رواية مارد المخابرات الجزء الثاني كامل بقلم أسماء جمال

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني كامل بقلم أسماء جمال 

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني كامل

للعودة لقراءة الجزء الأول : اضغط هنا

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني كامل بقلم أسماء جمال - مدونة يوتوبيا



المزيد من الرومانسية، الإثارة و التشويق، في الجزء الثاني من رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال، هذا الجزء من الرواية طويل جدا يحتوي على 50 حلقة، لكن بأحداث شيقة... نتمنى لكم قراءة ممتعة..


رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الأولى بقلم أسماء جمال


عند المقابر اللى بقت كل اللى يشوفها يقول حته من الجنه !
19 سنه و على عادته كل يوم يزيّنها بالورد .. خلّاها زى الجنينه من كُتر الورد اللى اتحطّ فيها
نلاقيه واقف قدام قبر بحزن اتحفر ف قلبه و ف إيده السلسله بتاعة همسه اللى رمتهاله يوم الحادثه و بتاعته ف الميداليه و بيحرّك فيها.


 
مراد بصوت مبحوح : همسه .. عارفه إنى من يوم ما سبتينى و انا مسبتش بيتنا يوم واحد إلا لو مسافر شغل .. و برجع جرى عليه .. حاولوا كتير معايا انقل بيت تانى بس معرفتش و محاولتش ..
اسيب بيتنا اللى فاضلى منكوا و فيه حياتنا اللى انا عايش عليها و بتنفّسها زى الهوا ؟؟ طب ازااى ؟؟
عايزينى اتجوز ! اتجننوا فاكرينى ممكن ابقا لغيرك ! مش كفايه سيبتينى ف الدنيا كمان اسيبك انا !!


 
مراد سكت كتير و اما حاول يتكلم صوته اترعش : ليليان .. باربى ابوكى .. يا عمرى انتى .. يا بعد عُمرى .. كنتى نفسى تبقى احسن دكتوره .. كنت بحلملك بكده .. كان زمانك اتخرّجتى يا قلب ابوكى ..
عارفه انا مرضتش اتجوز ليه .. عشان مخلّفش .. عشان مجيبش عيال يشاركوكوا فيا و افضل عايش بس على كلمه بابا منك اللى وحشتنى
مراد هنا صوته اختلط بمرارة دموعه : مرااد .. حضرة الظابط مراد باشا العصامى ..
حلمت بيك تاخد عزايا و انا اللى خدته فيك .. كنت مستنيك تقف على قبرى و تدعيلى و ادينى انا اللى واقف .. كنت عايزك ضهرى و سيبتنى و كسرت ضهرى اووى يا مراد!


 
مراد قعد كتير كعادته قدام القبر اللى حفظ ملامحه من كتر ماشافه ..
سنين كتير و هو مبطّلش عادته .. يعدّى عليهم الصبح و هو رايح شغله كل يوم .. عمره ما فوّت يوم إلا لو مسافر .. و بيرجع جرى عليهم زى اللى كان محروم من الهوا و كأنه بيتنفسهم !


 
فاق من دوامته على موبايله اللى بيرن
مراد إتنهد و حاول يهزر : ايه يا مهاب ؟ كل ده زنّ .. ارحمنى ده انت بقيت زى اى زوجه مصريه اصيله
مهاب بهزار بيحاول يخفف عنه لإنه عارف هو فين كعادته :
و مالها الزوجه المصريه يا فقرى ؟
مراد رفع حاجبه : نكديه !

مهاب ضحك و مراد إلتفت للقبر و هو لسه رافع حاجبه : سورى يا همسه .. اخوكى اللى بقا زنّان
مهاب حاول يتوّه : يلا يا جدع انت عشان تلحق تجهز .. انهارده تخرُّج الدفعه الجديده .. و العيال مستنينك و الكل جاى

مراد و هو لسه باصص للقبر : مش بقولك زنّان

مهاب ضحك و بعدها سكت شويه : انت لسه بردوا كل تخرُّج هتروح لعندك ؟! هتقعد تقول لو كانوا هنا كانوا اتخرّجوا ! انساهم بئا يا مراد .. انساهم يا صاحبى و عيش حياتك اللى وقفّتها عليهم دى .. انساهم هما اتخرّجوا خلاص من الدنيا بحالها
لحد هنا و مراد مقدرش يسمع تانى فنفخ بعصبيه : خلصنا بئا انتوا ايه مبتزهقوش ؟ مبتتعبوش ؟ امشّى حياتى و لا اوقّفها حياتى و انا حر فيها !
مهاب بيأس : خلاص تعالى بس الاول و نتكلم بعدين مش هنرغى كده
مراد على عصبيته : لا دلوقت و لا بعدين و لا هنتكلم تانى ف النقطه دى .. فاااهم ! و قفل ف وشه و حدف التليفون.

اخد قعدته و بعدها اتنهد و قام اخد عربيته و راح على شغله اللى معدش ليه غيره و كل يوم بيغرّق نفسه فيه اكتر و اكتر !


 
قاعده قدام التليفزيون بشرود تايهه ف ملكوت تانى .. سنين و هى مش عارفه تندمج مع العالم ده !
حسّاه مش بتاعها .. لا دى حياتها و لا دى دنيتها .. حاولت تقاوم كتير الدنيا اللى هى فيها و تلاقى دنيتها بس معرفتش ..
و حاولت اكتر تستسلم للدنيا اللى بين إيديها و تتجاهل دنيتها بس مقدرتش ..
عايشه جسد من غير روح و كأن روحها مفارقاها لعالم تانى هى نفسها تروحه او ترجعله بس زى العاجزه مقيّده !


 
عاصم دخل عليها و لاحظ شرودها اللى مبينتهيش .. نفخ بغضب مكتوم .. لأنه مهما يحاول يشدّها منه إلا انها بتغرق ف تفكيرها اكتر و اكتر .. لا عارف يدخّلها دنيته و لا يدخل دنيتها اللى عملتها ليها لوحدها .. و لا حتى يشدّها من شرودها ده !
عاصم بضيق : ايه يا همسه ؟ انتى لسه ملبستيش ؟ من امتى و انا قايلك اجهزى هنتعشى برا ؟
همسه بملل : انا مش عايزه
عاصم بغضب مكتوم : ليه بس حبيبتى ؟

همسه على نفس الملل : مجرد إنى مش عايزه .. مش عايزه اخرج .. مش عايزه اقابل حد .. مش عايزه اكل ..مجرد إنى مش عايزه اعمل حاجه ف مش عايزه اخرج !
عاصم حاول يكتم غضبه : ليه كل ده ؟ ده انتى زمان كنتى بتتجننى اما اقولك نخرج حتى نشم هوا و نرجع
همسه إنتبهت : زماان ! ممممم !
عاصم : ايه مممم دى؟
همسه بضيق : بلاش يا عاصم لإننا كل ما بفتح السيره دى بتقلب غمّ ف بلاش
عاصم نفخ بضيق : براحتك .. انا بس كنت عايز اخليكى تغيرى جو بدل حبسه البيت دى.

عاصم لسه هيتكلم قطع كلامه وصول نضال مدير اعماله .. و حد دخل يديله خبر .. و هو نزلّه اتكلموا مع بعض خمسه ..
و كان بيأكد عليه معاد العشا .. لإنه مع ناس مهمه تبع شغلهم
كل ده و همسه متابعاهم من بعيد بضيق
عاصم خلّص و إلتفتت يدخل عندها لقاها واقفه ف وشه و بتبصّله بغموض
عاصم ارتبك : سوسو ايه غيّرتى رأيك هنخرج ؟

همسه بخنقه : لاء
عاصم : مالك قلبتى ليه كده مره واحده ؟
همسه بضيق : معرفش ليه كل ما بشوف جوز اختك ده قلبى بيتقبض مره واحده و احس بروحى مخنوقه
عاصم بتتويه : اولا هو جايلى ك مدير اعمالى لإنه جاى ف شغل مش كجوز اختى .. ثانيا بقا من 19 سنه من وقت ما جيتى هنا و انتى حبيّتى روسيليا اختى و بقيتى انتى و هى صحاب جدا ..
همسه : و ايه علاقه صداقتى لروسيليا بيه ؟ هو حاجه و هى حاجه غيره خالص .. معرفش ازاى متجوزين !

عاصم ضحك : زينا كده
همسه بشرود : هما فعلا زينا !
عاصم اتنهد بزهق و هى بصّتله بتركيز اووى كأنها إنتبهت لحاجه و هو إستغرب : مالك ؟
همسه بشك : هو ليه نضال او اى حد تبع شغلك اما بيجولك هنا او نتقابل ف اى مكان ايا كان بيقولولك ( شاليك ) ليه مش عاصم ؟
يعنى ليه مش بينادوك ب اسمك ؟ ليه مغيّرين اسمك و لا انت اللى مغيرُه ؟! تقريبا محدش بيقولك عاصم غيرى و روسيليا بس ؟!
عاصم إرتبك : هاا مانا قولتلك دى خصوصيات شغل !

همسه إستغربت : شغل ؟! شغل ايه اللى يخليك تتقبّل انهم يغيرولك اسمك ؟!
عاصم إتوتر : عادى بئا مانا قولتلك قبل كده دى اسرار شغل يا همسه
همسه بشك : عليا ! اسرار شغل عليا ؟
عاصم حاول يغيّر الموضوع : طب ايه بئا مش يلا .. مش هنخرج ؟
همسه : لاء و بعدين انت خارج ف عشا عمل .. يعنى حاجه تبع شغلك لازمتى انا بقا ايه ؟ و لا هو تكمّله للديكور و خلاص ؟
عاصم بنفاذ صبر : ذنبى انى مش عايز اسيبك لوحدك ؟

همسه وقفت بنرفزه : بجد ؟! و الله ! مش عايز تسيبنى لوحدى من غيرك انت .. لكن تسيبنى لوحدى من غير اهلى و صحابى و جيرانى و بيتى و شغلى عادى .. عادى جدا .. لاء كتر خيرك بجد !
عاصم نفخ بضيق و سابها و خرج من غير و لا كلمه تانيه ..
لأنه عارف لو ردّ على كلامها هى هتقول ايه و هتسأل عن ايه و مليون سؤال و سؤال جواها .. و اسألتها محتاجه اجوبه و هو معندوش استعداد يجاوب لإنه معندوش استعداد تسيبه تانى .. ف مشى و سابها لمجرد انه عارف لو ردّ الحوار هيخلص على ايه !
خرج و هى مره واحده عينيها دمّعت و ابتدت تعيط بصمت .. قامت جابت علبة الدوا و اخدت قرص منه مهدئ .. اللى سنين و هى ماشيه بيه .. و عياطها بيزيد بحُرقه لإنها مفيش ف إيديها غيره !

و ف مكان بعيد شبه منعزل نلاقيه واقف بينهج من العرق من كُتر ماهو غرقان ف وسط تدريباته ..
خلّص و دخل لبس و قعد و سند ضهره و رجّع راسه لورا و شرد بجمود جوه دايرة ذكرياته و افتكر إزاى خلّص اكاديمية الشرطه اللى دخلها ب أعجوبه و لولا الحظ ساعدُه مكنش عارف هيبقا ايه و لا فين و لا بيعمل ايه !
و برغم إنه خلّص و إشتغل إلا إنه بيغرّق نفسه ف التدريبات اكتر مع العيال الجُدد مره و مع نفسه مره بيحاول يلهى نفسه عن وحدته و عن ذكرياته اللى وحدها ونيسة رحلة حياته !

و ده خلّاه عنيف جدا غشيم جدا شَرِس جدا حاد جدا و مع ذلك لمّاح و ذكى جدا .. معروف عنه سرعة الفطنه و البديهه و مكتوب ف السى فى بتاعه ف المخابرات إنه ذكائه مخيف !
و ده خلّاه إتخرّج بسرعه لإنه عمل دوبلير ف كذا سنه من سنين الدراسه ( يعنى يدمج سنتين ف دراسته و يدخل امتحانتهم الاتنين و ده نظام غربى موجود ف روسيا ) !
و بحُكم قدراته زائد واسطة حد معين ساعده يدخل شرطه .. إتقبل ف المخابرات و منها ف العمليات الخاصه !
و لقدراته الخاصه بيسمّوه هناك " مااااااااااارد" و ده عشان قريب من اسم مراد اسمه !

معروف عنه مفيش قضيه إتخطّته هو بيتخطى كل حاجه قدامه مهما كانت .. مبيخافش الموت و مستبيع .. نجاحاته و قدراته لا تتناسب مع سنّه خاالص .. و عشان كده إترقّى بسرعه ف شغله و جاتله ترقيات استثنائيه لحد ما بقا ..
المقدم / مراد عبدالله !!

روسيليا رايحه جايه بتنفخ و الموبايل ف إيدها بتطلبها كتير و مبتردّش لحد ما جابت اخرها و لسه هتقوم لقت الباب بيتفتح ف إتنهدت ب إرتياح
روسيليا بعصبيه : حراام عليكى يا ليليان .. بجد حرااام عليكى .. 350 رنه و لا مره صعُبت عليكى و قولتى اما اطمنها عليا
ليليان فكّت طرحتها حدفتها عالكرسى و خلعت الشوز و نطّت عليها بشقاوه : و الله انتى اللى حرام عليكى يا غوسيليا (روسيليا) .. مش 350 ميسد هما 322 بس
روسيليا إتنرفزت : بتهزرى ؟! انتى بتهزرى؟

ليليان بضحكه بريئه شبه الاطفال : ايوه يعنى افهم 350 رنه ليه يا ماما ! هاا ؟! ليه ؟
مانتى عارفه انى ف شغلى .. و طالما مردتش يبقا يا ف الجامعه يا ف المستشفى .. هكون فين اتخطفت يعنى ؟
روسيليا إتفزعت من الكلمه و تمتمت : تااانى ؟ بعد الشر حبيبتى !

ليليان ضيّقت عينيها و هى إنتبهت : بردوا تطمنينى .. تردى متسبنيش كده اضرب اخماس ف اسداس و عقلى يودى و يجيب
ليليان باست راسها بإبتسامه حب : حبيبتى يا مامى انا بقيت دكتوره قد الدنيا بطّلى خوفك ده بئا ..
روسيليا بصّتلها بغيظ و ليليان ضحكت بهزار و هى رافعه صوباعها لفوق : مش انا اللى يتخاف عليها ده انا اخوّف بلد .. ده انا دكتوره ليليان نضال معتصم الشرقاوى !

ليليان موبايلها رن بصّت فيه و ابتسمت برقّه و روسيليا بصّتلها بإبتسامه و ضيّقت عنيها : راامى ؟
ليليان رفعت حاجبها بإبتسامه و روسيليا غمزت بضحكه و هى باستها بسرعه و جريت على اوضتها تغيّر هدومها ..

هى دخلت وروسيليا إتنهدت بحزن و ضيق و تمتمت بخفوت : ربنا يحميكى يا قلبى .. يحميكى من كل شر و من كل اذى و من كل حاجه وحشه .. و متشوفيش اللى شوفتيه تانى .. ياترى هتسامحينى يا ليليان ؟ يوم ما هتعرفى هتسامحينى ؟! يارب بس تعرفى قبل اى حاجه انه كان حب و خوف عليكى !
ليليان دخلت و فتحت الموبايل : (غاامى) رامى
رامى بحب : غُريّبة رامى
ليليان ابتسمت برقه : يعنى هو يا بسكوت يا غُريبه ، انت جعان يا رومى ؟

رامى بمكر : ممم رومى ده انا اللى جعان بردوا
ليليان وشها احمّر : كوبه عليك
رامى بهزار : و عليكى
ليليان : اخص على كده
رامى : عشان نبقى سوا
ليليان برّقت : سوا فين ؟ ف الكوّبه ؟
رامى بهزار : امال هسيبك
ليليان بغيظ : اقفل بدل ما .. ما
رامى باستفزاز : مأمأتى ربنا يستر ، المهم وصلتى امتى ؟

ليليان : لسه حالا بالا
رامى : ماشى يابو الفصاد
ليليان ضحكت و فضلوا يرغوا كتير لحد ما قفلت ( رامى يبقا ابن خالتها ، امه تبقا بنت عم روسيليا )
خلّصت و خرجت لروسيليا لقتها سرحانه بحزن
ليليان و هى بتشاور ب إيديها قدام وشها : اووووه روحتى فين ؟
روسيليا بحب : كنت بدعيلك حبيبتى .. كل مره بتخرجى بتاخدى قلبى معاكى لحد ما ترجعى .. و اول ما ترجعى بحمد ربنا ان روحى اتردّتلى و ادعيلك ربنا ما يحرمنى منك!

ليليان ضمّتها بحب : و لا يحرمنى منك انتى كمان يا مامى
روسيليا ابتسمتلها و همست مع نفسها : و لا يحرمك منى فعلا .. بكفايه اووى اللى اتحرمتى منهم يا قلبى !!

قاعده ع استيدج التصوير و بتقلّب ف الورق اللى قدامها بقرف و شويه و نفخت بغضب و رمت الورق بعنف و قامت بسرعه
رامز : فى ايه تانى يا غرام ؟
غرام بقرف : انا مش هقول القرف اللى مكتوب ده ! الناس مش متابعانى و بتستنى البرنامج بتاعى من الاسبوع للاسبوع عشان اطلع استخفّ بعقولهم
محمود المخرج من وراها : و حضره المفتش العظيم عايز يطلع يقول للناس ايه ؟ قوليلى بما انك عملتى نفسك منتج و مخرج و مذيع ف نفس الوقت
غرام بغضب : انا مش هلعب بعقول الناس .. من امتى و انا بتحفّظ الكلام اللى هقوله ؟ و بطلع اردده زى البغبغان ؟
لو عايز واحده من النوع ده مرصصين ع الارصفه ؟

لكن انا لاء .. لا ده طبعى و لا اسلوبى
محمود بغضب : و ايه هو طبعك و اسلوبك ؟ هاا ؟ إنك تسخّنى الناس.. و تنفخى عقولهم و تورّميها بتهويل الاحداث لحد ما يولّعوا ف بعض
غرام إندفعت ناحيته بعصبيه : انا ؟! انا اللى بورّم عقول الناس و لا انت اللى عايز تمسح عقولهم خالص !
انزل الشارع و شوف اذا كنت انا بهوّل الاحداث و لا انت اللى بتغمض عينك عن اللى مش عايز تشوفه او خايف تشوفه
محمود : انا مبخافش خدى بالك من كلامك .. و لا انتى عشان ما بنت سياده اللوا و خالك بردوا لوا هتتنططى ع الكل.

غرام بكبرياء : انا بتنطط بشغلى مش مركونه على حد و انت عارف ده كويس .. و سواء كنت بنت مهاب السويدى او بنت البواب مفرقتش معايا ف شغلى ..
لإنى عمرى ما دخّلته ف شغلى و لا إعتمدت على إسمه .. انا اسمى لوحده كفايه ، كفايه اووى .. غرام مهاب السويدى !!

( غرام مذيعه شاطره جريئه اتخرجت من اعلام و اشتغلت بسرعه بحكم نشاطها .. شخصيه متمرده جدا و متهوره لاقصى درجه .. جريئه جدا .. و ده واضح جدا على ملامح شغلها اللى بتتكلم فيه بمنتهى الجرأه .. ابوها مهاب السويدى لوا ف المخابرات و خالها كمان شاكر الدخيلى و ابنه سيف مقدم شغال معاه و خالها التانى اصغر منها و ده صحفى .. ابوها كان متجوز قبل امها و مخلّف مازن اكبر منها و طلّق مراته و اتجوز امها و خلّفها و بعدها طلّق امها و رجع لمراته الاولى و عايش معاها هى و ابنها مازن و هى عايشه مع امها اللى عايشه مع اخوها شاكر و مراته و ابنه )

مصطفى زق الباب و إندفع : صاحبى يا صاحبى يا عم الناس
مراد عبد الله رفع حاجبه : اموت و افهم بيعلّموك ايه ف بلدك ؟
مصطفى ضحك : اقولك بيعلمونى ايه و لا تزعلش ؟
مارد بتريقه : هما لو علّموك حاجه ف بلدك كنت هتبقا كده ؟ يابنى انت شكلك لا محصّل ظابط شرطه و لا حتى جايب ظابط ايقاع
مصطفى رفع حاجبه : شوف مين اللى بيتكلم ؟
مارد بتريقه : هو انا جايبُه من برا !

مصطفى إبتسم بحب : اخوك بئا و لازم تلقط
مارد بشرود : ااه يا مصطفى ! اخويا فعلا ! انت اكتر من اخ يا مصطفى !
انا لولاك مكنتش هعرف اعدّى حاجات كتير .. من غيرك كنت هبقى لوحدى .. عشان كده مهما بيحصل بينا مبعرفش ازعل و لا ازعّلك .. معنديش استعداد اخسرك زى ما خسرت حاجات كتير !
مصطفى حاول يغيّر الكلام لإنه عارف جرحه كويس اللى بينزف طول السنين اللى فاتت : ايه ايه انت ! هتقلبها نكد و لا ايه ؟ ما تقوم يا لطخ عشان نلحق الطياره .. دى الحاجه ام مصطفى عامله كل ما لذّ و طاب ب امر من الحاج ابو مصطفى عشان هما اليومين دول ف اجازه لمصر مع ابنهم مصطفى.

مارد بهزار : ده انت مش ابنهم ده انت ابن كلب
مصطفى ضحك : و الله انا بقول كده بردوا .. يلا عقبال ما انزل حصّلنى عشان نلحق .. و اعمل حسابك اول ما ننزل مصر هتروّح معايا عليهم .. مش هتعرف تفلت انت عارف مفيش اكل بيتحط إلا اما سيادتك تشرّف ..
متعرفش مين فينا اللى سايبهم ف روسيا و مسافر و مين اللى معاهم !
مارد عمل نفسه بيتف عليه و هو ضحك بهزار و هو خارج : ده لو انت اللى بتسافر و ترجع و انا اللى مكانك عايش معاهم ف روسيا على طول معرفش كانوا هيطيقونى ازاى ؟!

خرج و مارد رجع ضهره لوره و حطّ ايده ورا راسه :
مش عارف لولا وقفة ابوك و جدك مَهد جنبى كنت زمانى فين و لا زمانى ايه ؟! احنا اللى يشوفنا يقول خوات بجد محدش يتوقعنا خوات بالتبنّى !!!

مصطفى خرج مراد شويه و قام لبس و خرج .. اتقابلوا ف مكان و منه على طيارتهم و خدوا طريقهم لمصر
مصطفى قرّب عليه : ماارد .. خلاص إحنا على وصول
مراد هزّ راسه بضيق متعوّد عليه كل ما يجى ينزل مصر ف مهمه و بيتمناها تخلص بسرعه و يرجع ..
مصطفى بترقّب : طب مش ناوى تفكر ف الشغل هناك و
قاطعه مراد بجمود : لااء

مصطفى برجاء : ليه بس ؟ هتفضل لإمتى تقتل مستقبلك عشان معيشتش ماضيك ؟؟
مراد نفخ بعمق و بص بشرود من قزاز الطياره اللى كان هو اللى سايقها : لاء .. البلد دى بالذاات لاااء !! خساره المعروف و الخدمه ف البلد اللى طلعنا منها زى الفراخ المتكتفه و الرقابه فيها نايمه و يوم ما جاتلى الفرصه ارجع الرقابه صحيت و قالت لاء عشان ماليش اهل ..

عاصم لبس و خرج بعد ما فشل يقنع همسه تخرج معاه للعشا و فضّلت تغرق ف دوامه تفكيرها و حزنها اللى بقت الونسيه الوحيده لسنينها اللى عدّت و اللى دايما بتفضّلها عنه مهما قدملها المقابل !
خرج و قابل نضال و اخده و راحوا المكان اللى هيقابلوا فيه شراكئهم
نضال : هى همسه مرضيتش تيجى بردوا ؟
عاصم بغضب : لاء !
نضال هز راسه و عاصم سكت شويه و نفخ بضيق : مهما بحاول اعملها بردوا بحسّها بعيده .. ف دنيا تانيه لوحدها .. مش عارفه تنسى ! مهما بحاول بردوا مش قادره تنسى !

نضال بهزار : قصدك مش قادره تفتكر .. مش مش قادره تنسى !
و هى لو مكنتش ناسيه كانت هتبقى معاك ؟! دى لولا انها

قطع كلمته مع نظره عاصم له بصرامه و هو كمّل بتبرير : قصدى يعنى احمد ربنا اللى عملّك كده ! كده احسن !

سكتوا شويه و عاصم اتنهد بغضب : هى روسيليا مجاتش معاك ليه ؟
نضال بقرف : بتقول مش فاضيه
عاصم بتريقه : اه طبعا و هى هتفضى ل ايه و لا ايه ؟! ما كفايه تفضى للهانم و خصوصياتها !
نضال بتريقه : ليليان ! على رأيك .. يا اخى انا مش عارف دى لو كانت بجد بن
قاطعه عاصم بغضب : متفكرنيش .. متفتحش السيره دى و متفكرنيش باللى هى عملته .. عشان كل ما بفتكر ببقى عايز اولع فيك .. ف اشترى نفسك و خلينى انسى اللى مراتك عملته !

نضال بدفاع : مرااتى ؟ ماهى بردوا اختك يا عاصم .. و كل حاجه كانت على يدّك
عاصم كز على سنانه بغل : و انت لو كنت واخد بالك كويس مكنتش عرفت هى تلوى دراعى و تجبرنى اعمل حاجه مش عايزها !
انا كنت مرتب لكل حاجه و هى جات لغبطت الدنيا على اخر لحظه
نضال : بردوا وصلنا للى عايزينه .. و ادينا اتصرّفنا بطريقه تانيه .. و بردوا عرفت تكسر مناخيره و تجيبه الارض !
عاصم ب غلّ و كره : بالطريقه دى او ب اى طريقه حرقت قلبه و كسرته و ده المهم !

نضال ضحك : و الحظ ساعدك كتير بردوا يا باشا .. و إلا مكناش هنعرف نخرّجك من بين فكى الاس !
عاصم بضحكه شر : فكّى الاسد ؟ مممم .. قولّى اخبارهم ايه فكّى الاسد دول !؟
نضال بتريقه : كل واحد فيهم بيبكى على ليلاه .. كل واحد منهم قاعد بيندب على بنته ..
عاصم ضحك بصوت عالى ضحكه سَمِجه و نضال معاه : المرحومه !
عاصم ضحك اكتر بصوته كله :
ااه و المرحومه هى و هى __
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثانية بقلم أسماء جمال


نضال : بردوا وصلنا للى عايزينه .. و ادينا اتصرّفنا بطريقه تانيه .. و بردوا عرِفت تكسر مناخيره و تجيبها الارض !
عاصم كز على سنانه ب غلّ : بالطريقه دى او ب اى طريقه حرقت قلبه و كسرته و ده المهم !

 

نضال بضحكه شر : و الحظ ساعدك كتير بردوا يا باشا .. و الا مكناش هنعرف نخرّجك من بين فكى الاسد !
عاصم شرد بغلّ لما افتكر : ____

Flash baak

عاصم إتقبض عليه و اترحّل على مصر .. و لإنه كان متصاب بتلات رصاصات لحظه ما بيقبضوا عليه اتنقل المستشفى وسط حراسه مشددّه .. و اتوصّى عليه من مراد اللى زاره مره واحده ف المستشفى ..
و وصّى للدكتور يعمل ايه بالظبط معاه .. بس جاه إختفاء همسه ف الوقت ده خطف من علي عاصم الانظار .. و الكل انشغل بهمسه و ولادها اللى كانوا وقتها لسه معرفوش فين ..

مرّ اسبوع على وجوده ف المستشفى .. و طلعله تصريح بنقله السجن .. و ليلة ما هيترحّل فجأه شبّت حريقه ف المستشفى كلها و من شدّتها النار مسكت ف كل ركن ف المستشفى ..
و مره واحده دقّت اجراس الانذار .. و الكل إبتدى يجرى ..
و حصلت حاله من الهرج و المرج سيطرت ع المستشفى ..


 
و ف وسط إنشغال الكل .. دخل على غرفه عاصم مجموعه متنكّرين ف لبس دكاتره .. و إبتدوا يخرّجوه و اتحركوا بيه ناحية المشرحه .. و منه للباب الخلفى للمستشفى و خرجوا بيه .. بعد ما حطّوا مكانه جثه ..
و ولّعوا ف غرفته بالجثه بالحراسه زى ما ولّعوا ف المستشفى كلها .. عن سابق تدبير و تخطيط دقيق من المنظّمه اللى عاصم تابع ليها !
الحريق مسك ف المستشفى بالكامل .. مسابش حاجه حيّه.

او حتى لها ملامح .. و ده لإنهم إبتدوها بحريق بسيط يشدّ إنتباه الكل .. و بعد ما اتأكدوا من خروج عاصم فكّوا مواسير الغاز الطبيعى الموصّله للمستشفى ..
و إبتدى الموضوع يخرج عن السيطره .. و ف دقايق كان كل حاجه إنتهت للأبد .. و مع وصول المطافى و الاسعاف كان متبقّاش حاجه يمكن إنقاذها ..
و كله بقا رماد و دخان غطّى على هروب عاصم اللى خرج لتبتدى رحله عذاب من نوع اخر للكل !
عاصم خرج و اتحطّ ف عربيه كانت برا ف انتظاره و اتنقل على مكان و منه لبرا البلد نهائى بلا عوده !


 
و مع شده الحريق المًدبَر كل اللى ف المستشفى انتهوا و عاصم تاه من بينهم ف نظر الكل .. و مع تزوير تقرير من المعمل الجنائى تكون بكده اكتملت صوره وفاته المشوشه !

baak

عاصم اتنهدّ بغلّ و بصّ ل نضال و كزّ على سنانه اما افتكر زيارة مراد له بعد نقله للمستشفى و اللى عَمله فيه ..
و تمتم من بين سنانه : لحقتنى يا نضال بس ياريتك كنت استعجلت شويه يمكن كان فرق معايا دلوقت .. اكيد كان هيفرق كتير !

روسيليا قاعده على حرف السرير و حاطّه ايديها على راسها و ساكته بقلة حيله
ليليان بضيق : ليه لاء ؟! يعنى يا مامى افهم فيه ايه سفرى لمصر بس ؟ طب مانا بسافر كتير و روحت لأكتر من بلد و لوحدى كمان بحكم شغلى .. و بيبقا فى مؤتمرات ف اى بلد و بروح ..


 
و قعدت ف انجلترا سنين دراستى .. تفرق ايه بئا سفرى لمصر عن اى بلد تانيه ؟!
روسيليا بتهتهه و هى مش عارفه تقولها ايه : اا .. بخاف عليكى اما تسافرى لوحدك
ليليان إتنهدت بضيق : يا حبيبة قلبى مانا بقولك اهو نسافر سوا احضر المؤتمر و نقعد يومين نغيّر جو و هنرجع على طول .. يعنى مش لوحدى هتبقى معايا اهو !
روسيليا إتنهدت بحزن لإنها متعودتش تقولها لاء بس الموضوع ده بالذات مالهاش كلمه فيه : اا .. انا مش فاضيه اليومين دول.

ليليان ضيّقت عينيها : مش فاضيه يعنى وراكى ايه يا ماما ؟ بعدين مانا على طول بسافر اى حته لوحدى .. شغل بئا دراسه مؤتمر .. او حتى فُسحه .. و مبتعترضيش بالعكس دايما ف ضهرى و بتشجعينى ..
ليه بئا عند السفر لمصر و بتقفى فيها و تعترضى ؟ بجد بقا مبقتش فاهمه و انتى مش مفهّمانى ..
حتى بابا اما بتيجى سيرة سفرى لمصر بيزعّق بعصبيه لدرجة بحسّ ان فى حاجه انتوا مخبينها او انا مش عارفاها !


 
روسيليا إرتبكت بتهتهه : حاجه ايه و هنخبى ايه بس ؟ يا حبيبتى باباكى خايف عليكى ..
نضال بيقول ان الوضع ف مصر وحش .. و حوادث الخطف و الاغتصاب و عصابات تجاره الاعضاء بقت ف كل حته !
هو ابوكى و خايف عليكى ف بيرفض عشانك مش عشان حاجه تانيه
ليليان هزّت راسها بعِند : مش مقتنعه بولا كلمه من اللى قولتيه ده .. يعنى ما كل حته فيها قلق .. و المهم على اللى تحافظ على نفسها .. مش الحبسه دى اللى هتحافظ عليا يعنى
روسيليا بزعل مصطنع : حبسه ؟! انا حبساكى يا ليليان ؟ طب ماشى شكرا.


 
ليليان قرّبت منها بحب و باست إيديها : حبيبة قلبى انا مكنتش اقصد .. بعدين انتوا اللى مزودينها اووى حتى خالو عاصم رافض بشده نزول طنط همسه مصر !
مع إنه عمرى ما شوفته بيرفضلها طلب .. بس لحد نزول مصر و بيقابل الموضوع مش بس برفض .. لاء ده بهجوم مش مفهوم ..
احنا حتى الصيف اللى فات اما اتفقنا ننزل مصر و نشوف اسكندريه لمجرد إنى بسمع انها حلوه .. و هى قالت نفسها تشوفنا .. ف اتفقنا نعمل رحله لهناك ..
و ساعتها لمجرد اقترحنا عليكوا الدنيا اتقلبت .. و كلكوا هاجمتونا بشده من غير ما حد فيكوا يقول سبب مُقنِع !
يعنى حتى ارفضوا بس احترموا عقليتنا .. و قوليلى سبب مقنع و ارجوكى بلاش حكايه القلق و الخطف دى لإنها بصراحه مش داخله دماغى و بقت سخيفه !

روسيليا إرتبكت لمجرد إتفتحت سيرة همسه و عاصم و ليليان لاحظت ده فقرّبت منها بفضول : قوليلى يا ماما هى بردوا طنط همسه محدش سأل عنها ؟!
روسيليا توترها بيزيد : حد مين بس ؟ هى عيله تايهه ؟
ليليان إستغربت : اه يا ماما تايهه ! هو فقدان الذاكره ايه غير توهان ؟!
اكيد تايهه وسطنا .. مهما حاولنا نبقى اهلها اكيد هى مشتاقه لأهلها و لعيلتها ماهى اكيد كان ليها عيله بردوا !
روسيليا بشرود : ماهى مش فاكراهم يا ليليان .. ياريتها حتى تفتكر إسمها .. و اديكى قولتى فقدان الذاكره يعنى توهان و هى تايهه !
ليليان بإستغراب : هى اللى فاقده الذاكره على فكره .. مش اهلها !

يعنى لو حتى هى نسياهم لازم يبقوا هما فاكرينها .. محدش دوّر عليها ؟ محدش افتقدها ؟ محدش استغيبها ؟
روسيليا بقلق : لاء محدش سأل .. و بعدين مانتى عارفه خالك عاصم قالها ان ابوها و امها ميتين .. و كانت متجوزه واحد بقا الله يسامحه اخدها منه غدر و الاخر رماها
و هى بعد الحادثه عاصم لحقها منه و جابها على هنا عشان يحميها !
ليليان بشك : مش عارفه اقتنع بكلام خالو عاصم يا ماما !
يعنى حتى لو كلامه صح ليه يغيّر اسمها مثلا ؟! ليه تبقا همسه الشرقاوى ؟ ليه مفضلتش ب إسمها ؟
ده حتى ابسط حقوقها .. و مدام عارف عنها كل ده .. يبقا اكيد عارف إسمها ف ليه بقا يغيّره .. و اذا كان ع اللى كانت متجوزاه ف اكيد خالو عاصم هيعرف يحميها منه !
روسيليا بشرود : الله اعلم بقا .. هو قال كده و هى رضيت !

ليليان بزعل : قصدك إستسلمت يا ماما .. انتى مبتشوفهاش تايهه ازاى ..دى بتصعب عليا ..
واحده عملت حادثه و فقدت الذاكره و فجأه لقيت نفسها مش عارفه و لا فاكره اى حاجه عن نفسها .. و كل اللى اتقالها انها لا ليها بيت و لا اهل و لا ولاد و لا عيله ف هتروح فين ؟
ده غير ان خالو عاصم مدّهاش فرصه حتى تدوّر .. بيقفل اى سكه قبل حتى ما تتفتح
روسيليا همست لنفسها بشرود : ياريتها فقدت الذاكره بس دى فقدت كل حاجه .. و الله ما عارفه اقول ربنا يعوضها .. ايه اللى ممكن يعوّض الواحده عن حياتها ؟!
ليليان بصّتلها باستفسار عن تمتمتها بالكلام اللى مسمعتهوش و هى
بصّتلها بقلق : مالناش دعوه يا ليليان .. هما حرّين و هى بئا إستسلمت رضيت اهى عايشه !

ليليان : طب اللى كانت متجوزاه ده مخلفتش منه ؟ مالهاش عيال يعنى ؟
روسيليا كانت بتشرب شاى و مره واحده اتخضّت من كلمه ليليان و إتوترت .. و ده خلّى الكوبايه وقعت من ايديها .. ليليان قرّبت منها بسرعه : حبيبتى مالك ؟
روسيليا توّهت : معلش ايدى خبطت ف السرير
ليليان بصّتلها بعدم فهم و روسيليا قامت لمّت القزاز بسرعه و خرجت قبل اى اسئله تانيه عشان تقفل الحوار ده !
خرجت بسرعه وسط إستغراب ليليان و دهشتها من الربكه دى .. و اول ما طلعت قفلت الباب و سندت عليه بشرود و ضيق و تمتمت بخفوت : ربنا يعوّضها و يعوّضك يا حبيبتى !

اللوا عامر هو اللى كان إستدعى مارد ينزله مصر ضرورى بشكل شخصى و سرّى .. و فعلا نزل مع مصطفى ..

دخل مراد عنده و إتفاجئ بالوضع ..
مجموعه من اكبر القيادات و الرًتب .. و الكل باين عليه الإرتباك و الوضع متوتر !
مراد دخل و بصّلهم بقلق : خير يا باشا
اللوا عامر إبتسم : مراد انت عارف إنك من اكفئ الناس مش بس اللى تحت ايدى لاء اللى اعرفهم كلهم ..
بثق جدا ف ذكاءك و تصرّفك .. عشان كده بستدعيك من برا مخصوص ف اى حاجه مهمه .. و بسلّمك اى حاجه و انا واثق انها هتخلص على احسن مانا عايز او متوقع
مراد بهزار : استر ياارب .. المقدمات دى مش مريحانى
اللوا عامر : لاء متقلقش .. ابشر يا مارد
مراد خبط قورته بإيده بهزار : اوباا .. ابشر يا مارد يبقا ربنا يستر .. النبى يا باشا بلاش ابشر دى .. لاحسن ببقا عارف النفخ ده اخرته هتنفخ بعده.

الكل ضحك و اللوا عامر بصّله كتير : بنجهّز لعمليه مش هعرف اثق ف حد غيرك يشرف عليها .. بقالنا كتير بنستعد بس مكنش عندى تعليمات ابلّغك بحاجه الا ف الوقت المناسب قبل التنفيذ مباشرة و اهو جاه
مراد بإستعداد : و انا من رجلك دى لرجلك دى
عامر رفع حاجبه بغيظ و هو ضحك : اصل ياباشا عدّينا مرحله الايدين دى من زمان .. احنا ف النفخ حاليا !
اللوا عبد الرحمن : العمليه دى ف اسرائيل !
مراد بصّله بحماس و هو كمّل : احنا محتاجين معلومات مهمه على جهاز واحد من اكبر العناصر المهمه ف الوزاره عندهم ، الجهاز الخاص بيه اللى عليه المعلومات ف بيته ..

المعلومات دى تخصّنا عايزينها .. و مش عايزين كمان يبقالها اثر هناك .. يعنى هاتها و امحى اى اثر ليها على جهازه حتى لو هتفجّره !
مراد بحماس : و لو عايز نفجّره شخصيا هيحصل !
اللوا عامر و عبد الرحمن بصّوا لبعض بإبتسامه ثقه : ما ده اللى هيحصل بس مش ف بيته !
مراد بصّله بتركيز و هو كمّل بإنتقام : بعد ما تجيبلنا المطلوب هتزرع قنابل ف اماكن معينه هناك ! اماكن كلها فعّاله و حيويه بالنسبالهم ف الوزاره و بعض اماكن الداخليه
و طبعا معاك الفريق بتاعك بس انت اللى منهم ليك القياده و هيتحركوا ب اوامر منك !

اللوا عامر إبتدى يشرح لمراد المطلوب .. و مراد إبتدى يحطّ خطته اللى هيتحرك على اساسها ومنها هيوصل للى هو عايزوه !
قعدوا كتير يتناقشوا و يرتبوا خطواتهم و مراد حدد اللى محتاجُه ف المهمه
مراد بثقه معتاده : كده تمام .. تقريبا جمّعت كل اللى يلزمنى .. إدينى 48 ساعه و هبلغ حضرتك بالتفاصيل !

بصّوله بثقه و هو سابهم و خرج .. إجتمع بالفريق اللى شكّلهوله اللوا عامر .. اللى منهم مصطفى لإنه بيثق فيه جدا .. و بيلجأوا لبعض ف المواقف اللى زى دى .. رغم انه كل واحد فيهم شغال ف مكان تبع دوله تانيه إلا انهم اما بيحتاجوا بعض بيساعدوا بعض بشكل استثنائى !
و لانه على علاقه شخصيه باللوا عامر .. ف هو بيستدعيه ف مهمات خاصه من النوع ده .. يخلّصها و يرجع مكانه

مراد العصامى اخد بعضه و مشى على شغله و اخر اليوم كان جهز .. تحت إصرار الكل بحضوره اللى دايما له هيبه و رونق خاص .. راح لحفلة التخرُّج لدفعه السنادى
مراد دخل و خطف الاضواء كالعاده .. و إبتدت محاولاته كالعاده إنه يندمج مع الكل .. او بمعنى اصح يمثّل ده عشان يرحم نفسه من نصايح الكل إنه يعيش حياته بئا .. او حتى نظرات الشفقه منهم !

مهاب بضحكه خبطُه بخفّه على كتفه و هو جاى من وراه :
بذمتك يوم ما ترضى تحضر حفلات تبقا من النوع ده !
مراد بتريقه : مالها النوع ده ؟! و لا اه نسيت مانا بسأل مين ؟ عنتيل الامن القومى .. خريّج كباريهات شارع الهرم و متسوّل جامعة الدول و ملازم حفلات نص الليل و

مهاب بهزار حطّ إيده على بوقه بغيظ : بس بس انت ايه يا جدع انت ؟ مستحلفلى اخرج من الجهاز ده بملايه و لا سرير ؟
مراد بتريقه : لاء انا لو عايز هخرّجك من غيره
مهاب رفع حاجبه بصدمه : من غيره ؟ هو ايه ده ؟
مراد بضحكه مكتومه : السرير ! هخرجك من غير السرير !
مهاب بغيظ : اه بحسب .. و بعدين انت فاكرنى زيك هترهبن يعنى .. ده انا بستعجبك يا اخى قادر تعيش كده ازاى ؟

مراد إتنهد : و مين قالك إنى عايش .. انا روحى فارقت مع اللى فارقوا و مفضلش غير جسم وسطكوا !
مهاب حاول يهزر عشان ميدخلش ف متاهة وجعه : طب الجسم ده بقا مالهوش عليك حق .. تدلعه تفرفشه ( و بصّ لواحده معدّيه بغمزه ) تبسطُه !
مراد بنفاذ صبر : لاء انا مرتاح كده .. خلينى ف اللى انا فيه عاجبنى و انت خليك ف .. ف اللى انت بتعكُّه .. معنديش إستعداد حتى احاول
مهاب بهزار : لاء انت عندك إستعداد للإنحراف بس محتاج اللى يشجّعك .. اسألنى انا انت ايش عرفك
مراد إتنهد بوجع : حتى لو عندى ..ف معنديش ابدا استعداد يبقالى عيّل تانى يشيل اسمى مع ولادى و يشاركهم ف اسمى !

بكفايه بسببى اتحرموا من الدنيا .. ف مش هحرمهم كمان من ملكيّتهم فيا .. حتى لو هحرم نفسى من إنى يبقالى ابن يسندنى و إتسند عليه !
مراد حدف كلامه و قفل الحوار .. لإنه مبقاش له خُلق لمناهده الكل المعتاده معاه .. و مهاب تقبّل ده و حاول يغيّر الكلام
مهاب بحب : و بعدين مازن ماهو إبنك بردوا .. ده تربيتك يابنى انا ساعات بنسى إنه ابنى انا
مراد بغيظ : لاء مازن ده تبلُّه و تشرب مَيتُه ..
مهاب ضحك اوى و مراد ضحك : ده حتى مَايتُه هتطلع حريمى ماهو شبهك ..

مهاب : و الله ده
و قطع كلمته مع مازن اللى نطّ من وراهم بهزار : هى مالها ناشفه ليه كده ؟! لاء احنا نخلص و نطلع نلقّط حاجه كده و لا كده تطرّى القاعده ؟
مراد بصّله و بصّ لمهاب اللى كاتم ضحكته : مش بقولك ده معجون بمايه حريمى !
و الاتنين بصّوا لبعض و مره واحده إنفجروا ف الضحك و مازن بيبصّ بينهم بعدم فهم و مستغرب بيضحكوا على ايه !

غرام روّحت البيت بغضب قابلت خالها شاكر
اللوا شاكر إبتسم : حبيبه خالك جايه بدرى .. خيييير
غرام بضيق : هو انا يعنى بأخّر ف لفّ و لا سرمحه .. مانت عارف طبيعة شغلى .. بحب اتحرّك من مكان الحدث
خالها بثقه : و هو انا لو عارف غير كده هسيبك يعنى تمشى براحتك ؟ انا بثق فيكى
غرام نفخت بضيق و هو لاحظ و لسه هيتكلم قاطعته : انا هطلع اغيّر هدومى و انام شويه مصدّعه
خالها شاكر : لا تنامى ايه ؟ مرات خالك بتحضّر العشا اصبرى نتعشى سوا و نامى.

غرام : لا ماليش نفس
خالها بمكر : حتى لو قولتلك عندى ليكى سَبق صحفى محصلش هتعدّى بيه
لسه هتتكلم قاطعهم عُدّى خالها التانى من وراهم
عُدى بتريقه : انا اللى صحفى على فكره مش هى !!
غرام بثقه : يابنى انت بتستخبى ورا قلمك .. بتكتب و تجرى تقعد ف قلب القُراء .. لكن انا بتكلم و بتحرّك كمان من قلب الحدث .. بواجه يعنى ..
عُدّى بغيظ : كل حاجه و ليها متطلباتها ، بعدين فى فرق بين الغُشم و الجراءه ..
غرام بهجوم : انا مش غشيمه انا بس

قاطعهم المقدم سيف ابن خالها شاكر : اوووه جينا لموال كل يوم .. انتوا مش هتكبروا بئا ؟ بعدين لا انت و لا هى ليكوا لازمه من غيرنا ..
و كمّل بغرور : اذا كنتوا انتوا بتنقلوا الحدث احنا بنصنعه !
غرام بغيظ اما ملقتش رد : انت مغرور على فكره
عدى بغيظ : و اوى كمان
اللوا شاكر ضحك : اهى قلبت فعلا على موال كل يوم .. يلا بقا نتعشى و احكيلك ..

قعدوا ع الاكل و ابتدى يحكيلها عن التفجيرات اللى تمّت ع الحدود ف سينا و الابطال اللى اتصدّوا للارهاب و وقّعوا العناصر الارهابيه اللى قامت بالتفحيرات دى
شاكر : انتى كنتى عايزه تعملى حلقه عن ابطال سينا .. و مجهودات رجال الجيش و الشرطه ف حمايه البلد .. عشان توعّى الناس لاهميتهم و ان كل مكان فيه الفاسد و الصالح .. و مفيش احسن من كده موضوع تتكلمى فيه.

غرام بحماس : تمام و اعتقد إنى لو إتواصلت مع حد منهم هعمل سَبق اعلامى
اللوا شاكر : اللوا عامر و اللوا عبد الرحمن كانوا مكلّفين فريق كامل مُجهَز و مُدرَب على اعلى مستوى .. و هما اللى مسكوا الموضوع و اللى عرفته انه كان بقياده واد كده مسمينُه " المارد "
غرام همست : مارد !!

عُدى : و ده مداوم هناك و لا هنا ف القاهره و بيروح بس لشغل و يرجع؟
اللوا شاكر : لا ده و لا ده .. ده عايش ف روسيا و شغّال هناك .. بس اشتغل فتره هنا ف عمليات خاصه .. زائد ان اللوا عامر يعرفه بشكل شخصى و بيستدعيه اذا إتطلب الامر
غرام : يعنى موجود هناك ف سينا ؟
اللوا شاكر هزّ راسه : تقريبا جاى قريب ف شغل .. هعرف و اقولك.

غرام إبتسمت بثقه : يعنى هنعمل سٍبق اعلامى قريب .. يبقا لازم تعرّفنى ع الاقل وقت وجوده ف مصر .. هنا بقا او حتى ف سينا !
خالها هزّ راسه موافق و همست لنفسها بابتسامه : يبقا لازم اقابل اللى بيقولوا عنه " مارد" و اتحرك بنشر الحدث من عنده

ليليان و روسيليا قاعدين قدام التليفزيون ومره واحده ليليان مسكت جنبها بضيق
روسيليا بقلق : انتى بردوا لسه جنبك واجعك ؟
ليليان بضيق : معرفش اما باخد حاجه حادقه بيشدّ عليا .. حاجه بسيطه متقلقيش
روسيليا بقلق حقيقى : يعنى انا مش فاهمه مبتروحيش تكشفى ليه ؟ يابنتى حرام عليكى ؟ هو انا هزقّك على مصلحتك بالعافيه ؟ ان مكنتيش دكتوره بس !
ليليان ضحكت من وسط ألمها : باب النجّار مخلّع بئا هتعملى ايه ؟

روسيليا ب إصرار : بكره هتروحى تشوفى الالم اللى بيروح و يجى ده من ايه ؟ يا هاخدك بالعافيه
ليليان رفعت ايديها بإستسلام : لا و على ايه ؟ بكره و انا ف الشغل هشوف حد من زمايلى ف المستشفى و اعمل تحليل املاح ..
روسيليا هزّت راسها بعدم تصديق لكلامها و هى ضحكت بخفّه و بصّت للتليفزيون ..

مصطفى روّح عالبيت لقى ابوه برا .. سلّم على امه و دخل غيّر هدومه بسرعه و خارج
امه بضيق : يعنى انت بردوا خارج ؟ انت لسه جاى .. طب ع الاقل استنى ابوك يجى من برا و مراد يجى و نتعشى سوا
مصطفى : اما ارجع هعمل كل اللى انتى عايزاه ..
و متخافيش ( و قلّد صوتها ) هبطّل عَطّ و سهر و لفّ و هرجع بدرى .. حااضر
امه بتريقه : لاء و انت بتعمل اووى بالكلام .. بترجع بدرى ده انت كل مره

قاطعها مصطفى بيبوس إيدها و هو خارج : ابوس ايدك حفظت خلاص .. مراد مستنينى و زمانه هيولّع .. و اكتر من كده تأخير انا اللى هيتولّع فيا
امه بضيق : التانى دماغه ناشفه اوى .. يعنى مش عارفه لازمتها ايه الشقه اللى اخدها و لا قعدته لوحده .. هو حد زعّله ؟ ده ربنا يعلم غلاوته ف قلبى .. انا ربيّته زيك و كتير بنسى و اشوفه ابنى .. مصمم يبقا لوحده ليه معرفش !؟
قولتله طب ف روسيا صممت و اخدت شقه و انعزلت لوحدك و على عينى اسيبك لوحدك بس قولت المهم يبقا مرتاح ..

لكن ع الاقل اما احنا ننزل مصر اجازه و يكون هو هنا و نتجمّع ع الاقل نبقا مع بعض ..
مصطفى : جاى معايا و انا راجع متقلقيش .. اعملى انتى بس عشا حلو
امه بتريقه : قصدك فطار بئا .. انت هترجع قبل الفطار؟!
مصطفى حدفلها بوسه ف الهوا بضحك و جرى على برا و هى بتمتم : ربنا يحميكوا يارب و يباركلى فيكوا انت و مراد

ف روسيا ....
همسه كعادتها قاعده بهدوء و بتلعب ف الموبايل بملل ..
و شويه و حدفته و مسكت الريموت قلّبت ف التليفزيون و الاخر قفلته بزهق ..
قامت راحت على غرفة الملابس .. إفتكرت اللبس اللى اشترته ..

خرّجته و قعدت تقلّب فيه بفتور .. و مره واحده قامت تقلع و تقيس فيه حاجه حاجه .. كأنها بتضيّع وقتها او بتشغله و بس !
اخدت وقت كبير بتقيس .. تقلع و تلبس و تلفّ بيه ف المرايه من غير نِفس .. لدرجه منتبهتش لعاصم اللى من شكله واقف بيتفرج عليها بقاله كتير ..
همسه بإستغراب : عاصم ! انت هنا من امتى ؟
عاصم مسح شفايفه برغبه مكتومه : هاا ؟ من شويه كده .. المهم انتى بتعملى ايه يا سوسو ؟
همسه حدفت الحاجه من إيديها بلامبالاه : و لا حاجه ! ملقتش حاجه اعملها قولت اقيس الحاجات اللى جيبتها دى اهو اشغل نفسى مادُمت انت مش راضى تشغّلنى.

عاصم نفخ بنفاذ صبر : همسه انتى عارفه رأيى ف موضوع الشغل ده بالذات ..ف بلاش نفتحه ارجوكى .. عشان متقلبش زى كل مره غَم
همسه إتنرفزت : بلاش نفتح السيره دى و بلاش نفتح السيره دكه .. و بلاش تسألى عن ده .. و بلاش تنزلى مصر .. و بلاش و بلاش و بلاش انا اتخنقت
عاصم نفخ بضيق : مالك بس ؟ عارفه انا عارف مالك ..
انا مشغول عنك الفتره دى حقك عليا .. شويه كده هخلّص حاجه ف ايدى و هاخدك و نسافر نغيّر جو
همسه بصّتله و إتنهّدت بقلة حيله لإن مفيش ف إيدها حاجه تعملها
و هو ابتسم بتتويه : فرّجينى بئا كنتى بتقيسى ايه ؟

همسه كمّلت لبسها ف المرايه و هو قرّب منها حضنها من ضهرها .. و باسها من رقبتها .. و لفّها ليه و باس كل حته ف وشها .. و قرب من شفايفها اقتحمهم بعنف و شده و هى قابلت ده بفتور و برود ..
لإنها عارفه اللى بدأه ده هينتهى على ايه .. و كعادتها ف كل مره يقرّب كده لمحات تروح و تيجى قدام عينيها زى الشبح و زى ما بتظهر بتختفى بنفس السرعه ..
ومضات مع حد تانى ف مكان تانى .. بس للإسف هى لا فاكره الحد ده و لا المكان ده حتى ..
ف مستسلمه بفتور بعد ما ضعفت مقاومتها شويه شويه لحد ما اتبخّرت !

باسها بعنف و كأنه مغلول من حاجه و كل ما رغبته تزيد يكزّ على سنانه بغلّ ..
لحد ما إبتدى ينهج ف بِعد بضيق و سابها مره واحده .. و هى مستغربتش ده لإنها اتعودت منه كل مره يقرّب منها يوصل لعند نفس النقطه و يبعد .. و ينسحب كل مره بحجّه شكل لحد ما خلصت حججه ف بطل يتحجج ..
و بقا ينهى القُرب ده اللى بدأه بشفايفها و ينتهى بردوا عند شفايفها من غير اى زياده .. يعنى ينهيه قبل ما يبتديه وسط إستغرابها و يبعد !

سابها و خرج غيّر هدومه و دخل السرير ينام ببرود و لا كأن حاجه حصلت !
و هى شردت مع نفسها بشك : 19 سنه و مقرّبش اكتر من كده سانتى ؟ طب ليه ؟ قُربه مبيتعداش اللى حصل ده و يهرب ؟ انا صحيح مرتاحه كده و جدا كمان بس بردوا ليه ؟ ممكن لإنى قاومته كتير بعد الحادثه ؟ ممكن لإنى انا اللى رفضت القُرب ده من الاول و هو بيعاقبنى ؟
بس كل السنين دى عقاب ؟! انا اه رفضت الجواز ف الاول منه و قاومت و إنهارت .. بس إستسلمت لمجرد إنه مسابليش اختيار تانى ..
إستسلمت ف ليه بقا ؟ سنين و احنا اخوات و قًربنا مبيتعداش كده !
إتنهدت بلامبالاه : احسن .. انا مرتاحه كده .. اه نفسى اكون ام .. جوايا احساس بالامومه غريب كأنه مدفون من سنين جوايا .. بس مرتاحه لبُعده ده !

مارد خلّص إجتماعه مع الفريق بتاعه و حطّلهم خطوط عريضه يتحركوا عليها استعدادا للمهمه ..
خلّص و طلع على شقته اللى اخدها ف مصر بردوا .. بعد ما اتخرج و اشتغل و انعزل بحياته عن عبدالله و فاطمه عيله مصطفى اللى إتبنوه .. و بقا كل ما ينزل زى كده يروح عليها
غيّر هدومه و لبس و حطّ برفانه المميز و اخد موبايله و مفاتيح عربيته و خرج على سهره كل يوم !

إتقابل هو و مصطفى ف الكباريه .. قضّوا الليل كله سهر و شُرب .. و طلع رقص وسط دايرة بنات إتلمّت حواليه كالمعتاد ..
و إنتهت السهره دى كالمعتاد بردوا و سحب واحده منهم ف إيده و غمز لمصطفى و خرج و التاني خرج باللى معاه وراه !

مراد طلع ع الكباريه من فوق .. فيه غُرف خاصه اخد غُرفه و إبتدى وصلة كل ليله !
و كالعاده معاه واحده من اللى مبيتعدّوش من كترتهم و مبيزيدوش عن ليله معاه
مراد كعادته بيفرض عنفه و ساديته عليها و هى كعادتها بتمثل الرفض و إنها مش عايزاه عشان تزيد رغبته فيها و ده بناءاً على طلبه و رغبته ..
مراد خلّص و زيّها زى غيرها كتير رماها بعد ما خلّص معاها و هى خرجت بغيظ مكتوم متقدرش حتى تظهره قدامه
تابعها هو بعينيه و نفخ بضيق و نفخ و بعدم اقتناع لنفسه : طول ما محدش عارف يرسم الصوره اللى عيشتها مش هعرف اطلع القهر اللى إتكبت جوايا من سنين !
و شرد بقهره على ذكريات و لحظات شبيهه ب دى عاشها بس كان هو الفريسه المغلوب على امره !!

اتنهّد بغضب مكتوم و غلّ مسيطر على كل ملامحه لذكرياته اللى بيدفنها جواه من سنين !
نفخ دخان سيجارته بشرود : ربنا يسامحك يابا .. ربنا يسامحك على كل اللى حصلى و عيشته بسببك .. ربنا يسامحك عشان انا عمرى ما هسامحك !!

 

توضيح من الكاتبة عن تشابك الأحداث...

للناس اللى بتقول تاهت بس عايزه اقول حاجه .. جزء من روايه كاسر الاربعين حلقه ملغم احداث و احداثه لافه و ملغزه و حبل سير الاحداث لافيناه و ربطناه ف اخر الاول عشان نرجع مع التانى نسلكه واحده واحده و نفكه
فالطبيعى ان كل ده مش هيتحل مره واحده و بالتالى مش هيتفهم من حلقه واحده و اللى هى اول حلقه
مع اخر الاول كان فى استفسارات كتير و اولهم مين عايش و مين مات و مين راح فين و ازاى و هيتلاقوا ازاى و امتى و فين
اكيد كل ده مش هيتجاوب عليه من كام مشهد لسه كمقدمه للاحداث.

اول حلقه يعتبر جاوبتك على اول و اهم استفسار مين عايش و فين بعد كده خطوه خطوه الرؤيه هتوضح
انا اما بدأت الحدوته من الاول خالص ف الاول جيبت الحلقه الاولى من الاول مقدمه للاحداث و لو ترجعولها هتلاقوها لقطه لكل شخصيه مشاركه ف الروايه حتى الشخصيات الثانويه و اللى دورها هيقع و ده لانى محبتش اعمل زى المعتاد انى اعرفكوا ع الشخصيات بكلام يوصفهم ان عرفتكم عليهم بمشهد لكل واحد تفهميه منه دوره مكانه شخصيته و كده.

ف التانى بردوا كررتها جيبتلكوا الاولى تفهمكم مين عايش و مين مكانه فين و لازم اوريكوا حياتهم شكلها ايه بعدها نتشقلب و نربط الاحداث
هى بس هتيجى خطوات .. ف الاول كان لازم بس تفهموا مين موجود بعد كده هتبتدوا تفهموا اللى حصل حصل ازاى بعدها هتبتدوا تشوفوا الحقيقه هتنكشف ازاى ف الاخر هيتلاقوا ازاى و عاملالكم حلقات ترفيهيه اوعدكم هتعوضكم نكد الروايه كلها
سيبونى بس اجيبهالكم خطوه خطوه بدون استعجال و اوريكوا دماغى
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثالثة بقلم أسماء جمال


حفله التخرُّج لدفعة السنادى خلصت و مراد روّح على بيته اللى رفض يسيبه مهما حاولوا معاه ...
دخل بهدوء و إبتسم بوجع و طلع اوضته مع همسه .. اخد حمام و غيّر .. لمح صورتهم ع الكومدينو جنبه سحبها و بصّلها بقهره مكبوته جواه بتزيد مع السنين مش بتقلّ!


 
راح بهدوء ناحية الدولاب و طلّع البوم اخر رحله طلعوها سوا ف اخر عيد جواز ليهم و معاهم مراد و ليليان !
مراد إتنهد بحنين و صوته اترعش : أصعب حاجه إن أحلى فتره فى حياة الواحد تتحول ل مُجرد شويه صور ..
كُل صوره منهم بتحكى ذكرى عايشه جُواه لحجات و مواقف و ناس ضاعوا من حياته !
و دول مش اى ناس و لا اى حكايه .. ده حكاية عُمر بحاله .. ايام ما كنت عايش !
إتحرّك وسط ذكرياته دى بإبتسامه حابسه و مكتّفه دموع كتير .. قطع عليه دوامته صوت موبايله اللى اول ما بصّ فيه إتنهد بضيق و فضل ماسكُه شويه بزهق و الاخر رد.


 
مراد إتنهد : ايوه يا حاج .. مساء الخير
أبوه ابتسم بمناغشه : زمان كنت بتقول صباح الخير بالليل عشان بتبقى لسه متلحلح و قايم من نومك .. دلوقت بقيت بتقول مساء الخير وش الصبح !
مراد : عادى لسه منمتش كنت سهران شويه
أبوه : يعنى لو مش عارفك كنت قولت يمكن كنت بتلفّ كده و لا كده
مراد بتريقه : و لا بقا فى كده و لا كده .. اتطمن يا حاج
أبوه بضيق لحالته : يعنى متخيّلتش يجى اليوم اللى انا اللى هزوقّك على كده و لا كده !


 
مراد حاول يغيّر مسار الكلام لإنه عارف لو الكلام مشى عالمسار ده هيوصل لفين و هو اكتفى : امى عامله ايه ؟ كويسه ؟
أبوه ابتسم : و الله انت عارف ايه اللى يخلّيها كويسه
مراد نفخ بزهق و قبل ما يردّ أبوه قاطعه بإبتسامه : كويسه و هتبقى كويسه اكتر لو شافتك
مراد إتنهّد لانه عارف مصير الزياره دى ايه .. حاول يتحجج بالشغل .. بس قدام إصرار أبوه وافق .. و وعده هيشوفهم قريب و قفل بإختصار !


 
قاطعهم سنين كتير من حًرقته .. بس إتراجع قدام وجع أبوه عليه .. و ندمه على اللى عمله .. و تعبه من كتر محايلته .. و وقفته جنبه ف محنته دى
إتراجع لإنه جرّب حرمان الضنا .. بس لسه مش عارف يتعامل معاه زى الاول .. حاجز اتحطّ بينهم و محدش فيهم عارف يكسّره !
مراد حدف التليفون بضيق خاصّة إنه افتكر حوار الجواز اللى امه بتفتحه معاه من وقت ما إبتدى يزورهم تانى ..

عند عاصم و همسه ...
عاصم خرج من عند همسه .. دخل غيّر هدومه و راح عالسرير ببرود وسابها وسط حيرتها و لا كأنه عمل حاجه !
يمين و شمال بيتقلب بغلّ ف السرير و من بين سنانه همس : ااه يا ابن الكلب .. حلال فيك اللى عملته فيك .. ياريتنى كنت عملت فيك اللى معرفتش اعملهولك فيهم !
و كزّ على سنانه ب شر


 
عاصم إتقبض عليه و اترّحل على مصر و دخل المستشفى و مراد اخد الدكتور على جنب و همس له بحاجه و سابه ..
و قبل ما يمشى عدّى على عاصم ف غرفته بعد ما طلع من العمليات و فاق
ميّل عليه فالسرير و بصوت مُخيف : وعدتك هجيبك لو ف بطن امك و جيبتك .. و عشان كده ليك هديه حلوه .. بس ايه موصّيلك عليها !
سابه ف صدمه و خرج و قبل ما يقفل الباب بصّله بتوّعد : اللى وقّعك معايا هاخده منك !
و قبل ما عاصم حتى يتنفس خرج هو و سابه مصدوم و بيخمّن ياترى هيعمل ايه ؟


 
بس حيرته دى ماخدتش ثوانى و راحت .. بمجرد ما دخل عليه دكتور و اتنين ممرضين معاه .. و سحبوه عالعمليات بنظرات غامضه .. و هو مش فاهم ليه بس مرعوب
عاصم بتوعّد : انتوا جايبنى عالعمليات تانى ليه ؟ هاا ؟ انتوا فاكرين نفسكوا هتعملوا ايه ؟ انتوا مش هتقدروا تعملوا حاجه .. مش هتيجوا جنبى .. فاااهمين !

ملحقش يكمّل كلامه من ذُعره من منظر الدكتور و اللى معاه و الطريقه اللى قرّبوا منه بيها و إبتدوا يتعاملوا معاه
كتّفوا إيديه الاتنين ف السرير و ربطّوا رجليه و الدكتور بصّله بغموض : شكلك مزعّل الباشا اووى
و إبتدى يمسك مشرطه و من غير بنج و لا رحمه استئصل حته من جسمه .. حته قادره تكسر عينه طول عمره قدام اى ست ..
مراد يوم ما لقاه مع مراته ف السرير حلفله لازم يخلّيه لا يبقا راجل و لا يحصّل مَره .. و اهو كلّف الدكتور و هو بينفّذ !

الدكتور خلّص و سابه وسط صريخه و وجعه و غرقان دم و خرج .. و إبتدى يدّيله مضاد و مطهر لحد ما خفّ و بقا كويس صحياً بس اتدمّرت رجولته و اتدمّر نفسيا معاها!
و بعدها خرج مع تخطيط شركائه ف شغله وسط الحريق اللى دبّروه !

baak

عاصم رجع بذكرياته و بتلقائيه حطّ إيده ب غلّ على جسمه من تحت و نفخ بغضب مكتوم و شر : كل اللى عملته فيك و نارى لسه منطفتش يا ابن العصامى !

ليليان صحيت الصبح بدرى زى عادتها لبست و نزلت شغلها .. ليليان دكتوره شاطره جدا و رغم صِغر سنها إلا إنها متميزه جدا ذكائها مساعدها و نشاطها زائد دراستها ف واحده من اكبر جامعات العالم .. طِب اكسفورد ف انجلترا درست قلب و جراحه و اتخصصت و حسّت انها لسه عايزه المزيد ف قدمت تانى ف طب الجامعه الامريكيه و بتمتحن كل سنه ف السفاره عشان مانعينها تنزل مصر ..
حاولت كتير تنزل مصر بس أبوها و امها رفضوا و هى لسه مش عارفه السبب بس مستغربه من إصرارهم .. خاصه الخوف اللى بتلمحه على روسيليا كل ما بتتفتح السيره!

ليليان راحت ع المستشفى و إبتدت تمرّ على المرضى و كان عندها عمليات خلّصت و خرجت ..

لمحت رامى مستنيها راحت ناحيته بإبتسامه رقيقه : رومى
رامى بغيظ : بلاش رومى دى لاحسن بتشحورى هيبتى و الله
ليليان بهزار : الله بهزر يا رمضان انت مبتهزرش؟
رامى بتريقه : بهزر ياختى و ممكن اقولك يا باربى و ترجعى تتقمصى
ليليان كشّرت بطفوله : كوبّه عليك.

رامى : شوفتى اهى التكشيره دى لوحدها مش تقفل اليوم بتاعى دى قادره تقفل قناة السويس بحالها
ليليان : خلاص معتش هقولك رومى و انت بطّل تقولى باربى ، انا بس كنت بقولك رومى عشان بحبه
رامى غمزلها : هو ايه ده اللى بتحبيه ؟
ليليان ببراءه : الرومى
رامى إبتسم : مممم الرومى .. شوف ازاى !

وقفوا يرغوا كتير و بعد ما كانوا هيروّحوا ليليان افتكرت زن روسيليا عليها تشوف وجع جنبها .. و اهى بالمره ف المستشفى
ليليان : رامى طب انا لسه قدامى شويه هكشف و اروّح
رامى بخضه : ليه سلامتك
ليليان بهزار : لا عادى تخليص بقا .. جمبى كالعاده زى مانت عارف
رامى اصرّ يروح معاها و هى راحت سألت على دكتوره مها زميلتها و دخلتلها
مها ضحكت : باربى ازيك.

ليليان بصّت لرامى اللى بيضحك و بصّتلها بغيظ : قولتلك مبحبش حد ينادينى بالأسم ده
مها رفعت حاجبها : و الله يابنتى مستغرباكى .. منين بتعشقى الاسم ده و منين مبتحبيهوش؟
ليليان شردت : انا مش مبحبوش انا بعشقه زى ما قولتى .. بس مبحبش اسمعه على لسان حد .. له معايا ذكريات مُبهَمه و محتفظه بيه ذكرى حلوه !
ليليان شردت بوجع و ذكريات مدفونه جواها من سنين .. و برغم إنهم زيّفوا الذكريات دى و حاولوا كتير يمحوها او حتى يشوّشوها إلا إنها حفرتها جواها عشان تفضل معلّمه !

مها : هووو .. يا حاجّه .. روحتى فين يا حاجه انتى ؟!
ليليان إنتبهت : هاا ! معلش مخدتش بالى .. المهم انا كنت جيالك ف حاجه
مها : قولى و اشجينى
ليليان بتريقه : لاء مش انا اللى هقول انتى اللى هتشجينى
مها رفعت حاجبها و ليليان بزهق : مانتى عارفه جنبى كل فتره بيشدّ عليا معرفش من ايه ..
و روسيليا هتتجنن و اكشف .. ف يلا اعملى عليا دكتوره و شوفيلى فى ايه ؟

مها ضحكت : و الله و جالك يوم و وقعت يا تفاح .. لاء و ايه وقعتى تحت ايدى .. و اللى بتعمليه ف الناس يا جزّاره هطلّعه على عنيكى و حواجبك كمان !
ليليان برّقت و هى كمّلت بلهجه شريره مصطنعه : اطلعى عالسرير يا شاابه .. ده احنا هنريحوكى خاالص !
ليليان بصّت لرامى و رفعت حاجبها : وشك للحيط
رامى بيغيظها : انتى داخله جوه
ليليان بعِند : بردوا
رامى ضحك و هى بصّت لمها بغيظ و هى ضحكت اووى و خدتها و إبتدت تكشف و عملتلها اشعه و تحليل دم !

مها إستغربت : بت يا ليليان انتى مجبتليش سيره انك زرعتى كبد قبل كده .. خطفتى حتة كبده من مين ؟ اعترفى !
ليليان بصّت لرامى بإستغراب : اناا ؟
مها رفعت حاجبها : نعم ؟! ع اساس انك متعرفيش ؟
ليليان بصدمه : لاء
رامى بدهشه : ده من امتى ده ؟
مها بتفّهُم : يمكن كنتى صغيره جدا .. واضح من الاشعه إنها من كتير اوى
ليليان شردت بهمس : طب ليه محدش قالى ؟ و لا حتى ماما !؟

مها بصّتلها و هى بتكتب روشته و هى إنتبهت بتركيز لها : انتى متأكده يا مها ؟
مها بهزار : طبعاا .. انتى يابت مش واثقه ف قدراتى و لا ايه ؟
ليليان شردت ف ذكريات قديمه إندفنت بطريقه مُبهَمه بالنسبالها و غير مفهومه و معرفتش تستوعبها وقتها !
بعدها اخدت الروشته من مها و سلّمت عليها و مشيت بهدوء ..

ليليان خرجت و هى محتاره .. عندها حاجات جواها محيّراها و إنهارده حيرتها زادت !
نفخت بزهق و حسّت إنها عايزه تتكلم مع حد ..
إستأذنت رامى يمشى و هى عايزه تلفّ بالعربيه لوحدها شويه .. و مع إصرارها وافق و مشى
و هى مخنوقه و حاسّه إنها عايزه تتكلم مع حد .. بتلقائيه طلّعت موبايلها و طلبت همسه .. معرفتش ليه جات على بالها بس هى بترتاح معاها اووى و بالكلام معاها !

عند همسه موبايلها رنّ بصّت فيه و إبتسمت براحه : ليليو حبيبى
ليليان بهزار : حبيبى و ربنا انت يا بسكوته
همسه بعتاب : اه مانا عارفه .. ب أمارة إنى بقالى قد ايه و مشوفتكيش !
ليليان بتبرير : و الله يا سمسم انتى عارفه الشغل و المستشفى و شغل الجامعه و الدنيا مكركبه .. حاجه نيله بعيد عنك
همسه ابتسمت بزعل : احمدى ربنا حبيبتى .. انتى عندك كل ده .. انما انا اديكى شايفه اهو
ليليان بزعل عليها : بردوا خالو عاصم مش راضى بشغلك.

همسه هزّت راسها بقلة حيله و ليليان إبتسمت بحماس : طب ايه رأيك احنا نعمل
قاطعتها همسه بضحكة غُلب : لا و حياة امك انا مش ناقصه .. كفايه اخر مره اتحدّنا انا و انتى و اتفقنا الدنيا اتقلبت علينا و قامت .. كأن القيامه اللى قامت !
ليليان بضيق : اه ساعه ما اتفقنا نصيّف ف مصر
همسه : مممم و ساعتها كنا هنتعدم ف ميدان عام
ليليان بضيق : و بردوا معرفتيش ليه المعارضه دى كلها على نزول مصر بالذات ؟

همسه شردت ب ضيق و هزّت راسها بأسف و ليليان سكتت شويه : و لا انا روسيليا فهّمتنى حاجه .. بالعكس دى كل ما افتح معاها السيره تتبرجل و تقفلها بسرعه !
همسه بشرود : طب انا و بقول يمكن عاصم مش حابب افتكر حاجه عن الماضى .. انما انتى ليه لاء ؟ ليه تسافرى اى حته بس مصر ممنوع ؟
ليليان نفخت بضيق و بتردد : هو خالو عاصم بردوا مش حابب تفتكرى حاجه عن اللى فات ! طب ليه ؟
لما انتى قالك انك اللى كنتى متجوزاه ده كان وحش للدرجه اللى وصفهالك.. و اغتصاب و خدك منه قهر و من بيتك و قتل ابنك و كان مفترى اووى كده وظالم و اخدك غصب ..

خايف تفتكري ليه بقا ؟ ليه بيبعدك عن مصر مع انه قادر يحميكى ؟
همسه بشك : انا مبقتش فاهمه حاجه يا ليليان و خلاص تعبت من التفكير !
ليليان حاولت تهزر : يا ستى يا بختك .. حد يطول ينسى؟
همسه برّقت : انتى بتحسدينى عشان مش فاكره حاجه ؟
ليليان بتغيظها : اه .. حلو كده .. و الاحلى بئا كنتى قلبتى على بُلطى ذاكرته بتقلب كل خمس ثوانى !!

همسه رفعت الموبايل من على ودنها و هى مبرّقه فيه بطريقه مُضحكه و رجعت حطّته على ودنها بغيظ : بلطى ؟! عايزانى بلطى يابنت روسيليا ؟
و حياه امك ! و بعدين بتحسدينى ؟ هاا ؟ عندك ايه انتى عايز يتنسى ؟ قرّى يلا اعترفى !

ليليان ضحكت بخفّه على طريقتها و رفعت إيديها باستسلام : و ربونا ما عندى يا باشا ده انا ابيض خالص
همسه إبتسمت بحب : انتى احلى من الابيض على فكره ..انتى بريئه جدا يا ليليان و صافيه و نقيه و تلقائيه جدا و اللى جواكى بسرعه بيظهر عليكى .. مبتعرفيش تتماكرى و لا تتخابثى ..

ليليان إبتسمت و همسه ضحكت بهزار : مش عارفه طالعه بقا لمين ؟ طالعه كده ازاى يابت انتى ؟ ده لا روسيليا و لا نضال كده ؟
ليليان شردت ف ذكرياتها المًبهَمه و إتنهّدت بإبتسامه و همسه ضحكت : عارفه لولا روسيليا اخت عاصم و مضمونه انتى عندهم كنت قولت إنك مش بنتهم !
ليليان ضحكت : ليه بس ؟ طب و نضال و مبتقبلهوش انما روسيليا دى سُكره و بتحبك على فكره.

همسه بسرحان : روسيليا دى اختى .. و برغم الشفقه اللى بشوفها ف عينيها كل ما تشوفنى .. و احسّها حاضنانى بعينيها إلا إنى كمان بحبها و بعتبرها اختى ..
و من يوم الحادثه محدش وقف جنبى قدها .. او بمعنى اصح غيرها .. و عشان كده معرفش هى و ابوكى ازاى سوا .. دول دونت ميكس خالص !

ليليان إتقبضت مره واحده اما جات سيرة نضال ..
عمرها ما شافته اب .. و لا عمره كان قريب منها و لا بيعرف يتعامل معاها .. يا بيتجنّبها خالص بطريقه غير مًبرره و ده غالبا بيبقا قدام روسيليا .. يا بيقرّب منها اووى بطريقه مًفزِعه و بتخضّها و خاصه اما بيكونوا لوحدهم !
عشان كده بتحاول تتجنبه و تتجنب نظراته الغريبه لها و مش فاهمه ليه !
همسه اخدت بالها من سرحانها خاصه إنها سكتت فجأه : حبيبتى انتى اتضايقتى إنى قولت على مامتك و باباكى كده انا مقصدش انا
قاطعتها ليليان بإبتسامه : لالا خالص انا بس سرحت ..

و إنتبهت مره واحده كأنها افتكرت حاجه : بقولك ايه يا سمسم متعرفيش انا عملت عمليه كبد و انا صغيره و لا لاء ؟
همسه اتنفضت بخضه : كبد ؟ ليه يا قلبى بعد الشر عنك
ليليان ضحكت : لا ده مها بتقول من زمان جدا يعنى .. بس انا مش فاكره ان ماما جابتلى سيره حاجه زى كده فقولت اسألك
همسه هنا ضحكت بصوتها كله و ليليان رفعت حاجبها و اتغاظت اكتر لما همسه زادت ف الضحك : يعنى افهم بتضحكى على ايه يا حلوه انتى ؟
همسه ضحكت اكتر : سورى يا لولى .. بس مش قادره امسك نفسى .. يعنى انا مش فاكره اى حاجه عن نفسى و هفتكر عنك انتى ؟
و من زمان جدا كمان .. و مش عارفه اذا كنتى عملتيها اصلا و انا مع عاصم و لا قبلى !

هنا ليليان اللى إنفجرت ف الضحك و هسمه كمان و قعدوا يرغوا كتير جدا .. لحد ما ليليان قفلت معاها عشان وصلت ..و وعدتها هيتقابلوا قريب .. و همسه قالتلها انها هتقول لعاصم و تيجى تشوفها و قفلت !

همسه قفلت معاها و كانت مبسوطه جدا .. شعور غريب بتحسّه ناحيتها .. يمكن لطيبتها برائتها رقّتها خفه دمها ..
او لإنها شاطره و ذكيه و ناجحه جدا .. مش عارفه ..
بس كل اللى تعرفه إنها بتحبها و بترتاحلها بشكل عجيب !
سرحت ف كلامها لدرجة ماخدتش بالها من عاصم اللى واقف بيبصّلها بضيق و ساكت !
همسه بإستغراب : عاصم ؟ مالك بتبصّلى كده ليه ؟

همسه سألته و هى عارفه سر ضيقته دى .. هو مبيحبش ليليان ومش عارفه ليه ؟ و بيحاول يبعدها عنها و بيتخنق من وجودهم مع بعض ..
و دايما بيمنع همسه قد ما يقدر من إنها تروح عندهم .. انما روسيليا تجيلها بيسكت .. لإنه بيعرف يتحكّم ف مجى ليليان معاها من و هى حتى صغيره !
همسه شكّت كتير إنه هو اللى بيمنعها او بيخلّى روسيليا تيجى لوحدها و هو انكر ..
و اما سمعتهم كذا مره بيشدّوا قصد بعض ف النقطه دى و همسه واجهته إتحجج ب إنها مدلعاها و هو مبيحبش المياصه و هى مقتنعتش !

عاصم بضيق حاول يداريه : مستنى وصله الحب و الغرام دى اشوف هتخلص امتى ؟
همسه إستغربت : حب و غرام ؟! انا كنت بكلم ليليان على فكره
عاصم بغيظ : مانا عارف
همسه بضيق من كتر المناهده ف الموضوع ده : و لما انت عارف متضايق ليه ؟ و بتبصّلى كده ليه ؟
عاصم بغيظ : عشان مش عارف بتحبيها على ايه ؟ بت مايصه و متدلعه و بسبع ألسنه و عامله مثقفه كأنها اول و اخر دكتوره ف الدنيا
همسه سرحت و همست بشرود : معرفش .. حاجه غريبه بتشدّنى ناحيتها و بتعلّقنى بيها .. و مهما ابعد هى اللى بتوحشنى .. بحسّها فيها منى .. شبهى كده !
عاصم إتخض من كلامها و بتتويه حاول يغيّر الموضوع : شبهك ايه بس يا سوسو ؟

بقا البتاعه اللى شبه عرايس المولد دى شبهك ؟ هو انت يا جميل فى منك .. ده انت الحلو كله !
همسه ابتسمت نص ابتسامه مصطنعه و تقبّلت تغييره للموضوع اللى و لا مره بتفهم سببه و سكتت !

مصطفى بعد سهرة الكباريه روّح البيت على أبوه و أمه و مراد كمان معاه .. سلّم على أبوه و مراد قرّب بمنتهى الحب سلّم عليه هو كمان و باس إيديه و باس راسه
مراد بحب : وحشتنى يا عُبَد
عبدالله ضحك : ياض طب بلاش احترم نفسك .. طب احترم شيبتى
مراد بهزار : شيبة ايه بئا ؟ ما تخلينى ساكت احسن
عبدالله ضحك اووى و مصطفى جاى عليهم : اللى يشوفكوا ميقولش انكوا ف وش بعض على طول .. ده انتوا ف روسيا مع بعض و حتى اجازتكوا هنا بتتقابلوا
عبدالله بزعل : اهو قرّك ده اللى واقف بينا .. ده انا بشوفك اكتر ما بشوفه ..
ضحكوا و أبوه بهزار : انت بتقيس السكه ياد يا مصطفى ؟ شغل ايه ده بس ؟ ده مراد اللى قاعد معانا ف روسيا مبنشوفهوش قدك .. و انت يا بتنطّلنا يا بتفضّيلنا نفسك اما ننزل ..

مصطفى بصّ لمراد بضحك : مش بقولك .. قولتلك إنى لو انا اللى قاعد معاهم معرفش كانوا هيستحملونى ازاى .. و الله ما عارف انا اللى ابنهم و لا انت ؟!
أبوه بصّله قوى بضيق من كلامه و هو رفع إيده بهزار : هو بيقبل هزارى على فكره
أبوه بضيق : هزار بوابين على فكره

أمه حاولت تلغوش على كلامهم عشان مراد : جرا ايه يا حج حد يقول كده ؟ يعنى مش بذمتك مش بيوحشك ؟ حتى لو هيغيب يوم و يرجع !
أبوه بحب : و الله اذا كان هو و لا مراد الواحد فيهم بيطلع من هنا و بياخد روحى معاه ..
و مبتردليش روحى إلا اما المح الواحد فيهم و مهما اسمع صوتهم مبعرفش اطمن
مصطفى بهزار : ايوه بئا الكلام اللى مبيطلعش إلا ف المناسبات ده
مراد إبتسم : ليه بس كده ؟ ايه اللى بيقلقك يا حاج بس ؟مانت عارف طبيعة شغلنا و المفروض اتعودت

عبد الله : ماهى طبيعة شغلكوا دى اللى بتزيد قلقى .. مش بس خطر لاء كمان بتعلّمكوا تكدبوا .. و الواحد منكوا يقول كويس و اتفاجئ زى الغُرب ب إنه اتصاب او فيه حاجه !

مراد بتفّهُم : ماسمهاش نكدب .. هى بس تقدر تقول بنخاف عليك من الزعل ..
عبد الله إتنهد بقلق و مراد ابتسم بهزار : بعدين انت لو هتزعل على كل مره واحد فينا اتصاب يبقا هتقضى نص عمرك زعلان
عبد الله بحب : انت بالذات استاذ ف الحكايه دى .. يمكن مصطفى ساعات بيقول و ساعات بيخبّى ..
لكن انت عمرك ما اشتكيت و لا شاركت حد تعبك .. ليه يابنى ؟ هو انا مش ابوك ؟
اه ابوك ! الاب اللى ربّى و كبّر .. و انا صحيح مدتلكش كل حاجه بس حاولت قد ما اقدر اعوّضك ..

انت من يوم ما دخّلتك بيتى و شيلّتك اسمى ب إرادتى و انا اعتبرتك ابنى بجد .. اخ لمصطفى .. و عمرى مره ما حسيت ب غير كده
مراد بصّله بحب و اتنهّد و شرد بضيق ف ذكريات وجعه !
اتنهّد بمراره من وسط سرحانه ف ذكرياته و ابوه عبدالله لاحظ شروده ده ف مد إيده ضغط بحب عليها كأنه بيطمّنه إنه هيفضل طول عمره جنبه ..

تانى يوم مراد سافر مع مصطفى سينا .. بيستعد للمهمه بتاعته ...عدّى عليه يومين هناك بيجتمع بالفريق بتاعه و معاهم مصطفى !
الكل بيشتغل و مراد متابعهم و دماغه شغاله معاهم و إبتدوا يقفّلوا ..و يحطّوا اللمسات الاخيره للمهمه .. و يستعدوا لحد ما جاه يوم التنفيذ تحديدا !
مراد بثقه : كده كل حاجه جاهزه عالتنفيذ !
مصطفى : مش ناقص غير الدقّه و عنصر الوقت هو اللى هيفرق معانا ..

ننجز اكبر قَدر ف اقل وقت .. لإن لو إتكشفنا ف خلال ما بنتحرك و نزرع الحاجه ف الاماكن المتحدده لينا .. كل حاجه هتبوظ و هيبقا و لا كأننا عملنا حاجه ..
غير إنهم هياخدوا احتياطاتهم .. و ساعتها هنسدّ الطريق على اى حد يحاول بعدنا يعمل اللى فشلنا فيه ..لانهم هينتبهوا
مراد : تمام و عشان كده انا اخترتك بالذات معايا و عمّار كمان و اسر و محمد عصام .. لإننا تقريبا اما بنخلّص اى حاجه مع بعض مبنحتاجش كلام ف بننجز
مصطفى اتنهد : و لما انت عارف كده مُصّر ليه تبقى بعيد ؟ انا مش عارف عاجبك ايه ف الشغل عندك ؟ ما تنزل مصر معانا
مراد اتنهد بغضب مكتوم : لاء .. و يلا انجزوا لإننا هنبتدى نتحرك قبل الفجر !!

و بالفعل الكل إبتدى يتحرّك بناء على اوامر مراد اللى اخد اشاره من القياده ببدء التنفيذ و اخد خطواته !
مراد اخدهم مكان محدد و إبتدوا يقلعوا هدومهم و لبسوا واتر بروف و نزلوا الميه و فضلوا يعوموا مسافه كبيره لحد ما وصلوا المكان المطلوب
مراد كان موزّعهم على اماكن معينه حسب خطته .. إداهم اشاره و هما إبتدوا يتحركوا ليها .. و بالفعل إبتدوا يزرعوا القنابل اللى معاهم ف الامكان اللى إتحددتلهم و اللى كانت من اكبر الاماكن هناك خاصه بالوزاره !
استمروا كده لحد ما خلصوا من زرع كافه القنابل اللى معاهم .. و إبتدوا كل واحد يخرج من مكانه للمكان اللى اتحركوا من عنده و طلعوا عالحدود

ف نفس الوقت كان مراد متحرّك على المكان اللى فيه واحد من اكبر القيادات ف الوزاره عندهم ..
الراجل ده ف الفتره الاخيره وصلّه معلومات مهمه جدا عن البلد و عن اكبر قياداتها !
ف بيته الجهاز بتاعه اللى عليه البيانات و المعلومات المطلوبه منه .. مراد كان مطلوب منه يجيب الاول المعلومات دى و يمسح اثرها و ده الاهم بعد كده يخلص منه !!
مراد اتحرّك و كان معاه اللوا عامر اللى اصرّ على وجوده معاه ف المهمه و اتحرّك معاه هو بالذات للمكان ده !
كان مستعدين كويس و ملوا جميع السلاح بتاعهم بالرصاص و مراد حط كذا مسدس و رشاش ف شنطه على كتفه و لفّ القنابل كويس معاهم ف الشنطه و إبتدى يتحرك بحذر
و اللوا عامر انتظره ف عربيه برا على بُعد من البرج الضخم اللى كان فيه الهدف بتاعه و اللى كان عليه حراسه شديده.

مراد مسك شنطته و خد نَفس طويل و طلع رشاشه و استعد !
قرّب من البرج و ركن عربيه تبعه قصاده و حط فيها متفجرات صوت بس بحيث تشد الإنتباه مش اكتر عشان تساعده يشتت الحراسه .. اتحرك خطوات بعيده عن العربيه و طلع قنبلة غاز و رماها قدامها و اختفى ف الحراسه أخدت بالها من وجود حد .. و ثوانى و كانت المتفجرات عملت صوت هزّ المكان و الغاز عبّق الجو ..
الحراسه اتحركت ناحية التفجير و الغاز و اول ما بقوا على قُرب منه مراد إبتدى بضرب النار عليهم و هما كمان لحد ما قدر يفلت منهم و يتسلل لجوه مدخل البرج ..
و قرّب من البوابه و إتعدّاها بخفّه ..

و باقى الحراسه اللى عليها اول ما لمحوا مراد ضربوا نار كتير جدا عليه.. لكن مراد اتحرك بمهاره و بسرعه و بعد ما اكتشف انه صعب يتعامل هنا بمسدسه لإنهم كتير رمى قنبله ناحيتهم و ثوانى كان التفجير هز المكان !
اتحرّكت الحراسه ناحيه الصوت و اختفى مراد بخفّه و إبتدى الرصاص بينهم .. مراد حس بالخطر .. فضل يضرب و يختفى لحد ما وقّع كتير من الحراسه !

و الاخر طلّع قنبله من شنطته و حدفها عليهم .. و بكده قدر يتخلص من باقى الحراسه اللى برا ..
سحب رشاشه و اتحرك بحذر .. و ابتدى يضرب ف كل مكان بعنف لحد ما قضى ع الكل ..
مراد مكنش بيصيب لاء كان بيضرب بشكل حيوى ! بيقتل ! و بدم بارد كمام و بدون تفاهم و ده اللى كان مسهّله اللى قدامه

خلّص و اتحرك بحذر ناحية المكان من جوه .. دخل المكتب اللى فيه الجهاز اللى عليه المعلومات ..
لسه هيدخل هجم عليه واحد بعنف وقّع سلاحه .. و مراد كمان لكموه بخفّه برجله وقّع هو كمان سلاحه ..
مراد كان بيتفادى ضربه بمهاره .. الراجل اندفع ناحية مراد بهجوم و مراد بخفه رفع نفسه للباب ف الراجل اندفع بعنف لجوه بخبطه من رجل مراد و ف ثوانى مراد كان نزل ع الارض و ف حركه سريعه لفّ ايد الراجل حوالينه ورا ضهره و بمهاره كان لافف إيده التانيه على رقبته و ضغط عليها بحده خانقه و وقع ميت ف ثوانى !
دخل مراد بسرعه للمكتب بعد ما اتأكد من ان المكان فاضى تماما من معظم الحراسه ..

فتح الجهاز المطلوب و طلّع فلاشه من جيبه و وصّلها بيه و إبتدى ينقل عليها المعلومات اللى لقاها عالجهاز .. و اى حاجه تانيه تخصّ البلد و إتفاجئ بحاجات اكتر مما يتخيلها .. و اتفاجئ بأسامى كتيره و تقيله ف قايمه سوده بتتجهّز للتصفيه .. قراها كلها و وقف عند كذا اسم و ميعرفش ليه اتقبض منهم مهاب السويدى !!
اخدها و بعدها فرمت الجهاز و حرقه و زرع باقى القنابل اللى معاه ف المكان و اتحرك لبرا بخفّه
بس المرادى بشكل اسرع و اسهل لإنه كان قضى على معظم الحراسه اللى هناك ..
اتحرّك و خرج برا البرج خالص و اتجه ناحيه اللوا عامر اللى كان منتظره ف العربيه برا ..

عشان يتحرّك بيه لو اتصاب و قبل ما يتحرّكوا ظهر حد من وراهم من اللى باقى من الحراسه و حدف عليهم قنبله اللى نزلت ف قلب العربيه بالظبط !
مراد بصّ للعربيه اللى هتنفجر و بص للوا عامر و إندفع ناحيته و لسه هيتحرك اللوا عامر شاورله يمشى ..
مراد هزّ راسه بعنف و بيتقدم فتح باب العربيه و خرّج اللوا عامر ..
و إبتدوا يبعدوا عن العربيه .. بس للإسف كان اللوا عامر اتصاب جامد و باكتر من كام رصاصه عشان كده حركته بطيئه !
مراد إتفاجئ بيه بطئ و الانفجار اشتغل و النار بتقرّب منهم !
اللوا عامر نخّ بضعف : مرااد اتحرك
مراد واقف بصدمه و هو هزّه بعنف : مراد اتحرك يلاا يا هتموت معايا .. شغلنا مفهوش عواطف .. انا علّمتك ايه ؟

مراد جامد بصدمه مكانه و هو دفعه بعنف ..
و قبل ما يتحرك همس بأنين : رحاب بنتى يا مراد .. بنتى الوحيده خلى بالك منها ! ر.. ح..ا ..ب !
و بعدها وقع عالارض مغمى عليه وسط ذهول مراد و فزعه و لسه هيقرّب منه انفجار العربيه ابتدى يقرّب منهم .. و اتنين من الحراسه بيقرّبوا من ورا الانفجار ده ..

مراد ف الوقت ده كان سلاحه خلص ف كان لازم يتحرك و إلا هيموت فعلا لان المقاومه هنا مش ف صالحه ..
ف بصّ للوا عامر بقهره و إبتدى يتحرّك لبرا .. جرى بخفه و بيتفادى الرصاص لحد ما خرج من المكان كله ..
ادّى اشاره لمصطفى يجيله و اللى بالفعل دقايق و كان عنده و إتفاجئ بحالة مراد و اللى منها عرف بموت اللوا عامر !
مصطفى اخده وسط صدمته .. و هو بيغيب ويبصّ وراه بصدمه .. اخدوا طريقهم بسرعه للمكان اللى اتفقوا هيتقابلوا عنده و اتحركوا بخفّه !
بعد مشوار طويل مراد وصل و مصطفى معاه و لقى الباقى مستنينه هناك .. و اللى عرفوا منه باللى حصل ..

إداهم اشاره و قبل ما يخرجوا من المكان خرّج الريموت كنترول من معاه و ضغط عليه بغلّ .. و إبتدى يتعامل مع القنابل اللى زرعوها و ف اقل من ثوانى كان صوت الانفجارات زى الصاعقه بتهز بلدهم !
مراد اخد فريقه و اتحرك لمكان و منه إبتدوا يترفعوا للهيلوكوبتر اللى وصلت ف معادها .. و إتحركوا لجوه بعيدا عن الانفجارات و مكانها ..
و منها رجعوا بعلامة انتصار على وشوشهم تعلن عن نجاحهم بمهاره !
اللوا عبد الرحمن قرّب منهم بحزن بعد ما بلّغوه ف الاشاره بموت اللوا عامر .. ضمّ مراد اووى لإنه عارف هو بالنسباله كان اى و قريب منه ازاى و اخدهم و راح عالمعسكر !

مراد دخل إداهم الفلاشه اللى معاه و اللى جمّع عليها كل حاجه و شرحلهم الوضع مشى ازاى و عملوا ايه لحد ما المهمه خلصت !
خلّص و خرج بجمود و محدش طلع وراه حتى مصطفى اللى حاول يخرج معاه وقّفه باشاره ف فهم إنه عايز يبقا لوحده !

وقف قدام المعسكر و طلع سيجارته نفخ بحزن .. و إبتدى يسترجع لحظات موت اللوا عامر اتّكى على سيجارته بغلّ و اتنهد بحزن ..
بيتلفت وراه لمحها من على بُعد بتتخانق مع كذا حد من الظباط الموجودين و الغيظ بينطّ من على وشها ..

مراد قرّب منهم بهدوء : انتى مين يابت انتى و جايه هنا ليه ؟
غرام إندفعت بهجوم : و انت مال اهلك يا شحط انت كمان
مراد رفع حاجبه : شحط ؟!
غرام بهجوم : ايوه و غور من وشى عشان هدخل يعنى هدخل
مراد : تدخلى فين يا بت انتى ؟ فاكره نفسك داخله الملاهى انتى عارفه انتى فين ؟
غرام بثقه : اه و يلا اتكل بدل ما تتشرّد من هنا
مراد : اتشرّد ؟

غرام : يلا انت فاكر نفسك حارس باب زويله .. انت حيالله حته حارس على معسكر
العساكر بصّوا لبعض بصدمه و بصّوا لمراد اللى الغيظ مخلييه هينفجر و رجعوا لورا استعدادا للمعركه اللى هتحصل !
مراد قرّب منها ببطئ بغضب مكتوم : بقا انا حارس ؟ غفير يعنى ؟
غرام رجعت لورا و بتحاول تبان بقوتها : ماهو بمنظرك ده اللى زى الحيطه لازم يوقّفوك تحرس الباب .. امال هيمسّكوك الداخليه !
مراد برّق بغيظ : _________
و ابتدت المعركه بين المارد و غرامه و إتلاقت عيونهم ف نظره طووويله مزحومه مشاعر غريبه ع الاتنين و ف نفس الوقت مألوفه بالنسبالهم و الاتنين مش فاهمين ازاى !!

بصّتله كتيرر و مارد ضيّق عينيه و قرّب منها بخطوات محسوبه و
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الرابعة بقلم أسماء جمال


غرام : يابنى انت فاكر نفسك حارس باب زويله ؟ انت حيالله حته حارس على معسكر
العساكر بصّوا لبعض بصدمه و مراد قرّب منها ببطئ بغضب مكتوم : بقا انا حارس ؟ غفير يعنى !؟
غرام بتلقائيه رجعت خطوات لورا و حاولت تبان بقوتها : ماهو بمنظرك ده اللى زى الحيطه لازم يوقّفوك تحرس الباب امال هيمسّكوك الداخليه ؟
مراد برّق بغيظ : حيطه ؟ مممم طب يلا يا شاطره من هنا بدل ما الحيطه تنزل على دماغك
غرام بغضب : ايه يلا يلا دى ؟ هو انا جايه بيت ابوك ؟


 
مراد لسه هيرد قاطعه صوت عسكرى جاى عليه : سياده المقدم اللوا عبد الرحمن و اللى معاه عايزينك جوه
مراد بصّله و قبل ما يتحرك بصّلها بغيظ : حظك الحلو سلّكك من تحت ايدى .. احمدى ربنا بئا و اتكلى
سابها من غير ما يديها فرصه ترد و مشى ..
و هى بصّتله بعنف و تحدّى : هدخل و ان شالله تكون مين !
و بعدها بصّت للعسكرى اللى ندهله : هو ماله متعجرف على ايه ؟ يطلع مين على كده ؟
العسكرى : المقدم مراد عبد الله
غرام برّقت بصدمه : مااارد ؟!


 
مراد العصامى نايم بعد ما اخد لفّة كل ليله وسط ذكرياته .. و ف وسط نومه بينهج و بيعرق و صدره بيطلع و ينزل بضيق و كأنه ف سباق و بيتمتم بكلمات مش مفهومه : ابعدوا عنه .. سيبوه .. متقربوش منه .. اطلع حبيبى انا ماددلك ايدى .. انا واقفلك مش هسيبك .. مستنيك .. و مره واحده ايد الولد فلتت منه ونزل ف الحفره اللى كان على حرفها و بيكبش عشان يطلع و هو واقفله ماددله ايده يطلعه !
مد ايده للولد اللى وقع فجأه وسط الحفره الضلمه و اختفى عن عينيه و فضل يدقق ف الحفره اللى كانت زى البير ماشفلهاش اخر !
مراد قام فجأه من نومه يصرخ بجنون و يكبش ف كل حاجه حواليه : مراااااااد ! حبيبى ! ابنى !!!
بص حواليه و فهم انه كان ف كابوس من كوابيسه كالعاده اللى مبتسيبهوش ابدا من يوم الحادثه .. و مهما حاول ماسبتهوش ليله .. لدرجة انه راح لدكتور نفسى و بردوا الوضع هو هو !


 
اتنهد ب قهره و بص لوحدته و قام اتوضى و صلى و لبس و افتكر مشوار الصعيد لأبوه و أمه اللى بقا تقيل على قلبه مهما حاول !
اخد طريقه لعندهم و سافر ..


 
غرام بعد ما مراد مشى من قدامها نفخت بضيق و عرفت إنها داخله على مهمه مش سهله خاصه و إنها عكّت الدنيا معاه ! ازاى هتقنعه ده تاخد منه كلمتين عن الارهاب اللى حصل او تعمل معاه تسجيل اعلامى !؟
غرام بتحدّى : مش مهم هدخلّه بردوا و اشوف
طلّعت تليفونها كلمت حد من اللى خالها قالها عليهم هنا معرفه ليه و هما يساعدوها ..
إستنت و شويه و حد طلعلها و هى طلّعتله الكارت بتاع خالها و هو اخدها لجوه !
دخلت معاه بثقه و هناك سألت عن مراد و عرفت إنه عنده اجتماع .. فقررت تستناه ف مكتبُه و خدت قهوه و قعدت !


 
جوه ف الاجتماع عند مراد
اللوا عبد الرحمن : مراد لسه بردوا مفكرتش ف العرض اللى قولتهولك
مراد نفخ : اعتقد إنى رديت .. يبقا فكرت
اللوا عبد الرحمن : طب معندكش استعداد تفكر تانى ع الاقل
مراد بحزم : لاء و مش هشتغل ف مصر !


 
اللوا عبد الرحمن بصّله بضيق من عِنده .. سنين و هو مش قادر ينسى إنه اما حاول ينزل مصر قبل كده اول سنه له ف الاكاديميه ورقُه إترفض لمجرد إنه مالهوش اهل
مراد بجمود : انا مرتاح ف شغلى برا مصر ! و زى ما وعدت اللوا عامر قبل كده بوعدك إنك لو احتاجتلى ف اى حاجه هتلاقينى .. و اعتقد وجودى هنا دلوقت اكبر دليل لكلامى إنك وقت ما إحتاجتلى لقتنى عندك.

اللوا عبد الرحمن : دى كانت امنيه عامر و كنت اتمنى تحققهاله
مراد قام بغضب : انا قولت اخر ما عندى شغل هنا لاء
و خرج بغضب لبرا و هو بينفخ

غرام برا إستنته كتير بس أخّر فقامت تسأل حد و قهوتها ف إيدها و هو طالع من المكتب بينفخ ف لبست فيه و الاتنين بصّوا لبعض بغيظ و عنف
غرام بغضب : ما تفتّح يا حيوان انت .. انت اعمى و لا

قطعت كلمتها لما رفعت وشها و شافته و الغضب اللى كان على وشه كان كفيل يسكّتها
مراد بغيظ : و لا ايه ؟
غرام لفت إنتباهها لون عينيه اللى اتغيّر بسرعه للازرق و فضلت بصّاله اوى
مارد كزّ على سنانه بغيظ : ايه اتكتمتى ليه ؟ و لا الشريط سفّ؟
غرام إنتبهت لنفسها بسرعه : ايه ايه انت هتكروتنى ؟ انت اللى خبطتنى على فكره
مراد بغيظ : و انتى حمّتينى بالقهوه.

غرام ببرود : يبقا خلصانه بشياكه .. تعالالى بقا ع المكتب نتكلم زى الناس المحترمه
مراد رفع حاجبه بغيظ : تعالالى ؟ ايه لهجة الاوامر دى ؟ تطلعى مين انتى و ايه اللى دخّلك هنا ؟ مين سمحلك ؟
غرام : ايه يا جدع انت ؟ مالك خارج تخانق الهوا اللى بيعدّى من على وشك .. و عموما انا الاعلاميه
قاطعها مراد : يلا غورى شوفى وراكى ايه انتى هترغى ؟
غرام بغيظ : ايه غورى دى ؟ ما تتكلم زى البنى ادمين
مراد وقف و بصّ لقميصه بغيظ : انتى مش واخده بالك من اللى هببتيه ؟

غرام ببرود مسكت قزازة الميه اللى كانت ف إيديها التانيه فتحتها و رشت على هدومه الميه
و هو بصّلها بصدمه من تصرّفها و كزّ على سنانه بغيظ و هى بضحكه مكتومه : كده خلصنا صح ؟ نتكلم بقا ف الجدّ .. انا اعلاميه و
مراد سابها بتتكلم و مشى بغيظ من قدامها ينكت الميه من على هدومه
و هى كزّت على سنانها بغيظ : على فكره انت قليل الذوق
مراد و هو ماشى : و هبقا قليل الادب كمان لو ممشتيش من وشى !

غرام بغيظ : يا بنى ادم انت
مراد و هو بردوا ماشى : انا مش بنى ادم .. حيوان و لا لحقتى تنسى قلة ادبك ؟
دخل غرفة إستراحه ليهم هناك بيريحوا فيها بعد التدريبات و للنوم
و هى دخلت بعنف وراه : متعلمتش ان من الذوق لما يبقا حد بيكلمك تقف لما يخلّص خاصة لو بنت
مراد بصّلها من فوق لتحت بالشميز و الجينز و نوعاً ما عجبه استايلها بس تصنّع ضحكه تريقه و ده غاظها اكتر
غرام بغيظ : انت يعنى

قاطعها بدخوله الحمام و قفل وراه و هى دبّت الارض بغيظ و قعدت ع الكنبه بمكر و استنته
مراد دخل الحمام غيّر هدومه و خارج شافها لسه قاعده رفع حاجبه
غرام إبتسمت باستفزاز : ماهو انا مش همشى الا اما اعمل و اخد منك اللى عايزاه ف انجز عشان نرّيح بعض
مراد بصّلها و بصّ للسرير اللى قصادها و كلمتها " هاخد منك اللى عايزاه و انجز عشان نرّيح بعض " و مره واحده إنفجر ف الضحك
و هى مش فاهمه حاجه و فجأه بصّت لمكان ما بصّ السرير و إستوعبت كلمتها و فهمت هو بيضحك ليه.

كزّت على سنانها بغيظ : انت واحد قبيح و سافل و انا غلطانه انى جيت لواحد زيك
شدّت شنطتها بعنف و مشيت بغيظ و هو ضحك اوى على منظرها و إنه قدر يقتحم برودها و يعصّبها .. و معرفش ليه استمتع بنرفزتها
هى مشيت و هو شويه و سافر رجع روسيا

ف روسيا .....
همسه لبست و راحت عند روسيليا و كانت مبسوطه جدا .. راحت تزور ليليان زى ما وعدتها .. بعد فشل عاصم ف إقناعها
متروحش او هو يعزم روسيليا ..
إلا انها اصّرت لإنها عارفه إنه مش حابب وجود ليليان ف مش هتيجى و هى بترتاح اما تشوفها ..
روسيليا تبقا جارة عبد الله و فاطمه بيت مصطفى .. هى ساكنه ف الفيلا اللى قصد العماره اللى هما فيها و رغم فرق المستوى بينهم إلا انهم واخدين عليها جدا و هى كمان بتثق فيهم جدا .. و برغم كُره نضال جوزها ليهم و خلافه معاهم إلا إنها متمسكه بيهم !

همسه لبست و وسط الحراسه اللى حاططهالها عاصم راحت على بيت روسيليا اخته .. بتركن عربيتها ف الوقت اللى كان مارد نازل و بياخد عربيته ..
فتح الباب و لسه هيتحرك إتراجع بإبتسامه رايقه و سند إيد على باب العربيه و حط إيده التانيه على راسه بطريقه مُضحكه : رئيس الوزرا معدّى يا خواتى
همسه بإبتسامه عَذبه : بتتريق يا مارد؟
مراد ضحك : امال اقول ايه بس يا بنتى بكميه الحراسه دى ؟
همسه بتريقه : بنتك ؟ طب و الله مانا راده عليك
مراد ضحك : بت يا سوسو مش ناويه تتعلمى السواقه و تعتقى الحرس الجمهورى اللى وراكى ده ؟

همسه برّقت بغيظ : بت ؟! اتلم ياد ده انا قد امك
مراد بهزار : اول مره اشوف واحده ست بتعترف بسِنها لا و تكبّره كمان !
ده روسيليا بتزعل اما بقولها لولا إنك قد امى كنت رديت عليكى مع انها مخلّفه ليليان
همسه ابتسمت و هى ماشيه : طب روسى طقّه هتجيبنى انا ليها ؟
همسه سابته و دخلت عند روسيليا و هو إبتسملها اوى لحد ما دخلت ..
رغم انهم مبيشوفوش بعض كتير زى روسيليا بس بيحبها ..

همسه رجعت على روسيا مع عاصم من كام سنه بس و كان مراد اول سنه له ف الاكاديميه ..
إتقابلوا صدفه بحُكم الجيره عند روسيليا .. بعدها بقوا صُحاب خُفاف على بعض يسلموا كل ما يتلاقوا كده و لقاهم دايما صدف زى كده
مشيت و مارد اتنهد بإبتسامه و اخد عربيته و مشى بعد ما همسه دخلت و راح على بيت اللوا عامر ..
و اللى كانوا بلّغوا اهله ف مصر بالخبر و عشان مفيش جثه مكنش في جنازه و لا دفنه .. و هو مستغربش ان مفيش عزا حتى لإنه كان عارف من اللوا عامر إنه مالهوش حد اووى ..

خواته مش قريبين منه و مبيلجألهوش إلا لو عايزين مصلحه و طمعانين ف ورثه
افتكر اد ايه كان خايف على بنته و قلقان منهم و انهم هياكلوها لو جراله اى حاجه .. و افتكر كام مره وصّاه عليها و اخر كلمه قالهاله يخلى باله منها !
مراد طول الطريق بيفتكر كلامه و ذكرياته معاه .. و قد ايه ساعده و وقف جنبه و كان دايما بيعتبره ابن بجد !
وصل ركن عربيته و طلع بهدوء رن الجرس و رحاب فتحتله ، و من وشها باين عليها العياط و الحزن

مراد وقف شويه مش عارف يقول ايه .. و هى فتحتله سكه يدخل .. دخل و قعد و هى قامت عملت قهوه حطّتها و قعدت و بتعيط بصمت
مراد بحزن : رحاب انتى عارفه انى اخوكى من غير حاجه .. ابوكى يوم ما عرّفنى عليكى قالى اختك ..
و انا من يومها اعتبرتك اخت بجد .. انتى عارفه انى ماليش حد لا اهل و لا عيله و لا اسره .. اعتبرتك انتى و مصطفى و ليليان خواتى ..
يعنى اللى حصل مالهوش علاقه .. لا هيزيد و لا يقل و لا يغيّر اللى بينا احنا خوات من غير حاجه ..
رحاب بصّتله بدموع و هو ابتسم ربع ابتسامه مصطنعه و قام بهدوء جنبها طبطب عليها و ضم كتفها بدراعه و باس راسها : انا جنبك اى وقت تحتاجيلى كلمينى متتردديش .. و هتلاقينى جايلك لو ف اخر الدنيا .. خليكى واثقه من ده

رحاب هزت راسها بدموع : متسبنيش يا مراد انا معدش ليا حد
مراد : ششش احنا جنبك انا و لا مصطفى محدش فينا هيتخلّى عنك
رحاب ابتسمتله من بين دموعها و هو حاول يهزر : و عشان تصدقى عازمكوا بكره نقضى اليوم كله سوا انا و مصطفى و انتى و البت ليليان
رحاب بهزار : انا و ليليان و انت و مصطفى .. ربنا يستر بقا
مراد ضحك : السرايا ناقصه جنان
قعدوا شويه يهزروا و يرغوا و بعدها مراد استأذن و مشى

مراد العصامى سافر الصعيد عند ابوه بعد إلحاحه عليه و رغم إنه لسه في حدود كتير بينهم من ناحيه مراد إلا انه مبيحبش يزعلهم لمجرد حرمانه من ولاده ف عارف احساس الحرمان شكله ايه !
وصل و استقبلوه كالعاده بفرحه شديده .. خاصه اخته فاطمه اللى بقت سِره و راحته و منبع فضفضته
أمه : هلّ هلالك شهر مبارك .. و الله بعوده
مراد قرّب عليها بلهفه و على وشه إبتسامة حب حضنها اووى و فضل ضاممها كتير اوى و ساكت و هى طبطبت على ضهره بحنيه : ربنا يبرّد قلبك اللى تاعبك و تاعبنى ده.

أبوه من وراه إبتسم : سياده اللوا اللى مبيجيش إلا اما اقوله امك عايزاك .. امشى انا بقا ماليش عازه
مراد خرج من حضنها بهدوء و راح عليه باس إيده بحب و سلم عليه و هو شدّه عليه حضنه : يعنى ان مكنتش اكلمك تيجى و اتحايل متجيش .. غريب اياك و عايز عزومه
مراد : حضرتك عارف الشغل و قرفه انا مبقتش بلحق اقعد .. من مهمه لمهمه و من سفر ل تدريب لده لده انت عارف بقا
أمه بعتاب : مانت اللى مش راحم نفسك يابنى .. مش مدّى فرصه لنفسك ترتاح و لا تشوف نفسك
مراد بتهرُّب : هعمل ايه بس ؟ و بعدين بينى و بينك انا برتاح كده .. كل ما بنضغط ف الشغل و انشغل برتاح
امه بزعل : ده بس اللى بيريحك؟
مراد بضيق لإنه عارف هى بترمى ل ايه : اه ده بس اللى بيريحنى .. ع الاقل بيشغلنى عن التفكير
امه إندفعت : طب ماهو بردوا الجواز هيش

قاطعها دخول فاطمه اخته من برا و جريت بلهفه على حضنه ..
مراد حضنها اووى و فضل يهزر معاها .. و كأنه بيهرب من كلام أمه اللى عارف هينتهى على ايه
و اما لاحظ ابوه بيبصّلها قووى بضيق إنها فتحت معاه موضوع الجواز خرج و سابهم عشان يديه فرصه يسكّتها

مراد طلع غيّر هدومه و نزل اتغدوا و قعد معاهم يرغوا و يتكلموا ف اى حاجه .. و أبوه كعادته بياخد رأيه ف كل حاجه تخصّ البلد بصفته كبير البلد ..
مراد بيحاول ف كل مره يروحلهم يكسر شويه من الحاجز اللى بينهم..
شويه و امه دخلت بالشاى و على وشها تردد و قعدت و إبتدت تحطلهم الشاى و نظراتها زايغه بينهم و مراد فاهمها بس ساكت
امه بعد ما إدته الشاى قعدت جنبه و هى بتفرك إيديها : حبيبى
مراد إتنهد بنفاذ صبر : نعممم.

امه بصّتله و سكتت لإنه عارفه إنه فاهمها و شويه و إندفعت فيه بعد ما لاحظت نظرات أبوه ليها : ماهو انا مش هاسيبه كده .. مش هسيبه يضيّع عمره .. مش هسيب الحزن و القهره ياكلوا ف سنين عمره اكل و احنا واقفين بنتفرج عليه و هو بيضيّع حياته سنه ورا سنه من غير ما يعيشها .. من غير ولد يسنده و يقف ف طوله ..
و رجعت بصّتله بحنيه و هو مميّل راسه و بيمشّى إيده على وشه بعصبيه بيحاول يكتم غضبه
أمه بمحايله : حبيبى انت حزنت عليهم بما فيه الكفايه و اخلصت و وفّيت لذكراهم كتير اووى .. كفايه بقا و شوف نفسك
أبوه بصّلها بضيق اما لاحظ مراد بيحاول يجاهد يخنق دموعه
و هى إنفجرت لمجرد إنه بيقفّل ف الكلام قبل ما يتفتح : هو لا اول و لا اخر واحد مراته تموت .. هو كان يعنى هو اللى موّتها ؟ دى هى اللى مشيت من غير حتى ما تفهم إنه

هنا مراد فقد سيطرته على غضبه و قام وقف بعصبيه و بصوت غضبان عالى جدا : من غير حتى ما تفهم؟
تفهم ايه ؟ هاا ؟ تفهم ايه؟ هى لو راحت من غير ما تفهم حاجه
ف هى رفضكوا ليها اللى مكنش له سبب و لا مبرر .. كرهكوا ليها اللى جاه من الولا حاجه .. ده اللى كانت جايه هنا عشان تفهمه مش عشان الطلاق ..لإنها ببساطه كان ممكن تستنانى اما ارجع .. بس هى جات عشان تشوفكوا و تعرف رافضينها ليه؟ بتهاجموها بالعنف ده ليه؟ خربتوا بيتها و حياتها ليه؟ كنت جايه لمجرد إنها عايزه تفهم منكوا انتوا ..

امه بتهتهه و كسره : بس انت قولت انك طلقتها بس مؤقتا عشان ابن الكلب ده اللى هددك و كنت هتردّها
مراد بقهره : و هى مكنتش تعرف .. و ماتت من غير ما تعرف .. راحت و هى فاكره إنى سيبتها عشانكوا .. انتى ناسيه انتوا خيّرتونى ب ايه ؟
و بصّ لأبوه بقهره اللى قعد و حطّ راسه بين إيديه : انتوا وقفتوا بينى و بينها .. خيّرتونى على خراب بيتى و ده شئ عمرى ما هسامح عليه .. يا اطلقها غصب عنى زى ما اخدتها غصب عنكوا يا اتجوز عليها اللى انتوا اختارتوها

و كمّل بصوت مهزوز بدموع مخنوقه : و هى اكيد عرفت ده .. سمعتنى و انا بكلمكوا خاصة ان ابوها حلفلى إنه مقالهاش
أمه بتبرير : يمكن معرفتش و يعنى
قاطعها بعصبيه : معرفتش؟ و جاتلى هنا ليه؟ كانت عايزه تشوفكوا انتوا ليه؟
ده غير ان امها قالتلى انها كلمتها ف التليفون قبل ما تموت بدقايق بس .. و حكتلها إنها سمعتنا و انتى بتكلمينى ف التليفون و فهمت بس كانت مستنيه تشوف رد فعلى ..

ماتت و انا ف نظرها خاين و ندل .. كانت فاكرانى جايلكوا افرّحكوا باللى عملته فيها .. كانت فكرانى جاى اكمّل بقيه اوامركوا و اتجوز !
امه بحزن عليه : حبيبى انا
قاطعها بغضب : انتوا ايه ؟ هاا ! انتوا مالكوش اى حق ف اى حاجه ..حتى لو كان ليكوا حق تتدخلوا ف حياتى .. بعد اللى عملتوه و كنتوا السبب ف خراب بيتى و هدّ حياتى و موت ولادى ف ملكوش الحق ف اى حاجه .. ملكوش الحق تتدخلوا اعمل ايه و ازفّت ايه !

و كفايه اووى انكوا كنتوا السبب ف إنى إتحرمت من حضن ولادى و اتقهرت عليهم .. و مع ذلك إتناسيت ومرضتش احرمكوا منى مش عشان سامحت لاء .. انا عمرى ما هسامح ف دم ولادى .. بس يمكن عشان مجرّب حرمان الضنا و انا متعوّد مسقيش حد من كاس مُرّ دوقته
اول و اخر مره تتفتح السيره دى و إلا قسما بالله هبعِد و معتوش هتشوفوا وشى و ساعتها هتدوقوا اللى انا فيه عشان تحسوا بحُرقه قلبى و تجربوها !
سابهم و خرج زى العاصفه بسرعه ..
طلع اوضته لبس بسرعه عشان ميديش لحد فرصه الكلام و خرج بسرعه كأنه بيهرب ..
هو فعلا كان بيهرب .. بيهرب من دموعه اللى خانقها و حابسها بالعافيه و بمجرد ما خرج و دخل عربيته إنفجرت بصمت و سابلها الحريه تطلع
كان بيهرب من المكان كله اللى كل ما بيجيه شريط ذكريات اخر مقابله مع همسه و ولاده بتمرّ قدامه ..
مهما عدّت السنين لسه فاكر ملامح اخر مقابله ! كل كلمه ! كل دمعه منها .. كل نظره قهره منها .. كل الصدمه اللى كانت فيها .. كل حاجه لسه حافظها و محفوره جواه مش عارف ينساها و لا راضى ينساها الذكرى دى ! كل حاجه محفوره بسكينه الفراق جواه ..
اخد عربيته و مشى و قبل ما يرجع القاهره و هو ف طريقه عدّى على مكان الحادثه .. المكان اللى لقيوا فيه العربيه و الجثث .. مكان جثث ولاده !
ركن عربيته و فضل كتير باصص للمكان بقهره شويه و نزل
إتنهد بوجع و كل ذكرياته مع ولاده بتتحرك قدام عينيه ف المكان زى شاشه العرض ..
صوت همسه و هى بتقوله عمرى ما هسامحك .. منظر ليليان و هى ماسكه البرفان بتاعه ف إيدها و بتعيط و امها بتشدها لبرا و هى ماشيه و هى مش عايزه تسيبه كأنها عارفه انها روحه بلا رجعه .. كأنها حاسه إنها رايحه للموت .. متبّته فيه كأنها عارفه انها اخر مره هتشوفه !
و مراد !! عينيه اللى قلبت للازرق و نظرته اللى كلها غضب و زعل لإنه زعّله و مدّ إيده عليه قبلها بكام ساعه بس بالليل عشان إتخانق مع اخته !
مراد بيتمشى ع الرمله ف المكان بقهره و وجع و ذكرياته محاوطاه .. و عمال يتخيل منظرهم و هما بيموتوا و مية سيناريو و سيناريو للحظة موتهم بيترسم قدامه و اصواتهم كلهم ف نفس الوقت بتتردد زى الصدى ف ودنه !
حطّ إيده بعنف على ودنه يكتمها و نخّ ع الرمله و صرخ بصوته كله بكل القهره و الوجع اللى جواه : اااااااه !

ليليان كانت نايمه و عماله تنهج و عيون مدمعه و هى نايمه و بتتشنج و ترفّس بعنف ف السرير و بتصرخ صرخات مكتومه !
روسيليا جنبها برعب حقيقى على منظرها و هى نايمه اللى كأن حد بيخنقها و معاها همسه اللى كانت لسه جيالهم و يدوب قعدت .. دخلوا جرى على صرخات ليليان المتقطعه
همسه برعب : هو فى ايه؟ مالها ؟ بتعمل كده ليه ؟
روسيليا بخوف : بتحلم
همسه ب ذُعر : ده كااابوس
روسيليا إبتدت تعيط على منظرها و ضمّاها بحذر و ماسكه راسها على صدرها : ااه كابوس .. كابوس و نفسى يخلص بئا ..كااابوس من سنين و مش باينله اخر !
همسه بصّتلها قوى و هى عيطت اووى جنب ليليان اللى تشنجها بيزيد و رفّست بعنف زى اللى بتطلّع ف الروح و قامت بفزع بصوتها كله : مراااااد !!!
الاتنين بصّوا لبعض بذهول و بصّولها اووى و هى قامت قعدت بتتلفت حواليها ب ضيق و دموع
روسيليا بدموع : نفس الكاابوس ؟
ليليان هزّت راسها ب اه و مره واحده إنفجرت و دخلت ف نوبة عياط ..
روسيليا فضلت تطبطب عليها بدموع .. همسه قربت منها و بتلقائيه خدتها ف حضنها و ضمّتها اووى و هى ف حضنها إبتدت تهدى شويه شويه لدرجة عينيها غفيت و بصوت مبحوح بالدموع لهمسه : متسبنيش !

همسه كانت ف الوقت ده تقريبا زى التايهه .. ايه كميه الاحاسيس دى ؟ ليه كل المشاعر اللى جواها دى ؟ دماغها هتنفجر .. و إبتدت تصدع !
روسيليا بصّتلهم قوى بمراره و حزن و فجأه سابتهم و خرجت بسرعه إستغربوها ..
ليليان اخدت شويه وقت و إتنهدت بفحمة عياط و مسحت دموعها و ابتسمت ل همسه اللى متبّته ف حضنها اووى و حاولت تهزر : ايه يا طنط ؟ هو انا كنت ف كابوس و لا ف اعاره ؟
همسه إبتسمت من بين دموعها و ليليان ضحكت : هو مين فينا بالظبط اللى كان ف الكابوس ؟ انتى نطيتى معايا جواه و لا ايه ؟
همسه ضحكت و ليليان قامت : هقوم اخد دش شكله ارهاق .. شغل اليوم كله كان مُتعِب .. هخلص و اجيلك متمشيش نسهر سوا ..
همسه هزت راسها و إبتسمتلها و قبل ما ليليان تدخل الحمام همسه : هو مين مراد ده يا ليليان ؟
ليليان إتنهدت بحزن و لفّتلها بصوت مخنوق : هو انا بردوا قولت مراد ؟
همسه هزت راسها اه و ليليان قعدت جنبها ع السرير بهدوء و سكتت كتير :
معرفش ! كابوس ! من سنين و انا بشوف نفس الكابوس .. نفس الشخص .. نفس الصرخه .. نفس الحزن اللى على ملامحه .. بينادى عليا بحُرقه و بيصرخ و بقوم مفزوعه !
همسه ضيّقت عنيها : متعرفهوش ؟ يعنى مشوفتهوش ف الحقيقه ؟
ليليان بشرود : لاء معتقدش .. ده مسابنيش ف احلامى و اتصنّعت الهزار : يعنى لو بس لمحته ف الحقيقه هنط عليه

همسه سكتت و هى قامت للحمام اخدت حمام تفوق ..
دخلت تحت الميه و بتتنفس بسرعه و رجعت بذكرياتها لسنين كتير ورا

Flash baak

ليليان بتعيط اووى و ام مصطفى جنبها بتهدّيها و عماله تطبطب عليها و مصطفى كمان و مش راضيه تسكت
ليليان بعياط : عايزه موغاد (مراد)
ام مصطفى ضيّقت عنيها بعدم فهم : حبيبتى عايزه مين ؟
ليليان دبّت رجليها ف الارض بعصبيه : مغاد مغاد
ام مصطفى بصّت لإبنها بقلق : كلّم روسيليا قولها البنت مش راضيه تسكت .. من وقت ما جابتها و قالت خلّوها عندكوا و محدش ابدا يشوفها و لا تخرج و البنت مش ساكته و انا خايفه ليكون فى حاجه

مصطفى إستغرب : انا مش فاهم حاجه .. روسيليا جارتنا من سنه تقريبا .. صحيح مكناش نعرفها قبل السنه دى .. بس عمرها ما جابت سيره إنها كانت مخلّفه و لا معاها بنت !
أمه : هى قالت إنها كانت مخلّفه من كام سنه و كان فى خلافات لجوزها مع ناس تبع شغله ..
و نضال ده شغله كله شمال مع اخوها .. بتقول كان لهم مشاكل مع حد و بنتها دى إتخطفت من وقت ما اتولدت و لسه لقينها !
مصطفى بذهول : بعد ده كله ؟ ده البنت دى مش اقل من اربع خمس سنين ! معقوله ملقهوش ده كله ؟
امه بإختصار : المهم كلمها تيجى تشوفها يمكن تهدى

اتصلوا بروسيليا و فعلا جات لليليان اللى مش مبطله عياط نهائى
روسيليا بصّتلها بقله حيله : حبيبة ماما مش انا قولت تهدى و تبطلى عياط و اما تبقى كويسه هعملك اللى عايزاه
ليليان بعياط اوى : انا عايزه مغاد (مراد)
روسيليا : حبيبتى انا ماما .. انا مامتك
ليليان هزت راسها بعنف : لاء لاء
روسيليا براحه و بتقرّب منها تحضنها : انا امك .. بس و انتى صغيره قد كده ناس وحشه خطفوكى من حضنى و خدوكى و انتى بتاعتى و دلوقت انا رجّعتك
ليليان بزعيق : بابا مغاد مش وحش مش وحش !
روسيليا قرّبت منها بإنتباه : انتى باباكى اسمه مراد ؟
ليليان بتهز راسها بدموع : ااه مغاد و بيحبنى اووى حتى شوفى ( و ورتها السلسله اللى ف رقبتها )

روسيليا قرّبت من السلسه مسكتها حاولت توصل منها لحاجه بس للإسف معرفتش !
روسيليا جات تقلّعهالها ليليان مسكتها بعنف و صرخت : لاء لاء مغاد قالى خليكى لابساها على طول.. و هو معاه واحده زيها !
روسيليا ضمتها بحزن و اتنهدت : يا قلبى يا بنتى

و بعدها كمّلت محاولات إقناعها .. اللى اخدت منها وقت كبير جدا : حبيبتى انتى بنوتى الجميله بس توهتى منى وخدوكى ناس و انتى صغيره و اديكى رجعتيلى متعيطيش عشان مفيش ناس تانيه يأذوكى
ليليان بدموع : طب انا عايزه انام
روسيليا بحب : بس كده طب تعالى و خدتها ف حضنها
ليليان : انا مبعرفش انام غير ف حضن مغاد
روسيليا : طب تعالى و انا هعملك كل اللى عوزاه و هتنامى
ليليان ببراءه : طب عايزه برتقان بلبن
روسيليا رفعت حاجبها : برتقان بلبن ؟
ليليان إبتسمت من بين دموعها : ااه مغاد بيعملوهلى ع طول قبل ما انام
روسيليا بحب : حاضر و هعملك كل اللى نفسك فيه

روسيليا قعدت تهدّى فيها و سابتها فتره عند جيرانها لحد ما تستقر مع عاصم على حل ..
طول الفتره دى بتقنع فيها باللى قالتهولها و لإن ليليان كانت اصغر من إنها تستوعب حاجه او تتصرف او حتى تعترض ..
و لإن الاطفال معندهومش عقلية الكبار و تحليلاتهم للاحداث و بتتأقلم على اى وضع بسرعه ..
ف إتأقلمت و بعدها اخدتها روسيليا و هاجرت و رجعت بيها من كام سنه بس !
baak

ليليان تحت الميه ابتسمت بدموع للذكرى اللى افتكرتها و اللى صدقت فعلا كلام روسيليا و إنها كانت تايهه و ناس لقوها و فضلت عندهم !
حطّت إيديها ع السلسه ف رقبتها و إبتسمت اووى و همست : معقوله يكون هو نفس الشخص اللى لقانى و انا صغيره ؟! انا مش فاكراه بس مبطلتش احلم نفس الحلم بنفس الشخص من سنين و انا معرفوش !
إتنهدت بقله حيله لإنها تعبت كتير تسأل روسيليا عن الناس اللى لقوها و هى صغيره و قعدت معاهم عشان حتى تلاقى تفسير لكوابيسها دى ..بس دايما روسيليا بتتهرب و تقولها متعرفش حاجه .. اللى عرفها رجّعها لنضال وعاصم و هما اللى جابوها هى مشافتهوش !
خلّصت و خرجتلهم ..

همسه كانت خرجت برا لقت روسيليا قاعده ع الكنبه بتعيط قوى و من شكلها ده مش عياط ابدا لمجرد كابوس بنتها شافته !
همسه بصّتلها قوى : هى ليليان مالها ؟
روسيليا بخضه اما إتفاجئت بيها قدامها : اا .. معرفش .. كابوس
همسه بشك : كابوس ايه ده اللى سنين و بيطاردها ؟ كابوس و عامل فيكى كده ؟ كابوس ايه ده اللى مبهدلها زعل كده و مبهدلك من العياط ؟ هو فى ايه بالظبط ؟
روسيليا إرتبكت : انا بس قلقت عليها اما قعدت تتشنج .. خوفت تتعب و انتى عارفه إنها عندها القلب و مالهاش الزعل

همسه بصّتلها بعدم إقتناع و هى قامت بسرعه من قدامها زى اللى بتهرب : انا هروح اعمل شاى و اجيب حاجات ناكلها عقبال ما تخرج نسهر سوا
دخلت و سابت همسه بتبصلها بإستغراب ..

ليليان من وراها : همّووووسه
همسه بخضه : حرام عليكى يا ليليان خضتينى
ليليان ضحكت برقّه : قلبك رُهيف اووى يا سوسو و غمزتها ف وسطها بإيديها و همسه إتنططت بغيره
همسه بغيظ : انتى هتفوقى عليا يا بنت الجزمه
روسيليا و هى خارجه من المطبخ بضحكه لمجرد إنها شافت ليليان فاقت و رجعت تهزر : و مالها الجزمه بقا بتجيبى سيرتها ليه ؟ كانت جابت سيرتك ف حاجه ؟
همسه بغيظ : طب تعالى يا جزمه عقّلى بنتك .. عشان و ربنا لو مابطلت الخصله دى لارزعها كف اوريها فيه احلى كابوس و هى صاحيه
روسيليا : لا و على ايه ما صدّقناها فاقت

حطّت الحاجه قدامهم فاكهه و عصاير و شاى و تسالى و راحت تجيب باقى الحاجه و سابتهم
و ليليان اخدت شوب و فضّت فيه شويه لبن و إبتدت تكمل بقيته برتقان عليه ..
همسه بصتلها و هى رافعه حاجبها
ليليان بصّتلها و ضحكت و همسه هزت راسها ب ضحك : مفيش فايده
روسيليا جات على ضحكهم و بصّت لقت ليليان بتحط لبن ع البرتقان ففهمت همسه بتضحك على ايه و ضحكت
همسه بتقشعر : ماتشوفيلك حل ف بنتك بالقرف اللى بتعكه ده.

روسيليا ضحكت : يعنى اما تشوفى الباقى هتقولى ايه ؟ ده الناس كلها بتحط على البطاطس كاتشب هى طحينه و ع القهوه شيكولاته و ف الرز بلبن مورتزيلا و
قاطعتها همسه بقشعره : بس بس
ليليان ضحكت : نفسى كده
همسه : ده مش نِفس يا روحى ده عته .. و مش عارفه جايباه منين ؟ مشوفتش حد حواليكى بيتعاته على نفسه كده !
ليليان بشرود : معرفش بس طلعت لقيت نفسى بحبه كده

قعدوا يرغوا كتير و همسه بتذّكُر : اه صح يا لولى عرفتى ايه حكايه عمليه الكبد دى ؟
قبل ما ليليان ترد روسيليا إتخضت : عملية كبد ؟ لمين ؟
و بصّت لليليان بفزع و إفتكرت انها جنبها كان واجعها و قالتلها اكشفى :
يالهوى انتى كشفتى ؟ و مقولتليش ؟ انا نسيت اسألك اما جيتى لإنك بقالى كتير بزن عليكى و بتكسلى مبحسبكيش روحتى ! قالك ايه ؟
ليليان : ماما اهدى مفيش حاجه
روسيليا بدموع : لاء انتى بتكدبى عليا .. امال ايه حكايه عملية الكبد دى ؟ قالك عايزه عمليه ف الكبد ؟

ليليان : لاء هى بس قالتلى الكبد تعب تانى من الموالح لان التحليل بيّن نسبه املاح عاليه
روسيليا إستغربت : الكبد تعب تانى ؟ انتى عمرك ما تعبتى بالكبد .. بعد الشر عنك .. انتى عمرك ما اشتكيتى و لا تعبتى منه !
ليليان لسه هترد همسه حجّزت عنها بكلامها هى : يعنى ليليان عمرها ما اشتكت من الكبد خالص ؟
روسيليا بتأكيد : خاالص و لا مره .. تعب ليليان كله ف القلب إنما مفيش مره تعبت من الكبد بعد الشر عنها
همسه بتكرار : و لا مره ؟
روسيليا بثقه : ابداا عمرها
همسه بشك : و لا عملت عمليات فيه مثلا ؟

روسيليا بخضه : جرا ايه يا همسه انتى هتفوّلى على بنتى و لا ايه ؟ قولتلك محصلش
ليليان بتسمعها بذهول و ساكته و همسه بصّتلها و الاتنين سكتوا بذهول
روسيليا بقلق : هو فى ايه بالظبط ؟ حصل حاجه ؟
ليليان سكتت لمجرد إنها مش فاهمه و همسه ردت بغموض : اصل تخيلى مع كلامك ده .. ليليان كشفت و الدكتوره قالتلها ان جزء الكبد اللى زرعته عليه املاح و اكدتلها إنها زارعه كبد !

روسيليا اتخضت و فتّحت عينيها قوى و بصّت لليليان اللى هزّت راسها تأكد على كلام همسه
همسه بحيره : لاء و اكدتلها ده بالاشعه كمان .. و ورّتها انها زارعه كبد .. يعنى حد متبرعلها بكبد .. يعنى اكيد كان كبدها تعبان و إتعالجت منه فتره و ده اضطرهم يشيلوا جزء و يزرعوا مكانه .. و اكيد فى مُتبرِع ..و فى عمليه !
الغريبه إنك متعرفيش حاجه عن كل ده .. ازاى معرفش !

قبل ما روسيليا ترد ليليان بلغبطه : اكيد الاشعه مش مظبوطه او فيها حاجه غلط هبقى اشوف كده !
روسيليا زى اللى جاتلها كلمه ليليان دى نجده من السما تنتشلها من الموقف و إتنهدت بقلق و سكتت ..
همسه لاحظت ده عليها و إستغربت رد فعلها و إنها حتى ما متمسكتش على إنكارها او حتى بررت !
سكتوا شويه و روسيليا بلغبطه : هقوم اشغل حاجه نتفرج عليها
جابت CD و جات إبتدت تحطّها و بتشغل و ليليان مره واحده ضحكت اووى لدرجة إستغربوها و الاتنين بصّولها

ليليان ضحكت : ماما اوعى تقولى ان الناس اللى كنت تايهه عندهم هما اللى عملوا كده ؟ ازعل و ربنا .. يعنى ياخدوا صوباع رجلى و يدونى بداله حتة كبده .. طب ده كلام ؟
همسه إنتبهت : تايهه ؟
روسيليا حاولت تلغوش ع الكلام بس ليليان نطقت ب إندفاع : ااه مش و انا كنت صغيره توهت و ناس لقونى و قعدت عندهم فتره و
قاطعتها روسيليا بتوتر : ده موضوع و انتهى بتفتكرى الغم ده ليه بس دلوقت ؟
همسه بصّت لروسيليا قوى : بس انتى عمرك ما حكتيلى عن حاجه زى دى قبل كده .. و لا حتى عاصم قالى !
روسيليا اتوترت : هاا .. اه مانا اصلى مبحبش افتكر الفتره دى .. مبحبش اتكلم فيها و لا حد يتكلم فيها خالص .. ف اكيد عاصم كمان مجابلكيش سيره عشان متفكرنيش و مزعلش
همسه هزت راسها بإستغراب : تاهت و ناس لقوها ؟ يمكن !

روسيليا بصّتلها قوى بقلق و هى سكتت بعدم اقتناع لمبررات روسيليا خالص من اول الكوابيس و عمليه الكبد و دلوقت حكايه التوهان دى !!
غرام رايحه جايه بغيظ لنفسها : انا الجزمه يتريق عليا !
و يبص للسرير و يبصّلى ! طبعا متخلف زيه هيفهم ايه يعنى ! انا يبصّلى ..

قطعت كلامها لما لمحت مرات خالها واقفه بتبصّلها بضحكه مكتومه و امها رافعه حاجبها بتركيز
غرام بصدمه : انتى هنا من امتى ؟
نهله مرات خالها ضحكت : من لما بصّلك و بصّ للسرير .. هاا يلا كمّلى
غرام بغيظ : اكمل ايه ؟ ده واحد حلوف ده .. ده
نهله كتمت ضحكتها بالعافيه و هى كزّت على سنانها : بتضحكى على ايه انتى ؟
أمها : على اللى دوّب الجليد اللى عندك و حوّله لغليان كده و خلاكى تتنازلى عن برودك
غرام بغيظ : ده واحد .. واحد .. ده متعلمش يتعامل ازاى مع الجنس الرقيق
نهله ضحكت : رقيق ااه ، طب ما تعلّميه

غرام بصّتلها بغيظ و هى كتمت ضحكتها : انا بقول يعنى تكسبى فيه ثواب .. و اهو ترحمى دماغك من التفكير
غرام بتهتهه : ارحم نفسى من ايه ؟ ده و لا ف دماغى اصلا ، ده مستفز
امها ابتسمت : ممم و لا ف دماغك .. لاء واضح
غرام كزّت على سنانها بغيظ : لاء و الحيوان سألت عليه بعد ما رجعت قالولى سافر
امها : و سألتى عليه ليه بقا ؟
غرام بتراجع : ايه سألت عليه ليه دى ؟ عشان التقرير اللى عايزاه منه هعمل ايه انا دلوقت ؟
مرات خالها غمزتلها : طب ما تكلميه
غرام إنتبهت : اكلمه ؟ لاء ده لسانه مضرب و ممكن يفهم غلط ..
سكت شويه و مره واحده كزت على سنانها بغيظ : ده .. ده .. ده مستفز
مرات خالها ضحكت اوى و خرجت و هى همست لنفسها : مستفز !

همسه مع روسيليا و ليليان سهروا كتير مع بعض و قعدوا يرغوا ..
و طبعا القاعده كان بيتضمنها كل فتره حاجه من همسه عن موضوع التوهان ده .. او كوابيس ليليان و روسيليا بتلغوش براحه ع الكلام !
همسه إستأذنت تمشى و ليليان خرجت معاها توصّلها للباب و روسيليا إبتسمتلهم و هما خرجوا مشيوا الجنينه لحد الباب ..
وقفوا يرغوا و يهزروا و عدّى عليهم عربية مصطفى و كان معاه مراد ركنوا على بُعد و قرّبوا منهم بضحك

مصطفى بحب قرّب عليهم و ليليان جريت عليه بخفه سلمت عليه و قعدوا يهزروا و يتنططوا و يجروا ورا بعض بضحك و إتحدفوا على مراد اللى كان واقف متابعهم بضحك

همسه قربت خطوتين ناحيته : انت مبتتجننش معاهم ليه ؟
مراد رفع إيده بإستسلام و ضحك : لاء انا لسه بعقلى
همسه ضحكت : على رأيك .. علاقتهم ببعض مجنونه جدا
مراد ضحك : ااه دول خوات على فكره
همسه بصدمه : نعم !! خوات ! اللى هو ازاى يعنى ؟
مراد ضحك اوى : اهو انا عملت زيك كده اول ما قالولى بس بعدها فهمت
همسه إستغربت : فهمت ايه ؟

مراد : خوات ف الرضاعه
همسه بتفهًّم : ااه مش تقول كده
مراد ضحك : امال انتى فاكره ايه ؟
همسه بهزار : و الله الواحد المفروض يبطّل يتفاجئ ب اى حاجه تخص العيله دى
مراد ضحك اووى : ليه بس ؟ بصى انا مكنتش معاهم ف الفتره دى .. بس اللى انا سمعته من امى فاطمه ان ليليان قعدت فتره عندهم و هى صغيره كده ..
كانت روسيليا تعبانه و مسافره تعمل عمليه و سابتها عندهم و امى فاطمه عشان تحلل قعدتها عندهم رضعتها لبن منها بسيط كده .. رغم انها كانت كبيره .. و كبيره اوى كمان بس عشان تخليها اخت لمصطفى و يعتبرها اخته خصوصا انها مكنتش عارفاها هتمشى امتى .. و فعلا بقت اخته فالرضاعه
همسه بهمس لنفسها : روسيليا تعمل عمليه ؟ و سابتها ؟

مراد بصّلها اوى و هى إنتبهت و إبتسمتله و فجأه مصطفى و ليليان اتحدفوا عليه و هو زقّهم بهزار و جرى ..
قعدوا يجروا ورا بعض بضحك و همسه متبعاهم وهى مبتسمه على جنانهم ..
قعدوا شويه كده و إتواعدوا هما و ليليان هيخرجوا سوا يتفسحوا عشان رحاب و الاخر طلعوا و هى راحت ل همسه بتضحك
همسه ضحكت : يابت انتى اعقلى بقيتى عروسه ينفع تجرى و تتنططى كده ف الشارع ؟
ليليان ببراءه : و ايه يعنى ؟ هو انا بجرى مع مين ؟
همسه بغمزه : مرااد ! هااا

ليليان بصّتلها بعدم فهم و همسه ضحكت بمناغشه ليها
ليليان و كأنها إنتبهت لفهمها ف ضحكت ببراءه : ااه .. قصدك .. لالا انتى روحتى لبعيد اووى
همسه ضيّقت عينيها بضحك : انا بردوا اللى روحت ؟
ليليان إبتسمت : طبعا دول خواتى
همسه رفعت حاجبها : نعم ياختى ! خواتك ؟

ليليان ضحكت : مصطفى اخويا ف الرضاعه .. و مراد اخو مصطفى بالتبنّى .. ف بالتالى كلنا كده لوكشه واحده خوات
همسه ضحكت : لوكشه ؟ انتى بقا يتخاف منك و الله
ليليان ضحكت : احنا فعلا قريبين من بعض اووى .. خاصه ان ظروفنا تقدرى تقولى متشابهه
همسه : متشابهه ازاى يعنى ؟
ليليان : انا وحيده بابا و ماما و ماليش اخوات و بعتبرهم خواتى ..

مصطفى كمان قبل مراد كان وحيد ابوه و امه و بيعتبرنى اخته .. خاصه اما قعدت معاهم فتره ..
و اما مراد جاله بقا هو كمان اخوه .. حتى مراد طول عمره وحيد و مالهوش حد خالص .. مش بس خوات و لا اهل و احنا اعتبرناه اخ ..
ضحكت بهزار : يعنى تقدرى تقولى كده كل واحد فينا وحيد ف اتجمعنا بقينا الاخوه اعداء
همسه ضحكت و سكتت شويه : هو مراد بردوا معرفش حاجه عن اهله ؟ معرفش يوصل لحد منهم و لا لحاجه توصّله بيهم ؟
ليليان ب اسف : لاء بيقول إنه عرف من ملف المستشفى بتاعه اللى موجود تبع ورق التبنّى إنه مكنش معاه ف الحادثه غير امه و اخته تقريبا و ماتوا و فى تقارير وفاه لهم و كده و هو سابوه ف المستشفى.

