاه"
جلست على ارضية الحمام شعرت انها لن تستطيع الصمود اكثر من ذلك وضعت رأسها بين ركبتيها لتكمل بكاءها ولوم نفسها وتأنيب ضميرها الذى بدأ ينهش قلبها وعقلها الآن.استيقظ ثائر من النوم نظر بجواره فلم يجدها فأين ذهبت؟ سمع صوت الماء فى الحمام نظر الى الساعة وجد انه يجب ان يسرع حتى يستطيع اللحاق بطائرته قام من على السرير ارتدى ملابسه ذهب الى الغرفة التى يقيم فيها دخل الى الحمام لاخذ شاور سريع خرج ارتدى ملابسه أدى صلاته كانت جميع اغراضه تم ترتيبها بعد ان انتهى هبط الى اسفل كانت "وتين' انتهت وهبطت هى الأخرى لتناول الافطار مع "مريم"
ثائر بابتسامة جذابة:"صباح الخير"
وتين ومريم:'صباح النور"
تحاشت النظر اليه فهى لا تريد ان تتذكر ماحدث بينهم جلست تتصنع البرود اصابه التعجب من صنيعها فهو يتذكر كيف كانت بين يديه فكانت مثل قصيدة من الشعر العذب فهو الدنيا لا تسعه من شدة سعادته ان "وتين" اصبحت ملكه قولا وفعلا وان لم يكن عليه المغادرة الآن كان ظل بجوارها يكتشف خباياها التى لا تكف ليلة واحدة لاكتشافها فما اجمل ان يكون هو زوجها وملقنها فنون الحب والعشق فهى كصفحة بيضاء اللون وسوف يدون بها كل تلك الاحاسيس والمشاعر التى لم يشعر بها مع احد غيرها سيخبرها بما فعلت به بتلك البراءة التى تمتلكها سيخبرها ان قلبه أصبح الآن ملك لها هى فقط هى من تسكنه وستظل ساكنته لما تبقى من حياته ولن يأخذ احد غيرها هذا القلب الذى كان بات يصدق انه من ثلج ولكن جاءت تلك الفتاة بحرارة عشقها تذيب ذلك الثلج الذى كان يحيط قلبه فقلبه اصبح الآن يتوقد بحرارة الحب والعشق
ثائر:"انا لازم امشى دلوقتى حالا فخلوا بالكم من نفسك ماشى"
مريم:"تروح وترجع بالسلامة يا عمو خلى بالك من نفسك انت كمان"
ثائر:"تسلميلي يا حبيبتى"
وتين ببرود:"مع السلامة تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله"
ما هذا البرود الذى يكتنف صوتها وتصرفاتها هذا الصباح فكرا قليلا هل ندمت على ما حدث بينهم ؟هل هو من احرجها واجبرها على ان تتقبله كزوج ؟هل كانت تريد ان تبقى الامور بينهم بدون ان يحدث ذلك لعل عندما يحين موعد انفصالهم تكون قد احتفظت بقلبها وجسدها للشخص الآخر الذى سترتبط به بعد منه ...شخص آخر فهو سيمحى من الوجود اى شخص يفكر فى اخذها منه او ابعادها عنه فليس بعد ان اتحدت روحه بروحها تنفصل عنه وتبتعد فهو لن يتحمل ذلك فهى له وستظل له حتى اخر نبضة من نبضات قلبه ...قلبه الذى كان يظن انه لن يغرم ويعشق فى يوم من الأيام ولكن جاءت تلك الفتاة كاسرة كل القواعد والحدود التى رسمها لنفسه لتجعله عاشق لها راغبا بها بشدة اصبح لديه هوس بامتلاكها قلبا وجسدا وروحا
ثائر:"الله يسلمك تحبوا اجبلكم ايه معايا عايزة ايه يا مريم"
مريم:"عيزاك ترجعلنا بالسلامة ومفيش مانع اى هدية حلوة منك كده ههههه"
ثائر:"هههه بس كده من عنيا الاتنين"
مريم:"تسلملى عينيك يا عمو"
ثائر:'وانتى عايزة ايه يا "وتين' اجبهولك انتى كمان"
وتين بضيق:"مش عايزة منك حاجة شكراً متشغلش نفسك بيا"
قبل ان يرد عليها سمع صوت "رمزى" وهو أتى من الخارج يريده ان ينتهى حتى يستطيعوا اللحاق بالطائرة
رمزى:"ما يلا يا عم الحلو الطيارة هتفوتنها هتقضيها وداع
سلام يا "وتين" سلام يا مريم"
وتين:" الله يسلمك يا رمزى"
مريم بكسوف:"لله يسلمك يا رمزى تروحوا وترجعوا بالسلامة ان شاء الله"
رمزى بهيام:"تسلملى دعواتك الحلوة اه والنبى ادعيلى ارجع بقى ونكتب الكتاب"
شعرت مريم بالخجل نظرت الى الارض وهو لا يريد ان يتحرك من مكانه بعد رؤيتها بهذا الخجل
ثائر:"يلا بينا يا رمزى"
خرج من المنزل يشعر بالضيق من اسلوب "وتين" فى كلامها معه لماذا تتحدث بهذه الطريقة ؟فهو كان يتخيل ان تودعه وداعا خاصا قبل سفره ولكن كلامها معه ببرود وضيق كأنها تريد الخلاص منه في اقرب وقت وبأى طريقة كأنها لاتريد ان ترى وجهه بعد الآن
رأته يخرج من المنزل لم تستطيع منع دموعها التى تساقطت على وجنتيها فهى كانت تريد توديعه بشكل لائق ولكنها لم تستطيع بسبب صدمة ماحدث منه هذا الصباح
وتين بهمس ودموع:"تروح وترجع بالسلامة يا حبيبى فى حفظ الله ورعايته وترجع بألف سلامة"
"فى المطار"
وصل "ثائر" و"رمزى" الى المطار بعد انتهاء المعاملات الخاصة بالمطار صعدوا الى الطائرة لاحظ "رمزى" سكوت ثائر على غير عادته وكأن هناك شئ يقلقه او شئ يضايقه بشدة
رمزى:"مالك يا" ثائر" فى ايه"
ثائر باستغراب:"مالى ما انا كويس اهو مفيش حاجة"
رمزى:"متأكد انت باين على وشك ان حصل حاجة"
ثائر:"لاء مفيش انت عملت اللى قولتلك عليه يا رمزى ولا لاء"
رمزى:"عيب عليك كله تمام وتحت السيطرة وكل حاجة هتبقى زى ما انت عايز بالظبط"
ثائر:"كويس علشان عايزين نخلص الموضوع ده بقى ونشوفه هيوصل لفين"
رمزى:"متخافش كل حاجة اتعملت زى ما انت طلبت ولما نرجع هتشوف والموضوع هيتحل"
ثائر بتفكير:"تمام كده لما اشوف اخرتها ايه معاها وناوية على ايه"
***
رأيكم يا حلوين

رواية دمية في يد غجري الفصل الخامس عشر بقلم سمسم


وصل "ثائر" و"رمزى" الى المطار بعد انتهاء المعاملات الخاصة بالمطار صعدوا الى الطائرة لاحظ "رمزى" سكوت ثائر على غير عادته وكأن هناك شئ يقلقه او شئ يضايقه بشدة
رمزى:"مالك يا" ثائر" فى ايه"
ثائر باستغراب:"مالى ما انا كويس اهو مفيش حاجة"
رمزى:"متأكد انت باين على وشك ان حصل حاجة"
ثائر:"لاء مفيش انت عملت اللى قولتلك عليه يا رمزى ولا لاء"
رمزى:"عيب عليك كله تمام وتحت السيطرة وكل حاجة هتبقى زى ما انت عايز بالظبط"
ثائر:"كويس علشان عايزين نخلص الموضوع ده بقى ونشوفه هيوصل لفين"
رمزى:"متخافش كل حاجة اتعملت زى ما انت طلبت ولما نرجع هتشوف والموضوع هيتحل"
ثائر بتفكير:"تمام كده لما اشوف اخرتها ايه معاها وناوية"
رمزى:'بس انت طلبت منى اعمل ليه كده وانا مش فاهم انت بتفكر فى ايه وليه عايز تعمل كده دلوقتى يعنى"
ثائر:'علشان حاسس ان فى لعبة بتحصل من ورايا وحاجة مش مريحانى ولو ظنى طلع مظبوط انا ههد الدنيا على دماغهم هم الاتنين"
رمزى:"وايه اللى خلاك تقول كده وايه اللى خلاك تشك فيها"
ثائر:'لما اتأكد هقولك على كل حاجة انت عارف انت الوحيد اللى مبقدرش اخبى عليك حاجة وسرى كله معاك علشان انت قبل ما تكون المحامى بتاعى انت صاحبى ورفيق عمرى"
رمزى:"سرك فى بير يا ابو نسب"
ثائر بابتسامة:"بقيت دلوقتى ابو نسب مش ابو الصحاب يعنى مش بقولك مادى حقير"
رمزى:"انت ابو نسب وابو الصحاب انت برنس وربنا برنس يا ثائر"
ثائر بضحك:"اه يا بتاع مصلحتك ده كله علشان "مريم" وان انا هجوزهالك"
رمزى بتنهيدة:"دى "مريم" دى حلم عمرى يا "ثائر" من ساعة ما اتولدت وشوفتها وانا بتمنى لما تكبر تبقى من نصيبى وتبقى مراتى وربنا يرزقنا بعيال يطلعوا شبهها كده واه لو كانوا بنات يا خرابى دا احس ان عايش فى مملكة كده لوحدى لما تبقى مريم معايا وفى نسخ صغيرة منها كده بتجرى حواليا فى البيت دا انا اخليك ساعتها ترفدنى وانا مبسوط وراضى بس تصدق ولادى هيقولولك يا جدو"
ثائر:" جدو فى عينك انت شايفى كبير اوى كده دول كلهم ٣٣ سنة يعنى"
رمزى:" مش انت عم "مريم" يعنى زى ابوها يبقى ولادها يقولولك يا جدو"
ثائر:"بتحبها اوى كده يا رمزى"
رمزى:"بحبها ! قول بعشقها اكتر من روحى يا ثائر"
ثائربابتسامة:"ربنا يوفقكم يا حبيبى بس حسك عينك ولادك يقولولى يا جدو مع ان انا متأكد هيطلعوا رخميين زيك ههههه"
رمزى:" تسلملى يا حبيبى انا ولادى هيبقوا رخمين دول ولادك اللى هيبقوا غجريين زى ابوهم بس مقولتليش انت ناوى نقعد شهر فعلا"
ثائر:"ايوة لان لما ارجع هتكون فى حاجات كتير وضحت واقدر اتصرف "
رمزى:"يا مسهل الحال يارب احنا لسه موصلناش وعايز ارجع مصر دلوقتى"
ثائر:"بقولك ايه متروشنيش ماشى خليك عاقل احسن ابلغ عنك فى المطار يحبسوك على الشهر ما يخلص وابقى ارجع اخدك"
رمزى:"ايه الوطينة دى واخدنى تحبسنى فى بلاد الغربة خلاص ياعم هسكت وربنا يصبرنى عليك على الشهر ده ما يخلص"
ثائر:"خلاص اسكت ونام بقى شوية على ما نوصل انت صدعتنى برغيك يا ساتر عليك"
رمزى:"ماهو كده تاخد غرضك منى وبعدين ترمينى يا مفترى يا ظالم"
ثائر:" اخد غرضى منك وارميك ايه ياض انت انت دماغك لسعت"
رمزى:"انا هنام احسن"
ثائر:"احسن حاجة تعملها والله يا" رمزى" هتكون عملت فيا معروف"
اسند"ثائر" رأسه على طرف الكرسى واغمض عينيه هاجمته ذكريات ليلة البارحة التى عصفت به وبقلبه اطلق تنهيدة قوية زفر انفاسه ببطئ لعله يرتاح من تفكيره فى سبب تحول" وتين" فما الذى حدث جعلها تتكلم معه بكل هذا البرود؟ كثرة التفكير ستؤدى به فى النهاية الى حالة من الجنون وكل ذلك بسبب تلك الفتاة التى أصبحت الآن" وتين ثائر العمرى" قولا وفعلا
***
عقد" سمير" العزم على الذهاب لخطبة الفتاة التى يريد الارتباط بها ذهب مع اسرته الى منزل والد العروس تم الترحيب بهم وتم قراءة الفاتحة خرجت" أميرة" تحمل بين يدها المشروبات بابتسامة خجولة
عايدة:"اهلا يا عروسة"
أميرة:"اهلا بيكى يا طنط عايدة نورتونا"
هيام:"مبروك يا أميرة ربنا يتمم بخير"
أميرة:"الله يبارك فيكى يا" هيام" عقبالك ان شاء الله"
هيام من غير نفس:"شكرا"
سمير:"ياعمى احنا ان شاء الله الفرح بعد شهرين"
سالم...بس هتلحق تجيب شقة فى شهرين وتجهزها يا ابنى"
عايدة:"ماهم هيقعدوا معانا يا ابو" أميرة "على ربنا ما يفرجها ويجبلها شقة واحنا شقتنا بسم الله ماشاء الله واسعة وتساعى من الحبايب الف واحنا هنشيل "أميرة" فى عنينا ومتشلش هم خالص"
سالم:"والله يا ام "سمير" الرأى رأى "أميرة" لو وافقت ماشى لو مش موافقة مقدرش اغصب عليها فى حاجة زى دى وهى بنتى الوحيدة وكمان مليش غيرها بعد امها ما ماتت الله يرحمها"
عايدة:" الله يرحمها متخافش بنتك فى عنينا وهتبقى زى بنتى هيام"
سالم:"قولتى ايه يا أميرة"
أميرة:"خلاص يا بابا انا موافقة"
ابتسم "سمير" عندما سمع موافقتها شعرت "عايدة" و"هيام" بأن خطتهم فى جعل "أميرة" تقوم بخدمتهم ك"وتين" ستتحقق وتأتى بالنتائج المطلوبة
سمير:"ان شاء الله نجيب الشبكة كمان يومين قولت ايه يا عمى"
سالم:"ان شاء الله ربنا يتمم بخير دى بنتى الوحيدة ومليش غيرها فانت حافظ عليها يا "سمير" يا ابنى انا مش هوصيك دى اللى حيلتى من الدنيا"
سمير:"فى عنيا الاتنين يا عمى"
هيام بخبث:"دا احنا هنشيلها على كفوف الراحة وعلى راسنا من فوق يا عم "سالم" احنا هيبقى عندنا كام "أميرة" يعنى احنا هنخليها أميرة بجد"
شعرت "أميرة" بالقلق من نبرة صوت هيام فى الحديث فنفضت عنها التفكير فى هذا الموضوع فلابد انها تتخيل ذلك حتى لو كانت تقصد شئ اخر فهى تعرف كيف تواجه اى شخص يضايقها فهى فتاة ذات شخصية قوية ولا تسمح لاحد بمضايقتها بالرغم من انها فتاة طيبة الا انها لا تقبل على نفسها الإهانة او التجريح من اى أحد
***
منذ سفر "ثائر" و"رمزى" وتشعر كل من "وتين" و"مريم" بالفراغ القاتل بالرغم من انهم يبذلن اقصى ما لديهن لانهاء الامتحانات بشكل مشرف ولكن احيانا تشرد كل من هن فى من يسكن قلبها
مريم بتنهيدة:"هو لسه كتير على الشهر ده ما يخلص"
وتين:"حبيبتى مفتش من الشهر الا يومين بس لحقتى"
مريم:'امال انا حاسة كانهم سنتين ليه"
وتين:"ده بس علشان الحب بهدلة"
مريم:"ياسلام يا اختى على اساس ان عمو مش واحشك انتى كمان وهتموتى ويرجع"
وتين باشتياق قاتل :"انتى بتفكرينى ليه ها ما تسبينى اذاكر بقى الله يسامحك يا مريم"
مريم:"ذاكرى يا اختى ذاكرى ربنا يصبرنا على الشهر ده ما يخلص"
سمعت "مريم" رنين هاتفها ابتسمت ابتسامة جميلة قامت بفتح الهاتف بسرعة
مريم بابتسامة:"ابن حلال كنا لسه جايبين فى سيرتك"
ثائر:'وجايبين فى سيرتى ليه بقى وبتقولوا ايه"
مريم:"علشان وحشتنا اوى يا عمو"
ثائر بمكر:"وحشتك انتى ومين يا مريم"
مريم:"ها وحشتنى كلنا كده على بعضنا"
ثائر:"والنبى يا بكاشة طب افتحى الكاميرا علشان عايز اشوفكم"
مريم:"حاضر ثوانى بس"
قامت "مريم" بفتح الكاميرا حتى يستطيع" ثائر" رؤيتهم فهو اشتاق اليهم بالرغم انه لم يغادر سوى من يومين عندما وقع نظره على تلك التى اخذت منه عقله وقلبه وجد نفسه يبتسم لها
ثائر بابتسامة:"ازيك يا وتين عاملة ايه"
وتين:"الحمد لله كويسة نحمد ربنا"
ثائر:'والامتحانات عاملة ايه"
وتين:"الحمد لله ماشية عن اذنكم"
ثائر:" انتى راحة فين يا وتين"
وتين:'تعبت وعايزة انام بعد اذنك"
قالت ذلك وانصرفت شعر بالامتعاض بسبب تصرفاتها لماذا تتعامل معه بهذه الطريقة فهو لا يقبل ان يعامله احد هكذا فمن تظن نفسها؟
ثائر:"مالها وتين يا مريم"
مريم:"مش عارفة يا عمو مع انها كانت كويسة وكنا بنذاكر دلوقتى ومفيش حاجة"
ثائر:"المهم خلوا بالكم من نفسكم ماشى يا حبيبتى"
مريم:"ماشى ترجعلنا بالسلامة يارب"
ثائر:"تسلميلى يا حبيبتى سلام"
مريم:" مع السلامة"
ذهبت "وتين" الى غرفتها اصبحت هذه حالتها عندما يتحدث معها تتكلم بجمود وبرود برغم من ان حنينها وشوقها اليه يقتلها كل يوم وهى تتذكر تلك الليلة التى قضتها برفقته فى تلك الليلة التى اصبحت هى فيها ملك له جسداً وقلباً ولكنها لا تريد ان تتمادى فى احاسيسها ومشاعرها وتفيق على كابوس مزعج قامت بسحب صورته من تحت وسادتها التى قد اخذتها من غرفته بعد سفره
وتين:"انت وحشتنى اوى يا حبيبى ربنا يرجعك بالسلامة يارب بحبك يا ثائر"
قامت بتقبيل صورته التى بين يديها ثم اخذتها بين أحضانها واراحت رأسها على الوسادة ذاهبة فى النوم لعل الاحلام تجمعها بخاطف قلبها وعقلها
***
منذ ان انهى عمله فى منزل "ثائر" وهو يريد ان يراها مرة أخرى وجد نفسه يذهب الى الكلية فهو يعلم انها تؤدى امتحاناتها هذه الايام لمحها تجلس مع "مريم' تقدم منهم بابتسامة
حاتم:"السلام عليكم"
وتين ومريم باستغراب:"وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته"
حاتم:"اخباركم ايه"
وتين:"الحمد لله فى حاجة يا باشمهندس حاتم"
حاتم:"لا ابدا دا انا كنت معدى وشفتكم بالصدفة قولت اجى اسلم عليكم"
مريم:"شكرا على ذوقك يا باشمهندس حاتم"
حاتم باحراج:"عن اذنكم"
وتين:"اتفضل"
انصرف "حاتم' وهو يشعر بالاحراج فهو وضع نفسه فى موقف محرج جدا
مريم:"هو ايه حكايته ده كمان"
وتين:"مش عارفة فى ايه بالظبط"
مريم:"بيطلعلنا منين مش عارفة من ساعة ما لقينا شنطته وهو بيظهر كده متعرفيش ازاى"
وتين:"لاء وكمان طلع مهندس الديكور اللى عمل الجناح بتاع عمك شوفتى الصدف"
مريم:"الدنيا دى صغيرة فعلا"
وتين بضحك:"اه اوضة وصالة"
مريم:"بتتريقى يا اختى"
وتين:"بفرفشك يا مريم بلاش يعنى"
مريم:"لاء بلاش ايه فرفشينى يا اختى ميضرش برضه"
وتين:"يلا هانت وهنفرح بيكى قريب"
مريم:"يا مسهل الحال يارب بس مش عارفة عمو بقاله كام يوم مش بيتصل انا خايفة وكمان قلقت"
وتين:"ان شاء الله خير تلاقيه بس مشغول ولا حاجة وعنده شغل كتير"
كان الخوف يتأكل قلبها بسبب عدم اتصاله خشيت ان يكون اصابه مكروه وهى لا تعلم فهى تدعو الله ليلا نهارا ان يعود إلى المنزل سالما
***
حاول اغراق وإرهاق نفسه بكثرة العمل حتى لايفكر بها ولا يفكر فى ردودها الصادمة له عندما كان يحدثها عبر الهاتف
رمزى:"حرام عليك يا "ثائر" انت هتموت نفسك وتموتنى معاك كفاية بقى"
ثائر:"فى ايه يا "رمزى" مالك انا عملتلك حاجة يا ابنى انت"
رمزى:"نازل شغل شغل شغل حتى مش عارفين نخرج نشم هوا انت بتنتقم من نفسك ولا من مين"
ثائر:" انت عارف احنا مش جايين نتفسح احنا جايين فى شغل"
رمزى:"انت بتعمل فى نفسك ليه كده ايه اللى حصل وصلك لكده"
ثائر:"مفيش حاجة حصلت يا رمزى"
رمزى:"مش مصدقك اول مرة احس انك بتكذب عليا يا ثائر ودى مش عوايدك"
ثائر بتنهيدة:"عايز ابطل افكر فيها يا رمزى"
رمزى:"هى مين دى اللى مش عايز تفكر فيها"
ثائر:"وتين يا رمزى وتين"
رمزى: وتين يا رمزى وتين ! ليه هى عملت ايه يعنى"
ثائر:''بتتكلم معايا بكل برود وبتقصر فى الكلام زى ما تكون مش طايقة تسمع صوتى او تشوفنى مش عارف فى ايه"
رمزى:"ليه انت عملتلها ايه قبل ما نسافر انت زعلتها زى عوايدك"
ثائر:"لا ابدا معملتش حاجة ولا زعلتها بالعكس احنا كنا "
رمزى:"كنتوا ايه مش فاهم"
ثائر:"مش لازم تعرف ولا تفهم يا رمزى"
رمزى بهدوء:"ثائر انتوا اتجوزتوا بجد وتين بقت مراتك فعلا"
ثائر:"ايوة يا رمزى"
رمزى:"وامتى حصل الكلام ده"
ثائر:"الليلة اللى قبل ما نسافر"
رمزى:"مش جايز تكون مكسوفة منك او محروجة ليه مفكرتش فى كده"
ثائر:"وجايز تكون كرهتنى اكتر بسبب اللى حصل او انها مكنتش حابة ده يحصل أصلا"
رمزى:"لما ترجع اتكلم معاها متسيبش نفسك فى متاهة كده يا ثائر"
ثائر:"وانا مش حابب ارجع دلوقتى انا قولتلك لو الحب هيخلينى اخضع لواحدة يبقى هدوس على قلبى بالجزمة مش هجرى ورا واحدة وهى تعمل كده فيا مش انا يا رمزى ومش هرجع مصر الا لما يجيلى مزاجى كمان حتى لو قعدت هنا مدة اكتر من الشهر"
رمزى:"طب ذنب اهلى انا ايه دا انا بعد الايام علشان نرجع مصر ونكتب الكتاب بقى"
ثائر:"ما تثبت ياض انت انت خرع ليه كده رجالة ايه دى انا مش فاهم"
رمزى:"قولى انك بتهزر وكلها كام يوم ونرجع مصر"
ثائر:"لاء يا رمزى مش هرجع دلوقتى وممكن اقعد مدة زيادة عن الشهر علشان يكون فى معلومك يعنى ومش عايز كلام فى الموضوع ده تانى واسكت خالص"
"رمزى" يعلم جيدا انه اذا اتخذ قرار لن يتراجع عنه أبدا فالافضل له ان ينتظر ويرى الى ماذا ستؤل الأمور
***
حضرت "سيلا" الى المنزل استغربت كل من" مريم" و"وتين" سبب مجيئها فهى تعلم ان "ثائر" مسافرا ولكن لماذا حضرت الى المنزل
سيلا:" هاى ازيكم عاملين ايه"
مريم باستغراب:" خير يا سيلا فى ايه"
سيلا:"فى ايه يا مريم بلاش اجى يعنى ولا ايه ولا انتى مش عيزانى اجى هنا انتى ناسية ان انا خطيبة عمك"
مريم:"اصل انتى عارفة عمو مش موجود فمستغربة انك جيتى"
سيلا:"جيت اشوف الجناح بعد ما خلص عندك مانع"
مريم:"لما عمو ييجى بالسلامة ابقى تعالى شوفيه"
سيلا:"عن اذنك اطلع اشوفه"
تجاهلت "سيلا" كلام "مريم" صعدت الى جناح "ثائر" ولكنها لم تأتى من اجل ان ترى الجناح ولكن من أجل ان تبحث عن الاوراق التى اوصاها "بدر" ان تجدها وهى اوراق خاصة بالعمل لاتعرف "وتين" لماذا شعرت بالقلق تجاه "سيلا"
وتين:"هى شكلها مش مريح ليه كده زى ما تكون جاية عايزة حاجة معينة"
مريم:"مش عارفة فى ايه انا حسيت بكده برضه"
وتين:"تعالى نطلع وراها من غير ما تحس ونشوفها بتعمل ايه"
صعدت "وتين" و"مريم" نظروا من شق الباب وجدوا" سيلا" تبحث فى كافة الادراج كأنها تبحث عن شئ اضاعته وتريد ان تجده قامت "سيلا" بالبحث فى جميع أنحاء الغرفة ولكنها لم تجد شئ سمعت رنين هاتفها فكان المتصل هو "بدر الغرباوى"
سيلا:"ايوة يا بدر"
بدر:"لقيتى الورق ولا لسه يا سيلا"
سيلا:"قلبت عليه الدنيا مش لقياه دورت فى كل حتة فى الاوضة مش لاقيه له أثر خالص يا بدر"
بدر:"دورى كويس يا "سيلا" لازم نعرف الصفقة دى هتتعمل مع مين وهتخلص ازاى علشان نضرب ضربتنا المرة دى صح"
سيلا:"قولتلك دورت فى كل حتة ومفيش فايدة الظاهر الورق فى المكتب مش هنا او ممكن يكون "ثائر" مخلى "رمزى" عاين الورق ده فى مكان محدش يعرفه غيرهم"
بدر:"طب هنعمل ايه دلوقتى يا سيلا"
سيلا:"مش عارفة يا حبيبى هنعمل ايه ولو "ثائر" عرف مش هيسكت وهيقلب علينا الدنيا ومش بعيد يسلمنا لعذرائيل"
كل هذا و"وتين "و"مريم" امام الباب يستمعون الى كلام "سيلا" بافواه مفتوحة من الصدمة فهم سمعوا كل شئ وعلموا ان "سيلا "تمارس خدعة على "ثائر" عندما رأوا ان "سيلا "على وشك الانتهاء من المكالمة فروا هاربين الى الاسفل حتى لا تشك "سيلا" بأمرهم خرجت "سيلا" من الغرفة هبطت وجدت "وتين" و"مريم "جالسين فاطمئنت
مريم:"شوفتى الجناح خلاص عجبك يا سيلا"
سيلا:"ايوة الباشمهندس عمل كل المطلوب هو عمك ناوى يرجع امتى من السفر"
مريم:"انتى مش خطيبته هو مقالكيش هيرجع امتى"
سيلا:'بقاله كام يوم مبيتصلش بيا معرفش ليه فقولت اسألك جايز تعرفى"
مريم:'لاء مقاليش هيرجع امتى ربنا يرجعهولنا بالف سلامة ان شاء الله"
سيلا:"طيب انا ماشية سلام"
مريم:"مع السلامة"
سيلا:"سلام يا وتين"
وتين بهمس:" فى ستين داهية تاخدك ان شاء الله"
خرجت "سيلا" من المنزل تنفسوا الصعداء فكرت" مريم" انها يحب ان تخبر عمها بما سمعته من حوار "سيلا" مع المدعو "بدر"
مريم:"انا لازم اقول لعمو على اللى سمعناه من مكالمة سيلا واللى عملته"
وتين:" وهو عمك هيصدقنا لو قلنا كده على خطيبته"
مريم:"عمو عمره ما كدبنى وعارف ان انا مليش فى الكذب هو لازم يعرف لان 'سيلا" شكلها بتلعب لعبة كبيرة اوى وانا طبعا مش هستنى اشوفها بتأذيه او بتعمل حاجة تضره انتى مش معايا ولا ايه"
وتين:"معاكى طبعا وانا كمان ميرضنيش انها تضره دا انا كنت اقطعها حتت"
مريم:"ايوة كده دافعى عن جوزك انا هتصل بيه اقوله"
وتين:"ماشى اتصلى بيه"
كانت تنتظر بلهفة ان يرد على تلك المكالمة فهى لم تسمع صوته منذ مدة فهى اشتاقت الى سماع صوته ودفء نبراته .وجد هاتفه يعلن عن ورود اتصال من ابنة اخيه قام بفتح الهاتف
ثائر:"حبيبتى عاملة ايه"
مريم:"الحمد لله ايه ده كل ده متسألش علينا"
ثائر:"معلش بس هو ضغط الشغل"
مريم:"ربنا يعينك عمو فى حاجة حصلت وعيزاك تعرف"
ثائر باهتمام:"خير يا حبيبتى فى ايه"
مريم:"سيلا كانت هنا من شوية"
ثائر:" بتعمل ايه"
مريم:"بتقول كانت جاية تشوف الجناح ولما طلعت وراها انا و"وتين" لقيناها كانت بتفتش فى اوضتك بتدور على ورق وكلمت واحد اسمه" بدر" بتقوله انها مش لاقيه الورق
ثائر:"اه وبعدين"
مريم:"لما ملقتش حاجة مشيت فانا كلمتك اقولك علشان احنا خوفنا منها لتعمل حاجة تضرك"
ثائر:"متخافيش يا حبيبتى مش هتقدر تعمل حاجة المهم انتوا كويسين"
مريم:"اه الحمد لله وقربنا نخلص امتحانات"
ثائر:"ربنا معاكم خلوا بالكم من نفسكم ماشى"
مريم:"ماشى يا عمو ومتتأخرش علينا"
ثائر:"ان شاء الله يا حبيبتى سلام"
مريم:"مع السلامة"
كل هذا و"وتين" تتابع الحوار بينهم بدون ان تتكلم بكلمة واحدة فكم مرة امسكت لسانها حتى لا تسأله عن سبب غيابه كل هذه الفترة عن حرمانها من سماع صوته"
هو أيضاً كان يريد ان يتحدث معها ولكنها لم تبدى اى اشارة انها تريد ان تتحدث معه فهو لن يفرض نفسه عليها مرة ثانية فهو كرجل لا يقبل على كرامته ان يفرض نفسه عليها وهى غير راغبة بذلك او لا تريده
***
قام سمير بتجهيز الشقة حتى يستطيع ان يتزوج فيها بعد ان انتهى من شراء الدبل والشبكة الخاصة ب"أميرة" كان متحمسا جدا لانتهاء هذا المدة المتفق عليها حتى يستطيع الزواج كانت والدته واخته أيضاً ينتظرون مجئ هذا اليوم التى تصبح فيه" أميرة" زوجة" سمير"
عايدة:'انت يا سمير عملت حسابك فى فلوس للفرح"
سمير:"الحمد لله معايا قرشين هعمل بيهم فرح"
هيام:'وانت بقى هتعمله فى قاعة ولا فى الشارع"
سمير:"هعمله فى قاعة طبعا"
عايدة:"وعلى ايه المصاريف دى كلها وماله لو عملت الفرح فى الشارع"
سمير:"البنت نفسها فى فرح فى قاعة زى أصحابها وفيها ايه دى"
عايدة:'هو انت من دلوقتى هطبطب وتدلع ولا ايه يا سمير"
سمير:"وفيها ايه مش هتبقى مراتى لازم ادلعها"
قال ذلك وانصرف ظلت والدته تنفخ من الغضب بسبب كلامه
هيام:"شكل البت دى هتمشيه على العجين ميلغبطوش"
عايدة:"دا انا اللى همشيها على العجين متلغبطوش وهى مالهاش ام هتدافع عنها يعنى انا بقى هعلمها الادب يبقى ازاى"
هيام بغل:"ايوة كده احسن تفتكر نفسها حاجة يعنى"
عايدة:"سيبك من الكلام ده دلوقتى فى موضوع عايزة اكلمك فيه"
هيام:"موضوع ايه ده"
عايدة:'عايزين نعزم البت "وتين" تيجى الفرح"
هيام:"وايه اللى فكرك بيها دلوقتى"
عايدة:"عايزة اشوف ايه اللى حصلها بعد الجواز وهتيجى ولا لاء"
هيام:"دى ما صدقت مشيت هتيجى الفرح"
عايدة:'اهو هنعزمها ونشوف هتيجى ولا لاء"
هيام بصوت منخفض:"اه لو تيجى هى وجوزها الحلو ده دى هتبقى حكاية"
عايدة:"انتى بتقولى ايه يا بت يا هيام بصوت واطى كده"
هيام:"ها ولا حاجة لما يقرب الفرح هبقى ارن عليها واعزميها تيجى الفرح"
***
بعد سماع 'ثائر" كلام مريم وهو زاد شكه أكثر فهو بدأ الشك فيها منذ مدة وجاء كلام" مريم" ليؤكد ظنونه اخبر "ثائر" "رمزى" بما اخبرته به" مريم "
ثائر:"شكلها هتحفر قبرها بايدها يا رمزى"
رمزى:"شكل نهايتها قربت يا "ثائر "انا دلوقتى عرفت انت خليتى اخلى فى مراقبة عليها ليه"
ثائر:"هى اللى شككتنى فيها لما كانت عايزة تعمل الصففة مع بدر الغرباوى وهى عارفة ان سمعة شركته مش كويسة وان اى صفقة هو بيدخلها بتخسر الناس اللى معاه"
رمزى:'ولو كل ده طلع بجد وطلعت متأمرة عليك معاه وكانت بتضحك عليك"
ثائر بنصف ابتسامة:"دا انا هخليها تندم على اليوم اللى اتولدت فيه وفكرت تلعب بيا او تلعب عليا او بس عقلها صورلها انها ممكن تضحك او تستغفل " ثائر العمرى"
رمزى:"طب ايه هننزل مصر ولا ايه دا فات شهر واسبوع كمان كفاية كده بقى "
ثائر:"خلاص احجزلنا على طيارة بكرة لازم ارجع واعرف هى بتدبر لايه تانى"
رمزى بحماس:"حصل يا باشا والتذاكر اهى"
ثائر:"ايه السرعة دى قدر مكنتش وافقت نسافر كنت هتعمل ايه"
رمزى:"كنت هسافر انا اعملك ايه انا خلاص مبقتش قادر استحمل اكتر من كده "مريم" وخلصت امتحانات وانت راهنى هنا بسبب مزاجك'
ثائر:'عيل خرع بجد يعنى "
رمزى...قصدك عاشق والحب بهدلنى ههههه بذمتك انت مراتك مش وحشاك انت كمان وهتموت وتشوفها
ثائر:"ماشى ياعم العاشق الرحلة الساعة كام"
رمزى:"احنا ممكن نوصل البيت على الساعة ٢ باليل كده على ما اعتقد"
ثائر:"مكنش فى رحلات طيران بالنهار"
رمزى:"ملقتش غير دى واى حاجة المهم ان ارجع ارض الوطن"
هو أيضاً يريد العودة أكثر منه بسبب ذلك الاشتياق الذى ملأ قلبه لصاحبة تلك العيون الجميله والتى ربما عندما يعود ستتغير حياتهم الزوجية ربما للأفضل او للاسوء
***
قررت "مريم" ان تخرج هى و"وتين" للترفيه عن انفسهم بعد انتهاء الامتحانات فقرروا الذهاب إلى النادى وكانت هذه اول مرة تذهب" وتين "الى النادى
مريم:"مالك عمالة تبصى حوالين نفسك كده ليه يا وتين فى ايه"
وتين:"اول مرة ادخل نادى الصراحة"
مريم:"خلاص هنبقى نيجى هنا كتير تحبى تلعبى اى رياضة"
وتين:"انتى بتلعبى رياضة"
مريم:"انا كنت بحب العب تنس بس بقالى فترة كبيرة ملعبتس ما تيجى نلعب سوا"
وتين:"بس انا مبعرفش العب تنس انا ممكن العب معاكى استغماية ماشى كوتشينة ماشى بس تنس مجربتش
مريم:" ههههه متخافيش هعلمك تعالى"
ذهبوا الى ملعب التنس بدأت "مريم" تعليم وتين اساسيات لعبة التنس شعرت "وتين" بحماس بدأت اللعب مع "مريم" قامت بضرب الكرة بالمضرب ولكن لسوء الحظ اصابت الكرة احد الاشخاص
وتين بشهقة:"هااا انا خبطت حد بالكرة"
مريم:"الحقى الكورة جت فى مين"
وتين باستغراب:"مش ده الباشمهندس حاتم"
مريم:"هو الراجل ده ماشى ورانا ولا ايه"
اقترب منهم "حاتم" بابتسامة وبيده كرة التنس فهو صار يتتبع خطواتهم فى كل مكان فهو الآن يريد مفاتحتها فى موضوع خاص بها
حاتم:"ازيكم الكورة بتاعتكم اهى"
وتين:"شكراً يا باشمهندس حاتم"
حاتم:"ممكن اتكلم معاكى شوية يا انسة وتين"
وتين:"خير فى ايه"
حاتم:"طب نقعد نشرب حاجة"
وتين:"اسفة مش بقعد مع حد غريب"
حاتم:"انا مش هلف ولا ادور انا معجب بيكى وكنت عايز اتقدملك"
اتسعت عيون "وتين" على آخرها فماذا يقول هذا الشاب هل يطلب منها الزواج الآن
وتين:"حضرتك بتقول ايه"
حاتم:"انا بجد معجب بيكى وحابب ارتبط بيكى قولتى ايه"
وتين:"انا اسفة انا عندى ظروف تمنعنى اتجوزك او اتجوز اى حد"
حاتم باستغراب:"ظروف ايه دى"
وتين:"مش هقدر اقولك وياريت تنسى الموضوع ده عن اذنك"
تركته "وتين "واقفا مكانه وهو لم يفقه شئ لماذا لا تستطيع الارتباط به ماهو الشئ الذي يمنعها من القبول به
مريم.:"هو عايز ايه"
وتين:'عايز يتجوزنى"
مريم:"يا حلولى وانتى قولتيله ايه"
وتين:"قولتليه عندى ظروف تمنعنى اتجوز"
مريم:"مقولتلوش ليه انك متجوزة عمو ثائر"
وتين:''عمك حاطط شرط فى العقد يمنعنى اقول لاى حد ان انا متجوزاه"
مريم:"اظن العقد ده لازم يتولع فيه"
وتين:"يلا بينا نروح يا مريم"
عادوا الى المنزل ذهبت كل منهم الى غرفتها لتبديل ملابسها
مريم:"دادة يا دادة"
حسنية:"ايه يا حبيبتى عايزة ايه"
مريم:"عايزة اكل انا جوعت اوى"
حسنية:"العشا جاهز نادى "وتين" ويلا تعالوا كلوا"
هبطت "وتين" من غرفتها تناولت العشاء برفقة "مريم" وبعد الانتهاء ذهبوا الى الجنينة
وتين:"ماتيجى نتعلم نزرع ورد"
مريم:"والله فكرة حلوة اوى يلا بينا بس احنا بقينا بالليل"
وتين:" يا ستى وفيها ايه يعنى يلا بينا"
احضرت" وتين "شتلات ورد صغيرة قاموا بتجهيز مساحة صغيرة من الأرض وقاموا بغرس شتلات الورد وهم يضحكون فكانت ايديهم وملابسهم متسخة بالطين ولكنهم متحمسون جدا لما يفعلون
مريم:"انا هسمى الوردة دى "مريم "على اسمى"
وتين:"هتبقى جميلة اوى زى صاحبتها"
مريم:"تصدقى انا بحبك اوى يا "وتين" انتى ظهرتى فى حياتى وغيرتيلى روتين حياتى وحسيت ان رجعت اعيش من تانى"
وتين:"وانا كمان حبيبتك اوى يا مريم انا مكنش عندى اخوات وانتى عوضتينى الاحساس ده"
مريم:"ماتجيبى حضن بقى بمناسبة الكلمتين الحلوين دول"
وتين:"ههههه ماشى"
قامت "وتين" باحتضانها ارادات المزاح معها قامت برشقها بالماء كانت "مريم "تضحك كطفلة صغيرة وهى تجرى خلف "وتين" لترشقها هى ايضا بالماء ظلوا وقتا طويلا يضحكون وبعد ان انتهوا ذهبوا الى غرفهم
دخلت "وتين" الحمام اخذت حمام دافىء وخرجت قامت باخراج ملابس مريحة ارتدتها ارتمت على السرير كان الوقت ما زال باكرا للنوم ولكن عندما وضعت رأسها على الوسادة ظلت تفكر فى ذلك القاسى الذى طاوعه قلبه ان يغيب عن المنزل وعنها كل هذه المدة الم يشتاق اليها كما تموت هى من شدة شوقها اليه؟ تنهدت بقوةثم ذهبت فى نوم عميق
***
عاد" ثائر" و'رمزى" الى مصر كان يبدو عليهم الإرهاق الشديد فهو لم يكن يرحم نفسه من كثرة العمل وايضا مما زاد فى ارهاقه ساعات السفر الطويل ذهب" رمزى" الى منزله دخل "ثائر'' المنزل كان فى حالة هدوء شديد فالساعة الآن الثانية صباحاً فكل من فى المنزل غارق فى النوم وجد نفسه يذهب الى غرفتها ولا يعلم لماذا ؟ فهو يريد رؤيتها فتح الباب ببطئ دخل الى الغرفة تقدم خطوات الى السرير كانت نائمة تشبه الاطفال وهى بهذا الوجه الملائكى. من شدة تعبه وارهاقه جلس على طرف السرير غير قادر على الوقوف تململت وتين فى نومها تشعر بحركة غريبة فى الغرفة فتحت الاضاءة الخافتة
وتين بخوف:" انت مين"
ثائر بارهاق:"انا يا وتين متخافيش انا ثائر"
وتين بلهفة:"ثائر انت رجعت امتى وليه مقولتش انك جاى النهاردة"
ثائر:"لسه جاى دلوقتى ملحقتش اقولكم ان انا جاى علشان" رمزى" كان حاجز التذاكر من غير ما اعرف"
وضع رأسه بين يديه فهو غير قادر على فتح جفونه او ان يتكلم اكثر من ذلك فهو يريد الآن ان ينام فهو حتى غير قادر على ان يذهب لينام بغرفته لاحظت وتين ذلك اقتربت منه وجدته مغمض العينين يغط في نوم عميق
وتين:"ده نام وهو قاعد طب اعمل ايه دلوقتى .."ثائر" "ثائر" انت نمت طب نام كويس انت نايم وانت قاعد"
ولكن لا يوجد منه رد قررت مساعدته فساعدته فى خلع جاكيته وربطة عنقه وفتحت الازرار الاولى من قميصه حتى يستطيع ان يتنفس بحرية اراحت جسده على السرير قامت بخلع حذاءه ووضعته بجانب السرير دفن وجه اكثر فى الوسادة كأنه لايصدق انه سينام أخيراً كانت مازالت بجواره ابتسمت مدت يدها برفق تمسد خصلات شعره
وتين بهمس:" حمد الله على سلامتك يا حبيبى"
بتردد قامت بطبع قبلة خفيفة على وجنته فهى سعيدة جدا انه عاد الى المنزل وليس هذا فقط فهو نائم بجوارها ذهبت ونامت على الطرف الاخر من السرير فالسرير واسع بحيث يترك مسافه بينهم بالرغم من انها تشتاق الى دفء أحضانه ظلت تنظر الى ملامح وجه الوسيمة حتى غفت هى ايضا فى النوم بابتسامة جميلة على وجهها
تململت "وتين" فى نومها تشعر بثقل على كتفها فتحت عيناها ببطئ ونظرت إلى مصدر هذا الثقل وجدت "ثائر " نائماً واضعا رأسه على كتفها ويده حول خصرها فهو قد قام ايضا بخلع قميصه والقاه على الأرض ليستطيع ان ينام بحرية عندما حاولت الابتعاد وجدته يفتح عينيه ينظر اليها بدون ان يتكلم شعرت بتوتر خانق ولا تعرف ماذا تفعل؟
ثائر:"انتى راحة فين يا وتين لسه عايزة تبعدى تانى"
وتين بخجل:"عايزة اقوم علشان تعرف تنام براحتك انت كان باين عليك الارهاق والتعب جامد اوى لما وصلت فقولت اسيبك تنام وترتاح"
ثائر:"وهى راحتى انك تبعدى عنى يا "وتين" تبقى دى اسمها راحة ازاى دا يبقى عذاب بس عذاب بالبطئ"
وتين:"انت تقصد ايه بكلامك ده"
ثائر:" هو انا ليه فضلت بعيد كل ده يا "وتين" عنك وعن البيت ؟
وتين:"اسأل نفسك يا "ثائر" انت حتى مكنتش بتتصل غير كل فين وفين قلبك طاوعك انك تغيب ده كله ازاى للدرجة دى احنا ملناش اهمية عندك خالص يا ثائر"
ثائر:"انتى السبب فى ده كله انتى اللى خلتينى ابعد كل ده يا "وتين" ابعد واتعذب بقيتى انتى سبب عذابى يا وتين"
وتين باستغراب:" انا السبب فى عذابك ليه عملتلك ايه او انا اهمك فى ايه علشان اكون سبب عذابك لو جيت للحق انت يا" ثائر" اللى سبب عذابى وقهرتى "
ثائر:" انا يا "وتين"؟مشفتيش نفسك كنتى بتتعاملى معايا ازاى قبل ما اسافر ولما كنت بكلمك فى التليفون كأنك مكنتيش عايزة تسمعى صوتى او تكلمينى كنت تكلمينى كلمتين وتمشى كأن انا فارض نفسى عليكى او طالب منك حاجة فوق طاقتك"
وتين:"ثائر ارجوك اسكت متكملش كلامك انت مش فاهم حاجة مش فاهم حاجة"
ثائر:"بتترجينى لايه يا "وتين" ها وايه اللى انا مش فاهمه فهمينى علشان متخلنيش ابعد كده تانى وبالشكل ده"
وتين بتلعثم:"ماهو انا يعنى اللى حصل ...اووف مش عارفة اقولك ايه"
حاولت ايجاد الكلمات ولكنها لا تجد ما تقوله هل تخبره بصدمتها بسماع اسم "سيلا" منه اثناء نومه وانه كان يفكر بها وهى بين أحضانه هل تخبره بشعور الحسرة والانكسار الذى شعرت به بعد ما حدث منه
ثائر:"شوفتى انك مش لاقيه كلام تبررى بيه تصرفاتك يا حبيبتى"
اقترب منها اخذها فى أحضانه بقوة نسيت ماذا كانت ستقول فهى كانت ستخبره بما حدث وتسمع منه تفسيرا له ولكن عندما يقترب منها لا تتذكر سوى ان الكون كله تقلص ليصبح ذراعيه وهى تريد ان تظل بين ذراعيه
ولكنها سمعت كلمة ( حبيبتى ) هل سمعتها حقا ام انها تتوهم ذلك؟
كان فى حالة لا تسمح له بالكلام فهو اشتاق اليها بشدة منذ ان تركها فحاول اخماد ذلك الشوق الذى كان مثل النيران الحارقة يسرى فى عروقه وخلاياه كانت بين يديه مطيعة لينة كان حالها أشبه بطائرة ورقية تحلق في سماء صافيه يتلاعب بها النسيم وهو يتولى زمام أمورها كانت مذهولة بقدرته على التحكم فى عواطفها الذى كان هو محورها فهى لو فارقت الحياة الآن ستفارقها سعيدة بقلب راضى عما شعرت به من حرارة عواطفه ولهفته ان تكون بين يديه شعرت انها تغرق فى بحور لا تجيد بها السباحة.ادرك الآن ان تلك الفتاة أودت بقلبه الى هاوية العشق فكل لمسة منها تعيده إلى الحياة تلك الحياة التى كان يعيش بها لايهتم بشئ أم الآن اصبح يريد ان يعيش تلك الحياة بشكل اخر يعيش حياة العاشق المتلهف الى حبها وقربها يريد أن تأخذه الى عوالم مختلفة من العشق
رست سفينة الحب على شاطئ الأمان رفض تركها تنسل من بين أحضانه فهو لايريدها ان تبتعد فهى بمجرد ان تبتعد يشعر كأنه فقد شئ من نفسه او قلبه لذلك يريدها قريبه من قلبه ولا تبتعد عنه
ثائر بهمس عاشق:"خليكى فى حضنى يا وتينى متقوميش خليكى كده قريبة من قلبى"
وتين:"على فكرة مينفعش اللى احنا عملناه ده يا "ثائر" مكنش ده لازم يحصل"
ثائر باستغراب:'ليه بتقولى كده يا "وتين" انتى مراتى وانا جوزك واللى حصل لا عيب ولا حرام احنا متجوزين على سنة الله ورسوله"
وتين بدموع وحزن:"انت ناسى ان جوازنا المفروض يكون على الورق وبس وان فى عقد بنا وكمان انت خاطب واحدة تانية وهتتجوزها قريب"
ثائر:"العقد ده ولا ليه اى لازمة والعقد ده انا اصلا قطعته مبقاش له وجود ومفيش واحدة فى الدنيا دى كلها هتكون مراتى غيرك انتى يا "وتين"
وتين:" طب و"سيلا" يا ثائر"
ثائر:"خلاص مبقاش ينفع يا" وتين "مقدرش اسيب واحدة حبتها وعشقتها علشان واحدة كل همها توصل على حسابى وكمان ممكن تكون بتخطط لحاجة لو صدق ظنى فيها هتكون نهايتها على ايدى"
وتين بذهول:"حبيتها وعشقتها ! انت تقصدنى انا بالكلام ده يا ثائر"
ثائر بابتسامة جذابة:"ايوة يا "وتين" انا بحبك انتى وبعشقك انتى ومحدش هيشيل اسمى غيرك انتى و انتى اللى ان شاء الله هتكونى ام ولادى وانتى دنيتى وحياتى كلها وروح قلبى وحبيبتى"
حاولت التقاط انفاسها بصعوبة فهى شعرت ان انفاسها صارت ثقيلة فكم هذه الاعترافات لايتحملها قلبها فهى فى أغرب أحلامها لم تتخيل ان يعترف لها بحبه بهذه الطريقة
ثائر:"وتين انتى مبترديش عليا ليه لو انا فارض نفسى عليكى قولى لو مش حابة قربى منك قولى بس بلاش سكوتك اللى يوجع ده انتى مش عيزانى يا"وتين" لو انتى فعلا مش عيزانى انا هنسحب من حياتك وهديكى حريتك لان انا مقبلش على نفسى ان اعيش معاكى غصب عنك او افرض عليكى حاجة انتى مش حباها"
وتين:"مش عيزاك ومش حابة قربك منى! انت بتقول ايه يا 'ثائر" انا عمرى ما اتمنيت حاجة فى حياتى قد ما اتمنيت انك تحس بيا وتحبنى قد الحب اللى انا بحبهولك انت عشقي وحبى الوحيد يا" ثائر" حبيتك من اول لحظة شفتك فيها ولما اتجوزتك وجيت هنا وشوفت" سيلا" عرفت يعنى ايه غيرة ويعنى ايه وجع قلب لما بشوفها معاك بحس بنار جوا قلبى ولما عقلى يحرضنى امشى من هنا قلبى ميطاوعنيش وافضل هنا زى ما اكون بعذب نفسى بالبطئ عارف لما تبقى حاجة مش حرام تقرب منها بس فى نفس الوقت مش قادر تقرب منها كنت بالنسبة ليا زى الفاكهة المحرمة قبل ما تسافر لما كنت معايا سمعتك وانت بتتكلم وانت نايم كنت بتنادى على "سيلا" وتقولها لاء يا"سيلا" لاء حسيت الدنيا اسودت فى وشى كل اللى حصل بينا وتفكيرك فيها هى وبس
ثائر" هو ده السبب فى انك مكنتيش عايزة تتكلمى وكنتى بتردى عليا ببرود"
وتين:" أيوة لأن قلبى وجعنى ساعتها لما ابقى معاك وانت نايم بتفكر فى واحدة تفتكر احساسى ساعتها يبقى ايه"
ثائر:" لو كنتى قولتيلى كنت قولتلك ايه السبب فى ان انا ناديت على سيلا وانا نايم"
وتين:" طب ايه هو السبب اللى يخليك تترجاها بالشكل ده وانت نايم"
ثائر:" السبب ان انا.........

رواية دمية في يد غجري الفصل السادس عشر بقلم سمسم

قبل ما تسافر لما كنت معايا سمعتك وانت بتتكلم وانت نايم كنت بتنادى على "سيلا" وتقولها لاء يا"سيلا" لاء حسيت الدنيا اسودت فى وشى كل اللى حصل بينا وتفكيرك فيها هى وبس
ثائر" هو ده السبب فى انك مكنتيش عايزة تتكلمى وكنتى بتردى عليا ببرود"
وتين:" أيوة لأن قلبى وجعنى ساعتها لما ابقى معاك وانت نايم بتفكر فى واحدة تفتكر احساسى ساعتها يبقى ايه"
ثائر:" لو كنتى قولتيلى كنت قولتلك ايه السبب فى ان انا ناديت على سيلا وانا نايم"
وتين:" طب ايه هو السبب اللى يخليك تترجاها بالشكل ده وانت نايم"
ثائر:" السبب ان انا كان فى دايما كابوس بيجيلى بموت "رؤوف" اخويا بس الكابوس المرة دى كان فى حد عايز ياخدك انتى و"مريم" منى ويبعدكم عنى ولما قربت وشوفت مين ده طلعت "سيلا" علشان كده كنت بقولها لاء يا "سيلا" لاء انها مش هتقدر تحرمنى منكم او تبعدكم عنى"
وتين بابتسامة:"بجد انت بتحبنى اوى كده وبتخاف عليا يا ثائر"
ثائر:"انا بعشقك يا "وتينى" مش بس بحبك وعمرى ما اتخيلت ان هييجى عليا يوم واحب واعشق زى باقى الناس وان يكون فى واحدة فى حياتى ابقى ملهوف عليا وعايزها دايما قريبة منى ومتبعدش عنى وعايز اجبلها الدنيا دى كلها لحد عندها "
وتين:"ليه يعنى انت عمرك قلبك ده ما دق لحد قبل كده"
ثائر:"طول عمرى قلبى ده قافل عليه مبحكمش غير عقلى وبس حتى لما خطبت خطبت بعقلى مش بقلبى لحد ما ظهرتى انتى فى حياتى بقى قلبى هو اللى يتحكم فيا لما شفتك وفى اثار ضرب على وشك كنت عايز امسك اللى عمل فيكى كده واضربه لحد ميبقاش قادر يتحرك بعدها لما عرفت ظروفك والعذاب اللى انتى عايشة فيه لقيت نفسى بفكر فى طريقة اخلصك من الناس دى لما شفت ضعفك وقلة حيلتك اتجننت انتى ازاى تسكتى على وضع زى ده او تسيبى حد يعمل فيكى كده وانتى ساكتة ومتاخديش حقك او تردى الاذى عن نفسك"
وتين:"علشان كده كنت بتنرفزنى بكلامك وتصرفاتك وتعصبنى"
ثائر:"كنت عايزك تثورى وتردى على اى حد يضايقك وانك متسبيش حقك ولا تسيبى حد ييجى على كرامتك بس انتى عارفة كنت عايزك تبقى قوية مع الكل ومعايا انا تبقى انتى زى ما انتى "وتين" البنت اللى احس انها محتجالى وان انا فارق معاها وليا مكان فى حياتها وانها متقدرش تستغنى عنى "
وتين بحب:"انت ملكش مكان فى حياتى بس انت كل حياتي انت عمرى كله يا حبيبى"
ثائر:"بعشقك يا وتينى يا احلى واجمل صدفة حصلت في حياتى كلها"
وتين:"مش اكتر منى انا بقيت مجنونة بيك يا ثائر مهووسة بكل حاجة فيك"
ثائر بابتسامة:"للدرجة دى يا حبيبتى"
وتين بتنهيدة:"وأكثر كمان يا حبيبى انا النهاردة احلى يوم فى عمرى كله"
ثائر:"ان شاء الله ايامك الجاية كلها هتبقى احلى واجمل"
وتين:"اكيد وانت معايا يا حبيبى انا حاسة كأنى بحلم بس مش عايزة اصحى من الحلم ده"
ثائر:"لاء ده حقيقة مش حلم فى حاجة كنت عايزك اسالك عليها يا وتين "
وتين باستغراب:"حاجة ايه دى يا حبيبى"
ثائر:"يوم ما وصلتى البيت هنا اول مرة كنتى نايمة وبتحلمى وبتقولى لحد يا حبيبى انت جيت مين ده يا "وتين" اللى كنتى بتكلميه وانتى بتحلمى"
وتين بابتسامة:"مش هتصدق لو قولتلك انه هو انت يا "ثائر "اللى كنت بحلم بيه وبقوله يا حبيبى"
ثائر:'كنتى بتحلمى بيا انا"
وتين:'ايوة انا كنت عايشة على الاحلام دى كنت دايما احلم ان انا حبيبتك وعايشة معاك فى سعادة بس دايما كنت افوق على كوابيس واصحى الاقى نفسى ان فى حلم والواقع حاجة تانية واقع انك خاطب وفى واحدة تانية فى حياتك وانك هتتجوز واحدة تانية"
لف ذراعيه حولها بقوة كأنه يخبرها ان ما يحدث هو الحقيقة وليس خيال وانها ستظل بين ذراعيه لما تبقى من عمره شعرت بحرارة عناقة التصقت به أكثر كأنها ضلع من ضلوعه غفت فى النوم بسبب ما شعرت به من حب ودفء بين ذراعيه
***
غارقة فى سبات عميق عندما سمعت حركة فى الغرفة وشخص يمد يده يهز ذراعها بقوة فتحت عيناها وجدته ينظر اليها بغضب تأففت بسبب ازعاجه لها وانه ايقظها من نومها
سيلا بنعاس وتأفف...فى ايه يا بدر على الصبح ايه الدوشة دى انت مش شايف ان انا نايمة
بدر بغيظ:" نايمة! حضرتك نايمة فى العسل ومش حاسة بحاجة خالص يا "سيلا" هانم"
سيلا:"ايه اللى حصل يعنى لده كله والدوشة دى على الصبح القيامة قامت يا بدر"
بدر:"حضرتك ثائر عمل الصفقة اللى كان مسافر علشانها وهيتخرب بيتنا لانه هو اتفق مع الشركة الاجنبية هيبقى هو المصدر الوحيد لهم'"
سيلا:"وانا اعمل ايه يعنى ما انا حاولت ادور على الورق علشان نعرف الشروط ونعمل احنا الصفقة ملقتهوش اعملك ايه يعنى"
بدر:"انتى مش ملاحظة انك مبقتيش تنفعى فى حاجة يا سيلا خالص ومش شايفة شغلك كويس"
سيلا بغيظ:"انت قصدك ايه يعنى بكلامك ده يا بدر"
بدر:"حتى مش قادرة تغويه وتضحكى عليه وتنجزى فى الموضوع ده وتتجوزوا"
سيلا:'انا عملت كل اللى اقدر عليه وكفاية ان قدرت اخليه يخطبنى"
بدر:"يا فرحتى هو ده اللى قدرتى عليه لاء تعبتى بجد يا سيلا"
سيلا:"انت جاى تصحينى من احلاها نومة علشان تسمعنى كلامك ده"
بدر:"تصدقى انك تنقطى يا "سيلا" وباردة انا عمال اكل فى نفسى وانتى بتتكلمى بكل برود"
اقتربت منه باغراء مبتسمة تلك الابتسامة التى كانت كفيلة باغراء اى رجل يرى امرأة جميلة
سيلا بدلع:"مالك بس يا حبيبى راحت صفقة تيجى غيرها هى الدنيا خلصت يعنى يا بدر"
بدر:"مش وقت دلعك ده يا سيلا احنا نتقدم خطوة نرجع الف لورا وكل ده بسبب ان حضرتك مش شايفة شغلك كويس"
سيلا:"والله انا بعمل المطلوب متى وبنفذ اللى بتقولهولى بالحرف اعمل ايه تانى"
بدر بشر:"لازم بقى تتجوزوا يا "سيلا" كفاية عليه كده لازم نخلص منه بقى بس لما تكونى انتى مراته علشان كل ده يبقى فى الاخر ليكى انتى ويبقى حققت انتقامى
سيلا:"لما اشوف هيرجع امتى يا "بدر" بس يا حبيبى مش هتغيير لما حد غيرك يتجوزنى ويلمسنى"
بدر:"متخافيش يا روحى هو يمضى على القسيمة وهخليكى تستلمى شهادة وفاته"
عند تخيله هذا ارتسمت تلك الابتسامة الخبيثة التى تحوى العديد من النوايا الشريرة
سيلا بخبث:'دا انت شرير خالص يا بدر خسارته فى الموت يا"بدر" والله"
بدر:"انتى عينك زاغت عليه ولا ايه ما تحترمى نفسك"
سيلا:"وهى فى واحدة عندها شوية نظر عينها متزوغش على "ثائر العمرى" انت مش شايفه عامل ازاى يخربيت جمال امه"
بدر بعضب:"سيلا احترمى نفسك واتلمى وياريت تنجزى فى الموضوع ده انا مكنتش بعتك ليه علشان تحبيه يا روحى ماشى ولا تتغزلى فى حلاوته"
سيلا:"انا نفسى اعرف ايه سبب كرهك ليه للدرجة دى مش معقول علشان الشغل بس "
بدر:"دا تار قديم ولازم اخد حقى من عيلة العمرى كلها"
سيلا:"تار ايه ده و"ثائر "عمل فيك ايه انتوا مفيش بينكم تعامل اصلا"
بدر:"مش هو اللى عمل اخوه رؤوف اللى عمل"
سيلا:"رؤوف ! رؤوف مات من زمان وايه علاقته بيك"
بدر:"مش لازم تعرفى اكتر من كده وركزى فى شغلك احسنلك يا "سيلا" والا مش هتعرفى مصيرك ايه"
قال جملته بذلك الفحيح الذى يشبه فحيح الافاعى ابتلعت "سيلا "ريقها خوفا من تهديده لها فهى تعلم ان بدر شخص سيئ لا يحسب لاى علاقة انسانية حساب او ثمن
***
شعرت بلمسات على وجهها ابتسمت ابتسامة جميلة فهى تظن انها تحلم عبست ملامحها لمجرد التفكير انها يجب ان تستيقظ الآن فهى لا تريد ترك ذلك الدفء الذى تشعر به الآن او ان تترك ذلك الحلم الذى لم تحلم به من قبل
ثائر بهمس:"وتينى اصحى بقى"
وتين بنعاس:"بس شوية يا مريم والنبى انا بحلم بحلم حلو اوى وعمك معايا فى الحلم"
ثائر بابتسامة:"اه وبتعملوا ايه يا وتين قوليلى"
وتين:"لاء عيب مش هينفع اقول حاجة"
ثائر:"ليه بس مش هينفع تقولى قوليلى يلا"
عند هذا فتحت وتين عيناها بقوة وهى تراه بجوارها يبتسم لها اعتدلت فى جلستها تنظر اليه بعيون متسعة
وتين بفزع:"هو انا قولت ايه وانا نايمة"
ثائر:"ياااااه دا انتى قولتى حاجات كتير اوى بس ايه ده كله يا "وتين" كل ده جواكى دا انتى كاتمة فى قلبك وساكتة بقى"
وتين:"ثائر بجد انا قولت ايه انا خرفت وانا نايمة صح قولى قولت ايه"
ثائر:"دا انتى على كده الواحد يخليكى تعترفى بكل حاجة وانتى نايمة"
وتين:"يا نهارى انا شكلى عكيت الدنيا جامد صح مش كده"
ثائر بتمثيل:"اوى اوى يا "وتين" انا مش عارف اقولك ايه مش قادر اقولك انتى قولتى ايه"
قامت بتغطية وجهها بيدها وهى على وشك البكاء بسبب احراجها فهى لا تعلم ماذا قالت وهى نائمة فهى تخشى أن تكون باحت بكلام كانت تحدثه به فى منامها
ثائر بقلق:"مالك يا "وتين" فى ايه يا حبيبتى"
وتين:".......
ثائر:'وتين رد عليا يا قلبى على فكرة انا كنت بهزر وانتى مقولتيش حاجة"
وتين:"بتتكلم جد انا مقولتش حاجة وانا نايمة"
ثائر:"ايوة مقولتيش حاجة انا كنت بهزر معاكى"
وتين بزعل:"كده تعمل فيا كده بتشتغلنى يا ثائر وبتضحك عليا"
قامت بضربه عدة ضربات على صدره بقبضة يدها الصغيرة وهو يبتسم على تصرفاتها ثبت يدها موضع قلبه سكنت حركاتها نظر إليها
ثائر:" تانى مرة متحطيش ايدك على وشك وتخبى عنيكى الحلوة دى عنى"
وتين بخجل:" انت احرجتنى وانا لما بحس بالاحراج ببقى نفسى اختفى من المكان الموجودة فيه ببقى عايزة اى مكان استخبى فيه"
ثائر: بحب" بعد كده مش هتستخبى الا فى حضنى وبين ايديا"
اقترب منها معانقا بشدة يريد أن يرتوى من تلك الانهار الساكنة بعينيها الجميلة وشفتيها فعناقها اصبح كالادمان الذى يطالبه به قلبه فى كل وقت فهو لا يكتفى ابدا بل يزداد فى اشتياقه لها اكثر خطف انفاسها بذلك العناق شعرت ان كل شئ توقف وان حواسها ايضا توقفت فماهذا الاحساس الجميل الذى تشعر به كلما اقترب منها فهى اول مرة تختبر تلك الاحاسيس التى كانت كالنيران التى تشتعل في عروقها فهى لم تتخيل ان يكون عاشقا لها إلى هذا الحد فهى اصبحت تعشق وجوده فى حياتها أكثر وخاصة بعد ان اصبحت ملك له قلباً وقالباً
ثائر بعشق:"بحبك بعشقك يا وتينى"
وتين:"مش قد حبى وعشقى ليك يا حبيبى.. بس ثائر انت هتعمل ايه مع سيلا"
ثائر:"لازم اعرف هى ناوية على ايه وعملت ليه كده واعرف اللى وراها وهى عايزة ايه بالظبط علشان كده لازم نبان قدامها زى ما احنا مش لازم تعرف دلوقتى انك مراتى يا وتين ولا حد فى البيت كمان يعرف يعنى نفضل زى ما احنا على ما اخلص من المشكلة دى علشان مش عايز حد يأذينى فيكى لو عرفت انك مراتى"
وتين بغيرة:'مش هستحمل اشوفها معاك او بتدلع عليك او بتمد أيدها وتلمسك انا كنت بموت بتقطع من جوايا لما بشوفها معاك كان نفسى اكسر ايدها ورقبتها"
ثائر بحب:'بعد الشر عليكى يا قلبى بس معلش استحملى علشان بس اعرف هى عايزة ايه علشان متعملش حاجة تضرنا بيها او تكون بتخطط لحاجة تدمرنى فيها وانا مش هستحمل حد يعمل فيكى حاجة لمجرد انه ينتقم منى"
وتين:"هستحمل وامرى لله بس حسك عينك اشوفك تقرب منها او تبتسملها او تضحك معاها او تلمس أيدها او تقعد جمبها او تقولها كلمة حلوة انت فاهم"
ثائر:"ياه للدرجة دى بتحبيني وبتغيرى عليا يا وتينى"
وتين:"واكتر انت اول واخر راجل اعشقه فى حياتى بس جميل الدلع ده"
ثائر:"علشان انتى بقيتى وتينى انا وبس ثم انتى يعنى عمرك ما قلبك ده انتى كمان دق لحد قبل منى"
وتين:'افتكرت انه دق بس طلع وهم وأمل كداب مش اكتر"
ثائر:"دا كان مين بقى ان شاء الله انطقى يا "وتين" قولى"
وتين بحذر:"كان واحد جارنا فى اسكندرية"
ثائر:"اللى اسمه "أسامة" ده مش كده خطيب قريبتك الغريبة اللى اسمها "هيام" دى"
هزت رأسها علامة الموافقة على كلامه نظر اليها نظرات غيرة كادت تفتك بقلبه فهو لا يريد ان يكون احد قبله سكن قلبها
ثائر:"وده كان عاجبك فى ايه ان شاء الله دا باين عليه عيل ملزق وفرفور ورخم وانا من اول ما شوفته وانا مش طايقه"
سمعت "وتين" ذلك لم تتمالك نفسها فافلتت منها ضحكات بصوت رنان زادت فى جنونه اكثر
ثائر بغضب وغيرة:"وكمان بتضحكى. بتضحكى على ايه انتى ها"
وتين:" بيبقى شكلك حلو وانت متنرفز يا حبيبى مش عارفة ليه لما بشوفك متنرفز ومتعصب ببقى نفس اقرب منك اكتر"
ثائر باستغراب:"اشمعنا يعنى مش عايزة تقربى منى الا لما اكون متعصب ومتنرفز"
وتين بخجل:"جايز علشان كنت بحلم وبتخيل ان اكون انا الحاجة اللى تهديك بدل رمزى"
ثائر:"طب كنتى هتهدينى ازاى" رمزى" بيهدينى بالكلام وعارف اللى بيأثر فيا انتى كنتى هتعملى ايه بقى ها قوليلى"
وتين باحراج:"ها ولا حاجة مكنتش هعمل حاجة انا بهزر معاك"
ثائر:"لا يا شيخة يلا قولى كنتى هتعملى ايه علشان تهدينى مش جايز تعجبنى الطريقة وتبقى انتى المسكن بتاعى لما اتعصب"
وتين:"كنت مثلا هعمل كده"
قامت بلف يديها حوله واضعة رأسها على صدره مشددة اكثر فى احتضانها له شعر بذلك وجد نفسه يعتصرها بقوة في أحضانه
ثائر بابتسامة:"لاء حلوة الطريقة عجبتنى خلاص انا عايزك انتى تهدينى لما اتعصب"
انسلت من بين ذراعيه بوجه يكاد تنفجر منه الدماء فماذا يحدث ؟ فهى لم تستوعب الى الان ان كل هذا حقيقة فكلما تحاول ان تقنع نفسها ان هذه هى الحقيقة يوسوس لها عقلها بأن هذا حلم وخيال من نسيج مخيلتها
ثائر:"انا هروح اوضتى دلوقتى قبل ماحد من الشغالين ييجى ويشوفنى هنا"
وتين:"ماشى يا حبيبى"
قبل ان يخرج من الغرفة ابتسم لها وغمز لها باحدى عينيه شعرت ان قلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها فابتسمت ونظرت الى الارض بعد خروجه ذهبت سريعا الى الحمام اخذت حمامها وخرجت ارتدت ملابسها وادت صلاتها وهبطت الى الاسفل قامت بطرق باب غرفة "مريم"
مريم:" ايوة ادخل"
وتين بابتسامة عريضة:"صباح الخير يا مريم"
مريم:'صباح النور يا حبيبتى مالك كده"
وتين:"مالى فى ايه"
مريم:"الله أكبر عليكى يعنى باين على وشك ان انتى فرحانة ومبسوطة كده او فى حاجة حصلت مخلياكى سعيدة"
وتين:" اه عمك ثائر رجع امبارح من السفر"
مريم بفرحة:'بجد عمو "ثائر "رجع حمد الله على سلامته"
وتين بلؤم:"فرحانة علشان عمك ولا علشان حبيب القلب رجع معاه"
مريم:"اه منك يا لئيمة انتى "
وتين:"ههههههه يبقى تفكيرى صح"
مريم:"يبقى هييجى النهاردة علشان يشوفنى"
وتين:"مش بعيد تلاقيه واقف على الباب دلوقتى"
مريم بابتسامة عريضة:"بجد هييجى دلوقتى يا وتين"
وتين:"صحيح الحب بهدلة"
مريم:"قولى لنفسك يا اختى والنبى دا انتى هتموتى من الفرحة ان عمو رجع"
وتين:"اه والله انتى بتقولى فيها انا فعلا هموت من الفرحة علشان رجع حاسة كأن قلبى هيقف"
ثائر:"بعد الشر عليكى "
التفتوا الى مصدر الصوت وجدوا "ثائر "على الباب فجرت "مريم "عليه ضمها اليه بحنان
مريم:"حمد الله على السلامة يا عمو"
ثائر:"الله يسلمك يا حبيبتى هديتك اهى وانتى يا "وتين" هديتك اهى"
كانت الهدايا عبارة عن أساور جميلة جدا ذات ذوق راقى جدا تناسب فتاتين في منتهى الرقة
مريم:"الله ايه الاسورة الجميلة دى تسلميلى يا عمو يا قمر انت"
ثائر بابتسامة:" اه منك يا اونطجية انتى "
مريم:" كده يا عمو طب انا زعلت بقى"
ثائر:" وانا ميرضنيش زعلك يا حبيبة قلبى عجبتك يا وتين"
وتين:" جميلة جدا بس باين عليها غالية اوى وانت لسه جايبلنا السلاسل اللى فيها زمرد احنا كده جايين عليك بخسارة"
ثائر:"فداكم اى حاجة اظن انا معنديش اغلى منكم فى الدنيا دى اجبلهم اغلى ما فيها"
لو لم تكن" مريم" موجودة الآن لكانت ارتمت فى احضانه تخبره انه هو اغلى ما تملكه فى دنياها وليس تلك الاشياء
انتبهوا على صوت" حسنية "تخبرهم بمجئ "رمزى" ومعه بعض الاشخاص
حسنية:"ثائر بيه الاستاذ "رمزى" برا ومعاه ضيوف"
ثائر باستغراب:"ضيوف مين دول اللى "رمزى" جايبهم على الصبح كده"
خرجوا جميعا من الغرفة وجد "ثائر "رمزى "ومعه ثلاثة افراد لم يراهم من قبل
ثائر:"اهلا يا رمزى مين دول"
رمزى بابتسامة:"ده المأذون والشهود يا حبيبى علشان اكتب كتابى على مريم دلوقتى"
ثائر:"نعم يا اخويا هو احنا اتفقنا ان كتب الكتاب النهاردة"
رمزى:"انا اتفقت مع نفسى المأذون اهو والشهود والعروسة موافقة وانت وكيلها واقعد نكتب الكتاب احسن اخرج من هنا ارمى نفسى فى النيل وانتوا حريين بقى ومش بس كده لاء هطلعلك عفريت يا" ثائر" واقرفك فى عيشتك"
ثائر بمزاح:" والله العظيم انت مجنون ودماغك لسعت يا "رمزى" وتطلعلى عفريت اذا كنت انا مش طايقك وانت بنى ادم هطيقك وانت عفريت"
رمزى:'بقولك ايه اقعد بقى نكتب الكتاب مش انتى موافقة يا مريم"
كانت" مريم" و"وتين "ايضا اصابهم التعجب مما يحدث فهم لم يخطر فى بالهم ان" رمزى" سيفعل ذلك الآن ابتسم" ثائر "على تصرفاته فهو لا يلومه فهو اصبح يعلم كيف يكون شعور العاشق ورغبته بتملك معشوقه
ثائر:"انتى موافقة يا حبيبتى نكتب الكتاب دلوقتى"
مريم بصوت منخفض:"موافقة يا عمو"
ثائر:"اقعد يا اخرة صبرى نكتب الكتاب اتفضل يا استاذ ابدأ"
وضع "ثائر" يده فى يد "رمزى" وتم كتب الكتاب شعور بالسعادة سيطر على قلب الحاضرين بعد كتب الكتاب انصرف المأذون والشهود
وتين بفرحة:"الف مبروك يا حبيبتى ربنا يتمم بخير"
مريم:" الله يبارك فيكى وتسلميلى يا وتين"
ثائر:"مبروك يا حبيبتى الف مبروك يا مريم"
مريم:"ويباركلى فيك يا عمو وميحرمنيش منك"
رمزى:"لا والنبى وانا مليش كلمة حلوة دا انا بقيت جوزك وهبقى ابو العيال"
سمعت "مريم "ذلك ابتسمت وجرت الى غرفتها تتبعها "وتين"
ثائر:"بطل رخامة ياض انت متكسفهاش واحترم نفسك"
رمزى:"بص بقى هى بقت مراتى ملكش دعوة بقى سيبنى منى ليها"
ثائر:"انت مفكر علشان كتبت الكتاب هسيبهالك لاء يا حبيبى دى هتفضل كده لحد ما تروح بيتك"
رمزى:"انت عارف انا كاتب الكتاب علشان اخد حريتى فى الكلام معاها مش اكتر انا بفهم فى الأصول يا صاحبى"
ثائر:"ايوة كده اظبط احسنلك"
رمزى:"غجرى على حق على العموم خد الصور وتقارير المراقبة بتاعة سيلا"
ثائر:"ها ايه الاخبار"
رمزى بحذر:"الصراحة يعنى هى و"بدر الغرباوى" خربنها مع بعض"
ثائر:"يعنى ايه مش فاهم وضح كلامك يا "رمزى" مبحبش الكلام اللى مش مفهوم ده"
رمزى:"بصريح العبارة هو بيروحلها بيتها وبيبات هناك ومظنش يعنى انهم بياخدوا درس فيزياء مع بعض وانت فاهم"
ثائر بهدوء:"وايه تانى حصل ايه الشغل اللى بينهم وبين بعض"
رمزى:'اللى عرفته انها تعرفه قبل منك بكتير بس ليه هى اتخطبتلك وهى كده معاه ده اللى معرفتش أوصله"
نظر "ثائر" الى الصور التى بيده فهى صور تجمع" سيلا" و"بدر" فى عدة أماكن فهى استغلت فرصة سفره وكانت تفعل ما يحلو لها مطمئنة البال ان" ثائر "لن يعرف ما بينها وبين" بدر"
رمزى:"مقولتليش عملت ايه مع" وتين" مراتك اتكلمت معاها ولا لسه قافش منها"
ثائر بابتسامة:"لاء اتكلمنا وامورنا بقت تمام واعترفتلها انى بحبها وهى كمان طلعت بتحبنى يا رمزى"
رمزى:"طب الحمد لله ان اموركم بقت تمام نتكلم بقى فى فرحى علشان ابقى تمام انا كمان"
ثائر:"اخلص بس من موضوع "سيلا "و"بدر "ده وهعملكم فرح محصلش"
رمزى:'حبيبى يا ابو نسب يا حمايا العزيز"
ثائر:"بحبك وانت مؤدب اوى كده يا "رمزى" بتبقى ابن ناس اوى"
رمزى:"وقبل كده مكنتش ابن ناس ولا ايه حافظ على ملافظك ياجدع انت"
ثائر:"اتلم احسن ما اقوملك انت فاهم يا بتاع انت"
رمزى:"انا بتاع ! صحيح غجرى ومتربتش كاتك القرف فى معرفتك السودة"
بعد ان قال ذلك وجد نفسه يضحك شاركه "ثائر" الضحك فهى هذه دائما عادتهم ما ينتهى نقاشهم بهذه الطريقة
ثائر:" قوم يلا خلينا نروح شغلنا علشان اشوف الشغل ماشى ازاى الفترة اللى فاتت"
رمزى:" ماشى يلا بينا بس استنى اشوف "وتين" و"مريم" لو عايزين حاجة قبل ما اخرج"
رمزى:" آه وهاتلى "مريم" اسألها انا كمان هو انا مش بقيت جوزها"
ثائر:" انت عارف لو كسفتها فى الكلام زى عوايدك انت حر"
رمزى:" لاء يا عم انا هقولها عايزة حاجة يا" مريم" ونمشى على طول"
نادى" ثائر" عليهن خرجوا من الغرفة ابتسم لها واخبرهم انهم ذاهبون الى عملهم
ثائر:" احنا رايحين الشركة عايزين حاجة قبل ما نمشى"
مريم:" اه ياعمو احنا هنروح النادى"
رمزى:" ليه بقى عايزين تروحوا تعملوا ايه"
مريم:" هنروح نلعب تنس انا "وتين'' احنا كنا بنروح وانتوا مسافرين"
ثائر:" ماشى بس ما تتأخروش هناك ترجعوا على طول ومتخليش حد يضايقكم او يكلمكم او تتكلموا مع حد اقولكم احسن حاجة بلاها النادى خالص"
وتين:" طب هنعمل ايه طيب دلوقتى مفيش حاجة نعملها واحنا فى اجازة"
ثائر:" ممكن تدخولوا صالة الرياضة بتاعتى اللى هنا العبوا رياضة"
وتين:" عايزنا نشيل حديد ونلعب بوكس وملاكمة"
ثائر بلؤم:" وفيها ايه دا انا حتى اللى هعلمكم ازاى تلعبوا بوكس وتشيلوا حديد"
شعرت باحمرار فى وجهها لانها ربما فهمت مقصده من تلك التلميحات ف"ثائر" ربما بكلامه وافعاله سيجعلها تصاب بنوبة قلبية مفاجئة
مريم:" خلاص ماشى بلاها النادى بس لما تيحى وتلاقى الجيم بتاعك اللى هنا مدمرينه متتكلمش"
ثائر:" هههه دا لو عرفتى تشيلى حاجة من مكانها انتوا اخركم هتلعبوا على المشاية"
رمزى:" ايوة انا مش عايز عروستى الحلوة دى تخرج"
وتين:" اظن انكم اتأخرتوا مع السلامة يلا"
ثائر:" اخرتها بننطرد من البيت يلا بينا يا رمزى"
رمزى:" فى ايه يا "وتين ''هو ''ثائر" بهت عليكى بلسانه الطويل"
ثائر:" قطع لسانك يلا بينا"
خرج "ثائر" و"رمزى"من المنزل متجهين الى عملهم بينما ذهبت "وتين" و"مريم" الى غرفة الالعاب الرياضية
حاولت وتين حمل تلك الاثقال الموجودة ولكنها لم تفلح فى فعل ذلك
وتين:" يالهوى هو عمك بيعرف يشيلها ازاى دى"
مريم:" هو خد على كده وانتى مش لاقيه الا الحديد وراحه تشليه شيلى على قدك يا "وتين" احنا اخرنا نشيل عود قصب"
وتين:" ههههه وعود القصب هيبقى تقيل"
مريم:" شوفتى عمو طلع بيتكلم جد احنا مش عارفين نلعب بحاجة هنا غير المشاية تعالى نروح الجنينة نتمرجح على المرجيحة احسن"
وتين:'' هو ده الكلام يلا بينا بلا رياضة بلا بتاع"
" فى المساء" عاد "ثائر" الى المنزل بعد انتهاء عمله تناولوا العشاء بعد الانتهاء ذهب إلى غرفته جلست "وتين" مع "مريم" قليلا قبل النوم ثم ذهبت الى غرفتها قامت بتغيير ملابسها لاحظت وجود الساعة الخاصة ب"ثائر" فقررت الذهاب الى غرفته لاعطاءها له ولكى تراه قبل نومها.فى ذلك الوقت كان "ثائر" فى غرفة الملابس يقوم بتغيير ملابسه حتى يذهب اليها فهو لن يستطيع النوم الا اذا كانت هى معه ابتسم على تصرفاته فهو اصبح كالعاشق السرى الذى يذهب لمقابلة حبيبته بدون ان يعلم أحد
ثائر:" انت بقيت عامل فيها روميو يا عم "ثائر" بس جولييت بتاعتى تستاهل بصراحة"
سمع طرق على باب الغرفة اذن للطارق بالدخول دخلت "وتين" الغرفة تنادى باسمه
وتين:" ثائر ثائر انت فين"
ثائر:" ايه ده هى ''وتين" بتيجى على السيرة ولا ايه ولا انا اللى بقى يجيلى تهيؤات"
لم يرد عليها ظلت تلتفت حولها لعلها تراه ولكنها لا تراه فى الغرفة ولكنها وجدته يحتضنها من الخلف يرفعها عن الأرض
وتين:" هاا خضيتنى يا ثائر"
ثائر:" قوليها تانى كده"
وتين:" هى ايه دى اللى اقولها تانى"
ثائر:" خضتنى يا ثائر"
وتين:" هههه خضتنى يا ثائر"
ثائر:" دا انتى جننتى ثائر يا عيون ثائر وعشق ثائر"
وتين:"انا جبتلك الساعة بتاعتك انت نسيتها عندى فى الاوضة"
ثائر:" الساعة! وانا اللى فاكر ان انا وحشتك وجاية تشوفينى"
وتين:" وبرضه كنت جاية علشان اشوفك قبل ما انام"
ثائر:" نعم ! هو انا كنت هاجيلك الاقيكى نايمة"
وتين:" هو انت كنت جايلى الاوضة بتاعتى"
ثائر بهمس:" ايوة لان انتى وحشتينى ومش هعرف انام بعد كده وانتى بعيدة عنى"
قال ذلك قام بتقبيلها على عنقها من الخلف شعرت بارتجافة قوية شعر هو بها
ثائر:" مالك ياقلبى انتى بردانة هو التكييف عالى ولا ايه"
وتين:" لاء مفيش حاجة نزلنى بقى"
قام بانزالها وإدارها تجاهه يتحسس وجهها بأصابع حانية شعرت "وتين" ان أصابعه على وشك حرق بشرة وجهها بسبب دفء يده اقترب منها يعانقها شعرت بأنها غير قادرة على الوقوف وانه ربما ستسقط مغشياً عليها الآن ولكنه لم يمهلها فرصة للتفكير قام بأخذها الى ذلك العالم الخاص الذى رسمه لها ذلك العالم الذى لن يدخله احد غيرها فهو عالم " عشق الثائر".بعد انتهاء رحلتها فى عالمه الخاص نظرت اليه بعيون لامعة وروح تهفو اليه فهى تشعر انها اصبحت مقيدة بقيود عشقه التى لن تكن تعلم انها ستكون قيود من حب وعشق وشوق
وتين بهمس ناعم:" ثائر"
ثائر:" نعم يا عشق ثائر"
وتين:" النهار قرب يطلع ولازم ارجع اوضتى"
ثائر:" لسه شوية خليكى معايا"
وتين:" لحد ما اللى بيشتغلوا هنا ييجى ويشوفنى معاك هنا"
ثائر بتأفف:" لاء انا لازم اخلص من موضوع" سيلا" ده بقى انا مش هفضل كده تبقى معايا ولازم تسيبينى وتمشى لاء انا لازم أحل الموضوع ده بقى واللى يحصل يحصل انا عايز الدنيا كلها تعرف انك مراتى وملكى وبتاعتى انا حتى لما تتخرجى هاخدك تشتغلى معايا فى الشركة علشان تبقى على طول قدام عينى هنا وفى الشغل لان انا مبقتش اقدر اعيش من غير ما اشوف عينيكى"
وتين بابتسامة:"طب انا هقوم امشى بقى"
ثائر:" متقوليش الكلمة دى تانى يا "وتين"
وتين:" كلمة ايه دى"
ثائر:" كلمة هتمشى دى مبحبش اسمع الكلمة دى كأنك هتمشى وتسبينى خالص ومش هشوفك تانى"
وتين" عمرى ما هسيبك يا ثائر الا فى حالة واحدة لو انا مت"
ثائر بخوف:" بعد الشر عليكى متقوليش الكلمة دى تانى يا وتين انتى ايه حكايتك بتقولى الكلام اللى بيوجع قلبى عليكى عليه"
وتين:" مش قصدى يا حبيبى والله بس طب يلا بقى هقوم علشان اروح اوضتى"
قامت من مكانها ذهبت الى غرفتها ارتمى على السرير يزفر بضيق فهو يجب ان يجد حل سريعاً فهو لا يتحمل بعدها عنه كأنها أصبحت قلبه النابض بمجرد ابتعادها يتوقف هذا القلب
***
سمعت "وتين" رنين هاتفها فاستغربت ان المتصل لم تكن سوى" هيام" فهى منذ تركها المنزل لم تكن لها صلة بهم وكأنهم كانوا بانتظار ان يتخلصوا منها فى اقرب فرصة
مريم:"مين بيرن عليكى ماتردى يا وتين"
وتين باستغراب:"دى هيام"
مريم:"هيام قريبتك دى"
وتين:"ايوة هى دى"
مريم:"ودى عايزة منك ايه تانى ردى عليها شوفيها عايزة ايه"
وتين:"الو ايوة يا هيام"
هيام:"اخس عليكى يا وتين يخونك العيش والملح مبتسأليش يعنى"
وتين:"على اساس ان حد فيكم كان بيسأل عليا او انا ليا اهمية عندكم فى حاجة"
هيام:"لاء لاء متقوليش كده احنا مش قرايب"
وتين:"عايزة ايه يا هيام بالظبط"
هيام:"انا كنت بتصل علشان اعزمك على فرح سمير"
وتين:"سمير هيتجوز ! هيتجوز مين"
هيام:"أميرة عرفاها بنت سالم جارنا"
وتين:"اه عرفاها أميرة على العموم ربنا يتمم بخير وعقبال عندك انتى والاستاذ "اسامة" ناوين بقى تتجوزوا امتى"
هيام بغيظ:"انا واسامة سيبنا بعض مفيش نصيب نكمل مع بعض"
وتين ببرود:''ربنا يعوض عليكى ويرزقك باللى احسن منه"
هيام:"قولتى ايه هتيجى ولا دلوقتى هتتكبرى علينا علشان اتجوزتى واحد غنى يعنى ومبقناش قد المقام"
وتين بتحدى:'انا عمرى ما اتكبرت على حد ومتخافيش هاجى الفرح"
هيام:"هنستناكى بقى انتى وجوزك"
وتين:'ان شاء الله"
انهت'' وتين" المكالمة نظرت الى "مريم" فهى استمعت الى الحوار وهى تسأل نفسها هل تسرعت فى قبول دعوتها الى زفاف "سمير" ام ماذا ؟
مريم:"انتى هتروحى بجد"
وتين:"انا قولتلها هاجى مش عارفة عمك هيوافق ولا لاء"
لمحت "وتين" قدوم "ثائر" ولكنه ليس بمفرده ف"رمزى" معه وتلك اللعينة المدعوة "سيلا "اطلقت عيون "وتين" شرار وهى ترى تلك المرأة قادمة برفقة زوجها ولكنها يجب ان تظبط اعصابها فقد دبت الغيرة في اوصالها جعلتها راغبة فى القيام وجر تلك المرأة من شعرها وتنفث فيها كامل غضبها
سيلا بسماجة:"هاى ازيكم مبروك يا" مريم" عرفت ان انتى و"رمزى" كتبتوا الكتاب"
مريم من غير نفس:"الله يبارك فيكى عقبالك ان شاء الله"
ثم اكملت بهمس
"بس بعد الشر على عمى منك يارب ما تتجوزيه ابدا يا بعيدة ولا تشوفى ضفره"
سيلا:"عقبال عندك يا وتين"
وتين:"ماهو عندى يا حبيبتى"
سيلا:"يعنى ايه مش فاهمة"
وتين:"يعنى انا فرحانة فرحة "مريم" احنا واحد"
مريم:"حبيبة قلبى يا وتين"
سيلا:"لذاذ اوى والله انتوا الاتنين "
رمزى:"مريم تعالى عايز اتكلم معاكى شوية عن اذنكم"
ذهبت "مريم" مع "رمزى" الى الجنينة بينما ظلت "سيلا" جالسة بجوار" ثائر" الذى لم ينطق كلمة واحدة منذ دخوله المنزل
سيلا:'اظن الجناح كده خلاص بقى يا "ثائر" نتكلم فى الفرح"
وتين فى سرها:"عقبال جنازتك يا شيخة ان شاء الله"
ثائر:"متستعجليش على رزقك يا" سيلا "كله باوانه"
سيلا:"حبيبى انا بعد الايام علشان نبقى فى بيت واحد"
وتين:'عن اذنكم انا طالعة اوضتى"
لم تتحمل سماع كلام "سيلا" الذى يحمل كل هذا الاغراء والابتسامات الزائفة فهى كأى انثى تغار على زوجها فهى تسمع امرأة اخرى تتودد له بهذه الطريقة شئ لا تتحمله
علم "ثائر" ان "وتين" فعلت ذلك بسبب احساسها بالغيرة فلو بيده الآن كان قام بخنق سيلا حتى تلفظ انفاسها الاخيرة
سيلا:"مالك يا "ثائر" فى ايه"
ثائر:"مفيش قوليلى يا "سيلا" اخبار بدر الغرباوى ايه"
توترت" سيلا "بشدة عندما سمعت اسم" بدر" فماذا يقصد بكلامه
سيلا بتوتر:"بببدر وان ايش عرفنى انا لغيت الصفقة معاه زى ما قولتلى فمعرفش حاجة عنه"
ثائر:'بجد الكلام ده يا "سيلا" طب خدى الصور دى هتعجبك اوى"
التقطت الصور من يده اتسعت عينيها على اخرها فمن اين حصل على تلك الصور؟ حاولت ايجاد اى كلام يسعفها فى هذا الموقف ولكنها لم تجد
ثائر:"مالك الصدمة لجمت لسانك"
سيلا:"ثائر متفهمش غلط مفيش حاجة من اللى فى دماغك دى خالص"
ثائر:"لاء يا شيخة والفيديو ده"
شاهدت "سيلا" مقطع الفيديو المسجل لها هى "وبدر" فى منزلها فكيف حصل على هذا الفيديو او كيف تم تصويره لهم ؟
سيلا بصدمة:"انت صورت الفيديو ده ازاى "
ثائر:"هو ده اللى هامك يا "سيلا" بس دا انتى طلعتى رخيصة اوى"
عندما قامت تحاول الفرار من امامه بأى طريقة وجدته يلتقط شعرها بين يده فى حركة مؤلمة ظل يهز رأسها بغيظ فكيف لها ان تخدعه بهذه الطريقة
ثائر:" انتى راحة فين احنا مخلصناش كلمنا يا حلوة انا عايز اعرف حكايتك انتى و"بدر" من طقطق لسلام عليكم انطقى"
صرخ بهذه الكلمة التى جعلت الرعب يدب فى اوصالها مرتعدة من حدة صوته فهى تعرفه عندما يغضب يكون مثل الوحش الثائر
سيلا بخوف ورعب:'هقولك بس سيب شعرى ابوس ايدك"
ثائر:'تبوسى ايدى يا زبالة انتى مفكرة نفسك تعرفى تضحكى على "ثائر العمرى" كان غيرك أشطر انطقى"
بدأت "سيلا" تروى له كل قصتها مع "بدر" منذ ان قابلته منذ سنوات
سيلا:"انا كنت بشتغل سكرتيرة فى شركة فى يوم "بدر" شافنى عجبته ما صدقت ان فى واحد غنى بصلى علشان احقق حلمى ويبقى عندى شغلى الخاص بيا وابقى سيدة اعمال قربنا من بعض طلب منى اتعرف عليك بس بصفتى سيدة الاعمال "سيلا" بس كان عايزنى اقرب منك علشان تحبنى وتتجوزنى وبعد كده اخليك تكتبلى كل حاجة باسمى او بعد كده هو يخلص منك وانا اورثك"
ثائر:"وهو بيعمل ليه كده ليه عندى ايه انا معرفوش بصفة شخصية او كان فى تعامل بنا"
سيلا:"اللى فهمته ان كان عايز ينتقم منك بسبب رؤوف اخوك"
ثائر بدهشة:"رؤوف" اخويا! وايه علاقته ب"رؤوف" يعرفه منين انطقى"
سيلا:"والله العظيم ما اعرف هو ده اللى اعرفه معرفش حاجة تانية ابوس ايدك سيبنى بقى"
ثائر:"انتى مفكرة دخول الحمام زى خروجه يا "سيلا" ولا ايه"
سيلا:"قصدك ايه انت هتعمل فيا ايه"
ثائر:"لاء متخافيش مش هقتلك يا "سيلا" بس بدل ما كنتى بتشتغلى لصالح "بدر" تشتغلى لحسابى وتعرفيلى ايه علاقة بدر ب"رؤوف" والا هتلاقى الفيديو الحلو بتاعك ده على مواقع السويشيال ميديا هتبقى اشهر من النار على العلم"
هو يعلم جيدا انه لن يفعل ذلك فما هذا سوى تهديد لها بأنها يجب تنفيذ كلامه فهو لا يستطيع ان يخوض فى عرض امرأة فهو له قيمه المتمسك بها
سيلا برجاء:"بلاش فضايح ابوس ايدك يا ثائر"
ثائر:"تبقى تنفذى اللى بقولك عليه انتى فاهمة وحسك عينك "بدر "يعرف ان انا عرفت اللى بينك وبينه هيبقى اخر يوم فى عمرك ويلا دلوقتى غورى من هنا"
جرت "سيلا" سريعا من امامه رأها "رمزى" بتلك الحالة فهى تلتفت يمينا ويسارا كأن هناك وحشا يطاردها
مريم باستغراب:"هى مالها "سيلا "خارجة كأنها فى عفريت بيجرى وراها"
رمزى:"لاء ده مش عفريت دا تلاقيه عمك"
مريم:"عمى ! مش فاهمة"
رمزى:'سيبك من ده دلوقتى انتى وحشتينى"
مريم بكسوف:"وانت كمان وحشتنى"
رمزى بمزاح:"يالهوى ايه الكلمة اللى نزلت على قلبى تش مرة واحدة دى"
مريم:"ههههه تش ايه الرومانسية دى"
رمزى:"لاء انا فى الرومانسية متعرفنيش دا انا حبيب اوى والله بس ماسك نفسى بالعافية على مانتجوز"
سمعت "مريم" ذلك اكتسى وجهها باحمرار فتركته وذهبت بسبب احراجها من كلامه
رمزى:"هى جريت ليه هو انا قولت حاجة غلط ولا ايه شكلها هتتعبنى زى عمها يلا كله يهون فى حبك يا قمر انتى"
كانت "وتين" تذرع غرفتها ذهاباً وإياباً من فرط غيرتها فكلما يحرضها عقلها على النزول تمنع نفسها بأعجوبة فهى لا تريد معارضة كلامه ولكنها لا تستطيع السيطرة على غيرتها وجدت باب غرفتها يفتح ويدلف منه" ثائر" قام باغلاق الباب خلفه نظرت اليه بعيون غاضبة
ثائر:"مالك بتبصيلى ليه كده"
وتين:"هى السنيورة تحت ولا مشيت"
ثائر:"ههههه لاء مشيت وشكلها مش هتعتب هنا تانى"
وتين بفرحة:"بجد الكلام ده مش هتيجى هنا تانى يا "ثائر"
ثائر:"اه يا عيون "ثائر "مش هتيجى هنا تانى بس حسابى معاها لسه مخلصش"
وتين:"انا مش فاهمة حاجة بس اهم حاجة ان انا مشفهاش تانى"
ثائر:"حبيبة قلبى الغيرانة أوى يا ناس"
وتين:"بتتريق عليا يا ثائر"
ثائر:'وانا اقدر يا وتينى"
وتين بعشق:"روح "وتين" انت يا "ثائر" حبيب القلب والروح ونبض القلب كمان"
اغمض عينيه باستمتاع من كلامها الذى كانت تهمس له به فتلك الكلمات لم يستمتع بسماعها كما يستمتع بها من بين شفتيها فاقترب منها ليخطف عناق يثلج قلبه ولكنه بعد العناق يزداد شوقه لها اكثر
ثائر:" هى ايه الحكاية كل لما اقرب منك عايز أقرب اكتر كأن انا مبشبعش منى او زى ما اكون عطشان كل ما يشرب يعطش اكتر"
وتين بابتسامة:" يا سلام للدرجة دى يا ثائر"
ثائر:" واكتر كمان انتى هوستينى يا وتين وعمرى ما حسيت بالإحساس ده مع حد غيرك"
وتين:"على فكرة انا كنت عايزة اقولك "سمير" هيتجوز و"هيام "اتصلت بيا تعزمنى على فرحه فهى رخمت عليا فى الكلام فاضطريت اوافق وقولتلها هاجى الفرح
ثائر:"وانتى عايزة تروحى ليهم تانى يا وتين"
وتين:"انا بسألك ثم مكدبش عليك انا كلت معاهم عيش وملح وانا مش من طبعى الكبر او الغدر فقولت اروح احضر الفرح وخلاص وكمان عايزة اروح ازور قبر بابا وماما علشان وحشونى اوى يا حبيبى"
ثائر:"خلاص لو عايزة تسافرى سافرى انتى و"مريم" واقعدوا فى شقتنا بس انا مش هروح معاكى يا "وتين"
وتين باستغراب:"ليه يا حبيبى مش عايز تيجى معايا هتسيبنا نروح لوحدنا يعنى ايه بقى الحاجة المهمة دى اوى اللى مش هتخليك تقدر تيجى معانا"
ثائر:" حبيبة قلبى انا مش هقدر اجى معاكى علشان......
*"*"*
رأيكم يا حلوين