همسه بذهول : يا حرام .. سابوه ؟ هو لعبه هيتنسى ؟ ده عيل ! اب مين الجاحد ده اللى ينسى إبنه و يسيبه كده يتلطم مع ناس مش اهله يربوه و يرميه للشفقه !
ليليان بحزن : اللى اصعب من إنه يعيش مع ناس مش اهله هو عيشته لفتره ف الملجأ !
اللى مش اهله دول إتعود عليهم و حبهم و حبّوه و بقوا اهله .. بس هو كل ما يفتكر عيشته جوه الملجأ بتصعب عليه نفسه اووى.. ده بيكره أبوه اووى إنه سابه ف المستشفى او حتى مدوّرش عليه لمجرد ان اللى معاه ماتوا ف إعتبره زيهم !
همسه بوجع : ملجأ ؟

ليليان : اه ماهو بعد ما جده مَهد جد مصطفى كان زياره هنا اخده و عمله تبنّى ب اسم إبنه و قدمله كمان ف مدارس و إبتدى يتعلم و استقر شويه الدنيا اتلغبطت ..
مرات جده مهد تعبت و ماتت و هو عاش لوحده ..
ف نفس الوقت مصطفى نزل مصر عشان كان وقتها قدم ف الشرطه و هيستقر و يدرس هناك و طبعا أمه نزلت معاه و قعدوا مع جده و بالتالى مفضلش غير عمو عبدالله لوحده !

طبعا مراد كان صغير عايز اللى يخدمه معرفش يقعد معاه و لا عرفوا ينزلوه مصر ..حاولوا بس إترفض عشان الاوراق و انتى عارفه التعقيدات و الإقامات و كده ..
الاخر استقروا قعد ف ملجأ بس كمل دراسته و كان بيزوره و ساعات بيخرجّه شويه يفسحه لحد ما مصطفى خلّص كليته و أمه رجعت هنا تانى مع أبوه ..
و اول مارجعوا خرّجوا مراد من الملجأ و عاش معاهم و مصطفى فضل ف مصر للشغل و بيروح و يجى عليهم بحكم شغله ..

همسه هزّت راسها ب اسف عليه و ليليان بزعل : ده يا عينى هيتجنن و يوصل لاى حاجه تخص اهله او اى حد يدلّه عليهم ..
بس للإسف مفيش اى حاجه ممكن توصّله .. حتى ملف المستشفى مفهوش اى تفاصيل غير إنه عمل حادثه و حد نقله المستشفى و اللى كانوا معاه ماتوا .. ده مفهوش حتى اساميهم !
همسه بضيق : ربنا يعينه ع اللى هو فيه

وقفوا كتير يرغوا و الاخر همسه سلّمت عليها و حضنتها اووى و السواق جاه اخدها و مشى ..
ليليان دخلت جوه لروسيليا لقتها لسه ف مكانها سرحانه بضيق قعدت جنبها بهدوء
ليليان : ماما انتى زعلتى اما قولتلك ان الكبد كنت عامله فيه عمليه ؟ انا قولت عامله مش هعمل .. مع إنى معرفش ازاى انتى معندكيش فكره عن الموضوع ده !
روسيليا إرتبكت بنرفزه : انا قولتلك انتى غيبتى فتره عنى فمعرفش ايه اللى حصل فيها
ليليان : طب زعلانه ليه يا حبيبتى ده حاجه و خلصت

روسيليا بحب : عشان انتى بنتى الوحيده ماليش قبلك و لا بعدك و لا عندى غيرك .. ف بخاف عليكى من الهوا يا ليليان
ليليان بحب ضمّتها : و انتى حبيبتى انا كمان ماليش غيرك ماليش خوات و بعتبرك امى و اختى و حبيبتى

روسيليا إتنهدت و سكتت و ليليان لاحظت سرحانها طول الوقت من اما همسه كانت هنا : مامااااا
روسيليا بخضه : حرام عليكى يا ليليان فى ايه ؟
ليليان بهزار : بكلمك من بدرى و انتى مش هنا
روسيليا إنتبهت : معلش مسمعتكيش كنتى بتقولى ايه ؟
ليليان ضحكت : لاء ده انتى مش هنا بجد ..انا لسه متكلمتش اصلا
روسيليا بغيظ : عبو رخامتك

ليليان ضحكت اووى و روسيليا حدفتها ببرتقانه بغيظ و قعدوا يجروا ورا بعض بضحك
شويه و الباب إتفتح و نضال دخل على صوتهم و بصّلهم بإستغراب : انتوا بتعملوا ايه ؟
روسيليا ضحكت : بنهرج مع بعض
نضال : بتلعبوا ؟
روسيليا : و فيها ايه ؟ بنتى حبيبتى و ماليش غيرها اتنطط معاها براحتى
نضال بنظرات غير مفهومه ل ليليان : طب .. هلعب معاكوا

ليليان إتنفضت لكلامه و قامت وقفت بسرعه إستغربتها روسيليا : لاء معلش انا تعبانه و عايزه انام
روسيليا بإستغراب : ليه حبيبتى ؟ خليكى هنسهر حبه و بصّت لنضال بغموض : و ابوكى إنهارده راضى عننا جاى بدرى على غير عادته .. نتعشى و نقعد سوا
ليليان ب إصرار : لاء عندى عمليات بدرى

سابتهم و دخلت وسط نظرات نضال اللى بتدقق ف كل حته فيها و هو بصوت عالى بضحك :اموت و افهم بتحبى العمليات على ايه ؟ ده كلها دم و تشريح و تقطيع
روسيليا بصتله بتفحُّص : انت اشمعنى جاى بدرى ؟
نضال بزهق : اخّرت مش عاجب جيت بدرى مش عاجب ! انا قلت اقدّم شويه عشان الحقكوا قبل ما تناموا
روسيليا : تلحقنا قبل ما ننام ؟ ممم و لا عاصم اللى حدفك علينا تلحق همسه ؟
نضال بزهق : و انا مالى و مال ست زفته و بن

قاطعته روسيليا بإيديها : ششش وطى صوتك انت اتجننت ؟
نضال بقرف : مانتى اللى مُصِره تفتّحى ف اللى فات
روسيليا : ماهو انا بلاحظ ان كل ما همسه بتيجى هنا الاقيك ناطط ..
ف الاول قولت يمكن عاجباه .. بس بعد كده بقيت الاحظ إنك حتى اما بتلحقها هنا بتتعمّد تحرجها عشان تمشى .. ف فهمت
نضال : و فهمتى ايه بئا ؟
روسيليا بغضب مكتوم : إنك عَبد لولى نعمتك يوديك و يجيبك بإشاره منه
نضال إتنرفز : ده اللى فهمتيه ؟ و هو انتى لو بتفهمى اصلا كنتى حطيتى نفسك و حطتينا معاكى ف موقف زى ده؟

روسيليا لسه هتنطق قاطعها بغضب : انتى لو بتفهمى فعلا كنتى هتفهمى إنى لو بعمل كده فعلا عن قصد يبقا لمصلحتك .. لإن لو حاجه من زمان إتكشفت انتى اول اللى هيلبس ف الحيط ..
و ساعتها عاصم زى ما وعدك هيشيّلك معاه و ابقى قابلينى لو حد صدقك ..
سابها و مشى بغضب و هى همست بشرود : عااصم حسبى الله و نعم الوكيل فيه و ف اللى عمله ربنا مش هيسيبه !

ليليان كانت سابتهم بسرعه و دخلت اوضتها و قفلت بالمفتاح براحه !
عمرها ما حست ان نضال أبوها .. مش مُريح بالنسبالها .. نظراته بترعبها .. لمساته اللى بتحسها مقصوده .. تعمُده انه يرجع البيت ف وقت روسيليا متبقاش فيه و هى لوحدها !

عارفه إنه أبوها بس مبترحلهوش ابدا ! اتنهدت و شردت مع نفسها

Flash baak

ليليان نايمه ف اوضتها و بتتقلب ع السرير و مره واحده حسّت برجلها خبطت ف حد قامت مفزوعه لقته نضال قاعد على حرف السرير بيبصّلها بإرتباك
ليليان بخوف : بابى انت بتعمل ايه هنا ؟
نضال ب لغبطه : حبيبتى انا .. انا كنت بتطمن عليكى انك نمتى
و سابها بسرعه و لسه خارج خبط ف روسيليا اللى قامت مخضوضه على صوت ليليان و جات تشوفها مالها و إتفاجئت بوجوده
روسيليا بغموض : نضال ! انت كنت بتعمل ايه هنا؟

لسه نضال هيرد ليليان ببراءه : بابى كان بيشوفنى نمت و لا لاء .. بيتطمن عليا
روسيليا بصّتله بقلق لإنه من وقت ما جات ليليان و هو مبيحبهاش و رافضها و شدته و خرجت : قولى بئا كنت بتعمل ايه جوه عند البنت ؟
نضال إرتبك : يعنى هكون كنت بعمل ايه يعنى ؟ ماهى قالتلك كنت بتطمن عليها
روسيليا : بتطمن عليها ؟ مممم ! و ده من امتى ان شاء الله ده انت عمرك
قاطعها بقرف : هو انا مهما اعمل مش عاجبك ؟ مش انتى اللى قولتيلى اعاملها كويس عشان تحبنى و احاول اقرب منها
روسيليا بغضب : تقرّب منها و هى صاحيه مش و هى نايمه !

فضلوا يتخانقوا كتير جدا و صوتهم كان عالى و ليليان جوه سامعه اصواتهم .. بس مش مفسره بس عارفه إنهم بيتخانقوا عليها ..
غطّت نفسها كويس اووى بخوف و غمضت اووى
baak

ليليان إتنهدت بضيق اما إفتكرت الموقف ده و اللى شبهه و غيره و غيره و غيره ..و كام مره كانت بتفتح من نومها تتخايل بيه برا عند اوضتها او حتى جوه ..
كل مره يتحجج بحجه شكل لحد ما إضطرت تقفل على نفسها بالمفتاح
وصّلها لحد الرعب منه رغم إنها عارفه إنه أبوها !
ليليان غرقانه ف تفكيرها و بتفكر كالعاده ف نفس الشخص اللى مبيفارقهاش ف احلامها !

و مره واحده قامت على دولابها طلعت كيس فتحته ب إبتسامه و طلعت من جواه فستان اطفالى صغير و مدلوق عليه برفان كتير اووى لدرجه إنه مبقّع من البرفان و ريحته فاقعه جدا بوضوح ! ضمته علي وشها و قعدت تشم فيه مره ورا مره بإبتسامه !
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الخامسة بقلم أسماء جمال


ليليان غرقانه ف تفكيرها و بتفكر كالعاده ف نفس الشخص اللى مبيفارقهاش ف احلامها !
عينيها غفيت بهدوء وسط تفكيرها .. نامت نص نومه .. اللى هى مش عارفه نفسها نايمه و بتحلم و لا تايهه وسط احلام نفسها تشوفها حقيقه و لو مره .. احلام مجرد إنها نفسها تلمس وجودها على الواقع !

Flash baak

ليليان روسيليا اخدتها و هى محتاره هتعمل ايه بس لازم تتصرف .. ف رسيت إنها توديها عند جيرانها ام مصطفى لحد ما تشوف هتعمل ايه !
ودّتها و ف وسط عياطها
ام مصطفى بتطبطب عليها بحنيه : قوليلى بئا ايه الريحه الحلوه دى يا توتا؟
ليليان بطفوله : شسمى توتا
ام مصطفى ضحكت : امال اسمك ايه ؟
ليليان ببراءه : باغبى (باربى)
ام مصطفى ضيّقت عنيها بضحكه : باربى !!

ليليان : ااه مغاد بيقولى كده .. و الريحه الحلوه دى تاعته ..هو كمان اللى بيحطلى من بغفان (برفان)بتاعه
مصطفى بهزار : يحطلك ايه ده محمّيكى .. ده الفستان بتاعك غرقان برفان لدرجه إنه مبقّع !
ليليان ببراءه : لاء مانا خدت البغفان بتاعه و انا ماشيه و اما العربيه وقعت اتكسر و اتدلق عليا


 
ام مصطفى و هى بتاخده منها بشنطته اللى روسيليا جابتها معاها و هو فيها : طب و لا تزعلى انا هغسلهولك و يبقا زى الفُل
ليليان بعنف : لاء ده بغفان تاع مغاد .. هخليه عشان معاييش بغفان تانى
و تبّتت فيه و دخّلته جوه شنطته و قفلت عليه !


 
و اما حصل كل حاجه بعدها و روسيليا اقنعتها إنها كانت تاهت و عند ناس و هى مامتها و نضال و عشان طفله إتأقلمت بسرعه و اخدتها و سافرت !
ليليان ببراءه : طب ينفعش يا ماما نشوفهم تانى ؟ نروح عندهم .. عند مغاد ؟ بيتهم حلو
روسيليا بدموع : لاء حبيبتى مينفعش .. انا معرفش و انتى متعرفيش و محدش هيودّينا
ليليان بدموع : طب اكلم مغاد ف تليفون .. هو كان بيكلمنى


 
روسيليا إتنهدت بوجع و سكتت
ليليان بطفوله : خلاص هعين الفستان ده عشان بغفان مغاد (برفان مراد) فيه ..
روسيليا عشان متزعلهاش رضيت و شالتهولها و فضلت ليليان محتفظه بالفستان جوه شنطته ببرفانه ف دولابها !

baak

ليليان كانت مش عارفه هى بتحلم و لا بتفتكر .. بس
مره واحده قامت على دولابها ..
طلعت كيس فتحته ب إبتسامه و طلعت من جواه فستان اطفالى صغير و مدلوق عليه برفان كتير اووى ..
لدرجه إنه مبقّع من البرفان و ريحته فاقعه جدا بوضوح ! ضمّته علي وشها و قعدت تشم فيه مره ورا مره بجنون لهفه متملّكه منها لبطل كل احلامها اللى بيسمّوها كوابيس و هى بس اللى عاشقاها !!

غرام ماسكه موبايلها بتردد و عماله تنفخ بغيظ : طب المستفز ده لو كلمته دلوقت هيفتكر ايه ؟ ده من كلمه فهم إنى .. لا لا مش هكلمه .. طب و الحلقه بتاعه الاسبوع الجاى هعمل فيها ايه ؟ خلاص هكلّمه و هقفل على طول .. استر ياارب
رنت على الرقم اللى كلمت حد من تبع خالها جابهولها و إستنت الرد ..
نفخت بغيظ و رنت تانى و تالت و عاشر و كل ما ميردش عِندها يزيد : ده انت مش مارد ده انت جِنّ ! يا انا يا انت يا جِنّ


 
مراد كان لسه داخل و يدوب نام ..
موبايله رن مره ورا التانيه ، نفخ بضيق و حط المخده على راسه .. بس للإسف مبيفصلش و الاخر قام بغيظ نفخ
مراد بنوم : مممم نعمم
غرام بغيظ : داك هوااا
مراد برّق بصدمه و شال الموبايل من على ودنه بص فيه و رفع حاجبه و رجّعه تانى و كزّ على سنانه : انتى ؟!!

عند همسه و عاصم ..
همسه روّحت من عند روسيليا متلغبطه من كلامهم سوا و مش فاهمه حاجه ..
بس حاسه ان فى حاجه و ده كان كفايه إنه يلغبطها حتى لو مش فاهمه !
عاصم : ايه يا سوسو من وقت ما جيتى و انتى مش معايا خالص .. مالك ؟
همسه سرحانه بهدوء و بتبصّله بغموض و هو بصّلها بشك : حد زعّلك هناك ؟ اكيد البت المايصه بنت روسيليا انا مبرتا


 
قاطعته همسه بضيق : انت مبتحبهاش ليه انا مش عارفه ! يعنى اللى يشوفك و انت مبتحبهاش كده .. ميصدقش إنك انت اللى دوّرت عليها و لقتها و رجّعتها
عاصم مفهمش : دوّرت على مين و لقيت ايه ؟ انا مش فاهم حاجه .. انا ارجّع دى ؟ ده انا لو اطول اقطم رقبتها
همسه بغموض : يعنى مش انت اللى رجّعتها ؟
عاصم إستغرب كلامها : رجّعتها منين ؟ ع اساس إنها عيله و تايهه ؟
همسه سكتت كتير : انا بحسب إنها لما تتوه مثلا او تختفى .. إنك انت اللى هتبقى اول حد يدوّر عليها .. ده انت خالها و الخال والد !
عاصم بضيق : و هو كان ابوها رجّعها عشان انا ارجّعها ؟!


 
همسه بصّتله قووى و مش عارفه ليه حسّت بنفس الغموض اللى حسّته مع روسيليا ..
حست إنه كلامه ستاره لمعنى تانى هى مقدرتش تفهمه .. بس مش ده اللى يقصده ..
و هو شك ف طريقة كلامها اللى زى اللى بتستجوبه ف حبّ يخرج برا الموضوع
عاصم بإبتسامه مصطنعه : عرفتى ليه مبحبكيش تخرجى ؟ عشان بتجننينى عليكى .. بحسّك هتسيبينى تانى !
همسه رفعت حاجبها : هو انا كنت سيبتك اولانى ؟

عاصم وشه إتغير و قبل ما يرد هى ضيّقت عينيها : ااه قصدك إنه عشان اتطلقنا قبل كده ..
و الظابط ده و اللى عمله فيا و خطفنى و إغتصاب و كده ؟! ده على حسب كلامك يعنى
عاصم قام بنرفزه : انتى بردوا مش مصدقانى ؟ مكدبانى ؟ بعد كل اللى عملته معاكى و قدمتهولك لسه بتشكى ف كلامى ؟
و عشان مين ؟ واحد خدك من بيتك و حضن جوزك و إبنك ؟ بهدلك و خلّاكى نزفتى و ولدتى ..
و ياريتها جات على كده ده قتل إبنك ف حضنى ؟ قدام عينك ؟ و كل ده ليه ؟ عشان ياخدك
و ياريته عرف يحافظ عليكى .. إلا إنه بعد ما شبع منك و بعج ما خلص التحدى بينا عليكى رماكى زى السجاره اللى بياخد كيفه منها و يرميها تحت رجله .. و انا اللى خلّصتك منه و من بهدلته !

بصّتله هى كتير و هو سكت شويه و إتنهد بضيق و قرّب منها : يعنى ابسط دليل على كلامى مدوّرش عليكى ليه ؟ ملاقكيش ليه ؟
عملتى حادثه سابك غرقانه ف دمك ! عارفه ليه ؟ لإنه كان مطلّقك اصلا ؟
همسه غمضت عيونها بوجع .. سنين و عاصم بيردد عليها نفس الكلام و مع ذلك مش قادره تقتنع .. مش عارفه تصدق .. كلامه فيه شئ من الصح و هو إنه لو باقى عليها ليه مدوّرش عليها و مع ذلك قلبها اعلن عصيانه على مجرد إنها تسمع !!
عاصم قدر يقرا اللى جواها بسهوله فقام بعصبيه و صوت عالى : واحد زى ده باقيه عليه ليه ؟ هاا ؟ بتفكرى فيه ليه ؟ مش عارفه تنسيه ليه ؟ عملك ايه عشان يفضل معلّم جواكى كده ؟
سابها بعنف و مشى و هى شردت و إفتكرت لحظه ما فاقت بعد الحادثه و الكابوس اللى إبتدى و مش عارفه تنهيه لمجرد إنها مش فاكره اى حد او حاجه تخصها !

عند مراد العصامى...
مراد روّح من الصعيد و هو ف قمة غضبه .. وجع فوق الوصف .. نار قايده من سنين مش راضيه تخمد و لا تنطفى مش عارف ليه بتزيد .. وجع فوق المًحتمَل ..

و برغم إنه كان نص الليل إلا إنه قام لبس تانى و اخد عربيته و راح على المقابر !
دخل بهدوء و نخّ قعد قدام القبر اللى حفظ ملامحه
مراد بقهره : بيقولوا اما حد غالى عليك يموت ، روح عند قبره عشان تصدق .. عشان تتقبل فراقه و تعرف تتعايش
ااااه على اللى لسه مصدقتش لحد دلوقت إنهم راحوا !
خلاص تعبت يا همسه .. و الله تعبت .. بدعى ربنا ف كل صلاه يجمعنى بيكوا بس مش عارف ليه الموت بعيد كده .. ليه مش عايز يجى ؟ ليه مش حاببنى ؟ كل ما بدعى بحسه بيبعد ؟؟
ليه ربنا غضبان عليا كده و مش عايز يسمعنى؟
عارفه .. انا كل ما اجى اطلع اى مهمه اتمنى تبقا الاخيره و مرجعش و اجى اقولك جايلك بس بردوا برجع .. تعبونى اووى .. و تعبت منهم و من نفسى و من كل حاجه !

وجعى يا همسه عليكوا عامل زى اللى قطعوا حته من جسمه ع البارد بدون مخدر بدون مسكن بدون رحمه .. وجعى مبيهداش .. مبيقلّش .. عامل زى ناار و السنين اللى بتيجى عليها زى البنزين اللى بيزوّدها !
كان نفسى احكيلك كل حاجه .. كان نفسى افهّمك .. إنك انتى اهم من شغلى و عشان كده مشيت .. مشيت ساعتها عشانك عشان الكابوس يخلص مش عشان الشغل .. اااه ياريتنى كنت روحت وراكى يمكن كنت لحقتك !!
مراد قعد الليل كله هناك .. جنبهم .. آمانه الوحيد و المُسكّن بتاعه اللى بيهدّى وجعه !

فضل هناك لحد ما النهار إبتدى نوره يهلّ و الليل ضلمته بتتدارى شويه شويه ..
و هو باصص للسما بدموع جامده و شايف الشمس اللى نورها بيظهر ببطئ عشان يغطى على ضلام الليل ..
إتنهد بقهره : نوّرها ياارب .. نوّرها من عندك !
اخد بعضه و مشى بعد ليل طويل جوه ضلمة المقابر !

عاصم خرج من عند همسه ف قمة غضبه ..
لبس و اخد عربيته و خرج زى العاصفه .. مش شايف قدامه من الغلّ اللى جواه و عامى عينيه ..
الغلّ اللى مطفّهوش اللى عمله لاء ده زاده .. و كان فاكر لما يرجّع همسه هيطفى الغلّ ده بس لقاه زاد اكتر و شعلل ..
و بيزيد اكتر كل ما يبص ف عينيها و يلمح مراد جوااهم حتى لو مش فاكراه !!!

وصل لفيلا صغيره ف حته مهجوره .. دخل طلّع كل الغضب اللى جواه على كل الحاجه اللى فيها ..
كسّر كل حاجه هناك .. كل حاجه تقابله يهبدها بغلّ يكسرها كان هاين عليه يكسّر الحيطان ..
طلع بركان غضبه و غيظه و اخرة ما تعب نخّ ع الارض و إبتدى يشرب و يشرب و يلف ف الفيلا بهلوسه :
انت فين يا مرااد .. ااه يا ابن الكلب .. عملت فيك كل ده و لسه واقف على حيلك .. طلّعتها من حياتك بس معرفتش اطلّعك انت من جواها .. معرفتش اسلّكك من روحها!
معرفتتش !!
كزّ على سنانه و عينيه طلعت لبرا من الشر اللى فيها و إبتدى يرجع بذاكرته ورا .. ورا قووى

Flash baak

وقت القضيه عاصم كان مكلّف حد يراقب مراد بدقه و همسه كمان حتى ولاده ف حضناتهم و يجيبله كل تحركاتهم ..
كان عامل حسابه يستخدمهم ف لعبته ..
اه مكنش مرتب لكل ده و الحظ ساعده .. بس كان مخليهم كارت ضغط على مراد و سليم و مهاب لو الظروف إضطرته و وقع تحت إيديهم !

و بعد تهديداته لمراد و ابو همسه و ضغطه عليه إنه يسيبها اللى مكلّفه بمراقبتهم كلّمه

عاصم : ايوه
** : لسه خارجين من عند المحامى و دخلت و إتطّقست زى ما قولتلى من غير ما حد ياخد باله و عرفت إنه طلّقها
عاصم ضحك بشر : بجد ؟ طب ماهو طلع بيخاف اهو امال ليه كان عامل فيها قلب الاسد ؟
**: و خدتلك نسخه من الورقه اللى عند المحامى
عاصم : تمام خليهم تحت عينك و اى جديد بلغنى .. و إبعتلى ورقه الطلاق خلينى اتبسط شويه ..
و خد منها نسخه ف علبه هديه حلوه و إبعتها لبنت السويدى عالبيت

قفل معاه و ضحك من بين سنانه ضحكه كلها شر و بسرعه الضحكه اختفت مره واحده و همس بغلّ : و زى ما خدت منى كل حاجه يا ابن العصامى .. بيتى و مراتى و ابنى و شغلى و حتى بلدى ..
جاه عليك الدور و هاخد منك كل حاجه إستنانى !

تانى يوم الصبح اللى مراقب همسه كلّمه
** : مراد سافر الصعيد الصبح و مدام همسه اهى على طريق الصعيد
عاصم ضحك : طب خليك وراها
قفل معاه و الراجل فضل طول اليوم بيراقبها لحد لحظه الحادثه
همسه خرجت من عند مراد ف بيت أبوه ركبت عربيتها هى و ولادها و مشيت ..
و اما تعبت ركنت عربيتها و اخدت تاكسى .. طول الطريق و كلمه مراد بتتردد ف ودانها " اللى حصل ده كده كده كان هيحصل ، بيك من غيرك كان لازم يحصل " !
و كل ما تتردد يزيد الغل و القسوه جواها و يزيد معاهم جنونها و إنهيارها و عصبيتها.

كأنها إنفصلت عن العالم كله و مفيش غيرها ف المكان اللى صوت مراد بيتردد زى الصدى فيه و صوره ورقه الطلاق قدام عنيها !
لحظات توهان عدت عليها لدرجه محستش بالعربيه اللى وراها اللى بعت عاصم و لا ب اى حاجه نهائى و كأنها مُغيبه .. إبتدت تتخنق و وشها يزرّق .. إشارة المرور و قفتهم للمخالفه .. بعدها كملوا طريقهم ..
بس همسه رجعت تعيط بهيستريا و ده خلاها يغمى عليها و السواق إبتدى يفوّق فيها و يخبط على وشها .. و ده كان كفيل إنه يشغله عن الطريق
لحد ما إنتبهوا لصوت مراد إبنها اللى كان قاعد جنبها بيصرخ بصوته كله بجنون و فزع : مااااااماااا

همسه ف لحظه إتفزعت لصوت إبنها اللى بيهزها بعنف و متبت ف دراعها و إلتفتت له ..
بصّت وراها ل ليليان اللى حاضنه قزازه البرفان بتاعة أبوها و كأنها حضناه او بتاخد الامان من حتى ريحته و بتصرخ و بصّت جنبها للسواق اللى مش عارف يسيطر ع الموقف ..
و هنا بصّت قدامها بتلقائيه و إنتبهت للكارثه المُنتظَره ..

عربيه نقل كبيره جدا و محمّله الواح قزاز خبطت ف عمود قدامها ف إختلت و رجعت بسرعه ورا و كانت عربيه همسه وراها و ف ثوانى كان كله خبّط ف بعضه ..
العمود بعربيه النقل بالقزاز اللى فيها حدفوا عربيه همسه ورا اوى بعد ما اتحدف عالعربيه القزاز المحمّل ف النقل..
كله إتشقلب بسرعه جنونيه و كانوا على طريق صحراوى على جنبه فضا و رمل و كل حاجه إترمت على الجنب ده !
و وسط رمال الصحرا ده طلعت النار من كل حته بدخانها اللى عتّم الجو !
كل ده مخدش دقايق و كان قدام المراقبه اللى كانت وراهم على طول ..
ف ثوانى حد من اللى بيراقبوها طلع التليفون بسرعه يبلغ عاصم
عاصم بصدمه : انت بتقول ايه يا حيوان انت ؟

**: يا باشا زى ما قولتلك ده العربيات كلها بقت معجنه هنا و كل حاجه بتولّع
عاصم : يعنى ايه ؟ ماتت ؟
**: اعتقد كده .. مستحيل تكون عايشه
عاصم سكت بصدمه و فاق بجنون : انت لازم تلحقها ! فاااهم ! مش لازم تموت ! مش لازم !
** : يا باشا بس

عاصم بصرامه : اتصرف .. الحقها .. طالما ابن الكلب ده سمع كلامى و طلقها .. يعنى هى بولادها كارت ضغط عليه .. يبقا هيسمع كلامى ف اى حاجه اطلبها ف المقابل!

سكت شويه بغلّ : طب اسمع .. روح خرّجهم من العربيه هى و ولادها و انقلها على مخزن ف العنوان اللى هبعتهولك و كلمنى بلغنى اما تخلص و انا هبعتلك نضال يتصرف !

قفل معاه و الراجل و اللى معاه راحوا لمكان الحادثه خرّجوا همسه اللى كانت بتنزف من دماغها جامد و وشها كله بيجيب دم و مراد إبنها لإنه كان جنبها .. كان حالته مش اقل منها .. و بينزف من صدره و ليليان ورا إصابتها خفيفه بس مغمى عليها !

اخدوهم ع المخزن اللى بعتله عنوانه و كام ساعه بالظبط و كان نضال عندهم ف مصر !
خرّجهم برا مصر خالص ف باخره تبعه .. و سفرّهم على روسيا و كلم عاصم بلّغه
عاصم بمكر : انقلهم ع المستشفى اللى تبعنا بتاعتنا عشان يبقوا تحت السيطره ..
و خد روسيليا لعندهم تبقى معاهم .. لحد ما اتصرف .. و خلّى الامن تبعنا اللى كانوا بيراقبوهم يحيبوا تفاصيل الحادثه و الباقى إتنقلوا مستشفى ايه و بلّغنى

و فعلا نضال نقلهم عالمستشفى بتاعته بعد ما دخلوا روسيا و مدير الامن محى اى اثر لوجود همسه و ولادها ضمن الحادثه بعد ما اخدوهم و تابع الوضع من بعيد ..
و بعدها بكام يوم عاصم إتقبض عليه و اترحّل لمصر عشان كده قال لمراد " لسه مخلصتش يا صاحبى " !!
بس بعدها هرّبوا عاصم من المستشفى ف الحريق اللى عملوه و سفرّوه على " موسكو ف روسيا " !
و هناك نضال إداله تقارير مفصّله عن حاله همسه فالمستشفى بولادها !
عاصم بتفكير شيطانى : يعنى همسه ف غيبوبه ؟
نضال : اه الدكتور بيقول حصلها تهتك ف بعض خلايا المخ دخلتها ف غيبوبه و كمان عملها فقدان ذاكره !
عاصم إنتبه : فاقده الذاكره ؟! متأكد ؟
نضال : ايوه و الدكتور بيقول لها عمليه و ممكن ذاكرتها ترجع بس

قاطعه عاصم بضحكه شر : لاء ترجع ايه ؟ بكفايه اوى هى رجعت .. بناقص ذاكرتها .. كده احسن .. كله اتمسح و انا مكنتش عايز اكتر من كده !
و هنا عاصم قرر يديّر اللعبه اما الحظ نجده بفقدانها الذاكره و خلى نضال يسفّرهاله لعنده و يسيب مراد و ليليان ف المستشفى مع روسيليا لحد ما يقوله يعمل بيهم ايه!!

عاصم لنفسه بهمس شيطانى : قولتلك لسه مخلصتش يا ابن العصامى ! و طالما كده كده نفدت انا يبقا معدش له لزوم اساومك يبقا تاخد القاضيه بئا !

عاصم بعدها مدير الامن بتاعه بلّغه جثث الحادثه إتنقلت فين بالظبط بما فيهم سواق التاكسى اللى كان معاهم
عاصم جاب جثه بديله ل همسه و خلّى دكتور تبعه شوّهها بحيث لا يمكن حد يتعرف عليها و حرقها
و بعت الجثه لمكان المستشفى وسط جثث الحادثه مع السواق ..
ف المستشفى بعتوا لاهل السواق و من المخالفه قدروا يوصلوا لإن اللى كانت معاه همسه ..
و هنا عاصم كلّف حد من المستشفى لعب ف التحاليل مقابل فلوس و اثبت ان الجثه بتاعتها ..

baak

عاصم فاق من ذكرياته و فضل يشرب و يشرب و يقوم و يقع لحد ما غاب عن الوعى و نام مكانه لحد الصبح

عند ماارد ...
غرام ع التليفون بغيظ : داك هواا
مارد بغيظ : نعممم !
غرام بتراجع : هوااا ، داك هوا يجيلك يطرّى على قلبك ، حد طايل ف الجو ده
مراد إبتسم غصب عنه : نعممم
غرام بغيظ : معندكش غيرها ؟
مراد : لاء و يا تنجزى يا تتكلى هاا ؟
غرام كتمت غيظها : انت قليل الذوق بجد بقا
مراد : تلات اوقات مبحبش اسمع نَفس فيهم .. و لا و انا هنام و لا و انا نايم و لا بعد ما اقوم من النوم
غرام إبتسمت اوى : ممم و لو حد كبس عليك ف وقت من دول
مراد : ربنا ما يوريكى
غرام : ايوه يعنى بتتعامل ازاى ؟

مراد بهزار : بالإشاره لحد ما تُفرَج
غرام إبتسمت : ممم و اللى مش قدامك ده يتعامل ازاى
مراد : لاء ده يتكل
غرام بغيظ : مانا جيتلك و انت قلّيت ادبك
مراد مثّل البراءه : اناا ؟! محصلش ، انتى اللى دماغك شمال
غرام كزت على سنانها : لا قلّيت ادبك .. امال بصّتلى و بصيت للسرير ليه ؟

مراد ضحك : مانتى اللى كلامك كله إيحاءات .. بدخل اوضتى الاقى واحده على حرف السرير و بتقولى
( و قلد صوتها و هى ضحكت غصب عنها ) : من غير كلام كتير هاخد منك اللى عايزاه و انجز عشان نريّح بعض ! افهم ايه بئا ؟
غرام بغيظ : انا كنت عالكنبه على فكره مش السرير
مراد بيستفزها : مبتفرقش معايا
غرام برّقت بغيظ : انت .. انت ..

مراد بيستفزها : قبيح و قليل الادب و .. و .. ايه كمان .. اه و وقح !
عارف بما إنك ماشاء الله عارفانى اهو يبقا جايه ع السُمعه ، ف بتمثلى ليه بقا ؟
غرام كزت على سنانها و هو كتم ضحكته : عموما احنا لسه فيها و انا عالسرير و ربونا مش هتغلبى
غرام قفلت ف وشه بغيظ و حدفت الموبايل و هو انفجر ف الضحك اوى ..

الصبح ليليان قامت اتوضت و صلت و إبتدت تلبس
دخلت عليها روسيليا بزعل : انتى بردوا هتسافرى ؟

ليليان إبتسمت إبتسامه باهته : حبيبتى ده محتاجنلى ف الجامعه عشان إجتماع الدكاتره ف الجامعه .. هخلص و ارجع ع طول .. بعدين انا مسافره انجلترا مش مصر اللى انتى معترضه عليها ..
روسيليا توّهت : انجلترا مصر عفريت انا بمجرد ما بتخرجى من هنا و تغيبى عن عينى روحى بتغيب معاكى لحد ما ترجعى !
ليليان سابت اللى ف إيدها و قربت منها باستها : حبيبتى مش هأخر .. اسبوع بالكتير و هرجع ان شاء الله ! ادعيلى بس
روسيليا بحب : انا عندى غيرك ادعيله ليل نهار
ليليان : معايا رامى كمان.

روسيليا رفعت حاجبها بإبتسامه و ليليان ببراءه : رايح هيستورد كميه علاج ناقصه عنده ف الصيدليه و كلها مستورد شغل يعنى
روسيليا بمكر : ممم شغل قولتيلى
ليليان إبتسمت و هى كمان : طب طيارتك بالليل رايحه فين من دلوقت كنتى اخدتى اجازه ريّحتى حتى انهارده !
ليليان ضحكت : لاء انا مش رايحه المستشفى .. مصطفى لسه جاى امبارح و هيسافر بكره بالليل هنخرج كلنا انا و رامى و هو و مراد و رحاب هنتفسح و نتغدى سوا و نقضى اليوم مع بعض و بالليل هسافر ..

روسيليا إتنهدت و سكتت و ليليان بصّتلها : بتقلقى من ايه بس ؟
مصطفى اخويا و انتى عارفاه كويس .. انتى بنفسك اللى سيبتينى عندهم فتره و اخدت عليهم لما بقا اخويا بجد و دايما جنبى و مراد زيه و اكتر بحسّه قريب منى !
روسيليا ضيّقت عنيها : قريب منك ازاى يعنى ؟

ليليان لسه هتتكلم إنتبهت لملامح وشها و نبرتها ف ضحكت : لا متخليش خيالك يحدفك بعيد .. انتى هتفكرى زى همسه ؟
روسيليا رفعت حاجبها : و فكرت ف ايه همسه ؟
ليليان ضحكت : زى ما فكرتى انتى كده
روسيليا إتّكت على كلامها : خدى بالك من نفسك بردوا .. انتى زى اختهم اه .. بس ف الاول و الاخر بنت و يتخاف عليكى
ليليان إبتسمت : مش من دول يا ماما .. مش من مراد و مصطفى .. دول اكتر من خواتى
روسيليا : مصطفى عارف إنك اخته ف الرضاعه ف بيعتبرك اخته زى ما بتعتبريه لكن مراد ايه؟

ليليان بتأكيد : اكتر من مصطفى .. زى اخويا و اكتر و بيعتبرنى كده
روسيليا غمزتلها : مممم يعنى مش هتيجى يوم وتقوليلى إعترفلى بحاجه كده و لا كده و لا مكنتش واخده بالى و مش عارف ايه ؟
ليليان بشرود : تفتكرى .. معرفش .. بس مينفعش .. مجرد احساس جوايا بيقول إنه مينفعش ف اطمنى
روسيليا بفهم : و مين رحاب اللى لازقه لمراد دى ؟

ليليان ضحكت : حته سُكره ...بنت اللوا عامر الله يرحمه مدير مراد ف الشغل
روسيليا بتعجّب : بنت مديره ؟ و تخرج معاه كده عادى ؟ و ابوها ؟
ليليان إستغربت : ماله ابوها؟ كان بيثق فيها جدا و لعلمك كان بيثق ف مراد اكتر.. كان دايما بيقول على مراد إنه تربيه إيده و وقف جمبه كتير جدا و ساعده ف بيثق فيه و بيستأمنه و بيعتبره إبنه
و لعلمك مراد قالى إنه قبل ما يموت وصّاه عليها ..

روسيليا هزّت راسها بتفّهُم و ليليان لبست و لفت طرحتها و باستها بسرعه من خدها و جريت هتخرج
روسيليا غمزتلها : لولى هو رامى رايح معاكوا ؟
ليليان رفعت حاجبها بإبتسامه : بقيتى فضوليه اووى يا مازر .. ايه الفضول ده ؟ كل دى اسئله ؟ انتى بقيتى و لا كرومبو
روسيليا بغمزه : لاء هو سؤال واحد اللى سألته
ليليان بتتويه : كل ده سؤال واحد ؟

ده انتى سردتى قصه حياتنا واحد واحد و لا اللى بتحققى ف جريمه قتل
روسيليا ضحكتلها بنظره غامضه و هى جريت عشان متدهاش فرصه لاى اسئله تانيه ..
خرجت و هى إتنهدت بحب : ربنا يسعد قلبك و يعوض حرمانك يا حبيبتى ..

مراد عدّى على رحاب اخدها و مصطفى استنى ليليان تحت البيت و اخدها و إتجمعوا كلهم و شويه و رامى وصلهم و قضوا اليوم سوا لعب و تنطيط و إتغدوا مع بعض
رامى : باربى انتى هتقعدى كتير و لا راجعه ع طول ؟
ليليان بضيق : ميه مره اقولك متقوليش كده
مراد بيغيظها : انتى فعلا شبه باربى
ليليان نفخت بضيق و رامى ضحك بهزار : ده حتى الباربى لها لسان انما انتى ايه يا ام لسان الا ربع ؟
ليليان بغيظ : اخغس يا حماغ (اخرس ياحمار)

ضحكوا كلهم و هى كزّت على سنانها بغيظ و مره واحده شالت كوبايه ميه من عالتربيزه كبتها ف وشه و جريت ..
و هو قام جرى وراها و مراد و مصطفى وراهم و فضلوا يجروا ورا بعض ..
قضوا اليوم كله سوا و وصّلوها اخر اليوم ع البيت .. اخدت شنطتها و وصلوها ع المطار ..
سافرت و معاها رامى اللى اصرّ يسافر معاها بحجه له شغل هناك هيخلصه و هو ف الحقيقه مش عايز يسيبها !

عند غرام ...
اللوا شاكر : يعنى صممتى تسافرى بردوا و زى ما روحتى زى ما جيتى !
غرام بضيق : ايه صممت دى يا خالو ؟ مانت عارفنى ف شغلى بحب اعمل خطواتى بنفسى .. خاصه لو حاجه مهمه زى دى
عُدى : قولنا سيبيها عليا عملتى فيها سبع رجاله ف بعض
غرام إندفعت : انا كنت فعلا هخلص اللى عايزاه بس لولا المستفز
و قطعت كلامها مره واحده اما افتكرت مراد و بصّتلهم و سكتت
اللوا شاكر : المستفز مين ؟
غرام : هاا ، انا قولت مستفز ؟
خالها رفع حاجبه بغموض و هى تهتهت : ااه قصدى العسكرى اللى واقف امن .. رفض يخلينى اقابل حد و قال فى اجتماع

خالها بعدم اقتناع : و مستنتيش ليه ؟ و مكلمتنيش ليه ؟
غرام إرتبكت : لالا مفيش داعى ، مانا إستنيت و بعد كده خرجت كنت بجيب حاجات رجعت لقيتهم خلصوا و المقدم مراد سافر

خالها بصّلها بغموض و هى قلّبت ف طبقها بشرود و من وسط سرحانها إبتسمت فجأه و هو لاحظها بس معلقش و غيّر مسار الكلام : بيقولوا اللوا عامر مات
سيف : مش ده اللى بنته محاميه ؟
ابوه هزّ راسه : اه و اشتغلت معانا فتره على قضيه كده و مشيت
سيف : ايوه فاكر ، يا اخى ده بيخاف عليها خوف و لا العيله الصغيره
آبوه : ممم بيقولوا تعبت اول ما الخبر جالها .. خاصه ان مفيش جثه بيقولوا جثته إتحرقت و متبقاش منها .. و سمعت إنه مراد نقلها المستشفى و إتبرعلها بدم كمان و بيخلصلها اجراءات المعاش و المكافأه بتاع أبوها

كانوا بيتكلموا و غرام هنا إنتبهت اوى لكلامهم و سيف لاحظ ده
سيف : ده عيل بارد و شايف نفسه معرفش على ايه ؟ و قال ايه مارد !!
أبوه : بيقولوا ذكى و مفيش حاجه بتقف قدامه ، يعنى ، جرئ مبيخافش من الموت مهما كانت المهمه صعبه بيدخلها بقلب جامد

غرام هنا شردت و إفتكرت ملامح مقابلتها معاه .. ذكرياتها البسيطه .. ضحكته اللى له بَحّه مميزه .. عينيه اللى لاحظت إنها قلبت للازرق اما عصّبته .. عضلاته .. جسمه و هو خارج من الحمام ،
إفتكرت اما شتمته و اما دلقت عليه القهوه و إبتسمت اوى فجأه و إبتسامتها إختفت فجأه اما افتكرت اما فهمها غلط و كزت على سنانها و تمتمت بهمس : قبيح !
سيف : غشيم يعنى

أبوه لسه هيرد ردت غرام إندفعت ف الكلام : ده مش غُشم .. واضح فعلا إنه ذكى .. و ده قمة الذكاء على فكره ،
الحاجه اللى بتبيّن للى قدامك إنها مش فارقه معاك مبيتكاش عليك بيها .. و هو بيبين شجاعته و إنه مبيخافش من الموت مع ان مفيش حد مالهوش مخاوف ..
بس ده بيخلّى اللى قدامه ثقته تتهز ف نفسه لمجرد إنه يحس إنه صعب يستقدر عليه !
عارف شكله مكنش بيقول إنه واحد جاى من مهمه تقيله زى دى .. او لسه ميت قدامه حد .. ده و لا اللى جاى من فسحه ! ده قال

قطعت كلامها و بصّت للأكل بتتويه و خالها شاكر بصّلها قوى و لاحظ لهجتها و طريقه كلامها و هى إرتبكت
اللوا شاكر ضيّق عينيه : هو مش المفروض إنك ملحقتهوش و سافر ؟!
غرام إتوترت و نهله مرات خالها لحقت الموقف : ملحقتهوش بعد ما يخلص إجتماعه ، لكن شافته قبلها و إستنت بس مشيت و هو مشى !
سيف بغضب : يا ماشاء الله و التقرير ده كله من شوفتيه و هو داخل !
عُدّى : ده تقرير نفسى يابنتى مش صحفى !

ليليان ف انجلترا
قررت تروح لدكتور تانى و تعرف ايه حكاية زراعه الكبد دى .. فى حاجه مش مظبوطه و لازم تفهمها
راحت المستشفى اللى شغاله فيها هناك .. عادت كل الاشعه تانى و التحاليل و عرضتهم على دكتور كبير هناك

ليليان بذهول : يعنى ايه ؟
الدكتور: زى ما قولتلك .. الاشعه بتقول إنك فعلا زارعه فص كبد
ليليان : متأكد ؟
الدكتور : طبعا .. و على فكره الاشعه مبيّنه ان نسبه تفاعل الفص اللى زرعتيه مع باقى الكبد ممتازه جدا .. و ده مالهوش غير معنى واحد .. ان اللى إداكى فص الكبد ده حد قريب منك اوى .. إما اب او ام او حد من الاخوات .. مش حد من برا يعنى .. هو ممكن اى حد يديكى لو اشعته تنفع لكن انتى اللى باين قدامى ده
ليليان بشرود : روسيليا امى و متعرفش حاجه عن الموضوع ده .. و ماليش خوات .. و نضال .. نضال .. معقوله ؟
الدكتور : اه حتى باين ان إتزرعلك الكبد من زمان جدا .. نقدر نقول من اكتر من حاجه و عشرين سنه
ليليان إتنفضت : نعمم ؟
الدكتور : زى ما قولتلك الاشعه هى اللى بتقول كده

ليليان خرجت من عنده زى التايهه ..
إزاى ان اللى إتبرعلها بفص الكبد أبوها و ازاى من اكتر من 20 سنه ؟
هى فى الوقت ده المفروض إنها كانت مش معاهم و تايهه عند حد متعرفهوش زى ما روسيليا فهّمتها !!
ليليان تقريبا مبقتش مجمّعه و إبتدت تراجع اللى حصل و اللى روسيليا أقنعتها بيه زمان و ذكرياتها البسيطه المحتفظه بيها جواها و مش عارفه تربط حاجه بالتانيه

و قبل ما ترجع بكام يوم مصطفى كلمها ..
مصطفى بتوتر : ليليان انتى نازله روسيا اممتى ؟؟
ليليان بضيق : انا مش حابه انزل دلوقت .. عايزه ابقا شويه لوحدى
مصطفى سكت بترقّب : نضال عمل حادثه كبيره و اتنقل المستشفى
لبلبان اتخضّت : و ماما عامله ايه ؟
مصطفى : لوحدها معاه .. انتى عارفه مالهاش حد قوى
ليليان حجزت و رجعت على روسيا ف نفس اليوم اللى عرفت فيه
لقت مراد مستنيها ف المطار و مصطفى اخدوها ودوها ع المستشفى على طول

مصطفى : اخدك عالبيت الاول ترتاحى من الطريق و الصبح اوديكى
ليليان بجمود : لاء ودّينى عالمستشفى عندهم على طول
مراد بضيق : ع الاقل خدى نَفَسك من المشوار و حتى يكون النهار طلع و ابقى روحى الصبح
ليليان بعِند : لاء دلوقت
بصّوا لبعض ب أسف و اخدوها و هى ف حالة جمود هما إستغربوها جدا !

بصّوا لجمودها و للدموع المتحجّره ف عينيها و بصّوا لبعض بإستغراب على حالتها دى ..
المفروض إنه أبوها و بين الحيا و الموت ف المستشفى ف حادثه بس هما فسروا ده ب إنها مصدومه و محدش فيهم يعرف الحقيقه .. إنه لو حتى أبوها ف هى مبترتاحلوش !

ليليان وصلت المستشفى و هناك لقت عاصم و همسه و روسيليا و ماهر الشرقاوى ابن عمه و إبنه و الكل متجمع !

اول ما دخلت روسيليا قرّبت منها و هى حضنتها اووى .. مش عارفه ليه مش عارفه تعيط ؟
مش عارفه تقلق زيهم .. مش عارفه تحس ب اى حاجه .. يمكن مصدومه زى ما فهموا .. يمكن مش حاسه ناحيته ب اى حاجه .. يمكن لإنها عمرها ما إعتبرته اب .. او يمكن لإنه هو بالذات اخد مكان مكنش بتاعه ابدا !!
ساكته تماما و متمسمره مكانها بجمود و الكل بيبصّلها بإستغراب و شويه و همسه قرّبت بهدوء منها و بتلقائيه حضنتها و ضمتها اوى
همسه بقلق : انتى كويسه حبيبتى ؟
ليليان بجمود : اه ..
روسيليا ضمتها بوجع لإنها الوحيده اللى حاسه باللى جواها و بصّت لروسيليا جنبها : ماما انا كويسه متقلقيش

روسيليا طبطبت على ايديها و هزت راسها بتفّهُم يمكن لانها الوحيده اللى حاسه بيها و باللى جواها دلوقت !
شويه و حد من الدكاتره خرج و لسه هيتكلم لاحظ وجود ليليان : دكتوره ليليان الشرقاوى ! انتى هنا ؟
ليليان هزت راسها و هو كمّل بعمليه : انا سألت عنك قبل ما ندخل عنده بس ملقتكيش .. عموما احنا محتاجينك ف العمليات

روسيليا إعترضت : انت مش شايفها عامله ازاى ؟ حالتها متسمحش
الدكتور بروتينيه : دكتوره ليليان من أشطر الدكاتره هنا و هو حالته محتاجه حد زيها .. كمان هى بنته يعنى اكتر حد هيخاف عليه كويس
همسه بضيق : ماهى عشان بنته مينفعش .. تدخل ازاى تعمل عمليه لأبوها .. دى ممكن تنهار فيها !
ليليان قامت من وسطهم مره واحده بجمود و من غير و لا كلمه راحت غرفه دخلت لبست لبس العمليات و خرجتله كان لسه بيتكلم معاهم : انا جاهزه يلا بينا

مراد قرّب منها و لسه هيتكلم إبتسمتله بهدوء بعينيها و همست : انا كويسه متقلقوش !
الدكتور اخدها لعنده جوه و حوّلوه ع العمليات و ليليان قامت بالعمليه بمساعده كذا حد من زمايلها اللى اصروا يكونوا جنبها لإنهم عارفينها و ده أبوها !

و ف وسط العمليه فجأه القلب وقف .. ليليان إتحركت بعمليه عملتله صدمات كهربيه لحد ما قدرت تنعش القلب من تانى
خلصت العمليه و عملتله كشف كامل و عرفت إنه القلب وقف من كمية الدم الكتيره اللى نزفها و محتاج دم كتير جدا جدا لإنه نزف بشكل مش طبيعى ..
محتاج دم كله فريش عشان يتفاعل بسرعه مع جسمه لإن إتصفى اكتر من نص دمه و بالشكل ده القلب هيقف !

طلبت من حد من المساعدين بتوعها ..
ليليان بهدوء : خدوا منه عينه دم و إعملوله تحليل فصايل نشوف فصيلته ايه و بلّغهم برا يشوفوا مين زيه و يوفروها عقبال ما يتحوّل ع العنايه .. لإنه هيحتاج الدم ده بسرعه !

خرج من العمليات و اتحوّل ع العنايه ...
ليليان : دخّلوه غرفة الاشعه عايزه كشف كامل عليه .. نزف كتير و محتاجين نتطمن على اجهزة جسمه الحيويه لتكون اتأثرت بنقص الدم ..
و فعلا اتعمّله كشف كامل و هى طلبت تشوف نتيجته و نتيجة تحليل الدم بتاعه !
اخدت الاشعه بتاعته و بصّت فيها و اتسمّرت مكانها ..

و قبل ما تستوعب حاجه الدكتور جابلها تحليل فصايل الدم بتاعه و هى أخدته منه و بصّت فيها تشوف فصيلته عشان توفرله الدم اللى محتاجُه ..

تحليل الدم بتاعه كان تحليل فصايل بس .. يعنى بيوضح بس فصيلته ايه عشان يتوفرله دم ..
بس بمجرد ما ليليان بصّت فيه إتسمّرت مكانها بصدمه و بصّت حواليها بتوهان و جمود و عيون مفتّحه اووى و مره واحده اغمى عليها و تحليله ف إيديها !!!
الكل جرى عليها بخضّه و هى بتقع بس قبل ما تنزل ع الارض كانت إيد مراد اسرع و سندها بس من شدة وقعتها نزل بيها ف الارض
مراد بصّلها بغموض و هى بصّتلها بتوهان و _
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة السادسة بقلم أسماء جمال


نضال دخل العمليات و ليليان قامت بالعمليه بمساعده كذا حد من زمايلها !
خرج من العمليات و اتحوّل ع العنايه و هى طلبت تشوف نتيجة الكشف الكامل و الاشعه بتاعته و تحليل الدم بتاعه !


 
الدكتور جابلها تحليل فصايل الدم بتاعه و هى أخدته منه و بصّت فيها تشوف فصيلته عشان توفرله الدم اللى محتاجُه ..


 
مره واحده إتسمّرت مكانها بصدمه و بصّت حواليها بتوهان و جمود و عنين مفتحه اووى و فجأه اغمى عليها و تحليله ف إيديها !!
دكتور محمد : دكتوره ليليان .. ليليان .. يا دكتوره .. حد يلحقنا
روسيليا قامت بفزع جرى عليها و مراد و مصطفى و الكل قرّب منها بخوف عليها من منظرها ..
همسه هبّت واقفه بس فجأه إتسمّرت مكانها زى اللى إتشلّت و قلبها إتقبض و عينيها متعلقه بيها بخوف مُبهَم لسه مش عارفاله سبب !

الكل إتجمّع حوالين ليليان و الكل إبتدى يفّوق فيها ..
روسيليا بخوف حقيقى عليها ضمّتها ف حضنها و حطت راسها على صدرها و فضلت تعيط و تبوس ف راسها ..


 
رامى نخ على رُكبه جنبها ف الارض و هى ف حضن مراد و مصطفى جابلهم ميه إدهاله و إبتدوا يفّوق فيها ..
لحد ما فتّحت عنيها اللى كانوا مبرّقين و عماله تبص ف اللى حواليها بتوهان و عيون زايغه بجمود !
الكل بيبصلها بإستغراب على منظرها

روسيليا بدموع : حبيبتى قولتلك بلاش .. انتى جايه تعبانه من سفر و اكيد الخبر صدمك ..
مكنش له لازمه تزايدى على نفسك .. فى مية دكتور غيرك هنا يلحقه و الا إنشالله ما لحقه .. المهم انتى مكنش له لازمه تعملى ف نفسك كده !
ليليان رفعت راسها من على صدر روسيليا و بصّتلها بقرف و شك و نظرات غامضه و مش مفهومه ..
دى كانت اول مره تبصّلها كده .. طول عمرها بتحب روسيليا .. شايفاها احن ام ف الدنيا .. صحيح نضال عمره ما كان اب و مش عارفه تحبه .. لكن روسيليا لاء .. ليها حب تانى عندها !
روسيليا بصّتلها بإستغراب على نظراتها الغامضه دى و بتساؤل و بصّت للدكتور اللى كان معاها ف العمليات


 
رامى للدكتور : هو ايه اللى حصل جوه ؟ مالها ؟
الدكتور : معرفش .. العمليه مشيت كويس و نجحت كمان و خارجين كويسين ..
حتى هى طلبت تشوف تحليل الدم عشان نشوف فصيلته و نوفرله دم و بعدها حصل اللى حصل و وقعت !

روسيليا بصّتله بعدم فهم و رامى قرّب منها شالها و راح بيها ناحية اوضة مكتبها ف المستشفى و راح وراه مصطفى و مراد و روسيليا و الكل دخل معاها !
رامى دخّلها حطّها عالسرير و روسيليا قعدت جنبها و إداها عصاير و ميه و شويه و مراد انسحب بهدوء و مصطفى و رامى وراه


 
راحوا للدكتور بشك : هى مالها ؟
الدكتور : مانا قلتلكوا اللى حصل
رامى : ايوه يعنى بردوا ايه اللى وصّلها للحاله دى ؟
مراد بصّله بشك : هى التحاليل بتاعه ابوها فيها حاجه ؟ يعنى عنده مثلا حاجه ف التحاليل ف زعلت ؟
الدكتور بإستغراب : ده مجرد تحليل فصايل ! يعنى مش بيبين غير نوعية الفصيله و بس و ده عشان نوفرله دم !


 
كلهم بصّوا لبعض بإستغراب و عدم فهم لحالتها
مراد شرد : اما تفوق بس نشوفها مالها !

غرام دخلت تنام بعد كلام خالها بس معرفتش ! طول الليل بتفرك و مش عارفه مالها و تقوم و ترقد لحد ما نفخت بغيظ : لا مفيش فايده
مسكت موبايلها و رنت ، مراد كان لسه راجع من المستشفى من عند ليليان و هينام لقى موبايله بيرن مسكُه و حاول يمنع إبتسامته معرفش : ممم نعممم
غرام بغيظ : بردوا ؟
مراد بإستفزاز : نعمممم
غرام : طب مانت طلعت عندك ذوق اهو و بتعرف تتعامل مع الستات !
مراد مفهمش بس سكت اما تكمّل : لاء و ماشاء الله طلع عندك دم كمان .. لاء و بتتبرع بيه ، تصدق كنت فاكراك معندكش ؟؟
مراد إبتسم غصب و تصنّع البرود : طب و هو انتى بردوا ست ؟
غرام كزّت على إسنانها و هو كمل بإستفزاز : انتى ست اشهر ، ست ستات بست ألسنه !
غرام حدفت المخده اللى كانت ف إيديها و نخّت عالسرير : داك سته و ستين عفريت ينططوك

مراد بإستفزاز : طب إتعدلى الاول طيب و ارجعى ف قعدتك
غرام بصّت لنفسها وهى ناخّه على رُكبها عالسرير و رجعت بصّت للموبايل بصدمه و برّقت : نعمم ؟
مراد كتم ضحكته لإنه خمّن من حركتها و توقع رد فعلها ده : أنعم الله عليكى
غرام تاهت مع ضحكته اللى طلعت ببرود : ممم مين بقا اللى إداكى التقرير ده عنى ؟
غرام ببرود : لاء التقرير ده انت اللى هتدهولى و غصب عنك .. مش هبوّظ شغلى عشان واحد مستفز زيك ، فااهم !
هتدهولى و إلا

مراد قاطعها ببرود مصطنع : تقرير ممم ! و انتى عايزه تقرير عن ايه و ليه اصلا ؟ الاول كده انتى اسمك ايه ؟
غرام كتمت إبتسامتها : هو انا مقولتلكش ؟
مراد بطريقتها : لاء مقولتليش
غرام : و انت مالك ؟
مراد رفع حاجبه : طب إتكلى
غرام بغيظ : بطّل الكلمه دى و إلا
مراد ببرود : و إلا ايه ؟ هااا ! شايفك من الصبح عماله تهددى مش عارف جايبه الجرأه دى منين؟
غرام بغيظ : مانت اللى مستفز
مراد : طب احمدى ربنا إنى بستبدل الكلمه اللى دايما على لسانى ب إتكلى.

غرام بغيظ : غورى
مراد ضحك اوى و هى إتغاظت : مش بقولك مستفز ، يعنى لو حتى عايزنى امشى إتصرف بذوق ، إسمها بعد اذنك ، لو سمحتى
قاطعها مراد بإستفزاز : نسيبنا بقا من ام الموضوع و نمسك ف هى اسمها إتكلى و لا بعد إذنك
غرام بغيظ : لاء الموضوع عندك انت .. هتدينى التقرير اللى

قاطعها مراد ببرود مصطنع : لاء الموضوع هو اسمك ايه ؟
غرام سكتت بإبتسامه و صوتها طلع برقّه : غرام

مراد إنتبه للإسم و ضيّق عينيه بإبتسامه و همس : غراام !

غرام قلبها دق بعنف لمجرد اسمها بصوته و هو سرح و مره واحده ضحك بصوته كله و هى كزّت على سنانها : نعم !
مراد من بين ضحكُه : غراام ؟!
و ده من ايه ان شاء الله ؟ ده اللى هو زى إدينى حنان ماللى انا محتاجه بقالى زمان
إنتبهت لتتويهه اللى حست بيه و علّت صوتها بغيظ : انت .. انت مش هفضل اتحايل عليك كتير .. انجز نازل مصر امتى بسلامتك عشان عايزه تقرير صحفى ؟
مراد بخضه : انتى مش غرام ابدا .. انتى إجرام .. إقتحام .. إتهام .. حرااام
حاجه من دول تليق عليكى إنما غرام( و مط شفايفه لقدام بتريقه ) مممم لاء مظنش !

نفخت بغيظ و قفلت ف وشه و هو قفل و هو لسه بيضحك و كل ما يبطل يضحك تانى لحد ما ضحكته راقت و سابت إبتسامه صافيه على وشه : غراام ؟! غرام ؟ ممم ! غرااام

مراد العصامى صحى من نومه مبتسم على غير عادته و تمتم بهمس : خير اللهم اجعله خير !

قام بنشاط لبس و نزل على شغله .. دخل بهيبته المعتاده و نظرات الكل متعلقه بيه ..
و برغم كل اللى حصله لسه زى ماهو بحيويته و نشاطه لسه وسيم جذّاب مهتم بمظهره
دخل مكتبه و شويه و دخله
(مازن و رؤيه و منى و كريم و باسم و حمزه و دول اقرب حد ليه .. إتدربوا تحت إيده و إشتغلوا و برغم كل واحد فيهم بقا له فريقه الخاص بيه إلا إنهم فضلوا تحت إيده يتجمعوا و ياخدوا رأيه ف اى قضيه تحت إيد حد فيهم او حتى امور شخصيه ...بيعتبروه اب ليهم و له معزّه خاصه و كلهم عارفين حكايته و قريبين منه جدا )

رؤيه غمزت : اش اش ، خييييير ؟
مراد رفع حاجبه : نعممم
رؤيه : لاء احنا بس بنقول صباح الخير
مراد : لاء صباح دى تروحى ترغى معاها و تتكلى من هنا
مازن : ليه بس يا بوب ؟ ده احنا نفرحلك
مراد رفع حاجبه : تفرحلى ؟!
كريم : و نعلّى الجواب و نعزم الاحباب
منى : و كمان
قاطعهم مراد بغيظ : ايه حيلك حيلك منك له له .. ايه كل الرغى ده ؟ ليه ؟
رؤيه ضحكت : يعنى مش عاارف ؟

مراد هز راسه بتريقه و هو بيقلّب ف ورق عالمكتب : لاء مش عارف
رؤيه : يعنى المزاج إنهارده رايق و داخل تضحك و عمال تدندن فقولنا يمكن ... يمكن ... يمكن
مراد حدف الملف من إيده بغيظ : امشى اطلعى برا
كريم : يا عم
مراد بغيظ : و انت كمان برا
بصّ لمنى المسهّمه و نفخ : فى ايه انتى كمان ؟
منى بخنقه و بصّت لكريم : مفيش
مراد لكريم : انت مزعّلها ؟
لسه هيرد مراد قاطعه : خد مراتك ف إيدك و اتكل .. انا قايم إنهارده مزاجى رايق و مش طالبه معايا عكننه عالصبح

رؤيه ضحكت : ما قولنا نعلّى الجواب
مراد حدفها بملف من عالمكتب : انتى لسه هنا ؟
الكل ضحك و مازن : و ايه بئا اللى مروّق مزاجك كده يا رايق ؟
مراد بشرود و هو مبتسم : مش عارف .. بس قلبى مبسوط كده و حسّ زى نسمه هوا عدّت عليه تبرّده و مش عارف ليه .. بس نفسيا صاحى مرتاح !
كلهم بصّوله بنظرات هو فهمها و مازن : اكيد انت وافقت .. صح ؟ هااا ؟ وافقت ؟
مراد بضيق : وافقت على ايه ياد يا اهبل انت ؟
مهاب دخل مره واحده و كلهم إنتبهوا و هو بصّلهم و بصّ لمراد بضحك : هاا خير نقول كده مبروك صح ؟

كلهم بصّوا لبعض و إنفجروا ف الضحك و هو بصّلهم و بص لمراد : مالهم دول ؟
مراد ضحك بغُلب : داخل و لا كأنك داخل فرح بلدى ف حارة امك عايزهم يعملوا ايه؟ تقول مبروك على ايه يا جدع انت ؟
مهاب سكت شويه و رفع حاجبه : من شكلك قولت اكيد فى جديد و هنفرح بئا
مازن : و الله قولتله كده
مراد بتريقه : خد إبنك و اطلع برا .. و الله انتوا خساره ف المخابرات اصلا .. انتوا اخركوا فرقه دمّس و تسرحوا ف الموالد
مهاب بضيق : و انا اللى قولت هتبطل تركب راسك و تعقل بقا و
مراد نفخ بغضب و خبط بعنف عالمكتب : و ايه ؟ هاا و ايه ؟ اعقل و ايه ؟ اتجوز .. صح ؟ ده اللى فكرت فيه ؟

سكت بضيق شويه و كمّل بهزار مصطنع : هو دلوقت بقا اللى بيعقل بيتجوز ؟ اصل زمان كان اللى بيتجنن هو اللى بيتجوز !
كلهم بصّوله و سكتوا لإنهم عارفين جرحه و مهاب هزّ راسه بمعنى مفيش فايده و هو بصّله بابتسامه بارده : ااه مفيش فايده ..
و قولتهالكوا مليار مره .. و هفضل اقولها لحد ما عينى يغطيها التراب و اروحلهم ..
انا راجل متجوز و عندى ولادى .. اه سبقونى لربنا و سابونى بس لسه جوايا .. و هيفضلوا جوايا لحد ما عُمرى يخلص زيهم و ربنا يجمعنى بيهم !
الكل سكت على جرحه اللى اقل كلمه بتفتحه بعنف و تخليه ينزف و مراد إبتسم بكسره : ماهو اكيد هيجمعنى بيهم .. ماهو مش هيبقى عذاب ف الدنيا و عذاب ف الاخره كمان !

الكل سكت لإنهم اخدوا بالهم من صوته إنهم ضغطوا على جرحه اللى طول الوقت بيكتم وجعه ..
و هو إتنهد و سكت و شويه و بصّلهم : عبوكوا كلكوا كنت قايم مزاجى حلو الصبح و رايق ، عكرتوا دمى !!
مهاب بهزار : و لما هو الحوار مش كده ايه اللى مروّقك عالصبح كده طالما الحكايه مفهاش حته طريه ؟

مراد بغيظ : أهى الفاظك دى اللى بتخلينى اغلط فيك .. بتجيبلك التهزيق
مهاب رفع إيده لفوق : خلاص قلبك ابيض
مراد بغيظ : بعدين من امتى النسوان هى اللى بتروّق الدم عالصبح ؟
كريم بصّ لمنى بتريقه : على رأيك .. قول بيعكروا الدم .. بيفوّروا الدم .. بيحرقوا الدم ..
لكن بيروقوا دى منزلتش ف القاموس المصرى .. تقولش الاوبشن ده عطلان عندنا !

مراد رفع حاجبه و بصّله بتركيز و بصّ لمنى اللى دوّرت وشها و نفخ بتريقه : لاء انتوا مفيش فايده فيكوا .. احنا نقفل ام الجهاز ده و نقلبها مصلحه اجتماعيه ، يلا اتكلوا مش ناقصه نكد عالصبح !

عند ليليان ف المستشفى ..
الكل اخد ليليان اوضتها يتطمنوا عليها و عاصم فضل مكانه بصّلهم بضيق و بص لليليان بقرف و نفخ و دوّر وشه الناحيه التانيه ببرود ..
شويه و إنتبه ل همسه المتسمّره مكانها و للرعب و القلق اللى على وشها و ده زاد من ضيقه
عاصم قرّب منها بخنقه و عمال يكلم فيها و هى زى التايهه عينيها متعلقه بليليان
عاصم هزّها بعنف خفيف و كزّ على سنانه بغيظ : ايه يا همسه ساعه بكلمك .. مالك فى ايه ؟

بصّتله بدموع مكتومه و هو دوّر وشه بتلقائيه ناحيه اوضة ليليان و رجع بصّلها ببرود : فى ايه ؟
عادى واحده متدلعه عايزه الكل يتلم حواليها .. بعدين الكل طلب منها متدخلش العمليات ..
هى اللى اصرّت كأنها مفيش غيرها هنا .. شايفه نفسها معرفش على ايه ؟ تستاهل !
همسه بصّتله بعنف و هى بتضيّق عينيها بغضب و دموع : انت بتكرهها كده ليه ؟ هى دى مش بنت اختك ؟ ده زى اللى قاتلالك قتيل ..
بجد مبقتش فاهمه سر هجومك ليها و الكره ده كله ليه !!

عاصم إتخض مره واحده من كلمتها و إرتبك و هى مدتلوش فرصه ينطق و مشيت من قدامه بعنف و راحت على اوضه ليليان !

ليليان فضلت كتير ف مكانها عالسرير زى المتربطه و دماغها هتنفجر و مش عارفه تفكر
دماغها عماله تودّى و تجيب : طب ازاى ؟ فصيله دمه O سالب ؟
طب ازاى؟ مش ممكن ! اذا كنت انا .. يعنى .. طب ..
تايهه و مش عارفه تجمّع و مره واحده قامت من عالسرير بجمود و وقفت لفّت طرحتها
روسيليا بقلق : رايحه فين يا قلبى ؟
انتى لسه تعبانه .. إستنى ارتاحى شويه ..بعدين هما بيطمنونا .. انتى عملتى اللى عليكى و باقى الدكاتره هنا يكمّلوا
ليليان بصّتلها قوى و إتكلمت بجمود : لاء ...بنفسى .. لازم اتطمن بنفسى !

سابتها و خرجت فتحت الباب و هى طالعه خبطت ف همسه اللى كانت داخلالها
همسه ضمّتها بحب : رايحه فين يا لولى انا كنت جايه اتطمن عليكى
ليليان إبتسمت بتلقائيه : هشوف كده كذا حاجه ف المستشفى و ارجعلكوا .. متقلقيش هروح فين شكلنا قاعدين..

خرجت و سابتها و همسه بصّتلها بإستغراب و دخلت لروسيليا : مالها ؟ عامله ليه كده ؟
روسيليا بقلق عليها : معرفش يا همسه .. يمكن مرهقه سفر و منامتش بالليل و دخلت العمليات و مكلتش حاجه ..
معرفش
همسه بتفّهُم : حبيبتى متقلقوش ان شاء الله خير كل حاجه هتعدّى على خير
روسيليا بصّتلها و سكتت و هى طبطبت على كتفها و ضمّتها اوى و خرجوا

ليليان خرجت و راحت ناحيه العنايه المركزه ، مراد قابلها ف الطُرقه
مراد : مالك يا لولى ؟ ايه اللى جرالك ؟ اغمى عليكى و وقعتى مره واحده ليه كده ؟
ليليان بغموض : مفيش انا بس مُرهقه شويه .. انت عارف سفر بئا و منمتش طول الليل
مراد بشك : بس ؟
ليليان بتوهان : اه
سابته و مشيت من غير و لا كلمه تانيه و هو فضل باصصلها بقلق على حالتها لحد ما مشيت و هزّ راسه بعدم فهم و مشى

ليليان وقفت كتير قدام الغرفه اللى فيها نضال .. فضلت كتير متردده و واقفه بتوهان ..
اخدت قرار وحسمت امرها و دخلت .. قفلت الباب وراها و سندت بضهرها عليه و فضلت كتير جامده مكانها و بتبص لنضال الممدد عالسرير و متوصّل باجهزه كتير ..
بصّتله كتير بجمود و اترددت تتراجع .. بس خلاص لازم تتأكد ..
إتنهدت بقوه و قرّبت منه و خرّجت سرنجه من جيبها و سحبت عينه دم من دراعه و حطت الإبره ف جيبها و خرجت بنفس الهدوء اللى دخلت بيه !

عند مراد ف مكتبه ...
الكل خرج من عند مراد و هو شاور لمنى تقعد و كريم قعد بتلقائيه و نفخ بضيق و هى دوّرت وشها بغضب الناحيه التانيه
مراد رفع حاجبه و بصّلهم و سكت و زى ما معودهم يرجعوله ف كل حاجه حتى لو شخصيه .. ف مستنى حد فيهم يتكلم ،

فضل مستنى لحد ما حدف اللى ف إيده مره واحده و نفخ : لاء ماهو انا مش مقعّدكوا اسمع سكاتكوا .. يا ترغوا تقولوا فى ايه يا تقوموا تتكلوا !
منى بخنقه : هنقول ايه ؟ معدش فى حاجه تتقال
مراد بتريقه : تفهّمونى قَلبة الوش عالصبح دى ليه ؟
كريم بنرفزه : اديك قولت .. قَلبة وش و نكد و قرف و كل ده ليه ؟ عشان قالتلى تروح لأمها و انا قولت تعبان ..
و المفروض إنها فاهمه طبيعه شغلنا و ازاى تقرف !

منى بتريقه : و الله الوقت اللى انت اخدته ف الخناق معايا عشان متروحش مش قد الوقت اللى كنا هنروح و نيجى و نقعد فيه !
كريم قام بغضب : و اروح ليه ها ؟ عشان تقعد تقولك اعملى كذا و سوّى كذا و يستاهل و ميستاهلش !
لا و على ايه انا ف بيتى بكرامتى و انتى براحتك انا منعتكيش اهو ع الاقل متنسيش حاجه ..
منى وقفت كمان و صوتها عِلى : منساش حاجه ؟ قصدك انى بنقل لامى الكلام ؟

كريم سكت و دوّر وشه و هى بصّت لمراد اللى سايبهم يطلّعوا اللى عندهم و متابع الحوار من بعيد اما يخلصوا
منى بضيق : عجبك ؟

مراد إتنهد بنفاذ صبر : مش عارف امتى هتعقلوا ! انتى عايزه ايه ؟ مشكلتك ايه ؟ مرضيش يروح معاكى عند امك و لا الاهتمام عموما ؟
منى بنرفزه : هو بيروح معايا ف حته عشان يروح عند امى ! ده تعالى معايا مناسبه لصحباتى لاء .. تعالى نجيب حاجتنا من المول لاء .. تعالى هجيب لبس لاء ..
لاء لاء لاء اما اتخنقت
كريم بزهق : انا منعتكيش من حاجه و لا حرمتك بقولك اعملى اللى عايزاه و هاتى اللى يعجبك ..
و بعدين ما اخوكى و مراته طول الوقت معاكى ف كل خروجه و مبيسبوكيش يعنى مش لوحدك و بيستحملوا تلفى على كذا حته حتى لو هتجيبى قلم روج

هنا مراد اتكلم : و ليه مش انت ؟ أوقات الأهتمام معانا مبيفرقش .. لو مجااش من حد مُعين محتاجين نحس منه بأهتمام وحُب .. حتى لو حسينا بأهتمام كُل الناس بينا .. مبنفرحش !
ف ليه اخوها ؟ ليه مش انت ؟
كريم بتراجع : انت عارف انا مش فاضى للكلام ده .. معنديش الوقت لكل ده !
منى بنرفزه : و الوقت لعندك مخليه ل أيه بئا ؟ لصحابك ؟ لمامتك ؟ ل اخواتك ؟ طب و انا ؟ فين من كل ده ؟
كريم ببرود : مانتى معايا طول الوقت .. امتى سيبتك ؟ بنصحى الصبح سوا .. نفطر سوا .. ننزل شغلنا سوا .. نرجع سوا ننام سوا ..
ف لما يبقا عندى حتى وقت و اشم نفسى حرام ؟

مراد بهدوء : عارف انت ايه مشكلتكوا بجد ؟ ان انتوا مبتوحشوش بعض .. مفيش الجنان بتاع اللهفه .. مفيش اللهفه بتاعه البُعد ..
جربوا ابعدوا شويه و شوفوا هترجعوا ازاى جرى على بعض !
منى بتريقه : و الله لو حتى جرّبنا انا بردوا اللى هروح و ارجعه زى مانا اللى بعمل كل حاجه !
مراد : ساعتها يبقا حبكوا هشّ .. لو بتحبوا البُعد و مبيفرقش عن القرب يبقا بلاها ..
صدقينى القُرب زياده زيه زى البُعد زياده .. ميفرقوش ! وجودكوا طول الوقت مع بعض هو اللى عاملكوا كده ! مكبّركوا و مشيّخ علاقتكوا
اتعودوا متقربوش اوي و متبعدوش اوي ..

يعني كل واحد يبقي بينه و بين التانى المسافة الصح .. اللي تدي الثقة و في نفس الوقت بحدود و باحترام ..
المسافة اللي تخليك تشوف كويس و متخليش الصفات السيئة تاثر في العلاقة بينك و بين اي حد عموما حتى مش اتنين متجوزين بس.. المسافة اللي متسمحش انك تتأذي ..
المسافة اللي فيها ابتسامة و فرحة و احترام و تقتل الخنقه .. خليكوا في المسافة اللي متتعبكوش و متحرقش دمكم !

الاتنين بصّوا لبعض بهدوء و سكتوا

و مراد بحزن مكتوم بص لصوره همسه و ولاده اللى عالمكتب و شالها بإبتسامه مكسوره و فضل باصصلها كتير :
إفتكر كده إن هيجى عليك يوم ومهما وحشتهم و وحشوك وأفتكروك او افتكرتهم و متلاقوش حاجه تتقال غير " ربنا يرحمه " او "يرحمها" ..
ساعتها هتحس إن الدُنيا دى صغيره أووى

الاتنين بصوله بحزن على وجعه و مراد حط الصوره وشاور لكريم يخرج : يلا اتكل شوف الملف اللى طلبته منك جهزّه عشان الاجتماع كمان ساعه
كريم و هو خارج بغيظ : ااه مانت مبترضاش تغلّطها قدامى مهما غلطت .. يا اخى انا نفسى افهم انت ايه ؟ معانا و لا علينا ؟
مراد بصّله و رفع حاجبه : اتكل
كريم ضحك و خرج بعد ما مراد خفّ حده الموقف بينهم و هو بصّ لمنى ب أسف : اايه بئا ؟ مش هتهدى ؟ مش ناويه تعقلى ؟
منى لسه هتتكلم و هو قاطعها بأيده : انا اه مرضتش اتكلم قدامه ..

لان انا راجل زيه و فاهم يعنى ايه راجل ياخد الحق معاه .. بياخدها قاعده عامه انه الصح و ياخدها اشارة مرور لاى رد فعل ياخده ...
و اعتقد الواحد ف لحظات غضبه اما يبقا معاه الكارت الاخضر لأى تصرف و يشوف معاه الحق ممكن يهدّ كل حاجه ف لحظه ..
منى بصتله و سكتت شويه : هو بطّل يحبنى .. معدش زى الاول .. ده كان يتمنى لحظه نكون فيها مع بعض .. دلوقت بقا يتمنى لحظه يخرج فيها و يسيبنى !
مراد قام و قعد قصادها على حرف المكتب : امتى وصلّلك الاحساس ده ؟
هو لمجرد انه مش عايز يروح معاكى لمامتك او اى مشوار يبقا بطّل يحبك ؟

منى ب أسف : انا مبقصدش احكيلها حاجه بمعنى ادخلّها انا بس بفضفض
مراد : و هى بتاخدها بمعنى انك بتلجأيلها عشان تتدخل ف بتتدخل و على اساسه الدنيا بتتعك منك
عارفه تلات اربع مشاكل اى اتنين مع بعض بيبقا مالهمش علاقه بيها .. بتبقى مش منهم .. من الجمهور المتابع !
منى سمعته و سكتت و هو ابتسم بحب : يلا انتى كمان اتكلى و اهدى هاااا اهدى !
مشيت و سابت مراد و هو بص كتير لصورة همسته و همس : وحشتينى !

عند ليليان ف المستشفى ...
ليليان خرجت من اوضه نضال ب عينه الدم منه معاها .. أخدتها بهدوء و نزلت بيها المعمل ..
طلبت من زميل ليها يعيدلها تحليل الفصايل تانى بحجة التأكيد .. و طلبت منه يعملها بسرّيه !
إستنت لتانى يوم ف قلق لحد ما النتيجه ظهرت و اللى اكدتلها ان فصيله دم نضال O سالب زى ما بان من الاول !

و برغم إنها حافظه فصيلتها إلا انها عملت التحليل لنفسها و إتأكدت من فصيلتها ..
الحيره بتتملك منها اكتر .. خدت عينه من روسيليا و بردوا كانت عارفه فصيلتها بس عشان تتأكد

ليليان خرجت من المعمل مش شايفه قدامها و بتتسنّد ! طلبت منهم يتعاملوا هما مع حالته .. بحجة إنها مش قادره .. لحد ما تقدر تستوعب ده !
دخلت عند نضال تانى بس المرادى بصدمه ..مش عارفه تستوعب حاجه .. مش قادره تفهم !

عاصم مع همسه قاعد بتوتر و شويه و قام
همسه : انت ماشى ؟
عاصم إرتبك : لاء بس تليفون صغير و راجع
سابها زى التايهه من كمية الغموض اللى حواليها و مشى بسرعه قدام إستغرابها .. مشى بعيد عنها و إتأكد من الجو حواليه .. بعدها مسك موبايله عمل تليفون بقلق و الاخر قفل و راح لهمسه تانى ..

ليليان اخدت من نضال عينه دم تانى و المرادى خرجت بيها برا المستشفى خالص و راحت معمل مختص .. و قابلت دكتور مَعرفه و ادته عينه الدم
دكتور ياسر : تحليل فصايل بردوا ؟!
ليليان بجمود : ____________

مارد خلّص شغله و روّح على شقته وسط عُزلته ..
دخل اخد حمام و خرج فتح التليفزيون بلامبالاه و سابه و دخل يعمل قهوه ..
مره واحده إتسمّر مكانه من صوت رّن ف وسط هدوء الشقه بوضوح !

ف التليفزيون ....
غراام : و زى ما وعدناكم إننا عينيكم اللى تشوفوا بيها .. اننا نبقا دايما خيال الحدث ..
احنا صوت الحدث اللى يتردد من مكانه لعندكم .. احنا ملامحه اللى تشوفوها بوضوح كأنكم ف قلب معمعه الاحداث !
إستنونى ف حلقه مميزه جدا و خاصه جدا من قلب الحدث اللى شغل فكر كافه العقول الوطنيه و اشعل حماسهم !

ماذا عن القبض على اكبر عناصر ارهابيه زُرعِت ف البلد ؟! ماذا عن التنظيمات الارهابيه اللى بقت تسرى بينا زى الميه بسهوله ؟! و هل الذى حدث مؤخرا من تفجيرات ف تل ابيب له علاقه ام انه صدفه ؟!

مراد بصّ للتليفزيون قوى و كأنه بيتحقق من ملامحها من صوتها مش من اللى بيتقال !
و مره واحده كزّ على سنانه بغيظ و إتلفّت وراه لحد ما جاب موبايله .. دوّر على رقمها اللى سيّفه عنده و إبتدى ياكل ف نفسه
غرام ف الحمام سمعت موبايلها بيرن يدوب خرجت لقته فصل ..
بتبص تشوف مين برّقت بهمس : اايه ده معقوله ؟
شويه و رن تانى و اول ما فتحت إنفجر زى العاصفه : مممم نعممم !
غرام بهزار : الناس اللى اول ما ترد على الموبايل تقول نعمم و مممممم بدل سلامات و التحيات دول المفروض يتسحب منهم الموبايلات و ربنا
مراد بغيظ : انتى ليكى عين تتكلمى ؟
غرام بإستفزاز : ليه هتكلم بعينى ؟ انا بتكلم بلسانى و الله زى الناس
مراد كزّ على اسنانه : ممكن اعرف ايه اللى انتى هببتيه ده ؟

غرام كانت فاهمه بس بتشد معاه كلام : اناا ؟! قصدك إنى متصلتش بيك من يومين ؟
معلش انا قولت هتخلى عندك دم و تكلمنى انت
مراد بغيظ : ده انتى بتستهبلى بئا ! مش ده قصدى
غرام بتزيد إستفزازه : ممم يبقا اكيد قصدك إنى مردتش على طول و سيبتك تخبط دماغك ف الحيط .. معلش مره من نفسى
مراد بغيظ : بت انتى متستهبليش .. شغل الإعلاميين و اللف بالكلام ده متعملهوش عليا ..
ممكن اعرف ذيعتى ليه عن الحلقه لما انا قايلك مفيش تقارير و لا كلام
غرام فتحت التلاجه و قعدت ببرود تطلع اكل : ممم انت تقول اللى عايزوه و انا بردوا اعمل اللى عايزاه
مراد : و الله ؟ طب ابقى قابلينى لو خدتى حاجه او حتى ذيعتى حرف
غرام : يعنى ده اخر كلام عندك ؟ مات الكلام يعنى ؟!

مراد بغيظ : و عدّى عليه الاربعين كمان
غرام : ده انا عامله الحلقه عن ابطال سينا اللى شرّفوا البلد ! يعنى عشانك
مراد : و عشانى بيقولك اتكلى
غرام ببرود : اسلوبك المستفز دليل على ضعف موقفك .. و وطت صوتها بتبرطيم :
عليك برود و لا اجدعها تلاجه .. ده انا سمعت عن تلاجه بتلات ادوار .. لكن تلاجه بسبع ادوار دى اللى جديده بقا

مراد برّق بغيظ و هى سكتت ، بعدها ركزّ ف صوتها : انتى بتعملى ايه ؟
غرام ببرود : باكل
مراد : نعم ؟
غرام : جعانه
مراد بغيظ : نعم ؟
غرام بإستفزاز : ايوه ايوه نعم انا ذلك الشخص التافه اللى بيقول " انا جعان " ف وسط حوار مهم شغال

مراد بصّ للتليفون بغيظ و كزّ على سنانه و قفل ف وشها و حدف الموبايل جنبه

عند ليليان ف المستشفى ..
ليليان رجعت المستشفى ف حاله محدش عارف يفسرها .. اللى هى فيه كان اكبر من إنه يتقال عنه زعل على أبوها ..
دى زى التايهه .. زى المتجمده ..
و مهما اى حد حاول يخترق سكوتها ده مبيعرفش !
ايام عدّت عليها مبتتكلمش .. بتبص لكل اللى حواليها بتوهان .. بتتفرج ع الكل !
روسيليا هتموت من القلق عليها و مهما بتقرّبلها مش قادره تعرف مالها و لا تخرجّها من حالتها دى اللى بالنسبالها غير مفهومه !
روسيليا بدموع : مالك يا قلبى ؟ لا اكل و لا شرب و لا نوم و لا راحه !
فيكى ايه بس ؟ نضال و بقا كويس و عمليته نجحت و إبتدى يخف يبقا فيكى ايه ؟
ليليان بصّتلها و دوّرت وشها و كأنها مش طايقه تشوفها و ده زعلّها زياده ..
روسيليا بزعل : زعلانه منى ف حاجه ؟ عملت حاجه قوليلى متسكتيش كده .. انتى زعلتى عشان مقولتلكيش على حادثه ابوكى يومها ؟ انا كنت
قاطعتها ليليان بوقوفها مره واحده : انا عندى شغل و هقوم

روسيليا إنهدت بقلق و هى بصّتلها بتريقه : و متقلقيش اوى كده انا كويسه .. مش هموت يعنى !
روسيليا اتنفضت بخضه : بعد الشر .. حرام عليكى ليه كده ؟

ليليان سابتها و خرجت و هى فضلت كتير تبص لمكانها بزعل عليها !

غرام قفلت مع مراد و إبتسمت للتليفون و لمعه غريبه ظهرت ف عينيها و سيطرت على كل ملامحها اللى شافتها بوضوح ف المرايه قصادها ..
و مسكت تليفونها بحماس و إتصلت على رقم حد من الناس اللى خالها مديهولها يساعدها

غرام : لسه مفيش اخبار قدامك مراد هينزل امتى ؟
** : لاء لسه بس سمعت إنه جاى اجتماع قريب مع اخوه اللى ماسك تدريبات هنا
غرام إبتسمت بشرود : حلو .. يبقا اول ما تعرف اى حاجه عن نزوله امتى تبلغنى على طول .. حتى لو قبل ما ينزل !
**: تمام هبلغك

غرام قفلت و سرحت بإبتسامه و مره واحده بصّت للأكل جنبها و إنفجرت ف الضحك اما افتكرت غيظه و مسكت موبايلها تانى بعِند و رنت عليه

مراد بعد ما قفل ف وشها فضل رايح جاى بغيظ و إنتبه للتليفزيون لبقية الاعلان ..
الفضول خده قام جاب اللاب و فتح اليوتيوب و كتب اسمها و إتفاجئ بكمية حلقات و مواضيع مكنش متوقعها !
كان فاكرها ف الاول بتسّف زى معظم الاعلام .. بس إبتدى يشوف حلقه ورا حلقه ورا حلقه ..
شدّه طريقه تفكيرها و قوة إقناعها و لباقتها ، شّده جدا جرأتها و اسلوبها ..
لاحظ حلقات كتير خارج النطاق السياسى الخاص ببرنامجها ..
اجتماعيه عن مواضيع كتير بترفعها عاليوتيوب !
إبتدى يسمع ، ركزّ ف ملامحها اللى شدته جدا و إعترف بينه و بين نفسه إنها مميزه .. فريده لها رونق خاص بيها يشد اى حد ناحيتها ..
إبتسم بينه و بين نفسه بهمس : يا بنت الايه يا لذينه !

مره واحده إبتسامته إتبخرت فجأه لمجرد ظهور قدامه فكره إنها ممكن .. ممكن ..
مراد بضيق : لاء لاااء لالالا لاااء !

مره واحده موبايله نوّر ب الرقم اللى خلاص حفظه عن ظهر قلب ..
إتردد كتير يفتح و سابها كتير ترن .. بس مفصلتش .. اقنع نفسه إنه هيرد بس لإنه مضطر او عشان تبطل بس رن
اول ما فتح غرام بغيظ :
عارف انا مسمياك ايه ؟ المستفز !
ف لو إستفزيتك بحركه انت اخر واحد تتكلم عن الإستفزاز !

مراد بيغيظها :اخر واحد مممم .. مفيش مشكلة أنا مش مستعجل
كزّت على سنانها : شووفت .. شووفت اهى رخامتك دى اللى بتخلينى افرقعك
مراد بغيظ : يعنى انا بتكلم ف ايه و انتى قاعده بتاكلى ! المفروض إنك تحترمى كلامى
غرام ضحكت : و الله لو على المفروض يبقا المفروض تكتفونى و ﻻ تنيمونى انا بقيت بجوع و انا باكل
معرفش ده شتا ده و ﻻ فاتح للشهيه .. يخربييت كدده انا بضيع !
مراد إبتسم غصب عنه من وسط غيظه : مع إنه مش باين يعنى عليكى

غرام إنتبهت ل إنه واخد باله من شكلها ف إبتسمت بهزار : مع إنى عايزه اخس .. بس آآآه يا دنيا كل ما اكون عايزة اخس اﻻقى نفسى على طول جعانه
و اما اكون عايزة اتخن اﻻقى نفسى ماليش نفس
مراد ضحك غصب عنه و هى ضحكت بهزار :
المشكله ف إنى اكل حاجه حلوه ف احس بعدها انى عايزه اكل حاجه حادقه .. ف اكل حاجه حادقه ف اروح اكل بعدها حاجه حلوه ..
و افضل طول اليوم متنحه و مش فاهمه ايه اللى انا بعمله ف نفسى ده .. و لفّى بينا يا دنيا
مراد ضحك اووى و هى كمان و سكتوا شويه

مراد : ممم لا بس الجرأه حلوه .. مكنتش اعرف إنك فصيحه

غرام خدت بالها إنه اتفرج على كل حاجه عالسوشيال ميديا ليها : طب و ايه رأيك ؟
مراد ببرود : ممممم عادى .. الكلام حلو بس بيفضل كلام

غرام بغيظ : عزيزى الرااجل فى اسئله زى " حلوه الحاجه اللى عملتها دى " " انا خسيت " " انا حلوة " " حلو لون شعرى الجديد " " حلو اللبس ده عليا " ؟
دى أسئله متفكرش فيها كتير .. مالهاش غير اجابه واحده قانونيه و امنيه " آآآه يا حبيبتى جدا " .. ده اسلملك و ربنا
مراد بتريقه قلّد صوتها : ااه يا حبيبتى جدا .. حلو كده ؟
غرام همست بإبتسامه : حبيبتى

مراد إنتبه قال ايه ف توهه : مفيش تقارير و انا لسه عند كلامى
غرام بغيظ : انت قد كلامك ده ؟
مراد باستفزاز : لاء اكبر منه بتلات اربع سنين كده
غرام كزّت على سنانها و قفلت ف وشه بغيظ و مره واحده إبتسمت برقّه و غمضت عنيها بهمس : اما نشوف يا مارد !

عدّى اسبوع على نضال ف المستشفى و ليليان هناك و رامى و مراد و مصطفى مبيسبوهاش ..
خاصة ف حالتها الغريبه بالنسبالهم دى ..
ليليان فضلت على حاله الجمود دى لحد ما دكتور ياسر كلمها و بلغها ان نتيجه التحليل اللى طلبته ظهرت .. بس مفتحهاش زى ما طلبت منه و تيجى تاخدها !

ليليان سابت المستشفى و راحت المعمل .. راحت تقدّم رجل و تأخّر التانيه ..
لا عارفه تدعى انه ظنها يطلع صح و لا عارفه تتمنى ان يطلع فى حاجه غلط ..
راحت المعمل و قابلت الدكتور إداها الظرف بالنتيجه و هى مدت ايدها اللى بتترعش و اخدته ..
إترددت كتير و فضلت بصّاله و ساكته ..
حست ف اللحظه دى إنها زى التايهه ف صحرا لوحدها .. وحيده لمجرد إنها احتاجت لحد يبقا جنبها يسندها ف اللحظه دى و ملقتش حد من اللى حواليها ينفع !
هتروح لمين ؟ ده حتى مالهاش خوات !

و هنا مره واحده تليفونها رن و بصّت فيه لقت مراد بيكلمها .. إبتسمت بقهره و حسّت إنه ربنا باعتهولها ..
ليليان همست : صحيح مش اخويا بس هيبقى جنبى !

فتحت عليه و سكتت كتير : مرااد
مراد بقلق : لولى انتى فين ؟ روحت المستشفى اطمن عليكى ملقتكيش .. و روسيليا قلقتنى عليكى
ليليان بدموع مكتومه : روسيليا اه
مراد إستغرب صوتها و هى إتنهدت بقهره : مراد انا ماليش حد و محتاجالك .. انت فيين ؟
مراد بقلق : انتى اللى فين ؟ انا ف البيت و جايلك
ليليان : لاء انا هجيلك خليك بس عندك ..

قفلت معاه من غير ماتديله فرصه يتكلم و اخدت عربيتها و مشيت لعنده و معاها الظرف لسه مقفول ..

وصلت و راحتله عند عبد الله جارها ..
فتحلها و إتصدم من شكلها و لسه هيتكلم لقاها من غير مقدمات إترمت ف حضنه بدموع و إدته الظرف
مراد أخده و هى لسه ف حضنه .. ضاممها بأيد و فتحه بالإيد التانيه و بمجرد ما فتحه إتسمّر مكانه !
مراد بعنف : يعنى ايييه ؟ يعنى ... بس _
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة السابعة بقلم أسماء جمال


ليليان خرجت من المعمل مش عارفه تروح فين و لا لمين ..حست ف اللحظه دى إنها زى التايهه ف صحرا لوحدها .. وحيده لمجرد إنها احتاجت لحد يبقا جنبها يسندها ف اللحظه دى و ملقتش حد من اللى حواليها ينفع !
للى المفروض إنه أبوها و ممكن ميطلعش .. و لا لروسيليا اللى مية فكره و فكره وحشه بتيجى ف دماغها عنها لو نضال طلع مش ابوها !
و انها ممكن ... ممكن .. !

و لا لمين ده حتى مالهاش خوات !
ليليان ردّت على مراد اللى كان بيكلمها يتطمن عليها و قالتله إنها جياله ..
وصلت و راحتله كان عند عبد الله جارها .. فتحلها و اتصدم من شكلها و لسه هيتكلم لقاها مره واحده و من غير مقدمات اترمت ف حضنه بدموع و إدته الظرف
مراد أخده و هى لسه ف حضنه .. ضاممها بأيد و فتحه بالإيد التانيه و بمجرد ما فتحه إتسمّر مكانه !

ليليان صوتها اترعش بشكل متقطع : نضاال مش ابويا يا مراد ! مش ابويااا !
مراد زى اللى إتلجّم من كلمتها و إتسمّر مكانه .. هو سمعها صح و لا بيتهيأله ؟!

بصّلها كتير بصدمه و مش عارف ينطق .. ليليان كانت حضناه و متبّته فيه اووى ..
ضمّها جامد و دخلّها لجوه و قفل الباب
فاطمه أمه طلعت على صوتهم بس مفهمتش فى ايه .. بصّتله بتساؤل و هو شاورلها و اتّكى بعينيه و هى فهمت إنها عايزاه لوحدهم ف سابتهم ..

مراد أخدها و دخل اوضته و كانت لسه ف حضنه .. قعدّها بهدوء و قعد جنبها و هى متبّته فيه زى العيله الصغيره التايهه !
سكتوا كتير اوى و سابها تاخد راحتها و تخرّج اللى جواها حتى لو عياط و تتكلم وقت ما تحب ..
و اما دموعها زادت حسّ ان الموضوع جدّ ف طلّع موبايله و كلّم مصطفى
مراد : مصطفى تعالالى دلوقت عالبيت ضرورى ، دقايق و تكون عندى ..

و قفل من غير ما يديله فرصه يرد و بصّ ل ليليان بقلق عليها .. بس ساكت تماما لمجرد إنه مش عارف ايه اللى ممكن يتقال ف موقف زى ده ..
او ايه ممكن يتعمل .. ليليان عنده غير .. عنده او عند مصطفى اختهم اللى مينافسهاش حد عندهم ..
مبيعرفش يشوفها تزعل .. صحيح مالهوش اهل و ده خلّاه منعزل عن الناس و مبيحبش يختلط .. بس هى و مصطفى عالم خاص له .. ملجأ له بيهربله من الدنيا !
شويه و مصطفى وصل و دخل عليهم و منظرهم كان كفيل إنه يقول فى مصيبه ..
مصطفى بقلق : ليليان ؟! انتى هنا ؟ انا عدّيت عليكى ف المستشفى و

قاطعه مراد شاروله يقعد و هو قعد و بصّلها و رجع بصّله بقلق : هو فى ايه ؟ هو ابوها جراله
قاطعته ليليان بعصبيه : مش ابويا ! مش ابوياا

مراد العصامى قاعد مع الفريق بتاعه .. عندهم إجتماع خلّصوه و إتناقشوا ف القضيه اللى كانوا ماسكينها و هو قعد يتفرج عليهم و هما بيشتغلوا و يلفوا حوالين نفسهم و ف نفس الوقت دماغه شغّاله معاهم و بيديهم ارائه

باسم : هو معلوماتنا بتقول ان البت اللى معاه ملازماه طول الوقت مبتسبهوش .. يعنى تفاصيله معاها
كريم بهزار : طب هنتعب نفسنا ليه ؟ ما نوقّع البت السكرتيره و هى هتبعبع باللى عنده
منى بصّتله بغيظ : ما تقولها اسهل انا هجيبهالكوا بنفسى
مازن بهزار : و على ايه ؟ البت مُكنه محدش هيفرمها إلا الغول ..
مراد بصّله و رفع حاجبه : دى الفاظ ؟

مازن بصّ لمراد بضحك : ما تشمشملها انت يا بوب
رؤيه بهزار : دى هتنخ على طول .. هتنول الشرف العسكرى ده
مراد بصّلهم بحده و مازن رفع إيده بإستسلام : انا بقول بس إنقاذا للقضيه و إنقاذا للموقف ..
و بصّ لمنى بضحك : لاحسن الموقف مش مستحمل لوحده
مراد بغيظ : مانتوا عارفيّنى متشفّر
رؤيه إبتسمت : طب ما عندكش إستعداد تفك الش
قاطعها بمراد بنرفزه : لاء .. شفرتى إندفنت مع اللى إندفنوا !

سكت شويه : شوفوا حد يسقّطها و إتعاملوا مع نفسكوا و بلغونى بالنتيجه لإنها اللى تهمنى .. و يلا اتحركوا خلصنا

كلهم لمّوا الورق و قفلّوا الاجتماع .. بس مقاموش فضلوا قاعدين ..
مراد بصّلهم ب إبتسامه من وسط نرفزته اللى إتبخرت بسرعه .. بيعتبرهم ولاده كلهم .. بيحكّوا ف كل حاجه !

رؤيه : خلاص بقا يا ميكس قلبك ابيض ! كلمه و عدّت
مازن : حبيبى انت و ربنا انا عايز افرفشك
مراد بصّله بغيظ : تاانى ؟
مازن رفع إيده بإستسلام و حطّها على بوقه : اهوو
مراد عمل نفسه بيتف عليه و مازن همس بصوت واطى : فقر و ربنا .. مش وش نعمه
مراد بغيظ : نعمه دى تبقا مرات ابوك
الكل ضحك و مراد معاهم و من قلب ضحكُه اتنهد : انتوا فاكرينه بأيدى ؟
انا اه صحيح محاولتش .. بس حتى المحاوله معنديش إستعداد لها ..

همسه دى مش قصة جواز و إنتهت بالطلاق و لا حتى قصة حياه و إنتهت بموتها .. ده قصة عشق .. عشق المراد
روح خرجت من جسمى يوم ما حبيتها و سابتنى و سكنت فيها و روح خرجت من جسمها يوم ما هى حبتنى و سكنت فيا و اتملّكتنى ..
عشان كده مش هى اللى ماتت انا اللى موتت .. و روحها هى اللى عايشه عشان جوايا و روحى إندفنت معاها !
و لولا حُبها اللى خلّى روحها سكنتنى كان زمانى جسم من غير روح .. بس روحها هى اللى مصبرانى لدلوقت .. مخليانى اقاوم و اعافر و استحمل الوجع ده ..

كلهم بصّوله بصُعبانيه على حاله و رؤيه إبتسمت :
قولى يا مراد ، هو سؤال بعيد شويه عن الحوار ،
ايه اللى يخلّى الست معلّمه كده جوه اى راجل ؟ ايه اللى ممكن الواحده تعمله تخلّى الراجل كده عايش على ذكرى ايام معاها خلصت من سنين؟ فى ستات بتعيش مع رجّالتها فوق الربع قرن و لا كأنها موجوده حتى و هى معاه

مراد إبتسم بحب : الحب يا رؤيه !
الحب اللى هو انك من سكات تدي .. من غير مقابل انت مستنيه .. تنسي العيوب او حتى متشوفهاش .. تعشق وتنسى انت اصلا عاشق ليه !!
الحكايه ببساطه مشفتش فيها عيب و هى برغم كل عيوبى شافتها مميزات.. الحب اللى بجد مش انك تحب المميزات الحب انك تعرف تتقبل العيوب و تتعامل معاها و تحبها كمان ..
اللى بيحبك بجد مش اللى يعيش معاكى لاء اللى ميعرفش يعيش من غيرك !

كريم : عملتها ازاى دى ؟
مراد : رغم انك بتتريق بس حاضر هقولك ...
ادى قبل ما تاخد ، خليها أختك وقت ماتكون موجوع تجري عليها .. وبسرعه باللى جُواك تبووح ..
خليها أمك اللى لما تحتاج للأمان .. تجري وتنسى فى حُضنها أى هم شايله جُواك ..
خليها صاحبك الجدع .. اللى بتسند عليه وقت الضيقه .. وتحب تتكلم معاه وقت الفضفضه ..

خليها بنوتك الحلوة .. خاف عليها بس بلاش تتحكم فيها .. دلّعها وقولها إن زيها مفيش ..
خليها حبيتبك الوحيده .. اللى متعرفش تخبي عنها حاجه .. ومحستش بحلاوه الدُنيا إلا معاها ..
خليها مرآتك ... اللى ربنا أنعم عليك بيها .. وأداها كُل الصفات اللى تخليك فخور بيها ..
خليها هى الأنثي الوحيده اللى قايمه ب كُل أدوار البطوله فى حياتك ، ببساطه استرجل معاها مش عليها !

اتكلموا كتير و خرجوا من المكتب و ف وسط كلامهم سمعوا صوت من بعيد .. صوت مراد بيعشقه .. إلتفت ناحيته و ابتسم

مراد بحب : سليم باشا !
اهو ده نقطه و من اول السطر .. و اللى من عنده إبتدت الحكايه .. و لولاه كنت و لا حاجه
كريم بهزار : انت الاول ف كل حاجه يا ميكس .. و اديك دلوقت اول راجل اشوفه يحب حماه
منى بصّتله بغيظ و هو حطّ إيده على بوقه و بصّلها و ضحك ..
مراد : حبيته جدا و معرفتش اقطع علاقتى بيه بعدها دى زادت و مهما احاول ابعد عشان متوجعش مبعرفش !
بدخل بيته بحس السنين وقفت عند اليوم اللى روحه و روحى فارقت فيه !

بصّله و ابتسم : و عشان اعتبرنى ابنه بجد إدانى مكان همسه بعدها .. و عشان كده حاول كتير معايا اتجوز و اخلف .. بس عارف إنه من ورا قلبه الموجوع ..و بينه و بين نفسه بيتمنى اشاركه ذكرته لحد ما نموت ..
رؤيه بضيق : بس هو اللى عايز منك كده بجد يبقا دى انانيه .. مش عشان هى ماتت انت تموت بالحيا ..
هى إرادة ربنا لكن انت موتك ده بإرادتك !

مراد و هو لسه عينيه عليه : كل ما يتفتح حوار الجواز ده بحسه صعبان عليه نفسه يكلمنى و بحسّه بيبعد بكسره كده .. بشوف ده ف عينيه زى اللى انا شايفُه ده !

مراد سابهم و راح ناحيته و قرّب منه بلهفه ..
سلّم عليه و حضنه الحضن اللى كل ما بيضمّه يحسه حضنها هى !
فضل كتير حاضنُه و كل واحد فيهم ساكت ..

عند ليليان ف بيت مراد ..
ليليان قاعده بين مصطفى و مراد و محدش فيهم فاهم حاجه
مصطفى بقلق : هو فى ايه ؟ هو أبوها جراله
قاطعته ليليان بعصبيه : مش ابويا ! مش ابوياا !

نزلت الكلمه عليهم زى الصدمه و تنّحوا .. مصطفى بصّ لمراد اللى متفاجئش كتير لإنها قالتله : انت مالك مش متفاجئ ليه ؟ انت كنت عارف حاجه ؟
مراد بهدوء : قالتلى اول ما جات .. بس حسيت إنها لازم تهدى الاول عشان تعرف هى بتقول ايه ؟
ليليان بعصبيه : اهدى ؟ انا مش مجنونه على فكره انا عارفه كويس جدا اللى بقوله و إتأكدت منه

الاتنين بصّوا لبعض بعدم فهم و مراد بهدوء : طب اهدى كده و براحه فهّمينا و من الاول .. ايه اللى حصل ؟ و عرفتى ازاى ؟
ليليان بدموع : اهو عرفت و خلاص المهم إنى عرفت و انى صح
مصطفى : ايوه يعنى الموضوع جاه ازاى ؟ بدأ من فين ؟ مين قالك ؟ روسيليا ؟

ليليان وقفت بغضب : لاء
سكتت شويه و إتنهدت بدموع : من تحاليل الدم بتاعته
مصطفى إستغرب : من الباب للطاق كده ؟! يعنى مره واحده عملتيله تحليل نسب !؟
ليليان قعدت بهدوء و إبتدت توضّح : لاء طبعا .. هو كان محتاج نقل دم لإنه نزف كتير .. و عشان ننقله دم عملناله تحليل فصايل عشان نعرف فصيلته و على اساسها ننقله ..

سكتت و هما بصّولها بعدم فهم
مصطفى : و بعدين .. ايوه يعنى ده ايه علاقته ب إنه ابوكى او لاء ؟

ليليان بتوضيح : لاء ماهو انا اما عملتله تحليل الفصايل لقيت فصيلته O سالب !
احنا ف طب كنا بندرس حاجه كده عن وراثة فصايل الدم ف الطب الشرعى ..
زمان قبل ال DNA كانوا بيستخدموا فصايل الدم دى ف إنكار النسب بس مكنوش يقدروا يستخدموها ف إثباته !

يعنى تحليل فصايل الدم ممكن يثبت بشكل قاطع ان الطفل ده مش ابن الراجل ده .. لكن ميقدرش يثبت ان هو باباه !
لإن ببساطه لو انت عارف فصيله دم الام و عارف فصيله دم الطفل تقدر تستبعد منها فصايل دم معينه مينفعش تكون للاب !

الاتنين بصّوا لبعض و هى كمّلت بقهره :
يعنى انا فصيلة دمى Ab و روسيليا انا عارفه فصيله دمها A يبقى لو نضال أبويا لازم تكون فصيله دمه B او AB !
و عشان الاشعه بتاعتى بتقول ان اللى زرعلى كبد ابويا يبقا لازم يكون نفس فصيلتى عشان ينفع يدينى كبد ..

الاتنين سكتوا بفهم و مصطفى بصّلها : طب ما يمكن فى لغبطه ف تحاليل الفصايل ده ؟ يعنى يمكن

قاطعته ليليان بجمود : لاء مفيش .. انا إتأكدت من كل حاجه ..
مراد بترقُّب : يعنى ايه إتأكدتى من كل حاجه ؟ كل حاجه ايه ؟
ليليان سكتت شويه : يعنى إتأكدت من تحليل الفصايل و إنه صح و فصيلته O سالب !

دوّرت وشها و دمّعت و هما بصّولها بترقّب و حسّوا انها مكتفتش ب ده او فى عندها حاجه تانيه ..
و هى إتنهدت و اخدت الظرف و وجهته لمصطفى ..
مصطفى خده و من غير ما يسأل قدر يستنتج هى عملت ايه مراد بصّ للظرف و بصّلها : بس ده لسه مقفول !
عرفتى ازاى بالنتيجه ؟!

ليليان دموعها نزلت بصمت : معرفش .. انا عملت التحليل ف لحظه صدمه .. بس جيت لحد النتيجه و معرفتش اجمد تانى و اكمّل اللى بدأته ..
حسيت إنى محتاجه لحد جنبى ..و ملقتش غيركوا انتوا خواتى ..
مصطفى قرّب منها و ضمّها و باس راسها : طب اهدى كده يعنى الموضوع لسه مجرد ظنون
خلينا نتأكد الاول و حته هتعملى ايه تيجى بعدين !
مراد طبطب على إيديها بخفّه : و اطمنى اننا جنبك .. مش لوحدك .. محدش فينا هيسيبك
ليليان إتنهدت بقوه و بصّتله و بصّت للظرف و مراد اخده من إيده و فتحه و إبتدى يشوفه !

ليليان بصّاله بترقّب .. برغم كل اللى جواها ناحية نضال إلا إنها مش قادره تحدد هى حاسه ب ايه بالظبط ف الموقف ده !
مصطفى قرّب من مراد و بصّ معاه للتحليل و إتنهد ب اسف و مراد بصّلها و هز راسه !

عند مراد ف شغله ..
مراد راح سلّم على سليم و فضل كتير حاضنُه و كل واحد فيهم ساكت
سليم بدموع محبوسه بيهرب من عينيه : اهلا يا سياده اللوا ازيك ..
مراد إبتسمله بتفّهُم لانه عارف ماله : ازيك يا حمايا ..
اتّكى اوى على كلمه حمايا و هو ابتسم اووى بوجع لمجرد الذكرى
و بصّله بخفوت : لسه حماك ؟ لسه فاكر يا مراد ؟

مراد إبتسم بمراره : و لا عمرى هنسى .. ده لا كان جواز و لا بيت ده عُمر .. حياه .. روح ساكنانى و متملّكه منى .. محتلّه كل حته جوايا
سليم إبتسمله و هو رفع إيده الاتنين لفوق بضحك :
و انا واقف المقاومه و مستسلم للإحتلال ده
سليم إبتسم : كل السنين دى و لسه اللى جواك جواك يا مراد ؟ لسه مش عارف تغيّره !

مراد : و محاولتش على فكره اغيّر عشان اعرف و لا لاء
سليم ب أبوّه حقيقيه : و انت يا مراد ؟ امتى هتعيش ؟ امتى هتفتح نِفسك للدنيا ؟ مانفسكش ف الجواز طب و العيال ؟ مش نِفسك

قاطعه مراد بغضب حقيقى و عينيه قلبت بسرعه : لاء منفسيش ..
انا رافض الجواز اصلا عشان الخلفه .. انا لولادى و بس حتى لو راحوا .. مش هجيب حد يشاركهم فيا ..
مش هسمع كلمه بابا و لا هبقى اب لغيرهم .. هفضل كده لحد ما اروحلهم !
سليم إتتهد بقلة حيله و مراد بصّله بضيق : عارف انا لسه بحبك ليه ؟ باقى عليك رغم ان كل حاجه فيك انت و بيتك و امها بتفكرونى و بتجددوا وجعى اللى مبيهداش !
عشان انت الوحيد اللى مبتفتحش معايا الكلام ده ..

سليم إتنهد : و عشان انا الوحيد اللى مبفتحش معاك الكلام ف موضوع الجواز ده خايف تكون دى إنانيه منى .. خايف ابقى معاك انانى تانى ..
مراد إتنهد بقهره : تانى ؟ يا راجل انت لسه فاكر .. انسى .. اللى حصل حصل خلاص .. و انت مالكش ذنب ..
انت بس خوفت عليها زياده و ده حقك !
أبوها بوجع : و ياريتنى عرفت احميها .. الا خوفت عليها من الموت و رميتها ف انتحار !
مراد عينيه دمّعت غصب : هى دى إرادة ربنا .. مالناش دخل فيها ..
تشاء يا عبدى و انا اشاء .. ف ان رضيت بما اشاء ارضيتك بما تشاء .. و احنا رضينا الحمد لله ربنا يراضينا بئا !

سليم بمحايله : و اللى رضى بمشيئة ربنا ده مش المفروض يفتح قلبه .. مش أن الاوان بئا ع الاقل عشان يستقبل اللى ربنا ربنا هيراضيه بيه و يعوّضه
مراد بنفاذ صبر : الصبر ! اللى عايزوه من ربنا و يراضينى بيه هو الصبر .. الصبر و بس .. غير كده مش عاوز
سلسم بصّله و هزّ راسه بمعنى مفيش فايده

مراد بوجع : انا بس كل اللى صعبان عليا إنها راحت و هى فاهمه إنى خونتها .. وعدتها عمرى ما هسيبها و خونت وعدى معاها !
سليم بغضب : منه لله اللى كان السبب .. اهو غار ف داهيه و مات
مراد كزّ على سنانه بغضب مميت : مكنش نفسى يموت إلا على إيدى .. مكنتش عايز الموت ياخده من اللى كنت هعمله فيه !
سليم إبتسم غصب عنه للذكرى : و هو انت معملتش يا جبّار ؟
مراد افتكر اما وصّى عليه الدكتور بعمليه بتر ذكورته و سليم إتنهد : يلا اهو راح
مراد بغيظ : و هى كمان راحت .. راحت .. الموت خدهم سوا

سليم ضحك غصب عنه : انت لسه بتغير يا مراد زى زمان ؟
مراد بشرود : و اكتر من زمان .. زمان كنت بغير عليها منه و هى معايا .. دلوقت هى .. هى الموت اللى خدها خده هو كمان !
سليم سكت و هو حبّ يهزر عشان يلطّف الجو : يا راجل جواز ايه و بتاع ايه بلا قلة ادب .. هى ناقصه نكد عالاخر !

سليم ضحك اوى غصب عنه : اخر ايه يا جدع ؟ انت إعتزلت و لا ايه ؟ راحت عليك يعنى و هتجيبها ف بنتى ..
مراد ضحك اوى : و الله الموضوع شكله قلب كده بعطل فنى

ضحكوا اوى و مراد ميّل عليه حضنه و طبطب عليه بهمس : متقلقش انا عمرى لا كنت و لا هكون و لا عندى مكان لغيرها .. و لو حد بعتك ف حاجه قوله كده بالظبط !
سليم بصّله و رفع حاجبه و هو ضحك و شدّه و مشى على مكتبًه ..
سليم مشى معاه و سرح ف مكالمة ابو مراد له و افتكر ازاى إترجّاه يسمح لمراد إنه يتجوز او ع الاقل يكلمه و هو له تأثير عليه و هيقتنع لو جات منه ع الاقل عشان امه !

عند همسه و عاصم ...
همسه رايحه جايه بتعب .. ماسكه راسها من الصداع و عمّاله تفرك فيها ..
طلّعت علبه برشام من علاجها و اخدت منها قرصين و حدفتها بضيق و رقدت عالسرير ..
عاصم دخل عليها و لاحظ تعبها نفخ بضيق و قرّب منها

عاصم : ايه حبيبتى مالك ؟ انتى تعبانه و لا ايه ؟
همسه رفعت راسها نص واحده و إبتسمت بعيون مغمضه مدمّعه و هزّت راسها براحه
عاصم : طب اخدك للدكتور طيب ؟
همسه بزهق : كل علاجه مسكنات و بس و اول ما جسمى بيتعود عليها مفعولها بيقل و الصداع و التعب بيرجع اكتر من الاول
عاصم : طب اكلّمه يغيرلك المسكن .. حتى يكتبلك حاجه ترتاحى عليها
همسه نفخت : لاء و بعدين ليليان قالتلى ان كتر المسكنات غلط جدا .. و ممكن لو فى مشكله تزيد مع المسكن !

عاصم نفخ بغضب : و ايه دخل ست زفته بيكى و بعلاجك ؟ هى هتعمل عليكى دكتوره ؟ و ايش عرفّها اصلا بتعبك ؟

همسه بغضب : هى قالت ايه يعنى لغضبك ده كله ؟
بعدين انا اللى قولت قدامها انى مصدّعه .. و اما سألتنى قولتلها على العلاج اللى باخده .. ف بالتالى قالت رأيها
عاصم بإندفاع : رأيها تحتفظ بيه لنفسها

همسه بصّتله بذهول من هجومه ده كله ..
و هو لاحظ ف إتراجع بإرتباك : اا .. انا بس مبحبش حد يشوفك تعبانه
همسه : و دى مش اى حد .. دى بنت اختك اللى هى زى اختى .. يعنى زى بنتى
عاصم بتلقائيه إلتفت ناحيتها بخضه و بصّلها قوى و هى لاحظت ده ف بصّتله بتساؤل
و هو إتوتر بشكل ملحوظ : و لا اختى نفسها تشوفك تعبانه

همسه بصّتله كتير و هو إبتسم بتتويه : انا بس اللى ابقى جنبك و اشاركك تعبك

همسه لاحظت إرتباكه بس عدّتها لمجرد إنها مش فاهمه غموضه
و بصتله بعِند : بس هى كلامها صح .. و انا لازم لو فى مشكله الدكتور يحددها هى ايه بالظبط عشان تتعالج .. المسكنات مش علاج ..
عاصم شرد بقلق : ااه اه ربنا يسهل
همسه بإصرار : و طالما الدكتور بتاعك معندوش إلا المسكنات اللى بيغيّرها من مسكن للتانى يبقا اروح لليليان يا اشوف غيره ..
عاصم إندفع : ليليان لاء
همسه بصّتله قوى و هو بضيق : قصدى يعنى إنها لسه عيله فرحانه بشهادتها و انا مش هخاطر بيكى و اسيبها تجرّب معاكى
همسه بعدم إقتناع : يبقا نشوف دكتور تانى و يقولى فى ايه و يكتبلى علاج غير المسكنات دى
عاصم هزّ راسه و شرد بضيق

Flash baak

عاصم بقلق : ها يا دكتور ؟ قولى فى ايه ؟ التعب اللى بيزيد عليها ده من ايه ؟
الدكتور بيقلّب ف الاشعه و التحاليل بتاعتها ب اسف و ملامحه بتقول فى حاجه
عاصم بنفاذ صبر : ما تنطق يا بنى ادم انت .. قولى مالها فيها ايه و طلبت كل الاشعه و التحاليل دى ليه ؟
قولتلى اما تعملها و تبان و اتأكد و اديها عملتها
الدكتور بأسف : و للإسف اتأكدت.

عاصم بغضب : انت هتنقّطنى ما تخلص
الدكتور : انا كنت شاكك ان فى ورم عالمخ و مع إنه كان واضح إستنيت بردوا اما نشوف الاشعه هتقول ايه و للإسف ٦كدت شكوكنا
عاصم بصّله بصدمه : انت متأكد ؟
الدكتور هزّ راسه ب اه و عاصم قعد تانى عالكرسى بضيق و صدمه
و الدكتور لاحظه : متقلقش هو الموضوع مبقاش مقلق للدرجه
عاصم بأمل : يعنى سهل يتعالج ؟

الدكتور : سهل و مش سهل .. هى هتحتاج لعمليه ضرورى و نتيجتها هى اللى هتحدد !
عاصم بقلق : عمليه ؟
الدكتور : اه ، بس انت قولتلى قبل كده إنها عملت حادثه من فتره صح ؟
عاصم إرتبك : اه بس دى كانت من سنين كتيره اوى .. ايه علاقتها بالتعب اللى هى فيه دلوقت ؟

الدكتور بتوضيح : للإسف الاشعه مبينه ان الورم كان ف البدايه عباره عن تجمُّع دموى على جزء ف المخ و كان حجمه بسيط ..
و لو كان إتشال بالجراحه وقتها يمكن مكنش وصلّها للحاله دى .. لكن إستمرار وجود الكيس الدموى كل ده خلّى حجمه يكبر و مع الوقت الدم ده اتغيّر و اتحوّل لورم !
معرفش ازاى اما اتعالجت بعد الحادثه مفيش دكتور اتعامل معاه و لا حتى إكتشفه !
عاصم إرتبك : اا .. انا سفّرتها اكبر مستشفيات بالعالم ..

بس هى حالتها كانت خطيره و عملت عمليات كتير وقتها و اخدت جلسات عالمخ ف مكمتش حِمل عمليات تانيه ..
و زى مانت عارف هى فقدت الذاكره كمان يعنى حالتها مكنتش تسمح !
الدكتور بإستغراب : عملت كل ده و سفّرتها لاكبر المستشفيات و الكيس إتساب كل ده لحد ما إتحوّل لورم ؟
متعبهاش بعدها ؟ إستحملته كل ده ؟

طب لعلمك بقا لو كانوا إتعاملوا مع الكيس ده بالجراحه و إتشال كان وفّر عليها كتير ..
لإنه ضاغط على مراكز كبيره و مهمه ف المخ زى الحركه و الذاكره و الاعصاب .. حتى هو اللى مأثّر على اعصابها و مخليها تعبانه و تعب رجلها بردوا منه ..
و يمكن لو كان إتشال وقتها مكنتش واجهت التعب ده كله و كانت رجعتلها الذاكره او مكنتش فقدت الذاكره اصلا !

عاصم بصّله قوى و الدكتور ضحك بهزار : و لا انت مكنتش عايزها ترجعلها ؟!

عاصم إتصدم و قام بغضب و بهجوم و إندفاع : انت إتجننت ؟ ايه اللى بتقوله ده ؟ و انت مالك اصلا ؟
الدكتور وقف : اسف انا مكنتش اقصد .. انا بس قصدى ان لو ربنا كرمها و عملت العمليه و شالت الورم ده ..
ممكن ذاكرتها ترجعلها شويه شويه لإنه ضاغط على مركز الذاكره !
عاصم قام بغضب و شد الاشعه من قدامه و خرج بعنف قدام الدكتور اللى إستغرب رد فعله و هجومه ..

عاصم خرج من عند الدكتور و إفتكر بعد الحادثه اما الدكتور اللى عالجها بلّغه بوجود كيس دموى و كبير عالمخ و ضروره العمليه و كان هيعملها ..
بس إتراجع بعنف اما عرف ان فى احتمال و لو بسيط ذاكرتها ترجع بعد الكيس ده ما يتشال ،
ساعتها قرر ميعملهاش حتى لو على حساب تعبها ،
و من بعدها مشيت عالمسكنات اللى دخّلتها ف متاهه التعب دى و كل ما تتعب يخلّى الدكتور يديها مسكنات و خبّى عنها نهائى الموضوع ده !

baak

عاصم فاق من ذكرياته على شكل همسه اللى جنبه و بتبصّله بشك على سرَحانُه
و هو إبتسم بتتويه :
حبيبتى انا بس بقلق عليكى من الهوا مبحبش تعبك
همسه بصّتله بغموض : هروح لدكتور تانى
عاصم بتتويه : ااه اه ان شاء الله ، سيبينى بس ادوّرلك على دكتور كويس و هحجز و اقولك
همسه سكتت و هو إبتسملها نص ابتسامه مصطنعه و قام ..

ليليان قاعده بترقُّب و مصطفى قرّب من مراد و بصّ معاه للتحليل و اتنهد ب اسف و مراد بصلها و هز راسه ب صدمه و ذهول : التحليل بيقول مفيش نسب !! مش بنته !!!!

ليليان غمّضت عينيها و كأن إحساسها إتجمّد وقتها .. مش حاسه بولا حاجه .. مستغربه نفسها إنها حتى مش متضايقه عشان نضال !
هى وجعها من روسيليا اللى مصدومه فيها ..
مصطفى و مراد سكتوا تماما منتظرين اى رد فعل منها .. بيبصّولها بترقّب و هى دموعها إبتدت تنزل بصمت من عينيها اللى لسه مغمضه ..
مراد بتلقائيه قرّب منها و مسح دموعها و لفّ إيده حوالين كتفها و ضمها : ششش اهدى
مصطفى بذهول : ايه ده طب ازاى ؟

مراد : اللى اهم من ازاى هو هتعمل ايه ؟ و ده اللى هى هتقرره
ليليان بصّتله كتير : انا عايزه بابا !! عايزه اعرفه .. اوصّله !
مصطفى بتفكير : و ده هنعرفه ازاى ؟ تفتكرى روسيليا هتقولك ؟

ليليان بصّت بقرف اما جات سيرتها و مراد إنتبه : يعنى ممكن روسيليا تكون خلّفت من حد تانى غير نضال و هو شال الليله !؟
ليليان بقرف : اكيييد
مصطفى بتأكيد : يبقى كده هى مش هتقولك حاجه .. و هتنكر .. و ممكن كمان يكون نضال معندوش فكره اصلا و ميعرفش .. و ساعتها الدنيا هتتقلب عليكى و عليها و كل حاجه هتتهد !
ليليان إتخضّت من مجرد الكلام و مراد بتلقائيه إتّكى على كتفها اللى إيده لسه عليها :
اهدى .. بس ده معناه ان روسيليا مش لازم تعرف حاجه إلا اما نتصرف و نلاقى حل ..
و إلا لو فى حاجه ممكن توصّلك لحاجه هتخفيها و ساعتها مش هتعرفى توصلى لحاجه مفيده ..

مصطفى بتأكيد على كلامه : و هى اصلا لو عايزه تقولك كانت مهدتلك الموضوع من نفسها ..
انتى كبرتى و هتفهمى مكنتش هتسيبك لصدمه زى دى .. ده لو الموضوع حلال يعنى .. إنما شكله كده......
و سكت ب اسف و هى بصّتله بدموع و بصّت ف الارض بكسره ..
مراد بحيره : طب مفيش اى حاجه ممكن توضّحلنا حاجه و لو بسيطه ؟ اى ورقه كلام دليل اى حاجه ؟!

مصطفى بسرحان و كأنه افتكر حاجه :
بت يا ليليان انتى اكيد فاكره يوم ما جيتى عندنا و انتى صغيره و كنتى تايهه !

مراد بصّلهم بإستفهام و ليليان شردت كتير و مسحت دموعها مره واحده اما إنتبهت لكلام مصطفى :
ايوه بس مش اووى .. مش فاكره حاجه مفيش تفاصيل ..
انا اتولدت و اتاخدت من المستشفى و توهت و حد لقانى فضلت عندهم فتره و بعدها خالو عاصم و نضال لقونى و رجعونى لماما .. و بس مفيش تفاصيل !
مراد بإحباط : و طبعا مفيش اى حاجه فاكراها عن الفتره دى ..
ليليان بدموع : لاء.

مصطفى : يبقا اكيد كنتى مع ابوكى و هو مثلا و روسيليا سابو بعض و اخدك و هى خلّت نضال و اخوها يرجّعوكى لها ..
ليليان شردت ف الكوابيس اللى بتشوفها و بتلقائيه إتحسست السلسله بصوابعها ..
جاه على بالها الفستان بتاع الحادثه ببرفانه .. و ذكرياتها البسيطه المُبهَمه دى و اللى إبتدت توضح رؤيتها قدام عينيها ..
إبتدت تربّط الاحداث البسيطه دى الغير مفهومه بالنسبالها ببعض .. و اللى منها منع عاصم ليها نهائى نزول مصر و رفض روسيليا ده و كأنه غصب عنها !
حتى موضوع زراعة الكبد اللى روسيليا طلعت متعرفش عنه حاجه و هى إستغربت وقتها بردوا جاه على بالها !

يعنى ايه ؟ يعنى هى ليها اب غير نضال و ممكن يكون هو اللى كانت معاه و اكيد هو اللى زرعلها كبد .. اكيد كان بيحبها للدرجادى ..
اول ما عقلها حدفها عند الذكرى دى إنفجرت ف العياط ..

مصطفى و مراد تفهّموا الحاله اللى هى فيها و فسروها صدمه مكنتش مُتوقَعه ..
ميعرفوش ان نضال بالنسبالها كان حاجه مُبهَمه بحركاته معاها و نظراته ليها و لمسته اللى بيتعمدها !

من بين شهقات عياطها حطّت إيديها بتلقائيه على السلسله بتاعتها اللى ف رقبتها و افتكرت كام خلاف حصل عليها ! افتكرت كام مره فكّرت ايه اللى جاب الاسامى دى عليها ؟ و الاسامى دى لمين اصلا ؟

مراد و مصطفى إنتبهوا لأيديها ع السلسله و هى قلعتها و مدت إيديها بيها ليهم و عيطت اوى : مش معايا إلا دى !
و الاتنين بصّوا لبعض و مراد مد إيده خدها منها و بصّلها قووى و بص للسلسله !!!
مراد غمض عينيه بعنف و ___
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثامنة بقلم أسماء جمال


ليليان من بين شهقات عياطها حطّت إيديها بتلقائيه على السلسله بتاعتها اللى ف رقبتها ..
و إفتكرت حُرقه عاصم اما شافها و قد ايه اصرّ على روسيليا تقلعهالها ترميها و هى رفضت بعِند ..و روسيليا اما محبتش تزعلها خبتها معاها عشان محدش يشوفها !
افتكرت كام مره فكرت ايه اللى جاب الاسامى دى عليها ؟ و الاسامى دى لمين اصلا ؟


 
مراد و مصطفى إنتبهوا لإيديها ع السلسله و هى قلعتها و مدت إيديها بيها ليهم و عيطت اوى : مش معايا إلا دى !
و الاتنين بصّوا لبعض و مراد مد إيده خدها منها و بصّلها قووى و بصّ للسلسله !
مراد فضل مرّكز كتير مع السلسله ، عليها مراد و همسه و مراد و ليليان و تاريخ ميلاد 23/7 و كلام تانى !
مراد قلبه دق بعنف لمجرد إنه قرى الاسامى .. دماغه راحت ف حته تانيه .. تشابه الاسامى فتح قدامه سكه تانيه و ورّاه احتمالات كتير مش عارف يصدقها
معقوله .... ؟


 
مصطفى ضيّق عينيه بإستغراب و مراد بصّله بإرتباك و الاتنين سكتوا لمجرد إنهم مش فاهمين حاجه .. و ليليان بصتلهم ب إحباط و إتنهدت بحُرقه ..

مصطفى بإستغراب : طب ليليان دى اكيد انتى ، مين بقا همسه ؟ مين مراد ؟
ليليان بدموع : معرفش حاجه و لا فاكره حاجه .. معرفش اكتر من ان السلسله دى لها ذكرى معايا ..
كانت ف رقبتى بعد الحادثه و انا صممت تفضل ف رقبتى ! حتى خالو عاصم شافها معايا مره و إتعصب و شدّها من رقبتى كان هيقطعها .. و طلب من روسيليا ترميها و هى كانت هتعمل كده فعلا ..
بس انا عاندت و صممت تفضل معايا و هى عشان متزعلنيش خلتهالى بس بقيت اخبيها !
الاتنين بصّوا لبعض بضيق لمجرد إنهم مش فاهمين حاجه ! دى مجرد حته سلسله ! و ايه دَخل عاصم بيها اصلا ؟


 
مراد شرد كتير : انتى كان ليكى خوات ؟
الاتنين بصّوله قوى و ليليان دَمّعت
مراد اتردد شويه : ده مجرد تخمين .. يمكن اسامى مثلا لخواتك ..
مصطفى : اتنين مراد ؟
مراد مخنوق لمجرد الذكرى اللى إستحضرت ف دماغه من تشابه الاسامى و مش عارفلها سبب : معرفش .. بس يمكن أبوها او حد قريب منها او اى حاجه ..
مراد بصّلها بترقّب : انتى مش فاكره حاجه يا ليليان ؟ يعنى كان ليكى اخ مثلا ؟
ليليان سكتت كتير : يعنى لو ليا اخ ماما هتسيبه ؟ ما كانت هتجيبه بنفس الطريقه اللى جابتنى بيها .. ده غير إنها قالتلى إنى كنت قاعده عندهم لحد ما الاقى اهلى يعنى مفيش فيهم اللى يقربلى.


 
مصطفى : احنا ماسكين ف السلسله ليه معتقدش هتوصلنا لحاجه ! دى مجرد حاجه من سنين كتيره اوى ..
يعنى صاحبها اكيد نسيها .. ده لو حتى فاكرها هنلف نشوف بتاعه مين ؟! و نلف فين اصلا ؟!
ليليان همست بشرود : مصر !!!

رحاب بنت اللوا عامر قاعده بتوتر و عماله تفرك إيديها بقلق من زيارة عمامها .. اللى من وجهه نظرها غريبه و مفاجئه ليها..
دول مسئلوش عنها حتى يوم ما جاه خبر أبوها و لا اتطمنوا عليها !
رحاب قامت عملت شاى و حطّته و قعدت بقلق و مستنيه حد فيهم يتكلم
عمها الكبير خالد : اهلا يابنت الغالى .. اعذرينا معلش محدش عرف يجيلك بعد ما جالنا الخبر الشوم ده !
انتى عارفه الدنيا مشاغل ازاى و عقبال ما كل واحد فضّى حاله و نخلّص الورق و عرفنا نيجى !


 
عمها سكت شويه و رجع بصّلها بإبتسامه مصطنعه : قوليلى انتى خلّصتى ورق المعاش بتاع عامر اخويا ؟ يعنى خدتى المكافأه و التأمين و المعاش و الكلام ده
عمها الصغير احمد : اكييد .. انا اما سألت هناك قالولى انها مستنتش .. جريت على حاجته خدتها على طول و حتى روحت سألت


 
قطع كلامه اما لاحظ اخوه بيبصّله بحده و رجع بصّلها بارتباك : احنا بس سألنا عشان نعرف اذا كان ليكى حاجه و نعرف نجيبهالك
رحاب بخفوت : يعنى سألتوا عن الحق و مسألتوش عن صاحبة الحق !
ابن عمها محسن بقرف : نسأل عنك فين ؟ و انتى ابوكى كان حادفك ف اخر الدنيا ؟ معرفش ازاى يأمنك تقعدى كده لوحدك ؟
رحاب بصّتله بإستغراب : انا ابويا كان بيثق فيا جدا و حتى لو ف اخر الدنيا كان بيبقا عارف كل حاجه عنى ..
بعمل ايه و بروح فين و امتى !

و بعدين المعاش و التأمين و المكافأه و الحاجات دى انا لا سألت عنها و لا دوّرت عليها ،
بابا هو اللى كان موصّى مراد يخلصهالى لو جراله اى حاجه ف اى وقت و هو عمل بوصيته !
محسن بقرف : و مين مراد ده كمان ؟
رحاب بتوتر : ده صاحب بابا و كان بيثق فيه جدا و موصيه عليا و على حاجتى
محسن بغضب مكتوم : اه حاجتك اللى كاتبها كلها ب إسمك ، الفيلا هناك و العربيه و حسابه ف البنك و حتى الارض اللى عندنا ف البلد

رحاب بصّتله بضيق من لهجته و إستغراب انهم بقا عندهم فكره عن كل ده ف الوقت البسيط ده ..
لإنه أبوها لحد ما مات مكنش معرّفهم و افتكرت اد ايه كان خايف عليها منهم و من طمعهم !
عمها احمد : يلا الله يرحمه ، و اهى فتره و عدّت
رحاب بصّتله بترقُّب : يعنى ايه فتره و عدّت ؟
عمها خالد اتكلم بصرامه : يعنى معدش ينفع تقعدى هنا لوحدك يابنت اخويا .. مالكيش اهل مثلا .. و لا عايزه الناس يقولوا علينا ايه ؟
رحاب بصدمه : بس انا حياتى كلها هنا .. شغلى و بيتى و دراستى و كل حاجه هنا
محسن بلامبالاه : كل ده مالهوش لازمه .. يعنى تقدرى تعملى زيه ف وسطنا ف بلدك و مع اهلك
رحاب سكتت بدموع و هما بصّوا لبعض
و عمها خالد : اجهزى عشان يومين و هنرجع و انتى معانا ، ف خلّصى حاجتك !
سابوها و هى اتنهدت بقهره و دخلت ف نوبه عياط ..

عند ليليان و معاها مراد و مصطفى ..
ليليان همست بشرود : مصر !
مراد إنتبهلها و هى كأن بريق امل لمع جواها : عشان اوصل لحاجه ممكن توصّلنى ب بابا يبقا لازم اول حاجه انزل مصر !
مراد بإستغراب : اشمعنا ؟
ليليان بضيق : معرفش مجرد احساس .. هما مانعينى من نزول مصر خالص .. و مهما كنت بحاول بيرفضوا حتى خالو عاصم !
مع إنى سافرت انجلترا درست هناك و كنت قبلها ف دبى مع ( و سكتت شويه بضيق ) ماما !
و بسافر اكتر بحكم شغلى احضر مؤتمر او حاجه بس لحد مصر و بيرفضوا !

مصطفى : بس بردوا هنبقى بندوّر على إبره ف كوم قش خصوصا ان ممعناش حاجه
مراد إنتبه : يبقا دى هتبقى نقطه البدايه تنزل مصر الاول و بعدها نشوف هنعمل ايه هناك ؟
مصطفى : خلاص كام يوم كده و نخلّصلك الورق .. انتى معندكيش ادنى فكره عن الاجراءات ف مصر شكلها ايه !
و ده هياخد شوية وقت خاصه إنك لا اب و لا ام مصريين و لا متجوزه من هناك ...
ف بالتالى هيبقا فى شويه تعقيدات ف خليكى هنا لحد
قاطعته ليليان بجمود : لاء .. هنا لاء
مصطفى : ايوه بس.

ليليان ب إصرار : لااء ... انا مش هقدر استنى هنا يوم واحد كمان مع ماما .. خاصة إنى مش هواجهها بحاجه لحد ما اوصل لبابا
مراد بتفّهُم : خلاص ايه رأيك تسافرى انجلترا ؟ و اهو تبقا بحجه الشغل لحد ما نقرر هنعمل ايه
ليليان بدموع : انا اللى مطلوب منى اتحجج ؟!
مراد بهدوء : ما هو طالما اتفقنا هندوّر بسرّيه يبقا لازم محدش يشك ف حاجه
ليليان بفهم : حاضر ،

الاتنين سكتوا و هى سكتت شويه و بصّتلهم بدموع : انتوا مش هتسيبونى صح ؟
مراد ضمها بتلقائيه و إبتسم : عيب عليك يا ليلو ده انت الحته الشمال
ليليان بإبتسامه من بين دموعها : ربنا يخليكوا ليا .. معرفش انتوا لو مش جمبى و زى اخواتى كان ممكن اتصرّف ازاى او اعمل ايه
و همست بشرود : و يا عالم ليا خوات و لا لاء ؟

غرام قاعده على مكتبها و مره واحده شردت ف ذكرياتها البسيطه مع مراد ..
و اللى كلها كلام و إفتكرت صوته نرفزته عصبيته غيظه غضبه ضحكته تريقته ..
إبتسمت اووى و قعدت تتخيل ف شكله و هى بتعصّبه و هو متغاظ و إتفاجئت بنفسها فاكره شكله ازاى !
لاء دى حافظه ملامحه كويس اووى .. من مقابله واحده !
إتنهدت بابتسامه و مسكت موبايلها بتردد شويه .. بعدها إتراجعت و خطرت ف بالها حاجه ..
ف إتحمّست بضحك
فتحت الفيس و إبتدت تقلّب فيه و قعدت تجرّب اسامى لحد ما لقت صفحه بأسم " المارد / مراد عبد الله "

إبتسمت بانتصار و فتحتها و إتأكدت من صورته إنه هو و إبتدت تقلّب فيها ..
جابت كل صور له و إتفرّجت عليهم براحه واحده واحده كأنها بتحفر ملامحه جواها ..
شافت كلامه هزاره ردوده فكرُه .. شافت ضحكُه و لمحت لمعه حزن ف عنيه إستغربتها جوه كل صوره من صوره ..
قعدت كتير و كأنها بتتعرف عليه حتى بتقرى ردوده و ردود معارفه عليه عشان تعرفه اكتر .. كأنها بتفتّش جواه مش جوه صفحته ..
وقفتّها جمله من كلامه هزّتها اوى و همست :
أعتقد بالنسبالى شعور إحساس الأحتياج "تانى" أسوأ وأسخف إحساس بعد إحساس " الفقد"

و يليه مباااشرة إحساس " الخوف" !
حاجة "بنت كلب" يعنى !!!
إﻧﺘﻮﺍ ﻣﺶ ﺑﻴﻮﺻﻠﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻏﻴﺮ %1 ﻣﻨﻪ .. ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻮ ﻛﻼﻣﻪ ..ﻣﺤﺪﺵ ﻋﺎﺵ ﻇﺮﻭﻓﻪ ﻭﻻ ﻗﻀﻰ ﻣﻌﺎﻩ ﻟﻴﻠﺔ ضلمه
ﻭﻻ ﺷﺎﻑ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﻲ عينيه ﻭﻻ عرف ولا هيعرف ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺱ .. نبطل نحكم ع بعض م شوية كلام بقي !!

في حاجات واقعه كتير مننا ،، و فجوات و اماكن فاضيه و شويه شروخ محتاجين حد يلصمها ،حد يريح و ميوجعش ،حد يطبطب علي الروح المجهده من اللي فات ..حد ميسبناش ف توهه زى اللى سابونا
بالاصح محتاجين منحتاجش لحاجه !

شويه و قرت حاجه غيرها و غيرها
غرام لنفسها بشرود : ايه كل الوجع ده ؟ ياترى الفجوات و الاماكن الفاضيه دى لمين ؟ و مين سابك كده ؟ و ليه مخبى كده لدرجه مش باين عليك ؟
فضلت تقرى لحد ما وصلت لجمله إستغربتها بفضول :
خلينا متفقين ..ان حضن الاهل ده عُمر مافي حاجه هتعوضه أبدا ! العوض عنهم من عندك انت يارب !
همست لنفسها ب شرود : الاهل ؟ ياترى فيك ايه؟

قرت اخر حاجه و اللى مقدرتش تعديها :
ملعونة التوهة اللي تخلي .. الدنيا في وادي وانت في وادي !
و هنا معرفتش ليه إتقبضت من جوه بس معرفتش تعدّيها ، فتحت المسدجات كتبتله بهدوء :
و ايه اللى متوّهك كده ؟! عموما انا بس كنت عايزه اقولك مفيش حد بياخد كل حاجه ..

دايما فى حلقااات كتير مفقوده من دايره الحيااه .. بس لو ركزنا فى المتاح و رضينا بيه عمره ماهينسينا المفقود هو ممكن يعوضنا عنه شويه ..
لكن للأسف وجع الحاجه المفقوده بيفضل ملازمنا طول ما احنا عايشين فى الدايره .. وخصوصا كل مانيجى عند الحلقات المفقوده فى طريقنا وغصب عننا نتكعبل ونقع فيها .. و للأسف وجعها الأكبر إنها بتفضل نقطه ضعف فى حياتنا وبنخااف ونترعب جداا إننا نوصلها أو حتى حد يعرف إننا بنضعف بسببها ونقع فيها ..
ساعات بتضلم اووى عشان ربنا يخليك تشوف حتة نور مكنتش شايفها !

اطمن و اعرف انه هيعوضك
ربنا بيعوّض صدقنى ، عوض ربنا بينسى اى حاجه وحشه شفناها ف حياتنا ، عوض ربنا اما بيجى بينسينا احنا فقدنا ايه من اﻻساس و ربنا بيعوضنا عنه .
عوض ربنا حلو جدا ...

و حبّت تقلبها هزار : و عموما يا عم كلنا قرفانين و زهقانين على تعبانين مش لوحدك ..
سابتله المسدج اللى كتبتها و اترددت كتير تبعتها و الاخر بعتتها و قفلت و إستنت و هى بتتخيل رد فعله اما يقراها

مراد العصامى روّح على بيته اللى مبيسيبهوش غير على شغله او سفر لمهمه او حاجه و يرجع جرى بلهفه يدفن نفسه جوه ذكرياته فيه !
روّح و دخل و اول ما الكلب ف الجنينه لمحُه قرّب منه بلهفه و هو ميّل حط ايده عليه و ابتسمله بحب : مُرياان !!

نخّ جنبه ع الارض و الكلب ميّل قدامه و حط راسه على رجله و مراد شرد و افتكر يوم ما جابه لمراد ابنه

Flash baak

همسه ف المطبخ و مراد قاعد بيشتغل ع اللاب بتركيز .. و مراد بيتنطط حواليه .. و مره واحده وقع عليه إتخبط فيه وقّع اللاب
مراد اتنرفز : ايه يا مراد حد يعمل كده ؟
مراد بطفوله : بابى غصب عنى
مراد بصوت عالى : كام مره قولتلك تاخد بالك .. مينفعش يبقا حركاتك عشوائيه كده .. انت هتبقا راجل يعنى لازم تنشف شويه
مراد قعد يزعق شويه بنرفزه و صوته عالى لدرجه خضّت مراد ..
مراد بدموع : بابى كنتش اقصد
مراد لسه هيزعق هنا مراد إبنه إنفجر ف العياط و جرى من قدامه على همسه اللى جات على صوتهم بلهفه : فى ايه مالكوا ؟ و حضنت إبنها
مراد بتريقه : ماهو طول مانتى مدلعاه كده مش هعرف أنشّفه و اعلّمه الصح من الغلط

همسه بضيق : فى ايه يا مراد لكل ده ؟ عايز ايه انت ؟
مراد : عايزوه راجل يا همسه .. مش عايزوه دلوعه امه زى ما بتحاولى تعمليه .. عايزوه
هنا مراد إبنه قاطعًه ب الرد اللى مكنش متوقعُه و لجّمه تماما ...
مراد إبنه بقهره : انت مش عاوزنى خالص ! مش عاوزنى و لا راجل و لا مش راجل .. انت مش عاوزنى ..
انت عاوز ليليان بس .. بتحب ليليان بس .. بتشيل ليليان بس .. بتبوس ليليان بس .. بتنيمها ف حضنك بس .. بتجيب كل حاجه حلوه ل ليليان بس !
انت مش عاوزنى .. ليليان بتوقّع كل الحاجات براحتها بتجرى تشيلها انا لاء !