رواية دمية في يد غجري الفصل السابع عشر بقلم سمسم

ثائر:"خلاص لو عايزة تسافرى سافرى انتى و"مريم" واقعدوا فى شقتنا بس انا مش هروح معاكى يا "وتين"
وتين باستغراب:"ليه يا حبيبى مش عايز تيجى معايا هتسيبنا نروح لوحدنا يعنى ايه بقى الحاجة المهمة دى اوى اللى مش هتخليك تقدر تيجى معانا"
ثائر:" حبيبة قلبى انا مش هقدر اجى معاكى علشان عندى شغل كتير وورايا حاجات لازم اخلصها قبل فرح مريم علشان مش عايز حاجة تبوظ علينا فرحتنا"
وتين بزعل:''خلاص ماشى براحتك هروح انا ومريم وخلاص ولو ان انا كنت حابة انك تيجى معانا"
ثائر:"انتى زعلتى منى ولا ايه يا روحى"
وتين بابتسامة:"لاء يا حبيبى بس زعلت علشان كنت عايزاك تيجى معايا ازور قبر اهلى انا كلمتهم عنك كتير وحكيتلهم عنك"
ثائر:'كلمتيهم عنى وحكيتلهم قولتليهم ايه بقى يا وتينى"
وتين:'كنت بروح اقعد قدام قبرهم واحكيلهم على اللى بيحصل ولما قابلتك وعرفتك وحبيتك روحت قولتلهم مكنتش اقدر اتكلم مع حد كنت بحس انهم شايفنى وسامعنى مكنش ليا قبلك حد يساعدنى او يدافع عنى او ابقى مهمة عند حد ولما كانت الدنيا بضيق عليا كنت ادعى ربنا بالخلاص بس ساعات كنت بتمنى ان انا كنت مت معاهم علشان متعذبش بس محبتش دنيتى الا لما انت و"مريم" ظهرتوا فيها عرفت احساس ان انا ابقى مهمة عند حد ان فى حد بيحبنى ان فى حد يفكر فيا وفى مستقلبى ان حد يوفرلى الراحة والأمان"
ثائر:"بس انتى كنتى كتير بتضايقى من اسلوبى معاكى وكلامى معاكى وكنتى بتردى عليا يا ام لسان طويل هههه"
وتين:" هههه كنت بضايق اكتر لما حسيت انك ممكن تبقى من نصيب واحدة تانية حاولت اعمل نفسى شجاعة قدامكم بس مجرد ما بدخل اوضتى ارجع "وتين اللى واقعة فى حبك ومش طيلاه والاوقات اللى كنت بتتعصب فيها وتحضنى ريحة برفانك كانت بتفضل فى هدومى كنت بشمها زى ما اكون عايز اخلى الهواء اللى فى رئتى ريحتك انت"
ثائر:"اممم وصورتى كنتى بتعملى بيها ايه هى كمان "
وتين بدهشة:"انت عرفت ان انا عندى صورتك ازاى شوفتها فين يا ثائر"
ثائر:"لقتها تحت مخدتك وكمان انتى واخدة الصورة اللى كانت موجودة على الكوميدينو فى اوضتى فطبيعى الاحظ اختفائها وانها مش موجودة فى الاوضة"
لاتجد ما يسعفها من كلمات فهو كشف كل اوراقها واصبحت امامه كالكتاب المفتوح يقرأ منه ما يريد
ثائر:"سكتى ليه يا قلبي كملى كلامك عايز اسمع"
وتين:"اقول ايه تانى انت تقريبا عرفتنى من الالف للياء مفيش حاجة تانى اقولها"
ثائربلؤم:"لاء فى حاجات كتير لسه معرفهاش وناوى دلوقتى اعرفها كلها وبالتفصيل الممل كمان"
وتين بعدم فهم:"يعنى ايه مش فاهمة وحاجات ايه دى اللى عايز تعرفها بالتفصيل الممل يا ثائر"
ثائر بابتسامة:"هفهمك يا وتينى من عيونى حاضر هفهمك كل حاجة انتى مش فهماها"
اقترب منها بابتسامة جذابة تعلو شفتيه بعينيه نظره تكاد تحطم جميع حصونها فهى علمت الى ماذا تهدف تلك الابتسامة والنظرة ؟ارادت مشاكسته قليلا فعندما كاد ان يأخذها بين ذراعيه تملصت منه عقد حاجبيه استغرابا من تصرفها فلماذا فعلت ذلك ؟ لماذا لا تريده ان يأخذها بين أحضانه يشعر بدقات قلبها تمتزج بدقات قلبه كنغمة يطرب لها الأذان تجعل أرواحهم تتعانق فى ذلك الهمس الجميل الذى أصبح يحيطهم والذى لم يخترق هذا السكون سوى أنفاسه اللاهثة الراغبة فى قربها وعدم ابتعادها والتى أصبحت تعلو الآن معلنة انه لن يتركها تبتعد الا اذا أخذها معه إلى ذلك العالم الذى كان هو حارسها فيه ولن يجعلها تخرج منه الا بعد ان يوفى بعهد من عهود الحب والعشق التى قطعها على نفسه لتلك الجميلة
وتين بمشاكسة:''فى ايه يا حبيبى مالك انت مش هتروح اوضتك علشان تنام الوقت أتأخر وانت وراك شغل الصبح"
ثائر:"لا والنبى هو ده اللى انتى فهمتيه من كلامى يا وتين"
وتين:''يلا يا حبيبى تصبح على خير بقى وابقى خد الباب ف ايدك وانت خارج علشان عايزة انام"
ثائر:'نعم يا اختى اصبح على خير اللى هو ازاى يعنى هو هيبقى فين الخير ده"
وتين:"زى الناس يا" ثائر" يا حبيبى"
ثائر:'بقولك ايه خليكى عاقلة واسمعى الكلام يا" وتين'' خلى الليلة دى تعدى على خير"
وتين:"كلام ايه اللى اسمعه يا حبيبى انا بكرة هسافر فعايزة ارتاح وان شاء الله الليلة هتعدى على خير متقلقش"
ثائر:"ماهو انا لو سيبتك دلوقتى انا مش هرتاح يرضيكى يعنى يا وتينى ان انا انام وانا زعلان ومش هعرف انام كمان هفضل صاحى كده طول الليل"
وتين:'خلاص لو قدرت تمسكنى حلال عليك غير كده يبقى تروح تنام فى اوضتك ماشى متفقين"
ثائر:"هى طلبة معاكى فرهدة يعنى ولا ايه يا وتين على المسا انتى ايه اللى جرالك النهاردة"
وتين:'تبقى خايف متقدرش تمسكنى وساعتها هتروح تنام فى اوضتك تعد النجوم لوحدك"
ثائر:'وبعدين بقى فى شغل العيال بتاعك ده يا قلبى وهعد النجوم لوحدى وحياتك انتى هخليكى انتى تعدهوملى نجمة نجمة ولو غلطتى هتعيدى من الأول"
وتين بحزن:"تصدق انا اتحرمت من اللعب مع العيال من زمان مكنوش بيرضوا يخلونى انزل و العب معاهم ثم انت بتتحدانى وهتخلينى اعدلك النجوم كمان طب لما اشوف انا ولا انت يا ثائر"
ثائر:"انتى شيفانى عيل يعنى ولا ايه ماشى يا ستى حققى احلامك اعتبرينى فانوسك السحرى بس ابقى استعدى علشان الليلة هتتذنبى كتير وانتى بتعديلى النجوم يا حبيبتى"
وتين بحب:"حبيب قلبى اللى واثق من نفسه أوى وهيجننى بشخصيته وثقته بنفسه"
ثائر بابتسامة:"لاء كده انا اجرى وراكى بنفس بقى يلا بينا"
ظل يطاردها فى الغرفة وهى تهرب منه وصوت ضحكاتها يملأ الغرفة حمد "ثائر" ربه ان غرفتها بعيدة بحيث لايسمع احد صوت ضحكاتها فالعاملين فى المنزل لا يعلمون انها زوجته ولكن بداخله احساس جميل بالسعادة انه استطاع رسم تلك الضحكات والابتسامات على وجهها فهو بامكانه امساكها بكل سهولة ولكنه تركها تفعل ما برأسها فهى تتصرف كالاطفال وهو يعشق براءتها وتلك المشاكسة التى تلتمع بها عيناها الآن
وتين:" شوفت قولتلك مش هتعرف تمسكنى ازاى"
ثائر:" احنا لسه مخلصناش ومتفتكريش انك كده كسبتى"
بعد ان رأى انها نالت ما يكفى من المزاح والضحك امسكها بقوة جعلتها غير قادرة على الحركة
ثائر:"خلاص انا مسكتك اهو انتى خسرتى"
وتين بلهاث قوى:"الصراحة وانا تعبت من الجرى فى الاوضة نفسى اتقطع"
وضع يده يتحسس ضربات قلبها أرادت أن تنشق الأرض وتبتلعها من احراجها من فعلته تلك فهى تشعر بدفء يده يزيد فى أخذ انفاسها بصعوبة
ثائر:"قلبك بيدق جامد اوى يا وتينى"
وتين:"عارف بيدق جامد بيقول ايه"
ثائر:"بيقول ايه"
وتين:"بيقول بحبك يا ثائر"
ثائر:"انتى عشق ثائر وقلب ثائر وروح ثائر ودنيته بحالها"
اراد الابحار فى بحور عشقها التي تغرقه فى لجة عميقة من المشاعر والاحاسيس لاغية اى شئ يفكر به فلا يفكر فى شئ سوى ان تلك الجميلة بين يديه وبالفعل غرق معها فى تلك البحور غير راغبين فى العودة إلى أرض الواقع فعالمهم ذلك لايحوى شىء سوى الحب والعشق والغرام. كانوا يجلسون على أرضية الشرفة يجلس خلفها يحيطها بين ذراعيه تستند بجسدها عليه قام بازاحة شعرها جانباً يقبل عنقها بقوة حتى سمع صوت انفاسها المضطربة والخجلة بسبب ما يفعله
وتين بهمس:" ثائر بس بقى انت لغبطتنى فى العدد تانى"
ثائر:" انتى وصلتى لكام دلوقتى"
وتين:" ل٤٠ نجمة"
ثائر:" ٤٠ بس انتى بطيئة ليه كده فى العدد السما مليانة نجوم"
وتين:"ما انا كل لما اعد انتى تلغبطنى واعيد من الأول يا ريتنى ما كنت اتحديتك"
ثائر:" طب يلا كملى عد بقى"
وتين:" طب اسكت انت بقى وبطل تشتت تفكيرى النهار هيطلع والنجوم هتختفى "
ثائر بهمس:" عيزانى ابطل ايه يا وتينى ها اعتبرى ان انا معملتش حاجة"
وتين:" مستحيل ان انا اقدر اتجاهل احساسى وانا بين ايديك"
ثائر بحنان:" بتحسى بايه بقى وانتى بين ايدى ها قوليلى يا قلبى"
لم يرحم عنقها من تلك القبلات ولا من حرارة أنفاسه الدافئة فهو حتماً سيودى بها الى مرحلة جنون الحب
وتين:" انا حاسة انك كمان شوية هتجبلى سكتة قلبية والله يا ثائر"
ثائر:" هههه بعد الشر عليكى يا حبيبتى ليه بتقولى كده"
وتين:" الرحمة شوية يا "ثائر" مش كده راعى ظروف البنى ادمة اللى معاك"
ثائر بجدية:" انتى بجد بتضايقى منى لما بقرب منك او ان انا بشتاقلك كتير"
وتين:" لاء يا حبيبى مش قصدى كده قصدى ان كلامك وتصرفاتك دى حاجة جديدة عليا وانت شوف كنا بنتعامل مع بعض ازاى الأول ففرق المعاملة قلبى الضعيف لا يتحملها"
ثائر:"هههه حاضر والف سلامة على قلبك الضعيف تعالى ندخل جوا علشان عايز انام"
قام من مكانه انحنى عليها يحملها بين ذراعيه يدخل بها الغرفة وضعها على السرير نام بجوارها أخذها فى أحضانه وغفوا سريعاً في النوم تاركين هدوء الليل يغلف المكان لايسمع به شئ سوى دقات قلبها وصوت أنفاسها المنتظمة معلنة عن دخولها إلى عالم الاحلام
فى الصباح...صعدت "حسنية" لايقاظ "وتين" كعادتها صباحاً طرقت عدة طرقات خفيفة على الباب ولكنها لم تسمع رد فتحت الباب بابتسامة ماتت على الفور من المنظر الذى رأته فهى رأت "وتين" تنام بأحضان "ثائر" يحتوى اياها بين احضانه غارقين فى سبات عميق وضعت يدها على فمها من الدهشة اغلقت الباب سريعا وهى لا تصدق ما رأته فهى تعلم اخلاق "ثائر" جيدا فهو ليس من ذلك النوع من الرجال الذى يرتكب تلك الجريمة بالتغرير بفتاة بهذا الشكل وايضا طوال فترة اقامة "وتين" لم ترى منها شئ فهى فتاة تصلى وتحترم من حولها فكيف يفعلوا شئ كهذا الفعل المشين نزلت الى غرفة "مريم" وهى فى حالة ذهول تام استغربت "مريم" حال "حسنية" فماذا اصابها جعلها بهذا الشكل
مريم:"مالك يا دادة فى ايه باين على وشك كأنك مذهولة مصدومة فى ايه اللى حصل"
حسنية:"مش عارفة اقولك ايه يا "مريم" فى مصيبة حصلت يا بنتى"
مريم بخوف:''مصيبة ايه كفى الله الشر ايه اللي حصل قوليلى يا دادة"
حسنية:"انا طلعت اوضة "وتين" لقيت استغفر الله العظيم مش عارفة اقولك ايه''
مريم بخوف:"وتين جرالها حاجة انطقى يا دادة بالله عليكى"
حسنية:"انا شوفت عمك نايم هو و"وتين" فى حضن بعض يا "مريم" زى ما يكون واحد ومراته"
مريم:"حرام عليكى وقعتى قلبى يا دادة انا قولت بعد الشر جرالها حاجة"
حسنية:"ودى حاجة هينة يا "مريم" دا يعتبر زنا يا بنتى"
مريم:"استغفر الله العظيم متقوليش كده يا دادة انتى فاهمة غلط "وتين' تبقى مرات عمو "ثائر" يعنى ده مش حاجة حرام هم فعلا راجل ومراته"
حسنية:'مراته ازاى وامتى حصل ده"
مريم:'لما كنا فى اسكندرية اليوم اللى "وتين" رجعت معانا فيه وقولتلك انها هتيجى تعيش معانا كان يوم فرحهم بس عمى اصر ان محدش يعرف غيرى انا و"رمزى" علشان انتى عارفة انه خاطب وكمان هو اتجوزها علشان يخلصها من الناس اللى كانت عايشة معاهم"
حسنية:'طب ليه مقولتيش يا "مريم" وتخلينى اظن فيهم ظن مش كويس"
مريم:'معلش يا دادة متزعليش واهو حصل خير وانتى عرفتى اهو"
حسنية:'بس تصدقى "وتين" احسن من خطيبته سيلا دى الف مرة''
مريم:"ما انا بقول كده برضه وباللى انتى قولتى عليه اظن عمو خلاص مش هيسيب "وتين" طالما بقت مراته فعلا وده احسن خبر سمعته النهاردة والله"
حسنية بابتسامة:''ربنا يسعدهم ويسعدك انتى كمان يا حبيبتى عقبال ما اشوفك قاعدة فى الكوشة واشوفك احلى عروسة"
مريم:''تسلميلى يا دادة"
حسنية:" هروح انا احضر الفطار عن اذنك"
مريم:" اتفضلى يا دادة بس متقوليش لحد على الموضوع ده لحد ما نشوف عمو هيعمل ايه"
حسنية:" ماشى يا حبيبتى"
خرجت "حسنية" من الغرفة ابتسمت" مريم" على ما سمعته للتو من ان "وتين" اصبحت زوجة عمها فعليا
مريم بابتسامة:'بقى كده يا "وتين" بتخمينى بس لما اشوف وشك"
فتح عيناه يضغط بيده عليها حتى يفيق من اثر ذلك النعاس الذى ما زال عالقاً بجفونه نظر بجواره وجدها مازالت تنعم بنومها الهادئ ولكن بعض من خصلات شعرها تغطى نصف وجهها قام بازاحته خلف اذنها ليرى ملامحها جيداً مرر يده على وجهها ابتسمت تلك الابتسامة وهى مازالت مغمضة العينين
وتين بنعاس:" صباح الخير يا حبيبى"
ثائر:" صباح الجمال والحلاوة انتى مش ناوية تقومى ولا ايه انتى مش هتسافرى النهاردة اسكندرية"
وتين:" هسافر بس مش الصبح كده دلوقتى عايزة أكمل نوم فى حضنك علشان انتى هتوحشنى فسيبنى اشبع منك شوية قبل ما اسافر واقعد كام يوم مش هشوفك"
اقتربت منه وضعت رأسها على صدره تحيطه بذراعيها تكمل نومها قام بتقبيل رأسها وهو لم يستوعب بعد فكرة كونها انها ستغادر المنزل و لايراها فلابد ان تلك الأيام ستكون جحيما ً بالنسبة له فهو أصبح لايطيق فراقها
عندما اجتمعت "مريم" ب"ثائر" و"وتين" ارادت اخبارهم بمعرفة "حسنية" بزواجهم
مريم:"على فكرة يا عمو دادة "حسنية" عرفت انك و"وتين" متجوزين"
ثائر:"ومين اللي قالها على الموضوع ده يا مريم"
مريم:"انا اللى قولتها يا عمو"
وتين:"ليه يا مريم حصل ايه علشان تقوليلها"
مريم باحراج:'الصبح طلعت تصحيكى فشكلها خبطت محدش رد ففتحت الباب وشافتكم نايمين"
جحظت عيون "وتين" عندما تخيلت المنظر التى رأتهم به "حسنية" فبالرغم من انهم كانوا متدثرين بالغطاء الا انها شعرت انها رأتها فى وضع لايصح
وتين:"شششافتنا واحنا نايمين"
ثائر بهدوء:"خلاص اللى حصل حصل وكويس انها عرفت وانتى يا مريم النهاردة هتسافرى مع "وتين" إسكندرية والسواق هيوصلكم الشقة وخدوا معاكم الدادة بتاعتك"
مريم:"حاضر يا عمو هقوم احضر شنطتى عن اذنكم"
ذهبت "مريم" وضعت وتين رأسها بين يديها قام "ثائر" بسحب يدها لتجعلها تنظر اليه
ثائر:"مالك يا حبيبتى فى ايه مش هتقومى تحضرى شنطتك انتى كمان"
وتين:"محرجة اوى من اللى حصل ده وان حد شافنا فى الوضع اللى كنا فيه بالرغم من ان احنا كنا متغطيين بس حسيت كأننا مفيش حاجة سترانا"
ثائر:"هو موقف محرج بس اللى حصل حصل انا اساسا غلطان ان مقفلتش الباب بالمفتاح غلطة مش هتتكرر تانى فمتفكريش كتير كان مسيرها تعرف دلوقتى او بعدين"
وتين:"مكنتش حابة تعرف بالطريقة دى يا ثائر"
ثائر:'اللى حصل حصل قومى بقى علشان متتأخروش"
وتين:'ماشى يا حبيبى عن اذنك"
صعدت إلى غرفتها قامت بلم اغراضها التى تحتاجها فى حقيبتها الخاصة بالسفر قامت ايضا باخذ صورة زوجها معها فهى لاتعرف كيف ستتحمل فراقه الايام القادمة اخذت حقيبتها هبطت الى الاسفل وجدت "مريم" و"حسنية" فى انتظارها خفضت نظرها ارضا خجلا من "حسنية" الا انها ابتسمت واقتربت منها تحتضنها
حسنية:"مبروك يا حبيبتى مبروك يا "وتين" واسفة لو كنت سببتلك إحراج"
وتين:'متقوليش كده يا دادة"
حسنية بضحك:"ماهو لو عرفتونى من بدرى مكنش ده حصل"
وتين:" يلا حصل خير يلا بينا"
ثائر:"خلاص خلصتوا و جهزتوا الشنط"
مريم:"ايوة يلا يا دادة نسبق احنا على العربية"
قمت" مريم" بطبع قبلة على خد عمها ثم خرجت هى و"حسنية" لترك مساحة ل"وتين" لتوديع زوجها
ثائر:'سلام يا روحى خدى بالكم من نفسكم ماشى يا حبيبتى"
وتين:"انت هتوحشنى اوى الكام يوم دول مش عارفة هستحملهم ازاى"
ثائر:"بس بقى علشان انا مصبر نفسى بالعافية يا وتين والله"
وتين:"هو "رمزى" عرف ان مريم مسافرة معايا ولا ميعرفش"
كلمته وقولتله وزمانه جاى زى الغارة الجوية دلوقتى علشان يشوفها قبل ما تسافر وهيقل أدبه بالكلام انا عارف"
وبالفعل سمعوا صوت "رمزى" من الخارج وهو يهتف بغيظ بسبب ثائر"
رمزى:"والنبى كيس جوافة انا يعنى ولا ايه. ايه تقولى "مريم "مسافرة وهى خلاص راكبة العربية هو انا مش جوزها ولا ايه فى يومك اللى مش معدى النهاردة ده"
ثائر:"فى ايه ياض انت الدوشة اللى عاملها دى ما تروح تسلم عليها برا ايه وجع الدماغ ده امشى غور يلا اخرجلها برا"
رمزى:"هو مبعرفش اخد حق منك ولا باطل انا بس هسكت علشانك يا وتين"
وتين بابتسامة:"تسلم يا رمزى ده العشم برضه"
ثائر:"يلا اخرج بلاش غلبة "مريم" هتلاقيها فى العربية برا روح سلم عليها وجعت دماغنا الهى يوجع دماغك"
رمزى:"وليك عين كمان توزعنى دا انت جبروت يا اخى يلا ربنا على الظالم والمفترى دعيت عليك بالعربى والانجليزي والفرنساوى يا غجرى"
خرج "رمزى" وهو يثرثر كالعادة بكلماته التى تحوى غيظه من تصرفات" ثائر" رأته مريم ابتسمت على كلامه
مريم:"كفاية برطمة بقى يا "رمزى" ارحم نفسك"
رمزى:"اعمل ايه فى عمك ده اخنقه ولا اعمل ايه فيه قوليلى"
مريم:'وهو هيهون عليك اصلا انك تخنقه"
رمزى:"ماهى دى المصيبة نفسى قلبى يبقى جاحد مش عارف"
مريم:" لو قلبك بقى جاحد متبقاش رمزى حبيبى"
رمزى:"يا نهار الوان حبيبى مرة واحدة لاء انا اسافر معاكى مبدهاش بقى بلا شغل بلا بتاع بقى خدنا ايه من الشغل يعنى"
مريم:"وهتسيب عمو لوحده يعنى يا رمزى"
رمزى:"يادى النيلة فى "ثائر" اللى طلعلى فى البخت الاسود بتاعى ثم هو هيتوه يعنى دا يتوه بلد بحالها وهو قاعد بكل برود يشرب قهوته"
مريم بزعل مصطنع:"بقى كده يا رمزى انا زعلت منك خالص"
رمزى:" لا كله الا زعل القمر بتاعى ومريومتى الحلوة دى"
مريم:"خلاص بقى خليك هادى كده بقى وبلاش تتعصب علشان خاطري"
رمزى:"دا بالكلمتين دول هحط اعصابى فى التلاجة علشان خاطرك انتى بس"
قامت "وتين" بتوديع زوجها وهى لاتريد تركه من الأساس ولكن يجب ان تذهب الآن
ثائر:"سلام يا وتينى"
وتين:"الله يسلمك يا حبيبى "
سحبت يدها من يده وكأنها اخذت قلبه معها وتركته بلاقلب لام نفسه كثيرا على عدم ذهابه معها ولكن هو لديه اعمال يجب انهاءها اولاً
***
منذ ان كشف" ثائر" حقيقتها وهى لم تترك شقتها كأنها تخاف ان ترى اى شخص ما الذى اوقعت نفسها فيه كل هذا بسبب طموحها واحلامها التى كانت تريد تحقيقها بأى وسيلة ولكن انتهى بها المطاف خائفة من مواجهة "ثائر" او" بدر" فهى ان سلمت من "ثائر" لن تسلم من "بدر" .ف"بدر" ربما ليس لديه ذرة احترام او شفقة فهو بامكانه التضحية بها بكل سهولة اذا اتضح له انها اصبحت كالعبة الخاسرة بالنسبة له رأت اسمه على شاشة هاتفها انتفضت من مكانها ظلت يدها ترتعش وهى تمسك الهاتف قامت بالرد عليه وهى لاتعرف ماذا تقول
بدر:'ايه يا سيلا مبترديش ليه على التليفون ليه انتى فين حضرتك مختفية فين"
سيلا:"ايوة يا بدر فى ايه بس وبتزعق ليه كده"
بدر:"مال صوتك ياسيلا فى ايه"
سيلا:''مفيش بس تعبانة شوية كنت عايز ايه"
بدر:"عايز اسألك عملتى ايه مع ثائر"
سيلا:'معملتش حاجة هو مشغول بالشحنة اللى بيجهزها علشان يصدرها فمش فاضى نتكلم فى موضوع الجواز"
بدر بغيظ:"وبعدين بقى احنا مش هنخلص من الموضوع ده بقى ولا ايه"
سيلا بنرفزة:"اعمل ايه يعنى اكتر من اللى بعمله ارحمنى بقى يا بدر"
بدر:"انتى بتتنرفزى عليا كمان انا جايلك اعرف فى ايه بالظبط"
سيلا:'لاء متجيش انا تعبانة وهاخد مسكن وهنام"
بدر:"انتى شكلك فى حاجة ومخبية عليا بس انا هعرف يا سيلا''
سيلا:"سلام يابدر انا داخلة انام دماغى هتنفجر"
قامت بغلق الهاتف قبل ان يتمكن من الرد عليها فهى فى حالة لاتسمح بسماع كلام من اى احد كان وخاصة من "بدر" فهو اذا علم ان "ثائر" كشف أمرهم فأول شئ سيفعله سيتخلص منها فى اقرب وقت وربما تخسر حياتها ثمناً لطموحها
سيلا بتنهيدة:"اعمل ايه بس ياربى لو سلمت من "ثائر" مش هسلم من" بدر" وممكن يقتلنى فيها بس كل ده من طمعى انا اللى استاهل اللى يجرالى اعمل ايه بس حتى لو هربت اى واحد فيهم هيجبنى بسهولة"
ظلت تفكر كيف تخرج من هذا المأزق الذى يبدو انه لايوجد له حل وربما ستكون العواقب وخيمة
منذ سمع "بدر" صوتها وبدأ القلق ينهشه فهى اول مرة تتكلم معه بهذه الطريقة ظل يفكر ماذا حدث جعلها هكذا؟ فهو لابد ان يعرف منها ما الذى اصابها خرج من منزله قاصدا منزلها ليعلم ماذا حدث؟
سمعت الخادمة رنين جرس الباب فتحت الباب فهى تعرفه جيدا فهو يتردد على منزل" سيلا" كثيرا
الخادمة:"اهلا يا" بدر "بيه اتفضل"
بدر:"سيلا موجودة هنا"
الخادمة:"ايوة اتفضل هى جوا"
دخل "بدر" الى الصالة وجدها تجلس واضعة رأسها بين يديها
بدر:'فى ايه يا "سيلا" مالك"
انتفضت "سيلا" من مكانها بعد سماع صوته فمتى أتى الى هنا؟
سيلا:"بدر هو انا مش قولتلك تعبانة وهاخد مسكن وهنام"
بدر:''سيلا فى ايه اللى حصل علشان انا عارفك انطقى احسنلك"
زاغت عيناها فى كل مكان تحاول ايجاد حل يسعفها فى هذا الموقف الذى اذا اكتشف بدر حقيقته ربما ستسقط قتيلة الآن
سيلا:'تعبانة تعبانة هو حرام اتعب يعنى يا بدر"
بدر:"عملتى ايه مع" ثائر" يا سيلا"
سيلا بتوتر:"بخصوص ايه"
بدر:''بخصوص جوازكم يا ام الذكاء هيكون بخصوص ايه يعنى"
سيلا:"بيقول مش فاضى الفترة الجاية "
بدر:"لا يا شيخة وراه ايه بقى الفترة الجاية"
سيلا:" بيقول وراه شغل ما تقولى يا "بدر" انت عايز تنتقم من "ثائر" بسبب "رؤوف" ليه"
بدر:"قولتلك ملكيش دعوة بالموضوع ده"
سيلا:"مش لازم افهم فى ايه ولا انا زى قطعة الشطرنج اللى بتلعب بيها وبتحركها بايدك يا بدر"
بدر:'الظاهر كده يا "سيلا" هتبقى زى الوزير اللى بيموت فى اللعبة"
سيلا بخوف:"انت قصدك ايه يا بدر"
بدر:"قصدى انتى فهماه يا سيلا"
سيلا:"ولو ثائر صرف نظر عن جوازه منى هتعمل ايه"
بدر:"يبقى بقى مفيش قدامى غير بنت اخوه والبنت اللى بتقولى عليها اسمها "وتين" دى"
سيلا:'مش فاهمة هتعمل بيهم ايه"
بدر:"جايز يبقوا دول الكارت الرابح مش زيك بقيتى كارت محروق يا سيلا"
***
وصلت "وتين" و"مريم" و"حسنية" الى الشقة فى وقت متأخر أصرت "وتين" ان تنام بالغرفة الخاصة بزوجها ابتسمت "مريم"
مريم:"ماشى يا ستى الله يساهلو"
وتين:"بس يا "مريم" بطلى تكسفينى انتى طول الطريق مش رحمانى"
مريم:"مبسوطة يا حاجة بلاش يعنى"
وتين:"هههه ماشى يا ستى انبسطى على حسابى انا هدخل انام انا تعبت من الطريق"
حسنية:"تصبحوا على خير"
مريم ووتين:"وانتى من اهله"
دخلت "مريم" غرفتها وذهبت "وتين" الى الغرفة التى يقيم بها" ثائر" عندما يأتى لهذه الشقة دخلت الغرفة وجدتها منظمة بشكل دقيق جدا فهو يعشق النظام والترتيب وايضا فالغرفة كأنها تفوح برائحته التى اشتاقت اليها بالرغم من انها تركته منذ بضع ساعات وجدت زجاجة من البرفان الخاص به قامت برش نفحة منه اغمضت عيناها تستلذ برائحته وتملأ رئتيها من تلك الرائحة
وتين بابتسامة:"هو انا دماغى طقت ولا ايه ايه حكاية ادمانى لبرفانه دى كمان بس الصراحة هو ذات نفسه بقى إدمان عندى"
وجدت هاتفها يعلن عن ورود اتصال منه فتحت الهاتف بلهفة حتى تسمع صوته
ثائر:"وتينى"
وتين بابتسامة:"ايوة يا حبيبى"
ثائر:"وصلتوا بالسلامة الحمد لله"
وتين:"ايوة الحمد لله لسه واصلين من شوية ودخلت اوضتك علشان هنام فيها"
ثائر:"دى الاوضة هيزيد نورها"
وتين:"هيزيد نورها بيك انت لو جيت"
ثائر:"ياريت اقدر كنت جيت دلوقتى دا انتى وحشتينى كأنك مشيتى من سنين"
وتين:"انت وحشتنى أكتر والله يا ثائر"
ثائر:"هو الفرح امتى"
وتين:"على كلام "هيام" الفرح بعد بكرة"
ثائر:"ماشى يا حبيبتى خلى بالكم من نفسكم انتى ومريم ماشى سلام يا وتينى
وتين:"مع السلامة يا حبيبى"
انهت مكالمتها معه اخرجت لها ملابس قامت بتغير ملابسها استلقت على السرير ثم غفت سريعا فى النوم
***
علمت "عايدة" ان هيام قامت بدعوة وتين الى زفاف سمير فهى ايضا زاد فضولها لتراها بعد ان تزوجت وكيف اصبح حالها؟ كان "سمير" ينهى بعض المتطلبات الخاصة بزفافه من حجز للقاعة و شراء بدلة زفافه فهو بعد يومان سيصبح عريس لم يعلم ان أخته قامت بدعوة "وتين" فهو ما يشغله الآن ان ينتهى زفافه على خير بدون عقبات
عايدة:"انت رايح فين يا سمير"
سمير:"هشترى البدلة خلاص مبقاش الا يومين على الفرح"
هيام:"وانت بقى هتشترى لاميرة فستان ولا هتأجره"
عايدة:"يشترى ايه بقى ان شاء الله الفستان هيبقى غالى هو تأجره دا هيتلبس ليلة فى العمر وخلاص بعدين هيتركن يلم تراب"
سمير:"هى اصلا مطلبتش اشترى الفستان هى راضية نأجره ملوش لازمة الكلام ده"
عايدة:"ايوة كده متخليهاش تتمرع من اولها وتعملنا فيها بنت بارم ديله"
سمير:"عن اذنكم انا خارج"
خرج "سمير" من الشقة فوالدته لا تتغير ابدا فهو يضع يده على قلبه خوفا من تصرفات امه واخته التى ربما لم تنجو منها" أميرة" فماذا يفعل معهم حتى يعيش مع زوجته فى هدوء بدون مشاكل
عايدة:"والبرنسيسة "وتين" قالتلك ايه لما كلمتيها"
هيام:"شكلها كده هتيجى لان انا نرفزتها جامد فى الكلام وانتى عرفاها بتتأثر بسرعة بالكلام البت دى اكيد هبلة يا عبيطة "
عايدة:"هى لو عندها عقل كانت جت هنا تانى وهى عارفة اللى فيها"
هيام:"انا لو منها والله مكنت هاجى هنا تانى هى عاملة فيها ام قلب ابيض وقلبها كبير بس تيجى هى وجوزها وانا هستقبلها احسن استقبال"
عايدة:"وده من امتى ده كله"
هيام بسخرية:"الله مش فى مقام بنت عمى يا ماما ولا ايه"
عايدة:'انتى ناوية على ايه يا 'هيام' بالظبط علشان ابقى فاهمة
هيام:'ولا حاجة ليه بتقولى كده''
عايدة:"مش مرتاحالك يا بنت عايدة شكلك ناوية على مصيبة"
هيام بخبث:"ليه بس كده يا ماما هو انا اقدر ااذى قطة حتى ليه كده فهمانى غلط دا انا طيبة خالص"
عايدة:" والله عليا انا الشويتين دول يا بنت عايدة دا انا امك وعجناكى وخبزاكى وعرفاكى كويس"
هيام بمسكنة:" ليه بس كده يا ماما انا عملت ايه يعنى فيها دا انا قدمتلها فرصة على طبق من دهب
عايدة بعدم فهم:" فرصة ايه دى اللى قدمتهالها"
هيام:" ها ولا حاجة متشغليش نفسك هقوم اروح اشوف الخياطة ظبطت الفستان اللى هحضر بيه الفرح ولا لسه"
عايدة:" ماشى بس متتأخريش انتى فاهمة يا هيام"
هيام:" بسرعة هكون هنا هى اللى خياطة تغيظ بطيئة فى شغلها"
خرجت من المنزا وهناك كم هائل من الافكار الخبيثة تجول فى خاطر تلك الفتاة فهى بانتظار حضور "وتين" وزوجها فلماذا تعيش "وتين" فى سعادة بينما هى لا تحصل على تلك السعادة مثلها
*"*"*
"فى الشركة"..ينظر الى الاوراق ثم يلقيها امامه وينفخ بضيق فهو لا يستطيع التركيز فى عمله فمنذ ان سافرت البارحة وهو لا يركز فى اى شئ يفعله حاول وضع تركيزه فى انهاء تلك الاعمال العالقة فلابد من ان ينهيها وبالفعل استطاع ان يحصل على بعض الهدوء والتركيز وخاصة ان "رمزى' منشغلا ببعض الاعمال هو الاخر ولا يثرثر كعادته ويلهيه عن إنهاء اعماله
شارف على الانتهاء من تلك الاعمال قام بخلع تلك النظارة الطبية التى يستخدمها اثناء عمله ظل يضغط على عينيه بقوة من شدة ارهاقه انفتح الباب دلف" رمزى" بعد ان انتهى هو ايضا من انهاء ما عليه من اعمال واعباء
رمزى بارهاق:"انا خلاص حاسس ان انا هموت مش قادر هو احنا بننتقم من نفسنا ولا ايه الحكاية ياعم انت انا قربت يغمى عليا من الجوع يا ثائر"
ثائر:'كويس انك جيت بعد ما خلصت علشان انت رغاى وبضيعلى تركيزى وكان زمانى مخلصتش فى يومى"
رمزى:"انا رغاى هو انت اصلا تقدر تعيش من غيرى انت لا تعرف تروح ولا تيجى حياتك تنتهى من غيرى يا ثائر"
ثائر...لا والله على اساس انك ابويا ولا امى يا "رمزى" ان شاء الله"
رمزى:"لاء رمزى يا حبيبى"
ثائر:"مش بقولك ظريف ودمك خفيف كاتك نيلة فى تقل دمك"
رمزى:"ها وبعدين يا ثائر"
ثائر باستغراب:"وبعدين فى ايه مش فاهم"
رمزى:"هنعمل ايه دلوقتى يعنى"
ثائر:"عايزنا نعمل ايه يا رمزى"
رمزى:"نلعب بالية ولا ناكل بانية ولا شيبسى وكاراتيه"
ثائر:"يخربيت تقل دمك يا اخى ايه الظرافة اللى انت فيها دى يا أخويا وليك نفس تهزر"
رمزى:" بنت اخوك وحشتنى اوى يا "ثائر" انا ليه خليتها تسافر مع مراتك وحشتنى القمراية دى"
ثائر:" مش بقولك حيوان وجزمة مش مصدق انت قاعد تتغزل فى بنت اخويا قدامى ياض انت"
رمزى ببرود:" مراتى يا حبيبى انت مالك انت"
ثائر:" اكتم بقى واقفل على ما عندك احسن ما اكسر المكتب ده على نافوخك"
رمزى:" ضربة فى قلبك انت عايز تضربى وتخرشمنى قبل فرحى"
ثائر:" ضربة فى قلبك انت هو انا قلبى ناقص"
رمزى:" والله وعشت وشفت اليوم اللى اشوفك فيه يا "ثائر" الحب مبهدلك ومش مخليك على بعضك"
ثائر:" اخرس ياض انت خالص"
رمزى:"بتكلم جد بقى هتعمل ايه دلوقتى ولا يلا نقوم نتغدا انا فرفرت من الجوع"
ثائر:"قوم يا رمزى تعال"
رمزى:"اقوم اروح فين يا عم"
ثائر:"قوم تعال معايا متخافش مش هعمل فيك حاجة"
رمزى:" مش هتعمل فيا حاجة ! انت قصدك ايه ثم اجى معاك على فين"
ثائر:"هتعرف دلوقتى يا حبيبى متخافش انت خايف ليه كده مش هضربك"
رمزى:" هههه دول بالكلمتين دول خوفتنى أكتر"
ثائر بابتسامة:" لاء بجد تعال معايا يلا"
تبعه" رمزى" وهو لايفهم ماذا يريد منه "ثائر" او الى أين يريده ان يذهب معه فتبعه بصمت ليرى ماذا يريد منه الآن؟ او إلى أين هم ذاهبون؟
***
جالسا بغرفته يتصفح هاتفه ولكن احيانا يصيبه الشرود فيما حدث معه من تلك الفتاة التى افسدت عليه تلك الفرصة بأن تصبح "وتين" من نصيبه ولكن هو يجب ان يلوم نفسه اولا فهو من تسرع فى تركها وطلب يد "هيام" انتقاما لكرامته التى ثارت عليه عندما رأى تلك الصور التى لم يحكم عقله قليلا ليعرف حقيقتها سمع صوت والده يناديه
رفعت:"فى ايه يا أسامة مش سامعنى ولا ايه يا ابنى"
أسامة:"ايوة يابابا فى ايه فى حاجة ولا ايه حضرتك عايزنى فى ايه"
رفعت:"اخرج يا بنى كلك لقمة انت بترجع من الشغل تدخل اوضتك ومبقتش تقعد معانا زى عوايدك"
أسامة:"مفيش حاجة يابابا بس كنت تعبان شوية ومريح على السرير"
رفعت:"وايه اللى تاعبك يا "أسامة" هو انت اول واحد يفسخ خطوبته يا ابنى يعنى ولا ايه"
أسامة بعدم اهتمام:"خطوبة ايه انا لا زعلان ان فسخت الخطوبة ولا حاجة بالعكس انا مبسوط ان انا فسخت خطوبتى من هيام"
رفعت:"طب ايه اللى مخليك سرحان كده بقى"
أسامة:"صدقنى مفيش حاجة يا بابا"
نادية:"ايه رايك تخطب تانى انا شوفتلك عروسة حلوة أوى يا اسامة"
تفوهت والدته بهذه الكلمات وهى تدلف الى غرفته حاملة بيدها عدة صور لفتيات ابتسم "اسامة" على كلام والدته
اسامة:"هو لسه فى حد بيتجوز بالطريقة دى يا ماما جيبالى صور بنات اختار منها ايه جو العشرينات ده"
نادية:"انا غلبت معاك بقى يا "أسامة" فوق لنفسك بقى يا ابنى اللى فى دماغك خلاص راحت لصاحب نصيبها يعنى خلاص مش مكتوبالك انساها بقى"
اسامة بضيق:"انتى قصدك ايه يا ماما ومين دى اللى فى دماغى"
نادية:"هتضحك على أمك يا" أسامة" انا أمك واعرفك اكتر من اى حد فى الدنيا"
رفعت:"هو فى ايه مخبينوه عليا ومعرفوش يا نادية"
نادية:"ابنك لسه بيفكر فى "وتين" ومش عايز ينساها"
رفعت:"وتين! دى اتجوزت خلاص يا ابنى بتفكر فيها ليه"
نادية:"قوله انت بقى علشان اللى بيعمله ده خلاص مينفعش بلاش يعلق نفسه بحاجة بقت من المستحيل تحصل''
أسامة:"فى ايه اهدوا عليا انا مبفكرش فى حد انتوا بس بيتهيألكم ان انا بفكر فيها"
نادية:"اتمنى يا ابنى ان كلامك ده يبقى صح علشان متجبلش لنفسك ولينا وجع الدماغ"
بعد خروج والديه وجد نفسه يرتدى ملابس للخروج فهو يريد الخروج من المنزل الآن فهو يشعر بالاختناق ويريد ان يستنشق بعض الهواء النقى
***
قضت وتين يومها الأول فى الاسكندرية فى الشقة هى و"مريم" و"حسنية" وعندما كان الوقت يقترب على المغيب ارادت "وتين" الذهاب الى الشاطئ الى المكان الذى كانت تجلس به دوماً فاقترحت على مريم ان يذهبوا الى الشاطئ لتجلس على تلك الصخرة التى اعتادت ان تجلس عليها
وتين:"مريم ما تيجى نروح البحر دلوقتى"
مريم:"دلوقتى دا خلاص الشمس هتغيب"
وتين:"دا احلى وقت نقعد فيه البحر وقت الغروب بيبقى حاجة وهم والصراحة وحشنى المكان اللى كنت بقعد فيه وهو قريب من هنا"
مريم:"خلاص ماشى هلبس هدومى وننزل"
بعد الانتهاء من ارتداء ملابسهم ذهبوا الى الشاطئ وصلت "وتين" فردت ذراعيها ورفعت رأسها للسماء واغمضت عيناها تستمتع بذلك النسيم وصوت ماء البحر وهى تضرب تلك الصخور بقوة
وتين:"ياااااه وحشنى البحر اوى اوى"
مريم بضحك:"طب بذمتك البحر ولا عمو ثائر"
وتين:'ودى عايزة سؤال عمك "ثائر" طبعا ههههه"
مريم:"الجو فعلا جميل اوى النهاردة طالب ايس كريم كده"
وتين:"تعالى نروح نشترى آيس كريم يلا"
مريم:"فى محل ايس كريم قريب خليكى انا هروح اجيب وانتى شميلك شوية هوا من البحر اللى واحشك ده على ما ارجع"
وتين:"ماشى متتأخريش يا مريم"
مريم:"من عونيا يا حبيبتى"
وتين:" تسلملى عيونك حبيبتى يا مريم"
مريم:"عايزة الايس كريم بايه بقى"
وتين بتلذذ:"شكولاتة يا مريم يكون كله شيكولاته وعليه قطع شكولاتة عايزة حاجة غرقانة شوكولاتة"
مريم:"الله ايه دا انتى شوقتينى للايس كريم اكتر"
وتين:"بسرعة بقى قبل الجو ما يضلم هنا"
مريم:"ماشى سلام موقتاً يا وتين"
وتين:"سلام يا قمر"
ذهبت "مريم" جلست "وتين" على صخرتها المفضلة تذكرت جلوس "ثائر" بجوارها يوم طلب منها الزواج واعطاها ذلك العقد الذى وضع به شروط زواجهم ابتسمت فكيف تبدل حالها معه من فتاة لا تستطيع الوصول اليه الى معشوقته التى يعاملها بمنتهى الحنان والدلال كأنها طفلته وليست زوجته فقط فكم اشتاقت إليه واشتاقت لرؤيته التى لا تمل منها أبدا واشتاقت أيضاً لحضوره الطاغى الذى يجعلها تأخذ انفاسها بصعوبة كأنه يسحب أنفاسها بطلته الجذابة فياله من رجل لم ترى مثيل له فى حياتها من قبل لما يتمتع به من قوة وهيبة واحياناً قسوة
وجد نفسه يذهب الى ذلك المكان لم يصدق عينيه فهل هى حقا من تجلس على تلك الصخرة ام عقله صور له ذلك هل هذه "وتين" حقا ام طيفها وجد نفسه يقترب منها هاتفا باسمها
أسامة:"وتين"
التفتت "وتين" الى من يناديها عقدت حاجبيها نظرت اليه نظرات باردة هبت واقفة بضيق فهو اخر شخص تريد مقابلته الآن فلماذا ينادى عليها؟ وماذا يريد منها؟
وتين ببرود:''افندم يا استاذ" أسامة" خير"
أسامة:'هو انتى هنا من امتى يا وتين"
وتين:" أولاً انا اسمى مدام "وتين" ثانياًحضرتك بتسأل ليه فى حاجة وبتسأل ليه اصلا"
أسامة:"بس استغربت لما شوفتك قاعدة هنا لوحدك وانك رجعتى اسكندرية تانى"
وتين:"هو فى حاجة تمنع ان انا اجى هنا ولا ايه حضرتك ناسى ان انا مولوده هنا وعشت حياتى هنا فطبيعى اجى مش عايزة تفكير يعنى"
أسامة:"هو ليه حاسس انك مش عايزة تتكلمى او بتردى عليا كأنك بقيتى واحد تانية مش "وتين" اللى اعرفها"
وتين:"طبعا انا بقيت واحدة تانية بقيت واحدة متجوزة"
أسامة:"ومبسوطة مع جوزك ده بقى"
وتين :" والله دى حاجة تخصنى انا بس مش اى حد تانى وملكش تسأل فى موضوع زى ده يا استاذ أسامة"
أسامة:"دا انتى فعلا اتغيرتى اوى بس انا كنت مديون ليكى باعتذار وكويس ان انا شوفتك علشان اعتذرلك"
وتين:"اعتذار على ايه بالظبط حضرتك غلطت فيا كتير"
أسامة:"ان انا ظلمتك بخصوص الصور والكلام اللى قولتهولك"
وتين بابتسامة سخرية:"دلوقتى عرفت ان انا مظلومة بس يا خسارة مبقاش يهمنى انك تعتذر او لاء او بالاصح خلاص الموضوع ميهمنيش "
أسامة:"هيام ضحكت عليا ولعبت بيا وانا كنت مغفل وصدقتها"
وتين:"وانت يعنى مكنش فى شوية عقل تفكر بيهم وتشوف اذا كان اللى شوفته ده بجد ولا لاء بس انت طلعت متسرع نصيحة منى متتسرعش فى حكمك على حد والحمد لله انها هى عملت كده اصلا لان الظاهر احنا مكناش هننفع مع بعض وانا الحمد لله ربنا عوضنى بجوزى اللى لو لفيت الدنيا دى كلها مش هلاقى زيه لا فى شهامته ولا رجولته ولا حنيته مش زى ناس "
أسامة بندم وصوت عالى نسبياً:" انا عرفت ده دلوقتى يا "وتين" ان بسبب تسرعى خسرت البنت الوحيدة اللى كنت بتمنى ارتبط بيها البنت الوحيدة اللى مكنتش شايف غيرها البنت اللى حبيتها ومحبتش حد غيرها"
ارتسمت ابتسامة جميلة جدا على شفتيها برقت عيناها بتألق دق قلبها بعنف بين جدران قلبها سرى ذلك الاحساس الجميل فى شرايينها وجدت نفسها تبتسم تلقائياً وتهمس بتلك الكلمة التى خرجت من بين شفتيها بذلك الهمس العاشق
وتين بابتسامة وبهمس ناعم :"حبيبى"
أسامة بدهشة و إبتسامة.:"انتى قولتى ايه يا "وتين" دلوقتى"
*"*"*
رأيكم يا حلوين

رواية دمية في يد غجري الفصل الثامن عشر بقلم سمسم

ارتسمت ابتسامة جميلة جدا على شفتيها برقت عيناها بتألق دق قلبها بعنف بين جدران قلبها سرى ذلك الاحساس الجميل فى شرايينها وجدت نفسها تبتسم تلقائياً وتهمس بتلك الكلمة التى خرجت من بين شفتيها بذلك الهمس العاشق
وتين بابتسامة وبهمس ناعم :"حبيبى"
أسامة بدهشة و إبتسامة.:"انتى قولتى ايه يا "وتين" دلوقتى"
وجدها تنظر لشئ خلفه وتجاوزته ومشت بضع خطوات مبتعدة عنه نظر خلفه وجدها تسير بلهفة إلى رجل قادم باتجاههم وعندما تحقق أسامة من هذا الشخص وجده زوجها فهى لم تتفوه بتلك الكلمة إلا عندما رأت زوجها قادم اليهم ايقن "أسامة" ان "وتين" حقا لن تكون من نصيبه فتلك الابتسامة على شفتيها ونظرة اللهفة فى عيونها ونطقها تلك الكلمة لن تصدر إلا من انسانة عاشقة لزوجها.رأى "ثائر" "أسامة" يقف على بعد خطوات منهم اتسعت عيناه غضباً وضيقاً فماذا كان يفعل مع زوجته؟ عندما كان يريد ان يسير اليه محطما لوجهه على انه كان يتحدث الى زوجته وجد "رمزى" يمسكه من ذراعه بقوة جز "ثائر" على أسنانه بغيظ
ثائر بغيظ:"سيبنى يا رمزى سيب دراعى"
رمزى:"لاء مش هسيبك بلاش مشاكل اهدى واعقل يا ثائر"
ثائر:"بقولك سيبنى بقى"
وصلت" وتين" اليه بخطوات تشبه الركض فهى لا تصدق انه الآن امامها فهو قد أتى إليها فلابد انه اشتاق اليها كما تشتاق اليه لذلك أتى إلى هنا لكى يكون معها
وتين بفرحة:"انتوا وصلتوا امتى وليه مقولتوش انكم جايين النهاردة"
رمزى:"احنا لسه واصلين طلعنا الشقة دادة "حسنية" قالت انكم على الشط فجينا"
وتين:"انتوا نورتوا الدنيا كلها"
رمزى:"تسلمى يا وتين هى فين مريم"
وتين:"راحت تشترى ايس كريم زمانها جاية دلوقتى"
كل هذا و"ثائر" لم يتفوه بكلمة واحدة فلماذا لا يتكلم؟ لماذا لم يقول لها انه افتقدها فجاء خلفها؟
وتين:"ثائر مالك فى ايه"
ثائر بغيرة:"مفيش الاستاذ ده كان بيعمل ايه هنا"
وتين:"استاذ مين ده"
ثائر:"اللى اسمه أسامة ده"
كان" أسامة" مازال واقفاً مكانه لم يقدر "ثائر" على كبت غيرته وغضبه اكثر من ذلك وجد نفسه يذهب اليه يقبض على ملابسه بقوة ينظر اليه نظرات تكاد تحرقه أنفاسه عالية صدره يعلو ويهبط من فرط غيرته رأى" أسامة" ذلك حاول ان يتمالك اعصابه أمام هذا الرجل الذى ربما على وشك ان يكيل له من الضربات ما سوف يجعله غير قادر على الوقوف نظرا لبنيته الجسدية التى تشكل فارقاً بينهم
ثائر:" انت ايه اللى وقفك تتكلم معاها ها انت بتبصلها ليه أساساً انا مش محذرك قبل كده انك ملكش دعوة بيها "
أسامة:" فى ايه انت وشغل الهمجية اللى انت فيه ده انا معملتش حاجة ونزل إيدك ومتفتكرش ان ممكن اسكتلك"من
ثائر:" دا أنا اللى هخليك تسكت للأبد انت عارف لو شفتك بس لمحت طيفها نطقت اسمها على لسانك مش هتعرف انا هعمل فيك ايه"
ناوله لكمة قوية قرب فمه تساقطت بعض الدماء من فم "أسامة" سار اليهم "رمزى" سريعا لفض ذلك الاشتباك قبل ان يتطور الامر اكثر من ذلك ف"ثائر" فى حالة غضب شديد واذا تركه بهذه الحالة ربما سيسبب لنفسه مشكلة هو فى غنى عنها وقف "رمزى" فى المنتصف رفض "ثائر" ترك ملابس هذا الشاب فهو يرى أنه لم يشفى غليله بعد
رمزى:" بس بقى يا "ثائر" سيبه واسكت"
ثائر:" مش هسيبه الا لما اطلع روحه فى ايدى"
أسامة:" انت صحيح واحد همجى وبلطجى ومش عارف هى مستحملاك ازاى"
ثائر:" انا همجى وبلطجى يا حيوان يا زبالة"
رمزى:" بس بقى انتوا الاتنين"
قام رمزى بسحب يد "ثائر" من على ملابس "أسامة" ليتركه يرحل قبل ان يسوء الأمر أكثر من ذلك
رمزى:" اتفضل امشى يلا يا استاذ "اسامة" وانت يا بيه يلا بينا انا مش عارف انت اتجننت ولا ايه يلاااا"
ذهب "أسامة"وهو يمسح فمه من تلك الدماء التى تسببت فيها لكمة "ثائر" له.كل هذا و"وتين" مكانها لم تستوعب ما يحدث كأنها تشاهد احد مشاهد العراك من احدى الافلام
فى هذا الوقت وصلت" مريم" لم تصدق هى ايضا انها ترى عمها وزوجها
مريم:"ايه ده انتوا جيتوا امتى ايه المفاجأة الجميلة دى"
ثائر بسخرية:"الظاهر جينا فى وقت مش مناسب يلا بينا نطلع الشقة علشان عايز ارتاح من المشوار"
قال هذا تقدم امامهم بضع خطوات يتبعه "رمزى" و"مريم" كانت "وتين" مازالت مكانها لم تتحرك نظر خلفه وجدها ما زالت مكانها
ثائر:'ايه حضرتك هتفضلى واقفة عندك ولا ايه مش ناوية تيجى"
وتين:"حضرتى ! لاء جاية وراك"
تبعتهم بهدوء لم تفهم "مريم" ماذا يحدث ؟ولماذا يتحدث عمها مع "وتين" بهذه الطريقة ؟فاقتربت من" رمزى" هامسة
مريم:"رمزى هو فى ايه عمو "ثائر" ماله"
رمزى:'لما وصلنا كان فى واحد واقف مع "وتين" اللى أسمه "أسامة" عمك شافه اتجنن ضربه لولا ان انا مسكته كان زمان عملنا مصيبة شكل عمك غيران اوى"
مريم:"ربنا يستر وميتخانقش مع وتين ولا يزعلها"
رمزى:"ربنا يستر لان شكله كده مدخن على الاخر وانتى عارفة عمك"
صعدوا الى الشقة فتح "ثائر" الباب ذهب إلى غرفته بدون ان يتفوه بكلمة أخرى قام باغلاق الباب خلفه بقوة محدثاً صوتاًعالياً ارتعدت" وتين" من صوت اغلاق الباب
وتين:"رمزى هو فى ايه لده كله "ثائر" بيعمل ليه كده"
رمزى:"جوزك شكله كده غيران يا وتين وربنا يستر"
وتين:"غيران ليه ومن مين وعلشان ايه "
رمزى:"من اللى كان واقف معاكى على الشط"
ادركت "وتين" الآن ان "ثائر "ربما يظن انها كانت راغبة فى التحدث مع" أسامة"فى حين انها لا تريد رؤية وجهه
وتين:"عن اذنكم ادخل اشوفه"
مريم:''ربنا معاكى يا وتين"
طرقت "وتين" الباب لم تسمع رد فتحت الباب لم تجده سمعت صوت المياه فى الحمام علمت انه الآن فى الحمام جلست على طرف السرير تنتظره حتى يخرج استغرق وقتا طويلا فى الحمام استبد بها القلق قامت بطرق باب الحمام تسأله اذا كان هناك خطب ما جاءها رده من الداخل
وتين:"ثائر ثائر انت كويس"
ثائر:"ايوة فى ايه"
وتين:'بس اتأخرت اوى جوا فقلقت عليك فقولت اسألك"
ثائر:"شوية وخارج"
عادت لتجلس مكانها وبعد بضع دقائق خرج يرتدى رداء الحمام يفرك رأسه بقوة بالمنشفة التى يحملها بيده كأنه يريد ان يخرج ما برأسه من أفكار باتت تزعجه
وتين بابتسامة:"نعيما يا حبيبى"
ثائر:"ينعم عليكى ربنا ان شاء الله"
لم يزد كلمة أخرى وقف أمام المرآة لكى يصفف شعره ظلت تنظر اليه لمح نظراتها له فى المرآة
ثائر:"مالك بتبصيلى ليه كده فى إيه فى حاجة"
وتين:"المفروض انا اللى اسألك فى ايه ومالك من ساعة ما جيت وانت متكلمتش معايا خالص"
ثائر:"مصدع فيها مشكلة دى ولا بلاش اصدع كمان علشان خاطرك"
وتين:'الف سلامة عليك هجبلك مسكن علشان الصداع"
ثائر:" مش عايز مسكنات قولى للدادة تحضر الأكل علشان جعان"
وتين باحباط:" حاضر"
خرجت من الغرفة زفر بضيق شديد فهو كان يتمنى أن تكون بين ذراعيه الآن فهو لم يأتى كل هذه المسافة إلا لتكون بين يديه وفى أحضانه فهو اشتاق اليها بشدة ولكن انتهى بهم المطاف الى هذا الحال ذهبت" وتين" الى المطبخ ساعدت" حسنية" و"مريم" فى تحضير الطعام التفت "مريم" اليها
مريم:"عملتى ايه يا وتين مع عمو"
وتين:"ولا حاجة بيرد بالقطارة"
مريم:"وهو ايه اللى جاب البنى ادم ده دلوقتى''
وتين:"دا من بختى الاسود يا اختى ييجى فى الوقت اللى "ثائر" يوصل فيه"
حسنية:"بصى يا بنتى ولو ان انا مش فاهمة بتتكلموا على ايه بس لو جوزك متعصب سبيه يهدى متكلمهوش وهو متنرفز الكلام ساعة النرفزة ممكن يوصل لحاجات انتوا فى غنى عنها لكن لو خدتوا وقتكم وهو بقى هادى وتتكلمى معاه بالراحة وتفهميه اللى هو مش فاهمه يبقى احسن"
مريم:"ايه الكلام الجامد ده يا دادة"
حسنية:'عيب على السن يا "مريم" انا كنت بعمل كده مع المرحوم جوزى مكنتش اكلمه ساعة عصبيته ابدا كنت اسيبه لحد ما يهدى وبعدين نتكلم"
مريم:"الله يرحمه انتى كنتى بتحبيه يا دادة"
حسنية بحنين:"أوى يا مريم مع ان انا اتجوزته فى الاول جواز عادى كده واحد اتقدم لواحدة وشافته مناسب واتجوزته بس بعد الجواز عرفت قد ايه هو حنين وراجل بجد يعتمد عليه فى الوقت الصعب وانه هو سندى لما الدنيا تميل بيا تعرفى لما عرفت ان انا مبخلفش طلبت منه يتجوز رفض قالى ما برضه جايز ربنا مش كاتبله ان يبقى ليه اولاد سواء منى او من غيرى وعشت معاه وموته كسرنى علشان كده نصيحة ليكم طالما عارفين أن اجوازكم بيحبوكوا انتوا كمان حبوهم واستحملوهم فى اوقاتهم السيئة قبل اوقاتهم الحلوة"
وتين بابتسامة:"تسلمى على النصايح الحلوة دى يا دادة"
وضعوا الطعام على السفرة خرج "ثائر" من الغرفة بعد ان ارتدى ملابس بيتيه مريحة و"رمزى" ايضا جلسوا جميعا على السفرة يأكلون وكأن على رؤوسهم الطير لا احد يتفوه بكلمة كانت تتبع حركاته بنظراتها فهو يتعمد عدم النظر اليها بعد ان انتهوا من تناول طعامهم جلس "ثائر" يشاهد التلفاز وجلس بجواره "رمزى" بينما ذهبت "وتين" و"مريم" الى الشرفة
رمزى:"ايه يا عمنا هتفضل ضاربلنا الوش الخشب ده كتير"
ثائر:"عايز ايه يا" رمزى" فى يومك ده انت كمان"
رمزى:'فك يا عم مش كده يعنى انت جبتنا على ملا وشنا من القاهرة علشان نيجى هنا وضربت الواد وخلصنا ولما نيجى قاعدلنا زى اللى قاعد فى عزا"
ثائر:"ايه عايزنى اقوم اغنيلك يعنى ولا اعمل ايه"
رمزى بمزاح:'مش للدرجة دى يعنى مش ناقص تلوث سمعى على المسا"
ثائر:"ليه هو انا صوتى وحش ولا ايه ياض انت"
رمزى بمزاح:"اه صوتك وحش اغشك اضحك عليك يعنى"
ثائر:"بطل بقى هزارك البايخ ده بقى على المسا انا هقوم انام انا زهقان من شكلك أساساً"
رمزى:" الله وانا مالى يا لمبى ثم تنام ايه لسه بدرى دا أذان العشاء لسه مأذن دلوقتى"
ثائر:"هقوم اصلى وانام بجد حاسس بارهاق جامد ودماغى هتفرقع"
رمزى:" الف سلامة عليك ماشى تصبح على خير"
ذهب "ثائر 'الى غرفته ليؤدى صلاته ثم يخلد الى النوم خرجت "وتين" و"مريم" من الشرفة
وتين:'هو "ثائر "راح فين يا رمزى"
رمزى:''قال هيدخل يصلى وينام علشان تعبان وفعلا النهاردة كان الشغل كتير وجينا فالارهاق والتعب حل علينا انا هقوم اصلى وانام انا كمان تصبحوا على خير"
مريم ووتين:"وانت من اهله"
ذهب "رمزى" ايضا الى غرفة الضيوف وذهبت" مريم" الى غرفتها وذهبت "وتين" الى زوجها
وجدته انهى صلاته وذهب إلى السرير توضأت وصلت فرضها قامت بتغيير ملابسها وذهبت الى السرير هى ايضا
كان نائما موليها ظهره فاستاءت من تصرفاته سحبت الوسادة الصغيرة بغيظ واخذتها فى أحضانها كان يشعر بكل حركاتها وسكناتها فقلبه يحرضه على الالتفات إليها ظلت عيناها تتجول في الغرفة مر بعض الوقت لا تستطيع النوم تركت السرير وقفت امام الشباك تاركة الهواء يهدأ من ثورة ضيقها تلاعب النسيم بخصلات شعرها كان ينظر اليها وهى بتلك الحالة الفاتنة له ولقلبه فلو لم يكن غاضباً الآن ربما كانت ستكون بين ذراعيه يضمها اليه يستمتعوا بهذا الجو البديع التفتت اليه وجدته ينظر اليها
وتين:" ها وبعدين يا ثائر"
ثائر ببرود:"وبعدين فى ايه يا مدام ثائر"
وتين:"فى اللى انت بتعمله فيا ده"
ثائر:'وانا عملت ايه فيكى هو انا كلمتك ولا جيت جمبك انا ساكت اهو"
وتين بغيظ:'ثائر بلاش استفزاز ببرودك ده بقى انا مبحبش كده"
ثائر:"انا بارد انتى هتحترمى نفسك فى الكلام معايا ولا لاء انا مش محذرك قبل كده بلاش تطولى لسانك عليا"
وتين:"ايوة سيب الاصل وامسك فى الفرع ما هو انت كده"
ثائر:"طب اسكتى احسن اقوم امسك فى زمارة رقبتك وانتى الخسرانة"
وتين:"يا سلام للدرجة دى يا "ثائر" عملت ايه بقى يخليك تمسك فى زمارة رقبتى"
ثائر:"شوفى انتى عملتى ايه الاول وابقى اتكلمى معايا يا...مدام"
وتين:"ماهو ده اللى عايزة اعرفه انا عملت ايه لده كله"
ثائر:"انتى ايه اللى خلاكى تقفى تتكلمى مع الواد ده ها قوليلى سبتيه يقف معاكى ويكلمك ليه"
وتين:"انا اتفاجئت بيه انه جه المكان ده هو انا كنت اعرف يعنى انه هييجى"
قام "ثائر" من على السرير وقف امامها امسك ذراعها بقوة يضغط عليه بأصابع فلاذية كأنه على وشك كسر ذراعها
ثائر بغيظ:"لما لقتيه كنتى على طول تمشى مش تقفى تتكلمى معاه"
وتين:"هو اللى فتح الكلام وقالى انه مديونلى باعتذار"
ثائر :"اه مديونلك با عتذار وقالك كمان انه خسر البنت اللى حبها ومحبش غيرها مش كده"
وتين بدهشة:"انت سمعت كلامه"
ثائر بغضب:'ايوة سمعت يا هانم سمعت كلمته دى ليكى عارفة ايه احساسى لما سمعت كلامه ده ان اعرف ان واحد بيحب مراتى وبيفكر فيها ها عارفة ولا مش عارفة احساسك اللى كنت بتحسيه بسبب" سيلا" انا حسيته اضعاف مضاعفة"
هى لم تتخيل انه سمع كلام "أسامة" هل كانت منشغلة بالحوار لدرجة لم تنتبه علي ان زوجها كان قريب منهم يستمع إلى حوارهم
وتين:"بس والله انا ما ركزتش فى كلمته دى لانى شفتك ساعتها ومركزتش فى حاجة خالص ثم دراعى حرام عليك يا ثائر وجعتنى انت هتكسر دراعى"
حاول تمالك اعصابه بقوة جبارة فليس من السهل عليه ان يستمع لرجل يتفوه بمثل هذا الكلام لزوجته ترك ذراعها وضعت يدها على ذراعها تتحسس مكان قبضة يده الغاضبة فهو ترك اثار أصابعه على ذراعها.حاول ان ينهى هذا النقاش الذى ربما لن يصل بهم الا لمزيد من الغضب
ثائر:"انا هنام تصبحى على خير يا مراتى"
نطق تلك الكلمة بكل ما يحمل فى نفسه من استياء وضيق اراد الرجوع إلى السرير وجدها تمسك يده تمنعه من الذهاب نظر اليها اقتربت منه اكثر وضعت يدها على وجنته تنظر اليه احدى تلك النظرات التى تجعله غير راغب فى اى شئ سوى صاحبة تلك العينان الرماديتان فهو اشتاق اليها مررت يدها على وجنته اغمض عينيه بتعب بالرغم انه يفتقد لمسة يدها على وجهه كثيراً
وتين:"صدقنى يا حبيبى مفيش غيرك يملى عينى ولا قلبى وهو ميعنيش ليا اى شئ بالمرة انا مبقتش اشوف راجل فى الدنيا دى كلها غيرك انت انت مالى قلبى ومالى عينى ومالى حياتى كلها انا بعشقك يا" ثائر" حتى العشق بقى شوية على اللى انا حساه معاك"
ثائر:" روحى نامى يا "وتين'' بقولك تصبحى على خير"
وتين بحزن:" كده يعنى يا "ثائر" هو ده ردك عليا"
ثائر بتعب :" انا تعبان وعايز انام ممكن"
وتين:" هتنام وانت زعلان انا مقدرش انام وعارفة انك زعلان انا لحد دلوقتى مش مصدقة انك جيت وموجود معايا هنا"
ثائر بدون وعى:" جيت علشان وحشتينى جيت علشان مكنتش عارف انام وانتى بعيدة عنى جيت علشان مش قادر يعدى عليا يوم من غير ما اشوف عينيكى ولما اجى الاقى واحد واقف يقولك انه كان بيحبك ومحبش غيرك عيزانى اعمل ايه وانا بسمع كلامه ده "
وتين:" حبيبى انت ضربته وانا قولتله انا مفيش فى حياتى وقلبى غيرك انت ولا شايفة راجل غيرك انت "
وضعت رأسها على صدره تحيطه بيديها حول خصره لعل قلبه يلين كلما حاول ان يرفع يده يحيطها بها كأن يديه ترفض الانصياع لقلبه .لاحظت هى تردده نظرت اليه بعيون يملأها العشق تنشد اللين من عينيه العاصفتين وضعت يدها مرة أخرى على وجنته
وتين بهمس ناعم جدا:"انا بحبك انت وانت اهلى وناسى وانا مش عايزة فى حياتى غيرك انت"
وضع يده على يدها الموضوعة على وجنته يضغط عليها بمحبة قبل باطن يدها فكلامها كحبات المطر تساقطت على لهيب غيرته اطفأته ولكنها اشعلت لهيبا من نوع اخر ذلك اللهيب الذى لن يخمد بالكلمات فقط
وجد نفسه يحملها بين ذراعيه وهى واضعة رأسها على كتفه وصل إلى الفراش انزلها ببطئ كأنها مصنوعة من زجاج يخشى عليها ان تنكسر فهو يعلم الآن ان تلك الجميلة التى بين يديه ستظل نقطه ضعفه التى لن يظل جامداً أمامها كثيراً فبمجرد النظر اليها وسماعه لتلك الكلمات منها بهذا الهمس الجميل يجد نفسه لا يفكر فى شىء سوى انه يريد أن يرتوى من أنهار عشقها التى لا تنضب وظمأه الذى لا يرتوى أبدا
ثائر:"شكلى بعد كده مش هعرف اكسب معاكى نقاش او ان انا افضل زعلان منك كتير يا وتين"
وتين:"وتزعل ليه يا قلبى مفيش حاجة تستاهل الزعل وكله الا زعلك انت يا ثائر كله الا انت"
ثائر:'احساس الغيرة صعب اوى يا وتينى احساس بشع كأن كنت عايز اموته واطلع روحه فى ايدى "
وتين بتفهم:" وهتجيب لنفسك مصيبة بسببى ثم انا عارفة وعذراك لان عارفه الاحساس ده كويس وجربته دا بيبقى زى النار فى القلب"
ثائر:"شوفتى بقى مجرد التفكير ان حد غيرى يتخيلك انك مراته ده فى ذات نفسى مجننى"
وتين:"حبيبى انت مش محتاج تغير منه لانه هو ميهمنيش فى اى حاجة ولا عايزة اشوف وشه اصلا انا قلبى مبقاش ملكى بقى ملكك انت وبس يا حبيبى"
ظلت تردد على مسامعه تلك العبارات التى جعلته يريد ان يلتهمها من عشقه وشوقه لها فقلبه اعلن عليه حرب الاشتياق التى لن يعود منها إلا وهو خامداً ذلك الشوق العاصف بقلبه .ظل جسده ينتفض بقوة بسبب ذلك الكابوس الذى عاوده مرة اخرى شعرت" وتين" بحركة جسده الغريبة فهو كأنه مقيد يحاول التخلص من قيوده ولا يستطيع. تملكها القلق هزت جسده لعله يفيق من نومه ومن تلك الحالة
وتين بقلق:"ثائر حبيبى اصحى مالك فى ايه"
فتح عيناه على اتساعها ينظر اليها مسح وجهه ليزيل حبات العرق التى تجمعت على جبينه اخذ انفاسه بقوه يزفرها ببطئ ليعود الى حالته الطبيعية
وتين:"مالك يا حبيبى فى ايه"
ثائر:"دا كابوس"
وتين:"خير اللهم اجعله خير"
ثائر:"كابوس حادثة رؤوف رجعلى تانى"
وتين:"هو انت شوفت الحادثة كنت موجود ساعتها"
ثائر:"ايوة فى اليوم ده كنت عنده فى البيت وشوفته بيخرج هو ومراته والعربية بتنفجر بيهم"
وضع رأسه بين يديه يضغط باصابعه بقوة على رأسه كأن رأسه على وشك الانفجار
وتين:"الله يرحمهم يا حبيبى اهدى هقوم اجبلك ماية تشرب"
ارتدت اسدالها خرجت من الغرفة ذهبت إلى المطبخ جلبت زجاجة مياه وعادت اليه ناولته الماء ظل يرتشف منها كثيرا كأنه اصابه ظمأ شديد ويشعر بحاجته الى الارتواء عادت الى جواره مرة أخرى ولكن تلك المرة قامت بجذبه اليها تريح رأسه على كتفها تداعب شعره تحاول تهدئته اغمض عينيه وعاد إلى نومه مرة أخرى قامت بتقبيله برقة على جبينه وعادت إلى نومها هى الاخرى.فى الصباح..بعد تناول الافطاراصطحبها الى قبر والديها فهى كانت تريد ان يذهب معها وصلوا إلى المقابر وجدها تجثو امام احدى القبور تبتسم ابتسامة مهزوزة تمتزج بدموعها
وتين:"بابا ماما انا جيت عارفين مين جه معايا "ثائر" جوزى اللى حكيتلكم عنه"
جثى بجوارها هو الآخر فهو يعلم كيف يكون شعور من يفقد عزيز عليه ويعلم ايضا ما تعنيه حرقة القلب عندما يخسر الإنسان اعز احباءه
ثائر:"انا "ثائر" اللى "وتين" حكيتلكم عنه بس عايز اقولكم ان بنتكم بقت اغلى وأهم حاجة فى حياتى بقت عشقى بقت نبض قلبى ودنيتى كلها واوعدكم ان انا احافظ عليها واحميها وادلعها اخر دلع
قال ذلك وابتسم فابتسمت هى الاخرى تنظر اليه وكأن قلبها سيقفز من بين ضلوعها بعد انتهائهم من زيارة والديها عادوا الى الشقة قضوا وقت ممتع مع "مريم" و"رمزى" حان ميعاد ذهابها الى حفل الزفاف ارتدت ملابسها هى وزوجها اصر "رمزى" اخذ "مريم" فى نزهة حتى يعودوا وصلوا الى القاعة التى يقام بها الزفاف لم يصدق "سمير" ان 'وتين'' جاءت لحضور حفل زفافه
سمير بدهشة:"وتين"
وتين:'مبروك يا سمير مبروك يا أميرة ربنا يتمم بخير"
أميرة:"الله يبارك فيكى يا وتين اخبارك ايه"
وتين بابتسامة:"الحمد لله تمام دى هدية بسيطة بمناسبة جوازكم"
كانت الهدية عبارة عن خاتم جميل اشترته "وتين" من أجل "أميرة" فهى تعرف انها فتاة طيبة وأيضا تشعر بالشفقة عليها من انها ستعيش مع" هيام" و"عايدة"
أميرة:" مكانش ليه لزوم تتعبى نفسك يا وتين"
وتين:" متقوليش كده ومبروك مرة تانية"
سمير:''نورتوا الفرح اهلا بيكم"
ثائر:'ده نورك مبروك ربنا يتمم بخير مبروك يا عريس"
سمير:" الله يبارك فيك ومتشكر"
لمحت "هيام" "وتين "وزوجها ابتسمت على غباء "وتين" فهى مازالت تلك الفتاة التى تتأثر بالكلام الذى يقال لها
هيام:''حمد الله على السلامة نورتى يا وتين اهلا يا استاذ ثائر"
وتين:"شكراً عن اذنك"
عندما ارادت الذهاب لاحظت "هيام "ذيل فستان" وتين" الطويل ارادت احراجها فداست على طرف فستانها كأنها غير قاصدة حتى تقع على الأرض ولكن حظ وتين ان زوجها كان بجوارها فالتقطها قبل ان تسقط على وجهها
ثائر:" ايه يا حبيبتى فى ايه"
وتين:" شكلى كنت هتكعبل فى ديل الفستان انا عارفة انا لبست فستان بديل طويل ليه كده"
ثائر باعجاب:" بس انتى فى الفستان عاملة زى الأميرة"
وتين بابتسامة:" حبيبى تسلملى بس أميرة مرة واحدة"
ثائر:" ايوة انتى أميرتى الأميرة اللى قاعدة على عرش قلبى"
ابتسمت له ابتسامة صافية فهى كل يوم يزداد عشقها لهذا الرجل ذهبت هى وزوجها ليجلسوا على إحدى الطاولات البعيدة عن طاولة تلك الفتاة وامها
عايدة:"دى وتين جت الفرح اهى بجد"
هيام بغيظ:"اه جت هى وجوزها وجايبة هدية كمان والله ووتين بقت بتهادى هدايا غالية كده"
عايدة:" ليه هى جابت ايه يعنى لكلامك ده"
هيام:" جايبة خاتم لاميرة ييجى بتمن الشبكة اللى ابنك اشتراها كلها"
عايدة:" يا سلام هى الفلوس بقت فى ايدها كتيرة اوى كده"
هيام:" يعنى انتى مش شايفة جوزها غنى قد ايه يا ماما دا انا مفروسة موت منها ولا كمان الفستان اللى هى جاية بيه وماسكة فى دراع جوزها ولا هو كمان لبسه وشياكته ولا شكله انتى لو بصيتى حوليكى مش هتلاقى راجل عدل فى القاعة غيره"
عايدة:" ماتحترمى نفسك يا بت انتى لو اخوكى سمعك هيكسر دماغك"
هيام:" والنبى تسكتى يا ماما بلا اخويا بلا بتاع دلوقتى انا فى ايه ولا فى ايه"
عايدة:" انتى شكلك اتجننتى النهاردة فوقى يا بنت عايدة"
هيام:" افوق على ايه اكتر من الواقع الغريب اللى انا شيفاه دلوقتى بقى "وتين" تلاقى راجل زى ده وانا لاء وانا اللى كنت عاملة نفسى فالحة طلعت اشطر منى"
عايدة:" اقفلى بوقك بقى يا هيام خلى الليلة دى تعدى على خير فى يومك ده"
أصبحت لاتستمع الى تحذيرات امها فهى تشعر ببركان حارق الآن فى قلبها من الحقد من رؤية "وتين" بهذا الشكل ورؤية تلك الابتسامة على وجهها ف"وتين" أصبحت أكثر اشراقاً ونضارة عن تلك الايام التى كانت تحيى فيها معهم فكأنها اصبحت أكثر جمالاً عن ذى قبل
كانت تتبعهم بنظراتها وهى ترى "ثائر" ممسكا بيد "وتين" بين قبضة يده تبتسم على احدى الطرائف التى يقصها عليها التى كانت تحدث معه هو و"رمزى"
وتين:"دا انت على كده قربت تجنن رمزى يا "ثائر" والله ساعات بيصعب عليا وهو بيكلم فى نفسه وبيلف حوالين نفسه منك ومن عمايلك"
ثائر:"ماهو مجنون هو 'رمزى" عاقل يعنى دا استاذ المجانين ثم على أساس انه بيسكت اوى دا بيرد عليا الكلمة بكلمة وبيتحسب عليا فى وشى"
وتين:" ههههه مريم لو سمعتك هتزعل منك كده"
ثائر:''مريم عارفة علاقتى انا ورمزى عاملة ازاى قبل ما يكون جوز بنت اخويا هو صاحبى ورفيق عمرى اللى مقدرش فعلا اعيش من غيره"
وتين:'هو محترم جدا فعلا وبيعشق حاجة اسمها مريم وعلى ما ييجى الفرح هيكون يا عينى جراله حاجة من الانتظار"
ثائر:"دا جننى والله من الزن علشان يتجوزها بس كنت خايف على "مريم "لانها من ساعة الحادثة وهى كأنها عايشة فى عالم تانى"
وتين:'الحمد لله انها بقت كويسة "مريم"طيبة وتستاهل كل خير وربنا يتم فرحتهم على خير ان شاء الله"
ثائر:" ان شاء الله بس قوليلى بقى ايه الطعامة اللى انتى فيها دى ما تقومى نروح"
وتين:" هههه هو احنا لسه قاعدنا شوية ونمشى ماشى"
ثائر:" ماشى علشان خاطرك انتى بس مبقتش اعرف اقولك لاء على حاجة انا كده بضيع يا وديع"
وتين بابتسامة:" بعد الشر عليك من الضياع يا حبيبى"
ثائر:" صبرنى يارب الشوية دول على مانروح"
وتين:"عن اذنك يا حبيبى هروح الحمام"
ثائر:"ماشى يا حبيبتى متتأخريش ماشى"
وتين بابتسامة:"هاجى على طول"
ذهبت "وتين" لمحت "هيام" جلوسه بمفرده لاحظت ان الفرصة سانحة الآن ان ربما ببعض الكلمات تهدم تلك السعادة التى رأتها على وجه "وتين"
هيام باستعباط:'ايه ده هى وتين فين مش كانت هنا من شوية"
ثائر بضيق:"راحت الحمام خير فى حاجة"
هيام:"اه انتوا نورتونا النهاردة والله يا استاذ ثائر"
ثائر:"شكرا وعقبال فرحك ان شاء الله"
هيام بمسكنة:"ما خلاص انا فسخت الخطوبة لان انا مقدرش اتجوز واحد بيحب وبيفكر فى واحدة تانية"
ثائر بعدم اهتمام:"ربنا يعوض عليكى باللى أحسن منه"
هيام بخبث:"ماهى "وتين" كده كل الرجالة هتموت عليها"
ثائر:'تقصدى ايه بكلامك ده يا آنسة انتى"
هيام:"اصل انا فسخت الخطوبة لما عرفت ان "أسامة" بيحب "وتين" وانا مقدرش اعيش مع واحد بيفكر فى واحدة تانية"
ثائر:"ها وبعدين يا آنسة"
هيام:"ولاقبلين هى "وتين" كده دايما حظها حلو مع الرجالة والرجالة هيموتوا عليها بس هى شاطرة بتعرف تمثل دور البراءة واكيد مثلته عليك انت كمان واتخدعت فيها محدش يعرف'' وتين'' زيى انا"
ثائر:"انسة هيام"
هيام:"نعم يا استاذ ثائر ولا تحب اقولك ثائر بس"
ثائر:" بغض النظر على ان انا مش طايق اسمع اسمى منك بس هو انتى هبلة ولا شكلك كده"
هيام:"افندم انت بتشتمنى"
ثائر:"هو انتى مفكرة بالكلمتين الخيبين اللى بتقوليههم
دول اتنرفز انا بقى واتخانق انا و"وتين" والكلام الاهبل ده بصى انا عارف ان "وتين" مش من النوع اللى بتقولى عليه ده وأنها أطهر وأشرف واحدة شفتها فى حياتى ومتحاوليش تلعبى لعبة انتى مش قدها و"وتين" ملكيش دعوة بيها لما ضربتيها قبل كده انا سكت لكن لو حاولتى تضايقها انا عندى استعداد انسى مبادئ وأربيكى من اول وجديد لان انتى الظاهر محدش رباكى وانك عديمة الادب والتربية"
هيام باستفزاز:"باين عليك واقع اوى فيها بس مظنش ان واحد فى مقامك وشياكتك ووسامتك دى وتضرب بنت"
ثائر:"ميغركيش الشكل ولا البدلة اللى انا لابسها لاء انا ساعة الجد ببقى شوارعى وغجرى على حق فبلاش تشوفى الوش ده اصله غلط عليكى وانتى اللى هتتأذى يا آنسة"
لمحها قادمة اليهم ابتسم لها هب واقفا وصل اليها قبل ان تصل هى إليه يريد الذهاب من هذا المكان قبل ان ينفث غضبه فى تلك الفتاة الحقودة ويصبح هذا الزفاف مأتم
وتين بغيرة:"هى البت دى كانت قاعدة معاك تعمل ايه"
ثائر:'سيبك منها يلا بينا نمشى كفاية كدا دماغى صدعت من الاصوات والاغانى دى"
وتين...يلا يا حبيبى بس ثوانى تليفونى شكله نسيته على التربيزة"
ذهبت الى الطاولة لاخذ هاتفها كانت "هيام"مازالت جالسة مكانها نظرت وتين باحتقار لتلك الفتاة فهى تقسم انها كانت تبث سمومها فى اذن زوجها ولكن عندما رأت معاملة زوجها ايقنت انه لم يصدقها فكم تعشق هذا الرجل فهو فارسها وبطلها وحاميها وثائرها ظلت جالسة مكانها فخطتها لم تفلح كانت تفكر لماذا تلك الفتاة دائماً ما تكون المنتصرة عليها حتى بدون ان تفعل شئ ارادت تعكير مزاجها على الأقل قبل ان تترك المكان
هيام:" ايه يا وتين هتمشوا بسرعة كده لسه بدرى"
وتين بقرف:" بدرى من عمرك جوزى صدع من اصوات مش حابب يسمعها"
هيام باستفزاز:" الف سلامة على جوزك الحلو ده من الصداع تحبى اجبله مسكن"
حسناً فتلك الفتاة تخطت حدودها ويجب اسكاتها طلبت منها "وتين" الخروج معها خارج القاعة حتى لا تتسبب فى حدوث جلبة فى القاعة
وتين:" هيام ممكن بس اكلمك كلمتين برا علشان الصوت عالى واحنا لازم نتفاهم مع بعض"
هيام:" نتفاهم على ايه"
وتين:" نتفاهم على كل حاجة انتى برضه فى مقام بنت عمى ومش هنفضل على طول كده يعنى"
استغربت "هيام"من كلام "وتين" ولكنها لا ترى ضرر من معرفة ماذا تريد؟ فهى تعرف ان "وتين" لن تستطيع ان تفعل بها شئ فهى تعرف انها لا تعرف كيف تدافع عن نفسها؟ لمح زوجته ومعها تلك الفتاة لا يعرف لماذا تتبعها اقتربت منه بصوت هامس
وتين بهمس:" حبيبى يلا بينا نخرج برا"
ثائر:" انتى جيباها معاكى البنى ادمة دى ليه"
وتين:" هتعرف دلوقتى يلا بينا"
وجدت "وتين" مكان هادئ طلبت من زوجها ان ينتظر بعيداً
وتين:" حبيبى استنانى هنا"
ثائر:" انتى هتعملى ايه بالظبط يا وتين"
وتين:" هاخد حقى يا "ثائر" لانها اتخطت حدودها"
ثائر بابتسامة:" انتى هتضربيها يا وتين"
وتين:" هردلها جزء من اللى كانت بتعمله فيا وهدوقها من نفس الكاس"
ثائر:" لو عملت فيكى حاجة ناديلى بسرعة"
وتين:"متقلقش بس شنطتى اهى وادعيلى اخرج من الغزو منتصرة"
ثائر:" اوعى تخليها تمد ايدها عليكى او تعورك ماشى يا حبيبتى"
وتين:" متخافش دا انا اللى هلعب البخت فى وشها دلوقتى"
عادت "وتين" الى "هيام" التى كانت تقف على بعد مسافة بنهم ولم تسمع شئ من حديثهم
وتين:" معلش يا "هيام" اتأخرت عليكى"
هيام:" حقك طبعا هى اللى تشوف واحد زى جوزك ده متنساش نفسها"
وتين:" عاجبك" ثائر "يا هيام"
هيام:"طول عمرك محظوظة وبختك حلو يا وتين"
وتين:" انا سيبتك من زمان تاخدى كل حاجة حلوة منى بس "ثائر" لاء يا "هيام" عارفة ليه لأن كله الا "ثائر" انتى فاهمة كله الا هو دا بعينك وبعيد عن أحلامك"
بعد ان اردفت تلك الكلمات بغضب شديد جذبتها من حجابها بقوة تكيل لها من الصفعات ما يبرد تلك النيران فى قلبها فهى عاشت حياة بائسة بسبب تلك الفتاة لم تتخيل "هيام" ان "وتين" أصبحت بهذه القوة كأنها حقا اصبحت فتاة اخرى غير تلك الفتاة الضعيفة التي كانت تعرفها حاولت تخليص نفسها الا ان "وتين" استطاعت ان ترديها ارضاً تكمل ضربها لها ظلت" هيام' تصرخ لعل احد ينقذها ولكن لحظها السئ فصوت الاغانى يصم أذان الجميع وهى خارج القاعة تركتها "وتين" بعد ان رأت انها نالت ما تستحق وعادت الى زوجها
ثائر:'' ايه الباور ده كله يا وتينى دى كانت هتموت فى ايدك"
وتين:" تستاهل يلا بينا تبقى تقابلتى هتدخل القاعة تانى ازاى بمنظرها ده"
ثائر:" يلا يا روحى"
تأبطت ذراعه وذهبت معه الى شقتهم بينما ''هيام" ما زالت تتألم وتبكى من ضرب "وتين" لها
بعد انقضاء يومان كانت وتين فى قمة سعادتها فزوجها كان يصر كل يوم على خروجهم الى احدى الاماكن التى لم تذهب اليها يوماً حان موعد عودتهم الى المنزل فى القاهرة فعادوا جميعاً بشعور من الفرح والسرور على وجوههم كانت تقضى وقتها بالنهار فى المنزل برفقة مريم وفى المساء يعود اليها معشوقها الذى عندما تراه ترتمى بين أحضانه كأنه كان غائبا عنها منذ زمن وليس من بضع ساعات فقط مرت ايام حان ميعاد زفاف "مريم" و"رمزى" ارادت" مريم" الخروج لشراء فستان زفافها اصطحبت "وتين" فى جولة استغرقت عدة ساعات لشراء ما يلزمها
مريم:"يااااه الواحد تعب اوى بس الحمد لله كده كل حاجة تمام"
وتين بابتسامة:"ربنا يتمملك بخير يا حبيبتى"
مريم:"تسلميلى يا" وتين" وربنا يسعدك انتى وعمو"
وتين:"يارب كده فاضل حاجة نسينها"
مريم:''لاء تمام كده يلا نخرج نشوف السواق فين خلينا نروح"
خرجوا من المول التجاري التفتوا يمينا ويسارا ليروا السائق
وتين:''هو راح فين"
مريم:'مش عارفة دا كان هنا تعالى نطلع قدام واتصل عليه واشوفه فين"
ساروا بضع خطوات عندما ارادت "مريم" مهاتفته السائق لم تنتبه لذلك الرجلان اللذان قاما بوضع شئ به مخدر على وجهها ووجه "وتين" فسقطوا مغشيا عليهم سريعا قاموا بادخالهم الى السيارة سريعاً وذهبوا من هذا المكان قبل ان يراهم أحد
"فى الشركة"..كان ينهى ما عليه من اعمال لان الايام القادمة سيكون منشغلا بزفاف ابنة اخيه لمح دلوف" رمزى" اليه ابتسم على هيئته فهو يبدو مرهق وفى حالة يرثى لها
ثائر:'مالك يا عريس باين على وشك التعب ليه كده"
رمزى:'كله منك انت مش انت اللى طاحنى شغل ومطلع عينى"
ثائر:"ماهو علشان الايام الجاية هسيبك بقى تقضى شهر العسل"
رمزى:'على اساس انك مش ناططلى فى شهر عسلى ومسافر معايا"
ثائر:"قصدك انت اللى مسافر معايا انا كده كده رايح بيتى اللى فى اسبانيا انت اللى الموضوع احلو فى عينك وعايز تقضى شهر عسلك فى اسبانيا"
رمزى:"يلا بقى امرى لله مفيش اخبار عن سيلا"
ثائر:"لاء حتى لحد دلوقتى معرفتليش ايه علاقة "بدر" برؤوف بتقول مش راضى يقولها ولا حتى عارفة بيخطط لايه بتقول سافر فى شغل علشان كده هجوزكم علشان لو رجع اكون فاضيله واعرف ايه حكايته بالظبط"
رمزى:"الموضوع ده يحير فعلا ايه علاقته باخوك وليه عايز ينتقم منك"
ثائر:"انا فكرت فى الموضوع من كل زاوية واتجاه موصلتش لحاجة"
رمزى:"كل حاجة مسيرها تبان فى وقتها"
***
رمشت بعينيها عدة مرات تشعر بصداع عنيف يكاد يفتك برأسها نظرت حولها فهى كأنها فى مكان مهجور نظرت برعب وجدت نفسها جالسة على كرسى مقيدة بالحبال نظرت جوارها وجدت مريم هى الأخرى مقيدة مثلها بالحبال نادت عليها بخوف يسيطر على اعصابها وحواسها بأكملها
وتين:"مريم مريم انتى كويسة"
افاقت مريم هى الأخرى فزعت من حالتها فمن يكون الذى فعل بهم ذلك وقيدهم بتلك الطريقة
مريم:"هو ايه اللى حصل يا "وتين" وايه اللى جابنا هنا"
وتين:"مش عارفة انا خايفة أوى المكان شكله يخوف"
سمعوا صوتا هادرا بهم بابتسامة هازئة يتقدم منهم بخطوات تشبه خطوات الحيوانات المفترسة زاد رعب الفتاتين أكثر
بدر:"متخافيش يا حلوة منك ليها انتوا ضيوفى النهاردة"
وتين:"انت مين وعايز مننا ايه"
مريم:"احنا معملناش ليك حاجة سيبنا نمشى"
بدر:"دا انتى بالذات يا بنت "رؤوف العمرى" اللى مش لازم تمشى من هنا قبل ما اخد حقى منك انتى وعمك"
وتين بغضب:"اياك تقرب منها او منه"
بدر:"وانتى بقى يا حلوة تقربيلهم ايه علشان بس نتشرف انا سمعت انك قريبتهم قريبتهم بأى صفة بقى"
وتين:"انا ابقى مرات ثائر العمرى"
رفع احدى حاجبيه الكثيفين فى حركة تعجب ف"سيلا" اخبرته انها قريبتهم وليست زوجته
بدر:"مراته ازاى"
وتين:"زى الناس هيبقى ازاى يعنى"
بدر:"بس "ثائر" كان خاطب على العموم دى فرصة سعيدة جدا انك مراته كده اللعب هيحلو اوى"
وتين:"انت قصدك ايه وعايز مننا ايه خلينا نمشى"
بدر:"هو دخول الحمام زى خروجه يا حلوة دا انتوا منورينى وهتنبسطوا قوى هنا"
مريم:"سيبنا يا مجرم عمو لو عرف مش هيرحمك هيقتلك لو عملت فينا حاجة"
بدر:"ههههه يقتلنى! دا انا هخليكم تشوفوه وهو بيموت بالبطئ قدام عينكم وبعدها هخلص منكم"
وتين:"اياك تلمسه او تأذيه انت مش هتقدر على" ثائر" اصلا "
بدر:"باين عليكى بتحبيه انا هخليكى تشوفى حبيب القلب وهو راكع تحت رجلى"
وتين بغضب:"ده مش هيحصل "ثائر" مبيركعش غير لربنا وبس وعمر ده ما هيحصل انت اللى هتبوس ايده علشان يرحمك"
سمع منها هذا الكلام اقترب منها وبدون اي مقدمات صفعها على وجهها بقوة لدرجة أن هناك بعض الدماء تساقطت من فمها بسبب قوة تلك الصفعة التى تلقتها على وجهها من ذلك اللعين نظرت اليه نظرات احتقار وقامت ببصق تلك الدماء فى وجهه مسح وجه من تلك الدماء جذبها من حجابها يهز رأسها بعنف
بدر:"انت بتفى فى وشى انا انا هخليكى تشتهى الموت ومش هطوليه"
مريم:"سيبها يا حيوان ما تمدش ايدك عليها سيبها"
بدر:"لسه انتى كمان يا حلوة دورك جاى دا انا هخليكم تتمنوا الموت"
وتين:" انت مين يا جبان يا مجرم وعايز ايه من "ثائر" علشان تعمل فينا كده"
بدر:" باين عليكى لسانك طويل بس وماله احب انا النوع الشرس ده"
سمعت ذلك ابتلعت ريقها فنظرة عينيه نظره خبيثة اشعرتها بالخوف الشديد ان يفعل بها شئ دنيئ فهو يبدو عليه انه انسان معدوم الشرف والإنسانية
***
عادوا إلى المنزل لاحظوا ان هناك حالة سكون غريبة تكتنف جدران المنزل فدائما ما يجد الفتاتين فى استقباله فاين هن الآن ؟ لاحظ "حسنية" تصل اليه بوجه اوشك على البكاء فحالتها ترثى لها تملك الخوف من فؤاده
حسنية:" ثائر بيه الحمد لله انك جيت "
ثائر:" فى ايه والبيت ماله ساكت كده فين "مريم" و"وتين"
حسنية:" من ساعة ما خرجوا يشتروا الفستان مرجعوش وانا خايفة عليهم برن على تليفوناتهم محدش بيرد"
رمزى بخوف:" معناه ايه الكلام ده هيكونوا راحوا فين"
لم تدم حيرته طويلا وجد رقما غريبا يهاتفه فتح الهاتف جاءه صوت كفحيح الافاعى يبتسم بسخرية
بدر:" متخافش القططتين بتوعك عندى فى الحفظ والصون يا "ثائر" مراتك دى إيه لسانها طويل اوى بس الصراحة تجنن بلمضاتها وعينيها الحلوة اللى كلها شراسة دى شكلنا هنقضى ايام حلوة مع بعض "
سمع هذه الكلمات صارت اوردته تحترق من الغيظ والغضب والخوف فمن فعل ذلك؟ فهو لن يرحم من استباح اخذ زوجته وابنة اخيه او يتحدث عن زوجته بهذه الطريقة المقززة التى بمجرد ان سمعها يريد ان يزهق روح ذلك الرجل لتفوه بتلك الكلمات

رواية دمية في يد غجري الفصل التاسع عشر بقلم سمسم

 دمية فى يد غجرى)
البارت التاسع عشر
سمع هذه الكلمات صارت اوردته تحترق من الغيظ والغضب والخوف فمن فعل ذلك؟ فهو لن يرحم من استباح اخذ زوجته وابنة اخيه او يتحدث عن زوجته بهذه الطريقة المقززة التى بمجرد ان سمعها يريد ان يزهق روح ذلك الرجل لتفوه بتلك الكلمات
ثائر:" انت مين يا كلب وعايز ايه منى"
بدر ببرود:" عيب كده يا "ثائر" بلاش طولة لسان انا عرفت دلوقتى مراتك لسانها طويل لمين بس على العموم دا موضوع يطول شرحه انا بس حبيت اطمنك عليهم وهرجع اكلمك تانى سلام يا ثائر العمرى"
اغلق الهاتف قبل ان يتمكن من التفوه بكلمة اخرى ظل يدور حول نفسه يكاد يصاب بالجنون فزوجته وابنة اخيه الآن فى مأزق كبير ولابد من إنقاذهم
رمزى:" ثائر فى ايه قولى انطق يا ثائر اعصابى مش مستحملة"
ثائر:" وتين ومريم اتخطفوا يا رمزى اتخطفوا"
رمزى:" اتخطفوا ازاى ومين ده اللى عمل كده"
ثائر:" شكل كده مفيش غير "سيلا" هى اللى هتعرفنى اللى حصل ولو طلع اللى فى دماغى صح والله هيكون موتهم على ايدى"
نطق تلك الكلمات وجد نفسه يستقل سيارته بجانبه "رمزى" يقودها بسرعة جنونية يريد ان يصل الى منزل تلك المرأة التى اذا اتضح انها متواطئة فى خطف زوجته وابنة اخيه فهو لن يتركها هذه المرة الا جثة هامدة وصلوا الى المنزل لا يعرف كيف؟ قام برن الجرس فتحت الخادمة قام بابعادها عن طريقه وجد "سيلا" تجلس فى الصالة ارتعبت من مظهر "ثائر" قبض على شعرها بين يده يحرك رأسها بكل ما يحمله من غيظ وخوف على احباءه
سيلا بألم:" فى ايه يا "ثائر" حرام عليك انا عملت ايه تانى سيب شعرى انتى وجعتنى"
رمزى:" فين وتين ومريم يا "سيلا" هم فين انطقى احسن النهاردة هيبقى اخر يوم فى عمرك "
سيلا بعدم فهم:" وان ايش عرفنى معرفش والله ما أعرف انا مشفتهمش من اخر مرة كنت عندك فى البيت"
ثائر:" "مريم" ووتين اتخطفوا وشكل مفيش غير الندل اللى انتى متفقة معاه هتنطقى ولا تقرى على نفسك الفاتحة"
سيلا:" والله ما أعرف ان "بدر"خطفهم ولا اعرف مكانهم"
ثائر:"يبقى لازم تعرفيلى دلوقتى حالا اخلصى"
سيلا:" طب اعرف ازاى اعمل إيه"
ثائر:" كلميه حاولى تجريه فى الكلام شوفيه هو خاطفهم فين يلااااااا"
قال كلماته بشبه صراخ فى وجهها وجدت نفسها تمسك هاتفها تكلم "بدر" بحجة سؤاله عن نواياه من ناحية "ثائر" حاولت تصنع الهدوء حتى لايشك بأمرها
سيلا:" ايوة يابدر اخبارك ايه مبتسألش يعنى بقالك شوية"
بدر:" اهلا "سيلا" خير فى ايه"
سيلا:" بلاش اطمن عليك طالما انت مبتسألش واعرف وصلت لايه فى موضوع ثائر وهتعمل معاه ايه علشان تكمل انتقامك منه"
بدر:" دلوقتى بقى تحت ايدى اللى هجيب بيهم "ثائر" لحد عندى بس ليا عندك مفاجئة مش "وتين" طلعت مرات ثائر"
سيلا باستغراب:" وتين مرات ثائر ازاى"
نظرت اليه وهى تتفوه بهذه الكلمات فوجه خاليا من التعبير يريد ان تنجز ما عليها حتى يستطيع انقاذ احباءه فليس هذا هو وقت تفسيره تصرفاته لتلك المرأة
سيلا:" طب وانت عرفت ازاى ان وتين مراته"
بدر:" موجودين عندى وتحت ايدى هى وبنت اخوه"
سيلا:" آه وانت مأمن عليهم فين انت عارف ان لو حد عرف هتروح فى داهية و"ثائر" مش هيسكت"
بدر:" متخافيش هم فى المخزن المهجور اللى كنت بعمل فيه كل عمليات التسليم"
سيلا:" اه عرفاه المخزن ده بس خالى بالك بقى سلام"
بدر:" سلام يا "سيلا"
انهت المكالمة نظرت ل"ثائر" الذى بمجرد ما انهت مكالمتها قبض على ذراعها بقبضة قوية كفيلة بتهشيم عظام ذراعها يريد ان يعرف المكان الذى يوجد به حاليا زوجته وابنة اخيه
ثائر:"هم فين انطقى يا سيلا عرفتى هم فين"
سيلا:" هى ايه حكاية ان وتين مراتك دى يا ثائر"
ثائر:" انتى لسه هتسألى ردى عليا هم فين وانتى بتسألى ليه أصلا"
سيلا:" يعنى انت كنت كل ده متجوزها ومخبى ومحدش يعرف "
ثائر:" انتى هتفتحيلى محضر ايوة هى مراتى من ساعة ما دخلت البيت وانتى اظن ملكيش عين تتكلمى انتى يعنى كنتى متفقة عليا علشان تدمرينى يعنى تحطى لسانك جوا بوقك وتخرسى وتعالى معايا ورينى الجبان ده واخد مراتى وبنت اخويا فين قومى يلا"
أمسكها من ذراعها يجرها خلفه وعيناه تكاد ان تقفز خوفا وهلعا على تلك الفتاتين اللتان لا يملك سواهن فى حياته كان حال" رمزى" لا يفرق عن حاله فهو أيضاً يكاد يصاب بالجنون بسبب خطف زوجته هو الآخر فهى ان حدث لها مكروه فهو لن يتحمل ذلك فمريم عشقه الذى يملأ قلبه منذ سنوات وكانوا ايضا على وشك اقامة حفل زفافهم
رمزى :" ثائر احنا هنروح كده ازاى واكيد بدر ده عنده حراسة وبلاوى ومجرم ومبيتفاهمش"
سيلا:" بدر عنده فعلا حراسة ومبيمشيش من غيرهم"
ثائر:" انا مش قولتلك اخرسى انتى مسمعلكيش صوت بتتكلمى ليه"
سيلا ببرود:" انا بس بعرفك وانت عارف الكترة تغلب الشجاعة يا ثائر"
رمزى:" فى دى هى عندها حق يا ثائر لازم نعرف نفكر مش عايزين نخسر حد منهم"
ادخل "ثائر" "سيلا" الى سيارته واغلق باب السيارة حتى لا تسمع كلامهم
ثائر:" رمزى انت لازم تبلغ البوليس "
رمزى:" احنا كده ممكن نعرض حياتهم للخطر لو هو عرف ان احنا بلغنا البوليس ممكن يعمل فيهم حاجة يا ثائر"
ثائر:" انا هاخد "سيلا" واروح المكان الاول هفتحلك الجى بى أس تكون انت جبت البوليس وتحصلنى ماشى يا رمزى مفيش وقت انت لازم تنفذ اللى قولتلك عليه يلا انا فتحت الجى بى اس وانت كمان افتحه على موبايلك وحصلنى"
رمزى بخوف:" خلى بالك من نفسك يا" ثائر" وحاول تضيع وقت على قد ما تقدر على ما احصلك انا والبوليس ماشى"
ثائر:" ان شاء الله بس بسرعة يا" رمزى" الوقت مش فى صالحنا"
رمزى:" حاضر "
ذهب "رمزى" لتنفيذ ما قاله له "ثائر" بينما ركب" ثائر" سيارته بجواره" سيلا "التى كانت على وشك الموت رعبا من نظرات "ثائر" لها فهى تعلم ان اليوم لن يمر مرور الكرام وان هذا اليوم لن ينتهى الا بخسارة العديد من الأرواح
ثائر:" المخزن ده بعيد ولا قريب يا سيلا"
سيلا:" لسه شوية على ما نوصل"
ثائر:" والمخزن ده بدر بيستخدمه فى ايه"
سيلا:" كان بيستخدمه فى وقت بيسلم فى بضاعة"
ثائر:" عبارة عن ايه البضاعة دى"
سيلا:" مخدرات بودرة وحشيش وكل انواع المخدرات"
ثائر بغضب:" اه يا ولاد الكلب بتاجروا فى الممنوعات والمخدرات كمان انتوا حسابكم اسود سواء معايا او مع البوليس"
سيلا:" انا مليش دعوه هو اللى بيتاجر فى الحاجات ده انا مالى هو انا كنت بتاجر فيهم"
ثائر:" بس انتى عارفة ومتسترة عليه"
سيلا:" انت عايزنى اقف قصاد بدر علشان يخلص عليا بكل دم بارد ومن غير ما يرفله جفن"
ثائر:" دا انا اللى شكلى هخلص عليكم انتوا الاتنين يا شوية كلاب بقى تعملوا معايا انا كده مراتى وبنت اخويا يقعوا فى ايد واحد زبالة زى ده دا لو لمسهم هخلص عليه بايدى"
سيلا:" انا عرفت دلوقتى انت ليه كنت مهتم ب"وتين" وبتخاف على زعلها ولما كنت اسألك تقول قريبتك"
ثائر بغضب:" اكتمى خالص مش عايز اسمعلك صوت ولا اقولك انا هكتم صوتك ده خالص"
سيلا بخوف:" انت هتعمل ايه فيا"
ثائر:" متخافيش مش هقتلك دلوقتى بس هقفل بوقك"
قام بسحب ربطة عنقه وقام بربطها على فم "سيلا" حتى لايسمع صوتها
***
" فى منزل سمير"..فى غرفتها ترتدى" أميرة" ملابسها للذهاب للاطمئنان على والدها وجدت باب غرفتها يفتح ويدلف منه زوجها" سمير" يريد سؤالها أين تذهب فى هذا الوقت؟
سمير:" انتى راحة فين يا اميرة دلوقتى "
أميرة:" هروح اشوف بابا بقاله كام يوم مشفتوش فخايفة يكون تعبان ولا حاجة وهو عايش لوحده انت عارف ومفيش حد يسأل عليه ولا يراعيه"
سمير:" طب استنى هلبس واجى معاكى نشوفه سوا"
أميرة:" خلاص ماشى البس يلا"
ارتدى سمير ملابسه خرج من الغرفة هو وزوجته وجد أمه واخته يجلسون امام التلفاز كالعادة نظرت عايدة اليهم تلوى شفتيها وترفع احدى حاجبيها
عايدة:" على فين العزم ان شاء الله رايحين فين كده على المسا"
سمير:" رايح اشوف حمايا انا وأميرة ونطمن عليه"
عايدة:" وماله حماك كفا الله الشر ما كان هنا من كام يوم وكان كويس ولا هو تعب فجأة يعنى"
هيام:" ولا انتوا خارجين تتفسحوا ومش عايزين تقولوا فبتقولوا رايحين عند حماك حجة علشان منعرفش"
أميرة :" تقصدى ايه بكلامك ده يا هيام"
هيام:" ولا حاجة يا اختى مقصدش حاجة ربنا يهنيكم يارب ويسعدكم كمان وكمان"
سمير:" عن اذنكم علشان منتأخرش"
اخذ " سمير "زوجته وخرج من المنزل قبل ان يتمادوا فى ذلك الحديث السخيف اكثر من ذلك فهو يعرفهم جيدا التفتت له زوجته فهى لم يمر على زواجهم الكثير وأصبحت تعانى من معاملة والدته واخته الجافة لها
اميرة:" وبعدين يا سمير فى امك واختك هم واقفين ليا ليه على الواحدة كده انا زهقت من اسلوبهم وطريقتهم معايا هم مفكرنى ايه "
سمير:" اعملهم ايه يعنى يا "أميرة" دى امى برضه واختى وانا بكلمهم بس مفيش فايدة مش عارف هم عايزين ايه"
أميرة:" أمك واختك على عينى وراسى بس مش بالطريقة دى طول النهار اعملى سوى هاتى ودى وانا مكبرة دماغى علشان معملش مشاكل بس الظاهر طمعوا فيا بزيادة وانا مش هفضل فى حرقة الدم دى كتير يا سمير شوفلك حل انا المفروض عروسة ولسه فى بداية حياتى يعنى اشوفلى يوم حلوين ودول من ساعة ما اتجوزنا وهم مش ساكتين "
سمير:" حل ايه يعنى عيزانى اعمل ايه يا "أميرة" اعمل معاهم ايه"
أميرة:" كلمهم يا "سمير" فهمهم ان اللى بيعملوه ده مينفعش وان انا بنت ناس برضه وبنى ادمة وليا طاقة دا حتى اختك مبتغسلش الطبق اللى هى بتاكل فيه ولا حتى بتعلق هدومها تلبس وترمى مستنية اللى يشيل وراها دى بنت ازاى بعاميلها دى مش عارفة ولا اوضتها مبتسبهاش نضيفة شوية وعايشة حياتها تاكل وتنام وتلعب على الموبايل وتتفرج على التليفزيون فاكرة ان انا الخدامة اللى انت جبتهالها هتخدمها من غير كلام"
سمير:" خلاص يا أميرة حاضر هكلمهم انا عارف انك اضايقتى من اسلوبى"
أميرة:" اما اشوف يا سمير هتعمل ايه لأن انا مش هفضل ساكتة كتير هيبقى فى اسلوب تانى فى المعاملة بعد كده"
انتهى حديثهم عند هذا الحد اذ وصلوا الى منزل والد "أميرة" قامت برن جرس الباب فتح والدها بابتسامة
سالم:" ايه النور ده اتفضلوا"
أميرة:" عامل ايه يا حبيبى النهاردة بقالى كام يقوم مش بشوفك فى ايه"
سالم:" مفيش كان بس عندى دور برد والحمد لله احسن شوية دلوقتى"
سمير:" الف سلامة عليك يا عم سالم بعد الشر عليك"
سالم:" تسلم يا ابنى انتوا اخباركم ايه وعاملين ايه"
سمير:" الحمد لله احنا كويسين نحمد ربنا"
سالم:" تشربوا ايه "
أميرة:" استريح انت يا حبيبى هقوم انا اعملكم حاجة تشربوها"
ذهبت "أميرة" الى المطبخ اراد" سالم" الاطمئنان على حياة ابنته كيف تسير بعد زواجها
سالم:" أميرة عاملة معاك ايه يا سمير"
سمير:" الحمد لله ياعمى ونعم التربية عرفت تربى"
سالم:" تسلم يا ابنى دى "أميرة" اللى طلعت بيها من الدنيا دى بعد امها ما ماتت وسبيتهالى"
سمير:" ربنا يباركلنا فى عمرك يا عمى ومتقلقش "أميرة" فى عنيا الاتنين"
سالم:" تسلم عينك يا ابنى"
كانت تستمع الى كلامهم فهى تعلم ان زوجها سيحافظ عليها ولكن ما يقلقها هو تصرفات والدة زوجها واخته ولكن هى ستعرف كيف تتصرف معهم اذا تجاوزوا حدودهم معها أكثر من ذلك فهى لن تجعل من نفسها أداة وألة لتنفيذ أوامرهم
***
مازال "ثائر" فى طريقه الى المكان المحتجز به زوجته وابنة أخيه ينظر من حين لاخر لتلك الجالسة بجواره فلو كان الأمر بيده كان قد قام بكسر عنقها فسخب الرباط من على فمها
ثاىر بغضب:" هو لسه الزفت المخزن ده بعيد احنا بقالنا شوية ماشيين بالعربية ولا انتى بتضحكى عليا وبتضيعى فى الوقت يا سيلا لو كده مش هتعرفى اللى هيجرالك منى"
سيلا:" مخزن بيتسلم فيه مخدرات عايزة وسط الناس اكيد بيبقى فى مكان بعيد وبعيد عن عين البوليس"
ثائر:" انتى عارفة لو بس حصل حاجة لمراتى وبنت اخويا انا هخليكى انتى وهو تتمنوا الموت ومش هتطوله هموتكوا بأبشع الطرق اللى انتوا مش ممكن تتخيلوها"
سيلا:" ياه للدرجة دى بتحبها يا "ثائر" وانا اللى كنت فاكرة نفسى شاطرة طلعت اشطر منى متجوزها وضحكت عليا وبتقولى قريبتك"
ثائر:" على اساس انك تقية اوى مش كنتى عايزة تستغفلينى وتضيعينى مش كده يا "سيلا" واكتمى بقى لحد ما نوصل للمكان ده احسن ما اضربك رصاصة بمسدسى وارتاح منك ومن شكلك"
سمعت ذلك غاصت فى مقعدها خوفا من تهديده فهو فى حالة هيجان شديدة وربما ينفذ تهديده لها
"فى المخزن"... تشعر بكل عضلة فى جسدها تؤلمها فقد ضربها هذا الهمجى بطريقة اوجعتها بشكل مؤلم فهى قد كانت قاربت على النسيان كيف تشعر بالالم فى جسدها منذ ان تزوجت" ثائر" وايضا لم يرحم "مريم" فقد صفعها هى الاخرى عدة صفعات جعلت وجنتها تحمر بشدة بسبب اثار يده على وجهها شعرت الفتاتين بالعطش الشديد
مريم بالم ودموع:" انا عطشانة اوى عايزة اشرب عايزة اشرب"
وتين:" وانا كمان عطشانة اوى بس مظنش الحيوان ده هيرضى يخلينا نشرب شكله ناوى يعذبنا منه لله مبقتش قادرة من كتر ضربه فينا"
مريم:" منه لله احنا عملنا فى ايه يضربنا بالشكل ده ويبهدلنا انا اول مرة اشوفه عمرى ما شوفته قبل كده "
وتين:" تفتكرى" ثائر "و"رمزى" عرفوا باللى جرالنا ولا ايه"
سمعوا صوته ثانية يدخل اليهم بيده ذلك السوط يجره خلفه مصدرا صريرا على الأرضية رأت وتين ومريم ذلك ابتلعوا ريقهم بقوة فعلى مايبدو انه سيقوم بضربهم الآن بذلك السوط الذى يحمله بيده وبتلك الابتسامة الملتوية على ثغره
وتين بخوف:" انت هتعمل ايه بالكرباج ده انت هتعمل فينا ايه تانى"
بدر:" قصدك الكرباج ده لاء متخافيش دا احنا هنتسلى شوية يا حلوة اصل الصراحة صوت صريخكم عاجبنى اوى وبالذات انتى يا ام عينين حلوة انتى ولسان طويل"
مريم:" لما عمو يعرف مش هيرحمك هيموتك فى ايده"
بدر:" اه بالمناسبة انا اتصلت عليه وطمنته عليكم وقولتله انكم فى الحفظ والصون عندى وان انا هشيلكم على كفوف الراحة"
وتين:" احنا عايزين نشرب عايزين شوية ماية خلى فى قلبك رحمة شوية انت ايه كافر"
بدر:" دا انا اللى هشرب من دمكم دلوقتى واظن ان انتى ليكى طعم تانى يا مرات ثائر"
رفع يده بالسوط وهوى به على جسد "وتين" الذى صرخت حتى شعرت ان احبالها الصوتية على وشك الانقطاع بسبب شدة صراخها
وتين بصراخ:" ااااااااااااه يا مجرم يا اللى معندكش رحمة منك لله اااااااااه ثاااااااااااااائر"
بدر:" انتى بتنادى على مين يا حلوة هو فين ثائر"
مريم:" سيبها يا جبان ابعد عنها متضربهاش سيبها كفاية كده"
بدر:" ما انتى دورك جاى انتى كمان يا بنت رؤوف العمرى"
ما نالته "وتين" من الضرب نالته ايضا "مريم" استمر على ذلك الحال حتى شعرت الفتاتين بالخدر من شدة الألم فكل من هن لا تستطيع حتى فتح جفونها بعد كل هذا العنف والضرب الذى مارسه ذلك الرجل اللعين عليهم رأه جسدهم يتهاوى من شدة الضعف والضرب تركهم ليذهب ثم يعود اليهم بوسيلة اخرى لتعذيبهم
***
"فى منزل أسامة".حاول الخروج من دوامة تفكيره فيجب ان يتوقف عن التفكير بها فهى لن تكون له فهى اصبحت ملك لرجل آخر رجل لم يصدق ما سمعه منه وظل متمسكا بها فى حين انه عندما رأى مجرد عدة صور ظن بها اسوء الظنون فهو لم يصدق كلام والدته عندما حذرته من ان يظلم فتاة او يظن بها خطأ فى حين انه لم يتأكد من ذلك خرج من غرفته وجد والدته جالسة بمفردها فى الصالة
أسامة:" امال بابا فين يا ماما"
نادية:" دخل يريح شوية فى الاوضة انت عارف ابوك محتاج الراحة"
أسامة:" ربنا يشفيه ويشفي كل مريض"
قال ذلك جلس بجوارها تمدد على الاريكة واضعا رأسه على قدم والدته ظلت تمسد على شعره فهى تعلم ما به
نادية:" خلاص يا حبيبى انساها بقى مش هتفضل عمرك كله كده"
أسامة:" انا طلعت غبى يا ماما حكمت من غير ما اتاكد طلعت واحد بياخد بالمظاهر وبس"
نادية:" اعتبره درس والحياة ياما بتدى دروس يا أسامة"
أسامة:" بس كان درس صعب بالنسبة ليا ياماما"
ناظية:" ياااه يا "اسامة" دا انت لسه هتشوف فى حياتك كتير دى محطات ومراحل ولازم نمر بيها يا ابنى انت بس ارمى ورا ضهرك وبص لمستقبلك وحاول تتعلم من اللى فات علشان تعرف تعيش حياتك صح وربنا برضه هيرزقك بنصيبك اللى مكتوبلك وصدقنى "وتين" مش نصيبك"
أسامة:" عرفت ياماما انها مش نصيبى وأنها بقت نصيبه هو"
نادية:" هو مين ده"
أسامة:" جوزها يا ماما انتى مشفتيش هى بتبصله ازاى او لهفتها عليه لما شافته"
نادية :" وانت عرفت منين ولا شوفتها فين يا أسامة"
أسامة:" كنت رايح مرة البحر بالصدفة شوفتها هناك حاولت اعتذرلها مقبلتش كلامى جه جوزها جريت عليه ساعتها عرفت انها خلاص ضاعت من ايدى وكمان اتخانقت انا وجوزها"
نادية:" يعنى الضربة دى منه مش كده يبقى خلاص انت كمان شوف حياتك ومستقبك يا حبيبى وربنا يرزقك ببنت الحلال اللى تسعدك وانا قولتلك بلاش تجيب لنفسك المشاكل لان مفيش راجل يعرف ان فى واحد كان عينه من مراته ويسكت واديك شوفت اهو واتخانقتوا"
أسامة:" خلاص مش عايز اتجوز يا ماما خلاص انا مش هتجوز"
نادية:" بلاش عبط دا كلام بس بس لما تيجى صاحبة للنصيب تفكيرك هيتغير وهتنسى الكلام اللى انت قولته دلوقتى"
فكر هل سيحدث ذلك حقا هل للقدر رأى فى انه سيقابل من تكون شريكة حياته بعد خسارته "وتين" بسبب غباءه وتفكيره الغريب
***
بعد اطمئنانها على والدها عادت هى وزوجها الى المنزل وجدت والدة زوجها واخته مازالوا على تلك الجلسة التى تركتهم بها وهى الجلوس امام التلفاز يتابعون كم هائل من المسلسلات ولا يفعلون شئ مفيد فى حياتهم
سمير:" سلام عليكم"
عايدة:" وعليكم السلام حمد الله على السلامة"
هيام:" ابوكى عامل ايه كويس يا أميرة اطمنتى عليه"
أميرة من غير نفس:" الحمد لله نحمد ربنا عن اذنكم"
عايدة:" راحة على فين كده"
أميرة باستغراب:" داخلة اوضتى ارتاح هروح فين يعنى"
هيام:" امال مين اللى هيجهز لنا العشا"
أميرة:" ما تقومى تجهزيه انتى ناقصة ايد ولا رجل ولا على رجلك نقش الحنة يعنى يا هيام"
هيام:" شايف مراتك بتقول ايه يا سمير وبترد عليا ازاى"
سمير ببرود:" قالت ايه قالت حاجة غلط يعنى ما تقومى انتى تعملى الاكل يا هيام انتى صغيرة"
عايدة:" لا والله وبقيت كمان تدافع عنها وتحاميلها يا سمير عرفت تاكل عقلك"
سمير:" مراتى مغلطتش وهى طول النهار بتنضف البيت وبتطبخ ومش مقصرة فى حاجة مفيهاش حاجة لو" هيام" هزت طولها شوية وتقوم تحضر العشا مش هتخس يعنى "
عايدة:" هى لحقت قلبتك علينا هى دى اخرة تربيتى فيك يا سمير"
أميرة:" قلبته ازاى يعنى ماهو كل حاجة على عينك يا تاجر وشايف اللى بتعملوه فيا"
هيام:" واحنا عملنا فيكى ايه بقى يا ست أميرة"
أميرة:" لا ابدا ولا حاجة طول النهار عمالة زى اللى بتلف فى ساقية انضف واروق واعمل اكل واغسل وانتى قاعدة باشا ولا على بالك واقول لنفسى وماله يابت طالما ربنا مديكى صحة اعملى بس الظاهر انتوا اتماديتوا اوى وانا خلاص مش هخسر صحتى واحرق فى دمى علشان خاطركم وخلاص كل واحد يخدم نفسه انا مش هخدم حد عن اذنكم"
القت كلامها دخلت غرفتها تحاول السيطرة على اعصابها التى كانت على وشك الانفجار ولكن شعرت ببعض الراحة عندما تفوهت بما داخلها
عايدة:" شايف مراتك وقلة ادبها يا سمير"
سمير:" هى يا امى بنى ادمة وليها طاقة وريحوا دماغكم "أميرة" مش "وتين" ."وتين" اللى احنا كنا بنعاملها زى الخدامة وكنا بنقسى عليها ومبنرحمهاش وجايز ربنا بعتلنا "اميرة" علشان تعرفنا ان كل انسان مهما بلغت قوة تحمله بييجى عليه وقت وينفجر وعن اذنكم انا داخل انام ورايا شغل الصبح تصبحوا على خير"
نظرت" هيام" الى امها التى كانت تجلس تشعر بالغضب الشديد من كلام ابنها وزوجته فهى لا تحب ان يتجرأ ابنها عليها فى الكلام
هيام:" انتى هتسكتى على اللى قالته البت دى يا ماما"
عايدة:" البت دى شكلها عايزة الواحد يفكرلها علشان هى الظاهر انها مش سهلة بس انا وهى والزمن طويل"
كانوا لا يكفوا عن التفكير بتلك الطريقة البشعة فهى تريد زوجة ابنها مثل الخادمة تستمع الى كلامها وليس لها ان تعترض على اى شئ
***
ذهب "رمزى" لاخبار الشرطة بما حدث من حادثة خطف زوجته وزوجة" ثائر" قابل احد الضباط وكان يدعى" أيمن" يعرفه رمزى بصفة شخصية
رمزى:"ايمن الحقنى بسرعة فى مصيبة"
ايمن بقلق:" خير يا "رمزى" اهدى وقولى فى ايه "
رمزى:" مفيش وقت يا" ايمن" مراتى ومرات "ثائر" اتخطفوا فى واحد اسمه "بدر الغرباوى" خطفهم و"ثائر" سبقنى على هناك فاحنا لازم نلحقه بسرعة"
أيمن:" انت عارف فين المكان ده"
رمزى:" ثائر فاتح الجى بى اس علشان نعرف المكان بسرعة بقى يا "ايمن" بالله عليك ليكون جرالهم حاجة"
قام "ايمن" باعطاء اوامره بتجهيز قوة من رجال الشرطة ركب "رمزى" بجواره يحدق فى هاتفه يتبع هاتف" ثائر" لمعرفة المكان الذى سيقصدونه .وصل "ثائر" الى المخزن قام بسحب مسدسه الخاص نزل من السيارة يجر تلك المرأة من يدها لمح اثنان من الحراس يخرجون من المخزن فقام باخفاء نفسه حتى لا يروه عندما ابتعد الحراس عن الباب دلف الى المخزن فالمكان مظلم يلتفت بعيناه يميناً وشمالاً سمع وقع اقدام قادمه سحب "سيلا" الذى قام بربط الكرافت الخاص به على فمها حتى لا يصدر منها اى صوت ويعلم احد انه هنا كان يوجد بعض من اللآلات القديمة استطاع "ثائر" ان يقف خلف احدى تلك الآلات ليرى ما يحدث وجد "بدر" يدلف الى المخزن يتبعه الحارسين ظلت نظرات "ثائر" تتبعه حتى وصل إلى مكان الانارة اضاء الضوء وقع نظر "ثائر" على زوجته وابنة اخيه رأى مظهرهم وتلك الدماء المتساقطة من وجوههم وهم يجلسون فى حالة شبه اغماء اتسعت عيناه هولاً وفزعاً فاعز مخلوقات الله على قلبه يراهم بذلك المنظر فهو الآن يجول بخاطره مليون الأفكار من افكار الانتقام التى ينوى فعلها بذلك الرجل بسبب ما فعله ب"وتين" و"مريم"
بدر:" اصحى يا حلوة انتى وهى بقى لحقتوا فرفرتوا من علقة امال هنكمل كده ازاى اصحواااااا"
قام بجذب "مريم" من حجابها ينظر اليها بنظرات يغلفها حقد اسود
بدر:" كان نفسى عمك يبقى موجود دلوقتى ويشوفك كده يا بنت رؤوف العمرى"
مريم بضعف شديد:" حرام عليك سيبنا بقى مبقناش قادرين نستحمل "
بدر:" اسيبكم ازاى يعنى دا احنا لسه الشغل فى الاول ولسه الشغل هيحلو لما رجالتى دى يعملوا معاكم الصح وارجعكم ليه مدمرين بس انتى يا مرات "ثائر" هتبقى من نصيبى انا عايز اعرف "ثائر"عجبه فيكى ايه غير عنيكى الحلوة دى"
وتين بغضب:" اخرس يا حيوان يا زبالة ربنا هينتقم منك خاف ربنا من اللى انت بتعمله ده وبتفكر فيه"
بدر:" انتى مش ناوية تسكتى يا حلوة يا ام لسان طويل انتى ولا عايزة اخرسك انا بطريقتى"
سمعوا ذلك علموا ما ينوى فعله فهو سيجعل رجاله يعتدوا عليهم بكل قذارة ووحشية ظلت "وتين" و"مريم" يدعوا الله بان يبعث لهم بالخلاص قبل ان تمتد ايدى هؤلاء القذرة عليهم سمع "ثائر" ذلك وجد نفسه يسحب "سيلا" مصوبا مسدسه الى راسها يخرج لكى يواجهه فهو لم يتحمل ان يستمع الى كلامه الدنئ أكثر من ذلك وخاصة وهو يتكلم مع زوجته بهذه الطريقة
ثائر:" انا جتلك يا بدر ومش جايلك بايدى فاضية جبتلك حبيبة القلب معايا والنهاردة اخر يوم فى عمرك يا بدر"
نظر "بدر" خلفه وجد "ثائر" خلفه ممسك ب"سيلا" واضعا مسدسه فى راسها فى بداية الأمر اصابه التعجب من كيفيه دخوله الى هنا مع وجود الحراس
بدر:" اهلا اهلا دا الحبايب كلهم اتجمعوا النهاردة دا النهاردة هيبقى ولا عيد الأضحى من كتر الجثث"
ثائر:" والنهاردة اخر يوم فى عمرك واللى انت عملته فيهم هطلعه على عينك ومش هرحمك وكويس ان معاك حرس علشان يشيلوا جثتك "
عندما سمعت الفتاتين صوته ورأته زوجته ابتسمت بالرغم من الوهن الذى أصابها من كثرة الألم فالله قد استجاب لدعائهم وارسله اليهم فى هذا الوقت لكى ينقذهن من بين براثن ذلك الرجل السادى
وتين بدموع:" ثائر الحقنا يا ثائر شوفت حصلنا ايه"
ثائر:" اهدى يا عمرى ما تخافيش محدش هيقدر يقربلكم اهدى يا وتين متعيطيش يا قلبى انا هنا ومحدش هيلمسكم وانا موجود"
مريم ببكاء:" شوفت ياعمو عمل فينا ايه الحيوان ده.ده ضربنا بالكرباج جامد لما الضرب علم علينا"
ثائر:" اهدى يا حبيبتى انتى كمان واللى عمله فيكم مش هعدهاله بالساهل هخدلكم حقكم منه تالت ومتلت"
"انت يا كلب تعمل فى مراتى وبنت اخويا انا كده "
بدر باستهزاء:" تصدق مؤثر اوى المشهد ده تصدق هتخلوا الدمعة تفر من عينى حسيت بوجع فى قلبك عليهم وعلى شكلهم وهم كده"
ثائر:" اللى عايز اعرفه انت بتعمل ليه كده ليك عندى ايه يا بدر وعايز منى ايه "
بدر:" كان ليا عند اخوك "رؤوف" اللى احب اعرفك ان انا اللى قتلته برضه"
ثائر:" بتقول ايه انت اللى قتلته ليه يا جبان قتلته ليه"
بدر:" كان ليا تار عنده وخدته ولسه هاخده لما اخلص عليكم كلكم"
ثائر:" تار ايه هو رؤوف عملك ايه "
بدر:" اخوك قتل ابويا واخواتى الاتنين"
ثائر:" وقتلهم ليه عملوا ايه علشان رؤوف يقتلهم"
بدر:" كان فى عملية تسليم فى المخزن ده واخوك جه وهجم بقواته وقتلهم كلهم"
ثائر:" يعنى هو معملش حاجة غلط مجرمين وكان لازم ياخدوا جزائهم كنت عايزه يسيبهم يسلموا مخدرات "
بدر بحقد:" بس حرق قلبى عليهم لما شفت جثثهم قدامى كلهم غارقنين فى دمهم فحلفت انه لازم يشرب من نفس الكاس حطتله القنبلة وخططت علشان ادمرك انت وبنت اخوك ودلوقتى هخلص عليكم وتبقى كده نارى بردت"
ثائر:" انت مش هتقدر تعمل حاجة علشان لو عملت حاجة هقتلك حبيبة القلب دى الأول وبعدين هخلص عليك"
بدر ببرود:" قصدك "سيلا" يعنى لاء متتعبش نفسك انا هقتلها بدالك "
اطلق عدة رصاصات على جسد "سيلا" سقطت على الأرض غارقة فى دماءها مفارقة للحياة لم يصدق" ثائر" ما فعل فهو على مايبدو انه يضحى بأى شئ من أجل مصلحته الخاصة
بدر:" ودلوقتى دورك انت يا ابن العمرى"
عندما حاول اصلاق الرصاص ابتعد" ثائر" سريعاً أطلق "ثائر" على الحارسان خلفه فسقطوا صرعى ظلوا يتبادلوا إطلاق الرصاص حتى نفذت الذخيرة من مسدس "ثائر"
بدر بضحكة عالية:" خلاص رصاص مسدسك خلص فاخرج بقى مفيش فايدة ولا تحب اخلصلك عليهم الأول" فكر" ثائر" سريعا لمح بجواره صندوق صغير قام برفعه مصيبا به يد "بدر" التى تحمل المسدس خرج سريعا من مخبأه اقترب منه ظل يضربه بشدة و"بدر" ايضا اشتبك معه فى عراك وظل كل منهم يضرب الآخر حتى استطاع ثائر ان يرديه أرضاً بعد ان لم يعد لديه قدرة على المقاومة
ثائر بغيظ:" بقى انت تمدك ايدك على مراتى وبنت اخويا انا هعرفك ازاى تعمل كده"
ظل ثائر يضربه بكل ما يحمله فى قلبه من غضب وغيظ حتى صار وجه بدر غارق بالدماء وسكن جسده قام بتحريك جسده فلم يستجيب سار بلهفة الى زوجته قام بفك وثاقها
ثائر بحنان:" حبيبتى انتى كويسة ردى عليا يا وتين"
وتين بضعف:" الحمد لله انك لحقتنا يا ثائر"
ذهب الى "مريم" ليحل وثاقها هى الأخرى نظرت اليه بامتنان وعيون دامعة
ثائر:" حبيبتى انتى كويسة يا مريم"
مريم بدموع:" الحمد لله دا ضربنا جامد اوى ياعمو وبهدلنا"
ثائر بحنان:" معلش يا حبيبتى معلش يا مريم"
اثناء محاولته تهدئة'' مريم "لمحت "وتين" "بدر" يتحرك مقتربا من مسدسه التقطه بيده تحامل على جسده وقف وصوب مسدسه تجاه" ثائر" يريد ان يطلق عليه الرصاص
وتين بخوف وبصوت عالى :" ثاااااائر خلى بالك"
أطلق تلك الرصاصة الغادرة التى استقرت فى جسد تلك الفتاة التى حالت بين وصول الرصاصة الى جسد زوجها فسقطت بين ذراعى زوجها الذى لا يصدق ما حدث للتو عندما حاول" بدر" إطلاق رصاصة أخرى كان رجال الشرطة يطوقون المكان فاقتحموا المخزن فقام "ايمن" بإطلاق الرصاص على "بدر" الذى سقط قتيلاً تنتهى حياته بابشع الطرق مسدلة الستار على حياته التى لم يفعل بها شئ جيد وليس هذا فقط فالله سوف يعاقبه على ما فعله فى حياته من تلك الافعال المشينة فهو فعل كل شئ خاطئ
لايصدق "ثائر" ماحدث للتو فهى بين ذراعيه تأخذ انفاسها بصعوبة ترتسم ابتسامة واهنة على شفتيها وبعض الدموع تجرى على وجنتيها
وتين بوهن:" حبيبى انت كويس انت كويس يا ثائر"
ثائر بذهول:" ليه كده يا "وتين" ليه عملتى كده ليه تضحى بنفسك يا "وتين" ليه يا قلبى تعملى كده"
وتين:" علشان انا معنديش اغلى منك اضحى بحياتى علشانه يا ثائر"
رفعت يدها تريد لمس وجهه فربما تكون هذه اخر مرة تراه فيها
وتين بدموع وبصوت هامس:" حبيبى انا بحبك أوى خلى بالك من نفسك ومن مريم"
ثائر : "متقوليش كده يا "وتين" انتى هتبقى كويسة يا حبيبتى متخافيش ان شاء الله كل حاجة هتبقى كويسة وكله هيعدى على خير يا قلبى متخافيش يا حبيبتى"
كان يشعر بها تأن بين أحضانه وكأنه أصابه الشلل نزلت دموعه لايصدق ما حدث عندما حاولت اغلاق جفونها صرخ بها عاليا
ثائر بصراخ ودموع:" لاااااااااء يا "وتين" متغمضيش عينيكى خليكى معايا علشان خاطرى يا "وتين" لاااااااااااء انتى مش هتروحى منى هو انا مكتوب عليا اشوف اللى بحبهم يروحوا قدام عينيا فتحى عينيكى يا "وتين" اصحى يا قلبى بوصيلى يا حبيبتى"
ظل يهز جسدها بقوة وهو فى حالة اشبه بالجنون كانت "مريم" تبكى هى الاخرى وهى ترى" وتين" وهى غارقة بدماءها تلك الفتاة التى كانت السبب فى انها عادت الى الحياة مرة أخرى
مريم ببكاء شديد:" اصحى يا "وتين" لاء يا "وتين" بلاش تروحى مننا انتى كمان مين هيبقى معايا فى فرحى مين هيبقى معايا فى حفلة التخرج اصحى بالله عليكى يا وتين"
اقترب "رمزى" و"أيمن" منهم كان "ثائر" محتضن جسدها بين ذراعيه ودماءها لطخت ملابسه وكأنه أصابه الصمم لايسمع من حوله ف"رمزى" يرجوه ان يتركها ولكنه يرفض ان ياخذها احد من بين أحضانه
رمزى برجاء:" سيبها بقى يا "ثائر" سيبها علشان نلحق نسعفها ونلحقها"
ثائر بتوهان:" محدش هياخدها منى يا" رمزى" مش كده "وتين" هتفضل معايا "وتين" مش هتسيبنى"
رمزى بحدة:" فوق يا "ثائر" فوق انت كده اللى ممكن تموتها وتضيعها منك فوووق"
تحسس "أيمن" نبضها وجد نبضها ضعيف للغاية فهى يجب ان تذهب الى المستشفى فى الحال
أيمن:" نبضها ضعيف جدا لازم نلحقها يا "رمزى" كده غلط عليها"
رمزى:" ثائر فوق لو مفوقتش "وتين" هتضيع منك بجد لازم نلحق نوديها المستشفى"
فاق من حالته قليلاً وجد نفسه يحملها بين ذراعيه ذاهباً بسرعه الى سيارته وضعها فى المقعد الخلفى قاد سيارته بسرعة جنونية فهو يريد الوصول الى المستشفى بأى طريقة لينقذ زوجته التى اصبحت الآن على شفير الموت
ثائر:" استحملى يا حبيبتى هنوصل وهتعيشى هتعيشى علشانى انا يا "وتين" مش كده يا "وتين" انتى مش هتسبينى "
كاد ان يصدم بسيارته العديد من المارة بسبب تلك السرعة الزائدة التى يقود بها سيارته فالوقت ليس فى صالحة فأى تأخير ربما يودى بحياة معشوقته وصل الى المستشفى استغرب العاملين من هيئة "ثائر" فهو رجل يحمل بين يده فتاة غارقة فى دماءها وملابسه أيضا فى حالة مزرية هتف "ثائر" بصوت جهورى
ثائر بصراخ:" عايز دكتور حد يلحقني مراتى بتموت عايز دكتور بسرعة"
وصل اليه الدكتور وبعض الممرضات تم وضعها على سرير المستشفى قام الدكتور بقياس النبض
الدكتور:" النبض ضغيف جدا جهزوا اوضة العمليات بسرعة مفيش وقت"
ذهبوا سريعا لتجهيز "وتين "لغرفة العمليات نظر "ثائر" الى الدكتور برجاء
ثائر:" ارجوك يا دكتور تنقذها بأى شكل دى مراتى ولو جرالها حاجة انا مش هتحمل ده"
الدكتور:" ان شاء الله خير ادعلها انت بس"
ذهب الدكتور سريعا إلى غرفة العمليات وقف "ثائر" امام غرفة العمليات يستند على الجدار يدعو الله ان ينجى زوجته وظلت دموعه تتساقط منه وصل" رمزى" و"مريم" و"أيمن" أيضاً الى المستشفى
مريم بلهفة:" عمو وتين فين"
ثائر: " فى اوضة العمليات جوا مع الدكتور"
رمزى:" ان شاء الله خير يا حبيبى وهتقوم بالسلامة"
ثائر:" يارب يا رمزى يارب لأن هى لو جرالها حاجة انا مش هعيش من بعدها "
مريم بدموع:" بعد الشر عليكم ان شاء الله خير و"وتين" هتقوم بالسلامة"
أيمن:" هروح اجبلكم حاجة تاكلوها وحاجة تشربوها يا رمزى"
رمزى:" تسلم يا "أيمن" مش عايزين نتعبك معانا"
أيمن:" متقولش كده عن اذنكم مش هتأخر"
ذهب "أيمن" سقط "ثائر" على الكرسى منهك القوى فهو كلما تذكر زوجته بحالتها التى كانت بها وانها قامت بالتضحية بنفسها من اجل حمايته يريد الدخول اليها وان يراها قام من على الكرسى ظل يذرع ممر المستشفى ذهاباً وإياباً كأسد جريح لايقوى على تحمل جرحه
رمزى:" تعالى يا"مريم" اشوف حد من الدكاترة يشوف الجرح اللى فى وشك ويعملك اسعافات"
نريم:" لما اطمن على" وتين" الاول يا"رمزى" مش دلوقتى"
ثائر:" روحى معاه يا حبيبتى انا اسف نسيت انك انتى كمان مجروحة"
مريم:" ولا يهمك يا عمو دى حاجة بسيطة المهم "وتين" دلوقتى"
ثائر:" طب علشان خاطرى قومى مع "رمزى" يلا"
مريم:" حاضر ياعمو هقوم علشان اريحك بس"
ذهبت "مريم "مع "رمزى" قابل احد الاطباء لمعالجة الجروح التى أصابت وجه "مريم" وبالفعل قام الدكتور بعمل الاسعافات اللازمة لها وبعد ان انتهوا عادوا الى" ثائر" مرة أخرى
رمزى:" لسه مفيش اخبار لدلوقتى يا ثائر"
ثائر:" لسه يا" رمزى" محدش خرج ولا قالى حصل ايه"
عاد "أيمن" يحمل بيده طعام ومياه وعصائر ايضا من أجلهم ناولهم ل"رمزى"
أيمن:" خد يا "رمزى" الأكل والعصاير دى انا لازم امشى دلوقتى ارجع القسم علشان التحقيق"
رمزى:" خلاص يا" أيمن" وان شاء الله الامور تهدى تاخد افادة "مريم" و"وتين" لما تقوم بالسلامة"
أيمن:" ان شاء الله عن اذنكم ولو كنت عايز حاجة ابقى رن عليا"
رمزى:" ان شاء الله وتسلم يا" أيمن" مع السلامة"
ذهب "أيمن" اقترب "رمزى" من "ثائر" يناوله بعض الطعام ولكنه رفض بشدة ان ياكل اى شئ فهو لا يريد سوى الاطمئنان على زوجته التى ترقد بين الحياة والموت
رمزى:" يا ابنى بلاش نشفان دماغ كلك لقمة طيب"
ثائربتعب:" مش قادر يا "رمزى" بالله عليك متغصبش عليا كل انت ومريم"
مريم:" مينفعش كده يا عمو لازم تاكل أى حاجة"
ثائر:" كلوا انتوا يا حبيبتى انا مليش نفس"
رمزى:" انت كده ممكن متقدرش تكمل وقوف على رجليك يا ثائر"
ثائر:" انا كويس المهم مراتى دلوقتى ولما اطمن عليها هبقى أكل"
لم يفلحوا فى جعله ان يتناول اى شئ من الطعام ظل يدعو الله بان ينجى زوجته من الموت فليس بعد ان عرف طريق السعادة يعود الى درب الشقاء مرة أخرى وضع رأسه بين يده وهو يشعر كأن روحه تغادره ببطئ فظل يدعو الله ولكن اثناء دعاءه لمح خروج ممرضة بسرعة من غرفة العمليات ولكن يبدو على وجهها الذعر ابتلع ريقه يخشى ان يكون حدث مكروه لزوجته
الممرضة:" انت حضرتك جوز المريضة اللى جوا مش كده"
ثائر:" ايوة انا فى ايه "وتين" جرالها حاجة مراتى حصلها ايه انطقى بسرعة فى ايه "
الممرضة بأسف:" للاسف مراتك .........
*''*"*
رأيكم يا حلوين

رواية دمية في يد غجري الفصل العشرون بقلم سمسم

(دمية فى يد غجرى)
البارت العشرين
وضع رأسه بين يده وهو يشعر كأن روحه تغادره ببطئ فظل يدعو الله ولكن اثناء دعاءه لمح خروج ممرضة بسرعة من غرفة العمليات ولكن يبدو على وجهها الذعر ابتلع ريقه يخشى ان يكون حدث مكروه لزوجته
الممرضة:" انت حضرتك جوز المريضة اللى جوا مش كده"
ثائر:" ايوة انا فى ايه "وتين" جرالها حاجة مراتى حصلها ايه انطقى بسرعة فى ايه "
الممرضة بأسف:" للاسف مراتك حالتها خطيرة ونزفت كتير ومحتاجة نقل دم"
ثائر:" وانتوا مستنين ايه ما تعملوا اللازم واى حاجة هى محتجاها اعملوها"
الممرضة:" فصيلة دمها مش موجود منها غير كيس دم واحد بس هنا فى المستشفى وهى محتاجة كيس دم كمان بسرعة"
رمزى:" فصيلة دمها ايه هروح بنك الدم اجبلها بسرعة وهاجى على طول"
الممرضة:" فصيلة دمها +A"
سمع ذلك شعر بأمل فهى تحمل نفس زمرة الدم الخاصة به فهو بإمكانه ان يتبرع لها بدماءه فهو على استعداد ان يقدم لها حياته وليس دماءه فقط
ثائر بلهفة:''دى فصيلة دمى انا كمان انا مستعد اتبرعلها بالدم دلوقتى"
الممرضة بتفاؤل:"كويس اوى اتفضل معايا يا استاذ"
ذهب مع الممرضة سريعا دلف الى غرفة تمدد على سرير بها قامت بايصال الشىء الذى ستسحب به الدماء منه ظل يدعو الله ان يمر الموضوع بسلام وان تتعافى زوجته سريعاً فهو لا يصدق فدماءه ستجرى فى عروق معشوقته أيضاً .جلس "رمزى'' و "مريم" بالغرفة التى يرقد بها "ثائر" بعد انتهاءه من التبرع بالدم لزوجته عندما حاول الجلوس وجد نفسه يسقط على الفراش فهو لم يتناول اى طعام وايضا تم سحب الدماءه منه مما زاد فى احساسه بالوهن لاحظ" رمزى" ذلك اقترب منه سريعا يحمل بيده علبة من احد علب العصائر التى بحوزتهم
رمزى:"خد يا "ثائر" اشرب العصير ده انت فاضلك شوية ويغمى عليك وكده مش هينفع"
مريم:"ايوة يا عمو اشرب العصير والاكل ده كمان لازم تاكل"
ثائر:"مليش نفس صدقونى مش قادر اكل او اشرب حاجة"
رمزى:"ما بلاش العند اللى فيك ده بقى هتبقى مبسوط لو جرالك حاجة دلوقتى مراتك محتجالك كل يا" ثائر" علشان تقدر تقف على رجلك وتواصل"
مريم:"ايوة يا عمو علشان خاطرى كل الاكل ده"
امام الحاحهم اخذ منهم الطعام والعصير بدأ تناول الطعام ببطئ فهو يشعر بغصة فى حلقه تجعله غير قادر على بلع الطعام ولكن يجب ان يصمد فى هذا الوقت العصيب بعد ان رأى انه فى حالة جيدة نسبيا خرج من الغرفة ظل ينتظر امام غرفة العمليات يريد ان يخرج اى احد يطمئنه على زوجته التى اذا صار لها شئ فهو لن يقوى على العيش بدونها ستكون ايامه حزينة ومظلمة بعد بضع ساعات خرج الدكتور من غرفة العمليات ولكن من تعبيرات وجهه خشى "ثائر "ان يسأله حتى لا يسمع منه ما سوف يجعل قلبه وحياته حطاما شعر بأن لسانه معقود غير قادر على الكلام
رمزى:"خير يا دكتور طمنا هى عاملة ايه دلوقتى "وتين" اخبارها ايه"
الدكتور بأسف:"احنا خرجنا الرصاصة بس للاسف المريضة دخلت فى غيبوبة"
ثائر بغصة قوية:"يعنى ايه الكلام ده هى ممكن تفوق امتى يا دكتور"
الدكتور:'فى ناس ممكن تفوق بعد يوم بعد شهر بعد سنين فدى حاجة الله اعلم بيها فاحنا هننقلها العناية المركزة والباقى على ربنا وربنا قادر يشفيها''
رمزى بحزن:"شكرا يا دكتور"
الدكتور:'' عن اذنكم"
ذهب الدكتور نظر "رمزى" الى "ثائر" الذى اصبح الآن جامداً لا يتحدث او ينطق لم يفعل اى شئ مجرد حالة من الذهول والجمود سيطرت عليه مجرد عبرات تتساقط من عينان أصابها الحزن والجمود والصدمة .سمعت "مريم" ذلك بكت بقوة على فتاة كان الله ارسلها لها لتكون لها اختاً وصديقة وهى الآن فى عالم آخر.لا يعرف "رمزى" ما يفعل فزوجته منهارة من البكاء وصديق عمره لديه حالة ذهول شديد
رمزى:"ثائر ثائر"
ثائر:"......
رمزى:"ثائر رد عليا فوق يا "ثائر" فوق يا ابنى ورد عليا"
ثائر بتوهان:"وتين ضاعت منى يا" رمزى" "وتين" دخلت فى غيبوبة الله اعلم هتقوم منها امتى"
رمزى:"لاء ان شاء الله ما ضاعتش وهتفوق يا "ثائر" صدقنى "وتين" هتصحى وهتفوق وهترجعلك بالسلامة"
مريم ببكاء:"بجد يا "رمزى" هتفوق "وتين" هترجع لنا تانى"
رمزى بحيرة:"ان شاء الله يا حبيبتى بس اهدوا بالله عليكم مينفعش اللى بتعملوه ده دلوقتى"
***
تجلس أمام التلفاز واضعة قدم على الأخرى تشاهد احد المسلسلات باستمتاع غير عابئة بما ستسمعه من تلك المرأة التى لا تكف عن التذمر من كل شئ فهى لن تعطيها الفرصة لمضايقتها فهى ستتسلح بالبرود حتى تستطيع العيش معها فهى امرأة لا تطاق ابدا سواء هى او ابنتها
عايدة:'وكمان قاعدة تتفرجى على التليفزيون وحاطة رجل على رجل ولا هامك حاجة"
أميرة ببرود:'فى حاجة يا حماتى عايزة حاجة منى خير"
عايدة:"انتى صاحية من النوم على التليفزيون منضفتيش الشقة وحضرتى الفطار ليه ها مستنية مين يعمل الحاجات دى يا ست أميرة"
أميرة:" أنا عملت الفطار و"سمير" فطر ومشى على الشغل والشقة ونضيفة وكل حاجة تمام فى ايه تانى بقى يا حماتى"
عايدة:"قومى انزلى هاتى طلبات البيت علشان تعملى الغدا"
أميرة:"ما تنزلى الحيلة بنتك تجبهم هى صغيرة يعنى ولا ايه مش هتعرف تشترى شوية طلبات"
خرجت "هيام" من غرفتها سمعت كلام أميرة عنها نظرت اليها نظرات صارخة واردفت بتلك الجملة التى زادت من شرارة الغضب لدى أميرة
هيام:"ليه خدامة ابوكى انا ولا ايه علشان انزل اجبلك الطلبات"
أميرة:"كاتك بو فى قلبك يا هيام واحدة قليلة الادب والذوق ومعندكيش دم ولا اتربيتى"
عايدة:"يا نهارك مش فايت بتشتمى بنتى يابت انتى. انتى يومك مش معدى النهاردة"
أميرة:"تبقى تتبنى فى حيطة الشحطة بتاعتك دى اللى مورهاش حاجة غير المضايقة فى خلق الله ومبتعملش حاجة مفيدة فى حياتها ابدا"
هيام:"لا انتى عايزة تنضربى بقى وتتأدبى على غلطك ده وقلة ادبك"
عندما اقتربت "هيام "من "أميرة" تريد ضربها وجدت "أميرة" تقوم بلوى ذراعها خلف ظهرها تضغط عليه مما جعلتها تصرخ من شدة الوجع
هيام بصراخ:'ااااه دراعى سيبى دراعى يابت انتى دراعى هيتكسر"
حاولت "عايدة" تخليص ذراع ابنتها من يد "أميرة "ولكنها لم تفلح فهى فتاة قوية بالرغم من بنيتها الجسدية الضعيفة
عايدة:"سيبى بنتى كاتك كسر رقبتك يا شيخة"
أميرة:"كسر رقبتها هى ويكون فى معلومكم بقى بعد كده اللى هيقولى كلمة مش هتعجبنى او يحاول يرخم عليا منكم مفيش غير المعاملة دى من هنا وجاى انتوا فاهمين"
عايدة:"لما ييجى جوزك حاضر انا هخليه يربيكى يا بنت سالم"
أميرةببرود:"وليا الشرف ان انا بنت "سالم" انا هدخل انام شوية عايزة حاجة يا حماتى لو دراع السينيورة بتاعتك ورم حطيله تلج من الفريزر"
ذهبت الى غرفتها جلست" هيام" ممسكة بذراعها وتبكى من شدة وجع ذراعها
هيام:"شوفتى يا ماما عملت فيا ايه دى كانت هتكسرلى دراعى كسر رقبتها"
عايدة:"دى طلعت بت عضمها ناشف انا مكنتش قادرة احوشها عنك دا كان فاضل شوية وتضربنى انا كمان"
هيام:'وانتى هتسكتلها يا ماما على اللى عملته ده دى لازم تتعلم الادب علشان تعملنا احترام بعد كده"
عايدة:"لما يجيلها جوزها هو يشوف حل فيها القادرة دى"
ظلت تفكر فى ما ستقوله لابنها عند عودته من عمله فهى تريده ان يعاقب زوجته بشدة
***
تم نقل" وتين" الى غرفة العناية المركزة كان يقف بالخارج ينظر اليها عبر زجاج الغرفة بجسد يغزوه حالة سكون لا يتحرك به شئ سوى تلك الدموع التى تساقطت من عينيه حزنا على رؤيتها بهذا المنظر فهو لا يقوى على شئ الآن سوى ذرف الدموع والدعاء نظر خلفه وجد "مريم" "ورمزى" يجلسون فهم ايضا فى حالة حزن وارهاق شديد فاليوم الجديد بدأ وهم مازالوا على تلك الجلسة
ثائر بهدوء:"رمزى خد" مريم" روحها البيت وروح ارتاح انت كمان"
رمزى:"ازاى يا حبيبى اسيبك فى وقت زى ده لاء طبعا مش هروح"
ثائر:"انا كويس يا "رمزى" ثم قعادكم هنا مش هيفيد بحاجة و"مريم" لازم ترتاح هى كمان تعبانة واحنا قاعدين من امبارح نفس القاعدة وهى متستحملش ده كله"
مريم برفض:"لاء ياعمو انا هفضل هنا معاك مش هروح"
ثائر:"حبيبتى روحى حتى تغيرى هدومك وترتاحى شوية وابقى خلى "رمزى" يجيبك تانى بس ارتاحى شوية علشان مبقاش قلقان عليكى انتى كمان يلا خدها يا "رمزى" وامشى يلا"
مريم:"عمو انت كمان هدومك غرقانة دم ولازم تغير هدومك مش هينفع تفضل كده تعال روح معانا وابقى ارجع تانى"
ثائر:" لاء مش هروح ومعلش يا "رمزى" وصل" مريم" وهاتلى هدوم وارجعلى تانى وبعد كده ابقى روح"
رمزى:"حاضر يا حبيبى عايز حاجة تانية غير الهدوم"
ثائر:" لاء هاتلى هدوم بس هاتلى هدوم كاجوال يا"رمزى" ماشى"
رمزى:" حاضر يلا بينا يا مريم"
ذهبت" مريم" معه جلست فى السيارة بكت بشدة على حال عمها وزوجته قام "رمزى" بسحبها فى أحضانه لكى يطمئنها قليلاً فهو يعلم ان ربما حالتها النفسية ستسوء بسبب ما حدث معهم
رمزى:"اهدى يا حبيبتى اهدى يا مريم بلاش عياط علشان خاطرى يا حبيبتى"
مريم:"مش قادرة يا "رمزى" زى ما اكون فى كابوس ومش عارفة اصحى منه هو انا هفضل كده على طول"
رمزى:" ان شاء الله يا حبيبتى كل حاجة هتعدى على خير"
مريم:" يارب يا رمزى لأن مش هفضل حياتى كلها عايشة فى حزن"
رمزى بحنان:" بعد الشر عليكى يامريم"
ضغط بذراعيه حولها صدر منها انين تعجب" رمزى" من ذلك وشعر بالقلق
رمزى بقلق:"مالك يا "مريم" بتتوجعى ليه كده فى ايه اللى بيوجعك"
مريم:"الحيوان اللى كان خاطفنا ضربنا بالكرباج جامد اوى لحد ما اغمى علينا"
رمزى بغيظ:"ربنا يجحمه فى جهنم شكله ضربكم جامد منه لله"
مريم بدموع:"اوى يا رمزى والضرب علم علينا ومش مستحملة اى حاجة تلمسنى"
رمزى:"معلش يا حبيبتى بعد الشر عليكى "
بعد ان رأى انها هدأت قليلا قام بادارة السيارة متجها الى منزل "ثائر" لتوصيل "مريم" ولجلب الاغراض الللازمة ل"ثائر"
وصلوا الى المنزل رأت "حسنية"مريم "جرت عليها تحتضنها بقوة ولهفة وهى تسألها عن سبب غيابهم كل هذا الوقت
حسنية:"مريم انتى كويسة فين "وتين" انتوا كنتوا فين من امبارح"
مريم بحزن:"وتين فى المستشفى يا دادة فى غيبوبة"
حسنية:"ليه ايه اللى حصل يا بنتى طمنينى"
رمزى:"انا هطلع اوضة "ثائر" اجبله هدوم علشان الحق اروحله عن اذنكم"
صعد "رمزى" الى غرفة "ثائر" روت "مريم" ل"حسنية" كل شئ حدث معهم
حسنية بشفقة:"يا حبايبى كل ده حصلكم"
مريم:"ليلة امبارح كانت اغرب ليلة فى حياتنا كلنا يا دادة"
هبط "رمزى" من غرفة" ثائر"يحمل بعض من اغراضه للذهاب له بها الى المستشفى
رمزى:"انا هروح ل"ثائر" وانتى يا" مريم" حاولى ترتاحى شوية خلى بالك منها"
حسنية:"من عنيا الاتنين يا استاذ رمزى"
رمزى:'تسلم عينك عن اذنكم"
مريم:"متنساش تيجى علشان تودينى المستشفى تانى ماشى"
رمزى:"حاضر عن اذنكم دلوقتى"
خرج "رمزى" من المنزل ذهبت" مريم "الى غرفتها ساعدتها "حسنية" فى اخذ حمامها ثم ذهبت سريعا الى سريرها تريد نيل قسط من الراحة قبل العودة إلى المستشفى مرة أخرى
***
"فى المستشفى"..وصل "رمزى" الى "ثائر" اعطاه اغراضه كان يريد ان يظل معه ولا يتركه ولكن" ثائر" اصر عليه بالذهاب الى منزله فليلة البارحة كانت من اصعب الليالى التى مرت عليهم منذ مقتل اخيه
رمزى:"ثائر خلينى هنا معاك علشان لو عايز حاجة"
ثائر:"لاء روح انت علشان ترتاح شوية انت كمان"
رمزى:'طب وانت هتعمل ايه دلوقتى"
ثائر...الاوضة اللى فيها وتين فيها سرير تانى فهفضل هنا معاها مش هقدر اسيبها مش هقدر انها تغيب عن عينى"
رمزى:"طب لو عوزت اى حاجة رن علينا فثوانى اكون عندك ماشى يا حبيبى"
ثائر:"ماشى يارمزى"
رمزى:"سلام يا ثائر"
ثائر:"مع السلامة"
اراد "ثائر" تغيير ملابسه ولكنه يريد ايضا اخذ حمام وجد احد الممرضين الرجال فااستوقفه لسؤاله عن مكان يستطيع ان يغير به ملابسه
ثائر:"لو سمحت"
الممرض:"افندم اؤمر حضرتك"
ثائر:"مفيش حمام هنا يكون فى دش او اى حاجة عايز اخد شاور ممكن
الممرض:"اه فى اتفضل معايا على اوضه الممرضين"
ثائر بامتنان:"شكرا"
قام باخراج بعض النقود من جيبه لاعطاءه للممرض ولكنه رفض بشدة ان يأخذ منه المال
الممرض:"لاء يا افندم ايه اللى بتعمله ده اتفضل معايا"
ثائر:"دى حاجة بسيطة"
الممرض بابتسامة:"اتفضل حضرتك معايا والا هعتبر دى إهانة"
ذهب "ثائر "معه الى غرفة خاصة بالممرضين الرجال دلف الى الحمام قام بخلع ملابسه اخذ حمام سريع ارتدى ملابسه النظيفة ثم خرج من الحمام وجد الممرض بانتظاره وبيده كوب من القهوة
الممرض:"انا جبتلك قهوة ولاحضرتك مبتحبش تشربها"
ثائر:"لاء طبعا بحبهاومتشكر جدا على جدعنتك معايا"
الممرض:"متقولش كده ولو حضرتك عايز حاجة تانية اطلب"
ثائرمتشكر جدا عن اذنك"
الممرض:"اتفضل"
اخذ "ثائر" كوب القهوة وذهب الى غرفة زوجته شعر بانتعاش قليل بالرغم من الحزن الذى يفتت قلبه من رؤيتها بهذا الشكل سحب كرسى وجلس بجوارها اخذ يدها بين يديه يقبل يدها بكل ما يحمله فى قلبه من عشق لها وجد دموعه تتساقط على يدها
ثائر بدموع:"وتينى انتى سمعانى لو سمعانى انا عايز اقولك انا مقدرش اعيش من غيرك انتى لو مصحتيش يا "وتين" انا هموت يا" وتين" هموت كل يوم الف مرة وانا شايفك كده فأميرتى الحلوة مش لازم تفضل نايمة كتير لان اميرك جمبك انتى مش محتاجة تستنيه هو ربنا وجده فى الدنيا دى علشان يكون نصيبك انتى وتكونى انتى نصيبه"
ظل يقبل يدها بقوة ويشعر باهتزاز فى جسده بسبب الشهقات الصادرة منه بسبب بكاءه حاول تمالك نفسه الا انه لم يستطيع فمن يراه لا يصدق ان هذا هو "ثائر العمرى" الذى كانت لاتهتز شعرة واحدة فى راسه بسبب اى شئ كان ولكن الآن يبكى بقوة هدأت عاصفة بكاءه قليلا وضع يدها بجانبها ذهب إلى السرير الاخر فهو طلب من مدير المستشفى بالسماح له بالمكوث مع زوجته فى غرفة واحدة نظرا لمعرفته القوية بصاحب المستشفى فصاحب المستشفى كان الصديق المقرب لأخيه الراحل "رؤوف" وضع رأسه على الوسادة اغمض عينيه من شدة تعبه وارهاقه غفى فى النوم سريعاً
***
عندما عاد" سمير" من عمله وجد أمه واخته فى انتظاره يريدون ان يجد حل مع زوجته فوالدته تتوعد لها ولن تترك ابنها الا وهو يعاقبها بشدة على ما فعلت فهى ستسبب فى ضربها مثلما كانت تفعل مع "وتين"
سمير:"السلام عليكم"
عايدة بمسكنة:"وعليكم السلام يا سمير يا ابنى كويس انك جيت"
سمير:"مالكم كده فى ايه"
هيام:"مراتك يا سمير ضربتنى وكانت هتكسر دراعى وكمان كانت هتضرب ماما"
سمير:"ايه تضرب ماما ازاى يعنى" أميرة" أميرة" انتى فين"
خرجت من غرفتها تنظر اليهم ببرود فهى علمت من نبرة صوت زوجها الغاضبة أنهم الآن فى انتظار ضرب "سمير" لها
أميرة بدلع:"ايوة يا حبيبى ايه ده انت جيت حمد الله على السلامة يا حبيبى"
سمعت نبرة صوتها التى تحوى دلعا واغراء شعر بالضعف يسرى فى مفاصله فهو قد نسى ماذا كان يريد منها الآن
أميرة:"احضرلك الاكل يا حبيبى تلاقيك جعان يا روحى"
سمير:" اه جعان اوى ياريت بسرعة بقى تحضريلى الأكل"
اميرة:'' بس كده من عنيا الاتنين يا قلبى"
سمير:"تسلم عيون الجميل"
عايدة بغضب:"سميييير"
سمير:"ها ايوة يا امى فى ايه"
هيام:"فى ايه! انت بتسأل فى ايه لحقت قوام من كلمتين نستك اسمك"
أميرة:"وهو حرام يعنى جوزى يحبنى يا حماتى ولا ايه هو حمايا الله يرحمه مكنش بيحبك"
سمير:"صحيح يا اميرة انتى ضربتى "هيام" وكنتى هتضربى امى"
أميرة بشهقة:"هااا اضرب امك ازاى يعنى دى برضه حماتى مقدرش امد ايدى عليا"
هيام:"بس ضربتينى انا يا أميرة"
أميرة:"انتى اللى كنتى عايزة تمدى ايدك عليا الأول وانا كنت بدافع عن نفسى والله يا حبيبى انا معملتش حاجة هم اللى مش عارفة عايزين منى ايه لو كده انت تشفلنا شقة برا نقعد فيها شيل ده من ده يرتاح ده عن ده"
عايدة:"تقعدوا فين يا اختى انتى عايزة تاخدى منى الواد اللى حلتى"
أميرة:"لو مش عايزنا نمشى خلاص كل واحد يلتزم حدوده وأنا مش هخدم غير نفسى وجوزى وبس انا كنت بخدمكم بما يرضى الله بس انتوا سوقتوا فيها زيادة اوى كنت بقول معلش علشان خاطر ربنا بس خلاص ربنا ميرضاش بالظلم ده بنتك عندك اهى ابقى خليها تخدمك هى انا خلاص بطلت"
دخلت الى غرفتها بعد ان قالت ما لديها كانت تفكر كيف كانت تتحمل "وتين" منهم كل هذه الافعال التى تصل بالعاقل الى حافة الجنون فيالصبرها عليهم كل تلك السنوات التى عاشتها معهم فهى تعيش معهم منذ بضع شهور قليلة وشعرت بالسأم منهم ومن تصرفاتهم الغريبة
عايدة:"عاجبك كلام مراتك يا سمير"
سمير:"هى مغلطتش فى اللى قالته وانا عارف يا امى معاملتك انتى و"هيام" بس قولتهالكم قبل كده "أميرة" مش "وتين" وهى مش هتستحمل كتير فبلاش تخربى عليا حياتى يا اما كده اشوف شقة ايجار واخد مراتى وامشى علشان ترتاحوا وارتاح انا كمان"
دلف الى غرفته وجد زوجته تجلس على السرير تنظر اليه عاقدة حاجبيها من امتعاضها وضيقها من سلوك والدته واخته معها
أميرة:"وبعدين يا "سمير" هنفضل فى العيشة اللى تقرف دى كتير انا مش ناقصة حرقة دم دا انا عروسة لسه مكملتش كام شهر وزهقت من عيشتى بسببهم هم فاكرين علشان مليش ام فاكرنى ملطشة لاء لا عاش ولا كان اللى يعمل فيا كده واسكتله ان شالله كان مين"
سمير:''خلاص يا "أميرة" عرفت اسكتى بقى وقومى حضريلى الاكل علشان جعان"
أميرة:"حاضر بس هجبلك العشا هنا مش هناكل على السفرة برا"
سمير باستغراب:"ليه مش عيزانا ناكل على السفرة"
أميرة:"مش ناقصة حرقة دم واعصاب اكتر من اللى انا فيها والا كده اروح اقعد عند بابا"
سمير:"تروحى فين لاء طبعا انتى مش هتخرجى من هنا خلاص هاتى الاكل ناكل هنا"
خرجت من الغرفة قاصدة المطبخ قامت بافراغ الطعام لها ولزوجها حملت الصينية متجه الى غرفتها
عايدة:"راحة فين بالصنية دى يا شملولة"
أميرة:"هاكل انا وجوزى فى اوضتنا"
هيام:"ليه ان شاء الله تاكلوا لوحدكم ما ناكل كلنا على السفرة''
أميرة ببرود:"عندك الاكل فى المطبخ روحى فرغى الاكل وكلوا بس بسرعة احسن يبرد عن اذنكم مش عايزة اتأخر على جوزى"
قالت جملتها الأخيرة بكل ما تحملة نبرة صوتها من دلع تبتسم ابتسامة جعلت الغيظ يتملك من قلب والدة زوجها واخته تركتهم وذهبت الى غرفتها نظرت" هيام" الى أمها
هيام بغيظ:"شوفتى بتتكلم بدلع ومياصة ازاى البت دى"
عايدة:"وبعدين هنعمل ايه لتنفذ تهديدها وتاخد اخوكى وتمشى من البيت واحنا ملناش غيره"
فكرت هل يمكن حقا ان تنفذ "اميرة" تهديدها وتاخد زوجها وتترك المنزل وهو سندهم الوحيد بعد وفاة والده
***
بعد مرور يومان...فتح جفونه ببطئ وجدها تنظر اليه بابتسامة مشرقة وعيون لامعة لم يصدق نفسه انه يراها امامه تبتسم له اعتدل سريعاً في جلسته
ثائر بعشق:"وتينى انتى صحيتى يا قلبى انتى كويسة انتى فوقتى يا قلبى"
وتين بابتسامة:"ايه ده كل ده نوم يا حبيبى انت نايم بقالك كتير يا ثائر"
ثائر بلهفة:"حبيبتى انتى كويسة فى حاجة بتوجعك حاسة بحاجة وجعاكى ياوتين"
وتين:"حاجة ايه يا حبيبى اللى بتوجعنى انا كويسة قدامك اهو مالك يا "ثائر" فى إيه"
ثائر:"الرصاصة يا "وتين" مكان الرصاصة مش بيوجعك"
وتين:"رصاصة ايه انت كنت بتحلم ولا ايه يا حبيبى"
ثائر:"يعنى انتى كويسة مفكيش حاجة يا قلبى"
وتين:"ايوة يا حبيبى انا كويسة اوى اهو قدامك انت مش شايف ان انا كويسة يا ثائر"
ثائر بعشق:" عشق ثائر انتى يا "وتين"وحشتينى اوى اوى يا وتينى"
وتين:"وحشتك اوى خالص ولا حبة صغيرة بس"
ثائر:اوى اوى اوى يا قلبى انا كنت حاسس ان انا هموت يا وتين"
لفت ذراعيها حول عنقه تنظر اليه بعيون براقة وابتسامة عاشقة
وتين:"بعد الشر عليك يا حبيبى انا لازم امشى بقى ماما مستنيانى ومش لازم أتأخر اكتر من كده عليها"
ثائر باستغراب:"ماما مين اللى مستنياكى يا وتين"
وتين:"مامتى يا حبيبى انا هروح معاها دلوقتى وهنمشى سوا انا بس جيت علشان اقولك واشوفك قبل ما امشى"
قالت ذلك وجدها تبتعد عنه تبتسم له تلوح له بيدها كمسافر الى طريق ليس له منه رجوع وجده نفسه يرجوها ان لا تذهب وتظل معه شعر بالخوف يحرق اوردته ونبضاته تتسارع كأنها فى سباق
ثائر بخوف:"تمشى تروحى فين لاء يا "وتين" متروحيش معاها خليكى معايا هنا متسبنيش خليكى معايا "وتين" وتييييييين"
انتفض من نومه بسبب صراخه باسمها نظر حوله وجد نفسه فى غرفة المستشفى وهى مازالت نائمة فى تلك الغيبوبة وجد نفسه يقترب بلهفة منها يتحسس بيده وجهها يريد ان يتأكد ان ما حدث منذ قليل لم يكن سوى حلما انتهى بكابوس بشع
ثائر بتنهيدة:"الحمد لله الحمد لله انه طلع حلم"
انحنى عليها يقبل جبينها ثم وجد نفسه يقترب من شفتيها يقبلها برقة شديدة يريد ان يتذوق مذاق شفتيها الذى يسكره ويجعله كالمغيب شعر ان قبلته تحولت من الرقة إلى النهم فهو قد اشتاق اليها كثيرا كأنها غائبة عنه منذ سنوات وليس من مجرد يوم واحد ابتعد عنها وهو يلتقط انفاسه بصعوبة فهذه اول مرة يقبلها ولا يرى تلك النظرة الشغوفة التى كان يراها فى عينيها عندما كان يعانقها فكم اشتاق ايضا الى رماديتها الجميلة فهو اشتاق لكل شئ بها اغمض عينيه بعد شعوره بأن دموعه على وشك السقوط فهو الآن يريد ان يصرخ بكل ما لديه من قوه فقلبه لم يعد يحتمل كل هذا الألم والعذاب كأن قلبه كتب عليه الحرمان من السعادة خرج من الغرفة يشعر بحاجته الى استنشاق الهواء خرج من الغرفة متجهاً الى الحديقة الخاصة بالمستشفى كان يسير شاردا لم ينتبه لتلك الفتاة القادمة التى اصطتدمت به
نورين:" ايه ده مش تحاسب"
ثائر:" آسف يا آنسة على اللى حصل"
نورين:" ابقى امشى بص قدامك بعد كده وانت ماشى تخبط فى خلق الله كده زى الاعمى"
ثائر:" على العموم شكرا على ذوقك وحاضر هفتح وانا ماشى عن اذنك"
يجب ان يذهب الآن فهو لو انتظر دقيقة اخرى ربما لانفجر فيها يخرج ما به من غيظ وخوف على تلك الفتاة تركها واقفة مكانها تتبع خطواته بعينيها حتى اختفى وذهبت الى غرفة والدها فهى ابنة صاحب المستشفى طرقت باب الغرفة ثم دلفت بابتسامة على وجهها
نورين:" بابى انا جيت"
فريد:" اهلا يا حبيبة بابى ايه المفاجأة الحلوة دى"
نورين:" كان عندى مشوار قريب فقولت اعدى عليك نروح سوا خلصت ولا لسه"
فريد:" شوية بس وهنمشى على طول"
نورين:" طب انا هستناك فى الجنينة برا"
فريد:" ماشى مش هتأخر عليكى يا حبيبتى"
خرجت من غرفة مكتب والدها متجه الى حديقة المستشفى ولكنها اصطدمت ب"ثائر" مرة أخرى
نورين:" انت ايه حكايتك بالظبط انت ماشى تايه ليه كده انت هو مفيش غيرك اخبط فيه النهاردة"
ثائر:" حظك بقى جايز انتى اللى ماشية تايهة ما هو لو انتى واخدة بالك انتى ماشية فين مش هتخبطى فيا طالما انتى مفتحة اوى كده وانا أعمى"
نورين:" الظاهر عليك كده قليل الذوق اوى"
نظر اليها "ثائر" رافعاً احدى حاجبيه ينظر لها بعيون عاصفة فهو فى حالة لا تسمح له بالكلام مع احد او ان يثير احد أعصابه. لا تعرف لماذا شعرت بالخوف من نظرة عينيه كأنها تشبه موج البحر الهائج تركها وعاد الى غرفة زوجته. فعادت هى الأخرى لغرفة مكتب والدها
فريد:" انتى مش كنتى هتستنيتى فى الجنينة"
نورين:" غيرت رأيى خلصت يا بابى ولا لسه"
فريد:" خلاص فى بس مريضة هبص عليها قبل ما نمشى علشان تبقى مرات واحد معرفة"
نورين:" ماشى وانا هاجى معاك تشوفها ونمشى على طول"
فريد:" ماشى يلا بينا"
ذهبوا الى غرفة "وتين" طرق فريد الباب ثم دلفوا الى الغرفة ابتسم ل"ثائر" ولكن عندما رفع" ثائر" نظره وجد تلك الفتاة فاستغرب وجودها هنا
فريد:" اخبارك ايه يا ثائر"
ثائر:" تمام يا دكتور عايزة ايه حضرتك تانى لسه فى كلام نسيتى تقوليه"
فريد باستغراب:" هو انتوا تعرفوا بعض"
ثائر:"لاء معرفهاش بس حظى ان انا اقابلها النهاردة واخبط فيها مرتين وتقولى يا اعمى''
نورين:'' سورى مقصدش ان انا اقولك كده"
فريد:" على العموم حصل خير دى تبقى بنتى نورين وده ثائر العمرى اخوه رؤوف اللى يرحمه كان من اعز اصحابى"
ثائر:" أهلا يا آنسة"
نورين:" اهلا بيك وسورى على اللى حصل"
ثائر:" حصل خير"
فريد:" انا كنت جاى اطمن على "وتين" وعليك قبل ما امشى"
ثائر:" شكرا على اهتمامك يا دكتور فريد"
فريد:" متقولش كده ربنا يشفيها ان شاء الله"
واقفة لا تهتم بشئ سوى حركة شفتيه وهو يتكلم وعيناه التى تجمعت بها زرقة السماء والبحر سويا ونبرة صوته الهادئة برغم ما تحمله من عدة انفعالات لم تفيق من تأملها له الا على صوت والدها
فريد:" يلا يا نورين علشان نمشى"
نورين:" يلا يا بابى سلام يا استاذ ثائر"
ثائر بجمود:"مع السلامة يا آنسة"
ذهبت مع والدها ولا تعرف ما أصابها كأنها تريد العودة مرة أخرى الى المستشفى
فريد:" مالك يا نورين فى ايه"
نورين:" مفيش يا بابى بس هى مرات ثائر دى جرالها ايه"
فريد:" كانت مضروبة طلقة بس دخلت فى غيبوبة"
نورين:" طب وهى ممكن تفوق منها امتى هى حالتها خطيرة"
فريد:" مش عارف ممكن تفوق امتى دى حاجة فى علم الغيب بس فعلا حالتها الصحية سيئة"
نورين:" ربنا يشفيها بس هو جوزها قاعد معاها على طول"
فريد:" ايوة مش بيسيب المستشفى خالص حتى طلب منى ان اخليه يفضل معاها فى الاوضة بتاعتها"
نورين:" باين عليه بيحبها اوى"
فريد:" الظاهر كده مقولتليش عملتى ايه فى المعرض حجزتيه"
نورين:" اه لقيت قاعة حلوة اعمل فيها معرض اللوحات السنة دى بس انت هتيجى مش زى كل سنة تقول هاجى ومتجيش"
فريد:" ان شاء الله يا حبيبتى هحاول افضى نفسى يوم الافتتاح"
نورين:" انت متحاولش انت تفضى نفسك فعلا يا بابى وتيجى"
فريد:" ان شاء الله ربنا يسهل"
*"*"*
"فى منزل ثائر العمرى" ارتدت "مريم" ملابسها اخذت بعض الاغراض الخاصة بعمها فكل يوم تذهب إلى المستشفى للاطمئنان على" وتين" التى مر عليها الان اسبوعين وهى على حالتها ولم تفيق من غيبوبتها ذهبت الى المطبخ لترى اذا كانت انتهى "حسنية" من اعداد الطعام التى ستاخذه معها ايضا لعمها فهو لا يفارق زوجته مقيم معها بشكل مستمر لا يتركها لحظة واحدة
مريم:"خلصتى يا دادة الاكل ولا لسه شوية"
حسنية:"لاء يا حبيبتى الاكل خلاص جاهز اهو بس استنى اجى معاكى اشوف وتين"
مريم:"خلاص اجهزى على رمزى ما يوصل"
حسنية:"ثوانى واكون جاهزة"
ذهبت "حسنية" الى غرفتها لترتدى ملابسها وتذهب معهم الى المستشفى فهى ايضا حزينة على حال تلك الفتاة
وصل "رمزى" الى المنزل كعادته لايصال "مريم" الى المستشفى فهو الان من يدير العمل نيابة عن "ثائر" ولكنه تحول من انسان كان لايكف عن المزاح الى شخص اكثر جدية وحزن ايضا بسبب حزن رفيق دربه
رمزى:'خلاص يا "مريم" نمشى ولا ايه"
مريم :''ثوانى بس دادة جاية معانا تشوف وتين"
رمزى:"هى خلصت ولا لسه علشان نمشى"
مريم:"مش عارفة يا دادة يا دادة"
حسنية:"ايوة خلاص انا خلصت اهو"
رمزى:"تمام يلا بينا"
اخذهم "رمزى" فى سيارته منطلقا فى وجهته الى المستشفى وصلوا الى هناك وجدوا "ثائر" كعادته جالسا بجوارها خرج اليهم من الغرفة
مريم:"عمو الاكل والهدوم اهى"
ثائر:"ماشى يا حبيبتى تسلمى"
حسنية:"الف سلامة عليها وربنا يشفيها ويعافيها"
ثائر:"تسلمى ادعيلها"
حسنية:"بدعيلها من غيرما تقول ربنا يعلم وتين غالية عليها قد ايه هى كمان"
رمزى:"ثائر فى شوية اوراق عايزة امضتك علشان الشغل"
ناوله رمزى ملف به عدة اوراق تحتاج الى توقيعه قام بالتوقيع عليها وناولهم لرمزى مرة اخرى
رمزى:"لسه مفيش اخبار يا "ثائر" الدكتور مقلش حاجة
ثائر باحباط:"مفيش جديد هى زى ما هى"
رمزى:"ان شاء الله هتقوم وتبقى كويسة"
ثائر:"ان شاء الله انتى عاملة ايه يا حبيبتى معلش سامحينى ان انا مشغول عنك اليومين دول"
مريم:"متقولش كده يا عمو انت كل يوم تطمن عليا وكمان "رمزى" ودادة معايا متشغلش بالك بيا اهم حاجة دلوقتى "وتين' تقوم بالسلامة"
ثائر:"ان شاء الله"
رمزى:"ثم انت ناسى ان "مريم" مراتى وفى عنيا يا "ثائر" عيب عليك"
ثائر:"عارف يا حبيبى انك واخد بالك منها بس انت عارف "مريم" ايه بالنسبة ليا"
مريم:"ربنا ما يحرمنيش منكم ابدا وتفضلوا على طول جمبى وحواليا"
رمزى:"فى اى حاجة انت محتاجها يا حبيبى قولى لو عايز حاجة"
ثائر:"شكرا يا" رمزى" انا مش محتاج حاجة غير ان مراتى تفوق وترجع ليا تانى"
رمزى بتفاؤل:"ان شاء الله وده هيحصل متقلقش وعلى فكرة قضية "رؤوف" اخوك اتقفلت وكمان التحقيق خلص فى قضية خطف "وتين ومريم" لان "بدر" اللى كان خاطفهم مات"
مريم:"منه لله هو السبب فى العذاب اللى احنا فيه ده كله وهو اللى قتل بابا وماما"
رمزى:"اهو اخد جزاءه ولسه حسابه عند ربنا على اللى عمله كله"
ثائر:"خلاص مش عايز افتكر اسمه مش طايق اسمع اسمه علشان بفتكر كل حاجة وانه هو اللى ضيع منى اخويا وكمان كان هيضيع مراتى"
بعد ان قضوا وقتهم مع ثائر هبوا واقفين حتى يعودوا إلى المنزل
مريم:'عمو عايز حاجة اجبهالك معايا بكرة"
ثائر:"لاء يا حبيبتى تسلمى خالى بالك انتى بس من نفسك"
مريم:"ان شاء الله يلا بينا يا دادة"
حسنية:"يلا يا بنتى والف سلامة عليها مرة تانية"
ثائر:"الله يسلمك"
رمزى:"انا هوصلهم البيت وارجعلك"
ثائر:"ملوش لزوم يا رمزى تتعب نفسك"
رمزى بمزاح:"لاء عايز ارغى معاك شوية مش لاقى حد ارخم عليه"
ابتسم "ثائر" ابتسامة خفيفة فهو يعلم ان رمزى يفعل ذلك حتى يخفف عنه حزنه
قام "رمزى' بايصال "مريم" "وحسنية" إلى المنزل ثم عاد ثانية الى "ثائر" اخذه وذهب للجلوس فى الحديقة الخاصة بالمستشفى فهو يعلم حال صديقه جيداً فذلك الهدوء الذى يكتنفه ربما يختزن بداخله براكين على وشك الانفجار
رمزى:"ها مش هتتكلم يا ثائر"
ثائر بتنهيدة:"عايزنى اقولك ايه يا "رمزى" معنديش حاجة أقولها"
رمزى:"اتكلم يا "ثائر" متفضلش تخزن جواك وييجى وقت وتنفجر فيه"
ثائر:"حلمت حلم غريب اوى يا رمزى ومن ساعتها وانا خايف على وتين"
رمزى:" خير اللهم اجعله خير حلمت بايه"
ثائر:"ان "وتين" بتقولى ان مامتها مستنياها وهتمشى معاها وفعلا سابتنى ومشيت"
رمزى:"دا تلاقى الشيطان بس اللى صورلك الحلم ده علشان يخليك تحزن أكتر استعيذ بالله من الشيطان الرجيم"
ثائر:"اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واستغفر الله العظيم رب العرش العظيم و اتوب اليه"
رمزى:"متفضلش حاطط أوهام فى راسك ان مراتك بعد الشر هبجرالها حاجة خلى عندك ثقة في الله"
ثائر:'ونعم بالله خايف يا "رمزى" ارجع اعيش فى كوابيس تانى خايف الانسانة الوحيدة اللى حبيتها تختفى من حياتى ساعتها انا مش هستحمل الصدمة دى انا ممكن يجرالى حاجة"
رمزى:"بعد الشر عليك يا غجرى"
ابتسم "ثائر" على كلام "رمزى" ف"رمزى" يفعل ما فى وسعه حتى يساعده على الخروج من تلك الحالة التي اصبح عليها
ثائر:'بقالك كتير مقولتليش الكلمة دى"
رمزى:"وحشتك كلمة يا غجرى طب يا غجرى يا غجرى يا غجرى"
ثائر:"بس كفاية ايه بلاعة واتفتحت فى وشى"
رمزى:"بلاعة! انا بلاعة دى اخرتها يا "ثائر" طب دلعنى وقولى يا بلوعتى"
ثائر بتعب:"واد انت قوم روح انا مش ناقصك انت كمان ولا فايقلك"
رمزى:"ماشى يا سيدى همشى عايز حاجة"
ثائر:"سلامتك مع السلامة"
رمزى:"الله يسلمك"
ذهب "رمزى" ظل "ثائر" مكانه بعض الوقت لم ينتبه لتلك الجالسة فى مكان ليس ببعيد تخط بيدها على تلك الورقة التى بيدها تنظر اليه ثم تعود الى الورقة التى بيدها فهى خطت ملامح وجهه على تلك الورقة فهى منذ ان رأته اول مرة ظلت تتردد على المستشفى لعلها تراه ولا تعرف ما هذا التفكير الأحمق التى باتت تفكر به ؟عاد "ثائر" الى الغرفة عاد الى الجلوس بجوارها مد يده يرتب خصلات شعرها ممرا يده على وجنتها بحب واشتياق سمع طرق على باب الغرفة
ثائر:'ايوة اتفضل"
كانت الممرضة المسئولة عن رعاية "وتين" جاءت لتنظيف جسدها حتى لا يسبب لها الرقود فى قروح الفراش
الممرضة:"عن اذنك يا استاذ ثائر علشان عايزة اغيرلها الهدوم اللى عليها"
ثائر:" اه اتفضلى"
الممرضة:" حضرتك فى حد سابلك الظرف ده"
ثائر باستغراب:" ظرف ايه ده وبتاع ايه"
الممرضة:" مش عارفة العامل وصلهولى وقالى اديه لحضرتك"
ثائر:" ماشى شكراً"
خرج" ثائر" من الغرفة قامت الممرضة بسحب الستار على الزجاج وقامت بمسح جسدها وتغيير زى المشفى باخر نظيف بعد الانتهاء قامت بتعليق بعض المحاليل المغذية التى تعيش عليها وتين حاليا فتح الظرف وجد به رسمة له عقد حاجبيه فمن قام برسمه ولماذا ؟ وجد بعض الكلمات تحت الرسمة اخذ فى قراءتها بدهشة كبيرة
ثائر:" إلى عينان لا يليق بهم الحزن وشفتان لا يليق بهم إلا الابتسام"
" ايه ده كمان ومين اللى عمل كده"
بعد انتهاء الممرضة مما تفعله نادت على "ثائر" الذى كان واقفا يفكر من ارسل له بهذه الرسمة؟
الممرضة:"خلاص يا استاذ "ثائر" اتفضل"
دلف الى الغرفة خرجت الممرضة رمى الظرف من يده على المنضدة الصغيرة الموجودة بالغرفة وجلس بجوار زوجته ولكن هذه المرة جلس على السرير يريد ان يشعر بها قريبة منه وجد نفسه ينام بجانبها يدفن وجهه فى عنقها ويده على خصرها ظلت يشتم رائحتها يقبل عنقها
ثائر بهمس:''مش هتصحى بقى يا "وتينى" بقالى اسبوعين محروم من ان انا اشوف عينيكى الحلوة دي او اسم اسمى من بين شفايفك انتى عارفة يا "وتين" انا لما كنت بشوفك جنبي كنت بحس ان مالك السعادة اللى فى الدنيا دى كلها مجرد ما كنتى بتبصيلى كنت بضعف قدامك من نظرة عنيكى بقيتى انتى نقطة ضعفي بقيتى بالنسبة ليا فتنة العالم كله كانت ابسط حركة منك او موقف كان بيخلينى عايزك تبقى ملكى قريبة منى مجرد التفكير فى انك ممكن تبعدى عنى كنت بتجنن مكنتش بحب حد غريب يبصلك او يتكلم معاكى واول مرة قربت منك فيها وبقيتى مراتى بجد الدنيا مكنتش سيعانى من كتر الفرحة انك بقيتى ليا مراتى وحبيبتى ودنيتى كلها بس الظاهر اميرتى النائمة عجبها النوم ومش عايزة تقوم وتشوف اللى حصل لحبيبها من غيرها اصحى بقى يا "وتين" وحشتينى يا قلبى مش كفاية عذاب فيا لحد كده يا "وتينى" بقى وتصحى "ثائر" بيموت بالبطئ يا "وتين" مبقتش قادر استحمل وجع قلب اكتر من كده"
تساقطت دموعه على عنقها وظل هكذا يحدثها بما فى قلبه حتى غلبه النوم بجوارها ولم يشعر بنفسه
*"*"*
استيقظت نورين من نومها ارتدت ملابسها سريعاً لكى تذهب إلى المستشفى لكى تراه فحالها انقلب رأس على عقب منذ ان رأته اول مرة فى المستشفى وهى قد ارسلت اليه صورته التى قامت برسمها فهى ستذهب الى هناك لتتكلم معه بأى حجة فهى تريد ان تراه فقط
استيقظ من نومه قام من مكانه ذهب الى الحمام توضأ وخرج بدأ صلاته بخشوع بعد الانتهاء جلس مكانه يدعو الله ان يرد اليه زوجته فسمع صوت يهتف به
:"حرما"
ثائر:"جمعا ان شاء الله"
ثم نظر الى من يحدثه باستغراب شديد
*"*"*
رأيكم يا حلوين