مراد أبوه بصّله قوى و لمح الدموع اللى لمعت ف عينيه و عمال يحبسها و منظره وجعه اووى ..
للدرجادى هو مقصر معاه كده !؟
لدرجة عيل ف عمره ده بيعرف يكتم دموعه كده.. كلامه وجعه و لسه هيقرّب منه إبنه مدلهوش فرصه ل ولا كلمه و جرى من قدامه على اوضته !
مراد أبوه بص ل همسه اللى بصّتله بعتاب فقام طلع وراه بلهفه .. فتح اوضته و لسه هيدخل لمحه عالسرير بيعيط بصمت .. و اول ما شافه مسح عينيه ببراءه و دوّر وشه و شويه وقام عالحمام ..

مراد أبوه لسه هيروح وراه إتراجع بزعل من نفسه إنه وصّل لإبنه الاحساس ده منه ..
حس ان مفيش كلام هينفع يتقال هنا .. عشان يثبتله عكس اللى قاله يبقا لازم يشيل الفكره دى من الاساس من جواه و ده معناه إنه لازم يعمل حاجه و لو بسيطه .. ف قام بزعل غيّر هدومه و خرج ..
مراد أبوه خرج قعد يلف كتير بالعربيه بضيق من نفسه .. مش بس عشان زعّله لاء ده لمجرد حتى إنه عيل صغير و مش عارف يراضيه ازاى ؟
و مره واحده خطرت ف باله فكره و ابتسم بحب : حاضر يا قلب ابوك .. ده اللى مش بس هيراضيك .. لاء ده كمان هيعرفك إنك اكتر من ليليان عندى !

مراد كلّم مهاب
مهاب ضحك : كلب بوليسى ايه يا جدع انت اللى عايزوه هديه لمراد ؟ انت اتجننت ؟
مراد بضيق : انجز هتعرف تتصرف و لا لاء؟
مهاب : يابنى حاضر هعرف .. بس مش دى المشكله .. ده كلب بوليسى يعنى كبير .. كمان حافظ إشارات و حركات معينه ، مراد هيعمل بيه ايه ؟ طب ما تجيبله قطه
مراد بصدمه : قطه ؟! ابن مراد العصامى يلعب بقطه ؟ الظابط مراد مراد العصامى يبقا طرى كده و يجرى ورا قطه؟

مهاب ضحك اوى على طريقته : هو انت ليه محسسنى إنه بشتمه ؟ عادى بعدين انا جايب لمازن بردوا ..
و إلا غرام بقا .. دى عندها قطط مش قطه .. ده بتعشقهم و انت عارفها هى و مراد بيناقروا بعض ازاى
مراد : الطرى ده إبنك انت مش إبنى
مهاب : طب ما تجيبله كلب عادى حتى يبقا صغنن او
مراد قاطعه بضيق : هتخلص و لا اتصرف ؟
مهاب : خلاص عدّى عليا و نروح نجيبه

و فعلا عدّى عليه و نقّى كلب الى حد ما صغير بس بوليسى .. يعنى بيفهم و متدرب و له ف الإشارات و بينتبه لحركات العيون و بيفهم ردود الافعال !
مراد اخده و روّح عالبيت .. و كان معاه سلسله زى بتاعته هو و ليليان و همسه ،
كان عاملها اما بتاعة همسه وقعت منها مره و اما همسه لقت بتاعتها شال هو دى ف العربيه ..
اخدها و اخد الكلب و دخل براحه .. همسه لمحته و لسه هتتكلم شاورلها براحه تسكت .. و هى فهمت و إبتسمت و هو نادى على مراد اللى نزل مكسور بطفوله و عينيه مدمّعه

و مره واحده لمح الكلب ف إيد أبوه و هو نازل ..
جرى بلهفه نزل لعنده و مره واحده سكت شويه و ميّل راسه

مراد أبوه فهمه لإنه طلب منه كلب قبل كده و هو رفض
مراد بحب : انا كنت حبيبى مستنى اما تكبر حبه عشان تعرف تتعامل معاه
مراد إبنه إبتسم ببراءه و نطّ على أبوه إتعلق ف رقبته حضنه و فضل يبوس فيه .. و عشان الاطفال ردود افعالها بتبقى اسرع نسى هو كان زعلان ليه ..
همسه قرّبت منهم و ربّعت إيديها : اشمعنا كلب ؟
مراد قام وقف جنبها و ساب مراد مع الكلب .. اللى كان طاير بيه ..

مراد إبتسم : عشان الكلب بالذات اللى هيعرّفه ان غلاوته عندى زى ليليان و اكتر ..
هو طلبه منى قبل كده و انا بعترف إنى كنت رافض فعلا عشان ليليان .. بس مش عشان بحبها اكتر .. هى بس عشان بتخاف اوى منهم و كمان انتى عارفه عندها القلب و مالهاش العياط و لا الخوف ..
همسه : و اشمعنى جيبته دلوقت ؟
مراد إبتسم : عشان اشوف فرحته دى .. كلامه وجعنى اوى يا همسه .. حسيت إنى مقصر معاه ..

مراد قرّب من إبنه و لفّه ناحيته : حبيبى انا بحبك مش بس قد ليليان .. لاء ده قد العالم كله ..
مش عايزك تزعل منى و اما تلاقينى مزعّلك قولى و انا هراضيك .. لإنى يمكن ابقا مش قاصد او مش واخد بالى .. بس المهم متكتمش ف نفسك كده ..
انا مش بدلعك زي ليليان عشان انا عايزك راجل.. نفسى تبقى ظابط .. عشان كده عايزك ناشف و جامد .. ملكش ف الدلع و تبقا طرى ..
مراد إبنه قرّب منه حضنه و هو ضمّه اوى : قولى بئا عايز تسمّيه ايه ؟

مراد حطّ إيده على دقنه بتفكير و أبوه ضحك اوى على برائته : تعالى نختار سوا
أبوه بحب : لاء ده بتاعك انت و انت اللى هتسميه .. بعدين انت اللى هتتعامل معاه
همسه بإستغراب : يتعامل معاه ؟ انت ليه محسسنى إنه بنى ادم ؟
مراد ضحك : بوليسى
همسه بخضه : يالهوى عليك يا مراد .. جايبله كلب بوليسى .. يعنى مسعور و ممكن يعضه
مراد : ايه ايه حيلك حيلك لاء طبعا .. هو بس متدرب و كمان يحميه ..
و على فكره احنا الكلب البوليسى ده عندنا بناخد عينه دم من الواحد و نشممهاله و ندرّبه .. بعد كده بيلمحه من اخر الدنيا و يحفظه ايا كان .. ده غير بيحفظ ريحته و يبدأ يتعامل معاه يفهمه يعنى ..

همسه هزّت راسها بفهم و هو بصّ لمراد : و انا بكره جايبله مدرب هيعمله ده ..
عشان ياخد باله من مراد و يحفظ ريحته من دمه ،
و بص لمراد إبنه بحب : المهم يا قلب أبوك عايز تسميه ايه ؟
مراد بطفوله : مُريان !

همسه بصّت لمراد بإستغراب على إختياره و أبوه إبتسم لإنه تقريبا فهمه بس حب يسمع منه
مراد أبوه : اشمعنا مُريان ؟
مراد ببراءه : عشان يبقا نص مراد و نص ليليان .. مًريان .. يبقا على اسمنا
أبوه ضحك اوى بصوته كله على تفكير إبنه و همسه برّقت : انت عايز تسميه على اسمكوا ؟!
مراد ضحك بصوته كله و همسه بصّت لمراد أبوه بغيظ : انت هتسمى الكلب على اسم ولادى ؟

مراد بحب : طبعا مش صاحبه أمر .. يبقا عًلِم و يُنفَّذ يا حضرة الظابط
( و خرّج من جيبه السلسله و إدهاله ) و كمان خد هديتك انت كمان اهى و علقهاله ف رقبته
همسه برّقت بغيظ و كزّت على سنانها : انت جايب للكلب سلسله زى بتاعتى يا مراد ؟!
مراد ضحك اوى على منظرها : لاء انا جايبها لصاحب الكلب و هو حر يدهاله و لا لاء
مراد بطفوله : هحطها ف رقبته ..

و فعلا علقهاله ف رقبته و قضى طول اليوم يلعب معاه و مراد معاه بيحفّظه حركاته ..
و اخر اليوم جاله المدرب اللى اخد عينه دم من مراد إبنه و قعد يشمشمها للكلب و يدربه عليها .. و مراد بيتنطط من الفرحه ،
و يوم ورا يوم بقا هو و الكلب صحاب .. اللى حفظ كل حركاته و ريحته و شكله .. و بقا ينام على باب اوضته كمان !

baak

مراد رجع من ذكرياته عالكلب اللى بيلاعب السلسله اللى ف مفاتيحه ..
ف إبتسم بوجع و حرّك هو كمان السلسله اللى ف رقبته و همس بوجع : معتش باقى إلا احنا
و بص للسلسله و إتنهد : و ذكرياتهم يا مريان !

ليليان مشيت من عند مارد و هو شويه و جاه ينام فتح موبايله و قعد يقلّب فيه بلامبالاه ..
لحد ما جذبته رساله الغرام اللى لمحها من وسط كومة رسايل من صورتها !
بصّلها قوى و إبتسم بينه و بين نفسه : دى عايزه ايه تانى ؟
مكنش هيفتحها بس الفضول خده .. و اقنع نفسه إنه هيشوف بس ليكون فى حاجه و يمسحها او يعملها إنه مقرهاش ..

مراد فتحها و قراها بهدوء و رجع قراها تانى و فضل يقراها مره ورا مره زى اللى بيحفظها ،
حس ان الكلام لمسُه اووى و فهم منه إنها فتشت ف صفحته و كوّنت فكره و لو بسيطه عنه و ده نوعا ما ضايقُه ، مبيحبش يبقا مكشوف كده لحد .. مبيحبش حد يلمس ضعفُه !
إتنهد و لسه هيمسحها حاجه جواه خلّته يسيبها .. بس عملها كأنه متقرأتش و قفل .. و شويه و رجع فتح و فضل يقراها تانى ..
إتردد يرد : لاء بلاش انا مش قد ادخل ف سباق مع نفسى !

لسه هيقفل شدّته اخر جمله "يا عم كلنا قرفانين و زهقانين على تعبانين مش لوحدك "
إبتسم غصب عنه بغيظ و قرر يرد بس على الجمله دى عشان ميحسسهاش بضعفُه قدامها ..

غرام قاعده بتشتغل على اللاب و مره واحده رنت رساله ..إبتسمت بلمعه كده قبل حتى ما تلمحها و لا تشوف من مين لمجرد إنها خمنت ..
فتحتها لقتها من مراد ابتسمت اووى و مره واحده ابتسامتها اتبخرت !
غرام بصّت للتليفون و برّقت و كزّت على سنانها بغيظ : __
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة التاسعة بقلم أسماء جمال


غرام قاعده بتشتغل على اللاب و مره واحده رنت رساله إبتسمت بلمعه كده قبل حتى ما تلمحها و لا تشوف من مين لمجرد إنها خمنت !!
فتحتها لقتها من مراد إبتسمت اووى و مره واحده إبتسامتها إتبخرت و قرت بغيظ :
مراد ببرود : عارفه لما بقول لحد انا تعبان اوي يقوم يرد : ما كلنا تعبانين ! دة بقي برج البغبغان بقطع علاقتى بيه على طول !
غرام بصّت للتليفون و برّقت و كزّت على سنانها بغيظ : انا بغبغان يا مستفز .. تصدق انا غلطانه .. اهدى عليا بس !


 
إتلفتت يمين و شمال بغيظ عالموبايل .. و عماله تشقلب ف الحاجه حواليها ..
و مره واحده إتخايلت بيه ف إيديها و هى بتشاور بأيديها .. برّقت للموبايل ف إيديها و رفعت حاجبها : منك له يا شيخ .. هتودينى فين بس ؟!
كأنها إتلككت بالرساله بس عشان تكلمه .. رنت عليه و هو كان زى اللى مستنى المكالمه دى .. او اقنع نفسه إنه متوقع بس تتصل .. حاول يمنع نفسه و ف الاخر نفخ بغيظ.


 
مراد ببرود : اه ده انتى فاضيه بقا ؟
غرام بعد ما كانت متغاظه و ناويه تنفجر فيه .. لمجرد إنها سمعت صوته إتنهدت براحه و بهزار : بصّ هو انا مش عارفه أنا فاضيه و ﻻ مشغوله
يعنى مواريش حاجه ، بس معنديش وقت !
مراد رفع حاجبه : مممم نعمم
غرام بتريقه : و الله انا قولت كده بردوا .. تفتح كده زى الناس العاديه و تتكلم و لا خوفت عالموبايل يتسحب منك ؟
مراد بتريقه : ها ها ها ، اتكلى
غرام بغيظ حدفت الشوكه من إيديها ع الطبق اللى قدامها : ما تتكلم عِدل يا جدع انت


 
مراد لاحظ الخبطه و خمّن الصوت و إبتسم غصب عنه : بردوا ؟ انتى مبتشبعيش اكل
غرام لاحظت إنه اخد باله من إنها بتاكل : انا من ساعه ما إبتدى الشتا و كلمة شبعانه مجتش على لسانى خالص .. ابدا يعنى !
مراد كتم ضحكته و هى لاحظت : لا متضحكش انا باكل مش عشان جعانه ﻻاا خاالص .. انا بس باكل عشان مش ﻻقيه حاجه اعملها !

 

مراد بتريقه : كماان ! لاء انتى احمدى ربنا إنه مبيبانش عليكى .. و إلا كنتى فرقعتى
غرام بتريقه : هاهاها ما الحلو بيعرف يألش اهو امال عامل فيها مكتئب ليه؟
مراد بهزار : لاء ماهو انا عندي اكتئاب وسطي جميل كدة .. اللي هو انا مكتئب بس لو حد كلمني مش هنكد عليه و ههزر عادي ..
غرام بتحاول تشد معاه ف الكلام : مممم و من ايه بقا الإكتئاب ده ؟


 
مراد لاحظ إسلوبها ف شدّه للحوار : يلا إتكلى تصبحى على خير
غرام : حد بينام من دلوقت ؟
مراد سكت شويه : تصدقى انا نفسى انام نوم يخلينى عايز اصحى .. مش نوم يخلينى عايز اصحى عشان انام تانى .. !
غرام ضحكت اوى بصوت و هو ابتسم بس مبيّنش : متركزيش
غرام إبتسمت : ايه لخبطة النوم دى ؟
مراد : لخبطة نوم ايه ؟ انا مبقتش عارف انا مطبّق و ﻻ لسه صاحي و ﻻ عايز انام !
غرام ضحكت : انا بئا لو إستسلمت للنوم اللى عايزه أنامه مش هتشوفونى تانى اساسا غير و احنا بنتحاسب بئاا


 
مراد إبتسم و هى ضحكت : اه وربنا ده الواحد لو عمل كتاب هيسمّيه العُمر عدّى ع المخده !
مراد غصب عنه ضحك اوى بصوته كله و هى ركزّت و تاهت معاه ف ضحكته و سرحت
و هو لاحظ سكوتها ف سكت و ده نوعا ما ضايقُه لإنه مش حابب السكه دى لأنه عارف اخرتها هتوديه لفين ..
حب يهرب و يقفل : يلا انا
بس هى لحقته و إنتبهت و إتكلمت ف نفس الوقت معاه :
الحياه مبتوقفش على حد على فكره
مراد سكت كتير : ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ مبتوﻗﻔﺶ ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻭ المتعاد ﺩه .. ﺑﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺑﺘﻮﻗﻒ جوه ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺒﺘﻘﺪﺭﺵ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺗﺎﻧﻲ ،، عطلت .. آه عطلت .. !!
هى تجربه صعبه للواحد يمر بيها .. او احساس فقد واحد هيدوقه .. بعدها و الله الواحد هيقف قدام نفسك ف المرايا و يقول مين ده !!

مراد حدف الكلمتين دول بعدها سكت بضيق .. لإنه حس إنه قال كلام جواه .. و ده معناه إنه فتح قلبه و دى حاجه بيسيطر عليها من زمان ..
إنه يقفل اللى جواه عاللى فيه و ده معناه إنه هنا بيفقد السيطره دى و ده زاد ضيقه
هى لاحظت إنه ندم ع الكام كلمه اللى قالهم دول ف بهدوء : الحزن اللى بجد إنك تشوف احلى مرحله ف عمرك بتضيع و انت قاعد تعيش روتين مكرر و ممل فيها !
بتاكُل عشان المفروض تاكُل .. بتسأل علي صحابك عشان بس مايزعلوش .. بتقول حاضر عشان تريّح دماغك وخلاص .. بتنزل شغلك عشان تريّح ضميرك .. بتنام عشان قرفان وتعبان نفسياً ..بتسكُت عشان تعرف تكمّل !

مراد اتضايق اووى لمجرد إنه حس إنه شفاف اوى كده قدامها !
حس كأنها شايفاه من جواه .. او يمكن دخلت هى جواه .. اول ما تفكيره وصل لكده اتضايق :
بقولك ايه يلا اتكلى .. انتى هتعملى شغل الاعلام ده عليا .. شغل بيع الكلام .. يلا إتكلى !
قفل بسرعه كأنه بيهرب من قدامها او مش عايز يمشى على الطريق ده ..

غرام تفهّمت حالته إنه بيهرب منها و ده خلاها إبتسمت برقّه ، كشّرت بتلقائيه اما خمنت حالته ازاى بعد ما قفل و حاولت تخف من حدة الموقف عشان ميتعودش يهرب منها !

فكرت لو كلّمته مش هيرد .. ف إترددت شويه تكتبله رساله
و بعد ما كانت هتكتب حاجه إتراجعت و مسحتها و حبّت تخليها نوع من الهزار و كتبتله !

مراد كان ساند ضهره لورا و مغمض عينيه بهدوء بيحاول يكبت نفسه و يرجّع سيطرته تانى على نفسه !
يرد وقت ما عايز و يبتسم وقت ما حابب و يطلّع ضحكته وقت ما عايز و يكتمها وقت ما يشوف إنها مينفعش تطلع لا ف الوقت ده و لا قدام الحد ده !
بيراجع نفسه بضيق و فجأه جات رساله ع موبايله بصّ للموبايل بتحدى و ضيّق عينيه ..
إتردد كتير بس خلاص خد قرار و حسمه و مش عايز يرجع فيه .. قفل تليفونه و رماه بضيق و حطّ راسه ينام بس منين هيجى النوم لمشغول البال !

إتقلّب يمين و شمال و الاخر مسك الموبايل بعدم رضا و بص فيه لقاها بتقله :
" متعودتش اعتذر لحد خاصة لو مش غلطت .. بس عشان لاحظتك إتنكدت من كلامى زى ما يكون حطيت إيدى على حاجه مكنش ينفع المسها ،
و بما ان كلنا جُوانا الشخص النكدى اللى لما بيحصل حاجه تزعّلنا أوووى .. بيقلّب علينا كُل اللى فاات وكُل المواجع اللى شوفناها فى حياتنا !
وفى لحظه يقلب حياتنا ومشاعرنا لحفله نكد جماعى .. وكأنه مش مالى عينيه الحُزن اللى أحنا فيه
ف انا قررت اقولك معلش بقا سماح .. و بطّل تفكر و يلا اتكل .. قصدى نام عشان لو افتكرت حاجه نكدت عليك هتلاقى سلسله النكد كلها جات تلقائيا ، اتكل ! "

مراد قراها و إبتسم غصب عنه بقلة حيله.. حط التليفون جنبه و رجّع راسه لورا و غمض عينيه بهدوء زى عادته يغرق ف تفكيره و دوامة ذكرياته اللى بيتوه فيها ..
بس إتفاجئ بنفسه بينام بعُمق و كأنه زى اللى مستنيها كالمهدئ !

مصطفى و مراد قعدوا قعده طويله مع ليليان و إتفقوا هيعملوا ايه الفتره الجايه و هتنزل مصر امتى و ازاى و ايه ممكن يتعمل !
و مع إصرار ليليان متفضلش الفتره الجايه ف روسيا عشان تتفادى اى مواجهات مع امها و نضال .. قررت تفضل ف انجلترا لحد ما ورقها يخلص و تنزل مصر !
مصطفى و مراد حجزولها لانجلترا بعد يومين و اصرت تقعدهم عندهم ف بيت ابوهم ،
و عشان واخدين جدا عليهم و عشان حالتها الغير مفهومه بالنسبه لروسيليا وافقت على مضض !

لحد ما جاه يوم ما هتسافر و كان نضال كمان خرج من المستشفى ،
رفضت تروح البيت و مع إصرار مصطفى و مراد عشان محدش يشك ف حاجه .. راحت على مضض تاخد حاجتها قبل ما تسافر !
روسيليا بدموع : طب بس افهم ليه السفر دلوقت ؟
ليليان بجمود : شغل
روسيليا : فجأه كده ؟

ليليان : اه
روسيليا : انتى لسه جايه .. صحيح جيتى فجأه على ملى وشك بس انتى اصلا كنتى مسافره اجتماع ف جامعتك و راجعه !
ليليان : و دلوقت طلبونى ف شغل
روسيليا : طب هتأخرى ؟
ليليان : براحتى
روسيليا إستغربت ردها و طريقتها .. ليليان عمرها ما كلمتها كده و لا كانت بالجمود ده ناحيتها
روسيليا : براحتك ؟!

ليليان بصّتلها بقرف : اه براحتى .. طالما كل واحد بيعمل كل حاجه براحته و على كيفه يبقى انا كمان براحتى ..
و من إنهارده محدش له دعوه .. و اه على فكره انا نازله مصر قريب .. ببلغك بس من باب العلم بالشئ و ده قرار مش مشوره !
و برغم تأكيد مصطفى و مراد ليها متجيبش سيره إلا إنها مقدرتش تمنع نفسها .. و حدفت كلمتها من قهرتها من روسيليا !
روسيليا إتنفضت من مجرد الفكره و بصّتلها قوى و تمتمت مع نفسها : معقول تكون عرفت حاجه ؟

ليليان بصّتلها بغموض و هى إرتبكت : م...مصر ! احنا مش إتكلمنا
قاطعتها ليليان بحده : لاء متكلمناش.. انا متكلمتش .. انتوا اللى اتكلمتوا .. انما انا هعمل اللى انا عايزاه .. مش هضيّع مستقبلى عشان حد ،
انا عندى مؤتمر مهم هناك و ندوه ف الجامعه هناك هحضرها .. كفايه كل سنه بدرس و امتحن ف السفاره !
روسيليا بمجرد ما جات سيرة الشغل و دراستها إتنهدت بإرتياح .. لإنها خمنت إنها فعلا مسافره لكده و حالتها الفتره اللى فاتت دى مجرد إنها لوى دراع ..
بتحطهم قدام الامر الواقع .. عشان متديش فرصه الاعتراض لحد ،
و ده نوعا ما طمنها من ناحية إنها كويسه .. و كمان طمنها إنها مش مسافره لحاجه و صبّرت نفسها يومين و هيعدوا ،
بس قلقها من ناحيه تانيه ناحيه عاصم !!

ليليان بصّتلها بطرف عينيها بقرف و هزّت راسها بتريقه و هى إنتبهت ليها و بصّت للشنط بإستغراب : طب ليه كل الشنط دى ؟
ليليان ببرود : هقعد يومين و انا ماليش حد هناك مش هعرف اتصرف .. ف انجلترا كنت اعرف حاجات كتير هناك ف بتصرّف !
روسيليا هزّت راسها بقلق و هى كمّلت لم حاجتها و قفّلت الشنط و خرّجتها لمصطفى و مراد اللى كانوا مستنينها برا يوصلوها للمطار !
لبست و اخدت كل حاجه ممكن تفيدها و كل اوراقها ،

روسيليا إرتبكت كتير تمنعها تسلم على نضال عشان متقولش نفس الكلام قدامه و هو يوصّله لعاصم ،
معرفتش تمنعها ازاى .. بس إتفاجئت ان ليليان اصلا مدخلتش عنده .. و لا حتى حاولت .. و مع محاولتها تمنعها إلا انها إستغربت إنها إتمنعت من نفسها !
سلّمت على روسيليا بجمود و اخدت حاجتها و مشيت
و قبل ما تخرج إتنهدت بقوه كأنها خارجه من كابوس مش بيت !

رحاب عمامها اصرّوا على نزولها مصر معاهم و تبقى وسطهم و مع رفضها للحياه معاهم .. بس معرفتش تعمل حاجه قدام إصرارهم !
إترددت كتير من وقت ما جوم تكلم مراد بس كانت بتتراجع لمجرد إنه مش هيعرف يعمل حاجه و هتحرجه و بس !
لمّت كل حاجتها بحزن و مسكت موبايلها كلمت مراد اللى إتفاجئ بقرارها المفاجئ ده

مراد بضيق : فجأه كده ؟
رحاب بدموع محبوسه : لاء مش فجأه .. انا من وقت موت بابا و انا برتب لكده
مراد إتنرفز : و لما انتى مقرره ده من بدرى مقولتليش ليه و لا قولتى لمصطفى ؟
من امتى و انتى بتتحركى بمزاجك ؟ ده انتى و ابوكى عايش كنتى بترجعيلى !
رحاب بدموع : كنت هقولك بس كنت مستنيه الوقت المناسب
مراد بتريقه : امتى بقا ان شاء الله ؟ اما تسافرى و تقولى باى باى ؟ استنى احنا بنوصّل ليليان المطار و جايلك
رحاب بدموع : خلاص معتش ينفع و لا فى وقت اصلا
مراد بإستغراب : نعم ؟

رحاب كتمت دموعها بتنهيده : عمامى هنا و هنسافر كلنا سوا متشغلش بالك و هطمنك اول ما اوصل
مراد نفخ بضيق : اه كده بانت .. افتكروكى دلوقت اما لفّوا و سألوا ع الورث و المعاش و ملقوش
يعنى عايز اعرف مقولتليش ليه من وقت ما جوم ؟
رحاب : خلاص اللى حصل حصل .. المهم هسافر معاهم لإنى كده كده مش هينفع اقعد لوحدى تانى !
مراد سكت و هى إبتسمت بتتويه : المهم ليليان مسافره هى كمان و لا ايه ؟
مراد إتنهد : اه و خلاص دخلت المطار و مشيت
رحاب : على مصر ؟

مراد : و الله نفسها .. بس قريب ان شاء الله .. ادعيلها بس
رحاب إستغربت كلامه و هو كمّل باختصار : اما نبقى نتكلم يبقا احكيلك !
رحاب قفلت معاه و إتنهدت و خدت حاجتها و سافرت مع عمامها لمصير تانى مستنيها !

ليليان مصطفى و مراد وصّلوها المطار و هى سلمت عليهم و اتفقوا اما يخلصّولها ورق دخولها مصر هيكلموها

دخلت و هنا إتفاجئت برامى مستنيها إبتسمت براحه و إتنهدت : رامى !
رامى ضحك : لاء رومى
ليليان إبتسمت : اشمعنى ؟
رامى بهزار : عشان قولتى انك بتحبيه
ليليان ببرأه : هو ايه ده ؟

رامى بمكر : الرومى
إبتسمت بهدوء : ايه اللى جابك ؟ انت مقولتليش إنك مسافر
رامى : مانا مكنتش مسافر .. السفريه جاتلى فجأه .. عرفت ان فى ناس بقت تتصرف بمزاجها و واخده راحتها خالص ف قولت اما اخضّها
ليليان إبتسمت : معلش يا رامى كل حاجه جات بسرعه
رامى إبتسم بحب : ممم و لا يهمك هنبقا نتحاسب بعدين
.. انا مسألتكيش عن سبب اللى انتى فيه و لا سيبتى البيت ليه و لا دلوقت مسافره فجأه ليه ..
سايبك براحتك لإنى عارف انك وقت ما هتحبى هتيجى و ف كل الاحوال انا جنبك و ده المهم عندى ..

ليليان إبتسمت بهدوء : و المهم عندى انا كمان و دوّرت وشها الناحيه التانيه و هو إبتسم ..
و شويه و خلّصوا و اخدوا طيارتهم اللى منها هتبتدى رحله جديده خالص بمصير جديد مستنيها !

عدّى اسبوع على مراد و غرام هى بتحاول تنكشه كعادتها .. هى واخداه ف سكه و ظروفه واخداه لسكه تانيه و هو لمجرد إنه تايه بين السكّتين قرر يعمل إستوب ..
بقا يرد مع إنه بيحاول ميردش ... بقا يضحك ف الوقت اللى بيحاول يمنع نفسه من ده ... بقا بيتفرج على برنامجها ف الوقت اللى بيحاول يتجاهله ..
بقا بيدخل صفحتها و يتابع كل جديد ف الوقت اللى بيحاول يتحكم ف نفسه ميعملش ده !
اول ما لقى نفسه إرادته بتتسلب منه قرر يعمل إستوب ، لمجرد إنه معندوش إستعداد لحاجه مش قدها !

ف الوقت ده غرام موقّفتش محاولتها توصله رغم إنها كانت فاهمه حالته اللى كانت واضحه قدامها إنه رد فعل لكلامها معاه و إنه محبش حد يشوف ضعفه ..
و إنه اكيد عنده كتير مخبيه و وجع مدفون و هى نكشته او لمست جروح مكنش ينفع تفتحها و لو بالكلام فقررت تفضل وراه و تعرف ليه كده ؟

لحد ما رن موبايلها من الرقم اللى كانت مكلفاه يعرّفها لما مراد ينزل مصر
غرام ب لمعه غريبه ظهرت ف عينيها : انت متأكد ؟ يعنى هو نازل مصر فعلا بكره ؟
**: اه عرفت من كذا حد هنا قريبين من أخوه مصطفى إنه جاى بس كام يوم و راجع
غرام بإبتسامه : مش مهم المهم «نه جاى

قفلت معاه و بصّت لنفسها ف المرايه ب إبتسامه و مره واحده فضلت تلفّ تلفّ ف الاوضه لحد ما وقت ع السرير بضحك !

مراد نزل مصر وصل راح على شقته اللى واخدها يقعد فيها كل ما بينزل حطّ حاجته و اخد حمام و نزل ..
إبتدى يمشى ل ليليان ف إجراءات نزولها مصر و يخلّصلها الورق .. عمل كام مشوار و كل شويه يبصّ ف ساعته و كأنه مستنى حد !
غرام صحيت بنشاط دخلت اخدت حمام و خرجت وقفت قدام الدولاب ب إبتسامه محتاره ..
و الاخر إختارت فستان رقيق احمر ساده ضيق من فوق و نازل بوسع مدرّج من الوسط لحد تحت و فيه حزام بفيونكه زيتونى من الوسط ..
لفّت طرحه و كوتشى بناتى رقيق و شنطه و كلهم بنفس لون الحزام .. و حطت لمسات ميكاب خفيفه برقّه زادتها جمال على جمالها الرقيق ..
اخدت عربيتها و مشيت .. وقفت قدام الإداره بتردد ..

اخدت نفس طويل و خرّجته بتوتر و قلبها بيدق بشكل جديد عليها ،
شكل له رونق خاص كده .. مستغربتش كتير لإنها بينها و بين نفسها حالتها إبتدت توضح قدام عينيها خاصة الاسبوعين اللى فاتوا !
دخلت بتوتر و سألت على المقدم / مراد عبد الله و إتوصفلها مكانه و راحت ،
خبطت على المكتب بهدوء و شويه و جالها الرد و دخلت ..

لقت مصطفى اللى إستغربها و كان معاه مراد اللى متفاجئش كتير من وجودها !
يمكن لإنه توقّع .. او يمكن لشغلها المتأخر .. او يمكن لإنه من باب العِند لإنه مردش الاسبوعين اللى فاتوا ..
بس اللى اخد باله منه إنها متابعاه للدرجه دى ، لدرجه إنها جات بعد ما وصل بكام ساعه بس !
و مش عارف ليه إتبسط من ده و ف نفس الوقت إتضايق و مش عارف يفسر ده !

مصطفى لاحظ الغموض اللى بينهم و حالة السكوت اللى سيطرت عليهم ..
ف حمحم بهدوء و نكز مراد اللى كان واقف مدى ضهره للباب اللى دخلت منه و وشه ف قزاز الشباك و ملتفتش حتى بس حس وجودها ..
مصطفى خرج و سابهم .. فضلوا على وضعهم ده شويه لحد ما غرام قررت تكسر حدّه الموقف بالهزار ،
و الحكايه تمشّيها بنفس اللى بدأتها بيه ..

غرام بهزار متوتر : على فكره اللى بيزعق ل أى بنت و يسيبها تنام زعلانه الملايكه بتلعنه لحد ما يرجعلها او يصالحها " متفق عليه !
مراد لفّلها مره واحده و برّق بصدمه : و ده مين ده اللى اتفق عليه إن شاء الله ؟!
غرام ببراءه مصطنعه : اى واحده و معاها اتنين تلاته من صحابها !
مراد حاول يمنع ضحكته بس معرفش ..
و هنا لمحها ، فستانها الرقيق طرحتها اللى زايداها رقّه حتى كوتشيها الطفولى بفيونكه ، ميكابها الخفيف ..
تنّح اوى من كمية الهدوء اللى ف جمالها و اللى مدياه رونق و سِحر خاص مميزها .. و اللى عكس جنانها و الشقاوه اللى بتزيّن شخصيتها !

غرام لاحظت سكوته فجأه و إنتبهت انها قدرت تجذب و لو نظره ليها ..
و ده ف حد ذاته خلّاها تبتسم إبتسامه عَذبه اوى هو لاحظها و فهمها ، مشّى إيده بغيظ على وشه : مممم نعمم

غرام بغيظ : هموت و ابطّلك الخصله دى .. ايه ممم نعمم انا جايه اقول لله يا محسنين ؟
مراد ببرود : امال جايه تقولى ايه بقا ان شاء الله ؟
غرام باستفزاز : انت اللى هتقول و انا هسجّل ، يلا قسّم و سمعّنى
مراد : و اذا قولت لاء ؟
غرام كزّت على سنانها : و تقول لاء ليه بس ؟ هى قلة ادب و خلاص
مراد برّق : انا قليل الادب ؟!

غرام ببرود مصطنع : انت مش قليل انت طلعت معندكش خالص
مراد بصدمه : معنديش ادب ؟!
غرام بإستفزاز : و لا عندك ذوق و لا عندك دم معرفش عندك ايه الصراحه
مراد قرّب منها بغيظ و كزّ على سنانه : اقولك عندى ايه و لا تزعليش
هو بيقرّب و هى بترجع لورا بضحكه مكتومه على منظره : لالا خلاص مش عايزه اعرف
فضلت ترجع لحد ما خبطت ف قزاز البلكونه وراها : ااه

قرّب منها بخضه و هى ميّلت راسها ثوانى و رفعتها مره واحده و إتفاجئت بقُربه اوى كده منها لدرجه إنهم بيتنفسوا من نَفَس بعض !
إتلاقت عينيهم ف نظره طويله اووى ، شاف ف عينيها حاجه شدّته ، توّهته ف غمض عينيه بهدوء ..
هى لمحت ف عينيه خوف مًبهَم .. نفس لمحه الوجع اللى قرتها ف كل الصور له ..

حاجه مش عارفه تفسرها و لا حتى تقراها .. بس اللى عارفاه إنه الحاجه دى هو مخبيها عن الدنيا بحالها .. كاتمها زى اللى بيكتم جرح عشان مينزفش !
فضلت واقفه بالقُرب ده و هو ساند عالحيطه بإيديه الاتنين زى اللى بيجاهد عشان يتنفس ..
و مش عارف ده من برفانها اللى دخل جواه بتملُّك و لا من قُربها اللى بردوا حاوطه بتملُّك !
غمض عشان يعرف يرجّع هدوءه و يتحكم ف نفسه ..
فتّح براحه و تصنّع البرود و همس : ده انتى واقعه بقا ؟!
غرام بصّتله بصدمه لمجرد إنها لايمكن تكون قرت اللى جواه غلط : نعمم !
مراد بِعد عنها ببرود : جايه ليه ؟

غرام إتنهدت : عشانك ، جايه عشانك
مراد بحده : و عشانى بيقولك متجيش هنا تانى
غرام بتتويه : البرنامج
قاطعها بحده : التقرير ده يخصّك انتى .. شغلك انتى ماليش فيه
غرام : انا بجهز حلقه عن ابطال سينا و شغلهم و اد ايه صعب عشان الناس تعرف مجهودات الداخليه
مراد ببرود : يبقا تروحى تعمليه بعيد عنى
غرام بهدوء : طب ليه بس ؟ ممكن تفهممى براحه انت معترض على ايه ؟

مراد إتنهد : حضرتك انا ظابط ، يعنى شخصيتى غامضه و مًبهَمه و ده من مصلحتى ..
حركات الاعلام و السوشيال ميديا ده يأذينى يعرّفنى اكتر .. لو إتكلفت بمهمه بعد كده مش هعرف اتخفّى .. هبقى مكشوف !
غرام بفهم قعدت على كرسى المكتب و حاولت تهزر : طب مش كنت تقول يا جدع

مراد قعد قصادها على حرف المكتب بغيظ : و الله انا بحاول افهمك من بدرى بس اعملك ايه ؟ طور الله ف برسيمه !

غرام برّقت و هو إبتسم باستفزاز و ده خلاها تتغاظ : انا .. انا .. على فكره اسمها طور لاهى ف برسيمه ، مش طور الله ف برسيمه يا فصيح
مراد ببرود : ممم بجد ؟ و الله ؟ عموما كل طور حُر ف برسيمه !!

غرام كزّت على سنانها و قامت مره واحده ..
عماله تبص بغيظ يمين و شمال و ده خلّاه رجع لورا بتلقائيه .. و عمال يبصّ هى بتتلفت بغيظ على ايه و فهم إنها بتدوّر على حاجه تحدفه بيها من غيظها
مراد بضحكه مكتومه : بت انتى اعقلى ... و يلا اتكلى !

غرام ملقتش حاجه حواليها تنفع .. ف بغيظ مسكت السيجاره اللى كانت ف إيده و هو بتلقائيه إدهالها عشان يشوف هتعمل بيها ايه ..
و مره واحده راحت فاتحه كف إيديه و طفيتها بعنف و غيظ فيه لحد ما إنطفت ف كفُّه و بصّتله بتحدى ..
لاحظت لون عينيه بيقلب للازرق الداكن و بيبرّق .. بسرعه غمضت عينيها بضحكة انتصار و شدت شنطتها و هى لسه مغمضه بشكل مُضحِك و جريت من قدامه على برا و مشيت !

مراد فضل مبرّق للفراغ اللى سابته مكانها و بصّ للباب مكان ما خرجت و رجع بص لأيده .. كأنه بيتأكد فعلا انها اتجننت كده
اتكى على شفايفه بغيظ : يا بنت المجانين !

غرام سابته و راحت بغيظ ع الاستديو شغلها ...
الكل سكت مع العدّ و فجأه عدسات التصوير نورّت بهدوء عليها
غرام ع الهوا قدام الكاميرا :
و زى ما عودتكم اننا نكون صوت و صوره قدامكم للى بيحصل .. و تشوفوا الحدث كما لو كنتوا ف قلبه ..
إنهارده هنفتح ملف فساد كبير .. ملف بيشمل كل فاسد ف البلد ايا كان مين حتى لو من اهلى ..
رجل اعمال بقا .. رجل شرطه .. راجل جيش .. حتى لو راجل معدّى ف الشارع و فاسد هنكشفه

مش هنعمل زى القنوات و البرامج اللى بتحدف الخبر من بعيد و تجرى .. و تفضل تقول اصل مش عارف مين .. اصل مش عارف ايه .. اصل واحد من فين .. اصل عندنا تحفّظات على بعض المشاريع
و تعمل نفسها قال ايه بتتكلم عن الفساد و هما اصل الفساد بسكوتهم و خوفهم ده

لاء احنا هنتكلم بكل وضوح و صراحه و بطريقه مباشره و بالأسامى كمان و هنعرض ملفات كامله عن كل حد هنجيب إسمه
و اول حد هنبتدى بيه " شهاب مهدى " و نفتح اول ملف و هوريكم

ليليان قعدت اسبوع ف انجلترا بتجهّز نفسها لرحله بحث طويله و مُبهَمه عن مجهول ساكن جواها من سنين و إبتدت ملامح وجوده شويه شويه توضح قدامها !
مراد كلّمها و بلغها إنه خلصلها الورق و حجزلها و خلاص هتنزل مصر
ليليان بفرحه : يعنى خلاص بكره ! انت متأكد صح ؟!
مراد : عيب عليكى ، المهم اجهزى طيارتك بكره الساعه 10 الصبح متتأخريش
ليليان بحماس : اتأخر مين ده انا هروح ابات ف المطار حالاً بالاً
مراد إبتسم على برائتها و هى إبتسمت برقّه : انا متشكره اوى يا مارد.

مراد : على ايه ياختى ؟ هو يعنى عشان عيشتينا ف نكد بقالك كام اسبوع .. و لا مرمطتينا شويه معاكى من مطار للتانى .. و لا هدّيتى امى ف التنطيط من مكان لمكان بخلصلك ورقك و انتى مش عارفه هنا الروتين الحكومى حاجه بنت كلب يعنى ..
و لا عشان لسه هتسحلى اللى خلّفونى كمان اما تنزلى هتشكرينى يعنى ... لااااء خالص محصلش حاجه !

ليليان ضحكت اوى على طريقته اللى اتكلم بيها اكتر من الكلام نفسه و هو إبتسم : ده باينه هيبقا مرار طافح

قفل معاها و هى قامت مره واحده فضلت تتنطط ف الشقه و تغنى بصوت عالى ..
و مره واحده مسكت السلسه ف رقبتها و بصّت ع الاسامى اللى مكتوبه عليها و اتحسست اسم مراد و همست : و اما نشوف حكايتك ايه بقا يا سى مراد ؟!

مراد العصامى كان نايم و مره واحده قام من نومه مخضوض و بيتلفت حواليه .. إتنهد اما افتكر إنه لوحده و ده مجرد حلم من دوامة احلام مبيخرجش منها !
قام إتوضى و صلى و سجد كتير اووى و دموعه نزلت غصب .. نزلت بحُرقه هو نفسه مستغربها لدرجة صوته عِلى !
خلص صلاه و قام لبس و خرج لشغله و قبل ما يروح اخد ورد كل يوم و عدّى على المقابر زى عادته !

وصل و دخل حطّه و قعد قدام القبر كتير و الاخر قام يمشى و قبل ما يخرج من الباب لف ناحيه القبر و همس : وحشتونى ، ربنا ياخدنى ليكوا بقا !

ليليان قضّت الليل كله تحلم و هى صاحيه .. النوم جافاها .. فضلت كتير تتخيل و تتخيل و تحط الف سيناريو و سيناريو للقا مع ابوها ،
فضلت تخمّن مية تفسير و تفسير للى حصل و دماغها مش عارفه ترسم حاجه محدده !
بس كل اللى عارفاه ان حته من روحها مفارقاها من سنين و هتتلاقى همست بإبتسامه رقيقه : اللُقااآ متقدّر ومحسووب بالمللى يا بابا ...

طلعت دفتر كبير من شنطتها .. فتحته إتعودت كل مره تحلم بنفس الشخص تكتب تفاصيل الحلم جواه ..
و ترسم صوره للشخص بعد ما لاحظت ان هو هو نفس الشخص اللى بيظهر معاها ف كل حلم !
كانت مستغرباه .. كانت مشوشه من وجوده المًبهَم ف كل احلامها ..
بس مع اللى حصل إبتدت رؤيتها توضح شويه بشويه ..

رسمت صوره مًقرَّبه لملامحه اللى بقت حافظاها .. خلصتها زى مية صوره و صوره رسمتهم جوه الدفتر ده و تحتهم تفاصيل الحلم ..
خلّصت الصوره و كتبت تحتها : اه يا فرحه اترسمت بعد غياب و قالتلى اتفضل لما ناديت !

غرام روّحت البيت بعد التصوير اللى كان بعد مقابلتها لمراد ، دخلت مبتسمه و عماله تدندن :
انا مش صعب عليا اذاه
لو بصّ برا انا مش عايزاه
و ف ثانيه واحده هكون سيباه
مش هبقا على حاجه !
حالُه غريب داخلين ف يومين ، على كل حاجه مش متفقين ، ازعل و هو إسمالله عليه اعصابه تلاجه !

قعدت تدندن و تنط من اغنيه ل اغنيه و من كوبليه ل كوبليه لحد ما دخلت اوضتها ..
عدّت من جنب أمها اللى حتى مخدتش بالها منها و إنها بتضحك على شكلها الطفولى و هى مزقططه !
دخلت و امها وراها وقفت و سندت على حرف الباب ب إيديها و تابعتها ب «بتسامه حُب لحد ما إنتبهت لوجودها و قطعت كلامها مره واحده و بصّتلها و رفعت حاجبها ..
و مره واحده رجعت فجأه كملت بضحك :
على طووول اجي كده يجي كده
مرتاااح وانا متنكده.

سيباه وانا متاكده في «نه في الموضوع
سرحان على طول مش هنا
في ايه شكلها مشكله
كام يوم وانا مستحمله
لما افهم الموضوع
و هنا امها ضحكت اوى و هى عينيها ضحكت بلمعه كده معروفه !

همسه راحت تزور روسيليا ف البيت بعد ما نضال خرج من المستشفى و إتفاجئت ان ليليان مسافره ..
خاصه إنها مظهرتش ف المستشفى الايام الاخيره حتى قبل ما نضال يخرج
همسه بإستغراب : سافرت ؟!
روسيليا بتهتهه : اا .. اه ، عندها شغل
همسه بشك : شغل ايه ؟ دى لسه راجعه مبقالهاش فتره بسيطه .. و بعدين هى مختفيه ليه من كام يوم ده حتى روحت المستشفى كام مره مشوفتهاش؟

روسيليا إتنرفزت : ايه يا همسه هى عشان مشوفتهاش يبقا مش موجوده ؟ هى بس مش فاضيه
همسه بشك : طب ليه سافرت دلوقت ؟ ده حتى أبوها لسه خارج من حادثه و لسه مبقاش كويس
روسيليا إرتبكت : انتى عارفه ليليان بتحب شغلها ازاى .. مبتقلش لاء ل اى حاجه تخصّ شغلها ف لما طلبوها سافرت !

همسه سكتت كتير و بصّتلها بغموض : هى سافرت مصر ؟!!

محمود دخل زى العاصفه عالمكتب : ايه ده يا غرام هانم ؟ هو ده اللى احنا إتفقنا عليه ؟
غرام ببرود : و ايه هو اللى اتفقنا عليه ؟
محمود المخرج : اسافر و اسيبلك المساعد ارجع الاقيكى موّلعه الدنيا و البيه يقولى انك انتى اللى صممتى و على مسؤليتك
غرام ببرود : و زى ما قولتله على مسؤليتى
محمود : اه بس احنا ماتفقناش على كده .. احنا اتفقنا هنتكلم ع الفساد اه بس مش بالشكل ده
غرام : انا قولتلك انى هتكلم بجرأه.

محمود : اه بجرأه مش بجاحه .. انتى قايله اسم الراجل بالكامل .. حتى متكلمتيش و إديتى مساحه للمشاهد يخمّن .. انتى عارفه انتى عملتى ايه ؟
انتى مقدره حجم المصيبه اللى عملتيها ؟ انتى كده هتقلبى الدنيا علينا .. الراجل مش سهل و اكيد مش هيسكت
غرام ببرود : يخبط دماغه ف الحيطه
لمّت حاجتها و هى ماشيه بصّتله بإستفزاز : اما يبقا يقرّب منك ابقى إبعتهولى

غرام خارجه بتضحك و مره واحده إتزقّت بعنف لجوه و اترفع مسدس ف وشها
غرام بغضب : انت مين يا حيوان انت ؟ و مين سمحلك تدخل كده و لا تدخل هنا اصلا ؟
زياد بعنف : انا زياد .. زياد شهاب مهدى .. ابن الراجل اللى انتى ودتيه ف داهيه
غرام ببرود عكس الموقف اللى هى فيه : اااه و جاى ليه بقا يا ابن الراجل اللى انا وديته ف داهيه ؟
زياد بعنف : جاى اشوف الهانم اللى عامله نفسها بنت بارم ديله و بتقول على نفسها مبتخافش
غرام بإستفزاز : و شوفتها ؟ يلا بقا اتكل

اللوا يحيي ع التليفون : ماارد .. انت فين ؟
مراد : انا ف مشوار و
يحيي بسرعه : روح على الاستديو (..) ف مصيبه هناك و محدش عارف يتصررف .. اخلص اوصل و كلمنى
مراد : اهدى و فهمنى فى ايه ؟
يحيي : فى مذيعه هناك كانت رافعه برنامج و مخبطه ف الكل .. هجم ع الاستوديو ابن واحد من اللى جابت سيرتهم و معاه حراسه و محاوط الاستوديو و الوضع زفت
مراد بشك : و دى مين دى ؟

يحيي بنفاذ صبر : اخلص يا مراد اتحرك على هناك الحق الموقف الاول و بعدين افهمك .. دى تبقا بنت مهاب صاحبى و أبوها مش هنا مسافر و كلمنى
مراد : حاضر
قفل معاه و لفّ بعربيته ع الاستوديو اللى إداله عنوانه .. طول الطريق عقله بيودى و يجيب .. قلبه بيدق قوى .. بيدق بعنف .. معقول تكون هى ؟ لالا اكيد لاء هو مفيش مذيعه ف البلد غيرها
مراد القلق إتملّلك منه .. خد طريقه بسرعه جنونيه و وصل .. قبل ما يدخل إدّى نظره للمكان من برا حواليه
و تقريبا قدر يستوعب الموقف .. الحراسه محاوطه المكان بكثره و مانعين حد يدخل او يخرج .. و لو حاول بالعنف هو مش فاهم الوضع ايه جوه .. ممكن يبلّغوه جوه و الواد يخلّص عليها
إتراجع بالعربيه لورا شويه و ركن .. اخد مسدسه من العربيه ع المسدس التانى اللى ف جيبه و نزل

نزل للمول اللى جنب الاستوديو ..
دخل و قابل حد من المسؤلين و طلب منه اقرب منفذ ممكن يوصّله للاستوديو .. طلع على سطح المول و منه اتحرك بخفّه للاستوديو اللى كانوا قريبين جدا من بعض..
نزل و دخل من باب الطوارئ و إبتدى يتحرك بحذر جوه .. لحد ما نزل و إبتدى يلمح الوضع من على بُعد ..
و هنا لمحها و إتنهّد و ف وسط الموقف باللى فيه غصب عنه ظهرت إبتسامه عَذبه على وشه

زياد : انتى هبله يا بت ؟ فاكره ان حته عيله زيك اللى هتقف قصد شهاب مهدى ؟
مبقاش راجل ان مخليتك تندمى على لسانك اللى طول
المخرج إتدخّل بخوف : اهدى بس يا زياد بيه
زياد بعنف بعد ما كان إتلجلج من برودها و ثقتها : اهدى ايه ؟ أبويا إتقبض عليه بسبب الهانم بتاعتك و هيروح ف داهيه و تقولى اهدى ..
انت عارفه مين هو شهاب مهدى اصلا يا شاطره عشان تتكلمى ؟
غرام ببرود : ايوه يعنى المفروض اعمل ايه يعنى ؟ اخاف مثلا ؟ انت فاكر إنى هخاف من عيل زيك جاى يهوهو بكلمتين
زياد قرّب منها بعنف : لاء عارف ان مش الكلام اللى بيخوّفك و عامل حسابى

شاور للحراسه اللى وراه و قرّبوا منه و هو قرّب و لسه هيشدها من طرحتها و يحدفها للحراسه ..
إتفاجئ ب إيد من حديد ماسكه إيده بعنف
زياد بصّ قدامه بغيظ و لمح مراد اللى بيبصّله بعنف بعين بتطق منها الشر و هو قابض على إيده ..
غرام بينهم بتبص لزياد اللى إتجمّد قدامها فجأه و مش فاهمه .. لحد ما لفّت راسها وراها و هنا لمحت المارد و لأول مره يفهموا يعنى ايه حضن العيون ..
إتلاقت عيونهم ف نظره طويله اووى .. نظره بتقول حاجات كتير برا الموقف اللى هما فيه خالص ..

زياد بصّلهم بإستغراب منهم و من نظرتهم لبعض و كزّ على سنانه بغلّ و إستغل فرصه اللحظه اللى مراد فيها و شدّ إيده بعنف منه
مراد هنا إنتبه للموقف و لسه هياخد رد فعل كان زياد شاور للحراسه اللى كان عامل حسابه على كترتهم اوى
الحراسه إتقدّموا بعنف و ضربوا نار و مراد طلّع مسدسه و شدّ غرام ورا ضهره و إبتدى يتفادى الرصاص و يبادلهم بس مكنش بيصيب بشكل حيوى ..
لأول مره ميستحلّش دم حتى لو معاه كارت اخضر ب ده .. ميقتلش بدم بارد .. يمكن عشان الموقف مكنش يستاهل .. او يمكن عشان دخلت جواه اللى قدرت تلين حجر الصوّان !!

مراد بعنف : نزّل اللعبه اللى ف إيدك دى يالا و اقف خلينا نتكلم
زياد بمسدسه : و انت مال اهلك .. تطلع ايه انت و ايه اللى حشر امك ف الموضوع ؟
مراد بجمود : امى ؟!

قرّب منه بهجوم ضربه برجله وقّع المسدس من إيده و لفّ إيديه ورا ضهره : قولتلى بقا اطلع ايه انا ؟
زياد بيستفزّه : و هو انت لو راجل هتتحامى ف ... ف اللعبه اللى ف إيدك ؟
مراد كان عارف إنه بيستفزه بس هو متعودش يتعامل بعنف و واحده معاه .. او بمعنى اصح خاف عليها ..

مراد ببرود زقّه ع الارض و رفع المسدس عليه و غرام كانت لسه مكلبشه ف ضهره .. مكنتش خايفه بس حاجه جواها خلّتها تبتت فيه

مراد لفّ ليها و همس بتريقه : ما كنتى عامله فيها سبع رجاله ف بعض من شويه .. مالك قلبتى فرخه بيضا ليه كده؟
غرام بغيظ : لاء انا ف ضهرك بحميك
مراد برّقلها بغيظ و هى عشان تكتم ضحكتها دفنت راسها ف ضهره
مراد اخد نَفس طوويل و خرّجه بعنف و طلّع مسدسه لزياد المرمى قدامه
و هزّ خدّه بطرف المسدس : اجرى يلا لمّ شويه العيال اللى مستخبى وسطهم و امشى من هنا
زياد قام بعنف وجّهه قبضة إيده ناحية وشه و مراد إتفاداها بس المسدس وقع من إيده ..
قابله ببوكس ف وشه و زياد قرّب بإيده و مراد ضربه برجله و إبتدى العنف بالأيد بينهم

مراد رغم إنشغاله بزياد و اللى قرّب معاه كذا واحد من الحراسه بتاعه و كلهم قصد مراد لوحده .. إلا إنه عينيه بتلقائيه كانت بتروح من وسط الموقف على غرام اللى بتتابع و ف عينيها ثقه غريبه فيه إنه هيقدر يحتوى الموقف

إنشغلت بمتابعته و مخدتش بالها من زياد اللى شاور بعينيه لحد من اللى وراه عليها و الحد ده قرّب بغدر منها شدّها
و بيسرّع بيها ناحية الخروج و كذا واحد محاوطينه

مراد إنتبه للوضع ساب زياد اللى كان وشه كله بيجيب دم و بيقوم و يقع و قام بعنف ناحيتهم .. بس للإسف الكتره دايما بتغلب ..
خرجوا بيها و زياد هنا إستغل فرصه ان مراد سابه و قام وراهم بسرعه ..
مراد كل ما بيقرّب منهم بيتكاتروا عليه يشغلوه لحد ما حطّوها ف عربيه و زياد لحقهم و مشيوا ..
مراد ركب عربيته و طار وراهم .. و إبتدوا يتضاربوا بالنار .. مراد كان رغم إنه لوحده و بيضرب بعنف بس كان بيدقق عشان هى وسطهم
بيضرب و يتفادى لحد ما لاحظ إنه وقّع عدد كبير من اللى جوه العربيه تقريبا كلهم و معدش إلا هى و زياد اللى قام يسوق هو بعد ما كل الل معاه وقعوا

مراد هنا قرّب منه بعربيته اوى و إيد بتسوق و بالإيد التانيه فتح الباب و مره واحده بدون مقدمات وقف و نطّ على عربية زياد ..
مسك ف العربيه من برا ناحية زياد و دخّل إيده و ضربه كذا مره بعنف ف وشه .. بس زياد متبّت ع الدريكسيون و يقدّم بالعربيه و يأخّر عشان يحدفه ..

مراد هنا شاور بعينيه لغرام اللى كانت قصاده .. بصّلها مره و بصّ ع الباب و هى بصّت ع الباب و فهمت إنه عايزها تنزل بسرعه ..
بعد ما كانت هتعمل كده إتراجعت و حبّت تفضل معاه خاصة إنها لاحظت زياد مغلوب عليه و مراد هيلمّ الموقف
عملت نفسها مش فاهمه .. مراد عاد نفس الحركه عشان تفهم بس هى تجاهلت حتى غيظه منها و بصّتله ببراءه مصطنعه

مراد هنا بعد ما كان ماسك حرف العربيه من برا ب إيد و زياد بالإيد التانيه ..
ساب زياد و دخل بنصه لجوه العربيه و مدّ إيده اووى و فتح الباب بغيظ .. إتلفّت بسرعه ع الطريق و اما إتأكد إنه فاضى زقّها بغيظ إتحدفت اتشقلبت ع الارض ف نفس اللحظه اللى هو ساب إيده من ع العربيه و إتشقلب بعد ما إتأكد إنها نزلت ..
و زياد طار بعربيته بعد ما إتأكد إنه مستحيل هيطلع بيها

مراد قام قعد و لا كأن حاجه حصلت و هى ع الاض قصاده بتنهج و تكح : اييه ده ؟ حد ينزّل حد كده ؟ مبتفهمش ف الذوق
مراد غصب عنه ضحك بغيظ : معلش المره الجايه هلفّ و افتح لسيادتك الباب
غرام لاحظت ضحكته من بين غيظه و اللى زادته جاذبيه .. ضحكت : اعملك ايه مانت غشيم
مراد بغيظ : لاء عندى انا دى .. حقك على راس أبويا

غرام قامت بهجوم وقفت عنده : ابقا خد بالك المره الجايه و

قاطعها مراد قام وقف و كزّ على سنانه : بسسسس و لا جايه و لا رايحه .. مفهاش مره جايه .. إتّكلى و مشوفش وشك تانى
سابها ببرود و راح مشى ل عربيته اللى كان وقّفها على بُعد بسيط منهم و هى عشان توازى مشيته كانت شبه بتجرى .. دخل و ركب و هى لحقته و قبل ما يتحرك كانت ناطّه جنبه
مراد ببرود : هو انا مش كنت مبفهمش ف الذوق من شويه ؟ لازقه فيا ليه بقا ؟ يلا اتّكلى
غرام ببرود : مش بقولك مبتفهمش ف الإتيكيت .. فى واحد ذوق يسيب بنوته زيى كده ع الطريق و يمشى ؟
مراد : نعمم ؟!
غرام بإستفزاز : يلا ودينى مكان ما جيبتنى

مراد محبش يشدّ معاها ف الكلام اكتر من كده ..كزّ على اسنانه و مشى
غرام بإستفزاز : احم سيبته يمشى ليه ؟ انا قولت بعد العلقه اللى هبدهالك اقلها هتكلبشه
مراد برّق : هى البعيده حوله ؟ ده انا خوفت يروح ف إيدى
غرام مسكت دقنه بطريقه مضحكه حرّكتها يمين و شمال و كتمت ضحكتها : اه تصدق
مراد بغيظ : لعلمك انا سيبته بمزاجى
غرام ضحكت : لاء بجد ليه ؟

مراد : عشان عارف هجيبه ازاى .. بعدين انا مبحبش إتعانف و حد معايا ..
مراد كمّل طريقه و وصل لشغلها .. وقف و سكت و هى فضلت ساكته بس منزلتش
و اما طوّلت مراد بصّلها و رفع حاجبه : نعممم ؟
غرام إبتسمت بمكر : ممممم لا بس طلعت بتفهم اهو .. امال ايه بقا ؟

مراد إنتبه لنبرة صوتها و الإبتسامه اللى على وشها ف بصّلها ببرود : ده شغل .. أبوكى كلّم حد من صحابه ف الجهاز يبعتلك حد و كنت انا المتاح قدامه .. ف كلمنى و جيتلك من غير ما اعرف اصلا إنك انتى
غرام : مممم يعنى عايز تقول إنى انا او غيرى كنت هتعمل كده ؟ طب تمام .. بس و لا حتى خمّنت ؟
مراد ببرود : لاء هو مفيش غيرك مذيعه ف البلد ؟

غرام بصّتله بغيظ من بروده و كزّت على سنانها و نزلت .. قفلت الباب و مشيت خطوتين و وقفت و بعدها رجعتله بإبتسامه تغيظه : ياترى هشوفك تانى امتى .. امتى .. امتى؟
مراد بجمود : متفكريش كتير عشان انا قولتهالك .. مفهاش مره جايه
غرام بتحدّى : هشوفك
مراد رفع حاجبه : لاء
غرام إبتسمت برقّه : خلينا نشوف

ليليان قامت إتوضت و صلّت و لبست و أخدت حاجتها و «ستعدت للسفر بحماس ..و رامى عدّى عليها يوصلها و أخدها بعربيته للمطار
و هما ع الطريق رامى بضيق : يعنى انا مش فاهم ليه مُصرّه المرادى تسافرى لوحدك ؟
ليليان بغموض : معلش خلينى على راحتى .. انت صممت تيجى معايا هنا و انا مرضتش أزعلك
رامى بصدمه : مرضتش أزعلك ؟ انتى وافقتى ابقا جنبك لمجرد إنك مش عايزه تزعلينى ؟!
ليليان بتراجع : لاء مش اقصد انا بس قصدى إنى محتاجه ابقا لوحدى
رامى بضيق : حاضر ،

ليليان إبتسمت بهدوء و هو سكت شويه : بس زى ما اتفقنا هنبقا على إتصال دايما و هتبلغينى ب اى حاجه بتحصل معاكى مع إنى مش فاهم و لا انتى حكتيلى مالك
ليليان بزهق : خلاص يا رامى قولتلك سيبنى براحتى و وقت ما هحس إنى حابه احكيلك انا اللى هجى و اقولك على كل حاجه
رامى : حاضر و انا جنبك على طول وقت ما تحتاجينى هتلاقينى معاكى
ليليان إبتسمت بعذوبه و كملوا طريقهم للمطار

وصلوا و هى سلّمت عليه و دخلت بحماس تخلص ورقها و مره واحده عند ختم الجوازات إتفاجئت بالظابط بيبلغها :
حضرتك ممنوعه من السفر !!!
ليليان بصدمه : نعمم !
الظابط بهدوء : بقول ان حضرتك مش ممكن تسافرى دلوقت .. ممنوعه
ليليان بغموض كأنها إبتدت تفهم : و ده مين بقا ده اللى مانعنى ؟
الظابط لسه هيتكلم جاه صوت من وراها ، صوت هى عارفاه كويس و ردّ بدل الظابط !!!
ليليان إلتفتت بخضّه و إتسمّرت مكانها و هو __
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة العاشرة بقلم أسماء جمال


رامى اخد ليليان للمطار وصلوا و هى سلّمت عليه و دخلت بحماس تخلّص ورقها و مره واحده عند ختم الجوازات إتفاجئت بالظابط بيبلغها :
حضرتك ممنوعه من السفر !!
ليليان بصدمه : نعمم !
الظابط بهدوء : بقول ان حضرتك مش ممكن تسافرى دلوقت
ليليان بإستغراب : ليه بقا ان شاء الله ؟!


 
الظابط بعمليه : فى بلاغ متقدملنا عنك بيمنعك من السفر
ليليان بعصبيه : و هو اى حد يطلب منكم تمنعونى من السفر تمنعونى كده من غير سبب ؟
الظابط : ماهو مش اى حد ؟
ليليان بغموض كأنها إبتدت تفهم : و ده مين بقا ده اللى مش اى حد ؟
الظابط لسه هيتكلم جاه صوت من وراها ، صوت هى عارفاه كويس و ردّ بدل الظابط : نضال معتصم الشرقاوى !!!


 
همسه عند روسيليا ..
روسيليا إرتبكت : انتى عارفه ليليان بتحب شغلها ازاى ، مبتقولش لاء ل اى حاجه تخص شغلها ف لما طلبوها سافرت !

همسه سكتت كتير و بصّتلها بغموض :
هى سافرت مصر ؟!
روسيليا إتوترت اوى بتهتهه : م.. مصر ؟! لاء . هى بس

قاطعتها همسه و هى بتبصّلها بتفحًّص لحالتها اللى إرتبكت فجأه و ده زوّد شكّها ان فى حاجه
همسه : لاء مسافره مصر .. بس مش الحكايه ف كده الحكايه فى ايه ؟ معترضه ليه انتى و أبوها على سفرها مصر ؟ اشمعنى مصر بالذات ؟ و ايه دَخل عاصم بحاجه زى دى ؟!
روسيليا إتخضت فجأه : عاصم ؟! و ايه دخل عاصم ؟
همسه بشك : و الله انا اللى بسألك .. و لأخر مره هسألك ..
روسيليا إتنهدت بضيق : قولتلك مفيش حاجه يا همسه .. اللى فيا مكفينى مش حِمل اسئلتك دى


 
همسه إتنهدت بقله حيله .. سنين وهى حاسه بالغموض ناحيتهم ، روسيليا و عاصم علاقتهم غامضه ..
بينهم غموض غريب مش قادره تفهمه .. عمرهم ما كانوا قريبين من بعض إلا إنهم فى بينهم سر مش قادره تستوعبه .. سر مخلى روسيليا بتنفذ كلام عاصم بخوف و عاصم بيعملها حساب بردوا بخوف !
شردت و إفتكرت المكالمه اللى جات لعاصم بالليل

Flash baak

همسه نايمه و عاصم برا موبايله رن ..
قعد يتكلم كتير و مره واحده إتعصّب و صوته عِلى فجأه و ده خلّى همسه فتحت على صوته ،
إتنهدت من الغموض اللى ف شغله اللى سنين متعرفش حاجه عنه .. حاولت ترجع تنام معرفتش الفضول خدها تروح تشوفه ..
إتسحّبت بهدوء لعنده و هنا سمعته بس مقدرتش تفهم اوى
عاصم بغضب : يعنى ايه مش هتعرف تمنعها تسافر ؟ بقولك البنت نازله مصر !

___ : **
عاصم بعصبيه : انت يا بنى ادم مبتفهمش ؟ بقولك نازله مصر و من وراك تقولى مش عارف ايه !
__ : **
عاصم : اهى روسيليا دى بالذات منها لله .. هى السبب ف اللى احنا فيه ده .. لولا اللى عملته زمان مكنش حصل اللى حصل .. هى اللى عملت ده كله و مش بعيد كانت عارفه !
اسمع انت تتصرف و تمنعها بدل ما اطربقها على دماغك و دماغها انا مش هسمح لكل حاجه تبوظ بسببكوا فاااهم


 
قفل معاه و نفخ بغضب و همسه متابعاه من بعيد و اول ما قفل بعد ماكانت هتروحله إتراجعت لإنها إتعودت على غموضه و مش هيقولها حاجه كالعاده بل بالعكس بياخد إحتياطاته اكتر و يستحرص اكتر !
إتسحّبت بنفس الهدوء اللى جات بيه و رجعت على اوضتها و همست بشرود : ياترى وراك ايه يا عاصم انت و روسيليا ؟!

baak

همسه إنتبهت لروسيليا اللى بتبصّ لشرودها بقلق و بعد ما كانت هتحكيلها عن اللى سمعته إتراجعت ..
و قررت تعاملها بنفس طريقتها الغموض .. بصّتلها بضيق لإنها مش قادره تخرج برا دوامة الحيره دى ..
إستأذنت تمشى و فعلا سابتها و مشيت
و روسيليا إتنهدت بحزن : ااه يا همسه و الله ما كان بأيدى .. و مش عارفه اندم لإنى لو رجع بيا الزمن مكنتش هعمل حاجه غير اللى عملته !

ف المطار عند ليليان...
ليليان واقفه مستنيه تعرف فى ايه ،
الظابط لسه هيتكلم جاه صوت من وراها ، صوت هى عارفاه كويس و ردّ بدل الظابط : نضال معتصم الشرقاوى !
ليليان إلتفتت عالصوت : نعمم !؟
احمد المحامى بتاع نضال : نضال بيه اللى مانع حضرتك من السفر !
ليليان بعصبيه : و نضال بتاعك ده يمنعنى من السفر ليه بقا ان شاء الله ؟
المحامى إستغرب طريقتها عن أبوها لإنه ميعرفش بالظبط فى ايه ..


 
هو نضال كلمُّه يمنعها و هو نفّذ : و الله يافندم انا معرفش هو كلفنى بده و انا عملته
ليليان إتنرفزت : و انت فاكر نفسك هتقدر تمنعنى انت بتحلم ، افهم انت تروح تبلغ نضال بتاعك إنى انا مسافره يعنى مسافره ، فااهم !
قبل ما المحامى يرد الظابط إتكلم : للإسف يا انسه مينفعش ، ولى امرك رافض سفرك و مقدم بلاغ و احنا اتصرفنا على اساسه !
ليليان بصّتله بصدمه و هو إدّاها الباسبور بتاعها بأسف و هز راسه بمعنى مش هينفع : حلّوا الخلاف اللى بينكوا الاول !
ليليان بهمس : ياريته يتحل بالسهوله دى !

ليليان أخدت شُنطها و حاجتها بغضب و إبتدت تخرج من المطار بقهره و هى مش عارفه تعمل ايه ،
مسكت موبايلها و بعد ما كانت هتكلم روسيليا اللى بترن عليها من الصبح و تفش غلّها فيها إتراجعت و كلمت مراد
مراد : طب ممكن تهدى ، براحه كده
ليليان بعصبيه : اهدى ايه يا مارد ؟ بقولك زفت منعنى من السفر
مراد : منعك ازاى يعنى ؟
ليليان : حبايبه هنا كتير و الف مين يخدمه.


 
مراد إتنهد : متشغليش بالك انتى و سيبى موضوع نزولك مصر ده عليا انا هتصرّف
انا كده كده كنت متوقع ده بس كنت عايز اوصل لحاجه معينه
ليليان : كنت عارف إنى هتمنع من السفر ؟ و حاجه ايه دى اللى كنت عايز توصلها ؟
فهمنى يا مراد ارجوك انا هموت من الغيظ .. زفت ده يمنعنى بتاع ايه هو صدق إنه أبويا و لا ايه
مراد : اهو ده اللى كنت عايز اوصله .. اذا كان عارف و لا لاء .. و من رد فعله ده واضح إنه عارف بس عارف ايه بالظبط منعرفش !
ليليان : انا مش فاهمه حاجه.

مراد : يعنى كنت عايز اعرف نضال عارف إنك مش بنته و وافق تشيلى إسمه بمزاجه و هو فاهم الحقيقه و بكده يكون هو اللى منعك لإنك ليكى اب غيره و من الواضح إنه ف مصر ف بيمنعك عنه عشان يمنعه عن روسيليا !
و لا مش عارف و روسيليا سورى يعنى كانت على علاقه بحد قبله و اما حملت و خلّفت عاصم شيّله الليله من وراه و بكده يكون عاصم هو اللى منعك !

ليليان بقرف : انا كنت هكلم روسيليا اصلا و افش غلّى فيها و
قاطعها مراد بسرعه : لالالا بلاش ، روسيليا بلاش تعرف حاجه ع الاقل دلوقت ..
لإن طالما نضال طلع عارف يبقا الغموض زاد .. و واضح ان فى تفاصيل كتير و لازم نعرفها .. عشان هى اللى هتوصّلنا لكل حاجه
ليليان دموعها نزلت بصمت و هو سكت لإن مفيش حاجه تتقال ف موقف زى ده و من الواضح ان السكه طويله !

مراد بهدوء : حبيبتى اهدى كده .. انتى بتثقى فيا و لا لاء ؟
ليليان بدموع : انا معتش ليا غيركوا يا مراد انت و مصطفى اوعى تتخلوا عنى اوعى تسيبونى
مراد إبتسم : اسيبك ايه ياهبله انتى زى اختى و بعدين حتى لو انا سيبتك انتى هتطلعى عين مين ياختى ؟
ليليان ضحكت من بين دموعها و هو كمان : اهدى كده و ارجعى و كام يوم و هقولك هنعمل ايه
ليليان : بسرعه يا مراد ارجوك
مراد : انا عندى مهمه و مسافر شويه و للإسف جات فجأه .. و بالتالى سفرى جاه بسرعه ..
و للإسف مصطفى معايا .. هنرجع و نبتدى نتحرك بسرعه .. متخافيش هنوصل لكل حاجه بس الصبر ..لإن الموضوع واضح إنه معقد و محتاج شويه وقت.

ليليان بضيق : هتأخروا ؟
مراد : معرفش انتى عارفه شغلنا غامض و مبنعرفش هنسافر امتى غير قبلها بوقت بسيط و مبنعرفش هنقعد قد ايه ،
اول ما ارجع هرجع عليكى و نتصرف
ليليان إتنرفزت و صوتها إتخنق بالدموع : خلاص براحتكوا مش عايزه حد معايا .. انا اصلا ماليش حد ماليش حد !
قفلت معاه و حدفت الموبايل و دخلت ف نوبة عياط ..

و فجأه إفتكرت رامى .. مسكت موبايلها و كلّمته يجيلها و مدتلهوش فرصه يستفسر و قفلت على طول ..

شويه و رامى رجعلها المطار بإستغراب .. و زاد إستغرابه اما شاف حالتها و عينيها الوارمه من العياط ..
من غير و لا كلمه اخدها بهدوء ، حط الشنط ف العربيه و ركبت بصمت و هو ركب و اخدها و مشيوا

مراد قفل معاها و إتنهد بضيق ، كلّم مصطفى و قاله إنهم متجمعين ف كافيه هو واسر و عمار و محمد و هو قاله إنه هينزلهم

و فعلا شويه و كان مراد عندهم
اخد مصطفى الاول على جنب حكاله اللى حصل مع ليليان و إتفقوا هيتصرفوا اما يرجعوا .. و إتفقوا هيتقابلوا بالليل يسهروا قبل ما يسافروا !
و بعدها قعدوا بيهزروا و يضحكوا
مراد : هقوم اعمل قهوه بدل القرف دى و اجيبها
اسر : مش هتبطل عادتك المنيله دى؟
عمار : و الله يابنى انت هديه للى هتتجوزها .. مبتشربش القهوه إلا اما تعملها ب إيدك .. لاء و هتعملها معاك
مراد : هاهاها خفّه
مراد قام دخل مطبخ الكافتريا و طلب منهم قهوه .. عملها و خرج بيها

غرام و ريهام داخلين نفس الكافيه
غرام بضيق : يعنى ما كنا طلبنا اى اكل ع المكتب
ريهام : ياستى ادينا بنغيّر .. هو احنا مش مكتوبلنا نخرج إلا ف شغل ؟
غرام : طب اخلصى خلينا ناخد اى حاجه عشان ورايا مشوار

دخلوا و غرام موبايلها رن .. ميّلت راسها ف الشنطه طلّعته و فتحته و لسه بتتلفت تتكلم خبطت ف حد و ده كان ف نفس اللحظه اللى مراد خارج بيها بالقهوه

رفعت راسها بغيظ : ما تفتح يا زفت انت .. انت
قطعت كلمتها لما لمحت مراد اللى رفع حاجه بإستغراب و تاه معاها ثوانى ببلاهه
بعدها إنتبه للقهوه اللى جابت اول تيشرته لأخره
مراد كزّ على سنانه : انتى تانى ؟!
غرام إبتسمت بتلقائيه إبتسامه عذبه : ماارد
مراد بصّ لتيشرته بغيظ : قهوه تانى ؟!

غرام هنا إنتبهت للقهوه و ضحكت بصوتها كله : حظك معايا كده
مراد بغضب : ما توطّى صوتك يا زفته انتى
غرام إبتسمت برقّه : ازيك
مراد بغيظ : مزييش حد طالما شوفت وشك
غرام طلعت مناديل من شنطتها و بتقرّب منها بصّلها بغيظ : و الله؟
غرام بإستفزاز مسكت قزازة المايه اللى كانت ف إيده هو و فتحتها و هى كاتمه ضحكتها و لسه بتقرّب منه
مارد رجع خطوات سريعه لورا و طلعت من ورا قلبه ضحكه عَذبه غصب عنه : تاانى ؟؟ تااانى ؟؟

غرام تاهت ف ضحكته : اعملك ايه حظك معايا كده
مارد بغيظ : اسود بعيد عنك
غرام عضت شفايفها و نطقت بتلقائيه : لاء ده ابيض .. ابيض قووى يا عِرسى
مراد رفع حاجبه و هى إنتبهت و لسه هتتكلم سابها و رجع تانى لمطبخ الكافيه بغيظ
و هى فضلت مكانها مبتسمه ببلاهه
ريهام و هى متابعاها من بعيد : يا شهرزاااد .. مش هنمشى بقا ناكل حاجه و لا نمشى؟

غرام ببراءه مصطنعه : لاء نمشى ايه ده انا راشقه ف المكان ده
ريهام بمكر : طب و المشوار ؟
غرام : لاء مشوار ايه ؟ اسكتى مش لغيته .. هو مكنش فيه مشوار اصلا
ضحكوا و دخلوا و غرام لمحت مصطفى من بعيد و خمّنت ان مراد اكيد معاهم على نفس الترابيزه .. ف إختارت التربيزه اللى قصادهم بحيث تبقا ف وشه.

مراد طلع ع عربيته جاب تيشرت من العربيه بيسيبه إحتياطى بحكم شغله .. دخل غيّره و طلعلهم
مصطفى رفع حاجبه : انت داخل تغيّر القهوه اللى إتعملتلك و لا تغيّر لبسك ؟
مراد بغيظ : اسكت ده
و قبل ما يكمل لمحها قصاده بتبصّله بمكر و على وشها إبتسامة إنتصار
مراد رفع حاجبه و بصّلها بتحدى و إتكلم بشفايفه من غير ما يطلّع صوت و هى فهمته : ماشى يا بتاعة القهوه

قعدوا و طول قعدته و هو ملاحظ عينيها اللى تقريبا بترصد كل همساته .. كل نَفس منه حتى و ده خلّاه يتغاظ
مصطفى ميّل عليه بهمس : مش تقول كده؟
مراد بغيظ : اخرس ده انا عايز اقتلها بتاعة القهوه دى
مصطفى ضحك اوى و هو معاه
و غرام عشان عينيها عليه خدت بالها من همسهم و خمّنت إنهم بيتكلموا عليها
بتلقائيه رفعت فنجان القهوه لفوق حبه و كأنه بتقوله اسكت و لا اكمّل.

ريهام إنتبهت لمكان ما بتبص : تصدقى إنه فعلا مستفز زى ما قولتى
غرام بإندفاع : ده جينتل اوى
ريهام بمكر : تصدقى إنه مُزّ
غرام بغيظ : ماتقومى تاخدى رقمه احسن
ريهام ضحكت : لا و على ايه لا تطّقى و انتى قاعده

ضحكوا و مراد كان كل كام لحظه بيخطف نظره سريعه و تتلاقى العيون بتحدى وراه حاجات مستخبيه لسه مش واضحه

مراد روّح بعد ما خلّصوا ،
دخل و إبتدى يفتكر مقابلته لغرام .. كلامها هزارها ضحكها عصبيتها نرفزتها غيظها منه ..
دبّها ف الارض زى الاطفال اما تتغاظ .. ردود افعالها اللى بتاخدها بسرعه و المتهوره اما تتغاظ و بتلقائيه فتح كف إيده و بصّ فيه اوى ..
إبتسم اما افتكر اما إتغاظت طفت فيه السجاره و هو ببساطه اللى إدهالها .. مكنش متوقع هتعمل كده للدرجادى لحق يثق فيها !

إتنهد بضيق و دخل ياخد حمام و مره واحده الباب رن ، سمعُه من جوه ..
إستنى يمكن اللى عالباب يمشى بس مفيش ده مُصّر .. لف فوطه و خرج بغيظ يفتح الباب
مراد بصدمه : غرااااام !

رامى اخد ليليان وصّلها على شقتها و دخل معاها ..
مرضيش يسيبها ف حالتها دى .. و هى إستغربت لإنهم برغم قُربهم بس مبتسمحش يبقا معاها ف بيتها خاصه ..
اما بتبقى لوحدها و هو لاحظ ضيقها
رامى : لاء ماهو انا مش هسيبك .. طلبتى منى اشوفك كده و اسكت و حتى مسألش و رغم ان ده صعب بس عملته عشانك ..
رجعتى فجأه بعد ما كنتى هتتجننى عالسفر و ده معناه إنك رجعتى غصب عنك و مرضتش اسألك إلا اما تهدى ..
لكن اسيبك و انتى ف الحاله دى انسى

ليليان دوّرت وشها تكتم دموعها بس معرفتش ف إبتدت تعيط بصمت
رامى بقلق : لاء لحد كده و مش هينفع اسكت.. ممكن تفهمينى بقا و إلا هكلم روسيليا و
قاطعته ليليان بغضب بسرعه : لاء روسيليا لاء
رامى إستغرب طريقتها : ليه ؟ انتوا زعلانين مع بعض و لا ايه ؟

ليليان سكتت و هو بصّلها بشك على قلق و هى حسّت من قلقه إنه ممكن يكلم روسيليا يسألها ..
و ممكن تيجى كمان و هى مش عايزه ده خاصة ان مراد و مصطفى نبّهوا عليها متقولهاش حاجه ..
إنما رامى ممكن تقوله و تخليه ميقولهاش ..
خاصه و إنها محتاجه تتكلم مع حد و بالذات مصطفى و مراد مش موجودين !

رامى ملاحظ ترددها و حبّ يطمنها : ممكن تهدى و تحكيلى كل حاجه و من الاول خالص .. من ساعه حادثه نضال !
ليليان بصّتله قوى و هو إتنهد : ليليان انا بحس بيكى من غير ما تتكلمى .. و حاسس ان فيكى حاجه من وقت ما أبوكى كان ف المستشفى و
قاطعته ليليان بإندفاع : مش ابويا !!

رامى بصّلها قوى و هى إتنهدت و اخدت نفس طويل و إبتدت تحكيله كل حاجه من الاول و إنها إكتشفت ان نضال مش أبوها و كانت مسافره مصر ليه و منعوها و كام مره منعوها من مصر خاصه !

رامى بذهول : انتى متأكده من كلامك ده ؟ لو ده بجد يبقا مصيبه
ليليان بدموع : ايوه و إتأكدت بالتحاليل زى ما قولتلك
رامى و كأنه إفتكر حاجه : انا فاكر إنى سمعت قبل كده ان مامتك كانت متجوزه قبل نضال فعلا
ليليان إلتفتتله بإهتمام و هو بهدوء : بس معرفش تفاصيل .. كل اللى سمعته إتجوزوا كام سنه و إتطلقوا و كان خالك عاصم لسه بيشتغل ف مصر
ليليان بتركيز : طب متعرفش مين ؟ محدش هنا يعرف ؟ مسمعتش من حد ؟
رامى بقلة حيله : ابدا ده كان موضوع غامض إبتدى و خلص بسرعه .. إتجوزت و فتره بسيطه و إتطلقت !

ليليان إتنهدت ب إحباط و هو بصّلها بعتاب :
بس مجتيش قولتيلى ليه من الاول ؟ ليه مراد و مصطفى ؟ ليه مش انا؟ انتى عندك شك إنى هقف جمبك ؟!
ليليان إتنهدت براحه كأنها كانت محتاجه للفضفضه دى : لاء عارفه إنك هتقف جنبى .. بس كنت خايفه تقول حاجه لروسيليا و انا زى ما فهّمتك مش عايزاها تعرف دلوقت
رامى : اخس عليكى .. لو كنتى قولتيلى مكنتش هقولها و لا لغيرها بس متبقيش لوحدك كده
ليليان : متقلقش مراد و مصطفى مسبونيش
رامى : انا اقرب من مراد و مصطفى يا ليليان و لا مش حاسه بكده .. ليليان انا بحبك ..

إلتفتت له مره واحده و هو إبتسم : اوعى تقوليلى إنك مكنتيش حاسه بده منى و إنك إتفاجئتى ،
ده انا كنت مكشوف اوى قدامك .. و بصراحه فرحان بده و كنت متعمّد اسيب مشاعرى توضح قدامك .. مكنتش حابب اخبيها ..
ليليان كانت بتسمعه بهدوء .. هى اه كانت حاسه بيه و كانت جواها حاجه ناحيته .. بس لسه مكنتش عارفه تحددها ايه بالظبط .. و كانت محتاجه شويه وقت تفهم اللى جواها ،
و اما جاه حكايه أبوها لغبطتها زادت ..

بصّتله و قبل ما تتكلم هو سبقها : عارف اللى انتى فيه و حاسس بالتوهان اللى ممكن تكونى فيه ..
و عشان كده مش عايز رد منك دلوقت و مش عارف ليه قولتلك دلوقت ..
بس انا كنت عايز اطمنك إنى جنبك و مش هسيبك .. كنت عايز اوصلّك إنك مش لوحدك زى مانتى فاكره ،
و عموما اياً كان ردك بردوا هفضل جنبك و إطمنى زى ما وعدتك .. موضوع أبوكى محدش هيعرف عنه حاجه إلا اما انتى تحبى تعرفّى الكل !

ليليان إتنهدت براحه إنه تفهّم موقفها و سكتت و هو إبتسم بهدوء و وعدها هيفضل جنبها !

مارد لفّ فوطه و خرج بغيظ يفتح الباب
مراد بصدمه : غرااااام !؟
غرام برّقت اوى بصدمه من شكله اللى فتح بيه ..
صدره عريان خالص و لافف بس فوطه على وسطه .. بصّتله و سرحت ف شكله ..
وشه المبلول و منظر جسمه و عضلاته و حتى عينيه اللى لاحظت إنها لونها اخضر اوى .. لون الزرع و إستغربت اللون هى أخدت بالها إنها لون و لون و بتقلب بس اول مره تشوف اللون ده !

شردت اوى لدرجة مخدتش بالها من شكل وقفتهم ع الباب و لا من مراد اللى بيبصّلها بإستغراب !
مراد إتفاجئ بيها .. اه كان متوقع مرواحها له الشغل .. بس مجيها لحد هنا متوقعهوش خالص ..
و ده أكّدله تفكيره إنها واخداه سكه هو قافلها خالص على اى حد .. و ده خلّاه يتضايق اكتر .. و هنا قرر بجد يوّقّف اللى بيحصل ده قبل ما يوصلوا لنقطه مفهاش رجوع!
مراد تصنّع البرود : ياااه للدرجادى نِفسك ؟
غرام هنا إنتبهت من شرودها و إتوترت : هاا ؟

مراد دخل و سابها عالباب و سابه مفتوح و هى إترددت شويه بس دخلت : للدرجادى ايه ؟ انت قولت ايه ؟
مراد بعد ما كان هيدخل يلبس إتراجع و قرر يكمّل عشان يعرف يصدّها عايز يبعدها ب اى طريقه :
ممم سمعتينى و عايزه تسمعيها تانى ؟ و لا مش مصدقه نفسك ؟ عرض مغرى صح ؟
غرام كانت مستغربه لهجته و هو شايف ده على وشها و مره واحده إلتفت ناحيتها و زقّها ع الحيطه اللى وراها و حاوطها بدراعه وقرّب اوى من وشها و بهمس : بقول للدرجادى نِفسك ؟

غرام بتوهان : نفسى ف ايه ؟
مراد تصنّع البرود عكس النار اللى قادت جواه اما قرّب : نِفسك ف ايه ؟ مممم ف اللى سرحتى فيه اول ما شوفتينى كده ،
و بصّ على نفسه و كمّل بهمس : عريان
غرام بتهتهه : انا مش سرحت ف حاجه

مراد ضحك بصوته كله : بجد !؟ لا قولى قولى متتكسفيش

غرام بصّتله كتير .. بتحاول تقرا اللى جواه مش اللى بيتصنّعه ..
و هو قرّب من وشها اوى : و لا انتى من انصار افعال لا اقوال
غرام كانت شبه مش مركزه ف كلامه ..
سامعاه و بتحاول تلم نفسها اللى إتبعترت من قُربه بالشكل ده بس مش عارفه ..
جسمه اللى بينقط ميه .. نَفَسه اللى بيخرج من جواه سخن على وشها .. شفايفه اللى بيتعمد يحركها من على بُعد من وشها من غير ما يلمسها كل ده جننها عملها حاله توهان و هو لاحظ ده و مره واحده قرب بغلّ و خطف شفايفها زى اللى داخل حرب !

مراد كان قاصد يعمل كده عشان يهينها ف تبعد و عشان كده إستعمل العنف بس مره واحده إبتدى يدوب معاها و عنفه إتحوّل رقّه و إبتدى كأنه بيستطعم حاجه بنَهم !
يبعد شفايفه ثوانى و يقرب بعنف يتبخر سِنّه سِنّه و يتحوّل لهدوء مميت !
غرام كانت زى الدايبه بين إيديه .. حاولت تستنجد بعقلها بس فشلت !
مراد إنتبه لنفسه و لإيده اللى بعد ما كان قاصد يحرّكها بعنف على جسمها عشان يخوفها إبتدت تتحرك برقّه و عذوبه ..

بتلقائيه لقى نفسه بيحرّكها بحب .. بيضم كل حته ف جسمها برقّه بشغف .. و ده خلّاها تتخدر بين إيديه
و هنا حس إنه بدل ما بيبعدها لاء ده بيقرّبها و بيقرّب هو اكتر ..
و ده خلّاه فجأه إتجمّد مكانه و رفع شفايفه براحه و بص لوشها اللى تقريبا لامس وشه : للدرجادى واقعه ؟
غرام فضلت مغمضه عنيها لثوانى بتحاول تستوعب هو قال ايه و فتحت بهدوء عكس اللى جواها : هاا

مراد ضحك اوى وبِعد اخد سيجاره ولعها و إداها ضهره : لاء ده انتى بجد منهم بقا .. امال كنتى بتمثلى ليه اول مره و إتضايقتى لما بصيت للسرير ؟
و لا انتى ساعتها كنتى بتلّمحى و قولتى اما اشوف رده ؟ كنتى مستنيانى اجيلك انا صح ؟ و اما مجيتش جيتى انتى و اما معرفتيش جيتيلى هنا ..
لاء عجبنى إصرارك الصراحه !
كنتى بتقوليلى " من غير كلام عشان نريّح بعض " انتى للدرجادى كنتى ..
( و بص على جسمها بطريقه قصد ترعبها ) يعنى لحد دلوقت لسه ....
تؤتؤ اخس عليا و انا سايبك كل ده .. لاء بجد اخس عليا

غرام واقفه مصدومه من كلامه مش عارفه تستوعب ..
معقوله هى سامعاه صح ؟ يعنى هو شايفها كده فعلا ؟

هو ملاحظ صدمتها و الدموع اللى لمعت ف عينيها و ده خلّاه فضل مديها ضهره عشان تصدق !
مراد ببرود مصطنع : طب مش كنتى تقولى .. امال ايه اللى جابك ؟
غرام إنتبهت : انا
مراد بجمود : بتعملى ايه هنا ؟
غرام إتضايقت من نظرته ف إرتبكت : انا بس .. اصل ..
مراد بحده : المفروض إنى راجل و عايش لوحدى .. تروحيلى مكتبى بحجة الشغل و قولنا ماشى .. تستهبلى عليا ف الكافيه و عدّيتها
لكن تجيلى بيتى ؟ و لوحدك ؟
غرام إتصدمت من كلامه و نظرات الشك اللى حاصرتها من عينيه
مراد إتصدم من مجيّها .. إتضايق من قُربها منه اللى بيجى بخطوات سريعه ..
غرام بسرعه الدموع إتجمّعت ف عينيها و ده ضايقوه اكتر

مراد بحده : خدى بعضك و إتكلى و مشوفش وشك هنا تانى و لا ف اى حته انا فيها ، يا كده يا متلومنيش !

غرام بصّت ف عينيه قوى و هو بصّلها ببرود : و لا انتى عايزه و دى طريقتك ؟ بصى انا عرفت بعدد شعر راسك و راسى و هعرف اتعامل مع حالتك دى بس جوه ، ف السرير ، هاا ؟
غرام بتغمض و تفتح بصدمه : انت مش طبيعى ! لايمكن تبقا طبيعى !
مراد قرّب منها و تصنّع عنف لاول مره و مع اول واحده يبقا عنف مزيف .. هو ف المواضيع دى بالذات عنيف جدا .. بس هنا كان عنف مُزيف مصطنع
هنا غرام قامت بسرعه و خدت حاجتها و جريت بسرعه عالباب اللى كان لسه مفتوح
مراد بحده : المظاهر فعلا بتخدع
غرام بضيق : انت بتقول ايه ؟ انا
مراد بشدّه : برااا
غرام حاولت تتكلم بس لسانها خانها .. إتعقد .. الكلام مش راضى يطلع
هنا غرام قبل ما تخرج بصّتله :
حبيت فيك ايه مش عارفه ؟ امتى و ازاى بردوا مش عارفه ! بس اللى عارفاه هو إنى حسيت إنى كمان دخلت جواك و ده خلّانى لمست اللى انت بتحاول تدفنه جواك و مش قادر و لا عارف !

خرجت بسرعه من قدامه و سابته إتجمّد مكانه من الكام كلمه دول و بيبص للفراغ اللى سابته مكانها بجمود و شرد ف ذكرياته اللى مبتفارقهوش نايم او حتى صاحى !
إتخنق من مجّيها .. ساء ظنه فيها و إتمنى تطلع غير كده و معرفش ليه إتمنى ده ..

عاصم راح لنضال البيت فضل ف عربيته تحت البيت و رن عليه يخرجله

عاصم عالموبايل : اخرجلى بسرعه انا ف العربيه قدام الباب .. مش عايز اتكلم قدام الهانم مراتك .. اخلص
و قفل بسرعه و إستناه لحد ما خرجله بذهول : ايه يا باشا مدخلتش ليه ؟
عاصم بغضب : انت عايز الهانم تسمعنا زى ما سمعتك قبل كده و هدّت كل حاجه بغابئها و غبائك ؟
نضال : ااه قصدك روسيليا .. طب ماهو كان على يدك .. كل حاجه حصلت كانت قدامك ..

و انت بنفسك اللى ركنتنى و إتعاملت معاها لما فكرت إنى مشترك معاها او بهاودها .. و ضغطت عليها بكل الطرق و هى بردوا مشّت اللى ف دماغها
عاصم بغلّ : و اهو اللى ف دماغها ده هو اللى هيطربق الدنيا على دماغنا دلوقت لو ما إنتبهناش و لمّينا الموضوع بسرعه

نضال إنتبه : ايه اللى حصل ؟ اشمعنا دلوقت ؟ انت كلمتنى و قولتلى امنع ليليان من نزول مصر لإنها مسافره و انا منعتها من غير ما تفهمنى و قولتلى اما اشوفك !

عاصم نفخ بغضب و هو كمّل : ما تسيبها يا باشا مش هتعرف تعمل حاجه .. دى بت طريه و مش هتوصل لحاجه ده غير ان مرا
قاطعه عاصم بغضب : عرفت إنك مش ابوها !!
نضال بصدمه : نعمم ؟
عاصم : مانت نايم مش دريان بحاجه .. بقولك البت عرفت إنك مش أبوها
نضال ببرود : و لنفترض .. بردوا مش هتعرف توصل لحاجه
عاصم بغلّ : طول ماهى وراها جوز الكلاب السعرانه و عاملين فيها اخواتها يبقا مسيرها توصل
نضال : قصدك مصطفى ؟

عاصم : و اللى أشرّ منه زفت مراد .. ده عيل نابه ازرق و شديد
نضال إتنفض مره واحده اما سمع اسم مراد .. كأنه مخبى حاجه او يعرف حاجه عنه و إرتبك و عاصم لاحظ و بصّله بتدقيق و هو حاول يتوّه : انت عرفت ازاى إنها عرفت ؟ و هى عرفت ازاى اصلا ؟
عاصم شرد بغلّ

Flash baak

عاصم يوم ما ليليان وقعت ف المستشفى و من بعدها
إتغيرت و إختفت خالص و مبقتش تروح المستشفى .. لا عشان نضال اللى المفروض أبوها و لا حتى لشغلها اللى بتعشقه ..
شك ف الموضوع و إبتدى يدوّر وراها و كلّف حد يراقبها و يجيبله تحركاتها ، و فعلا راقبها و اول ما راحت المعمل إفتكره شغلها .. بس لما إترددت كذا مره عليه شك ف الموضوع و بعت حد يسأل

عاصم بغضب : انت بتقول ايه يا حيوان انت ؟ متأكد ؟
**: طبعا يا باشا ، زى ما قولتلك عرفت من البت اللى شغاله مع دكتور جوه إنها جايبه عينة دم تعمل عليها تحليل DNA بس لمين منعرفش !!
عاصم كزّ على سنانه بغلّ : اه يابنت الكلب واخده مكر أبوكى
عاصم بغضب : خليك وراها و هاتلى تحركاتها ثانيه بثانيه مش عايز عينك تغفل عنها ، فاااهم !

و قفل و فضل متابعها لحد ما سافرت انجلترا و افتكر إنها هتكتفى ب إنها تبعد عنهم بس عرف إنها حجزت لمصر و مراد و مصطفى اللى ساعدوها !

baak

و بصّ لنضال اللى بيبصّله بذهول : و بس و بعدها كلمتك نمنعها عقبال ما نتصرف !
نضال : و دى هنتصرف معاها ازاى ؟ دى منعناها بالعافيه و مكنتش عارفه حاجه .. نقوم دلوقت هنعرف نمنعها و بحجة ايه اصلا ؟
عاصم كز على سنانه بغلّ : بنت كلب زى أبوها
نضال بتردد : طب بقولك ايه ما تسيبها تنزل
عاصم بصّله بغضب و هو كمّل بسرعه : اسمعنى بس .. مش هتعرف توصل لحاجه .. اسمع اللى بقولهولك ..
مش هتوصل لحاجه .. هى فين و أبوها فين ؟! ايه اللى هيوصلهم ببعض ؟
و بعدين خلاص هى بالنسباله إندفنت من 19 سنه يعنى ف نظره بقت شويه تراب بيقعد قدامهم ينوّح عليهم !

عاصم بغضب : بقولك مراد و مصطفى وراها ف ضهرها و دول زى الكلاب السعرانه مش هيعجزوا عن حاجه ،
هيوصلوها لأبوها سواء دلوقت او بعدين .. بمجرد ما هتنزل هتبقى مسأله وقت مش اكتر و ساعتها الدنيا هتتقلب عليا و ابواب جهنم اللى إتقفّلت من 19 سنه هتتفتح تانى !
نضال بتفكير : حقَا دى تبقا مصيبه .. طب و هنعمل ايه ؟

عاصم نفخ دخان سيجارته بغلّ و سكت شويه : اللى معرفناش نعمله من 19 سنه !
نضال بترقُّب : طب و روسيليا ؟!
عاصم بغضب : مالها ؟ اهى دلوقت روسيليا برا الملعب يعنى بخ .. مفيش .. و كفايه اللى عملته فينا زمان و أدينا بنصلّحه
نضال بتردد : ايوه بس .. يعنى .. طب و لو قالت ل همسه ان

قاطعه عاصم بغضب : ماهو يا نصلّح اللى عملته يا ندفع تمنه ؟ و ان كان على همسه انا مش هسمح إنها حتى تقرّبلها حتى لو هقتلها ب إيدى و تعرّفها وقتها ده كويس !

نضال هزّ راسه بفهم و هو بصّلُه بشر : طب إبعتلها حد يخلّص .. بس بقولك ايه .. بهدوء من غير شوشره مش ناقصين جنان مراتك ..
نضال بضحكة شر : لاء ابعتلها ايه ؟! انا بنفسى اللى هروح يا باشا .. هو انا ف ديكى الساعه اما اشوف دمها بعيني
عاصم رفع حاجبه و هو ضحك اوى : قصدى اما اسيّح دمها ب .. ب إيدى
عاصم بمكر : طول عمرك طفس
نضال ضحك : يا باشا دى حته بشواتى كده .. يعنى طِعمه
عاصم بتريقه : اه و انت مريّل و هتموت و تدوق
نضال بغدر : ادوق بس ؟ ده انا هدوق و احلّى كمان

و شرد بغلّ و إفتكر نظراته ليها و تعمُّده لمسها او يقرّب : و أديكى وقعتى تحت ضرسى .. اصبرى عليا اما اجيلك يا بنت ال.. الباشا ..
و بص لعاصم و ضحك بصوت عالى : يابنت الباشا !

مارد بعد ما غرام خرجت من عنده دخل بضيق .. غمض عنيه بعنف .. كأنه بيحاول يمنع نفسه يشوف حاجه قدامه و دى كانت ذكرياته اللى بيهرب من جنون محاوطتها له !
فضل قاعد شويه بضيق يسترجع اللى حصل ..

فضل شويه و الاخر لبس و اخد مفاتيحه و موبايله بسرعه و نزل ..
كلّم مصطفى و إتقابلوا ف الكباريه .. بس مراد كان ف مود غير ..
إبتدى يشرب و يشرب و كأنه السُكر معانده و كل ما يشرب يفوق اكتر ،
طلع ع الإستيدج فضل يرقص بهيستريا و يتنطط مع الكل بس بجسمه بس ، عقله راح حته تانيه !
همس لنفسه بتحدى : ماشى !

سوسكا الرقاصه قرّبت عليه و هو إبتسملها ربع إبتسامه و مصطنعه و شاورلها و اخدها و خرج !
طلع بيها ف الكباريه من فوق .. ف غرفه خاصه و إبتدى وصلة كل ليله .. بس الليلادى هيهات بينها و بين كل مره !
كأنه عقله و قلبه و جسمه دخلوا معركه بس المرادى ضد بعض !
كل ليله المعركه بيتفقوا التلاته سوا على فريسته ف السرير .. لكن المرادى التلاته إختلفوا ،
عقله بيعرض قدامه لقطات سريعه من لحظات طفولته و ذكريات بشعه كأنه بيفوّقه
و جسمه بيحاول يندمج و يعرض قدامه ساديته و عنفه.

و كل ما يحاول يندمج قلبه بيدق بعنف و يعرض قدامه لقطات سريعه و صوت بيرن قدامه اوى .. صوت هو حفظ نغماته قووى
مراد حاول مره و اتنين و عشره يندمج بس مفييش .. كل حاجه إتفقت عليه فقام بهدوء من السرير عكس الغضب اللى من نفسه جواه ..
كان فاكر ان التحدى سهل و هيقدر يوقّف التيار اللى بينجرف معاه .. بس الليله دى و اللى حصل ده خلّاه إعترف و لو بينه و بين نفسه إنه جواه حاجه إتولدت ..
صحيح لسه مش عارف يفهمها كويس .. بس اللى عرفه إنهارده إنها حاجه قويه و إتغلغلت جواه !

ولّع سيجارته و نفخها بضيق من نفسه و بصّ لسوسكا اللى لاحظ إستغرابها و ضايقه اكتر كلامها : معلش .. بتحصل يا حبيبى .. انت اكيد تعبان !
قامت من عالسرير عريانه ب إغراء قرّبت منه و إبتدت تحرّك إيديها برغبه على جسمه بجراءه ..
و هو سايبها يمكن تعرف تعمل اللى هو عجز عنه و تشدّه و هى ضحكت بمياعه : تعالى بس و انا عارفه ازاى بشوف مزاجك يا باشا انا بس
قاطعها مراد بوقفته زى الجبل متحركش سنتى واحد : براااا
سوسكا بذهول من طريقته : مراد بس
مراد بغضب مميت : براااا

سوسكا بصّتله بضيق و لمّت هدومها و خرجت و قبل ما تقفل الباب : انا قرفان و مش طايق حد .. لو عوزتك هكلمك
هزت راسها بضيق و خرجت و هو اتنهد بهمس : مع إنى معتقدش هعرف أعوزك تانى !!

غرام روّحت على بيتها ف حاله صدمه من الموقف كله .. الذهول مسيطر عليها .. مش عارف تفسر اللى حصل !

همست بشرود لنفسها : مش ممكن يكون كده .. ده اكيد وراه حاجه هى اللى دفعته يتصرف كده ..
انا حسيت بكده .. شوفت ده ف عينيه .. كأنه بيجاهد مع نفسه ..
زى اللى بيجرى ف سباق .. زى المغصوب .. بيقرّب و بيبعد نفسه كأنه «تنين ..
واحد متبّت فيا زى اللى شايفنى قشايه بيتعلق فيها من الغرق و التانى بيشدّه يغرّقه ..
كأنه إتنين لسانه هو قال اللى قاله و لسان عينيه كان ف نفس الوقت بيقول كلام تانى خالص !
«تنهدت بشرود و مش عارفه ماله ..بس كل اللى عارفاه إنها مش زعلانه من اللى حصل منه و إستغربت نفسها إنها و لا حتى متضايقه !
عينيها هنا لمعت بحب و بصّت بإبتسامة تحدى : هتيجى يا مراد .. هتيجى !

قامت بحماس جابت موبايلها مسكته بتردد شويه و الاخر إتراجعت و حبّت تديله فرصه يومين تلاته يكون اللى جواه و لسه مش فاهماه هِدى !
ف نفس الوقت مراد خرّج سوسكا من عنده و إبتدى ينفخ بضيق :
مكنش لازم اعمل كده ؟
لاء كان لازم هى كانت خطواتها سريعه ف القُرب ف كان لازم ابعد بنفس السرعه و مكنتش هتبعد إلا بكده ..
لالا بس هى اكيد محترمه .. بس ممكن جريئه شويه ..
احنا هنستعبط جريئه تجيلى البيت ؟

لالا بس هى غير اللى عرفتهم .. البراءه اللى على وشها بتقول حاجه تانيه .. ممكن كانت جايه بحسن نيه
بس لو إستنيت معاها ف نفس السكه هروح لحته مش عايزها !
هى مالهاش ذنب .. ايوه مش ذنبها .. مشاكلى بتاعتى لوحدى امراضى و ساديتى و ذكرياتى خاصه بيا لوحدى مالهاش ذنب هى .. العين اللى بتشوف واحده لكن مش كل اللى بيتشاف واحد و لا كله زى بعضه
يومين و لو إتكلمت ب اى حجه هعتذر و إتحجج ب اى حاجه و تتقفل صفحتها !
و هنا إنتبه لسفره اللى كمان كام ساعه و مش عارف راجع امتى و ساعتها الإعتذار مش هيبقا له لازمه لإنه إتأخر و يمكن هى كمان تكون كوّنت فكره .. إنى ..

هنا نفخ بضيق من نفسه و مسك تليفونه بتردد بعد ما كان هيتكلم رجع و قرر يبعتلها رساله ..
و أقنع نفسه إنه مجرد إعتذار و خلاص هيقفل خاالص !

فتح و كتب كلام كتير جدا جدا و مره واحده إنتبه للكلام كأنه مش هو اللى كتبه .. مسحه بعنف و إكتفى بكلمه واحده : اسف !

غرام كانت ماسكه موبايلها بضيق بعد ما قررت تستنى يومين تلاته و مره واحده رنت رساله ..
قلبها إتنفض مكانه كأنه سمّع ف جسمها اللى إتنفض معاه !

فتحت رسالته و شافتها و إبتسمت إبتسامة إنتصار إنها حتى لو مش فاهمه ف ع الاقل تصرفه أكّدلها إن تفكيرها صح ..
و ده خلاها إتبسطت و كأن الكلمه محت كل كلامه اللى إتقال و كأنه متقالش !
حاولت تكلّمه بس تقريبا إبتدت تكوّن فكره عن حالته و إنه هيقابل اى كلمه منها بعنف او يمكن يتراجع
و ده خلّاها ترجع عن مكالمته بس قررت هتسيبله رساله كنوع من المناغشه ..
كتبتله الرساله و بعتتها و كأنها بتفتحله سكه .. و بصّت لرسالته و قعدت تقراها مره ورا مره و لا كأنها كلها على بعضها كلمه واحده و إبتسمت و إبتسامتها إبتدت تتحول لضحك جنونى !

مراد كان واقف بضيق من نفسه إنه بعتلها : حتى لو كانت كلمه واحده مكنش ينفع .. كده هتفهم غلط .. او يمكن بالأصح هتفهم صح اللى حصل .. و ده هيخليها ...
ندم بس ف وقت خلاص مينفعش فيه الندم ..
قطع كلامه مع نفسه مع صوت رنة الرساله اللى متفاجئش بيها اوى .. لأنه كان متوقع ردها .. او يمكن مستنيه و ده ضايقه اكتر رغم إنه لسه معرفش ..
فتح موبايله و إتأكد إنها منها !
إتردد يفتحها : لالا خلاص انا عملت اللى عايزوه و إعتذرت اى كلام زياده مالهوش لازمه هيجرّ كلام ف كلام ..
و كمان هى لسه فاتحه لو فتحتها هتعرف إنى قريتها و يمكن ترد تانى و اضطر ارد .. اما تقفل و ساعتها اعملها متشافتش !

حدف الموبايل و دخل الحمام ياخد دش .. وقف تحت الميه بردوا عقله معاندُه ..
خرج مره واحده مسك موبايله بسرعه كأنه مش عايز يدى لنفسه فرصه ال«عتراض و فتح الرساله و إبتسم غصب عنه :
عارف مرة حد قالي "أي حد يسيبك زعلانه اديلو 3 أيام "
بعد كدا بيعي وإنتي متطمنه ومتأكده من جواكي إنه مينفعش تشتريه ..
فسألته إشمعنا تلات أيام .. !!
قالي : أول يوم ده بيبقي يوم الزعل اللي بينكم ،
تاني يوم ده نوع من أنواع الهدوء شويه ..
تالت يوم ده بيبقي الحاجات الحلوة اللي بينكم حتى و لو كانت بسيطه ..

رابع يوم لو كمّله و سابك زعلانه إعرفي كويس أووي إنه ما يستحقش تبقي عليه وبيعي وإنتي مطمنه إنك بيعتي حد ما يستاهلش أساسآ !
اللي يسيبك زعانه 3 أيام وما يحسش بفرق رابع يوم .. لو غيبتي عنه 30 سنه مش هيحس بفرق .. حتي لو بعد مليون سنه خصوصا لو مزعّلك !
كنت متراهنه عليك مع نفسى و بشكرك إنك مخسّرتنيش قدام نفسى رهان زى ده ..و بشكرك اكتر لإنك حتى مرضتش تطاوع عِندك لإنك حتى تعدى اول يوم !

مراد قرا الرساله و مش عارف يزعل من نفسه و لا يفرح بكلامها ،
زعل من نفسه لإنه نوّرلها نور ف طريق مش هيمشيه معاها و إتضايق اكتر من فكره إنه شفاف قدامها للدرجادى !
لدرجه إنها قرت اللى جواه بسلاسه .. و إتضايق اكتر و اكتر اما «تأكدت جواه فكرة إنه إرادته مش بإيده قدامها ..
لمجرد إنه معرفش يمنع نفسه لا يعتذر و لا حتى يقرا كلامها و ده جنّنه من نفسه اكتر !
نفخ بضيق و حدف التليفون و بصّ قدامه بشرود ف ذكريات بتخنق فيه !

عند ليليان ...
رامى قعد مع ليليان كتير لحد هديت و بعدها طلبت منه بهدوء يمشى
رامى إبتسم بحب : مش عايزك تفكرى ف اى حاجه ماشى .. سيبى كل حاجه و انا هساعدك
ليليان بتأكيد : رامى احنا إتفقنا محدش هيعرف حاجه عن كل اللى قولتهولك مهما حصل !
رامى : حاضر و الله متقلقيش
ليليان بتأكيد : اوعدنى بده مهما حصل حتى لو موتت !

رامى بخضه : ليه كده حرام عليكى بعد الشر
ليليان بإصرار : متخلنيش اندم إنى وثقت فيك و دى حاجه عمرى ما هسامحك عليها .. لإنى هفقد ثقتى فيك نهائى و مش هعرف ابنى طوبه واحده معاك ف علاقتنا مهما عملت
رامى إبتسم : حاضر اوعدك
ليليان بزعل : مش عايزه حد يعرف و يبقا فى شوشره عليا و لا على ..
و سكتت شويه : و لا على ماما و حد يقول إنها عملت و سوّت .. خصوصا إنى لسه مش متأكده حد يعرف و لا هى بس و دبّرت الليله لنضال
رامى بتفّهُم : صح كده متقلقيش.

ليليان سكتت شويه بتردد و هو حس إنها لسه عايزه تقول حاجه بس محبش يضغط عليها و هى بصّتله بتردد :
هو انا لو طلبت منك تسيبنى شويه على راحتى هتفهمنى صح؟
رامى بصّلها بضيق و هى إتنهدت : ارجوك يا رامى انا حاسه إنى تايهه و مش عايزه اكلم حد و لا ابقا مع حد ،
عايزه ابقى لوحدى ارجوك .. عايزه ارتب افكارى و اشوف هعمل ايه
رامى : و تفكرى ف كلامى صح ؟ بس السؤال هنا عايزه تفكرى ف كلامى و لا تهربى منه ؟
ليليان إندفعت : لاء طبعا.

هو إبتسم على تلقائيتها و هى إتوترت : قصدى يعنى لو عايزه اهرب مش هضطر لكده .. هقولهالك مباشره انت عارفنى واضحه و بحب الوضوح ف كل حاجه
رامى إبتسم : و ده اللى عاجبنى فيكى .. عموما انا مسافر كمان يومين مع إنى مش هاين عليا اسيبك لوحدك و انتى ف الحاله دى
ليليان بتأكيد : يبقا تسافر و تخلينى على راحتى و متقلقش من بًعدى لإنى قولتهالك عايزه ابقا مع نفسى شويه
رامى بقلة حيله : حاضر بس لو إحتاجتى حاجه

قاطعته بثقه : هتبقى اول حد الجأله .. و بعدين مراد و مصطفى مسافرين هروح لمين يعنى ماليش غيركوا
رامى رفع حاجبه : مراد و مصطفى مسافرين .. ممممم ، و هروح لمين يعنى ؟ دى زى اللى مقداميش غيرك ؟
ليليان ضحكت اوى و هو بغيظ : بقا كده ؟
ليليان بتتويه : يووووه لاء
رامى بحب : طب ايه ؟ قولى اى حاجه
ليليان بعِند طفولى : و لا حرف .. انا قولتلك اما اوصل لبابا و ساعتها هو يقولك
و إبتسمت برقّه و هو ضحك اوى : يا دين النبى ، فينك يا ابو ليليان !!!

عدّى يومين و رامى سافر من عندها لروسيا و مقالش حاجه لروسيليا زى ما اتفقوا ..
اكتفى بس ب «نه يطمنها زى ما قالتله عشان متروحلهاش لإنها مش حابه مواجهات معاها دلوقت ..

مراد و مصطفى سافروا على المهمه بتاعتهم .. كلّموها عرّفوها بالسفر و إنهم اول ما هيرجعوا هيتقابلوا و يبتدوا يشوفوا ايه اللى هيتعمل و بعدها قفلوا موبايلاتهم عشان شغلهم ..

ليليان مبتكلمش روسيليا إلا ف اضيق الحدود .. كل كام يوم مره .. يمكن مكلمتهاش من وقت ما سافرت غير مره مختصره .. حتى مجابتلهاش سيره باللى حصل ف المطار و خمّنت ان نضال قالها ..
مع إنه ف الحقيقه مقالهاش بس هى مقالتلهاش .. محبتش تدخل ف نقاش يمكن يجبرها تقول حاجه دلوقت و.مراد و مصطفى مأكدين عليها متقولش ..
و لا حتى رامى بتكلمه بس هو متطمن لإنها معرّفاه إنها مش هترد على حد عايزه تبقا لوحدها ف مطمن .. و حتى بتقفل موبايلها ف مطمن إنها عايزه كده ..

كانت نايمه ف يوم و ف عز نومها بتنهج و تعرق و عماله ترفّس ف السرير و مره واحده قامت مفزوعه بتصرخ !

إتلفّتت حواليها و فهمت «نه كابوس و من غير سبب دخلت ف نوبة عياط هيستيرى معرفتش سببه ..
و ملحقتش تحتار ف سببه لإنه ببساطه الكابوس «تحوّل لوحش كاسر قدام عينيها !!

جرس الباب رن مسحت عنيها و قامت تفتح بهدوء .. و هنا إتفزعت من المنظر و إتنفضت مكانها برُعب من اللى شافته !!!!
ليليان بهلع : ___
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الحادية عشر بقلم أسماء جمال


ليليان فجأه قامت من نومها مفزوعه بتصرخ
إتلفتت حواليها و فهمت إنه كابوس و بسرعه الكابوس إتحوّل لوحش كاسر قدام عينيها !
جرس الباب رن قامت فتحت الباب ببراءه و هنا لقت راجل بيبصّلها بترقُّب : دكتوره ليليان صح؟
ليليان ببراءه : ايوه
**: معلش ممكن بس تشوفى الروشته دى .. معايا ابنى بس تِعب منى فجأه و كنت كاشف عليه و الدكتور.


 
ليليان أخدت منه الروشته و بتبص فيها
و قطع كلمته من منظرها اللى إبتدت تدوخ و مره واحده وقعت من طولها مُغمى عليها قدامه ،
او بمعنى اصح متخدره من المخدر المرشوش ع الروشته اللى مسكتها .. و بمجرد ما بصّت فيها شمّت المخدر و وقعت !
انتظر ثوانى يتأكد و بعدها ميّل عليها هزّها بحذر و حطّ إيده على وشها برقبتها و إتأكد انها إتخدرت تماما ..
شاور على يمينه قرّب منه اتنين ميّلوا عليها شالوها و نزلوها ع العربيه تحت ..


 
و هو دخل الشقه اخد الموبايل بتاعها .. ساب مسدج واحده لمصطفى و مراد اللى كانوا ف مهمه و موبايلاتهم مقفوله
" انا نزلت مصر خلاص و مش عايزه حد يكلمنى .. عايزه افضل شويه لوحدى و هبقى اطمنكوا عليا "

و بعت نفس الرساله لرامى و مدهوش فرصه يتصل و قفل بعدها الموبايل خالص و مسح اى اثر له و مشى !
نزل كانوا الرجاله اللى معاه حطّوا ليليان متخدره ف العربيه ، ركب و ساقها بسرعه لمكان بعيد مستنيها مصير مجهول ..


 
 

عند مراد العصامى ..
مراد كان نايم .. بينهج بفزع .. لامح صحرا من بعيد و كلاب سعرانه و ديابه بيحوموا و يصرخوا بسَعره
لمحهم مره واحده بيجروا ناحيته و فاتحين بوقهم .. قرّبوا منه اووى و هو شايفهم و إنقبض للحظه ..
بس هما تخطّوه و عدّوا منه .. إلتفت وراه لقاهم إتلموا على حاجه وراه بعيده عنه و عملوا عليها دايره و إبتدوا ينهشوا فيها !
لمح الحاجه دى بنت جميله بس معرفش يتحقق منها اوى بس سمع صريخها ..


 
صوتها كأنه حافظُه .. حتى عياطها عارفُه .. راح بجرى عليها يخلصّها من إيديهم بس مش عارف ..
كل ما بيقرّب ناحيتهم حاجه خفيّه بتشدّه ترجّعه لورا ..
البنت بين إيديهم بتغرق ف دمها و بتخلص .. و من وسطهم فردت دراعها ناحيته و هو مادد إيده بردوا ناحيتها بيحاول يوصلها بس مش عارف !
فضل يحاول و يحاول و يحاول و مش عارف .. البنت بتنهار و صوتها شويه شويه بيقلّ لحد ما بقا زى الخفوت و من بين خفوتها بتنهج : إلحقنى يا بابااا !
مراد إتفزع من منظرها و مقاومتها اللى إنعدمت و إستسلمت للموت و فضل يصرخ بعنف : لالالا قوووومى قومى يا بنتى .. قووومى .. ليلياااااان !
و قام فجأه بعنف من قلب كابوسه : ليليااااااان !!
إتنفض من مكانه.. عرف إنه كابوس بس لاول مره يحس ان الكابوس مخلصش .. ده ابتدى


 
عند همسه ...
همسه كانت لسه نايمه قامت مفزوعه و بتتنفض و فجأه فضلت تصوّت و تصرّخ ب عِزم ما فيها و جسمها عمّال يتشنج و تهربد ف السرير ب إيديها و رجليها !
عاصم قام مخضوض على صراخها و إستغرب حالتها ..
قرّب منها يضمها عليه بس هى زى اللى قوة سبع رجاله ف بعض .. إيديها الاتنين بيهبشّوا فيه و رجليها كمان و صراخها مبيهداش ده بيعلى و يزيد !
قرّب و إبتدى يهدّى فيها و لما معرفش فضل يكتّف فيها و هى تزيد و هو مش عارف يعمل ايه و لا حالتها دى من ايه ..
كلّم الدكتور بتاعها جالها و اما معرفش يعملها حاجه تهديها إداها مخدر ..


 
و هى عمّاله تقاوم و ترفس و إبتدت شويه شويه جسمها يرتخى و إيديها تنزل بقلة حيله و الدموع تنزل ب أنين من عينيها اللى بتغمض و تفتح لحد ما مقاومتها إنهارت و استسلمت تماما للمخدر و غابت عن الوعى !
عاصم بحذر للدكتور : هى مالها ؟!
الدكتور بيبصّلها ب أسف : ده انهيار عصبى ناتج عن صدمه نفسيه !
عاصم بترقُّب : و ايه اللى وصلّها للحاله دى ؟
الدكتور بصّله قوى بإستغراب : هو انت بجد بتسألنى ؟ المفروض ان الحاله دى جاتلها و انت جنبها .. يعنى لو مش منك .. يبقا ع الاقل عارف من ايه و ايه حصلها وصلّها لكده ؟!

عاصم بصّله قوى و الدكتور فضل ساكت شويه : عموما انا هعلقلها محاليل و احطلها فيها منوم و مسكن عشان لو فى صداع او اى تعب المسكن يساعدها تتخطاه ..
و المنوم هيخليها تنام اكبر قَدر من الوقت لحد ما تبقى كويسه ..
عاصم بصّله بقلق و هو كمّل بروتينيه : و لو حصل اى حاجه تانى كلمنى هكون عندك على طول ..
الدكتور إستأذن و مشى و عاصم قرّب منها عالسرير بقلق و قعد جنبها و هى زى الجثه و تغيب و تتنفض مره واحده زى اللى بتتخض ..
عاصم بصّلها كتير و همس : ياترى سِمعت حاجه و عِرفت و لا حسّت بس ؟!

عاصم فضل كتير مراقبها بقلق و شويه و اخد موبايله و قام بهدوء من جنبها اما اتأكد انها نامت
اخد التليفون و خرج برا خالص و اتصل بقلق : انت عملت ايه يا زفت انت ؟
نضال بضحكه شر : كل خير يا باشا
عاصم : يعنى خلصت منها؟

نضال بمكر : لاء لسه مش بسرعه كده .. سيبها شويه اسوّيها براحتى
عاصم بغضب : ما تخلص يا زفت مش وقت دناوه .. و انت ناقص مانت يمين شمال بترمرم
نضال بخبث : لا بس دى مش اى رمرمه .. دى حته مُزّيزّه كده و تطرى عالقلب ..
عاصم : اخلص و خلّصنا من الكابوس ده بقا .. مش هنفضل فيه اكتر من كده ..

نضال بترقُّب : خير يا باشا مالك قلقان ليه صوتك مش مريحنى بيقول ان فى حاجه
عاصم بقلق : مش عارف .. همسه قامت فجأه تصرخ و تعيط و لسه جايبلها دكتور ..
خايف تكون سمعتنى و انا بكلمك بالليل أكد عليك ..
نضال : متقلقش و هى لو سمعتك كانت هتسكت لدلوقت ! هو بس تلاقيه قلب الا

قاطعه عاصم بغضب : اسمع انا سيبتك تهبب اللى عايزوه مقابل إنك تخلصنى منها .. ف انجز قبل ما نتنيل نتكشف و المرادى بفضيحه ..
نضال بخبث : لاء متقلقش مين اللى هيكشفنا يا حسره ؟ ليها مين ؟
مصطفى اللى عامل فيها اخوها و لا مراد اللى عامل فيها سبع رجاله ف بعض .. و الاتنين انا متابعهم من فتره من وقت ما اتفقنا عليها و إستنيت اما يسافروا عشان اخد راحتى و مش راجعين دلوقت خالص ..

و الحبّيبّ رامى ده عرفت انيّمه ازاى .. حتى اختك البت مبتكلمهاش من فتره يعنى مش هتستغيبها ..
عاصم إتنهد براحه : ممم بردوا اخلص و بطّل طفاسه مش ضامنين الظروف ..
نضال بضحكه شر عاليه : ما يبقاش قلبك خفيف يا باشا ده ناقص تقلى ابوها هيجى يدور عليها !
عاصم ضحك بغلّ : لا من الناحيه دى انا متطمن الغبى مقضيها بين القبور !

نضال : انت لسه متابعُه يا باشا انطره من دماغك بقا .. و هو انت اللى عملته فيه لسه مبرّدش نارك ؟
عاصم كزّ على سنانه بغلّ : هو انا اللى خسرته على إيده شويه .. ده بيتى و مراتى و إبنى و شغلى و بلدى و فلوسى اللى طلعت هربان و معرفتش اخدها و حجز عليها !
نضال : مراتك و رجّعتها ليك و إبنك و خدت قصاده ولاده الاتنين
عاصم بغلّ : كان نفسى ارجعهومله جثث .. بس لولا مراتك ربنا ياخدها بوظت كل حاجه ..
حتى إبنه طلع شيطان زيه مات و معرفناش طريقه ..
نضال إرتبك و اتكلم بتهتهه : اا.. اه مات المهم نه مات !

عاصم بغلّ : لاء كنت عايز ارجعهوله جثه
نضال إتوتر بتتويه : مم .. ماهو انا وقتها إنشغلت بروسيليا و اللى عملته مع البنت و نسيت الولد ف المستشفى و عقبال ما رجعتله كان ف المستشفى اما عرفوا إنه مالهوش اهل استخدموه ف التشريح !
ده غير انت كنت كده كده اتصرفت و بعت جثث تانيه عشان أبوهم ميدوّرش اكتر من كده و يوصل لحاجه !

و كمّل بتتويه : يعنى مكنتش هتعمل بيه حاجه لو لقيته !
عاصم بإختصار : خلاص اهو غار ف داهيه عقبال أبوه .. المهم يلا انجز و خلى البت تحصّله ..
نضال بخبث : كام يوم كده و هكلمك اطمنك .. و الله يا باشا كان نفسى اقولك تعالى دوق المانجا معايا
عاصم : لاء المانجا دى خلهالك
نضال بهزار : اه مانت اكتفيت بالشجره اللى طرحت المانجا
عاصم بإختصار : بسرعه و ابقى بلغنى سلام

قفل نضال معاه و بصّ جنبه ل ليليان اللى راقده جنبه متخدره و قرّب منها برغبه و على وشه ابتسامه غدر و ابتدى يحسس على جسمها بقذاره ،
حطّ إيده على جسمها إتحسسه براحه و فجأه شقّ بلوزتها بعنف و غلّ و إنكشف جسمها بوضوح قدامه !

بعد وقت طووويل
ليليان ممدده ع الارض ف منظر يحسّر و كل حته ف جسمها العريان بتنزف ..
الدم من كترته مغرّق المكان حواليها .. الارض تحتها بِركه دم !

نضال خلّص عنف و حيوانيه و قام من عليها لبس هدومه ببرود و لا كأنه دبحها و قعد قدامها ع الكرسى بجبروت و ولع سيجارته ..
إستناها تفوق بس كانت زى المُغيبه .. بتفوق و يغمى عليها تانى ف ثوانى و كأن عقلها رافض الواقع و بيتمرد ع الحياه بعد اللى حصل !
قام نضال بمنتهى الحيوانيه تانى و إنقضّ عليها من منظرها الغرقان ف دمها و اللى بيثير حيوانيته و عنفه !
و فضلت هى عالحال ده تفوق و تتغيب تانى لحد ما إبتدت تفوق .. قعدت ترمش كذا مره بعنف و تبصّ حواليها برفض و بتتحسس جسمها بإيد بتترعش من غير ما تبص لجسمها كأنها خايفه تصدق !
خايفه تلمسه تحس الكابوس حقيقه ..

مارد كان ف المهمه و متخفيين ف مكان منعزل شويه لحد ما يخلّصوا و فعلا خلصوا و رجعوا لنفس المكان و فجأه و بدون مقدمات سمعوا ضرب نار و رصاص حواليهم زى المطر من كل جهه ..
إتنفضوا من مكانهم هو و مصطفى و اسر و عمار و محمد اللى كانوا سوا و كل واحد بمسدسه ..
خرجوا كلهم بمسدساتهم و إبتدوا يتبادلوا ضرب النار بعنف مراد كان ف جهه مكشوفه جدا ليهم و ده كان كفيل يخليهم يخلّصوا عليه ،
ميّل على بطنه و إبتدى يزحف لناحيه تانيه .. وصل بحذر ميّل اخد نفس بعمق و فجأه طلع مره واحده بمسدسه يضرب ف كل حته ، و فضل يضرب و يختفى لحد ما وقع كتير من اللى قدامه ..

مراد بص على منفذ هيمكّنه من إنه يخرج من البيت و المنطقه كلها بس فيه عدد كبير بأسلحه ..
شاور للى معاه و ف حركه سريعه إتحرك بخفّه وسط ضرب النار ع المنفذ ده ..
و اول ما وصل شاور لمصطفى بعينيه اللى كان ف ضهره و مصطفى طلع قنبله و إبتدى يظبطها و يفعّلها و إدهاله و مراد خدها بحذر حدفها عليهم و بكده قدر يتخلص من معظم اللى قدامه.

سحب رشاشه و إتحرك بحذر و إبتدى يضرب ف كل مكان بعنف لحد ما قضى على معظمهم
خلص و إتحرك بحذر ناحيه المنفذ اللى هيخرجوا منه و هما وراه و هو بيأمنّهم ،
خرجوا واحد واحد و هو لسه هيخرج إنقضّ عليه واحد هجم عليه بعنف وقّع سلاحه ..
و مراد كمان لكموه بخفه برجله وقع هو كمان سلاحه ، مراد كان بيتفادى ضربه بمهاره و بخفه و بيقابلها بلكمات بعنف و مره واحده طلعت رصاصه من مسدس واحد على واقف بُعد منهم !

خرجت الرصاصه عارفه مكانها كويس .. إستقرت ف صدره .. مراد حاول يقاوم وقوعه و بيتخبّط ف نفسه و قبل ما يقاوم كانت جاتله الرصاصه التانيه ف كتفه و وراها رصاصه ف نفس الكتف ،
إستقبلهم بإستسلام و لسه هيقع للموت و غمض عينيه مصطفى و اللى معاه برا سمعوا الرصاص و إستغربوا تأخيره ، هو خرّجهم معتش حد منهم جوا ليه مخرجش ؟! مش معقوله معرفش ! إلا اذا ..
و هنا جريوا كلهم عالمكان دخلوه بعنف و رجع الاشتباك تانى بس المرادى من غير مراد اللى وقع ف الارض متصاب ..
مصطفى و اللى معاه إتبادلوا ضرب النار لحد ما خلصوا عالباقى و اخدوا مراد و خرجوا بسرعه اللى كان فقد وعيه !
عند ليليان ...
ليليان من ملامح كل حاجه حواليها إبتدت تجمّع اللى حصل و تشوف الكابوس قدامها زى الوحش !
بصّت علي نفسها ببطئ و رجعت بصّت حواليها و قدامها .. إتفزعت من المنظر و إتنفضت مكانها برُعب !
اكتر من عشر اشخاص اشكالهم و احجامهم مرعبه ..
و عريانه خالص ف وسطهم و إيديها و رجليها متربطين !

كأنها اتلجّمت و كأن صوتها خانها و مرضيش حتى يطلع ، بصّتلهم برعب و بتهز راسها بعنف و هلع و حاله ذُعر مسيطره عليها بقوه !
و هنا جاه صوت مًرعب من الباب .. صوت هى حافظاه كويس ..
رفعت إيديها المتربطه على ودنها بتلقائيه كأنها بتمنع حتى الصوت يلمسها ..
نضال بضحكه شر و نظرات مقززه : صباحيه مباركه يا بنت الباشا كل ده نوم ؟

روسيليا رايحه جايه بقلق و الموبايل ف إيديها .. و الاخر بعد ما صبرها خلص طلبت رامى : لاء انا هكلم رامى يمكن يكون عارف اى حاجه عنها و يطمنى .. و لو مطمنيش انا هسافرلها ماهو انا لازم افهم فى ايه ؟!
رامى كان لسه صاحى مسك موبايله يقلّب فيه بفتور .. ليليان من وقت ما رجع من عندها مبتكلمهوش إلا ف اضيق الحدود و هو محترم رغبتها إنه حابه تبقا لوحدها ..
قعد يقلّب ف الموبايل .. لمح مسدج منها ابتسم اوى بس إبتسامته راحت اول ما فتحها ،
لقاها بتبلغّه إنها نزلت مصر و مش حابه حد يكلمها و هى اما توصل لحاجه هتكلمه !

( و دى كانت الرساله اللى إتبعتت من موبايلها له و لمراد و مصطفى عشان محدش يدوّر عليها )
رامى نفخ بضيق : بردوا مشّيتى اللى ف دماغك يا ليليان و ياريتك معرّفه حد إلا من دماغك .. يمكن قايله لمصطفى و لا مراد ، هكلمهم استفهم
مسك موبايله كلّم مراد مردش و بعدها جرّب مصطفى بردوا موبايلاتهم مقفوله : ده معناه إنهم لسه ف شغل امال راحت فين دى بس ؟!
بعدها روسيليا طلبته و هو مسك موبايله بصّ فيه بضيق اما لقاها هى و افتكر كلام ليليان و زعلها نفخ بزهق و مرضيش يرد ،
بس هى مبطلتش رن ابدا .. ف قرر يرد و يتحفّظ ف كلامه معاها زى ما ليليان عايزه عشان ميزعلهاش.

رامى بنفاذ صبر : ايوه
روسيليا بغضب : ايه ايوه دى ؟ انت مبتردش ليه ؟
رامى بزهق : مكنتش فاضى .. عندى شغل .. خير
روسيليا شكّها بيزيد ان فى حاجه .. بس ايه هى مش عارفه و اسلوب رامى بيأكد ده : ليليان فين ؟!
رامى إرتبك شويه : مانتى عارفه
روسيليا : لاء مش عارفه .. و بطّل اسلوبك ده يا رامى و اخلص قولى هى فين؟

بنتى مبتخبيش عنك حاجه لا انت و لا مصطفى و لا مراد .. انتوا خواتها و هى بتاخد رأيكوا ف كل كبيره و صغيره يعنى اكيد عارف مالها
رامى ضايقته كلمه اخواتها و بعِند : و الله احنا خواتها بس انتى امها .. و اذا كانت مبتخبيش عننا حاجه ف انتى كمان زينا إلا اذا انتى عملتى حاجه زعلتها ..
روسيليا بقلق : حبيبى انا معملتش حاجه .. هى متغيره الفتره دى و مش عارفه مالها و هى مش راضيه تتكلم .. ارجوك طمنى
رامى صِعبت عليه و إتردد شويه بس مفيش ف إيده حاجه يعملها .. دى رغبه ليليان و هو قرر يحترمها
رامى : اطمنى مفيش حاجه .. هى بس مضايقه من فكره نزولها مصر اللى انتوا رافضينها .. فيمكن ده مجرد ضغط عليكوا مش اكتر
روسيليا إتفزعت : مصر ؟!

رامى بشك : هو فى ايه ؟ مالكوا ؟ بتعملوا فيها كده ليه ؟
ده مش هى اللى مخبيه عليكى حاجه و عايزانى اقولهالك .. ده من الواضح إنك انتى اللى مخببه فقولى عشان اساعدك و اساعدها
روسيليا بتهتهه : انا .. انا مش مخبيه حاجه .. أبوها مش راضى و انا مفيش ف إيديا حاجه اعملها
رامى بنفاذ صبر : خلاص يبقا براحتك و لو وصلت لحاجه معاها هبقا ابلغك
روسيليا : ماشى يا حبيبى و طمّنى على طول عنها لاحسن قلبى مفزوع عليها معرفش ليه
قفلت معاه و هو نفخ بضيق و جرّب يكلم ليليان تانى بس مفييش ..

عند ليليان ....
نضال بضحكه شر و نظرات مقززه : صباحيه مباركه يا بنت الباشا كل ده نوم ؟
ليليان بفزع و صوت متقطع بعياط : اا .. اانت .. انت !
نضال بغلّ : اه انا امال انتى كنتى مستنيه ايه ؟ اربيكى و اكبرك و اعلمك و الاخر تطيرى لغيرى !
ليليان هزّت راسها بعنف و هو ضحك ضحكة شر بصوت عالى : ده انتى لو بنتى بجد بردوا مكنتش هسيبك تطيرى لغيرى إلا اما ادوق !

ليليان بوجع : اا... انت ملكش دعوه بيا .. اصلا ملكش كلمه عليا .. انت مش أبويا
نضال ضحك بصوته كله : طب مانتى بتفهمى اهو .. بس للاسف متأخر
ليليان بقرف : انا من يوم ما عرفت إنك مش أبويا و انا بحمد ربنا
نضال : بتحمدى ربنا ممم
ليليان بثقه : ايوه و أبويا هوصله و مش هيسيبك .. فااهم مش هيسيبك.

نضال ضحك بغلّ : توصليله ؟ لا عجبانى ثقتك مع إنى مش عارف جيباها منين
بس عموما هبقا ابلغّه حاضر مع انك ف نظرُه ميته من 19 سنه .. و الغبى بقاله المده دى كلها بيبعتلك الفاتحه ..
ف لما اخلّص و اخلص منك هبقى ابعتله يقرالك الفاتحه بجد ..
و ضِحك و هو بيقرّب منها بغلّ و إبتدى ينقضّ عليها بعنف و غلّ و إبتدى يفرّغ فيها حيوانيته المكبوته فيه ناحيتها من تانى ..

مصطفى و اللى معاه اخدوا مراد و خرجوا بسرعه اللى كان فقد وعيه ..
إبتدوا يعملوله اسعافات اوليه و مصطفى خرّجله التلات رصاصات و مصطفى كمان كان فيه كسر ف دراعه و اسر إتصاب برصاصه ف رجله ..
قعدوا اسبوع لحد ما يستقروا .. بعدها إبتدوا يتحركوا بحذر من مكان لمكان لحد ما خرجوا برا البلد خالص و نزلوا على مصر ..
اول ما نزلوا مصطفى اصّر ان ينقل مراد ع المستشفى و رغم إنه رفض إلا إنه قدام إصرار مصطفى وافق على مضض و دخل المستشفى و كان جسمه إبتدى يسخن جدا.

و جرحه نزف من تانى ..
اسر كمان دخل المستشفى و مصطفى جبّس دراعه ..
الكل عرف باللى حصل .. عبد الله و مراته راحولهم المستشفى و اسر يحيي أبوه راحله ع المستشفى و مارد كان لوحده ،
رغم إنه قريب من عبد الله و مراته و بيعتبرهم اهله .. بس دايما فى حاجز بينهم و رغم ان الحاجز ده هو اللى حطّه و هو اللى اختار وحدته إلا انه واجعه اوى ..
الدكتور دخل عند مراد و اتعامل مع جروحه و وقّف النزيف و قفّل الجرح و خرج و مصطفى دخله
مصطفى اتطمن عليه و واقف بقلق .. ماسك موبايله و عمّال يقلّب فيه بضيق و ينفخ
مراد رفع حاجبه : مالك ياض؟

مصطفى : ليليان نزلت مصر
مراد قام مره واحده قعد و ده خلاه اتوجع و مصطفى قرّب منه عدله : اهدى بس انا معرفش بجد و لا بتهزر
مراد بضيق : تهزر ايه هو ده فيه هزار ؟
مصطفى : معرفش هى باعته رساله بتقول إنها نزلت مصر و مش عايزه حد يكلمها و اما تعوز حاجه هتكلمنا ..

مراد افتكر اما زعلت إنهم مسافرين و قالتله خلاص مش عايزه حاجه من حد ،
إتنهد بضيق : الغبيه انا قولتلها اما نرجع هنتصرف
بعدها بصّ لمصطفى بشك : هى نزلت ازاى اصلا ؟ اذا كانت إتمنعت مره .. معقوله سابوها تنزل ؟
مصطفى بقلق : معرفش ده الرساله من اسبوعين .. من تانى يوم نزلنا !
مراد بصّله بقلق : لاء كده فى حاجه غلط
مصطفى : متقلقش انت انا هحاول اوصلها .. بس الاول اتأكد إنها دخلت مصر بعدها هعرف اوصلها
قعدوا يتكلموا و شويه و الدكتور دخل لمراد
الدكتور بروتينيه : عملنا اللازم و هو كويس بس محتاج دم .. جرحه نزف كتير و فقد دم و لازم نقل دم
مصطفى من غير تفكير : انا نفس فصيلته و إنقله عادى

قبل ما مراد يرد او الدكتور ام مصطفى إندفعت : لاااء
كلهم بصولها و هى إتحرجت : انا قصدى ان هو كمان تعبان مش ناقص يتاخد منه دم
مصطفى : تعبان ايه ؟ انا دراعى بس و مكسور مش متصاب حتى
امه بقلق : بردوا يا حبيبى كده هتتعب اكتر .. انتوا لسه جايين من شغل و تعب و اكيد مرهق و كده هتتعب
مصطفى بصّلها بضيق و لسه هيتكلم مراد قاطعه :
هى عندها حق .. انت كمان تعبان و لازم ترتاح
مصطفى بغضب : لاء انت
قاطعه مراد بحده : مصطفى !! خلاص مش هنرغى كتير
و بصّ لأمه و إبتسملها بحب و هى إتحرجت منه و حست إنها إندفعت : حبيبى انا مقصدش انا

قاطعها مراد بتفّهُم : حبيبتى انا فاهم هو دماغه بس جزمه شويه
مصطفى بصّلهم بضيق و سابهم و خرج بغضب و أمه خرجت وراه ..
مصطفى بغضب : ممكن اعرف ايه اللى قولتيه جوه ده ؟ من امتى و انتى بتفرّقى بينى و بين مراد ما طول عمرنا خوات !
أمه بزعل : انا عمرى ما فرّقت بينكم فعلا و مكنتش اقصد ازعّله .. بس انت ابنى بردوا و غصب عنى خوفت عليك
مصطفى بضيق : مش من مراد .. لعلمك لولاه مكناش خرجنا اصلا
امه : خلاص بقا انا مكنتش اقصد

مراد كان سامعهم من جوه غمّض عنيه بوجع على وحدته .. مش عارف زعل منها و لا من الدنيا اللى كل مدى بتضيق بيه و لا من الظروف اللى إختارتله الوحده و فرضتها عليه ..

يحيي أبو اسر جاله إتطمن عليهم بسرعه و إستأذنه و قاله هو عند اسر لو احتاج حاجه ..
رغم إنه بيعتبره زى إبنه و ساعده كتير .. بس بردوا اسر إبنه و له الحق الاول و الاخير فيه
غمّض عينه بقهره و اتوجع و اتمنى ..اتمنى لو حد جنبه .. حد مشاركهه لو جزء بسيط من وحدته .. يشغل و لو حته صغيره من الفراغ اللى جواه ..
فراغ الاب و الام و الاهل و الصحاب و حتى البلد .. حد يبقا زى الوطن ف عز الغُربه ..
فضل مغمض عينيه بقوه زى اللى بيهرب من وجع بيهاجمه زى الوحش و مش قادر عليه !
قطع عليه تفكيره شمّ ريحه هو حافظها كويس إبتسم من بين شروده و إتمناها لو حقيقه ..
غرام بهزار : اايه ده انت بتحضّر و لا ايه ؟

مراد حس كأنه إتهيأله الصوت من تخيُّله لصاحبه البرفان ..
فضل مغمض ثوانى و فتّح براحه و كأنه خايف يكون حلم و هى قررت تستخدم نفس إسلوبها و تهزر عشان تخف من حدة الموقف
غرام بهزار : لما بيوحشني حد بكلّمه في خيالي علي الاقل علشان اخليه يرد بالاسلوب اللي يعجبني ..
انت مين بقا اللى واحشك و مغمض عينك تشوفه و تكلّمه ؟ قرّ يلا إعترف ..
مراد برّق و بصّلها بصدمه لثوانى و بعدها تصنّع البرود : مممم نعمم
غرام بتريقه : عاارف فى ناس كده فى حياتي بحس إنهم عقاب علي عمايلي السوده
مراد رفع حاجبه : ممم و انا ايه علاقتى بيهم بقا ؟
غرام بتريقه : لاء علاقتك ايه ؟ ده انت تصدّرتهم

مراد كان هيصدّها و يخليها تمشى بس حاجه جواه خلّته يسكت ..
يمكن لإنه محتاجلها خاصة دلوقت .. بالذات بعد ما شاف اسر مع اهله و مصطفى مع اهله و هو لوحده ..
او يمكن لإنه متضايق عشان ليليان اللى مش عارف ليه مربوط بيها كده .. او يمكن لإنه كان مزعلّها و هو متعودش يزعّل حد بالشكل ده ..او يمكن قُربه من الموت كده خلاه يخاف يموت لوحده !
مش عارف ايه بالظبط .. بس اللى عارفوه إنه محتاج لوجودها ع الاقل دلوقت ف تلقائيا إبتسم غصب عنه ..

غرام بعد ما كانت شدّت كرسى جنب سريره و قعدت قامت تانى فجأه : اسيبك ؟
مراد بتلقائيه مدّ إيده بلهفه خطف إيديها و بإندفاع : اوعى !
هى رمت كلمتها و هى مش عايزه تسيبه و لا حتى عايزه تسأل و لا كانت حتى بتسأل تسيبه دلوقت و هنا ..
بس هى رمت كلمتها عموما .. هى بس اما لاحظت سرحانه حبّت تعرف سرح فيها و ف ايه بالظبط ..
ف قطعت سرحانه فجأه عشان يرد من غير ما يفكر و ده هيطلّع اللى جواه بتلقائيه !
و اما مراد ردّ رده تقريبا كان فيه الاجابه المطلوبه و هى إبتسمت من جواها ..

عرفت ان سكتها معاه مش هتبقا سهله و لا سالكه .. بس إتأكدت ان ليها سكّه و ده بالنسبالها كفايه ..
مراد خد باله من إندفاعه خاصه بعد ما لاحظ سرحانها ف دوّر وشه و مش عارف يفرح بمجيّها و لا يتضايق إنه مش عارف يبعد و لا يبعدها ..
غرام بهزار : مسيبكش ؟ لاء تصدق باين على وشك فعلا إنك عايزنى اقعد ؟
مراد : انا لساني ممكن يجامل اى حد شوية ..بس وشي ونظرتي مستحيل .. حتي لو بقول كلام حلو لحد و انا كارهه هيبص في وشي هيعرف
غرام قرّبت منه مسكت وشه بطريقه كوميديه دوّرته ناحيتها و بصّت فيه و رفعت حاجب و رجعت نزّلته و رفعت الحاجب التانى بشكل مُضحك :
اهو انا بعد ما بصّيت ف وشك اللى مبيجاملش ده تصدق صدقتك ..

يا رااجل ده لسانك جامل و قال متسبنيش انما وشك عايز يقول غوورى !
مراد ضحك غصب عنه على طريقتها : طب و هتسمعى كلام مين بقا ؟
غرام من غير ما تفكر شاورت بصوباعها على قلبه : ده !
مراد زى اللى إتخض من ردها بس تصنّع البرود :
في مكان موجود في ده ( و شاور على قلبه ) مقفول عليه باقفال كتيرة و مفاتيحه محروقة و سايحة ..
الموجود جوه المكان ده حاجة ميعرفهاش غير صاحبها وبس ..ف ماتحاوليش تعرفيها لإنك مش هتعرفى إلا اذا انا سمحت ..
غرام بتلقائيه سريعه : انت ليه بتبعدنى عنك ؟

سكتت شويه ب إحراج اما حست إنها إندفعت : قصدى يعنى ليه عايز تبقى لوحدك ؟
مراد سكت كتير : بُصى هي في حالة غريبة كده بتجيلنا ، مانعرفش إسمها ايه .. بس بتتلخص في " أنا مش طايق حد وعاوز ابعد .. وعاوزكم معايا بس من بعيد " .. كمية توهان فِ مرحلة دي مش طبيعية .. فاهمانى ؟!
غرام هزّت راسها و هى مبتسمه لان كل ما تلقائيته بتدفعه يتكلم بتتأكد من حاجه بتنوّر جواها
غرام بهدوء : مفيش حد بيعرف يكمّل لوحده .. حتى لو هو اختار الوحده بيجى عليه وقت و يحتاج اللى يواصل معاه طريقه .. حتى و لو هيونسّه بس من غير ما يعمله حاجه .. كلنا محتاجين الحد اللي نبان قدامه علي حقيقتنا و ضعفنا و الشروخ اللي معلّمه فينا .. من غير ما يسئ إستخدام اوبشن البوح اللي إشتغل معاه .. معاه هو و بس الشخص اللي تسيبه يلمس كسورك و يلملمها و يشفيلك روحك ،، و يكون مبسوط و هو بيعمل كده.

مراد : انا مبسوط ان انا بعيد عن الناس بالقدر الكافي اللي يخليهم يقتنعوا إني لما اقول إني كويس يبقى انا كويس !
غرام : يبقا مفيش فيهم اللى حبّك بجد ..
اللى بيحبوك بجد بيبقوا مكشوفين اوى من الحته دى .. بتبقا فضحاهم حتة إنك مهما حاولت تبيّن قدامهم إنك مبسوط و أنت متضايق برضه بيعرفوا ..
مهما كان عندك القُدرة على إنك تمثل الإنبساط بيعرفوا و ميصدقوش.
مراد : و اخرتها هتبقى ايه ؟

غرام سكتت شويه : و الله لو فكرنا ف نهاية كل حاجه مش هنبتدي اصلا ..
مراد : مش هتفرق ، اصلا قايمه الحاجات اللى مبقتش تفرق معايا بتزيد بطريقه بنت كلب !
غرام : يمكن عشان فقدت حاجه غاليه مثلا .. ف بقا كل حاجه بعدها عادى .. فاكر إنك ممكن تتقبّل خسارتها زى اللى خسرته !
مراد بصّلها قوى كتير : انتى ازاى قاريانى من جوه بوضوح كده ؟! هو انا اللى مكشوف و لا انتى اللى لَبِقه ؟
غرام إبتسمت اوى : هقولك حاجه .. ف مره حد قالى لو لقيتى حد عرف يوصل للشخص اللى جواكى اللي انتى ساعات اصلا بتوهى منه متسيبوش .. عشان مش سهل حد يوصل للي جواك .. ف انا اقدر اسمّى ده إعتراف منك ؟

مراد بصّلها قوى و حس .. حس..
هو مش عارف حس ب ايه بالظبط .. بس اللى عارفوه إنه بيرتاح لوجودها لكلامها لإبتسامتها لوضوحها لتلقائيتها !

قعدوا يرغوا كتير و غرام كان كلامها بمثابة دعوه بس غير مباشره ..
و هو قدر يقراها بوضوح و سكت لإنه اللى يعرفه بالظبط لحد دلوقت هو إنه مرتاحلها ..
و الارتياح ف اى علاقه اياً كان نوعها بيبقا علاقه كده لوحده .. و هو مرتاح !

مصطفى كان برا و هيدخل اما لقاها إتراجع لإن مراد كان حكاله عنها
الفضول خده سمع كلامهم من برا ف إبتسم بحب و انسحب براحه : ربنا يهديك يا مراد

غرام قعدت كتير .. كتير جدا و الاخر إستأذنت و مشيت و مراد حته جواه كده كانت رافضه تسيبها تمشى و متبته فيها و حته تانيه رافضه وجودها و بتبعدها و هو تايه بين الاتنين .. مش عارف ..
بس اللى عارفوه كويس إنه حسّ بفراغ وحش بعد ما مشيت و إبتدى يفتقدها ..
تايه لدرجه ان مصطفى دخل عليه من غير ما يحس بيه و فضل واقف قصاده متنح لحد ما مراد لاحظُه : نعممم

مصطفى بهزار : و الله البت عندها حق .. ما تبطل نعمم دى يا اخى ده انت خنيق
مراد ببرود : ممم
مصطفى بغيظ : و ممم دى كمان
مراد : ده انت سمعتنا بقا
مصطفى : اه و معاها ف كل حرف على فكره.. و بعدين انت فقرى اصلا .. حد يجيله حته بسكوته زى دى بين إيديه و يقولها لاء إلا اذا كان فقرى
مراد إبتسم اوى لما قال عليها بسكوته و افتكر جنانها و هزارها و تريقتها و اد ايه شعنونه
مصطفى ضحك اوى علي تتنيحه و هو رفع حاجبه : نعمم

مصطفى ضحك : بردوا ؟ ما ترحم نفسك من الحرب اللى جواك دى و تسيب قلبك ليه مقيّدُه كده ؟ ماتسيب مشاعرك ليه مربّطها ؟!
مراد إتنهد : مشآعرك لو مقدرتش تكبح جماحها من الآول هتقودك ولو قادتك قول علي قلبك يا رحمن يا رحيم !

مصطفى : طب ما تقول على قلبك يا رحمن يا رحيم .. فيها ايه ؟ خايف تنجرح ؟ حتى لو حصل ايه المشكله ؟ هتتوجع ؟ طب ما تتوجع .. يعنى هو انت كده اللى مرتاح؟

مراد سكت شويه و مصطفى حسّ إنه متقبل الكلام غير كل مره بيفتحوا فيها مواضيع من النوع ده ..
بس محتاج زقّه و قرر يزُقّه : افضل طريقه تضيع بيها سنين عمرك ، إنك تفضل مستني الايام الحلوه تيجي لوحدها .. و انت مستنى يا مراد .. مستنى تفرح مع ان كل ما الفرح يحاول يهوّب ناحيتك بتزُقّه بعنف بعيد !
مراد بضيق : خايف يا مصطفى ، خايف اتجوز و اخلف و إبنى يعيش نفس الحياه اللى انا عيشتها !
مصطفى : بطّل تخاف عشان الخوف عمره ما هيمنع الحاجه إنها تحصل .. هو بس ممكن يمنعك تعيش حاجات احلى و ميكنش هيحصل فيها حاجه ..
مراد : و الماضى ؟!

مصطفى : انت بتقتل مستقبلك عشان تعيش ماضيك
الماضى إندفن مع اللى إندفنوا يا مراد ..
مراد بوجع : طب و اللى مندفنوش ؟
مصطفى : إدفنهم هما كمان .. مش سابوك يبقا إدفنهم هما كمان .. إدفنهم مع اللى إندفنوا .. إدفنهم مع اللى حصل .. إدفنهم جواك ..المهم ادفن كل حاجه و إردم عليها عشان تعرف تعيش .. كفايه بقا !

مراد سكت كتير و لسه فى صراع جواه متحسمش
إتنهد بضيق : المهم مفيش اخبار عن ليليان ؟
مصطفى بقلق : و الله لسه ، مش عارف اقولك ايه ؟
مراد بقلق : يعنى ايه ؟
مصطفى : كلمت رامى و قالى إنها بعتتله نفس الرساله من اسبوعين .. يعنى مش ف انجلترا و كمان مش عنده ف روسيا !
مراد بقلق : معقوله تبقى هنا ف مصر ؟ طب فين دى متعرفش حد هنا !

حتى أبوها اللى نازله عشانه متعرفش اذا كان فعلا هنا و لاء ، دى متعرفهوش اصلا !
مصطفى بقلق : معرفش يا مراد ربنا يستر
مراد قام مره واحده بقلق حقيقى : لاء الموضوع ده ميتسكتش عليه .. مكنش ينفع اصلا نسيبها ف وقت زى ده
مصطفى : انا هروح اسأل ف الجوازات و اشوف حجوزات الاسبوعين اللى فاتوا .. اشوف نزلت فعلا و لا لاء
مراد : و انا هسأل ف الجامعه اللى بتدرس فيها هنا و تمتحن ف السفاره .. اكيد لو نزلت مصر هتروحها و لو مره
مصطفى : طب انت مينفعش تخرج .. انت جرحك

قاطعه مراد بعنف : و زفته اللى محدش يعرف عنها حاجه دى هنسيبها ؟ خاصة و هى ف الحاله دى ؟
مش كفايه سيبناها ف ظروفها دى و الله لولا الشغل ما كنت سيبتها ..

ليليان زى اللى ف مقبره ،
مقبره إندفنت فيها هى و شرفها و انوثتها و احلامها و طموحها و كل حاجه تملكها !
حتى حلم إنها توصل لأبوها شويه شويه بيتبخر ..
الايام بتعدّى عليها شبه بعضها .. مفيش اكل تقريبا .. مفيش نوم .. نزيف مبينتهيش زى الكوابيس اللى بردوا مبتنتهيش !

نايمه عريانه و متربطه زى كل لحظه عدّت عليها هنا و عماله تنهج و تعرق و ترفس و جسمها يتشنج و تتمتم بكلام مش مفهوم " مرااااد .. خايفه .. امى .. متسبنيش .. كنت جيالك .. هموت .. حرمونى منك .. الحقنى .. الحقنى .. الحقنى يا مرااااااد "
و مره واحده قامت بتنهج و تصرخ بفزع : مراااد !
دخل عليها حد من الحراسه : ايه يا بنت الكلب مالك ؟ و مين مراد ده اللى صدعتينا بيه من ساعه ما جيتى ؟
دخل وراه حد تانى : سيبها انا هشوف مالها
الراجل شدّه و خرجواو قفل عليها تانى : يا عم يلا هى بتموت لوحدها

مراد صمم يخرج من المستشفى و رغم محاولات مصطفى معاه إنه يبقى و هو هيدوّر و يبلّغه إلا إنه رفض و خرج

روّح على شقته و دخل اخد حمام و خرج بفوطه بس على وسطه و لسه هيغيّر جرس الباب رن !
بعد ما كان هيستنى يلبس نفخ بزهق و راح يفتح و إتفاجئ بيها قدامه !
غرام بصّتله و رفعت حاجبها : انت يا مبتخرجش من الحمام يا بتمشى رايح جاى ف الشقه كده .. انت مين فيهم بقا ؟

مراد إتنهد ب إبتسامه و قبل ما يرد و لا ياخد اى رد فعل افتكر كلام مصطفى و كلامه معاها هى اخر مره ..
سكت و دخل و سابلها الباب مفتوح
هى فضلت واقفه شويه ع الباب متردده .. بس ف الاخر إختارت إنها تثق فيه رغم اللى حصل بينهم اخر مره !
دخلت و قفلت الباب وراها بهدوء و هو إتفاجئ ب رد فعلها و نوعا ما عجبه ثقتها فيه ..
كان واقف و مديها ضهره و مستنى يشوفها هتختار ايه .. هتثق فيه برغم كل حاجه و لا ايه .. و اما دخلت ده خلّاه ا
إبتسم ..

غرام بإبتسامه و هى بتلف الشقه بعينيها : انت عايش هنا لوحدك ؟
مراد إتنهد بوجع بيداريه : مممم
غرام كعادتها بهزار : طب و مالك بتقولها كده ؟ حد يكره ؟ ده انا لو مقعدتش ساعتين تلاته ف اليوم لوحدى بحس ان اليوم ضاع ع الفاضى ..
مراد ولع سيجارته و ابتسم : فى فرق بين الحاجه اللى تمدّى إيدك تاخديها بإرادتك و الحاجه اللى تتحدف فوشك تلزق فيه !
غرام : يعنى ايه ؟
هى سألت و هى عارفه معنى كلامه بس حابه تسمعه اكتر .. بتديله فرصه يتكلم اكتر عشان تفهمه اكتر و ده يقرّبه اكتر ..

مراد : يعنى انا مثلا بحب الضلمه لكن مش بحب النور يقطع .. انا اختار الضلمه لكن متتفرضش عليا و ده مقياس لكل حاجه ف حياتى ..
دخل لبس هدومه بسرعه و خرجلها
غرام : مممم ، شكلك كنت نايم قبل ما اجى
مراد ضحك : انا ؟ و دلوقت ؟ مستحيل ده انا بنام بالليل بالعافيه اصلا ده اذا نمت.

ضحكت و هو بصّلها بتريقه : مش عارف و الله الناس اللي اول ما تلمس المخده تروح ف النوم دي بينامو ازاي .. لا بجد ازاي ؟ و اللي بينامو فوق ال 12 ساعه مثلاً بيجيلكم النوم ده كله منين ؟ و اللي بينامو عادي كده و مش بيقلقوا كذه مره ايه هاااه ايه بجد !!
غرام رفعت حاجبها و حطّت إيديها على قورتها بطريقه مضحكه : و انا اقول مالى اليومين دول .. شكلى مهبّطه نوم .. اتارينى اتحسدت
و الله نفسى ارجع انام 8 او عشر ساعات متواصله كده
لكن حوار كل ساعتين تلاته فاصل ده مقرف بجد

بصّتله و مطّت شفايفها بتريقه : هييييه فين ايام ما كان الواحد بيجيب بال 12 ساعه نوم ورا بعض و لو حد قاطعه ف النص بيرجع يعد و يجبهم من اﻻول تانى .. منك لله يالى كنت السبب
مراد ضحك غصب عنه : تشربى قهوه ؟
غرام سكتت شويه بمكر و هو بصلها : و الله خايفه ارد تقولى ( و قلدت صوته ) للدرجادى نِفسك ده انتى واقعه !
مراد ضحك اوى : ياساتر يارب .. قلبك اسود مبتنسيش ابدا ؟

غرام ضحكت : لعلمك بقا احنا كبنات غيركوا .. يعنى انتوا مثلا مبتسامحوش بسهوله بس بتنسوا بسرعه .. لكن احنا بنسامح زى الهُبل بسرعه بس مبننساش
مراد ابتسم : مممم طب ايه ، نسك عالقهوه ؟
غرام : و الله حبهاش عالريق كده
مراد : ممم و عايزه ايه بقا ؟

غرام : كلك ذوق يا كابتن .. يعنى صباح الفل حاف كده متنفعش .. صباح الفل و جنبها حاجه تتاكل بيبقا طعمها احلى بكتير
مراد ابتسم و دخل المطبخ اللى كان قصاده و رغم إنه كان مكشوفلها إلا إنها دخلت وراه
غرام : يابنى عشان تفهم جنس حوا صح لازم تعرف ان اقرب طريق لقلب البنت معدتها ..
فاته كتير اللى محبش واحده هابله ، و اللى متجوزش واحده مفجوعه
مراد : ممم قولتيلى .. و انتى مين فيهم بقا الهبله و لا المفجوعه؟

غرام بسرعه قبل ما يخلّص كلامه : التنيين و الله .. الهابله المفجوعه حضرتك
مراد ضحك اوى و هى ضحكت : بس كده هيطلعلك كرش و دى اسمع إنها عُقده عندكوا كبنات
غرام بهزار : و الله يا افندم العقده ف تريقتكوا
مراد إبتسم : طب مش هتخافى تتخنى تتجوزى واحد يقولك يا ام كرش
غرام ضحكت اوى : متبقاش مصرى اصيل لو مقولتش لمراتك يامو كرش حتى لو كرشك مترين قدامك ..

بيعمل القهوه و هى بتلقائيه فتحت التلاجه و إبتدت تطلّع منها حاجات .. و عدلت صنيه و إبتدت تجهّز عليها ،
بصّلها و رفع حاجبه و هى عملت نفسها مش شايفه !
هى قررت تمشى طريق و عشان تمشيه لازم تاخد هى اول خطواته لحد ما تخلّيه يمدّ إيده و يدوب بين إيديها ..

إبتسم و لفّ للقهوه على صوتها بتفور و هى هنا ضحكت اوى و هو ضحك بغيظ : اضحكى اضحكى ،
و اما ضحكت اوى : طب و ربونا ما فى قهوه
غرام : احسن بردوا .. لعلمك انا نسيت اقولك إنى رغم عشقى ليها إلا إنى لايمكن اشربها الصبح
مراد : طب و وافقتى بيها ليه اما قولتلك ؟

غرام بلمعه ف عنيها هو شافها كويس اوى : لإنك طالما عرضتها يبقى حاجه من الاتنين يا معندكش غيرها يا بتحبها اوى
مراد : انا فعلا بعشقها .. بس بردوا رضيتى بيها ليه ؟ انا مش معنديش غيرها انا بس بحبها
غرام : مش يمكن عشان كده رضيت بيها .. عشان انت بتحبها ف قررت اشاركك ف حاجه بتحبها .. نتقابل ف نقطه يعنى ..

مراد لفّ ضهره مره واحده للمطبخ و عمل نفسه بيطلع حاجات بس هو كان بيهرب من كلامها اللى بقا محاوطه بوضوح : طب بتحبى ايه عالصبح سيادتك ؟
غرام : هتشاركنى انت يعنى ؟
مراد بعد ما كان هيرد بإجابه غيّرها و إتصنع البرود : لاء خلينا كل واحد ف حاجته .. ها عايزه ايه ؟
غرام : جرّب مش يمكن تحب؟
مراد : لاء محبش
غرام : مممم عموما انا بعشق الشاى بلبن عالصبح.

مراد ضحك : مش قولتلك محبش
غرام : حد ما يحبش الشاى بلبن .. ده عشق .. انا من كتر ما بشربه حاسه إنى لو إتعورت هخرّ شاى بلبن
مراد ضحك اوى : لاء انا اتفطمت من زمان
غرام : طب جرّبه معايا عشان خاطرى و شوف
مراد بعِند : لاء
عملها شاى بلبن و هى جهزت فطار و قرّبت منه عالبوتاجاز إبتدت تعمل قهوه
مراد : على فكره انا كنت هعمل يعنى .. اكيد مش هشرب معاكى شاى بلبن
غرام : عارفه إنك مش هتتنازل بس ليه لاء ؟

مراد : عشان يمكن متعودتش احب حاجه لمجرد ان حد بحبه بيحبها
غرام إبتسمت اوى من إندفاعه و هو لاحظ بس كانت الكلمه خلاص خرجت
غرام : ممم ماهو عشان كده عملتلك القهوه
مراد : و بتعملى اتنين قهوه ليه بقا ؟
غرام ضحكت : عشان انت هتشرب معايا الشاى بلبن عالفطار و انا هشاركك القهوه بعد الفطار
مراد رفع حاجبه : بردوا ؟

غرام ب إصرار : بردوا
مراد بعد ما كان هيعترض نوعا ما عجبه المشاركه .. حس بإحساس اول مره يدوقه .. اول مره حد يشاركه ف تفاصيل و لو بسيطه من حياته ..
معترضش و سابها تعمل اللى هى عايزاه .. خلّصت و فطروا سوا و مراد داق الشاى بلبن و نوعا ما تقبّله و هى شربت معاه قهوته بعد ما فطروا ..
خلّصوا و لمّت الحاجه و فضلوا يرغوا كتير و الاخر خدها وصّلها ..
مراد حس إنها بتتغلغل جواه بقوه و الاصعب من كده إنه مش عارف يقاوم او مش عايز او مالهوش حُكم على نفسه ! هو مش عارف هو ايه بالظبط بس إستسلم يبقوا صحاب و يستنى يشوف الايام شايلالهم ايه ..

ليليان إبتدوا يدوّروا عليها ف كل مكان ف مصر .. مفييش .. مالهاش اثر !
كلّموا رامى و مصطفى سافرله و قلبوا عليها روسيا بس بردوا كأنها فص ملح و داب مالهاش اثر بردوا !
الخبر إنتشر فعلا عن إختفاءها ده و الكل عرف بس مصطفى و مراد إتحفظّوا على نقطه إنها عرفت بحقيقه أبوها و أخفوها عن الكل حتى امها و رامى كمان مقالش ..

روسيليا عرفت و كانت هتتجنن من الهلع اللى جواها .. بقالها ايام مبتنامش و مقبوضه و مش عارفه من ايه ودلوقت عرفت ..
كلّمت نضال اللى كان بيروح و يجى عشان محدش يشك فيه

نضال بغضب : انتى اتجننتى ؟ وانا ايش عرفنى ؟ ياكشى هلف و اسرح وراها اشوفها بتتسرمح فين؟
روسيليا بدموع : حرام عليك البت زى اليتيمه مالهاش حد هتروح فين يعنى ؟ قولى لو تعرف حاجه عنها
نضال قام بنرفزه : انا ماشى مش ناقص قرف .. انتى جايه ترمى قرفك عليا
روسيليا قلقها بيزيد و خوفها .. خاصه إنها عارفه ان ليليان قالتلها هتنزل مصر !

كلّمت عاصم
روسيليا بهجوم اول ما فتح مدتلهوش فرصه يتكلم : قسماً بالله لو بنتى جرالها حاجه او حد قرّب منها لأهد الدنيا فوق دماغكوا
عاصم ببرود : بنتك ؟ مممم بنتك مين بقا ؟ انتى خلّفتى و لا ايه ؟
روسيليا لسه هترد قاطعها هو بحده : انتى هتكدبى الكدبه و تصدقيها و لا ايه ؟ لاء فوقى كده
روسيليا بقهره : بنتى فين ؟ عملتوا فيها ايه انطق.

عاصم ببرود : انتى جايه بتسألينى انا ؟ و الله روحى شوفى تربيتك ليها ودتها فين
روسيليا بحده : انا بنتى مربياها احسن تربيه
عاصم : ممم طب و احسن تربيه دى ودّتها فين و انتى مش عارفه ؟ ده اخرة دلعك فيها اشربى بقا .. بنتك انا معرفش عنها حاجه .. متجيش ترمى بلاكى عليا للى معملتهوش زمان اعمله فعلا دلوقت ..و مش من وراكى لاء قدام عينيكى
روسيليا بقهره : بنتى قالت هتنزل مصر و انا معرفتش امنعها و من بعدها اختفت .. ده رابع اسبوع ده مسمعش صوتها !
عاصم ببرود : تنزل مصر ! مممم .. و انتى معرفتيش تمنعيها ؟ طب كويس إنك عرّفتينى

قفل معاها و سابها ف نار والعه ف قلبها و عقلها بيودى و يجيب و كلّم نضال
نضال بقرف : سيبك منها اختك إتجننت على كَبر
عاصم بغضب : ما تخلص يا بنى ادم انت ..
نضال بضيق : انا مش فاهم هتفرق ايه تموت إنهارده و لا بكره .. ماهى كده كده بعيد و مش طايلنها هما و مش ف مصر زى ماحنا عاوزين
عاصم بغضب : انت هتتجنن زى مراتك و لا ايه ؟ و لا تكونشى انت كمان هتقولى بنتى ؟

نضال ضحك : لاء بنتى ايه ؟ ده باللى انا عملته فيها لا بنتى و لا بنت غيرى و لا تنفع تبقا بنت اصلا !
هو بس كده تقدر تقول البت حته طريه اوى و نَزّه .. ماليه مزاجى يعنى
عاصم بغضب : اخلص يا زفت إبتدوا يدوّروا عليها
نضال : مش هيوصلولها متخافش
عاصم : اه بس ممكن يوصلوا لحاجات تانيه .. بيدوّروا يعنى بينكشوا و ممكن ده يوصّلهم للى بدفنه من سنين .. ف اخلص عشان انا مش هسمح لاى حاجه تبوظ عشان خاطرك انت و مراتك.

نضال : حاضر الصبح هخلّص عليها
عاصم : و ترجّعها شقتها تانى
نضال بإستغراب : اشمعنا ؟ ما احدفها ف اى داهيه و خلاص
عاصم بزهق : لو مشافوش جثتها هيفضلوا يدوّروا وبردوا ممكن يوصلوا لحاجه ..
يعنى هى هى ف لازم يتأكدوا انها خلصت عشان يترزعوا و يهدوا
نضال : الصبح هخلص و اطمنك

مارد قلب الدنيا علي ليليان ف مصر ملقهاش و إتأكد من الجوازات انها مدخلتش مصر ..
و بما إنها متعرفش تدخل ب اسم مختلف زى ماهم بيعملوا يبقا مدخلتش خالص !
كلّم مصطفى و رامى و بردوا قالوله إنها مالهاش اثر ف روسيا نهائى .. و بردوا الجوازات بتقول إنها من وقت ما خرجت على انجلترا مدخلتش روسيا تانى !
مراد إتفق معاهم هيتقابلوا ف انجلترا و ده اخر مكان ممكن يلجأوله و تكون فيه
روسيليا صممت تسافر معاهم و هما قدام إصرارها خدوها و سافروا و هى بردوا متعرفش حاجه ..
إتقابلوا مع مراد ف المطار و قرروا الاول يطلعوا على شقتها يمكن يلاقوا اى حاجه توصّلهم ليها !

نضال قفل مع عاصم و راح لليليان اللى كانت خلاص بتموت ..
قضّى الليل كله معاها بحيوانيه لحد ما طلع الصبح
نضال قرّب منها بغلّ : معلش بقا يا عروسه كان بوّدى اكمّل العسل شهر اتنين تلاته بس الظروف حكمت !
إنقضّ عليها بغلّ و عنف .. إعتداء بضرب بشتيمه لحد ما اغمى عليها كالعاده ف إيده ..

خلّص و خلّى اتنين من رجالته شالوها زى ما هى حطّوها ف شنطه العربيه و اخدها و طلع على شقتها ..
إداها لحد من رجالته يطلّعها الشقه و إداله امر يخلّص عليها !
فعلا إتخفّى بيها و طلّعها دخّلها و حدفها بعنف ع الارض ف مدخل الشقه و طلع سكينه ..
شدّها من شعرها رجّع راسها لورا و حط السكينه على رقبتها !

موبايله رن ف ميّلها و رد و كان نضال بيستعجله عشان عرف ان روسيليا ف المطار و ف طريقها لعندها !
قفل معاه و رجع شدّها تانى بس المرادى بعنف و بسرعه ميّل راسها لورا و حط السكينه على رقبتها .. سمع صوت برا و رِجل حد برا بيقرّب من باب الشقه ..
مَشّى السكينه بسرعه على رقبتها و حدفها بعنف ع الارض غرقانه ف دمها و جرى إتخفّى ف البلكونه !

روسيليا و مراد و مصطفى و رامى وصلوا الشقه .. و روسيليا كان معاها مفاتيحها طلعتها و فتحت و قبل ما يخطّوا خطوه واحده جوه الشقه إتفاجأوا بالمنظر اللى شلّهم كلهم من الصدمه !
روسيليا بجمود : دى مش بنتى ! دى __
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثانية عشر بقلم أسماء جمال


روسيليا و مراد و مصطفى و رامى وصلوا الشقه عند ليليان .. روسيليا كان معاها مفاتيحها طلعتها و فتحت و قبل ما يخطّوا خطوه واحده جوه الشقه إتفاجأوا بالمنظر اللى شلّهم كلهم من الصدمه !
روسيليا بجمود : دى مش بنتى !!


 
إتسمّروا كلهم ف مكانهم كأن على رؤسهم الطير .. حاله تخطّت الذهول سيطرت عليهم ..
بيبصّوا لبعض بتوهان كأن محدش فيهم بقى فيه عقل ينجده و ينجدها
روسيليا بصّت بتوهان ل ليليان المتكوّمه ف مكانها عريانه و غرقانه ف دمها و بتنزف من كل حته ف جسمها ،
إتخطّتها و عدّت من جنبها كأنها رافضه تشوفها كده عشان متصدقش اللى عينيها شايفاه !


 
قعدت تلفّ حواليها ف الشقه بعشوائيه و توهان : لالالا مش بنتى ! مش بنتى دى ! ابدااا !
ليليان فييين ؟! بنتى فين ؟ بنتى كويسه ! بنتى هنا بس مستخبيه منى ! هى زعلانه منى عشان كده بتخضّنى عليها !
بتتكلم و هى بتلّف تفتح كل ركن ف الشقه بصوت متقطع بينهج و صرخت بصوتها كله : ليليااان ! بنتى !

صوتها زى اللى فوّقهم كلهم .. مصطفى نخّ على رُكبه جنب ليليان و جسمه كله بيتنفض... مدّ إيده اللى بتترعش و لسه هيهزّها
مراد بعنف : لااء .. اوعى .. متحركهاش إستنى
مراد قرّب منها بلهفه و هى محدوفه ع الارض على بطنها .. بس جنب راسها برقبتها اللى بتنزف باين و باين الجرح اللى ف رقبتها ..
مراد قرّب بحذر حطّ إيده على قبل كف إيديها و رجع حطّها ب امل على صدرها و إتنهد
قام بسرعه يتلفّت حواليه ..مصطفى بصّله بإستغراب
مراد و هو بيدوّر حواليه : لسه فيها نبض .. هنلحقها .. ان شاء الله هنلحقها !
مصطفى بإندفاع : طب انا هنزّلها ع العربيه و انت.


 
قاطعه مراد بعد ما دخل جاب ملايه من جوه : لاء متحركهاش .. الجرح اللى ف رقبتها شكله سطحى يعنى يمكن .. يمكن .. و لو إتحركت هتتأذى

مراد قرّب حدف عليها الملايه و غطّاها براحه و ستر جسمها العريان كله ..
و رامى مسك موبايله : انا هكلم الاسعاف يجوا ينقلوها ع الاقل هياخدوها بحذر
مراد بنفاذ صبر : مفيش وقت عقبال ما نستناهم يجوا هتكون خلصت .. اصبر احنا هنعرف نتعامل معاها
مراد كل ده بيدوّر على حاجه مُسَطّحه يفردها عليها و اما ملقاش فكّ وش الترابيزه بتاعة السفره و شالها حطّها جنبها ..
قرّب منها بحذر و عدلها بهدوء على ضهرها و نقلها على وش السفره اللى كان عامل زى لوح الخشب و شاله هو و مصطفى قصاد بعض و نزلوا بيها بسرعه بس بحذر !


 
نزلوا بيها فتحوا العربيه و دخّلوها بالحامل اللى محطوطه عليه ورا و لفّوا ركبوا و طاروا بيها ع المستشفى !

رامى بعد ما تابعهم بخطوتين رجع ل روسيليا اللى كانت تقريبا منفصله عن العالم خالص ..
بصّلها قوى بعنف : انتى هتفضلى تندبى كده كتير ؟ يلااا .. هتعيش .. لازم تعيش .. و لا انتى عايزاها تموت عشان تخلصى منها !
و اما متحركتش هزّها بعنف : يلاااا
اخدها و نزل جرى و ركبوا عربيته و حصلوهم ع المستشفى ..


 
عند همسه و عاصم ...
همسه كانت نايمه و فجأه جسمها إبتدى يتشنج بعنف و تتهز بعشوائيه ..
عاصم كان برا و دخل على صوتها قرّب منها بسرعه : همسه .. همسه .. حبيبتى فوّقى
إبتدى يهدّى فيها بس مفييش .. عنف حركتها و تشنّجها بيزيد و هو مش عارف يسيطر عليها !


 
لاحظ مناخيرها بتنزف بغزاره و ودانها بتجيب دم كتير اوى و النزيف بيزيد سواء من مناخيرها او ودنها حتى بوقها !

كلّم الدكتور اللى جاه بسرعه و كشف عليها ظاهريا
الدكتور بقلق : لازم تتنقل المستشفى ضرورى
عاصم بصّله بقلق : مالها ؟ من ايه النزيف ده ؟
الدكتور بسرعه : ده حاله إنهيار عصبى و لازم نسيطر عليها بسرعه و إلا المخ هيتأذى او هتموت !

عند ليليان ....
مراد و مصطفى اخدوا ليليان بسرعه ع المستشفى و رامى اخد روسيليا و حصّلهم بسرعه ..
وصلوا المستشفى و مراد ركن بعشوائيه و نزل جرى دخل لجوه المستشفى ..
جاب اتنين معاه و معاهم دكتور و فتحلهم العربيه ياخدوها ..
إتصدموا من المنظر ثوانى بس إبتدوا يتعاملوا مع الموقف و نقلوها بالخشبه على السرير و إبتدوا يتحركوا بيها لجوه

الدكتور قرّب منها و إبتدى يشوف النبض و هما بيتحركوا لجوه : كويس إنك جيبتها بالطريقه دى .. فيها نبض يمكن نلحقها !
( طيب خلينا نوضح ان اللى ف المستشفى بيتكلموا انجلش بس انا ترجمت الكلام على طول عربى عشان الاختصار .. ده بس عشان الناس اللى بتفصص و تنقد )

اخدوها لجوه و مستنوش يفحصوها الاول .. دخلوا بيها ع العمليات بسرعه و ف دقايق كانت المستشفى إتقلبت لإنها كانت شغّاله فيها !

دخّلوها العمليات و إتجّهز كاست طبى كامل من اكبر الدكاتره و من زمايلها و دخلولها و إبتدوا يسعفوها و يقوموا باللازم ..

مراد العصامى كان ف عربيته ع الطريق لشغله ..و فجأه إتنفض زى اللى حد صعقوه بكهربا ،
إرتبك و إتلخبط من قبضته و غمّض عينيه قوى و ده كان كفيل يخلّ توازنه و العربيه تحود منه و خبطت ف الرصيف اللى جنبه ..
الباب إتفتح فجأه و هو موبايله و مفاتيحه بالسلسله إتحدفوا من الباب ع الارض .. و هو لسه هيتحدف وراهم مسك ب إيده الدريكسيون بعنف و حاول يتحكم ف العربيه قبل ما تتقلب ..

قعد يتحرك بيها حركات عشوائيه لحد ما قدر يسيطر عليها بالعافيه .. و اول ما حركته ثبتت هِدى شويه و رغم إنه دماغه إتخبطت بعنف ف الدريكسيون و تقريبا إتفتحت و إبتدت تنزف ..
إلا إنه إتنفس بعُمق و لسه هيكمّل طريقه افتكر الموبايل و المفاتيح اللى وقعوا منه
اخد نفس طويل و خرّجه بعنف و زعل و لفّ و رجع بسرعه الشويه اللى مشيهم لمكان ما وقعوا ..

رجع بلهفه لمكانهم ووّقف العربيه و نزل منها بلهفه و إبتدى يدوّر ف الارض و مره واحده اتسمّر مكانه !
موبايله ع الارض مدغدغ لإنه داس عليه بالعربيه بس حتى مبصّش ناحيته ..
هو لمح السلسله ف الميداليه ع الارض .. قرّب منها بحذر و لهفه .. و هنا لمحها إتكسرت بعنف و القلبين إنفصلوا عن بعض !
نخّ ع الارض بقهره .. و من وجعه كأن اللى إتكسر ده قلبه مش مجرد قلب ف سلسله !

ف شقة ليليان الراجل اللى نضال طلّعه بيها كل ده كان مستخبى ف البلكونه .. اما سمع صوتهم ملحقش يخرج إتخفّى و مع إنشغالهم و صدمتهم محدش اخد باله منه!

هما مشيوا و هو اتحرك بحذر لحد ما خرج من الشقه و من العماره خالص ،
نضال كان اول ما عرف من روسيليا إنها ف انجلترا و رايحه ل ليليان ع الشقه اتحرك بسرعه من المكان كلّم الراجل و سابله عربيه تنقله بعد ما يخلّص و هو مشى ..

الراجل خرج و اخد العربيه و راح على مكانهم ..
نضال بغضب : انت بتقول ايه يا حيوان انت ؟ يعنى ايه ؟يعنى مامتتش ؟
الراجل : يا باشا ده مجرد وقت .. ده انا دابحها ب إيديا !
نضال : و لما انت متزفّت نقلوها ع المخروبه المستشفى ليه ؟
الراجل بخوف : معرفش .. إدينى شويه وقت بس يا باشا و انا هعرفلك اذا
نضال بعنف : و انا معنديش وقت عشان ادهولك .. انت تتحرك دلوقت تشوفهم وصلوا ل ايه معاها ف المستشفى و لو مخلصتش لوحدها خلّص انت عليها يا اخلّص انا عليك .. انا معنديش استعداد اروح ف داهيه على حتة عيّله !

الراجل اتحرك و نضال نفخ بغضب و بعد ما كان هيكلم عاصم استنى اما يتطمن إنها ماتت ..

عند همسه و عاصم ...
الدكتور طلب الاسعاف من المستشفى ل همسه و عاصم نقلها و اخدوها ع المستشفى ..
اخدوها منه ع الطوارئ و إبتدوا يسعفوها ..
و عاصم رايح جاى بقلق برا و مستنى حد يطمنه .. و شويه و الدكتور خرج
عاصم راح ناحيته بلهفه : خييير ، عامله ايه ؟
الدكتور : ده انهيار عصبى قلب بنزيف .. اما الاعصاب شدّت و هاجت اوى عملتلها نزيف ف عصب المخ ..
مش عارفين يوقّفوا النزيف و الوضع بيتطور !

عاصم مسكه بعنف : يعنى ايه مش عارفين ؟ اتصرف
الدكتور ب أسف : احنا هنحوّلها ع العمليات و ربنا يستر
عاصم نزّل إيده بقلق و سكت و هو مشى يجهّزها للعمليه

شويه و كانوا جهزّوها للعمليات و دخلت ..
عدّى عليها وقت كبير جوه بيحاولوا يسيطروا ع النزيف لحد ما وقفّوه ..
الدكتور خرج من عندها بيتنهد بإرتياح و عاصم جرى بقلق عليه : هااا
الدكتور : الحمد لله إتكتبلها عُمر جديد .. النزيف لو كان استمر شويه عن كده مكناش هنعرف نسيطر عليه و كان هيأذى المخ !
عاصم إتنهد بإطمئنان و الدكتور بصّله شويه بتردد : مش هفكرك تانى بالعمليه بتاعتها .. الورم حجمه بيزيد و المسكنات معدتش هتعمل حاجه و مش هتقدر تتحمل الالم بتاعه بعد كده .. ارجو إنك تعيد التفكير تانى !

سابه و مشى و عاصم نفخ بغضب و قعد ع الكرسى يتشاهد إنها عدّت منها !

عند ليليان ف المستشفى ..
ليليان دخلت العمليات و إبتدوا يتعاملوا مع الجرح اللى ف رقبتها بحذر لحد ما عرفوا يلحقوها ..
وقّفوا النزيف و خيّطوا الجرح .. بعدها إبتدوا يتعاملوا مع باقى جسمها اللى كان مليان كدمات من اثر عنف الاعتداء الجنسى و الجسمى عليها !
بعد العمليه اتعملّها كشف كامل و إتفهمت حالتها بالظبط و خرّجوها على العنايه المركزه و الدكتور خرج ..

مصطفى و مراد و رامى و روسيليا كانوا قدام العمليات و حاله من الفزع مسيطره ع الكل و من الحاله اللى دخلّوها عليها كانوا متوقعين اى حاجه وحشه !
شويه و الدكتور خرج و هما كأنهم خايفين يقرّبوا منه من اللى هيسمعوه ..
الدكتور : البنت دى لها اب و ام صالحين لإن نجاتها من الحاله اللى جات عليها ده ف حد ذاته معجزه ..
معجزه عشان تحصل لازمها دعوه اب و ام مستجابه .. الحمد لله قدرنا نلحقها على اخر لحظه ..

اما نقلتوها المستشفى كانت بينها و بين الموت اقل من 3 ملّى و الشريان الحيوى اللى ف رقبتها ينفصل و الحمد لله قدرنا ننقذها !
كلهم إتنهدوا ب إرتياح بس محدش فيهم عرف يتطمن ، بصّوا للدكتور و حسّوا ان لسه ف كلامه بقيه
الدكتور بصّلهم بحذر : و دلوقت اقدر افهم ايه اللى حصل بالظبط ؟ مبدئيا كده انتوا تقربولها ايه ؟
مراد قرّب منه بتلقائيه : احنا اخواتها و دى مامتها
رامى قرّب بلهفه : و انا جوزها
كلهم بصّوله بإستغراب و هو كمّل : قصدى اللى هكون جوزها .. خطيبها يعنى
كلهم إستغربوا بس محدش علّق

الدكتور بصّله بقلق و بصّلهم : ايه اللى عمل فيها كده ؟ حد فيكوا عارف ايه اللى حصلّها ؟
كلهم سكتوا بقلق و مصطفى بتهتهه : هى بس من كام يوم إختفت و محدش كان يعرف عنها حاجه و لسه

قاطعه الدكتور : كام يوم ؟! هى ف حالتها دى من كام اسبوع يا استاذ !
كلهم بصّوله بفزع و هو اتكلم بغضب : متعرفش ان اختك إتعرّضت لإعتداء جنسى و جسدى .. و ده بقاله فتره إتعدّت اسابيع .. كنتوا فين لما انتوا بتقولوا اخواتها ؟!
مراد بتوهان : إعتداء ؟!
الدكتور بتأكيد : ايووه ده انا عملتلها كشف طبى و إتبيّن فيه إنها إتعرضت للاغتصاب .. ده غير جسمها اللى متدمر و متشوه من الكدمات !

كلهم إتسمّروا مكانهم من الصدمه .. اه هما شافوا الحاله اللى لقوها عليها و خمنّوا اى حاجه إلا الاغتصاب و من اسابيع كمان !
الدكتور بغضب : انا لازم ابلّغ .. اللى هى فيه ده جريمه و لازم يتحقق فيها
سابهم و مشى و هما حالة ذهول سيطرت عليهم !
روسيليا بصّتلهم بتوهان و مشيت ف الطُرقه زى التايهه بتخبّط ف الطريق و تتسنّد عالحيطان و فجأه فضلت تصرخ جامد و بهيستريا ..
جريوا عليها بسرعه و قبل ما حد يقرّب منها وقعت مغمى عليها !
شالوها دخلّوها غرفه ف المستشفى و الدكتور دخلها و علقلها محاليل و إداها مهدئ و منوم و خرج !

عاصم بعنف : بقولك البنت ف المستشفى يا غبى .. تقدر تفهّمنى ايه اللى دخّلها المستشفى ؟ مخلّصتش عليها ليه زى ما إتفقنا ؟
نضال بقلق : انا خلصت عليها زى ماقولتلى بس
قاطعه عاصم بغنف : بس ايه ؟ بس عفريتها طلع و دخل المستشفى؟
نضال : متقلقش مش هتعيش .. البنت متدمره و مش هتعيش .. هى بس هتاخد شويه وقت
عاصم بغضب : و انا مش هستنى شوية الوقت دول لحد ما تفوق و تتكلم و تفضح الدنيا .. و نروح كلنا ف داهيه ضحية غبائك و على إيد حته عيّله
نضال بقلق : لالالا مش هيحصل .. متقلقش مفيش حاجه من دى هتحصل .. انا بعتّلها حد المستشفى يطّقّس و يجبلى الاخبار ..
و اول ما الجو يهدى هخلّيه يخلّص عليها بس شويه كده عشان المستشفى مقلوبه عليها

عاصم بغضب : انا معرفش الكلام ده .. انا اللى اعرفه ان البت دى لو كان الاول لازم تموت دلوقت اكتر .. مينفعش تفضل و لا ثانيه .. اخلص اتصرف و كلمنى و إياك غلطه تانيه ..

عاصم قفل معاه و هو نفخ بقلق و نده على حد من رجالته و إبتدى يفهّمه هيعمل ايه !

ليليان خرجت من العمليات ع العنايه المركزه ..
الدكاتره علقولها محاليل و حطّوها ع الاجهزه و سابوها و خرجوا
مراد راح للدكتور يتطمن عليها منه : ممكن محدش يعرف بحالتها دلوقت خالص ع الاقل لحد ما نشوف هنعمل ايه
الدكتور : اسف مقدرش دى مسئوليه ..

البنت حالتها متدمره دى مش بس اغتصاب ده محاولة قتل ! انت فاهم يعنى ايه ؟ يعنى اللى حاول يقتلها برا ممكن يحاول تانى و هى هنا !
مراد إتنفض بقلق : عشان كده بقول لحضرتك استنى شويه بالإجراءات دى .. لحد ما نرتب خطواتنا عشان لو حد بيحاول يأذيها يلاقينا سكتنا .. فياخد الامان و يتصرف تانى بحريه .. ساعتها نعرف نوقّعه !

الدكتور سكت شويه بضيق : خلينا نبلّغ بشكل سرّى و يتحقق ف اللى حصلها من غير شوشره لحد ما تشوفوا هتعملوا ايه

مصطفى قرّب عليهم من بعيد : متقلقش ده المقدم مراد عبدالله و انا المقدم مصطفى و هنعرف نتصرف اخرج انت برا الموضوع .. احنا خواتها و هنعرف نجيب حقها ! ف بلدها هناخد الإجراءات اللازمه
الدكتور بصّلهم بضيق و هزّ راسه بعدم اقتناع : دى مسؤليه عليا و ع المستشفى و انا مش قدّها
مراد : عنده حق .. عموما احنا هنبلّغ
الدكتور هز راسه و سابهم و مشى و هما بصّوا لبعض ..
مصطفى : هنتصرف ازاى دلوقت ؟

مراد بتفكير : هو كلامه صح .. معنى ان فى محاوله قتل يبقا اللى حاول يموّتها هيحاول تانى !
مصطفى بقلق : يبقا لازم نحرسها
مراد : كلّم حراسه يبقوا حواليها هنا بردوا معانا .. احنا لحد دلوقت لسه منعرفش ده كان هدفه اغتصاب و حاول يخلّص عليها عشان ميتكشفش ..
و لا هى ف الاساس قتل بس جاه الاغتصاب مع الموضوع !
مصطفى : وعقبال مانعرف انا هكلم حراسه .. لإن الموضوع مش مطمئن لا حد يحاول تانى !
مراد إتنفض بقلق : و انا هروح ابصّ عليها و اتطمن عليها و ع الغرفه اللى هى فيها .. و اتأكد إنها امان .. بعدها هشوفك عملت ايه ؟

مراد سابه و راح على غرفه ليليان ..
إتقدم بحذر بيقدم رجل و يأخر التانيه مفزوع من حالتها و مش قادر يشوفها كده تانى ..
و يدوب بيفتح باب غرفتها .. لمح حد قدام السرير و ضهره للباب .. و مميّل عليها عالسرير بيحط مخده على وشها يكتم نَفسها !
مراد دخل ناحيته بفزع و إنقضّ عليه بعنف ..

سلّكها من تحت إيده و بَعده من عليها و زقّه لركن الغرفه و إبتدى يضرب فيها بعنف بقبضة ايده ..
و اللى قصاده بيصدّ ضربه و يستقبل التانيه وبيضرب هو كمان .. لحد ما كبّش بإيده حواليه و لمح مشرط على تربيزه جنب السرير شدّه و قعد يهوّش بيه على مراد و هو يتفادى لحد ما صابه صدره مكان ما كان متصاب ..

مراد عشان جرحه كان من قريب اول ما المشرط جاه عليه إتفتح بسرعه و إبتدى ينزف بعنف .. و هو ضربُه بيه كذا مره بعدها ..
ولسه هيقرّب من ليليان سمع صوت برا .. جاه يهرب مراد قام عليه فجأه من وسط تعبه ضربُه برجله كذا مره و لف رجله على دراعه وقّع منه المشرط ..
مسك المشرط و ف حركه واحده كان غازز بيه رقبته خلّص عليه !

وقع ف الارض ميت و مراد وقف بتعب ينهج و فضل يتسند لحد ما خرج بالعافيه من الاوضه ماسك صدره ..
مقدرش يتحرك خطوه كمان و وقع ف الطُرقه قدام العنايه مغمى عليه !

مراد العصامى بعد الحادثه بتاعته و بعد ما لقى موبايله و السلسله مكسوره اخدهم بقهره و مشى !
راح ع المستشفى دخل بهدوء برغم الحاله اللى كان عليها و لا كأنها حصلّه حاجه !
طلب دكتور يشوفه و فعلا جاله دكتور و خيطله الجرح اللى ف دماغه ..
و بعض الكدمات ف وشه من الخبطه و لفّ كف إيده اللى إتشرخت !

شويه و مازن كلّمه اما أخّر
مازن بهزار : ايه يا ميكس فييينك ؟
مراد بإرهاق : شويه و جاى
مازن لاحظ صوته : فى ايه ؟ مالك ؟
مراد بإختصار : مفييش قولت جاى
مازن قام اخد مفاتيحه و خرج : انا جايلك انت فيين ؟

مراد بضيق : مازن
مازن بعِند : خلاص انا خرجت .. هتقولى انت فيين و لا هعرف بنفسى
مراد بغيظ : رخم زى ابوك
مازن ضحك : تربيتك
مراد بغيظ و هو بيقفل ف وشه : تربيه ذباله
مراد قفل و نفخ بضيق .. هو حاول يخبى عشان ميقلقش حد ..
مازن و هو خارج من مكتبه الكل عرف منه .. و ف وقت بسيط عرفوا إنه ف المستشفى و راحوله ..

رؤيه بضيق : يعنى افهم بس انت مكلمتش حد فينا ليه هااا ؟
مراد بضيق : هكلمكوا ليه هو فرح ؟ حادثه و اتلّمت و ربنا ستر
مازن : بردوا كان لازم تكلمنا .. هو انت مش بتعتبرنا ولادك
مراد بعِند : لاء .. محدش ف الدنيا ياخد مكان ولادى .. و يلا إتكلوا عشان عايز اغيّر هدومى و هخرج
كريم : طب اصبر شويه الدكتور بيقول الجرح اللى ف راسك كبير و عميق ..
لازم يعدّى كام ساعه عشان نتأكد إنك كويس !
مراد بعِند : لاء

و قبل ما يكمّل مهاب دخل زى العاصفه : انت يا بنى ادم لحد امتى هتفضل كده هاا ؟
تعمل حادثه و متكلمش حد فينا و تدخل المستشفى و لا حد يعرف ؟
مراد بصّ لمازن و كز على سنانه بغيظ : منك لابوك يا شيخ !

كلهم ضحكوا و مراد صمم يخرج بس قدام مهاب و مازن و رؤيه و البقيه إضطر يقعد على مضض غصب عنه
مراد بضيق : خلاص يلا إتكلوا بقا كلكوا و سيبونى.. هقعد بس لوحدى مش عايز حد
محدش رضى يمشى و الكل قعد معاه و هو إتنهد بضيق و سكت !

عند ليليان ف المستشفى ..
مراد بعد ما خرج من عند ليليان ف العنايه وقع قدام الباب مغمى عليه و بينزف ..
مصطفى جرى عليه بلهفه و إستغرب حالته .. هو داخل كويس مش فاهم ايه اللى حصل !
نادى على الدكاتره و نقلوه على غرفه و كشفوا عليه و إبتدوا يخيطوا جرحه اللى إتفتح تانى و وقفوا النزيف

الدكتور خرج : ده كان متصاب من قريب صح ؟
مصطفى بإستغراب : ايوه كنا ف مهمه و كان واخد تلات رصاصات ف صدره
الدكتور بفهم : إتعوّر و للأسف الجرح جاه مكان الاصابه اللى مكنتش لسه لمّت و إتفتح تانى و نزف .. بس الحمد لله وقفنا النزيف و خيطنا الجرح
مصطفى باستغراب : اتعوّر ؟!
الدكتور : ايوه مضروب بحاجه حاده ف صدره و نزف
مصطفى : بس ده

قطع كلامه مع الممرضه اللى جات بلغّت الدكتور ان ف غرفه ليليان واحد مضروب ف رقبته بمشرط و تقريبا ميت !

مصطفى جرى بقلق ع الغرفه و الدكتور وراه .. راحوا و شافوا الوضع اللى إتفهم بسرعه من نظره !
الدكتور بضيق : انا قولت لازم نبلّغ .. دى محاوله قتل واضحه جدا..
و من الواضح ان لولا دخول سياده المقدم كان زمانها إتقتلت و تقريبا ده سبب إصابته ..
مصطفى : نستنى اما مراد يفوق و يقول نعمل ايه ؟
الدكتور : هو كده كان ف حاله دفاع عن النفس يعنى معلهوش حاجه
مصطفى بإصرار : بردوا نستنى مراد

سابه و مشى و مصطفى إتنهد بقلق و شويه .. رامى كلّمه بلغّه ان الحراسه اللى طلبها تحت ..
مصطفى نزل شافهم و حطّهم ع المستشفى و حوالين غرفه ليليان و مراد كمان !

عند همسه و عاصم ..
همسه خرجت من العمليات بعد ما نزيف مُخّها وقف بالعافيه ! إتحوّلت على غرفه و إتعلقلها محاليل ..
عدّى عليها وقت كبير و هى تفوق و يغمى عليها و ترجع تغمض عنيها بوجع و مش عارفه تسيطر على دموعها و مش عارفه السبب !

عند مراد العصامى ....
بعد ما الدكتور وقّف نزيف جرح راسه اصرّ إنه لازم يبقا معاهم فالمستشفى لإن جرحه غائر شويه و عميق ..ف لازم يعدّى شويه وقت عشان يتأكدوا إنه سطحى و مأثرش ع المخ !
فضل ف المستشفى بضيق .. عملوله اشعه و رسم مخ و إستنوا يشوفوا نتيجته ..
روّحهم كلهم من عنده و فضل لوحده كالعاده .. رجّع ضهره لورا و غمض عينيه بوجع على وحدته .. قلبه مقبوض مش عارف ليه ؟!

عند ليليان ....
بعد ما خرجت من العمليات بعد ما وقّفوا النزيف ف رقبتها بالعافيه ..
دخّلوها العنايه و خدوا الراجل اللى حاول يقتلها من جنبها بعد ما إتأكدوا إنه مات ..
مصطفى أمّن الغرفه بتاعتها كويس و سابلها حراسه على بابها !
سابوها و خرجوا و هى ف غيبوبه مش عارفه تفوق و لا عارفه تخرج منها ..
بتفتّح بتوهان و شرود و ترجع تغمض تانى او بمعنى اصح تتوه و يغمى عليها ..
و كأن عقلها رافض الحياه نهائى بعد اللى حصل !

مارد وقّفوا نزيف جرحه اللى إتفتح من تانى ..
الجرح إتخيّط من تانى بس اغمى عليه من كتر الدم اللى فقده
صمم يخرج بس لمجرد إنه جاه يقوم اغمى عليه و كان هيقع ..
و مصطفى اصرّ إنه يبقا ف المستشفى لحد ما يبقا كويس و كده كده هما هيفضلوا ف المستشفى عشان ليليان !

مراد وافق على مضض و حطّ راسه بتعب و غمض عينيه بوجع مش عارف على ايه؟
دموعه اللى بيخبيها عن الدنيا بحالها و بيكتمها لمجرد إنه مبيحبش حد يشوفها إبتدت تنزل بقهره و قَبضه مش عارفلها سبب !!

و برغم ان كل حد فيهم ف مكان غير و ف بلد غير .. بس كأن القَدر حالف يجمّع الحبايب بس ع الوجع !!

كل واحد فيهم عنده جرح بينزف .. و برغم إختلاف جرح كل واحد فيهم إلا إنه جرح نفسى قبل ما يبقى جسدى ..
بس يا ترى هو فعلا نزيف الجرح إتوقف خلاص و أن الاوان يلّم و لا القدر لسه عنده تانى ؟؟؟
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثالثة عشر بقلم أسماء جمال


ليليان ف غيبوبه مش عارفه تفوق و لا عارفه تخرج منها .. بتفتّح بتوهان و شرود و ترجع تغمض تانى او بمعنى اصح تتوه و يغمى عليها ..
عقلها رافض الحياه نهائى بعد اللى حصل !
فتّحت عنيها على صوت بينادى عليها .. صوت زى الهمس بس هى عارفاه كويس .. كويس اووى ..
ياما سمعته ف احلامها اللى كانت فاكراها كوابيس .. صوت الغايب المُبهَم اللى بيزورها ليلاتى ف منامها ..


 
حتى و هى ف عز محنتها مغابش عنها ..
كانت بتخاف تنام لمجرد إنها بتصحى على حيوانيه بتفترس جسمها من غير رحمه ..
كانت بتخاف تنام بتخاف تغمض عنيها .. الشئ الوحيد اللى بيخليها تنام هو الصوت ده اللى بيلازمها ف احلامها .. ونيسها ف ايامها الكتير اللى مرّت عليها دى !


 
ليليان قامت مره واحده ع الصوت .. قعدت و فضلت تتلفّت يمين و شمال ع مصدر الصوت بس مفييش .. مفيش حد .. الصوت بيقرّب .. بيهمس .. بس مالهوش مصدر..

ليليان فضلت تهز راسها بعنف و تضيّق عنيها بدموع و قهره و بتدوّر عليه كأنها اخر امل ليها عشان تعيش ..
القشيه اللى بتحاول تتشعبط فيها من الغرق !

الصوت بيقرالها قرأن بهمس و هى اما معرفتش تشوفه صرخت بصوتها كله بقهره : مغاااااااااد !!!


 
مارد فضل ف المستشفى بعد ما خيطوله جرحه اللى إتفتح نام شويه قام مخنوق و مش عارف يتنفس ..
إتنهد بقبضه و قام من ع السرير خرج .. ولّع سيجاره و طلع يتمشى ف طُرقه المستشفى ..
خطرت ف دماغه حاجه و إتفزع فجأه .. خرّج موبايله و لسه هيتكلم إتنفض بخضّه على صوت ليليان بتصرخ و حركه و جرى ناحيه العنايه !
مراد رمى السيجاره و موبايله حتى و جرى بخوف ع العنايه يشوفها .. دخل بسرعه و هنا إتفاجئ بالمنظر ..

ليليان مقطّعه الاجهزه كلها و فاصلاها من جسمها .. و متكوّمه ف ركن السرير و بتنهج و جسمها بيتنفض ..
و إيديها اللى بتترعش مقرّباها من بوقها كأنها بتاكل اضافرها بشرود !
بتبصّ قدامها ف الولا حاجه و عمّاله تهمس بتوهان : مغااد.. مغااد .. مغاااااد !


 
مراد قرّب منها بوجع عليها و فضل يهدّى فيها .. بس هى كأنها منفصله تماما عن العالم ..
هى ف عالم تانى لوحدها .. عالم هوس هوس مفهوش غير صوت عياطها .. و معاه همس بصوت ونيسها بيقرالها قرأن !
مراد بيتكلم و يتكلم و يتكلم بس هى مش سامعاه ..
لحد ما الصوت إختفى و إبتدت تنتبه لوجود مراد قدامها و صوته بيتكلم : حبيبتى اهدى احنا جنبك .. احنا

هنا ليليان صرخت بعنف و حطت إيديها على ودنها : بسسسس بس بس بس بس .. اسكت .. كان هنا .. كان بيكلمنى .. كنت سامعه صوته .. انت اتكلمت ليه ؟ خليته سكت !
ليليان كانت قامت من السرير و بتتكلم بعنف و هى عماله تلفّ بعشوائيه و توهان ف الاوضه : بابااا .. باباا باباااااااااا !!!!


 
رؤيه و مازن و كريم و منى و محمد و البقيه دخلوا عند مراد يتطمنوا عليه ..
هما اصرّوا عليه يبات ف المستشفى و هو وافق على مضض بس يمشوا .. و هما خرجوا بس عشان يفضل .. بس فضلوا برا و باتوا معاه
دخلوا و إتفاجئوا بيه بينهج و ماسك رقبته ب إيده و بينهج بشكل مُريب كأنه بيختنق ..
قربّوا منه بحذر حاولوا يفوّقوا فيه بس مفييش ..
رؤيه بدموع : معرفش ايه حكايه الكوابيس اللى ملازماه دى ؟!

مازن بهمس : لاء كده شكله ميطمنش .. انا هخرج اجيب دكتور من برا
منى بضيق : هتجيب دكتور تقوله ايه ؟ تعالى عشان بيحلم و مش عارفين نصحّيه؟
رؤيه : امال هنسيبه كده؟ ده .. ده
قطعت كلمتها مع صوت مراد اللى هزّ المكان حواليه : بنتى .. بنتى .. بنتى ى ى !!!
الكل إتفزعوا على صوته و هو قام منفوض من نومته بيتلفت حواليه بدموع مكتومه و قبضة قلب مش عارفلها سبب !


 
قعد كتير يتنفس بسرعه و عينيه بتزوغ المكان بقهره كأنه بيدوّر على حاجه فقدها !
إتنهد بقهره كأنه اللى فقدها مش حاجه ده روحه !!
مهاب قرّب منه : انسى بقا .. انسى يا مراد .. انسى عشان تعرف تعيش .. انت
قاطعه مراد بوجع : قلبى متشحتف مش عارف ليه ؟! قلبى مفطور و مقبوض و بيتنفض زى اللى فقدهم دلوقت ! حاسس بقهره محستهاش حتى يوم ما سابونى !
كلهم بصّوله بزعل عليه .. الكل بيتصعّب عليه و على جرحه اللى مش عايز يلم !
و هو لاحظ نظراتهم و زادت من خنقته : براا .. يلا كلكوا برا .. انا اصلا هلبس و امشى من هنا
( لسه مهاب هيتكلم ) قاطعه ب عِند : و من غير و لا كلمه .. اطلعوا يلا

خرجوا من عنده و هو فضل كتير قاعد على حرف السرير بخنقه .. و الاخر اتنهد بقله حيله و قام ع الحمام و اتوضى و صلى و لبس و خرج روّح عالبيت !

عند ليليان ف المستشفى ..
كانت قامت من السرير و بتتكلم بعنف و هى عماله تلف بعشوائيه و توهان ف الاوضه : بابااا .. باباا باباااااااااا !!
مارد قرّب منها بدموع حاول يسيطر عليها بس مش عارف بتصرخ بهيستريا .. بابااا .. بابا !

مصطفى دخل على صوتها و من نظره قدر يفهم حالتها .. لفّ و خرج نادى ع الدكتور اللى جاه بسرعه و معاه اتنين مساعدين ..
بالعافيه و بعد معاناه إدوها مهدئ كتير و الاخر منوم لحد ما إبتدت تقع منهم بخمول و جسمها يرتخى ..
حطوها ف السرير و علقولها المحاليل تانى و سابوها و خرجوا ..
و هى بصوت مبحوح من بين دموعها : بابا .. بابااا !

مهاب صمم يروح مع مراد ع البيت .. و قدام إصراره مراد وافق بضيق ..
وصّله و مراد بنفاذ صبر : يلاا إتكّل
مهاب حاول يهزر : يا بنى امتى هيبقا عندك دم ؟ هدخل بس
قاطعه مراد بزهق : لاااء
مهاب بيستفزه : على فكره ده بيتى قبل ما يبقا بيتك .. ده بيت اختى يا جدع انت
مراد ب إصرار : بردوا لاء .. ماهو عشان اختك دى لاء .. ده بيتها .. بيتها و بيت ولادى .. و انا خدت عهد على نفسى بعدهم محدش هيدخله .. اى حد مهما كان !!
مهاب إتنهد بحزن : ارحم نفسك يا مراد
مراد : ياريت ربنا اللى يرحمنى بقا

مهاب لسه هيتكلم مراد قاطعه بنفاذ صبر : انا هدخل ارتاح شويه و نتقابل اخر اليوم ف الجهاز .. يلا اتّكل
مراد دخل و مهاب إتنهد : ياريت فعلا ترتاح بجد

مراد دخل و طلع اوضه ليليان ..
مش عارف ليه حسّ إنه محتاج يبقا فيها شويه بعد الكابوس اللى شافه .. دخل بكسره و فضل يلفّها بعينيه كأنه بيدور على صاحبتها .. روحه اللى فارقته من سنين ..
روحها محاوطاه ف كل حته .. منام و احلام و كوابيس مبتنتهيش ..
إتنهد بقهره و قعد ع السرير و مدّ إيده اخد صورتهم سوا اللى ع الكومدينو و ميّل بجنبه نص واحده ع السرير .. فضل يتأملها كتير و صوته المخنوق بالدموع إترعش :
"تعالى نستخبى ف حضن بعض حبه و اما نغمض عينينا نلاقيكى بقيتى شابّه
ده انا اول يوم ف عمرى من اول ما اتولدى و عشان كده قلبى حاسس إنك امى و بنتى
تعالى نستخبى انا و انتى من الزمان  و نزرع المحبه ف جنينه الرحمن
تعالى ف حضن ابوكى ابوسك من جبينك ياريتك تاخدى قلبى تعيشى بيه سنينك
ده انا اول يوم ف عمرى من اول ما اتولدتى و عشان كده قلبى حاسس انك امى و بنتى"

 

عند ليليان ف المستشفى ..
قامت مره واحده زى التايهه .. دموعها متجمده .. مبتعيطش .. بتتلفت حواليها بزوغان !
مراد كان قاعد على كرسى جنبها و مصطفى كان ف البلكونه .. قرّبوا عليها بحذر و هى بتتلفت بلهفه : فييين ؟!هو فين ؟! مشى ليه ؟
مصطفى بحزن : هو مين يا ليليان ؟

ليليان و هى بتتلفت حواليها : بابا .. كان هنا .. انا شفته .. كلّمنى .. انا سامعه صوته !
قامت بسرعه ناحية الحيطه مره .. و رجعت عند الباب مره و ف ناحيه غيرها مره ..
و عماله تلف بعشوائيه و تخبُّط : كان قاعد هنا .. لاء هنا .. لالا جاه من هنا .. قعد هنا و كلمنى .. سمعت صوته .. شوفته .. شوفته !!
حاولوا يقعدوها و اما معرفوش نادوا الدكتور تانى و إداها مهدئات تانى و رجعت ف النوم !

ليليان تحت تأثير المنوم و المهدئات راحت ف النوم و مصطفى و مراد جنبها ..
مراد قرّب منها بتلقائيه باس على راسها بقلق عليها و شاور لمصطفى بعينيه إنه خارج شويه و هو هزّ راسه
مراد خرج إتنهد بقلق ..
منظر ليليان و هى عريانه و مًغتصَبه و مضروبه بيروح و يجى قدام عنيه بتخبُّط ..

مش عارف يتوقع حاجه او سبب او حد معين .. و هل لموضوع أبوها ده علاقه ؟ هما صجيح اه مطلعوش اهلها بس مستحيل يكون لحد فيهم يد ف اللى حصلها !!
طب مثلا عداوه مثلا لأهلها مع حد و إنتقموا فيها خصوصا ان نضال شغله مع عاصم كله غامض ..
حاله قلق مسيطره عليه و من وسط قلقه إفتكرها .. لمحها كأنها قدامه و ده زوّد قلقه !
مَعرِفش ليه قِلق عليها بس لمجرد التفكير ف إنها كمان بنت و ممكن يحصلها .. يحصلها ..
إتنفض من مجرد التفكير ف إنها ممكن تتحط هى كمان ف نفس الموقف !
مره واحده خرّج موبايله و لأول مره من غير تردد رن عليها !!

غرام ف شغلها قاعده ع المكتب بملل .. فتحت اللاب و إبتدت تقلّب فيه بفتور ..
بقالها ايام بتحاول توصل لمراد بس مش عارفه .. من اخر مره راحتله الشقه و كانوا فيها مع بعض إختفى ..
مع إنه كان كويس و حسّت إنه إتراجع او ع الاقل متخبّط بس بعدها مفيش اخبار !
شغلت ميوزيك ع اللاب و إبتدت تقلّب ف صفحته يمكن تلاقى جديد
ريهام صاحبتها دخلت عليها و بصّتلها و بصّت للاب و رجعت بصّتلها بتريقه : ايه يا عم المجروح .. مش لسه بدرى ع المرحله دى ؟ مش شايفه إستعجلتيها شويه ؟
غرام إنتبهت و هى لسه بتقلّب ف اللاب : هاا مرحله ايه اللى إستعجلتها ؟

ريهام بنبره تريقه مضحكه قلدت الاغنيه الشغاله : كاان الحنيييين لعنيك .. و هحبك ميييين بعديك .. ده من سنين بناديك
غرام بهزار : لا عادى .. انا البنت اللي لما تسمع اغاني حزينه تحس إنها مجروووحه .. بس ماعرفش مجروحة من ايه و ربنا
ريهام ضحكت : ده حالنا كلنا ياشابه
إتلفتت ل اللاب و إنتبهت لصفحة مراد المفتوحه قدامها : ﺍﻧﺘﻰ ﺑﺘﺮﺍﻗﺒﻰ ﺑﺮﻭﻓﺎﻳﻠﻪ .. ﻭﻫﻮ تلاقيه ﺑﻴﺮﺍﻗﺐ ﺑﺮﻭﻓﺎﻳﻞ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﺗﺎﻧﻴﻪ ﺑﺘﺮﺍﻗﺐ ﺑﺮﻭﻓﺎﻳﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﺎﻧﻲ ﺑﻴﺮﺍﻗﺐ ﺑﺮﻭﻓﺎﻳلك ..
ﻭﻟﻔّﻰ بينا يا ﺩﻧﻴﺂ !

 

غرام بصّتلها بغيظ : انتى بتتريقى ؟! انا هطق و انتى بتهرجى ؟ بعدين هو مبيراقبش حد .. يابنتى قولتلك ده تقيل ميجريش ورا حد
ريهام بتريقه : يا حبيبتى في رجاله تحسى إنها ماشية بمبدأ الجري ورا البنات رياضة
غرام ب ثقه هى نفسها مستغربه جايباها منين : مش ده !
ريهام : يا بنتى اللى زى ده تعصرى موبايله ينزّل نسوان
غرام بصّتلها و كزّت على سنانها و هى بصّتلها ب إبتسامه : للدرجادى حبتيه ؟!

غرام سكتت شويه : عارفه فى ناس لو غابت عِنك شويه تحسى ان النور اللى فاضل ف حياتك قَطع .. هو بقا اما بيغيب زى كده بحس ب الاحساس ده !
ريهام : إديكى قولتى بيغيب .. و اللى بيحب يا غرام مبيبعدش بمزاجه و يرجع بمزاجه .. اللى بيحب مبيغيبش و يسيب وراه البال قلقان !
غرام إتنهدت : انا إتكلمت عنى مش عنه على فكره
ريهام : و انتى هتحبيه و هو كده ؟ بيبعد و يقرب بمزاجه

غرام إتنهدت : و هو انتى فاكره الحب ايه ؟ زرار نتكى عليه يشتغل ..نتكى عليه يفصل .. إنك تحبى حد هتحبيه .. لو بطل يحبك هتحبيه .. لو مشي و سابِك هتحبيه .. لو مات هتحبيه .. لو إنشغل هتحبيه .. لو إتعصب هتحبيه .. لو قفش هتحبيه ..
غير كده لو حسيتى ان في وقت بتحبيه و وقت عادي .. او بتحبيه بس في حاله معينه و الباقي لا ...
يبقي ده مسمهوش حب اطلاقا .. إختارى ليه اسم تاني غير الحب ..
و انا حبيته و بكتفى حتى بصوته اللى اما بيغيب كده بحسّ بضلمه بخبّط فيها !!

ريهام لسه هتتكلم قطع كلامها موبايل غرام اللى رن .. مسكته و بصّت فيه و برّقت بضحكه : مدد بالعدد ياارب .. بركاتك يا مارد
لسه هتاخد موبايلها و تخرج ف إتكّت عليها بعِند تتكلم قدامها ف شاورتلها على بوقها تسكت و فتحت عليه

مراد مكنش عارف يقولها ايه و لا يعمل ايه و لا هو اصلا متصل ليه ..
يمكن محنة ليليان حسسته بقلق عليها .. او يمكن لإن ليليان قريبه منه جدا و موجوع عليها جدا ف مخنوق و محتاج لحد جنبه .. او يمكن مسمعش صوتها من ايام .. او مش عايزها تفتكر إنه نسيها ..
او يمكن كل ده مع بعضه ف خلّاه إتصل من غير ما يفكر هيقول ايه !

غرام لاحظت سكوته و فهمت إنه حس إنه إندفع ف قررت تبدأ هى عشان ميندمش و يبطّل يعملها
غرام بهزار : اايه ده مراد باشا مش بيقول ( و قلدت صوته ) مممم نعممم !
مراد إبتسم غصب عنه بس بردوا فضل ساكت
و هى ضحكت : تعالى كُل ..
قالت كده و هى مش بتاكل بس قلبتها هزار عشان تكسر ضيقُه
و هو إبتسم : بردوا .. بردوا ؟

غرام بهزار : و الله نفسى اقول لبطنى انتى مش جعانه يا حبيبتى انت زهقانه بس اهمدى بقا يخروبيتك
مراد إبتسم : ع فكره اﻻكل بالليل بيتخّن هااا
غرام بطفوله : و هى معدتى هتعرف منين اننا بالليل ؟
مراد ضحك اووى و هى إبتسمت إنها عرفت تخرّجه من ضيقُه اللى هى متعرفش سببه
مراد بهدوء : هو انا لو طلبت منك تدعيلى هتدعيلى .. صح ؟ ادعيلى اووى .. ممكن

غرام إبتسمت : ‏عارف يا مراد .. في درجة حب كدا بتحس فيها إنك عايز تتنازل فيها عن كل الدعوات و الامنيات و الحاجات الحلوة اللي تقدر عليها واللي ماتقدرش عليها للي بتحبه ..لأنه عندك أولى من نفسك ومن كل الناس ..
هو ابتسم و هى سكتت شويه : انا بقا تخطيت المرحله دى معاك
مراد سكت كتير .. حس ان مش لاقى كلام إتنهد : انا بس كنت عايز اقولك خدى بالك من نفسك

هى إبتسمت و بصّت لريهام و هو سكت تانى : قصدى يعنى متأخريش برا.. و ياريت لو بلاش من خروج بالليل اصلا .. و متتحركيش كتير ف وقت متأخر .. معدش فى امان ف خدى بالك من نفسك
غرام إتكلمت بتلقائيه : انا مش هاخد بالى من نفسى .. مش مهمتى .. انا دخّلتك ف حياتى عشان تبقا دى مهمتك
مراد إبتسم لتلقائيتها : انا هقفل بئا .. سلام

غرام بهزار : ايه ده ؟ و كمان مش هتقول إتكّلى ؟
لالا قرّب كده و عملت نفسها بتحط إيديها على قورته : مممم ده انت سخن بقا .. انا قولت كده بردوا من اول ما شوفت رقمك بيرن
مراد : تصدقى انا غلطان .. يلا إتكلى بقا

غرام ضحكت اووى و هو تاه معاها : انا قولت كده بردوا.. كده انت رجعت لطبيعتك .. ايوه كده ياراجل انا كنت هقلق عليك و اجيلك ..
سكتت شويه : انت فين كده ؟ قصدى يعنى اخر مره شوفتك كنت هنا ف مصر .. انت لسه هنا ؟
مراد إتنهد : لاء ف انجلترا
غرام كشرت : انجلترا مممم
مراد إنتبه لنبرة صوتها اللى إتغيرت : جدّت ظروف كده فجأه إضطرتنى امشى بسرعه ملحقتش اقولك.

هى إبتسمت اوى لمجرد إنه بيبرر موقفه او بيلتمس منها اعذار : ممم ماشى بس ياريت متتكررش عشان مش هتعدّى تانى
مراد محبش يطوّل اكتر من كده .. حس إنه لازم يقفل الكلام على كده .. لو مش عارف يبعدها ع الاقل يحجّم الوضع !
مراد : طب انا مضطر اقفل دلوقت .. و لو حصل معاكى حاجه كلمينى على طول
غرام هنا ابتسامتها زادت اووى بس ملحقتش .. سمعت صوت جنبه
مصطفى خرج لمراد : مراد .. مراد .. ادخل ل ليليان بسرعه عشان صحيت

غرام سمعته .. معرفتش مين بس فهمت ان الكلام لمراد و ده غاظها اوى و زاد غيظها اما
مراد بسرعه : طب انا هقفل دلوقت .. سلام
و مدهاش فرصه ترد و قفل بسرعه ..
و هى برّقت للموبايل بغيظ : ليلياان ؟! و دى مين دى ؟

ريهام إنفجرت ف الضحك : ما قولناها إتقلى شويه..
يا بنتى لو احُلّت نساء الأرض جميعا لرجل ما عدا واحده لا إشتهى الواحده !
غرام بصّتلها بغيظ و كزّت على سنانها و هى رفعت إيديها ب إستسلام و ضحكت : ده مقوله لسيدنا على ابن أبي طالب على فكره ..

همسه بعد ما وقفولها نزيف المخ إتحجزت ف المستشفى و عاصم معاها مبيسيبهاش ..
إبتدت تفوق بس حالتها زى ما هى سيئه .. خاصه ان موضوع إختفاء ليليان إتنشر .. و هى عرفت بس ملحقتش تعرف اخبار بالظبط
همسه بدموع : ليلياان .. ليليان عامله ايه ؟ هى فين ؟ لقيتوها ؟!
عاصم بضيق : انتى ف ايه و لا ايه ؟ ما تخليكى ف اللى انتى فيه !
همسه بإصرار : لقيتوها ؟
عاصم بزهق : انتى اكيد مش ناقصاها زفته دى كمان

همسه قامت مره واحده بإندفاع و هو قرّب منها بسرعه : لقيتوها ؟ انطق .. لقيتوها ؟
عاصم بتهتهه : اا .. اه لقوها .. لقوها الهانم الله اعلم كانت فين و لا مع مين ؟
همسه بقلق مُبهَم : مالها ؟ فيها ايه ؟ لقيتوها فين ؟
عاصم إرتبك : الله اعلم عملت ايه و لا مع مين ؟ لقوها تعبانه و بتنزف ف شقتها ..
و اما اخدوها ع المستشفى الدكتور قال .. قال يعنى .. استغفر الله
همسه بصّتله قوى و هو بتتويه : ماهو ده اخرة دلع امها فيها .. اخرة سفرها لوحدها .. الله اعلم كانت بتهبب ايه ؟

همسه بعنف هى نفسها إستغربته : انت بتقول ايه انت ؟ اخرس .. ليليان ؟! دى ست البنات .. مستحييل .. مستحييل يكون ليها ف اى حاجه وحشه !
عاصم بغيظ : و هو انا اللى قولت الكل اللى بيتكلم .. المهم خليكى ف صحتك .. المهم انتى .. المهم تقومى بالسلامه .. انتى لازم
قاطعته همسه بقومتها : انا لازم اروحلها .. لازم اتطمن عليها و على روسيليا .. اكيد حالتهم وحشه
عاصم بغضب : تروحى فين انتى مش شايفه نفسك .. ده الدكاتره وقفولك النزيف بالعافيه
همسه بإستغراب : نزيف ؟!

عاصم : اه كان عندك نزيف عالمخ و وقّفوه بالعافيه .. نهدى بقا و نقعد و لا نناهد عشان ده و ده و نتنيل تانى؟
همسه سكتت و هو كمّل بغيظ : بعدين دى مش هنا ف روسيا .. دى ف انجلترا و الهانم امها معاها و جوز الغربان اللى عاملين فيها خواتها و رامى .. يعنى مش لوحدها

همسه بشك : و نضال ؟! انا شايفاه بيجيلك هنا المستشفى ؟ ازاى نضال هنا ؟
عاصم بتهتهه : انا محتاجه اليومين دول .. انا معاكى هنا على طول و هو شايل الشغل
همسه بذهول : على حساب بنته ؟ المفروض إنه أبوها يبقا اول واحد جنبها ف وقت زى ده .. ازاى سايبها و هنا ؟!
عاصم بتهتهه : انتى عارفه ده شغل نسوان .. هيقعد جنبها يعمل ايه؟

همسه بصّتله قوى و سكتت .. سنين معاهم و مش عارفه تفهمهم .. غموض ف كل حاجه .. كلهم غامضين و علاقتهم اغمض !
إتنهدت بضيق : و الدكتور قالك النزيف ده سببه ايه ؟
عاصم بتتويه : شدة اعصاب .. اعصابك تعبانه
همسه بإستغراب : اعصابى تعبانه انزف ؟

همسه سكتت و هو توّه و غيّر الموضوع و ده زاد شكّها .. إستنت لحد ما نزل بالليل اما لقاها نامت و نزل برا يخلص حاجه و يرجعلها ..
هو خرج و هى قامت :
انا لازم اشوف الدكتور .. ماهو انا لازم افهم اللى انا فيه ده اخرته ايه .. هيخلص امتى .. انا تعبت
لبست و نزلت سألت عالدكتور و دخلتله
همسه إندفعت بنفاذ صبر : انت هتفهمنى و حالاً انا فيا ايه .. و التعب اللى بيزيد عليا ده من ايه و إلا قسما بالله ما هيحصلك خير
الدكتور بإستغراب : مانا فهمت عاصم بيه و
قاطعته همسه : انا ماليش دعوه بزفت .. انت هتقولى و دلوقت.

الدكتور : مانتى اللى خايفه من العمليه يا مدام همسه .. و انا قولت لعاصم بيه انها اه كبيره بس مفيش حل تانى ..
ده غير إنها هتحللك مشاكل كتير زى وجع رجلك و تعب الاعصاب و الذاكره كمان
همسه بشك : ذاكرة ايه ؟ و ايه علاقه الذاكره بالعمليه ؟ و عمليه ايه دى اصلا ؟
الدكتور : طب اقعدى و نتكلم

همسه قعدت و الدكتور إبتدى يفهمها حالتها بالظبط ..
الدكتور : ده ورم عالمخ و محتاج عمليه يتشال ..
و الورم ده كان اساسه كيس دموى إتكوّن عالمخ بعد الحادثه و عشان متشالش وقتها حجمه زاد و إتحول ورم ..
و هو اللى ضاغط على مركز الذاكره و مخلّيكى فاقده الذاكره ..
و لو كان إتشال بعد الحادثه على طول من ضمن علاجها كانت ذاكرتك رجعت وقتها !
همسه بتسمعه بصدمه و هو حس إنها اول مره تسمع الكلام ده مش زى ما عاصم فهمه إنها رافضه العمليه و خايفه

الدكتور بقلق : واضح ان عاصم بيه مقالكيش حاجه عن الموضوع ده
همسه بصّتله بتوهان و هو بصّلها بقلق : ياريت ميعرفش إنى قولتلك حاجه .. ممكن هو اللى خايف و إتحرج يبين خوفه قدامى ف جابها فيكى
همسه حست ان الموضوع اكبر من إنه خايف .. و لو خايف ف هو اكيد خايف من حاجه تانيه ..
قامت بصدمه زى التايهه و طلعت اوضتها .. قعدت ع السرير بصدمه و دموعها زى اللى إتجمّدت ..
مش عارفه تعيط على ايه و لا ايه .. على سنين عمرها اللى ضاعت ف كدبه ..

و لا على حياتها اللى مشيتها على وهم .. وهم إنها كانت متطلقه و متخانه و إترمت زى ما عاصم فهّمها ..
ماهو اكيد بيكدب امال ليه خايف ذاكرتها ترجع ؟ ليه اختار وجعها و مرضها ف مقابل تفضل ف التوهه دى ؟
طب ياترى كدب ف ايه و لا ايه ؟ و لا كله كان كدب ؟
و ليه خايف من نزولى مصر ؟ ليه ممانع بقوه ؟ اكيد كان ليا بيت و حبيب و .. و .. ممكن كان ليا ولاد ؟!
سنين و هى حاسه بالغموض من عاصم بس إبتدت تربّط الحاجات البسيطه ببعض !

ايام عدت عليها ف حالتها دى اللى بقت تزيد سوء .. بقت كل يوم اسوء من اللى قبله بمراحل ..
مرضيتش تقول لعاصم حاجه و لا تواجهه باللى سمعته لمجرد إنه هيكدب و يزيد توهانها ..
عاصم ملاحظ حالتها ومراقبها بس من بعيد خاصه إنه عرف بمقابلتها للدكتور و خمن اللى قالهولها !

عدّت ايام كتير على ليليان ف المستشفى .. حالتها الصحيه بتتحسّن بالبطئ بس حالتها النفسيه بتسوء !
بتفوق على نفس الصوت بيناديها و يكلمها و بقت شويه شويه تكلمه ..
روسيليا مبتسيبهاش و رامى زيها و مصطفى و مراد ملازمينها و اما طوّلت بقوا يروحوا و يجوا عليها و الكل مستغرب حالتها !
طول الوقت متكوّمه ف ركن السرير و بتنهج و تتهته و إيديها بتترعش على وشها و زى اللى بتاكل اضافرها بتوتر
و جسمها كله بيتشنج و يتنفض !
لا بتاكل و لا بتشرب الا قليل و بالعافيه و لا بتتحرك من مكانها و ان نامت بتصحى من قلب نومها تلفّ ف الاوضه و تلف و تلف و زى اللى حد بيكلمها و بترد و تكلمه !

مراد اخد مصطفى و معاهم رامى و راحوا للدكتور يستفهموا منها عن حالتها اللى بقت قلق بالنسبالهم

مراد إتنرفز بصدمه : يعنى ايه ؟ يعنى هتفضل كده طول عمرها ؟ ما تفوق لكلامك كده و ركزّ ف اللى بتقوله
رامى بقلق : براحه بس يا مراد استنى نفهم .. يعنى ايه يا دكتور ؟ دى بتكلم نفسها !!
الدكتور بهدوء : زى ما قولتلك ده انفصام ف الشخصيه ..
رامى بقلق : دى كده حالتها هتسوء اكتر و يمكن تقلب بخطر
الدكتور : بُص اللى بيعاني من الانفصام ده بيعيش في عالمه الخاص مُنعزل عن اللى حواليه
و يكون فاقد للرغبة بأي شيء و معندوش حافز كده يشجّعه ع الحياه و لا طاقة
و عشان كده هو مش بيُشكل خطر على حد و لا حتى على نفسه ..

هو بس بيبقا فقد حاجه كبيره جدا و غاليه و مش عارف يتأقلم علي غيابها .. ف بيبتدى يعمل لنفسه عالم تانى خاص بيه .. عالم غير العالم بتاعنا ..
و يبتدى يحط ف العالم بتاعه ده كل الحاجات اللى خسرها و كل الاشخاص اللى فقدهم و يبتدى يتعامل مع العالم ده على إنه الاساسى مع إنه وهمى و هو اللى حطُّه ..
بس بيلغى العالم الخارجى اللى مبقاش عايزوه و بيفقد رغبته فيه شويه شويه !

مصطفى بقلق : و كده ممكن تتعالج ؟ يعنى هتطلع من حالتها دى امتى و ازاى ؟
الدكتور : هو له علاج نفسى و ادويه و فوق ده كله إراده منها ..
هى فقدت حد غالى و مش قابله الحياه من غيره .. ف إبتدت تعمل عالم خاص بيها و حطاه لوحده ف العالم ده ..
و بناءاً على كده بتتوهّم إنها بتشوفه و بتسمع صوته ف ده بيخليها ترد عليه !
مراد بشرود : أبوهاا.

الدكتور : يبقا هو علاجها .. وجوده جنبها هو اللى هيخرّجها من حالتها دى ..
لإن ببساطه مش هتبقا محتاجه لعالم تانى تحطه فيه لإنه هيبقى ف عالمها و معاها ..و ده مش هيجبرها تهرب من واقعها !
مصطفى و مراد بصّوا لبعض بقلق
و رامى للدكتور : طب هى كده هتخرج.. هيبقا فى قلق عليها ؟ هتتعامل ازاى و لا حياتها هتمشى ازاى ؟ ازاى هتتفهم حالتها ؟
الدكتور : ليليان دكتوره و فاهمه حالتها كويس .. و عارفه هتتخطى المرحله دى ازاى ؟
و عموما انا هشرحلها

الدكتور دخل عند ليليان بعدها و إبتدى يوضحلها حالتها و يشرحلها ممكن تتعامل ازاى مع نفسها عشان تتخطى ده

الدكتور : طب هقولك على حاجه ممكن تسهّلك الموضوع شويه ..
اما تبتدى تسمعى صوت حواليكى و يتهيألك وجوده .. اعملى مثلا اى حاجه تلهيكى عنه ..
اشغلى عقلك مثلا ب اى شئ ..
طب اقولك حاجه لما تسمعى صوت بيكلمك طلّعى التسجيل و إبتدى سجّليه و بعدها شغليه لو سمعتيه ف التسجيل يبقا حقيقى ..
لو مسمعتهوش يبقا وهم مينفعش تمشى وراه و لا حتى تردى .. فهمتى

ليليان بصّتله بقهره و سكتت و الكل إبتدى يقرّب منها زى ما الدكتور فهّمهم ..

عاصم كلّم نضال اللى كان بيتابعهم من بعيد لبعيد من غير ما يتدخل و لا حتى يروح ..
خاصه و إنه عرف بحاله ليليان و انها متكلمتش !
نضال : طب اعمل ايه ؟ البت ممسمره ف المستشفى و جوز الكلاب مبيسيبوهاش و الهانم اختك و زفت رامى

عاصم بغضب : ماليش فيه .. اخلص اتصرف و إلا قسما بالله هشيّلهالك على دماغك قبل ما هى تشيلهالك
نضال : اصبر بس انا مجهزلها حاجه تقيله .. انا سمعت إنها خلاص خارجه بكره و ساعتها الهوجه اللى حواليها هتنفضّ و هعرف اتصرف
عاصم : اخلص و المرادى من غير و لا غلطه و إلا فيها رقبتك .. البت لو فاقت من اللى هى فيه هتبعبع و لو ده حصل انت عارف
نضال : لالا متقلقش ادينى كام يوم و هتسمع خبرها !

ليليان خرجت من المستشفى على شقتها و روسيليا معاها و رامى كمان ..
ايام و ليالى و اسابيع عدّت عليها و إبتدت حالتها تهدى شويه شويه بس لسه نفسيتها زى ماهى .. لسه الصوت ملازمها !
رامى إبتسم بحب : ايه بقا يا لولى قولتى ايه ؟
ليليان بدموع : الموضوع ده خلص قبل مايبتدى يا رامى
رامى : و انتى فاكره إنى هسمحلك اصلا ؟ انا قولتهالك و هقولهالك تانى .. انا بحبك و هفضل جنبك مهما حصل
ليليان بدموع : و
قاطعها رامى ب إصرار : مهما حصل
ليليان : أبوياا .. انا عايزه أبويا
رامى : هنوصلّه .. ب إذن الله هنوصله متقلقيش

سكت شويه و إتكلم بحماس : طب اقولك حاجه .. احنا بعد ما نكتب الكتاب هيبقا ليكى الحق تدخلى مصر ف اى وقت .. مانا معايا الجنسيه المصريه مانتى عارفه ..
و بحُكم إنك مراتى هتدخلى عادى ب موافقتى و مش هتحتاجى لنضال و لا هيقدر يمنعك
ليليان اول ما سمعت اسم نضال إتنفضت مكانها و جسمها إترعش و شردت

Flash baak

ليليان ف المستشفى و قاعده بشرود زى عادتها .. موبايلها رن بصّتله بفتور و سكتت بس مبطلش رن .. و الاخر جاتلها رساله فتحتها و إتهلعت مكانها !

نضال بعتلها كذا فيديو قصير ليها و هى عريانه و كل فيديو شكل مختلف ..
اخد الفيديوهات دى من كاميرات المكان اللى كان حاططها فيه !
بعتهوملها و كتبلها تحتهم
" لو نطقتى بحرف هخليكى متعرفيش تتكلمى تانى مع حد و لا تشوفى حد و لا حتى حد يبص ف وشك و لا ترفعى عينك ف حد ..
و ابقى ورينى بعد ما صورك دى تتذاع هتعرفى حتى هتنزلى شغلك ازاى .. و اوعى تفكرى ان حد من اللى حواليكى ممكن ينفعك .. ده انا بإشاره اخلص عليهم و انتى بنفسك شوفتى "

baak

ليليان فاقت من شرودها على رامى اللى لاحظ شرودها فجأه و بيبصلها بقلق و مستنيها تنتبه
ليليان إنتبهت : هااا .. كنت بتقول حاجه؟
رامى : ايه يا حبيبى قولنا ايه ؟ مش قولنا اه مش هعرف ننسى بسهوله بس ندوس ع اللى فات عشان نعدّى ؟
و سيبى كل حاجه عليا و انا هحلّها
ليليان بدموع : تفتكر هتتحل
رامى : ننزل مصر بس و بعدها كل حاجه هتيجى هتيجى بس الصبر
ليليان إنتبهت بحماس : يعنى ممكن انزل مصر فعلا بسهوله كده ؟

رامى بمكر : ايوه بس ده بعد ما نتجوز
ليليان سكتت كتير و بعدها قامت بحماس و هو بصّلها بإبتسامه
ليليان بشرود : يبقا نكتب الكتاب
ليليان كلّمت مصطفى و مراد و روسيليا و جمّعتهم و هى و معاها رامى
ليليان وقفت بقوه إستغربوها : انا و رامى هنتجوز
روسيليا إبتسمت اوى و قامت حضنتها : يا قلبى انتى .. مبروك يا حبيبتى .. ربنا يسعدكوا

ليليان قابلت حضنها بفتور .. و مصطفى و مراد بصّولها بقلق على قرارها المفاجئ ..
بس تقريبا فهموا هى بتفكر ف ايه و ده خلّاهم وافقوا من غير اسئله .. قدام روسيليا اللى لسه معندهاش فكره عن حاجه
باركولها كلهم و مراد اخدها على جنب و إستفهم منها و فهّمته إنها بالجواز ده هتقدر تدخل مصر بسهوله !

مراد : على فكره انا ممكن ادخّلك مصر من غير ده كله و انا كنت عامل حسابى على كده بس كنت محتاج المحاوله منك عشان نفهم موقف نضال .. يعنى ممكن
قاطعه رامى من وراه : اايه ده نعم ؟ احنا هنقطّع على بعض ؟
مراد بعِند : هدخلها مصر من غير جواز
رامى بغيظ : ما تخليك ف حالك بقا
مراد بصّله و بصّلها لقاها مبتسمه و رفع حاجبه : ممممم بقا هى كده ؟ إستغلال اوضاع يعنى ؟ طب مفيش جواز.

روسيليا جات عليهم : انا هكلم أبووها و اقله و خالها و
قاطعتها ليليان بحزم : انا مش عايزه حد
روسيليا بصّتلها بإستغراب و مصطفى لحق الموقف : قصدها يعنى هتكتب الكتاب ع الضيق
روسيليا بحب : ليه يا قلبى ؟ ده انا اعملك فرح و البسّك فستان و
قاطعتها ليليان ب إصرار : لاء
روسيليا تفهّمت حالتها إنها استعجال الجواز بس عشان الحادثه و مش حابه حد يتدخل او يسأل !

كلّمت نضال و بلغته و عاصم كمان و محدش فيهم اهتم يبقا موجود لإنهم لهم ترتيب تانى وخلاص حكموا بيه !

ليليان و رامى و مراد و مصطفى و روسيليا إتفقوا على يوم و إتجمّعوا و راحوا كتبوا الكتاب و خرجوا إتعشوا برا و روّحوا
رامى اخدها على شقته اللى واخدها و إتفق معاها مع الوقت هيغيّروا اللى عايزاه و هى وافقت بيها عشان الوقت

ليليان رفضت ف الاول و حبّت يبقا كتب كتاب بس .. بس رامى صمم على إنه يتم جوازه منها او ع الاقل ياخدها على بيته .. عشان تبقا ف امان و عشان يثبتلها إنه فعلا جنبها و مُتقبّْل اللى حصل و قابلها مهما حصل !

دخلوا الشقه بحب و ليليان برغم موجة الحزن المسيطره عليها إلا انها متحمسه اوى للى جاى .. مستنيه بفارغ الصبر نزولها مصر !
رامى بمكر : نوّرتى بيتك يا شااابه
ليليان بخوف مصطنع : لاء بيت مين يا عم مش لاعبه انا عايزه اروح عند أبويا
رامى ضحك : بيقولوها اروح عند امى
ليليان ب عِند : لاء انا بقا غير الكل .. عايزه أبويا
رامى بهدوء مصطنع : بسسس كده .. حااضر .. هتروحى عند أبوكى و انا كمان هنروح و كلنا هنروح سوا..
و مره واحده إتغاظ بصوت عالى : جاايلك يا ابو ليليان

ايام عدّوا عليهم .. ليليان شويه شويه بتهدى .. فرحتها بلهفتها على نزول البلد اللى هتجمعها بأبوها مغطيه عليها
رامى طول الوقت ده بيحاول يقرّب منها .. براحه و بهدوء و رقه و من غير ما يحسسها إنه واجب و لازم يتعمل

لحد ما ف يوم النور فصل .. ليليان من جوه صوتت و هو جرى عليها بخضّه
ليليان بدموع : انا بخاف من الضلمه اوى
٦خدها ف حضنه بهدوء لحد ما النور نوّر تانى .. بس هى فضلت على وضعها
رامى بخبث : مكنتش اعرف حضنى حلو كده .. ع فكره النور جاه
ليليان إبتسمت بس لسه مكلبشه ف حضنه
رامى بمكر : طب اييه ؟ حرام عليكى و ربنا انا بشر ..

ليليان إبتسمت بهدوء و هو قرّب منها اكتر : كده هضعف و انا اصلا دعييييف
لقاها مستجيبه معاه فقرّب اكتر و اكتر و كل ما بتستجيب بيقرّب اكتر
بعدها بوقت طوووويل
ليليان ف السرير بتدفن راسها ف المخده و شادّه المفرش على وشها
رامى بصّلها بترقُّب : لولى .. حبيبى .. فهمينى بس .. مالك .. سكتتى ليه كده ؟
ليليان على وضعها و ساكته و هو بقلق : طب فهمينى انا زعلتك ؟ عملت حاجه ضايقتك ؟ اتكيّت عليكى طيب ؟

رامى كان طول الوقت بيتعامل برقّه معاها زى القزاز المشروخ و بيلمسه بحذر خايف يتكّى عليه يتكسر

رامى بهزار : لاء انتى لو نيمتى قوليلى بس عشان اعمل حسابى ..
لا احسن انتى دخلتى ع الساعه كده و انا مقلّق من هدوءك ده ..
لا تكونى بتحضّرى لمفاجئات من نوع كبس عليا النوم و اغمى عليا و مش عارف مين بيودى على فين
ليليان همست بضحكه مكتومه من بين الفرش و هو إبتسم لبرائتها ..
و اما اتأكد إنها كويسه قرّب منها برقّه و مره واحده إبتدى يزغزغ فيها و هى هنا مقدرتش تتخبى تانى و إنفجرت ف الضحك

قرّب و إبتدى يتعامل برقه لحد ما إتطمنت اكتر و.كل ما بتطمن اكتر بيقرب هو اكتر
رامى بحب : بحبك
ليليان دفست راسه ف صدره : هتفضل تحبنى على طول ؟
رامى : لبعد عمرى
ليليان بدموع : مش هتسيبنى .. اوعى انت كمان تسيبنى
رامى ضحك : و لا حتى بعد موتى .. هفضل لازقلك.. هوصّى عفريتى يونسك
ليليان ضحكت اوى و هو كمان ..

رامى إبتسم : انا هقوم اخد شاور
و غمزلها : ما يلاا
ليليان بكسوف : تؤ
رامى : تعالى بس .. يعنى هيبقى زى ال
قاطعته ليليان بسرعه : ااايييه ؟ اييه انت ؟ اييييه ؟ قولت لاء
رامى بيستفزها : يعنى هتنامى كده ؟ اخييييه
ليليان بعِند : بردوا لاء

رامى ضحك اوى و سابها و خرج بيدندن و هى إتنهدت براحه و رجعت راسها لورا ع السرير ..
و شويه شويه عينيها غفيت و مره واحده إتنفضت بفزع على صوت رامى اللى هزّ الشقه كلها !
رامى صرخ بصوته كله الصرخه اللى بيها إنتهت حكايته و إبتدت من عندها حكايه تانيه خالص .. حكايه مدفونه من اكتر من 19 سنه !!!!
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الرابعة عشر بقلم أسماء جمال


ليليان و رامى قضّوا ليله كلها حب ف حب ...
رامى طول الوقت كان بيحاول يبقى حنين معاها و يتعامل برقّه عشان ميجرحهاش كأنه بيودّعها ..
رامى سابها و خرج بيدندن و هى إتنهدت براحه و رجعت راسها لورا ع السرير و شويه شويه عنيها غفيت و مره واحده إتنفضت بفزع على صوت رامى اللى هزّ الشقه كلها !


 
رامى كان دخل الحمام و إبتدى ياخد حمّامُّه و فجأه حسّ بكهربا بتلبّش الحمام كله ..
كل حاجه حواليه بتكهرب .. بالونة السخان اللى بتحوّش الميه السخنه فرقعت و الميه اللى فيه إتسربت لكابل الكهربا الموصَّل السخان بالكهربا !
ف ثوانى كانت الكهربا ماسكه ف كل حاجه ف الحمام .. كل شئ بيكهرب !


 
ف نفس الوقت الماسوره اللى بتدخّل غاز طبيعى للشقه فكّت و إبتدت تسرَّب غاز ف الهوا جوه الشقه !
كل ده حصل ف دقايق بسيطه .. ف وقت بسيط كان الغاز مع الكهربا سيطروا ع الشقه ..
رامى كان ف الحمام و عشان كان مبلول و الحمام مقفول عليه معرفش يتصرف .. صرخ بصوته كله : حاسبى يا ليليااااان !

ليليان كانت نايمه و قامت على صوته .. قامت تجرى خرجت من الاوضه بس كان الغاز بيتسرب شويه شويه يخنق فالشقه ..
و كابل الكهربا بتاع السخان فرقع و سرّب كهربا .. كل ما تدوس ف الاض الكهربا تحدفها بعنف ف جهه تانيه ..
تقوم و تحط رجليها ف الارض و قبل ما تخطّى الكهربا تتعانف عليها و تزقّها لورا !
الغاز خلاص بيخنق ف الشقه و رامى صوته بيختفى لحد ما بقا خفوت بعدها إختفى !
ليليان خدت وقت عقبال ما إستوعبت إنها لازم تكلم حد ينجدهم .. لمحت موبايلها على بُعد منها ..


 
فضلت تتسند و تقوم و تقع و تقدّم خطوه و تتحدف لورا عشره لحد ما خطفته بسرعه .. و اخدته و طلعت على البوفيه خشب وقفت فوقه هو خشب و عازل للكهربا !
طلبت مراد اللى إستغرب إنها بتكلمه ف وقت زى ده .. إتردد شويه بس هى اللى طلباه لازم يرد اكيد فى حاجه


 
مراد ب إستغراب : ليليان ؟! ايه يا بنتى هو
قطع كلامه مع صوت مش فاهمُه حواليها و هى بتنهج بصوت مسموع
مراد كان برا و ف طريقه للمطار لفّ و اخد طريقه ناحية شقتها من غير حتى ما تتكلم: حبيبتى فهمينى فى ايه ؟
ليليان بتنهج : إلحقنى يا مراد .. بنمووت
مراد مستناش يسمع الباقى .. قفل معاها و كلّم مصطفى
مصطفى : ايه يابنى انت روحت عالمطار و لا
قاطعه مراد : اطلع على شقة ليليان بسرعه .. إلحقها
مصطفى قام بسرعه بيلبس : طب فى ايه فهّمنى.


 
مراد : معرفش .. كلمتنى و كانت بتنهج و صوتها مش طبيعى و قالت إلحقنا و قفلت
مصطفى و هو نازل : اكيد لو حد عندها مش هتعرف تكلمك
مراد بفزع : معرفش بس هو فى حاجه مش مظبوطه.. اوصلها بسرعه انت اقرب و انا هحصّلك

مراد قفل و اخد طريقه لعندها و مصطفى قفل معاه و نزلها هو كمان !
الاتنين تقريبا وصلوا ف نفس الوقت قدام العماره .. طلعوا و من ريحة الغاز و من الدوشه اللى ف العماره إبتدوا يفهموا
.. طلعوا و مراد كسر باب الشقه و إتفاجأوا بالوضع !
مصطفى رجع نزل فصل الكهربا عن العماره كلها و فصل الغاز كمان .. و مراد دخل بحذر نوّر كشافه و بيلف ف الشقه
مراد : ليليااان . رامى .. ليليااان !
ليليان بخفوت : م..ر..ا..د


 
مراد إنتبه للصوت لقاها واقعه جنب البوفيه و مناخيرها بتنزف و جسمها كله بيتنفض ..
ميّل عليها شالها بلهفه و خرج على برا
ليليان بدموع : راامى .. رامى
مراد : مصطفى معايا هيدخل يجيبه
ليليان بدموع و نَفسها بيروح : سكت .. رامى سكت مش بيتكلم
مصطفى خلّص فصل كهربا و غاز عن العماره و طلع قابلهم
مراد : ادخل هات رامى و إنزلى بسرعه

ليليان إبتدت نَفسها يتقل حبه حبه لحد ما غابت عن الوعى .. مراد اخدها و نزل جرى بيها ع العربيه و مستناش حتى مصطفى و طار بيها ع المستشفى ..
مصطفى طلع دخل الشقه و إبتدى يدوّر ف كل ركن ف الشقه بس ملقهوش ..
إستغرب و جاه خارج إنتبه للحمام دخل و إتفاجئ بيه دخل جاب حاجه لفّه بيها و من شكله قدر يفهم ..
ميّل حط إيده على رقبته بس للإسف مفيش نبض .. عرف إنه انتهى !!

عند همسه و عاصم ...
همسه قاعده مع عاصم ع السفره بس شارده تماما كعادتها ..
عاصم بضيق : ايه يا سوسو يعنى قاعد مع نفسى و انتى معايا و مش معايا و قولت معلش يمكن تعبانه ..
بناكل بقالنا اد ايه و انتى طبقك زى ماهو و قولت معلش يمكن مالهاش نفس .. كمان بتكلم بقالى ساعه و انتى و لا هنا بكلم نفسى و لا ايه ؟!
همسه بتقلّب ف طبقها بفتور : ممم عايز ايه يا عاصم ؟

عاصم نفخ بزهق : عايزك يا همسه
همسه بصّتله كتير و كانت قاصده تجرحه : عايزنى ؟ ممم متأكد ؟!
عاصم إرتبك و بتهتهه : قصدى عايزك معايا
همسه : ااه طب مانا معاك اهو
عاصم : هنا بقا انا اللى لازم اسأل .. متأكده انك معايا ؟ و لا معاه ؟!
همسه ببرود : معاه ؟! ممم معاه ازاى ؟! اللى انا مشوفتهوش من سنين ؟ و لا اللى انا مش فاكراه اصلا ؟
عاصم بغضب : ااه بس بتفكرى فيه
همسه بصّتله كتير : و ده اللى مخليك خايف ترجعلى ذاكرتى؟
عاصم بغضب : انا مش خايف
همسه بحده : امال وقفت ف طريق ده ليه ؟

عاصم بتهتهه : خايف عليكى من العمليه انتى مش شايفه نفسك .. مش شايفه صحتك بقت عامله ازاى ؟
همسه : العمليه دلوقت خطر عشان كده خايف ممم ..
وقفت مره واحده : و من 19 سنه كنت خايف من ايه يا عاصم ؟
عاصم حدف اللى ف ايده بعنف و وقف قصادها : انا مش خايف .. انا لو خايف من حاجه ف خايف عليكى
همسه : و مسبتنيش اواجهه ليه ؟ اما هو وحش و اخدنى منك إفترا و غصب و قتل إبننا و و و
مسبتنيش اواجهه ليه ؟ اييه مش هتعرف تحمينى منه ؟
عاصم قام بعنف و مشى من قدامها بسرعه لإنه معدش عنده حجج تانيه قدام اسئلتها : انا ماشى دى بقت حاجه تقرف !

عاصم سابها و خرج و هى فضلت واقفه مكانها بضيق و دموعها إبتدت تنزل بعنف على قلة الحيله اللى هى فيها ..
كانت شاكه ف عاصم و ان الموضوع فيه كتير .. كتير اوى مخبيه اكتر من اللى حكهولها ..
الاول كانت شاكه بس دلوقت بقت متأكده و قبضتها و كوابيسها اكبر دليل !
همسه بهمس من بين دموعها : ياترى انت ميين ؟ و فييين ؟ انت ده بجد اللى قالى عنه ؟ انت فيك كل ده ؟ عملت فيا كل ده ؟ انت فيين من كل اللى بيحصل ده ؟؟

عند مراد العصامى قاعد ف مكتبُه ..
معاه مازن و رؤيه و كريم و منى و محمد ..
خلّص إجتماعه معاهم و كلّف كل واحد فيهم بحاجه و إبتدوا يلمّوا حاجتهم و بيرغوا و يضحكوا دخلت عليهم نسرين
(و دى تبقا بنت واحد كان مديره لفتره ما بس طلع ع المعاش و امها قريبته و من الصعيد )

نسرين رقيقه جدا و جميله اوى و الى حد ما عمرها متوسط ..
خبّطت و دخلت و هو إستقبلها بفتور على عكسها .. بصّت للى موجودين و بصّتله بس هو بنظره منه لهم منع حد يخرج .. مبيحبش يبقا معاها لوحدهم و لا هى و لا غيرها .. مشفّر نفسه ل لهمسته و بس !
نسرين بحب : طبعا بالنسبالك نقول مساء الورد بس بالنسبالى هو صباح
مراد بربع إبتسامه مصطنعه : صباح الخير
نسرين : انا يا عم ماليش ف الصحيان ده .. الساعه 6 دى بتاعة اللى بيبيعوا لبن ماليش فيها .. انت حاله شاذه

قرّبت مدت إيديها كالعاده تسلّم بس مراد بصّلها بهدوء و بصّ لإيديها و سكت ..
و هى برغم تكرار الموقف ده معاها و عارفه إنه مبيسلمش بإيده لا عليها و لا غيرها و لا اى واحده إلا إنها مستسلمتش .. لسه عندها امل فيه !
نسرين بتتويه : اعمل ايه بقا انت الوحيد اللى شوفته حتى سلام الإيد محرّمه على نفسه .. ف بنسى
مردّش بس بصّلها و رجع بصّ ببرود للورق اللى ف إيده
و هى إبتسمت بمكر : و مش هبطل انسى على فكره
مراد ببرود و هو لسه باصص ف الورق : و انا مش هبطل احرجك على فكره
نسرين همست بضيق : ممم نشوف مين نَفسه اطول

مراد سمعها بس معلقش و هى إبتسمت و بصّت للى حواليها : ااييه انتوا بتبتدوا و لا خلصتوا .. قصدى يعنى مشغولين و لا فاضيين .. وراك حاجه يعنى ؟
مراد ببرود : اه
نسرين : عموما انا مكنتش جايه اقعد .. انا بس كنت جايه اعزمك على عيد ميلادى
مراد بزهق : لاء
نسرين بضيق : ليه لاء ؟
مراد ببرود : و ليه اه ؟
نسرين : حسيت بكده .. إنك هتلين بقا .. ع الاقل لو مش عشانى عشان نفسك .. هتعيش بقا .. هتفتح قلبك .. ليا و للدنيا
مراد بزهق : و انا امتى حسستك بكدة ؟ امتى عشّمتك بحاجه ؟

انطقى قولى .. مين قالك إنى قافل قلبى و مش فاتحُه ؟
نسرين بذهول : انت كده فاتحُه ؟ كل المجهود ده عشان افتحه و تقولى مفتوح
مراد : مفتوح و اوى كمان بس لصاحبته .. مين فهّمك إنى مش عايش اصلا ؟
انا عايش ليها و بيها .. انا بعشقها ..انا لسه فاكر تفاصيلها .. ملامحها .. حركاتها ..ضحكتها ..همسها
جنونها .. ردود افعالها على كل حاجه منى كلامى هزارى زعلى نرفزتى عليها .. لسه نبرة صوتها بترن جوايا...
ولسه فاكر تفاصيل حياتنا ..فاكر كله حاجة ..
اوعى تحطى نفسك زيها ..اوعى ...هى غير اى حد .. و لا تدى لنفسك العشم اللى انا معرفش لحد دلوقت جيباه منين اصلا

نسرين : طب حاول .. حاول تخرج برا دايرتها .. جرّب تيجى و سيب نفسك و شوف
مراد ببرود : مش هيحصل .. و حتى لو ف إنهارده بالذات لاء
نسرين : ليه ؟!
نفخت بضيق لإنها عارفه السبب و هو ببرود : انتى اكيد من كتر ما عزمتينى ع اليوم ده بالذات و رفضت ..
اكيد عرفتى إنه نفس يوم عيد ميلاد همستى و انا مببقاش فاضى فيه !
نسرين بضيق : بحسدها على حبك.. لو مكانها و لو الفراق و الموت ب إيدينا عمرى ما كنت هختاره و اسيب حب زى ده.. حتى لو هسيبه و ادخل الجنه..
بس للأسف هى ماتت.. سابتك.. مالوش لازمه الحب دا بقا

مراد إتنفض مرة واحدة من كلمه "ماتت" ..
سنين عدّت على همسه بس لسه اما بيسمع كلمه ماتت كأنه بياخد صدمة الخبر من اول و جديد ..
حدف الورق اللى ف إيده بعنف و قام بغضب : مين انتى علشان تقررى له لازمه حبى ليها ولا لاء ؟
لأخر مرة هحذرك ارجعى عن اللى فى دماغك و ابعدى عنى ..انا لا كنت و لا عمرى هكون لا ليكى و لا لغيرك .. ولا قلبى ملكى عشان افتحه و اقفله لحد ..
انا مش عاوز ازعّلك منى ..انا عامل حساب للقرابه وعشرتى لأبوكى ..مع السلامه ..شرفتى ..ولا اقولك ..زياره ياريت متتكررش تانى.

سابته و خرجت بضيق و هو نفخ و قام فتح البلكونه بعنف و وقف يتنفس بسرعه كأنه كان حد متّكى على رقبته بيخنقه !
سنين و هو محتفظ بنفسه و قلبه لصاحبتهم .. حاول يفهّمها و يفهّم الكل ليه مش عايزين يفهموا ..
ليه مش فاهمين إنه مش ب إيده !؟
الكل كان لسه قاعد على تربيزه الاجتماعات .. مخرجوش زى ما هو بصّلهم ..
متابعين الحوار من بعيد .. مش عاجبهم حالُه .. بس محدش فيهم عنده الجرأه يكلّمه ف الجزئيه دى بالذات و ف الوقت ده بالذات ..
اتكلموا كتير و حاولوا اكتر و زقّوا ف سكته اكتر و اكتر يمكن جرحه يخفّ بس .. بس هو خلاص حسم امره .. هو ل همسته و بس .. حتى لو الموت اللى هيجمعهم !

مازن قام و لسه هيقرّب منه بس هو وقّفه ب إشاره و شاورله ع الباب ..
الكل خرج بهدوء بصمت لإنهم حفظوا خلاص .. طالما وصل للحاله دى يبقا عايز يبقا مع روحه شويه او بمعنى اصح مع اللى باقيله من روحه !

الكل خرج و مراد إتنهد بوجع و قعد ع المكتب .. فتح درجه و خرّج الصوره اللى ملازماه من سنين .. همسه و مراد و ليليان !!
فضل باصصلهم كتير و دموعه إتمرّدت :
عايزنى افتح قلبى للدنيا يا همسه عشان مفكرش فيكى .. ميعرفوش إنى مفيش يوم بيعدّى من غير ما تبقى جزء منه .. مفيش ثانيه بتيجى من غير ما انتى تيجى معاها على بالى .. من غير ما افكر فيكى .. من غير ما توحشينى ..
عايزنى افتح قلبى لغيرك و ميعرفوش إنك قلبى اصلا .. نبض قلبى ..

النبض اللى مشغّل قلبى .. يعنى لو فتحت قلبى هحبك اكتر و اشتاقلك اكتر و اتوجع اكتر ..
وحشتينى اوى يا بعد عمرى .. حرقتى قلبى يا همسه عليكى .. حرقتيه معتش فيه حته تنفع لغيرك ..
عارفه بتوع زمان كانوا بيقولوا عشان تحلم بحد هات سيرته قبل ما تنام و هات بوق ميه و اقرا عليه اى ايه من القرأن و قول اسمه تلات مرات و نام و انت هتشوفه ،
رغم إنى مبعترفش بالتخاريف بس عشانك إعترفت بيها و بقيت كل ليله اشرب بوق ميه و اقرا عليه " و هو على جمعهم اذ يشاء قدير " و افضل اقول و اعيد ف اساميكوا انتى و مراد و ليليان ..

انا مش عارف ع الوجع ده كله انا ليه لسه مموتش لحد دلوقت ؟!
كل يوم بستنى الموت و اتمناه بس مبيجيش ..
عارفه بستغل كل مهمه و اطلع مع العيال مع ان ممكن اكلفهم هما بيها .. بس بصمم ابقا معاهم و اقول خلاص هموت و هجيلك و اشوفك.. بس لا الموت بيجى و لا انا بجيلك .. خلاص تعبت .. و الله تعبت ..

عارف إنى رغاى و بقعد اعيد و ازيد ف نفس الكلام و اكيد صدعتك و اكيد زهقتى منى بس اعمل ايه ماليش غيرك .. مبقاش ليا غيركوا ..
او عايزه الحق انا اللى مش عايز غيركوا .. مش عاايز .. ملحقتش اشبع منكوا يا همسه .. ملحقتش اشبع و كل ما بقول ياارب اجمعنى بيهم احس ان الموت بيهرب منى معرفش ليه مش عايزنى !

مراد اخد ليليان و طار بيها ع المستشفى
و مصطفى طلع الشقه لقى رامى إنتهى ..اخده و راح ع المستشفى و هناك قابل مراد اللى دخّل ليليان الطوارئ و مستنى حد يخرج يطمنه عليها

مراد بصدمه : اييييه ؟ انت بتقول ايه ؟!
مصطفى بحزن : زى ما بقولك كده و انا إتأكدت فعلا إنه مات بس نقلته لهنا زياده تأكيد و عشان الاجراءات كمان
مراد سكت كتير : طب كلّم حد يعاين الشقه و يشوف اللى حصل ده من ايه ؟
مصطفى : تمام و على فكره كلمت روسيليا و زمانها على وصول
مراد بحزن : كويس عشان تبقى جنب ليليان و كمان عشان .. عشان رامى و لازم اهله ياخدوا خبر و نشوف هيندفن ازاى و فين ؟!
مصطفى ب اسف : الدكتور يأكد موته بس و انا هخلص كل حاجه و اذا كان على اهله دى على روسيليا هى تعرّفهم

رامى اخدوه ف الطوارئ و دقايق و الدكتور خرجلهم
الدكتور ب اسف : للإسف مقدرناش نلحقه .. لإنه جاى اصلا القلب واقف .. يعنى واصل هنا ميت !

و ده تقريبا ف الوقت اللى كانت روسيليا وصلت فيه المستشفى و جات عليهم و سمعت كلام الدكتور
روسيليا إتحدفت على اقرب كرسى .. و مسكت راسها و عماله تبصّلهم بصدمه و مش فاهمه حاجه او تقريبا مش عايزه تفهم ..
مصطفى كلّمها اه بس مبلغهاش بتفاصيل .. هو بس قالها ان ليليان تعبت شويه و نقلوها المستشفى و بناء على كده هى جات !
روسيليا بصدمه : مين ده اللى مات ؟

مراد بحزن : ربنا يرحمه يا روسيليا
روسيليا بعنف : هو مين ده ؟ انطق
مصطفى : رامى
روسيليا بصّتله قوى : انت قولتلى ان بنتى هى اللى تعبت شويه و جيبتوها هنا .. رامى تِعب ازاى ؟ و حصل ايه ؟
قبل ما حد فيهم ينطق جريت بعنف و دموع بتتلفّت حواليها : بنتى .. بنتى فيين ؟ ليليااان !
مراد قرّب منها : ليليان لسه جوه .. لسه محدش خرج من عندها يقولنا حاجه

روسيليا نخّت ع الارض بتوهان و إبتدت تعيط .. مصطفى قرّب منها و حكالها اللى حصل بالتفصيل من اول ما ليليان كلمتهم لحد ما رحولها و جوم بيهم ع المستشفى !
روسيليا بدموع : يعنى ايه ؟ يعنى بنتى كمان ممكن تكون ..

سكتت بقهره حقيقيه قهره ام على بنتها و مراد بصّلها كتير : متقلقيش انا اما وصلت كانت بتتكلم .. صحيح كانت بتتنفس بصعوبه بس كان فيها نَفس ..
و لحد ما دخلت بيها هنا كان اه مغمى عليها بس لسه فيها نبض !
روسيليا بلهفه : بجد ؟ يعنى بنتى عايشه ؟ كويسه ؟ كلّمتها طيب ؟ قالتلك ايه ؟ طمنى
مراد طمنها و استنوا وقت كبير لحد ما الدكتور خرج من عندها
الدكتور بروتينيه : الحمد لله .. إتكتبلها عُمر جديد .. انقذناها عالاخر !

مراد إتنهد و رجع لورا سند ضهره ع الحيطه : الحمدلله
روسيليا و هى لسه ع الارض : بنتى كويسه ؟ طمنى
الدكتور : ايوه و احنا حطنالها اكسجين عشان ينظّم التنفس و ضربات القلب .. لإنها جايه مستنشقه كمية غاز كبيره بس الحمد لله إتلحقت
روسيليا بدموع : ياما انت كريم ياارب .. عالم بحالى و حالها ياارب .. يارب ماليش غيرها و هى مالهاش غيرى .. متحرمنيش منها يارب.. و لا تحرمها من حياتها كفايه عليها حرمان ياارب كفااايه !
مراد و مصطفى بصّوا لبعض و بصّولها و سكتوا

روسيليا طلبت من الدكتور تدخلها تطمن عليها و هو سمحلها بس بهدوء
مراد وقّفها و هى داخله : بلاش تعرف ب رامى دلوقت .. ع الاقل لحد ما تستقر شويه
روسيليا هزّت راسها بموافقه و دخلتلها و هو إتنهد و بصّ لمصطفى ب اسف
مراد بشرود : روسيليا غامضه اووى .. مش عارف ليه حاسس ان وراها حاجه مستخبيه .. لسه مش داخل دماغى حكايه ان هى ممكن تكون غلطت مع حد و نضال شال الليله

مصطفى هز راسه : او مش لازم غلطت .. ممكن كانت متجوزه و اخوها فركش الحكايه و جابها على هنا ..
و بردوا نضال شال الليله خصوصا إنه من الواضح إنه شايلها بمزاجه
مراد بعدم اقتناع : يمكن ! حتى موضوع خطف ليليان غامض و مش عارفين نوصل فيه لحاجه
مصطفى بقرف : أبوها و خالها شغلهم كله زفت .. دول عالم شمال و اكيد إختلفوا مع حد زيهم و هى جات ف الرجلين

مراد هز راسه بعدم اقتناع و سكت و مصطفى سكت شويه : طب ايه ؟ مش المفروض نقول لروسيليا بقا ؟
عالاقل ممكن يكون عندها حاجه نفهم منها .. خاصه انت شايف علاقتها بليليان شكلها ازاى و بتخاف عليها قد ايه يعنى مش هتأذيها !
مراد سكت كتير بشرود ..

روسيليا دخلت إتطمنت على ليليان و الدكاتره طمنوها تانى و خرجت كلمت نضال و عاصم و بلغتهم بموت رامى

عاصم ببرود : ايوه مات اعمل ايه انا يعنى ؟
روسيليا بغضب : بقولك رامى مات و لازم حد فيكوا يجى يستلم جثته و يسافر بيه عشان يندفن عندك
عاصم بترقّب : و ليليان ؟!
روسيليا : الحمد لله الدكاتره انقذوها .. لولا مراد راحلها ف الوقت المناسب الله اعلم كان حصلها ايه .. عموما هى ف المستشفى و انا معاها حد يجى لرامى
عاصم بقرف : خلاص تعالى بيه و هبعتلك حد يستناكوا ف المطار
روسيليا بعنف : بقولك بنتى بين الحياه و الموت ف المستشفى .. مش هسيبها ..
اتصرف و هات نضال و تعالوا خدوه .. مش اهله ؟ انا مش هسيب بنتى دى لسه معرفتش
عاصم قفل معاها بقرف و همس : ياشيخه ربنا ياخدك انتى و هى بقا

همسه دخلت على صوته و سمعته بس محبتش تبيّنله إلا اما تشوف كان بيكلم مين ..
كل كلامه و تصرفاته بالنسبالها بقت زياده على إنها غامضه مُريبه
همسه من وراه : فى حاجه و لا ايه ؟
عاصم إرتبك مره واحده : لاء دى روسيليا
همسه : مالها ؟

عاصم حكالها اللى حصل لإنها كده كده هتعرف
همسه بدموع : يا حبيبتى .. ايه ياربى اللى بيحصلها ده كله ؟
عاصم بقرف : مياعه و قلة ادب
همسه بعنف : يا اخى حرام عليك .. طب المره اللى فاتت إتهمتها المرادى ايه بقا ؟ ايه قلة الادب ف إنها اتجوزت و حصلهم كده؟
عاصم بقرف : يعنى ايه اللى خلاهم إستعجلوا كده ؟ ليه الجواز بالسرعه دى لو مكنش الموضوع فيه قله ادب ..
انا اصلا كنت شاكك من الاول ف الواد رامى ..
ما يمكن عشان كده إتجوزها .. يعنى .. يكون هو اللى

قاطعته همسه بعنف : يا شيخ حرام عليك .. بطل إفترا بقا .. ايه اللى هيجبره بقا يخطفها و ياخد حاجه غصب .. لما ممكن يجيبها براحه زى ما عمل؟
عاصم نفخ بزهق : خلاص انا مسافر .. هنستلم الجثه و نجيبه يندفن هنا
همسه بشك : تستلم الجثه ؟ و الدفنه ؟ انت مسافر عشان كده بس ؟ طب و ليليان ؟ بنت اختك ؟ و رميتها ف المستشفى و الله اعلم فيها ايه و اختك حالتها ايه دلوقت؟

انت اصلا كنت بتدعى عليهم ف التليفون ليه ؟!
عاصم إتلغبط : انا مقصدتش ادعى .. انا بس قرفت من كتر حوارتها هى و بنتها .. و بعدين مالها ست زفته ماهى
عامله زى القطط بسبع ارواح و كل يوم بمشكله و كل ما تقع تقوم تانى
همسه بشك : و انت زعلان عشان كل يوم بمشكله و لا عشان كل ما تقع تقوم تانى ؟
عاصم نفخ بزهق : انا هحضّر نفسى و مسافر بالليل
همسه : و انا معاك.

عاصم : انتى معايا فين ؟ انا رايح إستلم جثته و راجع و لولا قرف روسيليا كنت بعت حد جابه
همسه ب إصرار : بردوا هروح معاك .. و لعلمك هقعد يومين مع روسيليا لحد ما اتطمن على ليليان
عاصم معرفش يرفض قدام إصرارها .. او خايف يرفض شكوكها فيه تزيد ف إضطر يوافق على مضض
همسه جهّزت نفسها و هو حجز و اخدها بالليل و سافرلهم

مصطفى و مراد مع روسيليا ف المستشفى .. بلغتهم ب إنها عرّفت الكل بخبر موت رامى و جايين يستلموه و هى هتبقى مع ليليان
فضلوا مستنيين و شويه و موبايل مراد رن ..
بص ف التليفون و إبتسم غصب عنه .. حاول يهرب منه بس معرفش .. كنسل مره و عمله صامت التانيه بس ف التالته إستسلم
مراد ب إبتسامه كاتمها : مممم نعممم
غرام بغيظ : بردواااا ؟

مراد ببرود مصطنع : المفروض إنك إتعودتى مش كل مره هتتغاظى .. وفّرى اعصابك
غرام بتريقه : اه صح ف دى عندك حق .. سكتت شويه .. يعنى ممم و نعم و رضينا و قولنا معلش عنده حَول ف لسانه .. إنما مبتردش على طول ليه زى البنى ادمين العاديين ؟ ايه الحَول نقل على ودانك
هى فاهمه إنه ف كل مره بيحاول يصدّها بس قدام إصرارها بيستسلم و ده نوعا ما فاتح قدامها طاقه امل إنه حتى لو مبيبدأش ف مش عارف يصدّ .. بيستسلم

مراد سكت و هى ضحكت بهزار : يا بنى احمد ربنا ان فى حد بيعبرك و لا بيسأل عليك
مراد بهزار : الحمد لله الذى لا يُحمَد على مكروه سواه
غرام : يعنى المفروض تبقا حسيس و جنتل و انت اللى تكلمنى و مبتعملش كده و قولنا معلش
مراد بهزار : عارفه انا ذلك الشخص الذى يكره المحادثات التليفونيه ب كل أنواعها و اشكالها و لتها و عجنها... جرّبى طرق اخري

غرام إبتسمت اوى : مممم ده انت عجبك بقا حوار إنى كل مره انا اللى اجيلك
مراد لسه هيتكلم هى بإندفاع : عموما انا تبع ستوديو (..) ف ... ليا عندك رد العزومه
مراد برّق : مين يرد ايه ؟ حضرتك العزومه كانت عليا انا
غرام بتستفزه : و الزياره كانت عليا انا
مراد إبتسم : ممم و بعدين؟
غرام : يبقا كل واحد يرد اللى عليه
مراد رفع حاجبه بعِند : طب مش رادد
غرام : طب ايه رأيك يبقا

قطعت كلمتها مع صوت مصطفى اللى نده جامد : مراااااد .. تعالى ل ليلياان
غرام كزّت على سنانها بغيظ و زاد غيظها مراد اللى قفل من غير و لا كلمه و سابها !
غرام بصّت للموبايل بغيظ و حدفته و نفخت بضيق : ايه حكايتك يا ست ليليان انتى كمان ؟ و تكونى مين بقا ؟
ريهام صحبتها عدّت عليها برّقت و رفعت حاجبها : انتى لسعتى ؟ خلاكى بتكلمى نفسك خلاص
غرام بغيظ : مين ليليان دى ؟!
ريهام : انتى بتسألينى انا ؟ مسألتهوش ليه ؟

غرام كزّت على سنانها : و هو إدانى فرصه
ريهام بهزار : و حتى لو سألتيه يا حبيبتى .. الراجل المصرى الوحيد اللى كلمه مرتبط دى مبتجيش على لسانه حتى لو متجوز اربعه ..
اه و ربنا .. دايما يا مطلّق يا ارمل .. على طول سنجل
غرام بغيظ : داك سنجه ف دماغك .. ثم إنه مش مصرى .. اتبطّى بقا
ريهام بفضول : امال ؟
غرام شردت و هى بصّتلها بضحكه تغيظها و حدفت عليها ورق من قدامها و الاتنين ضحكوا اوى

عاصم اخد همسه اللى صممت تكون معاه و سافر انجلترا لروسيليا و ليليان ..
نضال بيتجنب خالص اى حوار فيه ليليان ف مرضيش يسافر معاهم
وصلوا و راحوا ع المستشفى و هناك قابلوا روسيليا و مصطفى و مراد كانوا معاها و اللى عاصم إستغرب وجودهم و ضايقُه جدا
همسه بدموع : يا قلبى انتى حمد الله على سلامتك.

ليليان متكوّمه ف ركن السرير زى المتجمّده و عينيها تقريبا مش بترمش .. باصّه قدامها ف الولا حاجه و جسمها بيتهز بعنف
روسيليا بقهره : هى على حالتها دى من وقت ما فاقت و عرفت ب موت رامى
همسه قرّبت منها و بتلقائيه حضنتها و ضمّتها اوى اوى كأنها عايزه تدخلّها جواها ..
تخبّيها و تحميها من كل اللى بيحصلها
ليليان هنا إنفجرت ف العياط بهيستريا و دخلت ف نوبه و جسمها إبتدى يتشنج : ب.. با.. با..با .. بااباااا .. عايزاه .. محتاجاه .. عايزه با.. بااااا
همسه بصّت لروسيليا بعنف : يعنى انا بجد مش فاهمه ازاى أبوها سايبها ف الظروف دى ؟

عاصم رايح جاى قدام اوضتهم .. سامع حوارهم من برا و عمال ينفخ بغضب .. طلع موبايله و نفخ
عاصم بغضب : يعنى مكنتش عارف تيجى ؟ عدم وجودك عامل ربكه
نضال بزهق : معرفتش
عاصم : و هو انت بتعرف تعمل ايه اصلا ؟ ده انت حته عيله مش عارف تخلّص عليها و روحت خلّصت على ابن ابن عمك

نضال كزّ على سنانه : ماهو اللى عمل فيها سبع رجاله ف بعض و حامى الحما و إتجوزها .. و لعلمك ده كان متجوزها عشان ينزّلها مصر
عاصم بغضب : ماهى طفاستك اللى وصلتنا لكده .. وصلتنا لإنهم ينقذوها و لو كنت خلصت عليها على طول مكنش حد لحقها ..
و وصلتنا إنها تتجوز رامى عشان يدارى ع اللى عملته .. كان هيجرى ايه لو خلصت على طول ؟

كان زمان كابوسها خلص
نضال : اهو غار ف داهيه .. يستاهل
عاصم بغضب : معرفش ايه اللى عدّاها منها المرادى كمان
نضال بغضب : انا دخّلت واحد من رجالتى الشقه ظبّط كل حاجه .. ظبط السخان و علّى حرارته و قطع سلك الكهربا بحيث اول ما يشتغل يفرقع .. و فك ماسوره الغاز و لككها بحيث تسرب الغاز .. و نخلص بقا
عاصم بتريقه : لاء ناصح
نضال بغيظ : بتتريق .. طب لعلمك كل حاجه كانت ماشيه مظبوط زى مانا مخطط و كانت هتغور هى كمان لولا الزفت اللى إسمه مراد كان زمانها غارت

عاصم ب إستغراب : مين الواد ده و لازقلها ليه ؟ انا قولت يمكن باصصلها بس اهى اتجوزت رامى و اهو اللى مجوزّهم كمان
نضال إرتبك بتهتهه : م..ممعرفش .. اهو عيل بارد لازق لعبدالله جيرانا
عاصم بعدم فهم : إبنه ؟!
نضال بتتويه : لاء ده حتة عيل خريج ملاجئ و عبد الله اخده إتبناه .. بس شايف نفسه اوى
عاصم باستغراب : و انت سايبُه رايح جاى مع بنتك و لازقلها ؟

نضال بغيظ : متقلقش هو اللى جابه لنفسه .. انا هحدف عليه كام واحد من عندنا يجيبوا اجله .. و يا يتلهى لحد ما نخلص منها يا يحصّل رامى
عاصم بغضب : عموما انا برتب لحاجه كده و جايب معايا الواد حاتم ابن ماهر الشرقاوى هيظبط حوار كده لحد ما انت تتصرف ..
و انت إخلص عشان الحوار ده طوّل اوى و بقا سخيف .. ماهو مش حته عيّله اللى هتطربق الدنيا على دماغنا

قفل معاه بغضب و رن على همسه خرجتله
عاصم بضيق : يعنى ايه يا همسه احنا مش متفقين ؟
همسه بإصرار : لاء مش متفقناش على حاجه .. انا قولت هقعد يومين مع روسيليا و ليليان لحد ما إتطمن عليها و تبقى كويسه
عاصم نفخ بزهق : و انا قولت لاء
همسه ببرود : و انا قولت هقعد ف ريّح نفسك لإنى مش همشى.

عاصم سكت شويه : حاتم هيدخل لليليان يخلّص معاها إجراءات الوفاه و تصريح الدفنه طالما هتفضلوا هنا
همسه بإستغراب : ليليان ايه اللى يخلّص معاها ؟ انت مش شايف حالتها ؟
عاصم بقرف : هى مش كانت مراته ؟ لازم تخلص إجراءات خروجه و سفره
شاور ل حاتم اللى واقف وراه و هو دخلها و مضّاها على إجراءات الخروج و تصاريح الدفن و خرج ل عاصم و بصّله قوى و عاصم شاورله و نزل ..

عاصم قدام إصرار همسه سابها و اخد حاتم و معاهم جثه رامى و رجع على روسيا

ليليان نايمه و بتنهج و جسمها بيتشنّج : ابوياا .. عايزااه
و قامت مره واحده بتصرخ : باباااا
همسه بصّت لروسيليا بعنف : فين أبوها ؟ هاا ؟ سايبها كده ازاى ؟ مش جنبها ليه ؟ مش قلقان عليها ؟ مش زعلان ع اللى بيجرالها ؟
روسيليا قعدت ع الكرسى و حطّت راسها بين إيديها و إبتدت تعيط و شهقاتها بتعلى
همسه بصّتلها قوى : تعالى هنا صح .. ازاى تتجوز اصلا من غيره ؟ من غير ما يحضر و لا يبقا معاها .. هو ايه اللى بيحصل بالظبط ؟
روسيليا سكتت لإن خلاص فاض بيها و معتش فى حاجه تتقال ..

همسه بصّتلها بعنف و ضمت ليليان اوى اللى جسمها إبتدى يتشنج اول ما جات سيره نضال و تطلع صرخات مكتومه بقهره و بتتنفض..
روسيليا قامت جنب ليليان الناحيه التانيه قصد همسه لحد ما ليليان إبتدت تهدى بينهم و الاتنين بصّوا لبعض قووى .. روسيليا إبتدت تعيط بقهره و همسه متابعاها بجمود لحد ما روسيليا اخدت نَفس طويل و بصّتلها كتيير بتردد ____

عاصم دفن رامى بسرعه و رجع على انجلترا لإنه محبش يسيب همسه معاهم خاصه ف الاحداث دى .. مش ضامن ايه ممكن يحصل او يتقال قدامها

همسه بجمود : عاصم ؟!
عاصم بتتويه : ايوه .. عادى يعنى محبتش اسيبكوا لوحدكوا من غير راجل و ف الظروف دى
همسه بحده : ممم و بمناسبه الراجل بقا .. البنت اللى بتموت جوه دى أبوها فين ؟
عاصم إتخضّ مره واحده من سؤالها و هى بصّتله قوى بغموض
عاصم بصّلها بإرتباك و بصّ لروسيليا اللى كانت خرجت وراها قدام باب الغرفه اما سمعت صوت عاصم جاه و التلاته نظراتهم لبعض غامضه
عاصم بصّ لروسيليا قوى اللى دوّرت وشها و غمضت بوجع : اا.. ابوها ؟ ابوها مين ؟!!!!!
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الخامسة عشر بقلم أسماء جمال


همسه بين عاصم قدامها و روسيليا وراها و التلاته بيبصّوا لبعض بغموض
همسه : البنت اللى بتموت جوه دى أبوها فين ؟
عاصم إتخضّ مره واحده من سؤالها و هى بصّتله بغموض
عاصم بصّلها بإرتباك و بصّ لروسيليا اللى دوّرت وشها : اا.. أبوها ؟ أبوها مين ؟!
همسه بشك : نضال ! اللى لا كان معاها ف المستشفى ساعه ما إتخطفت و لا كان معاها و هى بتتجوز و لا معاها دلوقت .. هو مش أبوها ؟!


 
عاصم إتوتر و هى بصّتله قوى و بصّت لمكان ما بيبصّ بحده لقته باصص لروسيليا ..
بصّتلهم بشك .. نظراتهم غامضه هى مش عارفه تفسرها مش عارفه تفهمها حتى ..
عاصم مردش و هى هزّت راسها بقلة حيله على دايرة عدم الفهم اللى إتكتّفت جواها و مشيت من وسطهم ..
و عاصم و روسيليا بصّوا لبعض نظره طويله قوى .. المفهوم منها إنها كلها تهديد !


 
ليليان قعدت اسبوع ف المستشفى و نوعا ما إستقرت شويه ف خرجت على شقتها ..
روسيليا عرضت عليها يرجعوا على روسيا سوا و اما ليليان رفضت بشده روسيليا صممت تفضل معاها ..
عاصم اخد همسه و سافر .. مكنتش عايزه تسيبها ف حالتها دى .. حاجه جواها رابطاها بيها و مش قادره تسيبها و لا عارفه تبقا جنبها ..
مصطفى رجع على مصر و مراد نزل معاه.


 
مصطفى رفع حاجبه : و ده ليه بقا ؟ مانا بتحايل عليك تقضّى اجازتك عندى و انت كل مره بتصمم انا اللى اجيلك .. اشمعنا ؟
مراد بتتويه : عادى يعنى .. بعدين الواد عمار و اسر و عمر و محمد العيال دى وحشتنى .. مبنتقابلش إلا ف المصايب ..
مصطفى : العيال وحشوك .. ممم لا صدقتك
مراد : كمان يحيى وحشنى
مصطفى : اه على فكره بيسلم عليك جدا .. بيحبك جدا يحيى ده ..


 
ساعات بحسّه بيعتبرك اقرب من اسر إبنه
مراد إبتسم : يحيي العصامى ده حبيبى .. يحيى ده نقطه و من اول السطر ..
لولاه و لولا وقفته جنبى و مساعدته ليا مكنتش هبقا حاجه ..
لولاه مكنتش هدخل اكاديمية الشرطه .. قابلته عيل تايه ف مرمطه شغل الورش و القرف .. بوقفته جنبى خلانى المقدم مراد
مصطفى : و انت كمان لو مكنش عندك إصرار إنك تبقا حاجه مكنتش عمرك هتوصل للى وصلتله .. حتى لو وقف جنبك وزير الداخليه نفسه.

مراد إبتسم و سكت شويه : اه صحيح مفيش اخبار عن رحاب عامر .. من وقت ما نزلت مصر لا كلمتنا و لا بتجيلى اخبار منها
مصطفى : و لا انا اعرف حاجه عنها .. إختفت مره واحده
مراد بزعل : انا قصّرت معاها اوى .. أبوها وصّانى عليها و انت عارف هو كان ايه بالنسبالى .. كان المفروض ابقا جنبها اكتر من كده
مصطفى : خلاص ننزل و نشوف اخبارها


 
مراد نزل مصر مع مصطفى .. قابل اسر و عمر و باقى العيال .. إتجمعوا و قضوا وقت مع بعض
اسر غمز : خير يا طير .. رجلك خدت على هنا يا مارد
مراد : و انت مال اهلك هى كانت بلد أبوك
اسر : اه بلد ابويا امال بلد ابوك انت ؟
مراد بشرود : تفتكر ؟

مصطفى إنتبه لمراد و حب يتوّه : مممم ياعم سيبه ف حاله .. سيبه ف اللى هو فيه
مراد بصّله بغيظ و اسر إنتبه للغة الحوار بينهم : اوبااا اوعى تقولى إنه .. إنه ... لالالا و دى مين دى اللى حضّرت المارد
عمر ابن يحيي : اكيد جنيّه
محمد : اوبس لا كده الحفله هتبقا عليك
مراد بغيظ : جرا ايه يا بأف منك له .. انا قولت كده ؟
بص لمصطفى بغيظ : زفت بيهيّس يتاخدله على كلام ؟


 
اسر : يا عم القلب له احكام .. حتى ان حَبّ حمار بلجام
مراد قام بغيظ : حمار ؟!
عمر كتم ضحكته : بلجام حضرتك
مراد كزّ على سنانه : حمار ؟!

عمر : لاء انت يا ترد يا تقوم تمشى لاحسن شكلك بقا بودان قوى
اسر بخوف مصطنع : يخروبيت أبوك انت بتسخّنه .. الواد بيتحوّل تقريبا
مراد قام عليه و هو جرى و التانى قام وراه و مصطفى وراهم و فضلوا يجروا ورا بعض ..
هما صحاب اوى و من زمان جدا .. صحيح مراد عاش كتير ف روسيا و هما ف مصر بس هما دفعة مصطفى و منه إتعرفوا على مراد و من وقتها و هما صحاب ..

قعدوا كتير بعدها مراد روّح هو و مصطفى على شقتهم بس باله مشغول .. مكلمتهوش من كام يوم ..
من يوم ما كلمته ف المستشفى مسمعش صوتها تانى .. هو اه صحيح مش بيبتدى هو .. بس هى بتاخد اول خطوه .. بتسأل ..
حاول يراجع شويه .. معرفش يجمّع حاجه ..
بس افتكر إنه قفل ف وشها يوم ما كلمته و من بعدها متكلمتش .. معقول زعلت .. و لا فيها حاجه !؟

مراد نفخ بزهق و مسك موبايله و لأول مره ميترددش .. كلمها بس مردتش .. حاول تانى بس مفيش .. قلق اكتر ف سابلها مسدج مختصره " انتى كويسه ؟ "
غرام اول ما موبايلها رن منه إبتسمت اوى .. إبتسامة انتصار لقلبها ..
كانت متراهنه إنه هيستغيبها .. متعرفش بعدت عشان تشوف كده و لا عشان إتضايقت من اسم ليليان اللى بقا يتكرر قدامها و متعرفش حاجه
بس صممت متردش .. كانت عايزه تجيب اخره .. تشوفه يوم ما هتغيب هيدوّر و لا هيستسلم .. مكنتش هتبعد بس عايزه تشوف هى وصلت جواه لفين

وصلتلها المسدج و بعد ما كانت هتفتحها إتراجعت بمكر و قراتها من برا و سابتها غير مقروءه عشان تشوف رد فعله
غرام إبتسمت بمكر : ماشى يا مرادى .. اما نشوف انت و لا غرام ؟!

مراد نفخ بضيق .. مش عارف يوصلها .. ساب الموبايل و حاول ينام بس مفيش .. منين هيجى النوم ؟ الليل كله عدّى و هو بيتقلّب من جنب للتانى
قام الصبح لبس و نزل .. هو خلاص جاب أخره ..
اخد عربيته و مشى لحد ما وقف قدام الاستديو تبع شغلها اللى قالتله عليه ..
أقنع نفسه إنه هيشوفها من بعيد و يمشى .. يتطمن بس إنها كويسه ..
فضل كتير ف عربيته و الاخر لمحها .. اكتشف إنها كانت وحشاه جدا ..

شقاوتها هزارها ضحكها جنانها تريقتها .. كل حاجه .. حاول يمنع نفسه بس فشل
نزل بتردد و قبل ما يتراجع لمحته ف رفعت حاجبها ب إبتسامه : ممممم تصدق طلعت بتفهم اهو
مراد ببرود مصطنع : ممم نعمم
غرام بغيظ : بردوا ؟
مراد ضحك اوى : اعمل ايه و الله إتعودت مش اكتر
غرام بغيظ : لإنك طول الوقت مع الشاويش فلان و العسكرى علّان و مش عارف مين ..