رواية دمية في يد غجري الفصل الواحد وعشرون بقلم سمسم

( دمية فى يد غجرى)
البارت الحادى والعشرين
استيقظ من نومه قام من مكانه ذهب الى الحمام توضأ وخرج بدأ صلاته بخشوع بعد الانتهاء جلس مكانه يدعو الله ان يرد اليه زوجته فسمع صوت يهتف به
:"حرما"
ثائر:"جمعا ان شاء الله"
ثم نظر الى من يحدثه باستغراب شديد لم يصدق ما يراه فمن تفوه له بهذه الكلمة هى "وتين" ظل يغمض عينيه ويفتحها لعل يتأكد ان ما يراه حقيقة وليس حلماً مثلما اعتاد ان يحلم بها فى تلك الآونة الأخيرة رأها تبتسم له تلك الإبتسامة التى تجعل قلبه يدق بقوة بين ضلوعه
وتين بصوت منخفض:"مالك يا حبيبى بتبصلى ليه كده وحشتنى يا ثائر"
ثائر بعدم تصديق:"وتين انتى صحيتى بجد ولا انا بحلم زى عوايدى يعنى انتى بتكلمينى دلوقتى فى الواقع ولا بحلم وهصحى من حلمى"
وتين بابتسامة خفيفة:"تعال قرب منى وشوف انت بتحلم ولا لاء تعال يا ثائر"
قام من مكانه سريعاً اقترب منها بلهفة لايصدق انها استيقظت من تلك الغيبوبة ترقرقت عيناه بدموع الفرح وعدم التصديق لايعرف ماذا يقول؟ او ماذا يفعل؟ فكأن الكلام هرب منه حاول تهدئة نفسه من كثرة انفعاله
ثائر:"حبيبتى انتى صحيتى فوقتى يا وتينى رجعتيلى يا وتين"
وتين:"هو انا بقالى كتير نايمة ولا ايه يا ثائر بقالى قد ايه هنا"
ثائر:"بقالك اسبوعين يا عشق ثائر وعمر ثائر وقلب ثائر يا وتينى يا حياتى كلها ودنيتى"
ظل يقبل وجهها بفرحة وشوق بقلب كاد يخرج من بين ضلوعه من شدة فرحته بعودتها له ثانية وعندما اقترب من شفتيها ظل يعانقها بقوة غير مراعياً انها مازالت فى حالة ضعف ووهن فهو كأنه مغيب غير مسيطر على افعاله ولكن بسبب ذلك شعر بسكون جسدها بين يديه مرة اخرى تملكه الفزع والخوف فماذا حدث لها ؟
ثائر بخوف:"وتين "وتين" حبيبتى فى ايه وتين فوقى وتينى حصل ايه يا قلبى وتين وتين"
ولكنها لا تستجيب لمحاولته لافاقتها شعر بالخوف وجد نفسه يخرج سريعاً من الغرفة يبحث عن الدكتور وجده اقبل عليه بخوف شديد
ثائر:"الحقنى يا دكتور مراتى فاقت وبعد كده مردتش عليا زى ما تكون رجعت للغيبوبة تانى"
الدكتور:"مدام وتين فاقت"
ثائر:"ايوة كلمتنى وبعد كده سكتت خالص ومبتنطقش ولا بترد عليا"
ذهب الدكتور سريعا الى الغرفة قام بفحصها جيدا كان "ثائر" ينتظر كأنه يسير على جمر يريد ان يعرف ما اصابها ثانية؟
ثائر:"خير يا دكتور فى ايه مراتى حصلها ايه تانى ايه اللى جرالها"
الدكتور:"متقلقش مدام" وتين" فاقت من الغيبوبة بس هى مغمى عليها جايز علشان بقالها كام يوم راقدة فى السىير فمستحملتش واغمى عليها علشان هى ضعيفة وكانت عايشة على المحاليل طول الفترة اللى فاتت"
ثائر:"طب وهيحصل ايه يا دكتور دلوقتى هتصحى يعنى ولا ايه"
الدكتور:"انا هديها حقنة وان شاء الله هتفوق وحتى هننقلها اوضة تانية غير اوضة العناية المركزة حضرتك متقلقش وحمد الله على سلامتها"
ثائر:"متشكر جدا يا دكتور"
حقنها الدكتور بابرة محقن حتى تستعيد وعيها مرة اخرى وبالفعل بعد عدة دقائق فاقت "وتين' مرة أخرى لعن غباءه لانه السبب فى اغماءها فهو بعدم سيطرته على مشاعره وبسبب عناقه لها ادى الى اغماءها
ثائر بلهفة:"حمد الله على السلامة ياوتين"
وتين:"الله يسلمك يا حبيبى"
الدكتور:" حمد الله على سلامتك يا مدام "وتين" انتى حاسة بايه دلوقتى"
وتين:" حاسة بضعف جامد كأن مش هقدر اقوم حتى حاسة بوجع فى كتفى من ورا"
الدكتور:" الوجع اللى فى كتفك علشان الرصاصة انت اخدتيها فى ضهرك وكويس انها ما صابتش العمود الفقرى والا كان بعد الشر ممكن يحصلك شلل"
ثائر:" بعد الشر عليها الحمد لله عدت على خير"
الدكتور:" الحمد لله انا دلوقتى هبعت ممرضة علشان تنقلى اوضة تانية وحمد الله على سلامتها"
ثائر :" الله يسلمك يا دكتور وشكرا على تعبك"
الدكتور:" متقولش كده ده دكتور "فريد" موصى عليكم جامد"
ثائر:" انا هبقى اشكره بنفسى"
الدكتور:" عن اذنكم"
ثائر:" اتفضل يا دكتور"
خرج الدكتور من الغرفة جلس "ثائر" بجوار "وتين" على السرير اخذ يدها يقبلها بحب ولهفة وفرحة عارمة
ثائر:"كده تنامى ده كله وتسبينى يا" وتينى" كده هنت عليكى تحرمينى من عينيكى الحلوة دى اسبوعين بحالهم واتحرم من ان اسمع صوتك وانك تناديلى باسمى وتبتسميلى"
وتين بابتسامة:'معلش يا حبيبى غصب عنى المهم انت كويس يا ثائر"
ثائر:"انا كويس طالما انتى كويسة يا نور عيون ثائر"
وتين بحنين:"وحشتنى اوى اوى يا ثائر"
ثائر:"مش اكتر منى انا كنت حاسس ان انا بموت بالبطئ الايام اللى فاتت دى"
وتين:"بعد الشر عليك يا حبيبى قولى "مريم"عاملة ايه دلوقتى"
ثائر:" الحمد لله كويسة"
اثناء حديثهم سمعوا طرق على باب الغرفة نظر "ثائر" وجد احدى الممرضات اتت لنقل "وتين "الى غرفة اخرى من غرف المستشفى
الممرضة:'استاذ ثائر احنا هننقل مدام "وتين" فى اوضة تانية دلوقتى"
ثائر:"ماشى تمام"
تقدمت الممرضة بسرير المشفى لنقل "وتين" عليه الى الغرفة الاخرى ولكن رفض" ثائر "واصر ان يحملها هو الى الغرفة الاخرى
ثائر:'انا هشيلها هوديها الاوضة ملوش لازمة السرير ده بس قوليلى اى اوضة هى هتقعد فيها"
الممرضة:"متتعبش نفسك احنا هننقلها على السرير"
ثائر برفض قاطع:"لاء انا اللى هشيلها"
وبالفعل حملها "ثائر" بعد ان قامت الممرضة بفصل تلك الاسلاك التى كانت متصلة بجسدها وذهب الى الغرفة التى اشارت اليها الممرضة كانت "وتين" واضعة رأسها على كتفه ويدها حول عنقه متمسكة به بقوة فهى قد اشتاقت اليه كثيرا كأنها تريد ان يظل هكذا يحملها بين ذراعيه ولا يتركها تريد ان تنعم باحساس قربها منه وايضا تملأ رئتيها من رائحته التى تعشقها وصل الى الغرفة انزلها ببطئ الى السرير سحبت يدها من حول عنقه ولكنها لا تريده ان يبتعد فهو ايضا لايريد تركها ولكن بسبب وجود الممرضة اضطر الى الابتعاد عن السرير قامت الممرضة بتوصيل بعض المحاليل المغذية ل"وتين" حتى تستعيد عافيتها سريعاً خرجت الممرضة اقترب منها وجدها تمد يدها له اخذها بين يديه يقبل باطن يدها
ثائر:"حمد الله على السلامة يا عمرى"
وتين:"الله يسلمك يا حبيبى بس باين عليك الارهاق يا "ثائر" انت مكنتش بتنام "
ثائر:"لما كنت بنام كنت بحلم بكوابيس يا "وتين"
وتين:"طب ناملك شوية كده مش هينفع لازم ترتاح يا حبيبى"
ثائر:"يعنى انام واتحرم من شوفتك كام ساعة دا لا كان النوم ولا كانت الراحة"
وتين:"علشان خاطرى انا يا ثائر أرتاح"
ثائر بابتسامة:"بتمسكينى من ايدى اللى بتوجعنى يا "وتين"
وتين:"يلا بقى نام شوية علشان تقوم فايق علشان محتاجة اتكلم معاك"
ثائر:"فى حاجة يا حبيبتى ولا ايه"
وتين:'لاء يا حبيبى بس وحشنى الكلام معاك ووحشنى قربك منى بس مش عايزة تضغط على نفسك وترهق نفسك فنام ولما تقوم نتكلم"
رضخ لمشيئتها فهو لا يستطيع ان يرفض لها طلب ذهب الى سرير اخر موجود بالغرفة تمدد عليه ظل ينظر اليها بابتسامة وهو لا يزال حتى الان لم يصدق انها عادت اليه
ولكن بسبب ارهاقه وتعبه طوال تلك الايام الفائتة غلبه النوم ظلت تنظر اليه بتلك النظرة العاشقة التى لم ولن تنظر بها لاحد غيره شارف المحلول المغذي على الانتهاء دخلت الممرضة قامت بفصله ابتسمت ل"وتين"
الممرضة بابتسامة:"حمد الله على السلامة يا مدام "وتين"
وتين:"الله يسلمك"
الممرضة:"كويس ان جوزك نام الايام اللى فاتت مكنش بينام الا وقت قصير اوى ويفضل قاعد جمبك الظاهر عليه انه بيحبك اوى ربنا يسعدكم دا حتى هو اللى اتبرعلك بالدم كمان"
وتين:"تسلمى يارب بس انا هفضل هنا فى المستشفى لحد امتى"
الممرضة:"كام يوم نطمن على صحتك وان شاء الله تخرجى بخير"
وتين:"تسلمى يا رب على ذوقك"
الممرضة:" متقوليش كده لو عوزتى اى حاجة فى جرس جمب السرير رنى عليه هجليك على طول "
وتين:"ماشى وتسلمى على تعبك"
الممرضة:"تسلمى ربنا يشفيكى ويعافيكى يارب عن اذنك"
وتين:"اتفضلى"
الممرضة:" اه كنت هنسى حضرتك الظرف ده كان فى الاوضة التانية الظاهر عليه يخص جوزك ونسيه هناك"
وتين:" ظرف! ماشى هاتيه ولما يصحى هديهوله"
الممرضة:" اتفضلى"
خرجت الممرضة من الغرفة عادت "وتين" الى تأمل ملامح زوجها النائم فلو كان بإمكانها الآن كانت ذهبت ونامت باحضانه التى اشتاقت الى دفئها واشتاقت أيضا الى شعورها بالسكون بين ذراعيه وضعت الظرف بجانبها واغلقت عينيها لتنعم بنوم هادئ حتى يفيق زوجها من نومه...وصلت "نورين" المستشفى ذهبت الى الغرفة الاى كانت ترقد بها "وتين" ولكنها وجدتها فارغة استوقفت احدى الممرضات لسؤالها عن أين ذهبت تلك المريضة التى كانت ترقد في هذه الغرفة
نورين:" لو سمحتى ثانية بس"
الممرضة:" ايوة يا آنسة نورين خير فى حاجة"
نورين:" هى المريضة اللى كانت فى الاوضة دى راحت فين"
الممرضة:" قصدك مدام" وتين"
نورين:" انا معرفش اسمها بس جوزها كان دايما قاعد معاها"
الممرضة:" ايوة استاذ ثائر العمرى"
نورين بلهفة:" ايوة هو ده هم راحوا فين مش مراته كانت فى غيبوبة"
الممرضة:" الحمد لله فاقت النهاردة ونقلناها اوضة تانية"
نورين:" آه فين الاوضة دى"
الممرضة:" اخر الطرقة دى يمين"
نورين:" اه ماشى شكرا بابى فى مكتبه"
الممرضة:" لاء دكتور فريد فى اوضة العمليات دلوقتى بس حضرتك بتسألى على مدام وتين وجوزها ليه"
نورين:" مش شغلك روحى شوفى شغلك"
الممرضة:" عن اذنك يا آنسة نورين"
ظلت "نورين" تفكر فى أى سبب تستطيع به دخول الغرفة ورأيته ورؤية زوجته بعد ان فاقت من غيبوبتها ولكن قررت تأجيل الموضوع ودخلت إلى غرفة مكتب والدها
***
"فى منزل سمير"..ارتدت "اميرة" ملابس خرجت من غرفتها قامت باغلاقها بالمفتاح الخاص بها ووضعته فى حقيبتها لمحتها والدة زوجها فلم تمرر الموضوع مرور الكرام
عايدة:"والله عال وكمان بتقفلى الاوضة بالمفتاح ايه هنسرقك ولا ايه يا ست أميرة"
أميرة:"والله الاوضة اوضتى وفيها حاجتى ومبحبش حد يطلع على حاجة تخصنى فعن اذنك يا حماتى"
عايدة:"على فين العزم ان شاء الله ياهانم"
أميرة:"راحة عند بابا عايزة اشوفه فيها حاجة دى كمان"
عايدة:"انتى قولتى لجوزك على الكلام ده"
أميرة:"ايوة قولتله قبل ما يمشى على الشغل عن اذنك بقى"
قامت بفتح باب الشقة خرجت وأغلقت الباب خلفها
عايدة:"راحة بلا راجعة يا بنت سالم فى ستين داهية"
خرجت "هيام" من غرفتها لا تريد رؤيتها حتى لا تتشاجر معها فربما هذه المرة ستقوم بكسر ذراعها حقا فهى اصبحت تخشى مواجهتها فهى لم تنسى أيضا يوم ان قامت" وتين" بضربها فى زفاف اخيها فبعد ذهاب "وتين" دخلت "هيام" الحمام نظرت إلى نفسها فى المرآة وجدت نفسها فى حالة مزرية وظلت تبكى حتى انها لم تستطيع اكمال حضور زفاف أخيها فظلت امها تبحث عنها وعندما وجدتها صعقت من منظرها ولكن" هيام" أخبرتها ان اثناء خروجها كان هناك سيارة ستصدمها
هيام:"مالك يا ماما بتكلمى نفسك ليه كده فى ايه"
عايدة:"الحلوة مرات اخوكى قال بتقفل اوضتها بالمفتاح وبتاخده معاها"
هيام:"هى راحة فين كده بسلامتها واحنا لسه فى اول اليوم"
عايدة:"غارت راحت عند ابوها تروح ما ترجع البعيدة ان شاء الله"
هيام:"البيت بقى خنقة انا هخرج اروح عند واحدة صاحبتى اقعد معاها شوية"
عايدة:"صاحبتك مين دى كمان يا هيام"
هيام:"كانت صاحبتى فى الكلية انتى متعرفهاش يا ماما"
عايدة:"هتتأخرى ولا هترجعى هدومك متبهدلة زى يوم فرح اخوكى وتقولى العربية كانت هتخبطنى"
هيام بغيظ:" انتى بتفكرينى ليه يا ماما ها انا ما صدقت نسيت"
عايدة:" اصل مش بالعة حكاية ان العربية كانت هتخبطك دى يا هيام شكلك كنتى مضروبة من حد بس استنى كده انا شوفتك خارجة من القاعة مع "وتين" وجوزها هو جوزها هو اللى ضربك"
هيام باندفاع:" لاء دى "وتين" هى اللى ضربتنى كاتها ضربة فى قلبها دى بقت جامدة ومحدش يقدر عليها"
عايدة:"وانتى سبتيها تضربك يا هيام"
هيام:" هو انا قدرت عليها دى زى ما تكون بقت واحدة تانية مقدرتش عليها ساعتها ثم خلاص بقى مش عايزة افتكر اليوم ده انا خارجة"
عايدة:" ولو اتأخرتى يا هيام اعمل فيكى ايه لما ترجعى"
هيام:"لاء مش هتأخر شوية وهاجى"
عايدة:"ماشى فى شوية طلبات ابقى هاتيها معاكى للبيت وانتى راجعة"
هيام:"يووووووه انا محبش انا اشترى خضار وحاجات من دى مليش انا فى الحوارات دى"
عايدة:"ليه يا اختى امال لما تتجوزى مين هيشتريلك الحاجة دى ان شاء الله"
هيام بابتسامة:'هو هيجبلى اللى يخدمونى يا ماما عيبقى عندى شغالين ويخدمونى واعيش فى فيلا ومستوى تانى خالص"
عايدة:"لا يا شيخة وهو مين ده بقى ان شاء الله اللى هيعملك كل ده"
هيام:"صاحب النصيب يلا بقى سلام يا ماما"
خرجت "هيام "سريعا من المنزل قبل ان تلح عليها أمها فى شراء تلك الاغراض فهى لا تريد التأخر عن موعدها
***
نادت عليه والدته للخروج للترحيب بخالته وابنتها القادمين إليهم فى زيارة عائلية فمنذ زمن لم يرى خالته او ابنتها بسبب سفرهم الدائم خارج مصر فزوج خالته يعمل باحدى الدول العربية لذلك يراهم فقط خلال عطلتهم فى مصر
نادية:"حبيبى تعال خالتك" أمينة" وبنتها "دينا" جم برا سلم عليهم"
اسامة باستغراب:"هم نزلوا مصر امتى دول بقالهم فترة كبيرة منزلوش مصر"
نادية:"بقالهم يومين فجم علشان يزرونا فيلا تعال سلم عليهم بقى"
خرج من غرفته وجد خالته وابنتها جالسين مع امه وقع نظره على تلك الفتاة فلم يصدق عينيه هل هذه هى" دينا" تلك الفتاة الصغيرة التى كان دائما ما يتشاجر معها بسبب انها كانت عندما تأتى الى منزلهم تعبث باشياءه الخاصة فمتى نضجت بهذا الشكل؟ فكم مضى من السنوات لم يراها ؟
أسامة:"حمد الله على السلامة يا خالتو عاملة ايه"
أمينة:"الله يسلمك يا حبيبى الحمد لله انت اخبارك ايه؟
أسامة:"الحمد لله ازيك يا "دينا" انا مصدقتش نفسى لما شوفتك انتى كبرتى كده امتى؟
دينا بخجل:"الحمد لله هو فى حد بيفضل على حاله هو انا كنت هفضل طول عمرى صغيرة"
أسامة:'نورتوا مصر يا خالتو امال عمى مدحت منزلش معاكم ولا ايه المرة دى"
أمينة:"هو معرفش ينزل علشان شغله فنزلت انا و"دينا" وجيت علشان اشوفكم انتوا وحشتونى اوى"
نادية:"تسلمى يا حبيبتى مش اكتر منى يا "أمينة" انتى وحشانى اوى يعنى اختى الوحيدة واشوفك كل فين وفين"
أمينة:"معلش يا "نادية" انتى عارفة ان "مدحت" مبيرضاش يخلينا نقعد هنا لوحدنا وانا والله زهقت من الغربة ونفسى اقعد فى اسكندرية مسافرش مفيش احسن من بلد الواحد برضه تغور الغربة وقرفها"
نادية:"ربنا يعينه يا حبيبتى تعالى بقى نحضر الغدا ونرغى مع بعض عايزة اتكلم معاكى كتير وحشانى اوى"
أمينة:"يلا بينا وحشنى الاكل من ايدك اوى يا "نادية"
نادية:" دا انا هعملك اكل يخليكى تقعدى فى اسكندرية ومتسافريش تانى ههههه"
أمينة:" بتقولى فيها ياريت نرجع نقعد هنا تانى"
ذهبت" نادية" و"أمينة" الى المطبخ وجدت "دينا" نفسها جالسة بمفردها معه لم ترفع عينيها من الأرض بالرغم من انها تريد ان ترى كيف اصبح بعد كل تلك السنوات فهى لم تنسى لحظة واحدة عندما كانت تضايقه كانت تشعر بمتعة عندما كانت تخرجه عن طوره احيانا بتصرفاتها
لايعلم لماذا ينظر اليها بهذا الشكل؟ وكأنه اول مرة يراها فيها
أسامة:'منورة يادينا نورتى مصر"
دينا:"دا نورك انت يا أسامة"
اسامة:"خلصتى دراسة ولا لسه بتدريسى"
دينا:"ايوة خلصت السنة دى الحمد لله حتى اشتغلت مع بابا فى الشركة اللى بيشتغل فيها"
اسامة:"بسم الله ماشاء الله مبروك انتى ناوية تكملى حياتك هناك"
دينا:"لسه مش عارفة هل هكمل هناك هل هستقر هنا لسه مش عارفة مع ان الحياة هناك ليها مغرياتها برضه"
أسامة:"ربنا يوفقك ان شاء الله"
دينا:" شكراً بس انت يعنى لسه متجوزتش لحد دلوقتى ليه"
أسامة:"كنت خاطب بس محصلش نصيب وزى ما انتى شايفة اهو قاعد لخالتك ههههه"
دينا:" هههه ليه كده حصل حاجة ولا ايه"
أسامة:"ربنا مش رايد نكمل مع بعض دى مشيئته هو ويمكن هى مش نصيبى"
دينا:"ربنا يرزقك باللى احسن منها ان شاء الله"
اسامة بدون وعى:''ان شاء الله يا دينا ربنا هيرزقنى باللى احسن منها"
لا يصدق انه تخلى سريعاً عن قراراه الذى اخذه انه لن يتزوج وسيظل بدون زواج حتى انه هو بنفسه اصابه التعجب من تفكيره
***
وصلت إلى المكان المعهود المفترض ان تقابل به هذا الشاب التى تتحدث معه منذ فترة على احدى وسائل السويشيال ميديا سمعت رنين هاتفها فتحت الهاتف سمعت صوته على الطرف الآخر
هيام:"ايوة يا يحيى انا وصلت انت فين اه اه خلاص شوفتك انا جاية أهو"
اقتربت من احدى الطاولات التى يجلس عليها ذلك الشاب المدعو يحيى
يحيى بابتسامة:"ازيك يا هيام اتفضلى"
هيام:"شكراً ازيك انت يا يحيى اخبارك ايه"
يحيى:'تمام لما شوفتك يا"هيام" بس انتى طلعتى احلى من الصور بتاعتك اللى انا شوفتها"
هيام بكسوف:''شكرا يا يحيى كلك ذوق"
يحيى:"تحبى تشربى ايه يا قمر"
هيام:"اى حاجة على ذوقك انت يا يحيى"
يحيى:"هطلب عصير مانجا يا مانجة انتى"
هيام بابتسامة:"ماشى اوك"
بعد الانتهاء من شرب المشروبات اقترح عليها "يحيى" ان يذهبوا فى نزهة بسيارته الخاصة
يحيى:"ما تيجى نتمشى شوية بالعربية الجو حلو أوى النهاردة"
هيام بفرحة:"ماشى يلا بينا"
كانت تظن انها عثرت على الشاب المناسب الذى تطمح اليه فهى تريد شاب من عائلة ثرية حتى تعيش فى نفس المستوى التى تحيى به "وتين" الآن فهى مازالت تفكر بتلك الطريقة وتشعر منها بالغيرة.ظلوا يتجولون بالسيارة فى عدة أماكن قام بركن السيارة فى مكان هادئ نوع ما عندما اراد الاقتراب منها ابتعدت عنه
يحيى:"مالك يا "هيام" انتى مش بتحبينى ولا ايه"
هيام:"بحبك بس المفروض ده ميحصلش بينا الا لما نتجوز الأول يا يحيى"
يحيى:"خلاص اعتبرى نفسك مراتى من دلوقتى يا هيام"
هيام:"مش بالكلام يا "يحيى" بالفعل يعنى تيجى تطلبنى من ماما ومن اخويا "
يحيى:"اخوكى ومامتك! اه طبعا هاجى واقابلهم واخطبك ونتجوز وهخليكى تقضى احلى شهر عسل في الدنيا وهخليكى ملكة"
هيام بفرحة:"بجد يا يحيى"
يحيى:"طبعا يا عيون يا يحيى بس لما ادور على الفيلا اللى هنعيش فيها انا وانتى يا حبيبتى علشان تليق بيكى يا هيام"
هيام:"فيلا! فيلا بحالها يا يحيى"
يحيى:"ايوة طبعا امال هقعدك فى حتة اى كلام دا انا هعيشك ملكة انتى ناسية انا ابقى ابن مين دا انا ابن زاهر صفوان يا هيام عارفة يعنى ايه ابن زاهر صفوان"
سمعت تلك الكلمة باتت ترسم فى مخيلتها تلك الأحلام وتتخيل نفسها تعيش فى تلك الفيلا مع هذا الشاب ولديها من الثراء والنعيم ما يكفيها.
***
تمطى بكسل على السرير لا يصدق انه نام كل تلك المدة فهو كأنه كان محروم من النوم منذ سنوات ولكنه اعتدل سريعا فى جلسته نظر الى سرير زوجته وجدها هى الاخرى تنعم بنوم هادئ اقترب منها بابتسامة عريضة طابعاً قبلة على وجنتها استفاقت على إثرها ابتسمت له تلك الابتسامة الكفيلة بجعل قلبه تتراقص دقاته ويدق بتلك السرعة الجنونية
وتين:"صح النوم يا حبيبى نمت كويس يا ثائر"
ثائر بابتسامة:"ايوة يا قلبى نمت كويس انتى عاملة ايه دلوقتى يا وتينى''
وتين:"الحمد لله يا حبيبى هى "مريم" مجتش لدلوقتى ليه نفسى اشوفها وحشتنى وعايزة اطمن عليها"
ثائر:"زمانها جاية دلوقتى هى و"رمزى" دى هتفرح اوى لما تعرف انك فوقتى ثم "مريم"بس هى اللى وحشتك"
وتين بابتسامة:" تؤ تؤ مش هى بس اللى وحشتنى هى وعمها"
ثائر بحب:" انتى نور عيون عمها وقلبه كمان"
وتين:"وهى عاملة ايه دلوقتى هى كمان علشان كانت منهارة يوم ما اتخطفنا"
ثائر:"الحمد لله هى كويسة يا حبيبتى ورمزى معاها وانتى عارفة" رمزى" بيحبها قد ايه وهى كمان بتحبه"
وتين بتنهيدة:"اااه اليوم اللى اتخطفنا فيه كان يوم له العجب احنا اتبهدلنا انا ومريم والله يا ثائر"
ثائر:"انسى يا قلبى المهم انكم بخير دلوقتى ده اهم حاجة عندى ان انتى رجعتيلى تانى يا وتينى"
وتين:"انا اللى فرحانة انك كويس وبخير يا حبيبى ومفيش حاجة صابتك لان لو كان جرالك حاجة انا كنت هموت يا ثائر"
ثائر:"تقومى تضحى بنفسك علشانى يا وتين"
وتين:"وانا لو مضحتش بنفسى علشانك انت هضحى بنفسى علشان مين تبقى دنيتى ايه لزمتها من غير وجودك جمبى فيها يا "ثائر" انا اهم حاجة عندى وجدك انت جمبى يا "ثائر" مش اى حاجة تانية"
ثائر...وانا حياتى كانت هتبقى ايه من غيرك يا "وتينى" مكنتش هقدر اعيش من غيرك مش بعد ما خلاص لقيتك تضيعى منى وارجع اعيش فى وجع وعذاب وكوابيس"
وتين:"الحمد لله يا حبيبى عدت على خير"
ثائر:"الحمد لله يا حبيبتى"
وتين بحب:"انتى اللى اتبرعتلى بالدم يا "ثائر" مش كده"
ثائر:"انتى عرفتى ازاى الموضوع ده مين اللى قالك"
وتين:"الممرضة هى اللى قالتلى يعنى انا دلوقتى دمك بيمشى فى عرقى زى عشقى ليك يا حبيبى"
ثائر بابتسامة:"كفاية كلام حلو انا والله العظيم مستحمل بالعافية يا وتين بعدك عنى علشان انتى تعبانة بس"
ابتسمت "وتين" على كلامه فقام بتقبيل جبينها قبلة طويلة سمع طرق على باب الغرفة فتح "ثائر" الباب وجد "مريم" و"رمزى"
مريم بلهفة:"عمو وتين فاقت بجد احنا رحنا الاوضة التانية قالولنا انها فاقت وجت الاوضة دى"
ثائر بابتسامة:"ايوة يا حبيبتى تعالى هى اهى "
دخلت" مريم' اقتربت من "وتين" تحتضنها بقوة فهى سعيدة جدا ان الله قد استجاب لدعاءهم واعادها اليهم مرة أخرى
مريم بسعادة:"حمد الله على السلامة يا حبيبتى حمد الله على السلامة يا وتين"
وتين:"الله يسلمك يا "مريم" انتى عاملة ايه كمان"
مريم...انا الحمد لله نحمد ربنا المهم انك انتى قومتلنا بالسلامة يا وتين"
رمزى:"حمد الله على السلامة يا وتين"
وتين:'"الله يسلمك يا رمزى"
رمزى:"حمد الله على سلامتها يا ثائر"
ثائر:"الله يسلمك يا رمزى"
مريم:"الدكتور قال هتخرج امتى بقى البيت ضلمة من غيرك مش عارفة اعيش فيه"
ثائر:"قال لسه كام يوم يطمنوا عليها وتخرج على طول"
رمزى:"تخرج بالسلامة ان شاء الله ايوة كده خفى بسرعة يا "وتين' عايز اتجوز بقى انا قربت احمض من الركنة ههههه"
ثائر بمزاح:" ههههه ايه السرعة اللى انت فيها دى اصبر على رزقك انت هتطير يعنى ما انت مرمى اهو على ما نعوزك"
رمزى:" مرمى ! ماشى يا غجرى منه لله "بدر" كان زمانى بقضى شهر العسل دلوقتى هدملى كل احلامي البعيد"
وتين:"هو حصله ايه صحيح"
مريم:"مات غار فى داهية منه لله"
رمزى:" دا زمانه فى جهنم مع ابو لهب دلوقتى بيتشوا فى نار جهنم"
سمعوا ذلك ضحكوا جميعا بصوت عالى حتى شعرت "وتين" بالتعب من كثرة الضحك حتى انها سعلت بشدة
وتين:"الله يسامحك يا" رمزى" مش قادرة اضحك اكتر من كده"
مريم:"اضحكى يا حبيبتى دا الايام اللى فاتت كانت استغفر الله العظيم الحمد لله على كل حال"
وتين:"الحمد لله عدت على خير بس يا خسارة يا "مريم" فستان الفرح ضاع واحنا لفينا كتير على ما لقينا الفستان اللى يعجبك"
ثائر:"فداكم مليون فستان نجيب غيره ومش هيبقى فستان واحد هيبقوا اتنين"
وتين باستغراب:"اتنين ليه هو مين اللى هيتجوز تانى"
ثائر:"علشان احنا كمان هنتجوز معاهم اشمعنا هم يعنى يعملوا فرح واحنا لاء"
رمزى:"دا احنا كده هنولع الفرح يا ثائر لازم نطلب المطافى تجهز نفسها يوم الفرح"
مريم:" ههههه بس بقى يا رمزى"
وتين:"بس احنا عملنا فرح يوم ما اتجوزنا فى اسكندرية"
ثائر:'دا كان حاجة وفرحنا المرة دى حاجة تانية خالص يا وتين"
مريم بفرحة:"دا هيبقى احلى فرح فى الدنيا دى كلها يا عمو"
ثائر:"ان شاء الله يا حبيبتى"
هو يريد ان يبدأ معها من جديد يريد ان يقيم لها حفل زفاف يريد ان يشعر بلذة العرس من جديد مع من يحب وان يذهب بها بعيدا لقضاء شهر عسل ينسيهم تلك الايام الصعبة التى مروا بها
*"*"*
تتصفح احدى المجلات فى غرفة مكتب والدها ولكنها أحياناً تتركها من يدها وتفكر فى سبب مجيئها إلى هنا فهى حتى الآن لم تجد المبرر المناسب الذى تذهب به الى الغرفة ورؤيته أحيانا تفكر كيف وصل بها الأمر الى الاعجاب برجل مرتبط وله زوجة ولكنها تعود وتقنع نفسها بأن ما تشعر به ليس خطأ وان ليس لديها يد فى شعور قلبها ناحيته .اثناء استغراقها فى التفكير دلف والدها الى المكتب رأها استغرب وجودها هنا فى المستشفى فى هذا الوقت
فريد:" نورين غريبة انتى بتعملى ايه هنا دلوقتى فى حاجة ولا ايه"
نورين:" لاء يا بابى مفيش حاجة بس ملقتش حاجة اعملها فجيت اشوفك"
فريد:" مش عوايدك تيجى المستشفى كتير امتى كنتى نادر اوى لما تجيلى هنا بس بقالك فترة بتيجى تقريبا كل يوم فى ايه يا نورين"
نورين:" ايه يا بابى مش عايزنى اجى يعنى اقوم امشى"
فريد:" مش قصدى كده بس انا مستغرب الصراحة انتى يا اما تكونى فى ورشة الرسم بتاعتك يا اما فى معرض من معارض الرسم"
نورين:" قولت اغير شوية من الروتين بتاعى"
فريد بعدم اقتناع:" ماشى براحتك يا حبيبتى"
نورين:" هو صحيح يا بابى المريضة اللى كانت فى غيبوبة صحيت"
فريد:" قصدك على وتين مرات ثائر العمرى"
نورين:" اه هى دى هى فاقت بجد"
فريد:" ايوة بس ايه سر اهتمامك بيها يعنى دا انتى حتى اول مرة تشوفى جوزها شتمتيه وقولتيله يا اعمى"
نورين:" ما انا اعتذرتله يا بابى ساعتها يعنى هو بيسكت يعنى ما بيرد هو كمان"
فريد:" طب احمدى ربنا انه هو رد بالكلام بس معملش رد فعل تانى لانه فى الوقت ده مكنش مستحمل اى حد يعصبه و"ثائر" عصبى جدا على فكرة انا أعرفه من زمان عصبى ونرفوز جدا وخلقه ضيق"
نورين:" هو انت تعرفه من زمان اوى يا بابى"
فريد:" ايوة اعرفه علشان انا واخوه رؤوف كنا اصحاب جدا من ايام الدراسة بس رؤوف دخل شرطة وانا دخلت طب بس فضلنا اصحاب لحد الله يرحمه رؤوف ما مات"
نورين:" وثائر ده بيشتغل ايه"
فريد:" على ما اظن انه بيدير الشركة بتاعة ابوه شركة استيراد وتصدير"
نورين باعجاب:" اه بيزنس مان يعنى"
فريد:" وشاطر اوى على فكرة كل اللى يعرفه يشهدله بالذكاء فى الشغل بس ايه الحكاية بتسألى عليه كتير كده"
نورين بتوتر:" ها ولا حاجة فضول مش اكتر يا بابى علشان شيفاك مهتم بيه يعنى بس مش اكتر من كده"
حاولت ان تنهى حوارها مع والدها الى هذا الحد تخشى ان يعرف ماذا يدور بذهنها حول "ثائر"
***
لاحظ والدها شرودها اراد سؤالها عن تلك الحالة التى اصبحت عليها فهذه ليست ابنته التى اعتاد ان يراها تبتسم دائما
سالم:"مالك يا اميرة فى ايه"
أميرة:"سلامتك يا بابا مفيش حاجة"
سالم:"لاء بجد فى ايه مالك حاسس انك متغيرة او فى حاجة تعباكى قوليلى يا حبيبتى فى ايه"
أميرة بتنهيدة:"حماتى يا بابا مش ساكتة لا هى ولا بنتها"
سالم:"ليه بيعملوا معاكى ايه"
أميرة:"طول النهار بيحاولوا يضايقونى ويزهقونى مش عارفة ليه او عايزين ايه منى "
سالم:"انتى مش بتساعديهم فى شغل البيت"
اميرة:"بساعدهم! انا يا بابا اللى بعمل كل شغل البيت محدش فيهم بيساعد فى حاجة بس انا خلاص فاض بيا من عمايلهم"
سالم:"وجوزك رأيه ايه فى الكلام ده"
أميرة:"سمير مش عايز يزعلنى وفى نفس الوقت مش عايز يزعل أمه"
سالم:"حقه يا بنتى دى أمه فى الاول والاخر"
أميرة:"انا مقولتش حاجة يا بابا والله العظيم كنت بخدمها بما يرضى الله واقول اهى زى امى بس هى اتمادت اوى فى تصرفاتها مش عارفة عايزة منى ايه مش عيزانى اقعد خالص عيزانى طول النهار زى النحلة فى الشقة مع ان تنضيف الشقة وتجهيز الاكل ما بيخدش وقت وبخلصه بسرعه بس هى برضه مش راحمة حتى فكرت ان" سمير" يشوفلنا شقة برا بعيد عن امه واخته"
سالم:'وهو قالك ايه"
أميرة:"مش راضى يا بابا بيقول مش هيسيب امه واخته لوحدهم وهم ملهمش غيره"
سالم:"عنده حق دول ولايا برضه يا بنتى"
أميرة:"وانا بنى ادمة يا بابا وليا طاقة على التحمل"
سالم:"ادعيلهم ربنا يهديهم يا بنتى"
أميرة:"ربنا يهديهم ويهدينا ويهدى الناس اجمعين انا يا حبيبى عملتلك اكل يكفيك يومين على ما ابقى اجيلك تانى"
سالم:" مكنش ليه لزوم تتعبى نفسك انتى عارفة انا بطبخ ولا احسن شيف"
أميرة:" عارفة يا بابا بس متتعبش نفسك كتير انت مش حمل تعب انا هقوم اروح عايز منى حاجة"
سالم:" سلامتك يا حبيبتى وربنا يصلحلك الحال يا رب"
أميرة:" ابوة ادعيلى دعواتك الحلوة دى سلام عليكم"
سالم:" وعليكم السلام"
خرجت من منزل والدها فى طريقها إلى منزل زوجها تحاول ان تتسلح بالبرود فهى تخشى ان يأتى اليوم ولن تبقى على شئ
***
"فى المستشفى".. بعد ان انتهى وقت الزيارة اراد" رمزى" و"مريم'' الانصراف
رمزى:"احنا هنمشى دلوقتى وهنيجى بكرة ان شاء الله وحمد الله على السلامة مرة تانية يا وتين"
وتين:"الله يسلمك يا رمزى"
مريم:"حبيبتى عايزة حاجة قبل ما نمشى"
وتين:"عايزة سلامتك يا مريم"
مريم:"عايز منى حاجة يا عمو"
ثائر:"سلامتك يا حبيبة عمو بقولك ايه يا" رمزى" خد ''مريم" عشيها برا النهارده وفسحها"
رمزى بمزاح:"بس كده من عنيا الجوز ومناخيرى اللوز دا التصريح ده مستنيه من زمان ياااااه"
ثائر بابتسامة:"يلا ياض غور من هنا وحسك عينك تضايقها بكلامك اللى زى الدبش"
رمزى:"ماشى يا غجرى ماشى يلا يا مريومتى تحبى تروحى الملاهى نتمرجح شوية ياروحى ولا ايه الاخبار"
مريم:"هههههه الملاهى ميضرش برضه يلا بينا"
وتين بضحك:"تروحى الملاهى من غيرى ايه الخيانة دى بقى"
ثائر بحب:"قومى بالسلامة انتى بس وانا اجبلك الملاهى ذات نفسها لحد عندك"
وتين:"تسلميلى يا حبيبى"
رمزى:"احم احم يلا بينا يا "مريم" احسن كمان شوية شكلنا هيبقى وحش"
ثائر:"بحبك وانت بتفهم والله ياض يا رمزى بتبقى عسل"
رمزى:"شوفت ازاى بقى طول عمرى لماح والقطها وهى طايرة كده"
مريم:'يلا بينا بقى الله"
رمزى:"يالهوتينى على الجميل لما يتنرفز يا ناس"
لمح نظرة" ثائر "له فرفع احدى حاجبيه استغرابا من تصرفه
رمزى:"مالك بتبصلى كده ليا مراتى وانا حر اقول اللى اقوله ليك فيه"
ثائر:'ماشى يا حيوان بس لما افوقلك"
رمزى:" مبتتهددش يا حبيبى وانت عارف يلا بينا بقى"
ولكن قبل خروج "رمزى" من الغرفة اقترب من" ثائر" يهمس له
رمزى بهمس:" بقولك ايه يا "ثائر" اتلم احسن يتصلوا عليه اجيبك من القسم بتهمة فعل فاضح فى المستشفى"
ثائر:" يلا من هنا يا جزمة يا ابو تفكير قذر"
رمزى:" تفكيرى انا اللى قذر ماشى يا مؤدب سلام"
ثائر بمزاح:" يلا فى داهية تاخد بس بعد الشر على بنت اخويا"
رمزى:" غجرى هقول ايه يعنى يلا منه له منه له"
ثائر:" غور بقى احسن ما ارجع فى كلامى واخليك تروحها البيت"
رمزى:" خلاص ماشى يا عم متزقش الله"
مريم:" انتوا بتتكلموا على ايه بصوت واطى كده"
رمزى:" لاء يا حبيبتى انا بشوف عمك محتاج حاجة ولا لاء وبقوله ان بكرة مش فاضى اروح القسم هههه"
وتين:" قسم ! قسم ايه ليه فى حاجة"
رمزى:" لاء متشغلوش بالكم يلا يا مريومة''
ذهب بها "رمزى"الى احدى المطاعم لتناول العشاء قبل الذهاب الى مدينة الألعاب
رمزى:" تأكلى ايه يا حبيبتى اطلبك ايه تاكليه"
مريم:"اللى انت عايز تاكله انا كمان هاكل منه"
رمزى:'ان كان على اللى عايز اكله فعايز اكلك انتى يابنت العمرى"
مريم بكسوف:"الله ايه قلة ادبك دى يا "رمزى" احترم نفسك"
رمزى:"احترم نفسى ! حد قالك ان انا زميلك فى المدرسة يا اختى دا انا جوزك وهبقى ابو العيال ان شاء الله يعنى"
مريم:"ان شاء الله بس احنا لسه معملناش الفرح فاحترم نفسك لحد ما نعمل الفرح"
رمزى:"انتى هتجبيه من برا عمك مين يعنى"
مريم:"وماله بقى عمى مش عاجبك ولا ايه"
رمزى:"انا قولت كده دا انا بحب عمك وبموت فى بنت اخوه وبعشقها من اول يوم اتولدت فيه وجت فيه الدنيا دى"
مريم:"بتحبنى اوى كده يا رمزى"
رمزى بتنهيدة:"يااااه يا مريم هو انا بحبك بس دا انا بعشقك عشق"
مريم بابتسامة:"رمزى"
رمزى:"عيون رمزى"
مريم:"انا جعانة اوى يا رمزى"
رمزى:"لا والنبى ايه الحوار اللى مش ماشى مع بعضه ده"
مريم:"بجد جعانة بقى وفرحة ان وتين فاقت جوعتنى اكتر"
رمزى بحب:"احلى اكل لاحلى مريم لاحلى حب فى حياتى"
بعد الانتهاء من تناول الطعام ذهبوا لاكمال تلك الفسحة عندما يرى ابتسامتها التى اضاءت وجهها يجد نفسه يبتسم لها بعشق متزايد صار يصرخ به قلبه
***
عادت الى المنزل بأحلام وردية بأنها اصبحت على وشك تحقيق حلمها من الزواج بشاب ثرى لم تنتبه لكلام أمها دخلت الى غرفتها ارتمت على السرير تطلق تنهيدات متفرقة لم تفيق من حالتها الا عندما انفتح الباب ودخلت امها صارخة بها
عايدة:"انتى يا زفتة"
هيام:"ايوة يا ماما فى ايه بتزعقى كده ليه ايه اللى حصل"
عايدة:"بتسألى على اللى حصل ايه اللى اخرك برا ده كله يا هيام"
هيام:"الوقت سرقنا واحنا قاعدين ما اخدتش بالى"
عايدة:"احمدى ربنا انك جيتى قبل ما اخوكى يرجع من شغله والا كانت زمانه طربق البيت على دماغك"
هيام:"ليه بقى ان شاء الله يطربق البيت على دماغى هو انا عملت ايه يعنى ده كله علشان كنت عند صاحبتى"
عايدة:"انتى قولتى مش هتتأخرى وحضرتك خرجتى من الصبح ولسه راجعة دلوقتى"
هيام بتأفف:"يوووه يا ماما خلاص بقى"
عايدة:"هو ايه اللى خلاص يا بت انتى انتى مش هتخرجى من البيت تانى"
هيام:"ليه بقى ان شاء الله هتحبسونى هنا ولا ايه"
عايدة:"اه هحبسك يا" هيام" لحد ما ييجى نصيبك وتتجوزى واخلص من همك"
هيام:"لاء كده كتير وحرام الجامعة وخلصت كمان عايزين تحرموني اخرج من البيت كمان"
عايدة:"علشان تبقى تحترمى نفسك وترجعى من مشوارك بسرعة مش تقعدى كل ده برا"
بعد ان انتهت امها من اسماعها ما تريد خرجت" عايدة" من الغرفة اخذت "هيام" كلام امها من اذن واخرجته من الأخرى فهى لا تاخذ كلامها بعين الاعتبار فلا أحد يستطيع منعها من مقابلة فارس أحلامها
***
"فى المستشفى"... استمرت زيارة" مريم "و"رمزى" ل"وتين" فى المستشفى فهى قد مر على افاقتها من الغيبوبة اربعة ايام وغدا ستعود إلى المنزل بعد انصراف "رمزى'' و"مريم" كان زوجها يجلس خلفها يتملكها بين أحضانه واضعه رأسها على صدره تسمع صوت نبضات قلبه التى تقفز فرحاً الآن من انها عادت الى أحضانه مرة أخرى
ثائر بهمس:"وتينى"
وتين:"نعم يا حبيبى"
ثائر:"انتى نمتى ولا ايه يا قلبى"
وتين:"لاء صاحية منمتش فى حاجة"
ثائر:" هروح بس اجيب كوباية قهوة دماغى صدعت من "رمزى" ورغيه ههههه"
وتين بابتسامة:" ماشى يا حبيبى بس متتأخرش عليا علشان هتوحشنى الشوية دول"
ثائر بابتسامة جذابة:" ثوانى وجاى عايزة حاجة اجبهالك معايا وانا راجع "
وتين:" لاء عيزاك انت بس ترجع بسرعة"
ثائر:" بسرعة وهكون راجعلك يا عمرى"
خرج من الغرفة نظرت وجدت الظرف فهى غفلت عن اخبار "ثائر" به ولكنها فتحت الظرف اخرجت ما به وجدت رسمة لزوجها وأيضاً وجدت الإهداء عليها فعقدت حاجبيها من أرسل هذه الرسمة لزوجها؟ وماذا يقصد بتلك الكلمات؟ التى كتبت على الصورة رفعت بصرها وجدت فتاة تقف على باب الغرفة ولم تكن سوى" نورين" فهى منذ علمت بأن زوجته استعادت وعيها وهى تفكر فى طريقة تستطيع بها التقرب منهم
وتين:" ايوة فى حاجة حضرتك"
نورين:" لا ابدا مفيش حاجة بس افتكرت بابا موجود هنا"
وتين:" شكلك غلطانة فى الاوضة"
نورين:" مظنش ان انا غلطانة انا ابقى بنت صاحب المستشفى وهو قالى ان جاى هنا يشوف مرات ثائر العمرى"
وتين:" ايوة انا مرات "ثائر" بس باباكى مجاش هنا"
نورين:" اه حمد الله على السلامة انا سمعت انك كنتى فى غيبوبة"
وتين:" ايوة كنت فى غيبوبة ولسه فايقة منها من كام يوم"
نورين:" انا ابقى نورين فريد وانتى"
وتين بابتسامة:" انا اسمى وتين"
نورين باستعباط:" تشرفنا بس هو انتى قاعدة لوحدك هنا فى المستشفى"
وتين:" لاء جوزى معايا وزمانه جاى دلوقتى"
نورين:" اه حمد الله على سلامتك"
وتين:" الله يسلمك يا انسة نورين ولا حضرتك مدام"
نورين:" لاء آنسة "
اثناء حديثهم دخل "ثائر" الغرفة بابتسامة ولكنه لم ينتبه ان هناك احد مع زوجته فى الغرفة
ثائر:" وتينى انا جيت بسرعة اهو ولا كده اتأخرت وهدفع ضريبة تأخير انا مستعد ادفعها"
وتين:" لا يا حبيبي متأخرتش ولا حاجة"
ثائر باعتذار:" سورى ما اخدتش بالى ان فى حد معاكى هنا فى الاوضة"
نورين بابتسامة:" ولا يهمك يا استاذ ثائر"
ثائر بتفكير:" انا شوفتك قبل كده مش انتى بنت دكتور فريد"
نورين:" ايوة انا بنت الدكتور فريد"
ثائر:" اه سورى بس الاسم الصراحة مش فاكره"
نورين:" اسمى "نورين'' دا حتى عرفت ان اسم مراتك "وتين" يعنى احنا الاتنين نفس القافية"
ثائر :" آه اصل انا الصراحة ودنى مبتسمعش غير اسم مراتى بس ومش شايف اى اسم يوازيه حتى لو كان بنفس القافيه"
بالرغم من امتعاض "نورين" من لهجة السخرية فى كلماته الا انها وجدت نفسها يزداد إعجابها بتلك الشخصية التى يتمتع بها هذا الرجل الذى منذ ان رأته لم تنسى زرقة عيناه العاصفتين
نورين:" جميل اوى حبك لمراتك بس ياترى الراجل بيفضل دايما وفى لمراته ولا ممكن ييجى عليه وقت ويزهق ويحب يغير نمط حياته"
ثائر باستغراب:" والله انا مقدرش افيدك فى الموضوع ده بس بالنسبة ليا انا قلبى ملك لمراتى وبس"
نورين:" ربنا يسعدكم عن اذنكم"
خرجت من الغرفة بابتسامة من عناد هذا الرجل وتلك الروح الثائرة التى يملكها والذى يبدو عليه انه لا يخضع بسهولة لأى انثى فازدادت رغبتها فى الوصول اليه
وتين:" هى مالها الانسة دى كمان وبتتكلم كده ليه"
ثائر:" دى تلاقيها بس عايزة تضايقنى علشان اول مرة اشوفها فيها شتمتنى وانا رديت عليها"
وتين:" ايه الرسمة دى يا ثائر"
ثائر:" مش عارف مين اللى بعتها دا انا نسيتها اصلا اقولك هاتيها"
اخذها من يدها وقام بتمزيقها والقى بها فى سلة المهملات
وتين:" ليه دى كانت رسمة حلوة وشكلك حلو فيها"
ثائر بمزاح:" يا ستى سيبك رسمة ايه قدامك الاصل اهو صوت وصورة ثرى دى"
قام باغلاف الباب ثم عاد للجلوس خلفها مرة أخرى سحب حجابها من على رأسها ظل يمسد على شعرها بحنان حتى سمع صوت انتظام انفاسها
ثائر:" وتينى انتى نمتى"
وتين:" امم لسه شوية بس شكلى هنام"
ثائر:" خلاص لو هتنامى اقوم من على السرير علشان تعرفى تنامى براحتك"
وتين بهمس ناعم:"حتى لو نمت متقومش خلينى نايمة فى حضنك يا "ثائر" حضنك واحشنى اوى يا حبيبى"
عدل من وضعية جلوسه تمدد بجوارها اخذها في احضانه دفنت وجهها فى عنقه ظلت يدها تعبث على صدره تزيد لهيب الشوق اكثر فى قلبه ومما زاد فى حنينه اليها تلك القبلة التى طبعتها على عنقه التى بعثرت مالديه من قوة تحمل وقدرة على الصمود أمامها
ثائر بشوق:"وتين كفاية كده يا حبيبتى"
وتين باستغراب:"فى ايه يا حبيبى كفاية ايه"
ثائر:"كفاية اللى بتعمليه ده"
وتين: هو انا عملت إيه طيب"
هى لاتعلم انها تفتنه بتلك اللمسات التى تفعلها بجهل وبدون قصد منها فهى تريد فقط ان تكون قريبة منه اراد النهوض من مكانه وجدها تتمسك بكتفيه
وتين:"انت رايح فين يا ثائر"
ثائر:'هنام على السرير التانى ده"
وتين:"ليه يا حبيبى فى ايه"
ثائر:"مفيش نامى يا قلبى تصبحى على خير"
وتين:" وانت من اهله"
بالفعل قام من مكانه وذهب الى السرير الاخر كانت متعجبة من تصرفه فهى لم تفعل شئ له حتى يقوم ويتركها فلماذا فعل ذلك؟ ظل يأخذ انفاسه بقوة ويزفرها ببطئ ليتخلص من توتره تعمد عدم النظر اليها حتى لايعود اليها مرة اخرى .تمنى انتهاء ذلك اليوم وان يحل الصباح سريعاً حتى يعود بها الى منزلهم فغداً موعد خروجها من المستشفى
''فى الصباح"... قام الدكتور بالكشف عليها مرة اخيرة قبل خروجها وكتابة الدواء الازم لها
الدكتور:"لا عال النهاردة الحمد لله انتى كويسة يا مدام وتين"
ثائر:"الحمد لله يعنى خلاص هى بقت كويسة يا دكتور ونقدر نمشى من هنا"
الدكتور:"ان شاء الله فى شوية ادوية لازم تاخدها لحد أن شاء الله ما تبقى تمام ودى الروشتة اللى فيها الأدوية"
ثائر بامتنان:"متشكرين يا دكتور"
الدكتور:"الشكر لله وحمد الله على سلامتها عن اذنكم"
ثائر:'اتفضل يا دكتور"
رمزى:'هات الروشتة هجيب الدوا على ما تلموا حاجتكم انتوا ماشى"
مريم:'ايوة يلا بقى دا البيت وحش ومضلم من غيركم خالص"
ساعدت "مريم'' "وتين" فى ارتداء ملابسها ولمت الاغراض الخاصة بعمها وب'وتين" لاحظ "ثائر" سكوتها على غير عادتها ولا يعرف ماذا أصابها جعلها بهذا الشكل؟احضر "رمزى" الدواء خرجوا من المستشفى وصلوا الى السيارة الخاصة ب"رمزى" وكل هذا و"وتين" لم تنطق بكلمة واحدة جلست "مريم" بجوار "رمزى" وجلست" وتين" و"ثائر" فى الخلف لاحظ شرودها وانها لا تنظر اليه وصلوا الى المنزل قام بحملها للذهاب إلى غرفتهم اراد سؤالها عن سبب تلك الحالة التى اصبحت عليها فهو يخشى ان تكون تشعر بالالم ولم تخبره وضعها على الفراش وجلس بجوارها
ثائر بخوف:''مالك يا "وتين" فى ايه ساكتة ومبتتكلميش فى حاجة حصلت فى حاجة بتوجعك طيب مالك يا حبيبتى"
وتين بحزن :"اسأل نفسك يا "ثائر" وانت هتعرف ايه اللى حصل"
*"*"*

رواية دمية في يد غجري الفصل الثانى وعشرون بقلم سمسم

قام بحملها للذهاب إلى غرفتهم اراد سؤالها عن سبب تلك الحالة التى اصبحت عليها فهو يخشى ان تكون تشعر بالالم ولم تخبره وضعها على الفراش وجلس بجوارها
ثائر بخوف:''مالك يا "وتين" فى ايه ساكتة ومبتتكلميش فى حاجة حصلت فى حاجة بتوجعك طيب مالك يا حبيبتى"
وتين بحزن :"اسأل نفسك يا "ثائر" وانت هتعرف ايه اللى حصل"
ثائر باستغراب:"اسال نفسى على ايه مش فاهم تقصدى ايه"
وتين:"شوف انت عملت ايه وانت هتفهم يا ثائر"
ثائر:" هى فزورة يا "وتين" ماهو ده اللى عايز اعرفة انا عملت ايه خلاكى كده ساكتة ومبتتكلميش وباين عليكى زعلانة"
وتين بتعب:"مفيش يا ثائر عايزة ادخل اخد شاور ريحتى زى ريحة المستشفى ومضيقانى"
ثائر:" ماشى تعالى ياقلبى ادخلك الحمام يلا"
وتين:"لاء شكرا انا هدخل لوحدى مش محتاجة حد يساعدنى عن اذنك"
قالت ذلك تحاملت على نفسها بالرغم من شعورها بالالم اخذت ملابس لها وذهبت الى الحمام جلست فى المغطس اغمضت عينيها تستمتع بالماء وتلك الروائح التى تستخدمها للاستحمام بالرغم من انها متضايقة من انها انهت مع زوجها الحوار بهذا الشكل .كان "ثائر" جالسا على السرير عاقدا حاجبيه يسأل نفسه عن ماذا فعل جعلها بهذا الشكل ؟
ثائر:" هو انا عملتلها ايه زعلها انا مش فاكر ان انا عملت حاجة يا ترى ايه اللى حصل خلاها كده"
ظل يفكر كثيرا وجدها تخرج من الحمام نظر اليها بدون ان يقوم من مكانه ينتظر منها تفسيرا لما حدث ولكن يبدو عليها انها ترفض الكلام قامت بتمشيط شعرها استغرقت وقتا كثيرا امام المرآة وجد انه ربما ستظل على حالتها تلك قام من على السرير اخذ ملابس له ايضا ذهب الى الحمام مغلقا الباب خلفه بقوه ارتعدت لها" وتين" فهذه دائما ما تكون عادته عندما يكون غاضبا يصفع الابواب بقوة
وتين بخضة وصوت منخفض:" الله يسامحك يا "ثائر" مش هتبطل العادة بتاعتك دى ترزع الباب وراك وتخضنى"
وقف امام مرآة الحمام ينظر لنفسه فكر فى تهذيب لحيته قليلاً فهو اهملها الفترة الفائتة وبالفعل قام بتهذيبها بالشكل الذى يحبه دائماً اخذ حمامه حاول تمالك أعصابه فهذه ليست مهمة سهلة فهو يخشى ان تثار اعصابه ويصدر منه رد فعل يزيد من حزنها أكثر ارتدى ملابسه وخرج من الحمام وجدها تقف امام المرآة كاشفة عن كتفها لترى مكان تلك الإصابة لتضع عليه بعض من الدواء الذى وصفه لها الدكتور رأى "ثائر" ذلك بدون تفكير اقترب منها اخذ منها الدواء ليضعه هو على جرحها فهى لن تستطيع لأن الجرح فى كتفها من الخلف ولن تستطيع الوصول اليه
ثائر:"هاتى انا هدهنلك مكان الجرح مش هتعرفى يا حبيبتى"
وتين بخجل:"لاء شكرا انا هعمله انا شايفة مكانه فى المراية كويس"
ثائر بنفاذ صبر:" وبعدين بقى بطلى عند بقى يا وتين "
قام بادارتها اخذ من يدها انبوب المضاد الحيوي قام بدهن جرحها لم تستطيع الجمود كثيرا فكل لمسة منه ترسل الدم حارا فى شرايينها ضغطت على شفتيها بقوة لدرجة ان شفتيها ألمتها ...اللعنة على ذلك الضعف الذى تشعر به من مجرد اقترابه منها كانت لمسته رقيقة جدا تثير شوقها وحنينها اليه بعد ان انتهى مما يفعل وجد نفسه ينحنى على عنقها يقبلها برقة شديدة ..حسنا فهذا ما كان ينقصها ان يفعل ذلك الا يكفى ما تفعله بها لمسة يده ظل يمرر شفتيه على طول عنقها يحيطها بقوة بين يديه همهم من خلال قبلاته باسمها الامر الذى جعلها تلغى عقلها ولا تفكر فى شئ سوى تلك المشاعر الجميلة التى صارت تسرى فى خلايا جسدها فقلبها كاد ان يؤلمها من تصارع نبضاته أصبحت أنفاسها المضطربة مسموعه لاذنها حاولت اغلاق عينيها فى وجه تلك الموجة العاتية من الاشتياق التى ضربتها بقوة ولكن كيف ان تتجاهل كل هذا وهى بين يديه يضمها اليه يحتويها بين ذراعيه فهى باتت تشعر بدقات قلبه تكاد ان تخترق ظهرها من شدة قربها منه
ثائر بهمهمة:"وتينى فيكى ايه يا قلبى ها بوصيلى ياوتين"
وجدت نفسها تلتفت إليه تضع يدها حول عنقه تبادله العناق بقوة ساحقة غير قادرة على الكلام او ربما غير راغبة في اى كلام يفسد تلك اللحظة الرائعة التى تعيشها الآن حتى وصل بها الامر انها كادت ان تختنق بسبب نقص الهواء من رئتيها ابتعد قليلا لتلتقط انفاسها التى كانت على وشك ان تنتهى ظلت تتنفس بقوة محاولة تهدئة نفسها قليلاً ولكنه آبى الا ان يعودوا الى العناق مرة أخرى
ثائر بعاطفة قوية:"قوليلى كنتى زعلانة منى ليه بقى عملت ايه علشان تزعلى منى وتعملى كده وتردى عليا بالشكل ده"
وتين بتبرير:"علشان انت امبارح قومت وسيبتنى ومخلتنيش انام فى حضنك زى ما تكون مكنتش حابب ان انا انام فى حضنك حتى لما روحت نمت على السرير التانى مرضيتش حتى تبصلى ليه بقى انا عملت ايه يخليك تعمل كده وتحرمنى من حضنك"
ثائر بابتسامة:"عملتى فيا اللى انا حاسس بيه دلوقتى يا وتينى"
وتين بعدم فهم:"مش فاهمة قصدك ايه"
ثائر بابتسامة:"هفهمك يا وتينى حاضر"
اقترب من اذنها يهمس لها بسبب ابتعاده عنها ليلة البارحة خوفا من فقدان سيطرته على نفسه ويخشى ان ماحدث اول ما افاقت من غيبوتها واغمى عليها بين يديه ان يتكرر مرة اخرى لذلك فضل الابتعاد عنها حتى لا يصيبها مكروه بسببه
ثائر:"شوفتى كنت خايف عليكى من نفسى يا حبيبتى مش علشان حاجة يعنى"
وتين باحراج:"ياريتنى ما كنت سألتك ولا عاتبتك يا "ثائر" ايه الإحراج والكسفة دى"
ثائر:" علشان بعد كده ما تزعليش قبل ما تفهمى "
وتين:" خلاص يا حبيبى مش هزعل تانى منعاً للاحراج"
سمع ذلك وجد نفسه يضحك بقوة على كلامها رأته يضحك بهذا الشكل ابتسمت تلقائياً فما اجمل تلك الضحكة التى تنير وجهه الوسيم وضعت يديها على وجنتيه تتحس ذقنه التى عادت الى شكلها التى اعتادت ان تراه بها
وتين:"انت حلقت دقنك"
ثائر:" اه كان شكلها غريب وانا مش متعود على كده بس علشان مكنتش بسيبك فى المستشفى فطولت فرجعتها بقى زى ما كانت وانا بحبها كده"
وتين باعجاب:"الصراحة بتبقى قمور وعسول اوى بدقنك دى يا ثائر"
ثائر:"امممم بجد عجباكى يعنى"
وتين بحب:"انت كل حاجة فيك تجنن يا حبيبى ولا عينيك الحلوة دى كمان سبحان من جمع زرقة البحر والسما فى لون عينيك"
ثائر:"وتين انتى الجرح بيوجعك اوى دلوقتى"
وتين باستغراب:"مش اوى بتسأل ليه وايه مناسبة السؤال ده دلوقتى"
ثائر بلؤم:"هتعرفى دلوقتى يا روحى"
قام بحملها بين ذراعيه فهو اشتاق الى عالمهم الجميل الذى لا يرى فيه سوى وجه تلك الجميلة سافر بها الى عوالم مختلفة من الحب فهم كأنهم مفترقون منذ زمن بعيد وحان موعد لقاءهم سويا فهو لن يستطيع ان يبتعد أكثر من ذلك اشتاق لتلك النظرة اللامعة فى عينيها اشتاق لهمس شفتيها باسمه اشتاق للمسة يدها التى لاتزيده سوى شوق وحنين اليها.تاركة نفسها لسحر تلك اللحظة الرائعة التى تقضيها برفقته تريد ان تكتنزها لتضاف الى اوقاتهم السعيدة معا
ثائر:"وحشتينى اوى يا وتينى"
وتين:"وانت كمان ياقلب وتين وحشتنى اوى .ثائر"
ثائر:"نعم يا عشق ثائر وروح ثائر"
وتين:"هو احنا بجد هنعمل فرح مع مريم ورمزى"
ثائر:"ايوة يا قلبى انتى فكرانى بهزر وكمان هنسافر اسبانيا عشان نقضى شهر عسلنا هناك وهوريكى بيتى اللى هناك"
وتين:"انا بحبك اوى اوى يا ثائر"
ثائر:"مش اكتر من حبى ليكى يا وتين"
وتين:"لاء انا بحبك اكتر بقى"
ثائر:"لاء انا اللى بحبك اكتر"
وتين:"لاء انا اكتر انا اللى حبيتك الأول علشان حبيتك من اول مرة شوفتك فيها"
ثائر:"وانا بقولك انا اكتر يا ''وتين" اه افتكرت لما قولتيلى انت حرامى"
وتين:" ههههه انت لسه فاكر الكلمة دى انا لما اتلفت وشوفتك واقف ورايا دمى هرب عمالة أسأل فى نفسى دخل ازاى والشقة مفيهاش غير مريم و دادة حسنية وقولت ده تلاقيه حرامى ولو حاولت اعمل حاجة هيكسر رقبتى انا موصلش حتى لكتفك"
ثائر:" انا لما دخلت افتكرتك مريم كنت لسه هحضنها بس لما بصتيلى انتى رجعت لوارا بس مقدرتش انسى عينيكى ولا نظرة الحزن اللى كانت فيها والمرة اللى كنا مسافرين فيها وانتى كنتى ماشية كنت عايز انطق واقولك متمشيش خليكى معانا وانا هحميكى ومش هخلى حد يأذيكى كنت حاسس ان انا بنجذب ليكى بسرعة ومش قادر اسيطر على قلبى كنت يعنى بتلكك علشان تقربى منى ههههه"
وتين:"فاكر لما قولتلك يا عمو لو كنت شوفت وشك ساعتها كان عامل ازاى "
ثائر:" تصدقى بقى انا كنت بحب ان احنا ننرفز بعض علشان بعدها كنا بنقرب من بعض ولما كنت اخدك فى حضنى كنت بنسى كل حاجة حواليا"
وتين:" انا كنت بتعصب واتجنن منك لما تقولى انتى زى مريم عندى"
ثائر:" ليه مكنتيش حابة معاملتى ليكى زى مريم"
وتين:" مش القصد مريم بنت اخوك يعنى معاملتك ليها معاملة ابوية انا مكنتش عايزة كده انا كنت عيزاك زوج وحبيب سند وأمان واستقرار"
ثائر:" طب ودلوقتى عايزة ايه"
وتين:" عايزة سلامتك يا حبيبى ههههه"
ابتسموا الاثنان على كلامهم وضعت رأسها على صدره ارادت استفزازه ومشاكسته قليلا راحت تعبث بيدها على صدره مرة أخرى
ثائر:"وبعدين بقى فيكى يا وتين انتى ايه حكايتك"
وتين ببراءة:"هو انا عملت حاجة يا حبيبى انا ساكتة اهو"
ثائر:"طب بلاش وافتكرى ان قولتلك بلاش يا حبيبتى"
وتين باغراء:"بلاش ايه يا روحى"
ثائر:'دا انتى مصرة بقى يا وتينى"
وتين:"مصرة على ايه يا روح وتين"
ثائر:"على انك تجننينى يا وتين فاسكتى بقى"
وتين:"بعد الشر عليك من الجنان يا روحى متقولش على نفسك كده"
ثائر:"هى ايه الحكاية بالظبط هم بدلوكى فى المستشفى وجابوا واحدة تانية ولا ايه ولا كانوا بيحطولك فى المحلول حبوب جرأة وشجاعة ههههه"
اطلقت ضحكة عالية فهو غير معتاد على مشاكستها له بهذه الطريقة التى اصبحت تحمل بعض الاغراء منها
ثائر بهمس:"حمد الله على سلامتك يا حبيبتى ونورتى بيتك يا وتينى"
وتين بعشق:"تسلملى يا حبيبى"
ارادت ان تغفو الآن ولكنها لن تغفو الا بأحضانه فبين ذراعيه مسكنها ومأمنها وبيتها فذراعيه أمان واحضانه استقرار وعيناه جنتها التى اصبحت تعيش بها بعيدا عن العالم
***
"فى منزل سمير"..ارادت البحث عن اى وسيلة او حجة تقولها لامها حتى تتركها تخرج من المنزل حتى تقابله فمنذ اخر مرة وهى ترفض خروجها من المنزل سمعت رنين هاتفها فابتسمت فالمتصل لم يكن سوى ذلك الشاب المدعو "يحيى"
يحيى:"ايه يا حبيبتى فينك كده محدش بيشوفك"
هيام:"فى البيت هكون فين يعنى محبوسة بين اربع حيطان"
يحيى:"مش هتيجى علشان اشوفك انتى وحشانى اوى يا حبيبتى وعايز اقعد معاكى شوية"
هيام:"وانت كمان وحشتنى اوى بس ماما مش راضية تخلينى اخرج من البيت من آخر مرة لما خرجت معاك"
يحيى:"شوفيلها اى حجة وتعالى هستناكى فى الكافتريا اللى اتقابلنا فيها قبل كده ماشى"
هيام:"بقولك ماما مش هترضى تخلينى اخرج يا يحيى"
يحيى:" انتى بقى اللى مش عايزة تشوفينى قولى كده"
هيام:"متقولش كده انا نفسى اوى اشوفك واكلمك واقعد معاك"
يحيى:''خلاص تيجى والا خلاص اعتبرى اللى بنا خلاص انتهى"
هيام:"انت بتقول ايه يا يحيى"
يحيى:'ما هو انا مش هفضل احب فيكى فى التليفون دى موضة قديمة او انا لازم اشوفك واشوف وشك الحلو ده"
سمعت كلامه المعسول زاد اصرارها على الخروج لمقابلته وستجد اى مبرر لامها حتى تسمح لها بالخروج
هيام:"خلاص هاجى سلام دلوقتى"
يحيى:"مع السلامة ومستنيكى يا هيام متتأخريش بقى"
اغلقت الهاتف قامت فتحت خزانة ملابسها اخرجت ملابس سوداء تشبه ملابس الحداد ارتدتها خرجت وجدت امها تجلس فى الصالة وزوجة اخيها فى غرفتها
عايدة:"انتى راحة فين يا "هيام" باللبس الاسود اللى عليكى ده دلوقتى"
هيام:"ماما انا هروح اعزى واحدة صاحبتى باباها اتوفى واصحابى اتصلوا عليا علشان نروح نعزيها"
عايدة:"وانتى من امتى بتروحى تعزى حد يا" هيام" مش عوايدك يعنى"
هيام:"دى صاحبتى اوى يا ماما ولو مرحتش هتزعل منى جامد"
عايدة:"تروحى وتيجى بسرعة انتى فاهمة يا هيام وحسك عينك تتأخرى زى المرة اللى فاتت"
هيام:'حاضر مش هتأخر هاجى على طول يا ماما"
اخذت حقيبتها خرجت سريعاً من المنزل متجه الى الكافيتريا لمقابلته وجدته فى انتظارها استغرب من تلك الملابس التى ترتديها
يحيى باستغراب:"ايه اللى انتى لبساه ده يا هيام لبس اسود فى اسود"
هيام:"علشان ماما ترضى تخلينى اخرج من البيت"
يحيى:"ليه انتى قولتلها ايه"
هيام:'قولتلها ان ابو واحدة صاحبتى اتوفى وانا راحة اعزيها"
يحيى:"ايه الفال الوحش ده يا" هيام "يا ساتر يارب وانا اللى كنت ناوى النهاردة افرجك على الفيلا اللى هنعيش فيها"
هيام بفرحة:"بجد يا حبيبى هنروح نشوف الفيلا دلوقتى"
يحيى:"ايوة طبعا يلا بينا نروح نشوفها"
ركبت مع سيارته وهى تشعر بالسعادة فهى اصبحت قاب قوسين او أدنى من تحقيق حلمها وتصبح زوجته وتعيش فى ثراء لم تحلم به يوماً
***
قامت "حسنية" بتجهيز مائدة رائعة بمناسبة عودة" وتين" سالمة الى المنزل فالمنزل عاد له بريقه وبهجته مرة اخرى
وتين:"ايه ده كله يا دادة مين اللى هياكل الأكل ده كله"
حسنية:"دى حاجة بسيطة انتى لازم تاكلى وتتقوى يا حبيبتى علشان تخفى بسرعة"
مريم:"دا انتى يا دادة عملالنا وليمة النهاردة مش أكل"
حسنية بابتسامة:"الف هنا وشفا على قلبكم يا رب"
ثائر:"تسلمى على تعبك "
حسنية:"تسلموا وتعيشوا عن اذنكم"
وتين:"راحة فين اقعدى يلا علشان هناكل كلنا مع بعض"
مريم:"ايوة يا دادة اقعدى يلا "
جلست "حسنية" حضر "رمزى" الى المنزل وجدهم جالسين على مائدة الطعام
رمزى:"ايه دا بتاكلوا من غيرى يا خونة مفيش رنة تقولولى تعال يا رمزى كل معانا"
ثائر:"دايما تيجى فى الوقت الصح يا رمزى"
رمزى:"طبعا انا رجل الساعة ممكن تظبط عليا ساعتك"
ثائر:"لاء وانت الصادق الرجل الأخضر يا ابو دم خفيف"
رمزى:"اصبر عليا اكل بس والله لاوريك علشان يبقى عندى باور اشتمك يا ثائر"
ثائر ببرود:"هنشوف مين هيورى التانى يا حيوان"
مريم:"هو انتوا ما تتقابلوش الا وتتخانقوا كده ليه بقى"
ثائر:"احنا لو متخانقناش كده ابقى اعرفى ان صحوبيتنا انتهت وان احنا خلاص مبقناش اصحاب"
رمزى:"ايوة زى ما بيقولك الغجرى ده بالظبط كده الصحوبية مبتخلاش الا بالخناق"
ثائر:"غجرى فى عينك يا جزمة"
وتين:"كفاية خناق بقى وكلوا الاكل هيبرد واجلوا الخناق لبعد الأكل''
تناولوا الطعام بعد الانتهاء ذهبوا ليجلسوا قليلا فى الجنينة اخذ "رمزى" "مريم "وجلس على احدى الارائك الموجودة فى الجنينة بينما ذهب "ثائر" و"وتين" للجلوس على حافة حمام السباحة
رمزى:'الجميل بتاعى عامل ايه النهاردة"
مريم:"الحمد لله انا فرحانة ان الامور الحمد لله عدت على خير ووتين رجعت بالسلامة والأمور استقرت"
رمزى:"الحمد لله عقبال ما نعمل الفرح بقى اللى بقيت حاسس ان حد باصصلى فيه وبينق عليا"
مريم:" كله باوانه يا "رمزى" انت مستعجل على ايه يعنى هى الدنيا هتطير"
رمزى:"مستعجل على ايه ! انا بقالى ٢١ سنة بحبك فى صمت مش كفاية كدة ولا ايه بقى"
مريم:"ههههه يا حرام"
رمزى:"والمصحف دا حرام اللى انتى بتعمليه فيا ده يابنت العمرى"
مريم:"وانا عملت ايه بقى فيك يا حبيبى"
رمزى:"انت لسه بتسألى يا حب العمر وعشق السنين"
مريم:"انا حب عمرك يا رمزى"
رمزى:"امال حب عمر الجيران يعنى"
مريم:"تصدق يا "رمزى" انت على رأى عمو فصييييييل موت"
رمزى:"بهزر معاك يا جميل بلاش يعنى انتى قفشتى ليه كده ميبقاش خلقك ضيق زى عمك انا مش ناقص"
مريم:"لاء يا اخويا هزر وماله ميضرش برضه"
رمزى:"ايه اخوكى دى بقى اخوكى مين يا ماما انا جوزك وحبيبك وهبقى ابو العيال ان شاء الله "
مريم بكسوف:"الله اسكت بقى يا رمزى ياساتر عليك"
رمزى:"يادى رمزى وسنينه اللى خلاص جاب اخره"
كانت تجلس واضعة قدمها فى الماء هى وزوجها تلهو بقدميها فى الماء
ثائر:"الماية مغرية اوى ما تيجى ننزل حمام السباحة نعوم شوية"
وتين:"مش هينفع انزل ومتنساش رمزى موجود هنا فى الجنينة"
ثائر:"ما احنا مش هننزل حمام السباحة ده"
وتين:"امال انهى حمام سباحة ده اللى هنعوم فيه"
ثائر:'انتى متعرفيش ان فى حمام سباحة جوا البيت"
وتين:"لاء والله ما اعرف انا بقالى هنا قد ايه واول مرة اعرف ان فى حمام سباحة غير ده"
ثائر:"طب تعالى معايا هوريهولك"
ذهبت مع زوجها الى مكان ما بالمنزل وجدت حمام سباحة داخلى فهى اول مرة تراه بسبب بعده عن الجزء الذى يسكنوه بالمنزل
وتين:"انا اول مرة اشوف المكان ده بس جميل أوى"
ثائر:"علشان كان دايما مقفول محدش بيدخله يلا روحى البسيلك مايوه حلو كده وتعالى"
وتين:" مايوه ! انا معنديش مايوهاتيا ثائر"
ثائر:"فى اوضة جوا فيها مايوهات البسيلك واحد وتعالى"
ذهبت الى الغرفة وجدت بالفعل عدد من المايوهات ولكنها استغربت فمن يلبس هكذا قطع فى المنزل فمريم ليس من عادتها ان تلبس مثل هذه الملابس فخرجت تسأل زوجها
وتين:"ثائر مايوهات مين دى بتاعتة مين"
ثائر:"كنت انا شاريها"
وتين:''شاريها لمين بقى ان شاء الله"
ثائر:'ليكى طبعا هيكون لمين يا روحى"
وتين:"واشترتها امتى دى بقى "
ثائر:"اول لما جيتى البيت وطلبتلك الهدوم طلبت معاهم المايوهات دى بس جبتها هنا ووصلتك بقية الهدوم خفت تنكسفى ان انا اشتريتلك حاجات زى دى اصلهم احدث موضة"
وتين بكسوف:" انت على فكرة قليل الادب اوى يا ثائر"
قالت ذلك وعادت الى الغرفة مرة اخرى لتغيير ملابسها قبل ان يرد على كلامها
ثائر بابتسامة:"انا قليل الادب ماشى يا "وتين" والله لاوريكى طولة لسانك دى"
اثناء حديثه مع نفسه لمحها تخرج من الغرفة مرتدية تلك القطعة السوداء التى تعارضت مع صفاء لونها الابيض اتسعت عيناه من جمالها فهى كحورية خلقت من اجله هو فقط
ثائر:"هو ايه اللى عملته فى نفسى ده"
وتين:ايه هو مش حلو عليا ولا ايه يا ثائر"
ثائر:"مش حلو ازاى يعنى ده يهبل ده يجنن العاقل"
اقترب منها اخذها من يدها نزلوا سويا الماء فهى منذ زواجها وهى لم تسبح فراحت تسبح كسمكة تجوب عالم البحار تركها تفعل ما تريد كان ينظر اليها بابتسامة وهى بذلك الشكل المغرى ولكنها عندما اقتربت منه لم يدعها تكمل سباحتها
ثائر:"كفاية عوم كده خليكى معايا شوية بقى هو انتى فى سباق سباحة"
وتين:" ياااه كأن انا معمتش من سنين احساس جميل اوى العوم ده"
وضع يده حولها قامت برشقه بالماء فى محاولة للمزاح معه كان يبتسم على تصرفاتها التى اصبحت لا تخلو من مشاكستها التى تزيده رغبة فى التقرب منها
ثائر:"بس كفاية شقاوة منك لحد كده ده دورى انا بقى"
وتين بتوتر:"قصدك ايه يعنى يا ثائر"
اقترب منها يعانقها بشوق وحنين ظلت يداه تتجول على كتفيها ضغط بدون قصد منه على جرحها سمع صوت انينها المرتفع فهى لم تتحمل ضغط يده على جرحها
وتين بألم:"ااااه ثائر براحة حاسب الجرح"
ثائر بخوف:"حبيبتى انا وجعتك ولا ايه"
وتين:"انت ضغطت على الجرح جامد فوجعنى اوى مقدرتش استحمل"
ثائر:"سامحينى يا قلبى طب تعالى نطلع من حمام السباحة يلا"
ذهبت الى الغرفة قامت بتبديل ملابسها وخرجت وجدته هو ايضا ارتدى ملابسه ينظر اليها بقلق خوفا من ان يكون تسبب فى زيادة ألمها من ذلك الجرح
ثائر:"عاملة ايه دلوقتى يا قلبى انا اسف مكنش قصدى يا وتينى ان ادوس على جرحك"
وتين بابتسامة:" عارفة انه مش قصدك ولا يهمك يا حبيبى محصلش حاجة"
ثائر:"سامحينى يا قلبى انا السبب فى كل ده من الاول السبب فى انك تنجرحى جرح زى ده"
وتين:"حبيبى بطل تلوم نفسك صدقنى انا من غيرك مقدرش اعيش فى الدنيا دى يا ثائر"
ثائر:"ولا انا اقدر أعيش من غيرك ومن غير ما اشوف عنيكى الحلوة دى ولا اسمع صوتك الحلو ده"
اقتربت منه أكثر تحتضنه بقوة فتملكها بين ذراعيه حريصاً على عدم التسبب لها فى الألم مرة أخرى
***
اقترحت عليه والدته الذهاب لزيارة خالته وجد نفسه متحمساً لتلك الزيارة فهل بسبب انه يريد زيارة خالته ام انه يريد ان يراها يرى تلك الفتاة التى حتى الان لا يصدق انها اصبحت بمثل هذا الجمال
نادية:"رفعت يلا نروح نزور أمينة وابنتها ونطمن عليهم"
رفعت:"ماشى يلا بينا هو اسامة جاى معانا ولا لاء"
نادية:"قولتله وشكله متحمس اوى يروح معانا"
رفعت:"اشمعنا يعنى يا نادية"
نادية:"يعنى انت مش فاهم يعنى يا رفعت"
رفعت:"انتى قصدك انه رايح علشان بنت اختك دينا"
نادية:"الظاهر كده يا رفعت انت ما شفتش شكله لما قولتله يلا نروح نزور خالتك قام يلبس هوا"
رفعت:"دينا بنت مؤدبة وعارفينها وتبقى لحمنا ودمنا برضه''
نادية:"والله لو هو عنده رغبة فى كده دا يبقى يوم المنى"
رفعت:"ربنا يقدم اللى فيه الخير"
كان حريصا على انتقاء ملابسه لا يعرف لماذا يريد ان يكون وسيما بشكل ملفت اليوم ؟هل يريد جذب انتباهها؟ انتهى من ارتداء ملابسه خرج الى والديه
اسامة:"خلاص خلصت يلا بينا"
نادية بلؤم:"ايه الشياكة دى كلها احنا رايحين فرح"
رفعت:"ابنك طول عمره شيك بس النهاردة مزود الجرعة حبتين"
اسامة:'ايوة شقطونى لبعض بقى فى الكلام"
نادية:"ههههه لاء خلاص يلا بينا يا حبيبى"
ذهبوا الى منزل خالته قامت دينا بفتح الباب ابتسمت لهم ولكن عندما رأته خفضت وجهها سريعا
دينا:"اهلا بيكم اتفضلوا البيت نور"
نادية:"دا نروك انتى يا حبيبة خالتو ماما فين"
نادية:"جوا اتفضلوا"
دخلوا جميعا كان هو اخرهم تتباطئ خطواته لا يعرف لماذا ؟
دينا:"ثوانى بس هنادى ماما من جوا"
نادية:"ماشى يا حبيبتى اتفضلى"
رفعت:"مالك يا "اسامة" ما تيجى تقعد واقف ليه كده"
اسامة:' ها لاء انا جاى اهو يا بابا"
جلس بجوار والديه خرجت خالته وابنتها التى جلست بدون ان ترفع وجهها
أمينة:'شرفتونا ونورتونا ايه النور ده كله"
نادية:'تسلمى يا حبيبتى انتوا اخباركم ايه"
أمينة:"الحمد لله نحمد ربنا كام يوم وهنسافر تانى "
اسامة باندفاع:"هو انتوا لحقتوا تقعدوا مستعجلين على ايه كده"
دينا:'علشان اجازتى هتخلص ولازم ارجع الشغل تانى"
أسامة:"سيبك شغل ايه وبتاع ايه هو احنا لسه شبعنا منكم"
ذهلوا جميعا من كلامه الذى يقوله بدون وعى منه حتى هو استغرب كيف تفوه بذلك الكلام فما يعرفه الآن انه لا يريدها ان تسافر يريدها ان تظل هنا امام ...عيناه
***
"فى منزل سمير"...عاد الى المنزل بعد انتهاء عمله وجد امه جالسة يتأكلها القلق استغرب حالتها فهيام لم تعود الى الآن من مشوارها
سمير:"مالك يا امى شكلك قلقانة ليه كده فى ايه"
عايدة:"ها ولا حاجة يا حبيبى مفيش حاجة"
سمير:"فين أميرة وفين هيام"
عايدة:" أميرة جوا فى اوضتها وهيام خرجت تعزى واحدة صاحبتها"
سمير بنرفزة:"بتعزى صاحبتها فين لدلوقتى الهانم دى"
عايدة:"هى زمانها جاية دلوقتى اهدى يا سمير"
سمير:"جاية دلوقتى ما حدش مبوظها غير دلعك فيها"
عايدة:"هى عملت ايه لكل ده يا سمير دى عند صاحبتها وزمانها جاية دلوقتى"
سمير:"اما اشوف والله حسابها معايا تقيل لما اشوف وشها"
ذهب الى غرفته فتح الباب وجد زوجته بانتظاره فهى سمعت صوته العالى فى الخارج
أميرة:"فى ايه يا سمير بتزعق ليه كده"
سمير:"هيام هانم خرجت ولسه ما جتش لدلوقتى"
أميرة:"زمانها جاية هتروح فين يعنى يا سمير"
سمير:"دى بنت يا أميرة واحنا فى زمن ما يعلم بيه الا ربنا"
أميرة:"استهدى بالله وان شاء الله زمانها جاية"
مرت عدة دقائق حضرت "هيام" الى المنزل بتلك الحالة من الذهول والدموع لا تصدق ما حدث وجدتها امها امسكتها من ذراعها بقوة تهز جسدها تعنفها على تأخيرها كل هذا الوقت
عايدة:"انتى كنتى فين لدلوقتى يا هيام انطقى دا اخوك جه وعرف ومش هيسيبك الا لما يضربك"
هيام بصراخ ودموع:"بس بقى سبونى فى حالى مش عايزة اتكلم مع حد ولا اسمع صوت حد"
قالت ذلك ذهبت الى غرفتها ارتمت على سريرها تبكى بقوة على ما حدث فما حدث مصيبة عظمى لا تكفى ذرف الدموع للتكفير عنها ظلت تبكى تذكرت حال وتين عندما كانت تبكى ولكن هيهات فدموعها الآن دموع ندم على شئ ارتكبه ربما اذا علم احد به ستنتهى حياتها على الاغلب
***
تصفحت وتين ومريم عدة مجلات خاصة بفساتين الزفاف لاخيار فستانين لزفافهم فموعد الزفاف اصبح وشيكا
مريم:"ها ايه رايك فى ده يا وتين"
وتين:"جميل اوى وشوفى الفستان ده برضه حلو"
مريم:"احنا كده احتارنا اكتر نختار انهى واحد"
وتين بحيرة:"مش عارفة الاتنين اجمل من بعض"
مريم:"انتى عارفة مين يحللنا المشكلة دى"
وتين بسؤال:"مين ده اللى هيحللنا المشكلة دى"
مريم:"عمو ثائر هو ذوقه حلو اوى فى اختيار اللبس"
وتين:"انتى هتقوليلى ما انا عارفة"
ثم اكملت بهمس لم تسمعه مريم" قليل الادب بتاع المايوهات"
مريم:"بتقولى ايه يا وتين"
وتين:"ولا حاجة خلاص لما ييجى ناخد رأيه ونشوف اى فستان احلى فيهم"
مريم:"ياااه اخيرا هتجوز رموزه حبيبى "
وتين:"دا رمزى قرب يتجنن والله صعبان عليا اوى"
مريم:"هانت بس ربنا يستر وميطلعش لينا حاجة تعطلنا"
وتين:"بلاش تشاؤم وحياتك مش ناقصة المرة اللى فاتت طلعت برصاصة المرة دى هطلع من الدنيا بحالها"
مريم:"بعد الشر على القمر"
وتين:"تسلميلى يا حبيبتى حبيبة قلبى انتى وعمك الحلو ده اللى مش عايز يلم نفسه من حلاوته"
مريم:" ههههه دا انتى لسعتى خالص يا وتين"
وتين:" كله بسببه انا عارفة جدتك كانت بتتوحم على ايه وهى حامل فيه"
مريم:" تلاقيها كانت بتتوحم على مربى بالعسل"
وتين:" بس المربى بالعسل دى لما بتقلب بيبقى ليلة مش معدية تحسى الجو قلب من نسيم الى زلزال واعاصير وبراكين"
مريم:" خلاص ما تحاوليش تخليه يقلب خليه هادى حفاظاً بس على روحك ههههه"
وتين:" هههه ربنا يستر"
*"*"*
"فى الشركة".. انهى ما عليه من اعمال اليوم وجد رمزى يدلف الى المكتب
ثائر:'رمزى انت صرفت المكافأة للموظفين ولا نسيت"
رمزى:"ايوةمن يومين بتسأل ليه"
ثائر:"تمام كده افتكرتك نسيت ولا حاجة"
رمزى:"بس مكافأة ايه دى ايه المناسبة"
ثائر بابتسامة:"بمناسبة ان ربنا شفى وتين وبمناسبة الفرح"
رمزى:"وانا فين مكافأتى بقى ولا انا ابن البطة السودة"
ثائر:"وانت عايز ايه يا اخويا"
رمزى:"عايز الحلوة اللى قاعدة عندك فى البيت دى يا ثائر بقى"
ثائر:"ما تحترم نفسك ياض انت يخرب بيت بجاحتك يا اخى انا عمها يا متخلف هفضل اقولك كده كل شوية"
رمزى:"ياعم والله دى مراتى مراتى احلفلك على مصحف انها مراتى"
ثائر:"انت عارف مبحبش حد يتكلم على مريم كده قدامى"
رمزى:"حد هو انا حد يا اخويا"
ثائر:"لاء السبت يا خفيف يا رخم يا رزل يا غتت"
رمزى:"تصدق بايه يا ثائر انت راجل غم ونكد ويخلالك بلاد"
امسك "ثائر" بعض الملفات يريد ضرب "رمزى" بها لمحه رمزى ففر هاربا ناحية الباب فابتسم ثائر على فعلته
ثائر:"يلا يا جبان يا خواف"
رمزى:"بس يا غجرى يا شوارعى"
ثائر:"اعمل حسابك انت عازمنا على العشا برا النهاردة "
رمزى:"مين اللى قال كده انا عزمتك امتى ده محصلش هات ما يثبت كلامك ده"
ثائر:"انا قولت وخلاص احسن اروح اقول لمريم وانت عارف بقى اللى هيجرالك"
رمزى:"لاء كله الا "مريم" خلاص ماشى موافق هعشيك على احلى عربية فول فيكى يا مصر هبسطك اخر انبساط يا ثائر"
ثائر:"ههههه فول طب قول كبدة ايه النتانة والبخل اللى انت فيه ده"
رمزى:"مقولتليش صحيح احنا هنعمل الفرح فين احنا محجزناش قاعة لحد دلوقتى"
ثائر:'هعمله فى الجنينة عندنا فى البيت مش فى قاعة"
رمزى:"تصدق فكرة حلوة برضة مجتش على بالى خالص"
ثائر:"دى فكرة وتين هى اللى عايزة كده هى ومريم"
رمزى:"بتفهم وتين والله مش زى جوزها"
ثائر:"لم نفسك احسنلك يا رمزى احسن اخرشمك قبل الفرح"
رمزى:"لمينا يلا بينا نروح بقى علشان الحق اغير هدومى طالما دبستنى فى عشا النهاردة"
ثائر بحماس:"يلا بينا بسرعة"
رمزى:" ايه الحماس اللى جالك مرة واحدة دى علشان مروحين"
ثائر:" وانت مالك انت يا بارد ليك فيه"
هو يريد العودة سريعا الى المنزل لكى يراها تلك التى اصبحت لديه مثل المسكرات التى لا يكف عن الاستزاد منها والارتواء فما الذى فعلته به تلك الجميلة التى يضعف من مجرد سماع صوتها فقط فما باله اذا ابتسمت له او عانقته فهى ستهوى به الى حافة جنون العشق
***
وجد نفسه يخرج من الغرفة يريد ان يتحدث مع والدته فى ذلك الامر الذى لم يكف عن التفكير به
أسامة":ماما"
نادية:"نعم يا حبيبى فى ايه "
اسامة:"فى حاجة عايز اقولك عليها واخد رأيك فيها"
نادية باهتمام:" حاجة ايه خير يا حبيبى فى ايه"
اسامة:"الصراحة كده انا عايز اخطب دينا مش عايزها تسافر"
نادية بابتسامة:"بس كده انا اكلم خالتك واخد رأيها الاول واللى فيه الخير يقدمه ربنا"
أسامة:"يعنى انتى موافقة يا ماما"
نادية:"طبعا يا حبيبى ودى عايزة سؤال كل ام نفسها تفرح باولادها"
اسامة:"ربنا ما يحرمنى منك يا ست الكل"
قبل يد والدته قامت بالاتصال على اختها لاخبارها برغبة اسامة فى خطبة "دينا"
نادية:"الو ايوة يا أمينة يا حبيبتى عاملة ايه"
أمينة:"الحمد الله يا حبيبتى انتوا اخباركم ايه"
نادية:"الحمد الله أمينة فى موضوع عايزة اكلمك فيه"
أمينة:"خير يا حبيبتى فى ايه"
نادية:"الصراحة اسامة عايز يطلب ايد دينا"
أمينة:"ياسلام هو انا نلاقى احسن منه"
نادية:"تسلمى يا امينة انتى شوفى رأى دينا ورأى جوزك وافقوا ان شاء الله نيجى ونتقدم رسمى"
أمينة:"ان شاء الله هكلم مدحت وارد عليكم"
نادية:"ان شاء الله ربنا يقدم اللى فيه الخير"
انهت مكالمتها مع اختها كان جالس بجوارها يتابع الحوار فهو اصبح الآن يتمنى ان توافق "دينا" على الزواج منه فربنا يبدأ حياة جديدة تنسيه ما حدث فى الماضى
***
تعجبت أمها من حالها فهى اصبحت لا تتكلم كعادتها حبيسة غرفتها طوال الوقت كأنها هاربة من شئ ما
عايدة:'فى ايه يا هيام مالك"
هيام:"مالى انا كويسة فى ايه يا ماما"
عايدة:" لاء مش كويسة انتى لا بتاكلى ولا بتشربى ولا زى عوايدك ايه اللى حصل"
هيام:"محصلش حاجه يا ماما"
عايدة:"لاء حصل وحصلت حاجة كبيرة كمان فانطقى يا هيام احسنلك بدل ما اقول لاخوكى وهو يتصرف معاكى"
هيام بخوف:'لاء يا ماما بلاش تقولى لسمير انا كويسة مفيش حاجة انا بس تعبانة شوية"
عايدة:"تعبانة من ايه ايه اللى تاعبك وخلاكى بالشكل ده"
هل تخبر امها بما حدث؟ ام ماذا تفعل؟ فهى إذا باحت بما لديها ربما ستنتهى حياتها على الاغلب على يد اخيها وامها فهذه نتيجة تصرفاتها وظلمها أيضاً فهى خاضت فى عرض "وتين" بكلام غير صحيح غير مدركه ان من حفر حفرة لأخيه وقع فيها لايجب ان تخبر احد اذا كانت مازالت باقية على عمرها
هيام:"ماما انا عايزة اسافر القاهرة"
عايدة باستغراب:"عايزة تسافرى تعملى ايه هناك"
هيام:"عايزة اشوف وتين"
عايدة:"تشوفى وتين! وايه اللى فكرك بيها"
هيام:"انا لازم اشوفها وهشوفها"
عايدة:"ومين هيسمحلك تسافرى لوحدك اخوكى مش هيرضى تسافرى"
هيام:"خلاص تعالى معايا اهو نشوفها وكمان تشوفى القاهرة عاملة ازاى ونشوف وتين عايشة فين"
عايدة:"هتكون عايشة فين يعنى انا لا عايز اشوفها ولا عايزة اشوف بيتها انسى الموضوع ده من دماغك"
خرجت عايدة من الغرفة فاخر امل لها ينقذها من تلك الكارثة هى "وتين"ويجب ان تراها
***
كانت جالسة فى حديقة منزلهم أمامها لوحة تريد ان تنتهى من رسمها تركت الفرشة من يدها عندما تذكرته فلابد انها مجنونة حتى باتت تفكر فيه كل الوقت انتبهت على صوت الخادمة تحدثها
الخادمة:"آنسة نورين"
نورين:" ايوة فى ايه عايزة ايه"
الخادمة:" فى ضيف برا عايز دكتور فريد"
نورين:" ما انتى عارفة بابى فى المستشفى مش هنا فقوليله انه خرج"
الخادمة:" حاضر يا انسة نورين"
نورين:" استنى هو مقلكيش اسمه ايه الضيف ده"
الخادمة:" بيقول اسمه ثائر العمرى"
نورين بذهول:" انتى قولتى مين"
الخادمة:" بيقول اسمه ثائر العمرى يا آنسة نورين"
لم تصدق ما سمعته اذناها هل هو موجود هنا حقا فى منزلهم
نورين:" خلاص روحى شوفى شغلك انا هخرج اقابله"
الخادمة:" ماشى عن اذنك"
ذهبت سريعاً إلى غرفتها لتبديل ملابسها فهى تريد ان تقابله وهى فى قمة أناقتها ربما تستطيع ان تجذبه اليها ذلك العنيد هبطت الى الأسفل اتجهت الى غرفة الصالون دخلت بابتسامة
نورين:" اهلا يا استاذ ثائر "
ثائر بجدية:" اهلا يا انسة هو دكتور فريد موجود"
نورين:" للاسف بابى لسه فى المستشفى خير حضرتك كنت عايزة فى حاجة"
ثائر:" لاء بس انا كنت جاى أشكره على اللى عمله معايا انا ومراتى وكمان اعزمه على فرح بنت اخويا ودى دعوة الفرح"
نورين:" اه مبروك ربنا يتمم بخير سورى نسيت اسألك تشرب ايه"
ثائر:" ولا اى حاجة انا لازم امشى دلوقتى"
نورين:" بسرعة كده انت مستعجل على ايه"
ثائر:" افندم! علشان بس ورايا مشاوير ومبحبش اتأخر على مراتى"
نورين:" محظوظة بيك الصراحة مدام وتين"
ثائر:" وليه متقوليش ان انا اللى محظوظ بيها"
نورين:" واووو باين عليك عاشق"
ثائر:" عن اذنك يا آنسة"
قال ذلك وخرج من الغرفة ابتسمت وهى مازالت واقفة مكانها متعجبة من تركيبة هذا الرجل فكيف له لا يمدح جمالها بكلمة واحدة ولا يترك مناسبة الا ويظهر بها حبه لزوجته فهى تتمنى الآن ان تدفع نصف عمرها ثمناً وتصبح زوجته حتى ولو لليلة واحدة
عاد إلى المنزل فى هذا الوقت كان رمزى يصطحب مريم لشراء بعض الاشياء اللازمة لهم فغدا يوم الزفاف دخل غرفته وجدها واقفة فى الشرفة اقترب منها يحتضنها بقوة
وتين:" حمد الله على السلامة يا حبيبى"
ثائر:" الله يسلمك ياروحى تعالى معايا"
وتين:" نروح فين هتودينى فين"
ثائر:" فى مكان عايزك تشوفيه"
وتين:" طب استنى البس الحجاب"
ثائر:" ملوش لزوم احنا مش هنخرج من البيت"
وتين:" امال هنروح فين"
ثائر:" تعالى معايا بس"
تبعته بدون كلمه اخذها الى ذلك الجزء البعيد من المنزل فتح باب احدى الغرف قام بحملها ودخل بها الغرفة نظرت حولها وجدتها غرفة جميلة جدا ذو اثاث كلاسيكى راقى تزين جدرانها لوحات لامرأة جميلة تمتاز بالجمال
وتين:" الله ايه المكان الجميل ده''
ثائر:" ده كان الجناح بتاع جدى وجدتى"
وتين:" هى صورتها دى هى دى جدتك"
ثائر:" ايوة جوانا شفتى كانت جميلة ازاى"
وتين:" فعلا جميلة اوى وانت وارث لون عينيها"
ثائر:" مش وارث لون عينيها وبس وعندها ودماغها الناشفة"
وتين:" قولتلى بقى وانا اقول انت طالع لمين"
ثائر:" هاتى ايدك يا وتين"
وتين بمزاح:" الشمال ولا اليمين"
ثائر:" لاء الشمال"
وتين:" ماشى ايدى اهى"
تناول يدها قام بالباسها خاتماً جميلا جدا اعجبت به وتين
وتين:" الله ايه الخاتم الحلو ده"
ثائر:" ده كان خاتم جواز جدتى اخدته وظبطه على مقاسك علشان تلبسيه يا وتينى"
وتين:" جميل اوى تسلملى يا حبيبى وانا مش هشيله من صباعى ابدا"
قام بطبع قبلة على باطن يدها قامت باغلاق أصابعها كأنها تخشى ان يطير اثر قبلته على يدها شاهدت كل ما تحتويه الغرفة حتى انها طلبت منه ان يقضوا ليلتهم فى تلك الغرفة التى شاهدت جيل آخر من الحب والعشق
اشرقت شمس هذا اليوم مرسلة دفئها على الأرض استيقظت تلك الفتاتين بشعور جامح من السرور والسعادة فاليوم يوم زفافهم حضرت أخصائية التجميل لعمل اللازم لهم فهم ليسوا بحاجة الى وضع كل تلك المساحيق فالله قد حباهم من الجمال ما يجعلهم كالحوريات .حل المساء كانوا انتهوا من ارتداء فساتين الزفاف الذى ساعدهم فى اختيارها" ثائر" نظرا لما يتمتع به من ذوق راقي جدا فى اختيار الملابس اخذ "ثائر "مريم" تتأبط ذراعه قام بتسليمها الى زوجها
ثائر:" خلى بالك منها انت فاهم انت مش عارف يعنى ايه مريم بالنسبة ليا"
رمزى بحب:" دى فى عينيا وقلبى كمان"
ثائر:" ربنا يسعدكم مبروك يا حبيبتى"
مريم:" الله يبارك فيك يا عمو وربنا ما يحرمنى منك ابدا"
صعد إلى غرفته ليأتى هو الاخر بحوريته الجميلة كانت فى غرفتها أمام المرآة تنظر الى نفسها تحاول تهدئة اعصابها فهى كأنها ستتزوجه لاول مرة انفتح باب الغرفة رأت انعكاس صورته فى المرآة فكم هو وسيم ابتسم لها اقترب منها يتأمل ملامحها الجميلة فكأنه اول مرة يراها فيها
ثائر:"ايه الجمال ده كله يا وتينى"
وتين:"حلوة يعنى يا حبيبى"
ثائر:"كلمة حلوة دى شوية عليكى يا قلبى انتى زى الحورية انتى عارفة يا وتين انا عمرى ما فى واحدة قدرت تفتنى ببراءتها وجمالها غيرك انتى"
وتين:"يا سلام للدرجة دى"
ثائر:"ايوة طبعا مش مصدقة انا بحس ان كل نبضة من نبضك قلبك باسمى انا. ان كل نفس من انفاسك ملكى انا. ان كل نظرة من عينيك تخصنى انا. بقيتى كلك ملكى انا ملك الغجرى"
وتين بابتسامة:'وانا بحب الغجرى وبعشق الغجرى وبموت فى الغجرى .والغجرى بقى حياتى كلها ودنيتى"
ثائر:"يلا ننزل الحفلة وبعد ما تخلص نطلع نكمل كلامنا الحلو ده"
تأبطت ذراعه هبطت الى الاسفل خرجوا الى الحفلة قام المدعويين بالتصفيق لخروجهم واطلقت الالعاب الناريه التى احدثت صوتا عاليا سمع "ثائر" ذلك الصوت اغمض عينيه بقوة حتى انتهت لاحظت وتين ذلك
وتين:"مالك يا حبيبى"
ثائر:"مفيش يا قلبى انا تمام"
وتين بقلق:"انت متأكد يا حبيبى انك كويس"
ثائر بابتسامة:"اه والله كويس متقلقيش يا حبيبتى ايه رايك فى الحفلة"
وتين:" جميلة اوى يا ثائر"
ثائر:" عجبتك يعنى يا وتينى"
وتين:" اوى يا حبيبى انا مفيش واحدة اسعد منى النهاردة"
ثائر بحب:" ولسه ياقلبى هسعدك أكتر قصاد كل دمعة حزن نزلت من عينيكى هتبقى سعادة وابتسامة تترسم على شفايفك"
وتين:" انت يا ثائر سعادتى وفرحى وأملى فى الدنيا"
استمر اطلاق تلك الالعاب النارية نظرت "وتين" اليها ولكنها عندما نظرت بجوارها اتسعت عيناها من الذهول والدهشة لما رأته
وتين بذهول ودهشة....ايه ده
***
رأيكم يا حلوين