إنما متعودتش تتعامل مع الجنس الرقيق ..
مراد ضحك اوى و هى كمان بس افتكرت اسم ليليان ف كشّرت : و لا على ايه ؟ ما الحكايه فيها ليليان و بتاع المفروض إنك متعود
مراد هنا فهم : مممم طب اركبى
غرام بغيظ : لاء
مراد : اكيد مش هنقف كده فُرجه للرايح و الجاى مش إستعراض هو
غرام بعِند : بردوا لاء
مراد ببرود مصطنع: مممم طيب براحتك

سابها و لفّ و راح على عربيته ركب و لسه هيقفل الباب .. لقاها قرّبت بغيظ و هى بتكزّ على سنانها ..
مراد بضحكه همس : استر يارب
غرام بغيظ : ايه براحتك دى ؟ ايه براحتك ؟
مراد : اعملك ايه طيب ؟
غرام بغيظ : تعملى ايه طيب ؟! تتحايل عليا .. تترجانى .. تقولى مالك اقولك مفيش .. ترجع تقولى تانى مالك ارد تانى ب مفيش ..
لحد بتاع ميه و خمسين ميتين مره و من غير ما تزهق
مراد رفع حاجبه : و بعدها ؟!
غرام ببراءه مصطنعه : اكيد بعد الميتين مره انا اللى هزهق و اقولك

مراد حط إيده على راسه بضحك : طب لفّى و اركبى .. ماهو اكيد مش هسمّع الميه و خمسين مره ف الشارع .. ده انتى بشكلك ده هتعدّيهم ورايا
غرام بعِند : لاء
مراد رجّع ضهره ع الكرسى لورا و إبتسم لمناغشتها و مره واحده عمل نفسه هيدوّر العربيه و ف حركه سريعه كانت نطت جوه العربيه بس من ناحيته ..
الباب اللى ناحيته كان مفتوح زقتّه و نطّت مكانه و شدّت الباب
مراد إستسلم لشقاوتها بس رفع حاجبه و هى ببرود قفلت الباب و حطّت حاجتها و إبتدت تدوّر العربيه
غرام بغيظ : ماهو الذوق بيقول تنزل تفتحلى الباب و تقف اما اركب كمان ..

و طالما انت معندكش خبره ف التعامل مع البنات الرقيقه هعلّمك بس بطريقتى
مراد بتريقه : و هى دى طريقتك ؟ ممم طب اطلع ياسطى
غرام طلعت و مراد جنبها بيبصّلها مبتسم و عيونه بتلمع
مراد ابتسم : هنروح فين بقا ؟
غرام : انت متسألش .. طالما جيتلى لحد عندى يبقا اليوم ده بتاعى و بس .. انا اللى اقرر
مراد : ممم و بعدين؟
غرام : هنروح الاول ناكل حاجه و بعدين

قطعت كلامها لما مراد ضحك اوى : أسألك سؤال وتقولي الصراحة ؟
غرام ب هزار : انا لما حد يقولي أسألك سؤال وتقولي الصراحة السؤال ده بيخليني أفكر ف الكدبة قبل ما أجاوب
مراد ضحك اوى : لا بجد .. على كده بقا بتعرفى تطبخى ؟!
غرام ببراءه مصطنعه : امااال .. بس الحاجات الخفيفه .. بيض مكرونات اندومى نواشف كده يعنى .. ده انا يتعملى تمثال يابنى

مراد رفع حاجبه : و ده اسمه طبخ ؟ و الله اللي مفكره الاندومي والبطاطس المحمره وقلي البيض طبخه
دي بقي يتعملها تمثال خشب ويتكسر ع دماغها ..
غرام بهزار : يوووه
مراد بتريقه : مممم و على كده بقا مبتاكليش إلا دول بس و لا بتحبى ايه ؟
غرام بضحكه عذبه : عارف انت السؤال اللي ما بقدرش اجاوب عليه ايه اكلتك المفضلة ؟
الاخضر واليابس حضرتك .. بلاش إحراج بئا

مراد إنفجر ف الضحك و هى بتكشيره مصطنعه : خلاااص انا قررت هعمل ريجيم
مراد إتريق : ممم كووويس ، و هتبدأى امتى ؟
غرام مطّت شفايفها بضحكه مكتومه : ﻻاء انا لسه مقررتش هبدأ امتى .. بس قررت و خلاص
مراد ضحك و هى ضحكت بتريقه : ماهو كان فى شيطان موسوس ف دماغ البنات و مفهمهم ان اما يجى رمضان هيخسوا لوحدهم .. بس تقريبا الشيطان ده هيسلم على إيدينا

مراد ضحك اوى و مره واحده ضحكته إنقطعت لما إلتفت ف المرايه و لمح عربيه وراهم
غرام لاحظت سكوته فجأه و إنتباهه جنبه.. بصّتله و بصّت للمرايه و بتلقائيه بصّت وراها .. و هنا إبتدى ضرب النار يتوجّه عليهم بعنف
مراد إلتفت وراه لمح كذا عربيه بيقرّبوا منه بسرعه و بيحاوطوه .. العربيات كانت كتير جدا و مش بتضرب بعشوائيه .. لاء دى بتضرب عليه نار بشكل حيوى .. يعنى حد عايزوه يموت ..

فجأه عربيه طلعت قدامه ضرب فرامل جامد.. العربيه فضلت تلفّ حوالين نفسها .. مراد إتحكّم و وقّف العربيه
عدّت عربيه من جنبه .. مراد كان عامل حساب طوارئ زى دى و شايل مسدس ف العربيه ..
خرّجه بسرعه و إبتدى يتعامل بس هنا لمح العربيه بتقرّب الناحيه التانيه من جنب غرام ..
مراد حط إيده على كتفها بضهرها و نزّلها ف العربيه تحت و قعد مكانها و إبتدى يسوق هو ب إيد و المسدس ف الإيد التانيه
أخد نَفس طويل و إدّى لنفسه ثقه إنه هيعرف يلمّ الموقف ..

كان معاهم سلاح و وقفوا حاوطوا عربيته و فضلوا يضربوا عليه نار ..
مراد قفل كل إزاز العربيه و بقى يبص حواليه كذا عربيه قدامه و جنبه من كل جهه ..
مابقاش عارف يتحرك ازاي .. بلع ريقه و إبتدى يفكر بشكل سريع هيخرج من الموقف إزاى ..
مره واحده بص لغرام قدامه .. حس إنه ف اختبار ع الاقل لو مش قدامها ف قدام نفسه .. لازم يثبت لنفسه قبلها إنه حتى لو شغله خطر ف هيعرف يحميها .. ع الاقل عشان يكسر حاجز الخوف اللى متملّك منه
دوّر العربيه بسرعه و رجع بيها خطوات سريعه لورا .. فضلوا يضربو عليه نار بقى يسوق بسرعه جدا

غرام ناخّه برجلها ف ارضية العربيه و حاطّه إيديها على بوقها كاتمه ضحكتها ..
مراد كان مركز اوى مع اللى وراه و اللى كانوا اكتر من عربيه و مركز كمان ف السواقه بس مقدرش يمنع نفسه إنه يبصّلها

مراد ب غيظ من ضحكتها : مممم نعممم ؟
غرام برّقت : بردوا ؟ بردوا ؟ لالا طالما الكلمه كمّلت معاك لحد هنا يبقا افقد الامل انا
مراد ضحك غصب عنه : بذمتك ده وقته؟
غرام : ماله وقته ؟ حلو وقته .. لذيذ وقته .. هو فى احلى من كده .. اكشن بقا و حركات
مراد إنشغل بكلامها ثوانى و ده كان كفيل ينشغل و مياخدش باله من العربيه اللى قصاده و الرصاصه اللى طلعت و لسه هيوجّه مسدسه الرصاصه جات ف إيده

مراد كتم صرخته .. بصّ وراه لاحظ إنهم اكتر من عربيه و هو إتصاب و ف إيده و ده هيعجّزه و معاه غرام اللى إبتدى يخاف بجد عليها ..
هنا فتح العربيه من تحت و طلّع حاجات و إبتدى يولّع فيها و يحدف ع العربيه اللى وراه و يصوّب المسدس ناحيه العَجل و ثوانى و كانت مولعه ..
و طلع تانى و حدف ع التانيه و زيها ولّعت و كذا مره لحد ما خلص منهم و بعدها إتنفس بصوت عالى و إبتدى شويه شويه يسوق بهدوء
مراد بصّلها بغيظ : ايه رأيك فى احلى من كده يا بتاعة الاكشن ؟

غرام بهزار من بين دموعها اللى إبتدت تنزل اما لمحت إيده إتعورت : لا اكشن ايه بقا .. انا اخرى ف الاكشن احدف البطاطس ف الزيت و اطلع اجرى
مراد ضحك اوى و مسك إيده بوجع .. و هى قامت مره واحده و هنا خبطت ف سقف العربيه
مراد من بين ضحكُه : احيييه على بتاعة الاكشن

و هنا لمح كدمات ف قورتها و وشها ..
ميّل عليها بقلق : ايه ده ؟ من ايه ؟
غرام بهزار : لا دى ضريبه الاكشن متقلقش
مراد إبتسم من بين قلقه : انتى فيكى حيل تهزرى ؟

اخد طريقه للمستشفى و هى طلعت براحه جنبه .. بتبصّ لجرحه ف إيده اللى بتنزف و مش عارفه تعمل ايه .. خرّجت مناديل ورق و بتمسح الدم من إيده براحه
مراد إتنهد بغيظ بصوت عالى : هو ده اخرك ؟ يا ختاااااى
غرام بدموع : بتتريق ؟ هو ده وقته ؟
مراد بيقلد صوتها بتريقه : ليه ما حلو وقته .. لذيذ وقته .. هو فى احلى من كده .. اكشن بقا و حركات
غرام بضحكه دموع : لا مانا اعتزلت الاكشن خلاص
مراد ضحك بصوته كله و هى بصّتله بغيظ و شويه شويه قدام ضحكته تاهت معاه ف الضحك و هو بتلقائيه ضمّها عليه بقلق عليها من اللى جاى معاه ..

وصلوا المستشفى و مراد اخدها و دخل ..
دخله دكتور و إبتدى يتعامل معاه و يخرّج الرصاصه اللى كانت بعد كفّه بشويه
خلّص و كان مرجّع ضهره لورا و حاطط إيده التانيه على راسه و مغمض ..
غرام جنبه بتبصّله بدموع و قلق
مراد و هو لسه مغمض : لاء مش محتاجه ده كله .. ماهو الرصاصه ف إيدى مش ف قلبى
غرام بلهفه : يسلملى قلبك.

مراد فتّح عيونه مره واحده من رعشة صوتها و إتنهد لإنه من اللى شافه ف عينيها عرف إنه كان غلطان لما حاول يقنع نفسه إنهم هيبقوا صحاب و بس طالما مش عارف يبعدها
مراد إتنهد : الدكتوره مشافتش وشك اللى إتشلفط ده ليه ؟
الدكتوره : مرضيتش إلا اما انت تخلص

الدكتوره قرّبت منها و إبتدت تطّهر الكدمات اللى ف وشها و كان فى جرح صغير اخد غرزتين و مسحت وشها و قامت و مراد اخدها و خرجوا
غرام راحت ناحيه عربيته و هتقعد مكانه تسوق
مراد رفع حاجبه : مممم نعمم ؟
غرام بغيظ : ياختااااى لاء انا مش هناهد معاك تانى
مراد إتزنق فيها و قعد مكانه و هى إضطرت تبعد شويه و ساق هو و مشيوا
مراد : هاا هتروحى على فين ؟
غرام : اسمها هنروح على فين .. و بعدين مش هتفرق

مراد إبتسم لإنها واثقه فيه كده و هى بوّظتها عليه : ايه حته المهم ناكل لاحسن انا واقعه
مراد بغيظ : لاء ده انا اللى هزقّك اوقّعك تحت العربيه و اخلص
ضحكت اوى و هو من بين غيظه إبتسم اوى و مشيوا ..

اخدها كافيه راقى جدا و هادى .. إتغدوا و شربوا حاجه و إبتدوا يتكلموا كتير .. كتير جدا .. ف حاجات كتير ..
مراد كان متحفّظ جدا ف الاول بس إبتدى يستجيب لتلقائيتها ..
و هى إتكلمت كتير عن كل حاجه تخصها .. شغلها دراستها حياتها بيتها اهلها الحاجات اللى بتحبها حتى صحابها ..
كأنها كتاب و فتحته قدامه و سمحتله يقرا و مراد إندمج جدا ..
مراد : انا ملاحظ إنك على طول بتجيبى سيرة خوالك .. مفيش عمامك .. حتى ابوكى.

غرام إتنهدت ب اسف و هو حسّ إنه أحرجها و حبّ يغير الموضوع بس هى لحقته : يمكن عشان ماليش اعمام .. بُص هو عم واحد .. مش عَم اوى
مراد رفع حاجبه و هى إبتسمت بحب : عمو مراد .. هو مش اخو بابا بس زى الاخوات و صحاب جدا من زمان و كان جوز اخته اللى يرحمها..
ف قريبين من بعض جدا و بالتالى بعتبره عمى
مراد : مممم و ابوكى ؟ ليه بعيده عنه كده ؟

غرام سكتت كتير و هو احترم سكوتها : بُص هى الحكايه مفهاش كتير .. هو شغال ف المجال بتاعك ده .. ف المخابرات بس هنا ف مصر ..
مهاب السويدى اكيد سمعت عنه .. كان متجوز قبل ماما و مخلّف كمان .. معاه مازن اكبر منى .. اتطلقوا .. كان اخر طلاق ليهم و مكنش فى حل غير ان مراته تتجوز محلل عشان ينفع ترجعله و عاندوا قصد بعض و انفصلوا ..
بعدها بابا اتعرف على ماما و اتجوزوا ..

او تقدر تقول ده كان جزء من العِند لإن مراته الاولى كانت إتجوزت ..
بعدها إتطلقوا هو و ماما تقدر تقول لمجرد إنها حملت فيا .. مكنش عايز خلفه تانى .. او يمكن كان بيتلكك ..
اصل ماما عرفت بعدها ان مراته الاولى إتطلقت بعد جوازها بسنه و خلاص بقا ينفع يرجعوا لبعض .. و فعلا رجعوا و ساب ماما !

مراد : مكنش ينفع يكمّل مع الاتنين حتى ؟
غرام إبتسمت بدموع لمعت ف عينيها : اذا كان مكملش معايا انا هيكمّل مع ماما ؟
خرّج نفسه برا دايرة حياتى .. بقيت بسمع عنه بالصدفه لحد اما ماما بطّلت تستناه ف بطّلت تتكلم عنه و انا بطّلت اسمع عنه و فهمت إنه مش جاى ..
بقيت بعرف اخباره من برا لدرجة ان اما حد يعرف إنى بنت مهاب السويدى بيتفاجئ
مراد : مش بتشوفوا بعض ؟ بتزوريه بيزورك كده يعنى
غرام : بيزورنى دى لاء خالص .. بزوره .. يعنى كنت الاول بتحمّس اعمل ده بس بعدها بقت زيارتنا تخف شويه شويه لحد ما إختفت

مراد بشرود : و انتى متضايقه ليه كده ؟ احسن من مفيش
غرام : و هو كده فيه عشان يبقا احسن من مفيش ؟
مراد بشرود : ااه .. كفايه ان في إسمه .. إنك شايله إسمه و عارفاه
غرام بصّتله قوى و حست ان فى ورا كلامه كلام تانى بس محبتش تتكى عليه و تبوّظ اليوم

قضّوا كل اليوم مع بعض .. اليوم كان لذيذ .. و مراد حسّ هنا ان اخر مقاومته بتقع ..
يمكن الموت اللى كان مقرّب منه و اللى لسه ميعرفش سببه هو اللى زقّه ناحيتها .. خلّاه يخاف .. كان عنده قابليه لإنه يعيش لوحده .. بس يموت لوحده دى الجرح اللى حطّت إيديها عليه
خلّصوا و مراد اخدها لمكان شغلها
مراد : مسألتنيش رايحين فين ؟

غرام : و اسأل ليه ؟ مش انا معاك .. خلاص
مراد إبتسم : عموما رايحين مكان ما خدتك
غرام بإستغراب : شغلى ؟ ليه ؟
مراد بغيظ : ياختااى .. عربيتك
غرام ضحكت و وصلوا بس ملقوش العربيه

مراد رفع حاجبه و هى زمّت بوقها ب ضيق لإنها فهمت خاصه لما إنتبهت لموبايلها اللى فصل
غرام لفّت و ركبت و هو ركب : ايه ؟
غرام : لا متقلقش .. ده حد من خوالى اكيد بعد ما كلمونى و لقوا موبايلى مقفول
مراد : عملتلك مشكله ؟

غرام : لاء خالص ..
سكتت شويه : انت فاكر يعنى إنه نوع من الاهتمام و كده و لا حد فيهم اصلا اللى جاه اخدها..
لاء خالص ده اكيد بعت حد يشوف مبردش ليه و اما ملقنيش و لقا العربيه اخدها ع البيت عشان يوصّلى إنه عرف إنى كنت طول اليوم برا
مراد : طب ماهو ده بردوا اهتمام.

غرام بضيق : او سيطره .. برستيج بقا و كده .. سيبك انت اليوم كان من اجمل ما عيشت و مش عايزه اعكره
مراد بصّلها قوى و إبتسم بقلق عليها و سكت.. وصّلها لقبل البيت شويه و وقف : اكمّل ؟!
غرام إبتسمت : عندك إستعداد ؟
مراد سكت شويه : لاء .. دلوقت لاء

غرام حسّت إنه مش ده اجابه سؤالها .. ده اجابه السؤال اللى ورا سؤالها ف إبتسمت لفكرة إنه بقا عنده استعداد بس الفكره ف الوقت
غرام : هشوفك تانى صح ؟
مراد : ان شاء الله
غرام : لاء انا عايزه اشوفك .. مش هينفع تتساب على طول للظروف
مراد رفع حاجبه : طب مانا قولت ان شاء الله
غرام بهزار : لاء هنا ان شاء الله يعنى لاء.

مراد إبتسم : استغفر الله بوظتوا المفاهيم .. عموما سيبيها على ربنا .. زى ما بيرتبها كل مره اكيد هيرتبها .. مين عارف مش يمكن يرتبها اقرب من ترتيبنا احنا
غرام إبتسمت : اقرب امتى ؟ هيكون إنهارده مثلا ؟!
مراد رفع حاجبه : تانى ؟ اكتر من كده ؟ مزهقتيش ؟

غرام هزّت راسها بإبتسامه و هو إبتسم و نزلت .. فضل متابعها لحد ما وصلت و بعدها اخد نفسه و مشى !

مراد روّح ع شقته مبسوط من اليوم كله .. تفاصيل اليوم مُبهِجه .. حسسته بالحرمان اه .. حسسته بلخبطه جوه اه ..
بس حسّ ان زى العطشان اوى و إستسلم للموت من العطش و مره واحده ظهر قدامه ميه خايف يمد إيده و يشرب و بعدها يعطش تانى و ميلقيش بعد ما داق و إرتوى و خايف يسيبها و يموت و ساعتها هيبقا مات من الحرمان مش من العطش .. لسه حته جواه متردده ملغبطه
شويه و مصطفى وصل : يابنى انت فين ؟ من وقت ما كلمتنى و عرفت منك اللى حصل و انا مش عارف الاقيك

مراد : مش طمّنتك ؟ عايز ايه تانى ؟ بعدين انا كلّمتك لا يكون انت كمان حصل معاك حاجه ؟
مصطفى سكت شويه : معرفتش تبع مين ؟
مراد هز راسه بتفكير و مصطفى إتردد شويه : اما روحت المكان لقيت عربيه من اللى كانوا وراك و تقريبا فى شك فيها
مراد ببرود : شك ازاى ؟
مصطفى : تبع مصانع الشرقاوى اللى هنا !!

مراد هزّ راسه و مصطفى بإستغراب : متفاجئتش يعنى !
مراد بتفكير : بعد وقفتنا مع ليليان توقعت كده .. كل مره بتتأذى محدش بيلحقها غيرنا .. يعنى احنا زى الشوكه ف الزور اللى لازم تنكسر
مصطفى بقلق : و احنا مش هنسيبها صح ؟ انا مش هتخلّى عنها مهما حصل .. دى اختى
مراد بصّله بشرود : لاء مش هنسيبها .. بس لازم نفهم بقا عشان الموضوع كده بقا مريب
مصطفى غمز : ممم طب ايه ؟ مش هتقولى بردوا كنت فين طول اليوم ؟

مراد رفع حاجبه بعِند : لاء .. و بطّل تسأل كتير .. انت مش قولت سيب نفسك .. اهو سيبت نفسى و ربنا يستر بقا
مصطفى بهزار : طب يلا يا سايب .. العيال مستنينا هنسهر للصبح
مراد : ما تجيبهم نسهر هنا
مصطفى هز راسه بتريقه : هناا ؟! لاء انا قولت سيب نفسك مش اربط نفسك .. يلا يا عم هنا مين .. ده الكباريه ملغّم
مراد افتكر غرامُه و إبتسم بس قدام إصرار مصطفى و صحابه اللى مبطلوش رن إضطر ينزل معاهم

لبسوا و راحوا ع الكباريه و إتجمعوا هناك .. مزيكا و رقص و تنطيط بس مراد باله ف حته تانيه

غرام بعد مراد روّحها دخلت البيت بهدوء .. طلعت على اوضتها و ثوانى و دخلت امها وراها
أمها : ايه يا غرام كنتى فين من الصبح ؟ خالك ودانه بتطق نار
غرام إبتسمت ببرود : عادى كنت برا
أمها : ايوه يعنى برا فين ؟ و هو متضايق ليه كده؟
غرام : و مسألتهوش ليه ؟
أمها : مقاليش بس شكله ميطمنش .. عموما يلا غيّرى و إنزلى عقبال ما احط الاكل

غرام بعد ما كانت هترفض إتراجعت بضيق .. لبست و نزلت كانوا خوالها عدّى و اللوا شاكر و سيف إبنه قعدوا و هى قعدت بهدوء و إبتدوا ياكلوا بصمت ..
خالها شاكر بيبصّلها بغموض و هى ملاحظه و فاهمه بس متجاهله
شاكر : انا بعتت جيبت عربيتك لهنا ؟
عُدّى : صحيح يا غرام انا كلمتك اكتر من مره على اوقات مختلفه و موبايلك مقفول .. كنتى فين ؟
سيف بصّلها و هزّ راسه بتريقه و سكت
غرام بهدوء : كنت مع مراد !!

خالها شاكر حطّ المعلقه من إيده و بصّلها قوى و هى بصّتله ببرود
سيف بغضب : اه انتى قولتى يعنى اكيد عرف ف مفيش داعى للف و الدوران
غرام بحده : انا عمرى ما كان ليا ف اللف و الدوران .. مش اسلوبى
سيف : و ايه هو بقا اسلوبك ؟ شاور على الجرح اللى ف راسها .. ده بقا اسلوبك ؟ البلطجه
غرام بحده : معتقدش إنه يخصّك .. و احترم نفسك ف كلامك معايا يا سيف.. و قولتهالك قبل كده يا تتكلم بذوق يا تبطل كلام معايا
شاكر بصّله : ملكش دعوه انت.

و رجع بصّلها : طيب صراحتك تمام على عينى و راسى بس ده مش معناه ابدا ان اللى عملتيه صح
غرام : و ايه اللى عملته غلط ؟ واحد كان المفروض ف بينا شغل
قاطعها سيف بحده : و هو فين الشغل ده ؟
غرام : اعتذر عنه و انا تقبّلت عُذره .. و عزمته ع الغدا و خرجنا إتغدينا
سيف بغيظ : عزمتيه ؟
غرام : ايوه .. كلمنى و اعتذر و انا من باب الذوق عزمته و هو قِبل
شاكر : و موبايلك ؟

غرام : فصل شحن
سيف : ده انتى مجهزه ردودك كويس
غرام بحده : لأخر مره هنبّهك إنى مش هقبل طريقتك دى

شاكر بصله بغضب و رجع بصّلها بغموض : و انا مصدقك .. عشان زى مانا عارفك ف عارفُه كويس اوى ..
و عارف ان تفكيرك ارقى من إنه يحدفك ف سكته .. و هو مهما عمل ف مش هيعرف يجيبك لسكته الوسخه لإنك غيره و غير سكته و غير اى واحده من المذبله اللى هو عايش فيها
.. ده لا نسب و لا اصل و لا حد يعرفله اهل ..
عيل ابن حرام يعنى ..
غرام بصّتله بحده و هو كمّل ببرود : اه ابن حرام .. و هو اللى يترمى ف ملجأ و لا اب و لا ام يبقا جاى منين غير الحرام .. و اهو طالع شبه أبوه ايا كان مين ..مغروز ف الحرام

غرام بصّتله بضيق و سكتت بس مقدرتش ف إندفعت بهجوم : ليه ؟ ايه المذبله ف حياته ؟ تعرف ايه عنه مخليك تهاجمه كده ؟
عرف كام واحده و ( بصّت لسيف بتريقه ) و الله حتى لو .. ف مش لوحده اللى بيعمل كده .. و كفايه إنه لا متجوز و لا خاطب
شاكر بهدوء : و انتى عرفتى منين انه لا متجوز و لا خاطب ؟
غرام إرتبكت : عادى .. الكلام جاب بعضه
سيف بتريقه : و من امتى بقا و انتى رأيك ان الواحد طالما مش متجوز و لا خاطب يبقا براحته ؟

فين الشعارات بتاعة الاحترام و الاخلاق و الدين و الاخلاص و يعمل كده لنفسه ... ايه بسرعه الاخلاق إتجزّئت؟
غرام : مش شايف نفسك برا الموضوع خالص
شاكر بغموض : هو حر .. ميخصّناش .. ده واحد مالهوش حُرمه .. ده كان هيموت لولا ستر ربنا .. و مشى من قدام الموت ع الكباريه

غرام بصّتله اوى و هو سكت شويه و بصّلها بترقُّب : اما مردتيش بعت حد يشوفك و عرفت إنك ركبتى معاه عربيته
غرام بمقاطعه : ممم و فضل ورايا طول اليوم و نقلك اخبارنا بدقّه
شاكر : و قالى إنه ف الكباريه ف معجنه قرف هناك .. زى عادته يعنى .. مضيّعش وقت حتى
سابها و قام و هما خلّصوا اكل و قاموا و هى طلعت اوضتها بخنقه .. رايحه جايه بضيق .. رنّت على مراد مره ورا مره بس مبيردش

قامت مره واحده لبست و نزلت اخدت عربيتها و خرجت
.. خالها حسّ بيها خارجه بس مرضيش حتى يسألها لإنه عارف كويس هى رايحه فين ..
ف سابها عشان الموضوع ده ينتهى من غير حتى ما يبتدى !
اخدت عربيتها و راحت الكباريه اللى خالها قالها عليه ..

وقفت كتير برا و إترددت تدخل .. لفّت و ركبت عربيتها ترجع بس مقدرتش تمنع نفسها .. ف نزلت تانى و دخلت

دخلت جوه و إبتدت تلف بعينيها بقرف للمكان و اللى فيه .. كل اللى فيه سكرانين و عريانين و رقص و خمره و رقاصين ..
و من وسط ده كله عينيها لمحته بكاس ف إيده وسط لمّه صحابه و لمّه رقاصين حواليهم و حشيش و الكل ضايع

مراد بيتلفت مره واحده و هو بيضحك و الكاس ف إيده و هنا لمحها بتبصّله قوى بعيون مدمّعه بعتاب ..
و إتلاقت عيونهم ف نظره طويله اووى .. و بعدها مشيت من قدامه بسرعه لبرا
مراد إتنهد بضيق .. إتردد كتير يروح وراها .. عقله بيقوله سيبها و بكده هتعمل هى اللى انت معرفتش تعمله .. معرفتش تبعد انت هى هتبعد .. و قلبه إتمرد ..

فضل متجمد مكانه شويه قلبه كأن حد بيعصره و بتلقائيه شاف لقطات من حياته قبلها .. حياته بضلمتها و وحدتها قبل ما هى تنوّرها .. شاف الموت و هو بيحوم حواليه .. و الاصعب من ده كله شاف لقطات من ذكرياته المدفونه جواه ..
و هنا مقدرش يستنى اكتر من كده و لا قدر يستحمل خيبة الامل اللى شافها ف عينيها

مراد قام فجأه و مصطفى لسه هيقوم وراه شاورله يقعد و طلع بسرعه وراها ..
لمحها لسه ف عربيتها كأنها مستنياه بس بتعيط .. إتنهد بإرتياح على فكرة إنها مستنياه رغم ده كله .. إنه دايما بابها مفتوحله و دايما له فرصه تانيه عندها .. و هى بصّتله و دوّرت وشها ..
راحلها و ركب معاها و هى اخدت العربيه بهدوء و مشيت .. فضلت تلفّ كتير بصمت و هو كمان ساكت لحد ما وصلت لمكان وقفت فيه
بصّتله بهدوء : مش عايز تقولى حاجه ؟!

مراد سكت و هى إستنته شويه و فتحت و نزلت وقفت و هو نزل وقف وراها
غرام سكتت كتير : اهلك فين يا مراد ؟ مين ؟ لوحدك ليه ؟ ليه غامض كده ؟ ليه دايما ساكت ؟
و ليه مش عايز حد حتى انا ؟ ليه مش عايز حاجه لدرجة بايع حياتك للموت بسهوله كده ؟ ليه سهر و شُرب و سُكر ؟ بتعمل كده ليه ؟ عايز ايه من ده كله ؟

مراد كان واقف وراها و هى بتتكلم .. لفّت ناحيته و هنا لمحته مغمض عينيه قوى بعنف كأنها بيحبس حاجه جواها بالعافيه ..
ندمت حسّت إنها إتكّت على جرح جواه بس لازم تفهم .. قربت منه بتلقائيه و إتّكت على إيده براحه كأنها بتديله الامان يفتحلها قلبه .. بتديله الامان اللى يمحى الخوف اللى سيطر عليه من كلامها ..
فتّح عينيه براحه و هنا لمحت فيها قهره و وجع لو خرجوا من عينيه هيغرقّوا الدنيا بحالها
غرام إبتسمت بعشق : افتحلى قلبك يا مراد .. افتحلى قلبك و خرّج كل اللى انت دافنُه جواه .. هترتاح .. مش هتندم

مراد غمض عينيه و رجع بذاكرته ل ورا قوى .. ل ورا ال 19 سنه و اخد نَفس طويل .. طويل قوى و إبتدى يخرّجه واحده واحده على هيئه كلام :
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة السادسة عشر بقلم أسماء جمال


غرام إبتسمت بعشق : إفتحلى قلبك يا مراد .. إفتحلى قلبك و خرّج كل اللى انت دافنُه جواه ..
مراد بصّلها بوجع : في ﺯﻋﻞ بيخلّى الواحد ﻋﺎﻳﺰ يكلم
ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ اللي يعرفهم ﻋﻦ ﺍﻟﻲ ﻣﻀﺎيقُه ﻋﺸﺎﻥ ﻳﺨﻔﻔﻮﺍ عنه .. ﻭﺯﻋﻞ الواحد بيشيله هو يتخنق ﺑﻴﻪ ﻟﻮﺣﺪه ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺒﻴﺘﺨﻔﻔﺶ ولا يتحكي أصلآ !
غرام : طب جرّبنى .. هترتاح .. مش هتندم
مراد رجع بذاكرته لورا و إتنهد و اخد نَفس طويل.. طويل قوى و إبتدى يخرّجه واحده واحده على هيئه كلام .. شرد و افتكر ذكريات مدفونه جواه بقهره من 19 سنه.

Flash baak

عيل عنده خمس سنين متمدد على سرير ف المستشفى و متوصّل ب اجهزه و فجأه رمش كذا مره و إبتدى يفوق و صرخ بصوته كله : اااااااه
دخلت عليه ممرضه اللى إتفاجئت بيه بيفوق بعد ما قلبه وقف و اعلنوا موته و كان دقايق و هيترمى برا المستشفى و الله اعلم كان هيلاقى اللى يندفنه و لا هيعفّن ف الشارع !

الممرضه بسرعه ندهت دكتور جاه معاها و إتأكد من إنه لسه عايش و إبتدى ينعشه و يسعفه ب اكسجين عشان يرجع للحياه مره تانيه
قعد اسبوع ف المستشفى ع الحال ده لحد ما قرروا يخرّجوه و هو مش عارف رايح فين و لا على مين


 
بيعيط بحًرقة طفل عنده اقل من 5 سنين لوحده من غير اهله اللى مش عارف يوصلهم و لا يعرف عنهم تفاصيل دقيقه ممكن توصّله ليهم
مراد بتعب بيغمض و يفتح بالعافيه بإرهاق : انا هنا فين ؟ ايه اللى حصل ؟
الدكتور بتأفف : جيت ف حادثه
مراد بتوهان : مين جابنى هنا ؟ مين اللى معايا ؟
الدكتور بزهق : معرفش
مراد بتوسّل : ودينى لأهلى طيب
الدكتور بضيق : معرفهومش و اللى كانوا معاك ف الحادثه حد اخدهم و خرجوا
مراد بصدمه طفوليه : و سابونى ؟


 
الدكتور نفخ : قلبك وقف إفتكروك ميت ف حد جاه خدهم و مشى .. و غور بئا اما اشوف هعمل فيك ايه مش ناقصين مصايب تتحدف
مراد بهمس لنفسه : بابا سابنى ؟! جاه خدهم و سابنى ؟ إفتكرنى مُت و سابنى
مراد مسك دماغه بتعب و مناخيره ابتدت تنزف : مين كان معايا هنا ؟ بابا و ماما فيين ؟
الدكتور رفع موبايله كلّم حد بغضب و نبره شبه متأففه :
الولد لازم يخرج .. لو قعد اكتر من كده هيعملى و يعملك مشاكل
اللى ع الموبايل : قولتلك اصبر ..


 
الدكتور : مش حكاية اصبر .. بس ده انسب وقت تاخده فيه .. الولد تعبان و لسه الحادثه مأثره عليه و النزيف الداخلى اللى كان عنده خلاه فقد دم كتير و عامله ارهاق و توهان .. انجز قبل ماالولد يفوق و ينتبه و يبعبع بأى كلمه
الراجل : خلاص هبلغ الباشا و اكلمك
الدكتور قفل و اخد مراد على جنب


 
الدكتور بحده : إترزع هنا متتحركش اما نشوف اخرتها ايه ؟
مراد قعد بكسره و ميّل راسه و إبتدت دموعه تنزل بحرقه و شويه و قام للدكتور بمحايله : ماما .. ودّينى لماما
و قبل ما الدكتور يرد جاه صوت ناشف من وراه : ماتت
مراد إتنفض عالصوت و ع الرد : ماتت ؟ ماما ماتت ؟
الراجل شدّه بعنف و سحبه وراه : ماتوا .. اللى كانوا معاك ف الحادثه ماتوا .. تيجى معايا من غير زن و لا عايز تموت زيهم ؟
مراد إبتدى يصرخ : طب بابا .. ودّينى لبابا.

هنا الراجل فقد بروده و إبتدى يتعامل بعنف .. شده بقسوه حدفه ف العربيه و إتحرك بيه وسط صريخه
لحد ما وصلوا لمكان و ركن و نزّله و دخّله جوه .. المكان كان عباره عن بدروم زى المخزن فيه عيال كتير زيّه اغلبهم من سنه و اكبر و اصغر كمان ..
بيعملوا اى حاجه و يتعمل فيهم كل حاجه .. كل ما لا تتخيله من خدمه و شحاته و توزيع مخدرات و الاكتر من كده اغتصاب !
إغتصاب و علاقات مُحرّمه ولاد او بنات مهما كان سنهم .. و وقت ما ينطلب اعضاء يستخدموا منهم لتجارة الاعضاء !


 
مراد إتفزع من المنظر و إتكوّم ف ركن المكان بفزع و إنكمش على نفسه
و هنا جاه صوت من وراه و هو بيشاور عليه : اهو و خد بالك منه لاحسن ده متوصّى عليه من فوق اووى
مراد إتنفض بذًعر و واحد من رجالة المكان قرّب منه و شدّه بعنف رماه وسط العيال عشان يبتدى يعانى معاهم و تبتدى من معاناته حياه جديده خالص
لحد الليل و قرّب منه واحد منهم بشكل ضخم و إبتدى ينزع هدومه برغبه و سًكر ..
ليبقى قدامه عريان تماما و إبتدى يتحسس جسمه برغبه مقززه ..عشان يمارس معاه كل اللى بيتعمل مع اللى هنا زيه و يفرّغ حيوانيته فيه وسط صراخه بجنون و ترفيصه و ذُعره .. بعد ما إتربط و سابه بلامبالاه غرقان ف دمه و قام بقرف على غيره.


 
سنه كامله مرّت على مراد بالوضع ده .. يخرج الصبح لرحلة عذاب ينفّذ فيها كل اللى بينطلب منه !
شحاته .. تنضيف .. توزيع مخدرات .. اى حاجه !
و يرجع عشان ينضّفوا المكان و اخر الليل تبتدى رحله عذاب من نوع تانى !
عنف .. وحشيه .. ساديه .. ضرب .. و مع نفس جنسه ب اشكال ضخمه !

baak

مراد فاق من ذكرياته بتنهيده مكتومه بقهره
إتنهد بمراره : سنه عدّت عليا ف المكان ده بعد ما خرجت من المستشفى بعد الحادثه .. من غير حتى علاج للعمليات اللى عملتها بعد الحادثه لحد ما حالتى اتدهورت و بقا يجيلى صداع وحش و يغمى عليا بالساعات و مفوقش الا بعد وقت كبير كأنى رافض افوق ع الواقع ده ..
سنه كلها قهر و ذل و اهانه .. اكل مره واحده بس ف اليوم و ف اضيق الحدود كمان ..

و مرمطه شغل ف كل حته و كل حاجه و كل ممنوع و الابشع و اصعب الليل و المدبحه اللى بتحصل فيه لأطفال قدّى و اصغر كمان بتندبح تحت سكينة الشذوذ اللى تخطّت الحيوانيه كمان
و ف ليله من سلسله التعذيب دى جاه الليل و إبتدت الوصله اللى بتحصل كل ليله ..

مراد هنا دموعه خلاص خرجت عن سيطرته و جسمه إبتدى يتصلّب و يتنفض بعنف ..
كان واقف نص واحده راكن على مقدمة العربيه .. غرام قرّبت منه بتلقائيه و ضمّته اوى ب إيديها اللى دخّلتها من ورا دراعه و لفّتها على ضهره بتملُّك ..
و هو إستسلم لها و كأنه عايز يستخبى جواها .. إستسلم بشرود

Flash baak

قرّب واحد من مراد برغبه و إبتدى يكتّف فيه و ربطّوه و إبتدى ينتهك جسمه بعنف و حيوانيه و ساديه متوحشه و صريخ مراد و فزعه و رعبه بيزيده مش بيبعده !
لحد ما لاحظ مراد مقاومته بتقل و صوته بيروح واحده واحده و عينيه بتغرّب و إيديه و رجليه اللى كانوا بيرفسوا إرتخوا و نَفَسُه بيروح
و مع ذلك كمّل معاه اللى بدأه بمنتهى اللامبالاه و خلّص و هزّه بعنف و اما مردش حدفه بعنف بعيد نزل على دماغه اتفتحت و قام ببرود مشى

عدّت ساعه و اتنين و تلاته و مراد مكانه مبيتحركش و لا حتى بيتنفس !
واحد قرّب منه هزّه يمين و شمال و جرى
الولد : الحق يا ريس الواد الجديد اللى إسمه مراد
الراجل ببرود و هو بينفخ ف شيشته : ماله وش الشوم ده ؟
الولد بدموع : مات .. مبيتحركش من بدرى و لا بيرد
الراجل حدف الشيشه بغضب و قام معاه ناحية مراد العريان تماما و متكوّم مكانه زقّه برجله بعنف كذا مره و بردوا مترحكش و لسه هيسيبه و يمشى لاحظ الدم اللى تحته !

قَلَبه الناحيه التانيه على ضهره و هنا إتفاجئ ب كميه الدم اللى تحته زى البِركه و بينزف من كل حته ف وشه و النزيف جاى من دماغه ..
و بمجرد ما حدفه برجله على ضهره مراد النزيف زاد و بقا زى حنفيه الدم من كل حته ف جسمه
واحد من رجالته بفزع من منظره : يا نهار اسود الواد مات
الراجل ببرود : اسود ليه ما فداهيه .. احنا جايبينهم ندلّعوهم يعنى .. ده ده بالذات متوصّى عليه و اهو غار

خدوه يلا إحدفوه ف اى خرابه او مذبله ومتخلّوش حد ياخد باله و انا هبلّغ الباشا إنه غار ف داهيه
اتنين من رجالته خدوه زى ما هو ف عربيه و بعد ما كانوا هيرموه ف خرابه صُعب عليهم ..
إتحركوا بيه ناحية المستشفى و قبلها بشويه ف بدايه الشارع فتحوا باب العربيه و حدفوه زى ماهو و مشيوا !

baak

مراد إبتسم بوجع من بين قهرته : لولا جدى مَهد كان زمانى .. زمانى .. معرفش حتى كان زمانى ايه و فين دلوقت

( مَهد جدّ مصطفى عنده ولد و بنت بس ..ابنه عبدالله و مراته فاطمه و عندهم مصطفى بس ،
و بنته علا و متجوزه حسين و عندها تلات بنات ، جوز بنته شغال ف الحسابات بتاعة المستشفى دى و كل فتره بيعملوله زياره و يسافرلهم زياره و يرجع )

مراد إتنهد : جدى مَهد كان رايح المستشفى دى مرات إبنه اللى هى ام مصطفى كانت من سنه والده هناك بس للأسف وقتها ده تعبت تانى و إتحجزت
راح زارها و راجع لقانى مرمى ع الطريق عريان تماما و بنزف ..
ميّل عليا بخضه لقانى بأنّ من الوجع بخفوت .. ف اللحظه دى بالظبط كنت بموووت .. كنت خلاص إستسلمت للموت شالنى هو و حسين جوز بنته و عبد الله إبنه و نقلونى المستشفى بعد ما غطانى بعبايته.

Flash baak

حسين بقلق : احنا كده ممكن نروح ف داهيه .. الولد شكله حد مبهدله و ممكن احنا نتدبس
مَهد بحزن : اللى معاه ربنا مبيخافش .. الولد لو سبناه هيموت بجد
عبد الله بصّ للولد بشفقه : طب احنا ننقله المستشفى الاول لا يموت و منلحقهوش ..
بعدها يبقا نتصرف
حسين بتراجع : صح ع الاقل حتى لو سبناه المهم يكون جوا المستشفى نضمن إنهم هيلحقوه

baak

مراد إتنهد بصوت عالى : و فعلا اخدونى المستشفى و دخّلونى و سلّمونى للإستقبال و شرحوا حالتى و إتحوّلت ع الطوارئ و إبتدوا يتعاملوا معايا و لحقونى

قعدت اسبوعين ف المستشفى بتعالج .. جدى مَهد كان قاعد معايا بشكل دائم رغم ان مرات إبنه خرجت من المستشفى بس هو ماسبنيش ..
لحد ما إتعالجت و بقيت كويس و اقدر اخرج .. و طبعا الفتره دى مكنتش بتخلى من العياط و القهره ..
خاصه و انا معتقد ان أبويا سابنى و خرّج الى كانوا معايا زى ما الدكتور قبل كده قالى !
كان تفكير عيال بقا .. رغم انى لحد دلوقت معرفش سابنى ليه ؟ مدوّرش عليا ليه ؟ و هما فين ؟

ماتوا بجد زى ما عرفت من المستشفى ؟ و لو ماتوا مين اخدهم دفنهم ؟ و اللى اخدهم ليه سابنى ؟
حتى لو كان قلبى وقف و قالوله إنى ميت ليه بردوا سابنى ؟ ليه مخدنيش ع الاقل عشان يدفنى معاهم زى ما جدى مَهد قال ؟

غرام بصّتله بوجع على وجعه : طب و روحت فين بعدها ؟ مكنتش عارف اى حاجه توصّلك لاهلك ؟

مراد غمض عينيه بقهره : ف ليله ف المستشفى و معايا جدى مَهد حكيتله حكايتى من الاول و اللى مكنتش فيها كتير هى بس إنى عملت حادثه انا و امى و اختى تقريبا..
و ابويا جاه اخد امى و اختى و سابنى لما قالوله إنى ميت او انا فكّرت كده بعقلية طفل

Flash baak

جده مَهد بحب : حبيبى لا يمكن أبوك يسيبك حتى لو قالوله إنك مُت .. ع الاقل هياخدك عشان بعد الشر يدفنك .. مفيش اب بيسيب ولاده
مراد بكسره : و اهو سابنى
جده مَهد : اكيد فى حاجه غلط .. طب عارف إسمه ؟
مراد ببراءه : بابا مراد ظابط !!

جده إبتسم : طب انت فاكر عنوانك ؟ إسمه بالكامل ؟ شغله فين ؟
مراد عينيه دمّعت و ميّل راسه بكسره لإنه كان اصغر من إنه يعرف يرد على كل الاسئله دى خاصة إنهم كانوا اصلا خرّجوهم من البلد ..
و جده مَهد فهم كده ف ضمُه بحب و طبطب عليه بحنيه و رفع راسه للسما بهدوء و تمتم : رسالتك وصلت ياارب !

مراد رفع راسه له بعدم فهم و هو باسه من جبينه : حبيبى متقلقش مش هسيبك .. ربنا بعتك هديه و تعويض و انا قِبلته

دخل عبدالله إبنه و حسين يشوفوه هيعمل ايه بعد ما عرفوا ان مراد خلاص بقا كويس و المفروض يخرج
عبد الله : بردوا مقدرتش تفهم منه حاجه ؟
أبوه ب أسف : لاء ..
و بصّ لمراد بحنيه و سحبهم برا الاوضه عشان ميزعلهوش و حكالهم كل اللى قالهوله مراد عن مجيّه هنا و السنه اللى قعدها بعد الحادثه و اللى كان بيحصله و يتعمل فيه !
الاتنين بصّوا لبعض بصدمه

حسين : طب و هنعمل ايه ؟ هنودّيه فين ؟ ده مسئوليه
عبد الله بضيق : هى دى فيها سؤال ؟ اكيد مش هنتخلى عنه .. حتى لو مسئوليه احنا مش قدها يعنى ؟
حسين بتراجع : مش قصدى .. انا بس عرفت من هنا ان فى ناس جوم سألوا عن الولد اللى لقيوه مرمى عريان قدام المستشفى ..
و شكلهم ناس شمال و واصله ف خوفت ندخل ف مشاكل و حبيت بس استفهم وضعه ايه مع الناس دى ؟

عبد الله بتأكيد : انا هاخده عندى
مَهد أبوه : سبحان الله يمكن ربنا بعته ف الوقت ده هديه او تعويض ..
انت مراتك لسه والده و الولد مات و ف العمليه جالها نزيف و شالوا الرحم يعنى مش هتخلّف تانى و معندكش غير مصطفى لا اخ و لا اخت ..
و بصّ لجوز بنته : و انت معاك خمس بنات و من زمن و مراتك مش عارفه تجيبلهم اخ و لا حتى اخت

ربنا بعت هديته و انا قِبلتها هاخده و رزقى و رزقه على الله
حسين بعد تردده إتراجع : خلاص انا هاخده عندى و اهو يبقا وسط بناتى اخ ليهم ..
لو ظهرله حد من اهله سأل عنه كان بها .. مظهرش هعتبره إبنى
عبد الله بإصرار : لاء .. مصطفى متضايق ان أخوه اتولد ميت و هو كان متجهّزله خاصه إننا هنا ف غربه و لوحده و بناتك مونّسين بعض لكن هو لوحده .. انا هاخده و يبقا اخ لمصطفى و ربنا هيعنى عليهم مش هسيبه.

مَهد إبتسم : خلاص يا حسين انت عندك بنات و الولد مسيره يكبر و عشان ميبقاش وجوده وسطهم غلط .. لكن عند عبدالله هيرتاح اكتر ..
المهم خد ملف من المستشفى بتفاصيل حالته و إعملّه ورق تبنّى عشان تحمى نفسك قانوناً

baak

مراد إتنهد بوجع : إتفقوا إنى هقعد عند عبدالله و رتبوا هيعملوا ايه و انا كنت متابعهم من حرف الباب اللى واربته على صوتهم عشان اسمعهم
و رغم القهره اللى كنت فيها و كسرتى و هما بيتعازموا عليا إلا انى إتطمنت ان كابوسى اللى عيشته طول السنه دى خلص
عبد الله راح اخد ملف من المستشفى فيه تقرير بحالتى و إتفاجئ ان فعلا ليا ملف من سنه تقريبا ف نفس المستشفى و فعلا فى حادثه مع امى و اختى بس ماتوا و طالعلهم تقارير وفاه !!

عبد الله ساعتها ضمّنى بحزن : يا حبيبى ربنا يعوضك عنهم و يقدّرنى اعوضك

مراد ابتسم من بين وجعه : و فعلا عملّى اوراق رسميه بالتبّنى ب أسمه .. مراد عبدالله مَهد نُصير ..
و خدنى على بيته بمصطفى اللى كان طاير بيا و بقينا انا و هو اكتر من الاخوات ..
مراد سكت كتير و غرام بصّتله بترقُّب و مستنياه يكمّل و كأنها عارفه ان للحكايه بقيه لسه .. ع الاقل امتى دخل ملجأ و ازاى و ليه .. و ازاى دخل شرطه !

مراد سكت كتير و إبتدى يكمّل سلسلة وجعه : حياتى إستقرت نوعاً ما .. او كنت فاكر كده .. كنت بستنى ابويا كل يوم يجيلى ..
كل ما الباب يخبّط اقول هو و اطلع اجرى عليه و إتفاجئ إنه مش هو لحد ما يأست ..
سكت شويه و إتنهد بدموع : تصدقى لحد إنهارده بستنى !!
غرام خنقت دموعها حبستها و هو ضحك بوجع : غباء مش كده ؟!

غرام بزعل : طب مدوّرتش انت ؟ قصدى يعنى بعد ما كبرت و بقيت ما شاء الله كده ..معرفتش بردوا توصل لحاجه ؟
مراد بقهره : مش معايا و لا طرف خيط ممكن يوصلنى لحاجه .. كل اللى معايا ملف المستشفى اللى فيه تقارير الحادثه اللى جدى مَهد أخده وقتها ..
اكيد مش همشى ألفّ ف بلاد الله و اقول اللى مراته و ولاده عملوا حادثه يجى هنا !
غرام بدموع : يااه و لسه فاكر و مستنى كمان .. إنسى يا مراد
مراد بوجع : النسيان مش قرارك ده رحمة ربنا عليك ..
تنسي شخص .. عيله .. اهل .. زعل .. موقف .. شعور .. إستقرار .. حرمان .. وجع ..حكايه .. حلم !!
و انا تقدرى تقولى كده لسه ربنا مرحمنيش

غرام مسكت إيده اوى : خلاص دى مرحله و عدّت و انت خلاص تخطيتها .. عدّت زى ما كل حاجه بتعدى .. تخطّاها انت بقا
مراد : كُل حاجة بتعدّى فعلا بَس و هى بتعدّى بتسيب شوية حَاجات مبيعدّوش ..
عارفه .. من يومها بقي عندي سلبيه تجاه علاقتي بالناس .. يعني مش بقول لحد : متمشيش .. خليك جمبي .. متبعدش .. متقساش .. متزعلنيش .. افهمني ..
بحس ان كل واحد ربنا باعته برساله معينه بوجة نظر بدور بتاعه هو و بس و هيمشي .. مبقتش اتعشّم بزياده .. مش عايز اتعب ..

غرام : يااه انا دلوقت حاسه انك عندك 70 سنه
مراد ضحك بوجع : طبعاا .. سِن الواحد ف البطاقه غير سِنه ف المرايا غير سِنه مع حد بيحبه غير سِنه و هو فرحان غير سِنه و هو زعلان ..
جوه عُمر كل واحد فينا عُمر تانى .. و انا الكام سنه اللى قعدتهم ف الملجأ كفايه يكبّرونى .. هما اربع سنين بس حطّوا على عمرى اربعين سنه كمان
غرام بصّتله و هو بصّلها و إبتسم : ماهو حياتى كانت زى قنوات التليفزيون .. كل شويه بتقلب على موجه

اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده : عبد الله قدّملى ف مدارس و إبتديت ادرس و كنت فاكر ان حياتى هتستقر و خلاص ..
كنت بدأت أتأقلم بس كأن الوجع مش راضى بيا .. مرات جدى مَهد تعبت اوى و كانت هتعمل عمليه كبيره و هو كبير و مش هيعرف يخدمها لوحده و خاصة ولاده الاتنين مسافرين ..
بنته اخدت بناتها و نزلت مصر إستقرت معاها و سابت جوزها لوحده ..

و ام مصطفى نزلت بردوا مصر لإن مصطفى ف الوقت ده كان خلاص قدّم ف الشرطه و لازم تبقا معاه لإنه هيستقر ف مصر و طبعا مفيش غير عبد الله لوحده ..
ف الوقت ده كنت صغير اصغر من إنى اخد بالى من نفسى لوحدى .. و هما كل واحد فيهم مراته و ولادهم نزلوا يعنى محدش هيعرف ياخد باله منى
غرام : طب ليه مخُدكش معاهم ؟
مراد ضحك بتريقه : فين ؟ هنا ف مصر؟ بلد الروتين الحكومى؟ و اوراق و رسومات و موافقات .. للإسف منفعش و إترفضت قانونيا عشان اهلى اللى معرفش عنهم حاجه

سكت شويه : مكنش فى حل تانى غير المكان المعمول مخصوص للى زيى .. ملجأ ..
لسه فاكر زعل جدى مَهد و هو بيقولى و قهرته و الحزن اللى كنت شايف عبد الله عليه من قبل ما يقولى حتى بفتره .. عارفه .. حاولت ابيّن إنه عادى ..و إنى مبسوط عشان ف وسط عيال كتير زيى ..
بس كان جوايا قهره متتوصفش .. قهره من أبويا اللى معرفش عنه حاجه غير إنه سابنى .. قهره من الدنيا و الظروف و كل حاجه ..
روحت الملجأ .. لسه فاكر شكله .. لسه فاكر تفاصيل حياتى هناك .. لسه فاكر اول يوم ليا كنت عامل ازاى .. و كل يوم بعده عدّى ازاى .. لسه فاكر كسرة نِفسى و اد ايه كانت صعبانه عليا نفسى !
غرام : قعدت كتير ؟

مراد : اربع سنين .. كان مصطفى خلّص دراسته و امى فاطمه جات تانى و ساعتها عبدالله اول حاجه عملها راح خرّجنى و اخدنى تانى عنده
غرام إبتسمت بتلقائيه و هو إبتسم : مش بقولك حياتى كل شويه بتقلب
غرام : اكيد فرحت
مراد : يعنى .. كنت خلاص إتعودت .. و كمان عبد الله و حسين جوز اخته مكنوش بيسيبونى ..
كانوا بيزورونى على طول و ساعات يخرّجونى معاهم يوم كده و ارجع ..
ده غير دراستى إستمرت و كمّلت .. انا حتى كنت بعمل دوبلير و اخد السنتين ف سنه و إمتحنهم..
ماهو انا مكنش ورايا حاجه.. كنت بشغل نفسى عن التفكير اللى رغم إنى كنت عيل صغير بس كان هيموّتنى !

خرجت و كنت ثانويه عامه و إبتديت اتأقلم من تانى على حياتى معاهم
غرام حاولت تهزر : اوعى تقول قلبت تانى
مراد ضحك اوى : لا متقلقيش .. بعد كده بقت تقلب بس بإرادتى انا .. ع الاقل مش غصب عنى
استقريت و كمّلت دراستى لحد ما خلصت ثانويه عامه .. و هنا إتعرفت على حد اسمه يحيي العصامى ..
كان ف روسيا و شافنى ف ظروف كده .. ف الفتره دى كنت بشتغل جنب دراستى ..

عبد الله حاول كتير يمنعنى بس مكنش ينفع .. شال مسؤليتى كتير .. كان لازم اشيل معاه .. خاصة ان هو كمان روسيا بالنسباله غربه و الحياه صعبه
مكنش شغل اوى كنت بحدف نفسى ف اى حاجه بتجيب فلوس ..
وقتها كنت بشتغل ف ورشة عربيات .. كان على طريق مقطوع و مره واحده جاه راجل كده بهيبه و شكله تقيل و مركز بقا

Flash baak

يحيي ركن عربيته بس سابها شغّاله و نزل منها جرى بلهفه
و دخل بقلق يتلفّت حواليه ف العيال الشغّاله ف الورشه
مراد قرّب منه : خير يا باشا فى حاجه ؟
يحيي مردّش بس عمّال يتلفت حواليه .. مراد سابه و رايح ناحية عربيته اللى ركنها
يحيى جرى عليه بلهفه و قلق : إستنى هنا .. رايح فين انت ؟
و بصّ حواليه بضيق : فين الميكانيكى اللى هنا ؟
مراد رفع حاجبه : نعم ؟

يحيي بغضب : فين الاسطى بتاعك ؟ اى زفت كبير هنا يكلمنى
هنا خرج صاحب الورشه على صوته .. كان لسه هيزعق لمحُه راجل باين عليه صاحب مركز ف إتراجع بهدوء : خير يا باشا .. حضرتك عايز حاجه اؤمرنى
يحيي إرتبك : العربيه دى فيها قنبله
الراجل قاطعه بإندفاع : نعممم ؟!
يحيي بقلق : اسمعنى بس .. فيها قنبله بس مظبوطه متنفجرش إلا اما اوقّف العربيه ..
و للاسف جالى تليفون عرفت منه ده بس كنت خلاص إتحركت و قريب من هنا .. هى مش هتتفعّل إلا اما اقفلها يعنى
الراجل بغضب : و انت جاى تقفلها هنا ؟

يحيي بغضب : يا سيدى انا وقفت هنا بس مقفلتهاش لسه .. بس مش معقوله هتفضل شغاله كده ال 24 ساعه عشان القنبله متنفجرش ..
كده الماتور هو اللى هيسخن و ينفجر .. و العربيه وقتها هتقف .. و ساعتها القنبله هتنفحر معاه !
الراجل : ايوه يعنى انت عايز ايه دلوقت ؟!
يحيي بنفاذ صبر : انت مبتفهمش يا بنى ادم انت ؟ عايز حد يعطّلى العربيه ..

انت مش ميكانيكى اتصرف .. انا كلمت حد مختص هيجى يوقّف القنبله و يبطل مفعولها بس لسه قدامه وقت الله اعلم هيكون جرا ايه ..
الراجل بغضب : امشى يا باشا .. امشى الله لا يسيئك .. انت مش عايز حد يتصرفلك انت عايز حد يموت معاك .. يلا امشى من هنا
يحيي : يا بنى ادم افهم .. هفهّمك تعمل ايه

الراجل بغضب و هو بيزقّه : يا باشا يلا من هنا ده محل اكل عيش .. يلا و انا هدعيلك ربنا يسترها معاك .. يلا ذنبى ايه تنفجر ف وش امى ؟ و لا العيال دى ذنبها ايه ؟
يحيي لسه هيتكلم الراجل زقّه بعنف : يلااا بقا من هنا .. الحق إركن بعيد
هنا يحيي خرّج مسدسه بعنف : انت إتجننت ؟ انت مش عارف انا مين ؟ انا
قاطعه الراجل بغضب : يا اخى تكون زى ما تكون .. هيفيد ب ايه و انت هتموت
يحيي زقّه و اما الراجل معرفش يتصرف معاه و يمشيّه مشى هو ..

دخل جوه جاب حاجته بسرعه و جرى على برا و العيال اللى شغاله معاه طلعوا وراه و خرجوا من الورشه و من المكان كله !
سابوا يحيي لوحده .. يحيي نفخ بضيق و مسك موبايله عمل كام تليفون بس مفييش .. كان ممكن يسيبها و يمشى بس ساعتها ناس كتير هتتأذى
يحيي راح ناحية العربيه و لسه هيركب عشان يمشى لمح عيل تحت العربيه و معاه مفك و ادوات و بيشتغل
يحيي إندفع ناحيته : انت مين ؟! و بتعمل ايه ياد هنا ؟

مراد بصّله بضيق لإنه مستصغره و بيقلّ منه
يحيي بغضب : اطلع يلا .. انت فاكرنا بنهرّج .. دى قنبله
مراد ببرود : عارف .. انت مش عايز حد ينجدك ؟ اصبر و سيبنى اتصرف
يحيي بتريقه : يعنى اللى علّمك جرى و انت بقا اللى هتعرف ؟

مراد حدف اللى ف إيده بعنف و إتزحزح لبرا شويه من تحت العربيه : هتسيبنى اتنيّل و لا تاخد عربيتك و تغور من هنا ؟
يحيي سكت شويه بقلق و مراد بعنف : اخلللص
يحيي كان مشغول بموبايله بيحاول يستنجد بحد ف هزّله راسه بقلة حيله
مراد بصّله بلامبالاه و رجع تانى تحت العربيه و بيشتغل .. شكله مركز اوى و منتبه ..
يحيي خلّص و نخّ جنبه ع الارض و قرّب منه بحذر : انت بتعمل ايه ؟ على فكره القنبله مش هنا .. دى جوه العربيه
مراد بتريقه : تصدق فاجئتنى بنباهتك يا باشا
يحيي رفع حاجبه : نعمم ؟

مراد بصّله بنفاذ صبر و كمّل اللى بيعمله و يحيي مركز معاه هو بيعمل ايه بس مش فاهم لحد ما مراد خلّص
مراد عطّل الماتور بتاع العربيه خالص و وقفّه و قعد يفك فيه لحد ما طلعه من العربيه خالص و فصله عنها

يحيي هنا إنتبه للقنبله جوه العربيه بتعمل صوت تكات كده ..
ساب موبايله اللى كان بيتكلم فيه و بصّ لمراد بعنف : الله يخربيتك عملت ايه يا حمار انت ؟ .. انت
قطع كلمته اما جرى بقلق ناحيه العربيه و هنا لمح القنبله بتقف و مفعولها بِطل
مراد هنا ضحك بصوته كله و يحيي بصّ عليه بذهول : دى وقفت ؟! انت عملت ايه يلا ؟

مراد بتريقه : تخيّل ؟! يلا بقا إتكل و شوف مين اللى جايلك و اتصرف و إنقلوها
مراد سابه و دخل ببرود للورشه من جوه و يحيي دخل وراه بإستغراب : خد يلا انت عملت ايه فهّمنى

مراد بتوضيح : القنبله مفعولها مرتبط بالعربيه .. طول ما العربيه شغاله القنبله مفعولها شغال و ف نفس الوقت لو العربيه وقفت القنبله هتنفجر ..
ف بالتالى الحل ان العربيه تقف بس من غير ما القنبله تنفجر .. تعطل يعنى ..
ف انا عطّلت الماتور خالص و فكيته عشان العربيه كلها تعطل من غير ما تضطر توقّفها انت ..
و بالتالى العربيه وقفت عشان ماتورها إتفك مش فيها و ف نفس الوقت القنبله عطلت بعُطل العربيه !
يحيي بصّله قوى بإستغراب و هو كمّل ببرود : اخلص هات حد يفكلك القنبله بتاعتك دى و انا ارجع اركّبلك الماتور و ارجع اشغّله و اصلحهالك تانى
يحيي إبتسم اووى لفطنته و نباهته اللى مش اد سِنُّه : و انت بقا عرفت الكلام ده من فين ؟

مراد ببرود : عادى قريته .. درست حاجه زى دى ف ثانوى ف علوم .. بعدها قريت عنها اكتر .. و حاليا ف علوم بدرسها بشكل ادقّ
يحيي بإستغراب : انت ف علوم ؟ مش باين عليك
مراد بتريقه : ايه امشى ف الشارع احضرلك ف قنابل و احدفها ع العيال عشان يبان عليا؟
يحيي : لا بس سِنك
مراد : عادى و بعدين انا لسه مقدم اول سنه
بصّله شويه و إتنهد بحزن : انا كنت جايب ثانويه عامه 99.5%
يحيي رفع حاجبه بذهول : نعمم ؟ و دخلت علوم .. طب ليه ؟

مراد بضيق : غريبه مش كده ؟ محدش بياخد اللى عايزوه
يحيي سكت شويه : و انت بقا كنت عايز ايه على كده ؟
مراد ب إبتسامه مكسوره : بلاش .. حلم بقا و إنكسر قبل ما احلمه حتى
يحيي : بردوا كنت عايز ايه ؟
مراد إبتسم : شرطه
يحيي رفع حاجبه : شرطه ؟!
مراد : مش بقولك حلم و خلص قبل ما إبتديه
يحيي : طب ليه ؟ ايه اللى منعك ؟

مراد سكت كتير و نفخ بدموع كتمها و إبتدى يحكى ليحيي حكايته كلها من الاول بس من غير تفاصيل ..
مراد بوجع : عادى حادثه و اهلى راحوا فيها .. ماتوا و سابونى لوحدى ف المستشفى .. معرفتش اوصل لبقية اهلى و كنت وقتها اصغر من إنى اعرف اوصلهم لوحدى
يحيي : كانت فين الحادثه دى ؟
مراد : هنا ف روسيا
يحيي : طب محدش إتعرّف عليك.

مراد بدموع لمعت ف عينيه غصب عنه : لاء
حكاله اللى حصل بعد الحادثه و ازاى جده مهد اخده و بعدها الملجأ و اللى حصل لحد دلوقت
يحيي بصّله بزعل عليه : هسيبلك رقمى لو إحتاجت حاجه هتلاقينى جنبك
مراد : لاء شكرا
و قبل ما يحيي يتكلم تانى مراد قام ببرود دخل لإنه مبيحبش يصعب على حد و لا يبان ضعيف قدام حد

يحيي دخل وراه و مراد بيعمله شاى : انا بكلم حد يجى ينقل معايا العربيه و نتصرف ف القنبله دى قبل ما حد يفعّلها تانى
مراد : لا متقلقش مش هتشتغل تانى
يحيي : ايش عرّفك ؟
مراد : لان اللى حطهالك يا فصيح ربط مفعولها ب تشغيل العربيه و قفلها .. يعنى مش بريموت خارجى عشان يتحكم منه يوقفها و لا يشغلها تانى ..
ثم ان نوعها بالضبط الذاتى مش بالتحكم الخارجى يعنى مالهاش ريموت كنترول هى بتتظبط و هى المكونات بتاعتها بتتركّب !

يحيي رفع حاجبه و مراد بصّله بتريقه : هو انا بشرحلك طريقه عمل انثى البطريق ف الفرن ؟ قولتلك دى دراسه
يحيي : ممم طب العربيه؟
مراد : عايزه حاجات معينه عشان تشتغل تانى و الماتور يتصلح و للاسف مش هنا .. ممكن تقدم بيها فى مكان هنا هيفيدك
يحيي : هستنى حد يجى ينقلهالى
مراد ببرود : انا ممكن انقلهالك
يحيي بإستغراب : انت ؟
مراد ببرود : اه يلا بس إتحرك

مراد إبتدى يزقّ العربيه بقوه و يحيي متابعه بذهول على قوة جسمه و سرعته و حركته الخفيفه من غير حتى ما ينهج او يتعب ..
يحيي اما لقاه اتقدم بسرعه اخد حاجته و إتقدم معاه و إبتدى يزقّ معاه
يحيي : احنا سيبنا الورشه مفتوحه لوحدها .. الراجل لو جاه هيعملك مشكله
مراد بتريقه : لاء هو هيحمد ربنا اصلا اننا مشينا منها حتى لو إتسرقت
يحيي ضحك : لاء ده يستاهل اصلا تتسرق
مراد : هو مين اللى عمل فيك كده ؟

يحيي بصّله و مراد ضحك : يعنى انا اعرف اللى يتغاظ من حد يحدف عليه بلوه ، قضيه ، اخره حبه بلطجيه يثبتوه .. إنما قنبله دى جديده ..
شكلك ف الداخليه او ليك علاقه
يحيي بهزار : طب مانت نبيه اهو .. انا العميد يحيي العصامى بس مش هنا
مراد : امال فين ؟ ايه اللى جابك هنا ؟
يحيي : ف مصر و كنت هنا بخلّص شغل كده و ماشى و حصل اللى حصل و حطها واحد من اللى كنت بطاردهم و قالى قبل ما اخلّص عليه
مراد عينيه لمعت لمجرد الكلام عن شغله و بصّله بكسره كده
يحيي لمح ده ف عينه : تعرف حد ف مصر ؟

مراد بشرود : مفتكرش .. اكتر من جدى مهد و عبد الله معرفش .. و معرفتش انزل معاهم عشان الاوراق و الروتين اللى اكيد عارفوه
يحيي إبتسم : تحب تنزل ؟ لو عايز انزّلك
مراد : لاء خلاص انا اتعودت .. و بعدين الحادثه دى كانت من اكتر من عشر سنين .. يعنى لو ليا اهل ف انا بالنسبالهم اكيد مش اكتر من شوية تراب مدفونين

مراد وصّله لمكان ما عايز و حد جاله اخد القنبله يتعامل معاها و مشى .. مراد جابله اللازم لتصليح عربيته و إبتدى يصّلحها لحد ما إشتغلت و سلمهاله
يحيي اخدها و مشى و سابله رقمه و مراد اخده ببرود و يحيي وعده هيشوفه تانى قبل ما يسافر

يحيي فعلا مشى و عدّى عليه يومين لسه ف روسيا .. طول الوقت بيفكر ف مراد ..
عجبه ذكائه و فطنته و نباهته و فراسته و حسن تصرفه ، عجبه سرعة تصرّفه و إنه ياخد رد فعل سريع و بعقل ينقذ بيه الموقف ايا كان ..
عجبه تحديّه للصعب و عدم خوفه من الموت و قلبه الميت .. عجبه قوه جسمه و شدته ..
حسّ ان لو الظروف غير كان هيبقا ظابط ممتاز .. فيه كل الاساسات اللى ممكن يتبنى عليها ظابط محترف ..
قرر إنه يساعده .. كلم حد يعرفه و رتّب معاه و ده كان اللوا عامر..

ف إتوسطله هنا و كلّم معارف له و ساعدوه و بعدها راح لمراد بلغّه
مراد بلهفه : بجد !! انت بتتكلم جد يا باشا ؟! يعنى هينفع ادخل شرطه ؟! يا باشا انا حاولت و معرفتش اوعى تكون بتصيع عليا
يحيي رفع حاجبه : طب مفيش و يلا إتكل
مراد شدّه بهزار : تعالى بس يا باشا مالك خُلقك ضيق ليه ؟ احنا بنضحّك معاك

يحيي إبتسم لرغم سِنّه إلا انه فيه حتة براءه كده
مراد ضحك : اوعى يا باشا تكون جاى تهزر .. و ربنا ساعتها انا اللى هحطلك القنبله ف حضنك
يحيي ضحك و مراد كمان و اخده و راحوا للوا عامر اللى كان وقتها جايله فرصة شغل برا مصر ف روسيا و بيشتغل هناك و يحيي وصّى عليه و فعلا كام يوم و كان مراد ساحب اوراقه من علوم و قدّم و إتقبل ف شرطه بس اكاديميه ..
اخد دراسته و تدريباته ب إيده و سنانه و كان الاول على دفعته طول دراسته ..
خلّص و عشان تميّزه إنطلب ف المخابرات و منه ف القوات الخاصه و عشان مجهوده جاله ترقيات إستثنائيه و رُتب خاصه لحد ما بقا المقدم مراد عبد الله ف سن صغير جدا !

baak

مراد خرج من ذكرياته على إبتسامه غرام اللى متابعاه بحماس و حب و شاف ف عينيها فخر اوى بيه

مراد بهزار : انتى ليه محسسانى إنك متابعه كاس العالم
غرام إبتسمت اوى : يااه يا مراد ده انت جواك كتير .. كتير اوى
مراد إتنهد : من وقتها بقيت انا و يحيي صحاب جدا .. و كل ما نشوف بعض نفتكر اول مره إتقابلنا و نضحك
غرام : و نزلت مصر امتى ؟

مراد : منزلتش اوى .. يعنى مش بشتغل هنا بس لو يحيي إحتاجنى ف حاجه مبعرفش اتأخر عنه مهما اللى كنت فيه بسيب الدنيا بحالها و اجيله ..
هو و جدى مَهد و عامر الله يرحمه لولاهم كنت هضيع .. عارفه يحيي بعدها عرّفنى على ولاده اسر و عمر و بقينا صحاب جدا اكتر من الاخوات و هما كمان كانوا دفعه مصطفى هما و عمار جوز بنته ..
اللى انتى شفتيهم معايا من شويه دول !

غرام رفعت حاجبها ب إبتسامه : ف الكباريه ؟ ممم و انت بترد للراجل اللى عمله ؟ بتعلم عياله الصياعه ؟
مراد رفع إيده ببراءه مصطنعه : انااا ؟! خاالص .. ده هما اللى بوّظوا اخلاقى
غرام إبتسمت : ممم بوظوا اخلاقك .. و هما بردواا .. طب ايه بقا ؟
مراد إبتسم : ايه ؟
غرام : ايه ؟

مراد : داك اوه
غرام كزّت على سنانها بغيظ : اهو لسانك ده اول حاجه لازم تتظبط قبل اخلاقك
مراد ضحك اوى : و الله لو تعرفى ورينى
غرام إبتسمت : سيبلى نفسك و انا اوريك

مراد إتنهد و سكت لإنه عارف ان الكلمه اللى هتطلع منه دلوقت هتبقا وعد .. بس ياترى هيبقا هو اد إنه يدى وعد زى ده ؟!
غرام حسّت بحيرته ف مدّت إيديها بتلقائيه مسكت إيده جامد و هو لاول مره يتبت ف إيديها كأنه بيديها وعد ملموس إنه بين إيديها
غرام إبتسمت اوى و هو إتنهد بحب .. حس إنه ارتاح اوى اما طلّع اللى مدفون جواه من سنين ..
حس ان حِمل تقيل كان كاتم على قلبه و إتشال ..

إتنهد اوى كأنه بيتنفس لاول مره براحه و هى إبتسمت لردة فعله بعد ما اتكلم معاها ..
و ارتاحت اوى لما عرفت عنه كل حاجه و بصراحه و منه هو بنفسه .. فرحت لكون إنها عرفت تكسب ثقته يبقا قلبه اتفتحلها و ده معناه انها هتعرف تدخله ده ان مكنتش خلاص دخلته..
غرام بإبتسامه : اعتبرنى اهلك .. زى ما بتعتبر يحيي و ولاده و مصطفى و عيلته اهلك و عيلتك .. إعتبرنى زيهم و بعدين هما عوّضوك و بقوا اهلك فعلا
مراد إتنهد : مفيش حد بيسد مكان حد تانى جواك .. حتى لو كان الموجود بالدنيا بالنسبالك بتفضل محتاج للتانى ..
ولا قربك من حد بيعوّض بُعدك عن حد تانى مهما كان الطرفين مهمين ..
مينفعش طرف يشيل الميزان ويظبطه لوحده وإلا هيكون فى خلل .. لسه مكانهم جوايا فاضى و هفضل مخلّيه فاضى يمكن .. يمكن نتلاقى يوم .. مع إنى معتقدش !
غرام بزعل : بس انت كده هتتعب .. لوحدك هتتعب.

مراد : يعنى هيكون تعب اكتر من أن علاقتي ب اهلى تتحول لمجرد حلم بحاول افتكر تفاصيله يمكن اوصل لحاجه عنهم !!
سكت شويه و بصّلها بترقُّب : و دلوقت بعد ما بقيت واضح قدامك .. ايه ؟
غرام ب إبتسامه : ايه ف ايه ؟ هسيبك مثلا او حتى هفكر ؟ مراد انا قولتهالك قبل حتى ما اعرفك نفسك مش ظروفك .. حبيتك و انا مش بس مش عارفاك .. لاء انا كمان مش عارفه هتحبنى و لا لاء ..
و اذا كان على اللى انت شايفها عيوب فيك ف معتقدش ان الحلو ان حد يشوفك كامل ،،

اللي يشوف عيوبك و يقبلها و يحبك بنفس الدرجه بعدها هو ده الحب و انا حبيتك و تقبّلتك كلك على بعضك .. و اعتقد ان الحب
هو إنك تبقى عارف عيوب الشخص اللى قدامك كلها وكارهها أحيانا .. بس عايش بيها و متقبلها ومش فارقه معاك .. وماسك فيه بإيديك وسنانك كإنه آخر حاجه حلوه هتحصلك ف الدنيا ..
كإنه آخر فرصه عشان تعيش مرتاح .. ماسك فيه لدرجة إنك ناسى انت ماسك فيه ليه ..
و انا اذا كنت متمسكه بيك الاول قيراط دلوقت 24
مراد إبتسم : و ال 23 قيراط اللى زادوا صُعبت عليكى مثلا؟
غرام ضحكت : لاء دول تمن ثقتك فيا و صراحتك معايا
مراد إبتسم : اتمنى تكونى قدهم يا غرام ..

غرام : متقلقش منى يا مراد .. متخافش من وجودى لإنه لو مش هيسعدك مش هيأذيك
مراد إتنهد : عارفه .. أسوء مراحل الحُب ، هي مرحلة الخوف من الفقد ..
و انا معنديش إستعداد افقد حد تانى .. إقتصرت حياتى عليا و بس و حرّمت حد يدخلها عشان مفقدش حد ..
عارفه .. أنا عايز اللي يمشي معايا يكون هو الراحة .. عايزوه يقبل يمشي معايا من غير يسأل فاضل قد ايه .. ويبقي عارف إني سكتي مبتخلصش .. لا عنده ولا عليه

غرام مسكت إيده بحب : ‏سيب نفسك يا مراد .. بلاش تكتّف نفسك كده و تحرم نفسك من كل حاجه لمجرد إنك خايف تفقدها ..
أيه جمال الدنيا لو بتعيشها وانت مابتعملش الحاجات البسيطة اللي بتحبها؟
الحاجات البسيطة اللي ممكن تكون السبب في إنك تتعايش وتتعامل وتبلع الحاجات اللي مش بسيطة اللي الدنيا بترميها علينا ...
شوف اللي بيوزنك واعمله مهما كانت الظروف بقى وسيبك من الخوف .. مش هيمنع المكتوب انه يحصل

مراد : طيب إفرضي يا غرام ان أنا طلعت وحش ؟ يعنى عاشرتينى و طلعت ظروفى اثّرت على شخصيتى
غرام بثقه : وأنا مالي يا عمنا ..؟ لاء أنا مالي بجد ، أنا عيني مش شايفة غير الحلو اللي فيك متقلقش ..
مراد : مش قلقان بس انتى مش هتقلقى منى ساعتها ؟
غرام إبتسمت بعشق : حتى لو طلعت وحش ربنا هيحلّيك في عيني لإنك حبيبي
مراد ابتسم اوى : مسألتيش يعني .. ايه اللى هيجى بعد كده ؟
غرام : و اسأل ليه ؟ مش ف كل الاحوال أنا معاك ؟ خلاص

مراد سكت شويه و إتنهد : اوعى توعدينى بوعد انتى مش قدّه .. اوعى ..
عارفه .. اللى بيتخلى عنك في أول الطريق بيسرق منك الفرح .. واللى بيتخلى عنك في نص الطريق بيسرق منك الأمان .. واللى بيتخلى عنك في أخر الطريق يسرق منك العمر !!
و انا قابلتك ف نص طريقى و حطيتك اخر طريق الضلمه اللى كنت بخبّط فيها و هبتدى بيكى طريق جديد خالص .. ف اوعى تتخلى عنى لإنك ساعتها هتبقى سرقتى كل دول و مشيتى !

غرام إبتسمت اوى و هو لاحظ فرحتها و فضل باصصلها و ابتسم : مش هسألك عرفتى ازاى مكانى و لا ايه اللى حصل لانى تقريبا جمّعته بس لاول مره احس إنى مش عارف اعمل ايه
غرام ب ابتسامه : ملكش دعوه بحاجه .. خليك معايا انا و بس ..
سيبلى نفسك يا مراد و سيبلى اخلاقك المضروبه دى و انا بعون الله يا هعدلك اخلاقك يا انت هتبوّظلى اخلاقى
مراد ضحك اوى و هى كمان : طب ايه مش هتروّحى ؟ لا المرادى نتاخد احنا فوق العربيه
غرام إبتسمت : بعد قاعده الصراحه دى عندى استعداد افضل معاك هنا للصبح
مراد : ده انتى إتبسطتى بقا.

غرام : طبعا .. انت فيبريشن و معنى إنك تتكلم ده ف حد ذاته كان تحدى بينى و بين نفسى
مراد ابتسم : و فرحانه إنك كسبتى يعنى .. عارفه انتوا مشكلتكوا ايه ؟ ان القلب عندكوا مسيطر عالعقل
غرام بهزار : لاء بقا انت مشوفتش المعده و هى مسيطره ع الاتنين
مراد كزّ على سنانه بضحكه و هى ضحكت اوى : عشان كده انت عليك تعشّينى
مراد رفع حاجبه بذهول و هى ضحكت جامد بضحكه خطفته اوى : لاء ماهو انت متنكدش عليا ع العشا و مكلش و تيجى دلوقت تبرّقلى على حتة عشا
مراد بتريقه : و بالنسبه الريجيم اخباره ايه ؟

غرام بضحكه : لا مانا ‏هأجل الريجيم يومين تلاته وهبدأ من اول الشهر ..
مراد ضحك اوى : يا بنتي انتى كده هتعملي الريجيم ف دار المسنين و الله
غرام : ملكش دعوه .. ثم إنك انت ازاى تقدر تآمن لواحده قدرت تعمل دايت و تستغنى عن اﻻكل اصلاآ ..
و بعدين مانا جربت الدايت مره و اتخانقنا مع بعض و فركشنا
مراد ضحك : و قعدتى عامله ريجيم قد ايه ؟

غرام ابتسمت : يجى كام شهر كده
مراد : ممم و وزنك بقى قد ايه على كده ؟
غرام عوجت بوقها بطفوله : 65
مراد برّق : ليه ياختى انتى كنتى كام ؟
غرام بضحك :

0
مراد رفع حاجبه و هى ضحكت اوى : اه و الله زى ما بقولك كده .. الناس كلها بتخس ع الريجيم إلا انا بزيد عليه .. انا حاليا فعلا 65 ..
( قلدت صوت اعلان السند مش بالعدد ) : احنا من ميتا بنخس ، احنا بنعمل دايت بس
مراد ضحك بصوته كله و هى إبتسمت بغيظ : ما اعمل ايه بطنى عندها زهايمر بتاكل و تنسى
مراد : طب يلا ياحبيبتى .. يلا لاحسن بدأت اخاف منك
اخدها و راحوا اتعشوا و اليوم اللى بدأوه مع بعض نهوه بردوا مع بعض

مراد روّحها و زى المره اللى فاتت وقفلها على بُعد و هى نزلت و كملت و هو استناها لحد ما روحت و مشى ..
بس المرادى خالها محدش بلّغه ده كان متابع الموقف بنفسه من بعيد بعينين شارده بغموض !

عند همسه و عاصم ..
همسه رجعت مع عاصم على روسيا بس لسه قلبها مش متطمن و كل مدى بتزيد شكوكها بس ما باليد حيله ..
لسه عندها امل تحصل حاجه تشقلب موازين حياتها اللى بقت عباره عن سلسله من حلقات غموض و انتظار مسلّمه لبعضها ..
عاصم دخل بإندفاع و مره واحده إتنهد بضيق : ايه يا همسه كل ده لسه ملبستيش ؟
همسه بزهق : عايز ايه يا عاصم ؟ قولتلك مبحبش الدوشه و لا اللمه دى
عاصم بضيق : بقا انا عازم اللمه دى كلها عشانك و انتى تقوليلى مبحبش.

همسه بملل : يعنى اكيد مش متفاجئ إنى ماليش ف الجو ده و بعدين مش كل سنه هنحكى نفس الجملتين و ترد بنفس الكلمتين
عاصم بمحايله : حبيبى الجو اللى ملكيش فيه ده بيتعمل كل سنه بس عشانك ..
معقول عيد ميلاد حبيبتى يجى كده و يعدّى زيه زى اى يوم عادى؟
همسه بتريقه : عيد ميلادى اللى معرفش عنه حاجه و لا حتى اعرف اذا كان ميلادى حقيقى و لا مزيف زى ما كل حاجه حواليا مزيفه
عاصم نفخ بزهق و هى بشك : قولى يا عاصم هو ده عيد ميلادى بجد و لا انت حطيته و خلاص ؟

عاصم بضيق : لاء عيد ميلادك يا همسه .. عيد ميلادك و ياما إحتفلنا بيه سوا .. و ياما إحتفلت بيه لوحدى .. يلا بقا ع الاقل عشان الناس اللى بتسأل عنك حتى سلّمى عليهم .. ياستى غيّرى جو
همسه إتنهدت بنفاذ صبر و قامت غيّرت هدومها بفتور و لبست اى حاجه و نزلت لهم ..
حاسه إنها تايهه وسطهم .. مالهاش حد .. مالهاش الصحاب اللى ينفع يتقال عنهم صحاب بجد و قريبين ..
مالهاش نِفس لحاجه بتعمل كل حاجه ببرود .. اللى بيشرب و اللى بيسكَر .. جو مالهاش فيه ..
شويه و حسّت إنها بتختنق سحبت نفسها بسرعه من وسطهم و طلعت اوضتها بخنقه ..
وقفت ف البلكونه تتفرج على كل حاجه من بعيد كأنها برا الدنيا ..

مسكت موبايلها بتقلّب فيه بفتور و مره واحده شغّلت الراديو و إبتدت تدندن مع ام كلثوم :
رقّ الحبيب و واعدني يوم . و كان له مده غايب عني
حَرَمت عيني الليل من النوم . لاجل النهار ما يطمّني
صُعُب عليا أنام . أحسن أشوف في المنام
غير اللي يتمناه قلبي
سِهِرت أستنّاه . و اسمَع كلامي معاه
و اشوف خياله قاعد جنبي
من كُتر شوقي سبقت عمري . و شُفت بكره و الوقت بدري
و إيه يفيد الزمن مع اللي عاش في الخيال
و اللى ف قلبه سكن .. انعم عليه بالوصال

عند مراد العصامى ...
مراد اخد ورد كتير و شيكولاته و تورته و راح المقابر زى عادته نفس اليوم من كل سنه ..
قعد كتير لحد ما حسّ بروحه بردت من كلام نسرين و اللى كان زى عود الكبريت اللى متلكك عشان يولّع ف اللى جواه ..
ركب عربيته و روّح على بيته بهدوء عكس النار اللى بقلبه .. شغّل كاسيت العربيه و قعد يدندن مع ام كلثوم بهمس :
رق الحبيب و واعدني يوم . و كان له مدة غايب عني
حَرَمت عيني الليل من النوم . لاجل النهار ما يطمّني
من كُتر شوقي سبقت عمري . و شُفت بكره و الوقت بدري
و إيه يفيد الزمن مع اللي عاش في الخيال
و اللي في قلبه سكن . أنعَم عليه بالوصال
طلع عليّ النهار . سهران بنور الأمل
و غنّت الأطيار لحن الهوى و الغزل

همسه بتدندن و دموعها نزلت بقهره من بين غناها كأن حته من روحها بتتوجّع ف مكان تانى :
و فضلت أفكر في معادي . و احسب لقربه ألف حساب
و كان كلامي مع صحابي .. عن المحبة و الأحباب
من فرحتي بدي اتكلم . و أقول حبيبي مواعدني
لكن أخاف ليكون بينهم مظلوم في حبه يحسدني
هجرت كل خليل ليّ .. و فضلت عايش مع روحي
أحسن يبان…

عاصم دخل عليها و سمع دندنتها بهمس و دموعها نفخ بضيق و سابها و خرج ..
حسّ ان مفيش كلام يتقال .. هى دلوقت ف عالمها الخاص اللى قصرته عليها و بس و شبح ذكرياتها المدفونه جواها .. مفيش مكان له جوه العالم ده ف مشى بضيق !

ليليان عدّى عليها شهر بعد موت رامى .. شهر وجع صافى من غير حتى لمحه بسمه تنوّره ..
إبتدى موضوع إنفصام الشخصيه يرجعلها بقوه من تانى .. صوت بيناديها بتسمعه و تكلمه و تعيش معاه ف عالم خاص لوحدهم !
قعدت اسبوعين منهم ف المستشفى و الاخر اصرّت تخرج .. و مع إصرار روسيليا قعدت معاها اسبوع كمان بعد ما خرجت و ليليان صممت تسيبها و ترجع روسيا
روسيليا بدموع : يعنى بردوا صممتى اسيبك .. طب ليه يا قلبى ؟ ليه مش عايزانى جنبك ؟
ليليان بتوهان : عادى .. عايزه ابقى لوحدى شويه .. طول ما حد معايا مش هعرف اخرج من اللى انا فيه ..
روسيليا بحزن : طب

قاطعتها ليليان بجمود : لازم ابقى لوحدى عشان اعرف اتخطى المحنه دى
روسيليا معرفتش تقنعها و تبقى معاها و ليليان كانت مرتبه نفسها هتعمل ايه ..
روسيليا سافرت و هى بعدها بكام يوم حجزت لمصر و جهزّت نفسها و حضّرت شنطتها و اخدت بعضها ع المطار !
دخلت المطار و إبتدت تخلص ف خِتم الورق و الاجراءات و هنا الظابط رفض يختم الباسبور

ليليان بصّتله بترقُّب و هزّت راسها و هو هزّ راسه ب أسف : للاسف مينفعش .. حضرتك ممنوعه من السفر
ليليان بنفاذ صبر : انا جوزى مصرى .. و مخلّصه ورقى معاه
الظابط : و هو بردوا اللى مانعك من السفر
ليليان بصدمه : نعممم !
الظابط بروتينيه : يافندم الورق اللى قدامى بيقول ان جوزك مانعك من السفر !!!
ليليان شردت و مره واحده وقفت بجمود __
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة السابعة عشر بقلم أسماء جمال


ليليان دخلت المطار و إبتدت تخلص ف خِتم الورق و الاجراءات و هنا الظابط رفض يختم الباسبور
ليليان بصّتله بترقُّب و هو هزّ راسه ب أسف : للاسف مينفعش .. حضرتك ممنوعه من السفر
ليليان بنفاذ صبر : انا جوزى مصرى .. و مخلّصه ورقى معاه
الظابط : حاتم ماهر معتصم الشرقاوى
ليليان بصدمه : نعممم ؟


 
الظابط بروتينيه : يافندم الورق اللى قدامى بيقول إنك مرات حاتم الشرقاوى و هو مانعك من السفر
ليليان حدفت اللى ف إيدها بعنف و إبتدت تتعصّب و صوتها يعلى : حاتم مين و زفت مين ؟
انت إتجننت يا بنى ادم انت ؟ انا مش مرات حد
صوتها إترعش بخنقه : انا كنت مرات رامى الشرقاوى و هو الله يرحمه .. إنما زفت ده انا متجوزتهوش
الظابط ببرود : ده اللى قدامى.


 
ليليان إتنرفزت : قولتلك مش زفت .. مش جوزى .. ثم ان انا جوزى ميت من فتره بسيطه إتجوزته امتى هاا ؟
الظابط بصّ ف الورق قدامه : اللى عندى ان مفيش إثباتات على جوازك من حد إسمه رامى
ليليان بضيق : لإنه ..
و سكتت بدموع مكتومه : لإنه مات بعد جوازنا على طول و ملحقناش .. ثم ان ازاى مفيش؟
الظابط : معرفش .. ده مش مثبت عندى .. اللى عندى إنك متجوزه حاتم الشرقاوى و لازم موافقته عشان تسافرى
ليليان بعنف : هات الزفت اللى ف إيدك ده ورينى


 
مسكت الورق و بصّت فيه لقت قسيمه جوازها منه بتاريخ بعد موت رامى بتلات ايام !
ليليان بهمس : انا كنت لسه ف المستشفى وقتها .. امتى حصل ده و ازاى ؟
حاتم من وراها بغرور : معقوله نسيتى يا روحى ؟ طب تنسى نفسك و تسافرى من غير إذنى ممكن اعدّيها لكن تنسى حبيبك و جوازنا .. لالا معديهاش
ليليان بصّت وراها بذهول و لمحت ف عينيه مكر و هنا بصّتله بعنف و اخدت حاجتها بغضب و سابته و إتخطّته و مشيت بعد ما إتأكدت إنها لا يمكن هتسافر !


 
مارد بيطبّل ع الباب و بيدندن بمزيكا : يحيي يا يحيي يا يحيي
يحيي فتح الباب بغيظ : انت مش هتعقل يا لطخ؟
مراد : و اعقل ليه ؟ بعدين انا عارفك قاعد لوحدك زى قرد قَطع
يحيي بغيظ : داك قرد اما ينطحك
مراد رفع حاجبه : هو القرد بينطح ؟

يحيي بغيظ : يعنى انا اللى قرد يا حيوان
مراد دخل ع المطبخ على طول اللى كان ف دخلة الشقه .. فتح التلاجه شرب و قعد ينأنأ و بعدها إبتدى يعمل قهوه
يحيي وراه : انت هنا من امتى ؟
مراد : اول امبارح
يحيى بضيق : و ماشى امتى ؟
مراد : بعد بكره
يحيي : انا مش عارف مش عايز تريّحنى و تريّح نفسك ليه ؟ ما تهمد هنا و قولتلك هساعدك تشتغل معانا هنا
مراد : لاء
يحيي : يعنى ليك مين هناك ؟


 
مراد مط شفايفه : و ليا مين هنا ؟
يحيي : انا .. اسر و عمر ولادى.. خواتك يا مراد .. مصطفى اخوك .. عيلته .. و بعدين مش يمكن هنا تلاقى
قاطعه مراد و إتنهد بضيق : سيبها على الله .. انا إتربيت هناك و إتعلمت و إشتغلت و اذا كان ع الوحده خلاص إتأقلمت .. عيشت لوحدى و هكمّل لوحدى
يحيي غمزله : يعنى مفيش حاجه كده و لا كده تقعّدك هنا؟
مراد بغيظ : لاء
يحيي رفع حاجبه : يعنى عيشت لوحدك دى معروفه .. إنما تكمّل لوحدك دى مشكوك فيها
مراد بغيظ : لحق إتفتنلك .. انهى وسخ فيهم اللى بعبعلك
اسر من وراه : و النعمه مانا
مراد بتريقه : يبقا اكيد اختك منى
عمر من جوه : انا منى يا حلوف ؟


 
يحيي : ممم بردوا هتقولى .. ايه حكاية غرامك بقا ؟
مراد رفع حاجبه : غرامى ؟!
يحيي : مممم اللى جاتلك الكباريه .. الا صحيح ايه اللى جابهالك الكباريه ؟ مين فتن عليك ؟
مراد : اخوها
يحيي بضيق : هو لحق يشم خبر لا و يحطّك ف دماغه
مراد : ممم لوا عندكوا .. اسمه شاكر الدخيلى
يحيي : عارفُه
و اسر و عمر بصّوا لبعض و ضحكوا اوى و يحيي معاهم
مراد : بتضحكوا على ايه ؟

اسر : اصل البنى ادم ده عليه كميه سماجه تكفى بلدنا و بلدك و البلد اللى جنبنا
قعدوا يرغوا و فطروا و قعدوا كتير مع بعض .. بعدها مراد نزل و اخد اسر معاه و مشيوا

عند ليليان ف المطار ..
ليليان سابت المطار بغضب و راحت ناحيه العربيه عماله تهبد و ترزع ف كل حاجه بغيظ ..
حاتم راح وراها ببرود واقف وراها متابعها و حاطط إيده ف جيبه و لسه هتركب راح ناحيتها و شدّها ببرود : رايحه فين ؟ مش شايفانى يعنى ؟
ليليان بغضب بصّتله و بصّت لإيده اللى ماسكه دراعها و شدتها منه بعنف : انت اتجننت ؟ و ايش تكون انت عشان تمسكنى كده و لا تلمسنى حتى ؟
حاتم بضحكه مستفزه : جوزك

ليليان بصوت عالى : انت صدقت نفسك يا حيوان انت ؟ جوزى ايه انت هتكدب الكدبه و تصدقها ؟ الورق ده مزوّر و انا هثبت ده و هوديك ف داهيه
حاتم ببرود : طولة لسان تانيه هثبتلك الجواز بجد و مش هيبقا ع الورق بس

ليليان إتنفضت مره واحده من تلميحاته الجريئه و اخدت بعضها بغضب و ركبت عربيتها بسرعه و مشيت
طول الطريق بتنفخ بغضب و ضيق و مش عارفه تعمل ايه .. كلّمت مراد بس موبايله مقفول و مصطفى مردش .. عايزه تفش غيظها مش عارفه .. كلّمت روسيليا
روسيليا : حبيبتى و روحى وحشتينى يا عمرى
ليليان بغضب : وحشتك ؟ ااه صح

روسيليا بزعل : اه وحشتينى يعنى مش عارفه ؟ و هموت كمان من غيرك
ليليان : اه ف قولتى تموتينى انا كمان من القهره
روسيليا إتخضت : بعد الشر عليكى يا قلبى .. فيكى ايه بس ؟ انا هموت من قلقى عليكى يابنتى
ليليان بعصبيه : متقوليش بنتى دى تانى .. فاااهمه .. انا مش بنتك
روسيليا إتفزعت من الكلمه و قلبها وجعها : ليه بس كده ؟

ليليان بغضب : لو كنت بنتك مكنتيش دخّلتينى الدوامه دى .. كنتى هتبقى جنبى حتى لو على حساب نفسك ..
لكن انتى مبتفكريش إلا ف نفسك
روسيليا عيطت : حبيبتى اهدى بس و فهمينى
ليليان بقهره : افهّمك ؟ افهّمك ايه ؟ مش اما افهم انا الاول ابقا افهمك
افهم ليه مانعنى من نزول مصر ؟ ليه خايفين كده ؟ فى ايه هناك راعبكوا كده ؟

و ارجوكى بلاش حوار خايفين عليكى و القلق و الخطف لإنى مش مصدقاه ..
روسيليا إبتدت تعيط و هى إتنهدت بوجع : مانا كنت جنبك و إتخطفت و إندبحت و كنت هموت .. عملتولى ايه ؟
روسيليا صوتها مخلوط بعياط : طب حبيبتى
ليليان بعصبيه : و لا حوار الجواز اللى طلعتوا بيه فجأه كده .. هى دى طريقتكوا عشان تمنعونى انزل مصر ؟
طب هنزل إنشالله مشى و ورينى هتمنع ازاى؟
روسيليا بذهول : جواز ؟! جواز ايه ؟ و من مين ؟

ليليان بتريقه : ليه متعرفيش ؟ شوفى مين جوّزنى من ورايا لحاتم باشا عشان هو يمنعنى من السفر ..
انا هطعن ف القسيمه و هتّهمه بالتزوير و اللى يحصل يحصل .. هخسر ايه اكتر من اللى خسرته؟
روسيليا بقلق : حبيبتى اهدى و فهمينى براحه لإنى بجد مش فاهمه .. ايه حوار القسيمه ده ؟
ليليان حكتلها اللى حصل بالظبط ف المطار و مع حاتم و تهديده
روسيليا شردت بقلق

ليليان بعصبيه : انا مبقاش عندى حاجه ابقى عليها .. و قسما بالله لو ما إترجع لارفع قضيه و اهدّ الدنيا على دماغ الكل و اللى عنده حاجه بقا يبقا يطلّعها
ليليان مدتهاش فرصه ترد و قفلت بعنف و روسيليا قلقت من كلامها و قلقت اكتر من حوار القسيمه و الجواز اللى جاه فجأه ده و إبتدت تربّط الاحداث ببعضها ..
حكاية منع ليليان ف المطار اول مره و بعدها خطفها و الاغتصاب .. و اخرهم موت رامى و اكيد كانت هى المقصوده .. و دلوقت الجواز المزور اللى طلع ..
كل ده وراه عاصم لإنه اكيد هو اللى زقّ حاتم ابن ماهر الشرقاوى ..

و طالما كل حاجه طلعت مرتبطه ببعضها و هو المسؤل عن اخر حاجه دى يبقا هو المسؤل عن كل حاجه .. و كل حاجه بتخطيطه
روسيليا اول ما تفكيرها وصل للنقطه دى و إفتكرت تهديد عاصم و اللى حصل زمان إتنفضت و قامت وقفت بعنف لبست و خرجت !

نضال بضيق : طب اعمل ايه بس ؟ بعتّله حد يخلّصنا من قرفه و لازقته جنب ست زفته بس نفد منها ابن الكلب
عاصم بغضب : اخلص مش هنطبطب عليها .. البت دى بقت كابوس خلّصنا بقا منه بدل ما انت عارف انا ممكن اعمل ايه ؟
شوف حد يزيح زفت ده من سكتها و خلّص عليها خلينا نخلص ..
نضال بشر : ابن الكلب نفد منها .. بعتله كذا حد و كذا عربيه و طلع من وسطهم بحتة خربوش ف إيده ..
زى ما بنت الكلب كمان عدّت منها .. ولاد كلب طالعين زى أبوهم
عاصم إنتبه : ابوهم ؟ ابو مين و مين ؟ تقصد ايه ؟ انا بكلمك عن ليليان و عارفينها إنما زفت ده ابن مين ؟

نضال إرتبك : قصدى يعنى .. إنه ابن كلب هو كمان ..
عاصم بصّله بقلق و هو بتتويه : المهم كانت حركه حلوه منك بتاعه قسيمه الجواز دى
عاصم : انا قولت حاجه تخليها تهمد عقبال ما تخلص و تخلّصنى من قرفها
نضال : ممم متقلقش و الواد حاتم بردوا طلع مطيع ده غير إنه صايع
عاصم بتريقه : و هو لولا إنه زوّرنا القسيمه و حطّناها ف قلب الورق بتاع اجراءات الدفنه بتاعه رامى و مضّناها عليها كانت وافقت اصلا
نضال : خلاص سيبنى كام يوم و انا هظبّطلها حوار كده .. و اهو الست اختك هنا بعد ماهى كرشتها من عندها
عاصم : اخلص و متكلمنيش إلا عشان تدينى إشاره إنك خلصت

مارد : ايه يا حوبا ؟ كده كل ده منسمعش صوتك ؟ اخس على كده
رحاب ع الموبايل : و انت بتسأل اووى .. و انا ياعينى مطنشه مش كده ؟
مراد إبتسم : و الله يا رحاب عارفين إننا مقصرين معاكى .. معلش الظروف الفتره اللى فاتت كانت زفت .. ليليان و اللى حصلها مكناش عارفين نسيبها
رحاب بخضه : ليليان ؟! مالها فيها ايه ؟

مراد إتنهد و ابتدى يحكيلها اللى حصل بإختصار و إستثنى منه حكايه الاغتصاب و قال خطف بس و ناس تبع شغل أبوها .. و موت رامى و حادثتهم !
رحاب بدموع : يا حبيبتى .. كل ده ؟ و انا اللى زعلانه منها إنها مش بتسأل .. اتارينى انا اللى مقصّره و المفروض اسأل
مراد ابتسم لبرائتها : هى عارفه إنك متعرفيش و ياريت لو كلمتيها متكلمهاش ف تفاصيل ..
يعنى ارغوا ف اى حاجه تخرّجها من اللى هى فيه و خلاص
رحاب : حاضر .. انا اصلا كنت كده كده هكلمها .. انا محتاجلها اوى
مراد إنتبه لصوتها اللى إتخنق : مالك يا رحاب ؟ فيكى حاجه ؟

رحاب : لاء مفيش انا كويسه
مراد ب إصرار : لا بجد .. فيكى ايه ؟ انا قولتلك قبل كده انتى زى اختى و لو إحتاجتى اى حاجه انا جنبك
رحاب وجعتها اوى كلمه اختى بس عدّتها و سكتت
مراد إنتبه لسكوتها و إنها بتعيط : طب إدينى عنوانك .. انا هنا ف مصر على فكره
رحاب بلهفه : بجد ؟

مراد إبتسم : ايوه .. قوليلى بس انتى فين و نتقابل عايز اتكلم معاكى كتير اصلا
رحاب إبتسمت بدموع : لا مش هينفع
مراد : ليه ؟
رحاب إرتبكت : اا .. اصل انا ف الصعيد .. انت عارف انا عايشه مع عمامى .. و بعدين مش هينفع تجيلى و انا مش هنزل القاهره دلوقت .. خليها وقت تانى
مراد حس بإرتباكها : رحاب فهمينى بس عندك ايه ؟ حاسّك مخبيه حاجه
رحاب بتهتهه : لالا مفيش .. بابا واحشنى اوى و انت عارف اول مره انزل من غيره
مراد اتنهد : ربنا يرحمه .. عموما اى حاجه تحتاجيها كلمينى من غير ما تترددى ثانيه .. فاهمه

رحاب إبتسمت بحزن : حاضر
قفلت معاه و دموعها إبتدت تنزل بصمت مش عارفه على بُعده و لا على ليليان و اللى عرفته حصلها و لا على حياتها هنا و معامله عمامها لها !

مراد قفل معاها و نفخ بضيق لإنه عارف سبب حزنها .. و اد ايه أبوها كان طول الوقت قلقان عليها من خواته و طمعهم فيه .. بس للإسف مفيش ب إيده حاجه يعملهالها .. بس ياترى القدر مخبى ايه ؟

غرام صحيت الصبح بدرى اخدت شاور و واقفه تدندن قدام الدولاب و هى بتختار لبس

من زمان بتمنى اقابلَك .. قلبى عمره ما حب قبلَك
أصله مرتاحلَك و سابلَك .. روحٌه فيك واياك تسيبْ
من زمان وانا قلبى نفسٌه .. يبقى نَفَسَكْ هو نَفَسُه
لو فيك إيه علىَ طوٌل يحسُّه .. يتجرح لو يوم تغيب
دخلت عليها نهله مرات خالها و إبتسمت لشكلها
نهله بغمزه : خيير
غرام برّقت : مممم نعمم
نهله ضحكت اوى : هو عداكى ؟

غرام إبتسمت : تخيّلى ؟ مانا قولتله يا اعدلك يا تبوظنى
نهله : ممم ربنا يستر
بّصتلها و بصّت للدولاب : كنتى بتعملى ايه بقا ؟
غرام قفلت الدولاب ببراءه مصطنعه : انااا ؟ خاالص .. و لا حاجه .. هو انا منهم ؟ اللى يقفوا قدام الدولاب ساعه و ف الحمام ساعتين و قدام المرايه تلاته لحد ما ينسوا هما كانوا رايحين فين .. ابسولتلى

نهله هزّت راسها بضحك : ااه اه مانا عارفه .. انتى مكنتيش منهم اه عارفاها دى .. إنما هتفضلى مش منهم .. دى .. اشك
غرام ببراءه : يا شيخه بلا قلة ادب .. هو فى احلى من الجينز على اى بلوزه و اى طرحه و الكوتشى ابو فيونكه و نبقا فُله شمعه منوره
نهله ضحكت اوى و هى خارجه : الله يكون ف عونه
خرجت و غرام رجعت فتحت الدولاب تانى بسرعه و بتدندن
نهله فتحت الباب مره واحده و قبل ما غرام تتكلم شاورتلها على فستان موف رايق : ده احلى و الله
و قبل ما غرام ترد مشيت بسرعه و قفلت الباب و هى بتضحك
غرام ضحكت بغيظ و رجعت بصّت للدولاب : اه فعلا عندها حق .. انا ازاى مكنتش شايفاه؟

دخلت اخدت حمام و لبست الفستان اللى إختارته نهله .. موف رايق و فيه حزام سيلفر رقيق عند الوسط و عليه طرحه بنفس اللونين و كوتشى ابيض و شنطه بيضا ..
بصّت لنفسها ف المرايه ب إبتسامه : منك لله يا مارد .. انا كان مالى و مال المرقعه دى ؟!
ضحكت و اخدت حاجتها و نزلت ..
خبطت ف امها : ايييه يا طمطوووم مش تركز
امها ضربتها على قورتها بخفه : انا بردوا اللى محتاجه اركز ؟ ده انتى ده بقا عندك ضايع خالص
غرام ضحكت اوى و شاورت على راسها مكان ما امها ضربتها : يا شيخه ...هو انا عندى ده من الاساس ؟

امها ضحكت اكتر
غرام : همشى بقا لاحسن كده هتأخرينى
امها شدتها : لو ابوكى إتضايق ابقى قوليله اى حجّه و انتى مش هتغلبى
غرام بسرعه و هى ماشيه : اه ماشى حاضر هبقا اقوله
رجعت تانى و رفعت حاجبها : حجّة ايه ؟ و اقول لمين ؟

امها فهمت إنها مش رايحه لأبوها : امال سيادتك رايحه فين و متسربعه كده ع الصبح ؟
غرام سكتت شويه : مشوار و سيبينى لحد ما انا اللى اجى احكيلك
امها إتنهدت : اما اشوف اخرتها يا غرام
غرام باستها من خدها : اخرتها خير ان شاء الله
امها : ان شاء الله .. بس بردوا عدّى على أبوكى الاول

غرام سكتت بضيق : ربنا يسهل
امها بإصرار : حبيبتى أبوكى ف المستشفى ...صحيح سيف بيقول إنه كويس و إصابه خفيفه من شغله بس بردوا لازم تروحيله .. حبيبتى ده أبوكى و مهما كنتوا بعيد عن بعض بس لحد هنا و دى مفهاش كلام
غرام : حاضر يا ماما
امها إبتسمت : و بعدين يا ستى إعتبرى نفسك بتشترى ودّه .. بتلاغيه يعنى .. عشان اما تحتاجيه بعدين تلاقيه جنبك
غرام إبتسمت : ااه ده انتى بتثبّتينى بقا
امها ضحكت : لاء انتى اللى هتثبتيه يا روحى
غرام حدفتلها بوسه و جريت : حاضر بس ابقى ادعيلى

خرجت و امها إبتسمت : ربنا يهديكى و يراضيكى

غرام مشيت و قبل ما تروح مشوارها اللى مرتباله من بدرى نفخت بضيق و قررت تروح لأبوها المستشفى الاول
راحت مستشفى القوات الخاصه ..
غرام : هو فى حاله هنا بأسم مهاب السويدى
موظف الاستقبال بعد ما قلّب ف الكمبيوتر قدامه : اه يا فندم كان هنا و لسه خارج من شويه
غرام نفخت بغيظ : الله يسامحك يا ماما
الموظف بصّلها قوى بيجمّع بتقول ايه
و هى بصّتله بغيظ : ما تبص قدامك

سابته و مشيت بغيظ .. ماشيه بتاكل ف نفسها و فجأه خبطت ف حد و إتفاجأت بقهوه بتتدلق و إيد لحقتها شدتها بعيد
غرام بغيظ : ما تفتح يا حمار انت ازاى اصلا تلمس
و رفعت وشها و برّقت : ماارد ؟!
مراد كان وشه بينطق من الغيظ و قبل ما يتكلم من غير مقدمات إنفجر ف الضحك
غرام إبتسمت قوى : يعنى افهم بتضحك على ايه ؟ انت لولا شدتنى كنت حميتنى بالقهوه بتاعتك دى
مراد إبتسم : مره من نفسى يا بتاعة القهوه .. انتى ناسيه إتقابلنا ازاى ؟

غرام رفعت حاجبها : اه انت بتردهالى بقا
مراد ضحك : هو العمل اللى انتى عاملهولى رسماه على فنجان قهوه ؟
غرام بغيظ : عمل ؟
مراد هز راسه بإستفزاز : اللى جابنى على ملى وشى لحد عندك و اللى بيحدفنى ف سكتك كل ما اتحرك خطوه

غرام إفتكرت اول مره جاتله المكتب و هو قالها للدرجادى واقعه ..
ابتسمت بمكر و حبّت تردهاله : طب انا كنت جايه لابويا انت ايه بقا ؟ للدرجادى واقع ؟ اووووه يا حرام
مراد هنا افتكر هو كمان و ضحك اوووى : انتى قلبك اسود اووى
غرام بهزار : لاء و انت الصادق ده سُكّرى غامق شويه ..
لعلمك بقا البنت ممكن متكونش فاكره ايه ف شنطتها
بس بتكون فاكره انت قولت اى من سنتين و 8 شهور الساعه 6:23:45 !

مراد إبتسم : طب ايه داخله و لا خارجه ؟
غرام : لاء كنت جايه لبابا كان هنا بس خرج
مراد : فيه حاجه و لا ايه ؟
غرام ببرود : لاء عادى إصابه بسيطه
مراد : ممم و رايحه على فين تانى ؟

غرام إبتسمت : كنت رايحه لواحد كده عايزه اخده مشوار بس الحظ سعفنى و جابهولى لحد عندى
مراد ربّع إيديه و ابتسم : و الواحد ده كنتى ريحاله فين و ليه اصلا ؟
غرام افتكرت سوء ظنه ف ملامحها إتضايقت : و ياترى ده كان هيبقا رده ايه عند حضرتك ؟
مراد همس بإبتسامه : لاء المرادى غير
غرام ربعّت إيديها زيه بمكر : غير ف ايه بقا؟

مراد رفع حاجبه : لاء ده انتى رايقه ع الصبح
غرام إبتسمت : جدااا
مراد : عموما ده كان موقف و عدّى و انا شرحتلك ظروفه إنى كنت مضغوط .. انا اصلا اكتر حاجه بكرهها ف حياتى سوء الظن
غرام إبتسمت : و بتكره ايه تانى ؟
مراد بجديه : و الكدب
غرام : و ايه تانى غير دول ؟

مراد إبتسم : لاء اللى غير دول هتعرفيهم واحده واحده و لوحدك .. بس دول اهم ما عندى و اللى من عندهم بتتبنى علاقاتى مع اى حد و اللى بردوا من عندهم ممكن تنتهى
غرام بصّتله بإعجاب واضح اووى .. حسّت ان الحب اللى كانت بتحبهوله عشوائى و إنها دلوقت بتقع ف حبه بجد ..
غرام بهزار : و انا تفهّمت الموقف و عدّى زى مانت قولت و عشان إثبتلك انا ممكن اكرره عادى
مراد إبتسم : لاء انا قولت ثقى فيا اه بس مش للدرجادى يعنى .. انا بشر و ربنا
غرام بضحكه عَذبه : لاء انت مارد .. الا صحيح مين سمّاك مارد ؟

مراد : يحيي .. و من بعده عامر الله يرحمه .. و بعدها إنتشرت
غرام : ممم يحيي و عرفناه.. مين عامر بقا؟
مراد : ده اللى قفل المثلث .. ماهو لو نسبت الفضل ف اى حاجه ف حياتى لحد هيبقا لتلاته لجدى مَهد اللى اخدنى ف بيته و شيّلنى اسمه و لولاه و لا كان هيبقى ليا بيت و لا اسم ..

و يحيي اللى ساعدنى ادخل شرطه و يبقالى اسم و مكانه و لولاه كان زمانى لسه حته عيل متمرمط من ورشه لورشه و مكنش هيبقا ليا مستقبل ..
و تالتهم عامر الله يرحمه .. و ده له الفضل ف حاجات كتير .. ده اول حد درّسلى ف شرطه و إتدرّبت على إيده و اول حد إشتغلت تحت ايده و لولاه مكنش هيبقا ليا مكانه مميزه و الحمد لله الكل بيشهدلها ..
حتى حياتى مديونله بيها لإن لولاه كان زمانى ميّت .. اخر مهمه طلعناها سوا مات هو عشان انا اعيش ..
هرّبنى و اصرّ لإنى امشى بعد ما هو إتصاب لإنى لو كنت إنتظرت معاه ثوانى كنت مُت ..
العربيه كانت هتنفجر بينا و هو عارف نفسه كده كده متصاب مش هيعرف يخرج و يعطلنى ف اصرّ إنى اسيبه و قبل ما اغيب عن عينه كان مات
غرام ب اسف : الله يرحمه.

مراد مخدش باله من دموعه اللى نزلت غصب عنه و هى قرّبت منه مسكت إيده بحب و إتكت عليها
و هو إبتسم بكسره : عادى .. احنا حياتنا كده .. مفيش ظابط ف العالم إلا و حاطط اللحظه دى قدام عينيه .. بس الذكى بقا اللى يبقا عامل حسابها
غرام بصّتله و سكتت و هو إتنهد : يعنى هو سايب بنته .. لوحدها .. من غير ام و لا حتى اخوات .. و تايهه من غيره .. ساعات بقول لنفسى اللى زينا مالهومش خلفه و لا حتى جواز ..ليه نفارق و نسيب قلوب مكسوره ورانا ؟

غرام : ده قدر ربنا و محدش بياخد غير اللى مكتوبله .. يعنى هى مكتوبلها ده ..
حتى لو أبوها مكنش ظابط كان بردوا هيحصلها اللى حصل و تبقا لوحدها .. تفتكر لو أبوها مش ظابط مكنش هيموت مثلا ؟ و لا كنت هتفضل وحدها ؟
مراد سكت شويه : عارفه إنى مفتكرش عن أبويا غير إنه ظابط .. او كان ظابط الله اعلم هو دلوقت ايه ؟
غرام : ظابط ؟

مراد : ممم .. ساعات بيبقى نفسى الفّ على كل ظباط الدنيا و اشوف مين فيهم أبويا و مين فيهم كان عنده عيله و راحت ف حادثه .. و ارجع و اقول لنفسى خلاص حتى لو لقيته هعوز منه ايه ؟
مش هيعملى حاجه اكتر من اللى عملته لنفسى .. إتربيت و كبرت و إتعلمت و إشتغلت و اذا كان مدوّرش عليا ليه ادوّر انا عليه ؟!
غرام إبتسمتله بحزن على وجعه بعدها عشان تغير مجرى كلامهم بصّت ع الشاشه كانت ف ريسيبشن المستشفى
غرام ضحكت : الله !!
مراد كانت الشاشه وراه إلتفت ناحيتها و إبتسم : بلبل حيران !
غرام : ممم .. الفيلم ده انا بعشقه و رغم إنه بيبان للكل كوميدى بس له مغزى حلو ورا الكوميديا اللى فيه
مراد إبتسم : مغزى ممم .. اللى هو ؟

غرام إبتسمت :
في الفيلم زينة كانت دايما بتكنسل على بلبل ومبتردش عليه ولما يسئلها مبترديش ليه ؟
تتحجج ف تقوله مبسمعش الموبايل ، مبكونش فاضيه .. اى حجّه بقا ،
بلبل قالها في مشهد أن "كتر أتصالي بيكى في أوقات مختلفة وأنتى مترديش ولا حتى لما تفضي تتصلي ده أسمه تجاهل. والتجاهل مبيتغفرش.
هى فعلًا كانت بتتجاهله .. لكن فى الاخر زعلت اوى إنه سابها وخطب غيرها ..
برغم إنها لو كانت إهتمت شويه وبطّلت الحاجات اللى هي شيفاها تفاصيل صغيرة كانت كسبته ، التفاصيل الصغيرة دي لما بتتراكم بتبقى مشكله كبيره
المقصود منه يعنى ان التفاصيل إللي بنشوفها صغيرة جدا مش ظاهره وهي كل واحده لوحدها إنما لما نحطها جنب بعض بتعمل مشكله كبيره .. و ان ف الأخر الجبل هو شوية رمل و حصى صغير بس متراكمة فوق بعضها.

و ان اى حد مهما كان بنت أو راجل بيحب اللى يفرّحه ، اللى يضحكّه ، اللى يهتم باللي بيهتم بيه ويشاركه تفاصيله الصغيره..
الحب اهتمام قبل اى حاجه .. معظم العلاقات دلوقت بقت بتنتهى بالإهمال اكتر ما بتنتهى بمشاكل و خلافات ..
البرود ف اى علاقه مُزعج جدا بيجبرك تنسحب من العلاقه حتى لو روحك فيها

مراد كان بيسمعها و منمدج معاها اوى .. و عشان الرساله اللى ورا كلامها كانت واضحه و صريحه قدر يقراها بسهوله و إبتسم
مراد ضحك : طب بمناسبه الاهتمام تعالى افطّرك الاول و بعدها اشوفك عايزه تودّينا فين ؟
الا صحيح مشوار ايه اللى اول ما جيتى قولتى عايزه تاخدينى ليه ؟
غرام إتوترت شويه : نفطر بس الاول و اقولك
مراد لاحظ توترها بس معلقش ..اخدها و خرج برا
غرام : تيجى ناخد فطار سريع جنبنا هنا ؟
مراد إتلفت حواليه : جنبنا فين ؟
غرام ضحكت : لاء مش قصدى هنا .. فى مطعم اوبن ع الكورنيش قريب من هنا .. نروح ناخد حاجه ع السريع

مراد إبتسم : طب بما إنه قريب من هنا تيجى نتمشى
غرام متكلمتش بس شبكت صوابع إيديها بين أصابعه و إتحركت و هو إبتسم
غرام ضحكت : بس حلوه تفطرنى دى ؟ ممم طب مانت بتتعلم بسرعه اهو .. امال ايه بقا ؟
مراد : لاء ياختى ماليش فيه .. انا عامة مش بفطر و ممكن يومى كله يقوم على اكله واحده و خفيفه كمان .. انا عملت عشانك لاحسن تاكلينى
غرام ضحكت اوى بصوتها كله و هو ضحك معاها : ده انتى بقا يتخاف منك .. طب مثّلى قدامى حتى .. حوّرى عليا ع الاقل لحد ما تدبسينى
غرام بهزار : مسمعتش المثل اللى بيقول .. إتجوزى الراجل اللى متحاوليش تشفطى كرشك و انتى معاه.

مراد ضحك : يعنى الواحده منكم تآكل فراخ و شيبسى و إندومى و مكرونة وورق عنب و شيكولاتة
و ترجع تقول : إيه دة ؟! أنا طلعلى كرش ! آمال عايزة يطلعلك ايه ؟ غمازات ؟
غرام بصّتله بغيظ : بتتريق ؟ طب ياريتك بكرش
مراد برّق : نعمم ؟!
غرام إبتسمت ببراءه مصطنعه : اماال .. يعنى الواحده تتجوز واحد طويل و بعضلات وأول ما يتعصب عليها يفرتكها .. ولا تتجوز واحد بكرش يكسل أصلا يزعقلها ؟
مراد ضحك اوى : و الله اللى زيك الواحد يخاف يروح يقول لأهلها انا طالب إيد بنتكوا لا يقولوله و الله يا بنى لو تعرف تشيل إيديها من الاكل خدها

غرام كشرّت بغيظ و هو ضحك اوى ..
وصلوا مكان ما وصفتله قعدوا فطروا و هو طلبلها شاى بلبن
غرام : مممم عجبتنى على فكره
مراد بيغيظها : لا عادى انا بشترى دماغى
غرام : على فكره انت ﻻزم تعوّد نفسك تاخد بالك من التفاصيل بجد
مراد بضحكه يغيظها : حاضر حبيبتى .. ايه ده ؟ انا ملاحظ إن وزنك زاد شويتين تلاته ع الريجيم ، و اللى قبّ ده آيه ؟ كرش ؟ آآآه ، و بقا عندك لغد و .....
غرام كزّت على سنانها بغيظ : خلآآآص ، مش للدرجادى يا تحفه
مراد ضحك اوى و هى حدفته بمعلقه قدامها .. فطروا و خلصوا و قعدوا شويه و قاموا

رجعوا مشى تانى لمكان عربيته ..مراد فتحلها و مدّلها إيده بصّت لإيده بعِند و ضحكت تغيظه و ركبت ..
لفّ ركب و بصّلها بغيظ عشان مرضيتش تمسك إيده : لعلمك بقا ف الخطوبه الواحد مننا يبقى بيتلكك عشان يمسك إيديها و هى بتعدّى الشارع
غرام رفعت حاجبها : و بعد الجواز ؟
مراد بضحكه يستفزها : لاء بعد الجواز يبقى بيتلكك إنه يسيب إيديها يمكن عربيه تلهفها و ﻻ حاجه
غرام برّقت اوى و هو إبتسملها بغرور إنه عرف يغيظها و مشى ..
شويه و فتح الكاسيت و قعد يقلّب فيه .. جاب وائل جسار " بحبك مش هقول تانى " و بيدندن معاه
غرام بغيظ : بحبك مش هقول تانى ؟! مايديها بالقلم احسن
مراد ضحك و هى زقّت إيده و فضلت تقلّب ..

جابت اليسا " مليون احبك" ..
إبتسمت بغرور : شوفت بقا احنا نَفَسنا طويل ازاى .. بحبك لمليون مره مش زيكوا
( و قلدت صوته بتريقه ) بحبك مش هقول تانى
مراد ضحك بتريقه : يابنتى انتوا من كتر رغيكوا ..
تحس ان الواحده منكوا لو قفلت بوقها شفايفها اللي فوق تقول لشفايفها اللي تحت عاش مين شافك

غرام ضحكت و رجعت تقلّب و بعدها وقفت على ام كلثوم و سابتها و علّت اوى
مراد رفع حاجبه : ام كلثوم ف عزّ الضهر ؟ و بصوت عالى زى الدى جى ؟ و عالطريق ؟ لا انا قولتها انتى يتخاف منك

غرام ضحكت اوى : أم كلثوم و هي بتقول
"العيب فيكم يا في حبايبكم أما الحب يا روحي عليه"
تحسها كده عايزة تقول انتوا زبالة يا بتعرفوا ناس زبالة
مراد ضحك اوى : انتى مشكله ؟ حتى الست اللى مختلفش عليها اتنين مش عاتقاها
غرام ضحكت اوى و هو سكت و بصّلها : هاا ؟ عايزه تروحى فين من الصبح و متردده ؟ هتودينا فين بقا ؟
غرام بإرتباك بتداريه : اناا ؟! لا خالص لو مش حابب خلاص
مراد : انا قولت مش حابب ؟! انا قولت كده ؟!

انا بس شايفك متردده و كل ما اسألك تتوّهى كأنك لسه مش واخده قرار .. ايه بقا المكان اللى مش عارفه تقررى تروحيه و لا لاء ؟
غرام إبتسمت بتوتر : طب امشى كده
مراد مشى على وصفها لحد ما وقف عند مكان معين و هى سكتت و بصّتله و هو بصّ من القزاز و بصّلها و تقريبا كان فهم
غرام فركت إيديها بقلق من رد فعله : مراد .. انا عارفه ان اللى هقوله ممكن يزعّلك .. هيضايقك لو مفهمتنيش صح .. بس انا عايزه ابقا جنبك بجد.. ابقا جنبك بالفعل مش بالكلام ..

مراد بصّ على عيادة الدكتور النفسى و بصّلها بتردد شويه و سكت كتير ..
فكر يرفض .. او حتى لو لزم الامر يتراجع عن الموضوع كله .. بس حسّ إنها عندها حق ..
الخطوه دى كان لازم ياخدها من زمان .. كان رافض لإنه معندوش اللى يشجعه .. معندوش اللى يحاول يصلّح كتير عشانه .. بس دلوقت بقا عنده .. و فى إيد بتتمدله تشدّه من الغرق .. ياترى يغرق و لا يتشعبط فيها و يطلع من اللى هو فيه ؟!
مراد بصّلها كتير بترقُّب : هو انا ممكن اسألك سؤال ؟

غرام هزّت راسها و هى عارفه عايز ايه و هو سكت شويه : هو انتى جيبانى هنا عشان مش متقبّله مراد اللى شفتيه بعد ما كشفته قدامك .. ف بتحاولى تغيّريه .. و لا دى مساعده ؟
غرام إبتسمت و لمح ف عينيها لمعه عشق نوعاً ما طمنته : مراد .. انت فتحتلى قلبك و حياتك و وافقت بوجودى جنبك حتى لو مقولتهاش صريحه
و انا عشان ابقا جنبك لازم اساعدك و إلا وجودى مش هيبقا ليه لازمه ..
و عشان اساعدك جيبتك هنا .. و عشان هنا اول خطوه ف انا حبيت اخدها معاك .. حبيت نبتديها سوا
مراد بصّلها بإطمئنان و هى إبتسمت بحب : عارف يا مراد .. العلاقه الناجحه هى اللى بتعمل حسابك فيها على تقبُّل العيوب مش التعامل مع المميزات .. و انا تقبّلت كل العيوب اللى ورتهالى و اللى لسه هشوفها قبل ما اشوف اى حاجه حلوه.

مراد إبتسملها بهدوء و إتنهد و رجع بصّ للعياده و هزّ راسه و نزل و هى فتحت و نزلت
دخلوا و قعدوا شويه إستنوا الدكتور .. بعدها طلعتلهم ممرضه و دخلتهم
مراد كان لسه هيعترض على دخول غرام معاه .. بس إتراجع .. هو خلاص قرر يمشى معاها سكه واحده يبقا لازم يبقوا مكشوفين لبعض بشكل يخليها متتفاجئش بعد كده و لا تتصدم
دخلوا و قعدوا و مراد بتلقائيه مسك إيديها بكل الخوف اللى جواه من الكلام اللى هيقوله و ذكرياته و جروحه اللى لازم تتفتح عشان المرادى تتنضّف صح و تتعقم عشان تلمّ كويس ..
و هى بكل الحب اللى جواها إتكت على إيده تطمنه
الدكتور إبتسم لشكل العلاقه بينهم : خير اتفضلوا.

مراد إبتسم ربع ابتسامه و سكت كتير و اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده و إبتدى يحكى كل حاجه من نقطه الصفر و اللى حكهالها من قبل ..
اتحفّظ شويه ف الاول بعد كده اتكلم ب إرياحيه اكتر و الدكتور بيسمعه بإهتمام
وصل لحد علاقاته المتعدده و العنف و الساديه و كل التفاصيل
الدكتور بتفهُّم : طيب ف البدايه كده انتوا متجوزين و لا لسه ؟
مراد : لسه شويه.

غرام إبتسمت من ردّه لإنه عجبها .. لسه شويه ده معناه إنه خلاص قرر بس مشكلته ف الوقت و دى محلوله
الدكتور : تمام .. و لعلمك من كلامك و تفاصيلك اقدر اقولك مشكلتك علاجها سهل ...هياخد وقت اه لكن مش صعب .. معرفه سبب المشكله بيساوى نص الحل ..
و طالما الساديه اللى انت فيها لها سبب و سبب عنيف كمان زى الاغتصاب و الخطف و بُعدك عن اهله يعنى الحرمان .. يبقا كده حطينا إيدينا على الدافع اللى وصّلك لكده .. و بمجرد ما هنقضى على الدافع هتلاقى الموضوع بيختفى معاك حبه حبه لحد ما يتبخر
بصّ ل غرام : و طبعا انتى كمان هيبقا ليكى دور .. العلاج هنا مشترك ..

ف الحالات اللى زى دى لازم على الزوجة إحتواء زوجها، ومساعدته إنه يتخطى المرحله دى و العنف منه ميتواجهش بالعنف معاه حتى لو ف الكلام..
و الهدوء و الحنيه و تعويض الحرمان و سدّ الفراغات الكتير الموجوده جواه
غرام إبتسمت اوى : دى بقا عليا .. و من غير اى حاجه ده دورى اللى كنت هاخده كده كده

قعدوا يتكلموا كتير مع الدكتور و مراد نوعا ما إرتاح .. حسّ إنه خد خطوه إيجابيه كان لازم تتاخد
مراد ابتسم بهدوء بعد ما اتطمن و اخد غرام و مشى

ركبوا العربيه و مراد رجّع ضهره لورا و ربّع إيده الاتنين ورا راسه و غمّض عينيه مبتسم
غرام حسّت بالهدوء النفسى اللى ممكن يكون إبتدى يتشكّل جواه و محبتش تقطع عليه هدوءه
مراد بصّلها بإبتسامه عَذبه : انتى مش متخيله انا حاسس ب ايه دلوقت ؟ حاجه كده زى النار اللى مره واحده إتحدف عليها ميه متلجه تبرّدها
غرام : و ان شاء الله النار دى هتتحول رماد و تنطفى للابد
مراد سكت شويه : النار اما بتنطفى بتدخّن و تعفّر و بتسيب الرماد اثر لوجودها ف يوم من الايام
غرام : كل حاجه هتخلص .. بس واحده واحده و مع الوقت .. و طالما خدنا اول خطوه يبقا سيبها انت بس على ربنا و الباقى هيجى بعدين

مراد اخدها و مشى : هااا هتودينا على فين تانى يا بركه ؟
غرام ضحكت : عايزه اشترى شويه حاجات من المول .. نروح سوا .. حابه اتعرّف على ذوقك و اختياراتك بس بالفعل
مراد : مممم ده انا تحت الاختبار بقا
غرام : اينعم .. مش يمكن ذوقك مش يعجبنى
مراد : طب مانتى شوفتى ذوقى قبل كده فيكى .. جربتينى ف نفسك يعنى .. هاا ايه رأيك ؟
غرام بثقه : تؤتؤ انت ذوقى انا اصلا
مراد ابتسم و اخدها ع المول اللى وصفته ..

وصلوا و دخلوا قعدوا يلفّوا ف المول كله .. لفّوا كتير و اشتروا حاجات اكتر و اغلبيتها ليها و من ذوقه هو

مراد واقف و ساند ضهره لورا و حاطط إيده على راسه بغيظ و غرام جايه عليه : ايه رأيك ف دول يا مرادى ؟
مراد لسه هيتكلم لمح اللى ف إيديها بصّلها بغيظ و برّق : ايه دول يا روما .. لبس بيبيهات ؟!
بصّلها بغيظ : اه عندك حق مانتى جيبتى حاجات تكفيكى عشر سنين قدام .. ندخل بقا ع البيبيهات
غرام ببراءه : اعمل ايه شفتهم و عجبونى
مراد إبتسم بغُلب و هى ضحكت : لاء ماهو عشان تبقا عارف انا بحب الاطفال جدا .. بعشقهم ..

عايزه يجى .. يجى.. لالا مش عارفه اعدّ .. انا عايزه حبّه عيال كتير .. و يبقوا شبهك .. عيون بتقلب و شعر لونه مموّج و مانجهات كده يعنى .. و كمان

قطع كلامها صوت موبايل مراد اللى رن و بصّ فيه و وشه إتغيّر و قام مره واحده من غير ما يقولها حاجه حتى
مراد بلهفه و هو قايم : ليليااان .. ايه يا حبيبتى فينك كده ؟ امبارح و إنهارده مسمعش صوتك .. طمنينى
غرام بصّتله قوى على طريقته و لهجته و كلامه و ردّه بسرعه و لهفه .. إتضايقت اوى خاصه إنه اخد الموبايل و قام

مراد بعد ما اتحرك بعيد : اهدى بس يا ليلو و فهمينى اللى حصل بالتفصيل
ليليان حكتله كل حاجه بالتفصيل حصلت معاها ف المطار و حكايه الجواز من حاتم و القسيمه اللى شافتها
مراد بضيق : يعنى انا عايز افهم .. مش إتفقنا متتصرفيش من دماغك .. بتسافرى ليه انتى ؟ بلغّتى مين ؟ خدتى رأى مين ؟
ليليان بضيق : انا افتكرت كده اتحلّت .. جوازى من رامى حلّها
مراد : ماهو جوازك من رامى لسه متوثقش و رامى مات و القسيمه مكنتش طلعت لسه .. و طالما حد زوّر القسيمه يبقا اكيد إتلعب ف جوازك من رامى
ليليان بدموع : و العمل ؟
مراد بتفكير : كده إبتدت توضح يا ليليان .. تزوير جوازك هدفه منعك من إنك تسافرى و طالما هما ورا التزوير ده يبقا هما ورا كل حاجه من الاول .. كل حاجه منعتك من السفر.

ليليان إتخضّت من الكلام لإنها عارفه ان نضال ورا الخطف بس مش قادره تتكلم ..خايفه منه بعد ما هددها بالفضيحه
مراد إنتبه لسكوتها : حبيبتى اهدى .. انا جنبك .. مش هسيبك و مش هتخلى عنك .. مستحيل هسمح لحد يقرّب منك او يلمس شعره واحده منك يا حبيبتى اهدى

و ده كان الوقت اللى غرام قامت عشان تشوفه اخّر ليه .. و للإسف وصلت ف اللحظه الغلط و سمعت اخر جمله .. كزّت على سنانها بضيق و إتراجعت لورا بغضب

مراد : اهدى .. و كده جاه وقت الخطوه اللى انا كنت مأجلها من الاول ..
هنزلك مصر متقلقيش .. بس ب اسم تانى و هنا هدبرلك مكان و هعدّلك كل حاجه بحيث تبقى ف امان لحد ما كل حاجه تتحل .. و ب إذن الله هسلمك لأبوكى ف إيديه
ليليان إبتسمت من بين دموعها من مجرد سيره أبوها : يارب يا مراد ياارب
مراد إبتسم : متقلقيش حبيبتى انا مش هسيبك .. المهم ركزّى ف اللى هقولهولك ده و نفذيه بالظبط زى ما هقوله عشان تبقى ف امان لحد ما اشوفك

مراد خلّص مع ليليان و راح ل غرام اللى كانت واقفه بتكزّ على سنانها و وشها بيقول إنها مش هتعديها
مراد إبتسم من الغيره اللى بتتنطط على وشها و هى رفعت حاجبها بغيظ : ممم يعنى تتكلم و عملت فيها العاقله و قولت كل حاجه هتروح واحده واحده لحد ما يتعود ..
لكن تسيبنى زى الاباجوره و تمشى ده اللى مقبلهوش
مراد ب إبتسامه بيغيظها : اباجوره ؟! لا يا روحى متقوليش على نفسك كده انتى حد جميل
غرام بغيظ : مراد بطّل برود .. بس عارف انا الغلطانه .. مان لازم بدل ما اقف اكل ف نفسى كده كنت اشدّ منك الموبايل و اشوف الاراجوز اللى كان بيضحّكك
مراد ببرود بيستفزها : و معملتيش كده ليه ؟

غرام غيظها بيزيد خصوصا من الإبتسامه الواسعه اللى على وشه اللى مفكرّاها من المكالمه و متعرفش إنها هى اللى رسمت الإبتسامه دى بغيرتها .. و رسمتها جواه اكتر من براه
مراد : و بعدين دى اراجوز دى ؟ دى ؟ حرام عليكى يا شيخه ده كفايه اسمها .. عارفه بيسموها غُريبه من نعومتها و رقتها

هنا غرام فقدت اخر سانتى من اعصابها و حدفت لبس الاطفال اللى كان لسه ف إيديها ف وشه : طب خد بقا لبس ولادك
و هو ضحك اوى من منظرها و على كلمتها و هى بصّت حواليها بغيظ عايزه تحدفه بحاجه يمكن تفش غيظها و اما ملقتش ..
تهتههت بغيظ متملّك منها : طب طلقنى بقا .. هاا
مراد مش عارف يبطّل ضحك و كل ما بتنطق ضحكُه بيزيد و هى حدفت باقى اللبس ف وشه : و ادى لبس عيالك هااا

مشيت من قدامه بخطوات عنيفه و غيظ و هو بيضحك اوى و مره واحده ضحكته إختفت فجأه اما لاحظ كل اللى حواليه بيبصّوله
واحده جنبه كبيره : ليه كده بس يابنى ؟ مزعّلها ف ايه ؟ حد يزعّل العسل دى ؟ دى شكلها بتحبك .. طب أديها عايزه تطلق هتعمل ايه بقا ؟
مراد لسه هيرد قاطعُه واحد من جهه تانيه قريب منه : يا عم دول بيتاخدوا على قد عقلهم .. ع الاقل عشان خاطر العيال اللى مصبّرينا عليهم .. اديها رمتلك حاجه عيالك و مشيت و مش بعيد تسيبهم و تقولك رايحه بيت أبويا ماهم فالحين ف كده.

مراد هنا تنّح اووى و برّق و همس بغيظ : اه يا بنت المجنونه .. يعنى اسمع ان الرجاله كلها بتدخل الاماكن اللى زى دى و تخرج مرتبطه .. مخطوبه .. متجوزه حتى .. شاقطه و انا ادخل و اخرج مطلّق .. و معايا عيال كمان .. الله يحرقك يا شيخه
بصّ حواليه لمنظر الناس اللى بتبصّله و رفع حاجبه و عدل لياقة التيشرت و اتحرك من وسطهم بسرعه : نيله .. انتى يا يا حرام .. غرام

غرام سابته و مشيت و خرجت برا المول كله اخدت تاكسى و روّحت و سابته و هو خرج اخد عربيته بس ملحقهاش بس مشى وراها لحد ما روحت .. إبتسم بغيظ و مشى

غرام روّحت دخلت اوضتها بغيظ و عماله رايحه جايه تنفخ : ممم .. امال ايه .. ده صايع .. و انا كنت عارفه من الاول و زقيت ف سكته .. ميسوقش فيها ليه بقا .. لاء و لسه ..لسه .. مش عرفت و رضيت اشرب بقا ..
لاء اشرب ايه ؟ ده انا اشرب و اكل كمان .. ده .. ده كان بيضحك ببرود و كأنه عايز يقولى اخبطى دماغك ف الحيط .. اااه يااانى

روسيليا بعد ما ليليان قفلت معاها .. قعدت تراجع كل اللى حصل ف الفتره الاخيره ..
إبتدت تربّط الاحداث ببعضها و إبتدت تفهم اللى حصل لليليان ورا بعضه و مين ممكن يكون وراه ..
إفتكرت تهديد عاصم و اللى حصل زمان و اول ما تفكيرها وصل للنقطه دى إتنفضت و قامت وقفت بعنف لبست و خرجت
راحت على فيلا عاصم و دخلت بعنف .. الحرس كلموا عاصم بلّغوه و هو نزل بضيق لإنه عارف ايه اللى جابها ..
اكيد ليليان بلغتها باللى حصل معاها ف المطار .. و من منظرها اتأكد
عاصم ببرود : خيير .. بنتك عملت ايه تانى ؟

روسيليا بغضب : مانت عارف اهو
عاصم : و الله بنتك كل يوم بمشكله شكل و مصيبه شكل .. قرفها مبيخلصش .. ف لازم تكونى جايه عشانها
روسيليا إندفعت : عارف انا لو بنتى ف مصيبه .. لو عندى مشكله انت اخر واحد ممكن الجأله .. عارف ليه ؟ عشان انت مبتنجدش حد .. ف مابالك بيها هى ؟
لو هتموت انت اخر واحد افكر اجيله لإنى إكتشفت إنك ورا كل اللى حصلها و بيحصلها .. بس للإسف إكتشفت ده متأخر و متأخر اوى كمان
عاصم ببرود : ممممم و لو إكتشفتيه بدرى كنتى هتعملى ايه يعنى ؟ ف إيدك ايه ؟

قولتلك لميّها و معرفتيش يبقا متلوميش إلا نفسك بقا طالما حتى متملكيش تلوميها
روسيليا بهجوم : لا يا عاصم ف إيدى كتير و كتير اووى كمان .. و اذا كنت زمان هددتنى ب ليليان و سكتت عشانها .. دلوقت يوم ما هلاقيها بتتأذى مش هسكت ..
مش هقف اتفرج عليك و انت بتأذيها و اسكت .. قبل كده سكتت عشان متتأذيش لكن يوم ما هلاقيها كده كده بتتأذى مش هسكت ..
زى ما سكتت قبل كده عشانها دلوقت بردوا ممكن اتكلم عشانها
عاصم مسكها بغضب : و انتى عارفه ساعتها انا ممكن اعمل ايه .. ثم إنك هتتكلمى تقولى ايه و لمين اصلا ؟ عندك ايه تقوليه ؟
روسيليا بعنف : لو انت معتمد على نقطة إنى معرفش حاجه تبقا غلطان ..

اسمع يا عاصم انا صحيح يوم اما اخدت ليليان مكنتش اعرف عنها حاجه و مازلت معرفش حاجه ..
خلصّتها من تحت إيدك و هى حته عيّله وقعت ضَحيّه لخلاف بينك و بين أبوها اللى انا معرفهوش و لا اعرف اللى بينكوا بس كفايه اوى إنى اعرف امها ..
و يوم ما هاروح اقول ل همسه مراتك ان ليليان تبقا بنتها و اعرّفها اللى انت عملته ف ولادها زمان .. ساعتها هى اللى هتعمل مش انا !

همسه كانت نايمه فوق و صحيت على صوتهم .. و اما صوتهم بقا عالى اما اتعانفوا على بعض نزلت تشوف فى ايه ..
خرجت من اوضتها بس قبل ما تنزل عندهم و هى واقفه بعيد عن عينيهم خالص ع السلم من فوق كلمة روسيليا الاخيره رنّت بعنف ف ودنها يوم ما هقول لهمسه مراتك ان ليليان بنتها هى اللى هتعمل.

كلمة روسيليا نفضت جسمها زى اللى صعقتها بكهربا .. الكلمه بترن ف ودنها و بتتكرر زى الصدى
همسه ع السلم من فوق و مره واحده حسّت الدنيا بتلّف بيها و بتضلّم و روحها بتنسحب و عينيها إبتدت تغمض و روحها إبتدت تنسحب لدنيا تانيه .. دنيا مفهاش وعى ..
حاولت كتير تقاوم و فجأه _
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثامنة عشر بقلم أسماء جمال


عاصم و روسيليا بيتخانقوا مع بعض و يهاجموا بعض بعنف و محدش فيهم أخد باله من همسه اللى صحيت على صوت خناقهم العالى .. و نزلت بهدوء تشوف ف ايه..


 
وصلت على جُمله روسيليا الاخيره اللى رنّت ف ودانها " و يوم اما اروح اقول ل همسه مراتك ان ليليان تبقا بنتها و اعرّفها اللى انت عملته ف ولادها زمان .. ساعتها هى اللى هتعمل مش انا " !!
همسه واقفه ع السلم من فوق و الكلمه بترن بعنف ف ودانها و بتتكرر كتير و مره واحده حسّت الدنيا بتلف بيها و بتضلّم و روحها بتنسحب و عينيها إبتدت تغمض.


 
عاصم قرّب على روسيليا بهجوم و زقّها لزقها ف الحيطه اللى وراها و مسك رقبتها بعنف : جرّبى .. جرّبى بس و انا متأكد إنك مش هتندمى لإنك مش هيبقى عندك وقت اصلا تندمى فيه ..
روسيليا بتكح جامد و هو بغضب : مش هبقى عليكى.. اذا كانت همسه على كل الحب اللى حبيتهولها مسامحتهاش على سيبانها ليا و راحت إترمت ف حضن صاحبى ..
و لولا فقدانها الذاكره كُنت حاسبتها كويس و دفّعتها تمن اللى عملته ..

الكل بيقولى الحظ سعفنى و خلّاها تفقد ذاكرتها و تنسى .. لكن الصح ان الحظ سعفها هى لإنها لو مفقدتش ذاكرتها كانت هتفقد حياتها تمن غلطتها
روسيليا وشها إبتدى يزرّق و عاصم لسه ماسك رقبتها : كانت هتدفع حياتها تمن غلطتها و اهى حبيبتى و مراتى و كانت ام إبنى ف مابالك بيكى انتى ؟
لو انتى فاكره ان ليليان هى اللى حمياكى و ساكت عليكى و على تهديك عشان وجودها مخوّفنى لا تكشفى بيها كل حاحه تبقى غلطانه ..
انا ب إشاره اخلص منها و ساعتها ابقى شوفى هتهددى ب ايه ؟!


 
همسه ف مدخل السلم من فوق و سامعه كلامهم .. و اول ما كلامه وصل للتهديد ب ليليان و حياتها إتنفضت ب ذُعر .. ده حتى هى كمان هدد بحياتها ..
يعنى حتى لو فتحت بوقها تمن ده هيبقا غالى .. غالى اوى .. حياه بنتها هتبقى التمن .. بنتها اللى هى مش عارفه ازاى
همسه إتحاملت على نفسها و إتسنّدت على كل حاجه تقابلها لحد ما وصلت اوضتها ..
حسّت إنها معتش له لازمه تسمع اكتر .. هى كده الرؤيه إبتدت توضح و سر الغموض اللى هما فيه بينكشف قدامها .. بس مفيش داعى تنكشف هى كمان قدامهم إنها سمعت او عرفت حاجه لحد ما تتصرف و تشوف هتعمل ايه ..