رواية دمية في يد غجري الفصل الثالث وعشرون بقلم سمسم

استمر اطلاق تلك الالعاب الناريه نظرت "وتين" اليها ولكنها عندما نظرت بجوارها اتسعت عيناها من الذهول والدهشة لما رأته
وتين بذهول ودهشة:"ايه ده "
فهى لمحت دخول تلك المطربة التى تحب دائما ان تستمع الى أغنياتها وهى المطربة ( جنات) تدخل المكان تصدح بصوتها العذب اغنيتها (انا دنيته)
https://youtu.be/88VHMUDbZ28
لاتصدق "وتين" ماتراه فكيف علم انها تحب أغانى تلك المطربة
وتين بابتسامة:''انت عرفت ازاى يا" ثائر" ان انا بحب جنات وبحب اغانيها"
ثائر:"من الاغنية اللى سمعتك بتسمعيها فكراها"
وتين:'اغنية عجبانى شخصيته انا هخليها تغنيهالك دلوقتى يا حبيبى"
ذهبت "وتين" اليها وبعد ان تبادلت معها السلام طلبت منها ان تغنى تلك الاغنية فهى تريد اهداءها اليه كان يبتسم على تصرفاتها فهى سعيدة كطفلة صغيرة وجدت نفسها فى مدينة الالعاب خاصتها
رمزى:"والله وعمك طلع جنتل جايبلنا جنات كمان علشان تغنى لينا فى الفرح"
مريم:"طبعا انت عندك شك فى حاجة زى دى ان عمو مفيش منه وطول عمره كريم وحنين ولما بيحب حد مبيبخلش عليه بحاجة حتى لو كانت ايه"
رمزى:'لاء يا حبيبتى معنديش شك انتى هتقوليلى على "ثائر" دا انا اعرفه قبل منك هو راجل اوى ومفيش فى جدعنته ولا شهامته بس قوليلى بقى هم كانوا بيأكلوكى ايه وانتى صغيرة مربى قشطة حلويات يا مانجة انتى يا قمر دا احنا ليلتنا بيضة ان شاء الله "
مريم بكسوف:"بس يا قليل الادب احترم نفسك بقى"
رمزى:"قليل الادب واحترم نفسى! ايه الكلمتين اللى ملهمش لازمة النهاردة دول انتى لسه شوفتى حاجة دا انا شوفى بصى يعنى مش هقولك على اللى هيحصل يا مريم"
مريم بعيون متسعة:"ايه ده يا رمزى عيب كده بطل بقى"
رمزى:"عيب ايه يا قلبى هو انا واخدك رحلة انتى مراتى يا قلبى عارفة يعنى ايه مراتى"
مريم بخجل:"لاء مش عارفة ومش عايزة أعرف واسكت بقى ثم انت هتسكت ولا مش هروح معاك النهاردة وروح بيتكم لوحدك"
رمزى بمزاح:"والنبى اروح لوحدى ازاى يعنى دا انا كنت ولعتلكم فى البيت ده وولعت فى عمك" ثائر" كمان بالمرة''
فى ذلك الوقت كان "ثائر" يقف خلف "رمزى" ولكنه لا يراه فهو عندما تكون "مريم" برفقته لا ينتبه لما يجرى حوله
ثائر:"تولع فى مين يا حيوان انت"
رمزى:' تصدقى يا "مريم" انا جالى تهيؤات لدرجة ان سامع عمك "ثائر" بيشتمنى دلوقتى دا انا باين عليا اتجننت"
مريم بضحك:" يعنى انت حاسس ان دى تهيؤات يا "رمزى" مش حقيقة"
رمزى:"شكلى من القاعدة مع عمك وصحوبيته ومعرفته السودة جابلى تهيؤات الله يسامحك يا غجرى"
ثائر:"غجرى فى عينك يا رمزى يا جزمة"
رمزى:"هو فى ايه كل ما اجيب سيرته واشتم الاقى رد على الشتيمة بسرعة هو عفريته حاضر فى المكان ده ولا ايه"
مريم:"بص وراك كده وانت تعرف ايه السبب"
نظر "رمزى" خلفه وجد ثائر ينظر اليه بحاجب مرفوع يضيق ما بين عينيه بتوعد
رمزى:"الله ايه ده .ده ثائر بجد اه مش تهيؤات"
ثائر:"بقى عايز تولع فيا يا" رمزى" ها ورينى كده هتولع فيا ازاى"
رمزى:"حبيبى يا ابو نسب هو انا اقدر اقول ولا اعمل كده لاء لاء مقدرش"
ثائر:" دا انا سمعك بودنى دى يا رمزى"
رمزى:''دا بيتهيألك يا حبيبى اوعى تصدق انا اقول عليك لايمكن ابدا ازاى يا نهار ابيض دا انت حبيبى يا ثائر"
كل هذا و'وتين" و"مريم" يضحكون بشدة على مشاكسة "رمزى" و"ثائر" فهم لن يتغيرون ابدا
ثائر:" والله لولا انك متجوز بنت اخويا كنت خليتك تقضى دخلتك فى القصر العينى النهاردة وزمانهم معلقين ليك محاليل دلوقتى"
رمزى:"واهون عليك يا حمايا العزيز تعمل فيا كده فى الليلة اللى مستنيها قرن من الزمن ههههه"
ثائر:"للأسف الشديد لاء يلا ربنا يصبرنى عليك وعلى رخامتك"
رمزى:"ايوة كده اظبط انا رخم على اساس انك انت دمك شربات أوى دا انت دمك يلطش يا "ثائر" كاتك نيلة فى شكلك"
ثائر بغيظ:" اه يا حيوان لولا ان فى ناس كنت بعترت بكرامتك الأرض وزمانك مش عارف تلمها"
رمزى ببرود:" متقدرش يا اخويا لا انت ولا عشرة زيك يقدر يعمل معايا حاجة"
ثائر:" ايه ياض انت ده الجرأة اللى جاتلك مرة واحدة دى ها"
رمزى:" طول عمرى ويلا بقى متصدعنيش النهاردة فرحى"
ثائر:" اه ما انت اخدت اللى انت عاوزه بقى ليك عين تبجح"
مريم:" وبعدين بقى احنا هنقضى الفرح وانتوا ماسكين فى بعض"
رمزى:" خلاص يا روحى قولى لعمك يلم نفسه وانا هسكت"
ثائر:" الم نفسى! "
نظر ثائر لرمزى بعينان غاضبتين فهو علم ما يدور بذهنه الآن فربما هو اوصل "ثائر" بمزاحه الى حد الغضب
رمزى:" ايه ياعم انت هتتحول ولا ايه وربنا انا بهزر دا انت صديق العمر يا "ثائر" يالهوى هو انا عندك كام غجرى فى حياتى قصدى عندى كام ثائر فى حياتى دا هو واحد بس"
ثائر:" جبان وخواف مبتجيش الا بالعين الحمرا"
رمزى:" قصدى بالعين الزرقا ههههه"
ثائر:" ههههه كاتك نيلة فى رخامتك''
رمزى:" خلاص بقى احنا خلصنا فقرة الشتيمة نبقى مؤدبين بقى ماشى"
ثائر:" يلا بس علشان خاطر مريم"
مريم:" تسلملى يا عمو"
ثائر:" ربنا يسعدكم ان شاء الله"
رمزى:" ويسعدكم انتوا كمان يا ثائر"
اقترب منه يحتضنه فهو صديقه الاوحد الذى لا يتخيل حياته بدونه ابدا بالرغم من ان أحياناً يصل حوارهم إلى المشاجرة الا ان هذا لم يأثر على صداقتهم يوماً
وتين:"مبروك يا حبيبتى مبروك يا رمزى ربنا يتمم بخير"
رمزى:"الله يبارك فيكى يا "وتين" ومبروك ليكم انا عارف انتى اتجوزتى الغجرى ده ازاى مستحملاه ازاى أساساً
وتين بعشق:"اتجوزته علشان حبيته وعشقته"
ثائر:"حبيبة قلبى انتى يا وتينى"
مريم بمزاح :"شايف الرومانسية يا اللى عندك جفاف فى الرومانسية"
رمزى:"انا عندى جفاف فى الرومانسية طب صبرك عليا يا بنت العمرى"
قال ذلك ذهب "رمزى" يحمل بيده ميكروفون يقف وسط المدعوين يريد جذب انتباههم له
رمزى:"مساء الخير يا جماعة طبعا عارفين ان النهاردة فرحى وبتجوز مين بس اللى انتوا متعرفهوش ان مراتى دى كانت احلى حاجة شفتها عينيا اول ما شوفتها وهى لسه مولودة حسيت انها خطفت قلبى مبقتش شايف حاجة فى دنيتى غيرها هى بقيت اعد الايام علشان تكبر بقيت اشوفها بتكبر قدام عينى ويوم ورا يوم حبها فى قلبى بيزيد لماحسيت ان عايز قلب على قلبى علشان يساعى حبى ليها" مريم" انا بعششششقك"
قال كلمته الاخيرة بكل ما يحمله فى قلبه من حب وعشق لها وجدت دموعها تنزل على وجنتيها وابتسامة على شفتيها فهو صرح بحبه لها امام الجميع.صفق الحضور من تصريحات ذلك العاشق الذى اظهر حبه وعشقه لزوجته أمام كل الحاضرين
ثائر:"دا رمزى طلع بيفهم اهو وبيعمل حركات شيك اوي"
وتين:"ربنا يسعدهم يارب ويوفقهم"
ثائر:"اللهم امين ويسعدنا احنا كمان يا وتينى انتى مبسوطة يا حبيبتى"
وتين بسعادة غامرة:'اوى اوى يا ثائر انت مش متخيل احساسى عامل ازاى دلوقتى دا النهاردة يوم ميتنسبش فى حياتى أبدا
ثائر:"ولسه ان شاء الله هسعدك اكتر واكتر يا عشق ثائر وقلب ثائر"
وتين:"انا بحبك اوى اوى يا ثائر بعشقك حتى العشق بقى شوية عليك يا حبيبى"
ثائر:" انا اللى محظوظ انك ظهرتى فى حياتى يا" وتين" وخلتينى اعيش المشاعر والأحاسيس اللى كنت دايما اسمع عنها وكنت اشوفها فى تصرفات "رمزى" بس كنت بسأل نفسى هو فعلا فى حاجة اسمها حب او عشق او ان انا تبقى حياتى واقفة عليكى انتى وان لو حاجة حصلتلك او تعبتك ابقى انا اللى تعبان او حاسس بالوجع اللى فيكى بقيت احس انك قلبى اللى لو بعد عنى هموت"
وتين:" بعد الشر عليك يا "ثائر" وانا خلاص مبقتش اقظر اتخيل حياتى من غيرك "
فهى لا تجد كلمات تصف بها شعورها نحوه فهى قد تخطت مرحلة العشق فلابد انها فعلت شئ جيد بحياتها حتى يرزقها زوج مثله لايدخر جهداً فى توفير كل سبل الراحة لها وايضا يعشقها كل هذا العشق فهى تتمنى الآن ان يرزقها الله منه بذرية تشبهه فى كل صفاته التى يحملها فعدد قليل من الرجال ما يتمتع بتلك الشخصية التى يملكها "ثائر".رفع بصره وجد الدكتور "فريد" يدخل الحفلة بيده ابنته" نورين" التى كانت متأنقة بشكل كبير ملفت للنظر فهى لاحظت بعض نظرات الحضور لها ولكنها لا تبالى بتلك النظرات هى تريد نظرة من شخص اخر
ثائر بترحيب:" اهلا دكتور فريد نورت الحفلة اهلا يا آنسة"
نورين:" ممكن تقولى نورين بلاش آنسة دى احنا خلاص بقينا معرفة"
فريد:" الف مبروك وربنا يتمم بخير بس هو ده فرحك ولا فرح بنت اخوك"
ثائر:" ده فرحنا احنا الاتنين"
نورين:" ليه هى "وتين" مكنتش مراتك لما كانت فى المستشفى انت كنت عايش معاها كده من غير جواز"
ثائر بانفعال:" لاء طبعا كانت مراتى بس لما ربنا شفاها حبيت اعملها مفاجأة ونعمل فرحنا من تانى بس علشان تبقى مبسوطة"
نورين:" واوو حركة حلوة اوى دى منك "
ثائر:" عقبال عندك ان شاء الله"
نورين:" فى حياتك ان شاء الله"
فريد:" الف مبروك يا ثائر ربنا يسعدكم"
ثائر:" شكرا يا دكتور نورتونا"
اخذ فريد ابنته مبتعدا عن "ثائر" فهو بات يشعر ان ابنته على وشك افتعال مشكلة فهو يعرف تصرفاتها جيدا حتى انه هذه الأيام يرى انها ليست على طبيعتها ولا ينسى حماسها عندما علمت انها ستأتى معه الى حفل الزفاف جلست على احدى الطاولات تتبعه بنظراتها اينما ذهب كأن لايوجد احد بالحفلة غيره لمحت زوجته ظلت تفكر ما هو الشئ المميز الذى جذبه اليها هل لانها محجبة هل لانها جميلة ام ما هو الشىء الذى يوجد بها يجعله لايرى غيرها.
فريد:" ايه اللى انت قولتيه ده يا نورين"
نورين:" قولت ايه يا بابى"
فريد:" انتى بتقوليله انت كنت عايش مع مراتك من غير جواز دى كلمة تتقال يا نورين"
نورين:" اصل استغربت فى المستشفى انت قولت مراته وجينا النهاردة عملها فرح فطبيعى الواحد يفكرها انها كانت عشيقته ولا حاجة"
فريد:" ايه عشيقته دى كمان اللى انت متعرفهوش ثائر محترم جدا ومتربى كمان ومش من النوع ده ولا زى اللى بتسمعى عنهم انهم ممكن يعرفوا ستات والقرف ده"
نورين:" يا سلام للدرجة دى يعنى هو محترم ومؤدب"
فريد:" ايوة بالرغم من عصبيته وأحيانا بيتصرف مع اللى بيسئ التصرف معاه بقسوة الا انه عمره ما جه على حد ضعيف او اساءت التصرف فى حق بنت او ست هو عنده قيم واللى غرز فى القيم دى اخوه رؤوف لان هو اللى كان مربيه"
نورين:" انا شايفة يا بابى انك منحاز ليه اوى وبتدافع عنه كتير"
فريد:" لان زى ما قولتلك انا اعرف ثائر من صغره وعرفه كويس والصراحة هو عاجبنى شخصيته اللى قليل اوى تلاقى حد زيه"
نورين:" على العموم ربنا يوفقه انا هقوم علشان ابارك لمراته"
وجدت نفسها تقترب منهم تريد تهنئة "وتين" على حفل الزفاف ولكنها ليس سوى مبرر حتى تقترب منهم
نورين:" مبروك يا مدام "وتين" الصراحة اتفاجئت ان النهاردة فرحكم انا فكراه فرح بنت اخوه بس"
وتين:" الله يبارك فيكى وعقبال عندك اه مفاجئة حلوة مش كده"
نورين:" أوى اصل اول مرة اشوف حد يتجوز مراته مرتين ان اعرف ان الجوازة التانية بيكون متجوز عليها مش متجوزها هى"
سمعت "وتين" كلماتها التى اردفتها تلك الفتاة بشئ من السخرية ابتسمت لها ابتسامة مقتضبة تحاول ان تتمالك أعصابها فهى لا تريد شئ يفسد تلك الليلة الرائعة
وتين:"لاء اصل انتى متعرفيش ان "ثائر "محدش يعرف هو بيفكر فى ايه لكن حكاية ان يتجوزنى مرتين دى فده علشان هو بيحبنى اوى وعايز يسعدنى بأى طريقة حتى لو هيعملى فرح من تانى"
نورين:" جميل اوى حبكم لبعض بالتوفيق ان شاء الله"
وتين:'' شكراً ليكى وعقبال عندك ان شاء الله"
كل هذا و"ثائر" يتابع الحوار بينهم بدون ان يتفوه بحرف واحد فهو ترك تلك المهمة لزوجته فهو بات يشك بتصرفات تلك الفتاة فهو لا يخفى عليه أيضاً تلك الافعال فهو ليست هذه المرة الاولى التى يتعرض بها لشئ كهذا فكثيرا غيرها حاولن معه بتلك الطرق والاساليب التى ينظر اليها نظرة متدنية فهو يسأم افعال بنات حواء من الاغواء فالوحيدة التى تستطيع ان تغويه هى تلك التى تحمل اسمه وتغويه بأتفه الطرق من مجرد ابتسامة تنفرج بها شفتيها او لمحة مضيئة من عينيها الساحرة....فهو أخذ قراره ان لا وجه او عينان او شفتان او ذراعان تلتف حول عنقه تستطيع اغوائه واغراءه غيرها هى فقط ولن تستطيع اى انثى آخرى ان تفعل ذلك حتى وان كانت تملك جمال الكون بأكمله.. نظرت اليها "نورين "التوت شفتيها بابتسامة جانبية وكأنها تخبرها ان زوجها ما هو الا رجل مثل باقى الرجال فانثى واحدة لا تكفيه.عندما حاولت الابتعاد تعثرت بفستانها وجدت نفسها تسقط بين ذراعيه تلك اللحظة التى شعرت فيها "وتين" بتلك النيران التى شبت فى قلبها وهى تراها بين ذراعى زوجها وليس هذا فقط فتلك الفتاة تغمض عينيها باستمتاع من رائحة عطره التى باتت تشمها من قربها منه فهى تعلم تلك الرائحة وماذا تفعل بالحواس فهى كانت بمجرد استنشاق رائحته تشعر بالخدر فى أوصالها
نورين:" اه انا اسفة كنت هقع ما اخدتش بالى"
ثائر بجمود:" حصل خير وبصى كويس وانتى ماشية يا آنسة"
نورين:" ان شاء الله عن اذنكم ومبروك مرة تانية"
قبل ان تعود الى والدها رأته يقترب منها تنتفخ اوداجه من تصرف ابنته اقترب منهم معتذرا عن مغادرة الحفل الآن
فريد:" عن اذنك بقى يا ثائر علشان لازم امشى دلوقتى"
ثائر:" لسه بدري يا دكتور فريد بسرعة كده"
فريد:" معلش بس علشان عندى عمليات الصبح ان بس جيت علشان اباركلك الف مبروك وعن اذنكم"
ثائر:" الله يبارك فيك اتفضل نورتنا الشوية دول يا دكتور فريد"
فريد:" تسلم يا ثائر عن اذنك"
أردف كلماته قام بسحب ابنته من يدها قبل ان تنطق حرف واحداً شعرت بمدى عصبيته ركبت بجواره لا تنطق بكلمة واحدة كأنها اصابها الخرس وصلوا الى المنزل عندما حاولت الصعود الى غرفتها اوقفها بصوته الغاضب
فريد:" استنى يا نورين عايز اتكلم معاكى"
نورين:" خير يا بابى فى ايه"
فريد:" انا اللى المفروض أسألك فى ايه ومالك اليومين دول وتصرفاتك الغريبة دى من ساعة ما شوفتى ثائر"
نورين بتوتر:" وانا عملت ايه وانا مالى ومالى" ثائر" ده كمان وانا كويسة ومعملتش حاجة"
فريد بعصبية وغضب:" اللى فى دماغى بطليه يا "نورين" والا مش هيحصل طيب انتى فاهمة ابعدى عن "ثائر" يا "نورين" انا مش اعمى علشان اشوف انتى بتبصيله ازاى او كلامك الغريب اللى بتحاولى تضايقى بيه مراته فوقى يا "نورين" بقى "ثائر" مش" مروان "انتى فاهمة مش "مروان" مش علشان فيهم شبه من بعض يبقى "ثائر" هيبقى بديل "مروان" "مروان" خلاص مات انسى بقى وشوفى حياتك ومتحاوليش تحيى" مروان" فى "ثائر "لان ده مينفعش حتى لو كان "ثائر" مش متجوز متحاوليش تعملى بديل ل"مروان" يا "نورين "واصحى لنفسك بقى"
سمعت كلمات والدها الغاضبة وجدت دموعها تهطل بغزارة على وجنتيها فوالدها ضغط على جرح الماضى بكل قوته حتى شعرت بنزيف قلبها مرة اخرى
نورين بدموع:" بس يابابى بس كفاية بقى انت ليه فكرتنى ليه حرام عليك"
فريد:" فكرتك علشان تفوقى وتعرفى انتى بتعملى ايه والا كده انا هرجعك فرنسا تانى ومش هترجعى مصر الا وانتى ناسيه الهبل اللى فى دماغك ده"
نورين:" بابى انت غلطان انا مفيش حاجة بينى وبين ثائر"
اردفت كلماتها ذهبت الى غرفتها قبل ان يسمعها كلام آخر دلفت الى الغرفة وجدت نفسها تذهب الى ذلك الصندوق الذى يحوى بعض الصور والرسائل فتحت الصندوق تنظر الى صور ذلك الشاب وتلك الابتسامة التى كانت تملأ وجهه الوسيم نزلت دموعها عندما تذكرته فمن حظها السئ ان تخسر حبيبها ولكن اراد القدر ان تقابل شبيه له ف"ثائر" و'مروان" يوجد تشابه بينهم الى حد ما وخاصة لون العينين لذلك فهى منذ ان رأت "ثائر" وهى لا تصدق انه يوجد من يشبه حبيبها الى هذه الدرجة....
بعد انتهاء تلك الليلة البديعة التى كانت بمثابة حلم جميل يعيشه كل من هؤلاء العشاق بالرغم من محاولة "وتين"ان تضبط أعصابها من تصرفات "نورين" ذهب "رمزى" و"مريم" الى منزله وصعد "ثائر "و"وتين" الى غرفتهم
وصل "رمزى'' منزله فمنزله لايبعد كثيرا عن منزل "ثائر'' دخل المنزل يحملها بين ذراعيه لايصدق انه عاد اليوم الى منزله وبرفقته حوريته التى يسرى عشقها فى اوردته
رمزى بحب:"نورتى بيتك يا حبيبتى البيت زاد نوره يا مريم"
مريم بخجل:''تسلم يا حبيبى"
صعد بها الى غرفتهم دخلت الغرفة بقلب تتعالى صوت دقاته حتى كادت ان تصم أذنها فهو لاحظ توترها حاول التخفيف من ذلك التوتر الذى أصابها فهو يعلم مدى رقتها وخوفها
رمزى:"حبيبتى هسيبك تغيرى براحتك علشان نصلى سوا ماشى يا مريم"
مريم بكسوف:"ماشى يا حبيبى"
خرج من الغرفة قامت بخلع فستان الزفاف ثم ارتدت ما يناسب تلك الليلة كانت توضأت ثم لبست اسدالها دلف "رمزى" إلى الغرفة ذهب الى غرفة الملابس قام بتغيير ملابسه ثم توضأ أيضا وقف امامها يأمها فى الصلاة أدوا صلاتهم بخشوع بعد الانتهاء وضع يده على رأسها يدعو لها ويقول الدعاء الخاص بتلك الليلة وهى تأمن خلفه وقفت تبتلع ريقها مرة تلو الآخرى فهى تشعر بالخوف والقلق والخجل والتوتر حتى شعرت ان قلبها ربما سيقفز خارج ضلوعها الآن ابتسم لها ابتسامة تشجيع اقترب منها حدثها بصوت هادئ لتهدئة روعها و خوفها وذعرها فهى ربما ترسم فى مخيلتها الآن اشياء تجعلها ترتعد من الخوف والخجل
رمزى بابتسامة:" مريومتى "
عندما حاولت ان تنطق شعرت بجفاف فى حلقها ولسانها اصبح مستعصياً عليه الكلام فعندما تحاول ان تتفوه بكلمة تهرب منها الكلمات
رمزى:" حبيبتى ردى عليا بوصيلى يا مريم"
رفعت وجهها اليه بعيون يملأها الخجل ولكن أيضاً تملأها الحب ولكنها لا تتخيل ان الآن ستتغير حياتها ستتغير هى نفسها
رمزى:"حبيبتى متخافيش منى اوى كده واهدى خالص ولو مش حابة يحصل اى حاجة النهاردة عادى مفيش مشكلة مفيش داعى لخوفك وقلقك ده والرعب اللى فى عيونك ده"
مريم بتوتر:"يعنى انت مش هتزعل منى يا رمزى"
رمزى:"وازعل من ايه انا يا قلبى كفاية عليا بس النهاردة ان انا هنام وانتى صوت دقات قلبك سامعه وانتى جمبى وان انتى معايا فى مكان واحد فاهدى ويلا تعالى نامى تلاقيكى النهاردة كان يوم متعب وتعبتى جامد ولا انتى جعانة يا حبيبتى اجبلك تأكلى"
مريم:"فى اكل على التربيزة دادة عملته علشانا"
رمزى بمزاح:"خلاص تعالى بقى اكلينى علشان ميت من الجوع وعايز حد يأكلنى"
مريم بابتسامة:"بعد الشر عليك يا حبيبى تعال ناكل"
اجلسها بجواره وضع الطعام فى فمها تتناوله باستحياء شديد فهو لا يريد افزاعها او ان تأخذ مفهوم خاطئ عن تلك الليلة بعد الانتهاء قامت بغسل يدها قامت بخلع اسدالها رأها بذلك الجمال مارس اقصى درجات ضبط النفس فليس من السهل عليه ان يرى جميلته التى كان يتمناها ليلاً ونهاراً بجواره ولا يستطيع الاقتراب منها ولكنه يجب ان يكون مراعياً لشعورها ذهبت "مريم" الى السرير تمدد بجوارها ينظر اليها بابتسامة بالرغم من ذلك اللهيب الذى اشتعل بداخل قلبه يطلب ودها وقربها حاول اغلاق عينيه عبثاً لاتعرف لماذا تريد الآن ان تقترب منه؟ فهى تحبه وتريده ان يشعر بحبها له وجدت نفسها تقترب منه تضع رأسها على صدره تهمس له بتلك الكلمة التى وصلت لمسامعه مدغدغة لمشاعره تعصف بقلبه وجوارحه
مريم بهمس ناعم :"رمزى انا بحبك"
رمزى بابتسامة:"وانا بموت فيكي يا حبيبتى"
رفعت رأسها اليه وجد نفسه يقترب من رأسها يضع قبلة على مقدمة رأسها ثم أخذت شفتيه تتجول على صفحة وجهها كان يتعامل معها بمنتهى الرقة والحنان انساها خوفها وتوترها وبدأت ليلتهم بمزيج من الحب والعشق والخجل فهو عندما شعر باستجابتها لم يستطيع منع نفسه من ان يقترب منها**على الجانب الاخر كان ذلك العاشق وجميلته بعد ان أدوا صلاتهم اصرت عليه ان يرقصوا سويا على صوت الموسيقى الهادئ فى تلك الليلة الساحرة التى يضيئها ضوء القمر كانت تقف بأطراف أصابعها على قدميه حتى تستطيع الوصول اليه تضع ذراعيها حول عنقه تدفن وجهها بين كتفه وعنقه مرسلة انفاسها الدافئة التى تجعله يضمها اليه يحتويها بين ذراعيه بقوة كأنه يريد ان يسجنها بداخل قلبه الذى صار ينبض بتلك السرعة ومما زاد فى احتراق خلايا جسده من ذلك الشوق الرابض بقلبه تلك القبلات التى كانت تطبعها على عنقه بتلك الشفاه الناعمة التى تشبه بتلات الورد كان يتمايل بها على صوت الموسيقى وهو يرفعها عن الأرض يحتضن خصرها بذراعين من فولاذ سمع صوت تنهيدات ناعمة تصدر منها
ثائر بهمس:" مالك يا وتينى بتتنهدى كده عليه"
وتين:" مش عارفة يا ثائر كأنى فى حلم حميل وهصحى منه على حقيقة توجعنى"
ثائر:" ليه بتقولى كده يا قلبى احنا في حقيقة مش خيال"
وتين بغيرة:" خايفة ييجى يوم وواحدة تانية تاخدك وتخطفك منى"
ثائر بابتسامة:" هى مين ده اللى تخطفنى يا حبيبتى انا اخطف اه بس مفيش واحدة تخطفنى مفيش غيرك انتى وبس"
وتين:" الصراحة مرتاحتش للى اسمها "نورين" دى ولا لكلامها"
ثائر:" سيبك منها نورين ايه وبتاع ايه فى ليلتنا دى ركزى معايا انا دلوقتى"
ابتسمت له ابتسامة جميلة وجدوا أنفسهم غارقين فى بحر من الحب تتصارع صوت دقات قلبيهم فكلما ابتعد عنها يجد نفسه يقترب أكثر وكأن بها شئ كالمغناطيس يجذبه يجعله غير قادر على الابتعاد يهمهم بتلك الكلمات العاشقة التى تصل لاذنها تجعلها غير راغبة فى شئ سوى الخضوع لسلطان الحب اخذت انفاسها بقوة وكأنها تريد ان تحمل رئتيها اكبر قدر من رائحته تلك الرائحة الممزوجة بالعشق وضع رأسه فوق قلبها حيث ترتعش هيامأ غرزت أصابعها فى شعره ترتبه تارة وتبعثره تارة اخرى .ولكن خطر على بالها سؤاله لماذا اغمض عينيه لحظة دخولهم حفل الزفاف
وتين:"ثائر انت نمت يا حبيبى"
ثائر بصوت اشبه بالنعاس:"اممم لسه بس بسبب لعبك فى شعرى كنت هنام حسيت دماغى تقلت اوى"
وتين:"هوانا ممكن اسألك سؤال"
ثائر باهتمام:"خير يا روحى فى ايه عايزة تسألى على ايه"
وتين:"هو انت ليه غمضت عينيك لما سمعت صوت الالعاب النارية "
ثائر:"علشان مبحبش صوت الفرقعة علشان بتفكرنى باللى حصل ل''رؤوف" بتفكرنى بصوت انفجار العربية علشان كده مبحبش اسمع الاصوات دى ولو سمعتها مبستحملش صوتها فى ودانى بحس بالغضب والعصبية ساعتها علشان كده بغمض عينى علشان اهدى نفسى"
وتين:'فهمت يا حبيبى انا افتكرت ان فى حاجة مضيقاك ومش عايز تقولى هو احنا هنسافر امتى"
ثائر:" هنسافر بعد بكرة"
وتين:"اشمعنا يعنى نسافر بعد بكرة مش المفروض نسافر بكرة"
ثائر بلؤم:'لان انا مش هقدر اقوم من النوم بكرة فعايز انام وارتاح يا روحى فهمتى يا قلبى"
وتين بشهقة:"هااا انت رهيب يا "ثائر" يا ساتر"
ثائر:"قصدك بجح وقليل الادب يا روحى قوليها انا عارف انها واقفة فى زورك وعايزة تقوليها"
وتين:"هههه انا اللى واقف فى زورى كلمة تانية مش دى"
ثائر:"كلمة ايه دى"
وتين:''ب ح ب ك يا ثائر بعشقك"
ثائر:" نيمينى يا وتين عايز انام"
وتين:"انيمك ازاى يعنى اعمل ايه"
ثائر:''يعنى احكيلى حدوتة علشان انام يلا بقى"
وتين:" طب عايز حدوتة ايه احكيهالك"
ثائر:''اختارى انتى حدوتة على مزاجك واحكيهالى"
وتين:"هحكيلك حكايتى لانها تشبه حياة سيندريلا هحكيلك حكايتى معاك يا اميرى الغجرى"
ابتسم" ثائر" على كلام زوجته التى بدأت تقص عليه قصتها منذ ان كانت تعانى الامرين من العذاب والقهر الى ان قابلته ووقعت فى غرامه وتزوجته حتى اصبحت حياتهم الى ماهى عليه الآن
*"*"*
تمطت بكسل على سريرها تبتسم وهى مغمضة العينين عندما شعرت بشئ يداعب وجهها فلم تكن سوى وردة يداعب بها زوجها وجنتيها
رمزى بابتسامة حب:"صباح الخير على احلى عروسة فى الدنيا دى كلها صباح الخير يا مريومتى"
مريم:"صباح النور يا حبيبى"
رمزى:"انا كل يوم هصحى على الوش الجميل ده والابتسامة العسل دى والعينين اللى تدوخ دى وتنسينى اسمى"
شعرت بالخجل من كلامه فليلة الأمس كانت ليلة خيالية قضتها برفقة حبيبها الذى كان يتعامل مع جهلها برقة وتفهم فهو لم يحاول افزاعها او بث الخوف فيها بأى شكل من الأشكال بل كان صابراً معها الى اقصى الحدود
مريم:"وانا هصحى على الكلام الحلو ده كل يوم"
رمزى:"دا انا اغنيلك كمان يا حبيبتى انا عندى كام "مريم" فى حياتى هى واحدة بس ومفيش غيرها"
مريم:" تسلملى يا حبيبى بس تصدق عمو و"وتين" وحشونى اوى"
رمزى بمزاح:"دا تلاقى عمك دلوقتى فى كوكب زحل ومش فاكر حتى اسمه ولا هو مين"
مريم:"هههههه بس بقى يا "رمزى" هقوم احضرلك الفطار بس هاخد شاور الاول واعملك الفطار على طول ماشى"
رمزى:"احنا هنعمل الفطار سوا يا روحى انتى تعملى الاكل وانا اكل انتى تبتسمى وانا احبك انتى تدينى حضن انا اديكى حضن كده يعنى الحياة مشاركة بين الزوجين"
مريم بضحك:"وانت الصراحة كده هتتعب اوى يا حبيبى"
رمزى:"يلا ربنا يقدرنى ويصبرنى على التعب ده كله"
مريم بمزاح :" ربنا يقويك يا حبيبى والله على الهزار بتاعك ده"
رمزى:" ايه مش عاجبك هزارى ولا ايه يا روحى"
مريم:" دا انا بموت فيك بسبب خفة دمك دى وكلامك العسل ده"
رمزى:" وبعدين بقى"
مريم باستغراب:" مالك يا حبيبى فى ايه"
رمزى:" انا بقول بلافطار بلا بتاع بقى عايشين عمرنا بناكل خدنا ايه يعنى"
مريم:" قصدك ايه يعنى''
رمزى:" يعنى بحبك يا بنت العمرى ومش عايز اكل انا عايز اكلك انتى حلال الله أكبر"
لم يمهلها فرصة تستوعب كلماته اذ وجدت نفسها تذهب معه الى عالم اخر ذلك العالم الذى دخلته بالأمس
***
كان ينتظر بلهفة موافقة زوج خالته على زواجه من "دينا" فمنذ متى وهو اصبح متلهف بهذه الطريقة فهو كأنه هذه اول مرة بختبر ذلك الاحساس بالرغم من انه كان يحب "وتين" وقام بخطبة "هيام" ولكن هذه المرة كأنه اول مرة يفعل شئ كهذا لمحت والدته حيرته ابتسمت له جلست بجواره
نادية:"مالك يا "اسامة" مش على بعضك ليه كده"
اسامة:"ها لا ابدا يا ماما انا كويس مفيش حاجة انا تمام"
نادية:"انا عيزاك بس يا ابنى المرة دى تفكر بعقلك ومتندفعش زى المرة اللى فاتت"
أسامة:"قصدك ايه يا ماما"
نادية:"قصدى ان انت المرة للى فاتت كنت عايز تخطب واحدة ولما روحنا نخطبها خطبت قريبتها فا انا مش عايزة اخسر اختى يا اسامة"
اسامة:"انتى عارفة ان "هيام" ضحكت عليا وشككتى فى "وتين" علشان كده حصل اللى حصل"
نادية:"وهو ده اللى عيزاك تفهمه مش اى كلام تسمعه تصدقه لازم يبقى عندك عقل تغكر كويس قبل ما تحكم وانت عارف اللى انت ناوى تتجوزها تبقى بنت اختى حصل بينكم سوء تفاهم وترجع تعمل اللى عملته قبل كده يبقى انا خسرت اختى الوحيدة فهمت يا ابنى"
اسامة:"فهمتك يا ماما وعارف انتى عايزة توصليلى رسالة ايه والرسالة وصلت وصدقينى انا اتعلمت الدرس كويس
نادية:"ربنا يوفقك يا حبيبى ويكتبلك الخير يا رب"
اسامة:"تسلميلى يا ماما"
اثناء حورارهم سمعت نادية صوت رنين هاتفها قامت بفتح الهاتف بابتسامة
نادية:"ازيك يا حبيبتى"
أمينة:" الحمد لله تسلميلى يا رب انا بس اتصلت عليكى علشان اقولك ان "مدحت" موافق وان شاء الله هينزل مصر كمان اسبوع علشان نتمم الخطوبة"
نادية بفرحة:"يوصل بالسلامة ان شاء الله وربنا يتمم بخير سلميلى على عروستنا الحلوة"
أمينة:'يوصل ان شاء الله"
بعد انتهاء المكالمة كان يريد معرفة رأى زوج خالته بشأن تلك الزيجة
أسامة:"ها يا ماما ايه الاخبار"
نادية:"عمك "مدحت" موافق وهييجى كمان اسبوع علشان نتمم موضوع الخطوبة"
اسامة بحماس:"ان شاء الله يا ماما"
شعر بالتفاؤل فربما الآن سيستطيع ان يبدأ من جديد مع تلك لفتاة التى لم يخطر على باله يوماً انها ممكن ان تكون هى نصيبه وحظه من الدنيا
*"*"*
لاتجف الدموع من مقلتيها ندما وحسرة على ماوصلت اليه فهى كانت تريد ان تتزوج من ذلك الشاب التى رأت به فارس احلامها الذى سيحقق لها كل أمانيها ولكن لم يكن كل هذا الكلام سوى وعود كاذبة مجرد كلام ينطقه وتمر عليه ثانية لا يتذكره فهى تذكرت يوم ما حدث لها تلك الكارثة التى حلت بها
"فلاش باك''
كانت تجلس بجواره فى سيارته بتلك الابتسامة العريضة بسبب ما اخبرها به للتو من انه سيريها الان ذلك المنزل الذى سوف يسكنوه بعد زفافهم
هيام:"هو لسه كتير على ما نوصل الفيلا يا حبيبى ولا ايه"
يحيى بخبث:"لاء يا حبيبتى احنا قربنا نوصل اهو هى الفيلا اللى هناك دى"
هيام:'وانت هتيجى تطلبنى امتى من اخويا ومن ماما علشان نتجوز"
يحيى:"اول لما الفيلا تتشطب وتخلص هنتجوز على طول يا حبيبتى"
هيام:"هى لسه الفيلا متشطبتش ولا ايه"
يحيى:"خلاص المهندس هيشطبها انا بس جبت تشوفيها علشان تختارى الالوان والذوق اللى يعجبك"
سمعت ذلك رفرف قلبها من الفرحة فهى اصبحت على وشك تحقيق حلمها وصلوا الى تلك الفيلا نزلت من السيارة تنظر الى المكان باعجاب فالمكان يخص تلك الطبقة الراقية التى تراها وتسمع عنها
يحيى:"تعالى يا حبيبتى علشان تشوفيها من جوا هتعجبك اوى"
هيام بحماس:" ماشى يلا بينا"
دخلت معه الى المنزل ظلت تتجول بعينيها فى ذلك المكان الرائع الذى سيصبح قريبا من نصيبها حسب تلك الأحلام والامانى التى ترسمها فى مخيلتها
هيام باعجاب شديد:"واووووو المكان تحفة يا يحيى"
يحيى:'ولسه الدور اللى فوق هيعجبك اوى تعالى معايا"
صعدت معه الى الدور العلوى قام بفتح احدى الغرفة ولكن لدهشتها وجدت بها سريرا فقط"
هيام:"ايه السرير ده بيعمل ايه هنا"
يحيى:"ده تلاقى بس حد من العمال عامله علشان لما يرتاح او يباتوا هنا فى الفيلا علشان يشطبوها بسرعة"
هيام:"اممم آه فهمت"
يحيى:"مقولتليش بقى عجبتك الفيلا ولا لاء"
هيام:"اوى اوى يا يحيى جميلة اوى انا مش مصدقة ان انا خلاص هبقى مراتك ونتجوز"
يحيى:"انتى خلاص بقيتى بتاعتى ومراتى يا "هيام" مراتى اللى هخيها تعيش أميرة وكل طلباتها مجابة وهخليها تلف معايا العالم كله وهفسحها فى بلاد عمرها ما شافتها"
كانت تستمع إلى كلامه المعسول بانبهار وجدته يقترب منها ومازال يمطرها بتلك الوعود الكاذبة التى جعلتها تضعف وتخضع لذلك العابث.فها هى قد وقعت فى المحظور وجدت نفسها فى لمح البصر تخسر كل شئ وتخسر نفسها اولا قبل اى شئ.بعد ان انتهى منها تبخرت تلك الوعود التى كان يوعدها لها
هيام:'يحيى انت لازم تيجى تخطبنى بسرعة ماشى"
يحيى ببرود:"وانتى مستعجلة على ايه هى الدنيا هطير يعنى"
هيام:'يحيى بلاش استهبال انت لازم تصلح اللى انت عملته دلوقتى لازم تصلح غلطتك"
يحيى:"وهى الغلطة غلطتها لوحدى انتى مكنش عندك مانع وكنتى موفقانى على كل حاجة يعنى انا مغصبتكيش على حاجة"
هيام:" انت وعدتنى انك هتيجى تتجوزنى انت ضحكت عليا"
يحيى:"هاتى اللى يثبت كده ان انا وعدتك ان هتجوزك"
هيام بذهول:'انت قصدك ايه يا يحيى بكلامك ده"
يحيى:"قصدى يعنى خلاص كفاية عليكى كده يا "هيام" واشوف وشك بخير انا ضيعت معاكى وقت زيادة عن اللزوم"
قال ذلك سبقها الى الخارج جرت خلفه تمسكه من ذراعه تبكى على حالها الذى وصلت اليه ترجوه ان يكذب ما قاله لها الآن ويخبرها انه ليس الا مزاح معها
هيام:''يحيى انت بتهزر مش كده انت مش هتسيبنى صح مش انا حبيبتك مش كنت بتقول انك بتحبنى"
يحيى:"انتى مبتفهميش قولتلك خلاص كل شئ خلاص ومش عايز اشوفك ولا اسمع صوتك تانى وانسيتى خالص يا ''هيام" انتى فاهمة"
جثت على ركبتيها تبكى بقهر على ما وصل إليه حالها فهى من خاضت فى عرض وشرف فتاة بالكذب اصبحت هى فاقدة العرض والشرف
"انتهاء الفلاش باك"
تفكر وتفكر كيف تخرج من مأزقها ومصيبتها الذى اذا علم بها أحد من اهلها ستنتهى حياتها
*"*"*
يقف بشرفة غرفته يحتسى قهوته باستمتاع فى ذلك الليل الجميل الذى لا يعكر صفوه شئ فى حين انها تقوم بترتيب أغراضهم التى سيحتاجونها فى سفرهم لقضاء شهر عسلهم بعد الانتهاء وجدت نفسها تذهب سريعاً الى الحمام اخذت حمام دافئ ينعشها ارتدت تلك الملابس التى تجعلها تشبه النجمة المضيئة فى سواد هذا الليل اقتربت منه بخفة لا تصدر صوتاً وبالرغم من ذلك ارتسمت ابتسامة على شفتيه فهو علم باقترابها منه بسبب ذلك العطر الذى يفوح منها والذى طلب من احدى شركات العطور ان تصنعه خصيصاً لها اراد ان يكون لها عطرها المميز فهو عطر ذو رائحة اخاذة اقتربت منه تحيط خصره بيديها الصغيرة تريح رأسها على ظهره العريض تغمض عينيها تشعر بالشوق يختلج بين ثنايا قلبها قام بسحب احدى يديها يقربها من فمه يطبع عليها احدى تلك القبلات التى ترسل رعشة قوية في جسدها
ثائر:" خلصتى يا وتينى"
وتين:" اه خلاص خلصت وكل حاجة جاهزة على سفرنا الصبح"
التفت اليها مد يده يزيح خصلات شعرها عن وجهها فهو يريد ان يرى ذلك الوجه الملائكى وتلك العينان الساحرتان
ثائر:" انتى مبسوطة وسعيدة يا روحى"
وتين:" اوى اوى يا حبيبى لدرجة ان سعادتى ابتدت تخوفنى"
ثائر:" بلاش اوهامك دى بقى يا قلبى متفكريش فى حاجة تعكر سعادتك واصلا متفكريش فى حاجة مش هتحصل عارفة يعنى ايه مش هتحصل يعنى انا ليكى انتى وبس فهمانى يا "وتين" ودى كلمة عمرى ما قلتها لحد ولا هقولها لغيرك"
وتين:" مش عارفة انا بقيت موسوسة كده ليه"
ثائر:" استعيذى بالله من الوسواس ومتخليهوش يسيطر عليكى علشان كده هتتعبى يا حبيبتى"
وتين:" اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم واستغفر الله العظيم"
ثائر:" ايوة كده بس قوليلى ايه الحاجات اللى تجنن دى"
وتين:" حلو يعنى عليا"
ثائر:" اوووووووى بس انتى اللى زودتى حلاوته أكتر"
وتين بهمس ناعم:" كلامك حلو اوى يا "ثائر" بيخدر اعصابى ومبيخلنيش عارفة ايه اللى بيحصل حواليا"
ثائر:" دا انتى اللى بقيتى بالنسبة ليا زى الهوا اللى بتتفسه"
ظلت الهمسات بينهم كأنهم يخشون افساد تلك اللحظة الرائعة اذا علا صوتهم قليلا فذلك الهمس هو همس القلوب بين قلبين عاشقين
"فى المطار"...كانوا هؤلاء العشاق ينتهوا من معاملات المطار حتى يصعدوا على متن تلك الطائرة التى سترحل بهم الى اسبانيا لقضاء شهر عسلهم .كان واضعا يديه حول كتفها يحاوطها بيده يجعلها قريبه من قلبه ذلك القلب الذى اصبح بدون ارادة منه ملك تلك الفتاة التى جعلته عاشق لها حتى الموت كانت تحمل بيدها علبة من العصير ترتشف منها مثل الاطفال ابتسم على فعلتها فهى قبل ان تكون زوجته فهى طفلته المدللة التى بمجرد ان ترجوه لاى شئ من اجلها يجد نفسه يفعل بقلب راضى وابتسامة واسعة فهى قد أودت به الى هاوية جنون العشق والهوس اصدرت صوتا يعلن عن انتهاء العصير بيدها وجد نفسه يضحك على فعلتها
ثائر:"ههههه حبيبتى خلاص كيس العصير خلص ايه الصوت ده"
وتين:"هههه ما انا لازم احلفه على المصحف انه خلص ولازم اسمع صوته كده''
ثائر:"لو عايزة عصير تانى يا قلبى اجبلك"
وتين:"تسلملى يا حبيبى انا شاربه ييجى كرتونة عصير لحد دلوقتى"
ثائر:"بالف هنا وشفا على قلبك يا عمرى ماطرح ما يسرى يمرى"
وتين بعشق:"وبعدين بقى يا "ثائر" كده كتير وربنا وحرام بصراحة"
ثائر باستغراب:"هو ايه ده اللى كتير وحرام يا وتين"
وتين بمشاكسة:"حلاوتك دى يا" ثائر "الرحمة شوية"
ثائر:"اه منك انتى يا شقية مش بقولك بدلوكى فى المستشفى مش مصدقة"
ابتسمت وتين على كلامه لاحظت قدم "مريم" و"رمزى" اليهم
رمزى:"يلا علشان خلاص هنطلع الطيارة دلوقتى"
ثائر:" انتوا كنتوا فين كده بسلامتك"
رمزى بمزاح:"كنت بشوف مكان هادى كده علشان اقول لمريم كلمتين حلوين بس ملقتش الدنيا زحمة هنا"
مريم بكسوف:"رمزى بس اسكت بقى"
رمزى:'نعمين انتى كمان انتى هتعمليلى زى عمك ناقص تقوليلى مخصوم منك الشهر ده"
ثائر:"طب مخصوم منك الشهر ده يا "رمزى" ومش هخلى كلمتك تنزل الارض"
وتين:"هههه لاء حرام يا ثائر بلاش كده"
ثائر بطريقة كوميدية:"خلاص علشان خاطرك هتنزل المرة دى بس المرة الجاية لايمكن ابدا"
رمزى بمزاح:"قوم بينا يا معلم حنفى خلاص الهيبة راحت يا جدعان"
وتين بدفاع وبدون وعى:"عمر هيبته ابدا ما تروح هو "ثائر" و هيفضل طول عمره "ثائر" اللى مفيش فى رجولته وشهامته ولا فى حلاوته برضه"
لايجد ما يقوله فتلك الكلمات التى نطقتها زادته عشقا لها فهى تدافع عنه تخبرهم ما مكانته لديها وكيف هى تراه
مريم بابتسامة:"ربنا يسعدكم يارب"
ثائر:'ويسعدك يا حبيبتى لو الواد ده تاعبك قولى وانا زى ما قولتلك قبل كده لو جوزك زعلقك انا هعلقه من رجليه"
مريم:"دا رمزى مفيش زيه ربنا يباركلى فيه"
رمزى:" حبيبة قلبى اللى مجننانى بحلاوة أهلها دى"
ثائر:" مش بقولك متخلف انت مش مصدق يا رمزى"
رمزى:"بقولك ايه هنوصل اسبانيا مش عايز اعرفك سيبنى اعيش بقى انا ومراتى شهر عسل كده محصلش انت فاهم متقفليش على الواحدة يا اخويا هو شهر عسل ولا عقاب انا رايح انطلق انت فاهم"
ثائر:"علشان خاطر "مريم" بس انا هسيبك"
مريم:"تسلملى يا عمو"
وتين:"يلا بينا بقى ولا ايه هنفضل نتكلم كتير"
صعدوا على متن الطائرة غفت كل منهن على كتف زوجها كان "ثائر" ممسكا يدها بين احدى يديه وذراعه الاخرى تحاوطها كانت تشعر بذلك الدفء الذى يسرى فى اوصالها يجعلها راغبة فى الذوبان على قلبه لم يغلبها النوم بعد وجدت نفسها تقترب من عنقه تحك أنفها به تشم رائحته المميزة كانت حركتها تلك قد جعلت الرعشة تتملك من قلبه وجد نفسه يضغط حولها بقوة يكاد ان يحطم عظامها من قوة تلك الضمة لم يسعها سوى اصدار ذلك الانين الخافت الذى يجعله غير واعيا اكثر لما يفعل ولكن تحولها انينها من الهمس المتألم الى تنهيدات حارقة تخرج من بين طيات قلبها المفعم بعشقه.وصلوا الى المنزل الذى يملكه "ثائر" فى تلك المدينة نظرت وتين باعجاب شديد للمنزل فهو لا يفرق كثيرا عن منزلهم فى مصر
ثائر:"عجبك البيت يا وتينى"
وتين:"اوى اوى يا حبيبى دا شبه بيتنا اللى فى مصر"
مريم:"انا مش قادرة انا دوخت من الطيارة وعايزة انام يا رمزى"
رمزى:"يا سلام ايه الرومانسية دى نبتدى شهر العسل بالنوم بس مش مشكلة ملحوقة يا بنت العمرى"
ثائر:"اتلم ياض انت ويلا خدها تنام روحى يا حبيبتى على اوضتك يلا ولو ضايقك ارميه برا الاوضة خليه ينام على الباب"
رمزى:"هقول عليك ايه انا خلصت فيك كل الكلام غجرى"
صعدت" مريم" مع زوجها الى الغرفة التى كانت تسكنها دائما عندما تأتى برفقة عمها.صعدت "وتين" ايضا مع "ثائر" الى غرفتهم فارتمت على السرير بتعب
ثائر:'مالك يا روحى تعبتى انتى كمان من الطيارة"
وتين:'اصل دى اول مرة اركب طيارة واسافر برا مصر"
ثائر:"ومش هتبقى اخر مرة يا وتينى فاتعودى على كده بقى"
وتين:"انت نور عيون وتين وقلبها من جوا"
ثائر:"انتى هتنامى بهدومك ولا ايه"
وتين:"والله ما قادرة اقوم اغير هدومى مش مشكلة بقى لما اقوم ابقى اغيرها"
ثائر:'خلاص اقلعى حجابك علشان تعرفى تنامى براحتك"
وتين:"ليه انت هتروح فين مش هترتاح شوية"
ثائر:"مش رايح فى حتة بس هنزل تحت اشوف ايه الاخبار و اشوف الناس اللى بتشتغل هنا"
وتين:"طب انا هنام بقى يا حبيبى"
ثائر:"نامى يا قلبى"
طبع قلبه على رأسها ثم غادر الغرفة متجها إلى الاسفل ليرى العاملين الذين يعملون لديه فى المنزل عندما يأتى الى هنا قام بالاتصال على ذلك الرقم اردف بعدة جمل باللغة الاسبانية بضرورة حضور ذلك الرجل هو وزوجته وابنته..بعد ان قضت بضع ساعات فى النوم قامت من على السرير متجه الى حقيبتها اخرجت منها ملابس لها ثم اتجهت الى الحمام لاخذ حمام سريع بعد الانتهاء ارتدت ملابسها ثم هبطت الى الاسفل ظلت تنادى عليه بصوتها ولكنها لاتجد احد يجيب ندائها
وتين:"ثائر ثائر انت فين يا حبيبى ثائر"
ولكنها لا تسمع صوت فاين ذهب؟ فهى اذا كانت تتحدث الاسبانية ربما كانت سألت احد من هؤلاء الناس الذين يعملون بالمنزل عن مكان وجود زوجها
وتين:"اعمل ايه دلوقتى انا مبعرفش اتكلم اسبانى و"مريم" زمانها نايمة"
قررت ان تبحث عنه بنفسها كل غرفة تقابلها تفتح بابها وتنظر بها ثم تغلقها حتى وصلت الى حديقة المنزل ظلت تبحث عنه سمعت صوت من مكان يشبه اسطبل الخيول اقتربت من المكان لمعرفة من يضحك ويتكلم بهذا الصوت المسموع فهى ميزت صوت زوجها ولكنها لم تميز الصوت الآخر وصلت الى المكان ولكن عيناها توسعت على آخرها فهى ترى زوجها ومعه فتاة جميلة تضحك معه حتى انها قامت بوضع يدها على ذراعه وهى تضحك بهذا الشكل عند هذا زاد جنونها صرخت باسمه بانفعال قوى
وتين:"ثاااائر ايه ده ومين دى اللى معاك وبتعملوا ايه"
ثائر:'وتين انتى صحيتى من النوم امتى يا حبيبتى"
وتين:"ليه مكنتش عايزنى اصحى ولا ايه ولا كنت عاوزنى افضل نايمة على ودانى"
ثائر باستغراب :"فى ايه يا حبيبتى مالك وبتتكلمى كده ليه مالك يا وتين"
وتين بصوت مرتفع :"انا بسألك مين دى يا "ثائر" رد عليا انا مش بكلمك مبتردش عليا ليه هااا رد عليا"
ثائر بغضب:"وتين وطى صوتك ومتعليش صوتك عليا انتى فاهمة انتى بتعلى صوتك ليه دلوقتى وبتتكلمى ليه بالشكل ده"
وتين بعصبية:"انا بقولك مين دى جاوبنى يا" ثائر" ولا تكون الحلوة واحدة من معجبات ثائر بيه العمرى"
ثائر بغضب:"برضه بتعلى صوتك عليا يا "وتين" يلا ادخلى جوا حسابى معاكى بعدين على ان تعلى صوتك عليا وتتكلمى معايا بالشكل ده وانتى عارفة مبحبش حد يعلى صوته عليا ولا يعارضنى فى الكلام حتى لو كان مين"
وتين بعند وتمرد طفولى:'"وانا مش همشى من هنا ولا هسمع كلامك الا لما اعرف مين دى وبتعمل معاك ايه هنا فى الاسطبل يا "ثائر" بيه"
***
رأيكم يا حلوين

رواية دمية في يد غجري الفصل الرابع وعشرون بقلم سمسم

وتين بعصبية:"انا بقولك مين دى جاوبنى يا" ثائر" ولا تكون الحلوة واحدة من معجبات ثائر بيه العمرى"
ثائر بغضب:"برضه بتعلى صوتك عليا يا "وتين" يلا ادخلى جوا حسابى معاكى بعدين على ان تعلى صوتك عليا وتتكلمى معايا بالشكل ده وانتى عارفة مبحبش حد يعلى صوته عليا ولا يعارضنى فى الكلام حتى لو كان مين"
وتين بعند وتمرد طفولى:'"وانا مش همشى من هنا ولا هسمع كلامك الا لما اعرف مين دى وبتعمل معاك ايه هنا فى الاسطبل يا "ثائر" بيه"
ثائر بغيظ:" انتى ايه حكايتك النهاردة انا مش بقولك ادخلى جوا كلامى يتسمع من مرة واحدة مفهوم ولا مش مفهوم يا وتين"
وتين باستهزاء:"ايه انت مضايق قطعت عليك خلوتك بالحلوة ولا ايه ولا مخلصتوش ضحك وهزار تحبوا اجبلكم عصير ليمون علشان القاعدة تحلو وتعرفوا تاخدوا راحتكم ولا اقولك انت خدها واطلعوا فوق انا خلاص صحيت والاوضة فاضية فوق هتعرفوا تتكلموا براحتكم أكتر جايز الحلوة وحشاك وعايز تشبع منها"
ثائر بذهول:'' ايه اللى انتى بتقوليه ده لاء دا انتى اتجننتى بقى يا "وتين" وجرا حاجة لمخك انتى فى وعيك يا مدام"
وتين:"وكمان بتشتمنى يا محترم وتقولى اتجننتى جايز خلاص مبقتش عجباك يا ثائر بيه"
ثائر بأمر:''على اوضتك انتى فاهمة احسن وقسما بربى ماهتعرفى انا ممكن اعمل فيكى ايه دلوقتى يا وتين"
كانت تلك المرأة لا تفهم شئ مما يقولنه فهى عاقدة حاجبيها تنظر اليهم باستغراب شديد فملامح وجههم تدل على انهم ربما يتشاجرون نظرا لجلها بتلك اللغة التى يتحدثون بها عندما حاولت الكلام اشار اليها ثائر بالسكوت
وتين بعند:" انامش هروح على اوضتى واللى عندك اعمله يا "ثائر" وانت شاورت للحلوة تسكت ليه خليها تتكلم متخافش انا مبعرفش اللغة اللى بتتكلموا بيها"
ثائر:''كده ماشى تعالى معايا يا وتين"
نطق بعض الكلمات بالاسبانية لتلك المرأة ثم اعتذر منها مغادرا قابضاً على ذراع زوجته بقوة ألمتها كان يمشى بخطوات واسعة وكادت ان تقع اكثر من مرة بسبب جره لها خلفه فتح باب غرفتهم ادخلها الغرفة ينظر اليها نظرات غاضبة وعيون اصبحت تطلق شرار بسب تمرد تلك العنيدة التى لا تستمع إلى كلامه
ثائر:'انا عايز اعرف انتى ايه اللى جرالك النهاردة انتى اتجننتى يا "وتين" وايه تصرفات العيال اللى بتعمليها دى انتى جرالك ايه"
وتين:"تصرفات عيال عايزنى اشوف جوزى مع واحدة واقف اتفرج عليهم"
ثائر:'انتى ليه محسسانى انك قفشانى معاها فى وضع مخل او ان انا وهى لقتينا فى اوضة النوم بتاعتك ودخلتى علينا فجأة"
وتين:"بس دى كانت حاطة ايدها على دراعك بتعمل ايه"
ثائر:''هى مش قصدها حاجة كانت بتضحك فايدها لمست دراعى عادى زى نوع من الهزار مش اكتر انتى ليه فهمتى الموضوع غلط دا انا حتى محستش بلمسة ايدها يعنى مكنتش قافشة فى دراعى يعنى"
وتين:"فهمت غلط! وصوت الضحك اللى مسمع فى البيت كله ايه كانت بتقولك نكت يا محترم"
ثائر:"تصدقى انا غلطان ان انا بعاتبك اصلا يا" وتين" انا عايز افهمك الموضوع وهى تبقى مين بس الظاهر انتى مش عايزة تصدقى غير شوية اوهام فى دماغك وخلاص وسواسك صورلك حاجات ملهاش وجود بس براحتك يا "وتين" بس انا بقى مش هسمحلك تتمادى معايا فى تصرفاتك دى اللى ملهاش لازمة الظاهر دلعى فيكى اخدك عليا بزيادة بس وماله نصلح الوضع ده"
وتين بثقة:" هتعمل ايه يعنى يا" ثائر" ها قول هتعمل فيا ايه هتضربنى هتعاقبنى هتحرمى من المصروف قول هتعمل ايه علشان ابقى عارفة عقابى ايه ها سمعاك يا ثائر"
ثائر بغضب شديد:" انتى عارفة ان انا مبضربش ستات وانا ولا هعاقبك ولا هحرمك من المصروف بس هحرمك منى يا وتين"
وتين بدون وعى:" هتحرمنى منك يعنى ايه والله انا مش غصباك على حاجة انت اللى هتشتاقلى وهتجيلى لحد عندى يا ثائر"
ثائر:" وماله يا وتين انتى واثقة فى نفسك اوى بس مش انا مش علشان بحبك هجرى وراكى لاء انتى كده غلطتى فى العنوان لو حتى انتى الهوا اللى بتنفسه وضايقنى يبقى احسن ليا اموت ولا افضل مخنوق"
قال ذلك وخرج من الغرفة صافعاً الباب بقوة كعادته جلست مكانها تشعر بدموع المهانة ملحة عليها فكيف يحدثها بهذا الشكل؟ بل انه نعتها بأنها طفلة الا يحق لها ان تغار عليه كأى إمرأة تعشق زوجها ماهذا الحظ السيء الذى سيجعلها تمضى يومها الاول هنا فى خصام معه بل وصل به الأمر الى تهديدها بحرمانها منه هو كيف وصل به الأمر ليقول تلك الكلمة **بعد ان ترك الغرفة هبط الى الاسفل دخل غرفة المكتب يحاول التقاط انفاسه بسبب غضبه منها فهى عنيدة ووصل بها الامر الى عصيان كلامه بل وانها أيضاً تتهمه باشياء يعلم الله انه برئ منها ولكن يجب ان تلتزم حدودها فاذا كانت تتصرف بهذا الشكل لتيقنها من عشقه لها وانه سيتركها تفعل ما يحلو لها حتى أن وصل بها الأمر الى هذه الدرجة فيجب تذكيرها من يكون هو ؟ فاذا كانت قد نسيت "ثائر" القديم سيعيده اليها ولكن بشكل اسوأ
***
استطاعت الخروج من المنزل بعد إقناع أمها بأن لها صديقة تريد منها الذهاب معها لشراء بعض الاغراض اللازمة لزفافها اتجهت إلى محطة القطار تريد الوصول الى القاهرة فهى تريد مقابلتها فربما تستطيع مساعدتها بعد ان غدر بها ذلك الجبان ولكنها لا تعلم عنوان منزل زوجها ولكن تذكرت انه رجل اعمال معروف فربما تعثر على العنوان بسهولة كانت جالسة فى القطار تبكى على حالها لدرجة ان هناك امرأة جالسة بجوارها قد اخذتها الشفقة عليها بعد ان راتها على تلك الصورة
المرأة:"مالك يا بنتى بتعيطى ليه كده استهدى بالله "
هيام:"لا ابدا مفيش حاجة انا كويسة''
المرأة:"دا انتى يا بنتى عينك حمرا زى الدم من كتر العياط وباين عليكى فى حاجة كبيرة مضيقاكى"
هيام بدموع :"بعيط على حالى وعلى اللى جرالى واللى حصل ليا"
المرأة:"استهدى بالله يا بنتى وربنا قادر يفرج همك ان شاء الله ربنا قادر على كل شيء"
هيام بأمل:"يارب يسمع منك ربنا وأخرج من اللى انا فيه"
المرأة:"ايوة قولى يارب وربك عليه الاجابة وان شاء الله مشكلتك تتحل قريب باذن الله"
هيام:''ان شاء الله"
ظلت تتحدث معها حتى وصل القطار الى محطة مصر فنزلت من القطار تخرج على غير هدى هائمة على وجهها لاتعرف اين تذهب قامت بايقاف احد سيارات الأجرة
السائق:"ايوة يا انسة على فين ان شاء الله"
هيام بتوهان:''ها مش عارفة انا راحة فين"
السائق:"افندم امال انا هوصلك فين دلوقتى انتى راحة عنوان ايه"
هيام:"هو الراجل معرفش غير اسمه بس مش عارفة العنوان بتاع البيت او الشركة بتاعته"
السائق:'اسمه ايه الراجل ده يا انسة طيب"
هيام:"اسمه ثائر العمرى واعرف ان عنده شركة وراجل غنى اوى"
السائق:'احنا كده هنبقى بندور على ابرة فى كوم قش"
هيام برجاء:''ابوس ايدك يا اسطى تساعدنى اوصل لعنوان الراجل ده"
اخذته الشفقة عليها فقرر مساعدتها فهى حاولت مراراً الاتصال بوتين ولكن هاتفها مغلق قام السائق بتشغيل السيارة يجوب الشوارع لعل احد يعرف من يكون "ثائر العمرى" وبالفعل استطاع الحصول على عنوان الشركة الخاصة به فهى معروفة وصلت "هيام" الى الشركة شكرت السائق بشدة على مساعدته لها
هيام:"انا متشكرة جدا يا اسطى واسفة تعبتك معايا النهاردة"
السائق:"ولا يهمك يا انسة الناس لبعضيها كويس ان احنا عرفنا نوصل العنوان"
هيام:'اتفضل الاجرة اهى يا اسطى"
السائق:"ماشى شكرا يا آنسة"
هيام:"سلام عليكم"
السائق:"وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته مع السلامة"
هيام:" الله يسلمك"
اخذ اجرته وانصرف وقفت امام الشركة تنظر الى ذلك الصرح العملاق الذى يتوسطة تلك اللافتة التى كتب عليها بالبنط العريض ( العمرى جروب) لمحت احد افراد الأمن ارادت سؤاله عن عنوان منزل "ثائر" لانها تعلم انه ربما يرفض مقابلتها ولكنها تريد ان تتحدث مع "وتين"
هيام:"السلام عليكم"
الرجل:"وعليكم السلام ايوة يا آنسة افندم"
هيام:"لو سمحت عايزة عنوان بيت ثائر بيه ضرورى"
الرجل:' ليه خير يا آنسة عايزة ايه من العنوان بتاع ثائر بيه"
هيام:"عيزاه ضرورى بالله عليك تقولى عليه"
الرجل:"اسف مقدرش اقولك على العنوان يا آنسة معنديش اوامر ان اقول على حاجة تخص صاحب الشركة"
هيام بدموع:"والله انا محتاجة اقابل مراته ضرورى هى قريبتى والله"
الرجل:"حتى لو اديتك العنوان يا انسة مش هتقدرى تقابليها لان اصلا "ثائر" بيه مسافر هو ومراته برا مصر بيقضوا شهر العسل"
هيام باستغراب:"شهر العسل! شهر عسل ايه ده اللى بيقضوه دلوقتى"
الرجل:"ايوة لانهم اتجوزوا من يومين وسافروا برا مصر"
كانت تستمع هيام لكلام رجل الامن باستغراب كيف كان زفافهم منذ يومين وهم بالاساس متزوجين منذ بضعة اشهر ولكن الان هى ليست فى حالة تحليل ذلك الموقف فهى ستعود الى المنزل بخيبة أمل كبيرة فأملها فى مقابلة وتين قد تبخر وستعود تجر اذيال الخيبة
***
"فى شقة سمير"..عاد من عمله كعادته دخل الى المنزل هدوء غريب يعم المنزل وكأن اصحابه قد هجروا هذا المنزل نادى بصوته ليرى أى أحد منهم
سمير:"اميرة أميرة انتى فين يا امى يا هيام هم راحوا فين كلهم كده"
قام بفتح باب غرفته ولكن ايضا لم يجد زوجته ذهب الى غرفة والدته وجدها تاخذ قسط من الراحة فلم يشأ ان يقلقها بعد بضع دقائف وجد زوجته تدلف المنزل تحمل بيدها اغراض كثيرة فهى يبدو عليها انها كانت تقوم بشراء اغراض المنزل الاسبوعية
سمير:'' انتى كنتى فين يا أميرة وايه الاكياس دى كلها"
اميرة:"كنت بشترى شوية طلبات للبيت خضار وفاكهة والحاجات دى بتاعة الاسبوع"
سمير:"امال هيام فين انا امى نايمة جوا بس مش شايف هيام مش فى اوضتها"
أميرة:''سمعتها بتقول لامك انها خارجة مع واحدة صاحبتها علشان يشتروا شوية حاجات لجهاز صاحبتها علشان هتتجوز قريب"
سمير:"البت دى مش عجبانى خالص اليومين دول مش عارف ليه بقت بهتانة كده وعلى طول سرحانة ومش زى عوايدها ومبتتكلمش وحابسة نفسها فى اوضتها على طول"
أميرة:"انا كمان مستغربة اللى هى فيه بس انت عارف "هيام" العلاقة بينى وبينها مش قد كده علشان اسألها فكلمها انت يا "سمير"واعرف فى ايه وايه اللى جرالها خلاها كده لتكون تعبانة ومش عايزة تقول"
سمير:"ان شاء الله لما ترجع ليا قاعدة معاها يلا انتى حضريلى الاكل علشان جعان"
أميرة:"شوية ويكون الاكل جاهز غير هدومك وهحط الاكل على السفرة وكمان صحى مامتك علشان تاكل هى كمان"
سمير:"ماشى بس بسرعة علشان جعان"
ذهب الى غرفته قام بتغيير ملابسه ثم ذهب الى غرفة والدته نادى عليها بصوت منخفض
سمير:"امى امى اصحى يلا "
عايدة بنوم:"هيام انتى رجعتى يا حبيبتى"
سمير:'دا انا سمير يلا قومى علشان تاكلى يا امى"
عايدة:"ماشى يا حبيبى جاية وراك على طول"
خرج من الغرفة اعتدلت "عايدة" جلست على السرير تفكر لماذا تأخرت'' هيام" كل هذا الوقت ولم تعود الى الآن
خرجت" عايدة" من الغرفة كانت "أميرة" وضعت الطعام على السفرة جلست تأكل بصمت فهم أصبحوا لا يتكلمون سويا الى قليلا بالرغم من ان "أميرة" كانت تريد معاملة طيبة منها فهى فقدت امها منذ زمن وكانت تأمل ان تصبح تلك المرأة امها لتعوضها عن فقدانها لامها ولكنها امرأة قاسية القلب لا تعرف كيف يكون التعامل الحسن مع الاخرين
***
منذ ان ادخلها غرفتها لم تخرج فهى تنتظره ان يأتى اليها الآن ولكنه فات الكثير ولم يعود سمعت طرق على الباب ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها حاولت تصنع الهدوء أذنت للطارق بالدخول
وتين:" ايوة ادخل"
ولكن انفتح الباب ولم يكن "ثائر" هو الطارق ولكن "مريم" هى التى أتت اليها تريد منها النزول لتناول الطعام
مريم:"ايه يا بنتى مش هتنزلى تاكلى ولا ايه"
وتين بأمل:"هو عمك اللى بعتك علشان تناديلى يا مريم"
مريم:"لاء انا مشفتكيش تحت فجيت اقولك هو فى حاجة حصلت ولا ايه يا وتين "
وتين باحباط:"لاء مفيش حاجة بس افتكرت ثائر هو اللى بعتك علشان تناديلى"
مريم:"طب يلا قومى يلا نأكل علشان لو هنخرج نتفسح شوية"
هبطت "وتين" الى الاسفل وجدته يجلس على رأس المائدة بدون تعبيرات على وجهه كأن وجهه قُد من حجر يتناول طعامه بتلك الطريقة الهادئة والرزينة كعادته فهو لم يرفع رأسه وينظر اليها وكأنها غير موجودة جلست بدون ان تتفوه بكلمة واحدة تشعر بالامتعاض من تصرفه لماذا لا ينظر اليها؟ لماذا لم يأتى اليها؟
رمزى:"احنا هنخرج بعد الاكل مش هتخرجوا معانا ولا ايه يا ابنى"
ثائر برفض:"مليش مزاج النهاردة يا رمزى اخرج انا تعبان من السفر وعايز ارتاح شوية بكرة ان شاء الله ابقى اخرج"
مريم:"الف سلامة عليك يا عمو مالك"
ثائر:"الله يسلمك يا حبيبتى مفيش بس شوية صداع خفيف وهاخدله مسكن خلصوا اكل انتوا واخرجوا علشان تلحقوا ترجعوا بدرى"
رمزى بمزاح:"هى خارجة مع زميلها فى الكلية يا اخويا ما نتأخر براحتنا ان شاء الله نبات برا انت مالك انت"
ثائر:"اخرس ياض انت وكل وانت ساكت مش ناقص رخامتك دى دلوقتى مش فايقلك احسن اخبطك بالطبق ده فى وشك دلوقتى"
رمزى:" كاتك ضربة يا "ثائر" عايزب تخرشمنى وانا عريس وعايز اقضى شهر العسل"
ثائر:" رمزى بجد والله ما فايق لهزارك"
مريم:"طب ناخد وتين معانا يا عمو تتفسح شوية وتشوف البلد هنا"
ثائر:" والله هى حرة عايزة تخرج معاكم مع السلامة مش عايزة هى برضه حرة"
مريم:"تيجى معانا يا وتين قولتى ايه"
وتين:"لاء يا "مريم" مرة تانية انا كمان شكلى تعبانة من السفر وعايزة ارتاح بلاش النهاردة"
رمزى:"خلاص براحتكم يلا يا مريومتى احنا"
مريم:"يلا يا حبيبى سلام"
ثائر وتين:" مع السلامة"
اخذ "رمزى" "مريم" وخرجوا من المنزل فحين انها مازالت جالسة مكانها تنظر اليه ولكنه لا يعيرها التفاتاً او انتباهاً انتهى من طعامه وجدته يقوم من على السفرة ولكنها لاحظت تلك المرأة التى رأتها معه قادمة فوجدته يبتسم تلك الابتسامة الجذابة التى عندما تراها هى تشعر بأن هناك ماس كهربائي أصابها وجدت تلك المرأة تقترب تحدثه بتلك اللغة التى تجهلها وهو يجيبها ثم انصرفت بعد ان انتهت من كلامها معه خرج من المنزل تبعته بخطواتها وجدته ذهب الى ذلك الاسطبل مرة اخرى فوسوس لها عقلها انه ربما ذهب لمقابلتها مرة أخرى ولكنها رأته يسحب بيده لجام احد تلك الأحصنة يخرجه من مكانه يمتطيه برشاقة واحترافية لكز الحصان فانطلق يعدو بسرعة على تلك المساحة الخضراء فهو كأنه يريد ان يسابق الريح اخذت بمظهره فهو يشبه الفرسان وهو يمتطى ذلك الحصان مع سرعة الهواء التى تبعثر خصلات شعره كأنه احد فرسان العصور الوسطى ينقصه فقط ارتداء تلك الملابس التى كانوا يرتدونها ويحمل بيده سيفاً ودرعا ًظلت تتأمله وقت طويل حتى انتهى وعاد من تلك الجولة التى كان يتصارع بها مع الغضب الكامن بداخله من تلك العنيدة التى أصبحت تتصرف مثل الأطفال عاد الى الاسطبل ادخل الحصان اراد الذهاب الى غرفته لاخذ حمام ويرتاح قليلاً كل هذا وهو يراها ليست على بُعد مسافة كبيرة منه ولكنه يتعمد عدم النظر اليها حتى لا يغلبه حنينه وشوقه اليها فهى يجب ان تتعلم كيف تستمع إلى كلامه ولا تقذفه بتلك التهم الباطلة وصل إلى الغرفة وهى تتبعه تكاد تموت غيظاً بسبب بروده ولا مبالاته بها رأته يخلع قميصه ويأخذ ملابس نظيفة ذاهباً الى الحمام ولكنها حالت بينه و بين وصوله إلى الحمام فهى سدت عليه الطريق تقف أمامه تنظر إليه نظرة هو يعرفها جيداً ولكن اغلق عينيه بتأفف فهى تظن الآن ان بمجرد أن تنظر اليه بهذا الشكل سيركض اليها طالباً ودها وقربها
ثائر:" ابعدى متقفيش قدامى كده"
وتين:"لاء مش هبعد يا ثائر"
ثائر بغضب:" بقولك ابعدى عن طريقى يا وتين الساعة دى اتقى شر غضبى احسن ليكى"
وتين:"قولتلك لاء مش هبعد يا "ثائر" ومش هتحرك من مكانى"
ثائر:" انتى عايزة تثبتى ايه بالظبط ها انك بمجرد ان لما تقفى قدامى خلاص هنسى كل حاجة وخلاص"
وتين:" انت ليه مش عايز تعترف انك غلطان"
ثائر:" انا اللى غلطان يا وتين انا حاولت افهمك بس دماغك دى قفلاها على حاجة معينة"
وتين:" ما انت لسه كنت بتبتسم ليها لما جت تكلمك قبل ما تخرج تركب الحصان وهى كمان كانت بتبتسم ليك البتاعة دى هى اسمها ايه اصلا"
ثائر:" اسمها كارمن ارتاحتى يا وتين وهى بتشتغل هنا وحكاية ابتسمت دى فده من باب الذوق مش أكتر انتى لو فضلتى بنظامك ده عايزة تحاسبينى على حاجات محصلتش يبقى النظام ده مش نافع يا وتين"
اقتربت منه وضعت يدها على صدره تنظر إليه احدى نظراتها القاتلة ولكن عيناه تبعث نظرات كالجليد فهى الآن تظن انها بمجرد ان تقترب منه وتفعل ذلك سينسى مافعلته ولكن لا ليس هو الرجل الذى يقبل باغراء المرأة لتثبت سيطرتها عليه قام بنفض يدها عنه وازاحها من طريقه ذاهبا الى الحمام وقفت مكانها لا تصدق ما فعله الآن فهو لم يتأثر بقربها منه هل ما حدث الآن حقيقة؟ فهى تعلم كيف كان يتلهف الى قربها فهى كانت بمجرد ان تلمسه تشعر بحرارة عناقه التى تغلفها تجعله غير مدركة لما حولها .شعرت بدموعها تتجمع بعينيها الجميلة من اسلوبه الجاف معها
***
جالسة امام إحدى القبور تبكى بقوة امام قبره فوالدها ضغط على جرح الماضى بقوة جعله ينزف مرة اخرى في قلبها فهى وجدت قدميها تسوقها الى قبره قبر ذلك الشاب الذى شاء القدر ان يموت ويتركها تعانى من فراقه
نورين بدموع:" مروان انا جيت يا حبيبى انت عارف انت وحشتنى اوى يا "مروان" كان نفسى تبقى معايا النهاردة انا النهاردة هفتح المعرض انا لسه فاكرة لما كنت بتشجعنى على الرسم وانا فعلا سافرت فرنسا كملت دراستى انت ليه سبتنى بسرعة كده يا" مروان" هو ده وعدك ليا انك مش هتسبنى بس انت رحت بسرعة من بين ايديا بس دلوقتى يا "مروان" حسيت انك رجعتلى تانى لما شوفت "ثائر" حسيت انك رجعت تانى على قيد الحياة مبقتش قادرة امنع نفسى من ان انا اقرب منه عارفة ان ده غلط بس مش قادرة يا مروان الشبه اللى بينكم لاغى عقلى خالص بقى كل همى دلوقتى ان انا عايزة اوصل لثائر وبس حتى لو بأى طريقة بقيت احس انه من حقى انا مش من حق ''وتين" انا حاسة ان قربت اتجنن من تفكيرى بالشكل ده بس عايزة اكمل احلامى اللى رسمتها معاك اكملها معاه هو عايزة ابقى مراته وحبيبته عايزة اعيش الاحاسيس اللى ادفنت جوايا من ساعة موتك بس سامحنى متفتكرش ان انا نسيتك انا محبتش ثائر الا علشان هو شبهك بس يا "مروان" متزعلش منى "
بعد ان أتمت قراءة الفاتحة عادت الى المنزل لتجهيز نفسها لافتتاع معرض اللوحات الخاصة بها اليوم قابلت والدها
فريد:" نورين اناى كنتى فين"
نورين:" كنت بقرأ الفاتحة لمروان يا بابى"
فريد:" حبيبتى انا مش عايزك تزعلى منى على كلامى معاكى بس عايزك تفوقى"
نورين:" عن اذنك يابابى علشان اغير هدومى علشان انت عارف افتتاح المعرض النهاردة''
ذهبت الى غرفتها قبل ان يبدأ والدها في اسماعها المزيد من كلماته فهى الآن لن تستطيع الابتعاد عن" ثائر" حتى لو طلب منها والدها ذلك فهى جاءتها فرصة يجب عليها ان تحافظ عليها ولا تجعلها تضيع من بين يدها مرة أخرى
*"*"*
زاروا عدة اماكن كان يحيط كتفيها بيده يتملكها بجانبه يشعر باهتزاز قلبه مع صوت ضحكاتها الخلابة فهو حتى الآن يستيقظ كل يوم ولا يصدق انها اصبحت ملكه زوجته وحبيبته
مريم:"رمزى"
رمزى:"عيون وقلب رمزى نعمين وحتة يا قمر"
مريم:"انا جوعت اوى من كتر المشى"
رمزى:"بس كده شاورى على احلى مطعم واجيب احلى أكل لملكة قلبى"
مريم بحب:"ربنا ما يحرمني منك ابدا يا حبيبى"
رمزى بمزاح:"يالهوى على ام الكلمة دى منك قوليلى هو بوليس الاداب نظامه ايه هنا "
فهمت قصده شهقت بصوت مسموع من تلك الصراحة التى وصلت الى حد الجرأة منه
مريم:"يا قليل الادب يا رمزى"
رمزى بابتسامة عريضة:"انتى فهمتى قصدى يا روحى ولا ايه"
مريم:"بس يا سافل يا قليل الادب"
رمزى:"سافل سافل بعشق اهلك برضه ياقمر انتى"
مريم:"بطل هزار بقى ويلا تعال هاتلى اكل مش قادرة هموت من الجوع"
رمزى :" بعد الشر على الجميل يلا يا روحى تعالى اجبلك اكل"
مريم:"رمزى هو فى حاجة حصلت بين عمو ووتين شكلهم مش مريحنى زى ما يكون فى حاجة ومش عايزين يقولوا"
رمزى:''مش عارف والله يا "مريم" بس الاتنين شكلهم كده فى حاجة بس عمك مقليش على اى حاجة زى ما انتى شيفاه كده"
مريم:"انا لاحظت كده برضه بس مش عارفة ايه اللى حصل خلاهم كده احنا وصلنا وهم كانوا كويسين مع بعض نمنا وقومنا لقيناهم كده"
رمزى:''احنا نسيبهم يحلوا مشاكلهم مع بعض مندخلش بينهم هم حريين مع بعض"
مريم:"انا طبعا مش قصدى ادخل بينهم بس مبحبش اشوفهم زعلانين"
رمزى:"ما تخافيش زمان "وتين" حلت الموضوع والدنيا بقت زى السكينة فى الحلاوة دلوقتى وعمك رجع لقواعده ههههه"
سمعت مريم ذلك ظلت تضحك بقوة على كلام زوجها الذى يقضى معظم وقته فى المزاح
رمزى:"يلا بينا هناكل ولا ايه يا قمرى"
مريم بابتسامة:"يلا يا رموزه يا حبيبى
رمزى:"يالهوى على رموزه واللى بيحصله منك يا بنت العمرى"
****
عادت إلى المنزل بحالة من التيه فهى لا تعرف كيف تتصرف الآن وجدت اخيها ينتظرها ولكن ملامح وجهه تدل على انه مستاء بشدة منها
هيام:"السلام عليكم"
سمير:"وعليكم السلام اهلا يا آنسه اخيرا شرفتى ولا كنتى ناوية تباتى برا النهاردة"
هيام:"اسفة يا "سمير" بس صاحبتى لفت كتير علشان تشترى الحاجة بتاعتها"
سمير بحدة:"وانا المفروض اهبل واصدق الحكاية دى مش كده يا هيام"
هيام:"قصدك ايه يا سمير بكلامك ده"
سمير:"قصدى مخبية عليا ايه يا هيام ومش مخليكى على بعضك اليومين دول"
هيام بتوتر:"وهخبى ايه يعنى يا سمير مفيش حاجة انا مخبياها عنكم"
سمير:"مفيش حاجة! وعيزانى اصدق يا هيام"
قام مرة واحدة يجذبها من حجابها بقوة كبيرة تألمت تحت يده من قبضة يده على رأسها حتى صرخت بصوت عالى خرجت على اثره امها وأميرة رأوا ذلك حاولوا تخليصها من يده ولكنه ابى ان يتركها وظل يهز رأسها بعنف
سمير:"سيبونى اربيها محدش يدخل بينى وبينها انتوا فاهمين"
عايدة:"سيب اختك يا سمير هتموتها فى ايدك يا ابنى سيبها"
سمير:" تموت ولا تروح فى ستين داهية مش احسن ما تحط راسنا فى الطين قليلة الادب دى اللى تخرج من اول النهار وراجعة البيت متأخر"
عايدة بغضب:"انت ازاى تقول على اختك كده يا سمير شوف نفسك انت بتقول ايه"
سمير:'انتى اللى فضلتى تدلعى فيها لحد مبقاش حد مالى عينها قليلة الادب دى "
أميرة:"سمير مش كده اهدى شوية وسيبها من ايدك يا سمير"
عايدة:"والله تلاقيكى انتى اللى مسلطاه عليها علشان يضربها يا بنت سالم"
أميرة:"الله يسامحك يا حماتى انا مس هرد عليكى"
عايدة:"ردت الماية فى زورك اعملى فيها بقى الشويتين دول وانك غلبانة وخايفة عليها والكلام ده وانتى ماية من تحت تبن"
أميرة:"انا غلطانه ان انا ادخلت بينكم عن اذنكم"
قالت ذلك وذهبت إلى غرفتها نظرت "عايدة" الى ابنها تطلب منه ترك اخته فهى اصبحت تتأوه بشده بسبب قبضة يده
عايدة بغضب:"سيبها يا سمير بقى انا مش بكلمك"
سمير:" على فكرة بقى فى عريس متقدملك وانا هجوزك واخلص منك يا هيام"
هيام برعب:" لاء انا مش هتجوز مش هتجوز سبونى فى حالى"
سمير:" لاء العريس هييجى وهتقعدى معاه وهتشوفيه وانا هوافق على جوازكم"
هيام:" قوليله يا ماما مش عايزة اتجوز ابوس ايدك"
عايدة:" وعريس مين ده بقى اللى انت عايز تجوزهولها"
سمير:" ده زميلى فى الشغل وهو كويس ومقتدر ومفيهوش عيب "
عايدة:" لما ييجى ونبقى نشوفه الأول"
هيام:" وانا مش هقعد مع حد ولا هشوف حد مش هتجوز يعنى مش هتجوز"
سمير:" رأيك ميهمنيش يا هيام واعلى ما فى خيلك اركبيه"
قام "سمير" بدفعها فى حضن امها ثم ذهب غاضبا الى غرفته بسبب تصرفات والدته فهى بسبب دلالها لها افسدتها واصبحت لا تحترم كلامه
عايدة:"بس يا حبيبتى متعيطيش محدش هيقدر يلمس منك شعرة طول ما انا عايشة يلا ادخلى اوضتك ارتاحى ولو عايزة تاكلى هجبلك تاكلى"
هيام:" لاء مش عايزة اكل انا عايزة انام"
ذهبت الى غرفتها ارتمت على السرير تبكى بشدة فكرت فى الاتصال على ذلك المخادع لعل ضميره يأنبه ولو قليلا على ما فعله بها ويحاول تصليح خطأه
هيام:"الو ايوة يا يحيى"
يحيى:"عايزة ايه يا هيام منى تانى مش قولتلك متكلمنيش تانى''
هيام بدموع:"حرام عليك يا يحيى انت ضيعتنى اخويا عايز يجوزنى واحد زميله اتجوزه ازاى دلوقتى"
يحيى:"بقولك ايه كل حاجة كانت بموافقتك انا مغصبتكيش على حاجة ثم عادى يا حبيبتى هى عملية صغيرة وترجعى صاغ سليم وترجعى بنت تانى وتتجوزى براحتك وانا عندى استعداد ادفعلك فلوس العملية"
هيام:" انت بتقول ايه انت ضحكت عليا وخدعتنى ولازم تصلح غلطتك''
يحيى:"هو انتى يعنى صغيرة مش عارفة مصلحتك ولا عارفة اللى يضرك من اللى يصلحلك يا هيام"
هيام:"طب علشان خاطر ربنا اتجوزنى ولو حتى بعدها بيوم طلقنى بس علشان خاطر اهلى حرام عليك يا يحيى"
يحيى:"انا مش بتاع جواز يا ماما شوفى حد غيرى ارمى بلاكى عليه وانا قولتلك مستعد ادفعلك فلوس العملية غير كده ملكيش حاجة عندى يا هيام"

هيام بدموع:'' منك لله ربنا ينتقم منك يا يحيى"
يحيى:" بقولك ايه متصدعنيش سلام ولو فكرتى فى موضوع العملية انا موافق سلام"
بعد ان اسمعها كلماته التى كانت كالخناجر الحادة تطعن روحها اغلق الهاتف عادت الى بكاءها مرة أخرى وتفكر كيف ستخرج من تلك المصيبة التى اوقعت نفسها فيها بسبب غباءها فهى ارادت ان تكون مثل "وتين" تتزوج من شاب غنى ولكن صارت أمورها الى ما صارت اليه بينما 'وتين" تنعم الآن بشعر عسل مع زوجها فماذا تفعل الآن؟ هل توافق على الاقتراح الذى عرضه عليها ؟
***
انتهى من ارتداء ملابسه تأنق بشكل كبير فاليوم يوم خطبته من ابنة خالته التى لم يخطر بباله ان هذه الفتاة هى من ستصبح زوجته يوماً دخلت والدته الغرفة ابتسمت له
نادية:"بسم الله ماشاء الله قمر يا حبيبى"
أسامة:"تسلميلي يا ماما ربنا يباركلى فيكى انتى وبابا"
نادية:"تسلم يا حبيبى يلا بينا"
أسامة:"بابا خلص لبس ولا لسه"
رفعت:"ايوة انا خلصت يلا يا عريس"
ذهبوا جميعا الى منزل خالته فزوجها وصل من سفره لاتمام خطبة ابنته التى كانت ترتدى اليوم ذلك الفستان الذى جعلها جميلة حقاً بذلك الخجل على وجهها والذى يجعل وجهها شديد الاحمرار
أمينة:"اهلا وسهلا نورتونا"
نادية:"تسلمى يا حبيبتى حمد الله على السلامة يا ابو دينا"
مدحت:"تسلمى يا ام أسامة نورتونا وشرفتونا"
رفعت:"حمد الله على السلامة يا مدحت نورت مصر كل دى غيبة"
مدحت:"أكل العيش بقى هنعمل ايه بقى"
رفعت:"ربنا يعينك ويقويك ان شاء الله"
بعد ان جلسوا قليلا واحضرت "دينا" الصينية الخاصة بالمشروبات وجلست باستحياء شديد
رفعت:"انت عارف يا مدحت احنا جايين النهاردة علشان نطلب ايد بنتك لاسامة ابنى قولت ايه"
مدحت:" ودى محتاجة كلام يا رفعت دا اسامة ابنى"
اسامة:"تسلم يا عمى"
نادية:"خلاص احنا نقرأ الفاتحة كده بالصلاة على النبى علشان ربنا ييسرلنا القاعدة كده"
تم قراءة الفاتحة وكل هذا وهى تختلس اليه النظرات من طرف عينيها فهى قد أحبته منذ ان كانت صغيرة ولكنه كان دائم الشجار معها فهى حتى الآن لا تستوعب انه سيصبح خطيبها وفى القريب العاجل زوجها
رفعت:"طلباتكم ايه يا مدحت"
مدحت:"انا مليش طلبات غير انه يحفظ بنتى ويصونها دى اهم حاجة عندى ان بنتى تعيش مرتاحة ومبسوطة"
أسامة:"دى فى عينى يا عمى متقلقش"
أمينة:"انت عارف يا اسامة احنا محلتناش غير دينا وعايزنها تعيش مع واحد يخاف ويتقى ربنا فيها"
أسامة:"قولتك هى فى عينى يا خالتو"
نادية:"يناسبكم امتى ان شاء الله نجيب الدبل والشبكة"
مدحت:"كمان يومين ان شاء الله"
رفعت:"ان شاء الله"
نادية:"طب ما نقعد فى الصالة ونسيب العرسان يتكلموا مع بعض شوية"
شعرت "دينا" بجفاف فى حلقها بعد سماع تلك الجملة فكيف ستجلس معه بمفردها وبالفعل خرجوا الى الصالة وتركوا اسامة الذى يجلس على الكرسى المقابل لها ينظر اليها بابتسامة وهى خافضة نظرها إلى الأرض
أسامة:"ها مش عايزة تقولى حاجة"
دينا بخجل:"اقول ايه عايزنى اقول ايه"
أسامة:"اى حاجة سمعينى صوتك دا انتى لما كنتى صغيرة مكنتيش بتبطلى صريخ فى ودانى"
سمعت ذلك افلتت منها إبتسامة فهو ما زال يتذكر طفولتها التى كانت تزعجه فيها بتصرفاتها
دينا:"ما خلاص كبرت بقى مبقاش ينفع اصوت او اصرخ"
أسامة:"وبطلتى كمان تشربى عصير المانجا"
دينا:'هههه انت لسه فاكر عصير المانجا"
اسامة:"انتى فى اليوم ده بوظتيلى احسن قميص كنت بحب البسه"
دينا:"ما انت اللى كنت بتحب ترخم عليا والكوباية ادلقت عليك من غير ما اقصد وانت ساعتها شدتنى من شعرى"
أسامة:"هو انتى سكتى يعنى انتى عضتينى من ايدى"
ظلوا يتذكروا تلك الذكريات الطفولية فرأها تبتسم وتضحك على تلك المواقف وما استرعى انتباه تلك الغمازة التى توجد بوجنتها اليمين تضيف الى جمالها جمال من نوع اخر
*"*"*
كانت تسير بجواره شاردة فمر ثلاثة أيام منذ شجارهم ولم يقترب منها فهو نفذ ما برأسه وابتعد عنها اصبحوا غريبين يتقاسموا سريراً وفراشاً فهو كأنه يرفض الكلام فبالنهار يخرجوا الى تلك الاماكن التى يريد ان يزورها وبعد ان تنتهى جولتهم يعودوا الى المنزل وكل هذا وهم يتصنعون السعادة حتى لا يضايقون رمزى ومريم لم تنتبه الى تلك السيارة التى ربما كانت ستودى بحياتها لولا انه قام بجذبها بقوة إلى أحضانه اغمضت عينيها تلتقط انفاسها بصعوبة
ثائر بخوف:" مش تبصى قدامك وانتى ماشية انتى كان ممكن تموتى يا وتين"
لم ترد عليه فهى شعرت بسيلان دموعها على وجهها قامت برفع ذراعيها تحيطه بهم فهى اشتاقت الى قربه منها فهى تعلم انها هى من تجاوزت حدودها فى كلامها معه
مريم:" انتى كويسة يا وتين"
وتين:" انا تمام الحمد لله''
رمزى:" خلى بالك يا وتين وانتى ماشية"
وتين:" ان شاء الله هخلى بالى"
وجودها بين أحضانه شعر ان حنينه وشوقه اليها سيغلبه قام بابعادها عنه ببطئ ينظر لعينيها الدامعتين ولكن عندما تذكر ما حدث منها عاد اليه غضبه منها مرة اخرى عندما قام بابعادها عن احضانه شعرت كأنها كانت فى جنتها الخاصة ولكنها طردت وحرمت منها اكملوا تجولهم اخذوا العديد من الصور عادوا الى المنزل بعد انتهاءهم من فسحتهم
مريم:" ياااه الفسحة النهاردة كانت حلوة اوى بس الحمد لله محصلكيش حاجة يا وتين"
وتين:" الحمد لله اه البلد هنا حميلة ولو ان انا عاملة زى الاطرش فى الزفة مش عارفة هم بيقولوا ايه "
رمزى:"ماتعلمها اسبانى يا ثائر"
ثائر ببرود:"إن شاء الله هعلمها كل حاجة هى محتاجة تتعلمها"
شعرت من لهجته انه يقصد انه سوف يؤدبها وليس يعلمها ف"ثائر" أصبح لا يطاق بذلك البرود وكأنه اصبح لوح من الثلج واختفى الدفء والحب من قلبه فكيف طاوعه قلبه ان يبتعد عنها كل هذا الوقت الم يشتاق اليها؟ فهى قد احترق قلبها من شدة شوقها إليه ولهفتها الى ان تعود الى مكانها الطبيعى فى أحضانه وبين ذراعيه اشتاقت لمسكنها بين يديه اشتاقت الى دفئه اشتاقت الى سكون جسدها بين يديه اشتاقت إلى نظرة عيناه الدافئة
مريم:"هى كارمن فين مش شيفاها"
ثائر:"روحت عيزاها فى حاجة ولا ايه يا مريم"
مريم:"كنت هقولها تجيب ولادها اشوفهم علشان وحشونى اوى وعايزة العب معاهم شوية "
وتين بصدمة:"هى كارمن متجوزة و عندها اولاد"
ثائر باستهزاء:"اه شوفتى ازاى يا وتين هى متجوزة وعندها ٣ عيال كمان "
مريم:"انتى مكنتيش تعرفى انها متجوزة ولا ايه يا وتين"
وتؤن:'لاء مكنتش اعرف هو فين جوزها هو بيشتغل هنا"
ثائر:"جوزها بيشتغل فى مكان تانى هى بس بتيجى مع ابوها وامها تساعدهم هنا فى البيت وبعدين بتروح"
وتين:"وانت ايه سر اهتمامك بيهم اوى كده يا ثائر"
رمزى:"ليه انتى متعرفيش انهم اصلا قرايب ثائر يا وتين"
وتين:'قرايبه ازاى يعنى ايه صلة القرابة اللى بنهم"
مريم:" كانت چوانا جدة عمو تبقى عمة ابو كارمن ففى صلة قرابة بنا وعندها ٣ عيال عسلات هتحبيهم اوى يا وتين لو شفتيهم مش هتبطلى لعب وهزار معاكم"
رمزى:"عايزين نروح صحيح يا ثائر الأرض بتاعه الغجر ونحضر الا حتفالات بتاعتهم"
ثائر:"هنروح كمان يومين ان شاء الله"
وتين:"هنروح نعمل ايه هناك"
ثائر:"هعرفك عليهم واشوفهم علشان وحشونى بقالى فترة كبيرة مشفتهمش"
مريم:"بيعملوا شوية احتفالات بالليل جميلة اوى يا وتين هتنبسطى اوى هناك"
وتين بحب وندم :"طالما هبقى مع" ثائر" اكيد هبقى مبسوطة يا مريم"
حاولت تحميل جملتها شئ من الندم الذى تشعر به الآن بسبب تسرعها وسوء ظنها ولكنه على ما يبدو لم يتأثر بذلك أيضاً
مريم:"يلا يا رمزى نطلع ننام الواحد النهاردة تعب من كتر المشى واللف"
رمزى:"يلا يا عيون رمزى"
ذهب "رمزى" مع" مريم" الى غرفتهم وبمجرد ما اغلق الباب ابتسم لها ابتسامة تحمل نوايا هى باتت تعرفها جيدا
رمزى:"اكلك منين يا بطة اكلك منين فى فراولتين فى شفايفك حلوين طعمين هاتى واحدة لرمزى يلا بسرعة"
مريم بابتسامة:"قليل الادب اوى يا رمزى"
رمزى:"قشطة احبك بالاسبانى يا ابيض انت"
ظل يطاردها كثيرا فى الغرفة وصوت ضحكاتها يصدح فى الغرفة فسمعته "وتين" فابتسمت عندما تذكرت انها كانت تفعل ذلك هى أيضاً عندما كانت تجعل "ثائر" يطاردها فى غرفتهم."ثائر" فهو اصبح الآن يتعامل معها بجمود وبرود يغلف صوته وقلبه .دخل الى غرفة مكتبه ظلت جالسة مكانها لا تعرف ماذا تفعل حتى تعيده اليها مرة اخرى.حاولت ان تجد من حيل حواء ما يساعدها على لين قلب ابن آدم ففكرت فى الذهاب الى غرفتها وارتداء اجمل ما لديها من اجله لعل جمالها يشفع لها عنده ويحرك قلبه قليلا فهو كان دائما ما يخبرها انه عندما يراها بجمالها هذا تنسيه ما حوله فربما هذا سلاحها الآن وسوف تجيد استخدامه فيكفى ثلاثة ايام هجر منه فهى لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك ولا ان تقضى بقية شهر عسلهم وهم بهذا الشكل.وبالفعل ذهبت الى غرفتها فتحت خزانة الملابس ظلت تفكر ماذا ترتدى اخرجت الواحد تلو الآخر لاختيار افضلهم وقع اختيارها على شئ لم ترتديه من قبل فهو فستان احمر نارى قصير قامت بفرد شعرها الحريرى على كتفيها زينت شفتيها بذلك اللون الاحمر الذى ظهر كوضوح الشمس فى وجهها الأبيض كانت شفتيها كتفاحة ناضجة بانتظار من يقطفها رسمت عينيها التى بانت بهم تلك اللمعة الجميلة قامت برش برفانها الخاص الذى تناثر على جسدها مخلفا رائحة عطرية أخاذة هاهى اصبحت كالعروس بانتظاره ان يأتى اليها حتى تسوى ذلك الخلاف تجعله طى النسيان ففراقه أشبه بالموت كان فى غرفة مكتبه تتقاذفه الأفكار هل يصعد الى غرفته؟ ام يذهب الى غرفة اخرى؟ فهو لم يعد ان يحتمل ان يسمع صوت نبضات قلبها او صوت انفاسها بجواره ويظل بهذا الجمود فهو يمارس اقصى درجات ضبط النفس ولكن الى متى سيستطيع الصمود أمامها؟ فهو بمجرد ان يسمع صوتها يشعر برعشة قوية فى قلبه مخلفة وراءها قلب على وشك الانهيار اطلق تنهيدة قوية سيذهب الى غرفته ياخذ ملابس له ويذهب للمبيت فى غرفة أخرى فيكفى تعذيباً فى نفسه وقلبه الى هذا الحد فهى رفضت من البداية الاستماع اليه.سمعت صوت خطواته على السلم زادت ضربات قلبها بقوة حاولت تهدئة نفسها عبثاً فهى كأنها عروس وهذه ليلة زفافها تشعر بتوتر وقلق كأن شئ يقبض على معدتها بقوة كبيرة
وتين:"اهدى يا وتين اهدى خالص هو واحشك قوى فانتى لازم بقى تصفى الخلاف ده كفاية هجر لحد كده انتى مش عارفة تعيشى من غيره ولا يبقى جمبك ومش قادرة تقربى منه"
بالتزامن مع حديثها مع نفسها رأته يفتح باب الغرفة ولكن ينظر إلى الأرض فعندما رفع وجهه صعق من جمال تلك الحورية التى تنتظره فى الغرفة بذلك الفستان الذى ربما صنع خصيصا لكى ترتديه تلك الجميلة تضيف الى جماله جمال اخر نظر اليها مطولا لا تعلم هى إذا كانت تلك نظرة اعجاب ام ماذا؟ فهو لم ينطق بكلمة واحدة ينظر اليها فقط. ماهذا الصمت؟ هل لم يعجبه ما ارتدته؟ هل فعلت شئ خاطئ؟ لماذا لا يتكلم ؟ما هذا الصمت الموجع ؟فهى عندما تريد الكلام يهرب من بين شفتيها حاولت اكثر من مرة أن تقول شئ ولكنها لم تستطيع رأته يضع يده بجيوبه ينظر اليها نظرة تقيمية من رأسها الى أخمص قدميها ماسحا بنظرته جسدها بأكمله فهى كأنها دمية على وشك شراءها اذا هى أعجبته لا تعلم لماذا شعرت بالاهانة من تلك النظرة الخاصة به عندما وجدت ان الصمت طال الى هذا الحد شعرت ان الدموع على وشك ان تتساقط من عينيها ولكنه اخيرا أردف بتلك الجملة التى اخترقت مسامعها
ثائر:"ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده"
*"*"*
رأيكم يا حلوين
اعذرونى لو فى غلطات املائية ملحقتش اراجع البارت كويس والناس اللى بتقولى فى ملل وتطويل خلاص فاضل كام بارت والقصة تخلص ومتشكرة اوى لتشجيعهم ده
ثم هو الكيبورد عندكم بعافية كفى الله الشر😂😂😂😂 التعليقات ملصقات وتم هم فانز معين اللى بيقول رأيه وانا بحترم ده جدا بحس فى مشاركة وآراء كده وبفرح جدا بالتعليقات دى

رواية دمية في يد غجري الفصل الخامس وعشرون بقلم سمسم

البارت الخامس والعشرين
رأته يضع يده بجيوبه ينظر اليها نظرة تقيمية من رأسها الى أخمص قدميها ماسحا بنظرته جسدها بأكمله فهى كأنها دمية على وشك شراءها اذا هى أعجبته لا تعلم لماذا شعرت بالاهانة من تلك النظرة الخاصة به عندما وجدت ان الصمت طال الى هذا الحد شعرت ان الدموع على وشك ان تتساقط من عينيها ولكنه اخيرا أردف بتلك الجملة التى اخترقت مسامعها
ثائر:"ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده"
وتين:"ليه شكلى وحش ياثائر مش عجباك"
ثائر:"وعاملة ليه كل ده ايه المناسبة يعنى يا وتين"
وتين:''انا عاملة كل ده علشانك انت يا حبيبى"
ثائر:''علشانى انا ليه يا وتين ها عايزة تثبتى ايه لنفسك ان انا بمجرد ما اشوفك كده هركع قدامك مثلا"
وتين:"فى ايه يا ثائر انت بتتكلم كده ليه"
ثائر:"فى ايه يا وتين تقصدى ايه انا بتكلم عادى مش فاهمة كلامى"
وتين:"هنفضل كده على طول يعنى بالنظام ده يا ثائر وكلامك اللى يوجع ده"
ثائر:"مش انتى السبب فى ده كله بسبب انك حكمتى عليا بالباطل حتى ما استنتيش اقولك الحقيقة عقلك صورلك حاجات انتى كنتى حابة تصدقيها حسيت كأنك بتدورى على اى حاجة علشان اطلع بيها خاين وخلاص عايزة تبينى لنفسك ان انا راجل زى اى راجل بيجرى ورا الستات"
وتين:"انا بغيير عليك يا ثائر مش حقى ولا ايه أن انا اغير على جوزى علشان بحبه"
ثائر:"تغييرى تتهمينى بحاجات غريبة فى دماغك لاء وكمان مصدقة نفسك يا وتين "
وتين:" ما انت كمان لما كنا فى اسكندرية وشوفت أسامة غيرت واتنرفزت "
ثائر:" انا غيرت واتنرفزت علشان سمعت كلمته ليكى انه بيحبك متخيلة انتى بس بالرغم من كده انا لا اتهمتك بالباطل ولا قولتلك حاجة تجرحك سكت خالص بس لما اتكلمتى معايا وفهمتيتى الموضوع قبلت كلامك وخلاص الموقف خلص لكن لما انا جه دورى افهمك رفضتى تسمعى بقيتى تعاندى فى الكلام "
اثناء معاتبته لها شعرت بأن دموعها يمكن ان تسقط فى أى وقت فعضت على شفتيها لتوقف ارتجافها ولكن تلك الحركة لم تزدها الا إحساسا بتجمع الدموع فى عينيها فتمنى ان لا تبكى الآن فهو لا يستطيع ان يرى دموعها التى تكون مثل الجمر الحارق فى قلبه فهى الوحيدة التى يشعر بتفتت قلبه عندما يرى حزنها او دموعها
ثائربرجاء:" ارجوكى ياوتين متعيطيش دلوقتى"
وتين بصوت مهزوز:"انا مش بعيط ولا هعيط خالص انا ساكته اهو"
ثائر:"صوتك بيقول غير كده يا وتين نبرة صوتك مهزوزة وعينيكى باين فيها الدموع"
وتين:"ثائر انا مش عارفة اعيش وانت بعيد عنى كده فراقك زى الموت بالظبط"
ثائر فى سره:"ولا انا يا وتينى عارف اعيش من غيرك انتى وحشتينى اوى يا قلبى "
ولكن قرر الحفاظ على كرامته للاخر فهو يجب ان يذهب الآن والا لن يذهب سيقترب منها يرتوى من شفتيها يأخذها فى أحضانه يشعر بملمسها الناعم الذى يذيب قلبه اتجه الى خزانة الملابس لاخذ ملابس له للذهاب الى الغرفة الأخرى رأت ذلك جن جنونها أكثر فما الذى يفعله الآن؟
وتين:"انت رايح فين كده يا ثائر"
ثائر:''هنام الليلة دى فى اوضة تانية"
وتين:"اوضة تانية! كمان يا ثائر عايز تبعد على الآخر وتسيبنى وتكمل تعذيبك فيا"
قالت ذلك وبدون ان تدرى اقتربت منه تقبض بيدها على قميصه من الامام تنظر اليه بعيون يملأها الغيظ والغضب والدموع تردف كلماتها سريعاً وبدون ان تأخذ انفاسها
وتين:"كمان عايز تسيب الاوضة وتروح تنام فى اوضة تانية ليه ده كله علشان سوء تفاهم واعتذرت انت ايه انت هتفضل عذابى كده على طول كل ده علشان بحبك انت هتفضل كده قلبك قاسى وزى الحجر ومبتحسش وبتفرح بعذابى لو كده خلاص رجعنى مصر انا مش هفضل قاعدة هنا تعاملنى بطريقتك ده ماشى يا ثائر"
قالت ذلك ثم دفعته فى صدره فهى لن تتحمل اكثر من ذلك لم يتحرك من مكانه ظل ينظر اليها بدون ان ينطق بكلمة رفعت رأسها نظرت الى عيناه بتحدى قوى ثم وجدت نفسها تجرى خارج الغرفة رأى ذلك استشاط منها غضبا اكثر كيف تخرج هكذا من الغرفة بهذا الشكل فهو يحمد الله ان العاملين بالمنزل ينصرفوا باكرا ولكن "رمزى" موجود بالمنزل . وجد نفسه يجرى خلفها بيده قميصه الذى كان سيرتديه.وصلت الى الحديقة جلست على احد الكراسى وهى تبكى بقوة بسبب اسلوبه معها فلماذا يفعل بها ذلك؟ هى تعلم انها اخطأت ولكن عقابه كان قاسياً وصل اليها يلتقط انفاسه بسبب ركضه خلفها نظر اليها بعيون غاضبة
ثائر:'انتى ازاى تخرجى من الاوضة كده قدرى حد شافك انتى اتجننتى يا وتين خارجة بالفستان ده ازاى"
وتين:"هو ده كل اللى هامك ان حد يشوفنى كده اطمن مفيش حد هنا اللى بيشتغلوا فى البيت مشيوا ورمزى ومريم زمانهم ناموا دلوقتى"
ثائر:''ولو برضه مينفعش تخرجى برا اوضتنا كده قومى اطلعى اوضتك يلا يا وتين"
اردف كلماته وقام بوضع قميصه عليها ليدارى ذراعيها العاريتين وقام بسحبها من يدها يريد الذهاب بها إلى الغرفة
ثائر:"يلا تعالى معايا اطلعى اوضتك متقعديش هنا"
وتين برجاء وتعب:"خلاص بقى يا ثائر سيبنى حرام عليك بقى انت هتفضل تعذب فيا كده كتير مبقتش قادرة خلاص شكلى مش مكتوبلى ان افضل فرحانة على طول لازم حاجة تعكنن عليا حياتى انا عارفة طول عمرى حظى قليل من الفرحة بعشها لحظات وارجع احزن ايام"
قلبها لم يعد يحتمل حزنها هطلت دموعها غزيرة على وجنتيها حزينة على ما وصل اليه حالها معه لم يتحمل منظر عينيها الباكيتين ولا كلماتها التى لمست قلبه وروحه وجد نفسه يسحبها فى أحضانه مطبقا عليها بقوة تلتف يداه حول خصرها كأنها محاصرة بين يديه وصدره يضمها اليه وكأنه محروم منها منذ سنوات وجدت ذلك لفت ذراعيها حوله بكت اكثر صارت شهقاتها تعلو اكثر مع تشديد احتضانه لها قام برفع وجهها يمسح دموعها ينظر فى عينيها الباكية التى اصبحت الدموع كغمامة تحجب عنه لمعة عينيها يقترب منها يعانقها بقوة كبيرة حتى كاد ان يحطم جسدها بين ذراعيه تتجول شفتاه على وجهها وعنقها يغرز أصابعه فى طيات شعرها الحريرى تشعر ان قلبها يحلق كعصفور وجد الحرية ارتاحت لحرارة عناقه فهو مازال يعانقها بتلك القوة كأنه يعانقها لأول مرة
ثائر بحنان وهمس:'' بس يا عمرى متعيطيش انتى عارفة مبقدرش اشوف دموعك يا وتينى"
وتين:"انت السبب فى قلبك القاسى ده للدرجة دى هنت عليك تبعد عنى وتهجرنى يا ثائر"
ثائر:"وتين انتى غلطتى وكان لازم تعرفى غلطك لان مش انا الراجل اللى اقبل على نفسى مراتى تعاملنى باسلوب مش كويس وانا اتقبل منها ده حتى لو بحبها وبعشقها انا برضه كرامتى ورجولتى فوق اى اعتبار ومبحبش حد يدوس على كرامتى واسكتله فبعدت احسن ما اتصرف بطريقة مش كويسة وارجع اندم بعد كده"
وتين بندم:"انا عارفة يا حبيبى واسفة على اللى حصل ومش هيتكرر تانى يا ثائر لأن بعدك عنى زى الموت تمام الاشتياق ده شئ فظيع لما ابقى مشتاقةليك وملهوفة عليك ومش قادرة اقرب منك''
ثائر:" مش اكتر من لهفتى عليكى يا وتينى مجرد ان انا سامع صوت نفسك جمبى ومش قادر اخدك فى حضنى ده فى حد ذاته عذاب بس اكيد يا وتين انتى مش هتكررى غلطك ده تانى وانك تحكمى من غير ما تفهمى"
وتين:"اكيد يا حبيبى خلاص توبة بس هى الغيرة اللى بتعمينى مببقاش عارفة انا بعمل ايه او بقول ايه"
ثائر:"انتى لسه معرفتنيش يا وتين ده كله لسه مش متأكدة أن انا عينى مبتشوفش غيرك وان قلبى ده ملكك انتى ومش هيبقى ملك حد تانى غيرك"
وتين بهمس ناعم:"بحبك ووحشتنى اوى يا حبيبى"
ثائر:"انتى وحشتينى اكتر يا وتينى"
اخذ انفاسه بقوة محاولا تهدئة تلك العواصف التى هبت فى قلبه قام بحملها بين ذراعيه وضعت ذراعيها حول عنقه دافنة وجهها بين كتفه وعنقه تستنشق رائحته التى حرمت منها وصل الى الغرفة انزلها من بين يده ببطئ ويداه مازالت تحتضن ذلك الخصر النحيل التى تمتلكه تلك الجميلة والتى كانت السبب فى هلاك حصون قلبه المنيعة وقذف قلبه فى تلك الهاوية من جحيم اللوعة والشوق أنين خافت ينبعث من شفتيها من قوة تلك الذراعان القابضة على خصرها يشعر به كنغمات للحن جميل تعزفه على اوتار قلبه أسند جبينه على حبينها مغمض العينين يلهث بأنفاس ملتاعة وصدر يعلو ويهبط من ذلك الشوق الحارق وجدت قدميها تترك الأرض فهو يحملها كعادته حتى تستطيع ان تصل اليه وجد نفسه يردف بلهفة وشوق عارم
ثائر:" وحشتينى اوى يا قلبى بحبك يا وتينى اياكى تعملى اللى عملتيه ده تانى"
يحذرها ثم يقبض على شفتيها قبل ان تستطيع الكلام فهو لا يستطيع الانتظار حتى يسمع منها ردا على كلامه يشعر بملمس ذراعيها الناعمتين حول عنقه واصابعها التى تعبث بشعره تجعله كالمغيب كشخص شرب من خمر عينيها حتى وصل إلى حد الثمالة يجب ان يبتعد والا ستصاب بضيق فى التنفس بسبب نقص الهواء فى رئتيها فابتعد على مضض وصوت انفاسه يكاد يصم أذنيه
ثائر بأنفاس مقطوعة:" بعشقك يا وتينى انتى هتفضلى طول عمرى حبيبتى وروحى ومراتى وقلبى عايزك تبقى متأكدة من كده انا مش بقولك متغريش بس بلاش غيرة عمية يا وتين بلاش الغيرة اللى ممكن تهد اللى بينا لازم تسمعى الأول قبل ما تحكمى ماشى يا عمرى"
وتين:" حاضر يا حبيبى مش هتهور فى الكلام كده تانى"
ثائر بلؤم:" طب هاتى القميص بتاعى بقى لو سمحتى"
وتين:'لاء هو عاجبنى كده ومش هديهولك"
ثائر:"علشان اشوف الفستان الحلو ده وانتى تجننى بشكلك ده كده"
ابتسمت بخجل قامت بخلع قميصه وبالرغم من اشتياقها اليه الا انها لا تعلم لماذا تشعر بالخجل الآن ربما بسبب نظرة عينيه التى تكاد ان تفقدها أعصابها اقترب منها يتفحص ذلك الفستان الذى ترتديه
ثائر:"اممم حلو الفستان ده اوى جبتيه منين"
وتين:"كنت اشتريته لما خرجت انا ومريم نشترى حاجات قبل الفرح فعجبنى واشتريته"
ثائر:"بس الفستان يهوس عليكى يا قلبى"
وتين:"حلو يعنى يا ثائر"
ثائر:"هو حلو بعقل دا يجنن العاقل يا عيون ثائر"
غرز اصابعه بين طيات شعرها الحريرى يداعب عنقها من الخلف شعرت بحرارة تغمرها اغمضت عينيها تستمتع بلمسه يده هو اشتاق اليها أشد الاشتياق اشتاق الى عالمهم الجميل وبالفعل ذهب بها الى عالمه الخاص الذى كان يشعر بالشوق للعوده اليه سريعاً
***
اصبحت بوجه باهت وعيون ذابلة كجسد بلا روح حتى انها لا تنتبه لما يجرى حولها من الحوار
عايدة:"وانتى بقى يا اميرة مش ناوية تفرحينى بحفيدى قريب ولا ايه"
أميرة:"لسه ربنا مأذنش يا حماتى كله بأمر الله"
عايدة:"واحنا هنفضل ساكتين كده كتير ولا ايه"
سمير:"ساكتين ازاى يعنى يا امى قصدك ايه"
عايدة:"ما تشوف مراتك لتكون ما بتخلفش تلحق نفسك يا ابنى"
أميرة بغضب:"ليه يعنى على اساس ان احنا متجوزين بقالنا سنين دول ما يكملوش ٤ شهور جواز يا حماتى "
عايدة:"والله تكشفى ونعرف من الاول احسن ما نلف حوالين نفسنا بعد كده"
أميرة:"رد انت على امك يا سمير علشان انا زهقت بجد واتخنقت"
سمير:"فى ايه يا امى احنا هنفضل فى النقار والخناق ده كتير دى مبقتش عيشة بقى"
عايدة:"ايوةهى هتعمل عليك الشويتين بتوعها وتقلبك عليا انا انا غلطانة ان انا بنصحك يا ابن بطنى"
سمير:"بالله عليكى يا امى كفاية انا مش ناقص الرحمة شوية"
عايدة:"مالك يا هيام ساكتة ليه ومبتتكلميش يا حبيبتى"
هيام بتوهان:"ها بتقولى ايه يا ماما فى حاجة"
سمير:'انتى ايه حكايتك بالظبط يا هيام اليومين دول"
هيام:"حكاية ايه يا سمير مالى فى ايه"
سمير:'انتى مبتشوفيش نفسك فى المراية بقيتى عاملة ازاى"
هيام:"مالى ما انا كويسة اوى اهو"
سمير:"خديها يا امى اكشفى عليها شوفى فيها ايه"
هيام بتوتر:"فيا ايه انا بس بعمل رجيم فمأثر عليا"
عايدة:"وليه تعملى رجيم ليه هو انتى تخنتى وفشولتى زى ناس"
سمعت أميرة ذلك اتسعت عيناها بقوة فكلام والدة زوجها تقصدها به كأنها تريد اهانتها
أميرة:"انتى تقصدى ايه يا حماتى بتلميحك ده ها"
عايدة ببرود:"اللى على رأسه بطحة بيحسس عليها"
أميرة:"على رأيك وانا الحمد لله لسه زى ما انا مبقتش طن ولا حاجة زى غيرى"
عايدة:"لم مراتك يا سمير احسن ليها"
اميرة:"انتى شيفانى متبعترة ولا ايه يا حماتى"
سمير بتأفف:"الصبر يارب قومى يا هيام البسى اروح اكشف عليكى"
هيام:"لاء انا كويسة عن اذنكم هنام تصبحوا على خير"
سمير:" العريس هييجى كمان يومين يا هيام فاعملى حسابك"
هيام:" يا سمير قولتلك مش عايزة اتجوز ارحمنى بقى"
سمير:" انا مش هتكلم كتير يا هيام وده اخر كلام عندى هييجى وتشوفيه ويلا روحى نامى ولا تحبى تروحى للدكتور يكتبلك على حاجة وانتى بهتانة وضعفانة كده"
هيام:" لاء شكراً مش هروح لدكاترة عن اذنكم"
ذهبت سريعا الى غرفتها قبل ان يلح عليها اخيها بالذهاب الى الدكتور
*"*"*
كانت بين ذراعيه يحتضنها بقوة لتعويض ما فاته طبع قبلة على وجنتها ابتسمت له تنظر اليه بعيون تنشد الراحة والحب فى عينيه التى أصبحت أسيرتهم
وتين:" ثائر حبيبى"
ثائر:"ايوة يا عيون ثائر فى ايه"
وتين:"عايزة اتعلم اركب خيل يا ثائر"
ثائر:"خلاص ماشى الصبح هعلمك يا قلبى"
وتين:'لاء انا عايزة اتعلم دلوقتى مش الصبح"
ثائر:"بس الوقت أتأخر دلوقتى يا وتين "
وتين برجاء:"علشان خاطرى يا ثائر عايزة اركب خيل دلوقتى"
ثائر:"حاضر يا وتين انتى مشكلة والله"
وتين:" انا دا انا غلبانة خالص مالص يا حبيبى"
ثائر:"خالص مالص دا انتى بتطلبى طلبات غريبة فى وقت اغرب"
وتين:'لو مش عايز خلاص بلاش يا حبيبى"
ثائر:"لاء خلاص هقوم اخد شاور وابقى حصلينى على تحت أكون خرجت الحصان من الاسطبل"
وتين:"ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا حبيبى"
ذهب الى الحمام اخذ حمامه هبط الى الاسفل متجه الى الاسطبل بعد مدة حضرت وتين هى ايضا متحمسة جدا كطفلة صغيرة
وتين:"يلا بقى انا جيت اهو"
ثائر:"تعالى يا ستى اركبى الحصان "
قام برفعها من خصرها ووضعها على ظهر الحصان وبقفزة واحدة كان خلفها احاطها بذراعيه يمسك بلجام الحصان ولكنها تنظر الى الأسفل فاراد ان تكف عن هذه الحركة التى تشتت تفكيره
ثائر:"وتين بطلى تبصى تحت كده روشتينى اهدى"
وتين:"انا بشوف انا بعيدة قد ايه عن الارض علشان لو وقعت اعرف هتعور ولا لاء"
ثائر:"ايه الفال ده تفائلوا بالخير تجدوه مش تقوليلى اقع دا كلام يعنى دلوقتى"
ظل يسير بالحصان بهوادة وهى سعيدة كطفلة صغيرة وجدت شئ مسلى فهى لم تتخيل ان يأتى يوما وتفعل كل هذه الاشياء فهى كانت ترسم فى احلامها حياة عادية مع زوج ينتشلها من عذابها الذى كانت تحيى به وستعيش كأى فتاة حياة عادية وروتنية ولكن لم يخطر في بالها يوما ان تتزوج رجل ك"ثائر" وان تفعل كل هذه الاشياء التى كانت تراها فقط فى تلك الافلام فهى الآن فى بلد آخر تعيش حالة من الحب والعشق مع زوجها
ثائر:"بس ايه اللى خلاكى تطلبى دلوقتى تركبى الحصان"
وتين بابتسامة:"علشان تكون انت معايا وراكبين الحصان والجو جميل والقمر طالع شوية رومانسية كده"
ثائر:"ايه الرومانسية العسل دى يا وتينى"
وتين:"لاء دا انا اعجبك اوى والله "
ثائر بهمس:"هو انتى لسه هتعجبينى ما انتى عجبانى من زمان يا وتينى بحبك"
وتين:"مش اكتر منى هو احنا هنروح لارض الغجر بجد"
ثائر:"ايوة هنروح علشان كمان يعرفوا ان انا اتجوزت ويشفوكى ويتعرفوا عليكى"
وتين:"احتفالتهم حلوة زى مريم ما بتقول"
ثائر:"ايوة ومش بعيد يعملولنا فرح على طريقة الغجر كمان"
وتين:"فرح هو احنا هنتجوز بعض كام مرة علشان ابقى عارفة"
ثائر:"ههههه هنتجوز كل يوم يا روحى"
ظلت تضحك وهى جالسة أمامه تستند عليه وهو يحيطها بين ذراعيه وبعد ان انتهت جولتهم أنزلها من على الحصان ولكنها ظلت متعلقة بعنقه لا تريد الابتعاد فطبعت قبلة على وجنته
ثائر:" ودى بمناسبة ايه بقى"
وتين:" دى شكر على الوقت الحلو ده"
ثائر:" لاء يا روحى مبحبش شغل الكروتة ده"
وتين:" انت عايز ايه يعنى دلوقتى"
ثائر:" هقولك عايز ايه"
عندما اقترب منها فرت هاربة من بين ذراعيه تضحك بصوت عالى
وتين:" تصبح على خير يا حبيبى"
قالت ذلك وركضت من أمامه متجه الى غرفتها ركض خلفها هو الاخر كانت تركض كأن هناك شبحا يطاردها ولكن صوت ضحكاتها عاليا تخشى ان يقوم بامساكها ولكن استطاع الوصول اليها قبل ان تغلق الباب وعندما اقترب منها اختل توازنهم فسقطوا على الفراش كل هذا وهى مازالت تضحك بقوة حتى ادمعت عيناها
ثائر:" انتى مش هتبطلى جنانك ده بقى وتخلينى اجرى وراكى"
وتين:" ايه يا حبيبى تعبت من كتر الجرى"
ثائر:"انتى بقيتى شقية اوى يا وتين"
وتين بمزاح:" انا؟محصلش سعادتك الكلام ده"
ابتسم على كلامها قام بسحب حجابها يدفن وجهه فى تجويف عنقها يوزع قبلاته عليه برقة فاغمضت عينيها من هجومه الضارى على مشاعرها .ذهبوا جميعا الى المكان الذى يوجد به تلك القبيلة الغجرية التى كانت تنتسب اليها چوانا لاحظت وتين ان زوجها يتمتع بشعبيه بين هؤلاء الناس فهم يرحبون به بشدة كأنه غائب منذ سنوات
وتين:"مريم هو عمك معروف اوى هنا"
مريم:"ايوة انتى مش شايفة بيرحبوا بيه ازاى"
وتين:"لاء اخدت بالى دا زى ما يكون عايش معاهم هنا عمره كله"
مريم:"هو مرتبط بيهم كده بسبب جدته"
رمزى:"هو مفيش حاجة ناكلها هنا انا جوعت كده ليه"
مريم:"ايه الفجعة اللى انت فيها دى يا رمزى"
رمزى:"ايه يا مريومتى جوعت حرام يعنى ولا حرام شوفى عمك ده يتصرف ويجبلنا اكل احسن اكل زمارة رقبته"
ثائر:"تأكل زمارة رقبة مين يا جزمة"
رمزى:'ياااه صدقنى انا لو بحضر عفركوش من الفانوس مش هييجى بسرعة كده يا ثائر والله"
ثائر:'عفركوش! يا حيوان صبرك عليا بس"
رمزى:انا جعان يا ثائر جعان يا اخى"
ثائر:كاتك نيلة على طول فاضحنى كده اصبر هم هيعملوا احتفال دلوقتى بمناسبة جوازنا وهيجبولك تطفح"
وتين:''احتفال ايه ده"
ثائر:"احتفال بالجواز بس على طريقة الغجر خديها يا مريم معاكى يلا"
وتين:"ثائر هم هيعملوا فيا ايه"
ثائر:"حبيبة قلبى متخافيش انتى هتلبس الزى بتاعهم وهتحتفلوا ستات مع بعض يعنى متقلقيش"
وتين:'على اساس ان انا بفهم هم بيقولوا ايه"
مريم:''تعالى انا معاكى وانا بتكلم اسبانى متقلقيش"
ذهبت "وتين" مع "مريم" الى خيمة كبيرة قابلت امرأة عجوز بوجه بشوش اردفت ببعض الجمل ردت عليها مريم ووتين واقفة لا تفقه شئ من هذا الحوار
وتين:"مريم هى بتقول ايه اللى فهمته كلمة ثائر بس"
مريم:"بتقول ثائر متجوز وردة عربية جميلة شبه الاطفال في جمالها"
وتين:"الله يكرمك يا حاجة تسلمى على ذوقك"
مريم:"ههههه حاجة! اسكتى يا وتين والبسى الهدوم دى"
وتين:"بس احنا محجبين هنلبسها ازاى"
مريم:"متخافيش احنا مش هنخرج من الخيمة اصلا هنفضل قاعدين هنا"
قامت "مريم" و"وتين" بتبديل ملابسهم الى ذلك الزى فهى كأنها أصبحت اسبانية من طراز فريد وتلك الوردة التى سبتتها فى شعرها زادتها جمالاً و"مريم" ايضا كانت جميلة جدا
مريم:"ايه رأيك بقى فى اللبس ده"
وتين:"شكله جميل اوى"
بعد ذلك توافدت مجموعة من النساء على الخيمة ليروا زوجة "ثائر" وايضا قاموا بالرقص على الطريقة الغجرية استمتعت "وتين" و"مريم" جدا بالاحتفال بعد الاحتفال تقدمت احدى النساء بيدها قطعة قماش كبيرة ابتسمت ل"وتين" وحدثتها ولكن "وتين" لم تفهم شئ مما قالته
وتين:"هى عايزة ايه يا مريم"
مريم:"هتلف قطعة القماش دى عليكى علشان تلفك زى الهدية"
وتين:"هدية ايه احسن يكونوا ناويين يقدمونى قربان ولا حاجة"
مريم:"لاء هتلفك زى الهدية لعمو ثائر وهو هييجى يفك قطعة القماش دى من عليكى"
وتين:"هم هيعملوا معاكى كده انتى كمان"
مريم:"ايوة بس فى خيمة تانية علشان هنقضى الليلة هنا"
قامت المرأة بلف وتين بقطعة القماش لم يظهر منها سوى رأسها فقط ظلت تضحك على نفسها وقاموا بوضعها على تلك الصوفا التى تشبه السرير خرجوا جميعا حاولت تخليص نفسها ولكنها لم تفلح
وتين:'وبعدين فى التكتيفة دى هو ثائر فين ثائر ثائر"
بعد عدة دقائق دخل ثائر الخيمة رأها بهذا المنظر ظل يضحك بقوة على مظهرها
وتين:"انت بتضحك تعال فكنى وانا شبه الدودة اللى فى الشرنقة كده يلا بسرعة"
ثائر:"حاضر يا قلبى هم عملوا فيكى ايه"
قام بايقافها وسحب قطعة القماش من عليها تنفست الصعداء فهى كأنها كانت محرومة من الهواء
وتين:"كويس انك فكينى انا شوية وكنت حاسة ان انا هفطس يا ثائر"
ثائر باعجاب:'بعد الشر عليكى يا وتينى بس ايه الجمال ده اللبس عليكى جنان ولا الوردة اللى فى شعرك دى"
وتين:"شكل حلو يعنى باللبس الاسبانى"
ثائر:"دا انتى تهبلى دا انا كده فساتين جدتى اللى موجودة عندنا هخليكى تلبسيهالى فستان فستان يا وتين"
وتين بمشاكسة:"اه يا ابو اغراض دنيئة"
ثائر:"بحبك وانتى فهمانى يا عمرى"
وتين:"ولو انا مفهمتكش مين هيفهمك يا حبيبى "
قام بجذبها اليه بقوة حتى اصطدمت بصدره وضعت يدها تلقائيا حول عنقه واضعة رأسها على كتفه كانت يديه تضغط حولها بقوة مطلق تنهيدات قوية من فرط اشياقه اليها فتلك الليلة ستعيشها مع زوجها الذى تمتزج بعروقه دماء غجرية* كان "رمزى" و"مريم" حالهم لا يفرق عن" ثائر" و"وتين" فهو ايضا وجد زوجته ملفوفة كالهدية فى انتظاره
رمزى:"هم عملوا فيكى ايه يا روحى ايه ده"
مريم:"هههههه هيقدمونى قربان ليك يا رمزى"
رمزى:"قربان ايه هو احنا فى زمن القرابين ولا ايه تعالى يا شيخة افكلك البتاع ده"
قام بازالة قطعة القماش عنها سألها اذا كانت تشعر بألم او هناك ما يؤلمها
رمزى:"فى حاجة بتوجعك يا روحى حاسة بحاجة"
مريم:"تؤتؤ انا كويسة يا حبيبى مفيش حاجة وجعانى"
رمزى:"بس ايه الجمال والحلاوة دى يا قشطة انتى"
مريم:"بموت فى رومانسيتك يا رمزى والله"
رمزى:"اه شوفتى بقى انا حبيب ازاى"
مريم:"دا انت تغيظ يا اخى والله"
رمزى:"بموت فى القمر وهو متنرفز كده وخدوده محمره وعيونه بدق شرار"
مريم:"ياسلام سبتنى بقى بالكلمتين دول اضحك عليا "
رمزى:"شوفتى اقنعتك ازاى انا مقنع جدا على فكرة مهنتى بقى اعمل ايه"
مريم:'واضح يا حبيبى واضح من غير ما تقول"
رمزى بحب:"بحبك وحشتينى بحبك وانتى نور عينى ولو انتى مطلعة عينى بحبك موت"
مريم:"ايوة كده ثبت على النظام ده يا حبيبى"
رمزى:"حلوة الموجه دى ولا اقلب على الاف ام احسن"
مريم:'اسكت يا رمزى خالص دا انت فصييييييل"
رمزى:'بهزر معاك يا قلبى والله"
مريم:"عارفة يا روحى هو انا بموت فيك من شوية ما هو بسبب خفة دمك دى"
رمزى:'الله اكبر بحبك يا بنت العمرى"
قال ذلك وظل يجرى خلفها كعادتهم حتى سقطت اخيراً بين أحضانه مطبقا عليها جاعلها غير مدركة لما يحدث حولها
****
كان بمنزل خالته ليزور خطيبته لايعرف لماذا اصبح يتردد على المنزل كثيراً؟ كأنه بانتظار ذلك اليوم التى تأتى به ''دينا" الى منزله فقرر مفاتحة خالته فى موضوع كتب الكتاب والزفاف
أسامة:"خالتو احنا عايزين نكتب الكتاب بقى"
امينة:"بس يا حبيبى لسه مخلصناش جهاز دينا لسه فى شوية حاجات ناقصة ثم انتوا لحقتوا انتوا مخطوبين من فترة قصيرة اوى"
اسامة:"انا مش عايز حاجة من ده كله انا عايز دينا وبس"
سمعت "دينا" ذلك احمر وجهها بقوة تبتلع ريقها لا تعرف ماذا تقول؟ فلماذا هو متلهف الآن لزواجهم لهذه الدرجة؟
امينة:"متنساش ان عمك مدحت كمان لسه هياخد وقت على ما يعرف ينزل تانى"
اسامة:'خلاص شوفيه يعرف ياخد اجازة امتى وينزل نكتب الكتاب ونعمل الفرح"
أمينة:"ربنا يسهل يا حبيبى"
اسامة:"طب ممكن اخد دينا نخرج نتمشى شوية"
أمينة:"ماشى بس طبعا متأخرهاش"
اسامة:"احنا هنتمشى شوية ونيجى على طول يلا يا دينا"
ذهبت "دينا" معه يريد ان يمسك يدها ولكنها ترفض ذلك بشدة
اسامة:"ايه دا انا ابن خالتك وخطيبك"
دينا:"اديك قولتها خطيبى يعنى لسه ملكش حقوق الزوج علشان تمسك ايدى ولا تقرب منى"
أسامة باعجاب:'يا سلام للدرجة دى"
دينا:"امال انت مفكر علشان انا لابسة دبلتك وقارى فتحتى ان خلاص بقى ليك عليا حقوق لاء طبعا لما تبقى جوزى ان شاء الله ابقى امسك ايدى براحتك"
أسامة:"على فكرة انا حبيبتك اوى يا دينا"
دينا بكسوف:"احنا مش هنتمشى ولا ايه ولا هنفضل واقفين نتكلم"
اسامة:"حتى كلمة بحبك مش عايزة تقوليها"
دينا:"هييجى وقت واقولهالك"
اسامة:"دينا انتى محبتيش حد قبل كده مكنش فى حد فى حياتك"
دينا بدون وعى:" انا محبيتش فى حياتى حد غيرك"
اسامة بابتسامة:"انتى قولتى ايه يا دينا"
دينا:"ها انا مقولتش حاجة وبطل تكسفنى فى الكلام احسن اروح"
اسامة:'لاء وعلى ايه الطيب احسن انا اكلم باباكى بقى ينزل ونتجوز بدل ما انا باخد الكلام منك كده بالقسط"
دينا:"هههه بكرة تاخده كاش"
اسامة:"ماشى يا ام غمازة حلوة انتى"
دينا:" أسامة ايه ده"
أسامة:"ايه انا قولت ايه لده كله يا ام غمازة انتى"
دين:"لاء انا هروح مش هتمشى معاك"
اسامة:"خلاص يا ستى هسكت خالص اهو همشى على الصامت"
ابتسم على تصرفاتها فهى خجولة جدا فهو يدعو الله ان لا تضيع من بين يديه مثلما حدث سابقاً فدينا اصبحت الآن تشغل عقله وقلبه
*'*"*
تجلس بجانبه فى سيارته تبتلع ريقها مرة تلو الأخرى فريقها كأنه نيران حارقة تحرق جوفها من شدة خوفها مما هى مقدمة عليه الآن فهى تتذكر عندما هاتفته لتخبره بموافقتها على إجراء تلك العملية فهى تظن ان ريما سيعود كل شئ الى وضعه الطبيعى وتستطيع ان تتخلص من قلقها ورعبها وخوفها من افتضاح أمرها نظرت اليه فهو لا يبدو عليه الندم او الخجل مما سيفعل فهو كأنه معتاد على تلك الاشياء
يحيى:" متخافيش اوى كده دى زى شكة الدبوس"
هيام:" وانت عرفت عيادة الدكتور ده منين"
يحيى:" اعرفه وخلاص ملكيش فيه"
هيام:" تلاقيك متعود على كده تعمل جريمتك وبعد كده عايز تداريها"
يحيى:" بس اسكتى ومسمعش ليكى صوت انتى فاهمة ثم بعد ما تعملى العملية دى مش عايز اشوف وشك ولا اسمع صوتك تانى"
هيام بدموع:" انت واحد جبان وحيوان"
يحيى:" اخرصى يا بت انتى احسن ليكى انتى فاهمة"
التزمت الصمت حتى وصلت الى احدى العمارات المتهالكة فهى تسأل نفسها هل هذا مكان يصلح للعيش فيه فهو يشبه الخراب صعد معها إلى احدى الشقق وجدت امرأة تجلس أمام مكتب صغير تنظر اليها من رأسها إلى قدميها نظرة اقرب ما يقال عنها انها تنظر لها باشمئزاز
يحيى:" احنا عايزين ندخل للدكتور"
المرأة:" بخصوص ايه كشف ولا"
اقترب يحيى من المرأة يهمس لها بسبب زيارتهم رفعت المرأة نظرها لهيام التى ترتجف من الرعب واصبحت قدميها كالهلام لا تستطيع حملها
المرأة:" ثوانى اقول للدكتور"
دخلت المرأة الى غرفة الدكتور لاخباره بما يريدون التفتت هيام الى يحيى بدموعها التى تذرفها بقوة كأنها تناشده ان يخرج بها من هذا المكان المقرف ولكن نظرته باردة فهو يريد ان ينتهى من هذا الموضوع خرجت المرأة من غرفة الدكتور
المرأة:" الدكتور مستنيكم جوا اتفضلوا"
سبقها يحيى الى الغرفة تتبعه بخطوات ثقيلة ولكنها قبل ان تدلف الى الغرفة وجدت نفسها تفر هاربة من المكان تصرخ برفض قاطع ان تفعل ذلك
هيام بصراخ:" لااااااااء مش هعمل كده
ركض يحيى خلفها قبض على ذراعها بقوة يحاول ايقافها
يحيى:" فى ايه انتى ايه اللى جرالك"
هيام:" ابوس ايدك كفاية فضايح ابوس ايدك اتجوزنى شرعى حتى ولو ليوم واحد وبعد كده مش هتشوف وشى"
يحيى:" انا قولتلك جواز مش هتجوز وانتى حرة بقى انا مش عايز اشوف وشك تانى علشان انا زهقت"
بعد ان انتهى من كلامه استقل سيارته مبتعدا عنها وعن المكان ظل تبكى حسرة وندماً فهى لن تقوى على اجراء تلك العملية فهى ترى أنها نالت من الفضيحة ما يكفيها فلا ينقصها ان تعرض نفسها لمزيد من الفضائح .عادت الى المنزل وهذا اليوم هو اليوم الذى اخبرها به اخاه بحضور العريس المنتظر دخلت المنزل فهى اخبرتهم انها ستخرج لشراء اشياء خاصة بها ولكنها تاخرت فعادت وجدت ذلك العريس يجلس مع اهلها
هيام:" السلام عليكم"
عايدة:" وعليكم السلام تعالى يا حبيبتى "
سمير:" اقعدى يا هيام"
جلست هيام لا تنطق بكلمة ولا ترفع رأسها من الأرض حتى هى لا ترى ملامح ذلك الشاب الذى يجلس مع اخيها ظلت على جلستها هذه حتى غادر ذلك الشاب
عايدة:" رأيك ايه يا هيام فى العريس"
سمير:" هى رفعت راسها ولا شافته اصلا علشان تقول رأيها قاعدة حاطة وشها فى الأرض"
عايدة:" فى ايه يا سمير مكسوفة فيها ايه"
سمير:" مكسوفة وهى هيام من امتى بتقعد حاطة وشها فى الأرض كده دى ما بيهمهاش حاجة"
عايدة:" بطل غلط فى اختك يا سمير انا سكتالك بس علشان انت اخوها الكبير بس انا مش هسمح لحد يضايقها حتى لو انت يا سمير"
سمير:" خليكى بس انتى دلعى فيها كده لحد دلعها دى ما ييجى على دماغنا فى الاخر"
عايدة بعدم اهتمام:" قومى يا حبيبتى ارتاحى فى اوضتك يلا وانت خليك فى مراتك اللى انت اصلا مش عارف تحكمها"
سمير:" وهى مراتى عملت ايه يعنى علشان تقولى كده البنت كتر خيره شايفه ومستحمله وساكتة "
ذهب الى غرفته فوالدته لا تقتنع بأى كلام سوى كلامها هى فهو يعلم ان لا احد يفسد اخد بهذه الطريقة سوى والدته فهو أصبح لا يتحمل طريقتها فى التعامل مع زوجته أيضاً ولكنه لا يستطيع فعل شئ فعى اولاً وأخيراً والدتها
*"*"*
انتهى شهر العسل وعاد العشاق الى مصر ذهب "رمزى" و'مريم" لمنزله وعاد "ثائر "و"وتين" الى منزلهم دلفوا الى الغرفة ولكن تشعر "وتين" بأن راسها اصبح ثقيلاً جدا
وتين:"يااااه مفيش برضه احسن من بيت الواحد بيبقى حاجة تانية خالص"
ثائر:"ليه شهر العسل معجبكيش يا قلبى ولا البيت اللى هناك"
وتين:''بالعكس يا حبيبى كانت ايام جميلة و خيالية بس فى البيت هنا بلاقى نفسى وراحتى علشان بيتك انت دا حصن الأمان بتاعى بعد حضنك''
ثائر:"نورتى بيتك يا حبيبتى"
وتين:'تسلملى يا حبيبى"
ولكن انتاب "وتين'' دوار خفيف اغلقت عيناها ثم فتحتها ثم عادت و اغلقتها بقوة شعر "ثائر" بالقلق عليها
ثائر:"مالك يا حبيبتى فى ايه بتعملى ليه كده"
وتين:"مش عارفة حسيت ان انا دايخة شوية جايز بسبب الطيارة دماغى لفت ووجعتنى"
ثائر:"خلاص غيرك هدومك ونامى شوية وارتاحى يا قلبى"
وتين:"ماشى يا حبيبى"
ذهبت لتغيير ملابسها ولكنها ايضا شعرت بالدوار مرة ثانية ولكن هذه المرة سقطت مغشيا عليها بدون اى حركة
ثائر بخوف وقلق:"وتين وتين حبيبتى فى ايه مالك وتين ردى عليا"
ولكنها لا تستجيب لمحاولة افاقتها قام بحملها الى السرير استبد به القلق فجسدها اصبح باردا
ثائر:"وتين وتين ردى عليا فى ايه يا حبيبتى مالك وتين وتين"
طلب" ثائر" من أحد العاملين بالمنزل باحضار طبيبة على وجه السرعة فحضرت الطبيبة قامت بمعاينة وتين وكل هذا وثائر واقفاً يشعر بالخوف والقلق فماذا حدث لها اوصلها الى تلك الحالة
ثائر بلهفة:'هى مالها يا دكتورة فى ايه حصلها ايه"
الدكتورة بابتسامة:"خير ان شاء الله متقلقش"
ثائر:" طب هى اغمى عليها ليه وجسمها كان بارد اوى"
الدكتورة:"دا علشان بس حامل وشكلها كده مكنتش تعرف واجهدت نفسها فاغمى عليها"
ثائر بذهول:"حامل! وتين حامل"
الدكتورة:"ايوة حامل الف مبروك"
ثائر:"الله يبارك فيكى يا دكتورة بس هى هيفضل مغمى عليها كده كتير"
الدكتورة:"شوية كده ان شاء الله وهتفوق اطمن حضرتك"
ثائر:" متشكر جدا يا دكتورة"
الدكتورة:"الشكر لله عن اذنك"
ثائر:"اتفضلى ومع السلامة"
الدكتورة:"الله يسلمك"
خرجت الدكتورة من الغرفة جلس بجوارها وهو لا يصدق انها الآن حامل بطفله وضع يده على بطنها يمررها بسعادة شديدة فحلمه ان يصبح لديه أطفال منها أصبح حقيقة
فتحت "وتين" عيناها ببطئ نظرت بجوارها وجدته يمسك احدى يديها بين يديه بنظر اليها بسعادة وبابتسامة جذابة
وتين:"هو ايه اللى حصل يا ثائر انا جرالى ايه"
ثائر:"مفيش يا قلب ثائر متخافيش"
وتين:"هو انا اغمى عليا ليه كده اه يا دماغى"
ثائر:" ده بس علشان انتى دلوقتى شايله فرد جديد من عيلة العمرى يا وتينى"
وتين:"فرد جديد من عيلة العمرى انت قصدك ان انا"
ثائر بابتسامة جذابة:"حاااامل يا حبيبتى انتى دلوقتى فى نونو هنا"
وتين بسعادة غامرة:"بجد يا ثائر انا حامل انا هجيب بيبى هيبقى عندى نسخة مصغرة منك يا حبيبى"
ثائر:"او نسخة مصغرة منك انتى يا قلبى"
وتين:" انا انا مش مصدقة انا فرحانة اوى انا طايرة من الفرحة انا بحبك اوى يا حبيبى شوية حاجات كتير كده ملغبطة على بعض مش عارفة اوصفها يا ثائر"
ثائر:"خلى بالك من نفسك يا قلبى بقى ماشى"
وتين:" ان شاء الله بس اوبا اه لو ولدت وانا فى الدراسة دى تبقى مشكلة ولا أولد فى الامتحانات"
ثائر:"هههه ولا يهمك يا روحى عوضى السنة اللى بعديها احنا ورانا حاجة"
وتين:" على رأيك احنا ورانا حاجة بحبك وانت مشجعنى على الفشل كده يا حبيبى"
ثائر بمزاح:"طبعا تلاقى مين غيرى يشجعك على الفشل يعنى اجيب حد من برا لاء طبعا لازم ابقى فى ضهرك على طول"
وتين:"هههه تعيش يا روحى وتشجعنى ومتحرمش من تشجيعك ده"
احتضنها وهو لايصدق ان الله قد من عليه بجعل زوجته تحمل فى احشاءها طفل منه سيكون رابط يضاف لتلك الروابط التى تربطهم سويا وهى روابط الحب والعشق
*"*"*
تمسك بيدها ذلك الاختبار تبتلع ريقها مرة تلو الأخرى تشعر بدقات قلبها تتسارع مع الزمن فهى شكت فى أمرها منذ ان انتابتها تلك الحالة من الغثيان فارادت ان تتأكد من صحة شكوكها فاشترت ذلك الاختبار حتى تقطع الشك باليقين نظرت اليه بين يديها لاحظت وجود ذلك الخطين فى ذلك الاختبار اتسعت عيناها بقوة لطمت خديها بقوة فهى سينتهى أمرها قريبا فهى الآن تحمل طفلاً عن طريق غير مشروع
هيام:"يا مصيبتى يا مصيبتى اعمل ايه دلوقتى انا خلاص روحت فى مصيبة وروحت فى داهية لو سمير عرف هيقتلنى هيقتلنى انا خلاص حياتى هتنتهى"
ظلت تبكى بقوة وهى ما زالت تلطم خديها لا تعرف كيف تتصرف فى تلك المصيبة التى حلت على رأسها والتى أيضا ستضع حد لحياتها اذا علم اخيها سمعت صوت حركة بالخارج قامت بلم ذلك الاختبار والعلبة الخاصة به بسرعة تلقيهم فى سله المهملات تغلق غطاءها لكى لا يراه احد قامت بغسل وجهها خرجت لمحت امها قد فاقت لتوها من النوم حاولت رسم ابتسامة مهزوزة على شفتيها
هيام:"صباح الخير يا ماما"
عايدة:"صباح النور يا حبيبتى ايه اللى مصحيكى بدرى كده كنتى بتعملى ايه"
هيام:" ولا حاجة كنت فى الحمام"
عايدة:"هى الحلوة مرات اخوكى لسه مصحيتش من النوم بسلامتها"
هيام:"لاء لسه شكلها نايمة هى وسمير انا هروح اكمل نومى عن اذنك يا ماما"
عايدة:" ماشى يا حبيبتى روحى نامى"
ذهبت سريعا الى غرفتها اغلقت الباب خلفها ارتمت على السرير تكمل بكاءها اخرجت هاتفها لتحدث ذلك الشاب لتخبره بما حدث ظلت تطلب رقمه كثيرا حتى جاءها الرد متأخرا وبصوت ناعس
يحيى بنعاس :" ايوة مين فى ايه على الصبح "
هيام:"انا هيام يا يحيى انت سامعنى"
يحيى:"هيام وانتى عايزة ايه مش قولتلك متتصليش عليا تانى مش رفضتى تعملى العملية انا مش هروح معاكى تانى لو انتى عايزة تروحى خلاص كانت هى فرصة وانتى ضيعتيها مليش فيه"
هيام:" انا متصلتش عليك علشان كده يحيى انا حامل"
يحيى بفزع:"نعم يا اختى حامل ازاى يعنى ومن مين"
هيام:"يحيى انت اتجننت هكون حامل من مين حامل منك انت طبعا اللى فى بطنى ابنك انت"
يحيى:"بقولك ايه شوفى حد تانى ترمى بلاكى عليه انتى تعملى المصيبة وتلبسيهالى وانا ايش ضمنى انه ابنى انا الله اعلم انتى عملتى كده مع مين غيرى"
هيام بدموع:"حرام عليك يا يحيى والله العظيم الحمل منك انت ومحدش لمسنى غيرك"
يحيى:"بقولك ايه متوجعيش دماغى وشوفى حد غيرى ارمى بلاكى عليه وياريت تمسحى نمرتى من عندك مش كل شوية تتصلى وتقرفينى وكمان جيبالى بلوة وعايزة تدبسينى فيها شوفى حد تانى دبسيه فى مصيبتك"
قال ذلك اغلق الهاتف فى وجهها وعادت تتحسر على حالها الذى أوصلته هى الى هذه الحالة فما جدوى الدموع الآن فهى لو بكت انهاراً لن تمحو جرم ما فعلته بحق اهلها وبحق نفسها قبل اى أحد .اثناء وجود "عايدة" فى الحمام لمحت تلك الورقة الصغيرة الخاصة باختبار الحمل بجانب سلسة المهملات قامت برفعها فعلمت انها خاصة باختبار الحمل فتحت السلة عثرت على ذلك الاختبار وهو اختبار حمل ايجابى فعقدت حاجبيها فهى ظنت ان "أميرة" حامل ولم تخبرهم فخرجت من الحمام بيدها اختبار الحمل كان "سمير" مستيقظا للتو من النوم هو وزوجته
سمير:"صباح الخير يا امى"
عايدة:"صباح النور يا حبيبى مبروك يا أميرة"
أميرة باستغراب:"مبروك على ايه بتباركيلى على ايه يا حماتى على الصبح كده"
عايدة:"يعنى كنتى مخبية ليه هنحسدك يعنى ولا ايه دا انا افرحلك هو اللى مش هييجى ده حفيدى برضه وهيبقى ابن ابنى"
سمير:"حفيدك ايه انا مش فاهم حاجة"
عايدة:"انا لقيت اختبار حمل ف الحمام والاختبار ايجابى ليه مراتك مخبية بقى ومش عايزة تقولنا انها حامل شكلها خايفة لاحسدها ولا حاجة"
سمير:"بجد الكلام ده يا اميرة انتى حامل بجد ومقولتليش"
أميرة بدهشة:"اختبار حمل ايه انا مجبتش اختبارات انا مش حامل مين اللى قالكم كده"
عايدة:"امال الاختبار ده ايه العفريت كان عامله ورماه فى السلة فى الحمام"
أميرة:"احلفلك على مصحف يا حماتى ان الاختبار ده مش بتاعى انا معملتش اختبارات والله العظيم انا ما عملت اختبارات حمل"
سمير:"اميرة لو بتهزرى خلاص كفاية احنا عرفنا بقى مفيش داعى انك تخبى علينا"
أميرة:''بهزر ايه ورحمة امى انا ما عملت اختبارات حمل ولا اعرف حاجة عن الاختبار ده ثم لو حامل هخبى ليه هو انا عاملة حاجة غلط ما اكيد كنت هقولكم لو انا حامل ثم انا حلفتلكم بالله انه مش بتاعى"
عايدة:"امال الاختبار ده هيكون بتاع مين"
أميرة:"وانا ايش عرفنى يا حماتى الاختبار ده يكون بتاع مين"
سمير:"معناه ايه الكلام ده يعنى"
حاولت نفض ذلك التفكير عن ذهنها لا يمكن ان ترتكب ابنتها مثل تلك الجريمة ولكنها وجدت ابنها يذهب سريعاً الى غرفة اخته بذهن وافكار على وشك الانفجار إذا صدق ظنه بما يفكر فيه وجدت اخيها يفتح الباب بقوة انتفضت من على سريرها وهى ترى اخيها بتلك الحالة من الهيجان والغضب
هيام بتلعثم:"فففى ايه يا سمير مالك فتحت عليا الباب كده ليه وانا نايمة"
سمير:"فى ايه !انتى اللى تقولينا فى ايه بقى يا ست هيام"
هيام:"مش فاهمة حاجة هو فى ايه يا ماما حصل ايه وسمير عايز منى ايه"
سمير:"امك لقت اختبار الحمل ده فى الحمام واميرة حلفت انه مش بتاعها بتاع مين ده يا هيام"
هيام بتوتر:"انت قصدك ايه يا سمير بكلامك ده ازاى تتهمنى فى حاجة زى دى"
سمير:"قصدى ايه! انتى اللى تفهمينى فى ايه يا هيام والا وربنا ما يطلع عليكى يوم تانى انطقى حالا "
ارتعدت من حدة صوته الصارخة بها بكت بقوة لا تعرف ماذا تقول فأمرها قد انكشف والآن ستتحمل نتيجة اخطاءها
عايدة بتوهان:"هيام اللى بنفكر فيه ده صح الاختبار ده بتاعك انتى"
قام هيام من على السرير تجثو على ركبتيها امام اخيها تطلب منه الصفح قبلت يده لعله يرحمها مما ينوى فعله بها فما رأته فى وجه يدل على انه لن يتركها الا جثة هامدة وسيقضى عليها فى الحال
هيام ببكاء شديد:"ابوس ايدك يا سمير انا غلطانة هو اللى ضحك عليا والله سامحنى يا سمير ابوس ايدك انا مليش ذنب هو اللى غرر بيا وضحك عليا"
سمع سمير وعايدة ذلك أصابتهم صدمة قوية وضعت زوجته يدها على فمها من شدة صدمتها هى الاخرى لم يدرى بنفسه الا وهو يضربها بكل قوة وغيظ وغضب
سمير بغضب:"يا قليلة الادب يا عديمة الشرف حطيتى راسى فى الطين هتخلينى مضحكة قدام الناس يا زبالة ضيعتى نفسك وضيعتينا معاكى"
عقله يصرخ به الآن ان يقضى عليها ان يجعلها تلفظ انفاسها الأخيرة حتى يتخلص من تلك الكارثة التى حلت على رأسهم الا انه سمع صوت زوجته التى صرخت بأعلى صوتها واتسعت عيناها ذهولاً من ذلك الجسد الذى انطرح على الأرض كأنه فارق الحياة
أميرة بصراخ:" سمييييييييير"
*"*"*
رأيكم يا حلوين

رواية دمية في يد غجري الفصل السادس وعشرون بقلم سمسم

البارت السادس والعشرين
سمع سمير وعايدة ذلك أصابتهم صدمة قوية وضعت زوجته يدها على فمها من شدة صدمتها هى الاخرى لم يدرى بنفسه الا وهو يضربها بكل قوة وغيظ وغضب
سمير بغضب:"يا قليلة الادب يا عديمة الشرف حطيتى راسى فى الطين هتخلينى مضحكة قدام الناس يا زبالة ضيعتى نفسك وضيعتينا معاكى"
عقله يصرخ به الآن ان يقضى عليها ان يجعلها تلفظ انفاسها الأخيرة حتى يتخلص من تلك الكارثة التى حلت على رأسهم الا انه سمع صوت زوجته التى صرخت بأعلى صوتها واتسعت عيناها ذهولاً من ذلك الجسد الذى انطرح على الأرض كأنه فارق الحياة
أميرة بصراخ:" سمييييير الحقنى يا سمير امك مبتنطقش"
ف"عايدة" عندما سمعت ما قالته ابنتها كأنها اصيبت بالشلل غير قادرة على الكلام تنظر الى الفراغ قبل ان تسقط مغشياً عليها من هول ما سمعت من ابنتها انها خسرت نفسها بأبشع طريقة فهى لم تتخيل ان يحدث ذلك يوما ً
سمع "سمير" ذلك ترك "هيام" التى اصبحت تأن من شدة وجع جسدها ولكنها عندما سمعت ذلك اعتدلت فى جلستها جثت بقرب امها المغشى عليها ترجوها ان تستيقظ ودموعها تنزل على وجنتيها
هيام بدموع:" ماما ماما اصحى يا ماما ردى عليا ماما هتروح مننا يا سمير الحقها"
سمير بصراخ:"انتى السبب انتى اللى ضيعتينا كلنا يا هيام منك لله"
أميرة:" مش وقته الكلام ده لازم نلحقها انا هطلب الاسعاف بسرعة"
هاتفت أميرة الاسعاف وصلت فرقة الاسعاف قاموا باخذ "عايدة" الى المستشفى تم توقيع الكشف عليها من قبل احد الأطباء الذى خرج وجد ابنها وزوجته وابنتها فى حالة غريبة
سمير بلهفة:"خير يا دكتور امى عاملة ايه حصلها ايه هى كويسة"
الدكتور:"للاسف ام حضرتك جالها شلل نصفى"
سمعت "هيام" كلام الدكتور بكت بقوة ظلت تلطم خديها على حياتها التى انقلبت رأس على عقب وكل هذا بسبب غباءها الذى اوقعها فى كل تلك المشاكل من البداية
سمير بذهول:" أمى جالها شلل نصفى"
الدكتور:"ايوة شكلها اتعرضت لصدمة كبيرة ربنا معاها ربنا معاها عن اذنكم"
ذهب الدكتور جلس "سمير" مكانه لا يعرف ماذا يفعل او ماذا يحدث لهم فاليوم صارت حياته الى منحنى خطير جدا فامه اصابها الشلل واخته خسرت شرفها وليس هذا فقط فى تحمل جنيناً من طريق غير مشروع ماذا فعل بحياته حتى يعاقب بهذا الشكل ؟ظل يفكر ولكنه فكر ان ما يحدث ربما بسبب عدم انصافه تلك الفتاة والتى كان يعاقبها بالضرب على اشياء لم تفعلها واشياء كانت امه واخته يخبروه بها هل اراد الله ان يريه كيف يكون إساءة معاملة اليتيم ؟فهو لم يرحم ضعفها حتى وصل به الأمر انه كان يريد تزويجها من شاب فاسد فأراد الله انقاذها واصبحت هى الآن تنعم بحياة افضل منهم بينما هم حياتهم انقلبت جحيما واكثر سواداً وسوف يعانون مما يحدث لهم وقتاً طويلاً او ربما الى بقية حياتهم سمعته زوجته يتمتم ببعض الكلمات ولكنها لا تفقه شئ مما يقول
سمير:"هو ده ذنب وتين كل اللى بيجرالنا بسبب اللى عملناه فيها"
أميرة:"بتقول ايه يا سمير كده بصوت واطى"
سمير:"بقول ده ذنب وتين وتين اللى كنت بضربها وكنا معذبنها وحتى اتهمناها فى شرفها وكنت عايز اجوزها جوازة اى كلام ربنا قالى شوف اخر الظلم ايه انا اللى شرفى انداس وبقى فى الطين يا أميرة وانتى اللى كنتى السبب فى كل ده يا هيام ارتاحتى يا هيام يارب تكونى ارتاحتى وخدتى جزائك"
أميرة:"اهدى يا سمير احنا لازم نشوف حل فى الموضوع ده ده موضوع مش هين لازم نفكر كويس"
سمير:"قوليلى يا بت انتى مين اللى عمل فيكى كده انطقى مين الكلب اللى انتى غلطتى معاه"
صرخ بتلك الكلمات فى وجهها انتفضت من مكانها قامت أميرة بجذبه من ذراعه فهو على وشك ضربها مرة اخرى
أميرة:"سمير احنا فى المستشفى اهدى يا سمير لنا بيت نتكلم فيه مينفعش نتكلم هنا"
سمير بسخرية:"لينا بيت البيت اللى هيبقى خراب ودمار البيت اللى لو الجيران عرفت مش هقدر ارفع عينى فى حد بيت ايه يا أميرة"
أميرة:"ربنا ما يجيب خراب ولا دمار ان شاء الله ربنا يحلها من عنده بس اهدى يا سمير"
تركوا والدته فى المستشفى وعادوا الى المنزل بمجرد دخوله جذبها من حجابها بقوة ينظر اليها بنظرات نارية تكاد تحرقها وتحولها الى رماد
سمير:"انطقى يا كلبة مين اللى عمل فيكى كده انطقى يا بت انتى قولى"
هيام:"هقول والله هقول بس سيبنى يا سمير بلاش ضرب"
سمير:"انطقى احسن ما ادفنك واخلص من عارك يا قليلة الادب"
هيام:''هو اسمه يحيى زاهر صفوان"
سمير:"الواد ده يبقى ابن زهران صفوان المقاول"
هيام:"ايوة هو ده ياسمير هو ده"
أميرة:"انت تعرفه يا سمير الواد ده"
سمير:"انا عارف ان زاهر صفوان مقاول ومعروف هنا فى اسكندرية انتى هتفضلى هنا فى البيت لحد ما اشوف حل يا اما هلاقى حل يا اما يا هيام خلاص تودعى حياتك انا مش هعيش بعارك العمر كله وافضل ماشى موطى راسى قدام الناس"
قال "سمير" تلك العبارة بالغضب الكامن بداخله خرج من المنزل متجه الى منزل ذلك الرجل الذى حصل على اسمه من تلك الفتاة التى حطمت حياتها وحياتهم هم أيضاً
*"*"*
منذ علمه بخبر حملها وهو يجلس بجوارها لا يصدق انه سيصبح أبا لطفل من معشوقته فهو يمرر يده على بطنها بابتسامة عريضة كأنه لا يصدق انه سيصبح اباً بعد مرور بضعة اشهر
وتين بابتسامة:" حبيبى انت كل شوية تحسس على بطنى ليه كده فى إيه"
ثائر بسعادة:"مش مصدق يا وتينى ان انا هيبقى عندى اولاد منك انتى وان انا بعد كام شهر هيبقى عندى ابن او ابنة وهبقى بابا"
وتين:"انت فرحان يا حبيبى ان احنا هيبقى عندنا اولاد"
ثائر:"فرحان! قولى طاير من الفرحة الدنيا مش سيعانى من الفرحة هموت من الفرحة"
وتين:"بعد الشر عليك يا ثائر من اى حاجة وحشة"
ثائر:"تسلميلى يا عشق ثائر وقلب ثائر وحياة ثائر كلها"
وتين:"قولى بقى نفسك فى ولد ولا بنت"
ثائر:"كل اللى يجيبه ربنا رضا و خير وبركة انا ميفرقش معايا موضوع ولد او بنت لو ولد هيبقى ابنى وحبيبى وسندى لما اكبر بنت هتبقى بنتى وحبيبتى واميرتى اللى هعيشها فى دلال ودلع زى أمها"
وتين:"انت نور عين امها انا عايزة اقوم اخد شاور دلوقتى"
ثائر:"لاء تقومى ايه انا هقوم احضرلك الحمام و هشيلك اوديكى الحمام كمان"
وتين:''ياسلام انا حامل مش عيانة يا ثائر مش لدرجة تشيلنى يعنى انا بمشى عادى"
ثائر:"هششش مفيش كلام اللى اقوله يتسمع"
ذهب الى الحمام قام بملأ المغطس بالماء الدافئ قام بحملها وذهب بها الى الحمام وانزلها على الأرض
ثائر:" يلا يا حبيبتى خدى الشاور بتاعك وانا مستنيكى برا لما تخلصى ناديلى ارجعك الاوضة تانى"
وتين:" هههه هو انا مش هعرف اخرج من الحمام لوحدى اهدى يا حبيبى مش كده"
ثائر:" بسسس بلاش كلام كتير انا خارج"
خرج من الحمام قامت باخذ حمامها وبعد انتهاءها وجدته يدخل ليحملها لاعادها الى الغرفة مرة أخرى اجلسها على السرير وجلس خلفها بيده فرشاة للشعر يمشط به شعرها كأنها طفلة صغيرة
وتين بابتسامة:"وكمان انت هتسرحلى شعرى ايه الدلع ده كله يا ثائر"
ثائر:"الدلع اتعمل علشانك انتى يا وتينى "
وتين:"حبيبى ربنا ما يحرمني منك ابدا يارب"
بعد ان انتهى من تمشيط شعرها احاط كتفيها بذراعيه يستند برأسه على كتفها
ثائر:"وتينى"
وتين:"اممم ايه ياحبيبى فى ايه"
ثائر:" انا بحبك اوى"
وتين:'وانا بموت فيك يا حبيبى .ثائر انا جعانة اوى"
ثائر:"عايزة تاكلى ايه يا قلبى وانا اجبهولك"
وتين بمزاح:"اى حاجة تتاكل وخلاص مش شرط هاتلى بوفتيك ومكرونة ولا شاورما فراخ"
ثائر:"ههههه بوفتيك ومكرونة وشاورما فراخ الساعة دى يا وتين"
وتين:"انا بهزر اى ساندوتش خفيف يبقى تمام"
ثائر:"هنزل اجيبلك من تحت وجاى بسرعة ماشى يا قلبى"
وتين:"متتأخرش بقى ماشى عصافير بطنى بتصوصو"
ثائر:" حاضر الف سلامة على عصافير بطنك"
هبط "ثائر'' الى الاسفل طلب من الخادمة اعداد بعض السندوتشات وايضا تحضير كوب من عصير البرتقال اخذ هو الصينية وصعد الى زوجته مرة اخرى دلف "ثائر" الى الغرفة بابتسامة وجدها تنتظره
ثائر:"حبيبة قلبى الاكل اهو يلا بالهنا والشفا"
وتين:"كوباية عصير البرتقال دى بتعمل ايه هنا يا ثائر"
ثائر:"علشان تشربيها يا حبيبتى"
وتين:'انا مبحبش عصير البرتقال يا ثائر خدها من هنا لو سمحت"
ثائر:'لاء يا حبيبتى هتشربيها ومفيش نقاش دا فيتامين سي"
وتين:"ثائر بجد انا مبشربش عصير البرتقال لا فيتامين سي بلا فيتامين دى"
ثائر:"هتشربيه من هنا وجاى يا عيون ثائر انتى لازم تتغذى ولو شربتيه هجبلك حاجة حلوة اجبلك عروسة تلعبى بيها"
قال ذلك غمزها بعينيه فهمت مقصدة ضيقت ما بين عينيها فهى تعلم انه يمزح معها بهذه الطريقة
وتين:"انت تقصد ايه يا ثائر قصدك ان انا عيلة مش كده"
ثائر:"ولا حاجة يا روحى ميبقاش ضميرك وحش كده وتظنى فيا ظن مش كويس"
وتين:"انا ضميرى برضه اللى وحش يا ثائر ولا انت دايما تنبسط لما تنرفزنى وتقولى ان انا طفلة فى تصرفاتى"
ثائر:" انتى اللى بتتخيلى حاجات غريبة انا قصدى لو شربتى عصير البرتقال هشتريلك حاجة حلوة واجبلك عروسة علشان النونو تلعبوا مع بعض ان شاء الله ولا تحبى اجبلك دبدوب"
وتين...لا يا راجل ودبدوب كمان دى كده فل اوى وماله هخليك تشتريلى محل لعب بحاله العب بيها انا وابنى ولا بنتى وانت مش هتلعب معانا"
ثائر بتمثيل:" كده اهون عليكم و مترضوش تلعبونى معاكم العب مع مين بقى ها اروح العب فى الشارع"
وتين:''هههه بس بقى عايزة اكل يا ثائر"
ثائر:"بالهنا والشفا يا قلبى"
وتين:''مش هتاكل معايا يا حبيبى"
ثائر:''مليش نفس اكل حاجة ثم انا مش بأكل فى وقت متأخر"
وتين:" بس احنا من ساعة ما وصلنا البيت واغمى عليا وفوقت وانت قاعد جمبى ومأكلتش حاجة لاء خد دى منى"
وضعت فى فمه بعض من الطعام اخذه إكراما لها فقط بالرغم من انه غير راغب فى تناول الطعام
ثائر:'كفاية كده مش عايز تانى كلى انتى يا وتينى"
انتهت من تناول الطعام ارادت النوم تمددت على السرير جذبها اليه وبابتسامة سعيدة اغلقت عينيها من انها سوف تصبح أم
*"*"*
ذهب "سمير" الى عنوان ذلك الرجل الذى من المفترض ان يكون والد ذلك الشاب العابث الذى غرر بأخته وجعلها ترتكب مثل هذه الجريمة
سمير:"انا عايز اقابل زاهر بيه لو سمحتى"
الخادمة:"مين حضرتك اقوله مين"
سمير:"هو ميعرفنيش بس لازم اقابله ضرورى فى موضوع مهم جدا"
الخادمة:"اتفضل حضرتك على ما اديله خبر"
دخل "سمير" المنزل انتظر فى الصالة حتى حضر رجل فى الستينيات من عمره ينظر اليه بتعجب
زاهر:"ايوة مين حضرتك وعايزينى فى ايه"
سمير:"انا حضرتك جاى اقابلك واقابل ابنك يحيى"
زاهر:"خير عايزنا فى ايه يحيى خرج مع أصحابه مش موجود هنا"
سمير:"ابن حضرتك ضحك على اختى وهى حامل منه دلوقتى"
زاهر:"انت بتقول ايه انت ابنى ما يعملش كده انت كداب"
سمير:'لاء عمل واختى دلوقتى حامل وحط شرفها وشرفى فى الطين"
زاهر:"انت جاى تتبلى على ابنى ما تروح تشوف اختك عملت كده مع مين انت جاى ترمى بلاك علينا لاء انا اعرف الاشكال اللى زيك تلاقيك جاى تعمل شبورة علشان قرشين وعامل الفيلم ده علشان عايز تاخد فلوس بس مش انا يا شاطر اللى تدخل عليا المواضيع دى
سمير:"قرشين ايه انا عايزه يصلح غلطه اللى عمله ومش عايز منكم حاجة تانية"
زاهر:"انا ابنى متربى احسن تربيه وميعملش كده انت اللى روح شوف اختك غلطت مع مين وعايزة تلبسها لابنى"
سمير بقهر:"حرام عليك دا شرف بنت ولازم ينستر"
زاهر:"بقولك ايه مش ناقص وجع دماغ ومش عايز اشوفك ولا اسمع كلام فى الموضوع ده انت متعرفش انا مين وممكن اعمل فيك ايه انت فاهم فأحسن لك ما دخلش نفسك فى لعبة انت مش قدها انت مش عارف انا مين ولا ايه انا زاهر صفوان عارف يعنى ايه زاهر صفوان واتفضل يلا من هنا غير مطرود برا"
قام "زاهر" بطرد "سمير" من المنزل خرج "سمير" بشعور من القهر فلو بيده لكان الآن يصرخ باعلى صوته يندب حظه مثل النساء وصل الى المنزل دخل غرفته جلس على السرير راسه بين يده فرت دموعه على وجهه من تلك المصائب التى حلت على رأسه تباعا فاخته الآن لن يستطيع ان يأخذ حقها من ذلك الرجل او ابنه فهم أناس لا يتعاملون الا بالمال ولا سبيل له لمقاومتهم دخلت زوجته وجدته بهذا الشكل جلست بجواره وهى لا تعرف ماذا تفعل هى ايضا؟
أميرة:'سمير عملت ايه معاهم"
سمير:'الراجل طردنى يا اميرة من البيت وبيقولى متوقعش نفسك فى مشاكل الغبية ضيعت نفسها وضيعتنا معاها"
اميرة:" طب هتعمل ايه دلوقتى يا سمير"
سمير:"مش عارف يا أميرة اعمل ايه انا خلاص مش قادر اتحمل ده كله
أميرة:"انت عارف مين اللى ممكن يساعدك فى الموضوع"
سمير:'مين ده قصدك على مين يا أميرة"
أميرة:"وتين وجوزها هم اللى يقدروا يساعدوك فى الموضوع ده''
سمير باستغراب :"وتين وجوزها يساعدونى ازاى يعنى"
أميرة:'الناس دى محتاجة حد يقفلهم بس حد يبقى فى نفس مستواهم فعلشان كده جوز وتين يقدر هو غنى وانت عارفه باين عليه مبيتأخر عن مساعدة حد يعنى انت لو طلبت من وتين تقوله مش هترفض وممكن فعلا يساعدك"
سمير:"وتين !وتين مش بطيق هيام بسبب اللى كانت بتعمله فيها يبقى هتساعدها يا أميرة"
أميرة:"وتين قلبها طيب وصدقنى لو عرفت الموضوع مش هتتاخر انها تساعدك دى طيبة اوى"
سمير بأمل:'تفتكرى يا أميرة فعلا ممكن يوافقوا يساعدونى أحل موضوع هيام"
أميرة:"ان شاء الله حاول وشوف وان شاء الله خير"
سمير:"خلاص انا هسافر بكرة القاهرة واروح اطلب منها تساعدنا وكمان اتأسفلها على اللى حصل مننا بس هتأسف على ايه ولا ايه على الضرب والاهانة ولا سوء الظن فيها ولا مستقبلها اللى كنت هضيعه بجوازها من واحد بلطجى"
أميرة:"انا قولتلك وتين قلبها طيب وغلبانة وهتساعدك"
سمير:"هروح وامرى لله واللى ربنا عايزه هيكون"
بعد ان قال ما لديه تمدد على السرير فهو لن يغمض له جفن ولكنه سيتحايل على نفسه بأنه يجب ان ينام الآن
*"*"*
قام من نومه ارتدى ملابسه اقترب من تلك النائمة يطبع تلك القبلة على رأسها التى استفاقت أثرها بتلك الابتسامة الخلابة التى تأسر قلبه وحواسه
وتين بابتسامة:"صباح الخير يا حبيبى"
ثائر:"صباح النور يا وتينى"
وتين:"مصحتنيش ليه اجهزلك هدومك زى كل يوم"
ثائر:"انتى لازم ترتاحى ومتتعبيش نفسك يا قلبى"
وتين:"بس ده هيبقى احلى تعب يا حبيبى علشان خاطرك انت"
قام بطبع قبلة أخرى على رأسها يبتسم لها ابتسامة جذابة من شعور السعادة الذى يشعر به من مجرد رؤيتها فقط
ثائر:"عايزة حاجة يا قلبى قبل ما امشى"
وتين:" عايزة سلامتك يا حبيبى"
ثائر:"مش عايز حاجة اجبهالك معايا وانا راجع يا حبيبتى"
وتين بحب:"عيزاك انتى ترجعلى بخير وسلامة"
ثائر:" تسلميلى يا حبيبتى سلام بقى زمان رمزى جاى تحت دلوقتى وهيقل أدبه زى العادة"
وتين:"هقوم انا كمان زمان مريم جاية معاه وهتفرح اوى لما تعرف ان هيبقى عندها ابن ولا بنت عم"
ثائر بابتسامة:"ربنا يرزقهم هم كمان بالذرية الصالحة"
وتين:"امين يارب"
هبط من غرفته وجد "رمزى"و"مريم" فمريم تأتى للجلوس مع وتين لحين موعد عودة زوجها من العمل
ثائر:"صباح الخير عليكم"
رمزى:"صباح النور يا اخويا كل ده تأخير نموسيتك كحلى يا باشا احنا متأخرين نص ساعة"
ثائر:"اتلم على الصبح احسنلك كاتك داهية فى طولة لسانك الزفر ده يا ابو لسان طويل"
مريم:"صباح النور يا عمو هى فين وتين"
ثائر:" صباح النور يا حبيبتى وتين زمانها نازلة دلوقتى وكمان عندى ليكم خبر حلو"
رمزى:"خير اتحفنا مع ان كل اخبارك سوده يا ثائر ومفيش خبر يسر القلب"
ثائر:"سوده فى عينك طب مش قايل حاجة يا حيوان"
مريم:"لاء قول علشان خاطرى انا يا عمو بليز"
ثائر:''علشان خاطرك انتى يا حبيبة قلب عمو هقول وامرى لله"
رمزى:"ما تنجز وتقول هتنقطنا بكلامك يا اخويا ما تخلص"
ثائر بابتسامة:" خلصت روحك يا رمزى على فكرة وتين حامل"
مريم بفرحة:"بجد يا عمو الف الف مبروك والله فرحت اوى"
ثائر:" الله يبارك فيكى يا حبيبتى عقبال عندكم انتوا كمان ان شاء الله"
رمزى:"الف مبروك يا غجرى ييجى ويتربى فى عزك ان شاء الله"
ثائر:"تسلملى ياجزمة يلا بينا احنا بقى خلينا نلحق شغلنا"
رمزى:"سلام يا حبيبتى عايزة حاجة منى قبل ما امشى"
مريم:" عايزة سلامتكم مع السلامة"
ذهب "رمزى" و"ثائر" الى الشركة هبطت "وتين" من غرفتها ابتسمت لها "مريم "ابتسامة عريضة واحتضنتها بقوة تريد تهنئتها على حملها الذى علمت به للتو
مريم:" الف الف مبروك يا وتين ربنا يتملك على خير يارب وتقومى بالسلامة يا حبيبتى"
وتين:"الله يبارك فيكى يا حبيبتى وعقبالك انتى كمان ان شاء الله هو عمك اللى قالك"
مريم:"ايوة هو قالنا قبل ما يمشى وانا بجد فرحانة هيبقى عندى اولاد عم يااااه حاجة حلو اوى بس دا انا هبقى امهم مش بنت عمهم ههههه"
وتين:" ههههه ربنا يرزقك انتى كمان بالذرية الصالحة يا مريم "
مريم:"تسلميلى يا رب احنا عايزين نخرج نشترى بقى حاجات للبيبى ونخربها احنا هنسمع خبر حلو زى ده كل يوم"
وتين:"هههههه مش لما نبقى نعرف انا حامل فى ايه الاول"
مريم:"احنا نجيب النوعين واللى يوصل بالسلامة هو وحظه بنوته ولد اللى ربنا يريد بيه انا جالى الحماس وخلاص مقدرش ارجع فى كلامى"
وتين:"ان شاء الله تعالى نفطر انتى فطرتى ولا لسه"
مريم:"فطرت مع رمزى بس مفيش مانع اكل تانى الواحد بيبقى ضعيف قدام الأكل هههه"
وتين:"الف هنا وشفا يارب على قلبك"
كان "سمير" استقل القطار المتجه الى القاهرة للذهاب الى منزل "وتين" بعد ان حصل عليه من" هيام" بعد معرفته انها حاولت الذهاب اليها لمساعدتها وعلمت انها مسافرة وبالرغم من ذلك حصلت على العنوان من فرد الأمن لانها كانت تريد العودة اليها ثانية لمساعدتها وصل الى القاهرة ركب احدى عربات الأجرة متجه الى المنزل وصل الى منزل "ثائر" كانت "وتين' تجلس مع "مريم" فى الجنينة عندما أتت احدى الخادمات لتخبرها بمجئ ضيف يريد رؤيتها
الخادمة:'وتين هانم فى واحد عايز يقابل حضرتك واقف برا"
وتين باستغراب:"واحد مين ده اسمه ايه مقلش على اسمه"
الخادمة:"بيقول اسمه سمير عايز يقابل حضرتك ضرورى"
وتين:" سمير خليه يدخل"
ذهبت الخادمة للسماح ل"سمير" بالدخول نظرت" مريم" الى "وتين" بتعجب من حضور سمير الى المنزل
مريم:"مش سمير ده قريبك يا وتين"
وتين:"ايوة هو يا ترى فى ايه وايه اللى جابه انا من يوم فرحه مشفتوش خالص ولا شوفت حد فيهم"
دلف "سمير اليهم" رحبت به "وتين "ولكن فضولها يتأكلها لمعرفة سبب حضوره
وتين:"اهلا سمير نورت اتفضل اقعد"
سنير:"ده نورك يا وتين ممكن اتكلم معاكى شوية يا وتين فى موضوع مهم"
وتين:"اتفضل قول دى مريم تبقى بنت اخو جوزى اتكلم براحتك"
سمير:"اه فاكرها من يوم فرحك"
وتين:"خير يا سمير فى حاجة حصلت ولا ايه"
سمير:"الصراحة فى مصيبة وعايزك تساعديني فيها يا وتين"
وتين بقلق:"خير كفى الله الشر مصيبة ايه دى قول يا سمير"
اخبر" سمير" و"تين" كل شئ عن تلك المصيبة التى وقعت بها "هيام" بسبب استهتارها وقلة احترامها سمعت وتين ذلك وضعت يدها على فمها من صدمتها فهى لا تتخيل ان يكون وصل الأمر ب"هيام" الى تلك الدرجة
وتين بصدمة:"انت بتقول ايه يا سمير هو اللى حصل ده بجد هيام عملت كده فعلا"
سمير:"ايوة وامى من الصدمة جالها شلل نصفى ولما روحت اتكلم مع ابو الولد طردنى علشان راجل غنى ومقدرتش اقف قصاده ومش عارف اخد حقها منهم"
وتين:"وانت عايزنى اساعدك ازاى يا سمير "
سمير:"عايزك تكلميلى جوزك يساعدنى ان اقف قدام الناس دى علشان انقذ شرف وسمعة هيام لان محدش هيقدر يقف قصادكم الا واحد غنى زيهم ويعرف يتكلم معاهم"
وتين:"فهمتك يا سمير انا هكلم ثائر وان شاء الله الموضوع يتم على خير"
سمير بامتنان:'انا ابقى اسير فضلكم العمر كله يا وتين"
وتين:"متقولش كده متنساش ان احنا قرايب وكلنا مع بعض عيش وملح حتى لو كان حصل ايه"
سمير:"طول عمرك اصيلة واحنا اللى كنا مفتريين عليكى بس ربنا ادانا جزائنا على غلطنا فيكى وفى حقك يا وتين"
وتين:"اللى حصل حصل يا سمير وخلاص الايام اللى فاتت دى نسيتها خلاص بعد ما بقيت مرات ثائر وانا برضه مقدرش اشوف حد فى زنقة زى دى وفى ايدى اساعده واسيبه فانا ان شاء الله هكلم ثائر يحل الموضوع حتى جوز مريم محامى شاطر وهيعرف يتعامل معاهم"
انحنى على يدها يريد تقبيلها شكرأ وامتنانا ولكنها سحبت يدها سريعا قبل لمسها
وتين:"مينفعش اللى بتعمله ده يا سمير"
سمير بندم:"والله انا ندمان دلوقتى على اى حاجة عملتها
فيكى او ان انا افتريت عليكى"
وتين:"خلاص يا سمير ملوش لازمة الكلام ده دلوقتى"
سمير:"انا همشى دلوقتى ارجع اسكندرية"
وتين:"استنى استريح شوية من المشوار"
سمير:"علشان امى فى المستشفى وسايبهم لوحدهم سلام عليكم"
وتين:"وعليكم السلام والف سلامة على والدتك"
خرج سمير من المنزل كل هذا و"مريم "تستمع الى الحوار الدائر بينهم بدون ان تنطق بكلمة واحدة ولكنها شعرت بالذهول من فعل تلك الفتاة كيف تلقى بنفسها الى مصير كهذا
مريم:'يا ربنا ازاى تعمل كده فى نفسها معندهاش عقل تفكر بيه"
وتين:"أدى اخرة تفكيرها وعمايلها ربنا بهديها ويسترها عليها"
مريم:'انتى هتكلمى عمو فى الموضوع ده فعلا"
وتين:"ايوة طبعا هطلب منه ان يساعدهم ده مهما كان عرض بنت ولازم يتستر يا مريم حتى لو كانت ايه"
مريم:"ربنا يسترها علينا جميعا يا رب ويكفينا شر الفضايح"
وتين:"اللهم امين يارب العالمين"
***
عاد "سمير" الى الاسكندرية قاصدا المستشفى التى ترقد به والدته وجد زوجته واخته هناك أيضاً كان لا يلتفت لاخته ولو بنظرة واحدة فهو حتى مشمئز من رؤية وجهها
سمير:"السلام عليكم"
أميرة وهيام:"وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته"
أميرة:" عملت ايه يا سمير مع وتين قابلتها"
سمير:" ايوة روحتلها وكلمتها وشرحتلها الموضوع"
هيام:" وهى وقالتلك ايه ردت عليك بايه"
سمير:"اخرسى انتى خالص مش عايز اسمع صوتك ولا اشوف شكلك يا جلابة المصايب والهم"
سمعت" هيام" كلام اخيها فرت دموعها ساخنة على وجهها من معاملة أخيها فهى تحمد الله على انها مازالت على قيد الحياة ولم يقم "سمير" بقتلها انتقاما لشرفه
أميرة:"اهدى يا سمير وبراحة وقولنا قالتلك ايه وتين"
سمير:"قالت هتكلم جوزها وهو ان شاء الله هيحل الموضوع"
أميرة:"ان شاء الله ربنا يصلح الحال يارب وتعدى الازمة دى على خير"
سمير:"انتى عاملة ايه يا امى دلوقتى صحتك عاملة ايه"
بسبب اصابتها بالشلل كان الكلام يخرج منها بصوت ضعيف وغير واضح كطفل صغير حديث العهد بالكلام
عايدة بحسرة وصوت منخفض:"نحمد ربنا على كل حال"
سمير:"الف سلامة عليكى ان شاء الله ربنا هيشيل عنك ويشفيكى وهنروح البيت"
أميرة:"ان شاء الله يا حماتى ربنا يشفيكى ويشيل عنك"
سمير:"انا جمبك يا امى اطمنى خالص ومتقلقيش"
أميرة:"وانا كمان يا حماتى هشيلك على راسى من فوق"
عايدة بدموع:"تسلمى يا بنتى كتر خيرك"
علم "سمير" انه لم يخطئ فى اختيار زوجته فهى بالرغم مماحدث من امه واخته الا انها تقف بجواره تسانده فى مصيبته فهى حقا من أصل طيب.اصبحت "هيام" الدموع حليفتها فربما هذا عقابها ان تظل باكية حتى تعرف كيف يكون الشعور بالالم والحسرة
***
''فى الشركة"..انهى ما عليه من اعمال اليوم يريد العودة سريعا الى المنزل وكأنه ذاهب الى جنته الخاصة دلف "رمزى" الى المكتب فعلم من منظر وجهه ان لديه ما سوف يعطله عن العودة باكرا اليوم الى المنزل
ثائر:"مالك يا اخويا داخل وشك مقلوب ليه كده"
رمزى:"الشحنة فيها مشكلة يا ثائر"
ثائر:"مشكلة ايه دى اللى فى الشحنة ما كل حاجة تمام وانا رجعت ورقها بنفسى"
رمزى:"المشكلة ان شركة الشحن طالبة فلوس زيادة المرة دى"
ثائر:"ليه ان شاء الله ما فلوسهم واخدينا فى الميعاد عايزين فلوس ايه تانى بتاعة ايه دى"
رمزى:"بيقولوا فى اختلاف فى وزن الشحنة المرة دى فعايز فرق الفلوس علشان هم متفقين على وزن معين للشحنة"
ثائر:'لا والله ده شغل استعباط ولا ايه ما الشحنة هى هى ومفيش فرق فى الحمولة ولا ده تلكيك منهم وخلاص"
رمزى:"انا قولتلك على اللى فيها هتعمل ايه دلوقتى"
ثائر:"قوم بينا نروح نشوف ايه حكاية شركة الشحن دى كمان هو مفيش شركة شحن عدلة يشتغلوا فى الاول كويس وبعد كده يشغلوا الاستهبال والاستعباط"
رمزى:"يلا بينا بس ياريت متروحش تتخانق انا مفييش دماغ احوش فى خناقات اه انا بقولك اهو من قبل ما نمشى ماشى يا ثائر"
ثائر:"انا هتكلم بالذوق ما اتلموش هلغى التعاقد معاهم واشوف شركة تانية بلاش وجع دماغ"
رمزى:"يلا بينا نشوف اخرتها ايه"
خرج "ثائر "مع "رمزى" متجها إلى شركة الشحن لحل تلك المشكلة العالقة كانت "وتين" تنتظره حتى تخبره بما حدث اليوم من مجئ "سمير" وطلبه مساعدتهم ظلت تنتظره ولكنه تأخر اليوم فى العودة الى المنزل
وتين:"هم اتأخروا النهاردة فى الرجوع من الشغل ليه"
مريم:"تلاقى فى حاجة عطلتهم ولا حاجة"
لمحوا دلوف "ثائر" و"رمزى"تنفست"وتين" الصعداء من انه عاد سالما الى المنزل
ثائر:"السلام عليكم"
وتين ومريم:" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رمزى:"يلا بينا يا مريم علشان نروح"
ثائر:"استنوا رايحين فين اتعشوا معانا وامشوا"
رمزى:"لاء انا تعبان وعايز انام مش قادر حيلى اتهد النهاردة تصبحوا على خير"
وتين وثائر:"وانتوا من اهله"
اخذ "رمزى" "مريم "وذهب الى منزلهم صعد "ثائر" غرفتهم لتغيير ملابسه تبعته وتين ولكنه لاحظ ان هناك ما يقلقلها فهى تفرك يدها بتوتر وكأن هناك شئ يشغل بالها
ثائر:"مالك يا وتين فى ايه"
وتين:"مالى يا حبيبى انا كويسة اهو"
ثائر:"باين على وشك فى حاجة قلقاكى انتى كويسة يا حبيبتى فى حاجة بتوجعك او حاجة تعباكى"
وتين:" يا حبيبى انا كويسة الحمد لله بس فى حاجة حصلت النهاردة وعايزة اقولك عليها"
ثائر:"حاجة ايه دى خير فى ايه قولى يا قلبى"
وتين:"سمير جه هنا النهاردة وعايز منك خدمة يا ثائر"
ثائر:"خدمة ايه دى اللى هو عاوزها وهو كان هنا امتى"
وتين:" كان هنا الصبح جه بعد انت ما مشيت على الشغل"
ثائر باهتمام:" ها خير فى ايه ماله سمير وعايز ايه"
قصت "وتين" عليه كل شئ اخبره بها "سمير" وما حدث مع هيام ووالدته ورجاءه لها لطلب المساعدة منه فى حل تلك المشكلة جلس" ثائر" يفكر فيما سمعه من زوجته
وتين:'قولت ايه يا حبيبى هتساعده ولا ايه"
ثائر بتفكير:"بالرغم من ان انا مش طايق اللى اسمها هيام دى بس فى الاول والاخر بنت وواقعة فى مصيبة ولازم تتحل وده عرض وشرف ومصيبة كبيرة مش حاجة هينة"
وتين:"يعنى يا حبيبى هتساعدهم يحلوا المشكلة دى"
ثائر:"حاضر يا وتينى هساعدهم علشان خاطرك وكمان منعا للفضايح اللى ممكن تحصلها وربنا يسترها على عباده جميعاً"
وتين بابتسامة:"تسلملى يا حبيبى وربنا ميحرمنيش منك ابدا يارب هقوم اخليهم يحضروا العشا تلاقيك جعان"
اثناء مرورها من جواره مد يده يمنعها من الذهاب قام بجذبها يجلسها بجواره
ثائر:"انتى راحة فين كده وسيبانى يا حبيبتى"
وتين:''هخليهم يحضروا العشا انت مش جعان يا حبيبى ولا ايه"
ثائر:"لاء مش جعان انا لما بشوفك بشبع وحشتينى الشوية دول يا وتينى"
وتين:"وانت كمان يا عيون وقلب وتين "
ثائر:"حبيب ولا حبيبة بابا اخبارهم ايه تمام"
وتين بمزاح:"ههههه الحمد لله كويس وبيسلم عليك كمان"
ثائر:" بيسلم عليا كمان الله يسلمه وييجى بالسلامة ان شاء الله انا الصراحة الدنيا مش سيعانى من فرحتى ان انا هبقى اب"
وتين:"دا انت هتبقى احلى واروع اب فى الدنيا دى كلها مفيش فى حنيتك ولا كرمك ولا شهامتك ولا رجولتك يا حبيبى قليلين اوى اللى زيك اليومين دول يا ثائر كتير بقوا عايشين بمبدأ يلا نفسى انا ومن بعدى الطوفان"
ثائر:" تسلميلى يا روحى وحشتينى يا عشق ثائر"
اقترب منها ظلت يداه حولها حتى شعر باستكانتها بين أحضانه لايعرف لماذا كلما يعانقها يشعر كأنها اول مرة يعانقها فيها فعناقها... حياة اخرى
*"*"*
تجلس فى احدى الكافيهات مع صديقتها المقربة تقلب كوب الشاى الذى بين يديها بشرود تام تفكر فهى منذ حفل الزفاف وهى لم تراه
دولى:" نورين نوريييييييين"
نورين:" ايه فى ايه يا دولى ودانى يا شيخة"
دولى:" انا بقالى ساعة بكلم نفسى وانتى فى دنيا تانية مالك"
نورين:" وحشنى اوى يا دولى ونفسى اشوفه بقالى شهر مشفتوش"
دولى:" هو مين ده حضرتك اللى واحشك اوى كده انا اعرف انك من بعد مروان مكنش فى حد فى حياتك"
نورين:" مش هتصدقى لو قولتلك ان مروان رجع على قيد الحياة من تانى''
دولى:" نورين انتى اتجننتى وجرا لمخك حاجة مروان مات من سنين رجع ازاى يعنى لاء انتى لازم تروحى لدكتور نفسى كده انتى حالتك خطر"
نورين:" انتى فكرانى اتجننت يا دولى"
دولى:" فكراكى! انتى بكلامك ده انتى فعلا اتجننتى مروان عايش ازاى يعنى"
نورين:" طب شوفى الصورة دى كده"
قام باعطاءها الهاتف الخاص بها لتريها صورة خاصة بثائر قد اخذتها له يوم حفل الزفاف"
دولى:'' هو اه فيه شبه من مروان بس اكيد مش مروان"
نورين:" بس انا حاسة كأنه مروان يا دولى"
دولى:" وانتى عرفتيه منين ده وقابلتيه ازاى''
نورين:" قابلته فى المستشفى عند بابى كان مع مراته فى المستشفى"
دولى:" وكمان متجوز دا انتى فعلا حالتك وصلت للجنان الرسمى"
نورين:" مش قادرة امنع احساسى ان انا بحبه يا دولى وانا هقوم اروح بيته وهشوفه"
دولى:" اعقلى يا نورين انتى هتروحيله بيته بأى صفة وكمان مراته معاه قى البيت"
نورين:" مش مهم"
بعد ان اردفت كلماتها استقلت سيارتها قبل ان تلح عليها صديقتها بالتخلى عن تلك الفكرة وجدت نفسها أمام منزله ولكنها ستراه بأى حجة ماذا ستقول؟ تذكرت انها تحمل لوحة معها فى السيارة ستذهب وتقدمها لهم كهدية لزواجهم نزلت من السيارة دخلت المنزل أخبرت الخادمة ثائر ووتين بان هناك زائرة لهم هبطوا الى الاسفل بالرغم من تعجبهم من زيارتها لهم
ثائر:" اهلا يا انسة نورين اتفضلى"
نورين بابتسامة:" شكرا اسفة لو جيت فى وقت مش مناسب"
وتين:" لا ابدا متقوليش كده اتفضلى"
نورين:" انا جيت علشان اقدملكم هدية جوازكم انا عارفة انها متأخرة بس حبيت أهديكم اللوحة دى"
وتين:" شكراً على ذوقك وليه تتعبى نفسك"
نورين:" ولا تعب ولا حاجة وعلى فكرة انا اللى رسماها"
ثائر:" هو حضرتك بتعرفى ترسمى"
نورين:" ايوة ودارسة الرسم فى فرنسا"
وتين:" ربنا يوفقك وشكرا على الهدية"
نورين:" العفو"
كل هذا ووتين تلاحظ نظرة نورين لزوجها فحاولت تمالك أعصابها فتلك الفتاة ربما سيصلوا سويا الى ما لا يحمد عقباه اذا صح ظن وتين فى انها تنظر لزوجها بنظرة لا تعجبها.ارادت نورين الاستئذان بعد ان شعرت انها اكتفت من رؤيته اليوم فهى يجب ان تذهب حتى لا يشكوا فى أمرها فهبت واقفة تريد الانصراف
نورين:" عن اذنكم انا بقى تصبحوا على خير"
ثائر:" وانتى من اهله يا آنسة مع السلامة"
نورين:" الله يسلمك يا استاذ ثائر"
لاحظت "وتين" اللهجة الودية التى تنطق بها هذه الفتاة اسم زوجها فهى كأنها تتلذذ بنطق الإسم بعد خروج نورين لاحظ ثائر ان وتين ربما تفكر في شئ الآن
ثائر:" مالك يا وتين"
وتين:" هى البت دى عايزة ايه منك بالظبط يا ثائر لان الموضوع كده مش مريح"
ثائر:" والله ما اعرف وانا مليش علاقة بيها اصلا"
وتين:" حبيبى انا عارفة انك ملكش علاقة بس عايزة اعرف هى عايزة توصل لايه بس ثوانى كده هى قالت انها بترسم وهى اللى رسمة اللوحة"
ثائر:" اه هى قالت كده "
وتين:" يبقى هى اللى كانت رسمتك وبعتتلك الصورة فى المستشفى"
ثائر:" تفتكرى تكون هى اللى عملت كده"
وتين:" دى حاجة واضحة اوى يا ثائر شكلها كده عينها منك ولو ده طلع بجد انا مضمنش انا ممكن اعمل فيها ايه اللى بس عقلها يوذها انها تقرب منك او تاخدك منى تقول على نفسها يا رحمن يا رحيم"
ثائر:" يا سلام على مراتى الشرسة وقتالة القتلة ههههه"
وتين:" انت بتتريق عليا يا ثائر"
ثائر:" وانا اقدر برضه يلا نطلع ننام علشان شغلى الصبح"
اخذها صعدوا الى غرفتهم وهو يفكر فى ايجاد حل لتلك الفتاة قبل ان تتمادا اكثر فى تصرفاتها وتضايق زوجته فهو لا يريد اى شئ يضايقها او يعكر صفو مزاجها وخاصة انها حامل
*"*"*
"فى الشركة"...طلب "ثائر" من "رمزى" ايجاد حل لذلك الموضوع الذى اخبرته به "وتين" بحكم عمله فهو محامى ويعرف كيفيه حل مثل هذه المواضيع ويعرف ايضا الخل المناسب فى تلك المواقف
ثائر:"ها ايه رايك في الكلام اللى سمعته هنعمل ايه يا رمزى"
رمزى:" والله احنا نروح نكلم ابو الولد بالهداوة كده والموضوع يتحل يا اما نرفع قضية هتك عرض بنت واثبات نسب"
ثائر:"وانت شايف انهى حل فيهم احسن ويجيب نتيجة بسرعة"
رمزى:"ان الموضوع يتحل ودى لان سكة المحاكم سكة طويلة ولو الواد ده ابوه واصل يبقى هيزوروا ويزهقونا ويقرفونا فى عيشتنا يا ثائر فالافضل نكلم ابوه مع شوية تهديد منك كده على خفيف يمكن الموضوع يخلص بسرعة"
ثائر:"اهدده ازاى يعنى يا رمزى"
رمزى:"يعنى هتقوله ان ممكن تعمله فضايح وتبيلنه انك مستبيع ومش هامك حاجة ممكن يخاف ولو عرف انك غنى وملكش غرض غير انك تلم الموضوع والواد يتجوز البت يعنى مش بتعمل كده علشان عايز منه فلوس او حاجة"
ثائر:"وتفتكر الراجل هيقتنع بالكلام ده"
رمزى:"ده شغلك انت بقى طلع جينات الغجر اللى عندك وورينا مواهبك يا ثائر "
ثائر:"عايز تشوف مواهبى حاضر يا حبيبى من عنيا الاتنين بس كده يا نهار ابيض انا عندى كام رمزى"
قام بثنى اكمام قميصه على ساعديه رأى "رمزى" ذلك فر هربا من اماهه سريعا قبل ان يقوم من مكانه
ثائر:"رايح فين يا جبان تعال هنا يا خواف"
رمزى:"انا بهزر معاك يا ثائر يا حبيبى مالك بقيت عصبى ليه كده تؤ تؤ كده مش هينفع انت لازم تشوف حل فى عصبيتك دى كده غلط على صحتك"
ثائر:"ما انا عارف الحل ايه علشان افضل هادى على طول يارمزى''
رمزى:"حل ايه ده يا ثائر قولى عليه بسرعة"
ثائر:"ان انا اخلص منك يا رمزى ومن شكلك وساعتها هفضل هادى والحياة هتبقى حلوة"
رمزى:'' هو انت ايضا تقدر تعيش من غير ما تشوفنى دا انت تموت"
ثائر:" موتة تاخدك يا اخى"
رمزى:" خلينا فى المهم بقى انت هتسافر اسكندرية امتى"
ثائر:"بكرة ان شاء الله وانت طبعا جاى معايا دى مش عايزة ذكاء يعنى"
رمزى:"عارف يا اخويا ما هو اصل انا خلفتك ونسيتك اروح وراك فى كل حتة انت هتاخد وتين معاك وانت مسافر علشان كده اجيب مريم"
ثائر:"لاء انا خايف عليها وكمان حملها لسه في الاول ومش عايزها تتعب انا اسافر انا وانت بس سريع سريع ونحل الموضوع ونرجع بسرعة علشان وتين ومريم"
حل صباح اليوم الجديد بعد ان قام بتوديع زوجته اتجه "ثائر" بسيارته الى الاسكندرية يصطحب معه" رمزى" لحل مشكلة تلك الفتاة وصلوا الى الاسكندرية ذهبوا الى الشقة ارتاحوا قليلا من الطريق قام "ثائر" بمهاتفته سمير لكى يقابله حتى يذهب معه الى منزل ذلك الرجل الذى يود ان يتفاهم معه بخصوص تلك المشكلة
ثائر:"سلام عليكم انا ثائر العمرى جوز وتين يا استاذ سمير"
سمير:"ايوة يا ثائر بيه انا معاك"
ثائر:"انا جيت اسكندرية النهاردة وكنت عايز اقابلك علشان تعرفنى على ابو الولد اللى عايزنى اتكلم معاه بخصوص موضوع اختك"
سمير:"طب حضرتك تحب نتقابل فين وانا اقابلك ونروح لهم البيت بتاعهم"
ثائر:"فى المكان اللى يعجبك وانا جبت معايا واحد صاحبى محامى شاطر ويبقى كمان قريبى وهيحللك الموضوع ده ان شاء الله وهيخلص على خير بأذن الله من غير شوشرة"
سمير بامتنان:"انا مش عارف اشكرك ازاى واشكر وتين على وقفتكم معانا"
ثائر:"متقلش كده انتوا برضه قرايب مراتى ها مقولتليش اقابلك فين يا استاذ سمير"
سمير:"انت هتقابلنى فى .......
*"*"*
رأيكم يا حلوين
بالنسبة للى بيسأل فاضل اد ايه فى الرواية وتخلص فاضل ان شاء الله اربع حلقات يعنى ان شاء الله البارت التلاتين هيبقى الاخير😍😍😍
وبالنسبة للى قالولى انتى زودتيها اوى فى حب ثائر ووتين فأنا بعتذرلكم ان كنت زودتها او افورت فى كتابة الرواية او ان انا ضايقتكم وان شاء الله كام حلقة وتخلص واللى متابعنى من اول ما ابتديت انشر هم عارفين نظام رواياتى عاملة ازاى وانا عمرى ما افكر ان انا اافور او اكتب حاجة تجرح الذوق العام للقارئ وبشكركم كلكم على تعليقاتكم