 
روسيليا فلفصت نفسها من إيد عاصم و زقّته بعنف : قسما بالله لو لمست شعره واحده من بنتى لا أدفّعك تمنها غالى
عاصم ضحك بصوته كله : بجد ؟ و الله ؟ طب انا مستنى تورّينى ..
روسيليا بصّتله برعب على ليليان و هو قرّب منها ب غلّ : لو فاكره ان من غيرها معندكيش حاجه اهددك بيها تبقى غلطانه ..
حياتك قصد حياتها .. يا انتى تموتى و يندفن كل حاجه تعرفيها معاكى يا هى تموت و يندفن كل حاجه حصلت معاها ..
بعد ما هى تغور مش هيبقا عندك حاجه تهددى عشانها ف هتخرسى .. يا بعد ما انتى تغورى هى مش هيبقا عندها حاجه توصّلها لأى حاجه ف هتخرس ..


 
يا انتى يا هى و انا غلطان إنى بقيت عليكى كان لازم اخلص من قرفك من زمان
روسيليا لمحت شر ف عينيه رعبها بجد بس على ليليان .. لازم تعمل حاجه بس مش عارفه تعمل ايه .. هى متعرفش حاجه .. هى التيار حدفها غصب عنها ف سكته ..
روسيليا بصّتله قوى بعنف : لو انا يا هى .. يبقا انا افديها يا عاصم .. لإنى لو فضلت بعدها مش هيبقا عندى اللى اخسره .. حتى حياتى اللى بتهددنى بيها دى مش هيبقا ليها لازمه .. و ساعتها ههدّ المعبد على دماغك !


 
سابته و خرجت بعنف و هو وقف مكانه بغضب .. قعد رايح جاى بغيظ من تهديدها .. هو عارف إنها مش هتعمل حاجه لإنها هتخاف بس مجرد التهديد مكنتش حتى تجرُأ عليه الاول
عاصم إتنفض مره واحده اما افتكر صوتهم العالى و إنه إتلهى بالخناق و نسى ان همسه فوق .. ممكن تكون .. تكون..

طلع يجرى بلهفه على فوق .. قرّب من اوضتها بحَذر .. إتردد شويه يدخل بعدها اخد نَفس بقلق و دخل بترقُّب ..
إتنهد بإرتياح اول ما شافها نايمه ف السرير .. من شكلها نايمه بعُمق .. يبقا مسمعتش ..
عاصم اخد نًفس طويل و نفخُه مره واحده براحه و دخل السرير جنبها و حضنها من ضهرها ..
هو من عادتهم كل واحد فيهم بينام ف اوضه من يوم جوازهم .. و لإنه مبيلمسهاش إتلكك ف البدايه ب تعبها بعد كده بقا شئ طبيعى ..
همسه كانت عامله نفسها نايمه بس اول ما حضنها من ضهرها جسمها إتصلّب .. كانت متجمّده .. كل ما بيلمسها بتقابله ببرود و فتور خاصه من وقت ما مقاومتها ضعفت بس بتستسلم ..

لكن المرادى مش عارفه .. جسمها رافض حتى اللمسه .. متجمّده ف حضنه بتلج مش برود .. و عشان هى قررت تستنى لحد ما تشوف هتعمل ايه و عشان هو ميحسش ب ده
فتّحت عينيها و إلتفتت ناحيته ب إبتسامه مصطنعه : عاصم ؟!
عاصم إبتسم بتوتر : انتى صاحيه ؟
همسه : حسيت ب إيدك عليا إتخضيت .. اصلى متعوده ابقى لوحدى
من يوم ما إتجوزها ملمسهاش بالشكل الطبيعى للعلاقه عشان اللى مراد عمله فيه .. و اخره يحضنها او يفش غلّه ف بوسه بعنف لكن اكتر من كده لاء !
همسه مرتاحه بس مستغربه .. خمّنت الف سبب و سبب من باب الفضول مش اكتر و الاخر رجّحتها للضعف الجنسى
عاصم إبتسم بحب : عادى وحشتينى مش اكتر

همسه حبّت تلعب ع النقطه دى عشان تبعده بس بمزاجه عشان تبقا لوحدها من غير ما يشك عشان تعرف ترتب افكارها
همسه بمكر : وحشتك ؟! مممم .. ياترى بقا وحشتك اللى هى بمعنى وحشتك و لا كلام ؟ اخيرا
عاصم بحذر : اخيرا ايه ؟مانا طول عمرى بقولك وحشتينى و انتى عارفه إنك بتوحشينى فعلا
همسه بخبث : اه طول عمرك بتقول بس .....
عاصم وشه قَلب و هى إتّكت اوى : يعنى على طول اه بتقولى إنى وحشتك بس مش شايفه وحشتك اد ايه ..
قرّبت منه اوى ب إغراء لإنها عارفه اما بيوصل للنقطه دى بيبعد على طول
عاصم إتنفض ب غلّ : مممم انا هقوم انام بقا يا حبيبتى .. النهار قرّب يطلع و لسه منمتش .. تصبحى على خير

قام على طول عشان ميدهاش فرصه لكلمه تانيه و خرج و هى نفخت ب قهره : حسبى الله و نعم الوكيل فيك !!

ليليان قفلت مع مراد بعد ما قالّها على مكان تانى تروحه عشان تبقا ف امان و متنزلش الشغل اليومين دول لحد ما يتصرف و يقولها هيعملوا ايه

ليليان بتلم حاجتها و مره واحده تعبت اوى راحت على اقرب كرسى و قعدت بتعب ..
مسكت راسها بتعب و عينيها دمعّت .. لإنها عارفه سبب التعب ده ايه .. كان عدّى على موت رامى شهرين .. و من وقتها شاكه ف حاجه و خايفه تتأكد
قامت مره واحده دخلت الحمام و مسكت العلبه طلعت منها شريط اختبار الحمل ..
إترددت شويه بس خلاص دى حاجه لابد منها .. إبتدت تعمله و اول ما خلصت بصّتله بترقُّب و مره واحده عينيها لمعت بدموع و مش عارفه تفرح و لا تحزن
بس اللى عارفاه إنها محتاجه تطمن من حد .. لازم تكلم حد و الاخر كلّمت مراد تانى

مراد : بجد ؟! انتى بتتكلمى جد ؟
ليليان بدموع : ايوه و انا إتأكدت .. انا لسه متأكده دلوقت و حسيت إنى عايزه احكى مع حد .. عايزه اتطمن يا مراد
مراد : طب اهدى .. زعلانه ليه طيب ؟ ده رزق من عند ربنا
ليليان بكسره : موجوعه اوى و انا من غير أبويا .. يبقا اللى ف بطنى لما يجى للدنيا ميلاقيش أبوه ممكن يحصله ايه ؟
مراد إتنهد بوجع : و مين سِمعك ؟ اليُتم كلمه وحشه اوى يا ليليان .. وحشه
ليليان حسّت إنها اتكّت على جرحه وجعته : معلش يا مراد .. انا تعبانه و كنت محتاجه افضفض مع حد.. و كلمتك تانى و انا لسه قافله معاك .. صدعتك

مراد ابتسم اما افتكر لما كلمته المره اللى فاتت و اللى غرام عملته : لا يا حبيبتى عادى .. انا بعتبرك من اقرب ما ليا .. زى مصطفى و اكتر و اقرب .. انتى اختى الصغيره يابت
ليليان إبتسمت من بين دموعها : ايه اختك الصغيره دى ؟ على فكره انا تقريبا قدّك .. هما يدوب كام شهر اللى تفرقهم عنى
مراد بشرود : تفتكرى ؟
ليليان ببراءه : هو مش ده تاريخ ميلادك الحقيقى يا مراد؟
مراد إتنهد بوجع : لاء .. عبد الله و هو بيعملى ورق التبنى خمّن سِنّى و بناء عليه حط تاريخ يناسب تخمينه
ليليان بزعل : و لا تزعل يا حبيبى .. و مين عارف يمكن ربنا يراضيك و يعطّرك ف اهلك
مراد إبتسم بشرود : تفتكرى ؟
ليليان إبتسمت بحزن : يمكن يا مراد .. ربنا كبير

فضلوا يرغوا كتير و مراد قفل معاها و خلّص اللى وراه و لسه هينام .. مهانش عليه يسيبها زعلانه .. غرامه ..
إتضايق من تصرُّفها ف إنها مشيت بإندفاع و مدّتش نفسها فرصه حتى تسمع و حسّ بتهور مسيطر شويه على شخصيتها .. بس محبش يسيبها تنام متضايقه
مسك موبايله و رنّ عليها ..

غرام ف اوضتها عمّاله تاكل ف نفسها بغيظ و مش عارفه تفش غيظها و مره واحده لمحت موبايلها بيرن ب إسمه
إبتسمت من بين غيظها إنه مسبهاش زعلانه ..بس بصت للموبايل ب عِند و مرضيتش ترد

مراد رن مره ورا مره ورا مره و هى بردوا مردتش .. و الاخر بعتلها رساله من كلمه واحده " براحتك "

غرام سمعت الرساله إبتسمت و فتحتها .. مخدتش ثوانى ف فتحها بس خمنت مية تخمين للى جواها إلا اللى قرته فيها
" براحتك "
كزّت على سنانها بغيظ و رنت عليه .. و هو إبتسم إنه قدر يستفزها و فتح و حبّ يستفزها اكتر : مش هقول ممم نعمم .. كفايه عليكى إستفزاز كده انهارده
غرام بغيظ : براحتك ؟ براحتك ؟ ايه براحتك دى ؟! اعمل بيها ايه ؟
مراد ببراءه مصطنعه : اعمل ايه طيب ؟
غرام رفعت حاجبها بغيظ : اعمل ايه طيب ؟ تتحايل عليا تترجانى .. تقولى مالك يا حبيبتى .. تقولى زعلانه من ايه .. تقولى متزعليش حتى لو انا الغلطانه .. اعمل اى حاجه
مراد إبتسم : طب ينفع " وحشتينى " ؟

غرام بغيظ : لاء انا مينفعنيش الكلام ده
لازم تهتم اكتر .. انا زعلانه .. زعلانه اوى .. و زعلانه اكتر إنى زعلانه منك و كنت هزعل اكتر لو سيبتنى انام زعلانه
مراد : و اديكى مهنتيش عليا اسيبك تنامى بتاكلى ف نفسك .. لاحسن بالشكل اللى بتاكلى فيه ف نفسك ده هتصحى متلاقيش نفسك
غرام بغيظ : ده بجد ؟ بتتريق ؟ انا مولّعه و انت متلّج ؟
لا يا مراد .. لازم تطمنى و تصالحنى .. صالحنى يا مراد .. صالحنى بقا
مراد إبتسم : طب معلش متزعليش .. بس زعلانه من ايه بقا يا غرام المراد ؟

غرام كزّت على سنانها : منك يا قلب غرام .. منك يا حبيبى .. انت فعلا كنت ببرودك عايز تقولى اخبطى دماغك ف الحيط و اشربى من البحر .. هااا
و لا دى ظنون حطّها عم شوشو ف دماغى عشان يخلينى انكد عليك و اقلبها نكد على دماغك
مراد ضحك اووى من طريقتها : طب انتى إتفقتى مع عم شوشو عليا .. ربنا يستر بقا
غرام بغيظ : لاء و لسه .. لو شوفت من ده تانى هخليك تشوف شوشو و هو بيعتزل على إيدى و يتفرج عليا و يتعلم

مراد ضحك اوى و عجباه غيرتها .. بيحب غيظها.. عنفها .. إستفزازها .. جنانها .. شقاوتها
غرام لاحظت سكوته و خمّنت إبتسامته و ده نوعا ما خلى غيظها يهدى شويه : قول و النبى ان ظنى فيك خير و حقيقى ..
و قول إنى مش رغايه و لا نكديه و لا مجنونه عشان انا بعوّض الوقت اللى كنت بكلم فيه نفسى من ساعه ما رجعت .. مراد انت مش وحش صح ؟!
مراد إتنهد : يارب
غرام إبتسمت من بين غيظها : ياارب .. يارب اصل انا بحبك اوى يا مراد
مراد إبتسم اوى : غرام .. اللى اختآارك وسط الزحمه غير اللى ملقاآش ف طريقه غيرك .. و انا اختارتك من بين كتير .. كتير اووى ..ف متقلقيش منى .. انتى ف امان منى و معايا .. لازم تثقى فيا و اوى كمان ..

ثقتك دى اللى هتخليكى لو انا ف وسط مليون هتبقى متأكده ان عينيا مش هتشوف غيرك
غرام ب عِند : لاء انا الحاجه اللي عليها زحمة متلزمنيش .. و اصلا اّللي ميستحملش غيرةِ اّلبنت عليه ميستاهلهاّش ..
هى لو مش ماليه عينه ومش شايف فيها بنات الدنيا كلها ميهوبش ناحية قلبها
مراد : عارفه .. الراجل بيعرف يحب بس مابيعرفش يخلِص اوى ..
يعني ممكن يعرف ١٠٠ واحده بس بتبقى فيه واحده منهم بس هي اللي بيرتاح في حضنها وبيخاف يخسر حبها ويخسرها ..
غرام إتنهدت : بس اللي إتعود علي البنات الرخيصه
عمره ما هيحس بقيمة بنت الناس و غالبا يوم ما بيحس بيبقا متأخر اوى ..

إشمعنا احنا ؟ ليه مش بنمشى بمبدأ الثقه ف النقطه دى بالذات ؟ يعنى يبقا حواليا زى ما عايزه بس واحد بس اللى احبه
مراد سكت شويه : يمكن احنا كرجاله بنعتمد شويه على حته ان الشرع حلل 4 للراجل بس الست ليها راجل واحد .. واحد بس اللى يملكها و يدخل جواها
غرام بإصرار : لو بعدنا بند الغيرة و الشرع كمان .. بُص هات كدا طبق رز ومعلقة واحدة و كُل منة وخلي واحد غريب معدّي كدا ياخد نفس المعلقة وياكل من نفس طبقك .. جرّب بقي تمسك المعلقة و تاكل تاني كدا ..
اكيد هتقرف صح مع ان ربنا محرّمش دا .. صح ؟

مراد هزّ راسه و نوعا ما إقتنع بكلامها و هى إبتسمت بهدوء : الراجل اللى بجد يا مراد لما بيحب بجد ، اقسم بالله ما بيعرفش يبص ف عين واحده تانيه حتى
مراد إبتسم : تمام .. و طالما حسيتى بحبى و إعترفتى بيه لنفسك قبل حتى مانا إعترفلك بيه يبقا خليكى واثقه ف الكلمتين دول..
ان الراجل مننا اما بيحب واحده بجد مبيعرفش يلمح غيرها !

غرام إتنهدت و إبتسمت اووى : ياااه ده انت الزعل منك وحش كده امال زعلك انت شكله ايه ؟
مراد إبتسم : ربنا ما يوريكى .. مش هتستحمليه
غرام إتخضت : يا ساتر .. للدرجادى ؟
مراد : ممم .. مشكلتي مع الناس القريبين منى اوى إني معنديش وسط ، يا احبك ف أتعامل معاك حلو جدا .. يا زعلان منك ف بقطع خالص ..
معنديش حتة نتعامل وانا شايل جوايا منك .. أنا من الناس اللي ممكن تصبر ع اللى قدامها كتير و تعديله كتير واكتر من اللي يتوقعه كمان ، بس لو صبري خلص صدقيني حتى اسمه ما هحب اسمعه
غرام : يا ساتر .. ايه الكلام اللى يخوّف ده ؟

مراد إبتسم : و هو انتى ناويه تزعلينى بقا؟
غرام : لا يا عم و على ايه ؟ الطيب احسن .. بس متبقاش تسيبني زعلانة كتير ... عيب .. ميصحش
خليك حسيس ... اسأل و إتحايل و اهتم .. اقولك مفيش كرر سؤالك تانى .. مردش كرر اتصالك تانى و تالت و عاشر .. اعمل زى الرجالة المايصة ما بتعمل اللى عمري ما كنت هحب منهم اصلا
مراد ضحك اوى : مانتى لو إستنيتى تسمعينى مكنتش هسيبك تمشى زعلانه
غرام : لاء انا مش عايزه الحب اللى يخليك تتمسك بيا كل ما اجى امشى .. انا عايزه الحب اللى ميخلينيش افكر امشى آصلا ..
مراد إبتسم : و انا عمرى ما همشيّكى بس يوم ما احس إنك عايزه تمشى مش هعرف اقعدّك غصب عنك
غرام بضيق : يعنى مش متمسك بيا ؟

مراد : انا قولت كده ؟ لاء متمسك بيكى بس طول مانتى ماسكه فيا بكل قوتك ..
لكن تسيبى إيدى و تعوزينى انا اللى اجرى وراكى و امسك و اتشعبط .. لاء .. ده مش هتلاقيه عندى
غرام إبتسمت بقلق : ربنا يستر
مراد حسّ بقلقها : قولتهالك متقلقيش منى .. المهم بقا عندى ليكى مفاجأه يارب تعجبك
غرام بفرحه : ايوه كده.. هو ده الكلام .. مش تقولى مش عارف ايه و بتاع ايه .. ها مفاجأه ايه بقا ؟
مراد ضحك : و هى المفاجأت عندك بتتقال بردوا؟

غرام : طب قول و انا وقتها هعمل نفسى متفاجأه بردوا و هيييح و هوووح و كل حاجه
مراد ضحك اوى و هى بزن : طب قول نوعها طيب
مراد : انا اللى جيبته لنفسى صح ؟ طب قوليلى إتعشيتى و لا نكدت عليكى و هتنامى من غير عشا و توفرى؟
غرام بحماس : اوعى تقول إنك هتعشينى .. لاء انا كده شكلى هحبك
مراد بغيظ : ها .. هاتحبينى ؟ طب تصدقى انا غلطان
غرام بإندفاع : استنى استنى بس ياعم مالك خُلقك ضيق ليه ؟ عموما لاء مش إتعشيت
مراد : يا شيخه ؟

غرام ببراءه : نأنأت بس كده .. حاجه ع الماشى يعنى
مراد رفع حاجبه : و بالنسبه للقمصه اللى كنتى فيها ؟
غرام ببراءه مصطنعه : لاء فى فرق بين إنى ازعل و إنى ماكلش .. نحن قوم اذا إتقمصنا من حد نسيب التلاجه تصالحنا .. هييييه فين أيام زمان لما الإكتئاب كان بيسد النفس
مراد ضحك اوى و هى كمان و قعدوا يرغوا كتير لحد ما هو اتتاوب : اقولك تصبحى على خير
غرام بحب : اصبح عليك انت
مراد إبتسم : عايزه حاجه ؟

غرام بعشق : عايزاك انت
مراد : تصبحى على خير
غرام إبتسمت : و انت من اهلى

قفلت معاه و إتنهدت بكل الحب اللى جواها و اللى بيزيد و يتضاعف كل مدى و مش عارفه اخره بس متطمنه من جواها

عند همسه و عاصم
عاصم ساب همسه ف اوضتها و راح بسرعه على اوضته و قفل الباب و خد نَفس بسرعه كأنه كان مخنوق
شرد ب غلّ : لازم اسافر .. يومين تلاته كده لحد ما الجو يهدى ..
يكون نضال خلص من بنت الكلب اللى قلبت الدنيا دى .. و روسيليا وقتها لو مخرستش بمزاجها يبقا قضاء و قدر و هى اللى جابته لنفسها ..
و همسه .. همسه عمرها ما قرّبت منى بالدرجه اللى قرّبت بيها دى .. ده انا ساعات بحس إنها ما صدقت اللى حصلى و مرتاحه من بُعدى .. إشمعنا دلوقت ؟
ممكن سمعت حاجه ؟ لالا مستحيل .. دى لو سمعت حرف كانت هتقلب الدنيا .. دى بتشمشم على حرف من ماضيها .. مستحيل ..
هى بس مستغربه وضعى معاها و اللى متعرفش سببه .. لازم ابعد يومين تلاته .. تهدى فيهم و ترجع لبرودها

عاصم قضّى الليل كله ف قلق .. مش عارف من تهديد روسيليا و لا من همسه اللى بقا حاسس ان الماضى اللى مش عارف يدفنه بينكشف قدامها
صحى و إبتدى يرتب نفسه للسفر زى ما خطط .. عمل كام تليفون شغل و بعدها حجز
همسه قرّبت منه ب إبتسامه مصطنعه : اايه ده ؟ ايه اللى صحّاك بدرى كده ؟
عاصم : مسافر .. يومين تلاته كده هخلص شغل كده ورايا و راجع على طول
همسه إبتسمت من جواها اوى بس خبّت إبتسامتها و تصنّعت الزعل : هتأخر ؟

عاصم قرّب باسها : لالا كام يوم بس و بعدها هفضالك .. انا حتى اول ما ارجع هاخدك و نسافر كام يوم كده نغير جو
همسه : طيب .. انا حتى زهقانه و محتاجه ده
عاصم : حاضر .. انا يا همسه بتحايل عليكى كتير و انتى اللى مبترديش
همسه ب غموض : لا متقلقش .. مش هتتحايل عليا تانى

عاصم مستغرب لهجتها و كلامها بس مش وقته .. هيبعد يومين يظبط اموره و يرجع يشوف
فطروا و عاصم اخد حاجته و حضنها اوى كأنه حاسس إنه اخر حضن لها : سلام يا حبيبتى
مشى و هى بصّتله بشرود : بالسلامه يا عاصم ..بالسلامه !!

مارد صحى من النوم بنشاط .. قام اخد شاور سريع و لبس و نزل بسرعه
ركب عربيته و مشى .. خرّج موبايله و رنّ
غرام ب صوت مبحوح من النوم : مممم نعمم
مراد ضحك اوى : ايه ده ؟ هى عدوى و لا ايه ؟
غرام إبتسمت : تخيل ؟ مره يا اخى من نِفسى .. كتير عليا ؟

مراد : لاء مش كتير .. مفيش حاجه تكتر عليكى و عشان كده خلينى اقولك قدامك قد ايه و تكونى جاهزه ؟
غرام فتّحت مره واحده بحماس : لاء انت إعتبرنى جهزت خلاص
مراد ضحك : بالبيجامه كده ؟ معنديش مانع على فكره .. بس ساعتها مش هاخدك على مكان ما مجهّْز .. هاخدك على شقتى
غرام بغيظ : قبيح
مراد ببراءه مصطنعه : شوفتى .. انتى اللى دماغك بتحدف شمال .. انا قصدى على شقتى تغيّرى و تنزلى معايا
غرام : تخيل صدقتك .. يلا ورينى مفاجأتك بقا .. ياترى هى انهى واحده اللى جاتلى ف انهى حلم ؟

مراد ضحك اوى : انتى بايته تحلمى بيا بقا
غرام : لاء بالمفاجأه
مراد كزّ على سنانه : طب مفيش .. و يلا كمّلى نوم
غرام بطفوله : لالا خلاص .. بيك .. بحلم بيك .. بحلم بيك انا بحلم بيك هااااا
مراد ضحك قوى : طب يلا قدامك دقايق اجهزى و هقفلك مكان ما بوصّلك و انزّلك كل مره .. لو إتأخرتى مفيش و هلف و ارجع
غرام إتنطرت من عالسرير : لا و على ايه ؟ انا هناك اصلا
قفلت ف وشه بلهفه و قامت تجرى و هو ضحك اوى و كمّل طريقُه لعندها

رحاب قاعده بين عمامها بتوتر و هما بيبصّوا لبعض و يبصّولها بضيق
عمها الكبير خالد : رحاب .. انتى عارفه يعنى ان أبوكى كان كل فتره بيشترى حته ارض و يركنها .. و هو كان بيثق فيا اجّرهاله او ابيع و اشترى ف اراضيه
رحاب هزّت راسها بفهم و هو إبتسم بضيق : بس طبعا هو مات و دلوقت لازم حد ياخد باله من مصالحه دى اللى بقت بتاعك
عمها الصغير احمد : احنا كنا هناخد بالنا منها زى ما كنا بنعمل معاه .. بس الارض مشاكلها كترت و أبوكى زى مانتى عارفه كان مركز و اسم و بيخلّص اى مشكله لكن دلوقت مين هيتصرف و انتى مش قد مشاكلها
رحاب إبتسمت بوجع لإنها تقريبا فهمت و هو بصّلها بجمود : انا بقول تتحول ملكيتها لحد من عمامك.

و قبل ما هى ترد سبقها بتبرير : انا بس بقول عشان الطمع .. عشان ميبقاش فيكى الطمعه و محدش يطمع فيكى ..
الناس كلها عارفه بموت أبوكى و الكل عارف هو كان ايه و الكل متوقع إنك ورثتى ..
ده غير مش هنعرف نتاجر فيها زى ما كنت بعمل لأبوكى لإنى لو جيت ابيع هيفتكروكى مضطره عشان بتسافرى و هتخسفى بتمنها الارض
رحاب إفتكرت كلام أبوها عنهم .. قد ايه كان بيخاف عليها منهم .. و قد ايه هى عارضته ف وجهه نظره و هو كان بيحاول يوصّلها إنها هو اللى واقف بينها و بينهم ..
إبتسمت بوجع و بصّتلهم و بعد ما كانت هتتنازل افتكرت أبوها و تعبه و شقاه و خوفه عليها ف إتراجعت
بصّتلهم بتحدى : و ليه إتنازل ؟

عمها احمد : ماهو أبوكى الله يسامحه كاتب كل حاجه ب اسمك ..
و بعدها بصّلها بتراجع : قصدى يعنى مش هتعرفى تبيعى و لا تشترى
رحاب بصّتله قوى : و انا لا عايزه ابيع و لا اشترى حتى لو هكسب فيها الضعف .. هعوز الفلوس اعمل بيها ايه ؟ هخليها زى ماهى و وقت العوزه ربنا يسهلها
سابتهم و قامت بحمود و هما بصّوا لبعض بضيق و غضب

مراد وصل عند بيت غرام و ركن قبله بمسافه و رن عليها
غرام بدربكه : دقيقتين إلا ربع و هتلاقينى عندك
مراد : انتى فين ؟
غرام ببراءه مصطنعه : خارجه من الشارع اهو
مراد رفع حاجبه : غرااام
غرام ب إبتسامه : خلاص خارجه من البيت اهو
مراد بغيظ : غراااام.

غرام بضحكه مكتومه : خلاص خرجت من اوضتى اهو .. إرتاحت كده؟
مراد حط إيده على راسه و ضحك غصب عنه : مانا اللى جيبته لنفسى .. صح ؟
غرام : عدّ من واحد لحد عش .. لاء لحد مي .. بُص انت اقعد عدّ من واحد لحد ما اجى
قفلت معاه و هو إبتسم بغيظ و قعد مستنيها

وقفت قدام الدولاب إختارت فستان ابيض معكّر ب الاوف وايت و فيه حزام اسود ف وسطه بفيونكه و اللياقه بتاعته مفتوحه من الكتف الكتف و متحاطه بحزام رفيع اسود بفيوتكه نفس رسمه حزام الوسط و تحته بادى ابيض ف اسود مقلّم .. و كوتشى و شنطه و طرحه اسود

جريت على تحت بسرعه حتى من غير ما تاخد بالها من سيف اللى خبطت فيه و مشيت و هو بصّلها بضيق

خرجت بتتلفّت حواليها لحد ما لمحته .. إبتسمت ب إعجاب واضح .. على لبسهم اللى تقريبا زى اللى مختار نفسه ..
مراد كان لابس جينز اسود و عليه قميص اسود و فيه كتابه ابيض و كوتشى ابيض
لمحته و راحتله و دخلت ..
مراد بتريقه : يعنى مديكى المعاد و المكان و مكلّمك من شويه قايلك انا وصلت و مستنيكى .. بتتلفّتى على ايه بقا ؟
غرام إبتسمت برقّه : معرفش .. بس حاسه إنى عامله زى العيله الهربانه من المدرسه مع ابن الجيران
مراد رفع حاجبه : لاء انتى الابيض و اسود لحس دماغك
اخدها و مشى : متسأليش عن حاجه .. اوك
غرام : و مين قالك إنى هسأل ؟

مراد إبتسم من فكرة إنها واثقه فيه للدرجادى و مشى
شغّل الكاسيت و علّاه اوى و رفع غطا العربيه و هى قامت قعدت ع التابلوه قصاده و بتدندن مع الكاسيت و هو داس سرعه جامده قلبتها ف حضنه ..
ضحكوا اوى و هى طلعت من تانى ع التابلوه قصاده و بتدندن مع الكاسيت :
ألقالك حد .. لو ضاقت بيك يفتحلك قلبه .. يبقالك صحبه و أهل وبيت .. يناديك لو أنت في يوم ضليت .. ويشوفك لو ع الخلق داريت

مراد إبتدى يندمج و يدندن بهمس معاها و حسّ كأن انغام بتكلمه هو
مراد : قوليلى بقا .. ليه متجوزتيش لحد دلوقت ؟
غرام بصّتله بغيظ و رفعت حاجبها : ايه لحد دلوقت دى ؟انت بتكلم خالتك ؟
مراد ضحك اوى : قصدى يعنى ليه .. انتى جميله و ذكيه و متعلمه و مثقفه و اكيد فى كتير يتمنوكى ف ليه بقا ؟
غرام حطت إيديها على لياقه فستانها بضحكه غرور : كتيير جدا طبعاا
مراد رفع حاجبه : ايه الغرور ده ؟ لا بجد
غرام إبتسمت و وطت الكاسيت شويه : يمكن عشان مكنتش لسه لقيت اللى عايزاه
مراد : ايه الكلام الروتينى ده ؟

غرام : اه و الله .. ده اللى عايزاه هو اللى مش روتينى .. عندك حق هى حاجه مش مفهومه .. هفهمك
اصل انا عايزة اتجوز بس افضل زي ما انا
يعنى مثلا عايزه اتجوز بس مش عايزة اتخن و ابقي مبهدلة ف نفسي و ملخومة ع طول و مش لاقية وقت ل نفسي ..
مش عايزة اتجوز و الهم يركبني و حنجيب منين و نعمل ايه و نتخانق و نعيش ف نكد
مش عايزة الاهتمام يقل و الاهمال يزيد و الايام تسرقنا و ننسي التواريخ اللي جمعتنا .. و الاقيه نسي عيد ميلادي ولا يوم جوازنا و لا حتى يوم اول خناقه بينا
مراد بصّلها و رفع حاجبه و هى إبتسمت :

اه و الله .. مش عايزة ارجع من الشغل انام من الزهق و عشان اخلص من الصمت اللي بقي بينا ..ما لازم يفكر يخون بقي
مش عايزة الكلام يتعاد و يبقي كلام النهاردة نفس كلام امبارح
مش عايزة يبقي اقصي خروجة لينا اننا نروح كارفور نجيب حجات للبيت .. اومال حنروح نرقص slow dance امتي بقي ؟ طب نروح ديسكو نشرب عصير جواااافه .. طب عصير قصب
اللى هتجوزه مش عايزاه يخرج مع صحابه عشان البيت ممل و العيال زنانة .. لا اخرج بس عشان صحابك واحشوك مش عشان تهرب من البيت
عايزة اروح السينما midnight بعد ما العيال يناموا و نرجع متأخر و نبقي صيّع و بتوع الليل و اخره

عايزة اتجوز بس افضل ألبس فالبيت بالهوت شورت و تيشرت اللي عليها ميكي و بطوط و افضل بال لكلوك بتاع lion king .. عادى و ربنا مش مكتوب عليهم للإنسات فقط

كنت عايزه اتجوز راجل عنده فكر و مثقف و لما نقعد نتكلم بجد يقنعني و إقنعه

عايزه اتجوز بس افضل بنته الصغيرة اللي بتلبس اللي عايزاه بنفس ستايلها ( انت متجوزني كدا وانا عايزة افضل كدا )

عايزة إتجوز و اقفل ال فيسبوك خالص و إستمتع معاه بحياتنا اللي غالبا حنخربها سوا .. مش نبص ف موبايلاتنا اكتر ما بنبص ف وش بعض
عايزه اتجوز و اجيب عيال عشان يبقوا صحابي ، زاكروا و خلاص ..
مش لازم يبقي شاطر ل مامي و ممتاز ل بابي و يطلع الاول زي إبن عمه و الكلام الاهبل دا و انا اقعد اسهر معاه و احفظ يابني الله يخربيتك .. ابن ابو خاله اللى جاب امك حيقول علينا جهلة ما اللى يقول يولع اصلا ..
المهم الواد ينبسط ف حياته و يطلع دماغه حلوة و مثقف

عايزه اتجوز عشان اعيش معاه زي ما انا كنت عايشة قبله مش شرط نفس المستوي بس لازم يبقي نفس الفكر و الحرية و الثقة .. اللي هو إعملي اللي عايزاه انا عارف متجوز مين

مش عايزه اتجوز و اتلخم ف غسيل اطباق و حطبخ ايه النهاردة و يالاهوي مطلعتش الفرخة تفك من الفريزر .. ما عن امها ما فكّت

مش عايزه اتجوز واحد و إضطر معاه إتنازل عن حياتي اللي بستمتع بيها .. حتي المشاكل اللي ف حياتي بستمتع و هي بترهقني فالتفكير و شغلاني

عايزه اتجوز عشان نفضل انا و هو ١١ شهر بنحوش فلوس الاجازة اللي حنسافر نقضيها انا و هو برا مصر فالشهر ال ١٢ .. هو يعني مين اللي قال ان شهر العسل بيبقي مرة واحدة فالعمر .. دا لسة في قارات كتير مروحنهاش

مش عايزه اتجوز عشان اطبخ طول الوقت و افضل انضّف البيت و اشيل و احط فالغسيل .. مش جوي دا والله

عايزين نتصور كتيييييييير عشان نعمل ألبوم و نشوف كبرنا ازاي و اتغيرنا ازاي
عايزين نفضل ملخومين ف إنبساطتتنا و سعادتنا حتي ف مشاكلنا ما يبقاش في فراغ و ملل و نت و روتين

كنت عايزه اتجوز حد مزعلش عالسنة اللي بكبرها ف بيته و ابقي فرحانة و اقول عقبال العمر كله بجد من قلبي

من الاخر كدا كنت بدوّر على اللى إتجوزه جوازه زى اللى وصفتها دى مش جوازة تكبّرني بدري بدري ..
عايزة افضل صغيرة و اعيش سنّى سنة سنة .. حتي لو فيها مسؤلية و بيت و اسرة ،
بس نبقي ناس مطاطية و متقبلة اي وضع .. مش بقي روتين و قرف و اللي نبات فيه نصحي فيه

ف قررت بقا إنى مش حتجوز غير اما ألاقي الشخص اللي روحه شباب و مجنون و مش عايز يكبر زيي
ف وصلت بقا ف نهايه المطاف إنى مش عايزه اتجوز عشان كنت يائسه إنى الاقي كده

مراد كان مركز معاها اوى و مبتسم على شقاوتها و احلامها المجنونه ..
غرام خلّصت و سكتت و هو شرد و بيتخيل شكل حياتهم سوا لو مشيت على نفس الشكل .. و اما فضل ساكت بصّتله و رفعت حاجبها : اه و نسيت اقولك اهم حاجه.. مش عايزاه بيسرح كتير .. خاصة و هو معايا
مراد ضحك اوى : لا ده ربنا يعينك بقا لحد ما تلاقيه
غرام : ماهو لو مش هنتجنن سوا يبقا بلاها احسن .. مش لاعبه ..
يابنى هو الحب ايه غير إنك تلاقى الشخص اللى تبقا قدامه اهبل و تتجنن من غير ما تحس ب إحراج

مراد إبتسم لها و كمّلوا طريقهم .. طلعوا على طريق صحراوى و مقطوع و مراد بصّلها بترقُّب عشان يشوف رد فعلها
بس هى على حالتها بتتنطط مع الكاسيت و العربيه اللى ماشيه مع حركة المزيكا ..
مراد كل مدى بيدوب معاها .. و كل ما بتظهر ثقتها من جواها بيدوب اكتر .. بعد وقت كتير وصلوا لمكان و مراد ركن
و إبتسم : إستنينى ثوانى و جايلك
مراد نزل و راح ناحية المكان .. و ده كان عباره عن معسكرات تدريب تبع شغلهم
مصطفى إبتسم : يعنى انا قولت سيب نفسك بس متنحرفش يعنى
مراد : انجز .. هااا .. عملت اللى قولتلك عليه؟

مصطفى : يخربيت ابوك .. انا اللى هلبس
مراد ببراءه مصطنعه : ليييه ؟ انت مش هتدرب العيال إنهارده على النط من الطياره ؟ خلاص انا هورّيهم عملى .. يلا بس إنجز
مصطفى ضحك : طب يلا .. بس لو حسيت إنك هتتقفش هتلاقينى انا اللى ببلغ عنك
مراد حدفله بوسه ف الهوا و مشى راح ناحية قدام شويه و تمم ع طياره و رجع لغرام ..
فتحلها و نزلت و إبتسم : يلا .. بس يارب ما تندمى بقا
غرام ضحكت اوى و هو معاها : مش عايزه جنان ؟! هوريكى .. ده انتى جيتى ف ملعبى
غرام نزلت متشوّقه و هو اخدها و طلعوا ع الطياره .. مراد قفلها و طلع بيها هو .. كان معاهم مصطفى.

مراد إبتسم : غرام ده مصطفى .. اخويا و صاحبى و إبنى و ابويا و زميلى و جارى و اخرة صبرى و عملى الاسود ف دنيتى
غرام ضحكت اوى و مصطفى برّق بغيظ : تصدق انا غلطان .. ده انا لو اخرة صبرك انت هتبقا اخرتى هنا ..
اخلص يا عم الحبّيب لاحسن لو إتقفشنا هيطلّعولنا حد يحدفنا من هنا و يلقفونا من تحت يكمّلوا علينا
مراد ضحك اوى و غرام مش فاهمه بس ساكته ..
مراد شاورلها و هى قعدت جنبه : خايفه ؟!

غرام : تؤتؤ اخاف و انا معاك ده حتى يبقا عيب ف حق المارد
مراد : طب بعيد ليه ؟ قرّبى
غرام هزّت راسها بطفوله و هو إبتسم و هى فضلت مرقباه و ف كل حركه منه بتدوب فيه من جديد
لحد ما مراد إبتدى يعمل بالطياره هبوط إضطرارى .. غرام مجمّده قلبها قدامه بس من جواها إبتدت تترعش ..
مراد بيتحرك بالطياره بعشوائيه .. بيعمل هبوط مفاجئ و يرجع يصعد بالطياره تانى ..

و كل شويه يكررها تانى و تالت لحد ما غرام هنا معرفتش تجمّد قلبها تانى
غرام نطّت مره واحده عليه و طبّقت إيديها و بتضرب فيه : يا ابن المجنونه .. يا مجنون يا ابن المجانين .. يا ابن المجنون ..
مراد ضحك بصوته كله : مش عايزه جنان .. يلا اشربى
غرام بصريخ : ياختاااااى .. يا ختااااااى .. يخرومبيحك و يخرومبيت اللى يقولك على حاجه ..
طب انا هابله انت ايه بقا؟
مراد : اجنّ منك .. انا ايه انا اجنّ منك .. مش عايزه جنان و اقوللك الجنان اخرته وحشه تقوليلى مش مهم
غرام : انا ايه اللى خلانى اتبّت ف الرجوله اوى كده ؟ بهزر يا مرضان انت ايييه مبتهزرش؟
مراد شاور بعينيه لمصطفى اللى كان جنبه و قام مره واحده و مصطفى ف حركه سريعه كان مكانه و هو راح ناحيتها
مراد ضحك قوى : لاء بهزر ياختى بدليل اهو .. و حدفلها برشوت ف إيديها ..

هى برّقت و هو ضحك اوى : اقولك بلاش تقوليلى سيبنى انطلق .. يلا عشان تنطلقى بقا .. واحد اتنين تلاته هيلا هووووب
غرام شدّت دراعه : يخروبييحك هووب مين انا .. هووب فيين ؟
بصّت لقت مصطفى بيستعد يفتح الباب راحت مصوّته : هووب اييه يا ابن السرايا الصفرا كلها .. لالا انا مش هاهوب . هوّب انت لوحدك .. انا مش بهّوب انا
مراد قرّب منها و ظبطلها البرشوت و هو كمان و مصطفى ف حركه سريعه فتح الباب و هنا مراد شدّها بسرعه و هى صوتت : عشانا عليك ياارب
مراد ضحك بصوته كله : حتى ف دعاكى بتاكلى .. طب اعمل ايه احدفك من هنا و اخلص؟

غرام كانت مرعوبه و هو لاحظ ده .. قرّب منها و حضنها بتملُّك و إبتدى يشغلها عن خوفها ..
و هى حبه حبه خوفها بيقل و إبتدت تندمج .. مراد بيتحرك بالبراشوت ف الهوا بعشوائيه و جنون و هى إبتدت تندمج و تعمل زيه ..
غرام و هما بينزلوا لتحت ضحكت بصوتها كله : مراد
مراد رفع حاجبه : ممممم نعمممم
غرام بغيظ : ياخى حتى هنا مش عاتقنى
مراد ضحك و هى علّت صوتها : مرااد قولى بحببببك
مراد : هناااا؟

غرا ب إصرار : اه هنا .. و يلا قول بدل ما احدف نفسى و اقول هو اللى زقّنى
مراد بعِند : طب لاء
غرام حدفت نفسها عليه بجسمها كله و بعنف و غيظ و هو قعد يتشقلب بيها ف الهوا و حركات لحد ما نزلوا الارض

إترموا ع الارض و ضحكوا كتير اوى و إستنوا شويه ..
بدون مقدمات مراد ميّل عليها شالها و جرى ع الطياره التانيه اللى كانت هتطلع .. و دى كانت مصطفى بردوا هيطلع بيها ب العيال الجُدد ..
مراد اخدها و طلعوا معاهم و يدوب إرتفعوا لفوق و مصطفى قعد يشرح للى معاهم بعدها فتح الباب للعيال تنط و مراد حدفلها براشوت بس المرادى غرام كان قلبها جِمد شويه ..

ثوانى و نطّوا و إبتدوا يتشقلبوا ف الهوا بجنون
غرام و هما بيقرّبوا من الارض نادت بصوتها كله : مراااد
مراد بصّلها ب إبتسامه و هى صرخت بضحك : جعاااانه
مراد كزّ على سنانه بغيظ و شدّها عليه بهزار و هى بتفلفص منه و تبعد : قلبِك جِمد هااا
غرام بتتشقلب بجنون و ضحك : اووى
مراد بيشدها : قلبك جِمد عشان سكنه المارد
خطفها و إبتدوا يهبطوا بالبراشوتات لحد ما نزلوا ع الارض بضحك ..

قامت تجرى و هو بيجرى وراها و فضلوا يهزروا كتير ..
لمحت مصطفى بيستعد تانى و معاه الشباب ...جريت لحد ما طلعت الطياره المرادى لوحدها و هو وراها و مصطفى سبقهم ..
طلع بيها و دقايق و كان فاتح الباب و محدوفين بالبراشوتات
غرام : مرااااد
مراد بصّلها بضحك و هى بِعدت بعيد اوى و مره واحده نطت عليه بعنف و ضحك : بحببببك
مراد : اد ايه ؟!
غرام : اد كل الهوا اللى قدامنا .. قد الفضا اللى حوالينا .. بحبك اد اللى مالوش اد
مراد شدها بحب و ضمّها اوى و إتشقلبوا بجنون لحد ما نزلوا ع الارض بضحك بينهجوا.

نزلوا و قعدوا يجروا ورا بعض كتير و مراد بيشيلها و يحدفها لفوق و يعمل نفسه هيسيبها تقع بس مع ذلك ملامح وشها حتى ما بتتغيرش عن الفرحه ف يُلقفها
و طلعوا تانى و مراد طلع بالطياره بس المرادى اخّر بالنزول
غرام بإستغراب : احنا مش هننزل ؟
مراد إبتسم : تؤتؤ .. انتى متعبتيش ؟
غرام بزن : لالاء مره كمان و النبى
مراد : انتى بجد متعبتيش ؟ عموما هننزل بس شويه كده.

قعدوا شويه و بعدها مصطفى نط مكان مراد يتحرك بالطياره و ف حركه سريعه فتح الباب و مراد شدّ غرام بالبرشوتات و نطّوا ..
بس هنا غرام لمحت تحتهم مفيش ارض هينزلوا عليها .. اللى تحتهم ميه .. ده بحر
غرام بصّتله بترقُّب و هو ضحك اووى : يلاا هنهوب هنا .. ده الهوّب اللى بجد
و قبل ما تعترض شدّها و إتشقلبوا بعشوائيه و جنون و قبل ما يوصلوا للميه اول ما قرّبوا ضمّها و إتشقلب و يبقا هو تحتها و هى فوقه بحيث هو اللى ينزل الاول ع المايه.

و فعلا إتحدفوا ف الميه
و هى هنا إبتدت تتنطط بفرحه مجنونه ف المايه و هو ف الميه معاها بس بيتفرج على شقاوتها ..
قعدت تقرّب منه و تتكى على راسه تغطس راسه ف الميه و هو بيشقلبها و يتكى عليها .. قضوا وقت كبير ف الميه جرى و تنطيط و عوم و هزار و ضحك ..
غرام : مستعده افضل هنا للصبح
مراد : ف المايه ؟!
غرام : طبعاا .. مع إنى مبعرفش اعوم
مراد رفع حاجبه و هى ضحكت اوى : مش خايفه تغرقى ؟

غرام و هى بتتنطط : انا غرقت من زمان .. و بعدين انا الخوف بقا بيخاف يلمحنى ف وجودك
مراد إبتسم : عارفه إنك من غير الميكاب تحفه
غرام : طبعا هو طار .. لعلمك انا قبل كده مكنش ليا فيه اوى غير قدام الكاميرا بس ..
مراد : مع إنه تحفه عليكى .. قمة الجمال
غرام إبتسمت و شاورت على وشها : طب و كده ؟

مراد بيغيظها : لاء كده بقيتى جمال نفسه
غرام ضربته بالمايه بغيظ : لعلمك بقا ف التليفزيون لو عايزين يخلّوا الواحده مدمنه و لا عيانه و لا حتى متخرشمه مبيتعبوش هما بس يدوب بيطلّعوها من غير مكياج ..
إنما احنا
قاطعها مراد و هو حاطط إيده على خدها ب استفزاز : انما انتى عشان برنامج حوادث يدوب كفايه للجمهور تطلعى كده

كزّت على سنانها و قعدت تزقّ فيه بغيظ و هو يجرى لبرا الميه لحد ما طلع بيها و قعدوا قدام الميه بينهجوا : مراد هو احنا فين كده ؟
مراد : شرم الشيخ
غرام : احسن انا كان نفسى اكل سمك طازه
مراد بغيظ : لاء كده قلبت لكفر الشيخ
ضحكت اوى و هو كمان : هروّح ازاى كده يا مجنون ؟

مراد إبتسم : متقلقيش انا عامل حسابى
قام اخدها و هما غرقانين و بينقطّوا ميه و إبتدوا يلفّوا و كل ما حد يشوفهم يضحك ..
إتغدوا سوا و قضوا اليوم كله لعب و جرى و تنطيط .. ركبوا تكاتك و فضلوا يتسابقوا و بعدها موتسيكلات و بعدها عَجل و كل مره يتسابقوا و مراد يسيبها تسبق بمزاجه..
ركبوا خيل و إتسابقوا بعدها ركبوا مع بعض .. إتصوروا كتير اوى ..
جابلها غزل و بطاطا و ايس كريم و شيبسهات و بيبسى و شيكولاتات كتيير ..

و اخر اليوم اخدها مصطفى كلّمه و كانت الطياره مستنياه .. ركبوا و جوه مراد شاورلها ع الحمام دخلت و إداها شنطه و سابها ..
قفلت و فتحتها لقيت فستان جميل اوى بكل حاجته حتى اللبس الداخلى .. إبتسمت اوى و إبتدت تغيّر هدومها و بعد ما كانت هتحط ميكاب إفتكرت تريقته راحت دخلته تانى و خرجت من غير ما تحط
مراد إبتسم اوى : اوباااا .. انا كده هاهوب بس على حاجه تانيه
ضحكت بغرور و هو ضحك اكتر و كمّلوا طريقهم و قبل ما يهبط ف نفس المكان اللى طلعوا منه بشويه قعدت تزن عليه ينطّوا اخر مره و هو قدام زنّها إستسلم و نطوا و إتشقلبوا بضحك و شقاوه لحد ما نزلوا ع الارض.

اليوم كله على بعضه كان لذيذ .. غريب ع الاتنين بجنونه و مشاعره .. مراد اخدها و إتعشوا و جابلها حاجات كتير تتاكل و ركبوا العربيه يوصلها للبيت
مراد : مبسوطه ؟
غرام إبتسمت : جداا .. فايتهم كتير اوي ﺍﻟﻠﻰ متجننوش مع ﺣﺪ بيحبوه قبل ﻛﺪﻩ ﺩﻭﻝ .. و انت ؟
مراد إتنهد : انا بحب ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺶ ﻣُﺘﻮﻗﻌﺔ .. ﻭﻣﺶ ﺷﺮﻁ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ،، بحب الحاجات العفويه .. اللي بتخطفني عافيه ..
الحضن .. ماسكه الايد .. كلمه .. حركه .. تفصيله ..
الحاجات دي قادر تشحني بطاقه حلوه كام يوم قدام ..

غرام إبتسمت بحب : ربنا يديم الضحكه و الخطفه الحلوه عليا و عليك نعمه .. بس يا خساره اليوم إنتهى بسرعه اوى
مراد : عارفه .. انا عندى مرض اسمه كُره النهايات ..
زى مثلا نهايه الصلاه .. ونهايه الجمله .. ونهايه العلاقه بين اى اتنين مهما كانت نوعها حُب او صحوبيه او ومعرفه .. ونهايه الضحكه .. ونظره العين واللمعه و الحضن و الطريق

غرام مسكت إيده بتلقائيه : ربنا يجعل كُل يوم بيعدى علينا و احنا مع بعض بدايه جديده لكُل حاجه حلوه ونهايه للوجع .. للوجع وبس يااارب
مراد إبتسم : بما انك كنتى بايته تحلمى بالمفاجأه .. ايه رأيك بقا ؟ كنتى بتحلمى بيها كده ؟
غرام ضحكت : لاء احلم ايه .. ده و لا كنت اتخيل ..
عارف .. انا معاك على طول بتخيل .. بتخيل شكل علاقتنا .. شكل بيتنا .. شكل ولادنا حتى
مراد إبتسم : و بعد ما بتتخيلى؟
غرام ضحكت : لاء ساعتها بيبقا جوايا شخصيتين
وآحده بتتخيل والتانيه بتقول ااحييييه
مراد ضحك اوى و هى كمان و فضلوا يرغوا لحد ما وصلوا و هى دخلت و هو إتنهد بحب و مشى

عند همسه و عاصم
همسه بعد ما عاصم سابها .. طول اليوم رايحه جايه بقلق .. عايزه تتصرف بس مش عارفه تعمل ايه ..
لازم تحكّم عقلها لإن الغلطه هنا بفوره .. دى سمعت تهديد عاصم بودنها .. و سمعت ناوى على ايه ل ليليان ..
ليليان اللى طلعت بنتها و مش عارفه ازاى .. طب هتتصرف ازاى .. لازم تلجأ لحد يساعدها .. لوحدها مش هتعرف ..
ع الاقل اى حاجه ممكن تخرّجها من هنا .. اى حاجه توصّلها لحد ممكن يكون يعرفها ..
يعرف همسه القديمه .. همسه ما قبل الذاكره

همسه طول اليوم هتتجنن .. عاصم مسافر و دى فرصتها الوحيده .. لو رجع قبل ما تتصرف يبقا هتفضل طول عمرها سجينه ف ملكوته ..
عاصم طلع بيكدب و ليها بنت .. و ممكن ليها ولاد تانى .. و ممكن ليها زوج و مش متطلقه زى ما قالها .. ليها بيت .. بس مين هيوصّلها لكل ده ؟ مالهاش حد ممكن تستغيث بيه .. مفيش حاجه تنجدها ..
و مره واحده لمعت ف دماغها فكره .. حاجه مكنتش متوقعاها .. حاجه كانت مش عارفه ازاى تايهه عنها السنين اللى فاتت دى كلها
همسه لنفسها : الحاجه دى اكيد هى اللى هتوصّلنى لكل حاجه ..
قامت مره واحده لمّت هدومها بجنون و قفّلت الشنطه .. و بناء على فكرتها اللى جاتلها زى القشايه اللى إتحدفتلها تتعلق بيها من وسط الغرق إبتدت تخرج برا الكابوس خالص .. الكابوس اللى سنين و هى متكتفه جواه

مراد العصامى روّح البيت بعد يوم طويل و طريق سفر اطول .. دخل البيت بتعب ..
طلع اوضته مع همسه وسط ذكرياته الكتيره اللى فيها .. غرقان وسط حاجتها و صورهم اللى ف كل حته ..
رقد عالسرير نص واحده و رجّع ضهره لورا بتعب .. و مره واحده سمع صوت حد بيفتح الباب من تحت بجنون .. إستغرب ..
سنين و هو مانع حد يدخل البيت من يوم ما هما سابوه ..

نزل بسرعه يشوف فى ايه .. إتجمّد مكانه بصدمه : همسه ؟!!!
همسه بقهره : ايوه همسه .. همسه اللى انت رميتها .. بيعتها بالرخيص .. إشترتك بالغالى و انت بيعتها حتى من غير تمن و لو رخيص .. بيعتها ببلاش
مراد ب صدمه : اهدى يا همسه .. اهدى حبيبتى و فهمينى
همسه بعنف : اخرس .. متقولش حبيبتى دى تانى .. فااهم
مراد قرّب منها بحذر : طب فهمينى .. وصلتيلى ازاى ؟ كنتى فين و ايه اللى حصل ؟ و جيتى ازاى؟
همسه دخلت ف نوبة عياط اوى و مراد قرّب ب وجع : طب بتعيطى ليه دلوقت يا همسه ؟ فهمينى
همسه بدموع : منك يا مراد .. مقهوره منك .. مقهوره اوى.

مراد بحزن : انا يا همسه ؟ انا اللى قهرتك ؟ هو مين اللى ساب مين يا همسه ؟ مين اللى قهر مين ؟
همسه بعنف : انت .. انت اللى سيبتنى .. سيبتنى يا مراد .. قهرتنى و قهرت قلبى اللى حبّك
مراد بحده : و قلبى انا يا همسه ؟ متقهرش عليكى ؟ ده انتى من يوم ما سيبتيه مخرجتيش منه .. مدخلهوش الفرح من بعدك
همسه بهجوم : قولتلك مسيبتكش .. فاااهم .. مسيبتكش .. انا مسيبتكش .. انت اللى رميتنى .. انت .. انت
مراد مسكها بعنف : انا لازم افهم .. لازم تفهمينى .. فااااهمه .. سيبتينى ليه .. كنتى فييين .. انطقى .. انطقى ى ى !!!!
همسه : __
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة التاسعة عشر بقلم أسماء جمال


همسه بهجوم : قولتلك مسيبتكش .. فاااهم .. مسيبتكش .. انا مسيبتكش .. انت اللى رميتنى .. انت .. انت
مراد مسكها بعنف : انا لازم افهم .. لازم تفهمينى .. فااااهمه .. سيبتينى ليه ؟ كنتى فييين ؟ انطقى .. انطقى !!
همسه دخلت ف نوبة عياط و جسمها إبتدى يترعش و يتشنج بين إيديه اللى مسكاها بعنف ..
و كأنه خايف تفلت منه تانى لحد ما بقت عينيها بتقفل و تفتّح لوحدها و جسمها بيرخى بين إيديه و هى بتهمس بخفوت : إلحقنى يا مرااد .. ليليان .. إلحقنا .. إلحقنا يا مراد
مراد هزّها بعنف و صرخ فيها : همسه .. همسه .. بنتى فييين ؟ فيها ايه ليليان ؟ همسه .. همسه !!


 
و هنا مراد قام إتنفض مره واحده بفزع ف السرير .. إتلفّت حواليه بهلع من الكابوس اللى مبيفارقهوش ..
سنين عدّت عليهم و مبيشوفهمش مره غير اما يلاقيهم بيستنجدوا بيه ..
كلمة إلحقنى مبتفارقش كوابيسه مع اى حد منهم .. مراد قام بخنقه عمال يلّف ف الاوضه بعشوائيه و مقهور .. مش عارف بيلّف على ايه و لا بيدوّر على ايه ..
بس اهو بيلّف يمكن يخرّج القهره اللى جواه .. مره واحده افتكر كلام همسه ف كابوسه " إلحق ليليان .. بنتى ..إلحقها يا مراد " ..
خرج فجأه على اوضة بنته .. دخل بوجع و عمال يتلفّتت فيها كأنه هيلاقيها .. كأنه هيشوفها ..


 
بيشوفها ف اسوء كوابيسه و بردوا بتغرق و بتمدّله إيديها يخرّجها و مش عارف يعملها حاجه ..
مش عارف ليه بيشوفهم كده .. يمكن عشان قلبه كان متعلق بيها اوى .. ليليان كانت عنده حاجه تانيه .. عشقُه.. ده كان مسميها مرات أبوها مش بنت أبوها .. لحد يوم الحادثه مفارقتهوش .. سنين بتنام ف حضنه !
مراد مبقاش فاهم حاجه .. مش فاهم سر كوابيسه .. سر خنقته ..
عايزين ايه ؟ ليه بيستنجدوا بيه ؟ ليه همسه كل ما بيشوفها تلومه ؟ ليه بتعاتبه ؟ ليه دايما بتقوله انت رميتنى ؟ ليه كل ما بيشوفهم بيشوف إيديهم ممدوده له ب إستغاثه ؟
دول حتى مش بيقولوله تعالى معانا .. دول بيقولوا إلحقنا .. يعنى عايزينه يخرّجهم .. طب منين .. يخرّجهم منين ؟!!!


 
مراد إتنهد و بكل الحسره و القهره و الوجع و العجز و قلة الحيله اللى هو فيها صرخ بصوته كله الصرخه اللى هزّت جدران البيت اللى هجروه صحابه : ااااااااااه !!!
و قام اتوضّى و صلّى و حط روحه و عقله و قلبه اللى خلاص شبع وجع بين إيدين ربنا و ساب دموعه تشتكيله ...


 
عند همسه ...
همسه إبتدت تتوتر .. الوقت اللى قدامها بيضيع و هى مش عارفه تعمل ايه و لا تروح لمين ..
قامت إتوضت و إبتدت تصلى .. إنهارت و دموعها إبتدت تنهار معاها .. حطّت روحها بين إيدين ربنا و كأن ربنا رايد للقلوب المفارقه تتلاقى بين إيديه ..


 
همسه خلّصت صلاه و قعدت مكانها بقهره .. عاصم طلع بيكدب و ليها بنت .. و ممكن ليها ولاد تانى .. و ممكن ليها زوج و مش متطلقه زى ما قالها .. ليها بيت .. بس مين هيوصّلها لكل ده .. مالهاش حد ممكن تستغيث بيه .. مفيش حاجه تنجدها ..
و مره واحده لمعت ف دماغها فكره .. حاجه كانت مش عارفه ازاى تايهه عنها السنين اللى فاتت دى كلها
همسه لنفسها : مااارد !!
قامت مره واحده لمّت هدومها بجنون و قفّلت الشنطه ..


 
و مسكت موبايلها بلهفه ..
رنّت اكتر من مره بس مفيش رد .. إتنهدت ب ابتسامه عشق و افتكرت ليليان ف رنّت عليها
ليليان إبتسمت بتلقائيه اول ما لمحت الموبايل : سمسميه .. وحشتينى
همسه بكل الامومه المكبوته بالقهر جواها : عُمرى انا .. حبيبة قلبى و حبيبة روحى و حبيبة عُمرى و حبيبة حياتى كلها
ليليان إستغربت ردّها بس جسمها إتكهرب مره واحده و قلبها بيدق بعنف : وحشتينى يا قلبى
همسه بدموع : انتى اللى قلبى و نبض قلبى كمان .. انتى اللى وحشتينى .. وحشتى قلبى اللى عمره ما نسيكى و لا قدر ينساكى
ليليان مش فاهمه بس دموعها مغرّقاها و ساكته .. همسه مش عارفه تقول ايه .. خايفه تقولها حاجه تتأذى و تأذيها.. خايفه تندفع او تتهور .. بس مش هينفع تسكت .. و لا هينفع تتكلم دلوقت.

مسحت دموعها بقهره و إتنهدت : حبيبة قلبى ممكن طلب و يبقا بينى و بينك يا عمرى؟
ليليان بدموع : طبعا يا قلبى
همسه إبتسمت و صوتها إترعش بدموع : عايزه اوصل لمارد .. تعرفى توصّلينى بيه بس من غير ما حد يعرف
ليليان ب إستغراب : مارد ؟ ليه ؟
همسه : هقولك يا حبيبتى .. بس دلوقت لازم اوصله و بسرعه .. بسرعه اوى يا ليليان .. محدش هيعرف يخرّجنا من اللى احنا فيه ده انا و انتى غيره.. لازم اوصله بس مش عارفه .. برن عليه بس مش بيرد.

ليليان قلبها بيدق اوى : حاضر .. حاضر بس هو مش عندك و لا حتى عندى .. مراد ف مصر
همسه بشرود : مصر .. اكيد بلد الحبايب .. ممنوعناش عنها من شويه
ليليان بتحاول تفهم بس مش عارفه : طب اقدر اعملك حاجه ؟ فهمّينى
همسه إبتسمت : كل اللى تقدرى تعملهولى تخلى بالك من نفسك .. تخلى بالك من نفسك اوى يا روحى .. اووى
ليليان إبتسمت ببراءه : حاضر .. طب استنى هكلم مراد و اخليه يكلمك
همسه : طب ابعتيلى رقمه و انا هكلمه .. متقوللهوش حاجه انتى
ليليان قفلت معاها و هى مش فاهمه و شويه و بعتتلها رقم مراد ..
همسه قفلت معاها و دموعها خنقاها و كل ما بتنزل بتخنقها اكتر .. دموع قهره .. لحد ما جاتلها مسدج من ليليان بالرقم إبتسمت من بين دموعها و رنّت على مراد

مراد كان روّح البيت بعد ما وصّل غرام و بياخد حمام موبايله رنّ كذا مره على رقمه و رجع رنّ تانى عالرقم اللى بيشغّله اما بينزل مصر .. خرج من الحمام بسرعه و مسك موبايله بإستغراب : همسه ؟!
فتح بقلق : سوسو ازيك.

همسه كانت بتعيط بصمت .. مش عارفه ايه خلّاها تلجأ لمراد .. هى نفسها مش عارفه إشمعنا هو بالذات .. يمكن عجزها .. يمكن معندهاش وقت ..
يمكن لإنه ظابط و ظابط محترف كمان و هيعرف ينتشلها من اللى هى فيه .. و يمكن لإنه بينزل مصر دايما و له معارف هناك و هيقدر يساعدها ..
او يمكن عشان الاحساس المُبهَم اللى جواها ناحيته ... بترتاحله و بتطمنله من زمان .. شافته صدفه من كذا سنه قدام بيت روسيليا و إبتسمتله و هو كمان و حبّته و بقت كل ما تروح لروسيليا تسأل عنه و تستغيبه لحد ما بقوا صحاب و هو كمان بقا يسأل عنها و يستغيبها و كان اخر سنه لمراد ف الجامعه !

مراد قِلق من سكوتها و هى هنا إبتدى صوت عياطها يطلع و يزيد و شهقاتها تزيد بمراره
مراد بقلق : اهدى يا همسه .. فى ايه ؟ حصل حاجه ؟ طمنينى مالك ؟
همسه بقهره : انا ف مصيبه يا مراد .. فاجعه كبيره اوى يا مراد
مراد بخضّه : يا ساتر يارب .. اهدى بس و صلى ع النبى كده و براحه فهمينى
همسه بدموع : انا محتاجالك .. محتاجه لحد جنبى عشان اعرف اخرج من اللى انا فيه .. عايزه اشوفك .. ارجوك تعالى
مراد : حاضر يا حبيبتى .. انا اصلا كنت يومين و راجع و

همسه قاطعته برجاء : لاء يا مراد مفهاش يومين .. لازم تيجى و بسرعه .. اللى انا فيه مش هيستنى .. يومين هتيجى تلاقينى يا ميته يا مقتوله
مراد إتنفض من الكلمه و هى إتخنقت بالعياط تانى
مراد بقلق : طب اهدى بس ..
قام بيلفّ ف الاوضه و إيده على راسه بتفكير و سكت شويه : طب اقولك .. انتى فهّمينى فيكى ايه و عايزه ايه و انا هبعتلك الواد ايوّب و
قاطعته همسه بدموع : لاء يا مراد .. لاء .. اللى انا فيه محتاجك انت .. انا مش هعرف اثق ف حد تانى ..

الكلام اللى انا هقولهولك ده مينفعش اقوله لحد غيرك .. مينفعش .. لازم حد ثقه .. حد لو مش هيساعدنى ب إنه يعملى حاجه ف يساعدنى ب إنه ميقولهوش لحد خالص مهما حصل .. و انا مش هثق إنى اخلّى الحد ده حد غيرك و إلا اموت احسن
مراد إتنفض من كلمتها و الدموع و العياط اللى هى فيه و حسّ ان الموضوع كبير
مراد : طب اهدى انا هجيلك .. المشكله دلوقت انا ف مصر .. الصبح بالكتير جدا هكون عندك .. حتى لو مفيش حجز هتصرف و اجيلك مهما يحصل .. اهدى انتى بس
همسه إتنهدت ب امل بس مش عارفه تصبر : بالله عليك ما تأخر .. مش عايزه اتأخر اكتر من كده انا اتأخرت كتير اوى .. اووى
مراد بقلق : طب متقلقيش .. قوليلى انتى فين ؟ ف البيت ؟ ( شاليك ) عندك ؟
( عاصم بعد ما هرب و إشتغل مع الناس اللى تبعه غيّروله اسمه ل شاليك .. و محدش يعرف عاصم غير اقرب القريبين بس روسيليا و همسه و نضال بس حتى مارد ميعرفش ).

همسه اول ما سمعت اسمه إتنفضت : لالالا . لا مش عندى .. إوعى تكلمه .. إوعى تعرّفه .. إوعى يا مراد .. إوعى
مراد قلقه بيزيد : خلاص حاضر انا مش هتأخر عنك .. انتى ف البيت طيب ؟
همسه : اه
مراد : طيب خليكى عندك و انا اول ما اوصل هكلمك و اشوف هنتقابل ازاى و فين
همسه إتنهدت : حاضر .. هستناك
قفلت معاه و إتنهدت .. حسّت ان طاقه امل بتتفتح قدامها عشان تخرج برا الكابوس اللى إتحبست و إتكتّفت جواه سنين ..
لدرجة إنها من راحتها مش عارفه ازاى مفكرتش تلجأله من سنين يخرّجها .. يمكن عشان مكنش لها حد تخرجله .. بس دلوقت إكتشفت ليليان .. و يمكن فى غيرها ..
إبتسمت ب حماس .. مقدرتش تستنى .. مقدرتش تقعد اكتر من كده ..

كانت زى اللى خايفه تقعد دقيقه كمان تطلع بتحلم و كل ده وهم ..
قامت بلهفه لمّت كل حاجه مهمه تخصّها و حطيتها ف شنطه صغيره و اخدت حاجات خفيفه لها و أخدت شنطتها و خرجت .. لمحت الحراسه ..
لو خرجت قدامهم هيبلغوا عاصم و ساعتها ممكن يجى و كل حاجه تبوظ .. دمّعت ب إحباط و رجعت رنت على مراد تانى
مراد فتح بسرعه : ايه يا همسه ؟ حصل حاجه ؟
همسه ب يأس : مراد انا مش هعرف اخرج من هنا
مراد : مش انتى ف البيت ؟

همسه بدموع : ايوه و زفت حاطط حراسه كتير ع البيت و لو خرجت قدامهم هيبلغوه
و لو إستنيته عشان أتلكك ب اى حاجه و اخرج يمكن معرفش او يمكن ساعتها يكون فات الوقت او انت متعرفش تساعدنى .. خصوصا دى فرصتى الوحيده تساعدنى .. هو مش هنا و عقبال ما يرجع نكون إتصرّفنا
مراد قلبه إترعش حس ان الموضوع مقلق : خلاص دى مش مشكله ابدا .. انا لما اوصل عندك هكلمك تكونى جاهزه و انا هخرّجك بطريقتى متقلقيش
همسه ب أمل : بجد ؟ بتتكلم جد صح ؟

مراد إبتسم من فرحتها اللى زوّدت شكّه ان فيه حاجه كبيره : اه بجد .. المهم إستعدى و انا زى ما قولتلك الصبح هكون عندك و اكلمك
همسه بدموع : يا مهّون هوّنها للصبح .. هوّنها ياارب

قفلت معاه و مراد عمل كام تليفون يدوّر على حجز ل روسيا بس للإسف ملقاش قبل يومين ..
حالة القلق و الرعب اللى همسه كانت فيها مكنتش ينفع تستنى حتى ساعتين مش يومين ..
عمل كذا تليفون و لقى طياره طالعه لروسيا كمان كام ساعه بس من مطار اسكندريه
مقدمهوش حل تانى غير كده .. إنه يروح على اسكندريه ف الكام ساعه دول الباقيين ع الطياره و يتحرك من هناك

مراد فعلا حجز و إبتدى يتحرك عشان يلحق الطياره
و بعد ما كان هيكلّم همسه إتراجع .. إستنى اما يوصلها .. لبس بسرعه و نزل و اخد طريقه ..

غرام روّحت ع البيت بعد ما مراد وصّلها .. دخلت بهدوء .. هى عمرها ما خافت قبل كده و طول عمرها قلبها جامد بس المرادى خايفه من رد فعل خوالها ..
هى خارجه بهدوم و راجعه بهدوم تانيه ده غير إنها متأخره ..
إتنهدت بقلق و طلعت على اوضتها و قبل ما تدخل لقت خالها بيفتح باب اوضته .. كان متابعهم من بلكونه اوضته و اما دخلت طلعلها
غرام بتصنُّع البرود : مساء الخير
خالها شاكر : قصدك صباح الخير يا غرام ... الساعه كام عشان نقول مساء الخير؟
غرام : عادى انت عارف إنى مش اول مره اتأخر ..

شاكر : اه يعنى عايزه تقولى إنك كنتى ف شغل
غرام بضيق لإنها اول مره تضطر تكذب : مش بالظبط .. ثم إنك بتثق فيا و بتدّينى مساحه اتحرك فيها بحريه و عارف إنى مش بغلط
شاكر بغضب : اه بس الكلام ده اما تكونى مش بتكذبى .. و لا انتى ناسيه إنى اقدر اعرف كذبك بسهوله من عينيكى
لسه غرام هترد قاطعها سيف من وراهم بحده : و ده شغل ايه بقا اللى بيغيروله هدومهم و ف اخر الليل ؟
و ده لإنه شافها و هى خارجه الصبح ..
غرام إلتفتت ناحيته بعنف و مره واحده و بدون مقدمات ضربته بالقلم على وشه ..

الكل إتفاجئ من رد فعلها
غرام بغضب : اخرس .. انت تقصد ايه يا حيوان انت ؟ هاا ؟
سيف قرّب منها بغضب و لسه هيمد إيده عليها طلعت امه و امها و وقفوا بينهم : اهدى يابنى .. اهدى و صلى ع النبى .. ايه اللى بتقوله ده ؟
سيف بغضب : انتى مش شايفه عملت ايه ؟
امه : و انت مش سامع نفسك قولت ايه ؟
سيف بيحاول يفلفص نفسه منها و بيهجم عليها : و انتى مش شايفاها راجعه اخر الليل ازاى ؟

امه : و هى دى اول مره ؟ ده شغلها و بعدين طول عمركوا بتثقوا فيها و هى عمرها ما غلطت
سيف : و لما ترجع بهدوم غير اللى خرجت بيها ده يبقا ايه لما هو مش غلط ؟
شاكر بحده : ايه اللى انت بتقوله ده ؟
سيف : و الله إسألها
شاكر بغضب : انا بسألك انت ..
و بصّ لغرام اللى باين على وشها التوتر و مرتبكه و مش عارفه ترد ..

غرام مشيت بعنف و دخلت اوضتها من غير كلمه زياده و خالها بصّلها قوى و لسه مراته هتدخلها منعها
شاكر : يلا كل واحد على اوضته
لسه سيف هيتكلم قاطعه بغضب : من غير و لا كلمه .. كل واحد يلا يدخل ينام من غير كلام
كلهم مشيوا و هو بصّ بغضب على اوضتها و سابها بغضب : الموضوع ده طوّل اوى و لازم يخلص بقا

عند ليليان ...
بعد ما قفلت مع همسه حطّت موبايلها بقلق .. فضلت تراجع كلامها تانى يمكن تفهم حاجه بس زى التايهه .. ليليان بتلقائيه حطّت إيديها حسست ع السلسله ف رقبتها و تحديدا اسم همسه و شردت بشئ من التوهان .. دماغها شردت ف خمسين ناحيه و هى تايهه بين كل ناحيه و التانيه !
ليليان بقلق لنفسها : هتكون عايزه مراد ف ايه ؟ .. يمكن عشان هى و مراد صحاب ..
ايوه بس ده بردوا ميخلهاش تكلمه ف وقت زى ده .. بعدين اكيد خالو معاها .. يعنى لو عايزه حاجه هيعملهالها .. اكيد مش هيخليها تحتاج لمراد يعنى او غيره !
ليليان إتنهدت بقلق و مسكت موبايلها تكلم مراد .. و ده كان ف الوقت اللى مراد وصل فيه اسكندريه و ركب الطياره ..

نفخت بضيق و رجعت تكلم همسه بس مفيش ردّ .. رنّت مره ف التانيه بس بردوا مبتردش
ليليان بقلق لنفسها : لاء كده الموضوع ميطمنش .. طب اعمل ايه ؟ اعمل ايه ؟ ااه
مسكت الموبايل بحماس و رنّت
روسيليا ب لهفه : حبيبه قلبى .. ازيك .. وحشتينى
ليليان إبتسمت بحب ..
هى صحيح زعلانه منها او فاهمه غلط بس بتحبها.. لاء دى بتعشقها.. روسيليا بالنسبالها حضن حنين و طِيبه و دعوه حلوه و حاجات كتيره اوى فوق بعضها .. مبتعرفش تبعد عنها
ليليان إبتسمت بهدوء : كويسه الحمد لله .. و انتى يا ماما

روسيليا اول ما سمعت كلمه ماما إنفجرت ف العياط ب حُرقه و ليليان سكتت شويه و إبتدت تأنّب نفسها إنها وصّلتها لكده .. كان المفروض تقولها من الاول ..
حتى لو ف نظرها غلطت مكنش ينفع هى اللى تحاسبها خاصه و هى متعرفش اللى عندها و ايه ممكن يكون حصل معاها او إضطرها لكده .. و خاصة اكتر إنها قدام احتمال ان روسيليا تكون غلطت مع حد بدأت تتولد جواها شكوك و تحط احتمالات تانيه لسه مش عارف تأكدها !!
ليليان سكتت كتير و روسيليا بقلق : ايه يا حبيتى ؟ مالك ؟ فيكى ايه يا قلبى ؟
ليليان بدموع : فيا كتير .. كتير اوى يا ماما .. تعبانه ..

روسيليا بتعيط بحُرقه على قلة حيلتها ف إنها مش عارفه تعملها حاجه
و ليليان مسحت دموعها ب إبتسامه : ماما .. انا كويسه .. متقلقيش .. انا بس حسيت إنى مزعلاكى و صُعب عليا ان اول مره نزعل من بعض ..
احنا طول عمرنا صحاب و خوات و حبايب مش بس ام و بنتها .. بنزعل لبعض و عمرنا ما زعلنا من بعض.. متزعليش منى
روسيليا مش بتتكلم بس بتعيط اوى و ليليان سكتت شويه : المهم هى همسه عامله ايه ؟ مالها ؟
روسيليا مسحت دموعها بقلق : مالها ؟
ليليان إتردتت شويه و روسيليا قلقت اكتر : حبيبتى فهّمينى .. بتسألى عنها ليه ؟ إشمعنى ؟ فيها ايه ؟

رحاب قاعده بقلق قدام عمامها .. من يوم ما إعترضت على نقل ملكية الارض لعمها و هى حاسه بقلق بينهم ..
زى ما يكون بيرتبوا لحاجه بس مش عارفه ايه هى .. و طلب عمها ليها إنه عايز يتكلم معاها ده زوّد قلقها
رحاب بتوتر : خير يا عمو .. إتفضل
عمها خالد سكت شويه و بصّلها بترقُّب : بصى يا رحاب .. انتى عارفه ان هنا مش زى برا مكان ما كنتى عايشه و لا حتى زى مصر .. هنا صعيد ..
يعنى انا زى أبوكى اه و بيتى هنا اه زى بيت ابوكى بس لا انا أبوكى و لا ده بيت أبوكى
رحاب الدموع لمعت ف عينيها بوجع

و هو بصّلها قوى : قعدتك عندى على عينى و راسى ماشى لكن من غير صفه كده الناس تتكلم ..
احنا جيبناكى من برا فجأه .. و قعدتى عندى فجأه .. اكتر من كده الناس هتقول الحكايه فيها إنّه
رحاب ببراءه : و ليه فجأه يا عمى ؟ ما الناس عارفه ان بابا الله يرحمه و الطبيعى ابقى وسطكوا .. و عموما انا ممكن امشى
عمها بغضب : تمشى تروحى فين ؟ و لا انتى فاكرانى زى أبوكى هسيبك على كيفك ؟!
رحاب بصّتله قوى و إتكلمت بحده : سبق و قولت لحضرتك قبل كده ان بابا كان بيثق فيا .. و جدا كمان .. لإن عمرى ما عملت حاجه من وراه غلط او حتى صح ..
ثم ان.

قطعت كلامها مع دخول إبنه محسن بغضب : بتعلّى صوتها عليك ليه بنت الكلب دى ؟ هى ليها رأى اصلا ؟ ياكشى فاكرانا بناخد رأيها ؟
احنا معندناش بنات بتقول رأيها و لا بيبقا ليها رأى اصلا .. انا ابن عمها و اولى بيها من الغريب
رحاب بعدم فهم : اولى ب ايه ؟ و غريب مين ؟
محسن : اولى بالجواز
رحاب بصدمه : جواز ؟!

محسن : ايوه جواز .. ياكشى هتقعدى من غير جواز يعنى .. و طالما كده كده هتتجوزى يبقا انا اولى بمصالح عمى
رحاب ضحكت بوجع : اه قول كده بقا .. مصالح عمك .. ارضه المتكوّمه من غير حساب هنا ..
اللى حاولتوا تاخدوها الاول منكوا لنفسكوا و ما إتفاجأتوا ان أبويا الله يرحمه كتب وصيه إنها كلها تبقا ليا لفّيتوا من تانى ناحيه و حاولتوا تخلّونى إتنازل برضايا
و اما صُعب عليا شقا أبويا و تعبه و انا عارفه كان بيجيب القرش ازاى قولتوا مبدّهاش بقا ناخد الارض عافيه و بالمره ناخدها هى فوق البيعه ..
بس ناخذها ازاى بقا .. بالجواز !

محسن بحده : عليكى نور يا بنت عمى
عمها خالد : لاء هو مش كده .. هو بس
محسن بحده : لاء هو كده .. و وافقى يا بنت عمى و خليها تيجى برضاكى احسن
رحاب بعِند : و لو موافقتش ؟
محسن بغضب : بلاش
رحاب ب إصرار : لاء حابّه اعرف .. لو مرضيتش بيك هتعمل ايه ؟

محسن بغضب : ماهو لو مكنش برضاكى هيبقا غضب عنك .. و ساعتها متلمويش إلا نفسك
بصّت لعمها بترقُّب كأنها بتستنجد بيه او مستنياه يعترض بس هو للإسف بصّلها بحده و كأنه بيأكد على كلام إبنه اللى متفقين سوا و سابها و مشى
و محسن بصّلها بتحدى و خرج و هى إترمت على الكرسى و فضلت تعيط بقهره على أبوها و على حالها من بعده

ليليان إتوترت : اا .. لالا مفيش .. انا بس بطمن عليها
روسيليا من قلقها اللى بيزيد إندفعت ف الكلام : حبيبتى طمنينى .. اهدى و لو فى حاجه انا هساعدها و اساعدك
ليليان بشك : تساعديها ؟ و هتساعديها ف ايه بقا اذا كنتى متعرفيش هى فيها ايه ؟
روسيليا إتلغبطت : لا قصدى بس ..
ليلبان قاطعتها بسرعه : ثم هتساعدينى انا كمان ف ايه ؟ هو انا قولتلك انى عندى حاجه ؟
روسيليا سكتت بس صوتها إتخنق بالدموع بعد ما ملقتش حاجه تقولها
ليليان صوتها اترعش : ماما لو سمحتى فى ايه ؟ فهمينى فى ايه بالظبط ؟

روسيليا سكتت كتير بس خوفها كأم غلب عليها : حبيبتى مفيش انا بس قلقت عليكى ...اول مره نبعد عن بعض كده .. و قلقتينى عليكى اكتر من عياطك .. و دلوقت قلقى زاد اما سآلتينى عن همسه
ليليان سكتت بخنقه و روسيليا كمان و الاخر قفلوا ..
روسيليا رايحه جايه بقلق .. حبل الحكايه بيضيق عليها لحد ما هيخنقها و مش عارفه تعمل ايه .. بس ما باليد حيله ..

عاصم بيكلم همسه ع الموبايل يجس نبضها إذا فى حاجه خاصة إنه متوتر من يوم خناقته مع روسيليا ف بيته .. اتصل بيها مره ورا مره بس مبتردش .. قِلق و قِلق اكتر اما كلم روسيليا مردتش
اتصل على نضال
نضال بقلق : يعنى ايه يا عاصم ؟
عاصم بغلّ : قسماً بالله لو همسه عرفت حرف من اللى إندفن زمان لإدفنك انت و مراتك كمان
نضال بضيق : اهدى بس و فهمنى ايه اللى حصل ؟ و ايه اللى خلّاك تشك انها تكون عرفت ؟
عاصم اخد نفس طويل و نفخه بعنف و حكاله اللى حصل بينه و بين روسيليا اخر مره و تهديداتهم لبعض
نضال إتنرفز : يعنى انت كمان لازم تهددها بست زفته ؟ ما انت عارف هى بتحبها ازاى ؟
عاصم بشرّ : فهّم مراتك إنها لو معقلتش يبقا متلومش حد

عاصم قفل ف وشه و نضال نفخ و قلق سيطر عليه .. قلق من كل حاجه ...اللى عملوه زمان يتكشف .. و اللى عمله هو دلوقت ف ليليان .. و مرااد .. اه لو اللى عمله فيه يتعرف خاصة من مراد
اول تفكيره ما حدفه ل هنا إتنفض بقلق و حس ان مش ليليان بس اللى خطر عليهم .. لاء و همسه كمان .. هى مربط الفرس زى ما بيقولوا ..
سواء روسيليا اللى مبقوش عارفين يسكّتوها او ليليان اللى مش عارفين يخلصوا منها او حتى مراد اللى يوم ما هيدخل معاهم جوه الحكايه الكل هيقول على نفسه يا رحمان يا رحيم ..

همسه هى مربط الخيوط دى كلها .. عقدة الحكايه اللى لو إتقطعت كل خيط هيروح لحاله لوحده ..
شرد بغلّ و إتصل على ماهر الشرقاوى عمل تليفون مُبهم بعدها شاور لحد من رجالته و اخده و خرج ..

مراد اخد طريقه لاسكندريه عشان منها ياخد طيران لروسيا
مصطفى رن عليه ..
مصطفى : انت سافرت فجأه ليه كده ؟
مراد سكت شويه بعدها حكاله عن مكالمه همسه و اللى لسه ميعرفش حاجه عن اللى ممكن تكون محتاجاه فيه
مصطفى : طب هى مقالتلكش اى حاجه ؟
مراد بقلق : لاء .. بس صوتها يقلق .. صوتها بيقول ان فى كارثه
مصطفى ب إستغراب : طب ليه ملجأتش لجوزها ؟ ده راجل واصل .. هو صحيح غامض كده و تحسّه واخد شركاته و البيزنس واجهه يتدارى بيها .. بس لو في حاجه يقدر يساعدها.

مراد بإندفاع : لالا .. و اوعى يوصله حاجه قبل مانا اوصلها و افهم منها .. اللى فهمته من كلامها إنها بتكلمنى من وراه .. او فى حاجه و هى مش عايزاه يعرف
مصطفى بقلق : طب خد بالك بقا لاحسن تقع ف حاجه دى ناس شر .. طب عايزنى معاك؟
مراد سكت كتير بس من وقت ما همسه كلمته و دماغه مش راحماه و عقله هينفجر ..
مصطفى : هتصرف و اسافرلك
مراد : مش هتعرف ...حاولت و ملقتش حجز ف اضطريت اجى اسكندريه عشان اتحرك من هنا
مصطفى : لو حصل حاجه كلمنى و انا من عندى هتصرف .. انا كنت طالع طيران سينا لشغل اول ما اوصل هشوف هعرف اتحركلك من هناك و لا ايه
مراد بقلق : ربنا يستر

مراد قفل معاه و بعدها بوقت اخد طيارته وصل روسيا و مصطفى وصل سينا و بعد ما كان هيتحرك لشغله إتراجع بقلق و من هو لسه ف المطار إبتدى يتصرف

مراد وصل و طلّع موبايله و رن على همسه و هى للإسف مسمعتش الموبايل و ده خلّاه قِلق اكتر
مراد اخد طريقه لعند القصر بتاع عاصم ..
خمّن إنه اكيد هى جوه .. إتنفّس بعُمق و إتنهد و إبتدى مهمته اللى كانت سهله بالنسباله و متعود عليها و هى إنه يخرّج همسه من جوه من غير ما حد من الحراسه ياخد باله ..
هو ياما خرّج صحابه من معتقلات و ياما دخل اماكن مُشدد عليها اكتر من دى و بسهوله كمان ..

اخد نَفس طويل و إبتدى يتحرك بحَذر ناحية جوه .. طلّع من جيبه جهاز صغير و إبتدى يضبطه و ده كان عشان يشوّش بيه ع الكاميرات اللى قدام القصر ..
و عشان هو كان واخد قرار قبل كده ميستحلّش دم تانى ..
إستعمل المخدر و خدّر الحراسه كلها و دخل على مركز المراقبه عطّل الكاميرات اللى جوه ..
مسابش حاجه وراه عشان لو الموضوع طلع بسيط و همسه حبّت ترجع مع إنه يشك ف كده ..
دخل بحذر و إبتدى يتحرك بعشوائيه داخل القصر من جوه و طلع فوق و بردوا بيدوّر لحد ما وصل غرفه همسه ..
إتردد شويه يدخل .. رنّ تانى و سمع الموبايل من برا بس مفيش رد ..
عرف إنها جوه بس ليه مبتردش .. إتنهد ب غيظ و خبّط مرتين تلاته ع الباب و اما ملقاش رد قِلق بجد .. فتح الباب بسرعه و إتصدم !!

لقاها نايمه ع الكرسى .. مربّعه ايديها على حرف الكرسى و حاطه راسها بين إيديها و شعرها مغطّى وشها ..
إبتسم و وقف شويه يتفرج علي عفويتها و هى نايمه .. حسّ إنه هيأخر و ممكن يحصل حاجه ..
قرّب منها يصحيها مراد بهمس : همسه .. همسه ..

همسه مش بتتحرك بس إبتدت تأنّ و ده قلق مراد .. قرّب منها بتلقائيه و رفع شعرها لورا و بيصحّى فيها و هنا لمح دم كتير على وشها ..
مراد إتفزع و قرّب اوى منها و بتلقائيه ميّل عليها و رجّع راسها بضهرها لورا و هنا إتفزع من منظر وشها اللى كله دم
مراد مش عارف يعمل ايه ..

بس لازم يتصرف ع الاقل قبل ما حد يجى.. إتحرك بعشوائيه ف الاوضه لحد ما لمح الحمام ..
ميّل عليها شالها بحذر و دخل الحمام غسلها وشها و إكتشف ان النزيف من مناخيرها و ودنها بس بردوا مفاقتش .. لازم يتحركوا ..
خرجّها و رش برفان عليها إتحكّم شويه ف النزيف و قلّه لحد ما إبتدت تبربش بعيونها و تغمض و تفتح ببطئ و مره واحده اخدت نَفس طويل و خرّجته بعنف و إبتدت تكح جامد ..

مراد متابعها بقلق و اول ما كحّت بتلقائيه قرّب عليها و هى اول ما لمحته إتنهدت براحه و إبتدت دموعها تنزل بصمت و شويه شويه إنفجرت ف العياط بهيستريا
مراد بتلقائيه ضمّها و اول ما خدها على صدرها جسمه كله إتنفض .. قلبه دق بعنف .. كإن كل حته ف جسمه بتعرّفه إن الحضن ده مش غريب عليه .. كإنه جسم و إتردتله الروح
فضل ضاممها كتير لحد ما إنتبه للوضع و خاف الوقت يسرقه
مراد حاول يهزر بس معرفش : هننام هنا و لا ايه ؟

همسه بسرعه : هنا لاء ..
مراد : نخرج ؟
همسه متكلمتش بس هزّت راسها برجاء و مع هزة راسها دموعها إندفعت بقوه
مراد بتلقائيه مدّ إيديه مسح دموعها و بإيده التانيه حاوطها من كتفها و باس راسها و إتحرك بيها برا الاوضه ..
همسه بعد ما افتكرت شنطتها و حاجتها و لسه هترجع تاخدهم إتراجعت قوى .. كإنها مش عايزه ترجع و لا خطوه ناحية المكان ده تانى .. سجنها اللى إتكتّفت فيه عْمر بحاله .. او يمكن لإنها كانت ف اللحظه دى ف حضن مراد اللى كان متبّت فيها ف كانت خايفه تفارق الحضن ده تانى كإنها حسّاه بتاعها ..

مشيت مع مراد خرجوا من غرفتها و قرّبوا من السلم و قبل ما ينزلوا لتحت سمعوا صوت مُريب تحت بيقرّب منهم .. دوشه و دربكه و حركات سريعه ..
مراد حس ان فى حاجه غلط ..او ع الاقل حد إكتشف إن الحراسه متخدره برا فبالتالى فهم إن فى حاجه مش مظبوطه ..
همسه بصّت لمراد بقلق و عيونها متعلقه بيه كأنها بتترجاه ميفارقهاش .. العيون المفارقه إتعلّقت ببعض برجاء و لإول مره تحس بمعنى حضن العيون ..
مراد شدّ مسدسه من جيبه و شدّها ورا ضهره بحنيه و هى بتلقائيه كلبشت فيه و هو إتحرك بيها لتحت و قبل ما ينزلوا كانت طلعت ناحيتهم طلقه ورا التانيه ورا التالته و الرصاص بيزيد لحد ما بقا زى المطر ..

مراد بيتفادى الضرب و بيفاديها وراه لحد ما نزلوا السلم .. إتخفّى ف عمود ف القصر من تحت و هى ف ضهر نفس العمود و الرصاص لسه شغال بس محدش شايفهم بالظبط ف ضرب النار بيطلع بعشوائيه ..
مراد بخفوت بيحاول يطمنها : حبيبتى متقلقيش هنخرج
همسه متعرفش ليه ف الوقت ده كانت متطمنه قوى .. مع ان الطبيعى تبقا قلقانه .. الموقف كله قلق بس إتولد جواها امان ميتناسبش مع الموقف خالص
همسه هزّتله راسها براحه و هو إبتسملها غصب عنه : بتثقى فيا و لا لاء ؟

همسه بصّتله بترقّب و هو شاورلها بعينيه على اوضه قصادهم : هشغلهم و انتى إتحركى لجوه و إقفلى على نفسك لحد ما اخلّص ..
همسه هزّت راسها برفض و قلق و هو شاورلها تانى بس دموعها نزلت بقلق مُبهم عليه
ف وسط إنشغالهم مراد لاحظ رجل حد بتقرّب منهم تحديدا ناحيتها ...مراد سابه يقرّب و ف حركه سريعه كان لافف وشه ناحيتهم و ضربه مره بقاعدة المسدس اللى ف إيده على دماغه و مره بكوعه تانى لحد ما وقع ..
مراد شدّها و جرى ناحية الاوضه و قبل ما يوصل إتضرب ناحيتهم رصاص و ضرب النار بيزيد بعنف
مراد رجّعها ورا ضهره و وجّه مسدسه ناحية ضرب النار و إبتدوا يتبادلوا الضرب.

مراد مسدسه بيخلص و اللى قصاده فهموا كده .. لمح الراجل اللى وقّعه ع الارض إتحرك ناحيته يجيب مسدسه .. و هنا هجم عليه كذا واحد منهم ..
همسه صرخت بصوتها كلها : مراااد .. حبيبى حاسب
مراد إنتبه للى قدامه ف حركه سريعه شدّه و لوى دراعه ورا ضهره و لفّ دراعه التانى حوالين رقبته خنقه لحد ما خلص ف إيده و حدفه ع الارض ..
قرّب غيره منه و مراد لمح الستاره ع الحيطه اللى على يمينه .. بصّله بهدوء و بص للستاره و رجع بصّله و ف حركه سريعه شد حبل الستاره لفّه حوالين رقبته لحد ما خنقه ..

مراد كان ما بيخلّص على واحد بيقرّب غيره و بيتكاتروا عليه و اللى بعيد إستغلوا فرصة إن مسدسه خلص و رجعوا يضربوا نار ناحيته لحد ما طلعت رصاصه متحفّظه كويس تروح فين .. بس قبل ما توصل مكانها همسه شافته ف صرخت بجنون : مرااااااد

مراد بتلقائيه لفّ راسه ناحيتها بصّلها إفتكر فى حد قرّب منها و ف لفة راسه دى ليها الرصاصه حادت عن مكانها اللى كانت رايحاه ف دماغه و جات ف كتفه ..
مراد إتحامل على نفسه و إبتدى يتحرك وسطهم بعنف لحد ما شدّ واحد منهم مسكه بعنف من قبضة إيده و لفّ ضهره ناحيته و بقا يتفادى بيه الضرب و اما يقع منه برصاصه يشدّ غيره
حس إن الوضع صعب و كل مدى بيصعب و الخروج من المكان ده محتاج معجزه ..

مراد بصّ ناحيتها بقلق و حس بالخطر عليها .. فهم إن الدربكه دى كلها عشانها مش عشانه .. هو محدش يعرف إنه جاى هنا لكن هى اه لسه ميعرفش ايه اللى حصل معاها بالظبط بس هى قالتله لو اخرّت شويه هموت !

ضرب النار بيزيد و يتعانف و شويه و حد بيدخل و العدد بيزيد
مراد بصّلها بقلق : إنزلى البدروم إتحركى من الباب الخلفى هتلاقى عربيه قدام الباب بالظبط خديها و امشى .. إستنينى عند الكيلو 56 .. عند الكمين اللى هناك لو مجيتش فى حد هيجى ياخدك و يتصرف
همسه هزّت راسها بعنف و كإنها إتربّطت و رجليها كإنها إتمسمرت ف الارض ..

مراد بعنف : إتحرررركى
مراد إتحرك بحذر ناحيتها و هو بيتفادى الضرب و بيأمّن حركتها لحد ما وصل بيها لمدخل السلم اللى بيوصّل للبدروم تحت و فتح الباب و زقّها و شاورلها تنزل و قفل بسرعه ..
بعدها سحب مسدس من جيب الراجل اللى كان بيتفادى بيه الضرب و إبتدى يضرب هو كمان و هو بيتحرك خطوات سريعه لبرا .. و ف خطواته لقط مسدس تانى من الارض و مسك الإتنين بإيديه الإتنين و بقا يضرب بعنف و يختفى و يضرب و يختفى لحد ما الحركه إبتدت تهدى اما العدد اللى قدامه شويه شويه بيقل ..
بعدها إستغيب همسه مفيش صوت عربيه إتحرك .. و قبل ما يستوعب سمع صوت فرامل عربيه بعنف بيقف و قلبه وقف معاه ..

همسه كانت نزلت السلم دخلت البدروم من تحت و بتجرى بهلع بس باصّه وراها برعب و خوف و عيونها متعلقه بالباب كإنها سايبه حته من قلبها جوه ..
إتحركت بسرعه لحد ما وصلت لأخر ممر البدروم فتحت الباب الحديد بصعوبه و نفدت منه و قبل ما تخرج منه بصّت نظره طويله لجوه و عيونها إتملت دموع و هى سامعه صوت ضرب النار و قلبها مفطور و خايفه على مراد ..

خرجت و لسه بتلفّ تفتح العربيه و قبل ما تدوّرها سمعت عربيه بتفرمل بعنف قدامها و صوت بيقرّب منها .. صوت هى عارفاه كويس
و قبل ما تتحرك إتفاجئت بيه : انتى رايحه فيين ؟؟
همسه بصّتله بترقّب و حطّت إيديها على بوقها بوشها و هزّت راسها بدموع و رجعت بصّت على باب البدروم مكان ما مراد جوه و خوف إتملّك منها ..
همسه بدموع _
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة العشرون بقلم أسماء جمال


همسه خرجت من البدروم و لسه بتلفّ تفتح العربيه و قبل ما تدوّرها سمعت عربيه بتفرمل بعنف قدامها و صوت بيقرّب منها .. صوت هى عارفاه كويس
و قبل ما تتحرك إتفاجئت بيه : انتى رايحه فين ؟
همسه بصّتله بترقّب و حطّت إيديها على بوقها بوشها و هزّت راسها بدموع و رجعت بصّت على باب البدروم مكان ما مراد جوه و خوف إتملّك منها ..
همسه بدموع: مصطفى ؟؟


 
مصطفى و هو بيبص حواليه بقلق : هو فى ايه بالظبط ؟ ايه اللى بيحصل هنا ؟
همسه مش عارفه تتكلم بس دموعها بتزيد بعنف .. حاولت تتكلم بس صوتها إتكتّف ف بصّت بعينيها على جوه و غمضت عيونها بوجع
مصطفى لسه هيتكلم سمع صوت ضرب نار كذا طلقه ورا بعض و دربكه و خبط
مصطفى قرّب منها بعنف : مرااد فيين ؟ انطققى
همسه بعياط : جووه .. لوحده معاهم جوه
مصطفى جرى على جوه و هو داخل طلّع مسدسه .. وصل لحد باب البدروم اللى مراد قفله عشان همسه متحاولش ترجع او حد يحاول يخرجلها
هزّ الباب بعنف لقاه مقفول .. حاول مره و اتنين يزقّه بس معرفش ...مسك مسدسه ضرب عليه كذا طلقه لحد ما كسره و زقّه بعنف و دخل و اتفاجئ بالوضع


 
مراد لوحده مسدسه ف إيديه و بيحاول يلم الموقف .. بس العدد قدامه كبير
مراد إتخفّى ورا عمود و بيضرب و يختفى و اللى قدامه بيعملوا نفس الحركه و الكل متخفّى
مصطفى إتسحّب لحد ما وصل ورا عمود ف الناحيه المقابله لمراد و إتخفّى وراه
مراد لمحه ف إبتسم غصب عنه و شاورله بعينيه و مصطفى هزّ راسه.


 
مراد إتحرك بحذر و عمل صوت عالى ف جهه تانيه و إختفى و الكل إتحرك بسرعه ناحية الصوت و هنا ظهر مراد ناحيتهم و مصطفى إتحرك بسرعه معاه و طلعوا مسدساتهم و رجع الضرب من تانى بعنف لحد ما وقع معظمهم.. و هنا مراد شاور لمصطفى بعينيه على باب البدروم و مصطفى فهم إنه عايز ينسحب من الموقف .. هو كان يخرّج همسه و اهى خرجت ف عايز يلحقها.

مصطفى هزّله راسه و إتحرك ناحية الباب و هو لسه مسدسه ف إيده بيضرب و مراد موازى له ف حركته و بيتحرك بمسدسه لحد ما وصلوا عند الباب اللى عقبال ما وصلوله كانوا وقّعوا الكل و خلّصوا عليهم
مراد فتح الباب و إتحرك ناحية البدروم و مصطفى وراه
مصطفى بقلق و هما بيتحركوا بسرعه : هو فى ايه ؟
مراد بقلق : هحكيلك بعدين .. المهم همسه .. انا قولتلها تروح الكمين اللى فيه الواد
و قطع كلمته اما لمح العربيه لسه واقفه مكانها ..


 
مراد جرى بسرعه لحد ما وصل عندها و هنا لمح همسه واقعه جنبها و وشها غرقان دم .. بتنزف من كل حته ف وشها ..
مراد قرّب عليها بلهفه .. ميّل نخّ على رُكبه جنبها و رفع إيده على وشها و رقبتها يشوف النبض و غصب عنه إيده إترعشت ..
مصطفى ميّل جنبه شاف نبضها و وشها : متقلقش فى نبض .. و مفيش إصابه واضح بتنزف من مناخيرها و ودنها
مراد بتوهان : لازم تتنقل مستشفى
مصطفى بسرعه : مش هينفع .. اكيد جوزها زمانه اخد خبر .. انت متعرفش مين كان عايز يأذيها .. و ممكن اللى كان جايلها إداله خبر او هدده بيها .. او حتى حد من الحراسه إداله خبر.


 
مراد بتفهّم : و هى مش عايزاه يعرف إنها كلمتنى او انها عايزه تخرج من هنا
مصطفى بحيره : يمكن عرفت عنه حاجه تبع شغله او إنه متهدد بيها ف خافت
مراد بعدم إقتناع هزّ راسه
مصطفى لمح الدم اللى على دراعه فقرّب منه بقلق : ايه ده انت إتصابت ؟
مراد بعدم اهتمام : دى تعويره بسيطه
مصطفى بضيق : بسيطه ازاى ؟ انت بتنزف .. انت اللى محتاج مستشفى
مراد متكلمش بس ميّل علي همسه بتلقائيه شالها و خوف حقيقى مُبهَم جواه .. إتحرك بحذر لحد ما خرج بيها خالص .. و ده كان اسهل من دخوله لإن الحراسه كانت لسه متخدره
حطّها ف عربيته و مصطفى لفّ ركب جنبه و مشى بسرعه ..


 
مراد إتراجع عن دخولها مستشفى ع الاقل لما تفوق و يفهم منها ..
بس مش عارف يروح فين .. لو راح على ابوه عبدالله روسيليا ممكن تاخد بالها و من الواضح ان همسه مش عايزه حد ياخد خبر إنها لجأتله او يعرف هى عايزاه ف ايه ..
طب يروح فين ..
اخدها على شقته اللى واخدها و بيسهر فيها هو و مصطفى ..مكنش حابب ياخدها ع المكان ده بالذات بس مفيش حل تانى ..
ساق بسرعه و وصل ركن و فتح و شالها بحذر و طلع بيها على فوق و مصطفى وراه ..
طلب دكتور معرفه و جاله بشكل سرّى ..

الدكتور بروتينيه : ضغطها عالى و ده عملها نزيف زائد إنها مكالتش حاجه من وقت كبير ..
مراد بقلق : طب ده يعمل النزيف ده كله ؟ دى نزفت من مناخيرها و ودنها و بوقها كتير جدا
الدكتور : انا شاكك إنها عندها مشكله ف المخ و مشكله كبيره كمان و علّو الضغط ضَغَط على عصب المخ ف نزفت
مراد بقلق : انا هنقلها مستشفى .. حالتها متطمنش
الدكتور : يكون افضل .. و ع العموم انا وقفت النزيف بس مش ضامن إنه يردّ
الدكتور علقلها محاليل و مشى
مراد خرج برا الاوضه عشان متتخضش اما تفوق .. بس معرفش يفضل برا كتير ..

دقايق و دخل عندها .. رايح جاى بقلق .. بس قلق حقيقى عليها مش من حاجه ..
كل شويه يحط إيده على رقبتها و إيديها يشوف النبض .. بتلقائيه حط راسه على صدرها يشوف قلبها ..
مراد كل تصرفاته معاها بتطلع منه بتلقائيه .. حتى خوفه عليها تلقائى .. من جواه .. إستغرب احساسه ده ..
صحيح هما بقالهم سنين صحاب بس اول مره يلاحظ إحساسه ده .. يمكن عشان اول مره يتعاملوا مع بعض عن قُرب .. مش عارف .. بس اللى عارفه ان قلبه مش مبطل دق.

مراد لاحظ مصطفى مش موجود و عرف إنه نزل و فهم رايح فين بس مهتمش ...هو باله كله مع همسه ..
شويه و جرس الباب رن رنه واحده و إتفتح و دخل مصطفى و معاه دكتور و مساعد
مصطفى خبّط بخفّه ع الباب و شاور لمراد من جنب همسه يخرجله و مراد نفخ بضيق و خرج
مراد رقد بإرهاق ع الكنبه و الدكتور قرّب منه و إبتدى يتعامل مع جرحه
الدكتور : الرصاصه سطحيه و مش داخله لجوه الحمد لله .. بس كان افضل يتنقل لمستشفى
مصطفى : هينزل بس شويه كده المهم دلوقت
الدكتور خرّج الرصاصه و نضّف الجرح و خيّطه و لفّ دراعه و إداله علاجه و مشى
مصطفى قعد جنبه : انت كويس ؟

مراد بتوهان : متقلقش انا كويس
مصطفى سكت و مراد بصّله مره واحده : انت جيت امتى و ازاى اصلا ؟
مصطفى : بمجرد ما وصلت سينا اخدت طيران من هناك .. معرفش بس قلقت عليك .. الناس دى شمال و لهم ف كل سكه شمال
مراد سكت كتير : انا عمرى ما اتخليت عن حد محتاجلى و هى حسيت .. حسيت .. معرفش .. بس اللى حسيته انها ف ورطه و مالهاش حد
مصطفى : مقالتلكش حاجه ؟

مراد : لاء ...اما تفوق الاول بس ده الاهم بعدها نشوف
المهم انزل انت .. مش عايزها تفوق تلاقيك هنا .. عشان لو فى حاجه متخافش
مصطفى هزّ راسه بفهم و هو قايم : طب لو إحتاجت حاجه او حصل جديد بسرعه تكلمنى
مراد غمزله و مصطفى سابه و نزل و هو شويه و دخل عند همسه تانى ..
فضل جنبها و هى إبتدت تفوق .. بتحرك عينيها بزوغان .. و تغمض و تفتّح لحد ما فاقت ..

فتّحت و بصّت حواليها بقلق و اول ما لمحت مراد جنبها قدرت تخمّن اللى حصل و تخمّن هى فين و ده خلّاها تبتسم بتلقائيه
مراد قرّب منها بهدوء و قلق حقيقى ف عينيه : همسه .. انتى كويسه ؟ طمنينى عنك
همسه إبتسمت : كويسه .. كويسه جدا .. ما دام خرجت يبقا كويسه .. الحمد لله
مراد إبتسم : ده انا قولت هتصحى تبهدلى الدنيا
همسه إتعدلت نص واحده : ليه ؟
مراد : يعنى .. خرّجتك و من غير حتى ما افهم فى ايه و يمكن الموضوع ميكنش يستدعى كل ده.

سكت و همسه سكتت شويه و إبتدت تغمض عينيها بدموع و عيطت بصمت و شويه شويه عياطها بيزيد و دخلت ف نوبة عياط و شهقاتها بتعلى ..
مراد بتلقائيه بعد ما كان قاعد على حرف السرير قصادها إتنقل جنبها و لف دراعه على كتفها و حط راسها على صدره و ضمّها اوى ..
همسه حطّت راسها على صدره و إبتدت تهدى شويه شويه .. احساس محستهوش من كتير .. او يمكن محستهوش خالص .. مش عارفه .. هو احساس بالامان !
مراد جسمه كله إتكهرب و قلبه بيدق بعنف بس ساكت و دماغه شارده ف حته تانيه .. حته تخصّه هو و بس .. بس مِحترِم سكوتها
همسه بقهره و هى لسه على وضعها : عايزه اسألك على حاجه يا مراد
مراد هزّ راسه و هى بصّتله بترقُّب : لو طلبت منك مساعده هتقف جنبى ؟

مراد : امال انا ايه اللى جابنى ؟
همسه بتردد : حتى لو هتكلفك كتير ؟ يعنى .. يعنى ممكن .. ممكن تدخّلك ف مشاكل
مراد إبتسم : متقلقيش عليا .. خلينا فيكى .. هاا ؟ عامله مشاكل مع مين يا ست المشاغبه انتى ؟ بذمتك البسكوته دى تعمل مشاكل ؟
همسه إبتسمت بهدوء و صوتها إترعش بدموع : قولى الاول .. انت تعرف ايه عن ليليان ؟
مراد لسه هيتكلم قاطعته : و من غير ما تسألنى ليه .. جاوبنى الاول
مراد سكت كتير و مش عارف ليه حسّ ف الوقت ده ان الحلقه المفقوده بتاعة ليليان عندها او ع الاقل تعرف حاجه
همسه إبتدت تعيط تانى.

و هو بصّلها كتير .. كتير اووى بس دماغه مش راحماه من التفكير ف حاجات تخصّه كان قفلها من زمان لمجرد عجزه
مراد بشرود : بلاش إشمعنا ليليان .. بس ع الاقل إشمعنا انا ؟ يعنى ليه سألتينى انا عنها ؟ و ليه جيتيلى انا ؟
همسه : عشان بحس إنك قريب اوى منها .. صحاب من كتير جدا .. انتوا حتى من كتر قربكوا من بعض شبه بعض قوى
مراد إتخض من الكلمه و دماغه شردت بعيد ..

همسه : اقصد يعنى تعرف عنها كتير
مراد حاول ينتبه : و انتى عايزه تعرفى ايه عنها تحديدا ؟
همسه بجديه : كل حاجه .. كل حاجه من يوم ما إتولدت
مراد : بس انا معرفهاش من يوم ما إتولدت .. و لا اعرف عنها حاجه ف الفتره الاولى من حياتها دى ..

المفروض إنك تعرفى ع الاقل الفتره دى اكتر منى .. اللى بعد كده ممكن اعرّفهولك لإننا فعلا قريبين من بعض .. بس اللى قبل كده معرفهوش
إتردد شويه يقولها على اللى ليليان عرفته و الاحساس اللى حس بيه هو بس لسه مش عارف يأكده لسه
و اللى حسّ إنه له علاقه باللى هى هتقوله .. بس إستنى اما يسمعها الاول و يشوف اللى عندها
مراد : يعنى انتى قريبه منها و قريبتها .. ده غير إنك قريبه من روسيليا امها و

قاطعته همسه بدموع مكتومه بعنف : انا امها !! انااا .. انا مش روسيليا .. انا اللى امها !!
مراد بصّلها قوى و سكت .. حسّ إنه متفاجأش ..مش عارف ليه .. بس حس إنه إتخطف
يمكن عشان ليليان كانت عرفت ان نضال مش أبوها ف الموضوع فيه شك ..
او يمكن عشان الغموض اللى هما فيه بما فيه حكايه توهان ليليان و هى صغيره و إنها طلعت مش بنت نضال و حادثه همسه اللى محدش يعرف تفاصيلها .. او يمكن عشان الاحساس اللى إتخلق جواه من اول ما إتفتحت حكايه ليليان و اللى لسه مصرّحش بيه لحد رغم الشكوك اللى عماله تزيد.

حاجات كتير خلّته متلخبط بس متفاجأش
همسه بصّتله قوى : انت ليه متفاجأتش ؟ حاسّه كأنك كنت عارف .. او متوقع .. او عندك فكره
مراد سكت كتير بتوتر : طب قوليلى الاول .. عرفتى ازاى ؟ و من مين ؟ الموضوع جالك ازاى ؟

همسه إتنهدت بقهره و حكتله اللى حصل بين روسيليا و عاصم بتفاصيل خناقتهم .. و الغموض اللى دايما بينهم
مراد سمعها للأخر و بعدم إقتناع باللى بيقوله : مش يمكن مش حقيقى .. يعنى بيهزروا مثلا
همسه بضيق : هيهزروا ف حاجات زى دى يا مراد ؟!
مراد : مش قصدى .. بقصد يكون مجرد كلام طلع وقت خناق
همسه بصتله قوى : انت مقتنع ب ده ؟ إنهم يتخانقوا مع بعض تقوم تقوله ان ليليان مش بنتها و بنتى انا ؟
و تهدده إنها هتعرّفنى و هو يخاف إنها تقولى و توصل لإنه يهددها إنه يقتلها .. و يهددها إنه يموّت ليليان !

مراد بشك : طب هو خايف ليه إنك تعرفى ان ليليان بنتك ؟ لو هى بنتك بجد ليه خبّى عنك ؟ و امتى اصلا عمل ده ؟
همسه بشرود : اكيد وقت الحادثه بتاعتى .. اكيد كانت معايا
مراد شكه بيزيد : طب ليه سابها مع روسيليا مش معاكى ؟
او حتى لو عايز يخلص منها ليه معملش كده من وقتها .. من وقت الحادثه؟
همسه سكتت و هو بصّلها : هى الحادثه بتاعتك كانت امتى بالظبط ؟

همسه بدموع : من اكتر من 19 سنه
مراد إتنفض مره واحده لمجرد الذكرى اللى شويه شويه بتتسرب جواه .. بتتأكد
شرد كتير و سكت : تعرفى ان ده وقت ما ليليان إبتدت تعيش مع روسيليا
همسه بصّتله قوى و بتردد : يعنى ايه ؟ طب الكام سنه اللى قبل دول ليليان كانت فين ؟ مع مين ؟
مراد بصّلها قوى بشرود : هو اكيد معاكى بس مين تالتكوا ؟ اللغز ف انتى و هى بقا كنتوا فين
همسه بقلق : يعنى ممكن نضال .. يعنى يكون ... يعنى انا مثلا اكون كنت.

مراد بصّلها و سكت شويه : لا لا متقلقيش .. نضال مش أبوها
همسه قامت قعدت بحماس : بجد ؟ عرفت ازاى ؟
مراد لسه هيتكلم قاطعته هى برجاء : ارجوك فهّمنى .. انت واضح ان الموضوع فيه كتير .. و الكتير ده عندك او انت متطلع عليه .. قولى اللى حصل بالظبط

مراد إتردد شويه .. بعدها حكالها اللى حصل بالظبط مع ليليان من وقت ما شكّت ان نضال مش أبوها و عمليه الكبد لحد الحادثه بتاعته و تحاليل فصايل الدم و بعدها ال DNA اللى أثبت إنها مش بنته ..
و حكالها محاولاتها إنها تنزل مصر و منعوها ازاى .. و الخطف و الاغتصاب لحد حادثة الشقه و موت رامى و هى اللى كانت مقصوده و بعدها جوازها المزوّر من ابن ماهر الشرقاوى ابن عم عاصم !
همسه كانت بتسمعه بقهره و دموعها بتنزل اوى : يعنى ايه ؟ انت عايز تقول ان بنتى عاشت و شافت كل ده ؟

مراد هو راسه بشرود و هى مره واحده إتنفضت بذُعر : يعنى حياتها دلوقت ف خطر .. ده كده هيموتوها .. انا .. انا سمعت عاصم و هو بيقول ل روسيليا إنه كده كده هيخلص منها عشان مقدرتش عليها و اذا فاكره انها مش هيبقا ليها حاجه بعدها تتهدد بيها يبقا غلطانه ده ممكن يخلص منها هى كمان !

مراد سكت بقلق : انا توقعت كده .. إنهم ورا اللى حصل و بيحصل معاها .. طالما هما اللى ورا جوازها المزوّر عشان تتمنع من السفر يبقا هما ورا كل حاجه من الاول .. بس ليه عايزين يمنعوها من مصر .. و ليه بالعنف ده ؟
همسه بصّتله بقهره و وجع و شردت ف ذكريات مغابتش عن عينيها من سنين

Flash baak

همسه راقده على سرير ف مستشفى و متوصل بجسمها اجهزه كتير و تنفُّس و متعلقلها محاليل ..
ايام و شهور و عدّت سنه و دخلت ف التانيه و هى ع الوضع ده .. لا بتتحرك و لا سامعه و لا شايفه حاجه من اللى حواليها .. الدنيا بتتشال و تتهبد حواليها و هى ف دنيا تانيه لوحدها ..
الدكتور خرج من عندها و راح عليه عاصم اللى مكنش بيسيبها .. بيخلّص شغله ف التليفون و يروح على قد المهم و يرجعلها بسرعه ..
الدكتور بأسف : عاصم بيه انا قولتلك ع اللى فيها .. بس انت اللى مش راضى تصدق
قاطعه عاصم بعنف : و ايه اللى فيها ؟ هااا ؟ إنها مش هتقوم تانى ؟ مش هتعيش ؟ هتفضل كده ؟ مفيش حل ؟
الدكتور بأسف : انت مش مقتنع ب الحل الوحيد اللى قدامنا
عاصم بغضب : و ايه هو الحل بتاعك ؟ إنك تفصل عنها الاجهزه ؟ تسيبها تموت ؟

الدكتور بضيق : ماهى كده بردوا بتموت .. بس بالبطئ .. يعنى انت بالاجهزه دى هتبعد عنها الموت ؟
عاصم بصوت عالى : ااه .. ف ايه بقا .. نفصل عنها الاجهزه و نسيبها تغور ف داهيه .. ده رأيك
الدكتور : انت كده بتعذّبها .. عدّت السنتين اهى ع الحال ده .. عملنا معاها كل حاجه ممكن تتعمل و بردوا مفيش امل نستنى عشانه
عاصم كزّ على سنانه : مش هسيبها تموت .. مش هسيب حتى الموت ياخدها منى تانى
و قرّب من الدكتور و مسكه بعنف : اعمل اى حاجه .. و لو مش عارف قولّى و انا اتصرف ..

اوديها اكبر مستشفى ف العالم .. اجيبلها اكبر دكاتره .. اى حاجه غير الموت .. فاااهم .. إتصرف
الدكتور هزّ راسه بعدم إقتناع و مشى
و عاصم شرد : مش هسيبك تروحى منى تانى يا بنت السويدى .. انا قولت لأبوكى قبل كده إنها مخلصتش .. و قولت لابن العصامى إنها مخلصتش .. مش هتيجى انتى دلوقت تخلّصيها بالموت

همسه فضلت ع الحال ده كام شهر كمان .. لحد ما حالتها بقت ميئوس منها بالمره ..
و ف يوم الممرضه داخله عندها كالعاده تغيّر المحاليل اللى عايشه عليها .. لاحظت عينيها بتبربش .. الممرضه بصتلها بذهول و إتسمّرت مكانها و إستنت تتأكد و لا متهيألها

همسه رموشها بتتحرك ببطئ و شويه شويه حركه رموشها بتزيد لحد ما بقت تتعانف و بتحاول تفتّح بس زى اللى حد متّكى على عينيها
الممرضه خرجت جرى ع الدكتور اللى جاه بسرعه بذهول و دخلها ..
الدكتور ميّل عليها بحذر و لاحظ فعلا حركه عينيها .. إبتدى يبصّ ع الاجهزه و لاحظ إنها فعلا بتفوق من الغيبوبه المسيطره عليها بقالها اكتر من سنتين و نص ..
الدكتور بحذر : مدام همسه .. همسه .. انتى سمعانى ؟ انتى كويسه ؟
قومى .. فوقى .. فتّحى عينيكى .. انتى بخير

الدكتور حاول مره و اتنين و عشره .. إبتدى يكشف عليها كشف كامل و حطلها محاليل تساعدها تفوق و انتظر جنبها
همسه فتّحت عينيها بإرهاق ..
بتبص حواليها بتوهان .. بتبص لكل حاجه جنبها بذهول و إستغراب
الدكتور إبتسم : يا شيخه حرام عليكى .. احنا كنا خلاص فقدنا الامل .. و لولا عاصم بيه عنده إصرار رهيب كان زمانك بنقرا الفاتحه عليكى
همسه بتوهان : عاصم مين ؟
الدكتور بصّلها بترقُّب .. هو فاهم حالتها.. بس كان مستنى تفوق يمكن يكون فى امل : عاصم بيه انتى مش عارفاه ؟
همسه هزّت راسها و هى كمّل بحذر : جوزك .. طب اهلك يا مدام همسه ؟

همسه بصّتله بتوهان : مين ؟
الدكتور : طب انتى ايه اخر حاجه فاكراها ؟
همسه سكتت كتير و إبتدت تغمض عينيها بتعب .. هنا الدكتور إتأكد بالفعل إنها فقدت الذاكره
همسه فتّحت تانى ب تعب و بصّتله : انا هنا من امتى ؟
الدكتور ب ابتسامه : يوووه من كتير .. انتى إتنقلتى هنا على حالتك دى من اكتر سنتين ونص ..
عملنا معاكى كتير بس حالتك للأسف كانت واقعه .. و اللى حصل ده معجزه
همسه ب استغراب : سنتين و نص ؟! و انا راقده هنا ؟ طب قبلهم كنت فين ؟

الدكتور : معرفش .. انتى جيتى بس منعرفش كنتى فين قبل هنا .. بس انتى مش جايه من الحادثه على هنا.. واضح إنك إتنقلتى من الحادثه على مستشفى و منها على هنا
همسه : طب مين معايا هنا ؟ فين بقية اهلى ؟
الدكتور بإستغراب : معرفش .. انا حتى مستغرب .. من يوم ما جيتى لا حد بيجيلك و لا حد بيسأل عنك .. مفيش غير عاصم بيه اللى حاطط كميه حراسه تحرس بلد بحالها و محذّر من اى حد يدخلّك
همسه بحده : انت عايز تقول إنه عاصم بتاعك ده مانع اهلى عنى ؟ طب ليه ؟ و اما مش راضى يدخّلى حد مين كان معايا الفتره دى كلها ؟

لسه الدكتور هيتكلم جاه صوت عاصم من وراه : اناا ..
قرّب منها بلهفه وضمّها .. همسه مش عارفه ليه قلبها إتقبض مره واحده اما شافته و بتلقائيه إتكوّمت ف حرف السرير بخضّه
عاصم إبتسم : حمد الله على سلامتك يا حبيبتى .. وحشتينى .. كل ده يا همسه ؟
همسه مش بترد بس بتبصّله قوى .. مش عارفه تفتكر .. حاسه إنها تايهه
همسه : انت مين ؟ انت مش جوزى.

عاصم ضيّق عينيه و بصّلها بحذر و بصّ للدكتور قوى بحده و رجع بصّلها : ايه يا حبيبتى اللى بتقوليه ده ؟ انتى بس تعبانه... إرهاق من الغيبوبه
همسه قامت مره واحده بعنف و ده ألمها ف صرخت ..
عاصم قرّب بسرعه بس هى زقّته بعنف : انت مش جوزى .. فاهم
عاصم بصّ للدكتور بحده : ما تتصرف يا بنى ادم انت .. واقف بتتفرج
الدكتور قرّب و إداها مهدئ و هى جسمها إبتدى يرتخى شويه بشويه لحد ما راحت ف النوم

عاصم بصّ للدكتور بغضب و شدّه بحده و خرج
عاصم مسكه بعنف من رقبته و زنقه ف الحيطه وراه و رفعه لفوق : انت بتتحدانى ؟ انا مش قولت مش عايزها تعرف اى حاجه عن اللى حصل ؟
الدكتور بيكح : انا مقولتلهاش حاجه.. هى سألت و انا جاوبتها
عاصم بغضب : و لا كلمه .. و لا حرف .. انا قولت مش عايز حد يتكلم معاها ف اى حاجه .. لو سمعت إنك حتى فتحت بوقك هقفلهولك انا و للابد .. فاااهم

زقّه بعنف وقّعه ف الارض و الدكتور قام بسرعه و مشى من قدامه .. و هو كزّ على سنانه و بص ناحيه اوضتها

ايام عدّت على همسه على نفس الحاله .. بتفوق و تنهار و يغمى عليها تانى ..
عاصم : ايه بس يا حبيبتى ؟ كنتى بقيتى كويسه ايه اللى حصل تانى ؟
همسه بدموع : انت مين ؟ انت مش جوزى .. لو جوزى ليه مش فاكراك ؟ ليه مش حسّاك ؟ ليه مش فاكره حاجه عن حياتنا مع بعض ؟ انا حتى شكلك مش عارفاه !
عاصم بزعل مصطنع : عشان فقدتى الذاكره ف الحادثه يا همسه .. لو كنتى بذاكرتك كنتى هتعرفى لوحدك إنى جوزك و حبيبك و أبو إبنك كمان
همسه إبتسمت بتلقائيه : ابنى ؟

عاصم بغلّ : اه الله يرحمه
همسه دمّعت اوى و هو بصّلها بغلّ : ابن الكلب موّته
همسه بقهره : ابن الكلب مين ده ؟ مين موّت إبنى ؟ جراله ايه ؟
عاصم إتنهد : مش وقته ...اما تفوقى و تقومى بالسلامه هحكيلك كل حاجه عن حياتنا .. انتى بس شدّى حيلك عشان نخرج من هنا
همسه : طب يلا نخرج
عاصم : اما تبقى كويسه .. لسه شويه
همسه : طب فين اهلى ؟
عاصم بصّلها قوى و إرتبك : اهلك ؟!

همسه بشك : ايوه اهلى .. بابا و ماما .. اخواتى .. قرايبى .. صحابى .. كل دول فين ؟ ليه مفيش حد منهم هنا ؟ ليه انت لوحدك ؟ و ليه مانع حد يدخلى ؟
عاصم إتنهد لإنه كان حابب يأجل الكلام حسب خطته لحد ما تخرج بس قدام إصرارها مفيش فايده .. لازم يتكلم .. لازم يبرر الوضع اللى بالنسبالها غريب .. و هى كده كده فاقده الذاكره ف هتصدق .. شويه تمثيل مع حبكه للى هيقوله و كل حاجه هتدخل عليها بسرعه

عاصم إبتدى يتصنّع الحزن : اولا انتى مالكيش خوات .. كنتى وحيده أبوكى و امك قبل ما يموتوا ..
و أبوكى مات من القهره عليكى بعد اللى حصل ..
كنا متجوزين و كنتى كل حياتى لإنى انا كمان ماليش حد .. و انا كمان كل حياتك لإنك مكنش ليكى حد
همسه بدموع : بابا مات و ماما كمان ؟ طب بقية اهلى ؟
عاصم : اهلك اللى بتسألى عنهم دول هما اللى اذوكى .. اتحدوا مع ابن الكلب اللى اذاكى و سلّموكى له .. خافوا منه .. من تهديده و جبروته و اتخلوا عنك
همسه بذهول : ابن الكلب مين ؟ قصدك مين ؟ و مين اللى قتل إبنى ؟

عاصم شرد بغلّ و همسه : انا مش فاهمه حاجه .. و انت كنت فين اما واحد يقتل إبنى اللى هو المفروض إبنك ؟ ليه مكنتش حمايتى و امانى منه ؟ و لا انت كمان إتخليت عنى ؟
عاصم بسرعه : لالا بالعكس .. انا وقفت جنبك بكل قوتى .. بس هو استخدم نفوذه و جبروته و دمّر كل حاجه.. بيتنا و إبننا و حبنا لبعض

همسه بصّتله بعدم فهم و هو تقمّص الحزن : احنا كنا متجوزين .. بينا اجمل قصه حب .. و عايشين ف بيتنا بمنتهى الحب و الهدوء ..
و انتى حملتى ف إبنى اللى انا و انتى كنا بنعدّ الايام لحد ما يجى ( همسه بتلقائيه حطت إيدها على بطنها )
و هو بصّلها : لحد ما هو دخل بينا ب وساخته
همسه : و ايه اللى دخّله بينا ؟ ليه سمحتله يهدّ كل اللى بتقوله ده ؟

عاصم : انا مسمحتلهوش انا بس إديتله الامان .. معرفش إنه بيدخل بيتى و عينيه على مراتى
همسه بذهول : بيدخل بيتك ؟
عاصم : اه ماحنا كنا صحاب
همسه بذهول : صحاب ؟ صحاب و يقتل إبنك ؟ و يخرب بيتك ؟
عاصم : المفروض إننا كنا صحاب لحد ماهو إبتدى و خان الصحوبيه .. خانى .. خانى ف حُرمه بيتى
همسه بصّتله قوى و خايفه من اللى هتسمعه و كمّل :
عينيه كانت عليكى .. حاول معاكى بكل الطرق .. و انتى صدّتيه
همسه بمقاطعه : و لما احنا بينا قصه الحب دى ليه ع الاقل مقولتلكش ؟

عاصم : معرفش .. و ده اللى زعّلنى منك .. بس عذرتك .. قولت يمكن خوفتى منه و من غدره و جبروته و من اللى عمله لإنه كان بيستخدم شغله ف وساخته
همسه بترقُّب : و هو عمل ايه ؟ قولى الاول انتوا كنتوا بتشتغلوا ايه ؟
عاصم : احنا كنا صحاب .. بنشتغل سوا ف المخابرات
همسه بذهول : مخابرات ؟

عاصم : ايوه .. و ف يوم كنا ف مهمه و رجعت لقيتك متغيره و دايما بتعيطى و شارده و تعبانه .. و كل ما اسألك تعيطى و تنهارى .. قولت يمكن تعبانه او خايفه من الولاده خاصة إنها كانت اول ولاده و كنتى مقرّبه .. لحد ما سافرت كام يوم و رجعت بس ملقتكيش .. قلبت عليكى الدنيا و الاخر عرفت انا و أبوكى إنك ف مكان معين ..
جرينا لعندك .. لقيتك ( و هنا عاصم خنق صوته و سكت عشان يحبك الحكايه عليها ).

همسه بصّتله قوى و هو قرّب منها : خلاص يا حبيبتى مش وقته
همسه ب إصرار : لاء وقته .. لازم تكمّلى .. ايه اللى حصل بعدها ؟ لقيتنى فين ؟ و بابا مات ازاى اما كنا معاك وقتها ؟
عاصم : روحنا لقيناكى متبهدله و مضروبه و بتنزفى .. جسمك شبه عريان و متبهدله .. و اتصدمنا اما لقيناه معاكى
همسه بذهول : معايا ؟ يعنى اذانى و فضل معايا ؟ مخافش تلقونى مثلا ؟
عاصم : عشان خاين و وسخ ف مكانش بيخاف .. ده غير إنه كان عامل حسابه
همسه بترقُّب : عامل حسابه ازاى ؟

عاصم : صوّرك عريانه و ف العلاقه معاه .. حطّلك حاجات ف العصير و ظهرك بتعملى كده بمزاجك .. بتخونينى بمزاجك يعنى !
همسه بذهول : و انت صدقت ؟ كنت بتحبنى زى ما بتقول كده و صدقت إنى ممكن اخونك ؟ كنت عارفوه زى ما قولت عنه و صدقته ؟
عاصم بسرعه : و لا حرف .. مصدقتش و لا كلمه .. بس الف مين كان هيصدق و ده اللى يمكن خوّف أبوكى
همسه بدموع : يعنى ايه ؟

عاصم : هدد أبوكى لو متجوزكيش هيفضحك و يفضحه .. هينشر صورك و الفيديوهات اللى معاه و يقول إنك عملتى كده بمزاجك .. و يبهدلك و يفضحك ف شغلك و شغله
همسه بدموع : و بابا وافق ؟
عاصم : اه .. و طلب منى اطلقك
همسه بصّتله ب امل : و انت وافقت ؟
عاصم : لاء .. بس هو قال لأبوكى متقلقش انا عارف ديّته ايه .. وقتها كنت متوقع هو ممكن يعمل ايه .. بس للإسف ملحقتش اخد احتياطاتى .. لإنه للإسف كان مرتب كل حاجه قبل ما يبتدى و عامل حساب كل حاجه و خدنى على خوانه ..

همسه : عملك ايه ؟ اياً كان اللى عمله ده ميدكش العذر إنك تتخلى عنى و عن ابنى ؟
خاصة ف ظروف زى اللى كنت فيها
عاصم : بقولك ملحقتش يا حبيبتى .. مدنيش فرصه الاختيار إنى ابقى جنبك و لا اسيبك .. لبسّنى قضيه ف شغلى.. كنا لسه راجعين من مهمه كلّف ناس تسرق منى الميكروفيلم اللى مبعوتين نجيبه .. سرقه و لبّسنى قضيه خيانه .. إنى خونت شغلى و بيعته .. و شغلنا ده تمن الخيانه الموت
همسه : و اما انت لبست القضيه .. ليه متحاكمتش ؟ ازاى معايا دلوقت ؟ ماهو مش معقول سابك بعد ده كله
عاصم : انا فعلا إتحبست .. و شيلت القضيه و مسكوا العيال اللى معاهم الميكروفيلم و هو إستخدمهم ضدى ..

خلاهم يشهدوا عليا و انا انكرت .. و عشان الادله مش كافيه إكتفوا بطردى من شغلى و تجريدى من رُتبى اللى شقيت فيها .. و طردونى من البلد كلها و إتحفظّوا على فلوسى و اخدوها كفالة خروجى .. و منعونى من دخول البلد تانى .. يعنى خسرت شغلى و بلدى و فلوسى بسببه ..
همسه بتهز راسها بصدمه و هو بصّلها قوى : و خسرتكوا انتى و إبنى كمان
همسه بصّتله بترقُّب : ليه ؟ انا و إبنى حصلنا ايه ؟ كنا فين وقتها ؟
عاصم : معاه .. كنتوا تحت إيده .. انا اتحبست و انتى حبسك ف بيته تحت سيطرته
همسه : طب و بابا ؟ كان فين ؟ معملش حاجه ليه ؟ حتى لو كان خايف منه بس ع الاقل كان عمل اى حاجه .. حتى يمنعه يحبسنى
عاصم : عمل .. بس ملحقش

همسه بصّتله بترقُّب و هو كمّل بغلّ : رفع قضيه خطف .. و بعد ما إتنقلتى المستشفى و عرفنا ب الاغتصاب رفع قضيه اغتصاب .. بس ملحقش ..
هدده يقتلك عشان يقفل القضيه لو معرفش يقلبها زنا .. أبوكى مات بقهرته عليكى و من خوفه منه و عليكى و انا اتحبست و انتى وقعتى تحت إيده ..
خرّجونى و رحّلونى برا البلد .. بعدها عرفت إنك ولدتى .. خاطرت بنفسى و روحت عشان اهرّبك .. بس ساعتها قتل إبننا
همسه دمّعت قوى و هو : عملى قضيه تانيه و دخلى هددنى لو مبعدتش عنك هيقتلك و إنك دلوقت معتش ليكى حد يحميكى منه .. خوفت عليكى ..

وافقته لحد ما اتصرف و اشوف هخلّصك من تحت إيده ازاى .. خرجت و سافرت و فضلت متابعك من بعيد .. و عرفت إنه اتجوزك قبل ما أبوكى يموت بيوم تحت تهديده و بعد موت ابوكى راح طلقك و عاش معاكى كده ..
كنت هسيبك له لو حسيت إنك حبتيه .. بس عرفت إنك بتحاولى تهربى منه ب اى شكل و مش عارفه و لا لاقيه حد يساعدك ..
فضلت ارتّب هخرّجك ازاى من تحت إيده و من البلد بحالها لحد ما ربنا حلّها من عنده
همسه : ايه اللى حصل ؟ هربت ؟ ربنا عمل ايه ؟

عاصم : و هو كان مسافر انتى اخدتى العربيه و خرجتى بس عملتى حادثه
همسه : الحادثه دى صح ؟
عاصم : ايوه .. و كلّف رجالته يدوّروا عليكى ف كل حته.. كان عايز ينتقم منك عشان هربتى منه .. لو كنتى وقعتى تانى تحت إيده كان قتلك
همسه : و جيت هنا ازاى ؟ و صلتلك ازاى ؟
عاصم : لاء انا اللى جيبتك .. طول الوقت كنتى تحت عينيا لحد ما اعرف اجيبك ..
عرفت بالحادثه روحت خلّصتك و نقلتك على هنا قبل ما يوصلك .. سفّرتك على هنا .. و دخّلتك اكبر مستشفى هنا و جيبتلك اكبر دكاتره ..
متتخيليش الكل هنا كان بيقولى وفّر فلوسك و مجهودك هى كده كده هتموت مفيش امل ..

بس قلبى كان بيقولى إنك هتقومى بالسلامه زى ما كان بيقولى إنك هترجعيلى تانى .. و انا مشيت ورا قلبى لإنه بيعشقك و مستحيل يتخلى عنك
همسه إبتدت تعيط قوى .. و جسمها بيتشنج و دخلت ف نوبه
عاصم قرّب منها و ضمّها بس بتزيد .. قام نادى الدكتور
الدكتور بضيق : انا قولت اى انفعال عصبى غلط عليها .. ممكن يدخلها ف غيبوبه تانى
الدكتور إداها مهدئ و منوم و هى إبتدت تنام
عاصم إبتسم ب شر و غلّ و فضل متابعها
اسابيع و شهور عدّت على همسه و هى حالتها بتسوء .. قلبها مش مقتنع بولا حرف من اللى قاله عاصم ..

بس مفيش ف إيديها حاجه تعملها ..هى مش فاكره حد و لا فاكره حاجه .. لو فعلا ليها اهل هما فين .. ليه سايبينها ؟
فتره طويله عدّت عليها و هى على حالتها لحد ما كملت التلات سنين و عدّتهم ..

baak

همسه بتحكى لمراد و دموعها مغرّقاها و مربعه إيديها حوالين نفسها كأنها بتحمى نفسها
مراد هنا فقد اخر سيطره له على عقله اللى هينفجر ..
بتلقائيه قرّب منها حضنها و ضغط على كتفها بخفّه يطمنها و هى إبتسمتله من بين دموعها
مراد : طب بعدها عملتى ايه ؟ على ما اعتقد و من اللى حكتيه ان ده مش اسمك .. لإنك ف الحقيقه مش قريبته .. بس إسمك بعيلته
همسه بدموع : لاء هو عملى ورق ب اسم تانى .. اسم منسوب لعيلته
مراد : خرجتى من المستشفى على فين ؟ و ليه مثلا مطلبتيش منه تعرفى اى حاجه عن اهلك ؟

همسه بقهره : سألته .. و هو رفض و رفض نزولى مصر خالص
مراد : طب و بعدها ؟ محدش إستغيبك ؟
همسه بقهره : لاء .. و هو مداش فرصه لحد يسأل و لا يدوّر عليا .. طلب يتجوزنى
مراد : اكيد .. ماهو على كلامه كنتوا اتطلقتوا .. و انتى وافقتى ؟
همسه بدموع : مسابليش اختيار تانى .. قفّل قدامى كل السكك

Flash baak

همسه على حالتها من يوم ما فاقت على كده .. سرحانه و باصّه قدامها ف الولا حاجه بشرود و توهان ..
قعدت بعد ما فاقت كذا شهر ف المستشفى تكمل علاجها و عملت كذا عمليه .. لحد ما الدكتور جاه لعاصم
الدكتور ب ذهول : يعنى ايه ؟ بقولك العمليه ضرورى .. لازم
عاصم بحده : و انا بقول مش لازم .. ايه مبتفهمش ؟

الدكتور : الكيس اللى إتشكّل ع المخ كبير .. لو فضل ممكن ينفجر و ساعتها يا هتموت يا هتتدمر .. ده وقتها ممكن يعملها خلل عقلى ده ان فضلت عايشه اصلا
عاصم بصرامه : ملكش فيه
الدكتور : انا مش فاهمك بصراحه .. يعنى اشمعنى العمليه دى بالذات لاء ؟ انت صرفت كتير جدا و مكنش عندك مانع لاكتر من كده ...يعنى مش حكايه فلوس .. يبقا ليه لاء ؟
ليه لاء و انا بقولك ان ممكن بعد العمليه احتمال كبير ترجعلها ذاكرتها ؟!

يعنى حتى لو العمليه مش ضرورى و وجود الكيس مش هيشكّل الخطر ده عليها المفروض انت اللى تسعى إنها تعملها ..
العمليه هتحللها مشاكل كتير .. الكيس ضاغط على مراكز مهمه ف المخ منهم الذاكره و الحركه .. يعنى هو السبب ف الم رجلها ده غير إنه عاملها حاله هيجان الاعصاب اللى هى فيها دى ..
طول الوقت هتبقى اعصابها تعبانه و بايظه .. ده غير ان زى ما فهّمتك ان اما نشيله هيخفّ من على مركز الذاكره و ساعتها هتبتدى تفتكر واحده واحده
عاصم بجمود : خلصت ؟ و انا لسه عند كلامى .. لاء ..
سابه و مشى و الدكتور بصّله بضيق و إتردد يبلغ همسه بس إتراجع خوفا من عاصم

همسه المفروض خلاص خلّصت علاجها و هتخرج ..
عاصم دخل عندها : ايه يا هموسه ؟ جهزتى ؟ اديكى يا ستى هتخرجى .. إرتحتى
همسه إبتسمت ربع ابتسامه مصطنعه و سكتت و هو بصّلها : المهم .. اجهزى بقا عشان هتخرجى من هنا عاملك حفله كبيره
همسه : حفله ؟
عاصم : طبعا .. امال عايزه بعد ما ترجعيلى بعد ده كله اتجوزك كده .. من غير حفله حتى؟
همسه بجمود : بس انا لسه مرجعتلكش
عاصم : امال احنا دلوقت ايه ؟

همسه : معرفش .. معرفش .. اى حاجه .. اى حاجه غير إننا رجعنا لبعض لحد ما اعرف كل حاجه بنفسى .. و وقتها اقول إتجوزك و لا لاء
عاصم بضيق : و ليه لاء؟!
همسه ببرود : و ليه اه ؟ مش يمكن بتكدب ؟
عاصم نفخ بضيق : يعنى انتى مش مصدقانى ؟ برغم كل اللى عملتهولك ؟
همسه : و ايه اللى يخلينى اصدقك ؟
عاصم : مكنتش متوقع منك كده يا همسه بعد اللى بينا .. بس عاذرك انا فاكر كل اللى بينا و عمرك ما غيبتى عن بالى و قلبى لكن انتى ناسيه .. فقدتى ذاكرتك زى ما فقدتى إبننا و بردوا بسبب ابن الكلب
همسه ببرود : و ايه اللى يخلينى اصدقك؟

عاصم نفخ بضيق : يووه .. خلاص يا همسه .. انتى بتحققى معايا ؟ انا محاسبتكيش عن حاجه و انتى هتحاسبينى برغم كل اللى عملتهولك ؟
همسه دمّعت و دوّرت وشها و هو قرّب منها : عموما برغم إنى مكنتش متوقع منك ده .. و نسيت إنك مش فاكره حاجه و ده خلانى اتوقع إنك اول ما هقولك هنرجع لبعض هتطيرى من الفرحه .. بس عموما كنت عامل حسابى
همسه بصّتله بترقُّب : و عامل حسابك ازاى بقا ؟
عاصم طلّع ورق و إدهولها و هى بصّتله بترقُّب
عاصم : دى نسخه من القضيه اللى ٦بوكى عملها لمراد .. قضيه خطف و بعدها قضيه اغتصاب

هو كان جايب الورق عشان بس يبان قدامها قلبه جامد و معاه دليل ف مش خايف و ده يخليها تصدقه
بس بمجرد ما بصّتله قوى و بصّت للورق و قبل ما تمد إيديها كانت إيده سابقاها و شد الورق بعنف و إتصنّع الزعل

همسه بصّتله قوى و سكتت كتير : طب مش يمكن مطلقنيش .. اللى عمل كل ده عشان ياخدنى هيطلقنى بسهوله كده ؟
عاصم اتنهد بنفاذ صبر و خرّج ورقه تانيه و إدهالها .. و هى فتحتها و بصّت فيها كتير
عاصم : هاا .. ايه ده ؟ قسيمة جوازنا مش كده ؟ و عشان متقوليش مزوّره صورتك اهى فوقها ؟

همسه بتبصّ للصور اللى عليها و بمجرد ما شافت صورهم ع القسيمه من فوق عرفت إنها قسية جوازها منه فعلا و قبل ما تتحقق من اى اسامى فيها عاصم اخدها منها بعنف و إتلكك : خلاص ؟ خلصتى اتهامات ؟ انا عملت و بعمل كل ده عشانك و انتى بتشكى فيا ؟
خسرت شغلى و بلدى و فلوسى و إبنى بسببك و رغم ده كله متخلّتش عنك و لسه جايه تحاسبينى ؟
حدفلها صور على السرير : و عموماً إتفرجى ع الصور دى يمكن تفوقى
همسه بصّتله بدموع و إبتدت تعيط و هو خرج بسرعه قبل اى اسئله تانيه
مسكت الصور اللى رماها ف وشها قبل ما يخرج و إبتدت تقلّب فيها ..

برغم إنها كانت صور ليهم مع بعض و برغم إنه كان مختار صور خاصه بينهم و فى منها صور ف فرحهم و شهر عسلهم و كلها قريبين من بعض و حركات و ضحك إلا إنها قلبها إتقبض اما شافتهم .. مش حساهم .. مجرد ان قلبها إتقبض اما شافتهم ده خلاها بردوا مش قادره تقتنع

عاصم سابها كام يوم و تقمّص الزعل و بعدها رجعلها
عاصم بزهق : يعنى ايه يا همسه ؟ هنعيش مع بعض ف الحرام مثلا ؟
همسه بجمود : و مين قالك إننا هنعيش مع بعض اصلا ؟ انا قولت كده ؟
عاصم بغضب : و هتروحى فين بقا ان شاء الله ؟ هتروحيله بعد اللى عمله فيكى ؟

همسه : لاء .. و هو انا مكنش عندى غيره ؟ مش هرجعله بس هرجع لحياتى و اشوف كنت بشتغل ايه و اكمّل ..
و لو بابا مات بيته موجود هعيش فيه و ساعتها هبقى اشوف
عاصم : بعد كل اللى قلتهولك عنه و عن اللى عمله معاكى مش خايفه ؟
همسه : هيعمل ايه اكتر من اللى عمله ؟
عاصم عينيه إتجمّدت قسوه و هى بصّتله قوى : ده لو اعتبرنا كلامك صح
عاصم بزهق : انتى لسه مش مصدقه ؟

همسه بعنف : و اصدقك ازاى و انت كل تصرفاتك بتكدّبك ؟ لو انت صادق ابسط حاجه ليه عملتلى ورق مزوّر ؟ ورق ب اسم تانى ؟ ليه مفضلش ب إسمى ؟ ع الاقل ابسط حقوق أبويا اللى مات مقهور بسببى انى افضل ب إسمه مش اشيل اسم حد غيره
عاصم : عشان لو فضلتى ب اسمك هيوصلك
همسه : و انت مش هتعرف تحمينى تانى منه ؟ طب المره اللى فاتت إتحججت بشغلك .. دلوقت بقا هيأذيك ب ايه ؟

عاصم نفخ و هى بصّتله بشك : ده على حسب كلامك
عاصم بغضب : يووه ده مش عيشه دى .. قولتلك ده ابن كلب مفترى يعنى لو بس لمحك هيقتلك .. مش هيعترف بالحادثه و هيقول إنك هربتيلى و وقتها ياريت هيموّتك ده هيورّيكى وساخته بجد
همسه ببرود : خلاص يبقا سيبنى اواجهه
عاصم بعنف : تواجهى مين انتى إتجننتى ؟ انتى لو كنتى فاكره كنتى
قاطعته همسه : و انا مش فاكره .. يبقا تسيبنى منى له .. و انا اخلّص نفسى بنفسى منه طالما انت خايف
عاصم بغضب : و اذا قولت لاء ؟
همسه ببرود : يبقا مفيش جواز

عاصم هنا فقد تمثيله و قرّب منها بهجوم و مسك دراعها بعنف : لاء انا مش بعمل كل ده عشانك عشان تيجى ف الاخر تقوليلى مفيش جواز .. انا بمزاجك غصب عنك
هتجوزك .. فااهمه ؟
حدفها بعنف ع السرير و همسه هنا بصّتله بدموع : انت متأكد انه هو اللى اخدنى غصب ؟
عاصم خرج بغضب من عندها و هى إبتدت تعيط بحُرقه

baak

مراد بصّلها بحزن و هى بتعيط ع الذكرى اللى كأنها لسه بتعيشها
مراد : و وافقتى بعدها ؟
همسه بقهره : حبسنى ف المستشفى .. كنت خارجه من عمليه كبيره و علاجى حسّاس و ضرورى و هو منع عنى العلاج .. منع الاكل حتى المايه .. منع اى حد يدخلى او حتى يكلمنى .. و اما كنت انهار و اتعب يدخلوا يدونى مهدئ و يخرجوا من غير كلمه واحده

همسه بتلقائيه رفعت كوم بلوزتها و ورت لمراد دراعها اللى إتفزع من منظره
مراد إتفزع : ايه ده ؟ ده زى اللى مكوى بنار
همسه بقهره : لا ده مش نار .. ده حديد .. نقلنى على روسيا و دخّلنى المستشفى بتاعته هنا و كان بيخلّيهم يكتفونى و يربطونى ف السرير بسلسله حديد ..و يشتغلوا عليا مهدئات لحد ما إنهارت و كنت بموت و وصلت لإنى جربت الانتحار و فشلت
و الاخر مضّانى على ورقه الجواز اللى عمرى ما إعترفت بيها و اخدنى على بيته و بقا يخلّى الممرضات اللى جايبهوملى البيت يربطونى بردوا و يتحجج ب إنى مريضه نفسيا و اعصابى بتهيج ..
و ف الاخر وصلت للحاله اللى انا فيها دى و الوضع بقا كما هو عليه

مراد كزّ على سنانه بعنف و شرد بغل و عينيه إتحوّلت لزرقان مريب يشبه عتمة الليل
بصّلها بوجع على وجعها .. قلبه بيدق بعنف مع كل حرف من كلامها .. مقبوض و موجوع عليها و باله بيروح و يجى بتلقائيه لذكرياته الخاصه بيه و حادثته ..
دماغه بتروح لحته تانيه .. حته جواه إتقفلت على ذكرياتها من يوم حادثته

مراد بتفكير : اولا جوازك منه ده يعتبر باطل لإنه غصب .. ده غير إنه ممكن يكون بيكذب عليكى .. يعنى زى ما كذب ف ان ليليان بنتك يبقا بيكذب ف إنك إتطلقتى
همسه : يعنى ايه ؟
مراد بشرود: يعنى تكونى لسه متجوزه !
همسه بعنف : و هو فين اللى متجوزاه ده ؟ هاا؟ ليه سابنى كل ده ؟ ليه مدوّرش عليا ؟
مراد دماغه راحت بعيد : انتى متعرفيش هو ممكن يكون عمل ايه معاه هو كمان .. مش يمكن اقنعه إنك موتّى ف الحادثه ؟
همسه بتريقه : يا سلام و هو اقتنع بسرعه كده و هو ظابط ؟

مراد بتفكير : معرفش .. بس اذا كنتى انتى شايفه عمل فيكى ايه عشان يخليكى معاه و حبسك ..
بعدين لو كلامه حتى صح يبقا اللى كنتى متجوزاه مش هيسيبك بسهوله كده و يطلقك كمان
همسه بشرود : معرفش .. انا كل اللى عايزاه دلوقت بنتى.. انت مش عارف ممكن يعمل فيها ايه .. ده هيموّتها يا مراد
مراد إبتسم : متقلقيش .. ليليان ف امان .. انا وديتها مكان امان لحد ما انزّلها مصر.

همسه إتنهدت براحه و إبتسمتله و هو سكت كتير بغموض : عارفه حل اللغز ده عند روسيليا
همسه : و انا اللى كنت بعتبرها اختى .. كانت هى اللى بقيالى هنا
مراد بتفكير : إستنى بس .. انتى متعرفيش هو ايه اللى ممكن يكون حصل بينهم .. و اخدت ليليان ازاى ..
اصل طالما هو بيهددها ب ليليان مش هى اللى بتهدده يبقا الموضوع لسه فيه كتير .. و الكتير ده اكيد عندها هى و ده اللى لازم نعرفه عشان نعرف نوصل لحاجه
همسه : انا هكلمها
مراد بسرعه : لاء
همسه بإستغراب : لاء ليه ؟

مراد بتفكير : عشان لو فى احتمال و لو واحد ف الميه إنها تكون مشتركه معاه ف حاجه يبقا لازم نعمل حساب الاحتمال ده ..
يعنى لو مشتركه معاه و انتى روحتى كلمتيها هى هتقوله .. ساعتها هو مش عارف ممكن رد فعله يكون ايه بعد ما يعرف ان الحقيقه إنكشفت قدامك ..
كمان ساعتها لو روسيليا عندها حاجه ممكن تفيدنا هتخاف منه و تخبيها و ساعتها مش هنعرف نوصل لحاجه
همسه بضيق : طب و هنعرف ازاى باللى عندها ؟

مراد شرد بغموض : لاء دى عليا انا بقا .. انا هتصرّف ..
همسه إبتسمت بإطمئنان : هتقف جنبى يا مراد ؟ مش هتتخلى عنى صح ؟
مراد إبتسم بحب صافى : طبعا يا سوسو .. انتى مش عارفه انا بحبك قد ايه و لا ايه ؟
همسه إبتسمت بحب و هو ضحك بهزار : و بعدين معتش ورايا إلا انتى و بنتك .. شغال لحساب أبوكوا انا .. عبوكوا يا شيخه

همسه ضحكت اوى من بين دموعها و مراد ضحك معاها : ايوه كده روّقى .. و سيبى اللى جاى عليا .. اللى المفروض يتعمل انا هعمله ..
بعدها بصّلها و ضحك اوى و هى بصّتله بإستغراب
مراد ضحك : اسكتى انتى متعرفيش انا عملت ايه عشان اخرّجك من هناك
همسه بفضول : اه صحيح انت جيبتنى ازاى ؟ و الحراسه ؟
مراد ضحك : حصل ايه ؟ ده حصل شقلبات و حركات و تنطيط و انتى ف دنيا تانيه .. و خدّرت الحراسه و دخلت ياختى .. يعنى انا مش فاهم مش عارفه تدوخى إلا و انا جايلك ؟

همسه ضحكت اوى : بردوا خرّجتنى ازاى ؟ الحراسه و خدّرتها طب و انا ؟ مش كان مغمى عليا قبل ما انت تخرجلى؟
مراد : هكون عملت ايه يعنى ؟ شيلتك
همسه بإستغراب : شيلتنى ؟ مع ان كان ممكن اما لقتنى من الاول تعبانه تسيبنى و تيجى تاخدنى وقت تانى اكون فوقت .. او تمشى و تكلمنى بعدها و اخرج انا
مراد : كنتى عايزانى اعمل كده ؟

همسه بسرعه : لاء .. بس بسأل
مراد شرد : و انا مرضيتش اسيبك و لا لحظه تانيه رغم إنى مكنتش لسه سمعت منك و كان قدامى احتمال ان الموضوع يطلع هايف
همسه ضحكت : و لو كان طلع فعلا هايف كنت هتعمل ايه وقتها ؟
مراد بتريقه : لاء دى بلاش اقولك عليها.. مش كفايه جيتلك جرى
همسه : اه صحيح مش قولتلى ف التليفون جاى بكره ؟

مراد إبتسم : و فعلا كنت هعمل كده .. بس مقدرتش .. حسيت إنك فيكى حاجه .. و حاجه كبيره كمان و ماتستناش .. خوفت استنى يكون عدّى الوقت
همسه إبتسمت بحب : انت جدع اوى يا مراد .. كل ده و متعرفنيش امال لو تعرفنى بقا؟
مراد بصّلها قوى و قلبه دق بشكل وتّره و هى إتنهدت : انا كنت خايفه عاصم يرجع ف اى وقت .. انا حتى معرفش ايه اللى جابك على بالى وقتها
مراد إبتسم بتريقه : ده من حظى ياختى و انا عارفوه ..

همسه ضحكت و مراد كمان
مراد بصّلها قوى بتوتر : المهم انا عايز اسألك سؤال و اجابتك هتفرق معايا انا اوووى
همسه هزّتله راسها و هو شرد و سكت بتردد
مراد سألها بتردد و هى بصّتله بشئ من الذهول و عيونها دمّعت و بصّتله كتيرر و _
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الحادية والعشرون بقلم أسماء جمال


همسه مع مارد و هى بتحكيله اللى حصل معاها من ساعة الحادثه
سكت شويه بتردد : المهم انا عايز اسألك و بجد و لازم تفكرى لإن اجابتك هتحددلى حاجات كتير
همسه هزّت راسها و بصّتله بهدوء و هو سكت شويه : انتى لسه باقيه على عاصم ؟
همسه بصّتله قوى : بعد كل اللى قولتهولك ؟ انت مفهمتش انا قولت ايه يا مراد ؟


 
ده واحد حرمنى من بنتى و الله اعلم الكلام اللى قاله ده صحيح و لا حرمنى من جوزى و بيتى كمان ؟ و يا عالم ليا ولاد تانى و لا لاء ؟
مراد شرد و سكت شويه : انا قصدى ان الكلام ده عدّى عليه سنين كتير .. عُمر بحاله .. و الله اعلم اذا كان جوزك اللى قبله عايش و لا لاء و موقفه ايه اصلا ؟
همسه بجمود : قصدك يعنى اكون حبيته و إتأقلمت على حياتى معاه و بالتالى هتمسّك بيه ..
اطمن لااااء .. لاء و الف لاء .. حتى لو مش باقيلى حد غيره بردوا لاء
مراد إتنهد بتلقائيه على إجابتها اللى كان عايزها و هى بصّتله بدموع : انا ماصدقت الاقى حد يقف معايا و يبقى جنبى و يخرّجنى برا الكابوس اللى إتحبست جواه عمرى كله.


 
مراد إبتسم : و انا معاكى ف اى حاجه و مش هسيبك .. انتى حتى لو كنتى قولتيلى إنك عايزه عاصم كنت بردوا هبقى معاكى و احاول نلاقى حل وسط
همسه بحده : لاء
مراد : خلاص حاضر .. انا بس كان لازم اتأكد .. عشان اللى هعملهولك فيه مش هيخليكى حتى تلمحيه تانى ..
حتى لو فضل عايش مش هينفع يعرفلك طريق تانى لإنه لو لقاكى اكيد متوقعه هيعمل فيكى ايه او ف ليليان
همسه بتأكيد : و انا مش عايزه حاجه اكتر من كده
مراد هزّ راسه و هى بصّتله بقلق : بس انا خايفه عليك يا حبيبى .. انت متعرفهوش .. ده مش سهل ..


 
ده شغله كله غامض و يقلق .. الله اعلم بيشتغل ايه بس مستقوى بشغله و اللى معاه
مراد بتفكير : متقلقيش .. بعدين شغله ده النقطه اللى هدخلّه منها .. هعرف عنه كل حاجه الاول عشان اعرف هقفله ازاى .. متقلقيش انتى ..
المهم قوليلى .. اما ورّاكى القسيمه او ورق القضايا ملمحتيش اى اسم ؟
همسه بيأس : لاء
مراد : و لا بعد كده إفتكرتى حاجه عن نفسك او جوزك او اى حد من اهلك ؟
همسه بتريقه : احيييه اذا كنت مفتكرتش اللى شوفته بعد ما فقدت الذاكره هفتكر اللى قبل ما افقد الذاكره
مراد ضحك و هى بهزار خبطته على قورته : يا راجل .. ما تركز شويه


 
مراد ضحك اوى : على رأيك ... يا شيخه هو فى احلى من كده ..
و شاور على راسها : ده ابيض خاالص
همسه حدفته بالمخده على وشه و نزلت من عالسرير تجرى و هو قام بهزار وراها و قعدوا يهزروا و يضحكوا
همسه تقريبا نسيت كل اللى كانت فيه و مراد فرح إنه حتى قدر يخفف عنها الحاله اللى كانت جايبها عليها
همسه إتنهدت : طب هعمل ايه يا مراد ؟


 
مراد إبتسم بحب : اسمها هنعمل ايه .. انا قولتلك إنى معاكى ف اى حاجه ؟
همسه إتنهدت مبتسمه : طب هنعمل ايه يا مراد ؟
مراد : اول حاجه لازم تتعمل إنك لازم تختفى من هنا .. لازم تختفى خالص يا همسه ..
عاصم طالما وصل إنه يهدد روسيليا يبقا ممكن ينفّذ ف اى لحظه .. و ده معناه إنه مُهدد من ناحيتك لا تعرفى ف اى لحظه و اكيد عامل حسابه وقت ما تعرفى هيعمل و مرتب لده .. و ده بردوا إنك ف خطر و مش انتى بس .. انتى و ليليان .. عشان كده انتى كمان لازم تختفى زيها !


 
همسه هزّت راسها بموافقه : بس هروح فين و لمين ؟ انا ماليش حد
مراد : ايه مالكيش حد دى ؟ امال انا روحت فين انا هغنّيها و لا ايه ؟ و بعدين انتى بقا ليكى ليليان هتروحيلها
همسه إبتسمت اوى و قلبها بيدق بعنف و هو إبتسم لرد فعلها : اما فين دى بقا سيبيها عليا .. انا هرتبهالك
همسه : طب هخرج من البلد ازاى يا مراد ؟ ده عاصم واخد الباسبور بتاعى و كل ما بيجى يسافر بيخفيه
مراد : لا دى مش مشكله .. لو كان معاكى اصلا مكنتيش هتسافرى بيه ..

انا هظبطلك دى كمان متقلقيش .. بس المهم دى تتعمل بأقصى سرعه .. لإن لو عاصم رجع هعرف اخرّجك بردوا بس هيبقا فى قلق عليكى و انا عايز اتفادى ده ..
و كمان فى كذا حاجه حابب اعملهم عشان يعطّلوه شويه و هو بيدوّر عليكى لحد ما اتصرّف و اشوف هعمل معاه ايه
همسه : انا معاك .. شوف هتعمل ايه ..
و انا معايا فلوس .. صحيح مش كتيره اوى لإن عاصم بيخاف يسيبلى فلوس لاحسن استقوى و اسيبه .. بس معايا كمان كام حاجه دهب و ممكن

قطعت كلامها اما لاحظت مراد بيبصّلها اوى .. ف سكتت و بصّتله بعدم فهم
مراد بضيق حقيقى : و دول بقا تمن مساعدتى ليكى و لا ايه ؟
همسه ببراءه : ع الاقل تكاليف السفر .. كمان ليليان اكيد هتحتاج مصاريف طالما هنختفى شويه مش هتعرف تستخدم حاجه
مراد : يا شيخه .. هتصرفى على نفسك يعنى ؟ طب قومى يلااا ..

قومى الله يرضى عليكى جهّزلنا لقمه ناكلها عقبال ما اعمل كام تليفون كده و ارتب هعمل ايه
همسه ضحكت اوى و قامت و هو إببتسم بحب و اخد موبايله و كلّم حد
مراد خلّص و إستغيب همسه قام دخل المطبخ عندها .. لقاها واقفه ف نص المطبخ بحيره
مراد رفع حاجبه : انتى بتعملى ايه يا حاجّه انتى ؟
همسه حطت إيديها ف شعرها و حرّكته بعشوائيه : هو الحاجات فين ؟

مراد بغيظ : ياختاااى .. هو انتى كل ده كنتى لسه بتدوّرى ع الحاجات ؟
همسه بغيظ : مانا عارفه .. انا قصدى بتتعمل ازاى يا فصيح ؟
مراد : الحاجات اللى مش عارفه بتتعمل ازاى دى اللى هى البيض و الجبنه و اللانشون .. ياختاااى ..
اه ما انتى ف قصر هارون الرشيد ده اكيد عمرك ما دخلتى مطبخ ؟

همسه : و حياتك لاء .. حتى لو دخلت عاصم كان ببتعفرّت
مراد ضحك : طب ما الراجل كان مدلّعك اهو
همسه بصّتله بغيظ و هو رفع إيده بإستسلام : خلاص خلاص .. إركنيلى انتى كده و انا هأكلك
همسه بإستغراب : انت بتعرف تعمل اكل ؟

مراد : طبعاا و احلى اكل كمان
همسه إبتسمت : يابختها يا عم اللى هتتجوزك .. دى بقا متتعلمش حاجه و تحب الاكل كمان و هى متطمنه
مراد افتكر غرامُه و «بتسم اوى و هى لاحظت ده ف إبتسمت : إبتسامتك دى وراها حاجه .. هاا .. إعترف
مراد : مفيش
همسه : ياشيخ .. طب احلف كده
مراد سكت كتير : الموضوع مفهوش كتير

إبتدى يحكيلها عن غرام و مشاكستهم ف بعض و الظروف اللى جمعتهم و هى إبتسمت : شكلها بتحبك يا مراد
مراد إتنهد : للإسف اه
همسه : ليه للإسف ؟ هو انت قليل ؟ بعدين مش يمكن ربنا بعتهالك مخصوص تقوّيك تسندك ..
هو ربنا بيبعتلنا ناس كده تسندنا ف الوقت المناسب .. الروح الحلوة والسند اللي بجد دول اللى بيقوّوا
مراد : انا حاولت كتير ابعد بس معرفتش .. معرفتش لا ابعد و لا ابعِدها هى
همسه : و ليه تبعد ؟

مراد بضيق : و ظروفى يا همسه ؟
همسه إبتسمت بهدوء : و ده ايه علاقته بحبكوا لبعض ..كلنا بنحب بس مش كلنا بنعرف نتمسك باللي بنحبه للاخر .. الظروف هي الشماعه اللي بنعلّق عليها فشلنا في إننا نكمل حبنا للاخر ..
حبها بضمييير يا مراد و انت ساعتها عمرك ما هتفكر تبعد عنها مهما كانت ظروفك ..
كٌل العلاقات ف الدٌنيا مٌمكِن تفضل لو قلبك مع واحد نفسٌه يكمِّل .. و هى طالما متمسكه بيك اوى كده حتى بعد ما حكتلها ظروفك يبقا حبّتك بجد و نفسها تكمّل و ده اللى هيقوّيك قصد اى ظروف هتقابلكوا .. المهم تبقى انت كمان متمسك بيها

مراد سكت شويه و هى قرّبت عليه يحضّروا اكل ..

ليليان قفلت مع روسيليا بقلق .. قلق مُبهم سيطر علي قلبها مش عارفه من ايه .. و مش عارف اذا كان اتصالها بروسيليا ده صح و لا غلط خاصة ان همسه قالتلها متقوليش لحد
هى اه مقالتش لحد بس عملت قلق ..
مسكت موبايلها و جربت تتصل تانى عليهم يمكن حد يرد و إتفاجئت إنه بيرن ف إبتسمت بقلق و إستنت الرد

مارد مع همسه بيعملوا اكل و من جوه سمع الموبايل
مارد : ده مين الجعان ده ؟
همسه : ده اكيد ليليان
مراد رفع حاجبه و هى إبتسمت : انتى قولتلها حاجه ؟ لحقتى ؟
همسه : لاء بس عشان اوصلك كلمتها توصّلنى بيك
مراد كان خرج و مسك موبايله و إبتسم : اه هى .. تكلميها ؟
همسه راحت ناحيته بلهفه بس غصب عنها عيونها دمعت و شاورت براسها لاء ..
مراد لاحظها و فهم توترها و حب يكسر التوتر ده ف شاورلها على بوقها تسكت و كتم ضحكته و فتح على ليليان

ليليان اول ما فتح عليها صوتها إترعش و إندفعت : ايه يا مراد كل ده ؟ من امتى بكلمك ؟ و موبايلك ما بين المقفول و غير متاح
مراد كتم ضحكته : معلش بقا يا ليلو كنت نايم
ليليان بغيظ : نايم ايه و زفت ايه ؟ بقولك الزفت مقفول .. بتقفله ليه مادام هتتنيل ؟
مراد رفع حاجبه و هى صوتها إتوتر : يعنى معرفتش همسه كانت عايزاك ليه ؟
همسه جنبه غصب عنها إبتسمت ..

ليليان : قصدى هى مكلمتمش .. اصلها كلمتنى اخدت منى رقمك و كان صوتها فيه حاجه و مقدرتش افهم منها فيها .. بس اللى فهمته إنها فيها حاجه مش مظبوطه و هموت من القلق من ساعة ما كلمتنى و مش عارفه اوصلها ..
همسه غصب عنها من بين ضحكهم عيونها دمّعت و خدت خطوات لورا قعدت ع كرسى ..
مراد : حبيبتى اهدى مفيش حاجه .. هو بس
ليليان إندفعت : انا حتى كلمت روسيليا و بردوا مقدرتش افهم منها حاجه
همسه قامت بسرعه و مراد إنتبه : بتكلميها ليه دلوقت ؟
ليليان : غصب عنى كنت قلقانه ...هو فى ايه بالظبط ؟
مراد بتركيز : قولتلها ايه بالظبط يا ليليان ؟
ليليان إستغربت تدقيقه ف إتوترت : هاا و لا حاجه ؟ انا بس حبيت اطمن علي همسه منها و اذا كان عندها حاجه

مراد قلق خاصة ان الناس اللى راحلهم على هناك كانوا كتير و حد ناوى على شر
ليليان بقلق : مفيش حاجه يعنى .. انا بس سألتها و خلاص
مراد لاحظ توترها و ده قلقه زياده : انتى قولتلها همسه كانت عايزانى ؟

ليليان صوتها إتلغبط من القلق : لاء .. بس هى كانت عايزاك ف ايه ؟ غريبه تعوزك فجأه كده و ف الوقت ده
مراد حاول يطمنها : خلاص اهدى انتى مفيش حاجه .. بس متكلميش حد لحد ما نجيلك
ليليان إستغربت : تجولى ؟ هو انت جايلى هنا ؟ و مين ده اللى جاى معاك ؟ اوعى تقول
مراد قاطعها : متشغليش بالك اما اجى هفهمك على كل حاجه .. المهم دلوقت اقفلى موبايلك و متكلميش و لا حتى تردى على حد
ليليان : و لا روسيليا ؟
مراد : بالذات روسيليا
ليليان بقلق : طب فهمنى ايه اللى بيحصل عندكوا بالظبط
مراد : قولتلك اما اجى هفهمك
ليليان : حاضر.

قعدوا يتكلموا شويه لحد ما مراد قرر يقفل : خلاص زى ما قولتلك و لو فى حاجه كلمينى بسرعه
ليليان إترددت شويه : مراد كنت عايزه اقولك حاجه
مراد كان هيقولها اما اجى بس إنتبه لتوتر صوتها : فى ايه ؟
ليليان صوتها إتخنق و بتلقائيه حسست ع السلسله : بخصوص السلسله .. هو انت مش شاكك ف حاجه بخصوص السلسله .. قصدى الاسامى اللى ع السلسله
مراد غصب عنه غمض عيونه قوى و خد نَفس طويل و نفخه : متقلقيش كل حاجه هتتحل ..

ليليان : ياارب
مراد : المهم خدى بالك من السلسله
ليليان رفعت حاجبه و هو ضحك غصب عنه : اه ياختى خدى بالك منها دى بقت تهمنى اكتر منك دلوقت
ليليان مفهمتش و هو إبتسم : المهم اقفلى دلوقت و روحى ارتاحى انتى و متشيليش هم هتصرف

مراد قفل معاها و شرد كتير لحد ما إنتبه لصوت همسه
مراد : هاا ؟
همسه بقلق : يعنى ايه ده يا مراد ؟ كده محدش يعرف إنى كلمت ليليان او إنى عايزاك غير روسيليا .. هى ممكن تكون

مراد بتفكير : معرفش بس هتأكد .. و لو فى احتمال و لو واحد ف المليون إن فى قلق عليكى او على ليليان منها هاخد حذرى و بردوا هوصل للى عايزوه منها من غير ما تاخد بالها و غصب عنها .. المهم دلوقت خدوا حذركوا من ناحيتها عشان لو في منها قلق متشكش و متاخدش إحتياطها

همسه هزّت راسها بقلق و بعدها إنتبهت : انت هتعرف ازاى الناس اللى راحولنا هناك دول تبع مين بالظبط ؟
مراد بتفكير : لسه بس هعرف .. المهم متشغليش نفسك

همسه غمضت عينيها بتوتر و هو لاحظها ف بتلقائيه لف إيده حواليها ضمّها : متقلقيش انا قولتلك سيبى كل حاجه عليا
همسه : انا خايفه على ليليان ؟ ده لو روسيليا مع عاصم كده ممكن يأذوها
مراد : و ده اللى لازم اتأكد منه .. المهم دلوقت هسفّرك ل ليليان و إبتدى اشوف هعمل ايه

همسه إبتسمت بتوتر و هو حاول يهزر : خلاص انتى متشغليش بالك ...المهم تعالى يا ست الشيف نشوفك عملتى ايه ؟
مراد راح ناحية البوتاجاز و ضحك : هو انا ليه شامم ريحة شياط ؟
همسه ضحكت على طريقته و هو كمان : و تقوليلى بعرف اعمل اكل إنما ايه ؟ و بعتمد على نفسى ؟ و مش عارف ايه

همسه رفعت حاجبها عشان ده كلامه هو و هو ضحك : يا شيخه بلا قلة ادب روحى كده عبو اللى يعتمد عليكى

مراد حضّر الاكل و كلوا سوا ..
مراد طول الوقت قلبه بيدق لها مش عارف ليه .. حس إنه إندمج معاها بسرعه كأنهم يعرفوا بعض من سنين و همسه كمان
مراد : همسه انا هقفل عليكى و هنزل اخلّص شويه حاجات بسرعه و راجع على طول
همسه : خد بالك من نفسك يا حبيبى و متتأخرش عليا و النبى
مراد إبتسم : متقلقيش
همسه إبتسمت : انا اول مره احس ب امان محستهوش من سنين .. يمكن من ساعة الحادثه
مراد إبتسم و سابها و نزل و هى دخلت فتحت التليفزيون و قعدت تستناه

مارد بعد ما اخد همسه من القصر و مشى و الرجاله اللى هناك إستوعبت الموقف
واحد منهم إتصل : يا باشا بقولك كان فى معاها واد كده غشيم تقريبا كان جاى عامل حسابه ياخدها
نضال إتنفض بشك : واد مين ؟ شكله ايه زفت ده؟
الراجل : واد كده عنيف و غبى و فى حد كمان جاله و لولا خرّجها كان هيخلّص ع الكل ..

نضال قفل ف وشه و خرج اخد عربيته و راحلهم على بيت عاصم ...نزل من عربيته و لفّ المكان بعينيه و قدر يفهم اللى حصل و قدر كمان يخمن مين اللى جاه لهمسه و قدر يخلّصها .. واحد بس اللى يقدر ياخد خطوه زى دى و يعمل الموقف ده ..
نضال بص لرجالته و تف عليهم : انتوا يا بقر حتة عيل يعلّم عليكوا كلكوا ؟
الراجل : هو بس
نضال زقّه بعنف : غور من وشى
مسك موبايله و إتصل على ماهر الشرقاوى
ماهر بقلق : يعنى ايه يا زفت انت ؟ انت عارف اللى بتقوله ده يعنى ايه ؟
نضال بتوتر : ايوه و
ماهر إتعصّب : لاء مش عارف .. عشان لو عارف مكنتش جيت قولت الهبل ده.

نضال : ده مش هبل انا قولتلك اللى حصل
ماهر : و جاى تقوله دلوقت ؟ مقولتليش من زمان ليه و انا كنت إتصرفت
نضال : الواد محدش قادر عليه ف قولت خلاص طالما بعيد عننا و هو ف حاله و احنا ف حالنا .. بدل ما نجر شَكله و نجيب رجله لحد عندنا و بردوا مش هنقدر عليه و ساعتها هنبقا بس فتحنا على نفسنا ابواب جهنم
ماهر زعّق : و كده متفتحتش ؟ ده لو شم حرف من اللى انت قولته ده محدش هيقدره .. ده غير إنه هيبقا سهل عليه ينكش ف اللى فات و اللى هيبقا سهل عليه يكشفه .. ده لو مكنش بدأ اصلا.

نضال بصّله بتردد و ماهر لاحظ : فى ايه تانى انطق
نضال بقلق : انا عرفت من العيال اللى بعتهم لست زفته ان هو كان عندها و كانوا خارجين
ماهر إتنفض : كمان ؟ كمان ؟ كل ده و حتة عيله زى ليليان بس اللى عرفت و معرفتش كل حاجه ؟ امال لو الهانم امها عرفت ؟ و لا سى زفت ده كمان ؟ و الله اعلم لو وصل لحاجه هيعمل ايه ؟
نضال إتوتر : و العمل دلوقت ؟ و عاصم لو جاه لقى الوضع كده اقوله ايه ؟
ماهر بغيظ : اهو زفت ده السبب ف كل اللى احنا فيه ده .. حتة واحده عملت فيه كل ده و اهى لسه هتكمّل هى و عيالها .. ماهو لولا إنه رمرام كان زمانه خلّص عليها من زمان و خلصنا .. الا البيه عملى حبّيب و ادى النتيجه

نضال بقلق : قولتله و انت عارفوه مبيسمعش لحد
ماهر : متقولهوش حاجه و تعالالى نشوف هنعمل ايه و انا هتصرف .. متعملش حاجه من دماغك

نضال قفل معاه و بص لرجالته بعنف و بص للمكان حواليه ف بيت عاصم : ساعه واحده و تكون كل حاجه رجعت زى الاول .. مش عايز غلطه .. عاصم يرجع يلاقى كل حاجه زى ماهى .. ميشكش حتى
و بص للحراسه المتخدره بغيظ : و ابقى سيبوا البقر دول يفوقوا لوحدهم عشان محدش يشك ف حاجه و ان حد تانى دخل

نضال سابهم و راح على ماهر و قعدوا مع بعض قاعده طويله كلها شر و اتكلموا كتير و إتفقوا على اللى هيتعمل
بعدها نضال قام مبتسم بمكر : خلاص انا هقوم اشوف اللازم
ماهر وقف قصاده : من غير و لا غلطه و إلا عارف انا ممكن اعمل ايه .. انا مش عاصم هطبطب
نضال ضحك بشر : لاء متقلقش .. و بعدين انت فعلا مش زيه .. ده انت دماغك سم
ماهر ضحك و هو كمان و نضال سابه و خرج ..

مراد نزل من عند همسه راح لحد ما صحابه اللى بيخلصوا الورق و الباسبورات اللى بيطلّعها ب أسامى مختلفه لما يبقا هيسافر ف مهمه .. طلب منه باسبور ب إسم مختلف
ايوب : و ده لمين ده يا مارد ؟
مراد بغيظ : و انت مال اهلك ؟
ايوب ضحك : يا عم خلاص انا كنت بس بتطمن .. شهر عسل ده و لا ايه؟
مراد رفع حاجبه : شهر عسل ؟

ايوب : حتى لو مؤقت .. شقلب و إقلب يعنى
مراد بغيظ : اخلص يا حمار و بطّل هبد
ايوب : ياعم خلاص .. المهم عايزوه ب إسم ايه
مراد سكت شويه : خليها ليندا .. ليندا مراد

ايوب سكت و إبتدى يخلّصله الورق اللى مخدش ساعات و خلصّه و سلّمه الباسبور بالإسم اللى عايزوه و مراد أخده
مراد : ابقى اسبقنى ع المطار عشان تنجز ف الورق .. او لو حصل قلق ف المطار و لا حاجه

ايوب شاورله حاضر و مراد اخد الباسبورات و مشى راح على همسه ..
مراد دخل لقاها نايمه مكانه قدام التليفزيون .. إبتسم لهدوءها و قعد ع الكرسى جنبها ..
إبتدى يدقق ف ملامحها عن قُرب .. بيتحقق منها و عقله بيوريله لقطات قديمه و مش عارف يربط بينهم او خايف يربط بينهم ..
نفض الافكار دى من دماغه و قام اخد شنطه خفيفه و حطّ فيها حاجات خفيفه كده و اخد اوراق حطّها
همسه قامت و دخلتله : انت جيت امتى يا مراد ؟
مراد إبتسم : مش من كتير متقلقيش

همسه مش عارفه ليه ضايقتها كلمه متقلقيش مع ان الطبيعى تكون قلقانه و لو بسيط هما مش قرايب اوى
مراد لاحظ سكوتها و هى بصّتله : انا مش قلقانه منك يا مراد .. و لو مش متطمنالك مكنتش جيتلك حتى لو هموت .. مش هطلع من موته لموته.. انا بثق فيك يا مراد انت إبنى

مراد بصّلها قوى و الكوبايه اللى كانت ف إيده وقعت و هى إتخضّت ف إتراجعت لمجرد إنها حست إنها جرحته : قصدى يعنى زى إبنى .. انت تقريبا قد ليليان .. يعنى لو عندى ابن كان هيبقى قدك
مراد إبتسم بوجع و غصب عنه افتكر اهله اللى ميعرفش عنهم حاجه و شرد .. احساسه كل مدى بيتأكد
همسه : المهم قولى روحت فين ؟ و بتلم حاجتك و رايح فين؟
مراد : اه يلا إجهزى عشان هنمشى
همسه بحماس : هنسافر ؟ دلوقت ؟
مراد إبتسم : ايوه .. انتى عايزه تستنى تانى و لا ايه ؟

همسه بسرعه : لاء طبعا انا بس إستغربت بالسرعه دى .. انا قولت ع الاقل كام يوم و بالعافيه كمان
مراد إبتسم : لا عادى .. ده بحكم شغلى .. المهم يلا إجهزى المفروض نتحرك
همسه خرجت جرى بحماس و مراد نادى عليها ف رجعت
مراد بكسوف : انا جيبتلك شوية حاجات خفيفه كده ف الشنطه اللى برا .. بما إنك جايه من غير حاجه ف هتحتاجيهم
همسه مفهمتش بس خرجت لمكان ما قالها لقت شنطه و اما فتحتها لقت فيها لبس لها بكل لوازمه ..
إبتسمت بحب و راحت على اوضتها لبست و بما ان مكنش معاها حاجه جهزت بسرعه و هو اخدها و نزلوا ..

مراد راح ناحية عربيته بص حواليه بإنتباه بعدها شاورلها كانت ف مدخل العماره ف راحت ناحية العربيه و إبتسمت برقه و فتحت الباب اللى ورا تركب
مراد رفع حاجبه : لاء حضرتك فى لاموزيه هناك من هنا .. ممكن يوصّلك لمكان ما عايزه و توفرى السواق
همسه ضحكت قوى على طريقته و هو قفل الباب بغيظ و فتحلها الباب جنبه و هى ركبت و لفّ ركب و طلع بالعربيه

همسه ضحكت : معلش إتعودت بقا
مراد ضحك بغيظ و هى كمان و قعدوا يرغوا .. من وسط كلامهم مراد إنتبه لحاجه بس محبش يوترها
قعد يلف العربيه بعينيه و يدربك فيها بعشوائيه
همسه إنتبهت : فى حاجه و لا ايه ؟
مراد بهدوء : لا مفيش.

العربيه إبتدت تتحرك بعشوائيه .. و سرعتها بتزيد و تختل .. مراد حاول يعمل اقصى جهده يسيطر عليها بعد ما إنتبه ان العربيه مفهاش فرامل
بس سرعتها بتزيد لحد ما طلعوا ع الكوبرى و هنا مراد إنتبه ان العربيه هتتقلب و مش هيعرف يفرملها
بصّ لهمسه بقلق حقيقى عليها و هى نوعاً ما إبتدت تاخد بالها
همسه : مراد هى العربيه مش بتوقف ليه ؟

مراد بصّلها بآسف و ببحاول يلم الموقف
همسه بخوف عليه حقيقى : العربيه مفهاش فرامل صح ؟
مراد حاول يطمنها : متقلقيش هى ممكن بس عطلت و
همسه بتآكيد : حد شال منها الفرامل مش كده ؟
مراد مسك إيديها : إهدى هتصرف

همسه إبتسمتله بقلق و سكتت و هو خلاص الامور بتفلت منه ف بصّلها بقلق و بصّ ع الطريق قدامه و حواليها و ع الكوبرى اللى خلاص بقوا فوقه
و مره واحده لفّ دراعه حوالين كتفها و ضمّها قوى بتملّك و ف حركه سريعه زقّ الباب برجله و شدّها عليه ..
نزل هو ع الارض و هى نزلت فوقه و العربيه كمّلت ف حركاتها العشوائيه لحد ما وقعت من ع الكوبرى و نزلت تحت و ثوانى و كانت مولّعه ..
مارد نزل ع الارض و هى فوقه و إتشقلبوا بعنف لحد ما حاول يمسك ف الارض تحته بإيده و الإيد التانيه متبّته فيها لحد ما قدر يتحكم ف حركتهم و إستقروا ع الارض ..

همسه بتنهج و تكح جامد بعدها رفعت وشها و مسكت وشه بإيديها و بصّتله بقلق : حبيبى انت كويس ؟
مراد جسمه إتنفض من مسكتها و إتوتر : انا كويس متقلقيش .. المهم انتى كويسه ؟
همسه هزّت راسها و هى مبتسمه .. مراد لاحظها ف بصّلها و رفع حاجبه و هى شويه شويه إبتدت تضحك
مراد بغيظ : الفقر ده انا شوفته فين قبل كده ؟ فيين ؟ فيين ؟
همسه عشان كان حاكيلها على غرام ضحكت اكتر : انا تشبهنى بغرامك ؟

مراد ضحك بغيظ : انا بردوا قولت شوفت الخِلقه الفقريه دى فيين ؟ هو انتى تقربيلها يا حاجّه ؟
همسه ضحكت بإرهاق و هو لاحظها فقرّب عليها بخوف : فيكى ايه ؟ انتى تعبتى و لا ايه ؟
همسه لسه هتتكلم مراد لمح عربيه جايه من بعيد بس بتقرّب منهم و من شكلها قصداهم ..
مراد من غير تمهيد شدّها بسرعه وقّفها و ف خطوات سريعه جرى و هى بتتحرك معاه بسرعه و مش فاهمه
همسه بصوت عالى : فى ايه ؟

مراد بيجرى بسرعه و بيتلفّت حواليه لحد ما نزلوا من ع الكوبرى .. لمح تاكسى شاورله و بسرعه دفع الباب و دخّلها و ركب جنبها
السواق يدوب طلع بيهم و العربيه اللى ملاحقهاهم لمحتهم و إبتدت تقرّب منهم ..
السواق فهم من الدربكه و الحركه اللى حواليه و مراد ف حركه سريعه كان نط من جنب همسه ورا و ركب جنبه و شقلب نفسه بسرعه مكانه و إبتدى يسوق هو ..
العربيه بتحلّق عليهم و حد فتح الشباك منهم و خرّج مسدسه و ضرب النار حاوطهم من كل حته .. مراد طلّع مسدسه من جيبه اللى كان واخده احتياطى معاه و بقا يتحرك بخفّه و يفادى الضرب و يصوّب عليهم ..

السواق نزل ف العربيه من تحت جنب مراد : فى ايه يا بيه ؟ مين دول ؟
مراد : اهدى هنخرج و هصلّحلك العربيه متقلقش
همسه ورا قرّبت من ضهر الكرسى بتاع مراد و بتلقائيه مسكت ف كتفه ..
مراد إلتفت ناحيتها يطمنها : انزلى تحت بسرعه
إتكى على راسها ميّلها و همسه نزلت ف العربيه من تحت و القزاز إبتدى يتكسّر من حواليهم و الوضع بيتأزّم ..

مراد مسك موبايله و رن على مصطفى و اما مردش رن على ايوب اللى كان مستنيه ف المطار
ايوب : ميكو هو
مراد بسرعه : ايوب اطلعلى على طريق المطار بسرعه
ايوب خرج من المطار و هو لسه معاه ع الموبايل : فى ايه يا بنى ؟ هو انت
مراد قفل بسرعه و رجع ينتبه للطريق .. و ضرب النار بيزيد

السواق من الخوف فتح الباب من جنبه و إتشقلب ع الطريق و سابهم ..
مراد غصب عنه ضحك و بص وراه لهمسه : اوعى تعمليها انتى كمان
همسه ضحكت بخفّه : و الله ياخويا ابغى و لكنى إستحى
مراد ضحك قوى غصب عنه بعدها إلتفت وراه و إبتدى يركز مع العربيه اللى وراهم ..

بطّئ حركته بالعربيه لحد ما خلّى العربيه اللى وراهم تقرّب منه لحد ما بقت تقريبا قصاده و صوّب مسدسه ناحية عجل العربيه و ضرب اكتر من كذا طلقه و ورا بعض ..
العربيه فضلت تلفّ حوالين نفسها لحد ما العجل بتاعها فرقع بعدها إتشقلبت ..

مراد اخد نَفس طويل و نفخه بإرتياح و مشى بهدوء بعد ما إتطمن ان محدش وراه ..

عند ماهر ع الموبايل : يعنى ايه يا زفت انت ؟ حتة عيل طايح ف الكل ؟ محدش قادر عليه ؟
نضال نفخ بزهق بعدها إنتبه لحاجه و شاور لماهر بمكر ..
ماهر للى ع التليفون : خليك زى ما انت ثوانى و هكلمك

قفل معاه و إنتبه لنضال بغيظ : فى ايه يا زفت انت كمان ؟
نضال بمكر : اصبر خطرت ف دماغى حاجه كده إفتكرتها .. لو ظبطت هظبطلك الدنيا
ماهر مفهمش بس سابه يتصرف
نضال اخدوا و خرجوا و هو مقرر هيعمل ايه بالظبط ..

مراد مع همسه ف العربيه ..
الطريق استقر شويه بيهم .. مراد بصّ وراه لهمسه اللى وشها كله إطمئنان ميتناسبش خالص مع الموقف .. قرا جوه عينيها ثقه غريبه فيه خلّت قلبه بقا يدق بعنف ..
مراد متكلمش بس شاورلها بعينيه و هى قامت إتحركت جنبه
فضلوا كتير الاتنين ساكتين بس كل واحد فيهم دماغه شارده ف ناحيه غير التانى لحد ما قطع شرودهم ده صوت عربيات و عَجل من سرعته بيحك جامد ف الارض ..

مراد بصّ بسرعه وراه و لمح عربيات شكلها مخيف وراه بتطارده بس المرادى ضرب النار بعنف و غباوه ..
مراد متكلمش بس إتكّى على راسها نزّلها تحت و رجع مسك مسدسه اللى كان قرّب يخلص و بيضرب ..
و فجأه مراد لمحهم بيضربوا بكثافه على عجل العربيه و دقايق و العربيه هتفرقع بيهم ..
مراد بلع ريقه بصعوبه و حاول يفكر بشكل سريع ازاى يخرج من الموقف .. العربيه إبتدت تختل بيهم و العجل بتاعها من ورا طلّع دخان خلاص ..

مراد لسه هيتحرك لمح عربية ايوب بتقرّب ناحية دوشة العربيات دى ..
مراد لفّ بالعربيه اللى كانت خلاص بتديله إنذار هتفرقع و العَجل بيلفّ بجنون ..
إتحرك بسرعه ف إتجاه ايوب لحد ما قرّب و شاور لهمسه بعينيه ع الباب و زقّه فتحه و زقّها لبرا و بسرعه نزل من ناحيتها وراها ..
شدّها من إيديها و إتحرك بحذر ف خطوات سريعه وسط العربيات لحد ما ايوب كسر عليهم الطريق و ف ثوانى فتح الباب و دخّلها و دخل و شاور لأيوب ينزل و سابله العربيه و نزل ..

مراد اخد العربيه و طلّع مسدس منها و إبتدى يتعامل مع العربيات اللى وراه و يضرب ع العجل يفرقعها ..
و كل ما الحركه بتهدى و يقدّم خطوات تظهر عربيات تانيه و تحلّق عليهم ..
همسه مسكت إيديه بتلقائيه : هما كل ما بنسيبهم بيرجعوا يظهرلنا تانى غيرهم ع الطريق ليه ؟ هما بيعرفوا طريقنا منين يا مراد ؟
مراد حاول يفكر لحد ما إنتبه : انتى معاكى حاجه معدنيه ؟
همسه مفهمتش ف سكتت بقلق
و مراد حاول يفتش فيها بشكل سريع لحد ما إنتبه لخاتم ف إيديها شكله مش مظبوط
مراد بشك : ايه ده ؟

همسه مفهمتش : ده خاتم عاصم جايبهولى من زمان قوى و بيعملى مية مشكله لو قلعته
مراد شدّه منها بسرعه رماه من الشبك و هى إستغربت بس معلقتش ..
مراد بغلّ : الوسخ حاططلك جى اس بى مراقبه ف الزفت
همسه إتخضّت : يعنى ايه ؟
مراد : متقلقيش الحمد لله إننا إنتبهنا .. المهم فتّشى ف نفسك تانى
همسه دوّرت بس ملقتش حاجه تانيه و للإحتياط قلعت كل الدهب اللى كانت لبساه و مراد سابه ف العربيه و ركنها على جنب بعد ما إتأكد ان محدش وراه تانى و نزل
همسه نزلت وراه : هنروح فين دلوقت ؟

مراد مسك موبايله كلّم مصطفى تانى : انت فين يا زفت ؟
مصطفى : انا كنت رايحلك المطار و
مراد بسرعه : خد معاك حد ع المطار .. أمّنلى الدنيا هناك لحد ما ندخل
مصطفى بقلق : حصل حاجه و لا ايه ؟ انت لسه موصلتش ؟ ايه اللى اخرّك كده ؟
مراد بزهق : إنجز و خد بالك كويس
مصطفى : حاضر هسبقك و لا عايزنى اجيلك ؟

مراد بسرعه : لالا احنا خلاص هنتحرك المهم خليك ف ضهرى هناك و اظبط الدنيا .. سلام
مراد قفل معاه و همسه لسه ف إيده .. شاور لتاكسى يطلع بيهم و ركبوا و إتحركوا للمطار بعد ما إتأكد من الطريق اللى كل شويه يبص عليه ان مفيش حد ملاحقهم لحد ما وصلوا المطار و مراد اخدها و نزل ..

دخلوا المطار و مراد لمح مصطفى ف شاورله من بعيد ..
مصطفى راح عليهم بقلق من شكلهم : انتوا مبهدلين ليه كده ؟ حصل حاجه تانى و لا ايه ؟
همسه بتلقائيه تبّتت على إيد مراد
إبتدى يتحرك لناس معينه يعرفهم بحكم شغله سهّلوله إجراءات سفرهم و اخدها و طلعوا الطياره
همسه ب إستغراب : انت رايح فين ؟ اوعى تقولى إنك جاى معايا ؟

مراد متكلمش بس لفّ إيده حوالين كتفها و شدّ على ضمّتها قوى
همسه عيونها دمّعت : مراد انت بجد هتسافر معايا ؟
مراد إبتسم : طبعا .. امال فاكرانى هسيبك لوحدك ف خطوه زى دى ؟ بالذات بعد اللى حصل
همسه إبتسمت اوى و عينيها دمّعت و هو ضمّها و بتلقائيه باس راسها ..
مراد كده كده من غير الربكه اللى حصلت دى كان حاجز لنفسه يسافر معاها .. اخدها و ركبوا الطياره لإنجلترا عند ليليان
همسه : هو احنا رايحين ل ليليان صح ؟

مراد إبتسم : اه
همسه بخضّه : طب ماهو عاصم اكيد هيعرف يوصلنا .. هو عارف ان ليليان درست هناك و بتشتغل هناك يعنى هيوصل بسهوله
مراد : عارف و عشان كده أخدتك لهنا
همسه إتخضّت : يخربيك يا مراد .. انت بتسلّمنى تسليم اهالى له ؟
مراد ضحك اوى على طريقتها و هى بصّتله بغيظ : ما تفهمنى يا جزمه.

مراد : حاضر .. عاصم هيدوّر عليكى و انا عشان امنعه عنك شويه و اعطّله لحد ما ادوّر وراه و اشوف اى حاجه تخصّه تقع تحت إيدى توصّلنى لاى حاجه عنك ..
هوديكى اول مكان ممكن يدوّر عليكى فيه و هطلعلك تقارير طبيه بالعمليه اللى المفروض تعمليها و من المستشفى اللى ليليان بتشتغل فيها و هطلعلك تقارير وفاه
همسه رفعت حاجبها و هو ضحك : اصبرى بس .. هو اه مش هيصدقها .. بس هتعطله شويه.. يعنى هياخد شويه وقت يتأكد من ده اكون انا إتصرفت
همسه إبتسمت : يا رااجل .. طب مش تقول كده من الاول

مراد ضحك عليها : متقلقيش .. هو بس عشان كل حاجه جات بسرعه و ورا بعضها ف الخطوات مكنتش مترتبه .. عشان كده هحدفه سفرك لإنجلترا عضمه ف طريقه تعركله شويه لحد ما ارتب خطواتى و اشوف هعمل ايه معاه ..
همسه : انت اللى هتعمل ده يا مراد صح ؟ انا و ليليان مش هنعرف نتصرف .. مبقاش لينا حد
مراد إبتسم : سيبى كل حاجه عليا .. بس المهم متتحركيش و لا تتصرفى من دماغك .. لا انتى و لا هى ..
و إرجعيلى ف كل حاجه تحصل معاكوا مهما كانت صغيره .. و لعلمك انا كلّفت حراسه هتبقا معاكوا طول الوقت عشان تبقوا ف امان لإنى للاسف مش هعرف ابقى معاكوا دايما و بُعدى عنكم ده ف الوقت ده بالذات أمان ليكوا.

همسه إبتسمت بحب اوى و هو مسك إيديها وضغط عليها بخفّه
وصلوا مطار إنجلترا و مراد اخدها لمكان ليليان الجديد اللى نقلها ليه و محدش يعرفه ..
همسه بحماس : تفتكر ليليان هتعمل ايه اما تعرف ؟
مراد إبتسم اوى : مش عارف اخمّن
همسه إبتسمت : تفتكر هتحسّ ب ايه ؟ هتفرح ؟ تزعل ؟ تتصدم ؟ تتفاجئ ؟ كده يعنى
مراد شرد : مش عارف إحساسها هيبقا شكله ايه .. بس اكيد احساس حلو ..
همسه غمضت عيونها بحماس و مراد همس لنفسه بوجع : احساس مش عارف اذا كنت هاجرّبه انا كمان و لا وهم

اخد همسه و راح على عند ليليان و رن الجرس و ليليان فتحت و إتسمّرت مكانها من المفاجأه
بصّت ل همسه بلهفه زى اللى مستنياها .. هى فعلا كان قلبها حاسس ان هى اللى جايه مع مراد اما مراد قالها هنجيلك .. ف كانت مستنياها ..
بس الاحساس اللى حسّته ف اللحظخ دى مكنش بيقول ابدا إنها مستنياها من امبارح .. دى كانت من اللهفه المتملّكه منها زى اللى مستنياها من سنين .. عُمر بحاله من الانتظار مش يوم ابداا ..
و همسه بصّتلها بدموع و إتقابلوا ف حضن كبير .. كبير اوووى ..
كبير قد المحنه اللى فرّقتهم عن بعض .. كبير قد السنين اللى إفترقوها !!
همسه بدموع : _
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثانية والعشرون بقلم أسماء جمال


مارد اخد همسه و راح على عند ليليان .. وصل و رن الجرس و ليليان فتحت و إتسمّرت مكانها من المفاجأه و بصّت ل همسه بلهفه زى اللى مستنياها
ليليان إبتسمت بهمس : همسه ؟!!
همسه هزّت راسها بدموع : همسه يا قلب همسه
و إتقابلوا ف حضن كبير .. كبير اوووى .. كبير قد المحنه اللى فرّقتهم عن بعض .. و قد السنين اللى إفترقوها .. و قد الوجع اللى جواهم ..
همسه قرّبت منها و حضنتها بكل الامومه اللى جواها و اللى مكنتش تعرف سبب وجودها رغم إنها مكنتش ام ..
و ليليان حضنتها بكل المشاعر اللى جواها ناحيتها و اللى كانت مستغرباها و متعرفش سببها ..
فضلوا كتير ع الوضع ده .. مفيش واحده فيهم عندها الجرأه تطلع من حضن التانيه .. مفيش واحده فيهم اصلا عندها الشجاعه اللى تخلّيها ترمش عيونها لا تفتّحهم متلاقيش التانيه من تانى ..


 
مراد واقف على جنب و متابع الموقف من بعيد .. قلبه بيدق قوى .. مش عارف ليه ف اللحظه دى إتمنى يشاركهم حضنهم ده ..
الحضن ده بالذات حاسس إنه حته منه ..الحضن اللى بعد حرمان .. يمكن عشان هو زيهم محروم من اهله و رسم كتير ألف مشهد و مشهد للحظه دى ..
او يمكن عشان جواه حته حاسس إنها مربوطه بيهم .. حته خلّته اول ما همسه كلّمته جاه جرى ..
حته خلّته هو و ليليان قريبين جدا من بعض .. قريبين لدرجة بيرمى اللى ف إيده وقت ما تحتاجه !
او يمكن عشان مجهول جواه بيحرّكه ناحيتهم و الاحساس اللى إبتدى ينتبهله بعد اللغبطه اللى حصلت ف الفتره الاخيره ...


 
بعد وقت طويل ليليان سحبت نفسها بهدوء من حضن همسه و رفعت راسها من على صدرها و بصّتلها بحب و عينيها مدمّعه : انتى جيتى امتى ؟ و ازاى ؟ و ليه ؟
همسه بدموع : هقولك كل حاجه يا قلبى .. هقولك بس خلينى اشبع منك الاول .. اشبِع قلبى بالحضن اللى إتحرمت منه يا قلب أمك
ليليان إتسمّرت مكانها و بصّتلها قوى و مش عارفه تاخد رد فعل .. دماغها مش عارفه تساعدها تستوعب حاجه
بصّت لمراد و مراد غمزلها و إبتسم و هى هنا إترمت ف حضن همسه من تانى و إبتدت تعيط بكل القهره و الحُرقه اللى جواها من زمان .. زمان اووى ..
من وقت ما سابت الناس اللى كانت عايشه معاهم و هى صغيره و روسيليا قالتلها عنهم إنها كانت تايهه و هما لقوها !


 
ليليان نخّت ع الارض و إبتدى صوت عياطها يعلى و همسه قعدت جنبها ع الارض و ضمّتها اوى ..
ليليان كل اللى حصل معاها من اول ما قررت تنزل مصر و خطفها و إغتصابها و موت جوزها قدام عينيها ..
كل ده بيعدّى قدام عينيها زى الشريط و كل ما يعدّى تغمّض عينيها بعنف و تضمّ همسه بعنف و قهره كإنها عايزه تدخّلها جواها عشان تسدّ كل الابواب ع الفراق اللى ممكن يدخلهم من تانى منها ..


 
مراد بتلقائيه ميّل ع رُكبُه ع الارض جنبهم و طبطب على كتف همسه و ملّس بهدوء على راسها ..
همسه بمنتهى التلقائيه لفّت ناحيته و بدون مقدمات إترمت ف حضنه و عيطت اوى .. عيطت بمراره و بعلو صوتها اللى كان مكتوم و متلجّم حتى ف العياط ..
مراد زى اللى إتصعق بكهربا .. جسمه كله إتنفض .. دموعه نزلت غصب عنه و حاوطها بإيديه الاتنين و ضمّها و حط راسها على صدره ..
و ليليان قرّبت منهم و ضمّتها من ضهرها بدموع و همسه بينهم بتعيط بحُرقه .. إيد مكلبشه ف صدر مراد و الإيد التانيه ماسكه ف ليليان اللى محاوطاها !


 
فضلوا كده كتير .. كتير اووى .. لحد ما مراد وقف ببطئ و رفع همسه معاه و ليليان قامت بهدوء معاهم و هما على نفس الوضع ..
همسه بينهم مراد ف وشها و ليليان ف ضهرها .. مراد اخدهم لجوه الشقه و قفل الباب و دخلوا ..
همسه نخّت ع الارض بعد ما إتحركت من ع الباب بشويه و قعدت ع الارض تعيّط بحُرقه و مراد و ليليان قعدوا جنبها بصمت
ليليان بدموع : فهمّينى يا ماما
همسه إبتسمت اووى من بين دموعها على كلمة ماما و ضمّت وشها بإيديها بحب ..


 
إتنهدت و بصّت لمراد يحتوى الموقف لإنها ف اللحظه دى مش عايزه تتكلم .. مش عارفه تتكلم اصلا .. هى بس عايزه تبرّد قلبها اللى محروق من سنين .. و متهيألها ان الدموع هى اللى بتطفى النار دى .. ف كل ما تفتكر حرقتها بالنار دى تزيد دموعها بعنف ..

مراد إتنفس بصوت عالى و بصّ ل ليليان اللى مكلبشه ف حضن همسه و إبتدى يحكى كل حاجه بالترتيب ..
حكى الاول اللى حصل مع همسه زى ما حكتهوله بالظبط و بعدها وَصل بيه للى حصل مع ليليان .. و إبتدى يربّط حلقات سلسلة وجعهم ببعضها ..
ليليان كانت كل ما بتسمعه دموعها بتزيد بعنف : ااه كده معقول .. كده كل حاجه إبتدت توضح
مراد بتفكير : فعلا .. انتى كان عندك نص الدايره و همسه جات بالنص التانى قفّلتلك الدايره ..

كان عندك نص الحكايه و هى عندها النص التانى .. صحيح النصّين عملوا حكايه مُبهمه و فيها غموض كتير بس اهو إبتدينا نفهم ..
همسه بشرود : و لسه الباقى عند روسيليا .. يعنى احنا مسكنا طرف الخيط من عندك لما عرفنا ان نضال مش أبوكى و دلوقت انا جبتلك نهاية الخيط ..
مراد بشرود : و تفتكرى دى نهاية الخيط فعلا ؟
ليليان بخضّه : روسيليا ؟! مالها روسيليا ؟ هى اكيد مالهاش دعوه بحاجه .. مش ممكن تكون عملت حاجه وحشه أذتك بيها او أذتنى
همسه بجمود : و اللى احنا فيه ده مش اذيّه ؟

ليليان بدموع : الله اعلم عملوا فيها ايه او سكّتوها ازاى ؟ مش يمكن أجبروها يا ماما ؟
همسه بضيق : عندك حق .. دى متجوزه واحد زى نضال .. كلب لعاصم ولى نعمته .. انا من زمان قلبى بيتقبض اما بشوفه و دلوقت فهمت ليه
ليليان اول ما جات سيرة نضال إنفجرت ف العياط و جسمها إبتدى يتشنّج و تترعش ..
همسه قرّبتها لحضنها و ضمّتها اوى ..
مراد بصّلها بشك و هى لاحظت .. إترددت تتكلم و تقولهم على كل حاجه بس خافت ينفّذ تهديده و يفضحها ف سكتت
مراد بغموض : ايه يا ليليان ؟

ليليان بتوتر : مفيش .. انا بس افتكرت أبويا .. افتكرته اما جيبتوا سيرة البنى ادم ده و إنه اخد مكانه عندى
مراد بعدم اقتناع : ششش طب اهدى .. اهدى و ان شاء الله هنوصل
ليليان هزّت راسها بخفوت و بصّت لهمسه : طب انتى مش فاكره حاجه يا ماما ؟ اى حاجه
همسه غمّضت عيونها بوجع : و هو انا لو كنت عارفه حاجه كنت وصلت للمرحله دى ؟!

ليليان إتنهدت بيأس و همسه بصّتلها بشرود : عاصم عمل جِهده عشان يدفن كل حاجه و ياخوفى ليكون أبوكى مع كل حاجه إندفنت
ليليان إتخضّت : بعد الشر .. بعد الشر عليه يا ماما .. بعد الشر ده انا اموت ..
لو بعد كل اللى خسرته عشان اوصّله و ف الاخر الاقى نفسى خسرته هو نفسه ده انا اموت مقهوره
همسه بصّت لمراد بقهره :
انت عارف إنى سمعته بيقول لروسيليا ان فقدان الذاكره ده نجدنى انا من تحت إيده مش نجدُه هو .. نجدنى لإنه لولاه كنت كان حاسبنى ع اللى عملته معاه
ليليان بعدم فهم : و هو ايه اللى عملتيه معاه ؟

مراد بتفكير : ده اللى اكيد هنلاقيه عند أبوكى
همسه بتأكيد : فعلا .. طب انت عارف إنه رفض العمليه بتاعتى عشان مجرد احتمال ان ذاكرتى ترجعلى بعد العمليه
ليليان : عمليه ايه ؟
همسه حكتلها عن تعبها و العمليه المفروض تعملها و رفض عاصم
ليليان : فعلا يا ماما لو إستأصلنا الورم ده هتبقى كويسه جدا و تعب كتير هيخفّ غير الذاكره كمان مع ان احتمال الذاكره ضعيف
همسه : عشان كده عاصم رفض
ليليان بدموع : فاكره يا ماما اما الدكتوره قالتلى على عمليه الكبد بتاعتى ..

همسه ضحكت : و احنا كنا مش فاهمين حاجه .. اهو تلاقى أبوكى ياختى اللى إداكى حته الكبده اللى إتزرعتلك .. بتاع الكبده ده
ضحكوا كلهم على طريقتها و هى ضحكت بغُلب : فييينك يا بتاع الكبده ؟!!

مراد العصامى إنفجر ف الضحك على غير عادته.. و كل ما يبطّل ضحك يرجع يضحك من تانى
كريم بغيظ : يعنى مش فاهم انت بتضحك على ايه ؟
رؤيه ضحكت : و الله انتوا مشكله
كريم بضيق : انا اللى مشكله و لا صاحبتك اللى عايزه تخلق مشكله على اى تفاهه و خلاص
منى بغضب : انا ؟ انا؟ و لا انت اللى بقيت بتقول خلاص اعمل اللى عايزوه و هى تخبط دماغها ف الحيطه

كريم شاور ب إيده بضيق و هى نفخت : شوفت
مراد : اعقلوا بقا .. اعقلوا .. و انت ايه اللى مزعّلك ؟ غيرانه شويه ؟ ايه المشكله ؟ الست تعرف تدارى اى حاجه حتى الحب إلا الغيره .. دى عامله زى البهارات اللى ريحتها بتفوح من الاكل قبل ريحة الاكل نفسه
كريم بضيق : اه .. الكلام ده لو واحده و السلام ..

مش من صاحبتى و زميلتى ف الشغل و مرات بواب العماره اللى قبل قبل الشارع اللى ورانا و اللى لمحتها ف التليفزيون ف لقطه و اللى شفتها مره ف الشارع معدّيه جنبى و اللى ضحكتلى و هى ماشيه و اللى و اللى و اللى
مراد إبتسم بوجع : عارف .. زمان همسه كانت بتغير من كل حاجه .. من اى حد .. طب انت عارف إنها كانت بتغير من ليليان
كلهم بصّوله على تفاصيل حياته اللى يمكن حفظوها عنه من كتر ما حكاهالهم و هو شرد بوجع ..

Flash baak

ليليان بتتنطط ببراءه حواليهم و غصب عنها خبطت مج الشاى من إيد همسه اللى قاعده بتشتغل ف وقع على ورق
التصميمات قدامها !
همسه إتعصّبت و قامت عليها ضربتها بالقلم و مراد كان جاى من برا و دخل ف اللحظه دى على خناقهم و هى بتضربها ..
إتخانقوا و هى سابتهم و طلعت اوضتها بغيظ لدفاعه و دلعه ليها ..

همسه ف اوضتها رايحه جايه بغيظ على تنطيش مراد ليها و عماله تنفخ و كل ما تسمع صوته بيغنى مع ليليان برا بتتعصب اكتر وصوت ضحكهم بيزيدها غيظ ..
إستنت و إستنت و إستنت لحد ما فقدت الامل إنه يجى يصالحها الاول زى عادته ف اى خلاف بينهم ..
بس كان لازم تفهم من الاول ان الخلاف ده مش مع اى حد ده مع مين .. ضُرتهاا ف البيت .. مرات أبوها !

همسه لنفسها بغيظ : اخرتها هاروح اصالحه يعنى انا ؟!
نفسها : لالالا شويه و هيجى بس ابقى إتمرقعى عليه شويه
همسه لنفسها : يارب يجى يصالحنى .. يارب يكلمنى .. ياررب يكلمنى .. ياارب يكلمنى
مراد دخل بهدوء : مش هتتعشى؟
همسه بغيظ : ملكش دعوه
مراد سابها و دخل ياخد حمام
و هى نفخت بغيظ لنفسها : ياارب يكلمنى تانى .. ياارب يكلمنى تانى .. و النبى ياارب هرد كويس
مراد خرح و بيلبس : طب انا هحضر عشا ل لولى و مراد و انا ..

همسه : بالسلامه خد الباب ف إيدك
مراد سكت و بياخد موبايله و نازل و هى بغيظ لنفسها : ياارب خلاص معلش مره كمان .. ياارب يكلمنى تانى و هرد بأدب ياارب .. و النبى
مراد : احنا هنسهر حبه احنا تحت لو عوزتى حاجه
همسه بغيظ : إطلع برااا
مراد بصّلها و رفع حاجبه و كمّل تسريح شعره و اخد موبايله و همسه بغيظ لنفسها : خلاص يارب و النبى هى مره و

قطعته كلامها مع نفسها اما لقته خرج و قفل الباب
همسه بغيظ : اايه ده هو نازل ؟! مش هيتحايل عليا ؟! يا مراااااد انا جعااااانه
و هنا مراد إنفجر ف الضحك برا ..

baak

كلهم ضحكوا و هو ضحك معاهم بس قلبه بيتمزّق
رؤيه إبتسمت : بس من كلامك انت يا ميكس حقها تغير .. يا راجل ده انت بتقول ليليان كانت بتنام ف حضنك لحد ما كبرت
مراد دمّع : قصدك لحد اخر ليله معايا و اخر لحظه عينيا لمحتها فيها ..
اصل انتى مش فاهمه .. ليليان دى كانت عشقى .. جنونى .. قلبى اللى بينبض ف جسم تانى .. روحى اللى كانت بتتنطط برا جسمى..

انا بعشقها بجنون .. كنت بتعمّد اخليها شبهى ف كل حاجه .. تحب اللى احبه و تكره اللى اكرهه .. كنت بشوف فيها نفسى
عارفه .. مكنتش بتنام طول مانا مسافر او ف مهمه و كانت بتفضل تحط من البرفيوم بتاعى لحد ما ارجع و تقولى عشان اشم ريحتك ..
عمرى ما انسى شكلها ف اخر لحظه لمحتها فيها و هى مكلبشه ف قزازة البرفيوم بتاعى ..
مازن إتنهد : لسه فاكرها يا مراد ؟
مراد بوجع : عاارف .. لو نسيت الدنيا بحالها عمرى ما انساها .. ليليان بالذات عمرى ما انساها ..

مش عارف عشان بيقولوا البنت حبيبه أبوها .. و لا عشان انا و هى كنا متعلقين ببعض اوى .. و لا عشان ملامحها كانت مميزه ..
رغم إنها كانت صغننه بس كل حاجه فيها كانت مميزه اوى .. شعرها لونه يمكن من بين كل مليون بنت اما تلاقيه على بنت .. لاء ده مش ممكن تلاقيه على غيرها .. كان برتقانى فاقع اوى و فيه لمعه جميله و طويل اوووى و ناعم لدرجه اول ما بتفكّه ينساب زى الميه .. عينيها زيى و بتقلب بنفس الالوان !

مراد بصّ للسلسله بتلقائيه ومسكها و فضل مبتسم : مراد ساب سلسلته ف رقبة الكلب بتاعه .. و همسه .. همسه سابتلى بتاعتها اما زعلت منى .. و سلسله ليليان راحت .. راحت معاهم !

عند همسه و ليليان ..
همسه بتريقه : يعنى بكده أبوكى اللى عملك عمليه الكبد ؟
ليليان إبتسمت : ايوه .. حبيبى
همسه إبتسمت : ماشى يا بتاع الكبده
ليليان زقّتها بهزار : متقوليش عليه كده .. ده بطل احلامى ده
همسه رفعت حاجبها : و هو انتى عارفاه بروح امك؟

ليليان دمّعت اوى اما افتكرت كوابيسها و الشخص اللى دايما بتلمحه فيها .. حتى الفتره اللى كانت مخطوفه فيها .. إبتسمت بعشق : قومى معايا
شدّت همسه لجوه : تعالى هوريهولك
همسه رفعت حاجبها : هتورهولى ؟! هتورينى مين يا بنت المجنون؟
ليليان أخدتها و دخلت اوضتها .. فتحت الدولاب و طلّعت الدفتر بتاعها و مدتلها إيديها بيه
همسه قرّبت أخدته بإستغراب .. فتحته و إبتدت تقلّب فيه .. بتبصّ لكل صوره بتركيز و قلبها بيدق بعنف اوى ..
قلبها هيخرج من مكانه ياخد الصوره بالحضن رغم إنها لا فاكره و لا يمكن تفتكر ..

ليليان راسمه صور كتير للشخص اللى بيطاردها ف احلامها .. كتير جدا ..
صور تقريبا بعدد الاحلام اللى شافته فيها و كاتبه تحت كل صوره الحلم بالتفصيل و كلامهم لبعض فيه ..
همسه بإستغراب : كل ده يا ليليان ؟! كل دى احلام ؟
مراد كان ساند على باب الاوضه بصّلهم و إبتسم : عارفه ان علمياً الحلم مدته مابتتعدّاش ال 3 ثوانى ، بس على حسب اهميه الشخص و إنشغال عقلنا الباطن بيه بيتملى تفاصيل

ليليان : انا تقريبا اما كنت بشوفه كنت اول ما بفتّح عينى بكتب ف مذكراتى كل الحلم و تفاصيله عشان منسهوش .. ده انا اخدت كورسات عشان اتعلم ارسم عشان ارسمه كويس !

همسه إبتسمت على برائتها : اكيد كان لازم يحبك .. جواكى الحب ده له يا باربى
همسه حدفت الكلمه بتلقائيه و ليليان دمّعت : عارفه ان الكلمه دى بتاعته
همسه : انتى لسه فاكراه يا ليليان ؟
ليليان بدموع : اكيد لاء .. بس دى دايما بتفكرنى بيه .. اكيد منه
و شاورتلها ع السلسله ف رقبتها
همسه بصتلها قوى و ليليان قلعتها و إدتهالها .. همسه مسكتها و قرت اللى عليها : الله .. حلو الكلام اللى عليها ..

و بعدين بصّتلها قوى بتحقيق : ليليان .. السلسله عليها اتنين مراد
ليليان : ايوه واخده بالى .. و مكنتش فاهمه .. كنت بقول إنهم خواتى بما فيهم اسم همسه ..
همسه إتخضّت من كلمة خواتى و ليليان بصّتلها بإستغراب : بس انتى طلعتى ف وسطهم و امى .. تفتكرى مرادين دول مين ؟ واحد أبويا و التانى مين ؟
همسه بتلقائيه : اكيد أخوكى
ليليان دمّعت : يعنى مش كفايه إتحرمت من ابويا .. كمان ليا اخ
مراد كان متابع الموقف من بعيد .. قلبه بيدق بعنف .. عقله عمال يوريله الاحداث القديمه .. و إنه الملف بتاعه ف الحادثه اللى كان موجود معاه ف الملجأ بيقول إنه كان معاه أمه و اخته ..

بس أمه و اخته ماتوا .. تقرير المستشفى بيقول كده .. عمّال يقنع نفسه بكده بس دماغه مش راحماه من التفكير ..
خاصة من وقت ما همسه لجأتله و سمع منها .. كل التفاصيل قريبه منه .. شبهه !!

لاحظوا سرحانه و قاموا ناحيته ..
ليليان : اللى واكله عقلك
همسه : مممم اسكتى ده الحكايه فيها غرام المراد
ليليان غمزتله : لاء ماهو حكالى
همسه بغيظ : اه يا تحفه و تقولى محدش يعرف
ليليان : و هو انا حد ؟ ده انا تؤمه .. انا و هو و مصطفى تؤم .. عمرنا ما خبينا حاجه عن بعض ..
لعلمك بقا هو كان محتاج زقّه و انا اللى إديتهاله .. انا اللى شجّعته يعنى
مراد ابتسم : يا شيخه ؟

ليليان ضحكت : تنكر ؟ يابنى لولايا انا و مصطفى كان زمانك واقف مكانك محلك سرّك زى اللطخ
مراد لسه هيرد قاطعه رنّ موبايله .. طلّعه و بصّ فيه و إبتسم اوى : بتجيبى سيرتها ليه ؟ بتجيبها سيرتها ليه ؟ اهى حضرت ؟
ليليان خطفت موبايله من إيده : هااا : زقّيتك و لا اوقّعك فيها و ابوّظ اللى عملته ؟
مراد شدّه منها بغيظ : خلاص يا حلوفه
اخد الموبايل و دخل البلكونه و سابهم بيضحكوا ..

مراد بضحكه كاتمها : مممم نعممم
غرام مطّت شفايفها : ربنا ينعم عليك يا مولانا .. انا مش هناهد معاك خلاص انا العدوى إتنقلتلى اصلا
مراد ضحك اوى : طب كويس .. انا اصلا بقيت بستفزّك بيها
.. بحبك أنكشك .. بحب اشوفك متغاظه اعمل ايه ؟

غرام إبتسمت : ممم بمناسبة إنك بتحب تشوفنى هااا هشوفك امتى قبل ما تسافر ؟ انت قولتلى إنك ماشى بكره صح ؟
مراد حط إيده على راسه بضيق لإنها هتتضايق اما تعرف إنه مشى ..و ف نفس الوقت مش حابب يقولها تفاصيل عن اللى حصل مع همسه لإن الموضوع شكله خطر
غرام إنتبهت لسكوته : طب ما تقولها إنك مش حابب تشوفنى يومين ورا بعض و إنك هتسافر من غير ما تشوفنى .. كده اسهل
مراد إتنهد : لاء مش كده بس انا خلاص سافرت
غرام بإندفاع : نعممم؟

مراد : اهدى بس
غرام بغضب : اهدى ايه بس ؟ هو انا ماليش لازمه للدرجادى يا مراد ؟ ع الاقل عرّفنى .. و اصلا سافرت امتى اذا كنا امبارح طول اليوم سوا لأخره
مراد : اخر الليل
غرام : و ليه مقولتليش ماحنا كنا سوا ؟
مراد : السفر جاه فجأه
غرام بغيظ : فيه إختراع إسمه التليفون عملوه للمواقف اللى زى دى
مراد بزهق : خلاص يا غرام مجاتش فرصه و اصلا مسافر بكره او بعده
غرام بإستغراب : مسافر فين ؟ و من فين ؟ انت فين اصلا ؟

مراد : انجلترا
غرام إفتكرت اما كلّمته قبل كده و كان ف انجلترا و بعدها مصطفى نده عليه ل ليليان
كزّت على سنانها بغيظ : ليليان ؟!
مراد إبتسم لإنها لسه فاكره : ايوه
غرام بعنف : بتقولها ف وشى ؟ ياخى اكذب زى ما كل الرجاله بتكذب
مراد ضحك اوى : و اما اكذب هترتاحى ؟

سكتت بغيظ و هو إبتسم : لعلمك بس انا مكنتش هقولك عشان تتعلمى تثفى فيا .. بس ميهونش عليا تفضلى تاكلى ف شوشو و هو ياكل فيكى
غرام إبتسمت بغيظ : لاء شوشو دلوقت انا بسكّته بالعافيه و مش عارفه هعرف أسكّته و لا هيخلينى اعمل معاك الصح ؟

مراد رفع إيده بإستسلام و ضحك : لا و على ايه ؟ لعلمك ليليان متجوزه اصلا و حامل
غرام إتنهدت بصوت عالى : يا راجل مش تقول .. طب الحمد لله
مراد : و جوزها مات من فتره
غرام بغيظ : يرحمكم الله
مراد ضحك : و هنزّلها مصر قريب ان شاء الله
غرام كزّت على سنانها : يرحمنا و يرحمكم الله
مراد ضحك اوى على طريقتها و هى بغيظ : و كانت عايزاك ف ايه بقا ان شاء الله ؟

مراد سكت شويه : شغل !!
غرام لسه هترد قاطعه : ينفع تمشّيها شغل ؟ لحد ما احس إنه ينفع اقولك
غرام : ماشى يا مراد .. هثق فيك .. بس دايما اختار إنك تحكيلى قدام اى اختيار تانى ..
متخبيش عليا حاجه .. مش سهل عليا قلبى يسألنى عنك و اقوله معرفش هو فين
مراد إبتسم إنها إتفهّمت : كنتى مرتبه هنخرج تانى إنهارده ؟ ايه مزهقتيش منى ؟ امبارح طول اليوم سوا
غرام إبتسمت بعشق : أعوذ بالله من يوم مفيهوش تفاصيلك

مراد عجبه اوى ردّها و قعدوا يرغوا و الاخر قفل و راح ل همسه و ليليان ..

مراد بصوت عالى : بتعملوا ايه ؟
همسه وسّعت و هو قعد جنبهم و ليليان إبتدت تقلّب ف الدفتر قدامهم و قعدوا يرغوا ..
ليليان بحماس : إستنوا .. و قامت دخلت اوضتها جرى
مراد رفع حاجبه ل همسه و هى ضحكت ..
ليليان خرجت بكيس هدايا و الريحه اللى جواه سبقاه
مراد حطّ إيده على راسه بغُلب و همسه بصّتلهم بعدم فهم
ليليان خرّجت اللى جوه الكيس ..

فستان بناتى صغنن اطفالى و عليه بقع دم و مدلوق عليه برفان كتير لدرجة إنه مبقّع ..
همسه اول ما شافته قلبها إتقبضت قوى لمجرد إنها خمنت الفستان ده بتاع ايه : ايه ده يا لولى ؟
ليليان إبتسمت : ده تانى ذكرى اكيد من بابا .. ده اللى إتبقّى من الحادثه بعد السلسله ..
بعد الحادثه روسيليا اخدتنى عند عمو عبد الله و فاطمه و قعدتنى عندهم و قالتلهم مسافره تعمل عمليه ..
و كان معايا الفستان ده و كان زى اللى مدلوق عليه قزازة برفان بحالها ..

و اما فاطمه جات تغسله مرضتش لإنى وقتها كنت بعيط عايزه بابا .. و اخدته و شيلته ..
و بعدها فضل معايا شيلاه ف دولابى و من وقت للتانى اطلّعه اشم فيه و ارجع أشيله
همسه بدموع محبوسه صوتها اترعش : و الريحه فضلت فيه يا ليليان لدلوقت ؟ انتى عارفه الكلام ده من امتى؟ ده من اكتر من 19 سنه
مراد بغيظ : لاء مانتى مش فاهمه .. الهانم اما الريحه إبتدت تروح خلّت مصطفى يدوّرلها على نوع البرفان .. و هو زى الاهبل قعد يلّف بالفستان يشمّمه لأصحاب المحلات لحد ما لقى.

ليليان : و اول يوم جابلى نفس البرفان أخدت القزازه رشتها كلها بعنف ع الفستان .. و من وقتها بقيت بجيبه انا و إرشه عالفستان
همسه إبتسمت : جدع قوى مصطفى ده
مارد هزّ راسه : لولا إنه جالى بيتك معرفش كان ايه اللى حصل .. كمان ماسبنيش لحظه و المطار كمان ظبّط الدنيا .. رغم إنه كان عنده شغل و مسافر
ليليان إبتسمت بحب : اخويا بقا
همسه : صحيح يا ليليان هو أخوكى ازاى ؟

ليليان عيونها دمّعت من الذكرى : بعد الحادثه ماما روسيليا ودّتنى لعندهم و سابتنى فتره طويله جدا .. مكنتش باكل و لا بشرب و لا حتى بنام .. ف مره تعبت جدا و زورى إلتهب و وجعنى و سخنت لحد ما كنت هموت .. ودّونى لدكاتره كتير و مفيش فايده .. لحد ما ماما مصطفى قالت كنت لسه جايبه بيبى من قريب و مات ف قالولها تدينى لبن خفيف من صدرها هو اللى هيخفف زورى .. تقاليدهم ف الصعيد كده بقا و فعلا إدتنى
همسه هزّت راسها بتفهّم و ليليان إبتسمت و مراد كمان

همسه إبتسمت و شدّت منها الفستان : ورينى يا ام مراد المجهول ده
مراد : اه صحيح يا لولى .. اكيد هتسمّى مراد صح ؟
همسه بصّتلها قوى بعدم فهم و بعدها فهمت : اييه ده يا ليليان انتى ..
ليليان إبتسمت : ايوه حامل
همسه بعتاب : و متقوليليش ؟
و بصت لمراد بغيظ و هو رفع إيده بضحك
ليليان : انا معرفتش إلا من يومين بس و كلمت مراد عشان بس يفهّمنى الخطوه الجايه ايه ؟

بصّوا لمراد الاتنين و هو إتنهد : متقلقوش انا مرتب لكل حاجه
انا بس عايز من ليليان حد تكون بتثق فيه اوى ف المستشفى اللى بتشتغل فيها هنا .. حد يخدمنا و يكون ثقه
ليليان : ماشى .. بس ليه ؟
مراد : هطلع ل همسه تقارير إنها دخلت المستشفى و عملت عمليتها ..
و سكت شويه : و يطلعلنا تقارير وفاه اصليه ب أسمها
ليليان إتخضّت و هو فهّمها زى ما فهّم همسه ان دى مجرد حاجه هيحدفوها ف طريق عاصم قبل ما يسيبوا المكان هنا .. عشان يعطّلوه شويه ف التدوير على همسه اللى اكيد هيبدأ بيه من هنا

عند رحاب ..
محسن بغضب : يعنى ايه مش راضيه ؟ هو بمزاجها إياك
أبوه : اصبر .. خلّى كل حاجه تاخد وقتها و بلاش إستعجال عشان الامور تمشى مظبوط
محسن : ماليش فيه .. انا هتجوزها سواء رضيت او لاء و كفايه إنى قلتلكوا هى ليا و نص الارض ليكوا و النص ليا
عمه احمد : يابنى اصبر .. رحاب دلوقت مالهاش حد .. يعنى من غير عِند و لا غصب هتوافق .. ف ليه العنف خلّى كل حاجه تيجى برضاها احسنلك صدقنى
أبوه : ع الاقل عشان عضم التُربه.

محسن بعنف : بلا عضم التربه بلا لحمها .. انا خلاص رتبت نفسى هدخل عليها الخميس الجاى ..
و بعدين انا فاهم و انتوا فاهمين إنكوا مستعجلين ع الجوازه دى اكتر منى عشان مصلحتكوا .. ف بلاش جو الشحتفه و الحنيه و النحنحه ده .. كتب كتابنا الخميس و ده اخر كلام

رحاب من وراه : و ده اخر كلام عند مين ان شاء الله ؟
محسن بغضب : عندى يا بنت عمى
رحاب : بس انا قولت لاء
عمها : طب ايه رأيك نعمل فتره خطوبه ف الاول زى ما بتعملوا و مع الوقت يمكن
قاطعته رحاب ب إصرار : لاء .. رأيى مش هيتغير مع الوقت عشان تستنوا و تضيعوا وقتكوا
محسن قرّب منها بعنف : ده هى قلة ادب و خلاص بقا

رحاب رجعت لورا و إتلفتت على حد تستخبى وراه بس لقتهم كلهم بيبصّولها بجمود كأنهم إيد واحده .. ساعتها بس حسّت إنها يتيمه فعلا و مالهاش حد
محسن بصّلها بتحدى : اجهزى بقا يا بنت عمى عشان كتب كتابنا زى إنهارده

ماهر بقلق : يعنى ايه يا زفت انت ؟ مش قولتلى هتصرّف و تعرف تلم الموضوع
نضال بتوتر : مانا كنت عامل حسابى ع الزفت الجى اس بى اللى عاصم حاططهولها ف الخاتم و منه هنقدر نوصلهم ف اى وقت
ماهر بضيق : و ايه اللى حصل ؟
نضال بغيظ : مشينا ورا الجى اس بس و الاخر لقينا الخاتم مرمى ع الطريق .. و اما دوّرنا ف المنطقه قريب منه لقينا عربيه مركونه و تقريبا دى اللى كانوا فيها
ماهر بغضب : و هو انت فاكر ان حاجه زى دى هتعدّى على واحد زى الزفت إبنها ؟
نضال بقلق : طب و العمل ؟ انا هسيب الخاتم ف العربيه عشان عاصم اما
ماهر بسرعه : لاء .. رجّع الخاتم البيت .. لحد ما نشوف هنتضرف ازاى من بعيد مع الواد ده .. و إبعد عاصم دلوقت .. متهور و بيتصرف بغشم و الواد شكله مش زى أبوه
نضال هزّ راسه و خرج نفّذ اللى قاله ماهر عليه و رجّع الخاتم بيت عاصم و إتأكد ان كل حاجه مظبوطه و زى ماهى و شال اى بصمات من المكان و كده كده مارد كان معطّل الكاميرات و الاخر تمم على كل حاجه و خرج ..

عند همسه و ليليان و مراد ..
ليليان كلّمت حد من صحابها لمراد من المستشفى يساعده ..
و مراد اخدهم و نزل قابله و فهّمه هو عايز منه ايه بالظبط .. و فعلا طلّعله تقارير من المستشفى ل همسه و تقارير وفاه و إدهومله
بعدها همسه و ليليان عملوا تحاليل DNA كنوع من التأكيد مش اكتر اللى فعلا أكدّت النسب ..
بعدها مراد اخدهم و سافر على مكان تانى ب أسامى مختلفه و المكان ده كان تايلاندا ..
مراد : قوليلى يا همسه .. هو إسمه عاصم و لا شاليك و امتى غيّر إسمه ؟
همسه : معرفش .. محدش يعرف عاصم ده غيرى و روسيليا و نضال و ماهر ...غير كده الكل بيندهله بالإسم التانى
ليليان : بتسأل ليه ؟

مراد : عشان هيفدنى كتير ف التدوير على اى حاجه تخصّكوا .. يعنى بما ان أمك كانت متجوزاه قبل الحادثه يبقا كان متجوزها بشخصيتها الاصليه بأسمها الحقيقى ..
يعنى لو لقيت حاجه تخصّه هقدر اوصل منها لأى حاجه صحيحه عن همسه
همسه : طب و هتروح ل روسيليا امتى ؟
مراد بتفكير : لا دى مش هروحلها .. دى هسيبها لما هى اللى تجيلى .. عشان يوم ما تجيلى تطلّع كل اللى عندها ..
لكن لو روحتلها انا هتنكر و تخبّى كمان هتشك إنى هأذيها و ده هيخلّيها تخاف .. بس عارف هخليها ازاى تجيلى بنفسها
ليليان بسرعه : و هو انت هتأذيها يا مراد بجد ؟

مراد بصّ ل همسه و سكت شويه : و الله ده متوقف عليكوا .. سواء طلعت متورطه او لاء انتوا اللى هتقرروا بقا
ليليان بحده : لاء .. دى امى اللى ربتنى و كبرتنى و علمتنى .. عمرها ما حرمتنى من حاجه ...مش يوم ما هلاقى امى هقولها مع السلامه لاء و اأذيها كمان
همسه بغيره من كلمة امى : المهم دى هتجيلك ازاى ؟

مراد : متقلقيش .. زى مانتى جيتى .. هتلجألى لما تقع مع عاصم ..
ماهو اما يرجع و ميلاقكيش هيشك فيها و يقعوا ف بعض ساعتهايا اما اللى عنده حاجه هيطلعها
يا اما هى هتجيلى لإنها عارفه إنى ورا ليليان ف بالتالى هكون معاكى
ليليان : طب انا هنزل مصر امتى يا مراد ؟

مراد : لاء طالما وصلنا لكده يبقا لسه شويه ع الخطوه دى .. سيبينى انا ادوّر ورا عاصم و روسيليا و اما اوصل لحاجه هكون متابع معاكى و اعرّفك امتى لازم تنزلى
و لعلمك وقتها هعملك ورق تبنّى ب اسم عبد الله زيى كده لحد ماتنزلى
ليليان : طب ليه منزلش ب أسم تانى زى دلوقت؟
مراد : عشان بورق التبنى تعرفى ترفعى قضية ف السفاره و نوصل لأبوكى .. قولتلك فى كذا خطوه ف دماغى سيبينى ارتبهم عشان نمشى صح

ليليان هزّت راسها بإقتناع و هو ف تايلاندا هناك قدر يوفرلهم سكن مناسب و سابلهم فلوس و اأمن الدنيا
مراد : انا سايب معاكوا حراسه زياده امان
ليليان : مراد خليك معانا خطوه بخطوه اوعى تسيبنا مش هنعرف نتصرف
مراد إبتسم : هو انا امتى سيبتك عشان اتنيل دلوقت
ليليان : تفتكر هنوصل لحاجه بعد ده كله ؟!

مراد ضحك بهزار : و الله ساعات بيبقى نفسى اهوّن عن ناس كتير و اقولهم تفائلوا ، بس بتكسف من نفسى اووى الصراحه ، قال تفائلوا قال
ضحوا اوى و هو ضحك معاهم : سييبوها على الله .. المهم محدش يتحرك و لا يتصرف إلا اما يرجعلى ..
و بصّ ليليان قوى : فااهمه
ليليان إبتسمت ب إقتناع و مراد سابهم و سافر على روسيا و هما نوعا ما إستقروا عندهم ..

مهاب : يعنى ايه يا شاكر ؟ انت جاى تشتكيلى من غرام دلوقت ؟ ماهى تربيتك و عايشه معاك يعنى تحت عينك .. يا اخى ده انا ساعات بنسى إنها بنتى و إنك انت اللى أبوها
شاكر بغيظ : ماهو لازم تنسى .. انت تعرف عنها حاجه اصلا تفكّرك إنك أبوها ؟
مهاب بضيق : و بعدين بقاا ؟ كنا خلصنا من الموال ده
شاكر : براحتك .. انا بس حبيت اعرّفك و اخلّى عنك فكره عن كل حاجه عشان متجيش بعد كده تقولى ليه مقولتليش و ترميها عليا
مهاب بزهق : اسمه ايه يعنى زفت ده ؟
شاكر : مارد !!
مهاب : نعمم ؟!!

شاكر : اسمه مراد .. مراد عبد الله .. عيل لا له اهل و لا عيله و لا نعرفله كبير .. و اما سألت عنه عرفت إنه صايع و بتاع كباريهات .. عيل إبن حرام يعنى
مهاب : خلاص انا هتكلم معاها
شاكر : و ياريت و انت بتتكلم معاها يبقا إفتحلها موضوعها هى و سيف تانى يمكن تكون عقلت
مهاب بنفاذ صبر : مش كنا خلصنا من الموضوع ده .. انت كلمتها و امها و اكيد هو بنفسه قايم بالواجب و هى رافضه .. ايه اللى هقوله جديد هيخليها توافق ؟ هتقتنع فجأه كده ؟

شاكر : و الله ع الاقل عارف أصله و فصله .. احسن من إبن الملجأ اللى بنتك بتتسرمح معاه و كل يوم ترجعلى اخر الليل
مهاب بزهق : خلصنا .. انا هتكلم معاها و اخلّص الموضوع ده .. سلام

مهاب قفل معاه بخنقه و ساب التليفون و بيرفع وشه لقى مراد العصامى بيبصّله بضيق ..
كان قاعد معاه اما جاله التليفون ده من خالها و متابع كلامه و اما خلّص بصّله بزعل و سكت
مهاب : ده شاكر .. خال غرام مانت عارفوه
مراد بحده : اه اعرفه بس اللى مكنتش أعرفه إنك بجح و معندكش دم
مهاب : عايزنى اعمل ايه يعنى ؟ بيقولى غرام متعرّفه على واد كده و بيخرجوا سوا
مراد بذهول : و انت كده عادى ؟

مهاب : حاضر .. هاقوم اقتلها و اجى
مراد حدفه بالملف اللى ف إيده و مهاب ضحك : امال اعمل ايه يعنى ؟ صحاب .. و حتى لو اكتر من كده .. بيقولى الواد مش بتاع جواز يعنى فتره و هتعدّى
مراد : مش بتاع جواز ؟ و فتره و هتعدّى ؟ انت حمار يا حمار ؟
مهاب : غرام عنيده و شخصيتها قويه .. يعنى لو لقت الكل واقف قصادها هتاخدها من باب العِند و تصمم عليه ساعتها مش هتقننع و لا بالطبل البلدى ..

لكن لو سيبتها براحتها هى .. واثق إنها مش هتتعدّى حدودها معاه و هو طالما عيل هياخد يومين و هو اللى هيبعد
ساعتها الموضوع هيخلص من غير مشاكل
مراد : اه الكلام ده لو انت معاها .. متابعها .. عينك عليها دايما .. لكن انت متعرفش عنها حاجه .. بنتك و بتسمع عنها بالصدفه
مهاب : هى مبتحبش حد يتدخل ف حاجه تخصّها
مراد : مش يمكن عشان مبتلقكش بتتدخّل اصلا .. انت ليه مش جنبها يا مهاب ؟

دى بنتك.. المفروض حبيبتك .. دى المفروض تبقا اقربلك من مازن حتى ...
البنت حبيبه أبوها هى ليه مش حبيبتك ؟ ليه متقرّبش منها ؟ ليه بتسمع عنها؟ ليه متسمعش منها ؟
اقعد معاها و إتكلموا و إرغوا ف كل حاجه .. صاحبها .. خليها اما تبقى ف حاجه زى دى بدل ما انت تعرفها صدفه كده و من برا هى تحكيهالك ..
تجيلك تاخذ رأيك و هى واثقه إنك هتبقى جنبها
مهاب إتنهد : انت عارف من ساعه مانا و امها إتطلقنا و انا مبروحش هناك
مراد : و ليه هى مش معاك ؟ و ليه مش بتجيلك اصلا ؟ عارف ليه ؟ عشان انت بعيد .. بعيد اوى .. إبعد حد عنها مع إنك المفروض اقرب حد ليها .. البنت اللى أبوها ف ضهرها عُمر ما حد يعرف يوقّعها.

مهاب سكت و مراد إبتسم بحزن : بالك انت لو ليليان عايشه ؟ ااااااه ... كنت اخر حاجه هكونهالها هو أبوها ..
كنت هبقى صاحبها اللى بتحكيله كل حاجه .. أخوها اللى بتشاركه كل تفصيله ..
زميلها و حبيبها و اخرهم أبوها اللى بتاخد رأيه ف كل صغيره و كبيره مهما كانت خاصه او حتى مُحرِجه و هى متطمنه له ..
مراد إتنهد بمراره : ااااااه كنت بحلم بحاجات كتيره معاها هى و مراد ..
بس هما فيييين يا مهاب ؟ سبونى بدرى .. بدرى اوى
مهاب بصّله بضيق : مانت يعنى لو مكنتش ركبت دماغك كان زمانك معاك بدل العيل
مراد بعنف : مهاااااب
مهاب حطّ إيده على بوقه بغيظ : اهو إتسديت .. إتسدّ بقا انت كمان و تعالى نطلع نفك شويه ..

اقولك تعالى الكباريه معايا ريقك هيجرى و اراهنك هتطلع بحته طريه معاك
مراد هزّ راسه بغيظ : انت معتش فايده فيك .. الناس بتكبر و تعقل و انت بتكبر و تتجنن ..
يا اخى طب بلاش إحترم نفسك و مركزك .. طب ع الاقل إحترم شيبتك .. ده انت عندك عيل على وش جواز
مهاب لسه هيرد قاطعه دخول مازن
مازن : بوبّ انت هنا ؟ يلا يا عم انتوا هتباتوا هنا و لا ايه ؟

مهاب ضحك : انا طالع اروّق شويه
مراد بصّله بغيظ و مازن ضحك : اخسس .. من غيرى طب و ربنا لو كنت سبقتنى كنت هتلاقينى روّحت للحكومه بلّغت عنك
مراد بصّلهم و هزّ راسه بمعنى مفيش فايده
مازن : ايه يا ميكس ؟ اوعى تقولى إنك جاى معانا ؟
مراد بحده خفيفه و هو مبتسم : اطلع براااا
مهاب ضحك اوى : انت فاكر عشان انت اللى مربيه هيطلع معقد زيك ده جينات يابنى
مراد : برااااا .. ده انتوا لو قاصدين انت و إبنك تقلبوها غُرزه مش هتبقوا كده

عدّى كذا يوم و همسه و ليليان إختفوا تماما زى ما مراد عمل ..
و عاصم لسه مسافر بحكم شغله السّرى .. لسه بيكلم همسه مش بترد .. و لانها دى عادتها و مش بتكلمه كتير خاصه و هو برا كان نوعا ما متطمن .. كلّمها ع البيت مفيش رد ..
قِلق و قرر يرجع على روسيا .. اخد طييران على روسيا وصل ع المطار و طار بسرعه ع البيت و الف فكره و فكره ف دماغه .. و بيدعى ربنا يكون اللى ف باله غلط
وصل البيت و دخل زى المجنون : همسه .. همسه ه ه

لفّ عليها ف كل حته و كل ركن ف البيت مش موجوده .. كل حاجه زى ما هى .. لقى موبايلها و حاجتها زى ماهى ..
لقى شنطه فيها شويه حاجات تخصّها بس موجوده بردوا .. طب يعنى حتى لو خرجت ليه مخدتهاش ليه سابتها ؟!
كلّم كل حد تعرفه او يعرفها و ممكن تلجأله و ملقهاش ..
راح كل مكان ممكن تكون موجوده فيه و ملقهاش إلا مكان واحد خلّاه للاخر ..
و اول ما خطر على باله طار عليه زى المجنون .. وصل و ركن عربيته و دخل زى العاصفه ..

عاصم إنفجر بعنف و غضب : مراتى فيين يا روسيليا ؟! همسه فيييين ؟ إنطقى ..
روسيليا طلعت مخضوضه على صوته و قبل ما ترد زقّها حدفها ع الارض و قعد يلفّ ف البيت زى المجنون و يفتّح ف كل حته تقابله و يدوّر فيها ..
و اما ملقهاش رجع لروسيليا جرّها بعنف و خرّج مسدسه و حطّه على دماغها :
زمان اخدتى ليليان و هرّبتيها و سيبتك و قولت إتجننت و بكره تِعقل .. لكن لو كنتى إتجننتى تانى يبقا عمرك ما هتعقلى إلا بالموت ..
روسيليا بشماته : سابتك ؟! و الله احسن .. و بكفايه اوى إنها طاقت واحد زيك السنين دى كلها ..
عاصم بعنف و لسه المسدس ف إيده : إنطقى .. قولتلها ايه خلّاها تسيبنى ؟! مراتى فييين ؟
روسيليا : ربنا رحمها منك روح اسأل ربنا عنها بقا

عاصم كزّ على سنانه بعنف و غلّ و معاهم كزّ إيده على المسدس و خرّج منه رصاصه ورا رصاصه لحد الرصاصه اللى وقّعت روسيليا و وقّعت كل حاجه إندفنت زمان معاها !!!!!
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثالثة والعشرون بقلم أسماء جمال


عاصم مسك مسدسه و حطّه على دماغ روسيليا : إنطقى .. قولتى ايه لهمسه خلّاها تسيبنى ؟! مراتى فييين ؟
روسيليا : ربنا رحمها منك روح اسأل ربنا عنها بقا
عاصم كزّ على سنانه بعنف و غلّ و معاهم كزّ إيده على المسدس و ضرب طلقه بس إيد نضال اللى نزل على صوتهم كانت اسرع منه ..
نضال كان سامع صوتهم من فوق و مرضيش يتدخل اما يحلّوا خلافهم زائد إنه خاف عاصم يشك فيه ..


 
بس اما سمع صوت الرصاص نزل جرى و لحق عاصم ف اخر لحظه و رفع إيد عاصم لفوق بالمسدس و الطلقه جات ف السقف نزّلت النجفه فتافيت على راسها و ده خلّاها تقع مغمى عليها ف الارض
عاصم بغل زقّ نضال وقّعه ف الارض : غوور من وشى انت كمان .. مش هسيبها تعمل اللى عملِته زمان و تبوظلى كل حاجه
ميّل بغلّ ع الارض خطف مسدسه و نضال حلّق عليه و هو بعشوائيه ضرب كام رصاصه ورا بعض و للإسف اتنين منهم جوم ف صدر روسيليا المرميه مغمى عليها ف الارض.


 
نضال خطف منه المسدس و فضل يزقّ فيه لورا لحد ما دخّله اوضة المكتب و دخل معاه و ساب روسيليا ببرود مرميه ع الارض غرقانه ف دمها
نضال : ما تهدى يا جدع انت .. اهدى و فهّمنى فى ايه
عاصم بصوت عالى : سيبنى اخلّص عليها بنت الكلب اللى دمّرت كل حاجه
نضال : فهّمنى بس .. ايه اللى حصل تانى ؟ هى بنتها نزلت مصر و لا ايه ؟
عاصم : ده انا كنت هدّيت الدنيا على دماغها و دماغ أبوها و الهانم اللى برا اللى واقفه تحاميلها دى
نضال : اما هو مش كده يبقا ايه اللى حصل اسود من كده ؟
عاصم بغلّ : همسه .. همسه يا نضال
نضال بترقّْب : مالها ؟


 
عاصم بشر : هربت .. بنت الكلب هى كمان هربت .. سابت البيت و مشيت
نضال تهتهه: طب ما يمكن ف حته بتريّح اعصابها و لا حاجه و هترجع
عاصم : حتة ايه انت كمان ؟ هى تعرف ايه و لا مين هنا ؟ و بعدين انا لفّيت عليها و قلبت الدنيا بحالها مالهاش اثر .. دى زى فص ملح و داب
نضال : طب اهدى بس .. انا هروح اخد اختك دى المستشفى و اجيلك نشوف هنعمل ايه ؟


 
عاصم اخد مسدسه و خرج زى العاصفه يدوّر على همسه من تانى .. و نضال خرج طلب الاسعاف و قعد ببرود جنب روسيليا و هى غرقانه ف دمها ..
ولّع سيجارته و إستناهم لحد ما جوم نقلوها ع المستشفى و هو راح خلص الاجراءات بتاع المستشفى و سابها حتى قبل ما تخرج من العمليات و مشى راح لعاصم !

عدّى كمان اسبوعين على سفر همسه و عاصم قالب الدنيا عليها ف كل حته .. و دوّر فالمطارات و اى حته ممكن تكون خرجت برا البلد منها
عاصم بغلّ : شوفلى ابن الكلب ابن العصامى .. اكيد هو اول واحد هتلجأله .. إبعتله حد يدوّر وراه
نضال بإستغراب : ابن العصامى مين يا جدع انت ؟ هى فاكراه و لا فاكره حد ؟ هى لو فاكره كانت إستّنت معاك كل ده؟
عاصم بصّله قوى بغضب و هو إرتبك : قصدى يعنى لو فاكره اى حاجه عن اهلها و لا ولادها كانت إتصرّفت
عاصم بشر : هى من يوم ما عرفت بالعمليه بتاعتها و هى مش مظبوطه
نضال بيحاول يدارى قلقه ..


 
عاصم بذهول : هى عشان تخرج من البلد .. عشان تخرج من هنا اصلا من بيتى لازم حد يكون ساعدها .. حد يكون خرّجها ..
نضال بلغبطه : انت مش حاطط حراسه و لا ايه ؟ يعنى حتى لو حد ساعدها مش هيعرف من الجيش بتاعك اللى حارس القصر برا ده
عاصم بغيظ : اسكت متفكرنيش .. البهايم ميعرفوش حاجه .. انكروا ف الاول بس بعد كده لقيت الكاميرات كلها متعطّله و بعدها عرفت من حد منهم إنهم إتخدروا
نضال طول الوقت بيحاول يبان طيعى قدام عاصم ..


 
عاصم بتفكير : و همسه يا عاصم مش هتعرف تعمل كل ده لوحدها .. مين ساعدها ؟
عاصم بصّ قدامه بشر : حطّ حراسه علي الهانم اللى ف المستشفى بس بشكل مش ملحوظ ..
نضال : انت فاكر انها حتى لو قالت ل همسه حاجه و لا بنتها و هما عرفوا هيحاولوا حتى مجرد محاوله يهوّبوا ناحيه هنا ..
رغم ان اللى عرفته منها انها مقالتش حاجه لهمسه.

عاصم بغلّ : ماهو ايا كان همسه عرفت منين او ازاى اكيد زى ما قلت حد ساعدها .. هى مش هتعرف تتحرك لوحدها .. و ده معناه ان الحد ده اكيد هيبقا عارف ان ليليان عاشت مع روسيليا ف بالتالى هيخمّن ان روسيليا هى اللى هتوصّله للى عايزوه .. و هنا هيحاول يوصلها و يحاول يتكلم معاها .. ساعتها هعرفه و وقتها و حياة امه ما هرحمه
نضال : انت بتشك ف حد؟
عاصم شرد بغلّ : متسبقش الاحداث .. سيبه لما يقع تحت رجلى

عند ليليان و همسه ف تايلاندا ..
ليليان : قوليلى يا ماما هو انتى محبتيش عاصم بجد ؟
همسه سكتت كتير : عمرى
ليليان : برغم إنكوا عيشتوا مع بعض سنين كتيره .. و برغم إنك مكنتيش تعرفى حاجه .. ده غير إنه كان قايلك كلام وحش عن بابا يعنى مكرّهك فيه
همسه : عشان غامض .. طول الوقت حسّاه بيكذب .. كلامه مش راكب مع بعضه و حكاياته دايما ناقصه ..

ده غير إنك احسن طريقه تكتشفى بيها كدب اللى قدامك هو إنك كل فتره تسأليه عن نفس الموضوع و إتفرّجى بقا ع التجديدات
ليليان : ايوه بس هو كان مبيّن نفسه إنه وقف جنبك و خلّصك من تحت إيد واحد ظلمك
همسه : بس كان بيكذب .. و حب و كذب ميعيشوش مع بعض .. الحب و الكدب زى قضبان السكه الحديد ميتقابلوش إلا ف حادثه بتدمر كل حاجه
ليليان : ممم و الحيوان كان مطلّع أبويا هو اللى وحش
همسه إبتسمت تغيظها : اه بس انا لسه معرفش اذا كان أبوكى حلو و لا وحش زى ما قال.

ليليان بغيظ طفولى : لاء أبويا عمره ما كان وحش .. ده حب عمرى
قاطعهم رنّ الموبايل و اللى كان مارد
همسه إبتسمت بحب و فتحت عليه : حبيبى
مراد إبتسم اوى : ده انتى اللى حبيبتى و ربنا
همسه : عامل ايه يا حبيبى ؟ تصدق وحشتنى غلاستك
مراد بغيظ : بتعكّى ليه ما كنتى ماشيه كويس ؟

همسه ضحكت اوى و ليليان معاها و مراد : و ام مراد عامله ايه ؟ كعبرت و لا لسه ؟
ليليان : طبعا ياخويا ده انا ف الرابع اهو .. ده غير إنهم تؤم
مراد بفرحه : بجد ؟!
ليليان : اه .. مراد و همسه ان شاء الله
مراد شرد و سكت شويه : همسه هقولك حاجه بس متبينيش قدام ليليان و مترديش و توّهى
همسه بتتويه عشان ليليان : اه و غرّومه عامله ايه ؟

مراد إبتسم لتتويها : لاء انا بقولك توّهى بنتك مش توّهينى انا
همسه ضحكت اوى و هو ضحك معاها و ليليان قامت ع المطبخ
ليليان ضحكت : هو هيفتح ف الكلام عن غرامه يبقا مش هيتسد
همسه إبتسمت بقلق و رجعت لمراد : هاا ؟ ليليان مشيت .. عايز تقول ايه بقا ؟

مراد : روسيليا إتخانقت مع عاصم و تقريبا ضرب عليها نار و هى ف المستشفى
همسه سكتت بزعل و هو إتنهد : متقلقيش انا سألت من بعيد و عرفت إنها بقت كويسه .. عدّت الخطر يعنى
همسه : طب الحمد لله
مراد : هسافر مصر .. ف دماغى كذا حاجه كده هعملها يمكن توصّلنى لحاجه .. هستغل فرصه إنى نازل شغل و اشوف هعمل ايه ..

و روسيليا هزورها قبل ما اسافر .. بس مش هفتح معاها كلام .. بس هديها كارت اخضر لو عايزه حاجه انا جنبها و بما ان اخوها رماها و جوزها إتخلّى عنها يبقا هتيجى هتيجى .. المهم متقوليش حاجه ل ليليان و اوعى حد فيكوا يكلمها
همسه : حاضر .. و انت خد بالك من نفسك
مراد سكت شويه : همسه كنت عايز اسألك على حاجه.. هو انتى قولتيلى ان الحادثه بتاعتك كانت من امتى ؟
همسه : من 19 سنه.

مراد سكت تانى : طب فاكره كنتى ف مستشفى ايه ؟ قصدى اما عاصم جابك على روسيا و انتى كنتى رافضه الجواز منه و حبسك ف المستشفى
همسه : ف مستشفى بتاعته اللى ف روسيا .. و على ما اظن ان هى دى اللى إتنقلت ليها بعد الحادثه مباشره و سفّرنى منها لبرا ..
عشان الدكتور قالى ساعتها إنى مش جياله المستشفى من الحادثه على طول و إنى كنت ف مستشفى قبل ما اجيله .. و غالبا طالما الموضوع طلع كده يبقا هو الاضمن له إنه نقلنى المستشفى بتاعته عشان كل اللى فيها تحت إيده.

ف بالتالى يضمن كل حاجه تحت سيطرته و محدش يعمله قلق
مراد إبتسم و سكت : خلاص .. متقلقيش انا كنت بس بستفسر عشان اتأكد كده من حاجه .. عموما لو إحتاجتوا حاجه كلمينى على طول .. اوعى تترددوا و الحراسه معاكى
همسه إبتسمت و قفلت و هو قفل معاها و خرّج الملف بتاعه اللى عبدالله عملهوله عشان يخلّص بيه التبنى و دخل بيه الملجأ ..
الملف كان فيه تقرير المستشفى اللى كان فيها و اللى كانت مستشفى الشرقاوى بردوا .. مراد فتحه و فضل يقلّب فيه بشرود و بصّ للتاريخ و همس : من 19 سنه بردوا؟!
ابتسم قوى من بين شروده و عينيه لمعت ...

فاق من شروده على موبايله اللى بيرن إبتسم اوى و فتح ..
مراد كتم ضحكته : مممم
غرام بغيظ : نعممم
مراد رفع حاجبه : نعمم ؟
غرام مطّت شفايفها : لا بطمن عليها بس نعمم بتاعتك دى
مراد ضحك بصوته كله و مش عارف على كلمتها و لا ع الراحه اللى نزلت على قلبه من شويه
غرام رفعت حاجبها : واضح ان المزاج رايق
مراد إبتسم : قوى .. قووى قووى
غرام بغيظ : ربنا يخليهالك
مراد إندفع بتلقائيه : اه و الله .. ربنا يخليهوملى
غرام كزّت على سنانها بغيظ و قعدت تتهتهه : انت .. اا ... انت

مراد إنتبه لكلامه ف ضحك بصوته عالى جدا ضحكه اول مره يحس إنها طالعه من قلبه
غرام رفعت الموبايل من على ودنها بصّت فيه بغيظ و قفلت ف وشه و حدفته و مراد دخل ف نوبة ضحك كل ما تخلص ترجع من تانى و تزيد ..
مراد حجز لمصر و قبل ما ينزل قرر يزور روسيليا ف المستشفى ..
راح و عرف إنها لوحدها و محدش عندها .. سأل عن مكانها و طلعلها .. خبّط و دخل
روسيليا متفاجأتش كتير بيه .. هى عارفاه دايما جنب الكل .. بس توقّعت ان ليليان معاه ..
رغم إنها كانت عارفه إنه مستحيل .. و اما دخل لوحده بصّت كتير للباب و مره واحده إبتدت تعيّط ..

صُعبت عليها نفسها اوى .. بعد كل اللى عملته و بتعمله و التمن اللى دفعته عشانها .. رجعت لحضن امها و حتى من غير ما تعرّفها .. يعنى شاكه فيها .. لاء دى خرّجتها برا حسابتها
روسيليا كانت بتعيّط بمراره و حُرقه على سنين عمرها اللى ضاعت كده .. على الكل اللى باعها
مراد قعد بهدوء و احترم ظروفها و سكت و هى رغم إنها متكلمتش خالص إلا انها صِعبت عليه اوى ..
حسّ إنها ضحيه او مظلومه .. طول عمره شايفها ف ضهر ليليان ومبتفارقهاش حتى اما سافرت انجلترا تدرس سابت هى بيتها و جوزها و عاشت معاها هناك ..
محرمتهاش من حاجه .. حسّ إنه اتسرّع ف حُكمه عليها من الاول .. بس لسه فى غموض .. محتاج يفهم .. فى حلقات كتير مفقوده و اكيد الحلقات دى عندها !
مراد إبتسم بهدوء : حمد الله على سلامتك.

روسيليا عيّطت اوى و هو بتلقائيه قرّب منها و مسك إيديها بحب
مراد : انا اما عرفت جيت اتطمن عليكى و اقولك لو محتاجه اى حاجه .. اى حاجه ايا كانت انا جنبك .. متتردديش لحظه لو احتاجتى حاجه
روسيليا إبتسمت من بين دموعها : انت جدع اوى يا مراد
مراد إبتسملها و محبش يتكلم ف اى حاجه ..
سكت كتير و بعدها قام بهدوء : انا مسافر اخر الليل .. بس اي وقت هتحتاجيلى هجيلك .. انا اصلا راجع على طول
روسيليا هزّت راسها بإبتسامه و هو إنسحب بهدوء .. فتح الباب و قبل ما يخرج
روسيليا : مراد
مراد بصّلها و هى سكتت شويه بتردد : ليليان كويسه ؟

مراد هزّ راسه : اه .. اطمنى عليها هى ف امان
روسيليا : انا متطمنه عليها عشان وراها خوات زيك انت او مصطفى .. خليك جنبها اوعى تتخلى عنها
مراد بصّلها كتير بعدها إستأذن و مشى و روسيليا دخلت ف نوبة عياط بحُرقه

مراد نزل مصر و راح على شقته هو و مصطفى .. لبس و نزل .. عمل كام مشوار بخصوص شغله .. و بعدها كلّم غرامه

غرام بحماس : بجد ؟! انت ف مصر ؟ طب احلف ؟
مراد إبتسم : طب انا ممكن امشى عادى جدا يعنى
غرام قامت بحماس بتلم ف حاجتها : لاء تمشى ايه ؟ و ربنا ازعل و اجيب ناس تزعل .. ده انا متوقعتش تيجى اصلا
مراد : طب يلا لو هتروّحى و هكلمك كمان شويه
غرام و هى خارجه من مكتبها : لاء اعتبرنى مشيت اصلا

مراد إبتسم ف عربيته اللى كانت على باب الاستوديو و هى خرجت بحماس و مبسوطه و لسه هتقفل معاه و هى بتتحرك لبرا لمحت عربيته و هو غمزلها و إبتسم
جريت ناحيته بفرحه : عبوشكلك .. مش تقول إنك هنا ؟ امال ايه شويه و هكلّمك ؟
مراد ضحك اوى : انتى فاكرانى زيك و الشويه بتوعى زى الخمس دقايق بتوعك ؟
غرام ضحكت اوى و إبتسمت برقّه : وحشتنى يا مرادى
مراد إبتسم : لحقت ؟ لعلمك انا مبنزلش مصر كتير كده .. معرفش مالى اليومين دول نِفسى بتهفّنى عليها كتير ؟
غرام بمكر : نِفسك بتهفّك على مين بقا ؟

مراد : مصر
غرام : مممم مصر .. ورينى كده .. و حطت إيديها بطريقه مضحكه على بطنه : ممم و نِفسك بتغزك على ايه تانى ؟
مراد ضحك اوى و هى : شكلك حامل يا جدع
مراد بصدمه : نعممم ؟!
غرام ضحكت : اه و ربنا .. حامل جواك حته منها عشان كده نِفسك بتغزّك عليها
مراد ضحك بصوته كله : ماشى يا مصيبه .. المهم قوليلى .. عندك ايه دلوقت؟
غرام بدلع : عندى مارد واحشنى اوى و مش هسيبه ريّح نفسك
مراد : طب و كمان شويه عندك ايه؟

غرام بهمس : عندى سنه جديده هتهل علينا بكره .. و اول يوم من احلى سنه هتمر عليا ف عمرى كله عشان هبتديها ب حد كده
مراد إبتسم : مممم طب الحد ده بيقولك تعرفى تفضّيله نفسك إنهارده له .. له لوحده ؟
غرام : إنهارده بس ؟ عايز إنهارده بس له ؟ انا خلاص إديته سنينى الجايه كلها .. انا إديتك قلبى و روحى و عقلى و فوقهم عمرى كله يا مراد
مراد ضحك اوى و مسك إيديها باسها برقّه : مممم بقا انتى بقا عايزه جنان
غرام بحماس : بمووت فيه
مراد إبتسم بمناغشه : هو مين ده ؟

غرام بمناغشه : الجنان
مراد خبطها بخفّه بغيظ على خدها : طب إتكلى
غرام بطفوله : خلاص يا مراد .. انت انت .. بموت فيك انت
مراد ضحك اوى : إنهارده بتاعى و بس
غرام بحماس : زى اليوم اللى قضناه سوا
مراد ضحك : لاء ماهو مش طيارات أبويا هى .. حاجه تانيه بس هتعجبك بردوا متقلقيش .. انتى مش عايزه تشوفى دنيتى .. هوريكى بس واحده واحده .. متستعجليش على رزقك ..
غرام إبتسمت اوى و بتلقائيه قرّبت منه اوى و هو بيسوق و رفعت دراعه اللى ناحيتها و حطّت راسها على صدرها و ضمته اوى و اخدها و مشى

محسن بعنف : يعنى ايه ؟ هتكون راحت فين ؟
أبوه بغضب : ما قولتلك خدها برّاحه .. انت اللى غشيم
محسن : كنت عايزنى اتحايل عليها تتجوزنى ؟
أبوه : و ليه لاء ؟ لو كنت عملتها مكنتش سابتك يوم كتب الكتاب و هربت ؟ و كنا بردوا هنعمل اللى عايزينه من غير غصب
محسن : و انا ايش عرّفنى إنها هتغور بنت الكلب دى ؟ هتروح فين يعنى ؟ انا قولت مالهاش حد و
قطع كلامه مره واحده بغيظ : اكيد مفيش غيره .. هو .. اكيد راحتله
أبوه إنتبه : تقصد مين ؟

محسن بغيظ : هو فى غيره ؟ اكيد الزفت اللى إسمه مراد .. ماهو عامل نفسه حامى الحما و بيعمل دكر قدامها .. اكيد لجأتله و هو ما صدّق
أبوه : وهو مصلحته ايه ؟
محسن بغيظ : واحده حلوه زى رحاب و راميه نفسها تحت رجله و معاها فلوس و ورث أبوها كله ف حجرها و هو راجل و صايع و بتاع كباريهات .. هيكون ايه مصلحته ؟
أبوه بغضب : لو زى ما بتقول كده يبقا هطربقها على دماغه و دماغها .. ده شرف و احنا صعايده
عمه احمد بغضب : و ده هنوصله ازاى ؟ ده كان عايش معاهم برا .. احنا لسه هنسافر تانى ؟

محسن بغضب : لاء متقلقش .. هو بينزل و يسافر .. وقت ما عمى عامر مات اما روحت اسأل عن حقه و معاشه عرفت إنه هو اللى خلصهولها و جابلها كل حاجه .. يعنى بينزل ..و طالما راحتله يبقا هنا !
عمامها بصّوا لبعض بغضب و سكتوا
و هو نفخ بغيظ : إدونى بس كده شويه وقت و انا هعرف اوصله .. و اشوف .. و لو لقيتها فعلا عنده هطربقها على دماغها .. هى فاكره محدش هيلمّها !!

مراد مع غرام اخدها بالعربيه و مشى بصّلها و إبتسم : معندكيش و لو فضول تعرفى رايحين فين ؟
غرام : قولتهالك قبل كده .. معاك مبسألش .. بس لو عالفضول ف اكيد هيموّتنى
مراد ضحك اوى : طب هسيبك كده .. ايه رأيك ؟
غرام ضربته بخفه بقبضه إيديها ف كتفه و هو تصنّع الوجع : إيدك تقلت اوى يا روحى .. ده اكيد من كتر الاكل .. صح ؟
غرام : ها ها ها هى مامى نحله ؟

مراد رفع حاجبه مفهمش و هى ضحكت اوى : عشان تجيب العسل ده كله
مراد بغيظ : طب انا غلطان .. و انا اللى جايبلك حاجات حلوه تسلّيكى لحد ما نوصل .. يا خساره .. خلاص بقا
غرام إتحدفت عليه باندفاع و مسكت دقنه ب إيديها : فيين ؟ هاا ؟ هااا ؟ فيييين ؟
مراد ضحك بغُلب : طب يلا يا بتاعة الريجيم .. شاورلها ع العربيه من ورا ..
إتلفتت و بتدوّر بلهفه .. لقت شنطه كبيره فتحتها لقيت فيها جميع انواع الشيكولاته تقريبا و ايس كريم و مصاصات و بيسكوت و شيبسهات و لبان و بيبسيهات و عصاير..

غرام بتلقائيه خطفت خده بصوباعينها و قعدت تقرص فيه بفرحه و مره واحده عضّته منه و نطّت ف العربيه من ورا ..
مراد رفع حاجبه : تبيعى نفسك ليا عشان بطنك و تبيعينى بالحاجات الحلوه بردوا عشان بطنك
غرام ضحكت اوى و غرقانه ف الحاجات و هو كل شويه يلف ناحيتها بغيظ : ما تيجى جنبى لاحسن هبيعك انتى و بطنك من كتر ما ببص ورا
غرام ضحكت اوى و هو ب إيد واحده خطف الشنطه حطّها جنبه و هى طلعت لقدام جنبه تانى و اخدت الشنطه ف ارضيه العربيه قدامها و لسه بتفتّح ف الحاجات

مراد ضحك اوى على منظرها و علّى الكاسيت و كمّل طريقه اللى هى لسه متعرفش لفين .. لحد ما وقف عند مكان معين

مراد نزل و لفّ و قبل ما يفتحلها كانت فتحت و نزلت بحماس و فجأه وقفت و تنّحت : براشووت ؟
مراد ضحك : منضاد
غرام بصّتله بترقّب : و ده لمين ؟
مراد بتريقه : لأمى
شدّها و هى بتتحرك معاه بذهول : تعالى اما نشوف اخرة جنونك
مراد اخدها و راح مكان كده زى الممر .. دخل و قابل حد فضل يتكلم معاه شويه و هى متابعاهم من بعيد بس باصه للبراشوت بذهول .. الوانه تهبل و جواه لمب بتدى ضوء خافت و ملوّن.

مراد إتحرك مع الراجل ناحية المنضاد و الراجل و مراد إبتدوا يعبّوه هيليوم و كل ما يتنفخ جمال الوانه و إضاءته بيظهروا لحد ماخلّصوا و غرام متابعاهم بذهول
مراد إلتفت ناحيته و لاحظ ملامحها المذبهله ف ضحك قوى و شدّها و ركبوا و إبتدى يحرّكه و يستخدم ضغط الهوا و الهيليوم و هو بيرتفع و يعلى بيهم شويه بشويه لحد ما بِعد عن الارض خالص و طار ف الهوا
و هنا غرام كلبشت ف مراد و هو ضحك بصوته كله : كنتى عايزانى اقولك بحبك .. هاا ؟

غرام متكلمتش بس عيونها دمّعت و هزّت راسها
مراد صرخ بصوته كله : بعشقققك
غرام إبتسمت و دموعها بقت تنزل غصب عنها مع صوت ضحكاتها ..
قعدوا يتحركوا بيه ف الهوا بجنون .. غرام شويه شويه إبتدت تفك لحد ما إندمجت .. قضّوا وقت فيه كتير من الجنون لحد ما مراد قرر يرجعوا ..
غرام : خلينا كمان شويه و النبى
مراد إبتسم : انت مبتزهقيش معايا .. عشان دى حاجه جديده عليكى و لا عشان معايا انا بالذات ؟

غرام إبتسمت : كل حاجه معاك بتختلف .. حتى لو إتعادت مليون مره .. حتى طعم الاكل معاك غير .. بحسّ إنى بدوقه لاول مره .. إتعودت الحاجااآت الحلوة اللى مبتتكررش كتير بكلبش فيها اوى ..
مراد إبتسم : اوعدك هنيجى تانى و تالت و الف .. كل ما تحبى هجيبك .. ده غرام المارد .. يعنى جنوننا سوا
غرام : مش هتيجى من غيرى .. فااهم ؟
مراد ضحك : مش هجى من غيرك .. و عشان تبقى عارفه محدش جاه هنا قبلك
غرام بثقه : و لا حد هيجى بعدى
مراد إبتسم : و لا حد هيجى بعدك

إبتدوا يهبطوا لحد ما نزلوا و غرام إترمت على الارض و بتنهج بضحك : يا مجنون
مراد نزل عادى و لا كأن فى حاجه و إبتسم : إتبسطتى ؟
غرام : جداا
مراد بمكر : مش هتزهقى ؟
غرام بمكر : منك و لا من هنا ؟ هو فى حد يزهق من الجنان ؟

مراد بغيظ : اه لكن انا يتزهق منى عادى
غرام ضحكت : لاء دى لسه مجربتهاش .. احكم لما اجرّب
مراد إبتسملها : طب ما تيجى نجرّب
خبطته على صدره و هو ضحك : شفتى دماغك راحت فين .. انا قصدى نجرّب نطلع تانى
غرام : لا والله
مراد بصوتها : اه و الله
غرام ضحكت اوى : بس حلوه اوى ..

مراد : عجبتك ؟
غرام : اوى اوى
مراد : دى بقا عالمى الخاص .. اما بحب اهرب من الدنيا بحالها بخطف نفسى و اجى هنا و اطلع فوق براحتى و اتفرج ع الدنيا من برا ..
غرام بذهول بصّت ع البراشوت : افهم من كده إنه بتاعك ؟
مراد : ايوه .. و عشان بتجنن بيه مسمّيه جنون المارد
غرام إبتسمت و هو كان قاعد ع الارض جنبها بس ف ضهرها و لافف إيديه حواليها ..

إتّكى عليها بإيديها و ضمّها اوى : بس من إنهارده هخليها غرام المارد
غرام إبتسمت : مش هتفرق
مراد رفع حاجبه : مش هتفرق تشاركينى ف إسمها ؟
غرام بمكر : غرام المارد هى بردوا جنونه .. و لا ايه ؟
مراد إبتسم و هى لفّت وشها ليه و تقريبا بقوا بيتنفسوا نَفس بعض و همست بخفوت : مش انا بردوا جنون المارد .. غرامه و عشقه و جنونه
مراد بهمس : خدى بالك .. انا حاليا ف مفاوضات مع شوشو .. يا أعقّله يا يجنّنى .. ف ارحمينى بقا لأوريكى جنون المارد بجد
غرام بنفس الهمس : انا بعشق جنون المارد .. مهما إتجنن .. عارف زيّه زى البحر ده .. زى ما نزلنا لعُمقه و شُفت الجمال كله .. مرادى كمان كل ما بغرق ف عُمقه بشوف جنان و جمال دافنهم جواه .. جمال يسحِر ميشوفهوش إلا اللى يغرق جواه .. عشان كده انا بدوب فيك.

مراد بهمس : انا بشر على فكره
غرام غمّضت عنيها و همست قصاد شفايفه : لاء انت مارد قلبى
كانت دعوه صريحه لمراد قراها بوضوح ..
إبتسم بعشق : و اللى يحضّر المارد و ميعرفش يصرفه بقا
غرام ضحكت : يعرف ان المارد .. ايه ؟ ايه ؟ هيشحتفه
مراد بهمس مبحوح : بعشقك
غرام إتّكت على إيده اوى و هو هنا حسّ إنه لازم حاجه تنجده .. مره واحده و بدون مقدمات شالها و جرى بيها ع المنضاد من تانى و إبتدى يتحرك بيه لفوق بعد ما ظبطه..

غرام فهمت ضعفه قدامه ف إبتسمت بعشق إنه خايف عليها حتى من نفسه ..
بصّت حواليها لمحت كيس بلالين الوان .. نفخته كله معاه و فضلت تشبّكهم ف بعض و هما نازلين فضلت تحرّكهم بجنان ف الهوا و بتدندن على انغام ورده " و اطير و ارفرف ف الهوا "
مراد ضحك اوى : يا مجنونه
غرام ضحكت معاه : الجنان هو اللى بيدّى للعلاقه طعم و الله .. الجدّ غالبا بيقلب بنكد
نزلوا ع الارض بضحك و مراد جنبها إبتسم و هى غمضت عينيها بحب : عقبال كل سنه نبدأها سوا .. و يارب من هنا
مراد إبتسم و شاور على قلبه : كل سنه و انتى هنا .. ف اى مكان بقا مش هتفرق
غرام وراه ف ضهره قرّبت و حاوطت رقبته من ورا بإيديها و سندت راسها على كتفه : كل سنه و انت هنا ..

كل سنه و انت احلى من السنه اللى قبلها ياااارب ..
كل سنه و انا الحلو بتاعك ف كل سنه جديدة ..
كل سنه و انت بعيد عن كل حاجة وحشه ..
كل سنه و احنا ابعد ما يمكن عن الفراق و وجعه ..
كل سنه و انا ع قلبك ..
كل سنه و انا قاعدة و مستربعه ف حياتك ..
كل سنه و ربنا مطولى ف عمرك و مستوليه انا على كل سنين حياتك ..

كل سنه و انت محرم كل الستات و مخلياك داقق صليب منهم ..
مراد ضحك اوى : كده بتدعيلى يعنى و لا بتدعى عليا ؟
غرام ضحكت اكتر : الاتنين .. ان كنت ليا ربنا يجعلك بالف هنا و شفا و ان كنت لغيرى يارب تطفحك
مراد ضحك اوى و هى كمان و اخدها و قعدوا يتمشّوا ف المكان ..
غرام : خلينا نلّف شويه كمان .. نتمشّى حتى
مراد : عن نفسى معنديش مانع .. بس عشان متأخريش .. الا صحيح قولتلهم ايه يا مجنونه على غيابك ده انتى حتى متصلتيش بحد
غرام : متشغلش بالك انا كنت مرتّبه و معرّفاهم إنى هغيب برا
مراد سكت شويه : و هو انتى متعوده تغيبى برا يا غرام بالليل كده ؟

غرام كانت لسه هترد سكتت مره واحده و بصّتله : تقصد ايه بقا ؟
مراد : لاء مش قصدى اللى فهمتيه.. انا واثق فيكى طبعا .. بس قصدى هما بيرضوا .. أبوكى بيوافق .. او انتى بتقوليلهم ايه ؟
غرام إبتسمت بحزن : أبويا ؟! لاء متقلقش ابويا لو مُت هيعرف بالصدفه
مراد اتخضّ من كلمتها و هى بصّتله : زى ما بقولك كده .. عادى .. مالهوش ف حاجه تخصّنى .. و اذا كان عليهم ف البيت لاء مش متعوّده اغيب و لا حاجه ..
بس ريهام جارتى و زى اختى و اقرب صحابى ليا .. و هما عارفين ساعات ببات عندها كمان لإنها بردوا بتيجى تبات عندى ساعات .. فقولت لماما هبات عندها
مراد بضيق : بتباتى عندها .. مممم .. و دى عايشه مع مين بقا او مين عايش معاها ؟

غرام إنتبهت للغيره اللى ظهرت على وشه قبل كلامه ف حبّت تغيظه : عادى يعنى .. اهلها
مراد : ايه اهلها دى ؟ اهلها اللى هما مين يعنى ؟ ما اخوها اهلها .. و ولاد عمامها او خيلانها او اى زفت اهلها
غرام ضحكت اوى و قلّدت صوته : اللى اختارك وسط الزحمه غير اللى ملقاش غيرك ف طريقه ..
مراد : بت انتى إتعدلى لأعدلك .. قال وسط الزحمه قال ..طب خلّى حد يقرّب كده و يهوّب ناحيتك ..

ضحكت اكتر و هو بصّلها و رفع حاجبه : ده مين الحمار اللى قال كده ده؟
غرام ضحكت اوى و هو كمان..
مراد اخدها و ركبوا عربيته و مشيوا ..
مراد إبتسم : اليوم كان زى العسل .. صح ؟
غرام بغرور مصطنع : ده عشان انا فيه .. يومك كان احلى يوم عشان إديتهولى ليا و بس ..
مراد ضحك : اكييد
غرام بصّتله و رفعت لياقه الفستان بغرور : حبيبى ..

ايه اللى بينك و بين ربنا عشان يرزقك ب واحده عسل زيى
مراد ضحك جدا : ذنوب يا ماما .. ذنوب يا حبيبتى و ندمان عليها و الله
غرام بغيظ : مالكش ف الرومانسيه .. متعرفش تكمّل اليوم لأخره
مراد ضحك : احمدى ربنا إنى عرفت اسمّع كويس الكلمتين اللى حافظهم
غرام رفعت حاجبها بصدمه و هو ضحك اوى على شكلها .. كمّلوا طريقهم لحد ما وصلوا .. اخدها لحد البيت و ركن مكان ما بيركن كل مره قبل البيت بشويه
مراد إبتسم : كالعاده .. كل حاجه خلصت بسرعه.

غرام إبتسمت : وقتي اللي بيعدي من غيرك ميتحسبش من عمري .. كل التفاصيل اللي بعيشها بوجود نفسك في حياتي حاله تانيه ..
ما بين دقه القلب و التانيه نبضه .. و ما بين النبضه و النبضه انت .. ربنا يحفظلي روحك اللي جوايا .. و يبارك في نَفسي اللي بيطلع منك ..
مراد إبتسم اوى : فى حضن كده بيبقا عباره عن كلمه او ضحكه او نظره و انتى كلامك بياخد قلبى بالحضن
غرام إبتسمت : خلينى اشوفك على طول
مراد : متقلقيش .. اى فرصه قدامى تنفع اشوفك فيها هخطفها و اشوفك
غرام إبتسمت و هو باس إيديها برقّه و نزلت .. فضل متابعها بعنيه لحد ما وصلت و هو مشى

غرام دخلت البيت بهدوء ..
سيف : اهلا.. اهلا اهلا بالهانم المتربيه .. و الا اقول بتاعة اللف و التنطيط و السرمحه ف انصاص الليالى
غرام ببرود : التنطيط ممم .. و اكيد مش هسألك عرفت منين .. عارف ليه ؟ لإنك هتفضل طول عمرك غبى .. فاكر إنك بمراقبتك ليا هتقدر تمنعنى من حاجه انا عايزاها .. متعرفش إنك كده هتحرق دمك بزياده ..
سيف بغضب : احترمى نفسك و لا الذباله بتاعك طبع بأخلاقه عليكى.

غرام بنفس البرود : عموما بما إنك طول الوقت هتتجنن و تعرف ليه انت لاء و مقدرتش تفهمها لوحدك ..
هقولك بس عشان غيرك اخد المكان اللى انت كنت بتحارب عشانه .. حصارك ليا هو اللى خلّانى قافله منك .. اطّلاعك حتى ع النَفس اللى بتنفسّه .. ياريت تعرف بقا إنه مالهوش لازمه شغل اللف ورايا ده ..

أبوه خرج على صوتهم و امه و امها و هى زقّته بعنف : انا اخر مره هسمحلك إنك تتدخل او تتكلم معايا اصلا
سيف بعنف : و الله .. و هو بقا سمحتيله ب ايه ؟ عمل ايه رجّعك بتتنططى كده و مبسوطه ؟ و الا هسأل ليه ما الجواب باين من عنوانه
أبوه بحده : ايه اللى انت بتقوله ده ؟ انت إتهبلت ؟
سيف بغضب : اسأل الهانم اللى كل ما تخرج ترجع اخر الليل

قرّب منها بعنف و شدّها من شعرها و حدفها ف وش امها و أمه اللى كانوا واقفين
سيف بغضب : شوفى بنتك كانت فين و راجعه اخر الليل ؟
أمها بضيق : كفايه بقا يا سيف .. كفايه قله ادب
سيف بحده : كفايه قله ادب دى ليا و لا لبنتك ؟

امها : لاء انت زوّدتها اوى .. مش معنى إنها رفضتك يبقا هتفضلوا كده .. واقفين لبعض .. انا اللى امها و هى إستأذنت منى يبقا خرّج نفسك انت منها
هنا أخوها شاكر بصّلها قوى : و ياترى إستأذنت منك قالتلك ايه يا امها ؟ هاا ؟
قالتلك إنها خارجه مع عيل و راجعه ف انصاص الليل بمنظرها ده ..
سيف بصوت عالى : ده حتى محترمتش حد و راجعه تبجّح

أمها بصتلهم و بصّت لأخوها : انت هتمشى ورا كلام ابنك ؟
شاكر : و الله إبنى مبيكدبش .. شوفى انتى بنتك اللى بتقولى إنك سمحتيلها .. شوفى سمحتلها ب ايه و راحت فين ؟
أمها بغضب : محدش له دعوه .. هى عمرها ما عملت حاجه غلط و لاخر مره هقلك لمّ ابنك
شاكر : حاضر بس ياريت انتى كمان تربى بنتك
سابها و دخل و هى دخلت ورا غرام اللى سابتهم و دخلت اوضتها و سابوهم مكانهم

غرام بضيق : يا ماما قولتلك مفيش حاجه .. خرجنا و إتفسحنا و بس
أمها بغضب : بُصى يا غرام .. انا اه دافعت عنك قدامهم بس ده مش عشان انتى صح و لا مش غلطانه .. انتى الغلط من فوقك لتحتك .. انا بس محبيتش اشوفك ف وضع زى ده
غرام بنرفزه : وضع ايه يا ماما ؟

امها : وضع مُتّهمه يا حبيبتى .. مسمحتش لحد يقول عليكى نص كلمه مع إنك انتى سمحتى بده ؟
غرام : انا سمحت ب ده ؟ امتى سكتت لزفت ده ان يتكلم اصلا ؟
امها : لما تحطى نفسك و تحطينى ف موقف زى ده يبقا سمحتى .. و اما كل يوم و التانى ترجعيلى اخر الليل و تسمّعينى كلام زى السم يبقا ايه غير إنك بتسمحى لكل واحد يتكلم شويه ..
ده حتى خالك شوفتى كان بيتكلم ازاى ؟

غرام : و هو من امتى خالى كان معانا ف حاجه ؟ طول الوقت محسسنا إنه شايل حِملنا و اننا عبء عليه
مع إنى للمره الاف قولتله و قولتلك انا اقدر اخد شقه و نقعد لوحدنا و انا بشتغل و اقدر اصرف علينا .. هو بقا اللى مُصِّر عشان يخلينا ملطشه
امها إتنهدت : و اما تتجوزى يا غرام ساعتها هبقى انا لوحدى ؟
غرام قعدت جنبها و باست إيديها بحنيه : و مين قالك إنى ساعتها هسيبك ؟ هو احنا امتى بعدنا عن بعض ؟
امها إبتسمت : و هو العفريت بتاعك هيرضى بقا يا ست غرام و لا ساعتها تيجى تقوليلى ده بيتى و ده جوزى و مش هقدر اخرب بيتى ؟
غرام برّقت بصدمه : عفريت ؟ عفريت يا ماما؟

أمها ببراءه : مش بتقولى مارد
غرام ضحكت اوى : متقلقيش يا ماما هو عارف كل حاجه .. و معرّفاه علاقتنا شكلها ايه ..
يا حبيبتى ده احنا صحاب قبل اى حاجه .. هو انا ليا غيرك .. ده انا عمرى ما خبيت عنك حاجه .. و مرضتش اكذب عشان مفرحش لوحدى و عارفه إنك هتفرحيلى ف فرّحتك معايا
امها إبتسمت : خلاص يبقا يدخل بيتنا بالاصول .. قولتى محتاجين شويه وقت نقرّب و اديكوا قرّبتوا بما فيه الكفايه .. و اعتقد من وشك إتأكدتى منه ايه ناحيته .. يبقا كفايه بقا و يجى بالاصول
غرام إتنهدت : تفتكرى هيوافقوا ؟ أبويا و خالى ؟
أمها : ملكيش دعوه .. يجى بس و سيبى الباقى على ربنا و عليا .. و بعدين ميجيش ليه ؟ هيخاف من ايه ؟ يترفض ليه ؟ قوليلى كل حاجه بصراحه عشان اعرف اساعدك

غرام إترددت شويه بس دى امها ده غير انها و هتساعدهم يبقا لازم تبقا على عِلم بكل حاجه من الاول
غرام اتنهدت و حكتلها كل حاجه من الاول .. من وقت ما قابلته اول مره و مقابلاتهم .. حتى اللى حكتهولها قبل كده عديته تانى .. و قالتلها على ظروفه و اللى حكهولها عن نفسه و خطفه و الملجأ و كل التفاصيل ..
و إنها راحت معاه لدكتور نفسى .. و كل حاجه لحد سفرهم و رجوعهم دلوقت !
أمها اتنهدت : خلاص يبقا يجى و سيبىها على ربنا و عليا
غرام حضنتها اوى و هى ابتسمت : فرّجينى بقا جابلك ايه العفريت بتاعك ؟
غرام ضحكت اوى : بردوا ؟!

و قعدت تفرّجها على هديته و تحكيلها تفاصيل اليوم .. سيف كان برا و سمع تفاصيل كلامهم و كز على سنانه بغلّ و مشى

اللوا يحيي العصامى : اخلص يا مارد .. اقل من خمس دقايق و تبقا قدامى
مراد بهزار : يعنى مش عارف لو مش ف مصر كنت عملت ايه انت ؟ كل ما بنزل تلبسّنى ف حاجه
يحيي : اخلص يا زفت محدش عارف يتصرف
مراد بتريقه : اتصرّف كما لو كنت مش هنا
يحيي بعنف : كلمه زياده و هخليك تعرف تهزر كويس .. عشان منبقاش احنا ف مصيبه و انت بتهرج.

مراد بجديه : هو الموضوع بجد و لا ايه ؟ الصراحه انت كل مره تجيبنى بنفس الطريقه ف افتكرت حاجه خفيفه .. طب شويه و هكون ف مكتبك
يحيي : مفهاش شويه .. دقايق و الاقيك قدامى و مش ف مكتبى .. هتجيلى على المتحف (..) .. هبعتلك العنوان بالظبط متتأخرش .. مصيبه هناك و لازم بسرعه و الا مش هنلحقها
مراد بجديه : تمام .. هتروح تلقانى هناك
مراد قفل و اخد مفاتيحه و نزل جرى بعربيته حتى قبل ما تجيله المسدج بالعنوان و اللى جاتله ف نص السكه و فتحها و عرف العنوان بالظبط و اتجه ناحيته بسرعه

ريهام : ايه يا بت متلهوجه كده ليه ؟
غرام و هى بتجهز ف حاجتها و بترتب ورق قدامها : و النبى يا ريما إبعدى عن وشى دلوقت .. خلينى الحق
ريهام : تلحقى ايه ؟ انتى دخلتى عند مدير القناه و طلعتى مدربكه الدنيا .. و رامز و محمود و الكل بيخبّط ف بعضه
غرام بغيظ : مانتى و لا على بالك .. البلد بتولع و انتى مقضياها نحنحه .. اهو انا تقبّلت فكره ان انا و مراد نكون كل واحد فينا ف بلد بسببك ..
انتى اثبتّى انتى و حازم ان الواحده هى و حبيبها ف مكان واحد بيبقا وقف حال
ريهام ضحكت : يا ساتر يارب .. ده قَرّ ده و لا ايه ؟

غرام : اسكتى .. عارفه متحف (..)
ريهام : ايوه ماله ؟
غرام : فى زياره للرئيس للمتحف انهارده ..
ريهام : مانتى قولتى مش هتصوّرى .. قولتى ده حدث متعاد و بيتعاد كل سنه ف نفس المعاد و الكل بيصوّره .. مفيش جديد .. ده غير الكل بيطبّل و يهيّص بشعارات انجازات الريس و إهتمامه بالبلد و و .. و انتى ملكيش ف جو التطبيل ده
غرام بحماس : مانتى مش عارفه .. اجهزه الانذار جوه المتحف إدتهم إشاره ان فى جواه قنبله و هتنفجر و طبعا المتحف كله هيتدمر باللى فيه و ده مكان سياحى ..

ريهام : يا ساتر يارب .. طب ما يفضّوه ع الاقل من الناس .. او يجيبوا حد يوقفهالهم
غرام بغيظ : ياااه .. ياااه .. تصدقى كان تايه عن بالهم اقتراح حضرتك العظيم
غرام خلّصت و اخدت حاجتها و جريت على برا بسرعه : انا رايحه الحقهم
ريهام و هى رايحه وراها : رايحه فين يا مجنونه؟

غرام ركبت عربيتها و ريهام لحقتها ركبت جنبها : ايوه يعنى افهم .. ده متحف هينفجر احنا هنروح نعمل ايه ؟
حتى لو عايزين نصوّر الحدث إستنى اما يخلص و نروح و هنسبق بردوا .. لكن دلوقت خطر .. هو هينفجر احنا هنعمل ايه ؟
غرام بغيظ : هنسقفله .. هنروح نسقفله و نقله حلوه الحركه دى .. مش بقولك انتى بقيتى ضايعه
اخدوا طريقهم للمتحف و ريهام بغمزه : هاا .. مش هتقوليلى عملتى ايه مع الجن بتاعك ؟
غرام بغيظ : داك جنّ اما يلهفك .. ده مُزّ
إبتسمت اوى و ريهام بصتلها بتريقه : اللى يشوف وشك اللى بيطلّع قلوب دلوقت ميشوفهوش وسط البلطجيه و لا مكان ماهنروح

مارد اخد طريقه للمتحف و وصل ف دقايق بسيطه ركن عربيته و نزل .. لَفّ المكان بعينيه و من نظره واحده لكل حاجه حواليه فهم .. كلّم اللوا يحيي و خرجله
مراد مسح على وشه بعنف و هو بيفكّر : إتأكدت من اجهزه الإنذار صح ؟
يحيي : ايوه .. بس اماكنها مش متحدده يا مراد .. عارفين ان فيه قنبله جوه بس مش عارفين بالظبط فين ..
ادخل للفريق اللى جوه.. اسر معاهم و مصطفى و انا كلمت عمّار و محمد هيجولك .. إعملوا حاجه يلااا
مراد دخل و إبتدى يتحرك بحذر جوه المتحف ..