رواية دمية في يد غجري الفصل السابع وعشرون بقلم سمسم

سمير:"طب حضرتك تحب نتقابل فين وانا اقابلك ونروح لهم البيت بتاعهم"
ثائر:"فى المكان اللى يعجبك وانا جبت معايا واحد صاحبى محامى شاطر ويبقى كمان قريبى وهيحللك الموضوع ده ان شاء الله وهيخلص على خير بأذن الله من غير شوشرة"
سمير بامتنان:"انا مش عارف اشكرك ازاى واشكر وتين على وقفتكم معانا"
ثائر:"متقلش كده انتوا برضه قرايب مراتى ها مقولتليش اقابلك فين يا استاذ سمير"
سمير:"انت هتقابلنى فى ميامى علشان البيت قريب من هناك"
ثائر:"خلاص ماشى نص ساعة واكون عندك ان شاء الله"
سمير:"ان شاء الله مع السلامة"
ثائر:"الله يسلمك"
اغلق "ثائر" الهاتف نظر الى "رمزى" الجالس يفكر فى كيفية التصرف فى هذا الموضوع وكيفية حل باقل خسائر ممكنة وان يتم حل هذه المشكلة بدون أى شوشرة
ثائر:"جاهز علشان نمشى يا رمزى ولا ايه مالك قاعد متنح كده ليه"
رمز:" بفكر علشان نعرف نتصرف كويس من غير دوشة او خسائر يلا بينا بس لما نرجع تعزمنى على العشا علشان جعان واحنا مش معانا حد هنا يعملنا اكل ماشى"
ثائر:"يخرب بيت الفجعة اللى انت فيها ياض يا رمزى عايز تقعد فى مطعم ٢٤ ساعة تاكل"
رمزى:"هو انا كده بجوع ولو اتوترت بجوع أكتر واسكت بقى احسن ما اكل حتة من دراعك دلوقتى علشان متوتر اوى"
ثائر:" تاكل حتة من دراعى هى حصلت كمان ومتوتر اوى ليه انت رايح تمتحن علشان تتوتر يا اخويا"
رمزى:"متنساش احنا رايحين نتكلم فى موضوع مش سهل يا ثائر دا حاجة خاصة بالشرف والعرض والمواضيع دى حساسة جدا وانت عارف واكيد يعنى الواد وابوه مش اول ما نقولهم انه يتجوزها ويصلح غلطته هيقولك أمين دا اكيد هيماطل ويعلى صوته وحوارات كده"
ثائر:"عارف يا رمزى بس يلا بينا بقى قبل ما نتاخر على سمير علشان نشوف هنعمل ايه"
رمزى:" ماشى يلا بينا وربنا معانا ويتم الموضوع على خير"
ثائر:" ان شاء الله ربنا هيحلها من عنده"
خرج "ثائر" و"رمزى" من الشقة استقلوا السيارة وصلوا الى المكان المفترض ان يقابلهم فيه "سمير" خرج" ثائر" و"رمزى" من السيارة
سمير:" حمد الله على السلامة يا ثائر بيه"
ثائر:" الله يسلمك وبلاش كلمة ثائر بيه دى ممكن تقولى ثائر بس"
سمير:" والله انا مش عارف اقولك ايه انتوا جميلكم على راسى من فوق"
ثائر:" مفيش بنا الكلام ده وده يبقى رمزى المحامى اللى قولتلك عليه"
سمير:" اهلا يا استاذ رمزى"
رمزى:" اهلا بيك يا استاذ سمير ومتقلقش ان شاء الله الموضوع يخلص ودى ولو هن عملوا حاجة انا اعرف اجبلك حقك منهم بالقانون"
سمير بأمل:" ربنا ييسر الحال ان شاء الله"
ثائر:" طب يلا بينا"
سمير:" اتفضل حضرتك"
وبعد ان تم الكلام بينهم ركب "سمير" السيارة معهم اتجه "ثائر" الى منزل "زاهر صفوان" على حسب وصف" سمير" للمكان وصلوا الى المنزل حاول "ثائر" تهدئة نفسه قبل الدخول لكى لا يصدر منه فعل او تصرف خارج عن ارادته فهو لديه الان رغبة فى ضرب ذلك الشاب العابث المدعو "يحيى" على ما ارتكبه من فعلة شنعاء كتلك قام برن جرس الباب فتحت الخادمة نظرت اليهم باستغراب شديد فهى اول مرة تراهم ولكنها تذكرت ان "سمير" جاء الى هذا المنزل قبل هذه المرة
الخادمة:" ايوة مين حضراتكم عايزين مين"
ثائر:" عايزين زاهر بيه هو موجود هنا دلوقتى"
الخادمة:"ايوة موجود نقوله مين حضرتك"
ثائر:"قوليله ثائر العمرى وعايزة فى موضوع مهم اوى"
الخادمة:"اتفضلوا على ما اديله خبر ان حضرتك عاوزه"
دلفوا الثلاثة جلسوا فى الصالون وكل هذا و"سمير" يشعر بالخوف من عدم اتمام الموضوع وينقذ سمعة اخته اخته التى ارتكبت تلك الجريمة وتركته هو يواجه مصيرها وكل هذا كان بسبب ذلك الدلال الزائد التى كانت تعاملها به والدتها اخبرت الخادمة "زاهر" بأن هناك ثلاثة من الضيوف يريدون رؤيته فى موضوع هام هبط من غرفته فاق "سمير" من افكاره على صوت والد "يحيى"
زاهر:'انت تانى ايه اللى جابك هنا انا مش محذرك متعتبش هنا تانى ايه اللى جابك"
سمير:"اهدى حضرتك وبلاش انفعال"
زاهر:"اتفضل اطلع برا لو اعرف انه انت مكنتش نزلت يلا برا"
ثائر:"هو حضرتك مش واخد بالك ان احنا قاعدين ولا سلامة نظرك هو ده اكرام الضيف عندك"
زاهر:"هتكونوا مين يعنى اكيد شركائه فى عملية النصب اللى عايز يعملها عليا وعلى ابنى علشان تاخدلكم قرشين انا عارف الاشكال دى كويس"
ثائر:"لاء اسمعنى انت بقى انت متعرفش انا مين ولو عايز تعرف انا مين هقولك انا مين انا "ثائر العمرى" ولو سألت عليا فى القاهرة هيقولولك مين "ثائر العمرى" واحب اعرفك ان انا مش جاى انصب عليك ولا الكلام اللى فى دماغك ده خالص انا والحمد لله يمكن الغنى بتاعك ده كله ميجيش حاجة فى اللى عندى ولله الحمد يعنى حضرتك تقعد بهدوء نتكلم ونشوف حل فى المصيبة اللى ابنك عملها ونحل الموضوع ودى بدل ما الموضوع يكبر وصدقنى محدش هيخسر غيرك انت وابنك"
زاهر:" انت جاى لحد بيتى علشان تهددنى"
ثائر:" حاش الله اهددك ايه انا بس عايز اعرفك انا ابقى مين علشان يبقى كلامنا واضح ونعرف نتفاهم"
زاهر:'وطالما انت غنى اوى كده ايه علاقتك بيه علشان تدافع عنه او عن اخته ايه مصلحتك فى ده كله"
ثائر:"ولو ان انا مش مضطر ابررلك ايه سبب مساعدتى ليهم بس احب اقولك ان الشاب ده ابن عم مراتى يعنى احنا قرايب عرفت ايه سبب ان انا بدافع عنه لان الموضوع يخص اهل مراتى"
رمزى:"ياريت حضرتك تطلب ابنك يحيى ييجى دلوقتى علشان نوصل لحل بهدوء ومن غير مشاكل
زاهر:"وانت مين انت كمان بقى علشان ابقى عارف"
رمزى:"انا قريب ثائر وبرضه احب اقولك ان انا محامى شاطر اوى"
زاهر:"هو انتوا جايين تهددونى ولا ايه انتوا مش عارفين انا مين ولا ايه"
ثائر:" لاء عارفين بس تهديد ايه اللى انت بتقول عليه احنا بس بنوضحلك الصورة علشان الكلام يبقى على نور يا زاهر بيه فاتفضل حضرتك اهدى كده واطلب ابنك ييجى دلوقتى علشان نتكلم"
بالرغم من المعروف عن" زاهر صفوان" القوة والنفوذ الا انه لا يعلم لماذا شعر بالخوف داخله من نبرة صوت ذلك الشاب وخاصة وهو يتكلم بكل تلك الثقة والثبات وكأنه شخص يجب ان يطاع ولا يخالف له أمرا ً
زاهر:'اتفضلوا اقعدوا ويحيى موجود هنا هخليه ينزل دلوقتى"
نادى على الخادمة طلب منها ان تعلم "يحيى" انه يريده بالاسفل وبالفعل هبط "يحيى" من غرفته عندما اخبرته الخادمة بكلب والده فى انه يريد ان يراه عندما رآه سمير لا يعرف ماشعوره فهو يريد ان يقوم من مكانه لكى يضربه فكلما يتخيل ان هذا الشاب سلب اخته اعز ما تملكه يشعر بغليان الدم فى عروقه
يحيى:"ايوة يا بابا فى ايه ومين دول حضرتك عايزنى ليه"
سمير:"انا اخو هيام فاكرها يا استاذ يحيى ولا عملت عملتك ونسيتها"
يحيى بتوتر:"هيام مين انا معرفش حد بالاسم ده مين هيام دى اصلا"
ثائر:"بلاش لف ودوران المستور اتكشف خلاص وغلطك لازم تصلحه سواء بمزاجك او غصب عنك''
يحيى:'وانت مين انت كمان وانت بتهددنى فى بيتى"
ثائر:"انا لدلوقتى بتكلم بهدوء ومش بهددك متخلنيش اقوم من مكانى امسح بكرامتك الأرض و البلاط"
يحيى:"ايه اللى انت بتقوله ده وازاى تتجرأ وتقولى كده انت مش عارف انا مين وابن مين يلا امشوا اطلعوا برا انا مش فاضيلكم اطردهم برا يا بابا "
ثائر بغضب:"اتجرأ! وكمان عايز تطردنا انا هوريك ازاى اتجرأ واقول كده يا بتاع انت"
اقترب منه "ثائر" امسكه من ياقة ملابسه ينظر اليه بعيون غاضبة تطلق شرار من فرط غضبه ونقمه عليه
يحيى:" ايه ده سيبنى ايه اللى انت بتعمله ده ابعد عنى"
ثائر:"انت لسه متعرفش انا ممكن اعمل فيك ايه وانت واحد زبالة علشان تضحك على بنات الناس وتعمل فيهم كده مش خايف من ربنا مش خايف اللى حصل يتردلك فى اقرب الناس ليك"
زاهر:"سيب الولد ومتمدش ايدك عليه يا استاذ انت"
ثائر:"ما هو انت لو كنت ربيته مكنش ده كله حصل لكن تلاقيك سايبه من غير تربية ماشى فى الدنيا زى الحيوانات يفكر فى غرايزه وبس لكن مش عامل حساب لاى حاجة المهم يرضى غروره ورغباته الدنيئة وبس"
نبرة صوته تحمل لهيباً غاضبا يتحدث غير عابئ بالنتائج فهو يريد اخراج ما بداخله شعر" يحيى" بالخوف منه على الرغم من انه لا يحاول ان يظهر ذلك
زاهر:"اقعد يا استاذ ثائر نتفاهم ونشوف حل بلاش العصبية دى"
ثائر:"الحل ابنك يتجوزها علشان الطفل اللى فى بطنها يتنسب له "
زاهر بصدمة:"هى حامل"
رمزى:'ايوة حامل ولو ابنك رفض الجواز هرفع عليه قضية هتك عرض بنت واثبات نسب وهبهدلهولك فى المحاكم وانت عارف الفضايح مبتستخباش وانت راجل ليك سمعتك وكمان ابنك هيشرف فى السجن ويضيع شبابه لان انا هحاول اجبله اقصى عقوبة على اللى عمله"
يحيى:"انا مش هتجوزها انتوا سامعين مش هتجوزها"
ثائر:" لاء اسمعنى انت بقى يا قمور انت هتتجوزها ورجلك فوق رقبتك ومفيش كلام تانى حتى لو بعد كده انفصلتوا المهم انك تتجوزها رسمى وقدام الناس علشان تحافظ على سمعتها قدام الناس كلها ولما ييجى الطفل يتنسب ليك ويبقى شايل اسمك فاهمنى قولت ايه يا زاهر بيه يتجوزها ولا نتوكل على الله ونتقابل فى المحاكم "
زاهر:"ادونا يومين نفكر وهنبلغك برأينا ووصلنا لايه"
ثائر:''مفيش يومين اخركم معايا بكرة بعد بكرة هتستلم اعلان القضايا اللى هرفعها على ابنك ولو عايز تقضيها محاكم انا مستعد بس ساعتها حاول تشبع من ابنك لان انا هحرمك منه وقت طويل ويا خسارة شبابه لما يضيع فى السجن وانت يتعرف عنك ان ابنك محبوس فى قضية اعتداء على بنت وانت راجل اعمال وعارف ان راس مال رجل الاعمال سمعته وسلام يا زاهر بيه"
قال" ثائر" مالديه خرج من المنزل يتبعه" رمزى" و"سمير" الذى لم يتفوه بكلمة واحدة وترك ثائر ورمزى هن من يتحدثون بالنيابة عنه.بعد خروجهم نظر "زاهر" لابنه بغضب واضح ثم قام بصفعه على وجهه بقوة
زاهر:"عجبك كده يا كلب على اخر الزمن اتهدد وبسببك وبسبب عمايلك الزبالة انت هتنضف امتى بقى من اللى بتعمله ده ها هتنضف امتى هو فعلا صدق فى كلامه انا معرفتش اربيك وبقيت حيوان ماشى ورا غرايزه"
يحيى:"هو انت خوفت منهم دول بيتكلموا وخلاص ومش هيقدروا يعملوا حاجة دى جعجعة على الفاضى"
زاهر:"بيتكلموا وخلاص! مشوفتش اللى اسمه ثائر ده وهو بيتكلم وكله ثقة بس لازم اعرف مين ثائر العمرى ده كمان وايه حكايته وهل فعلا هو زى ما بيقول ولا لاء"
يحيى:"وهتعرف ازاى هتعمل ايه"
زاهر:"ده شغلى انا بقى وانت يكون فى معلومك لو طلع كلامه صح وزى ما بيقول يبقى انت هتتجوز البنت دى ورجلك فوق رقبتك بجد لان انا مش هضيع سمعتى علشان خاطر نزواتك وقرفك انت فاهم يا يحيى"
امتعض "يحيى" من كلام والده فهو لا يريد ان يتزوج من "هيام" او من غيرها فهو يعشق الحرية ولا يريد ان يتقيد بالزواج**أوصل ثائر سمير الى منزله اصر عليهم سمير بالصعود ولكنهم رفضوا
سمير:" طب اتفضلوا اشربوا حاجة "
ثائر:" شكرا يا سمير وعن اذنك"
سمير:" كده مينفعش تيجوا لحد هنا ومتطلعوش تشربوا حاجة''
ثائر:" وقت تانى ان شاء الله وربنا يسهل والموضوع يتحل بسرعة سلام يا سمير"
سمير:" تسلموا يا رب على تعبكم بس هى وتين مجاتش معاك"
ثائر:" لاء وتين مقدرتش اجبها علشان حامل لسه في الاول وخفت عليها"
سمير:" الف مبروك ربنا يقومها بالسلامة"
ثائر:" الله يسلمك عن اذنك"
سمير:" اتفضلوا ومع الف سلامة"
ثائر:" الله يسلمك يا سمير"
انصرف ثائر بسيارته ثم ذهب هو ورمزى الى احد المطاعم المشهورة بعمل المأكولات البحرية
رمزى:"بس ايه يا ثائر ده دا انت النهاردة كنت جااااحد ايه ده كله غجرى غجرى يعنى مش اى كلام"
ثائر:"هههه بس ياض انت وكل وانت ساكت بس تفتكر الراجل وابنه هيوافقوا على كلامنا ولا هيعاندوا معانا"
رمزى:"باللى انا شوفته على وشهم احتمال كبير يوافقوا بس ممكن ميوافقوش الا لو الراجل سأل عنك وعرف انت مين فعلاً"
ثائر:" ليه بتقول كده يا رمزى"
رمزى:" علشان هو اكيد لازم هيسأل ويعرف الكلام اللى انت قولته بجد ولا لاء وانك فعلا ملكش غرض غير ان الموضوع يتحل وانك مش جاى تنصب عليه علشان كده قالك ادينا مهلة نفكر"
ثائر:"على الله يخلص الموضوع بسرعة علشان نرجع مصر علشان انت عارف وتين ومريم لوحدهم وانا مببقاش مطمن وهم مش قدام عينى"
رمزى:"دا زمانهم خاربين بيتك دلوقتى يا ثائر فى المول بيشتروا هدوم للبيبى مريم كانت قيلالى انهم هيخرجوا يتمشوا شوية ويشتروا هدوم للبيبى"
ثائر بابتسامة:" ماهى وتين قالتلى برضه بس وماله يخربوا يا عم ولا يهمهم فداهم اى حاجة المهم يكونوا مبسوطين"
رمزى:"والله وهتبقى اب يا ثائر بس ربنا يستر وميطلعش غجرى زيك كفاية علينا غجرى واحد"
ثائر:"كل يا حيوان وانت ساكت احسنلك"
رمزى:"سكت يا اخويا بس السمك هنا جامد اوى انت عرفت المطعم ده منين"
ثائر:"اه المطعم ده كلت فيه انا ومريم هنا لما جيت ليها هنا لما بعتها علشان تريح أعصابها"
ابتسم عند تذكره تلك الايام الاولى التى قابل فيها معشوقته فكم يتمنى ان يعود اليها الآن فلقد اشتاق اليها كثيراً فهو يتمنى العودة اليها سريعاً فهو لا يتحمل ان يظل بعيدا عنها ولا يشعر بها قريبة من قلبه الذى اصبح ينضح بعشقها والذى يتلهف لرؤية وجهها وسماع صوتها
*"*"*
"فى المول"...تجولت "وتين" و"مريم" فى العديد من المحلات لاختيار الملابس الخاصة بالطفل بالرغم من عدم معرفة نوع الجنين ولكن بسبب اصرار مريم ذهبت "وتين" معها
وتين:"مريم كفاية احنا عمالين نشترى هدوم وانا لسه معرفش انا حامل فى ايه أصلا"
مريم:"مش مهم يا ستى احنا نعمل احتياطنا نجيب هدوم لولد وبنت واللى ييجى هو ونصيبه بقى"
وتين:"والهدوم التانية نعمل بيها ايه بقى بعد ما اولد"
مريم:"هههه يمكن ربنا يكرمنى واحمل انا واخدهم"
وتين:" ان شاء الله ربنا يرزقك يا حبيبتى يارب بالذرية الصالحة"
مريم:'تسلميلى يا وتين تعالى ناكل احسن يغمى عليكى ولا حاجة من كتر المشى واللف"
وتين:"اه والنبى يلا بينا انا فعلا جوعت اوى"
ذهبوا الى احد المطاعم واثناء تناولهم الطعام لمحت "وتين" تلك الفتاة المدعوة "نورين" فاقتربت منهم بابتسامة ولكن "وتين" كانت متحفظة جدا فى التعامل معها فهى اصبحت لا تريد رؤيتها وخاصة عندما تتخيل "وتين" ان تلك الفتاة ربما تفكر فى اخذ زوجها منها فهى لن تسمح بذلك ف"ثائر" لها ولن يكون لغيرها فهو زوجها وحبيبها ومعشوقها ووالد طفلها الذى تحمله الآن في احشاءها ولن يكون لاحد غيرها طالما قلبها ما زال ينبض بحبه وعشقه
نورين:"ازيك يا وتين اخبارك ايه"
وتين:"اهلا يا انسة نورين انا الحمد لله وانتى اخبارك ايه"
نورين:" تمام قوليلى نورين بس احنا خلاص بقينا معرفة وحضرتك مين انا شوفتك يوم الفرح برضه"
مريم:"انا مريم ابقى بنت اخو جوزها "
نورين:"اه انتى بنت اخو ثائر بنت المرحوم العميد رؤوف العمرى"
مريم:'ايوة بس حضرتك تعرفى بابا منين"
نورين:"بابى هو اللى حكالى عنه قالى انهم كانوا اصحاب قوى وبابايا الدكتور فريد"
مريم:'اه صاحب المستشفى اللى كانت فيها وتين"
نورين:"ايوة هو تشرفت بمعرفتك يا مريم"
مريم:"الشرف ليا احنا اتفضلى معانا "
نورين:"لاء شكرا انا بس شوفت وتين جيت اسلم عليها هو انتوا هنا لوحدكم ولا ايه"
وتين:"ايوة احنا هنا لوحدنا ليه فى حاجة"
نورين:"ليه امال جوزك فين مش معاكم هنا"
وتين:'افندم! وحضرتك بتسألى عليه ليه يا نورين عيزاه فى حاجة"
نورين بتوتر:" لاء عادى افتكرت انه معاكم فكنت هسلم عليه بالمرة"
وتين:" لاء يا حبيبتى هو مسافر مش هنا"
نورين:"اه يرجع بالسلامة ان شاء الله عن اذنكم"
مريم:''اتفضلى يا آنسة نورين"
نورين:"سلام عليكم"
وتين:"وعليكم السلام ومع السلامة يا نورين"
بعد ذهاب "نورين" لاحظت مريم امتعاض "وتين" وتغير ملامح وجهها بعد ذهاب تلك الفتاة
مريم:'مالك يا وتين فى ايه"
وتين:'مش عارفة مش مرتحالها بتسال على ثائر ليه عايزة منه ايه لان الموضوع كده زاد عن حده"
مريم:"جايز بتسأل عادى يعنى ومش قصدها حاجة يا وتين"
وتين:"اتمنى والا هتبقى مجزرة كله الا ثائر دا بعينها وبعين اى واحدة تفكر بس انها تقرب منه"
مريم:"ياااااه على الوقعة اللى انتى فيها يا وتين دا انتى عاشقة ومغرمة اوى"
وتين:"دا انا واقعة من فوق الهرم كمان ده ثائر حبيب القلب والروح ونور العين وابو ولادى كمان ان شاء الله"
مريم:"ربنا يهنيكم يارب وعمو بيحبك اوى يا وتين من الناحية دى متقلقيش لا هى ولا عشرة زيها يهزو شعرة فى راس عمو"
وتين:"انا خايفة عليها علشان انا بقيت بتحول ومش بعيد اكلها وانا حامل كده وهى الخسرانة"
مريم:"هههه يلا كلى خلينا نكمل لف بقى كل ما اشوف هدوم البيبى عايزة اشيل المحل كله حاجات جميلة اوى"
وتين:"فعلا الهدوم شكلها جميل ومغرى اوى وان شاء الله قريب نلف علشانك انتى كمان يا مريم"
مريم بابتسامة:" ان شاء الله يا وتين"
فيالسعادتها اذا أكرمها الله بذرية من زوجها "رمزى" فهى ستصبح اسعد انسانة بالعالم وهى ام لاطفال من زوجها وحبيبها
*"*"*
عاد "سمير" الى المنزل دخل غرفة والدته للاطمئنان عليها وجد زوجته تطعمها فابتسم بالرغم من ذلك الوجع والقهر المتملك منه ومن قلبه على الحال الذى وصلوا اليه
سمير:"السلام عليكم"
أميرة:"وعليكم السلام"
سمير:"عاملة ايه يا امى النهاردة"
عايدة:"الحمد لله يا ابنى نحمد ربنا"
أميرة:"عملتوا ايه يا سمير"
سمير:"روحنا وجوز وتين الله يباركله كلمهم وهددهم لو ما اتجوزهاش هو هيرفع عليهم قضية"
عايدة:"واحنا حمل قضايا ومحاكم يا ابنى"
سمير:"المحامى قريبه الشاب اللى كان جاى معاه يوم ما خطب وتين"
عايدة:"ربنا يصلح الحال"
قالت ذلك وبكت بكت على فتاة كانت تنتظر يوم زفافها بشوق الأم ولكنها الآن تذرف الدموع حزنا وخجلا على الحال الذى وصلت اليه هى وابنتها
أميرة:"اهدى يا حماتى وخدى علاجك وارتاحى شوية على ما احضرالاكل لسمير"
عايدة:"تسلمى يا ابنتى وسامحينى على اى حاجة عملتها معاكى"
أميرة بابتسامة:"ولا يهمك ربنا يشيل عنك"
بعد ان اعطتها ادويتها ذهبت لتخضير الطعام لزوجها ذهب سمير الى غرفته لتغيير ملابسه وهو يدعو الله ان ينتهى الموضوع بخير خرج وتناول طعامه مع زوجته فهيام لا تخرج من غرفتها بوجوده فهى تشعر انه ربما ستأتى اللحظة ويقوم اخيها بالقضاء عليها
أميرة:"انادى لهيام تأكل معانا"
سمير بغيظ:"مش عايز اشوف شكلها ولا اسمع صوتها"
أميرة:" مينفعش كده يا سمير هى اختك برضه"
سمير:" اختى ! وهو ينفع اللى عملته فيا وشرفنا الى حطته فى الطين ودلوقتى بندور على حل ندارى بيه خبيتنا ومصيبتنا وعلى فكرة انا فكرت فى بيع الشقة دى واشوف شقة تانية فى منطقة تانية محدش يعرفنا فيها مش هعرف ارفع راسى ولا عينى هنا فى حد"
أميرة:"تبيع الشقة ازاى اللى عمركم كله فيها يا سمير"
سمير:"عيزانى اعمل ايه افضل هنا والناس تشوفها بطنها بتكبر يوم عن يوم وهى مش متجوزة ويلقحوا عليا"
أميرة:"بس انت بتقول ان جوز وتين هيحل الموضوع ان شاء الله"
سمير:" الراجل كتر خيره مقصرش وجه واتكلم بس الله اعلم الواد وأبوه هيوافقوا ولا لاء"
أميرة:"ان شاء الله الموضوع هيخلص على خير يا سمير"
سمير بتنهيدة:"يارب يا أميرة لان خلاص مش قادر حاسس ان انا نفسى اقوم اقتلها واموتها فى ايدى"
أميرة:" استهدى بالله كده هى وتين مجاتش مع جوزها"
سمير:" لاء جوزها بيقول انها حامل وخايف يجبها معاه علشان متتعبش من الطريق"
أميرة:" ربنا يقومها بالسلامة هى تستاهل كل خير"
تجلس بغرفتها تخشى مواجهته ولكنها تريد ان تعرف ماذا حدث؟ وإلى اى شئ سينتهى الموضوع ؟وجدت باب غرفتها يفتح وتدلف منه زوجة اخيها تحمل بيدها بعض الطعام لها
أميرة:"خدى يا هيام الاكل ده كلى"
هيام:"هو سمير رجع من برا مش كده"
اميرة:"ايوة رجع اكل ودخل ينام شوية"
هيام:"وهو عمل ايه يا أميرة راحوا لابو يحيى"
أميرة:'بيقول جوز وتين كلم الراجل وقالهم هيرد عليهم بكرة وهيعرفوا هم قرروا ايه"
هيام:"وهى وتين جت معاه"
أميرة:" لاء لأن سمير قالى انها حامل وجوزها خاف عليها من الطريق"
سمعت ذلك بكت على حالها ف"وتين" ايضا حامل ولكن شتان بين حالهم هم الاثنان فهى تسعى لستر فضيحتها بينما "وتين" حامل ويخشى زوجها عليها من مجرد طريق حتى لا يصيبها او يصيب جنينها اى مكروه
أميرة:"بطلى عياط يا هيام العياط مش هيفيد بحاجة دلوقتى"
هيام بدموع:"انا اللى غبية فضلت ماشية ورا دماغى لحد ما روحت فى داهية وجبت لنفسى وليكم المشاكل ده جزائى على اللى عملته في وتين والتهم اللى كنت بلزقها فيها وكنت دايما احاول اطلعها ماشية على حل شعرها وانها مش كويسة اهى دلوقتى متجوزة وعايشة سعيدة وحامل وجوزها خايف عليها حتى من الطريق ليجرالها حاجة"
أميرة:"ربنا رب قلوب وكل واحد وعلى حسب الموجود فى قلبه ربنا بيديله يا هيام ووتين طيبة وغلبانة والصراحة صبرت كتير"
هيام:"حتى انتى يا أميرة كنت برخم عليكى وازهقك سامحينى انا أسفة يا أميرة"
أميرة:"ربك اللى بيسامح يا هيام وربنا يسامحنا كلنا"
عقدت عزمها على تغيير نمط حياتها فهى لابد ان تتوب الى الله على ما فعلت لابد ان تنهى تلك الفترة السيئة فى حياتها يجب ان تعود الى طريق الله لعل الله يغفر لها ما ارتكفته فى حياتها من اشياء سيئة
*"*"*
كان انهى صلاته تمدد على السرير فتح هاتفه يريد ان يحدثها يريد ان يسمع صوتها قبل نومه فهو لا يتخيل يومه بدون سماع صوتها اوسماع اسمه منها بذلك الهمس العاشق عندما تحدثه كأنه لحن عذب تتغنى به شفتيها سمعت رنين هاتفها فابتسمت فالمتصل لم يكن سوى معشوقها
وتين بصوت ناعم:"حبيبى"
ثائر:"وتينى وحشتينى اوى اوى يا قلبى عاملة ايه"
وتين:"الحمد لله وانت كمان وحشتنى اوى لسه هتفضل كتير عندك دا انا من يوم ووحشتنى كأنك مسافر بقالك زمن"
ثائر:" للدرجة دى على العموم بكرة هعرف رد الراجل وابنه ونشوف هنعمل ايه وافقوا يبقى يكتبوا الكتاب وهرجعلك على طول يا عمرى علشان انتى كمان وحشتينى اوى"
وتين:'ترجعلى بالسلامة يارب وربنا ما يحرمنى منك ابدا يا ثائر"
ثائر:'طب افتحى الكاميرا بقى علشان اشوف عينيكى الحلوة اللى بتسحرنى دى واللى بقالى كام ساعة بحالهم مشفتش لمعتهم"
وتين:"ثوانى حاضر"
فتحت كاميرا الهاتف ابتسمت له فبادلها الابتسامة عندما رأها كان يريد العودة اليها الآن فرؤيتها تجعل قلبه لايهدأ ويظل ينبض بعنف يطالب بها ويطلب قربها وودها
ثائربعشق:''وتينى ايه الجمال ده كله والحلاوة دى"
وتين:"انت اللى عينيك حلوة علشان كده شايفنى حلوة"
ثائر:"ليه مبتبصيش لنفسك فى المراية مش شايفة عينيكى الحلوة دي ولا وشك اللى زى القمر ده ولا شعرك اللى عامل زى الليل الساحر"
وتين:'ايه الرومانسية دى كلها يا حبيبى"
ثائر:"دى الحقيقة يا قلبى انتى بالنسبة ليا قنبلة فتنة متحركة يا وتين كأنك جمعتى فتنة نساء العالم كله فى براءتك وجمالك"
وتين:"يا سلام ما فى ستات كتير احلى واجمل منى"
ثائر:'مش فى عينى انا انتى بس اللى بشوفها ومش اى واحدة تانية عينى اتبرجمت على وشك انتى وبس"
وتين:"يعنى مش هيجى عليك يوم وتبص لواحدة تانية ولا تفكر تتجوز عليا زى ما فى رجالة كتير ما بتعمل"
ثائر:"لا واحدة تانية ولا تالتة مفيش غيرك انتى اللى جوا قلبى ثم اتجوز عليكى ليه يعنى ايه المناسبة انتى مالية عينى ومالية قلبى وانتى دخلتى قلبى وخلاص باب قلبى اتقفل عليكى انتى وبس"
وتين بعشق:"انا بعشقك يا ثائر بموت فيك حاسة ان العشق بقى شوية عليك يا حبيبى"
ثائر:"انا اكتر يا عشق ثائر وقلب ثائر واحلى حاجة فى حياة ثائر كلها"
وتين:"يارب الموضوع يخلص بسرعة ان شاء الله علشان ترجعلى بقى يا ثائر"
ثائر:"ان شاء الله يا قلبى النونو اخباره ايه صحتكم عاملة إيه فى حاجة تعباكم"
وتين:"بيقولك وحشتنى يا بابا وتعال بسرعة علشان انت وحشت ماما اوى ثم احنا المفروض نروح لدكتورة علشان نتابع الحمل انا عرفت انا حامل وخلاص وبس كده"
ثائر:" ماهو ان شاء الله هنروح للدكتورة انتى شايفة الموضوع اللى حصل ده وسافرت لما ارجع ان شاء الله نروح للدكتورة ثم هو اللى قالك كده ان بابا وحشنى"
وتين:''اه هكذب عليك يعنى يا حبيبى"
ثائر:'طب قوليله بابا بيحبك اوى وبيحب ماما اوى ونفسه يرجعلها دلوقتى حالا علشان هى وحشته اوى اوى"
وتين:"ترجعلى بالسلامة يا حبيبى ان شاء الله"
ثائر:" تسلميلى يا قلبى"
وتين:" انت عارف شوفت مين النهاردة فى المول"
ثائر باستغراب:" شوفتى مين يا حبيبتى"
وتين:" نورين بنت دكتور فريد لاء وايه كانت بتسأل عليك شوفت البجاحة''
ثائر:" بتسأل عليا ليه وعايزة منى إيه"
وتين بغيرة:" انا عارفة بقى بس شكلها كده هتكتب نهايتها بايدها وهى حرة بقى لانها كده شكلها هتلعب فى عداد عمرها"
سمع ثائر ذلك ظل يضحك بقوة على كلام زوجته وغيرتها الواضحة فى نبرة صوتها
وتين:"انت كمان بتضحك يا ثائر"
ثائر بحب:" بتبقى جميلة اوى وعينيكى بتدق شرار كده وانتى غيرانة زى القطة الشرسة"
وتين:" لا والنبى اضحك عليا بقى علشان انسى الموضوع"
ثائر:"وانتى تفكرى فيه ليه اصلا يا حبيبتى انا قولتلك سيبك منها متحطيهاش فى دماغك مفيش فى العين والقلب الا انت يا قمر"
وتين بمزاح:" لا ثبتنى صدقتك واقتنع يا ثائر والله"
ثائر:" ههههه شوفتى اقنعتك ازاى بقى انا محصلتش"
وتين بحب:" فعلا يا حبيبى انت محصلتش مفيش زيك يا ثائر"
ثائر:" حبيبة قلبى انتى هتنامى"
وتين:" لاء خليك كلمنى كده لحد ما انام عايزة تبقى انت اخر حاجة شفتها عنيا قبل ما انام علشان احلم بيك"
ظلوا يتحدثون وقتاً طويلاً حتى رأها تغفو فى النوم لمس شاشة هاتفه بشوق وكأنه يلمس وجهها
ثائر بهمس:" تصبحى على خير يا وتينى"
اغلق هاتفه وغفى هو أيضاً فى النوم تارك الاحلام تأخذه الى حبيبته التى تعصف به الاشواق اليها
*"*'*
قام بجمع معلومات عنه يريد معرفة المزيد عن من يكون هذا الرجل وبالفعل عرف من يكون "ثائر العمرى" وما عرفه عنه جعله يأخذ قراره سريعا بالموافقة على زواج ابنه من تلك الفتاة حتى لا يتسبب فى خسارة كبيرة من وراء تلك الفضيحة التى اذا علم بها احد سيتأثر هو بها كرجل اعمال ورجل مشهور فى تلك المدينة
زاهر:" على فكرة انت لازم تتجوزها انا هرد عليهم واقولهم انك موافق على الجواز"
يحيى:"انت عرفت عنه ايه خلاك عايز تمم الموضوع بسرعة كده"
زاهر:"الله عرفته ميطمنش هو فعلا ممكن ينفذ تهديده هو معروف عنه انه مبيخافش ومبيهموش حد وجرئ جدا فتجنبا للمشاكل لازم تتجوزها ان شاء الله حتى تطلقها بعد كده المهم نخلص من الفضيحة دى"
يحيى:''وهو ده اللى هعمله هتجوزها بس هطلقها مش هخليها على ذمتى انا مش عايز اتجوز اساسا ولا عايز اربط نفسى بواحدة"
زاهر:" اه علشان تفضل عايش فى نزواتك والعيشة الزبالة اللى انت عايشها بس قسما بالله لو حاجة زى دى حصلت تانى يا يحيى لا هتبقى ابنى ولا اعرفك وهرميك فى الشارع وشوف بقى هتعيش ازاى ومنين"
اخبر "زاهر" "ثائر" بموافقته عل زواج ابنه يحيى من" هيام" واتفقوا على كتب الكتاب وبالفعل تم كتب كتاب "هيام" و"يحيى" بشكل رسمى وذهبت معه الى شقة خاصة به لحين موعد طلاقهم وايضا عزم "سمير" على بيع الشقة والبحث عن شقة أخرى وبعد ان رأى "ثائر" انتهاء الموضوع كما يجب اراد الرجوع الى القاهرة فهو يريد العودة الى زوجته
سمير:'انا مش عارف اشكرك ازاى انت ووتين على وقفتكم معانا انا متشكر جدا ربنا يباركلك يارب"
ثائر:"تسلم والحمد لله الموضوع عدى على خير انا لازم ارجع القاهرة اشوفك بخير"
سمير:"مع السلامة وسلملى على وتين وشكرا يا استاذ رمزى"
رمزى:"الشكر لله مع السلامة"
سمير:"الله يسلمكم توصلوا بالسلامة ان شاء الله"
استقل "ثائر" و"رمزى" سيارته عائدين فى طريقهم إلى القاهرة فهو يريد العودة سريعا اليها ورمزى ايضا فى شدة شوقه الى زوجته
*"*"*
كانت فى ورشة الرسم الخاصة بها وحولها العديد من الصور التى رسمتها له بكل شكل تخيلته به ابتسمت لتلك الرسمة بيدها التى كانت عبارة عن رسمة لثائر ممسكاً بيدها كأنها زوجته فابتسمت لتفكيرها فمتى تصبح حقا زوجته ؟خرجت من ورشة الرسم صعدت الى غرفتها اخذت حمام ارتدت ملابسها للخروج فهى على موعد لزيارة احد المعارض الفنية فهى تعرف انه لم يعود إلى القاهرة حتى الآن فحاولت الهاء نفسها بأى شئ حتى يعود
فريد:"انتى راحة فين يا نورين دلوقتى"
نورين:"فى معرض راحة ازوره واشوف اللوحات اللى فيه"
فريد:"والعريس اللى جاى النهاردة يا نورين"
نورين بعدم اهتمام:"قوله منعطلكش معنديش بنات للجواز"
فريد:"ياسلام وانتى هتفضلى لامتى ترفضى فى العرسان ها هتفضلى طول عمرك من غير جواز"
نورين:'لحد ما الاقى العريس المناسب يابابى"
فريد:"وهتلاقيه ازاى اذا كان انتى مبترضيش تقعدى مع حد ولا فى عريس راضية تقابليه"
نورين بابتسامة:"متخافش هو هيييجى لوحده يابابى وساعتها هوافق"
فريد:"هو مين ده اللى هييجى لوحده يا نورين"
نورين:"العريس صاحب النصيب يا بابى عن اذنك بقى علشان متأخرش علشان الحق ازور المعرض"
خرجت من المنزل قبل ان يتفوه والدها بكلمة اخرى فهى الآن اصبحت لا تريد سوى ذلك الرجل العنيد المسمى "ثائر العمرى"
*"*"*
عاد الى المنزل ولكن كان الوقت متأخراً دلف إلى الغرفة بخطوات هادئة حتى لا يفزع اميرته النائمة التى تغرق بسبات عميق قام بتغيير ملابسه ثم تمدد بجوارها اقترب منها يطبع قبلة على وجنتها ويمد يده يزيح خصلات شعرها عن عينيها شعرت بحركة يده فتحت عيناها لاتصدق انه بجوارها
وتين بسعادة:''حبيبى انت رجعت رجعتلى يا ثائر"
ثائر:'ايوة يا قلبى رجعت انتى نايمة من بدرى ولا ايه"
وتين:''من شوية بس انتوا رجعتوا بالليل ليه كده سوقت الطريق ده كله بالليل"
ثائر:" مقدرتش استنى للصبح وكمان رمزى كان عايز يرجع علشان مريم''
وتين:" حمد الله على سلامتكم يا حبيبى"
القت برأسها على صدره تحيطه بيديها فزاد من قوة ضمته لها كأنه يريد إدخالها بين ضلوعه
ثائر بهمس:"وحشتينى اوى يا وتينى"
وتين:"وانت كمان يا حبيبى وحشتنى اوى يا ثائر"
اقترب اكثر من وجهها تلفحها حرارة أنفاسه الدافئة تزيد من خفقان قلبها العاشق تجد نفسها تقترب منه أكثر شعر بقربها الذى يشعر قلبه بالسعادة من ان تلك الجميلة بين ذراعيه يضمها اليه كأنها كنزه الثمين الذى يخشى عليه من الضياع
*"*'*
"فى منزل رمزى"..عندما عاد الى المنزل وجدت حبيبته تلهو بهاتفها فهو يعلم انها لاتنام باكرا فهى تظل تعبث بالهاتف حتى يغلبها النعاس وهاتفها بيدها
رمزى:"السلام عليكم"
مريم بفرحة:" وعليكم السلام حمد الله على السلامة يا حبيبى''
قالت ذلك جرت عليه تحتضه بقوة تتعلق بعنقه فاحاطها بذراعيه يشدد من احتضانه لها
رمزى:'الله يسلمك يا حبيبتى كنتى بتعملى ايه كده"
مريم:"ولا حاجة كنت بلعب بالتليفون لحد ما يجيلى نوم بس انتى مقولتليش انك راجع النهاردة"
رمزى:" لما الموضوع خلص على خير الصراحة مقدرتش انا وعمك نفضل هناك ونسيبكم هنا لوحدكم وحشتينى اوى يا مريومتى"
مريم:"وانت كمان يا عيون مريومتك اجبلك تاكل يا حبيبى انت جعان"
رمزى:"اكل ايه دلوقتى انا مش جعان انتى وحشتينى"
مريم:"مش هتبطل قلة ادب أبدا"
رمزى بمزاح:"يا شيخة كفى الله الشر ابطل ايه متقوليش كده"
أطلقت ضحكة عالية رنت فى المنزل ابتسم على تصرفاتها فحملها بيت ذراعيه ذاهبا بها الى عالمهم الخاص
*"*"*
كانت تنظر اليه نظرات احتقار بالرغم من انه اصبح الان زوجها بشكل قانونى الا انها عندما تتذكر دنائته تشعر تجاهه بالاحتقار فنظر لها بغضب بسبب نظرتها له
يحيى:"انتى مالك بتبوصيلى كده ليه انتى"
هيام:"قرفانة منك ومن شوفتك يا يحيى"
يحيى:"اتلمى يا هيام احسنلك خلى اليومين اللى احنا متجوزنهم يعدوا على خير من غير دوشة"
هيام:"انت واحد واطى اوى يا يحيى يا ترى ضحكت على كام بنت وضيعتها زى ما ضيعتنى انا كمان"
يحيى:"اخرصى مش عايز اسمعلك صوت انتى فاهمة احسن مش هيحصل ليكى طيب سمعانى"
هيام بسخرية:" تصدق خوفتنى يا ابن زاهر صفوان"
يحيى:"لازم تخافى يا هيام وانا دلوقتى جوزك فاحترمى نفسك احسن ليكى احسن ما اخلى عيشتك سواد"
هيام:" سواد اكتر من اللى انا فيه انا مش شيفاك راجل اصلا الراجل هو اللى يبقى عنده مبادئ وميضحكش على بنات الناس انت اى حاجة غير ان يتقال عليك راجل اصلا"
سمع منها هذا الكلام لم يشعر بنفسه الا وهو يسحب طوق خصره يضربها به بكل قوة حتى صار صوت صرخاتها يملأ ارجاء الشقة وكأنه فى عالم اخر لا يشعر بما يفعل لم يفيق مما اصابه الا على اغماءها وتلك الدماء تغطى ساقيها ففزع من المنظر الذى رآه
يحيى بخوف:" هيام هيام فوقى هيام ردى عليا هيام يا نهار هو انا عملت ايه هيام فوقى"
ولكنها فى عالم اخر قام بحملها سريعا وذهب بها الى المستشفى قاموا بادخالها إلى غرفة العمليات ظل ينتظر خارجا حتى خرج الدكتور من غرفة العمليات
يحيى:"هى عاملة ايه يا دكتور دلوقتى"
الدكتور:"هى للاسف نزفت والجنين نزل"
يحيى:"وهى عاملة ايه"
الدكتور:"هى شكلها كده متعرضة لضرب جامد خلاها تنزف ودى جريمة فى حد ذاتها يعنى ممكن أبلغ البوليس"
يحيى:'لاء بوليس ايه هو بس اتخانقنا زى اى راجل ومراته"
الدكتور:"بس مش ضرب بالطريقة دى اللى يخليها تنزف وتجهض الجنين وتبقى متبهدلة بالشكل ده"
يحيى:"خلاص يا دكتور اللى حصل حصل المهم شوفها واللى هى محتاجة له اعمله ليها"
الدكتور:"ان شاء الله عن اذنك"
ذهب الدكتور ظل يحيى واقفا مكانه يفكر كيف وصل به الأمر الى هذا الحد ان يضرب فتاة بتلك الوحشية ولكنها اغضبته عندما نعتته ان ليس رجلاً فلم يكن يدرى ماذا يفعل؟
*"*"*
سمع رنين هاتفه يشق سكون الليل فرك عيناه اخذ الهاتف فتحه ليعلم من المتصل فى هذا الوقت المتأخر من الليل
ثائر بنعاس :"الو ايوة مين"
ولكنه لم يسمع رد على الطرف الآخر مجرد صوت انفاس فقط
ثائر:"الو مين معايا الو الو"
عندما لم يأتيه الرد قام بغلق الهاتف فمن يفعل ذلك فلابد من انه شخص تافه ليقلقه من نومه بهذا الشكل
وتين بنعاس:"فى ايه يا حبيبى مين اللي بيتصل عليك دلوقتى فى الوقت ده"
ثائر:"مش عارف محدش بيرد تلاقيه حد بيستظرف وبيستخف دمه "
وتين:"خلاص يا حبيبى نام وسيبك من التليفون ده خالص اقولك اقفله احسن علشان ما يرجعش يقلقك تانى"
ثائر:"دا كان الواحد ما صدق انه نام طفش النوم من عينى الله يسامحه"
وتين:" خلاص هحكيلك حدوتة علشان تنام تانى يا حبيبى"
ثائر بابتسامة:"ماشى يلا احكيلى حدوتة علشان انام بقى"
وتين:"اه يانى منك ما بتصدق تمسك فى الكلمة يا ثائر"
ثائر:"ايوة طبعا دى فرصة يا وتينى ان انا انام على صوتك الحلو ده ولا كنتى بتعزمى عزومة مراكبيه "
وتين:"اممم كل بعقلى حلاوة ماشى ياعم هحكيلك حدوتة"
ثائر:"مبحبش الحلاوة يا روحى ثم ايه ياعم دى امتى ناقص تقوليلى ياعم الحاج"
وتين بمزاح:" ههههه بهزر معاك مبتهزرش يا رمضان"
ثائر:" هى فيها رمضان كمان لاء كده حلو اوى"
وتين:" هو فى احلى منك يا حبيبى"
ثائر:" انتى شيفانى حلو يعنى"
وتين:" امال حلاوتك دى كلها ايه يا ثائر چرافيك ولا ثلاثى الابعاد"
ثائر:"ههههه حلو چرافيك دى يا وتينى"
وتين بحب:"انت نبض قلب وتين"
ثائر:"مقولتليش اشتريتوا ايه انتى ومريم للبيبى"
وتين:"دا احنا اشترينا حاجات كتيرة اوى واقولها كفاية تقولى لاء"
ثائر:"المهم عجبوكى يا قلبى"
وتين:"شكلهم جميل اوى يا ثائر ولبس البنات يا خرابى عليه وعلى جماله يجنن"
ثائر:"انت عايزة ربنا يرزقنا ببنوتة"
وتين:"كل اللى يجيبه ربنا رضا ولد او بنت كفاية ان انت هتبقى أب الطفل ده"
ثائر:"تقوميلى بالسلامة يا حبيبتى يلا بقى احكيلى الحدوتة عايز انام"
وتين:"هههه حاضر انا عماله اتوه فى الكلام بس انت منستش برضه"
ثائر:" لاء انا ذاكرتى ما شاء الله حلوة"
ظلت تقص عليه بعض من تلك الحكايات التى تعرفها حتى شعرت بسكونه وصوت انفاسه المنتظمة فقامت بتقبيله على وجنته ثم غفت بجانبه سعيدة كونها زوجة هذا الرجل الذى يأسر حواسها كلها من مجرد ابتسامة جذابة ونظرة من عينيه **عندما حاولت ان تهاتفه مرة اخرى لسماع صوته وجدت هاتفه مغلق فهو قام باغلاقه حتى لا يزعجه احد فى نومه تأففت من حركته تلك فكيف له ان يفعل ذلك ويغلق هاتفه
نورين:"انت ليه بس قفلت التليفون يا ثائر ولا يكنش قافله علشان نام ممكن يكون قفله علشان ينام ولا جايز قفله علشان مراته معاه بس هانت مش هيبقى ملكها لوحدها هيبقلها شريك فيه"
قالت ذلك وابتسمت لتفكيرها فهى على استعداد ان تفعل اى شئ وتصبح زوجة "ثائر العمرى" وتفوز به حتى ولو لليلة واحدة ثم بعد ذلك يحدث ما يحدث فهى تريده وحسب ولكنها فكرت أيضا ان والدها اذا علم بما تفعله فلن يمرر لها الموضوع مرور الكرام ولابد انه سيعنفها ويجعلها ان تتخلى عن هذا التفكير الغريب فى انها تريد اخذ رجل من زوجته وليس لها حق فيه
نورين:''لاء بابى مش لازم يعرف لو عرف مش هيسكت وهيخلينى اسافر فرنسا تانى ومقعدش هنا لاء انا خلاص مقدرش ابعد عن هنا ولا ابعد ومشوفش ثائر لاء ده مش هيحصل مش لازم حد يعرف ان انا بحبه"
فهى تقنع نفسها بأنها يجب ان لا تظهر ذلك الحب أمام احد وخاصة والدها حتى يحين الوقت المناسب ذلك الوقت التى ستصبح فيه زوجة " ثائر العمرى" فهى على استعداد فعل اى شئ حتى تحصل عليه حتى اذا وصل بها الأمر من ازاحة زوجته من طريقها حتى يكون لها هى فقط
*"*'*
تململ فى نومه القى بذراعه بجانبه على السرير تحسس مكانها ولكنه وجد مكانها فارغاً فتح عيناه بسرعة فوجد مكانها خاليا حقا وهى ليست موجودة بجانبه اعتدل فى جلسته سريعاً نادى عليها بصوت مرتفع
ثائر:"وتين وتينى انتى فين وتين هى راحت فين"
ولكنه لم يسمع احد يجيب نداءه شعر بالقلق فأين ذهبت فهى لا يوجد لها أثر فى الغرفة
ثائر بقلق وخوف:" وتينى وتين انتى فين يا حبيبتى ياربى هى راحت فين"

رواية دمية في يد غجري الفصل الثامن وعشرون بقلم سمسم

( دمية فى يد غجرى)
البارت الثامن والعشرين
تململ فى نومه القى بذراعه بجانبه على السرير تحسس مكانها ولكنه وجد مكانها فارغاً فتح عيناه بسرعة فوجد مكانها خاليا حقا وهى ليست موجودة بجانبه اعتدل فى جلسته سريعاً نادى عليها بصوت مرتفع
ثائر:"وتين وتينى انتى فين وتين هى راحت فين"
ولكنه لم يسمع احد يجيب نداءه شعر بالقلق فأين ذهبت فهى لا يوجد لها أثر فى الغرفة
ثائر بقلق وخوف:" وتينى وتين انتى فين يا حبيبتى ياربى هى راحت فين
فتح باب الحمام لم يجدها بحث فى الغرفة بأكملها ولم يجدها هبط الى الاسفل ظل يدور حول نفسه فأين ذهبت فى هذا الوقت المتأخر من الليل ولكنه سمع صوت ياتى من المطبخ وجده قدميه تسوقه الى المطبخ سمع صوت كشخص يتلذذ بأكل شئ ما نظر بجوار الثلاجة وجدها تجلس على الارض بيدها علبة من الشيكولاتة تغرف منها وتأكل منها بنهم وتلذذ واستمتاع وهى تغمض عينيها اشعر بلذة أكل الشيكولاتة
ثائ:"وتين انتى بتعملى ايه فى المطبخ هنا"
وتين:" حبيبى انت صحيت امتى"
ثائر:"لسه صاحى دلوقتى ملقتكيش جمبى ناديت عليكى ودورت عليكى فى الاوضة برضه ملقتكيش نزلت ادور عليكى حرام عليكى انتى خليتى دمى هرب منى يا وتين"
وتين:" معلش يا حبيبى كنت حاسة ان هموت واكل شيكولاتة علشان كده نزلت المطبخ "
ثائر:"شيكولاتة! حرام عليكى انا دورت عليكى فى كل حتة وخفت يكون حصلك حاجة يا وتين"
وتين:" مش عارفة انا صحيت من النوم نفسى هفتنى على شيكولاتة لقيت نفسى بنزل هنا من غير ارادتى وباكل الشيكولاته تاخد حتة يا حبيبى"
ثائر:"لا شكرا مش عايز يا قلبىً يلا بينا نطلع ننام بقى"
وتين:"بس انا لسه جعانة يا ثائر"
ثائر:''عايزة تاكلى ايه طيب تانى دلوقتى يا ام طلبات غريبة انتى''
قام برفعها عن الارض وضعها على الطاولة الموجودة بالمطبخ تهز قدميها فى الهواء كالاطفال
وتين:" عايزة أكل بيض بالبسطرمة يا ثائر"
ثائر:"بيض بالبسطرمة ! ودلوقتى والساعة دى"
وتين:"انا مليش دعوة عايزة بيض بالبسطرمة دلوقتى حالا مليش دعوة"
ثائر:"دا انتى حملك غريب وطلباتك اغرب والله"
وتين:" ما النونو هو اللى طفس اعمل ايه يعنى فيه انا غلبانة اهو هو بيطلب وانا ادبس"
ثائر:" ماشى يا ستى هعملك بيض بالبسطرمة عايزة حاجة تانية"
وتين:"انت هتعرف تعمله يا حبيبى"
ثائر:"طبعا اكيد انا شاطر اوى فى الطبخ انتى متعرفيش ولا ايه يا حبيبتى"
وتين:"لاء معرفش ورينى كده يا حبيبى هتعمله ازاى"
ثائر:"ماشى هوريكى يا روحى بس كده"
اقترب منها يريد ان يعانقها وجدها تبتسم له تضع يدها حول عنقه
وتين:"انا قصدى ورينى فى الأكل مش دى يا حبيبى انت بتفهم بمزاجك"
ثائر:"ماانا اخد حاجة تشجيع علشان اعملك اكل يا روحى وانا بقبض مقدم يا وتينى"
وتين:"اه يا انا منك ماشى خد المقدم اهو"
قامت بطبع قبله على وجنته نظر اليها بحاجب مرفوع
ثائر:''نعم يا اختى هو انتى بتبوسى ابن اختك ولا ايه"
وتين:"انا معنديش ولاد اخوات ولاعندى اخوات اصلا فانجز بقى هتاكلنى ولا لاء''
ثائر:"ماشى امرى لله"
قام بطهى ما تريد ان تأكله كانت تنظر اليه بابتسامة عشق وهى تراه يفعل كل هذا من اجلها وبعد ان انتهى وضع الطعام على الطاولة
ثائر:"يلا الاكل اهو كلى بالهنا والشفا ياقلبى"
وتين:"تسلملى يا حبيبى بس مش هتاكل معايا"
ثائر:"لاء دا الاكل يكتم على نفسى وانا نايم ومش هقوم الصبح كده"
وتين:"ههههه بعد الشر عليك يا حبيبى"
بدأت تأكل كان يبتسم على منظرها وهى تأكل بهذه الشراهة فهو يعلم انها ليست من مغرمين الأكل ولكن لماذا الآن تأكل بهذا الشكل ؟هل بسبب حملها يجعلها تشعر بهذا الجوع كله وكأنها لم تأكل منذ وقت طويل مد يده يزيل بعض الطعام من على جانبى فمها
وتين:" شكلى يضحك صح انا مش عارفة ايه الفجعة دى يا ثائر اللى انا فيها"
ثائر:" بالهنا والشفا يا قلبى انفجعى براحتك انا عندى كام وتين"
وتين:" تسلملى يا حبيبى بس هنروح للدكتورة بكرة ان شاء الله"
ثائر:" ان شاء الله تعالى انتى ومريم على الشركة وهنروح للدكتورة ونتعشى برا كمان"
وتين:"هتعشينى ايه بقى"
ثائر:" ههههههه احنا لسه جه علينا بكرة يا وتين ثم اللى انت عيزاه هجبهولك يا حبيبتى"
وتين:" متحرمش من كرمك ولا حنيتك وربنا يباركلى فيك يا حبيبى"
انتهت من طعامها ارادت الذهاب الى غرفتها لتكمل نومها
وتين:"خلاص انا شبعت عايزة انام بقى"
ثائر:"يلا بينا يا حبيبتى"
قام بحملها بين ذراعيه ذهب الى غرفتهم وضعها على الفراش تمدد بجوارها سحبها الى احضانه تتوسد صدره تغفو فى النوم على صوت خفقات قلبه العاشق لها حتى نهاية نبضاته
*"*"*
ذهب اخيها وزوجته سريعا الى المستشفى التى ترقد بها اخته بعد تعرضها من الضرب على يد ذلك الشاب المدعو زوجها وصل الى الغرفة فتح الباب دلف الى الغرفة وجد اثار ضرب بطريقة وحشية على وجهها
سمير بخوف:"هيام هيام ردى عليا فى ايه يا هيام هو عمل فيكى ايه"
هيام بتعب:"ضربنى يا سمير لحد ما نزفت والجنين نزل"
أميرة:"الف سلامة عليكى يا هيام"
هيام:"الله يسلمك يا أميرة"
سمير بغضب:"هو فين الكلب ده دلوقتى راح فين"
خرج من الغرفة يبحث عنه يريد اخذ حق اخته من ذلك الشاب وجده يقف فى مكان ليس ببعيد وجد نفسه يقترب منه قابضا عل ملابسه يلكمه على وجهه بقوة و"يحيى" أيضاً يرد له الضربات حدث مشاجرة عنيفة بين الاثنان لم يفضها الا تدخل بعض الممرضين من المستشفى فى انهاء ذلك الشجار بينهم والذى التف حوله العديد من الناس
سمير بغضب:"بتضربها كمان يا كلب مش كفاية اللى عملته فيها كمان بتمد ايدك عليها وتضربها بالطريقة دى"
يحيى:" ابعد ايدك دى عنى احسن مش هتعرف انا هعمل فيك ايه"
سمير:" وليك عين تتكلم كمان يا جبان"
يحيى:"اختك طالق طالق طالق"
سمير:"احسن انها خلصت منك ومن مصيبتك ومن شكلك واحد زبالة ومتعرفش معنى الرجولة ايه"
بعد ان اردف" يحيى" بكلمة الطلاق خرج من المستشفى غير راغبا فى رؤية احد منهم فهو تخلص منها ومما تحمله فى احشاءها عاد "سمير" الى غرفة اخته ثانية وجد زوجته تجلس بجانبها تواسيها فى مصيبتها
سمير:"خلاص يا هيام احنا هنروح بيتنا يلا بينا"
أميرة:" طب جوزها راح فين يا سمير"
سمير:" خلاص مبقاش جوزها الكلب رمى عليها يمين الطلاق خلاص وغار فى داهية"
هيام بتعب:"الحمد لله خلصت منه ومن مصيبته"
ولكنها وجدت دموعها تنزل على وجنتيها فهى حياتها انقلبت رأس على عقب وحان موعد اعادة ترتيب حياتها من جديد يجب ان تكون انسانة اخرى غير تلك الفتاة التى كانت تهوى مضايقة من حولها ولا تترك مناسبة الا وتفتعل بها اى مشكلة..ساعدتها زوجة اخيها فى ارتداء ملابسها خرجت من المستشفى تستند على أخيها الذى كان يفكر هل هو من اوصلها الى تلك الحالة بعدم تدخله فى شئونها ولكن امها كانت لا تترك له مناسبة لفرض سيطرته عليها فهى كانت ابنتها المدللة التى لا ترغب ان يقترب منها أحد او يأذيها بقول او فعل.عادت الى المنزل دخلت غرفتها ذهبت زوجة اخيها لتأتى لها ببعض الطعام تتناوله فهى فى حالة ضعف شديد
سمير:"انتى بتعملى ايه يا أميرة"
أميرة:"بعمل اكل لهيام علشان تاكل يا حبيبى"
سمير:"انتى بنت اصول اوى يا أميرة"
اميرة بابتسامة:"تسلم يا سمير"
سمير:"انا بتكلم جد مش مجاملة انتى فعلا ونعم التربية وانا محظوظ بيكى والله يا أميرة برغم اللى امى واختى عملوه فيكى بس لما حصل اللى حصل مفرحتيش فيهم بالعكس انت بتخدميهم"
أميرة:"اللهم لا شماتة يا سمير هشمت فى ايه ولو شمت فيهم هيجيلى وقت وربنا يرزقنى باللى يشمت فيها"
سمير:"رينا يتمها علينا بالستر دايما على فكرة انا خلاص لقيت شقة وهنبيع دى ممكن ننقل على اول الشهر"
أميرة:"اللى فيه الخير يقدمه ربنا خد الأكل ده لوالدتك على ما اودى الاكل ده لهيام وبلاش تقولها على اللى حصل لهيام هى مش ناقصة تتعب أكتر"
سمير:" خلاص ماشى'
اخذ من يدها الطعام الخاص بوالدته ذهب الى غرفتها للاطمئنان عليها فهى لم تعلم بما حدث ل"هيام" من اجهاض وذهابها الى المستشفى فهو فضل عدم اخبارها حتى لا تسوء حالتها النفسية والصحية اكثر من ذلك
*"*"*
"فى الشركة"...كان منغمساً فى تلك الاعمال التى من الظاهر انها لن تنتهى فتارة يسحب نظارته الطبية ويضغط على عينيه من ارهاقة وتارة اخرى يعيدها ال مكانها على عينيه ويحدق فى تلك الاوراق امامه فهو يريد الانتهاء منها قبل حضور زوجته ليذهبوا الى الطبيبة لاطمئنان على حملها سمع طرق على باب غرفة مكتبه إذن للطارق بالدخول
ثائر:"ايوة ادخل"
انفتح الباب دلفت منه "نورين" بابتسامة عريضة عقد "ثائر" حاجبيه فما الذى اتى بها الى هنا الآن وماذا تريد منه
ثائر باستغراب:" انسة نورين!"
نورين بابتسامة:"ازيك يا استاذ ثائر"
ثائر:"الحمد لله خير فى حاجة يا انسة نورين حضرتك جاية هنا ليه "
نورين:" انت مش هتقولى اتفضلى ولا ايه"
ثائر:"اه سورى اتفضلى تشربى ايه يا انسه نورين"
نورين:"شكرا مش عايزة حاجة مليش نفس"
ثائر:"خير ايه سبب الزيارة السعيدة دى"
نورين:"جيت علشان كنت عايزة اشوفك"
ثائر:" خير تشوفينى ليه حضرتك عايزة منى حاجة"
نورين بابتسامة:" جيت اشوفك علشان وحشتنى يا ثائر"
ثائر بغضب:"ايه اللى انتى بتقوليله ده يا انسة نورين انتى فى وعيك واعية بتقولى ايه انتى جاية تقوليلى الكلام ده ليه دلوقتى"
نورين:"اهدى بس وبلاش انفعال هو حرام توحشنى واجى اشوفك يا ثائر ولا ايه"
ثائر:"انتى عايزة ايه منى بالظبط يا انسة نورين علشان ابقى فاهم لان كده الموضوع زاد عن حده اوى وانا ابتديت اتخنق"
نورين:"عيزاك انت يا ثائر ومش عايزة حاجة تانى"
ثائر:'والله! وعيزانى انا ليه بقى وتعمل بيه ايه هتحطينى فى معرض لوحات مثلا ولا ايه"
نورين:"ثائر انا بحبك"
ثائر بعصبية وانفعال:"انتى اتجننتى انتى بتقولى ايه وايه اللى بتقوليه ده انتى ناسية ان انا متجوز وبحب مراتى ومستحيل ابص او احب واحدة غيرها"!
نورين:"وانا مش معترضة على انك متجوز انا عندى استعداد اكون زوجة تانية بس انت تتجوزنى يا ثائر"
ثائر بعصبية شديدة:"لا دا انتى فعلا اتجننتى ولازم تفوقى انا مستحيل اتجوزك سواء انتى او اى واحدة تانية مستحيل اصلا افكر ان اتجوز على وتين مراتى فاهمة ويلا حضرتك دلوقتى اخرجى برا وياريت مش عايز اشوف وشك تانى وتنسى انك شوفتينى او تعرفينى"
نورين:''انت ليه كده انت ايه بقولك بحبك هو انا مش عجباك فى ايه مراتك فيها ايه زيادة عنى ها قولى دا انا كمان اجمل واحلى منها انت مبتشفش"
ثائر:'متقارنيش بينك وبينها حتى بو انتى ملكة جمال الكون ده شئ ميخصنيش لان مراتى عندى بستات العالم ده كله ماشى ويلا برا برااااااا"
علا صوته بتلك الكلمة فهو وصل الى قمة غضبه من تلك الفتاة التى يرى انها تجردت من حياءها فهى اتت اليه تخبره بحبها وتريده ايضا ان يتزوجها فمالها تلك الفتاة
فى تلك الآونة كانت "وتين" و"مريم" وصلوا الى الشركة فذهبت" مريم" الى غرفة مكتب زوجها بينما ذهبت "وتين" الى غرفة مكتب زوجها ولكنها عندما سمعت كلام "نورين" لزوجها ظلت على الباب تستمع لحوارهم منذ ان اعترفت "نورين" ل"ثائر" بحبها سحبت نورين شنطتها بغضب خرجت من مكتبه بغضب مكبوت من تصرفات ذلك الرجل المتعجرف الذى يرفضها ويهينها ويهين حبها له تقابلت هى ووتين على الباب فوتين تنظر لها نظرات نارية ولكنها لم تتفوه بكلمة وانصرفت من أمامها دلفت وتين الى غرفة مكتب زوجها كان فى ذلك الوقت يضع راسه بين يديه من شدة انفعاله وعصبيته من تلك الفتاة رفع رأسه عندما سمعها تهتف باسمه
وتين:" ثائر انا جيت"
ثائر:" اهلا يا قلبى"
قام من مكانه اقترب منها يأخذها فى أحضانه بقوة يزفر بضيق حتى شعرت بمدى عصبيته فهو على وشك تكسير عظامها
وتين بمزاح :" حبيبى اهدى انت كده هتفشفش عضمى''
ثائر:" اسف يا روحى انا وجعتك"
وتين:" شوية بس انت متعصب ليه كده"
ثائر:" متحطيش فى بالك يا حبيبتى هى مريم فين"
وتين:" راحت لرمزى"
ثائر:" طب ثوانى هخلص ونمشى على طول"
وتين:" ماشى وان كان على اللى حصل من شوية مضايقش نفسك انت رديت عليها"
ثائر:" هو انتى سمعتى كلامها اللى كانت بتقوله"
وتين:" حظى ان اجى وهى بتعترفلك بحبها بس برضه حظى ان انا اجى واسمع كلامك وانك بتحبنى اوى كده"
ثائر:" انا مش عارف ايه حكايتها دى كمان بس لازم يتوضع لها حد وتين استنينى هنا مع مريم ورمزى على ما ارجع"
وتين:" انت رايح فين يا حبيبى"
ثائر:" هروح لبابها واشوف ايه حكايتها دى كمان واقوله يبعدها عن طريقى بدل ما اتصرف معاها بطريقة مش كويسة انا عامل احترام لابوها وللصداقة اللى كانت بينه وبين رؤوف"
.وجد نفسه يترك ما بيده يرتدى جاكيته يخرج من الشركة يستقل سيارته يتجه الى المستشفى الخاص بوالد تلك الفتاة فهو يريد أخباره بافعال ابنته لعله يردعها عن تصرفاتها الحمقاء وصل الى المستشفى خرج من سيارته قام بالدق على باب غرفة مكتب دكتور فريد
فريد:"ايوة ادخل"
دلف "ثائر" الى الغرفة استغرب "فريد" من وجود "ثائر" هنا فى هذا الوقت
ثائر:"السلام عليكم يا دكتور فريد"
فريد:"وعليكم السلام اهلا ثائر اتفضل"
ثائر:"شكرا يا دكتور بس انا جاى لحضرتك فى موضوع مهم"
فريد:"خير يا ثائر فى ايه"
ثائر:" الموضوع يخص بنت حضرتك الانسة نورين"
فريد:"نورين مالها نورين حصل ايه"
ثائر:"جاتلى النهاردة الشركة تقولى انها بتحبنى وانها عايزة تتجوزنى حتى لو هتبقى زوجة تانية تصور حضرتك"
فريدة بذهول:"نورين عملت كده النهاردة"
ثائر:"ايوة وانا جيت لحضرتك تشوف معاها حل لان كده مش هينفع انا مش عايز شوشرة وكمان مراتى حامل مش عايز حاجة تأثر عليها او تزعلها لانها سمعت كلامها ليا النهاردة و لانها زيها زى اى ست ممكن تغير على جوزها من اى واحدة تانية حضرتك لازم تتصرف معاها"
فريد:"انا اسف يا ثائر على اللى حصل بس نورين عملت كده بسبب الشبه اللى بينكم"
ثائر بعدم فهم:"شبه بينى وبين مين قصدك على مين"
فريد:"بينك وبين خطيبها مروان الله يرحمه للاسف انتوا الاتنين فيكم شبه من بعض هى اتأثرت نفسيا بعد موت خطيبها ولما شافتك افتكرت انها لقت بديل له"
ثائر:"يعنى هى فكرانى واحد تانى"
فريد:"مش بالظبط هى عارفة انك طبعا مش مروان بس حابة الشبه اللى بينكم ففكرت انها لو قربت منك يبقى كده هتبقى مع مروان"
ثائر:"فهمت بس حضرتك عارف موقفى عامل ازاى وانا مش حابب حاجة تنغص عليا حياتى مع مراتى"
فريد:"عارف وصدقنى دى اخر مرة يصدر منها فعل زى ده اوعدك انك مش هتشوف منها تصرف زى ده تانى او تشوفها هى شخصياً"
ثائر:"انا طبعا جيت لحضرتك علشان عارف معزتك عندى فمحبتش اتصرف معاها اى تصرف يضايقك"
فريد:"عارف يا ثائر وشكرا انك جيت وقولتلى وآسف مرة تانية على اللى عملته"
ثائر:" مفيش داعى ان حضرتك تتأسف عن اذنك يا دكتور فريد"
فريد...مع السلامة يا ثائر واعتذر للمدام بتاعتك بالنيابة عنى عن كلام بنتى"
ثائر:'ولا يهمك يا دكتور فريد عن اذنك"
خرج "ثائر" من المستشفى متجه الى الشركة مرة أخرى وصل وجد زوجته وابنة اخيه ورمزى فى انتظاره
رمزى:" ايه يا عم الحاج كنت فين ده كله"
ثائر:" عم الحاج فى عينك انا خلاص جيت اهو يلا بينا علشان نروح للدكتورة قبل ما نخرج نتعشى"
وصلوا الى عيادة الدكتورة دلفت وتين ومريم وثائر الى غرفة الكشف وانتظرهم رمزى بالخارج استلقت على السرير وضعت الدكتورة جهاز السونار وبدأت الكشف عليها
الدكتورة:" حضرتك انتى كشفتى سونار قبل كده"
وتين:" لاء دى اول مرة انا بس عرفت ان انا حامل بس اول مرة اكشف سونار"
ثائر:" ليه فى مشكلة يا دكتورة ولا حاجة"
الدكتورة بابتسامة:" لا ابدا انا بسأل عادى"
مريم:" طب حضرتك الجنين كويس الحمل كده تمام"
الدكتورة:" انهى جنين فيهم"
وتين:" تقصدى ايه حضرتك"
الدكتورة:" قصدى انهى جنين فيهم لان حضرتك يا مدام وتين حامل فى ٣ توائم"
لم يستوعب "ثائر" او "وتين" او "مريم" ما سمعوه للتوه هل قالت ان وتين تحمل ٣ أجنة"
ثائر:" انتى حضرتك بتتكلمى جد"
الدكتورة بابتسامة:" ايوة طبعا بص حضرتك على شاشة السونار فى ٣ اكياس بيبى"
وتين بذهول:" انا هيبقى عندى ٣ اولاد "
الدكتورة:" ان شاء الله يا مدام وتين بس حضرتك لازم تتغذى كويس وانا هكتبلك شوية ادوية وفيتامينات تساعدك"
مريم بسعادة:" الف مبروك يا عمو مبروك يا وتين ان شاء الله هتجبيلى ولاد عمى دفعة واحدة"
وتين:" انا والله ما مصدقة اللى سمعته دلوقتى"
ثائر:" ولا انا"
الدكتورة:" ايه يا جماعة انتوا مذهولين ليه كده عمركم ما شوفتوا حد بيخلف توائم قبل كده"
وتين:" لاء شوفنا بس حضرتك الفرحة مأثرة علينا شوية"
الدكتورة:" على العموم الف مبروك وحضرتك تنتظمى فى المتابعة"
ثائر:" ان شاء الله يا دكتورة عن اذنك"
انصرفوا بعد ان اخذوا الروشتة الخاصة بالادوية وايضا الصورة الخاصة بالسونار تنظر اليها وتين بذهول استغرب رمزى هيئتهم
رمزى:" يا ساتر يارب فى ايه وايه الذهول اللى على وشكم ده فى حاجة"
مريم:" وتين حامل فى ٣ توائم"
رمزى:" طب الف مبروك فى ايه بقى لاء استنى كده يعنى هييجى ٣ نسخ من عمك الغجرى ده لاء انا لازم اقدم على الهجرة "
ثائر:" احترم نفسك احسنلك يا ابو لسان عايز قطعه"
مريم:" ايه يا وتين ما تفوقى بقى من ذهولك ده"
وتين:" وانا اللى مستغربة الفجعة اللى جاتلى مرة واحدة جت منين"
ثائر بحب:" تقوميلى بالسلامةياحبيبتى"
وتين بسعادة:" تسلملى يا ثائر"
خرجوا لتناول العشاء وكل هذا لم تتخلص وتين من ذهولها فهى بأذن الله ستنجب ٣ ابناء سيكون لديها نسختها الخاصة من زوجها كانت تنظر اليه بابتسامة من الحين والآخر وهى تشعر بسعادة غامرة مما سمعته
*"*"*
عاد ''فريد" الى منزله دخل غرفة ابنته وجدها نائمة على سريرها تبكى بعد رفض ثائر لها
فريد:"نورين"
نورين:"ايوة يا بابى فى ايه"
فريد:"انتى ايه االى عملتيه مع ثائر ده"
نورين:"وانا عملت ايه وعرفت منين"
فريد:"ثائر هو اللى جه وقالى على اللى حصل يا نورين"
نورين:"هو اللى قالك على اللى حصل"
فريد:"ايوة هو اللى قالى انتى ازاى تعملى حاجة زى دى انتى راحة تطلبى منه يتجوزك انتى اتجننتى"
نورين:" انا بحبه يا بابى"
فريد:" انتى مش بتخبى ثائر علشان هو ثائر انتى حباه علشان الشبه اللى بينه وبين مروان وانا قولتهالك قبل كده ما تحاوليش تحيى مروان فى ثائر"
نورين:" هو حرام ان انا أحبه"
فريد:" لما تبقى عارفة انه متجوز وبيحب ومراته ومش شايف غيرها يبقى حرام فعلا تحبيه وتخربيله حياته لان مراته زيها زى اى ست متحبش حد يقرب من جوزها ثم يا نورين خلاص انتى هترجعى فرنسا تانى وده اخر كلام فجهزى نفسك هتسافرى كمان يومين ومفيش اعتراض"
بعد ان اردف كلماته خرج من الغرفة عادت الى بكاءها ثانية وهى تفكر ربما هذا هو الحل الوحيد ان تعود الى فرنسا فهى لن تجنى شئ من ذلك ف"ثائر" عاشق لزوجته حتى الموت ولا يريد غيرها فهى يجب ان تذهب بعيدا عن هنا فوالدها محق فهى لن تحيى "مروان" فى "ثائر" ف"مروان" قد وراه الثرى منذ سنوات ولن يعود مرة أخرى وبالفعل بعد يومان كانت على متن تلك الطائرة التى غادرت بها من مصر متجه الى فرنسا لعلها تنسى ما ارتكبته من حماقات طوال الفترة الماضية
*"*"*
اليوم هو اليوم الموعد فاليوم يوم زفافه على ابنة خالته ارتدى بدلته الانيقة خرج من غرفته رأته والدته التى بكت من فرحتها ان ابنها اليوم سيتزوج وهذه ليلة زفافه
نادية:"الف مبروك يا حبيبى ربنا يتمم بخير يارب"
رفعت:"مبروك يا حبيبى مبروك يا اسامة"
اسامة:"ربنا يباركلى فيكم يارب وتسلموا يلا بينا"
نادية:"يلا بينا يا حبيبى"
ذهبوا جميعا الى منزل والد العروس ليصطحبها الى القاعة التى سيقام بها حفل الزفاف خرجت من غرفتها بذلك الفستان الابيض الذى ترتديه ابتسم لها ابتسامة خفيفة خفضت نظرها سريعا فهى تشعر ان هناك عواصف بداخلها الآن فهى تشعر بكل توتر العالم فى هذه اللحظة بالاخص اقترب منها تناول يدها تتأبط ذراعه تعلو اصوات الزغاريد فى المنزل خرج بها من المنزل وصلوا الى القاعة
أسامة:" مبروك يا حبيبتى"
دينا بخجل:"الله يبارك فيك"
اسامة:"بس ايه الجمال ده كله يا دينا"
دينا:"شكراً يا أسامة"
اسامة:"شكراً هو انا بجاملك يا حبيبتى مفيش اى كلمة حلوة منك كده النهاردة"
دينا بخجل:"كلمة حلوة زى ايه"
أسامة:"اللى تيجى على بالك قوليها"
دينا بهمس:" طب بحبك تتفع دى"
اسامة:"هو دى اللى عايزة اسمعها من بدرى ايوة كده كفارة يا شيخة"
ابتسمت على كلامه لاحظ قدوم والديها اليهم اقترب والدها منها يحتضنها لا يصدق ان ابنته الصغيرة كبرت واصبحت عروس الآن
مدحت:"الف مبروك يا حبيبتى الف مبروك يا دينا"
دينا:"يباركلنا فى عمرك يا بابا"
امينة بدموع الفرح:"مبروك ياقلب ماما خد بالك منها يا اسامة"
اسامة:"فى عنيا الاتنين يا خالتو متقلقيش على دينا"
امينة:"تسلم عينيك الاتنين يا حبيبى وربنا يسعدكم"
كانت تتمايل معه على انغام تلك الموسيقى الناعمة وهى تبتسم على تلك الكلمات التى يخبرها بها وفى اخر الرقصة قام بحملها يدور بها يصفق من فى القاعة تشجيعاً لهم انزلها الى الأرض وهى تشعر ببعض الدوار
دينا بابتسامة:"الله يسامحك دماغى لفت يا أسامة"
اسامة بلؤم:"خليها تلف علشان مش عاوز اى مقاومة النهاردة"
شعرت بحرارة قوية فى وجهها بعد ان فهمت مقصده من كلامه فخديها اشتعل احمرارا من شدة الخجل انتهى حفل الزفاف ذهب بها الى شقته اصر على حملها الى غرفتهم وبالفعل حملها بين ذراعيه متجها الى غرفتهم انزلها الى الأرض يتفرس فى ملامح وجهها
اسامة:"نورتى بيتك يا دينا"
دينا بخجل:"تسلم يا حبيبى"
اسامة:"دينا انا عايز ابتدى معاكى حياتى بكل وضوح وصراحة انا مش عايز يبقى فى بينا اى اسرار او اى حاجة مخبينها على بعض انا طبعا حكتلك على موضوع خطوبتى الالولانية واللى حصل بس صدقينى ده ماضى وانتهى وانتى هتبقى الحاضر والمستقبل"
دينا:" وانا مصدقاك يا اسامة"
اسامة:"وانا اوعدك ان انا اسعدك على قد ما اقدر ''
دينا:"وانا واثقة من كده"
اسامة:"يلا بينا علشان نصلى"
أدوا صلاتهم بعد الانتهاء خطوا اولى خطواتهم فى حياتهم الزوجية مع تعهد منه بانه سيبذل قصارى جهده فى اسعادها ورغبته فى ان يجعل الفرح حليفها دائما
*"*"*
مرت أيام وبدأت الدراسة عادت "وتين" و"مريم" الى الجامعة فهذه هى سنتهم الأخيرة فى تلك الكلية بدأت بطن وتين بالانتفاخ الطفيف فهى كلما تضع يدها على بطنها تشعر بالفخر ان تحمل بداخلها الآن أطفالا ً من زوجها وحبيبها
مريم:"البطيخة بتاعتك يا وتين ابتدت تكبر وتبان"
وتين:"ههههه اه ولسه لما اقلبظ اكتر دا انا هتنفخ يا مريم"
مريم:"ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبتى يارب"
وتين:"عقبال عندك انتى كمان يا مريم"
مريم:"ان شاء الله ادعيلى"
وتين:"ان شاء الله هيرزقك قريب انا قلبى حاسس بكدة هنسمع خبر حلو عنك ان شاء الله"
مريم:"يسمع منك ربنا واجيب عيال دمهم زى العسل كده زى رمزى"
وتين:"ان شاء الله متنسوش بقى العشا بتاع النهاردة"
مريم:"لاء مش ناسية وفاكرة وهتلاقينا عندكم من المغرب كمان هههههه"
وتين:"ههههه انتوا تنوروا الدنيا كلها احنا عندنا كام مريم يعنى"
مريم:" حبيبتى انتى يا وتين انا حاسة كان انا اعرفك من ساعة ما تولدنا مش من ساعة ما اتقابلنا بس"
وتين:" وانا والله يا مريم انتوا احلى حاجة حصلت فى حياتى كلها من بعد ما اهلى ماتوا انا محستش بالراحة والامان اللى لما جيت عشت معاكم مع ان فى اول جوازى من عمك كنت هتجنن منه ومن عمايله"
مريم:" هههه وهو عمل ايه الراجل كان غلبان ومعملش حاجة انتى هتجبيله مصيبة"
وتين:" والله مكنش بيعمل حاجة دا مكنش يسيب فرصة الا لما يقولى كلام يخلينى هيجيلى انهيار عصبى ولما اترفز يرد عليا بكل برود ولا فى دماغه اعصابه كانت تلاجة"
مريم:" طب ودلوقتى يا اختى دا مش عارف يرضيكى ازاى ولا يعملك ايه"
وتين بابتسامة عاشقة:" ربنا ما يحرمنى منه ابدا اه لو ييجوا ولاده شبه كده يا خرابى عليهم هيبقوا عسلات"
مريم:" هو لسه كتير على ما نعرف نوعهم ايه انا نشتاقة اعرف انتى حامل فى ايه"
وتين:" لسه الشهر الجاى هعرف انا حامل فى ايه بس كل اللى يجيبه ربنا رضا جم كلهم بنات جم كلهم ولاد جم بنات وولاد عادى المهم ييجوا بخير وسلامة"
مريم:" ربنا يقومك بالسلامة يارب يا وتين"
وتين:" تسلميلى يا حبيبتى يارب"
مريم:"طب يلا بقى نحضر المحاضرة يا بتاعة البطيخة انتى"
وتين:"بس بقى لتطلع عليا الكلمة دى بكرة نشوف انتى هتبقى عاملة ازاى فى الحمل انتى كمان"
مريم:" دا انا هبقى ما حصلتش يا بنتى هبقى ماشية بطنى قدامى مترين"
وتين:" هههه ليه هتبقى حامل فى ايه يعنى علشان بطنك تبقى مترين"
مريم بمزاح:" يا بنتى انا هبقى حامل بالطول مش بالعرض"
وتين:" ههههههه بس بقى يا مريم مش قادرة اضحك"
مريم:" يا اختى اضحكى هو الضحك بفلوس"
تتمنى مريم الآن ان يرزقها الله بأطفال من زوجها وحبيبها حتى تتوجه حالة العشق التى يعيشونها بذرية صالحة نافعة
*"*"*
انتقلوا من شقتهم الى تلك الشقة الجديدة تحسنت حالة والدته نسبياً ولكنها علمت لما حدث لابنتها فاصابها الحزن على الحال التى وصلت له ابنتها الوحيدة دخلت" هيام" غرفة والدتها اقتربت منها وضعت رأسها على صدرها بدون ان تتفوه بكلمة واحدة قامت امها بضمها اليها بيدها السليمة وهى تبكى على حالهم سويا
هيام:'تفتكرى يا ماما اللى حصلنا ده بسبب اللى عملانه فى وتين زمان"
عايدة:'جايز احنا برضه افترينا عليها كتير يا هيام"
هيام:"فعلا ربنا يمهل ولا يهمل وانا بالذات افتريت عليها فى عرضها وسمعتها واتهمتها بالباطل وهى كانت بريئة"
عايدة:"ربنا يسامحنا على اللى عملناه فيها كل واحد نال جزاءه"
هيام:"انا خلاص من اللى حصلى تبت وعرفت ان الله حق وان اللى بيحفر حفرة لحد بيوقع فيها بس خلاص انا لازم اغير حياتى لازم اقرب من ربنا واطلب منه يسامحنى على كل اللى عملته"
أميرة:"دى احسن حاجة تعمليها"
هيام:"وانتى برضه كنت بفترى عليكى يا أميرة"
أميرة:"يلا حصل خير المهم ابدأى من جديد وربنا معاكى"
هيام:"انا قدمت فى مدرسة خاصة وقبلونى وهبتدى شغل فى المدرسة وهحاول انسى اللى فات"
أميرة:'ربنا يوفقك ان شاء الله ويجعلك الايام اللى جاية احسن"
عايدة:'انتى طيبة اوى يا اميرة وبنت اصول"
أميرة بمزاح:"شوفتى بقى يا حماتى انا مفيش منى اتنين ازاى"
ابتسموا على كلامها فهى حقا فتاة اصيلة لم تتركهم بمحنتهم ولو للحظة واحدة وظلت تساند زوجها فى شدته
أميرة:"وعندى ليكم خبر حلو انا حامل"
عايدة:" بجد !مبروك يا أميرة الف مبروك"
هيام:"الف مبروك ربنا يقومك بالسلامة ان شاء الله"
أميرة:"تسلموا يارب"
سعدوا لسماع هذا الخبر ف"عايدة" ستحصل على حفيد و"هيام" ستصبح عمة لهذا الطفل
بدأت "هيام" عملها فى تلك المدرسة وضعت تركيزها فى تحقيق مستقبل لها غير راغبة فى تكرار تلك التجربة التى مرت بها بالرغم من انه تقدم لها العديد من العرسان ولكنها كانت تقابل الموضوع بالرفض التام فهى حاليا تريد التركيز فى تحقيق مستقبل أفضل لها شعر اخيها ببعض الراحة من تغير سلوكياتها وتصرفاتها فهى الآن لا تترك فرضاً ابدا و اصبحت لا تضايق احد بكلمة او تصرف اصبحت حياتها من المنزل الى المدرسة
*"*"*
اصبحت الان فى شهرها السادس فهى تحمل الان ولدين وبنت فكم كانت سعيدة هى وزوجها عندما علموا بذلك عاد الى المنزل بعد انتهاء دوامه من العمل دخل الى غرفته وجدها تجلس على مكتبها تنهى ما عليها من مذاكرة انحنى عليها يقبلها على رأسها ابتسمت له تلك الابتسامة العاشقة
وتين:"حمد الله على السلامة يا حبيبى"
ثائر:"الله يسلمك يا روحى اخبار المذاكرة اية"
وتين:"الحمد لله تمام قربت اخلص"
ثائر:"براحتك يا قلبى انا هدخل اخد شاور"
وتين:"ماشى يا حبيبى"
دخل الى الحمام لاخذ حمامه قبل ان يخرج كانت انهت ما عليها من مذاكرة فقامت سريعا من مكانها ترتدى احدى تلك الملابس التى تجعلها مغرية بشكل لا يوصف وخاصة فى عينيه خرج من الحمام يجفف رأسه من الماء وعندما ازاح المنشفة عن رأسه ووجهه نظر اليها اطلق صفيرا اعجابا بشكلها الفاتن
ثائر:"واوووو ايه الجمال ده كله يا وتينى"
وتين:"جمال ايه والنبى ببطنى المكعبرة دى من ولادك"
ثائر بمزاح:"لو سمحتى ما تشتميش ولادى ماشى احسن هسلطهم عليكى"
وتين:"هههه هو انا شتمت انا لسه هشتم يا حبيبى وهتسلطهم على ايه هم عاملين الواجب وزيادة شويتين كمان مش محتاجين وصاية"
ثائر:"طب اشتمى كده ومش هتعرفى انا هعمل ايه يا وتين"
وتين بابتسامة:"هتعمل ايه يعنى يا ثائر"
ثائر:"هعمل كده هو يا روحى"
قام بحملها ودخل بها الى عالم العشق الخاص به الذى يطلق علية عالم "عشق الثائر" تشعر انها تغرق فى بحور من الهوى والغرام فهو يجرفها معه الى ذلك التيار من المشاعر التى تحبس وتخطف الأنفاس
*"*'*
يدخل المنزل بيده بوكيه ورد من تلك الورود التى تحبها زوجته دلف الى غرفتهم وجدها تنتظره بطلتها الجميلة تحمل له نبأ سعيد ابتسم لها على الفور وكيف لا وهى عشقه الازلى
مريم:''حمد الله على السلامة يا حبيبى"
رمزى:'الله يسلمك يا روحى ايه الجمال والحلاوةوالطعامة واللذاذة اللى انتها فيها دى يا مريومتى"
مريم:"عجبتك يعنى يا حبيبى"
رمزى:'عجبتينى دا انتى هوستينى يا مريم الورد ده لاحلى وردة فى حياتى كلها"
مريم:' تسلملى يا حبيبى فى ليك مفاجأة عندى هتفرحك اوى"
رمزى:''خير يا روحى يلا قوليلى بسرعة"
مريم:"ها خمن كده طيب"
رمزى:''عملالنا عشا حلو النهاردة صح"
مريم:"انت مبتفكرش الا فى كرشك والاكل لاء طبعا مش كده دى حاجة تانية"
رمزى:"طب جبتيلى هدية علشان عيد ميلادى"
مريم:"ولا دى كمان ثم ان عيد ميلادك لسه فاضل عليه ٥ شهور هجبلك هدية من دلوقتى"
رمزى:"خلاص يا ستى غلب حمارى قولى انتى بقى انا مش عارف اخمن"
مريم بابتسامة:"انا حامل يا رمزى"
ظل دقيقة لم يستوعب تلك الكلمات التى قالتها الآن ظل يقلب فى تفكيره حتى تهللت اساريره وملأت الفرحة وجهه
رمزى بفرحة:"بجد يا مريم انتى حامل بتتكلمى جد يا حبيبتى انا هبقى اب"
مريم:"ايوة يا حبيبى والله بتكلم جد وده اختبار الحمل عملته الصبح ومقولتش لحد علشان تبقى اول واحد تعرف"
رمزى:"مليون مبروك يا حبيبتى الف حمد وشكر لك يارب"
احتضنها بفرحة عارمة وقلب قد زادت معدلات نبضه من شدة سعادته فهو سيرزق منها بأطفال يتمنى ان يحملوا نفس رقتها وشكلها الجميل
مريم:"انت فرحان يا حبيبى"
رمزى:"اوى اوى اوى متتخيليش مدى سعادتى دلوقتى انا مش عايزك تتحركى من مكانك عايزك ترتاحى على الآخر"
مريم:"طب والكلية يا حبيبى اعمل فيها ايه"
رمزى:"اه انا ناسى انك فى دراسة بس مش مشكلة احنا ونصيبنا بقى اهم حاجة تاخدى بالك من نفسك يا حبيبتى"
مريم:"ان شاء الله يا حبيبى انا فرحانة اوى يا رمزى ان انا هيبقى عندى اولاد منك"
رمزى:"دا انا اللى طاير من الفرحة واه لوتجبيلى بنوتة حلوة زيك كده يا خرابى دا انا اقعد فى البيت مخرجش منه ابدا واقول لعمك يرفدنى"
مريم:" هههههه يالهوى على خفة دمك يا رمزى"
رمزى بمزاج:" هو الخطين اللى فى الاختبار ده معناه انك حامل فى تؤام"
مريم:" والله انت بتستعبط يا رمزى خطين ايه اللى معناهم ان حامل فى تؤام دول هو الاختبار كده معنى الخطين ان فى حمل"
رمزى:" انا عارف بس بهزر معاكى يا روحى فرحان بلاش يعنى"
مريم:" لاء بلاش ايه افرح يا حبيبى ان شاء الله دايما فرحان وسعيد"
رمزى:" تسلميلى يا نور عيونى"
لاتستطيع الكلمات وصف سعادته البالغة انه سيرزق منها بذرية التى يتمنى ان تكون ذرية صالحة نافعة لهم ولمجتمعهم
*"*"*
دلفت الى القاعة التى تدرس بها لهؤلاء الأطفال فهى اصبحت تشعر بمتعة بالغة وهى تدرس لهؤلاء الأطفال فهى كأنها وجدت حياتها معهم
هيام بابتسامة:"السلام عليكم ازيك يا حبايبى"
الاطفال:"وعليكم السلام الحمد لله يا ميس هيام"
نطقهم جميعاً هذه الكلمات فى صوت واحد جعلها تضحك بقوة ولكن اختفت ابتسامتها عندما رأت ذلك الطفل الذى يجلس بالخلف ينظر الى الشباك وكان هناك حزن العالم كله يسكن بداخله وجدت نفسها تقترب منه تنحنى اليه بابتسامة
هيام:" فادى حبيبى مالك فى ايه زعلان ليه كده"
فادى:"مفيش يا ميس هيام"
هيام:"امال مالك قاعد تبص فى الشباك ليه انت زعلان من ايه"
فادى ببراءة:"زعلان علشان ماما سابتنى ومش عندى ماما"
هيام:"وماما سابتك وراحت فين يا حبيبى"
فادى:"بابا بيقول راحت عند ربنا"
سمعت ذلك شعرت بالحزن من اجله وجدت نفسها تحتضنه لا تعرف لماذا؟ هل لانها كانت شعرت ببعض الامومة عندما كانت حامل وحزنت انها فقدت جنينها؟ هل بسبب ذلك شعرت بالشفقة على هذا الطفل الذى فقد هو ايضا أمه حاولت ان تواسيه قليلا
هيام بابتسامة:"معلش يا حبيبى ربنا عايز كده بس مش بابا موجود معاك وبيحبك"
فادى:"ايوة بس انا عايز ماما"
هيام:"ايه رايك بعد ما نخلص نروح نشترى لعب مع بعض"
فادى بفرحة:"بجد يا ميس هيام"
هيام:"ايوة يا حبيبى انت دلوقتى ركز فى الدرس وهنروح سوا ماشى"
فادى بحماس:"حاضر يا ميس هيام''
عادت الى مكانها بدأت الشرح ومازال ذهنها مشغولاً بهذا الطفل فهى ستحاول ان تخفف عنه قليلا لعل ذلك ينسيها وجعها وألمها هى الاخرى بعد ان انتهت عندما حاولت الخروج وجدت من يمسك يدها بابتسامة نظرت اليه تبادله الابتسامة ايضا
فادى:"احنا خلصنا اهو يا ميس يلا بينا بقى علشان نروح نشترى لعب زى ما قولتيلى"
هيام:"يلا يا حبيبى بس باباك هيقلق عليك كده"
فادى:"انا كنت بستنى مع الدادة على ما بابا ييجى بعد الشغل ياخدنى فاحنا هنروح ونرجع قبل ما ييجى بابا ياخدنى"
هيام:"خلاص ماشى يلا بينا"
اخذته من يده تقبض عليها بكفها لا تعرف ذلك الشعور الذى تملكها بالسعادة هى الاخرى وصلوا الى احد محلات العاب الاطفال ظلوا يتجولون واشترت له ما يريد كان الطفل يضحك بقوة فهى منذ ان راته لم تراه يضحك هكذا فدائما ما كان حزينا
هيام:'مبسوط يا فادى يا حبيبى"
فادى:"اوى اوى يا ميس هيام"
هيام:"يلا بينا علشان نرجع زمان باباك جاى علشان ياخدك"
فادى:"ماشى يلا بينا يا ميس هيام"
عادوا مرة اخرى الى المدرسة لاحظت "هيام" ان هناك رجل يفتعل شجار مع العاملين فى المدرسة لعدم ايجاد ابنه فى انتظاره
علاء:"ازاى يعنى اجى ما الاقيش ابنى ابنى فين انطقوا هو مش مسىوليتكم تاخدوا بالكم منه"
فادى:"انا هنا يا بابا"
التفت خلفه وجد ابنه ممسك بيد تلك الفتاة التى لم يراها من قبل ولا يعرف من تكون
علاء:"انت كنت فين يا فادى وازاى متستناش مع الدادة على ما اجى اخدك روحت فين"
فادى:"انا كنت مع ميس هيام كانت بتشتريلى لعب يا بابا"
علاء:"وانتى حضرتك تبقى مين وازاى تاخديه من المدرسة بالشكل ده من غير ما حد يعرف"
هيام بهدوء:" انا الميس بتاعته اهدى حضرتك انا عارفة انك قلقان على ابنك بس هو صعب عليا علشان دايما قاعد فى الفصل حزين وسرحان فقولت اخفف عنه شوية وخرجت بيه وقولت هنرجع قبل ما تيجى تاخده معملتش جريمة يعنى"
علاء:"اظن ده مش شغلك ان تخففى عنه انتى تدرسيله وبس مش أكتر من كده"
هيام:"على العموم شكراً على ذوقك يا استاذ يلا يا فادى روح لباباك"
فادى:"ميس هيام انتى زعلتى من بابا"
هيام بابتسامة:"لاء يا حبيبى مزعلتش يلا روح وذاكر كويس يا فادى وياريت يا استاذ تاخد بالك من مذاكرته علشان مستواه الدراسى مش كويس لازم تراعيه اكتر من كده"
قالت كلماتها اولته ظهرها مغادرة المكان ممتعضة من تصرف ذلك الرجل وقف مكانه لا يعرف ماذا يقول؟ فهو عوضاً عن شكرها يجد نفسه يردف بكلمات سخيفة
علاء:"يلا بينا يا فادى خلينا نروح"
اخذ طفله استقل سيارته منطلقا الى منزله ولكن مازال متضايقا من نفسه على سخافة ذلك الموقف الذى حدث مع معلمة ابنه
*"*"*
اليوم ذكرى يوم مولدها فكر كثيراً ماذا يفعله حتى يجعله يوما مميزا لها ظل يفكر حتى توصل فى النهاية الى ما سيفعله قام بترتيب كل شئ دخل الغرفة وجدها تذاكر كعادتها اقترب منها مقبلا لعنقها يهمس لها
ثائر بهمس:"كل سنة وانتى طيبة يا وتينى"
وتين بابتسامة:"وانت طيب يا حبيبى تصدق انا مكنتش فاكرة ان النهاردة عيد ميلادى غير لما شوفت التاريخ على الموبايل انت افتكرت ازاى"
ثائر:"ودى حاجة اقدر انساها يا قلبى يلا علشان عاملك مفاجئة حلوة اوى هتعجبك يا وتينى"
وتين بلهفة:"عاملى مفاجئة ايه بقى قولى يا ثائر"
ثائر:"هههه وهتبقى مفاجئة ازاى يعنى لو قولتلك يا وتين"
وتين:"قولى بس وانا هتفاجئ يا ثائر متقلقش"
ثائر:"قومى بس معايا بس استنى"
وتين:" استنى ايه فى ايه"
ثائر:" استنى هربط دى على عينيكى ولما نوصل هشيلهالك ماشى"
وتين بحماس:" وكمان هتغميلى عينيا ماشى يلا بينا"
ثائر بعشق:" مع ان انا مبحبش عينيكى الحلوة دى تغيب عنى او ان انا مشفهمش بس هم دقايق وهشيل الرباط يا حبيبتى"
عصب عينيها قام بحملها بين ذراعيه متجهاً بها الى الاسفل وهى واضعة يدها حول عنقه تريح رأسها على كتفه تبتسم بحماس من دلال زوجها لها
وتين:"ايه وصلنا ولا لسه يا حبيبى"
ثائر:" خلاص قربنا اهو يا قلبى"
وتين:" ماشى.ثائر"
ثائر:" ايه يا عشق ثائر"
وتين:" انا بحبك اوى يا حبيبى"
ثائر:'' وانا بعشقك يا وتينى"
وصل الى المكان قام بانزالها من بين يديه قام بسحب الرباط من على عينيها فتحت عيناها ببطئ نظرت حولها بابتسامة وانبهار
وتين:" الله ايه ده يا ثائر....

(دمية فى يد غجرى)
البارت التاسع والعشرين
عصب عينيها قام بحملها بين ذراعيه متجهاً بها الى الاسفل وهى واضعة يدها حول عنقه تريح رأسها على كتفه تبتسم بحماس من دلال زوجها لها
وتين:"ايه وصلنا ولا لسه يا حبيبى"
ثائر:" خلاص قربنا اهو يا قلبى"
وتين:" ماشى.ثائر"
ثائر:" ايه يا عشق ثائر"
وتين:" انا بحبك اوى يا حبيبى"
ثائر:'' وانا بعشقك يا وتينى"
وصل الى المكان قام بانزالها من بين يديه قام بسحب الرباط من على عينيها فتحت عيناها ببطئ نظرت حولها بابتسامة وانبهار
وتين:" الله ايه ده يا ثائر ايه الحاجات الحلوة دى"
ثائر:"عجبتك يعنى يا روحى"
كانت غرفة جدته تضيئها الشموع التى تتراقص ألسنة اللهب بها فى هذا الظلام والورد المتناثر على ارضية الغرفة وايضا على السرير وهناك طاولة فى شرفة الغرفة مجهزة لشخصين يتوسطها قالب حلوى يحمل صورة لتلك الجميلة التى تستحوذ على قلبه وعقله
وتين:" جميلة اوى ربنا ما يحرمنى منك ابدا يا حبيبى"
ثائر:" ولا منك يا حبيبتى يلا خدى الفستان ده البسيه وتعالى"
وتين:"ماشى بس اوعى تكون جبته على مقاسى قبل الحمل انا دلوقتى بقيت وتين وشركاءها"
ثائر:"ههههه متخافيش واسع يا قلبى وكمان انتى بطنك مش كبيرة من الحمل ولا حاجة يا روحى هى شبه الكورة بس"
وتين:" بقى كده بقيت شبه الكورة ومريم تقولى بطيخة لاء حلو اوى كده"
ثائر:" طب دا انتى بطيخة عسل يا قلبى"
وتين:''تسلملى يا رافع من معنوياتى يا حبيبى"
اخذت الفستان وذهبت لارتداءه كان ينتظرها على الطاولة بعد ان انتهت من تجهيز نفسها رأها قادمة بذلك الفستان الذى زاد من جمالها وخاصة وهى حامل فانتفاخ بطنها زادها جمال وإغراء فى عينيه ابتسم لها قام من مكانه اخذ يدها بين يديه يقبل باطن يدها كعادته تلك القبلة التى لا يعلم ماذا تفعل بها فهى تفعل بها الاعاجيب ابتسمت له همس لها بصوت حنون
ثائر:"كل سنة وانتى طيبة يا وتينى كل سنة وانتى حبيبتى كل سنة وانتى عمرى كل سنة وانتى قلبى كل سنة وانتى مراتى وام ولادى"
وتين:" وانت طيب يا ثائر وتسلملى يا حبيبى وربنا ميحرمنيش منك وتفضل منور حياتى كده على طول"
ثائر:"تعالى بقى نقطع التورتة واتمنى أمنية وعلشان اديكى هديتك كمان"
وتين:"هو لسه فى هدية غير الفستان والجو الرومانسى والحاجات الحلوة دى كمان"
ثائر:"ايوة طبعا يلا تعالى معايا"
اخذها من يدها قام باشعال الشموع بقالب الكيك نظر اليها بابتسامة
ثائر:" يلا يا روحى اتمنى امنية وطفى الشمع"
اغمضت عينيها ظل تدعو الله ان يحفظه لها وان يرزقها اولادها بصحة وعافية وان تظل ايامهم سعيدة بدون ان شئ محزن بعد ان انتهت فتحت عينيها قامت باطفاء الشموع قامت بتقطيع قالب الحلوى اخذت منه تناوله فى فمه اخذ منها قضمة ثم تناولت هى ايضا من الكيك من نفس المكان الذى تناول منه
وتين:"تسلملى يا ثائر على الجو الحلو ده والليلة الجميلة دى"
ثائر:''تسلميلى يا حبيبتى تعالى البسك الهدية بتاعتك بقى"
كانت الهدية عبارة عن عقد من اللؤلؤ حباته بيضاء كوجهها سيزيد من جمال عنقها قام بادارتها ازاح شعرها جانباً ألبسها العقد واغلقه من الخلف وبعد ان انتهى قام بتقبيلها على عنقها تشعر بأمواج من العشق تتزاحم فى بحور عشقه اللامتناهى فكل يوم يزداد حبها وعشقها له وهو ليس بأقل حال منها فهى قد أسرته بكل تلك البراءة والرقة التى تمتلكها لف ذراعيه حولها وضع رأسه على كتفها يتحسس بطنها المنتفخ
ثائر بهمس:" كل سنة وانتوا منورين حياتى يا وتينى"
وتين بعشق:"وانت حبيبى واهلى وناسى ودنيتى كلها"
ثائر:"وحشتينى أوى يا عشق ثائر"
وتين:''وانت كمان وحشتنى اوى اوى اوى مش عارفة انت بقيت بتوحشنى اوى كده ليه زى ما اكون ما بشبعش من شوفتك ابدا يا ثائر عايزة متغبش عن عينى لحظة واحدة"
ضمها اليه بألطف طريقة ممكنة حتى لا يسبب لها وجعاً او الماً ولكنه وجدها هى من تشدد من احتصانها له كأنها تريد ان تكون ملتصقة به كضلع اضافى من ضلوعه التى تحتضن قلبه العاشق لها وجد نفسه يحملها بين ذراعيه وهى تهمس فى اذنه
وتين بهمس:"دا احلى عيد ميلاد مر فى حياتى كلها او تقريبا ده اول عيد ميلاد ليا انا اتولدت من جديد يوم ما قابلتك وحبيتك يا حبيبى بقيت بحسب عمرى من يوم ما عرفتك وعمرى اللى فات ده مش محسوب من حياتى انت بقيت حياتى وعمرى اللى جاى يا ثائر"
كلمات تنساب من بين شفتيها تطرب أذنيه تجعل دقات قلبه تزيد فى خفقانها فتلك الليلة هى له وهو لها وستكون ذكرى لن تنساها بحياتها أبدا فعالمه ينتظرها ذلك العالم الذى تكون هى ملكته فهى ملكة على عرش قلبه دقات القلوب كسيمفونية عشق تعزف على اوتار قلبيهما ذاهبة بهم إلى عوالم أخرى
وتين:" ثائر"
ثائر:"ايه يا روحى فى إيه"
وتين:"انا عايزة اقعد في الجناح ده على طول نعيش هنا"
ثائر:"اشمعنا هو الجناح بتاعنا مش عاجبك ولا ايه"
وتين:"الصراحة هنا حاجة تانية خالص بحس براحة غريبة هنا والايام اللى بتجبنى فيها هنا مببقاش عيزاها تخلص بتبقى أيام خيالية"
ثائر:"خلاص يا روحى لو عجبك اجيب مهندس يظبطه على الموضة بس بلاش المهندس الرخم اللى اسمه حاتم ده كنت بشوفه وهو بيبصلك كان بيبقى نفسى اطلع عينه من وشه واحد بجح اوى كنت بحس بنار جوا قلبى وانا شايفه بيبصلك كان نفسى اكسر رقبته"
وتين بهمس:"امال بقى لو عرفت انه كان عايز يتجوزنى كنت عملت ايه يا ثائر"
همست بتلك الكلمات كانت لا تظن انه سمعها وهى تحدث نفسها لم تكتشف ذلك الى عندما سمعت نبرة الاستنكار التى يلفظ بها كلماته جعلتها ترتعد بين أحضانه
ثائر باستنكار:"نعم يا حبيبتى كان عايز ايه بتقولى ايه يا وتين"
وتين:"يالهوى انت سمعت هو انا كنت بتكلم بصوت عالى ولا ايه"
ثائر:"اه يا حبيبتى سمعت انتى قولتى ايه وليه مقولتليش على الموضوع ده وحصل امتى ده وفين قولى بسرعة"
وتين:"دا زى ما بيقول رمزى بقى ودنك رادار يا ثائر بتسمع دبة النملة"
ثائر:"مش موضوعنا دلوقتى انطقى يا وتين امتى طلب منك البنى ادم ده انه يتجوزك"
وتين:"فى الفترة اللى كنت انت مسافر فيها انت ورمزى وكنت بروح انا ومريم النادى فقابلنا هناك وطلب منى كده بس قولتله ان مينفعش ان اتجوزه وان عندى ظروف تمنعى اتجوز على اساس العقد اللى كان بينى وبينك"
ثائر:"هو لو مكانش فى عقد وكان ليكى مطلق الحرية انك تسبينى كنتى هتسبينى يا وتين"
وتين:"مستحيل دا انا كنت بحبك واعشقك قبل ما اكون مراتك فعايزنى لما ابقى مراتك اسيبك دا مش ممكن يحصل ابدا الا لو انا مت يا ثائر"
ثائر:'بعد الشر عليكى يا عيون ثائر متقوليش كده تانى قولتلك"
وتين:" تسلملى يا عمرى بس انت بتخاف عليا اوى كده"
ثائر:" انتى لسه مش متأكدة من كده يا وتينى ان انا بخاف عليكى من نسمة الهوا"
وتين:" وبعدين بقى يا ثائر"
ثائر بعدم فهم:" وبعدين فى ايه"
وتين:" فى حلاوتك الاوفر دى بصراحة انا قولتلك قبل كده مش هترجع الا لما تجبلى سكتة قلبية"
ثائر:" هههه دا انتى رهيبة يا وتين"
وتين:" قلب وتين بس انا مش عيزاك تغير اى حاجة فى الجناح انا عيزاه كده بنظامه الكلاسيكى ده عامل زى التحفة الفنية احنا بس نجيب هدومنا ننقلها هنا وخلاص ونعيش فى الجناح ده"
ثائر:"خلاص يا روحى زى ما انتى عاوزة دا الجناح هينور بيكى يا وتينى"
وتين:"حبيب قلبى بس مقولتليش بقى يا ثائر"
ثائر:"مقولتلكيش على ايه يا حبيبتى"
وتين:"انت حلو ليه كده مامتك كانت بتتوحم على ايه علشان تبقى قمر كده قولى علشان انا كمان عايزة ولادى يطلعوا حلوين زيك كده"
ثائر:"هههه مش عارف كانت بتتوحم على ايه الصراحة"
وتين:"يعنى انت مسألتهاش خالص قبل كده"
ثائر بحزن:'انا معشتش مع امى يا وتين"
وتين:"يعنى ايه مش فاهمة معشتش معاها ليه"
ثائر:"انا امى اتوفت وانا عندى سنتين علشان كده مش فاكرها الا من الصور بس اللى كنت بشوفها"
وتين:"علشان كده كنت دايما تتكلم عن جدتك مش والدتك"
ثائر:"لان انا معرفتش امى اللى ربتنى جدتى ورؤوف اخويا"
وتين:''طب وباباك مكنش موجود هو كمان"
ثائر:"برضه اتوفى وانا عندى ١٠ سنين واللى كمل تربيتى رؤوف اخويا علشان كده انا كنت متعلق بيه جدا كنت بحس انه ابويا مش اخويا وخصوصاً انه كان اكبر منى ب ٢٠ سنة"
وتين:''يااااه دا الفرق بينكم فى العمر كبير"
ثائر:"اللى عرفته ان امى الله يرحمها لما خلفت رؤوف تعبت بعد كده مكنش ليها تخلف تانى بس ربنا اراد بعد الفترة دى كلها انها تحمل فيها وتولدنى وبعدها بسنتين تموت علشان كده موت رؤوف كسرنى اوى يا وتين كنت هتجنن لما حصله الحادثة وراح منى بس حاولت اتماسك لان بين يوم وليلة لقيت نفسى خسرت اخويا وسابلى بنته امانة فى رقبتى وكمان الشغل حسيت ساعتها ان الدنيا اتكركبت على دماغى فعلشان كده مكنتش بحكم قلبى فى حاجة ابدا عقلى هو بس اللى كان شغال"
وتين:"الله يرحمه يعنى انت كمان اتحرمت من باباك ومامتك وانت صغير زى حالاتى يعنى بس يمكن انت حظك كان كويس ان اخوك وجدتك كانوا لسه معاك لكن انا عشت فى الدنيا دى وحيدة بالرغم من ان كنت عايشة مع ناس بس كنت لوحدى وياريتهم كانوا بيسبونى فى حالى بس انت ربنا بعتك ليا بقيت انت دنيتى الجديدة بقيت عمرى وحياتى اللى جاية يا ثائر"
ثائر:" وانتى يا وتين مش هتتخيلى انتى بقيتى عندى ايه دا انا ساعات بحس انك بنتى اللى لازم ادلعها ومرفضش ليها طلب حاسس انك اتخلقتى وربنا وجدك فى الدنيا دى علشانى انا علشان تبقى انتى حبيبتى ومراتى وام ولادى وحضنى يبقى بيتك وأمانك"
وتين بعشق:" انا جنتى فى الدنيا بقت وجودى بين ايديك يا حبيبى"
ضمها اليه بحنان قبل رأسها دفنت وجهها فى عنقه تستلذ باستنشاق رائحه عطره المميز الذى تعشقه كعشقها لصاحبه ملأت رئتيها من تلك الراحة ارتسمت ابتسامة جميلة على ثغرها أغمضت عينيها تريد ان تذهب إلى عالم احلامها الساحر الذى سيظل معشوقها هو المسيطر على هذا العالم دائما وابدا
*"*"*
وجد نفسه يذهب إلى تلك المدرسة فى موعد مبكر عن ميعاد ذهابه لاخذ ابنه ولا يعلم لماذا جاء باكراً هل ليعتذر عن ما حدث منه يوم ان رأها او ماذا رأها تقترب وطفله ممسك بيدها يبتسم ابتسامة عريضة فهو لا يرى ابنه يبتسم بهذا الشكل الا نادراً اقترب طفله منه وهو يهتف به
فادى:"بابا انا جيت اهو"
علاء:''اهلا يا حبيبى ازيك يا ميس هيام"
هيام:"الحمد لله عن اذنكم"
علاء:"ثوانى بس يا ميس هيام ممكن دقيقة"
هيام:"خير حضرتك فى حاجة"
علاء:'انا كنت عايز بس اعتذر عن سوء التفاهم اللى حصل وان انا عليت صوتى ساعتها واتنرفزت عليكى وكلمتك باسلوب مش كويس"
هيام بابتسامة:"حصل خير يا باشمهندس علاء"
علاء:"اتمنى متكونيش مضايقة او زعلانى منى"
هيام:'لا ابدا خلاص مفيش حاجة المهم خلى بالك من فادى''
علاء:"ان شاء الله هو بيحبك اوى على فكرة"
فادى:"ايوة يا ميس هيام انا بحبك اوى"
هيام:"وانا كمان بحبك يا فادى خالص خالص يلا بقى علشان تروح مع بابا"
فادى:''ماشى يلا يا بابا بابا"
ولكن والده كان لا ينتبه لنداءه فهو لا يعلم لماذا ينظر اليها هكذا حتى هى لاحظت نظرته اليها
فادى:''بابا يلا نمشى بقى علشان نروح"
علاء:''ها ماشى يا حبيبى عن اذنك يا ميس هيام"
هيام:"اتفضل ومع السلامة"
علاء:''الله يسلمك"
استقل سيارته هو وابنه متجهين الى منزلهم وعادت هى الاخرى الى منزلها فتحت الباب دلفت الى الشقة ولكنها تلاحظ حالة سكون فى المنزل دلفت الى غرفة والدتها وجدتها نائمة اقتربت منها بهدوء
هيام:''ماما ماما انا جيت يا حبيبتى"
افاقت "عايدة" من نومها على صوت ابنتها تناديها ساعدتها "هيام" لتعتدل فى جلستها فهى تتحسن كثيرا كل يوم عن اليوم السابق
هيام:'عاملة ايه يا ماما دلوقتى"
عايدة:"الحمد لله نحمد ربنا يا هيام"
هيام:"البيت هادى ليه كده امال أميرة راحت فين"
عايدة:" أميرة راحت تزور ابوها كان تعبان شوية وزمانها جاية وسمير لسه مرجعش من الشغل"
هيام:"طب انتى كلتى ولا اقوم اجهزلك الاكل علشان تاكلى"
عايدة:" انا أكلت يا حبيبتى اميرة جابتلى الاكل والدوا قبل ما تنزل"
هيام:"اصيلة أميرة والله كتر خيرها"
عايدة:'ربنا يباركلها ويقومها بالسلامة ان شاء الله"
هيام:"اللهم امين يارب العالمين"
عايدة:"عملتى ايه فى المدرسة النهاردة"
هيام:'الحمد لله تمام الوقت اللى بقضيه مع الاطفال دول بينسينى كل حاجة مع انهم مشاغبين بس عسلات "
عايدة:'لسه مش عايزة تتجوزى برضه يا هيام هتفضلى ترفضى كده كتير"
هيام:"خلاص بقى انا جربت نصيبى مرة ومش مستعدة اجربه مرة تانية يا ماما كفاية البهدلة اللى حصلتلى"
عايدة:" انسى بقى يا بنتى ثم انتى لسه صغيرة يا هيام هتدفنى عمرك وشبابك كده من غير جواز"
هيام:'مش عايزة اعيش تجارب تانية كفاية عليا اللى حصلى يا ماما"
عايدة:" خلاص يا بنتى اللى حصل حصل الدنيا مبتقفش على حال يا هيام الدنيا كده يوم حلو ويوم مر"
هيام:"المهم خلينا فى صحتك دلوقتى يا ماما العلاج جايب معاكى نتيجة حاسة بتحسن"
عايدة:"الحمد لله احسن ابتديت اتحرك شوية عن الاول"
هيام:"ربنا يشفيكى يا ماما هقوم انا اغير هدومى واصلى ماشى"
عايدة:"ماشى يا حبيبتى"
ذهبت الى غرفتها ابدلت ملابسها توضأت بسطت سجادة الصلاة امامها بدأت صلاتها بخشوع ودموع لعل الله يغفر لها ما اذنبته فى أيامها السابقة
*"*"*
"فى الصباح"...استيقظ "رمزى" من نومه قام من على السرير قاصدا الحمام لاخذ حمام سريع ليخرج يصلى ويرتدى ملابسه ويذهب الى عمله سمعت "مريم" صوت حركة فى الغرفة فتحت عينيها بابتسامة
مريم:"صباح الخير يا حبيبى"
رمزى:"صباح النور والسرور والهنا على حبيبة قلبى انا"
مريم:"مصحتنيش ليه يا رمزى"
رمزى:"انتى عندك محاضرات النهاردة فى الكلية"
مريم:"ايوة عندى ٣ محاضرات كمان"
رمزى:"لو مش قادرة تروحى بلاش يا حبيبتى ارتاحى بلاها محاضرات"
مريم:"ياسلام على جوزى الحلو ده اللى بيوذنى على الفشل وبيورينى طريقه منين يا ناس"
رمزى بمزاح:"امال ايه لو مكنتش انا نبراس فى طريق فشل مراتى هيكون مين يعنى"
مريم:"هههههه ماشى يا نبراسى لما اقوم خلينى اجهز علشان اروح لوتين ونروح الكلية"
رمزى:"يا حلاوتكم وانتوا الاتتين كده ماشيين ببطنكم قدامكم"
مريم:"دا انت تحس ان احنا نفسنا بقى قصير اوى من محاضرة نبقى هنفيص بس يمكن انا الموضوع هين شوية علشان لسه حملى فى الشهور الاولى لكن وتين بتصعب عليا دى بقت على آخرها"
رمزى:"ربنا معاكم كلها كام شهر وتخلصوا خالص ان شاء الله"
مريم:'ان شاء الله ادعيلى يا حبيبى"
رمزى:"بدعيلك من غير ما تقولى انا عندى كام مريومة يعنى"
مريم:'ماشى يا روح مريومة"
بعد ان انتهوا من تجهيز انفسهم وتناولهم طعام الإفطار اتجهوا الى منزل "ثائر" وجدوا ايضا "ثائر" و"وتين" فى انتظارهم ليذهب "ثائر" و"رمزى" الى الشركة وتذهب "وتين" و"مريم" الى الكلية
رمزى:" انا جيت يا بشر انا جيت نورت البيت"
ثائر:"قصدك ضلمته وحياتك وقطعت عنا الهوا"
مريم:" صباح الخير يا عمو"
ثائر:" صباح النور ياحبية عمو عاملة ايه النهاردة"
مريم:" الحمد لله تمام"
ثائر:" الحمل تاعبك ولا حاجة"
مريم:" لاء الحمد لله امورى تمام"
ثائر:" الحمد لله والرخم ده واخد باله منك ولا شاطر بس فى طولة اللسان"
رمزى:" ايه الصباح ده على الصبح بقى اصطبح وقول يا صبح يا ثائر"
ثائر:"يلا يا ننوس عين اهلك خلينا نمشى على شغلنا ونشوف ورانا ايه"
رمزى:"ننوس عين اهلى! هو ليه حاسس ان دى شتيمة يا ثائر انتى بتشتمنى"
ثائر:"بجد يا رمزى ازاى الكلام ده انا اقدر اشتمك بلاش تهيؤات على الصبح"
وتين:"يلا يا مريم علشان هم هيبتدوا وصله الخناق بتاعتهم بتاعة كل يوم واحنا هنتأخر كده هم لما يخلصوا هيمشوا لوحدهم"
مريم:"على رأيك يلا بينا سلام يا حبيبى سلام يا عمو"
رمزى:'مع السلامة يا حبيبتى"
ثائر.:"مع السلامة يا حبيبتى خدوا بالكم من نفسكم"
وتين:'ان شاء الله سلام"
ثائر:"مع مليون سلامة يا حبايبى"
خرجت "وتين" و"مريم" يتبعهم "ثائر" و"رمزى" واتجه كل منهم لوجهته
*"*'*
يسير بالشارع ممسكاً يدها بيده تبتسم ابتسامة جميلة فهو كم يشعر بالسعادة بانها اصبحت زوجته فهى فتاة جميلة قلباً وقالباً اراد ان يخرج ليتنزهوا قليلا
اسامة:" تحبى تروحى فين يا حبيبتى"
دينا:"اى مكان يا حبيبى طالما معاك هيبقى حلو"
اسامة:''يا سلام على الكلام الحلو كان فين ده كله من زمان"
دينا:"كان جوا قلبى ولما بقيت جوزى وانا مراتك فخلاص كل اللى فى قلبى هيطلع من غير حرج او كسوف او خوف"
أسامة:"انا ساعات بسأل نفسى انا ازاى ما كنتش واخد بالى منك او ان انتى اللى هتبقى نصيبى قريبة منى ومعرفش او ان هييجى عليا يوم وانا وانتى يا دينا نتجوز"
دينا:"ههههه احنا واحنا صغيرين كنا مقطعين بعض ضرب مكناش نجتمع فى مكان الا وقامت خناقة ومامتى ومامتك يفضوا الخناقة بأعجوبة"
اسامة:"انتى كنتى فظيعة لما تدخلى تلعبى فى اوضتى وتبهدليلى الحاجة وانا انادى على ماما تقولى سيبها يا حبيبى دى صغيرة مش عارفة حاجة سيبها تلعب براحتها"
دينا:"اه كنت تيجى من وراها وتشد فى شعرى وتضربنى يا متوحش هههه"
اسامة:"اهو المتوحش دلوقتى بيحبك اوى وبيموت فيكى كمان"
دينا:"وانا كمان بحبه اوى وبموت فيه ممكن عصير مانجا يا اسامة"
اسامة:"ايه التحول الجذرى اللى فى الحوار ده من بحبك لعصير مانجا يا أسامة
دينا:"انت عارف ان انا بحب عصير المانجا او بعشق المانجا بمعنى اصح"
اسامة:"فى مانجا بتعشق مانجا يا مانجا انتى"
دينا بخجل:'يلا بينا بقى هاتلى عصير مانجا بسرعة"
اسامة:"حاضر ياستى متزقيش هجبلك حاضر وهجبلك مانجا سليمة كده ناكلها فى البيت بقى ونبهدك هدومنا وتبقى ليلة يالهوووى بقى واحنا بناكل المانجا كده"
دينا:"ماشى انا موافقة بسرعة بقى هاتلنا خمسة ستة كيلو مانجا كده ههههه"
اسامة:" ههههه بس كده من عنيا الاتنين يا حبيبتى"
دينا:"تسلملى عينك ياحبيبى"
اشترى لها ما تريد رآها تشرب العصير باستمتاع ابتسم لها فهو يشعر بالسعادة لانه استطاع ان يرسم على شفتيها تلك الابتسامة الجميلة
*"*"*
"فى الشركة"يراجع اوراق تلك الصفقة التى من المفترض ان يعقدها مع عملاء للشركة دلف "رمزى" المكتب بيده العقود النهائية لتلك الصفقة
رمزى:"العقود النهائية للصفقة اهى يا ثائر"
ثائر:'ماشى تمام المفروض العقود تتوقع كده"
رمزى:" تمام وانت هتسافر امتى بقى يا ثائر"
ثائر باستغراب:''اسافر فين يا رمزى"
رمزى:''لا يا راجل هتسافر علشان تعقد الصفقة انت ناسى انك لازم تسافر ولا ايه"
ثائر:"انا والله ناسى الموضوع ده خالص"
رمزى:''سلامة عقلك يا اخويا مالك ايه اللى شاغل بالك اوى كده ومش مخليك مركز "
ثائر:"عقلى مشغول على وتين يا رمزى"
رمزى:"ليه مالها وتين فيها ايه"
ثائر:"اليومين دول الحمل تاعبها بس هى بتكابر وبتبين انها مفيهاش حاجة بس انا حاسس بيها"
رمزى:'ما طبيعى تتعب مش حامل فى٣ تؤام يعنى الله يكون فى عونها "
ثائر:"وكمان بتروح الكلية وبتذاكر وانا خايف عليها من ده كله والضغط اللى هى فيه خايف يجرالها حاجة"
رمزى:"طب هتعمل ايه يعنى فى الصفقة هتلغيها ولا هتعمل ايه"
ثائر:"مش عارف بس العرض بتاعهم كويس وفى نفس الوقت خايف اسافر واسيب وتين وتتعب وانا مش جمبها"
رمزى:"ماهى مريم والدادة هيبقوا معاها"
ثائر:"على اساس مريم هى كمان مش حامل وعايزة اللى ياخد باله منها هى كمان"
رمزى:"اه وبعدين فى الحيرة دى نقفل الشركة ونقعد جمبهم يعنى ولا نعمل ايه"
ثائر:"كاتك نيلة فى فالك يا اخى ايه الفال ده فال الله ولا فالك''
رمزى:"امال عايزنى اقولك ايه انتى جننتنى معاك يا اخى"
ثائر:"سيبنى بس اطمن على وتين وهقولك قرارى الاخير"
رمزى:"بس بسرعة يا ثائر العرض مش هيفضل مستنى كتير"
ثائر:"ربنا يسهل قوم بينا يلا نروح"
رمزى:"يلا بينا يا غجرى"
ثائر:" انت مش ناوى تحترم نفسك بقى ياض انت ولا ايه"
رمزى:" واحترم نفسى ليه قولت حاجة غلط ولا مش فيك ما انت فعلا غجرى"
ثائر:" عارف يا رمزى"
رمزى:" لاء مش عارف"
ثائر:" تصدق بالله محدش معصبنى ورافعلى ضغطى غير خفة دم اهلك دى"
رمزى:" ياض انت انت تعرف تعيش من غير خفة دمى دى اللى بتخلى اليوم يعدى حلو كده"
ثائر:" ما يشكر فى نفسه الا إبليس يلا بينا"
رمزى:" اخرتها بقيت إبليس"
ثائر:" يلا بقى يا بنى يخرب بيت رغيك"
انصرفوا من الشركة عائدين الى المنزل وصلوا الى المنزل اخذ "رمزى" "مريم" وانصرف الى منزله بعد انتهاء "وتين" و"ثائر" من تناول العشاء لاحظت "وتين" ان "ثائر" شاردا فهذه ليست عادته عندما تكون برفقته
وتين:"مالك يا حبيبى فى ايه"
ثائر:"سلامتك يا روحى مفيش حاجة انا كويس"
وتين:'امال مالك كده سرحان ومهموم فى حاجة حصلت"
ثائر:"فى صفقة لازم اسافر علشان اخلصها بس مش عايز اسيبك واسافر وانتى كده"
وتين:"وعايز تعطل شغلك ليه يا حبيبى"
ثائر:"خايف اسيبك وانتى اليومين دول باين عليكى تعبانة من الحمل جامد"
وتين:"حبيبى انا كويسة والدكتورة قالتلى كل امورى تمام مفيش داعى لقلقك ده ده طبيعى علشان انا خلاص فى شهور الحمل الأخيرة يعنى ولادك بيستعدوا علشان فاضل شهر ويشرفوا بالسلامة"
ثائر:"بس انتى يا قلبى مش بتاكلى كويس وبتروحى الكلية وبتذاكرى حاسس انك مضغوطة جامد"
وتين بمزاح:" انا مش باكل كويس ! دا انا مشطبة على حلل البيت حلة حلة ازاى بقى مش باكل كويس يا حبيبى"
ثائر:"انتى بتهزرى يا وتين فين الاكل اللى بتاكليه ده"
وتين:"حبيبى والله انا كويسة المهم انتى متعطلش شغلك ثم انت هتسافر كتير يعنى علشان يبقى بالك مشغول كده"
ثائر:" هسافر اسبوعين بحالهم"
وتين:"ولو أنهم كتير اوى الاسبوعين دول بس ده يا حبيبى شغلك ومش لازم تعطله"
ثائر:"مفيش حاجة عندى اهم منكم انتوا"
أردف كلماته وضع يده على بطنها شعرت بحركة اطفاله تحت يده فابتسم لها
ثائر:"دول بيتحركوا تحت ايدى يا وتين"
وتين:''بيقولولك متعطلش شغلك يا بابا واحنا هناخد بالنا من ماما على ما ترجع بالسلامة ان شاء الله"
ثائر:"انتوا حبايب قلب بابا وروح بابا واهم حاجة عند بابا"
وتين:"ربنا ما يحرمناش منك ابدا يا حبيبى"
بالرغم من انها لا تريده ان يبتعد عنها ولكنها لا يمكن ان تكون انانية وتفضل نفسها وتجعله يهمل عمله من أجلها
*"*"*
اتفق مع طفله ان لا يخرج من فصله الا وهو ممسك بيد "هيام" فهو اعتاد على رؤيتها كل يوم عندما يحين موعده لاخذ طفله الى المنزل رأها تقترب مع طفله ابتسم لهم خفضت نظرها لا تعرف لماذا اصبحت رؤيته وابتسامته تسبب لها الخجل وتجعل وجهها يزداد احمراره أكثر"
هيام:"السلام عليكم يا باشمهندس علاء"
علاء:"وعليكم السلام ازيك يا ميس هيام"
هيام:"الحمد لله نحمد ربنا اتفضل فادى اهو يلا يا فادى باى "
فادى:''سلام يا ميس هيام"
هيام بابتسامة:" مع السلامة يا فادى وذاكر كويس ماشى يا فادى"
فادى:" حاضر هذاكر كويس يا ميس هيام"
هيام:" شطور يا فادى عن اذنكم"
حاولت الانصراف ولكنه اوقفها بصوته الذى يرجوها ان تظل مكانها فهو يريد التحدث معها بشأن امر هام.
علاء:"لو سمحتى يا ميس هيام ممكن اتكلم معاكى شوية"
هيام:"خير يا باشمهندس علاء اتفضل"
علاء بتوتر:"هو والله الموضوع بخصوص ان كنت عايز"
هيام:'خير حضرتك عايز منى حاجة بخصوص فادى"
علاء:"هو والله الموضوع موضوع جواز"
هيام باستغراب:"جواز! جواز مين"
علاء:"الصراحة كده انا معجب بيكى وحابب ارتبط بيكى قولتى ايه "
هيام بدهشة:"حضرتك بتقول ايه"
علاء:"اللى سمعتيه يا ميس هيام انا بجد حابب ارتبط بيكى"
هيام:"بس حضرتك متعرفنيش ولا تعرف اى حاجة عنى"
علاء:''ما انتى ممكن تقوليلى عنوان بيتكم واجى اتقدملك رسمى وساعتها هنتعرف"
هيام:"الصراحة يا باشمهندس علاء فى حاجة حصلت ليا عقدتنى من فكرة الجواز عموما"
علاء:"خير حاجة ايه دى ممكن اعرفها"
هيام:'انا هحكيلك علشان تعرف تحكم عقلك كويس وتشوف اذا بعد اللى هتسمعه هيبقى لسه عندك الرغبة انك ترتبط بيا او لاء"
علاء:" اتفضلى قولى انا سامعك قولى كل اللى عندك"
قصت عليه "هيام" قصتها منذ بداية تغرير" يحيى" بها الى يومها الحالى فلم ترى فى وجهه اى تعبير فتعبيرات وجهه هادئة للغاية ولا تنم عن اى شئ
هيام:"هى دى كل حكايتى يا باشمهندس علاء لسه برضه حابب ترتبط بيا''
علاء بابتسامة:"ايوة لسه حابب ارتبط بيكى"
هيام:" حتى بعد اللى سمعته منى لسه عايز تكمل فى الموضوع''
علاء:"انتى كان فى امكانك اوى متقوليش حاجة وان كان كفاية تقولى انك متجوزة واطلقتى لكن تحكيلى كل حاجة حصلت معاكى فده اكدلى انك مش حابة تغشينى او تضحكى عليا لان مش سهل على اى واحدة انها تحكى ماضيها كده لواحد قالها انه عايز يرتبط بيها"
هيام:"علشان انا مش حابة اغش حد"
علاء:"وانا لسه عند كلامى لو انتى موافقة انا هاجى اقابل اهلك واتقدملك بشكل رسمى"
هيام:"ممكن تدينى فرصة افكر وبعدين ارد عليك"
علاء:"خدى الوقت اللى انتى محتاجاه كله وفكرى براحتك وابقى ردى عليا عن اذنك"
هيام:" ان شاء الله مع السلامة "
علاء:"الله يسلمك"
اخذ سيارته وطفله متجه الى منزله بينما "هيام" كانت مازالت واقفة مكانها لا تعلم لماذا وافقت على اعطاءه وعد بالتفكير؟ فهى كانت عاقدة العزم على عدم تكرار فكرة الزواج وستظل بدون زواج لا تعلم الآن لماذا تشعر بانها تريد ان تتخلى عن وعدها هذا ؟عادت الى منزلها بعد ان ارتدت ملابسها وادت فرضها جلست على السرير تفكر فيما حدث لم تنتبه لزوجة اخيها التى دلفت الى غرفتها
أميرة:"مالك يا هيام قاعدة سرحانة لية كده بكلمك مش بتردى"
هيام:"ها مفيش حاجة يا اميرة خير كنتى عايزة حاجة ولا ايه"
أميرة:'لاء بجد فى ايه باين على وشك ان فى حاجة يلا قولى فى ايه قرى واعترفى"
هيام:" هو الصراحة النهاردة فى واحد طلب منى انه عايز يتجوزنى"
أميرة:" طب كويس مين ده حد نعرفه"
هيام:" لاء دا يبقى ابو طفل عندى فى الفصل مراته اتوفت وسابتله ابن اسمه فادى"
أميرة:"ها وانتى حاسة ايه من ناحية الموضوع مرتاحة مش مرتاحة احساسك ايه يعنى لما طلب منك الجواز"
هيام:"ابقى بكدب عليكى لو قلت مش مرتاحة بس فى نفس الوقت مش عايزة اكرر المأساة اللى حصلت فى حياتى تانى"
اميرة:"دى كانت صفحة واتقفلت خلاص يا هيام بصى لقدام فكرى فى بكرة انتى لسه صغيرة والحياة قدامك "
هيام:" انتى هتتكلمى زى ماما"
أميرة:" ماهى هى دى الحقيقة هو انتى عندك كام سنة يعنى دول كلهم ٢٣ سنة يعنى انتى فى بداية شبابك"
هيام:"مش عارفة محتارة يا اميرة مش عارفة اخد قرار حاسة كأنى تايهة او مترددة مش عارفة ارسى على بر"
أميرة:"احسن حاجة تصلى صلاة الاستخارة وربنا اللى هيدلك على الخير والصح وما خاب من استخار"
هيام:"خلاص هصلى صلاة اسخارة واللى فيه الخير يقدمه ربنا ان شاء الله"
أميرة:"ربنا يوفقك ان شاء الله ويكتب لك الخير والصالح"
هيام بابتسامة:'تسلملى يا أميرة"
أميرة:"طب يلا بينا نتغدا بقى الكلام خدنا ونسيت الاكل"
هيام:" ماشى يلا بينا بس متقوليش الكلام ده لماما وسمير الا لما اصلى واخد قرار ماشى يا أميرة"
أميرة:" ماشى يا ستى سرك فى بير"
خرجوا من الغرفة لتناول الطعام واتخذت" هيام" قرارها بأنها ستستخير الله فى هذا الشأن وما يريده الله سيكون
*"*"*
كانت الليلة التى تسبق سفره تحاول ان تدارى حزنها انه سيغيب عنها لمدة اسبوعين ولكنها حاولت رسم ابتسامة على شفتيها رغم الحزن الذى يسكن بعينيها لذلك لا تجعله ينظر الى عينيها مباشرة فهى تزوغ بنظراتها من نظراته المتفحصة لها لا حظ ذلك اقترب منها يثبت وجهها بيده يرفعه اليه ولكنها تخفض نظرها فرت دموعها على وجهها
ثائر:"مالك يا قلبى مش راضية تبوصيلى ليه وبتعيطى ليه كده"
وتين بنبرة صوت مهزوزة:"لاء يا حبيبتى انا مبعيطش ولا حاجة"
ثائر:''باين على صوتك يا قلبى خلاص لو مش عيزانى اسافر خلاص هلغى سفرى وبلاها الصفقة دى"
وتين:''لاء يا حبيبى متعطلش شغلك بسببى بس انت هتوحشنى اوى يا ثائر علشان كده انا مضايقة"
ثائر:"وانتى كمان يا وتينى هتوحشينى أوى أوى"
وتين:"تروح وترجع بالسلامة يا حبيبى ان شاء الله"
ثائر:"تسلميلى يا حبيبة قلبى مش عايز اشوف دموعك يا وتين بلاش دموعك انتى قلبى مبيستحملهاش بحس انه بيوجعنى"
وتين:"بعد الشر على قلبك يا حبيبى من الوجع"
ثائر:"خلاص بقى عايز اشوف البسمة الحلوة بتاعتك ولمعة عينيكى الجميلة دى"
وضعت رأسها على صدره ويديها حوله تحاول ان تهدئ من انفعالها بالبكاء قبض عليها بين أحضانه فهو أيضاً حزين بسبب فراقها طوال المدة التى سيغيبها عنها وعن المنزل فهو يريد ملأ عينيه من رؤيتها لتظل ذكراها حية بداخله حتى يعود اليها رقدت بين أحضانه يجافيها النوم كأنها تخشى ان تغفو وتستيقظ تجده قد ذهب كلما تذكرت ذلك تجد نفسها تنكمش فى أحضانه أكثر كأنها طفلة صغيرة ستحرم من الدفء والحنان والعطف الفترة القادمة كانت ذراعيه تهدهدها بعشق ومحبة فهو يعلم ما تشعر به الآن حاول ان يهدئ من حزنها
ثائر:" انتى نمتى يا حبيبتى"
وتين:" لاء لسه مش عارفة انام النوم طار من عينى"
ثائر:" احكيلك حدوتة علشان تنامى"
وتين بابتسامة:" بس انا اللى كنت بحكيلك حواديت"
ثائر:" خلينى انا المرة دى احكيلك الحدوتة علشان تنامى"
وتين:" هتحكيلى حدوتة إيه"
ثائر:" هحكيلك من الحواديت اللى كانت جدتى بتحكيهالى وانا صغير"
وتين:" خلاص ماشى احكيلى"
ظل يقص عليها تلك الحكايات التى كانت تخبره بها جدته وهو صغير لاحظ انها اغمضت عينيها وسكنت بين أحضانه ولكن هناك اثار دموع عالقة بعينيها مد يد لمسح تلك الدموع مقربها أكثر منه ليشعر بها قريبة من قلبه فهو سيحرم من قربها الفترة القادمة اشرقت شمس اليوم الجديد وجدته انتهى من تجهيز نفسه وقفت امامه لا تعرف ماذا تفعل؟ وجدت نفسها تقترب منه تحاول رسمه ابتسامة على شفتيها
وتين:'تروح وترجع بالسلامة يا حبيبى ان شاء الله"
ثائر:"الله يسلمك يا قلبى خلى بالك من نفسك ماشى يا روحى"
وتين:''ان شاء الله يا حبيبى وانت كمان خلى بالك من نفسك وحاول ترجع بسرعة يا ثائر"
ثائر:"ان شاء الله يا وتينى هحاول اخلص بسرعة وارجع على طول يا حبيبتى "
اقترب منها يعانقها عناق الوداع وجدها تتمسك به اكثر لا تريد افلاته فهى تزيد الموقف عليه صعوبة فهو يضبط اعصابة باعجوبة فهو لا يريد ان يتركها ويغادر ابتعدت عنه على مضض قبل ان تنجرف فى موجة بكاء رأته يخرج من المنزل كأنه غادر وبرفقته روحها فبعد ان انطلق بسيارته لم تمنع نفسها من ذرف الدموع فظلت تبكى بقوة وكلما حاولت تهدئة نفسها يزداد بكاءها اكثر فهى فى حملها اصبحت حساسة جدا لا تحتمل اى موقف يحدث معها سواء حزينا او سعيدا لاحظت دخول" مريم" فحالها لا يفرق عنها فهى ايضا حزينة لفراق زوجها دخلت الى المنزل تتبعها "حسنية"
حسنية:'استهدوا بالله وبطلوا عياط وادعولهم يرجعوا بالسلامة ايه المناحة اللى انتوا عاملينها دى"
مريم:"ربنا يجبهم بالسلامة ان شاء الله بس يا دادة الفراق صعب"
حسنية:" عارفة يا حبيبتى ان الفراق صعب بس اهدوا وبطلوا عياط تعالوا يلا اعملكم حاجة تاكلوها انتوا حوامل ولازم تتغذوا كويس يلا يا وتين"
وتين:"ها بتقولى حاجة يا دادة"
حسنية:"بقول يلا ادخلوا اعملكم حاجة تاكلوها يا حبايبى"
وتين:"مليش نفس اكل يا دادة"
مريم:"ولا انا كمان ليا نفس أكل انا عايزة اعيط وخلاص"
حسنية:"مينفعش كده انتوا لازم تاكلوا كويس ومش عايزة كلام انتوا امانة فى رقبتى"
امام إلحاحها دخلت "مريم" و"وتين" لتناول الطعام بالرغم من عدم رغبتهم فى تناول اى شئ او فعل اى شئ
*"*"*
استيقظت من نومها ارتدت ملابسها وذهبت الى المدرسة كعادتها بدأت الشرح للاطفال ولكن أحياناً تشرد فيما سيحدث اليوم فاليوم ستخبر علاء بقرارها بشأن زواجها منه حاولت التركيز حتى انتهى اليوم الدراسى اخذت فادى لتوصله الى والده كما اعتاد منها ان تفعل فى تلك الآونة الأخيرة وجدته ينتظرهم أمام سيارته كعادته يبتسم لهم فخفضت نظرها كالعادة
هيام:"السلام عليكم يا باشمهندس علاء"
علاء:"وعليكم السلام ازيك يا ميس هيام اخبارك ايه"
هيام:"الحمد لله نحمد ربنا"
علاء:"انتى فكرتى فى كلامى واخدتى قرارك ولا لسه بتفكرى"
هيام:" لا خلاص اخدت قرارى"
علاء:" ها وقررتى ايه ان شاء الله"
هيام:" هو الصراحة قرارى ان انا .........
*"*"*

البارت الثلاثون والاخيييير
حاولت التركيز حتى انتهى اليوم الدراسى اخذت فادى لتوصله الى والده كما اعتاد منها ان تفعل فى تلك الآونة الأخيرة وجدته ينتظرهم أمام سيارته كعادته يبتسم لهم فخفضت نظرها كالعادة
هيام:"السلام عليكم يا باشمهندس علاء"
علاء:"وعليكم السلام ازيك يا ميس هيام اخبارك ايه"
هيام:"الحمد لله نحمد ربنا"
علاء:"انتى فكرتى فى كلامى واخدتى قرارك ولا لسه بتفكرى"
هيام:" لا خلاص اخدت قرارى"
علاء:" ها وقررتى ايه ان شاء الله"
هيام:" هو الصراحة قرارى ان انا انا يعنى"
علاء:" انتى يعنى ايه مالك مترددة كده قولى على طول يا ميس هيام انتى موافقة ولا لاء"
هيام بخجل:" انا موافقة يا باشمهندس علاء"
علاء بابتسامة:" تمام حضرتك تقولى لاهلك وانا ان شاء الله اجى اتقدملك رسمى"
هيام:" ان شاء الله عن اذنكم"
انصرفت سريعا وهى تشعر بالخجل الشديد فهى كأنها اول مرة فى حياتها تختبر ذلك الاحساس نظر لاثرها بابتسامة على تصرفها اخذ طفله واستقل سيارته مغادرا بانتظار اخبارها له بموافقة اهلها على مقابلته.عادت الى المنزل بشعور من الفرح قابلتها زوجة اخيها رأت الابتسامة على وجهها فعلمت انها ربما تكون وافقت على عرض الزواج
أميرة:" ها يا هيام عملتى ايه"
هيام:" قولتلة ان انا موافقة وقالى اكلمكم علشان ييجى يتقدملى رسمى"
أميرة:" الف مبروك يا هيام ربنا يتمم بخير"
هيام:" الله يبارك فيكى وتقومى بالسلامة ان شاء الله"
أميرة:" تسلمى يارب يلا زمان سمير راجع من الشغل ونقوله ونشوف هيقول ايه"
هيام:" ان شاء الله انا هدخل اغير هدومى ماشى"
أميرة:" ماشى وانا هحضر الأكل"
هيام؛'' لاء متتعبيش نفسك انا هغير وحضر الاكل"
ابتسمت لها زوجة اخيها فمن يراها الان لا يصدق ان هذه الفتاة هى هيام التى كانت لا تكف عن التذمر من الاعمال المنزلية فهى الآن تساعد زوجة اخيها بدون ان تفعل ما كانت تفعل سابقاً انتهوا من تحضير الطعام وصل سمير الى المنزل
سمير:" السلام عليكم"
أميرة وهيام:" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته"
سمير:" امى اخبارها ايه دلوقتى''
أميرة:" الحمد لله كويسة صحتها بتتحسن كل يوم عن الأول"
سمير:" طب الحمد لله جهزى الاكل على ما اغير هدومى"
أميرة:" حاضر يا حبيبى"
هيام:" سمير فى موضوع كنت عايزة اكلمك فيه"
سمير:" خير يا هيام فى ايه"
هيام:" خير ان شاء الله بس غير هدومك وهنتكلم"
سمير:" ماشى"
ذهب سمير الى غرفته وهو يفكر فى ماهو الموضوع الذى تريد أخته اخباره به فهو يتمنى ان لا يكون حدث شئ اخر يعكر صفو هذا الاستقرار الذى بدأو بالشعور به بعد ان انتهى كانوا جالسين على السفرة وهيام مترددة فى اخبارة اخيها ولكن نظرت لها اميرة نظرة تشجيع
سمير:" ها يا هيام كنتى عيزانى فى ايه"
هيام بتوتر:" هو الصراحة يا سمير ان فى عريس متقدملى"
سمير:" يبقى مين العريس ده"
هيام:" هو ابو طفل عندى فى الفصل"
سمير:" انتى عايزة تتجوزى واحد متجوز"
هيام:" لاء انتى فهمتنى غلط هو مش متجوز هو ارمل مراته ماتت وسابت له طفل"
سمير:" وهو كبير ولا صغير وبيشتغل ايه"
هيام:" هو مهندس وعنده ٣١ سنة"
سمير:" خلاص ييجى ونشوفه وابقى اقولك رأى "
هيام:" خلاص ماشى ان شاء الله"
*"*"*
يهاتفها يومياً لسماع صوتها ورؤيتها ولكن بعد ان تنتهى المكالمة يشعر بالقلق اكثر عليها فنبرة صوتها تدل على انها ربما تشعر بوجع او الم من الحمل فأحيانا يأنب نفسه على تركها فى هذه الحالة لاحظ رمزى ذلك حاول التخفيف عنه فهو ايضا قلق بشأن زوجته هو الآخر
رمزى:" خلاص اهدى يا ثائر بقى جننتى معاك يا شيخ"
ثائر:" باريتنى ما سافرت وسبتها"
رمزى:" هو انت سايبها فى الشارع يا ثائر ماهى فى البيت ومريم والدادة واخدين بالهم منها"
ثائر:" برضه مش مرتاح"
رمزى:" قوم سافرلها متقرفناش معاك"
ثائر:" قرف يقرفك يا اخى انت ايه اللى قعدك تتكام معايا قوم غور من هنا"
رمزى:" غارة تاخدك يا اخى تقعد تتكلم تتكلم والاخر عايز تطردنى شوارعى صحيح"
ثائر:"' والله لو ما انكتمت لأقوم اطلع غيظى كله فيك وساعتها هرجعك مصر بس فى تابوت"
رمزى:" بتفول عليا يا ثائر وملحقش اربى عيالى اخس عليك لا اخس عليك اخس"
ابتسم ثائر رغما عنه بسبب كلام رمزى ومزاحه الدائم الذى لا يكف عنه أبدا رأى رمزى ذلك ابتسم هو الآخر فعادتهم فى الشجار لا تتغير ابدا
ثائر:"والله انت مصيبة يا رمزى"
رمزى:" بس بتحبنى برضه يا ثائر ومتقدرش تستغنى عنى"
ثائر:" طبعا يا رمزى انت رفيق عمرى كله وانت الصاحب الجدع اللى فى وقت الشدة الاقيه"
رمزى بمزاح:" لاء انا مش واخد على الكلام الحلو ده انا بموت فى الشتيمة وبخنى"
ثائر:" ههههه يخرب بيت تقل دمك"
رمزى:" ايوة كده هو ده ثائر اللى اعرفه الغجرى اللى على حق"
ثائر:" هى الايام مش عايزة تعدى ليه كده يا ساتر حاسس كأن انا سايب البيت من سنين"
رمزى:" دا تلاقى بس علشان مراتك وحشاك ما انا حاسس كده بنت اخوك القشطة والمربى دى وحشانى اوى يا ثائر"
ثائر:" ما تحترم نفسك يا حيوان يا بجح"
رمزى:" مش هرد عليك انتى فين يا مريم"
ثائر:" قوم ياض من هنا يلا تصدق فى اللحظة دى انا كرهتك يلا من هنا''
رمزى بمزاح:" ياعم اتنيل بقى هو كل شوية تطردنى احنا من ساعة ما جينا وانت طردنى ولا ٥٠ مرة وترجع تتصل عليا اجى اقعد معاك قبل ما تنام اغلب بقى مبتشبعش طرد فيا بس تصدق انا اللى مهزق ان باجى اقعد معاك يلا تصبح على وجع بطنك يا بعيد"
ثائر:" ان شاء الله انت يلا غور روح نام"
رمزى :" انا مش عايز ادعى عليك واقولك نامت عليك حيطة بس انا مؤدب ومش هقول"
ثائر:" والله مش هتقول اما انت قولت ايه دلوقتى يا جزمة"
رمزى:" اهو انت اللى جزمة انا رايح اكلم مراتى اهى احسن من القاعدة معاك اللى تقصر العمر"
تناول ثائر فازة صغيرة من جواره كان على وشك خبطه بها الا انه فر هاربا من باب الغرفة قبل ان يقذفه بها بعد خروج رمزى فتح هاتفه اتصل على زوجته فتحت الهاتف بلهفة وشوق
وتين:" حبيبى وحشتنى"
ثائر:" انتى اكتر يا وتينى اخبارك ايه"
وتين:" الحمد لله كويسة يا حبيبى نحمد ربنا"
ثائر:" بتاكلى كويس يا قلبى"
وتين:" الحمد لله"
ثائر:" عايزك تاخدى بالك من نفسك يا حبيبتى ماشى"
وتين:" ماشى بس لسه كتير على ما ترجع يا ثائر"
ثائر:" لسه شوية يا قلبى بس اخلص وارجعلك على طول يا عمرى"
وتين:" ترجع بالسلامة ان شاء الله يا حبيبى''
ثائر:" ومريم اخبارها ايه هى كمان"
وتبن:" الحمد لله كويسة"
ثائر:" خلوا بالكم من نفسكم ماشى يا وتينى"
وتين:" ان شاء الله يا ثائر"
ظل يحدثها بعض الوقت ليطمئن على أحوالها وبالرغم من ذلك يشعر بالقلق عليها اراد الانتهاء سريعاً من اعماله حتى يعود إليها
*"*"*
بعد موافقة سمير على مقابلة علاء حضر علاء إلى المنزل بصحبة طفله لخطبة هيام تم الترحيب به
سمير:" منور يا باشمهندس علاء"
علاء:'' دا نورك انتى يا استاذ سمير انا جاى لحضرتك النهاردة علشان اطلب ايد اختك على سنة الله ورسوله واللى تؤمر بيه يا استاذ سمير انا جاهز والحمد لله"
سمير:" الأمر لله انا مش طالب غير انك تحافظ على اختى وتراعى ربنا فيها"
علاء:" وهى فى عينيا الاتنين"
سمير:" تسلم عينيك"
خرجت هيام وهى تحمل بيدها صينية المشروبات تشعر بالخجل الشديد فمن يراها لا يصدق ان هذه هى هيام وضعت الصينية من يدها وجلست على استحياء تنظر فى الأرض بعد ان رمقها علاء بابتسامة فهى كأنها لم ترى رجل يبتسم من قبل فماذا فعل بها؟
علاء:" نقرا الفاتحة بقى يا استاذ سمير"
سمير:" على خيرة الله"
فادى:" بابا هو ميس هيام هتيجى تعيش معانا"
علاء:" ان شاء الله يا حبيبى وهتبقى ماما"
فادى بفرحة طفولية:" بجد يا ميس هيام هتبقى ماما"
هيام بابتسامة:" ايوة يا حبيبى ان شاء الله"
تم قراءة الفاتحة والاتفاق على اقامة الزفاف بعد اسبوعين مع اصرار علاء باقامة حفل زفاف لها فهو علم انها لم ترتدى فستان الزفاف الأبيض فاراد ان تشعر بهذا الإحساس وان تتذوق حلاوة العرس واقامة حفل الزفاف بعد انصراف علاء وفادى الذى كان سعيدا بأنه سيصبح له أما ً كباقى أصحابه دخلت هيام غرفة والدتها التى كانت تبتسم وسعيدة لفرحتها
عايدة:" الف مبروك يا حبيبتى"
هيام:" الله يبارك فيكى يا ماما وربنا يتم شفاكى على خير"
سمير:" ان شاء الله بس علاء ده باين عليه محترم اوى انا برضه سألت عليه قبل ما ييجى والكل بيشكر فى اخلاقه"
أميرة:" وهو باين عليه الاحترام وكمان اصراره على الفرح دى حاجة حلوة منه"
هيام:" انا الصراحة مكناش عايزة فرح"
عايدة:" عايزة اشوفك بالفستان الابيض يا هيام دى اللحظة اللى كل ام بتستناها"
أميرة:" ان شاء الله يا حماتى هتشوفيها لان العريس صمم على انه يعمل فرح وطلب منها تنزل تختار فستان وانا من بكرة هننزل نشوف هى محتاجة ايه ونشتريه علشان مفيش وقت على الفرح"
سمير:" ان شاء الله بس حاسبى على الواد اللى فى بطنك بلاش تفرهديه من اولها"
سمعوا ذلك ضحكوا جميعا على كلام سمير فاخيرا ربما تعرف السعادة والفرح طريق منزلهم فكان سمير يدعو ان يتم الله هذه الفرحة بخير لكى يطمئن على اخته مع رجل يحفظها
*"*"*
حان موعد عودته الى المنزل فكان لا يطيق صبرا حتى يصل الى المنزل فهو وصل فى وقت متأخر من الليل فكأنها اصبحت عادته ان يعود لها ليلاً كزائر الليل فهو حتى لا يستطيع الانتظار للصباح فأول فرصة متاحة للعودة اليها يجد نفسه يعود غير غابئ بالوقت الذى يعود به حتى وان كان سيعود فى غيابات الليل دخل هو ورمزى المنزل فالمنزل فى حالة هدوء شديد ولما لا فالان الساعة ٣ صباحاً
رمزى:" ياااه الواحد مش مصدق انه رجع بس انت جايبنا على ملا وشنا "
ثائر:" مقدرتش اصبر استنى نيجى فى طيارة الصبح على العموم هتلاقى مريم فى اوضتها روح لها وبات هنا النهاردة بلاش تاخدها وتمشى دلوقتى"
رمزى:"مش هيجيلى قلب اصلا اخليها تصحى ونروح البيت فانا قاعد على قلبك هنا للصبح''
ثائر:" اقعد يا اخويا براحتك يلا تصبح على خير"
رمزى:" وانت من اهله يا غجرى"
ثائر:" غور يا رمزى احسن ابيتك النهاردة فى الجنينة"
رمزى ببرود :" متقدرش سلام بقى انا رايح لمراتى"
ثائر بمزاح:" تروح ما ترجع يا بعيد"
رمزى:" ههههه اهو انت يا ثائر"
دلف رمزى الى غرفة مريم اغلق الباب خلفه وجدها تغرق فى سبات عميق ظل ينظر اليها طويلاً بابتسامة عريضة جلس بجوارها طبع قبلة على وجنتها وجدها تعقد حاجبيها فابتسم على فعلتها نادى عليها بصوت منخفض
رمزى:" مريم مريومتى"
فتحت عينيها تفركها بيدها لعلها تتأكد ان ما تراه حقيقة هل هو موجود هنا الآن
مريم:"رمزى انت هنا بجد ولا دى احلام ولا ايه"
رمزى:" لاء يا حبيبتى انا رجعت وحشتينى يا مريومة"
اعتدلت فى جلستها تنظر اليه بابتسامة مشرقة اقترب منها يحتضنها
مريم بسعادة:" حمد الله على السلامة يا حبيبى"
رمزى:" الله يسلمك يا قلبى انتى عاملة ايه"
مريم:" انا الحمد لله كويسة انت وحشتنى اوى يا رمزى"
رمزى :"وانتى اكتر يا عيون رمزى"
مريم:" احنا هنروح البيت دلوقتى"
رمزى:" لاء عمك ثائر قال خلينا هنا النهاردة والصراحة الوقت متأخر فخلينا هنا حتى اشوف اوضتك دى اللى عمرى ما دخلتها قبل كده بس ايه الدباديب دى كلها يا مريم ههههه"
مريم:" لو سمحت متتريقش عليا دول اصحابى"
رمزى:" اه اهلا وسهلا تشرفنا انا رمزى جوزها تسمحولى بس اخد مراتى منكم شوية بس علشان هى وحشانى وهرجعلكم تانى"
مريم:" ههههه سلامة عقلك يا حبيبى"
رمزى:" انتى مش شايفة الدبدوب اللى هناك ده بيبصلى ازاى"
رنت صوت ضحكاتها فى الغرفة على كلام زوجها الذى اذا فاتته مزحة لن يكون اسمه رمزى وجدها تضحك اخذها فى أحضانه فهو اشتاق اليها كثيراً وهى لم تكن اقل منه اشتياقا اليه فدائما وابدا ستظل زوجته وحبيبته
دلف ثائر الى الغرفة بهدوء وجدها نائمة تاركة شعرها ينسدل على وجهها ولكنها تقلبت فى نومها فهى بسبب حملها تظل تتقلب كثيراً فبان وجهها كانت الغرفة يضيئها ضوء القمر القادم من الخارج وكأنه يغلفها بخيوطه الفضية يجعلها كأميرة هاربة من احدى القصص الخيالية كل هذا وهو يراقبها بابتسامة ذهب لتغيير ملابسه وبعد الانتهاء عاد الى الغرفة مرة أخرى جلس على السرير تمدد بجوارها مد يده يمررها على بطنها يردف بسعادة
ثائر:" وحشتوني اوى وحشتينى يا وتينى"
تسمع تلك الكلمات تظن نفسها انها فى عالم احلامها الخيالى الذى يجمعها دائما به فارتسمت ابتسامة على شفتيها ترد على كلامه وهى مغمضة العينين
وتين بنعاس:" وانت وحشتنى اوى يا حبيبى"
اردفت كلماتها وسكنت مرة أخرى ابتسم على تصرفاتها فهى تظن نفسها انها تحلم
ثائر:" وتينى"
كان يمرر يده على وجهها بحب واشتياق فهو يريدها ان تفتح عينيها ليراها فهو مغرم بلمعة عينيها التى لا يوجد سواها تشعر قلبه بالضعف واللين
ثائر:" وتين اصحى بقى انتى متعشية نوم "
فتحت عينيها تنظر اليه بتعجب تسأل نفسها هل زوجها عاد الى المنزل ام هذا مجرد طيفه الذى لا يتركها ابدا
وتين:" هو انت ثائر بجد ولا انت دلوقتى موجود فى حلمى"
ثائر بمزاح:" لاء يا حبيبتى انا عفريته اللى قاعد قدامك دلوقتى"
وتين:" بجد هو فى عفاريت حلوة كده انت ثائر بجد"
ثائر:" تحبى احلفلك على المصحف ان انا ثائر استنى هولع النور علشان تتأكدى"
قام بإضاءة الانوار الجانبية على السرير لتتأكد انه هو زوجها رأته فى لمح البصر كانت بين ذراعيه يضمها اليه كأنها غائبة عنه منذ زمن كانت لا تصدق انه عاد إليها
وتين بفرحة عارمة:" حبيبى انت رجعت حمد الله على سلامتك يا حبيبى"
ثائر:" الله يسلمك يا قلبى"
وتين:" هو انت ليه دايما ترجع بالليل متأخر كده"
ثائر:" مببقاش قادر اصبر للصبح علشان اجى فأول فرصة متاحة برجع علشان انتى بتبقى وحشانى اوى"
وتين:" الف الحمد لله على سلامتك يا حبيبى وانت متتصورش انت واحشنى قد ايه يا ثائر"
ثائر:" وحشتك قد ايه يا وتينى"
وتين:" وحشتى قد ما يكون الواحد مشتاق للهوا علشان يتنفس قد ما القلب محتاج نبض علشان يدق قد ما محتاج ماية علشان تروى عطشه"
ثائر:" ياااه انا وحشتك اوى كده"
وتين:" اوى اوى يا حبيبى انا مليش غيرك يا ثائر بيوحشنى دا انت حتى بتبقى وحشنى وانا معاك"
ثائر بهمس:" بحبك ووحشتينى اوى يا عشق ثائر"
همسات تتردد فى سكون هذا الليل معلنة عن بلوغ الشوق منتهاه فروحه تهفو اليها فهو قطع كل تلك المسافات حتى يكون معها نبرة صوته الدافئة الهاتفة لها بلوعة واشتياق جعلتها مدركة انها ستظل المتربعة على عرش قلب ذلك الرجل الذى لو عاشت الف حياة لن تقابل مثله يأسرها بكلمة رقيقة او بابتسامة جذابة او بنظرة حنونة .كانت تتأمله وهو نائم قسمات وجهه الوسيمة تجعلها لاتريد النظر الى اى شئ اخر سواه ولكنها شعرت ببعض التقلصات فى بطنها وضعت يدها على بطنها تحاول ان تأخذ انفاسها بهدوء ولكن بسبب زيادة الوجع والالم قامت من على السرير ذهبت إلى الحمام زاد ألمها ووجعها اكثر فلم تعد تحتمل فهى كانت غير راغبة فى ايقاظه من نومه ولكنها وصلت الى قمة تحملها ولن تستطيع التحمل اكثر من ذلك اقتربت من السرير نادت عليه
وتين بوجع:" ثائر ثائر الحقنى"
فزع من نومه على نبرة صوتها المتألمة اعتدل فى جلسته رأى وجهها يتصبب عرقا وتبكى أيضاً
ثائر بخوف:" مالك يا حبيبتى فى ايه"
وتين:" الحقنى يا ثائر شكلى هولد دلوقتى"
ثائر:" ايه تولدى دلوقتى طب هكلم الدكتورة حالا"
وتين بدموع:" مش قادرة حاسة ان هموت يا ثائر"
ثائر:" بعد الشر عليكى يا حبيبتى"
وجد نفسه يخرج سريعا يهاتف الدكتورة ولكن من حظه السئ ان تليفونها مغلق
ثائر بغضب:" وده وقت تقفلى فيه التليفون"
نزل الى الاسفل نادى باعلى صوته على رمزى ومريم ليخرجوا من غرفتهم
ثائر:" رمزى مريم الحقونى وتين بتولد"
سمعت مريم ورمزى كلام عمها خرجوا سريعا من الغرفة ليروا ماذا حدث
مريم:" فى ايه يا عمو"
ثائر:" شكل وتين بتولد برن على الدكتورة تليفونها مقفول"
رمزى:" خلاص نكلم الاسعاف بسرعة"
ذهبت مريم مسرعة الى غرفة وتين وحضرت حسنية هى ايضا بعد سماع صوت ثائر
مريم:" وتين انتى عاملة ايه دلوقتى"
وتين بوجع:" هموت ااااااااااه مش قادرة الحقونى ثااااااائر"
حسنية:" انتى كده مش هتلحقى تروحى المستشفى لان خلاص انتى ابتديتى تولدى فعلا"
مريم:" هنعمل ايه يا دادة"
حسنية:" روحى يا مريم قولى لعمك يتصل بالدكتورة تانى وانا هساعدها على ما تيجى لان مش هتقدر تستحمل اكتر من كده دا خلاص اول بيبى ابتدى يخرج"
خرجت مريم سريعا من الغرفة لاخبار عمها بالاتصال بالطبيبة لتأتى الى المنزل"
مريم:" عمو وتين ابتدت تولد خلى الدكتورة تيجى هنا هى مش هتعرف تروح المستشفى"
ثائر:" ايه بتولد هنا ازاى وهنعمل ايه انا كلمت الدكتورة وقالت اوديها على المستشفى"
رمزى:" خلاص قولها تيجى هنا"
ثائر:" طب ووتين هتعمل ايه دلوقتى"
مريم:" دادة قالت هتساعدها على الدكتورة ما تيجى انا هطلع اشوفهم"
عادت مريم سريعا الى غرفة وتين وجدت حسنية تواسيها ببعض الكلمات لتحاول ان تهدأ من روعها
حسنية:" اهدى يا وتين خدى نفس جامد وساعدينى"
مريم:" دادة انتى هتعرفى تولديها يا دادة"
حسنية:" هههه ان شاء الله متقلقيش "
ظلت صرخات وتين ترن فى أرجاء المنزل شعر ثائر بالخوف الشديد ولكنه غير قادر على الدخول ليراها ولكن سمع صوت بكاء طفل صغير
ثائر:" ايه ده هى وتين ولدت"
رمزى:" الظاهر كده لان سامع صوت عياط بيبى"
وضعت وتين طفلها الأول وبعد مرور مزيد من الوقت وضعت طفليها الآخرين
مريم:" دا انتى طلعتى شاطرة يا دادة"
حسنية:" اصل امى الله يرحمها كانت بتشتغل داية وبتولد الستات فعلشان كده الحمد لله عرفت اساعدها"
مريم:" الف مبروك يا وتين"
وتين بتعب:" الله يبارك فيكى"
نظرت لأطفالها الثلاثة بجوارها وهى لا تصدق انها تراهم امام عينيها الآن سالت دموع السعادة من عينيها
حسنية:" يلا يا مريم ساعديني نغير الفرش والحاجة اللى اتبهدلت دى وكمان وتين لازم تغيير هدومها"
مريم:" حاضر يا دادة"
قامت حسنية ومريم بتغيير شراشف السرير وساعدوا وتين أيضاً حضرت الطبيبة على وجه السرعة ولكن عندما رأت ثائر بهذه الحالة
الدكتورة:" اسفة على التأخير"
ثائر:" المهم حضرتك دلوقتى تدخلى تشوفيها"
دخلت الطبيبة الغرفة ولكنها وجدت وتين فى الفراش وبجوارها اولادها الثلاثة
الدكتورة:" الحمد لله على السلامة واسفة ان اتأخرت عليكى"
وتين:" حصل خير يا دكتورة"
الدكتورة:" بس مين ساعدك فى الولادة يا مدام وتين"
حسنية:" انا يا دكتورة اللى ساعدتها"
الدكتورة:" اه ماشى خلاص هكشف عليكى برضه واطمن وبالنسبة للبيبهات هخلى دكتور اطفال ييجى يشوفهم"
بعد معاينتها الطبيبة لها وجدت ان كل شئ على ما يرام كتبت لها بعد الأدوية اللازمة وخرجت من الغرفة
ثائر:" هو حضرتك خرجتى بسرعة ليه كده وتين كويسة"
الدكتورة:" اه كويسةالحمد لله وانا على ما جيت كانت خلاص ولدت فانا اطمنت عليها هى كويسة وكمان هكلم دكتور اطفال زميلنا علشان ييجى يشوف البيبهات"
ثائر:" ماشى يا دكتورة"
انصرفت الطبيبة كان واقفاً لديه بعض من الذهول فهو اصبح اب الآن لثلاثة أولاد
ثائر بذهول:" وتين ولدت يا رمزى وانا بقيت اب"
رمزى:" الف مبروك يا ثائر يتربوا فى عزك ان شاء الله"
ثائر:" تسلملى يا رمزى"
رمزى بمزاح:" بس ولادك دول مش قادرين يستنوا نرتاح شوية حبكت يعنى يشرفوا واحنا لسه راجعين من السفر دا هيبقى باين عليهم عيال متعبة زى ابوهم"
ثائر:" اتلم ياض انت انا مش فايقلك دلوقتى"
خرجت مريم وحسنية من الغرفة كانت مريم سعيدة انها اصبح لديها أبناء عم
مريم:" الف مبروك يا عمو"
ثائر:" تسلمى يا حبيبة عمو بس هى وتين ولدت ازاى كده لوحدها"
مريم:" دادة ساعدتها والحمد لله هى كويسة"
ثائر:" الحمد لله وتسلمى على تعبك"
حسنية:" تسلم يارب ويتربوا فى عزك ان شاء الله انت ممكن تدخل تشوفها دلوقتى"
دخل الى الغرفة بلهفة وجدها تنام على السرير تنظر اليه بابتسامة وبجوارها ابناءه فهو الآن اب ل٣ اطفال نظر الى اولاده بسعادة
ثائر:" حمد الله على سلامتك يا وتينى"
وتين:" الله يسلمك يا حبيبى"
اخذ اطفاله تباعها للتكبير فى اذنهم وبعد ان انتهى اخذ يدها بين يديه يقبل باطن يدها بحب وعشق وهو يشعر بسعادة غامرة
ثائر:" متتصوريش انا فرحتى عاملة ازاى يا وتين انا مفيش حد اسعد منى النهاردة"
وتين:" ان شاء الله دايما سعيد وفرحان يا حبيبى بس احنا ما اخترناش اسامى للبيبهات "
ثائر:" انا دلوقتى مش فاكر اى اسم"
وتين:" طب انا عارفة اسم البنوتة واسم ولد منهم بس الولد التانى هنسميه ايه"
ثائر:" وانتى هتسمى البنوتة والولد ايه"
وتين:" البنت هسميها چوانا وولد رؤوف"
ثائر:" انتى بتتكلمى جد"
وتين بابتسامة:" ايوة يا حبيبى لان عارفة الاسمين دول غاليين عليك اوى بس الولد التانى نسميه ايه عايزة حاجة بحرف الراء علشان تمشى مع رؤوف"
ثائر بتفكير:" ايه رأيك نسميه رائد"
وتين:" حلو اسم رائد يبقى رؤوف ورائد وچوانا"
نظر اليها نظرات عشق تتزايد فى قلبه فما لها تلك الجميلة اخذت قلبه منه فأصبحت هى مالكته الوحيدة دون سائر النساء ترى نظرته ابتسامته وسعادته تنظر اليه ولابناءها وهى تحمد الله على كل ما رزقها به
*"*"*
اليوم يوم زفافها التى ارتدت به فستانها الأبيض فهى كأنها فتاة بكر تشعر بتلك السعادة التى اضاعتها فى المرة الأولى
عايدة:" الف مبروك يا حبيبتى ربنا يتمم بخير"
هيام:" تسلميلى يا ماما"
أميرة:" مبروك يا هيام زى القمر"
هيام:" تسلمى يا أميرة وربنا يقومك بالسلامة"
سمير:" الف مبروك يا حبيبتى ربنا يكتبلك الخير والسعادة"
هيام:" تسلملى يا سمير وربنا ما يحرمني منك"
تأبطت ذراع اخيها تدخل القاعة تجد زوجها فى انتظارها بيده ابنه فادى فابتسمت لهم فعى ستبدأ حياة جديدة سيعوضها فيها الله عما حدث كانت تتعهد بصمت لنفسها ان تخافظ على بيتها وزوجها وان تحسن معاملة هذا الطفل وصل اليها اخذها من اخيها
سمير:" خلى بالك منها يا علاء"
علاء:" فى عنيا الاتنين متقلقش يا سمير"
جلست وجلس بجوارها تخفض نظرها خجلا ً فأحيانا تفكر كيف فكرت فى الاساس بتضيع تلك اللحظات التى تشعر فيها الفتاة بالسعادة بزواجها
علاء بابتسامة:" بس ايه القمر ده"
هيام بكسوف:" شكراً"
فادى:" انتى هتيجى معانا يا ماما النهاردة"
هيام:" ايوة يا حبيبى هاجى معاكم"
علاء:" هتيحى معانا وهتفضل معانا على طول يا فادى"
هيام:" ان شاء الله"
انتهت حفلة الزفاف التى كانت بمثابة ليلة جميلة تعيشها هيام وتشعر فيها بالسعادة ذهبت مع زوجها الى منزله دخلت الى المنزل وهى تدعو الله ان يرزقهم السعادة والفرح وان يجعل أيامهم سعيدة
علاء:" نورتى بيتك يا هيام"
هيام:" دا نورك انت وفادى"
فادى:" انا عايز انام يا بابا"
علاء:" ماشى يا حبيبى تعال انتى ممكن تدخلى تغيرى براحتك على ما انيم فادى"
فادى:" تصبحى على خير يا ماما"
هيام:" وانت من اهله يا حبيبى"
اخذ علاء ابنه وذهب الى غرفته بينما هيام ذهبت الى غرفتها قامت بتغيير ملابسها وجدت زوجها يدخل الغرفة بابتسامة بعد مرور بعض الوقت
علاء:" معلش أتأخرت عليكى اصل فادى لازم احكيله حواديت قبل ما ينام"
هيام بكسوف:" ولا يهمك انا بعد كده اللى هحكيله حواديت قبل ما ينام"
علاء:" هغير هدومى علشان نصلى"
هيام:" ماشى"
رأته يقوم بتغيير ملابسه وضعت يدها على عينيها من شدة احراجها
هيام:" يالهوى انا افتكرت هيخرج يغيير برا"
عندما التفت وجدها تجلس تضع يدها على وجهها ابتسم على تصرفها
علاء:" خلاص انا خلصت شيلى ايدك من على وشك"
سحبت يدها ببطئ وجدته انهى ارتداء ملابسه تنفست بارتياح
علاء:" يلا علشان نصلى"
وقف أمامها يأمها فى الصلاة أدوا صلاتهم بخشوع ورجاء من الله ان يجعلها زيجة مباركة وبعد الدعاء بدأو حياتهم سوياً
*"*"*
تمسك بيدها ذلك الاختبار وهى تغمض عينيها وتدعو الله قبل ان تفتح عينيها وتراه
دينا فى سرها:" يارب يارب يارب"
فتحت عينيها نظرت الى الاختبار جحظت عيناها بقوة فالاختبار ايجابى فهى الآن حامل هى الآن تحمل طفلاً من زوجها خرجت من الحمام مسرعة حتى انها افزعت زوجها من نومه
دينا:" أسامة أسامة قوم"
أسامة:" ايه فى ايه خضتينى يا دينا حرام عليكى"
دينا:" قوم عندى ليك مفاجأة حلوة"
أسامة:" خير فى ايه"
دينا:" اسامة انا حامل"
اسامة :" بجد يا دينا انتى حامل"
دينا:" ايوة والله والاختبار اهو"
نظر الى الاختبار تأكد من صدق كلامها قام سريعاً يحتضنها بقوة من شدة سعادته انه سيصبح اباً
أسامة:" مبروك يا حبيبتى الف مبروك انا مش مصدق انا هبقى اب هتجبيلى ولاد يا حلولى"
دينا:" ههههه حلولى"
أسامة:'' متاخديش على كلامى ركزى فى العيل اللى جاى وبس ماشى"
دينا:" انا عايزة اتصل بماما وبابا اقولهم"
أسامة:" مش بعيد تلاقيهم واخدين اول طيارة وراجعين مصر"
دينا:" ياريت ييجوا فعلا دول وحشونى"
اسامة:" خلاص كلميهم وبالليل نروح عند بابا وماما كمان بالخبر الحلو ده وانهم هيبقى عندهم احفاد"
دينا:" خلاص ماشى"
هاتفت دينا ابويها الذى شعروا بسعادة كبيرة ان سيصبح لديهم احفاد وفرح ايضا اهل اسامة بخبر حمل زوجته
*"*"*
دخل غرفته وجدها تضع رأسها بين يديها على المكتب فاقترب منها فهى تأدى امتحانتها النهائية فى الكلية لذلك هى فى حالة كبيرة من الضغط النفسى
ثائر:" وتينى"
وتين:" نعم"
ثائر:" مالك ياقلبى"
وتين:" انا فاشلة يا ثائر"
ثائر:" ليه بتقولى كده يا حبيبتى بس"
وتين:" حاسة ان انا ام فاشلة وزوجة فاشلة وطالبة فاشلة كمان"
ثائر:" يا ساتر يارب ليه ده كله يا قلبى"
بكت فهى تعانى من حالة اكتئاب اخذها فى أحضانه يمسد على شعرها بحنان
ثائر:" بس يا عمرى متعيطيش"
وتين:" انا حاسة ان مقصرة فى حق ولادى وفى حقك انت كمان"
ثائر:" وقصرتى معانا فى ايه بقى"
وتين:" حاسة ان انا اهملتكم الفترة دى"
ثائر:" ومين قالك كده بقى انتى مقصرتيش ولا حاجة يا قلبى انتى بس علشان مضغوطة من الامتحانات والاولاد فانتى حاسة بكدة ثم على العموم انتى خلاص كلها كام يوم وتخلصى امتحانات وهناخد حقنا منك تالت ومتلت كمان"
ابتسمت رغما عنها فهو يحاول التخفيف عنها فى ذلك الوقت العصيب
وتين:" بس الاولاد مش عارفة اقعد معاهم وقت اطول وكمان حاسة ان مقصرة فى حقك انت انت بترجع من الشغل يا تلاقينى بذاكر يا اما نايمة"
ثائر:" ولا يهمك يا قلبى فترة وتعدى انا بس كفاية عليا اشوفك قصاد عينى دى بالدنيا كلها والاولاد كمان بقضى معاهم وقت حلو وخصوصا انهم ابتدوا يضحكوا لما يشفونى شكلهم عرفونى"
وتين:" انت اللى يعرفك يلاقى نفسه بيحبك كده من غير ارادة بتدخل القلب من غير استئذان يا ثائر بتعمل هجوم وسطو مسلح على القلب والمشاعر"
ثائر:" يا سلام ايه الكلام الحلو ده يا وتينى"
وتين:" انت نور عين وتين وروحها وقلبها واهلها وناسها وعزوتها وسندها وأمانها "
ثائر:" حبيبة قلبى انتى يلا كملى مذاكرة وانا رايح اشوف الاولاد"
وتين:" ماشى يا حبيبى"
ولكن قبل خروجه لم يستطيع منع نفسه من ان يعانقها ذلك العناق الذى يعصف بقلبيهما سويا
ثائر بهمس:" بحبك"
وتين:" وانا بموت فيك وبالنظام ده مش هذاكر"
ثائر:" خلاص يا ستى خارج أهو بس اعملى فى حسابك يعنى ان بعد الامتحان عليكى غرامات كتير هتدفعيها يا روحى"
وتين:" ههههه ربنا يسهل"
خرج من الغرفة متجه لغرفة اطفاله وعادت الى مذاكرتها مرة أخرى
انقضت ايام الامتحانات تنفست وتين الصعداء انها اجتازت تلك المرحلة فهى كانت على وشك ان تصاب بحالة نفسية سيئة لولا دعم زوجها لها فهو اصر على إحضار مربية للاطفال حتى تتفرغ هى لدراستها ولتكمل امتحاناتها وكان يساندها دائما فى اوقات ضعفها
وتين:" ياااه الحمد لله الامتحانات خلصت"
مريم:" الحمد لله انا كنت خايفة منها اوى والله "
وتين:" الحمد لله عدت على خير وربنا يقومك بالسلامة يارب يا مريم"
مريم:" تسلميلى يا وتين يلا بينا نروح بقى"
وتين:" يلا بينا"
عادت كل من هن الى منزلها دخلت وتين الى غرفة أطفالها فمن اليوم هى ستصبح المسئولة عنهم فهى قد انتهت مما يشغلها عنهم وعن زوجها ابتسمت لأطفالها الثلاثة فهم يصدروا أصواتاً تجعلها تبتسم لهم أكثر
وتين:" حبايب قلب ماما انا جيت وخلاص يا حبايبى انا خلصت امتحانات انا عارفة ان قصرت معاكم ومع بابا كمان بس غصب عنى يا حبايب قلبى انا خلاص خلصت اهو ومش هتفرقوا حضنى ابدا"
ظلت فى غرفة اطفالها تقضى معهم مزيد من الوقت فهى كأنها محرومة منهم حل الليل سريعاً برقت النجوم التى تشبه حبات الألماس بعد ان اطمأنت على أطفالها وغطوا فى نوم ملائكى جلست المربية بجوارهم وعادت هى الى غرفتها فزوجها حان موعد وصوله الى المنزل كانت اخذت حمام دافئ خرجت ارتدت ملابسها تتزين بأبهى طلة كالعروس فى يوم زفافها تنتظره بشوق دلف الى الغرفة وجدها مضاءة بإضاءة خافتة تنبعث روائح عطرية قوية من الغرفة وجدها تنتظره بطلتها الجميلة وبابتسامة عاشقة
وتين:" حمد الله على السلامة يا حبيبى"
ثائر:" الله يسلمك يا قلبى ايه الجمال ده كله"
وتين:" ههههه اصل عليا غرامات تأخير كتير والنهاردة ميعاد الدفع"
ثائر بمزاح:" الدفع يا الحبس"
وتين:" ربنا ما يجيب حبس يا عم"
ثائر:" عم ! ايه الكلمة اللى مش ماشية مع الجو ده"
وتين:" فوتها بقى يا ثائر يا ساتر عليك"
ثائر:" ماشى نفوتها المرة دى"
اقتربت منه تضع يدها حوله ورأسها على صدره تهتف بشوق
وتين:" انا بحبك اوى يا قلبى"
ثائر:" مش اكتر منى يا وتينى يلا صلى على رسول الله"
وتين:" عليه افضل الصلاة والسلام"
أردف بكلماته وجدت نفسها محمولة بين ذراعيه يضمها اليه ذاهبين الى عالم اخر عالم يحوى كل الحب والعشق والغرام
*"*"*
حان اليوم موعد وضع مريم لطفلتها ذهبوا الى المستشفى جميعاً وضعت طفلة جميلة تشبهها كثيراً
رمزى:" حمد الله على السلامة يا حبيبتى"
مريم:" الله يسلمك يا حبيبى"
ثائر:" الف مبروك يا حبيبة عمو تتربى فى عزكم ان شاء الله"
مريم:" تسلملى يا عمو ربنا ما يحرمني منك"
وتين:" بسم الله ماشاء الله البنوتة كلها انتى يا مريم قمر"
مريم:" حبيبتى تسلميلى"
ثائر:" انت هتسميها ايه ياض يا رمزى"
رمزى:" ياض يا رمزى ياض انت مش ناوى تحترم نفسك بقى ولا ايه"
ثائر:" انا محترم غصب عن عينك"
رمزى:" ماهو باين ياغجرى يا شوارعى"
ثائر:" كاتك داهية فى طولة لسانك ده اللى عايز قطعه"
وتين:" بقولكم ايه ما تخرجوا تتخانقوا برا دماغنا وجعتنا انتوا مبتزهقوش ثم ان مريم لسه قايمة من الولادة ارحموا نفسكم بقى شوية"
رمزى:" ما جوزك اللى قليل الادب "
ثائر:" قليل الادب فى عينك يا حيوان"
رمزى:" خلاص بقى نهدا كده علشان اختار اسم لبنتى"
مريم:" انا عايزة اسميها چورى"
وتين:" جميل الاسم يبقى عندنا چورى وچوانا"
رمزى:" ماشى يا حبيبتى زى ما تحبى نسميها چورى"
عادت مريم الى منزلها تحتضن طفلتها بسعادة وزوجها بجوارها
رمزى:" ياااه دا الواحد هيبقى عايش سلطان وانتوا قمرات كده وحواليا "
مريم:" ربنا ما يحرمنا منك يا حبيبى انت فرحان يا رمزى"
رمزى بمزاح:" فرحان دا انا هيجيلى هبوط من كتر الفرحة"
مريم:" هههه يا لهوى يا رمزى متتكلمش كلمتين جد على بعض ابدا"
رمزى بحب:" نورتى البيت انتى وبنتى يا حبايب قلبي"
*"*"*
وضعت أميرة ايضا طفلا اسمته " عبد الرحمن " عاشت هيام مع زوجها أيام سعيدة فالله اراد مكافأتها على توبتها بأنه رزقها زوجها علاء فهو انسان خلوق جدا لا يدخر جهداً في اسعادها كانت تشعر بفخر وهى تمسد على بطنها فهى الآن حامل فشتان بين حالها فى المرتين ففى المرة الأولى كانت تحاول ان تدارى فضيحتها ام الان فهى تمشى تتأبط ذراع زوجها بشعور من السعادة والفخر
علاء:" استنونى هنا هجيب حاجة من السوبر ماركت بسرعة"
هيام:" ماشى يا حبيبى متتأخرش"
فادى:" بابا هاتلى معاك مصاصة"
علاء:" حاضر يا حبيبى"
دلف علاء الى السوبر ماركت انتظرته هيام وفادى فى الخارج
هيام:" مش كفاية مصاصة يا فادى يا حبيبى اسنانك هتوجعك"
فادى:" اصل بحبها اوى يا ماما"
هيام بابتسامة:" ماشى يا حبيبى"
ولكن عندما رفعت بصرها اختفت ابتسامتها بسبب رؤية ذلك الشخص التى تتمنى ان يعود بها الزمن لكى لا ترتكب ما ارتكبته بسببه وان يكون علاء زوجها هو الاول والاخير فى حياتها
يحيى:" ايه ده هيام عاش من شافك"
هيام:" افندم"
يحيى:" الله ايه ده انتى اتجوزتى وحامل كمان"
هيام:" عندك مانع ان اتجوز"
يحيى:" واتجوزتى مين ان شاء الله"
هيام بفخر:" اتجوزت راجل عارف انت معنى الكلمة دى اظن متعرفهاش وعن اذنك"
اخذت فادى مبتعدة عنه فهى لا تطيق رؤية وجهه وايضا لا تريد ان يراه زوجها ظل واقفا مكانه رأى رجل يقترب منها تتأبط ذراعه وتسير مبتعدة عن المكان وكأن لسان حالها يخبره بأن يفتقد الى الرجولة وانه سيظل شاب عابث لا يمت الى صفة الرجولة بصلة
*"*"*
مرت سنوات بحلوها ومرها ولكن بالحب استطاعوا ان يتجاوزوا كل الصعوبات فحالهم جميعاً استقر على افضل حال فهيام اصبح لديها بنتين ( رهف ورفيف) عازمة على تربيتهم على الاخلاق والالتزام حتى تتفادى أخطاء الماضى انجبت اميرة ايضا بنت واصبح لديها( عبد الرحمن وملك) ودينا رزقها الله ( جنة وياسين) أكرم الله ايضا مريم مرة اخرى بولد اسمته ( آدم)
"فى الشركة" كان ينهى اعماله العالقة فالايام القادمة موعد قضاء عطلتهم السنوية التى يقضيها برفقة ابناءه وزوجته نظر الى تلك الصورة الموضوعة على مكتبه بابتسامة فهى صورة لابناءه فاليوم أصبحوا فى السادسة من عمرهم فهم ورثوا لون عيونهم من والدتهم وكأنها على اصرار ان تجعل تلك العينان الرماديتان تطارده فى كل وجه يراه فى منزله دلف رمزى الى المكتب كعادته فهو لا يستأذن ابدا قبل دخوله
ثائر:" نفسى مرة تخلى عندك دم وتخبط على الباب "
رمزى:" واخبط ليه يا اخويا"
ثائر:" يا ابنى انت مش داخل بيتكم فى حاجة اسمها ادب الاستئذان افهم بقى يا متخلف"
رمزى:" هو انا دخلت عليك اوضة النوم يا عم انت"
ثائر:" غلبت اعلم فيك والطبع فيك غالب.."
رمزى:" والنبى ما انت مكمل كفاية تهزيق لحد كده"
ثائر:" قولى خلاص قولت لمريم تجهز علشان نسافر بكرة"
رمزى:" اه بس السفرية المرة دى حاجة تانية يا ثائر"
ثائر:" هتبقى رحلة من نوع خاص"
رمزى:" اه والله انا فرحان اوى"
ثائر:" ان شاء ربنا يجعل ايامك كلها فرح"
رمزى:" تسلملى يا ثائر يا حمايا العزيز"
ثائر:" والله انت مشكلة انت بقيت عامل زى العادة اللى مش عارف ابطلها مش قادر اتخيل يوم مشفكش فيه او اسمع هزارك ربنا يديم صحوبيتنا يارب"
رمزى:" وانت والله يا ثائر انت عارف غلاوتك عندى انت اخويا وصاحبى وحبيبى"
ثائر:" تسلميلى يا رمزى"
رمزى:" تصدق الادب والكلام المحترم ده مش ماشى معانا احنا نرجع لقواعدنا تانى يا غجرى"
ثائر:" ههههه جزمة اقول عليك ايه بس"
بالرغم مما يحدث بينهم الا ان روابط الصداقة بينهم قوية جدا فهم سنداً لبعضهم فى اوقات الشدة فهم عزموا على قضاء رحلتهم بالذهاب لبيت الله الحرام لتأدية مناسك العمرة سافروا جميعاً شعور روحانى سيطر على قلوبهم كانت تقف امام بيت الله الحرام باسطة كفيها تشعر بدموع من السعادة وجلال وهيبة الموقف وهى تدعو الله ان يحفظ لها زوجها واطفالها وان يديم عليهم السعادة قضوا ايامهم فى سعادة بالغة حتى حان موعد رجوعهم الى منزلهم عادوا الى المنزل وكأنهم كانوا يريدون ان يظلوا هناك الى الابد
وتين:" الواحد كان نفسه يفضل هناك على طول"
ثائر:" خلاص يا قلبى ان شاء الله كل سنة نروح"
وتين بسعادة:" بجد يا حبيبى"
ثائر:" ان شاء الله الجو الروحانى هناك حاجة تانية خالص"
وتين:" اه فى جلال وهيبة كده رهيبة ولما تبقى قدام الكعبة كأنك انفصلت عن الواقع اللى حواليك"
ثائر:" ربنا يتقبل ان شاء الله"
وتين:" ان شاء الله هروح انيم الاولاد شكلهم تعبوا من الطيارة"
ثائر:" استنى انا جاى معاكى"
اخذوا أطفالهم وذهبوا الى غرفتهم قصوا عليهم بعض الحكايات شعر بها انها نامت أيضا فقام بحملها ليذهب إلى غرفتهم
ثائر:" انتى نمتى يا وتينى"
وتين:" لاء بستعبط يا حبيبى علشان تشيلنى"
ثائر:" يالهوى على استعباطك يا روحى"
قبل ان يخرج من الغرفة وجد اطفاله يتمسكون بقدمه
ثائر:" ايه ده انتوا منمتوش ده كله"
رؤوف:" لاء يا بابا انت واخد ماما فين"
رائد:" ماما تعالى نامى جمبى"
چوانا:" وانت يا بابى تعال احكيلى حدوتة"
ثائر:" انزلى يا وتين يلا ومتستعبطيش تانى"
وتين:" هههههههههههه هم ولادك بقوا يدونى فرصة استعبط وخصوصا بنتك"
ثائر:" حبيبة قلب بابا دى واميرتى الحلوة"
رؤوف:" دى چوانا يا بابا بتعيط على طول ومش بتسكت الا لما انت تيجى"
ثائر:" هتجيبه من برا يا حبيبى امها مين"
وتين:" قصدك ايه يعنى ها قول قصدك ايه"
ثائر:" انا قولت حاجة يا روحى دا انتى حبيبتى انزلى بقى يلا استحليتى الشيلة ولادك عاملين يبصولنا ورائد فاضله شوية ويضربنى"
قام بانزالها من بين يده وهى مازالت تضحك بشدة على كلام زوجها فهى تلاحظ ان رائد يغار عليها من أبيه
وتين:" تعال يا رائد يا حبيبى انيمك يلا"
رائد:" وخليكى نايمة جمبى لحد ما اقوم الصبح"
ثائر بمزاح:" خليها لك يا ابنى اشبع بيها تعالى يا چوانا نروح ننام احنا"
چوانا:" يلا يا بابى"
قام بحمل صغيرته على ذراعه وهو يقبلها من وجنتها وهى متعلقة بعنقه
ثائر:" انتى قلب بابى وامورتى انا يلا تعالى ننام الظاهر مفيش امل من امك النهاردة"
رؤوف:" طب انا مين هينام جمبى انتوا مش بتحبونى"
ثائر:" لاء يا حبيبى دا انت يا رؤوف غالى على اسم غالى متقولش كده تانى تعال معايا انت كمان هنروح ننام فى اوضتنا كمان السرير بتاعكم مبعرفش انام عليه"
وتين:" ما انت اللى طويل زيادة عن اللزوم"
ثائر:" بقى كده ماشى يا وتين"
وتين:" حبيب قلبى انت "
رائد:" وانا يا بابا"
ثائر:" انت مش خدت أمك"
رائد:" لاء انا عايز اجى انام معاكم"
ثائر:" تعالوا يا حبايبى السرير واسع ويشيل من الحبايب ألف مش هتيجى يا ماما انتى كمان"
وتين:" لاء هاجى امال هنام لوحدى هنا"
ذهب بأطفاله الى غرفته تتبعه زوجته وضعهم على السرير نام بجوارهم ظل يقص عليهم بعض من مواقفه التى كانت تحدث معه وهو صغير حتى غفى هو أيضاً
''فى الصباح"...فتح عينيه يشعر بأنه محاصر نظر حوله وجد وتين ورائد ينامون على ذراعه الأيمن وچوانا ورؤوف على ذراعه الأيسر لاتستطيع الكلمات وصف تلك السعادة التى يشعر بها واحباءه ينامون بأحضانه يشعر بأنه يمتلك سعادة الدنيا بأسرها بعد ان قام بتقبيلهم حرص على عدم ازعاجهم من نومهم دلف الى الحمام ليأخذ حمامه ويؤدى تمارينه الرياضية قبل ذهابه الى عمله هبط الى غرفة الالعاب الرياضية فتحت وتين عيناها ولكنها لم تجده فعلمت انه ربما هبط الى الاسفل نظرت الى اطفالها بابتسامة جميلة وهم نائمون كالملائكة بعد ان انتهت من تغيير ملابسها هبطت الى الاسفل دخلت الى غرفة الالعاب الرياضية على أطراف أصابعها لاتصدر صوت فهى تريد ان تفاجأه بوجودها فكل مرة تفشل فى ذلك فهى لا تعرف كيف يكتشف وجودها قبل ان تقترب منه فحرصت تلك المرة على اعدام اصدار اى صوت اقتربت منه ولكن قبل ان تفعل شئ سمعت صوته
ثائر:" متحاوليش يا وتين انا عارف انك ورايا"
وتين بغيظ:" انا هموت واعرف انت بتكشفنى بسرعة كده ازاى مفيش مرة عارفة اخضك فيها"
ثائر:" انتى مش عارفة انا بعرفك ازاى يا روحى"
وتين بابتسامة:" علشان بتحبنى مش كده"
ثائر بمزاح:" لاء يا روحى بعرفك من ريحة برفانك انتى ناسية ان انا طالب يتعمل ليكى مخصوص"
وتين:" بقى كده يا ثائر ماشى طب مش هحط من البرفان ده تانى"
ثائر:" انا بهزر معاكى يا وتينى صدقينى انا قلبى بيحس بيكى لما تكونى موجودة قريب منى"
وتين:" يا سلام اضحك عليا بقى بكلامك الحلو"
ثائر بمزاح:" يعنى لو مضحكتش عليكى انتى اضحك على مين ياروحى"
وتين:" وماله اضحك عليا يا اخويا وماله"
ثائر:'' مرة يا عم ومرة يا اخويا مالك يا وتين يا حبيبتى انتى مش حافظة اسمى دا سهل خالص قولى ورايا كده ثائر"
لم تستطيع كبت ضحكتها كثيراً فياله من رجل فهو عندما يريد المزاح لا تستطيع هى ان تقاوم سحره وجاذبيته
ثائر:" حفظتيه ولا لسه"
وتين:" لاء خلاص حفظته يا حبيبى"
ثائر:" قوليه كده سمعينى"
وتين بهمس ناعم:" ثائر"
ثائر بابتسامة:" ياريتنى ما قولتلك قولى"
وتين:" ليه ياحبيبى صوتى مش عاجبك"
اقتربت منه أكثر تنظر اليه بعيون لامعة فكل عام تزداد جمالاً و سحراً خاص بها فهو تشعر بدقات قلبها تتسابق كأنها فى سباق للحياة فهى ان اقتربت أكثر فربما قلبها سيترك مكانه وهو يشعر بالنعيم بمجرد النظر الى تلك العينان التى تأسر جوارحه بأكملها
ثائر:" هو فيه فى حلاوة صوتك يا وتينى دا لما بسمع اسمى منك حاجة تانية خالص قلبى بيدق جامد "
وتين:"حتى بعد ما بقالنا كام سنة مع بعض"
ثائر:" حتى لاخر يوم في عمري هيبقى دايما ليكى سحرك وجمالك وبراءتك اللى بتخلينى افقد السيطرة على قلبى"
وتين:" انا بحمد ربنا كل يوم الف مرة على انك انت نصيبى من الدنيا دى يا ثائر"
ثائر:" انا اللى حاسس ان انا فى جنة خاصة بيا وانتى حوريتى واولادنا حوالينا دى دنيا تانية خالص ربنا ما يحرمنى منكم ابدا"
وتين بابتسامة عاشقة:" ولا منك يا حبيبى انا بحبك انا بعشقك يا ثائر"
ثائر بعشق :" وانتى عشق ثائر"
يضمها اليه تشعر بأمان العالم كله بين ذراعيه فهو صدقها القول ان ذراعيه واحضانه ستكون بيتها وأمانها وجنتها
سحبت منه يديها وطوقت عنقه بهما واحتضنها فى عناق تمنت لو يدوم إلى الأبد......
فهو عشقها الأبدى وهى أصبحت عشق فى قلب غجرى وليست ( دمية فى يد غجرى)
*'*"*
رأيكم يا حلوين
لو فى غلطات إملائية عدوها الناس لبعضيها 😂😂😂😂 واتمنى تكون الرواية عجبتكم واستمتعوا بيها
بشكركم جدا على تعليقاتكم الجميلة ودعمكم وتشجعيكم ليا 🌹🌹😘😘😘
وبالنسبة للناس اللى غلطت فيا انا مش هقولهم غير ربنا يسامحكم لو انتوا كنتوا اتكلمتوا معايا بالذوق والأدب مكنش هيحصل حاجة يعنى لو الكلام كان براحة وتناقشونى انا بقبل النقد وبحاول اصلح اللى عملته لكن الكلام يوصل للتجريح فمش هقول غير حسبى وانت تكفى و انا والله بكتب ومش باخد فلوس منكم علشان تعملوا كده انا بكتب وقت فراغى حاجة ننبسط بيها ونتسلى مع بعض نحاول نهرب من الواقع اللى حوالينا اللى كله ضغط نفسى هتقولو كلمة طيبة ونقد بشكل محترم على عينى وراسى لكن تقولو كلام ملوش لازمة فأحسن متقروش بمعنى يعنى( يا تقولوا كلام فى محله ياتقولو حالو يا حالو) 😂😂😂😂 لأن بسبب الروايات دى اتعرفت على ناس جميلة واتصاحبنا وكنت بحب تعليقاتكم ونهزر مع بعض وكمان فى فانز دمهم زى العسل وهم عارفين نفسهم وعايزة اقولهم انا حبتكم جدا والله
اشوفكم بخير دايما يارب بحبكم جدااااااااااااااااااا


باقي حلقات الرواية متوفره بشكل حصري على مدونة يوتوبيا
يجب كتابة تعليق كي تظهر لك الآن
اكتب رأيك في الفصول المنشوره من الرواية في تعليق كي تظهر لك باقي الفصول
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-