مراد : شوفلى اللى ماسك الإداره و مدير الامن الخاص بالمتحف
مصطفى إتحرك و شويه و جاب حد معاه
مراد : عايز الاماكن الحيويه .. اهم الاماكن اللى ف صميم المتحف و ف نفس الوقت مدّاريه عن العين و قليله الاستعمال
مسئول الامن اخده و إبتدى يتحرك لجوه المتحف .. من مكان للتانى .. لحد ما وصل لغرفة النظافه ..
مراد دخل كان بيفتّش بدقّه .. فتّش ف كل حته و نفخ بضيق و خرج و قبل ما يقفل الباب الجهاز اللى معاه عمل صوت ذبذبات ..
مراد رجع بحذر و إبتدى يدوّر بدقّه .. و يشقلب ف كل حاجه حتى المنظفات .. و هنا لمح شنطه جلد مربّعه ..قرب منها بحذر و فتحها و هنا لمح جواها تلات قنابل .. شال الشنطه و إداها لمصطفى
مراد : اقف بيها برا ثوانى كده ؟

مصطفى بعدم فهم : ما نبتدى نتحرك و يلا انت كمان
مراد بعنف : اخلص
مصطفى إتحرك لبرا بسرعه .. و هو إبتدى يتحرك ف كل ركن ف الاوضه و لسه الجهاز بيديه ذبذبات
مراد : ده معناه لسه في قنابل تانيه
إبتدى يدوّر من تانى و اتحرك لبرا بحذر و بيتابع بدقّه و هنا لمح شنطه تانيه بنفس الحجم بس جوه براويز التماثيل المُثبته ف الارض جوه حفّاظات قزاز ..
يعنى قدامها وقت عشان يعرف يخرّج بس الشنطه من مكانها و هنا الوقت مش ف صالحهم ..
خرج بسرعه لبرا و مصطفى و عمار و اسر وراه
مراد اخد الشنطه و بصّ ف القنابل اللى جواها :

قدامنا 17 دقيقه .. عايز حد يحدد اذا كان فى قنابل تانيه او متفجرات غير دول ..
و لو فى يشوفلى اماكن المتفجرات دى و يتعامل معاها و بسرعه .. موكب سيادة الريس تتأمن من القاعه للبوبات و تدعّم خطة الطوارئ و الناس اللى ف المتحف يخرجوا بهدوء و بنظام و من غير مشاكل
بصّ لعمّار : لو فضّيت المتحف ياخد وقت اد ايه ؟

عمار بتفكير : خمس دقايق تقريبا
مراد : معنى كده ان احنا قدامنا 12 دقيقه عشان نتعامل مع القنابل اللى جوه حفّاظات التماثيل دى كمان .. يا نبطلها يا اما نخرّج الناس ..
اول ما العد التنازلى يوصل لخمس دقايق تعلن ان البث اتقطع و تبتدى تخرّج الناس بحذر و تقول ان حصل عطل فنى لحد ما الريس يوصل للقصر بتاعه و بعد كده يبقا نشوف هنقول ايه للناس .. المهم ميبقاش فى اى خساير بشريه
مصطفى : و الشنطه دى فى فريق برا إبتدى يبطِلها
مراد : لاء دى تتاخد و تخرج برا المكان .. اعمل حساب اى طوارئ لحد ما تبطلها
مصطفى اخدها بسرعه و مشى .. و مراد إتحرك مع الفريق الخاص و إبتدوا يتعاملوا مع القنابل اللى معرفوش يخرّجوها .. عدّت دقايق و لسه مفيش جديد
مراد : موكب الريس فين ؟

اسر : عند البوابه ..و الحرس الجمهورى جاهز يؤمّن موكبه لحد ما يرجع القصر .. جاهز لأى طوارئ لو إديناه إذن بالتحرّك
مراد : تمام .. عايزك تبدا تخرّج الضيوف لحد البوبات و العربيات تكون جاهزه عشان يمشوا على طول .. احنا هنستنى دقيقه لو القنبله موقفتش ابدأ إخلِى المتحف فورا
اسر بترقّب : وانت يا مراد ؟ و اللى هنا ؟ اكيد مش هنستنى اكتر من كده
مراد : ابدأ انتوا كمان اخرجوا دُفعات ورا بعض انت و الفريق كله .. و انا هفضل للاخر ..
اسر لسه هيتكلم .. مراد بعنف : اتحرك اخللص !

مصطفى خرج بالشنطه و شاور لحد من الفريق اللى تحت ايده و إبتدى يديله تعليمات و شاور لحد يخرج معاه
غرام لمحته من بعيد : مصطفى ؟!
و راحت وراه حاولت تلحقه بس معرفتش ف رجعت بضيق
ريهام : مصطفى مين ؟
غرام : ده اخو مراد .. و طالما مراد ف مصر يبقا اكيد معاهم .. ده مش بعيد تكون هى دى المهمه اللى طلبوه هنا فيها ..
اصل هو قالى إنه يعرف لوا هنا اسمه يحيي معرفه شخصيه و اما بيبقا فيه حاجه مهمه زى كده بيلجأله ..

ريهام : بس هما لسه مكتشفين موضوع القنابل بيقولوا من ساعات بسيطه
غرام : بس اكيد طالما زياره الريس مترتبلها من ايام يبقا بعتله .. زياره مهمه زى دى و محتاجه تأمين كويس و اكيد فى تهديدات سابقه .. يبقى إستدعاه
غرام إبتسمت و عينيها لمعت ..
ريهام بصّتلها و ضحكت بتريقه : تيراراراراااا .. بذمتك ده وقت نحنحه؟
غرام ضحكت بغيظ و هى : و بتعيّبى عليا انا و حازم .. اديكى إتجمّعتى معاه ف شغل واحد .. وقف حال صح ؟
غرام بغيظ : وقفت المَيّه ف زورك يا شيخه

إبتدوا يخرّجوا الناس و موكب الريس اخدت تعليمات ترجع و الحرس إنسحب بهدوء وراه .. و هنا مراد إدّى تعليمات بقطع البث عشان ميحصلش شوشره و حاله من الهرج ف الشارع عموما

غرام برا بعنف : يعنى ايه يقطعوا البث ؟ هو لعب عيال ؟
الظابط : دى تعليمات جيالنا من فوق .. و يلا يابت انتى من هنا و اللى معاكى
غرام بعنف : داك بتّه .. هو انتوا بتستهبلوا اذا كان موكب الريس لسه هنا
الظابط : و موكب الريس كمان هترجع
غرام بتسجّله من غير ما ياخد باله : طب ليه ؟ مش فى حد من شويه خرج بشنطه القنابل .. يبقا ليه ؟

الظابط : مراد باشا اكتشف ان لسه فى قنابل جوه
غرام إتقبضت مره واحده من اسم مراد و بصّتله قوى : مراد مين ؟ اسمه ايه ؟
الظابط : المقدم مراد عبد الله
غرام بصّتله قوى : هو جوه ؟
الظابط : ايوه و امر ان الكل يتحرك من المكان .. بما فيهم موكب الريس و الحرس بتاعه .. و هو اللى إدّى امر بقطع البث و حتى الفريق اللى معاه من الجهاز إبتدى يخرّجهم على مراحل ..

حازم من جنبها : من الواضح ان هما مش عارفين يسيطروا ع الوضع
غرام بقلق : طب هو ليه مخرجش ؟
الظابط : هو لسه معاه الفريق الخاص بالشغل ع القنابل اللى لسه جوه و متثبته مش عارفين يخرّجوها .. بيحاولوا يبطلوها جوه .. عشان يتفادوا اى خساير
غرام بعنف : يعنى ايه ؟ هتسيبوه يموت جوه ؟
الظابط : ده ظابط و وظيفته حمايه البلد حتى لو على حساب روحه
غرام بعنف : ملعون أبوك على أبو بلدك ..

يحيي برا رايح جاى بقلق مستنى اي نتيجه مع الوضع اللى عمال يتأزّم ده
شوية و وصل مصطفى الحارونى و ده رئيس مجلس إدارة الجهاز و معاه اكتر من حد من الجهاز
راح على يحيي : الوضع وصل لفين يا يحيي بالظبط ؟
يحيي بتوتر : الوضع ميطمنش
رئيس الجهاز : انت مش قولت كلمت اكتر من حد يجيلك و هيعرفوا يتصرفوا.

يحيي : مارد جاه و فعلا قدر يوصل لمكان القنابل بس فى منها متثبت ف قاعدة التماثيل مش عارفين يتحركوا بيها
رئيس الجهاز : و انا كلمت مراد و فريقه ده من اكبر السياسيين هنا و مهاب كمان و كذا حد يحصّلنى على هنا
يحيي بقلق : ربنا يستر

الفريق اللى مع مراد إبتدى يخرج لبرا مع إصرار مراد .. و معدش جوه إلا مراد و واحد و بيتعاملوا مع القنابل ..
ابطلوا مفعول اتنين و لسه شنطه فيها قنبله .. فاضل اقل من دقيقتين و مفيش فرصه
مراد سايبهم و كان واخد مُفك و ادوات حديد و إبتدى يفك قاعده الزجاج من مكانها ..
مراد خرّج جهازُه و إتكلّم فيه : جهّزوا عربيه برا بسرعه ع الباب الخلفى للمتحف
جهزوله عربيه و وقفتله ع الباب فعلا زى ما امر ..

و هو القاعده الحديديه المُثبته ف الارض و القنبله جواها .. فكّها ب إعجوبه و شالها بالعافيه و إبتدى يخرج برا بسرعه ..
إتحرك ناحيه العربيه و دخل
و هنا غرام لمحته و لسه هتتحرك وراه كان هو لفّ و ركب العربيه و إبتدى يتحرك بسرعه جنونيه من المكان و مشى على بُعد مسافه كويسه منهم .. تقريبا على طريق صحراوى و جنبه فضا !

مره واحده سمعت الصوت اللى خلع قلبها من مكانه .. صوت هزّ المكان كله و النار إبتدت تطلع من كل حته !

مراد قبلها اول ما بصّ ف القنبله و كان قدامها اقل من دقيقه و تنفجر .. حوّد مسار العربيه على جانب الطريق ناحيه الجزء الصحراوى من الطريق و ده كان فضا ..
و هو فتح الباب و إتشقلب ف الارض و ساب العربيه تنحدف ف وسط الرمله ..
و إنفجرت على بُعد مسافه منه بس لازم يتحرك لإن النار بتقرّب منه ..
رجله تقريبا إتصابت من وقعته مش قادر يقوم .. و دماغه إتفتحت من إصطدامها بالارض و إبتدت تنزف و صدره كمان إتصاب تقريبا لإنه مش عارف ياخد نَفسه ..
حسّ إنه خلاص .. النهايه .. جاه على باله مشهد موت اللوا عامر .. إبتسم بهدوء و غمّض عنيه و إستسلم للموت !

و فجأه سمع صوت حك فرامل قريب منه و عربيه جايه على بُعد منه ف المكان اللى رؤيته تقريبا إنعدمت من الدخان و النار ..
مارد كان مرمى ع الارض و غرقان ف دمه و العربيه قرّبت منه بفزع و وقفت و إتفتحت ..
مراد فتّح بس عينيه بتغرّب بتوهان .. بصّ قدامه قوى و همس بصوت بيتقطع : هى دى حلاوة روح زى ما بيسمّوها و لا الموت بيجى ف صوره الحبايب !!!!!!!
و إتلاقت عيونهم ف نظره طووويله و فجأه __
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الرابعة والعشرون بقلم أسماء جمال


مراد إبتسم بهدوء و غمّض عنيه و إستسلم للموت و فجأه سمع صوت حك فرامل قريب منه و عربيه جايه على بُعد منه ف المكان اللى رؤيته تقريبا إنعدمت من الدخان و النار ..


 
غرام قبلها اما لمحت مراد خارج بالقنبله لفتّ ناحية عربيتها و دخلت بسرعه و إبتدت تتحرك وراه بنفس سرعته لحد ما سمعت صوت الانفجار اللى هزّ المكان و هزّ معاه قلبها ..
غرام وقفت بعربيتها فجأه ف مكانها .. نزلت تجرى بجنون لحد ما لمحت مراد مرمى ع الارض و غرقان ف دمه !
قرّبت منه بفزع و نخّت ع الارض جنبه و هو إبتسم لريحتها اللى بقا حافظها صَمّ ..


 
مراد فتّح بس عينيه بتغرّب بتوهان .. همس بصوت بيتقطع : هى دى حلاوة روح زى ما بيسمّوها و لا الموت بيجى ف صوره الحبايب !!
غرام إبتسمت بدموع و هو مش قادر حتى ينطق ف شاورلها تتحرك .. فهمته و هزّت راسها بعنف
مراد بصوت بيتقطّع بنهجان : يلا إتحركى .. انتى مش هتبقى اجدع منى .. انا ف يوم سيبت اللوا عامر زيى كده و مشيت و هو مات .. و دلوقت سيبينى و امشى
غرام بتشدّه بعنف : مش هتموت .. فاااهم .. مش هسيبك و لا حتى للموت
مراد ضحك غصب عنه : كده هموت على إيدك يا حبيبتى
ضحكت من بين دموعها و إبتدت تقوّم فيه : يلا يا مراد .. يلا اتحرك .. هتقدر .. إستقوى بيا .. اسند عليا .. مش ده كلامك .. مش انت بتقول إنى سَندك و قوتك .. يلا اتحرك


 
مراد هنا لمح الانفجار بيزيد و النار بتقرّب منهم .. لازم يقوم .. هى مش هتمشى و تسيبه .. ف لازم يقوم عشانها .. لازم يتحرك
مراد قعد بنهجان و هى سندته و مره واحده اخد نَفس طويل و كتمه عشان يكتم معاه الألم و وقف فجأه ..
مراد بصّ للعربيه اللى بتنفجر على بُعد منه و رجع بصّ حواليه و فهم إنه مقدمهوش فرصه يمشى حتى خطوه ..

شدّها بعنف و إتحركوا خطوات اشبه بالجرى الناحيه اللى قصادهم و فجأه بدون مقدمات طلع على سور الكوبرى و ضمّها عليه قوى و نطّ من فوق الكوبرى لتحته و هى معاه ..
و قبل ما يوصل للارض إتشقلب بحيث ينزل هو ع الارض و هى فوقه .. نزل غرقان ف دمه بس طبعا ده اقل من إنه يبقا جوه الانفجار .. و هى فوقه .. و عشان هو كان متصاب قبل ما ينزل ف اول ما اصطدم بالارض فقد وعيه و إبتدى ينزف بشده !!


 
مصطفى و اسر و عمار و محمد كانوا طلعوا وراه بس وصلوا بعد الانفجار و كان مراد إتحرك بغرام ..
و عشان الدخان و النار و الصوت مخدوش بالهم لإنهم نطّوا قبل ما يوصلوا ..
كلهم واقفين زى المتلجّمين و العربيه بتتفحم على بُعد منهم بس لامحينها و الدخان عبّق الجو !!
جريوا ع العربيه و كانوا محضّرين الاسعاف تحسُباً لأى طوارئ .. وصلوا لعندها .. بس لاحظوا ان العربيه إتحدفت على الجانب الصحراوى من الطريق و خلاص إتفحّمت تقريبا .. وقفوا متجمّدين مكانهم ..


 
و مره واحده مصطفى قام بعنف : يعنى ايه ؟ مااات ؟ مش ممكن ؟ مراد اقوى من كده ؟ اقوى من الموت ؟ فاااهمين ؟
قام يدوّر حواليه بعنف و هما واقفين بتوهان ..
مصطفى بصّ من فوق الكوبرى على تحت و هنا لمح لمّه تحت ف خمّن إنهم هما .. اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده و جرى على تحت الكوبرى !

الكل اخد باله من مصطفى اللى بصّ من فوق الكوبرى بعدها نزل يجرى كأنه شاف حاجه ..
جريوا وراه من غير حتى ما يتأكدوا .. بس نزلوا على امل ان مراد اتصرّف و لحق نفسه
نزلوا و لاحظوا تجمّع كبير و الناس ملمومه على حد .. منهم اللى بيصوّر و منهم اللى بيصوّت و بيغطّوا حد بورق جرايد


 
مصطفى وسّع ف الناس و دخل لحد ما وصل لقلبهم .. و هنا لمح مراد ع الارض و غرقان ف دمه .. و غرام إتزحزحت بسيط و نزلت جنبه .. مصطفى حقق فيها اووى
مصطفى بهمس : غرام ؟! دى ايه اللى جابها هنا دى ؟
موقفش عند التفكير فيها كتير .. مش وقته .. لمح اسر بيقرّب منه .. شاورله ينزّل الاسعاف.. و فعلا ثوانى و كانت الاسعاف إتحركت ناحيتهم
مصطفى و عمار قرّبوا من مراد مع دكاتره الاسعاف و نقلوه للعربيه .. و رجعوا لغرام.

و هنا مصطفى مرضيش حد يقرّب منها ...شالها بسرعه و دخّلها العربيه مع مراد و قفل العربيه و إتحركوا للمستشفى .. و الكل إبتدى يحصّلهم ع المستشفى
وصلوا و كان مصطفى مكلّم المستشفى يجهزوا .. و فعلا كانوا على استعداد لحد ما وصلوا و إستقبلوهم ع الباب .. اخدوهم للطوارئ و إبتدوا يتعاملوا مع حالتهم

غرام كانت حالتها خفيفه .. جروح سطحيه و كدمات بسيطه نتيجه إنها متعرّضتش لأكتر من النط من ع الكوبرى و كمان منزلتش ع الارض مباشره و ده خلاها مفهاش خطر
بس مراد كانت حالته خطر .. عنده كسر ف كذا ضِلع .. و كذا كدمه و شرخ ف رجله .. بس الاصابه اللى بجد كانت ف دماغه ..
اما إتحدف من العربيه نزل بدماغه ع الاسفلت و إتفتحت و كان الجرح مش خطر اوى .. زادت خطوره الجرح اما نط من فوق الكوبرى و نزل على دماغه .. إبتدى ينزف بعنف و الجرح وِسع.

اللوا يحيي حصّلهم و الكل منتظر ف حاله قلق قدام الطوارئ .. شويه و مراد كلّمه
مراد : يحيي انت فين ؟ مازن راح و
يحيي بقلق : مش وقته يا مراد .. مش وقته
مراد إستغرب : مالك ؟ مش الموضوع إتلم ؟

يحيي بقهره : اه إتلم .. إتلم على حساب الحمار اللى شال الليله على دماغه و هو متزفّت ف المستشفى و الله اعلم هيحصله ايه
مراد بتلقائيه قلبه إتنفض لدرجة معرفش ينطق
يحيي قفل معاه بسرعه اما لمح الدكتور خارج : مراد سلام دلوقت
الدكتور خرج بقلق : حاله مراد متطمنش .. لازم يتحوّل ع العمليات فورا
مصطفى بقلق : ايه الحاله بالظبط؟
الدكتور شرحله حالته بالظبط : عملناله اشعه ع المخ .. و فى نزيف ...لازم ندخّله العمليات لوقف النزيف ده .. و بعدها نبقا نشوف اذا كان فى اى مشاكل تانيه بس حاليا الاهم وقف النزيف.
الدكتور مستناش ردّ حد فيهم و سابهم بسرعه و رجع للطوارئ .. ثوانى و كان خارج بمراد على سرير و بيتحركوا بيه للعمليات
مصطفى هزّ راسه بدموع و نخّ برجله قعد ف الارض بقهره على أخوه و صاحب عمره
غرام رفضت حتى تمسح الدم من على وشها .. كانت معاه جوه ف الطوارئ و خرجت جرى وراهم و هما بيتحركوا بمراد للعمليات .. و صممت تدخل معاه العمليات و قدام إصرارها محدش قدر يمنعها ف عقمّوها و دخلت

ساعات عدّت على مراد ف العمليات .. بيحاولوا يسيطروا ع النزيف .. و كل ما بيوقفوه بيرد بعنف .. إبتدى يفقد دم كتير ..
حاولوا كتير و كتير لحد ما قدروا يوقّفوه بالعافيه .. عالجوا كسر ضلوعه و الشرخ اللى ف رجله .. و خيّطوا كذا كدمه ف راسه .. خرّجوه من العمليات و دخلّوه غرفه الاشعه يعمل اتشيكاب على جسمه كله .. و بعدها الدكتور حوّله ع العنايه .. دخّله و حطّه تحت الاجهزه و علقله المحاليل و خرج
غرام كانت معاه طول الوقت ده .. بتتنقّل معاه من غرفه لغرفه لحد ما أستقر ف العنايه ..
مش فاهمه حالته وصلت ل ايه بس المهم تكون جنبه .. لحد ما الدكتور خلّص و خرج و هى هنا خرجت وراه تطمن منه

الدكتور خرج و مصطفى جرى بقلق عليه : كل ده ؟ اكتر من 14 ساعه ؟
الدكتور : اولا ده كان اكتر من عمليه و بنعالج اكتر من حاجه .. بعدين كان لازم نعمل اشعه مفصّله على كل حاجه نتطمن ان مفيش مشاكل ف حته تانيه .. و بعدين قول الحمد لله إننا عرفنا نعمل معاه حاجه
مصطفى بصّله بقلق : يعنى ايه ؟

الدكتور : سيطرنا ع النزيف بالعافيه .. تقريبا بعد ما كنا خلاص يأسنا إننا هنعرف نعمل معاه حاجه .. بس هو المشكله دلوقت إنه فقد دم كتير جدا و للإسف ده دخّله ف غيبوبه .. محتاج نقل دم و فصيلته مش متوفره هنا
اسر : انا فصيله دم مراد على فكره
مصطفى : و انا .. هو فصيلته AB و انا زيّه
غرام بلهفه : و انا كمان .. انا AB
اسر : مفيش داعى ليكى يا غرام .. أبويا كمان نفس فصيلته .. يعنى هنتصرف
غرام بإصرار : لاء
الدكتور : مش مشكله .. احنا محتاجين دم كتير له و وجود اكتر من حد نفس فصيلته هيساعده ننقله الكميه اللى محتاجها و كمان فريش يعنى هتتفاعل مع الجسم بشكل اسرع و ده هيساعده يتخطى الغيبوبه و يخرج منها..

هنعمل تحاليل الاول نتأكد من الفصايل بتاعتكوا و هبتدى اخد منكوا
مصطفى و هو رايح ناحيه العنايه : انا داخل اتطمن عليه .. لازم اشوفه الاول
الدكتور : مينفعش .. احنا حتى هنسحب الدم منكوا و يتنقلّوه لوحده عشان لازم
قاطعه مصطفى بغضب : اناا .. دااخل .. و مش انت اللى هتمنعنى عن اخويا.

سابه و دخل و الدكتور هزّ راسه بضيق و لسه هيتكلم .. غرام سحبت نفسها بلهفه و قلق و رايحه ناحيه غرفه مراد
الدكتور مسكها من دراعها بضيق : دى عنايه مركزه مش فندق .. مش هينفع كده ..
غرام متكلمتش بس بصّتله بعنف و بصّت لإيده اللى ماسكه دراعها و هو سحب إيده بضيق : ع الاقل عشان خاطر حالته .. عشان يرتاح
غرام مردّتش و سابته و دخلت لمراد و نفخ بضيق و سابهم و نزل

عند عاصم ...
عاصم بعنف : يعنى ايه معرفتش توصل لحاجه عن بنت الكلب دى ؟ حته عيله و مدوخانا ؟ امال ان مكنتش بنتك ؟
نضال بضيق : لا بنتى و لا زفت .. و انت عارف و هى كمان عرفت .. و اهى غارت ف داهيه .. مش اللى كان يهمّك إنها متنزلش مصر ؟
عاصم بغضب : اه ده كان قبل ما همسه تمشى .. معنى إنها إختفت هى كمان يبقا زى ما وصلت ل إنك مش أبوها يبقا اكيد عرفت ان همسه أمها .. و إلا مكنوش إختفوا ف نفس الوقت
نضال : احنا قلبنا الدنيا .. سواء هنا او ف اى مكان .. مالهومش اثر.

عاصم بغلّ : انا الكلام ده مينفعنيش .. فاااهم .. همسه مش بس سابتنى .. ده كده هتقلب الدنيا عليا و عليك و عالكل
نضال بقلق : يعنى ايه ؟ هى كده كده فاقده الذاكره مش فاكره حد عشان تروحله
عاصم : يعنى الكل عارف إنى ميت .. و من زمان .. زى ما الكل عارف إنها ميته .. ظهورها معناه إنى لسه عايش .. حتى من غير ما تتكلم .. كل حاجه هتتفهم .. ساعتها العين هتبتدى تدوّر عليا و كل حاجه هتتكشف ..
نضال : طب ما يدوّروا .. و عمرهم ما هيلاقوا حاجه .. انت ناسى احنا عملنا ايه .. ده احنا دفننا عاصم القديم .. و طلّعنا منه حد تانى خالص .. حد إسمه شاليك .. و مفيش ورقه تثبت غير كده .. احنا محينا اى اثر او إثبات رسمى ليك هناك ..

عاصم بغيظ : انت غبى يا بنى ادم ؟ ماهو عشان يدوّروا عليا هيفتشوا ف كل حاجه .. بما فيهم شغلنا ..حتى لو موصلوش لحاجه تثبتلهم إنى عاصم ..
كفايه ساعتها كل شغلنا هيتكشف .. و ساعتها الناس اللى بنشتغل معاهم هيتقلبوا علينا و دول مالهومش عزيز و لا غالى .. حتى لو كنت بالنسبالهم حاجه مهمه بمجرد ما هتبقى كارت محروق هيخلصوا منك .. فهمت يا غبى
نضال بقلق : طب و العمل ؟

عاصم بغضب : لازم تقلب الدنيا على الزفته اللى إسمها ليليان .. همسه مش هتلجأ لحد غيرها .. و وقت ما تلاقيها خلّص عليها بسرعه
نضال بترقّْب : طب و همسه ؟
عاصم : لا دى خليهالى .. حتى لو هى عرفت حاجه .. هيبقا قدامها الاختيار بينى و بين الموت .. و يوم ما مش هتختارنى انا اللى هخلّص عليها بإيدى
نضال : طيب .. إدينى يومين
عاصم : اقلب عليها الدنيا .. سافرلها انجلترا بنفسك .. دوّر ف الجامعه بتاعتها هناك و المستشفى كمان .. مش هتطلع برا دول .. طالعه فصيحه لأبوها .. مبتسيبش الشغل لو بتموت
نضال : حاضر ..

عاصم بغلّ : اموت و اعرف مين خرّجها برا البلد ؟ اذا كان باسبورها معايا .. يبقا خرجت ازاى ؟ و لو مخرجتش هتبقى فين ؟ ده انا مسيبتش خرم إبره هنا مدورتش عليها فيه !
نضال إرتبك شويه و بصّله بتوتر : هنبقا نشوف .. اما نلاقيها هنعرف
عاصم بصّله قوى و لاحظ توتره

عند مراد ف المستشفى ..
غرام دخلت لمراد ف العنايه و قرّبت منه و عينيها وارمه و منفوخه من العياط .. لقته نايم بشكل قهرها عليه .. عيّطت قوى من شكله .. متعودتش تشوفه كده
قعدت على كرسى جنبه و مسكت بإيده و ميّلت عليها باستها :
ارجوك يا مراد قوم علشان احنا محتاجين ليك اوى ، انت سندى و أبويا و اخويا وحبيبى وكل حاجة فى دنيتى دى ، هموت لو جرالك حاجة يا مراد ..

الدكتور دخل و اخد منها عينه دم يتأكد من فصيلتها .. بعد ما إتأكد من فصيلة اسر و مصطفى و يحيي إنهم نفس فصيلته .. اخد منهم دم و دخل عند مراد و علقله الدم يتنقلّه ..

عدّى اسبوع على مراد و هو على نفس حالته .. مش بيفوق .. نقلوله دم .. بس لسه ف غيبوبه
الدكتور دخل عنده و خرجلهم : مش عارف اقولكم ايه.. بس هو محتاج معجزه عشان يقوم ..
خلايا المخ بتدينا إنذار إنها هتقف .. و ده نتيجة شدّه الخبطه و الدم اللى نزل كان تحديدا من دماغه مش فقد دم من اى حته و اثّر على دماغه .. لاء ده الدم اللى فقده من دماغه ..
مصطفى بقهره : يعنى ايه ؟
الدكتور : إدعوله يقوم منها لإن تطويل الغيبوبه بالشكل ده مع حالته دى شئ مش مُبشِّر

مصطفى إتحدف ع الحيطه وراه و إبتدى يخبط دماغه بعنف ف الحيطه بصريخ ..
غرام راحت ناحيته بعنف و شدّته : انت بتعمل كده ليه ؟ قوووم .. مراد كويس و هيبقا كويس اكتر .. هو بس تِعب شويه .. ايه مش من حقه يتعب ؟! مش بشر ؟!
اسر بقهره : مراد قوى اه .. بس وقعته المرادى كبيره .. كبيره اوى .. مش عارف لو مقدرش يتغلّب عليها هعمل ايه من غيره ؟ ده صاحبى و أخويا و حبيبى ..
عمار بتوهان : ده احنا شُركا ف كل حاجه.. برجعله ف كل كبيره و صغيره .. ده حتى الشغل .. اما امسك قضيه جديده برجعله اخد رأيه اعمل ايه و اسوّى ايه و امشى ازاى و هو كمان بيجيلى دايما ..

مصطفى بتوهان و قهره : لو في حد يتكلم عن مراد يبقي انا..
مراد ده مش اخ ده عُمر بحاله .. عِشره و اخوّه و طريق مشيناه سوا ع الحلو و المرار .. روحي وشريك كل حاجه مش العُمر بس .. و كان في القلب صاحب مِلك .. اخويا اللى قسمنا سوا كل حاجه بالنص .. الحلم والفلوس و حتى اللقمه..

كان حبيبي وسرّي والمشاكل اللي كانت بينا كانت بتصفي علطول عشان الود دايما غالب على كل حاجه بتقف بينا .. ده مكنش فى مشاكل اصلا ..
هو مش اخويا الصغير ؟ بس دايما بحسّه اخويا الكبير اللى برجعله قبل حتى ما اتنفس
غرام بصتله بقهره و صوتها إترعش بدموع : انتوا بتعملوا كده ليه ؟ هيقوم و الله

عند همسه و ليليان ف تايلاندا ..
همسه قاعده مع ليليان و سرحانه .. مره واحده المجّ اللى ف إيديها وقع ع الارض إتكسّر .. همسه إتضايقت اوى و بصّتله بخنقه .. و فجأه إبتدت تعيط اوى
ليليان : ايه يا ماما ؟ كل ده عشان مجّ ؟ ف داهيه يا حبيبتى .. فداكى
همسه هزّت راسها بعنف و ليليان بصّتلها بقلق :
ايه يا حبيبتى ؟ بقالك كام يوم مش مظبوطه .. مالك ؟

همسه : مش عارفه .. بس مخنوقه و قلبى مفطور و زى اللى بيتنفض .. حاسّه إنى مقبوضه
ليليان بقلق : من ايه يا حبيبتى بس ؟
همسه : مش عارفه .. قلبى واجعنى اوى
ليليان : مممم قولى بقا إنك زهقتى منى و من القاعده معايا .. خصوصا إننا اول مره نقضّى الفتره دى كلها ف وش بعض ..
همسه إبتسمت بدموع : انتى بتقولى ايه يا هبله انتى ؟

ليليان : ااه .. ماهو عشان تبقى عارفه انا لازقه على قلبك و مش هسيبك .. و لا عايزه تسيبينى ؟
همسه بسرعه : لالالا انتى بتقولى ايه انتى ؟ اوعى تسيبينى .. فاااهمه .. اوعى .. ده انا اموت .. اوعى حتى تقوليها
ليليان إبتسمت و باست راسها بحُب : و مين قالك إنى ممكن اعمل كده ؟ و مراد و همسه دول مين هيربيّهم غيرك انت يا عسل ؟
همسه ضحكت اوى : انتى بردوا مصممه تسمّيهم مراد و همسه ؟

ليليان : طبعاا .. اهو عشان تبقى مرات مراد و ستّه
همسه إبتسمت بتلقائيه من كلمة مرات مراد
و ليليان إبتسمت : اييييه ؟ روحتى فين ؟ بقيتى بتتوهى كتير انتى
همسه ضحكت : ملكيش دعوه ..
ليليان رفعت إيديها : خلاص يا ستى إسرحى براحتك .. بس عشان تبقى عارفه .. أبويا ملكيه خاصه ليا و لولادى .. انسى
همسه ضحكت : انسى اكتر من كده ؟ حرام عليكى

ليليان ضحكت اوى و هى معاها و بعدها سكتت بقلق
ليليان بصّتلها و هى إتنهدت : مراد .. قلقانه عليه معرفش ليه ؟
ليليان : بقاله كام يوم مكلمناش
همسه : و لا بيرد
ليليان : طبيعة شغله ساعات بتجبره على كده .. ساعات بيسافر فجأه او بتجيله مهمه كده فجأه .. عشان كده قال لو تليفونى إتقفل متقلقوش
همسه بقلق : معرفش بقا بس قلبى واكلنى عليه .. هو لسه موصلش لحاجه عن اهله يا ليليان ؟ انا بخاف اسأله او اتكلم معاه ف الموضوع ده لأجرحه
ليليان شردت : لسه يا ماما ..

همسه بشرود : طب مقالكيش اى تفاصيل يعرفها عنهم ؟
ليليان : ابداا .. مبيحكيش خالص لحد عنهم.. ادعيله
همسه : ربنا يراضيه و يفك كربه يارب

عند مراد ف المستشفى ..
غرام دخلت عنده بقهره .. وقفت جنب السرير و حاوطت راسه ب إيديها و قرّبت وشها من وشه بدموع :
انا مش قادره اصدّق كلام الدكاتره يا مراد .. مش مصدّقه لأن مراد اللى حارب الموت والظلم و القهر زمان و هو كان لسه عيّل صغير يقدر يحاربه دلوقتى ، انت مش ضعيف يا مراد .. تقدر تحارب وتقوم بالسلامة ..

مراد انت بتواجه الموت كل يوم و كل لحظه .. و هو اللى بيهرب منك .. بيخاف من شجاعتك .. اوعى يا مراد تسيبنى لوحدى ...
عِلى صوت عياطها ورفعت إيديها لربنا تدعيه ...
فجأة مراد إبتدى ينهج و كأنه بيختنق و بيفتّح و يغمض عينيه اللى إبتدت تغرّب .. صرخت غرام و جريت بفزع لبرا تصرخ و تنادى بهيستريا على اى حد يجيله ..
ثوانى و جاه دكتور و معاه مساعدين و دخلوله .. مصطفى قام يجرى على صوتها و راح ناحيه الاوضه .. و من نظره واحده لمراد قدر يفهم ..
نخّ على رُكبه ع الارض و ميّل راسه و حط إيده الاتنين عليها بقهره .. غرام جنب السرير بتاعه و الدكاتره معاه ..

مش مصدقة اللى بيحصل .. معقول مراد بينتهى ؟ الحلم إتقلب لكابوس ؟ ابدا هى مش مستعدة لفقدانه.. مش قابله خسارته ..
الدكتور بينعشه و بيحطله اكسجين .. غرام متابعاهم برعب .. بتبص بقهره مره على وش الدكتور و مره على مرادها

و بعد محاولات كتيره وصلت حَد اليأس إبتدى يستجيب و تشنجات جسمه تهدى
و هنا خرج الدكتور و شاور لغرام على برا و هى خرجت وراه .. قفل و بصّلها بتحذير :
حصله هبوط مفاجئ ف الاكسجين و ده وصّله للإختناق .. لازم يبقا لوحده ..
غرام بدموع : هتطمن عليه بس
الدكتور : شويه و تخرجى
هزت غرام راسها و جريت على اوضته بلهفه ..

همسه قبضتها بتزيد و قلبها زى المخنوق .. كأن حته من روحها محتاجالها
حاولت تشغل نفسها بس خنقتها بتزيد ..قامت إتوضّت و إبتدت تصلى و حطّت قلبها بين إيدين ربنا يبرّده

مهاب داخل عند مراد العصامى مكتبه لقاه بيصلى ..
مراد بيصلى بعيون مدمّعه من غير سبب .. و كأنهم إتحدّوا الفراق و روحهم إتقابلت ف ملكوت الله ..
مهاب راح قعد على كرسى المكتب و مدد رجله ع الترابيزه قدامه و رجّع راسه لورا و غمض عينيه
فتّح عينيه و بيبص حواليه بدون هدف و بيدندن :
مفيش سجاير هنا ؟ نسيت بتاعتى برا .. فتح الدرج يدوّر لمح صوره همسه و مراد و ليليان ..
إبتسم بحب و لهفه : ااه يا همسه .. ربنا يسامحك ياشيخه على وجعه

مراد خلّص صلاه و بصّله بغيظ : ربنا ياخدك انت يا شيخ
خطف الصوره و رجّعها الدرج و شدّه قوّمه و قعد هو و مهاب قعد على حرف المكتب قدامه
مراد : مممم نعممم
مهاب : يا اخى حسّن اسلوبك .. جايلك مخنوق .. إتلم
مراد بغيظ : مخنوق اااه .. و جايلى يا ابن الصرمه تنكد على امى .. ناقصك انا ؟
مهاب : الحق عليا ؟ قولت اجى افكّ معاك .. بدل ما اروح اى سهره كده ؟

مراد بتريقه : و مروحتش ليه ؟ ع الاقل هناك بتفُكّ اوى .. بتفُك خاالص .. كل حاجه فيك بتفُك
مهاب ضحك بصوته كله : ملكش دعوه .. المهم مالك بقا ؟ مازن بيقولى بقالك كام يوم مش مظبوط .. فيك ايه يا صاحبى ؟
مراد إتنهد : مفيش
مهاب بإصرار : هو انا مش عارفك ؟ ده انت عِشره يا جدع .. شكلك شايل همّ قد الجبل معجّزك كده ليه ؟
مراد بصّله و إتنهد و مهاب : الهم اللى انت شايله و ده من سنين .. ايه اللى جَدّ عليك دلوقت يا صاحبى ؟

مراد سكت كتير : معرفش يا مهاب .. بس بقالى كام يوم قلبى مقبوض اووى .. اووى اووى .. حاسس زى الحبل و مش خانق رقبتى بس ده خانق روحى و مكتّفنى يا مهاب .. حاسس بروحى زى المخنوقه و متكتّفه و بترفرف ..
مهاب بصّله بحزن حاول يداريه : فُك عن نفسك يا مراد
لسه مراد هيتكلم ..

مهاب لحقه : يا عم مش قصدى زفت جواز .. بس ع الاقل روّح على قلبه اللى خانقه بإيدك ده.. ده انت محرّم عليه الفَرح .. و كل ما يجى يتنفس تتكى عليه تخنق فيه .. اخرج .. سافر .. غيّر جو .. هو الشغل بس اللى بينسّى الواحد همّه ..
مراد غمض بوجع و مهاب ضحك بغمزه : لا فى حاجات تانيه .. بس انت سيبلى نفسك
مراد بتريقه : لاء سايبلك انا الحاجات التانيه .. رمرم لوحدك .. هو اللى يدوق همسه يستطعم حاجه بعدها ؟ يعرف اصلا يهوّب لحاجه غيرها ؟
مهاب : سيبتلى الحاجات التانيه ؟ و الله متغاظ منى اعمل زيى .. و لا انت راحت عليك فعلا و بتتلكك ؟
بصّله بضحك اوى و مراد رفع حاجبه : نعمممم؟

مهاب ضحك : واد يا مراد .. انت( و غمز بعينه و عمل صوت ببوقه ) من امتى ؟
مراد بصّله بغيظ و هو ضحك تانى : بجد و الله .. ما تجرب يا حزين .. ع الاقل تطمن .. لا يكون عندك عُطل فنى و لا حاجه
مراد بغيظ : براااا
مهاب : طب بلاش اخدك معايا .. اخدك لدكتور و هو يقول

مراد بصّ حواليه بغيظ .. بيدوّر على حاجه .. و مره واحده مسك الطفّايه و حدفه بيها و مهاب لقفها و طلع يجرى برا بضحك
خرج بسرعه و قفل الباب و رجع فتحه بسرعه : الركنه وحشه يا صاحبى .. صدقنى
و لسه مراد هيقوم ناحيته راح قافل بسرعه و ماشى
مراد رجع مكانه و بصّ لصوره همسه بغيظ : عاجبك كده ؟ بسببك بأف زى ده بيتريق عليا .. بسببك ايه .. ده انا بسببك بعمل حاجات معملتهاش من اعدادى ..
ده انتى كل ما توحشينى اتفرّج على لبسك و احسّ بروحك فيهم .. لسه ريحتك محاوطه كل حاجه حواليا يا همسه .. مش لبسك بس .. روحك حواليا ليه يا همسه ؟ نَفسك ملازمنى؟

عند مراد ف المستشفى ..
دخلت غرام مرة تانيه لغرفة مراد و قعدت قدامه و فضلت تبصّله لحد ما لاحظت اللى مقدرتش تصدّقه ...
حرّك مراد إيده بضعف قوى و بعدها فتّح عينيه بتعب قامت غرام و قرّبت منه بلهفه :
مرااااد انت بخير ؟! انت كوويس ؟! حمدالله على سلامتك يا حبيبي
إبتسم مراد بضعف وهمس : غرااامى ؟!!
هزت غرام راسها بفرح و دموع :

ايوة غرامك حبيبتك يا قلب غرام .. يا عقلها اللى كان هيروح .. انت عقلى و من غيرك كنت عامله زى المجنونه ..
مراد بهمس : وحشتينى اوى
مسكت غرام إيده و باستها بحب :
انت وحشتنى اكتر يا مراد .. الحمدلله إنك بخير يا حبيبي
انا كنت هموت من غيرك ..
مراد إبتسم : بعد الشر عنك يا حبيبتى ، الحمدلله إنى اول ما فتحت عينى فتّحتها على عينيكى اللى نوّرت قلبى و حياتى
غرام إبتسمت بحب و بتلقائيه ميّلت باست راسه :
الحمدلله إنك رجعتلى تانى ، ربنا ما يفرقنا ابدا تانى كدا
مراد مسك إيديها اللى محاوطاه بيها من فوق راسه .. و ضغط عليها بخفّه :

عارفه .. انا كنت سامع صوتك و كلامك و دعواتك و عياطك .. و كل همسه منك .. حتى خناقك يا مجنونه مع الدكاتره
غرام ضحكت اوى و هو إبتسم : يمكن ده اللى قوّمنى من تانى .. اول مره اقع و احسّ إنى لازم اقوم .. كل مره برقد الرقده دى بتمنى إنى مقومش تانى .. ده انا يمكن ساعات كنت بستناها .. و اقول خلاص هانت .. الدايره اللى بلّف فيها هتقفل ..
غرام إبتسمت : و ايه بقا اللى فَرق دلوقت يا مرادى ؟

مراد بصّلها بحب : انتى يا غرامى.. يمكن عشان المرادى كان عندى اللى اقوم عشانه .. كان عندى قلبى التانى اللى شغّل جسمى اما قلبى وقف
غرام بعتاب : مكنش ينفع تخاطر بحياتك كده يا مراد .. الاول و كنت بتقول معندكش اللى تبقى على حياتك عشانه طب و دلوقت ؟
مراد : مش مثاليه بس لو معملتش كده كانت ناس كتيره هتموت .. و حاجات كتير هتبوظ اولهم سُمعه البلد .. ده مكان سياحى يعنى لو إنضرب و وقع حاجات كتير هتقع معاه .. ده غير ان كان فيه زياره للريس ..

ابسط حاجه هيقولوا مش عارفين يحموا الريس بتاعهم و هو بيزور مكان سياحى زى ده .. و اهو رئيس و معاه حرس يبقا هيحموا السياح ازاى و هما غُرب و مش ف بلدهم .. و ساعتها كانت هتبقى ضربه للسياحه اكتر ماهى مضروبه
غرام إبتسمت : هو انا حبيتك من فراغ ؟ امال انا حبيتك ليه
مراد إبتسم : ليه ؟
غرام :من غير سبب.. بس حسيت إنك مش حامى البلد ، لاء انت حامى كل الحب اللى ف كل قلب ف البلد ..
مراد إبتسم و هى إبتسمت بحب : يلا ربنا ما يرقّدك كده تانى
مراد : طب بمناسبه الرقده .. عايز حد يساعدني اقعد .. حاسس إنى إتشلّيت من الرقده السوده دى .. هو انا هنا بقالى قد ايه ؟
غرام و هى بتسنده : اسبوعين يا قلبى
مراد بصدمه : اسبوعين ؟! احيييه و انتى مكانك هنا ؟ متنقلتيش ؟ طب قوّمينى ياختى

هزت غرام راسها بلاء :
تقوم ايه يا مراد ؟ انت لسة فايق من غيبوبة و كان عندك نزيف عالمخ ومكسورلك ضلوعك .. خطر عليك
مراد بغيظ : ساعدينى اقعد بس وسيبك من الرغى ده ..
وقفت غرام بإصرار : استنى هروح ابلّغ الدكتور احسن اساعدك تقعد وتتأذى

خرجت غرام بسرعه و بلّغت الدكتور اللى إتفاجئ و راح بسرعه لغرفته ..
كشف عليه و اتطمن عليه و طمنهم و طمّن مصطفى اللى كان دخل لمراد بعد ما عرف من غرام إنه فاق و رايحه تجيبله الدكتور ...
مصطفى بفرحه : مبروك يا وَحش .. الله يحرق سنينك السوده يا بعيد
مراد بصدمه غيظ : انت بتدعى عليا يا حلوف ؟

مصطفى : انت بعد اللى عملته فينا تخرس خالص .. بعد الكام يوم اللى عيشناهم بسببك همشى رايح جاى ادعى عليك
مراد عمل نفسه بيتوجّع : ااه ..
مصطفى قرّب بسرعه يضحك : اايه هو انا بَركه ؟ لحقت دعواتى صابتك ؟
قرّب منه و مراد مره واحده ضربُه بوكس خفيف ف وشه رجّعه لورا ..

و مصطفى عمل نفسه إتحدف ع الكرسى : يخربييت أبوك يا مراد .. ان كانشى طالع من تحت إيد عزرائيل .. اييه ده عزرائيل اللى طالع من تحت إيدك .. اييه ده مرزّبه ؟
مراد بغيظ : لاء دى عشان تبقا تدعى عليا و يبقا حقك
غرام ضحكت اوى عليهم و اسر دخل على صوتهم
اسر و هو ماسك موبايله قرّب من مراد باس على راسه : ايوه يا يحيي .. اللطخ اهو فاق .. ياعم اهو قدامى زى القرد .. يا عم اهو متلقّح
مراد بصدمه : متلقّح ؟!

اسر هزّ راسه اه و ضحك : سمعته ؟ هشوفك بقا طالما جاى .. سلاموز
مراد بغيظ : قرد ؟ و متلقّح ؟
اسر بغيظ : شيت يور ماوس .. اخرس و اقفل الماوس
مراد بغيظ : اطلع براا
اسر : نعمم ؟

مراد بحدّه و ضحكه : برااا .. عليك و على أبوك يا شيخ .. بتطمن أبوك قبل ما تشوفنى حتى .. لطخ يالا
اسر : انت ورّيتنا ايام اسوَد من الهباب .. يا اخى ملعون أبوك على أبو معرفتك
مراد : ايه الحكايه ؟ كل ما اكلم حد يقولى ورتنا ورتنا ؟
غرام إبتسمت : الدكاترة كانوا بيقولوا إنك محتاج تقوم بمعجزة وان مفيش فايدة .. بس الحمدلله إنك قومت يا حبيبي
عمّار و هو داخل بضحكه : مش مارد ؟ لازم يبقا خارق و يقوم
اسر : يا عم ده انا قولت هأجل ام الفرح الفقر ده و هنعلن الحداد بقا و هييييح
مراد بصدمه : و هيييح ؟ يخربييت أبوك لأبوه .. يلا يا ابن الكلب منك له برا .. ده قرّ علنى بقا
كلهم ضحكوا و مارد حط إيده على راسه بكوميديا : ااااه .. و انا اقول مالى كده مهبَّط.

غرام ضحكت قوى و هو حطّ إيده على قلبه : ااه الحقينى يا غرام .. طلّعى العيال دى .. هيجيبوا اجلى
مصطفى غمز : مممم دى حجّه .. ما تقولها كده .. بدل اللف و الدوران
مراد بغيظ : طب مانت طلعت بتفهم اهو .. غور بقا
اسر بعِند : لاء احنا قاعدين .. ده حتى الاوضه هنا طراوه و كلها مُحن و هيييح
عمّار ضحك : ملزّقه يعنى
مصطفى بصّ لمراد اللى ودانه بتطق شرار تقريبا و ضحك :
و النبى مانت قايل حاجه .. احنا كده كده هنخرج .. عشان غرام تقعد شويه قبل ما تمشى طالما إتطمنت عليك
و بصّ لغرام : و لا ايييه ؟

غرام ببرود : و لا ايييه ؟
مراد بصّلهم بعدم فهم و بصّ لمصطفى بغيظ : خد يا حمار .. فى ايه ؟ هو انت اللى هتحدد تقعد امتى و تمشى امتى ؟ و انت مال اهلك كانت قاعده ف بيت خالتك
مصطفى ميّل عليه بهمس : البت هنا بقالها اسبوعين .. متنقلتش تقريبا .. و تقريبا كده اهلها هيولّعوا منها و فيها ..
مراد سكت بضيق : طب إتكّل
اسر قرّب منهم بضحك : لاء انا مرتاح هنا .. جميل هنا
بصّ حواليه و رفع حاجبه بضحك : احنا فيين هنا ؟
مراد بغيظ : ف العنايه المركزه .. عقبال ما تعملّها ايجار جديد
اسر : من ورا قلبك .. عارفك بتموت فيا
مراد زقّه بغيظ و بصّ لغرام : انتى مروحتيش ليه بقا ؟

غرام : اروّح و اسيبك يا مراد ؟ بتهرّج صح ؟
مراد بجديه : لا يا غرام مش بهرّج .. و اهلك و أبوكى و أمك و خالك .. كل دول هتقوليلهم ايه و لا قولتيلهم ايه اصلا ؟
غرام بنفس جدّيته : ملكش دعوه .. دى حاجه تخصّنى انا ملكش فيه .. خليك ف نفسك و راحتك و بس .. و لا انت راحتك بقا ف إنى امشى و بتتحجج ؟
مراد بإندفاع : لاء طبعا .. انتى عارفه إنى عايزك ف كل دقيقه و ثانيه .. هنا او برا .. بس من غير ما اعملك مشاكل
غرام إبتسمت : عارف يا مراد .. النور و الضل حلاوتهم بيكملوا ببعض .. النور من غير ضل يعمي العين .. و الضل من غير نور يبقي ضلمه .. و أنا و أنت ضل و نور مبيكملوش و ملهومش و جود إلا ببعض ..

مصطفى و اسر و عمار ف صوت واحد و نفس الاشاره ب إيديهم : تيراراراااا
مراد بغيظ : انتوا لسه هنا يا بقر ؟ برااا
عمّار ضحك : بركااتك يا حجّه .. اية ده يا عم النور .. انا لو اعرف ان غرامك اللى هتخليك تقوم زى القرد كدا كنت جيبتهالك من زمان .. حتى لو هقبض عليها ..
اسر بغيظ : انا عايز اتجوز .. انا هحدد الفرح يخروبيتكوا قبل ما حد يتقلب تانى

مراد بغيظ : لاااا ابوس إيدك بلاااش ، كل مرة بتحدد وقت الفرح بيحصل مصيبة .. و غالبا بتبقا عندى
ضحك يحيي اللى دخل على صوتهم و خبطه بإيده على كتفه بخفّه :
لا ان شاء الله خير ، متقاطعش انت بس
مراد إبتسم : اهلا يا بَركه ..طبعا جاى تطمن على الجثه اللى كل ما بتقع تحت إيدك بتنفُخها ..
يحيي بصّلُه بغيظ و هو إبتسم بتريقه : يلاا يلاا .. يلا شوفلنا الدكتور ده علشان اخرج
مصطفى رفع حاجبه : نعم يا روح امك ، تخرج اية ؟؟ هو انت طالع من الجيم .. ده انت لسه طالع من غيبوبه ياعم
مراد هز راسه : هتشوف الدكتور ولا اقوم امشى من نفسى؟
اسر بغيظ : تمشى ايه ؟ خلاص هناديه .. مجنون وتعملها والله

الدكتور جاه شاف مراد .. خلّص كشف و بصّلهم بضيق : يخرج ايه ؟ احنا هنهرّج ؟ ده كان عنده نزيف ف المخ و خارج من غيبوبه ..
مراد ببرود : و ادينى فوقت .. اقعد ليه تانى ؟ هى سياحه ؟
الدكتور : لاء بس لازم تقعد كام يوم معانا كمان .. ع الاقل لحد ما نعيد الاشعه و نتطمن ان كل حاجه رجعت لطبيعتها..
غرام بضيق : معلش اصله مشافش نفسه جاى ازاى ؟
مراد بزهق : ايا كان ازاى بس بقيت كويس
الدكتور : و مين قال إنك بقيت كويس بقا ؟ انا قولت كده ؟

مراد على بروده : اناا
الدكتور بجدّيه : اذا كنت انا معرفش لسه اذا كنت كويس و لا لاء
غرام بقلق : يعنى ايه ؟
الدكتور : يعنى المفروض اشعه و هى اللى تأكدلنا إنه بقا كويس .. بعدها يبقا نقول يخرج و لا يستنى
مراد بعِند : يبقا اخرج و اجى ع الاشعه و امشى
الدكتور نفخ : مش هيحصل .. يا بنى ادم انت كان عندك نزيف عالمخ .. و كنت ف غيبوبه .. يعنى مخك فاصل ..
رجع اشتغل اه .. الحمد لله .. بس ع الاقل نتطمن إنه رجع بطبيعته و الغيبوبه مأثرتش .. مش يمكن فوقت بس الغيبوبه مأثره على مخك ؟

مراد بصّله بغيظ و غرام همست بضحك : و الله انا بردوا بقول إنها مأثره
مراد حدفها بعلبة المناديل من على الكومدو اللى جنبه و غرام ضحكت : مش بقولك مأثره
الدكتور بإصرار : لازم كام يوم كمان و بعدها هقولك تخرج امتى
مصطفى بجدّيه : تمام .. و احنا قاعدين
و خبط مراد ف كتفه : هو بس كان بيهزر .. ده هيموت و يقعد .. و غمز لغرام بضحك و هى ضحكت
الدكتور خرج و مراد بصّلهم بغيظ : براا يا كلاب
مصطفى بجديه : انا هروح البيت قبل ما غرام تسيبك اجيبلك حاجات من هناك و ارجع اوصّلها
غرام بعِند : انا بايته إنهارده
مصطفى بصّلها بقلة حيله : ما جمّع إلا اما وفّق بينكوا الصراحه ..

مراد بغيظ : برااا
مصطفى مشى و قبل ما يطلع ضحك : انتوا لو إتجوزتوا هنروحولكوا تانى يوم نلاقيكوا حادفين بعض من البلكونه
مراد رفع حاجبه : و انت ايه اللى هيجيبك لنا تانى يوم ؟
مصطفى : يعنى هتبيعنى ؟ ده انا رفيق دربك
مراد بغيظ : داك ضربه ف دماغك

مصطفى ضحك و خرج و مراد بصّ لغرام بهزار : دَرب اسود بعيد عنك
غرام ضحكت اوى على طريقته و هو ضحك بغيظ .. و قربت منه ضمّته اوى و همست : حمد الله على سلامة قلبك يا قلبى

مصطفى روّح ع البيت .. دخل اخد حمام و غيّر و إبتدى يشوف ايه ممكن يكون مراد محتاجُه و يحطّه ف الشنطه .. موبايله رنّ كتير و مش مبطّل
مصطفى بضيق : ده عايز ايه ده كمان ؟

مسك موبايله و قبل ما يفتح سمع خبط بعنف ع الباب .. قام فتح الباب بغيظ
محسن دخل بغضب و عمّال يتلفّت حواليه و يلفّ ف الشقه
مصطفى شدّه بإستغراب : ما تاخد يا حمار انت .. انت واقف ف زريبه أبوك؟
محسن : هى فيين بنت الكلب دى ؟
مصطفى مفهمش : هى مين دى اللى فين ؟
محسن : انت هتستعبط ؟ انا عارف ان رحاب هنا
مصطفى : رحاب ؟!

محسن : مش بقولك بتستعبط .. هى متعرفش حد غيرك انت و ابن الكلب التانى
مصطفى مسكه بعنف و زقّه برا : مين ده اللى ابن كلب يا ابن الكلب يا غبى ؟
محسن : رحاب يوم ما هتعمل اللى عملته محدش هيساعدها غيرك انت و الوسخ التانى .. ودتوها فين ؟ مين فيكوا اللى خبّاها ؟ و لا يكونشى عاملين عليها حفله ؟ ماهى واحده سايبه لا اب و لا ام و مالهاش كاسر
هنا مصطفى فقد اعصابه و مسكه بعنف و ضربه كذا ضربه ف وشه : انت بتقول ايه يا حمار انت ؟

محسن : بقولك رحاب سابت البيت من كام اسبوع و محدش عارف طريقها .. و مش هتلجأ لحد غيركوا لإنها اصلا مالهاش حد
مصطفى سابه بذهول : سابت البيت ؟ و ياترى ده ليه بقا ان شاء الله ؟ انتوا عملتوا ايه وصّلتوها لإنها تطفش منكوا ؟
محسن بغضب : و انت مال اهلك ؟ لو حسّيت بس إنها جاتلك او كانت عندك الفتره دى كلها انا هطربق الدنيا على دماغك منه له .. فاااهم .. احنا صاعيده و منعرفش ان بنت تقعد مع شباب لوحدها إلا اذا كانت ..

بصّله بتريقه : و ده مش جديد عليكوا .. بس و رحمة أبوها لاكون مخلّيها تحصّله
مصطفى هجم عليه تانى : طب جرّب كده تقرّب منها و ورينى
ضربه و زقّه بعنف ع السلم و وقّعه و دخل و قفل الباب
محسن قام بغيظ : طب و حياة امك ماشى ..
نزل و شاور لحد كان واقف قدام العماره و جاله : خليك هنا .. متسيبش المكان هنا و لو لمحت حد فيهم و لا رحاب كلّمنى زى ما كلمتنى دلوقت اما جاه
الراجل هزّ راسه بتمام و هو اخد بعضه و مشى

الدكتوره بتغيّر لمراد المحاليل و قرّبت تقيس الضغط و بتشوف حالته ..
و غرام هتطق من الغيظ و بتنفخ : استغفر الله العظيم
مراد كاتم ضحكته بالعافيه و الدكتوره بتتمايص عليه و هو سايبها لإنه نوعاً ما عجبه رد فعل غرامه و بيطلّع جنانها اللى بقا بيعشقه
مراد بهمس لغرام و هى جنبه و مميّله عليه : ايه رأيك ف المُلعب دى ؟
غرام بصّتله بصدمه و هو بصّ للدكتوره وضحك عشان يغيظها : ايييه .. فينك يا لحمه ايام ما كنت جزّار
غرام لكمته ف جنبه : لحمه ؟ المعصعصه دى لحمه ؟ عجباك ؟ طبعا ماهى نازله تفعيص فيك من الصبح
مراد كتم ضحكته عليها : طب ما تفعّصى زيها .. و ربنا ما هقولك حاجه .. ده انا حتى هساعدك.

غرام بصّتله بغيظ و هو ضحك : خلاص خلاص .. مسيرك يا ملوخيه تقعى تحت المخرطه .. ساعتها مش هرحمك
غرام بتريقه : لحمه ؟ و ملوخيه ؟ انت جعان يا جدع انت ؟ ما تتلم بدل ما اخليهم ميعرفوش يلمّوا فيك حته على بعضها

مراد ضحك اوى و هى بصّت للدكتوره بغيظ و نفخت الدكتوره لفّت بدلع : لو متضايقه من الوقفه ممكن تخرجى .. يعنى تستنى برا لحد ما اخلّص
غرام بغيظ : ما تخلصى يا بت انتى .. فاكره نفسك دكتوره بجد ؟ ده انتى حياله حته عيّله لسه متخرّجه امبارح و فرحانه بشهادتها .. إخلصى و غورى بدل ما اخليكى متلحقيش تفرحى خالص
الدكتوره ببرود : و الله انا جايه هنا لسيادة المقدم و هو بس اللى يقولى افضل و لا امشى ..
مراد بيكتم ضحكته بالعافيه و هى بصّتله برقّه : و لا اييه ؟
مراد ضحك ف سرّه و غرام قرّبت منه و لكمته ف كتفه : و لا اييه ؟

مراد بخوف مصطنع و هو راقد ع السرير بينهم : و الله خايف اقولك خلّصى .. تخلّص هى عليكى و متخافيش هتخلّص عليا انا كمان
الدكتوره بدلع : و انا معنديش مانع .. اهو ع الاقل نبقا مع بعض
هنا مراد إنفجر ف الضحك .. و غرام بصّتله بحده على ضحكته اللى توّهت الدكتوره و وقفت متنحه
غرام لاحظت تتنيحتها و قرّبت منها بهجوم و زقّتها بغيظ : برااا
الدكتوره بضيق : انا لسه مخلصتش على فكره
غرام ببرود : و انا شايفه إنك خلّصتى .. تغورى بقا و لا اخلّص عليكى زى ما قالك؟

الدكتوره خرجت بغيظ منها و هى رزعت الباب وراها .. و بتقرّب من مراد و هى بتكزّ على سنانها
مراد قعد نص واحده و ضحك بتعب : بت انتى إعقلى .. هتعملى ايه ؟
غرام مثّلت البراءه : هفعّص فيك
مراد ضحك قوى بصوت عالى و غرام رفعت حاجبها : عجباك ؟ هاا؟
مراد ببراءه مصطنعه : انا قولت كده ؟
غرام بغيظ : و هو انت كمان عايز تقول ؟ من ساعه ما دخلت و انت فاتح بوقك من الودن للودن .. ايه حنّيت للعك ؟

مراد ضحك : لا انا بس افتكرت ذكرياتى مع اشكالها قبلك .. ايييه .. الواحد عنده ذكريات من النوع ده كل ما يفتكرها يفضل يتف ساعه
غرام كزّت على سنانها بغيظ : كنت بتعمل ايه ؟
مراد ضحك : بلاش .. اخاف على اعصابك .. ده انتى إنهارتى من ضحكه لها ..
غرام بغيظ : انا مش فاهمه .. هى سهوكة البنات زادت ولا أنا اللى إسترجلت
مراد ضحك اوى و بصّلها من فوق لتحت و مط شفايفه عشان يستفزها : لاء دى اعرفيها لوحدك
غرام ميّلت عليه و مسكته من لياقته بإيديها الاتنين و وشها ف وشه :
لمآ قذره تيجى تدلع عليك .. قولهآ ان فى واحده ماليه عينيك
مراد ضحك غصب عنه و هى بصّتله قوى : مراااد انت بتحبنى .. صح ؟!

مراد : ده المفروض جواب مش سؤال
غرام كشّرت : امال ليه لسه عينك زايغه و عمال تتغزّل فى دى و دى؟
مراد كان هيقول حاجه و إتراجع و حبّ يستفزّها : نتكلم بالمنطق و ﻻ هنتغابى ؟
غرام بغيظ : قول يا بتاع المنطق
مراد حاول يكتم ضحكته : هقولهالك بطريقتك و انتى هتفهميها .. لو انتى بتحبى الموز و فضلتى تاكلى موز طول الوقت مش هتزهقى ؟
غرام مفهمتش : أكيد
مراد ضحك : بتعملى ايه ساعتها ؟
غرام ببراءه : هاكل حاجه حادقه اغيّر بيها يعنى و بعدين ارجع للموز تانى
مراد كتم ضحكته ببراءه مصطنعه : بسسس .. هو ده اللى انا بعمله يا موز إنت يا مووز.

غرام حدفته بالمخده بغيظ : لاء اقنعتنى الصراحه
مراد ضحك : ايه رأيك ؟ مش مقنع انا ؟
غرام هنا مسكت المخده و حطيتها على وشه بعنف و إتكّت : طب خُد دى يا مُقنع عشان إقناعك

شاكر : ماهو لما أبوها يبقا عارف ان بنته دايره على حل شعرها و سايبها و امها واقفه قدامى تقولى مش عارفه اعملّها ايه .. يبقا من حقها تعمل كده و اكتر من كده كمان
أمها بضيق : انا كلمتها و هى قالتلى بتبات عند ريهام .. و بتروح و تيجى ع المستشفى
سيف بغضب : و هى تروح و تيجى بتاع ايه؟ كان من بقية اهلها ؟ ده اذا كان انا و لا خالها اما بنبقى مكانه مبتجيش مره ع التانيه
أمها بضيق : يووه انت عارف مالهاش ف جو المستشفيات
سيف بحده : و اشمعنا دلوقت بقا لها ؟
أمها بتردد : عشان .. عشان ده واحد هيبقا جوزها
سيف بعنف : نعمم ؟!

شاكر : ممم و مين اللى قرر ده ان شاء الله ؟ و هو جاه لمين اصلا ؟ اذا كان انا مكلم أبوها و ميعرفش حاجه و لا موافق اصلا
أمها بتوتر : هو قالها و هى عرضت الموضوع عليا و انا كنت هكلم أبوها اجيبه و اقولكوا بس حصلتله الظروف دى و دخل المستشفى .. ف اجّلنا الموضوع شويه
سيف : و محدش موافق .. محدش اصلا هيسمحلها
شاكر : و هى بقا قررت تعامله كجوزها حتى قبل ما نعرف إنه جاى ؟ كده ؟ بتحطنا قدام الامر الواقع يعنى ؟
أمها بضيق : انا قولت اللى حصل .. الواد جاى بس يخرج من المستشفى و يبقا كويس
سابتهم و دخلت و سيف بصّ لأبوه بغضب : انت هتسمح بده ؟

أبوه بضيق : مانت مقطّع السمكه و ديلها برا و جاى لحد عندها و بتستلطخ .. قولتلك براحه هتعرف تجيبها
سيف بحده : مش دى اللى تيجى براحه .. غرام عنيده .. و لو جيتلها براحه هتفتكر إنى بتذللها .. خاصة بعد ما الزفت ده إتلم عليها
أبوها : و هتعمل ايه بقا ان شاء الله يا ناصح ؟
سيف بغضب : لاء هعمل .. اصبر انت عليا

عند مراد ف المستشفى ..
مراد و هو مشبّك صوابعه و بيحركهم بعشوائيه بين اصابعها :
كنتى خايفه اموت ؟
غرام إتخصت من الكلمه و صوتها إترعش بالعياط : لاء .. لإنى ببساطه مكنتش هحس بوجع موتك .. كنت هنتهى معاك .. انا بس كان صعب عليا اشوف سكوتك بالشكل ده .. انا كنت بموت يا مراد من سكونك ده و رقدتك
مراد سكت شويه : لازم تتعودى .. دى طبيعة حياتنا .. مش كل ما تحصلى حاجه تزعلى كده
غرام ضغطت على إيده بخفّه : عمرى ما ازعل و انت جنبى .. انا بزعل بس من بُعدك
مراد إبتسم و بص عليهم ف رقدته و هى محاوطه دراعه فوق راسه و دراعها نازل على كتفه و مشبّكه صوابعها ف إيده : و ف وضعنا ده لسه زعلانه ؟

غرام برقّه : إزاى و حبيبى جنبى أزعل ده البصّه ف وش الحبيب مهدئ ربانى
مراد إبتسم : مانا قولتلك انتى إعلاميه .. يعنى كلامك شغلتك .. و انا مبعرفش اتكلم .. انا مش قدك
غرام : حبّنى هتبقى قدّى .. اللى بيحب مبيحتاجش لشغل الإعلام عشان يتكلم .. الكلام بيطلع من قلبه اللى من اول ما الحب بيدخله بيخلّيه زى الفراشات بيرفرف .. حبّنى اوى و انت هتعرف تقول اللى جواك
مراد : هحاول اعرف اقول
غرام إبتسمت : لاء هتحاول ايه ؟ حبنى اوى بقولك و يلا قول .. ع الاقل رأيك فيا
مراد إبتسم : مفيش احلى من كده.

غرام ضحكت بفرحه : ايوه كده .. المكنه طلّعت قماش اهى .. ايوه كده غازلنى يا مولانا
مراد إتنهد بإبتسامه : مبعرفش بس انا بحس ان كان جوايا حته ضلمه و منوّرتش غير بيكى
غرام بفرحه طفوليه : يا خرااشى
مراد إبتسم على فرحتها : عاارفه .. بحس إنك زى العُمر و العُمر مره واحده بيتعاش في العُمر
غرام إبتسامتها وسعت قوى : يا جمال امك
مراد ضحك بحب : ده انتى اللى جميله يا غرام المارد
غرام بفرحه : الله .. شوفت الحب بيحلّى ازاى؟

مراد بصّلها كتير : انتى ممكن توجعيني في يوم ؟!!
غرام بسرعه : مجنونه انا علشان اوجع روحي ... مثلا يعني

مراد بصّلها و إبتسم بعشق و بتلقائيه راح بعينيه ناحية شفايفها و هى إستسلمت تماما ل مارد قلبها
او ما صدّقت اللحظه اللى كانت مستنياها من وقت ما كان هيموت ف حضنها ..
قرّب من شفايفها و خطفها لجنته .. جنة المارد و بس .. كان بيضمّ شفايفها بتملُّك مجنون و مش عارف هو بيستقوى بيهم و لا عليهم ..
بس اللى عارفُه إنه كان عايز يعمل كده من بدرى .. بدرى اوى .. من وقت ما إستسلم للموت قدامها و هو كان عايز دى تبقا اخر حاجه بينهم ..
و كأنه حاسس فعلا ان اللحظه دى هتبقا اخر حاجه بينهم !!

مراد اخدها معاه ل جنته و هى تاهت معاه ف لحظات مجنونه ..
لحد ما وصل الضيف اللى مكنش متوقع مجيّه خالص و قبل ما ياخد اى رد فعل بصّ لمارد قووى و فجأه _
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الخامسة والعشرون بقلم أسماء جمال

 
مراد حضن غرام .. ضمّها بتملُّك .. قرّب من شفايفها و خطفها لجنته .. جنة المارد و بس .. كان بيضمّ شفايفها بتملُّك مجنون و مش عارف هو بيستقوى بيهم و لا عليهم .. بس اللى عارفُه إنه كان عايز يعمل كده من بدرى .. بدرى اوى .. من وقت ما إستسلم للموت قدامها و هو كان عايز دى تبقا اخر حاجه بينهم .. و كأنه حاسس فعلا ان اللحظه دى هتبقا اخر حاجه بينهم !!


 
سيف كان بعد ما خلّص كلام مع أبوه اخد عربيته و مشى بعنف و جواه غضب لو طلع منه هيحرق الدنيا بحالها ..
مشى لحد ما ركن قدام المستشفى .. نزل و دخل سأل على غرفة مراد و عرف مكانه و طلع ..
قرّب بغضب و لسه هيدخل سمع صوتهم من برا ..
إتراجع خطوه لورا .. و لإنه ظابط قدر يسمع حتى هَمسهم


 
سيف اول ما لاحظ سكوتهم خمّن ده و لفّ ناحيه شباك الغرفه و لإنه كان قزاز قدر يلمحهم ..
بعد ما كان هيدخل بغضب .. إبتسم بمكر و رجع طلّع موبايله و صوّرهم ..
كان مراد ف اللحظه دى ع السرير و غرام قاعده جنبه نص واحده و اول ما ضمّ شفايفها إستسلمت لحضنه و بتلقائيه جسمها إترخى بين إيديه ..
سيف لإنه ظابط و المكر شغلته قدر يبيّنها كأنها معاه ف السرير !
سجّلها و اما حسّ ان حد هياخد باله إنسحب بسرعه و قرر يجيلها من ناحيه تانيه و مشى ..


 
هو مشى و مصطفى وصل لعندهم المستشفى و طلع و خبّط و دخل
مصطفى : ايه يا مولانا العاشق .. مش كفايه نحنحه؟
مراد بغيظ : انت ايه اللى جابك ؟ مش قولت هتروّح ؟
مصطفى رفع حاجبه : مانا روّحت و خلّصت و رجعت .. بس واضح إنك تايه .. معلش معلش عاذرك


 
غرام موبايلها رنّ بصّت فيه لقت رقم أمها .. كنسلت مره و التانيه بس صممت ترن لحد ما ترد
مراد بصّلها بقلق و هى إبتسمت : دى ماما
مراد : خلاص ردى
غرام اخدت الموبايل و خرجت و هو كزّ على سنانه لمصطفى : مالك مستعجل ليه ؟
مصطفى غمزله : الحق عليا اللى قولت الحقك قبل ما تتهور .. اوضه و سرير و انتوا الاتنين قولت الحق اجى انا قبل حد
مراد بغيظ : حد مين يا حمار ؟

مصطفى ضحك : الشيطان .. يعنى ابقا انا تالتكوا و لا الشيطان؟
مراد كزّ على سنانه و مصطفى رفع إيده بإستسلام : و النبى مانت تاعب نفسك .. يارب الشيطان يعُضّك


 
غرام برا عالتليفون بضيق : خلاص يا ماما حاضر .. يعنى احنا بنعمل ايه يعنى ؟
أمها بغضب : انا ايش عرّفنى يا غرام ؟
غرام بزعل : ده بجد ؟ يعنى انتى بجد متعرفنيش يا ماما ؟ هغلط لمجرد إنى انا و هو لوحدينا؟
أمها بضيق : انا مقولتش كده .. بس ليه تبقى انتى و هو لوحديكوا و تسمحى لحد يتكلم عليكى؟
غرام بغضب : حد مين ؟ قصدك خالى و لا زفت إبنه ؟

أمها : و يعنى لو حد شافك ف المستشفى ليل نهار معاه مش هيتكلم يا غرام ؟ هتقوليله ايه ؟ جوزى و لا خطيبى؟
غرام نفخت بضيق : خلاص يا ماما .. يوم و لا اتنين
قاطعتها امها : مفهاش يوم و لا اتنين .. انا قولتلهم إنك جايه ..
و على فكره انا قولتلهم إنك بتباتى عند ريهام .. اه عارفين إنك مبتسيبيش المستشفى طول اليوم و لا شغل و لا نيله .. بس اهو احسن من إنهم يبقوا عارفين ان النوم كمان عندك.


 
غرام بضيق : خلاص يا ماما هو كان مصمم امشى و انا اللى رفضت .. و يمكن عشان كده تقريبا صمم يخرج
أمها : طيب .. و لعلمك انا قولتلهم إنه جاى يتقدّم .. او بمعنى اصح خلاص إتقدّم .. بس الموضوع إتأجل اما دخل المستشفى
غرام بضيق : ليه بس كده ؟ انا قولتلك تعملى كده ؟
أمها بصدمه : نعم ؟! امال كنتى عايزانى اقولهم ايه و كل شويه حد يلقّح بالكلام و انتى زوّدتى الطين بلّه بقعدتك ف المستشفى ؟
غرام سكتت بضيق و أمها سكتت شويه بقلق : و لا هو مش جاى اصلا ؟ و لا مقالكيش و انتى بتنيّمينى ؟

غرام : ايه يا ماما الكلام ده ؟ لاء طبعا .. انا بس لسه مرتبناش خطواتنا .. محددناش و لا قولنا حاجه بالظبط
أمها : بُصى يا غرام .. انا وافقت من البدايه اساعدك لإنى شوفت حُبه ف عينيكى ..
مرضتش اكسر بخاطرك و انتى بنتى الوحيده .. لكن لو حسيت إنه هيلعب بيكى انا اللى هوقّفك حتى لو غصب عنك .. مش بس عشان امك .. كمان عشان مرضلكيش تعيشى حياه زى اللى انا عيشتها
غرام إتنهدت : خلاص يا ماما .. حاضر .. اللى عايزاه هعمله .. ممكن متزعّليش نفسك انتى بس .. و ادعيلى .. ادعيلى و ادعيله يا ماما .. ادعيلنا كتير اوى
أمها إبتسمت بحب : مبعملش حاجه غير إنى بدعيلكوا.

غرام قفلت معاها و إتنهدت بقلق و دخلت لمراد و مصطفى كان معاه
غرام قعدت بس كلام أمها قَلقها و ده كان واضح اوى عليها .. مسكت الموبايل و بتقلّب فيه .. حبّت تشغل نفسها عشان تكسر التوتر ده اللى مراد إبتدى ياخد باله منه و إنها بتلهّى نفسها
مراد بصّلها بضيق : يعنى افهم بس .. انتى قاعده معايا و لا مع الموبايل؟
غرام و هى مبتسمه للتليفون و ده غايظُه جدا و خصوصا إنها قاعده قصاده ف مش شايف هى بتتفرج على ايه : هاا؟ بتقول ايه ؟

مراد بغيظ : بقول إنك من ساعه ما قعدتى بتقلّبى ف الموبايل
غرام ضحكت : طب متكلمنيش و انا ماسكه الموبايل إن حاجه من اﻻتنين .. يا هكتب اللى بتقوله يا هقول اللى بكتبه
مراد ضحك بغيظ : و انتى بتكلمى مين بقا ان شاء الله ؟
غرام ضحكت بإستفزاز : طب ما هى الغيره وحشه اهى .. و بتخلّى الناس تاكل ف نفسها .. امال ايه بقا .. يلا هات اوبشن الثقه اللى كنت بتتكلم عنه من شويه
مراد حدفها بمخده بغيظ : اه ده انتى بتردهالى بقا
شدّها جنبه و هى ضحكت : لاء .. بس بفرّجك ع الغيره يا بتاع الثقه

مصطفى ضحك اوى : لاء غيره ايه ؟ انت بس اصبر كمان شويه و هتلاقى التقيل جاى ورا
مراد : اتقل من كده ؟ دى جابت الدكتوره من شعرها
مصطفى بصّلها بضحك : ااه يا قادره .. قبل الجواز و بتعملى كده امال سيبتى ايه لبعده ؟
غرام لسه هترد إتراجعت و سكتت عشان تشوف رد فعل مراد على سيره الجواز .. و هو فهم ده بسرعه من عينيها ..
لمح القلق إتضاعف جواها و هنا فهم سببه .. و عشان أمها لسه مكلماها فقدر يربّط الاحداث ..
حبّ يطمنها بس حاجه جواه خلّته سكت و ده ضايقها اكتر و هو لاحظ ..

مراد سكت شويه و بصّلها بترقُّب : مش خايفه ؟
غرام : من ايه يا مراد ؟ منك ؟ انا قولتلك إنى عمرى لا خوفت منك و لا معاك ..
مراد سكت شويه : ع الاقل من الظروف
غرام : الظروف مش كُل حاجة .. ده إذا مكانتش ولا حاجة .. فبلاش تعلّقها ع الظروف .. طول عمرى اقول عن كلمه الظروف إنه مجرد حجج فارغة وتبريرات عبيطة .. بتاعة الناس المذبذبه المتهتهة ..

مراد : خايف يا غرام ؟ بجانب خوفى إتحرم منك بعد ما اخدك ...خايف عليكى منى
غرام : منك ؟
مراد : اه منّى .. من شغلى .. من ظروفى .. من الخطر اللى حواليا .. من الموت اللى بواجهه كل يوم ..
غرام انا قولتلك قبل كده ان كل اللى فاكروه عن أبويا إنه كان ظابط .. معرفش و معنديش اى تفسير للى حصلى ..
لكن حته إنهم قالوله ف المستشفى إنى مُت ف سابنى دى كانت تفكير عيال .. كانت تفكيرى وقتها .. تفكير عيل عنده كام سنه ..

لكن اما كبرت و فكرت بجد إستبعدتها تماما .. اه معرفتش حتى اخمّن السبب الحقيقى إنه سابنى .. بس كونه ظابط و كونى زيّه ده مخلينى بحطلها الف احتمال .. و معظمهم او كلهم منصبّين على شغله
غرام بصّتله قوى و عينيها دمّعت و ده خنقُه اوى ..
حسّ إنه بيخذلها : انا بس بفضفض معاكى .. بفهّمك كل حاجه من الاول .. عشان تختارى صح و على فهم
غرام : و انا إخترتك يا مراد .. إخترتك برغم كل اللى قلته .. حتى لو جيبت ميّه عيل و ربنا حرمنى منهم بسبب شغلك بردوا هتفضل اختيارى
مراد إبتسم بقلق : شغلى خطر ف مش هتبقى ف امان قوى معايا ..

غرام : و ايه هو مفهومك عن الامان يا مراد ؟ اللى انت قولته ده مسمهوش قلّه امان .. دى إسمها ابتلاءات .. و دى حاجه من عند ربنا .. ممكن تيجى لأى حد ف اى وقت حتى لو قاعد ف بيتهم
مراد إبتسم : مش هتندمى ف يوم ؟ مش هترجعى تقوليلى ده بسببك و ده بسبب شغلك ؟
غرام بثقه : عمرى .. و عموما ساعتها ابقى سيبنى
انت عارف يا مراد يعني ايه أمان بالنسبالى ..
يعني لما اجي اقولك حاجه او اطلب منك طلب .. اطلبه و انا مش خايفة.. مش خايفه من ردك و لا رد فعلك .. مهما كانت هيافته
يعني لما اقولك علشان خاطري اكون عارفه إنى ورّطتك لأنك إستحاله ترفض طلبى ..

يعني لما اغلط احكيلك .. ولما اعمل حاجه جديده اخد رأيك فيها و انا واثقة إنك مش هتبخل عليا بيه ..
يعني مش هتتريق عليا لو تخنت شوية ولا هتشمت فيا لو فشلت ف حاجة ..
يعني تكون اول واحد بتعلّي ثقتى بنفسى ومبحسّش بوجودى غير معاك انت وبس مش العكس ..
يعني لما انام و انا قاعده من تعب اليوم اكون واثقة إنك هتغطينى .. إنك هتسكّت الكل عشان انا ارتاح لإن راحتى تهمك

يعني لما اتعب ابقى عارفه ان حضنك مفتوحلى .. و إنك وقت أزمتى هتقف جنبى حتى لو كنت زعلان منى و انا اللى مزعّلاك ..
يعني الاقيك لما احتاج اشوفك ..يعني لما حد يسألك مراتك عاملة ايه معاك هتقول الحمد لله مبسوطين حتى لو فيه مشاكل بينا وبين بعض ..
يعني تكون صاحبى قبل حبيبى و حبيبى قبل جوزى وجوزى قبل ما تكون أبو ولادى..
تكون سندى .. ظهرى اللي بتحامى فيه .. قلبى اللي بينبض باسمك طول الوقت

مراد إبتسم اوى و هى بصّتله : ده بس مفهوم الامان عندى .. و إنى ابقا ف امان معاك ..
لو انت بقا مش هتعرف تعملى ده يبقا فعلا هبقا ف قلق و خوف و ساعتها انا اللى هنسحب يا مراد.. لإنى مبعرفش اعيش ف خوف ..
صدقني ده الامان اللي بتدوّر عليه اي ست اللي لما تلاقيه مع حد بتبيع الدنيا كلها علشانه
لما تلاقيه مش هتنكد عليك ، مش هتفقد كل حاجة حلوه جواها .. مش هتنام كل يوم ودموعها على خدّها .. مش هتكره كونها ست ..
انت بقا مش هتعرف تعملى ده ؟ من امتى و انت بتخاف يا مراد ؟ انا عشقت شجاعتك و جرأتك قبل اى حاجه

مراد سكت كتير : قاومتك على قد ما قدرت .. بس عارفه ايه اكتر حاجه مقدرتش اقاوم قدامها؟
غرام حاولت تهزر عشان تكسر توتر الموقف : اكيد عينيا .. عارفاها عارفاها
مراد ضحك : لاء بجد .. عارفه ايه اللى جابنى لعندك ؟ ايه اللى مقدرتش اكمّل و إستسلمت عشانه ؟
غرام إبتسمت : حبيتنى ؟
مراد : لا.. أكتر
غرام : هو فيه اكتر من الحب ؟!

مراد : طبعاا ... الخوف يا غرام !
غرام : الخوف؟!
مراد : أيوه الخوف.. أنا خوفت قوي يا غرام .. حسيت إني لوحدي.. خاصه بعد ما عامر مات قدام عينيا ..
معرفش ليه تخيّلت مشهد موتى و لأول مره اخاف ساعتها .. خوفت إنى اموت لوحدى ..
كان عندى تقبُّل لفكره إنى اكمّل حياتى لوحدى لأخرها .. بس إنى اموت و محدش جنبى دى اللى وجعها كان اكبر من الوحده ..
دوّرت ساعتها على كل الحبايب اللي المفروض يكونوا حواليا لقيتهم راحوا.. أبويا .. امى .. خواتى ..

الخوف وقتها ملى قلبى .. و مراحش إلا اما انتى دخلتيه .. الخوف اللى جابنى ف سكتك
غرام إبتسمت : ده بس من حظى
مراد إبتسم بعشق : أنا بتطمن معاكي اوى .. طب هو فيه حب أكتر من إن الواحد يبقي متطمن ؟!
غرام عيونها دمّعت بتلقائيه و هو إبتسم بهدوء : عشان كده اللى اكتر من إنى بحبك هو إنى انا مرتاح قوى ليكى .. و الراحه جوه اى علاقه علاقه تانيه لوحدها ..
غرام إبتسمت : بمناسبه الإطمئنان بقا .. انا طمّنت ماما عليا و عليك .. هى على فكره بتسأل عنك من وقت ما جيت هنا و كنت عايزه تجيلك بس انا اللى منعتها ..
مراد إتنهد و سكت .. حاسس بخوف مُبهَم جواه بيكبر
مصطفى حبّ ينقذ الموقف : مممم حماته يعنى ؟ طب كنتى خلتيها تيجى .. ع الاقل تعاين البضاعه
مراد رفع حاجبه : نعممم .. تعاين مين يا روح أمك ؟

مصطفى ضحك : يا بنى اسمع بس .. دول الحموات دول الخرسانه المضروبه اللى بتقوم عليها الجوازه .. و غالبا يوم ما بتقع بتقع منهم
مراد ضحك اوى : ايووه مانا عارف
تيجي بقى أم العروسه ف ايام الخطوبه تعزم العريس على الغدا مثلا ..
تديله مكرونه بالبتاع ايه و فراخ بالمش عارف ااايه و حمام بالكلاوي .. و تقوله ايه" ده انت واخد حته من شراييني ..
ده بنتي دي عليها شوية اكل .. مش عارفه من غيرها هنعمل ايه بس !
و تفضل تغريه و تقوله طبعا ان بنتها دي خليفة ابله نظيره ف الملاعب و مفيش منها جوز جزم و بتاع و الراجل طبعا هيريل و يلبس ..

غرام كزّت على سنانها و بصّتله بغيظ
مصطفى بصّلها و ضحك : متقلقيش مانتى التانيه هتلبسى .. ماهو علي نفس الخط بقا أم العريس ..
تقعد تقول ده إبني ده ملاك .. و منظّم جدا و بيساعد ف شغل البيت .. و الله مش عشان إبني بقول كده إنما ده مفيش منه جوز شرابات
ده هو اللي شايل البيت من ايام ما أبوه انضم لداعش
و تفضل تغري ف البنت يا كبد أخوها لحد ما تلبس لبسه شنيعه برضه ..

مراد ضحك بصوته كله : طبعا التطور الطبيعي بقى ان دول تاني يوم الفرح بيرشّوا بعض ب البيروسول و الواد بيطلع شمّام اصلا و مبيغيرش الشراب إلا كل 6 أيام ..
و هي بتطلع بوحمة كاكا ف قفاها و موتت أخوها مسموم من اكلها ..
غرام ضحكت من بين غيظها و هو ضحك اوى : اه و الله يابنتى زى ما بقولك .. الجواز ده اصلا زى الموت بالظبط
غرام بصدمه : موت ؟!
مراد مثّل البراءه : امااال .. هما مش بيقروا عليكى الفاتحه و يلبسوكى اﻻبيض و يدفنوكى ف بيت و يبتدى الحساب ، ﻻاء و كمان بيجوا يزوروكى .. ايه رأيك ؟
غرام مطّت شفايفها : لاء تشبيهك قااتل بصراحه .. هى مالها قالبه معاك ظُرف ليه ع المسا ؟

مصطفى : و نسيت التحابيش .. النكد يا سيدى
غرام رفعت إيديها بضحك : اااه ده بتاعنا بقا .. انت كده جيت ف ملعبنا
مراد رفع حاجبه : انتى ناويه تنكدى عليا يا غرام؟
غرام بإستفزاز : اووف كورس .. ماهو الواحده مننا ليه تبسط جوزها ف نفسه تتفتح و يعملها مره تانيه و يتجوز عليها .. لما ممكن تنكد عليه و تسدّ نفسه ف يحرّم و يكتفى بمره و توبه
مراد بغيظ : لا نظريه بردوا ياختى .. فصيحه

غرام ضحكت اوى و هى قايمه : انا هقوم اجيب حاجه من تحت ناكلها
مراد بتريقه : قوليلى يا حبيبتى.. هو إنتى فى حاجه مضيقاكى اليومين دول ؟
غرام بجدّ : هو باين على وشى ؟
مراد بتريقه : ﻻاء باين على معدتك
غرام ضحكت اوى : مانت حفظت اهو
مراد قرصها اوى من خدّها : و الريجيم يا ام خدود
غرام بغيظ : اصعب حاجه ف ان الواحده تعمل رجيم إنها هتفقد خدودها .. و انا يا عم كله إلا خدودى
مصطفى ضحك اوى على مناقرتهم و هى بصّتله بغيظ :
يعنى اعمل ريجيم يحرق دهونى و هو يدوّر على دهون واحده تانيه ؟!

الاتنين ضحكوا اوى و هى كمان و سابتهم و نزلت
مراد بصّ لمصطفى قوى : هااا .. عايز تقول ايه ؟
مصطفى : انا ؟! خالص .. مفيش حاجه
مراد بضيق : اخلص يا مصطفى .. هو انا لسه عارفك امبارح يعنى ؟ عايز تقول حاجه من ساعه ما جيت و بتحاول تخبّى ..اخلص.

مصطفى : ما بطّل تعمل ظابط عليا
مراد بصّله بنفاذ صبر و هو نفخ بغيظ : انت محدش يعرف يتنيّل عليك ابداا .. طب هقولك لإنك فعلا لازم تعرف .. بس اوعدنى تاخد الامور بعقل .. و مش هتخرج إلا اما الدكتور يقول
مراد بضيق : هااا
مصطفى إتنهد بقلق : الواد ابن عم رحاب كان عندى من شويه .. جالى البيت
مراد بقلق : و ده جاى ليه؟
مصطفى سكت شويه.. و إبتدى يحكيله عن اللى حصل بينهم كله ..

مراد العصامى قاعد ف جنينة بيته .. بيلاعب الكلب .. بيغنى بهمس .. مهاب دخل عليه بينفخ و قعد
مراد رفع حاجبه : لاء ده انا مواريش غيرك بقا
مهاب بصّله بضيق و ولّع سيجاره و سكت
مراد بصّ للكلب و إبتسم : قووم مراد .. روح .. خلينا نشوف البأف ده ماله
الكلب مشى و مهاب لحق الكلب و هو معدّى قدامه مسكه و قعد يلاغيه و إبتسم
مهاب : انت بردوا لسه مسميه مراد ؟ فاكر الكلب ده يا مراد ؟

مراد حبس دموعه بالعافيه و إتنهد
و مهاب إبتسم : كان بتاع حبيبى
مراد بغيظ : حبيبك مين ؟ هو كان إبنى و لا إبنك ؟
مهاب إبتسم : لاء مراد كان إبنى انا .. و انت عارف كده كويس .. كان قُريب منى .. انت كنت قريب من ليليان اوى و هو اما كان يزعل يجيلى .. و مره ف مره بقي حبيبى و صاحبى.

مراد بعنف : انا مكنتش بحب ليليان لوحدها .. انا كنت بموت فيه و يمكن اكتر منها .. ده روحى .. سندى و صُلبى .. كنت بعمله راجل .. و انت كنت المفروض تفهّمه كده اما يجيلك زعلان منى .. لكن انت حمار كنت بتصطاد ف الميّه العِكره
مهاب إبتسم : ده بردوا ميمنعش إنه كان صاحبى و حبيبى
مراد بقهره : اهو صاحبك و حبيبك سابك و سابنى .. سابنا يا مهاب ...ساب قلبى يتعصر عليه
مهاب هنا معرفش يسيطر على دموعه و سابها تنزل : عاارف .. كان بيحلم يبقا زينا .. كان بيقولى درّبنى .. و علّمنى .. بابا مشغول بليليان و انت علّمنى و طلّعنى ظابط بس متقلهوش إنى قولتلك كده.

مراد بقهره : راضيته يا مهاب على قد ما راضيته .. بس لحظة ما جاه يمشى مشى و هو زعلان منى
عمرى ما انسى إنه ليلة الحادثه إتخانق مع ليليان بعد ما إتخانقنا انا و همسه عشان اخدتها للدكتور من ورايا ..
و هو زعّق لأخته اوى عشان أمه .. و انا عشان كنت متغاظ فشّيت غيظى فيه و ضربته بالقلم و زعقتله ..
بصّلى ساعتها بصّه عمرى ما انساها .. بصّه لسه قاهرانى لدلوقت .. و انا غبى مراضتهوش وقتها ..
قولت بكره يبقا اصالحه .. معرفش ان مفيش بكره يا مهاب .. مفييش
مهاب بصّله بوجع : انت عارف إنه وجعنى اكتر من ليليان و حتى همسه .. معرفش بس كنت بعتبره اقرب من مازن

مراد غمض عينيه بعنف كأن المشهد بيتعاد قدامه و مهاب بصّله و حاول يفك الجو ف ضحك : عشان كده مازن طالع قريب منك انت عنى
مراد ضحك بغُلب : لا مازن ده تبلّه و تشرب ميّته .. ده عليه غباوه .. متوصفتش .. تعرفش مين الحمار اللى اقترح عليه يبقا ظابط
مهاب ضحك : لاء و علّمه و شغلّه كمان معاه
مراد بغيظ : هو مين ده يا بأف ؟
مهاب : الحمار
مراد رفع حاجبه : نعمم ؟!

مهاب رفع إيده بضحك : انت انت .. قصدى الحمار .. بُص انت و الحمار اللى عملتوا فيه كده ..
و همس بضحك : مفيش فرق .. انت و لا الحمار .. ما واحد ؟
مراد حدفه بغيظ بالمعلقه اللى كان بيقلّب بيها القهوه و مهاب ضحك
مراد : هااا .. مش هتقولى مالك ؟ بتخانق دبّان وشك ليه ؟
مهاب بضيق : غراام
مراد إتنهد : تانى ؟
مهاب : هو انا كنت خلصت من اولانى ؟
مراد : إتكلمت معاها ؟ عملت زى ما قولتلك ؟ قعدت و إتكلمتوا سوا و سيبتها تحكيلك؟
مهاب بضيق : هو انا لحقت ؟

مراد بصّله بعدم فهم و هو نفخ : يوم ما خالها كلمنى و قولتلك .. قولت يومين و لا حاجه و اقعد معاها .. و من ساعتها مش عارف الاقيها ..
مراد بصدمه : انت مش عارف بنتك فين ؟ بتستهبل ؟
مهاب بضيق : و ياريتنى ما عرفت .. اما مردّتش ع الزفت كلّمت شاكر .. و اللى فهمته من رغيه إنها مش بتبات ف البيت من كام يوم
مراد حدف اللى ف إيده و بصّله بصدمه : نعممم ؟ مش بتبات ف البيت ؟ و من كام يوم كمان ؟ و انت قاعد بارد كده و انت متعرفش حاجه عن بنتك ؟
مهاب : ما تصبر يا زفت انت .. سألت و عرفت ان الزفت ده اللى شاكر قالى إنها تعرفه مرمى ف المستشفى و هى عملالى فيها شهرزاد و متزفّته معاه
مراد إتنهد براحه : طب كويس
مهاب بصدمه : نعم ؟ كويس ازاى يعنى ؟

مراد : ع الاقل عرفت مكانها .. و إنها ف امان
مهاب بضيق : و هى كده ف امان ؟ مع عيل لا اصل و لا فصل
مراد : بُص طالما بنتك وصلت للنقطه دى يبقا بتحبه بجد .. مفيش واحده بتواصل مع الواحد مننا لحد الظروف اللى زى دى إلا اذا كانت بتحبه و بتعشقه كمان
مهاب : انت بتستفزنى ياجدع انت ؟ حب ايه و زفت ايه ؟ بقولك الواد زفت و خريج ملاجئ .. لا له اهل و لا زفت كبير تقولى حب و زفت.

مراد : و انت ايه مشكلتك ؟ إنه مالهوش كبير ؟ يعنى لو جالك واحد صايع و زفت و له الف كبير هترضاه لبنتك ؟ مش يمكن هو كبير نفسه ؟ كبير بشكل كافى إنه يُعتمَد عليه حتى من غير اهله و لا كبير ؟ يا اخى إعتبرنى انا كبيرُه .. تعالى نقعد معاه و نشوفه
مهاب بغيظ : و هو انت تعرفه عشان تكبرله ؟
مراد : طالما بنتك اللى إختارته و من بين الف واحد و واحد عايزينها يبقا مختاراه بدقّه ..
بنتك متعلمه و مثقفه و ذكيه و مش هتسمح لنفسها تقع مع واحد اى كلام .. نصيحه منى سيبها تجرّب و طلّع نفسك انت منها
مهاب هنا وقف بغضب : اطلّع نفسى منها ؟ انت محسسنى إنك بتتكلم عن واحده من الشارع .. واحده متخصنيش .. ماليش كلمه عليها .. دى بنتى على فكره .. حتى لو بعيد عنها بردوا بنتى و الكلمه الاولى و الاخيره ليا ..

مراد إتضايق من اسلوبه : انا كان قصدى إنك تديها فرصه تجرّب تنفّذ قرارها .. حتى لو غلط .. مش عيب تغلط ..
سيبها تغلط و خليك متابعها و وراها و معاها خطوه بخطوه .. ع الاقل يوم ما تغلط و انت جنبها انت هتلحقها و تقوّمها.. بدل ما بردوا هتغلط بس و انت بعيد و ساعتها مش هتعرف إلا بعد فوات الاوان .. هتعرف ف الوقت اللى غالبا مش هتعرف تعمل فيه حاجه

مهاب هنا رمى فنجان القهوه من إيده بعنف و مراد بصّله قوى و هو إندفع من غير ما يفكر ف الكلام : انا بنتى متربيه على فكره .. و مالهاش ف الغلط .. و عمرها ما تغلط لا بمزاجها و لا غصب عنها .. و انا لا هسمحلها بده و لا هستنى اما تبقا لبانه ف بوق الكل .. عايزنى اسيبها تجرّب ايه ؟
تجرّب تغلط ؟ ماهى مش بنتك عشان تقول غير كده .. لو بنتك اللى مكانها كنت هتعمل كده ؟ هتقف تتفرج عليها و تقول تجرّب ؟
مراد إتصدم بكلامه اللى كان زى السكينه اللى إندبّت بعنف ف جرحه اللى لسه بعد السنين دى كلها مفتوح ..

حاول يتصنّع البرود قدامه بس مهاب قدر يقرا اللى ورا البرود ده لما لاحظ دَمعة القهره اللى بيحاول يكتّفها بالعافيه عشان متنزلش
مراد برغم القوه المزيفه اللى إتصنّعها بس صوته إترعش غصب عنه : انا لو اللى مكانها ليليان زى ما بتقول كنت عمرى ما هبقى بعيد عنها للدرجه اللى تخلينى اسمع عنها بدل ما اسمع منها ..
و اسمح لده و ده يجيبلى اخبارها .. و اعرف عنها من برا .. يا رااجل ده اذا كنت انت سامح لخالها يتكلم عليها قدامك شويه و إبنه يتكلم شويه ...
يبقا مش عايز الغريب يتكلم .. و تقولى مش هستنى لما تبقا لبانه ف بوقّ الكل ..

قوم يا مهاب قووم .. روح هدّ حياتها .. و ابقى اقف اتفرج عليها ع الاقل تبقا جنبها عشان غالبا اللى هتهدّه هينزل على دماغها
مهاب إتخنق من نفسه اما مراد خلّص كلامه و إداله ضهره .. كأنه بيجاهد يمسك نفسه
مهاب بضيق :مراد انا
مراد بجمود : امشى يا مهاب
مهاب لسه هيتكلم مراد قاطعه بجمود : امشى يا مهاب .. امشى يا صاحبى و سيبنى لوحدى دلوقت
مراد صوته إترعش و هنا مهاب نفخ بضيق و خرج بخنفه و ضيق
مراد هنا صُعبت عليه نَفسه قوى .. مش عارف صُعب عليه نفسه ان بنته مش معاه .. و لا صُعب عليه من صاحب عمره اللى عمره ما إتكّى على جرحه بالشكل ده .. قعد ع الارض بقهره و ساب دموعه حُرّه
مراد بقهره : اااااه يا ليليان ااااه

ليليان قاعده قدام التليفزيون بشرود و بتتحسس بطنها بإيديها و بتندندن :
أبويا و حبيبى و عمرى .. روح قلبى و مُنايا
فراقك على حبّة عيني .. يا فرحى و بُكايا
واحشنى يابا .. تعبونى يابا .. حرمونى يابا .. من كلمة يا بابا
فراقك تاعبنى .. و دمعى غالبنى .. ليه سايبنى .. يا روح قلبى يابا
همسه جنبها متابعاها و بتبتسم لبراءة قلبها بالشكل ده اللى مخليها رغم كل السنين دى إلا ان أبوها واصل جواها للدرجه دى.

ليليان بتدندن :
الف رحمه ع القلب المفارق .. ده الفراق حزن و مرار
بعيد عنى لكن .. جوايا ليل و نهاار
انا مؤمنه قوى بالله ... و عارفه ان ده كله اختبار و هيخلص ف يوووم
و اناا بصبّر روحى عشان .. اكيد هترجع و نتقابل ف يوووم

همسه إبتسمت بحب و ليليان بصّتلها و إبتسمت و مسحت دموعها اللى نزلت غصب

مهاب خرج من عند مراد مخنوق من نفسه و من الدنيا بحالها ..
مراد ده مش جوز اخته و بس على كده .. ده اخ و صاحب و زميل دراسه و شغل و جيره و عِشره و عُمر بحاله .. اللى بينهم كتير .. كتير اوى ..
شهد معاه ايام محنته و قهرته و كان اول شاهد على وجعه كله
فكر كتير يرجع يراضيه .. بس إتراجع .. هو عارف اما بيوصل للمرحله اللى هو وصّله ليها بيعتزل بنفسه .. مبيحبش يبقا مع حد ...لوحده و بس
كمّل طريقه للإداره .. دخل مكتبُه بضيق و فضل كتير فيه .. لحد ما الباب خبّط و دخل
مهاب بضيق : امشى يا سيف دلوقت.

سيف : انا عايز اتكلم معاك شويه ف حاجه مهمه
مهاب بخنقه : قولتلك امشى دلوقت مش فايقلك
سيف بمكر : لاء لازم تفوقلى ... لو مسمعتنيش مش هتعرف تلحق بنتك
مهاب بزهق : تتحرق انت و بنتى على الزفت التانى ده كمان .. بسببكوا كنت هخسر صاحبى .. غور من وشى مش عايز اشوف حد
سيف بضيق خرّج موبايله و فتحها ع الصور اللى عرف ياخدها ب إحترافيه و من زاويه تبيّن غرام مع مراد ف السرير .. هى كانت قاعده جنبه بس اما ضمّها إرتخت ف حضنه و هو هنا لقطها.

حطّ موبايله قدام مهاب بضيق : مش عايز تشوفنى براحتك .. إنما لازم تشوف ده .. لازم تشوف بنتك بتعمل ايه .. ع الاقل عشان يبقا عندك فكره هى فين و مع مين و بتعمل ايه ..
مهاب بصّ للصور بصدمه و سيف بمكر : عشان بس اما يحصل حاجه متقولش محدش قالى
مهاب شدّ منه الموبايل على صدمته و فضل يقلّب فيها بذهول ..
فتح الفيديو و شافها مراد بيبوسها .. معرفش يحقق ف ملامح مراد اوى بس فهم بيعملوا ايه
سيف بخبث : انا معرفتش اصوّر اكتر من كده .. انا كنت رايح ازوره ف المستشفى .. قولت اشوفه يمكن كويس زى ما قالت ..
قبل ما ادخل شوفت المنظر ده .. انا حتى لقيت المستشفى كلها بتتكلم عن الاتنين الحبّيبه اللى قالبين المستشفى شقه دعاره
سيف إنتهز فرصة الكلام اللى سمع غرام بتحكيه لأمها عن مراد و إنها اخدته لدكتور نفسى و حكى كل اللى سمعُه لمهاب بما فيهم إغتصابه و العنف و الساديه اللى بيتعالج منهم ..
خلّص كلامه و بصّ لمهاب بمكر : كان نفسى تلحقها .. بس ..

مهاب بصّله بحده و هو رفع إيده بمكر : انا مقولتش الناس كلها هناك بتتكلم ..
و لعلمك بقا انا معرفتش اصوّر اكتر من كده .. كان موقّف حد قدام الباب يحرس الطريق و مشّانى اما لاحظ إنى شايفهم .. ده حتى كان فى اكتر من حد بيتفرج
مهاب لسه هيتكلم سيف قاطعه و مشى ..

و قبل ما يخرج بصّله بمكر : بدوّر عليك من بدرى .. من اول ما إبتدوا .. قولت يمكن انت تعرف تلحقهم .. بس للأسف معتقدش .. بنتك ف حضنه من بدرى .. بدرى اوى
اخد موبايله و سابه و مشى بمكر و مهاب فضل واقف كتير بصدمه .. بعدها اخد موبايله و مفاتيحه بغضب و خرج زى العاصفه
طول الطريق بينفخ بغضب .. جواه غلّ عايز يفشّه ف اى حد .. مخنوق من نفسه عشان زعّل مراد .. مخنوق من مراد عشان كلامه كله صح ..
مخنوق من بنته اللى حطته ف موقف زى ده .. مخنوق من سيف اللى جاه ولّع غضبه باللى قاله .. مخنوق من مراد اللى لسه مشافهوش اصلا و لا يعرف حاجه عنه و رفضه مجرد تكبير دماغ

مهاب اخد طريقه للمستشفى اللى رجع كلّم سيف و عرف عنوانها .. وصل و ركن عربيته بغضب و دخل زى العاصفه .. عايز يطلع غضبه ب اى شكل

غرام بعد ما سابت مراد و نزلت تجيب حاجه من الكافتريا .. واقفه بتتكلم ف الموبايل مع أمها .. إتفاجأت بصوت زى العاصفه من وراها
مهاب بغضب : اهلا اهلا بالهانم المحترمه .. ايه يا ترى البيه بتاعك سابك تقومى من حضنه و لا خرجتى من وراه زى ما خرجتى من ورايا ؟
غرام إتفاجأت بأبوها قدامها .. وقفت دقايق تستوعب الصدمه و تستفهم من كلامه
أبوها قرّب منها بهجوم و شدّها بعنف و اخدها و مشى و هو بيجرجرها وراه لحد ما دخل طُرقه على جنب و مكنش فيها حد تقريبا
مهاب زقّها بعنف لبست ف الحيطه وراها و بكل الخنقه اللى جواه من كل حاجه ضربها بالقلم على وشها .. مستكفاش بقلم واحد .. نزل فيها ضرب بغلّ .. قلم ورا قلم بعنف و غضب

مراد مع مصطفى بيحكيله اللى حصل مع محسن ابن عم رحاب
مراد قام بسرعه و بيلبس : انت إتجننت ازاى ماتقوليش حاجه زى دى ؟
مصطفى بضيق : مقولكش ايه بس يا مراد ؟ بقولك لسه ماشى من عندى
مراد بضيق : اه بس قالك إنها سايبه البيت من شهر .. يعنى الله اعلم فين و حصلها ايه ؟

مصطفى بخنفه : انت فاكر نفسك رايح فين انت دلوقت ؟ انت مش هتخرج من هنا
مراد متكلمش بس قام كمّل لبس و مصطفى نفخ : طيب سيبنى انا اتصرف و لو معرفتش ابقى اخرج
مراد بضيق : يكون حصلها زى ليليان مش كده ؟ مصطفى رحاب دى بنت عامر .. عامر اللى مات عشان انا اعيش .. لحد دلوقت مش عارف اسامح نفسى على إنى معرفتش الحقه .. يبقا اسامح نفسى ازاى لو بنته جرالها حاجه
مصطفى نفخ : طب اكلم الدكتور
مراد بصّله ببرود إنه كده كده هيخرج و مصطفى إتنهد بقلة حيله و سابه و خرج يخلص إجراءات المستشفى

مراد خلّص لبس و افتكر غرام .. خرج يشوفها فين و يقولها هيمشوا ..
لفّ عليها و بيعدّى ناحية الريسيبشن سمع صوت عياطها ف طُرقه على جنب .. لسه هيقرّب منها لمح حد معاها ..
بتلقائيه رجع خطوه لورا .. اما يفهم مين ده و ليه ماسكها كده و ليه بتعيط ؟

مهاب بغضب : العيب مش عليكى .. العيب على اللى ربّتك.. لو كانت عرفت تربى مكنتش لفّيت المّك من كل حته شويه
غرام بغضب : و انت كنت فين و هى بتربينى التربيه اللى مش عجباك ؟ هااا ؟ مربتنيش انت ليه ؟
اقولك انا ؟ اقولك كنت ف انهى كباريه ؟ و مع انهى رقاصه ؟
مهاب ضربها تانى بالقلم على وشها و مسكها من شعرها : قسماً بالله يا غرام لو ما اتعدلتى بمزاجك لاعدلك غصب عنك .. فااهمه ؟
مش حتة عيل جاى من ملجأ و تربيه شوارع و خرابات اللى هيتحدّانى .. انا قولت لاء و مش هرجع ف كلامى .. مش هحط إيدى ف إيد عيل لا اهل و لا عيله و لا نسب .. حتة عيل معرفش حتى يحمى نفسه عشان يحميكى ..

مراد كان واقف من برا و سامعهم .. غمّض عينيه بوجع .. غصب عنه عينيه دمّعت بقهره ع الحلم اللى إتهدّ قبل ما يتبنى .. الحلم اللى مكنش له من الاول إنه يحلمه

مراد حِلمهُ قدّامه بيتحوّل لكابوس مُخيف زى الوَحش .. قرر يقف زيه وَحش عشان يقدر عليه ..
مراد أخد نَفس طويل و إتحرك خطوات محسوبه بتوتر بس فجأه
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة السادسة والعشرون بقلم أسماء جمال


مهاب و غرام بيتخانقوا ..و مراد كان واقف من برا و سامعهم..
مراد حِلمهُ قدّامه بيتحوّل لكابوس مُخيف زى الوَحش .. عايز يوقفله بس خايف
إتردد يدخل عليهم .. بس هيدخل يقول ايه .. ايه اللى ممكن يتقال او يتعمل هنا ؟ مفييش .. هو شايف نفسه حِلم حلم مش قده
مراد لنفسه : عالاقل احاول و لو محاوله واحده
إتراجع : مش هينفع و لو حتى ينفع يبقا مش دلوقت ..


 
قطع محاولاته مع نفسه صوت أبوها اللى رنّ زى الرصاص جواه
مهاب بعنف : ده وسخ .. عارف إنه هيترفض و لو دخل بيتى هرميه برا .. قام لفّ و دار عليكى .. ماهو كان لازم يعمل كده .. معاكى او مع غيرك .. ماهو مين اللى ممكن يشبك نفسه مع واحد زي ده؟
غرام بعنف : ماله واحد زى ده؟ محترم و ناجح جدا ف شغله و الكل يشهدله
مهاب بنفس العنف : شغله لنفسه .. اخلاقه هى اللى ليكى و لولادك
غرام : مالها أخلاقه؟


 
مهاب : و الله؟ اقولك مالها؟ ماشى معنديش مانع .. سادى .. زانى .. عاهر .. بتاع كباريهات ..
ماضى وسخ هيجيب ايه غير مستقبل اوسخ .. اوعى تفتكرى إنك تقدرى تفصلى اى بنى ادم عن ماضيه و تشكّليه من تانى .. مينفعش
لإن ببساطه مرحلة الطفوله و الشباب هى اللى بتشكّله .. و على ما اعتقد انتى عارفه مرحلته دى عاشها ازاى و فيين .. الماضى هو اللى بيعمل الحاضر و ينوّر المستقبل..

تقدرى بقا تقوليلى ماضى مُشرِّف زى ده شكل المستقبل منه هيبقا ايه ؟
غرام إتخنقت بالعياط لإن كل محاولاتها بتتقفّل ف وشها من قبل حتى ما تبتديها
لسه هتتكلم أبوها سبقها : ابسط حاجه فين أبوه ؟ عمامه ؟ خواله ؟ ليه لوحده ؟ اييه زرع شيطانى ؟ و لا جاى من واحده شمال جابته من كل راجل شويه ؟ هو فى اب بيرمى لحمه إلا اذا كان ...


 
هنا مراد غمّض عينيه بعنف .. اخد نَفس طويل كتمه جواه .. كأنه زى اللى مجروح بجرح بينزف و بيكتم نَفسه يكبس الوجع
لحد هنا و مقدرش يقف تانى .. معندوش استعداد يسمع حرف زياده ..
حتى محاولات قلبه الهشّه لعقله إنه يعمل و لو محاوله إتحطّمت مع الكام كلمه الاخرنيين دول

 

اخد بعضه و مشى لمجرد إنه مش قد مواجهه هيطلع منها خسران الباقى من كرامته .. معندوش استعداد لأسئله هو نفسه معندوش لها اجابات
مشى بقهره بس من جواه حته مقدّره موقف أبوها .. هو اب و عايز يتطمن على بنته .. بيمارس حقه .. حقه يعرف كل حاجه عن البنى ادم اللى هيدخّله بيته و يبقا جزء من عيلته ..
اذا كان هو نَفسه نِفسه يعرف اى حاجه عن نَفسه و نَسَبُه .. يبقا أبوها مش هيبقا من حقه يعرف؟


 
مشى و صدى اصوات كتيره بتتردد ف ودانه .. صوت صاحب المدرسه اللى ف يوم اتخانق معاه و عايره إنه مالهوش اب .. و صوت زميل الشغل اللى اختلف معاه و كان ف ضهره أبوه و بردوا عايروه إنه غيران إنه مالهوش اب .. و صوت و صوت و صوت و الف صوت و اخرهم صوت مهاب اللى كان زى طَلق النار بيتردد :
فين أبوه؟ ليه لوحده؟


 
مراد اخد بعضه و رجع اوضته بجمود ..اخد موبايله و مفاتيحه و خرج .. رنّ على مصطفى اللى كان تحت بيخلّص اجراءات خروجه
مصطفى : اصبر انا تحت و
مراد بجمود : انا اخدت عربيتك من قدام الباب .. ابقى روّح انت .. و متقولش حاجه لغرام .. خاااالص .. فااهم
مصطفى بذهول : نعمم ؟ يابنى
قطع كلمته اما لاحظ إنه قفل
نفخ بضيق : هو اتخانق معاها و لا ايه؟ يا ابن المجنونه .. هطلعلها احسن يكون عكّ الدنيا
مصطفى خلّص و طلع بس ملقهاش .. الاوضه فاضيه بس حاجتها موجوده .. خرج يدوّر و هنا سمع صوتهم

مهاب بعنف : ظروفه لنفسه مش لحد .. تخصّه هو متخصنيش .. مش على اخر الزمن هناسب اوساخ و تربيه شوارع
مصطفى دخل هنا بهجوم : و الله الاوساخ و تربيه الشوارع دول محترمين عنك .. كفايه إنهم لا بيتهجّموا زى البلطجيه و لا لسانهم زِفر
مهاب لفّ وشه ناحية الصوت و بصّ لمصطفى من فوق لتحت .. افتكره مراد .. بيحاول يحقق فيه وهنا غرام فهمته و لحقت الموقف
غرام و هى بتخرّج مصطفى لبرا : امشى يا مصطفى .. ارجوك امشى دلوقت .. و انا هفهّمك بعدين .. بس امشى و اوعى تقول لمراد حاجه
مهاب بتريقه : و ده مين بقا ده ان شاء الله ده كمان ؟ لمامة الشوارع اللى جاى منها و لا اتلموا على بعض ف الكباريهات
غرام : امشى يا مصطفى
مصطفى بغصب : اذا كان على الكباريهات كفايه إنه زى ما قولت عيل.. عيل و بيعيش سنه.. مش شايب و عايش ف دور المراهق و بيتنطط من رقاصه للتانيه و يلمّوه من كل كباريه شويه..
مهاب هجم عليه بعنف و ضربه ف وشه و لسه هيمسكه غرام وقفت بينهم و فصلتهم و زقّت مصطفى لبرا
غرام بدموع : ارجوك امشى دلوقت ،الحق مراد قبل ما يجى
مصطفى بصّ لأبوها بقرف و رجع بصّلها : مراد مشى .. متقلقيش هو مشى .. و معتقدش هيرجع
سابها و مشى و هى إتنهدّت براحه اعتقادا منها إنه محضرش الموقف
مهاب بعنف : ف ستين داهيه .. و بلّغ صاحبك إنه لو قرّب من بنتى مش هرحمه

مصطفى مشى بخنقه و أبوها شدّها بعنف و اخدها و روّحوا

مراد خرج من المستشفى زى التايه .. مرّ ب ازمات كتير ف حياته بس اول ازمه تحسسه بالعجز .. حاسس إنه متكتف .. يمكن عشان مش عارف ياخد خطوه ..
او يمكن عشان اول مره ينسحب من غير مواجهه او حتى محاوله .. او يمكن عشان بنى احلام كتير على اساس هشّه .. اساس واحد بس و هو فين أبوه ؟! ليه سابه ؟ ايه السبب المنطقى للى حصله زمان .. حادثته ..

اول مره يحس بالوحده بجد اما دوّر على حد و ملقاش .. او معرفش مين ممكن يهوّن عليه ..
مره واحده إبتسم من بين قهرته و طلّع موبايله .. واحده بس اللى إتمناها جنبه ف وقت زى ده و مش عارف ليه
مراد بوجع : حبيبتى
همسه بلهفه : مراااد ؟! مراد حبيبى ازيك
مراد سكت كتير .. مش قادر يتكلم .. بس عايزها .. محتاجها
همسه حسّت ب سكوته : مالك يا حبيبى؟ ليه كل القهره دى؟
مراد إبتسم : حاسّه بيا يعنى؟

همسه : طبعاا .. انا قولتلك انت زى ليليان عندى .. يعنى لازم احسّ بيك .. يلا قولّى كنت فين اليومين اللى فاتوا ؟
مراد بتتويه : انتى عارفه طبيعة شغلى
همسه : ماهو ليليان قالتلى كده بردوا بس انا مقتنعتش .. قلبى مقبوض يا مراد من كام يوم و مش عارفه من ايه ؟
مراد إبتسم بعيون مدمّعه و هى حسّت إنه فيه حاجه
همسه إبتسمت : لو مش عايز تقول براحتك .. بس هعرف بردوا
مراد ضحك و إتنهد : بقالى تلات اسابيع ف المستشفى .. تقريبا كنت ميت و رجعت تانى
همسه بتلقائيه حطّت إيديها على قلبها : حبيبى .. من ايه؟ و ازاى متقولناش حاجه زى دى؟

مراد : كل حاجه جات بسرعه .. كنت ف شغل هنا و حصل قلق و إتصابت و بعدها دخلت المستشفى و بس .. لسه خارج اهو
همسه إبتدت تعيّط بصمت و هو حسّ بيها : على فكره انا قولت إنى كويس .. و بردوا قولت إنى خرجت .. اهو انا مبحبش اقول لحد عشان كده
همسه بدموع : بتقولى إنك كنت تعبان و كنت ف المستشفى و بتقولى كنت ميت و عايزنى اعمل ايه ؟
مراد كان عايز يقرا احساسها ناحيته : متقلقيش .. لو جرالى حاجه من الصبح .. انا موّصى مصطفى و معرّفه كل حاجه و هو
همسه قاطعته بعنف : بعد الشر يا غبى ايه اللى بتقوله ده؟ انت فاكر إنى زعلانه عشان مساعدتك و بعدك مش هلاقى حد جنبى .. انت بجد فاكر كده ؟
مراد إبتسم : امال؟

همسه بغيظ : مش هرد عليك
مراد سكت و هى بحنيه : بس بردوا مش ده اللى مزعّلك .. فيك ايه؟
مراد بضيق إبتدى يحكيلها اللى حصل مع غرام .. من قبل حتى ما يدخل المستشفى .. من يوم ما نزل و عيد ميلادها و حادثه المتحف و كانت معاه و قعدتهم ف المستشفى
همسه بهدوء : غلطان يا مراد .. انت كده خذلتها .. مش ده اللى هى كانت مستنياه منك
مراد بضيق : امال كانت مستنيه ايه؟ ان أبوها هياخدنى بالحضن و يقولى خد بنتى اهى اتفضل؟
همسه : اه بس ع الاقل كانت مستنيه منك و لو محاوله واحده
مراد : محاوله محكوم عليها بالفشل؟

همسه : بس كانت هتثبتلها إنك حبيتها بجد .. حتى لو هتسيبوا بعض .. كانت هتعرّفها إنك عندك استعداد تعمل و تستحمل اى حاجه عشانها
مراد سكت بضيق لإنه عارف ان كلامها اصح من إنه يترد عليه .. هو خذلها بس كان لازم يمشى
همسه : انت عارف ايه اكتر حاجه ممكن توجعنا؟ ممكن توجع اى حد عموما؟ إنه يحسّ إنه رخيص .. ارخص حتى من محاوله .. رخيص لدرجة إنه يهون بسرعه ع اللى قدامه .. هى بقا هانت عليك تسيبها ف موقف زى ده و تمشى؟

مراد بيسمعها و ساكت تماما لإنه عارف إنه اتصرف غلط و هى سكتت شويه عشان متجرحوهش اكتر
همسه بحُب : عارف يا مراد .. من الغباء إنك تتهاون ف خسارة الحاجه اللى متتعوّضش .. الحاجه اللى مش هتعرف تعيش مع خسارتها
السؤال هنا بقا .. هى ممكن تتعوّض؟ يعنى هتعرف تحطّ حد مكانها؟
مراد بوجع : هو انا كنت عرفت اعوّض غيرها عشان اعوّضها؟ شكلى مكتوب عليا ابقا مفارِق
همسه إبتسمت : براحه على نفسك .. انت بس دلوقت مخنوق من اللى سمعته .. كلام أبوها كان عامل زى ميّة النار اللى إتحدفت بعنف على جرح كان اصلا متقفلش .. اما تهدى انا واثقه إنك هتتراجع و تعمل عشانها اللى اكتر من كده .. المهم متاخدش قرارات دلوقت.

مراد إبتسم : اهو انا عرفت ليه قلبى خدنى لعندك دلوقت و كلمتك
همسه ضحكت : مممم يعنى عايز حد يديك على دماغك و يرجّعك
مراد إبتسم : المهم ادعيلى .. ادعيلى اوى
همسه بحُب : قلبى من ساعه ما إتقبض لقيته دعالك و الله لوحده .. زى ما يكون كنت حاسّه إنك محتاج ده و مش عارفه ليه .. و دلوقت عرفت ليه
مراد : عموما انا فتحت موبايلى .. لو إحتاجتى اى حاجه او لولى كلمينى على طول .. انا يومين هنا و راجع روسيا تانى
همسه : ياارب
مراد قفل معاها .. حسّ إنه إرتاح شويه بكلامها .. بس بردوا جواه مقبوض .. حاسس إنه داخل على عاصفه
كلّم مصطفى و إبتدوا يدوّروا على رحاب ..

غرام روّحت مع أبوها بعد ما اخدها بغضب من المستشفى و شبه مجرجرها وراه و هى ماشيه معاه زى التايهه و عماله تتلفّت وراها بقلق ..بتخمّن موقف مراد .. ياترى سمعهم و لاء ..

حته جواها بتتمنى لو كان سمعهم و إتدخّل حتى لو هيتخانقوا هو و أبوها .. و حته تانيه بتحمِد ربنا إنه محصلش صدام بينهم ع الاقل لحد ما أبوها يهدى و يكونوا رتبوا خطواتهم ..
مهاب اخدها على بيت خالها ..وصل و فتح و نزل و دخل و جرجرها وراه .. دخلوا و اول ما قفل زقّها بعنف وقعت
مهاب بغضب : انتى ايه اللى قعّدك ف المستشفى؟ اكتر من عشرين يوم و انتى متزفّته هناك ليه ؟
غرام وقفت بتحدّى : اولا انا كنت تعبانه .. و لا اللى نقلك الاخبار مقلكش إنى كمان إتعوّرت ؟ و لا قالك بس انت كالعاده مهتمتش؟
مهاب بغضب : انتى ليكى عين تبجّحى؟

غرام : انا معملتش حاجه غلط تكسر عينى
مهاب بعنف : و اما تبقى ف حضن راجل غريب .. و ف سريره .. و لوحدكوا و المستشفى كلها بتجيب ف سيرتكوا ده يبقا ايييه؟
امها نزلت من فوق على صوتهم : اييه اللى انت بتقوله ده ؟ انت اتجننت؟
مهاب بغضب : بقول اللى حصل من تربيتك الكويسه .. تربيه مَره بصحيح .. و لا هو ابن اخوكى مقالكيش؟
مواركيش صورها مع ال*** التانى و هى بتوسّخ إسمى ف حضنه
أمها : و لا حرف زياده .. انا بنتى متربيه احسن تربيه .. و اما انت مش عجباك تربيه المَره مربتهاش انت لييه ؟ فين دورك ك أب ؟

غرام قامت بغضب : ااه بقا قول كده .. ان الحكايه فيها زفت سيف .. اللى داير ورايا ف كل حته .. معرفش يجيبنى بالراحه و لقى غيره عمل اللى معرفش يعمله قام إتحدف عليك و زقّك انت تتكلم و استخبى وراك
مهاب قرّب بعنف و امها وقفت فصلت بينهم : ده انتى بجحه بجد بقا .. و ايه بقا اللى عمله الذباله بتاعك؟ إنه رخّصك؟
ماهو عنده حق .. لقاكى رخيصه ف خدك ببلاش
غرام بغضب : انا عمرى ما كنت رخيصه .. و يوم ما ارخص هتبقا انت اللى رخّصتنى مش غيرك .. امتى كنت معايا و لا جنبى؟ ده انا الناس بتحسبنى يتيمه .. انا اصلا بعتبر نفسى يتيمه.

مهاب بغضب قرّب منها و خطفها من ورا أمها بعنف و شدّها من شعرها : انتى عارفه انا لما بعرف واحده و ترخّص نفسها زيك كده و الاقيها سهله .. عارفه اول حاجه بعملها معاها ايه؟ بحطّها ف اول سله ذباله تقابلنى بعد ما اخلّص معاها .. و اركنها .. و يوم ما بفكّر اروحلها مبعوزهاش ف اكتر من ليله و ارجع ارميها ف الذباله.

غرام قلبها إتقبض قوى و صوتها إترعش : ده واحد زيك اللى يعمل كده .. مش مراد ابدا .. فاااهم
مهاب بتحدى : و يوم ما هيقرّب منك انا همحيه فااهمه

أبوها مشى و هى قعدت ع الارض بقهره .. مش عارفه مقهوره من مين و لا من ايه بالظبط ..
من أبوها و لا من كلامه اللى خايفه يطلع صح .. لالا مراد راجل .. مش هيتخلّى عنها .. هو وعدها و هى وثقت فيه .. صحيح مش هيقبلوه بسهوله بس هو مش هيتخلى مش هيبيعها
أمها قرّبت منها بقلق و بصّتلها قوى : هو ايه اللى حصل بينك و بينه يا غرام ؟

مصطفى كلّم مراد و إتقابلوا
مراد بقلق : يعنى ايه؟ الارض إنشقّت و بلعتها؟
مصطفى بضيق : مالهاش اثر .. تقريبا مسيبناش مكان ممكن تكون موجوده فيه إلا و دوّرنا عليها فيه و بردوا مالهاش اثر
مراد : حكايه ان ابن زفت عمها ده كان هيتجوزها دى تقلق
مصطفى : و ليه متكونش تطمن ؟ يمكن ده اللى خلاها تسيبهم و تمشى .. مش موافقه مثلا و معرفتش تقنعهم ف مشيت .. و ده معناه إنها كويسه محصلهاش حاجه بس بِعدت لمجرد إنها مش عايزه الجوازه
مراد : طب و العمل؟

مصطفى : سافر انت عشان شغلك .. و انا اما اوصل لحاجه عنها هكلّمك ... مع إنى مش عارف وقتها هنعمل ايه بالذات لو طلع الحوار كده ؟
مراد بضيق : نوصلها بس بعدها يحلّها ربنا
مصطفى سكت شويه : هو انت عملت ايه مع غرام؟
مراد سكت كتير .. من كلامه و سؤاله فهم إنه تقريبا سمع اللى دار بينها و بين أبوها .. و مصطفى كمان من حاله مراد فهم هو كمان إنه سمعهم
مراد إتنهّد : معرفش بس متكلمناش
مصطفى بضيق : طب ليه بس؟ ذنبها ايه؟
مراد : مش كل ما هتكلم مع حد يقولى ذنبها ايه .. و انا ذنبى ايه ؟ ذنبى ايه إنى ماليش اهل ؟ ماليش حد
مصطفى : بس هى شارياك .. انت مشوفتهاش كانت واقفه لأبوها ازاى عشانك
مراد بوجع : و بردوا راحت قالتله على كل اللى قولتهولها.

مصطفى سكت شويه : طب ليه مسمعتهاش؟ ليه مدتهاش فرصه تتكلم؟ تدافع عن نفسها
مراد سكت و دوّر وشه و مصطفى هزّ راسه بضيق و شويه و مشيوا

غرام أبوها مشى و هى أمها قرّبت منها بقلق و بصّتلها قوى : هو ايه اللى حصل بينك و بينه يا غرام ؟
غرام بصّتلها قوى : انت بجد بتسألى؟ مصدّقه اللى قاله؟
أمها بقلق : و الله مش مهم اللى قاله .. المهم اللى هتقوليه .. ايه اللى حصل خلّى أبوكى إتعفرت كده؟
غرام بغضب : و الله شوفى ابن اخوكى راح قاله ايه؟
أمها : ماهو سيف مش هيروح من الباب للطاق كده يقول كلام ف الهوا .. حصل ايه و لو بسيط و هو بنى عليه فيلم ف دماغه و نقله؟
غرام : انا ايش عرّفنى؟ و هو انا شوفته اصلا؟
أمها : يعنى مرحلكوش المستشفى؟ مش يمكن راح و مراد قابله ؟ مش يمكن هو اللى قاله مثلا إنكوا
غرام بغضب : قاله ايه؟ قاله إنى رخيصه و سلمته نفسى؟

أمها : جايز
غرام بحده : مستحيل .. مش ممكن مراد يقوله عنى كده .. مستحيل اصلا يجيب سيرتى بحرف واحد من الكلام ده
أمها إنتبهت مره واحده بحده : امال صور ايه اللى أبوكى بيقول عنها؟
غرام سرحت شويه : صور ايه انا معرفش هو كان بيتكلم عن ايه؟
أمها : انتى مسمعتهوش و هو بيقولى سيف موركيش صورهم؟
غرام إتوترت و للحظه افتكرت اما مراد باسها و هى كانت جنبه ع السرير و حضنها
معقول يكون سيف راحلهم مثلا و شافهم و يكون صوّرهم؟ و لا كان يقصد صور اليوم اللى قضوه سوا برا ؟
معقول اخد الصور مثلا من على موبايلها !

غرام عقلها عمال يودى و يجيب و هينفجر من التفكير .. و زاد توترها مراد اللى موقفه لسه بالنسبالها مُبهَم ..
أمها بقلق : لأخر مره هسألك حصل ايه بينكم؟ صارحينى عشان ابقى جنبك للأخر .. متخلنيش اعرف حاجه من برا
غرام بقهره : و الله ما حصل حاجه .. و انا فعلا معرفش ايه حكايه الصور دى اللى اخترعها زفت
أمها : حاضر يا غرام هصدقك و خلينى معاكى للأخر .. بس إثبتيلى
غرام بترقُّب : إثبتلك ايه؟
أمها : إنه شاريكى
غرام : و إثبتلك ازاى بس؟

أمها : يجى يدخل البيت من بابه .. اللى بيحب واحده و باقى عليها و شاريها بجد بيجى لحد عندها مش هى اللى بتروحله
غرام بضيق : بعد اللى حصل من بابا إنهارده ؟
أمها : شالله يكون حصل ايه كده .. لو شاريكى هيفضل شاريكى للأخر .. مهما يحصل .. مش هيبيعك من اول معركه .. ده حتى اول معركه مشتبكش فيها و سابك تواجهى لوحدك و مشى
غرام إتضايقت لإنه فعلا مشى من غير اى رد فعل بس هى لسه عندها امل إنه معرفش اللى حصل : هو مسابنيش .. هو مسمعش حاجه اصلا
أمها : يبقا كويس .. ده معناه إنه لسه ميعرفش ب رد أبوكى عليه .. يبقا المفروض إنه يجى زى ما وعدك و لا هيسيبك ف وش المدفع؟
غرام بصّتلها بقلق و عرفت إنها اختارت الرد الغلط و أمها سكتت و دعيتلها ف سرّها و هى قلقانه.

شاكر بضيق : انت اتجننت؟ و هو انت فاكر اما تروح تفضحها قدام أبوها هيقولك شاطر تعالى بقا اما اجوزهالك انت؟
سيف بخنقه : امال عايزنى اشوفها ف حضنه و اقف اتفرج؟
أبوه بتريقه : و هو انت كده متفرجتش؟
سيف بغضب : ماهو انا كنت هدخل اجيبها من شعرها ...بس كانت هتبجّح و تصغّرنى قدام الحيوان التانى
أبوه بتريقه : و هى كده مبجحتش؟
سيف بمكر : عيب عليك .. هى بتبعبع بس بينها و بين نفسها عارفه إنى كاسر عينها
أمها بعد ما طلعت من عند غرام دخلت بعنف عليهم : و انت كاسر عين بنتى ب ايه يا سيف؟ ايه اللى بنتى عملته و داير على كل حد شويه بالكلام؟
شاكر : و هو انا حد؟

أمها بغضب : اما إبنك يقول ف حق بنتى كلام زى ده بدون وجه حق و انت تساعده بإنك تسكت يبقا عايزنى اقولك ايه ؟
شاكر : طب مش تسمعى هو قال ايه الاول؟ و لا تشوفى اللى المحترمه بنتك عملته؟ و بعدها تتكلمى
سيف فتح موبايله ع الصور و إدهولها و هى قرّبت بحذر و مسكته و إبتدت تقلّب فيه و غصب عنها عنيها دمّعت
غرام كانت برا و سمعاهم و اما الكلام وقف على كده و خمّنت إنه بيورى أمها اللى عنده .. هنا مقدرتش تستنى اكتر من كده ..

غرام دخلت بهجوم : و هو انت بقا سيبت شغلك و إشتغلت مصوراتى و داير ورايا ف كل حته؟ و لا الكلاب بتوعك اللى ممشيهم ورايا هما اللى نقلولك الاخبار؟
أمها بصتلها قوى بعتاب و هى إتوترت للحظات من موقف أمها
شاكر : و هو انتى ليكى عين تتكلمى و لا انتى بقا بجحه على رأى أبوكى؟
سيف بتريقه : مش تشوفى الاول انتى بتدافعى عن ايه و لا انتى عارفه انتى عملتى ايه كويس و مش محتاجه تشوفى؟

مسك الموبايل من أمها و رفعه قدامها و هى بلمحه سريعه قدرت تفهم هو صوّر ايه بالظبط
شدّت الموبايل منه بعنف و حدفته على طول دراعها : و انت مال اهلك؟ مين سمحلك إنك تعمل كده؟ و ب اى صفه واقف قدامى و بتحاسبنى؟ انت فاكر نفسك واصى عليا؟
شاكر : و هو انتى عملتى احترام للواصى عليكى اصلا؟
غرام بثقه : و الله انا محترمه غصب عن اى حد .. و مش ده اللى هيهز ثقتى ف نفسى و لا ثقه حد فيا
سيف : و كنتى بتعملى ايه بقا يا واثقه من نفسك ف حضنه؟
غرام ببرود : شكلك بتحب تسمع كلمة انت مال اهلك كتير

سحبت أمها اللى تقريبا كانت واقفه زى التايهه بينهم بعد ما شافت الصور و عقلها عمال يرسم ميه سيناريو و سيناريو للى ممكن يكون حصل بينهم
غرام اخدت أمها و خرجت و بصّت لسيف بقرف و خرجت هى و أمها و سيف لسه هيندفع وراهم أبوه شدّه من دراعه رجّعه : شششش سيبها بقا عليا
سيف : هتعمل ايه؟ هتروح لأبوها؟
أبوه بمكر : ملكش دعوه بقا .. انت مش عايزاها؟ و حاولت معاها و معرفتش؟ خلاص يبقى سيبنى اتصرف .. و عموما مش أبوها اللى محتاج حد يروحله .. أبوها خلاص عرف اللى فيها و كويس إنه خد الموقف ده .. سيبنى بقا اظبطلك الموضوع
سيف بصّله و إبتسم و أبوه سكت بتفكير

غرام راحت اوضتها و أمها معاها و اول ما دخلوا أمها قفلت الباب بعنف و فجأه بدون مقدمات ضربتها بالقلم على وشها
غرام بصدمه : يا ماما اسمعى
أمها بغضب : اسمع ايه؟ عندك ايه تانى تقوليه؟ انتى فاكره عشان دافعت عنك قدامهم ابقا هبله و بريّل و هتلعبى بعقلى
غرام بمحايله : ماما ارجوكى افهمى .. محصلش حاجه اقسم بالله انا
أمها بعنف : انتى؟ انتى ايه؟ هاتقولى ايه تدافعى بيه عن نفسك المرادى؟ انتى ف اوضته .. ف سريره .. ف حضنه .. و بعد ده كله هتقولى محصلش حاجه؟ عايزه تقوليلى واحده راحت لراجل و زى ده بماضيه ده لحد سريره و الاخر قالها قومى روّحى.

غرام : و الله ما حصل .. ده .. ده
أمها بغضب : ده ايه؟ للدرجه دى يا غرام؟ وصلتى للدرجه دى؟ انتى عارفه انا حسيت ب ايه قدام اخويا؟ عارفه خليتى شكلى عامل ازاى؟ و اتاريه أبوكى جاى مولّع و شايط و هيولّع فينا و ف كل حاجه
غرام : انتى بتدافعى عنه؟ هو من امتى كان اب؟
أمها : بردوا أبوكى .. مهما عمل .. و اما يشوف بنته بالمنظر ده و ف وضع زى دى من حقه حتى يولع فيها
غرام عيطت : ماما سيف عامل كده و عن قصد و انتى عارفه ليه
أمها بجمود : و انتى اللى إديته الفرصه دى .. انتى اللى حطيتى نفسك و حطتينى معاكى ف موقف زى ده
غرام بقلق : و العمل يا ماما؟

أمها بجمود : هى دى فيها عمل؟ مالهاش غير حل واحد و اما اشوف ..
غرام بصتلها بترقُّب و أمها بعنف : لو عايز يثبت إنه بيحبك و باقى عليكى و مكنش بيلعب بيكى يبقا مقدمهوش غير إنه يجى حتى لو هياخد على دماغه .. يجى و يقعد مع أبوكى و خالك حتى لو هيترفض .. بس يجى و ساعتها يحسّن شكلك قدام الكل .. عشان يبقا اسمك جالك لحد عندك و احنا اللى رفضناه .. مش لعب عليكى و خلع زى ماهم فاكرين
غرام بضيق : يا ماما قولتلك مفيش حاجه حصلت
أمها بغضب : ماهو مهما عملتى محدش هيصدقك .. ده مجيّه بردوا مش هيخليهم يصدقوا بس ع الاقل هيعدل الصوره إنه حتى لو لعب عليكى ف هو شاريكى .. ده لو انتى صح و هو بيحبك
غرام بصتلها بقلق و سكتت و أمها خرجت و رزعت الباب وراها.

سكتت شويه و مسكت موبايلها و إترددت .. مش عارفه هتكلّمه تقوله ايه .. ماهى متعرفش موقفه .. بس لازم يتكلموا .. طلبته بقلق
مراد إتردد كتير يرد .. مخنوق من الدنيا بحالها .. و موقف رحاب جاه زاده .. حاسس إنه خذلها اما وعدها هيبقا جنبها .. حاسس إنه خذل أبوها اللى وصاه عليها .. و دلوقت بيخذل غرام لمجرد إنه مش عارف ياخد موقف .. بس هل هو فعلا هيخذلها ؟
مراد اخد نَفس طويل : ايه يا غرام؟

غرام بتحاول تهزر : اول مره تفتح من غير ما تقول مممم نعممم .. شكل الخبطه اثرت جامد
مراد حاول يبتسم و هى حسّت بده و ضحكت : ياريتك ياشيخ إتخبطت من زمان
مراد سكت و هى ملقتش حاجه تانيه تقولها ف سكتت .. كانت مكلماه و ناويه متفتحش حوار خالص .. او ع الاقل اما تتأكد إنه عرف حاجه .. بس من كلمتين اتنين بس منه فهمت اللى فيه .. من نَفسُه بس حسّت بيه
غرام بهدوء : هو انا ليا خاطر عندك يا مراد؟.

مراد إبتسم غصب عنه: بتسألى؟
غرام بحُب : يعنى لو قولتلك حقك عليا هتقبل ده لاجل خاطرى؟
مراد سكت كتير : حق ايه يا غرام؟ و حق مين؟
غرام : مراد انا
مراد : مش عايز اتكلم دلوقت ارجوكى
غرام بهدوء : طب خلاص .. انا بس كنت عايز اقولك إنى جنبك و معاك ف اى وقت و تحت اى ظروف و اى مكان
مراد إتنهّد : ربنا يسهّل .. سلام
غرام قفلت و بدل ما تطمن منه قلقت .. لاء دى قلقت بزياده

مهاب مشى مخنوق من نفسه و من كل حاجه .. كلام بنته بيرن ف دماغه .. هو فعلا قصّر ناحيتها بس ده ابدا مش مبرر للغلط ابداا .. هو ظابط و ممكن يموت ف اى لحظه هل ده معناه إنه لو ميت هتبيع نفسها كده ؟!
فكر يروح لصاحبه .. بس رجع و خلاها للصبح
فعلا إستنى لتانى يوم و اول ما راح على شغله الصبح دخله مكتبه
مهاب بهزار : هتعملّى مقموص هتعملّى مشنوق مخنوق محروق .. إنسى مش هسيبك
مراد إبتسم بهدوء : و هو انت من امتى سيبتنى؟ ده انت عملى الاسود يا جدع
مهاب دخل و مراد كان معاه الفريق بتاعه و شغالين على تربيزه الاجتماعات .. سابهم و قام قعد على حرف المكتب و مهاب قعد على الكرسى اللى جمبه
مهاب : مراد انت مش زعلان صح؟

مراد سكت كتير : لاء
مهاب : مراد انت عارف إنه مكنش قصدى .. كنت مخنوق و محتاجلك تسمعنى اكتر ما تنصحنى .. إتفشّيت فيك و خلاص .. كلمتين طلعوا وقت خنقه
مراد بهدوء و هو بيقلّب ف الورق ف إيده : خلاص يا مهاب محصلش حاجه
مهاب قام و شدّ الورق بهزار من إيده رماه على طول دراعه .. و كل ورقه راحت ف ناحيه : يا جدع انت قولتلك خلاص .. ده انت غتيت قوى
مراد برّق للورق اللى إتبعتر و بصّله و رفع حاجبه : طب و حياه أمك لتميّل تلمّه ورقه ورقه و تجيبه و تلم كل ورقه لوحدها.

مازن من ع التربيزه : احسن .. عشان تبقا تفكر تانى قبل ما تهزر .. ده ما يتهزرش معاه ده غير لما تظبطه ب الريموت
مراد بغيظ : طب و حياه أبوك كلمه زياده لأخليك تلمّه معاه
مهاب بعِند : طب مش لامم .. ورينى هتعمل ايه؟
مراد بعِند : كلمه تانيه و هخليك تلمّه بلسانك
مهاب قام بضحك و رفع إيده بإستسلام : خلاص خلاص

قام لمّ الورق بكوميديا و رجع إدهوله بخوف مصطنع
مراد إبتسم غصب عنه : ناس مبتجيش إلا بالعين الحمرا
مهاب : ماشى يا ابو عين بتقلب انت
مراد سكت كتير و إتنهّد بعتاب من غير ما يبصّله : مكنتش مستنيها منك .. انت بالذات .. و انت عارف اللى فيها و اللى بيا .. شايف جرحى اللى الهوا اما بيعدّى عليه بيفتحه .. انا نصحتك و انا شايف ليليان قدامى مش غرام .. كنت حاسسها حواليا
مهاب إبتسم : لسه فاكرها يا مراد؟ ليه مستحلى وجعك كده؟ ليه على طول بتفكّر نفسك؟

مراد : لإنى ببساطه عايش بيهم و معاهم .. النَفس اللى بتنفسّه و عايش عليه .. و لو راحوا من بالى ف ده معناه إنى مش هعرف إتنفس .. هختنق و اموت .. يبقا افضل فاكرهم و اعيش عليهم و لا اموت؟
مراد سكت و مهاب سكت لإنه عارف الكلام معدش بيجيب .. و لا عمره جاب معاه اصلا
مراد إبتسم : كل يوم و كل لحظه و كل موقف و كل ليله قبل ما انام بتخيلهم .. ليليان بالذات .. اما جيت و كلمتنى عن بنتك .. غصب عنى قلبى ودّانى عندها
تخيلتها بتحكيلى عن مشاكلها و بتحب ده و عايزه ده و بنتكلم زى اب و بنته .. قلبى ودّانى لإحساس كنت هموت عليه و غصب عنى حسيته
مهاب إتنهّد و بصّ وراه لمازن اللى غصب عنه عينيه دمّعت .. و مراد لفّ وشه لمازن و رجع بصّله و إبتسم : اهبل الواد ده مش كده؟ بيتشهون على ايه؟ على وجع القلب؟

مازن قام خرج برا بهدوء و مراد بصّ لمهاب : يلا روح ورا إبنك عقّله .. هااا عقّله يا مهاب
خليه يشوف حياته .. بلاش يفضل كتير ف الدوامه دى .. مُتعبه و اسألنى انا .. اعمل معاه اللى بتحاول تعمله معايا .. ع الاقل اختك انا إتجوزتها و خلّفت منها و عيشت معاها حتى لو فتره صغيره بس ربنا رضانى ..

رضانى قبل ما ياخدها منى .. لكن هو ايه بقا؟ عايش على ذكرى كام سنه مع بنتى و كانوا عيال .. و سابته و سابتنى يبقا خلاص بقا يفوق ..
مهاب حاول يضحك : مش هيجيبه من برا .. مخلص زى استاذه
مراد : ده مش اخلاص ده وجع قلب و الله .. فوّقه قبل ما تخسره زى بنتك .. و الخساره اللى من النوع ده مبتتعوضش .. ضفرهم ما بيتعوضش يا مهاب
مهاب قام يمشى
مراد وقّفه : انت عملت ايه مع عريس بنتك؟

مهاب و هو واقف : و النبى متفكرنيش .. و بعدين هو اصلا خلع لوحده .. الجبان روحت المستشفى اخدتها و رجعتله لقيته خلع ..
مراد هزّ راسه بمعنى مفيش فايده و مهاب بضيق حكاله كل اللى حصل بالتفصيل و اللى سيف عمله و صوّرهم
مراد بصّله بضيق : قوم يا مهاب امشى يلا .. الحق إبنك
مهاب بضيق : يا مراد
مراد بنفاذ صبر : انت خلاص عملت اللى عايزوه .. مشيّت اللى ف دماغك .. يارب بس تكون إرتاحت
مهاب خرج و مراد بضيق : ربنا يهديك يا شيخ
رؤيه إبتسمت : ايه موضوع مازن ده يا ميكس ماله ؟

مراد : عبيط
ضحكوا و هو ضحك غصب عنه معاهم : اه و الله قاعد بيبكى ع الاطلال .. حد بيجرى ورا وجع القلب برجليه؟
رؤيه : انت كنت بتتكلم بجد بقا ؟
مراد : تخيلى؟ هو كان اكبر من ليليان و مراد بست سنين .. ساعه ما اتولدوا كان هو عنده 6 سنين و اما .. اما سابونى كان تقريبا عنده 11 سنه .. كان محاوطها و بيعتبرها ملكيه خاصه .. الحمار كان بيغير عليها منى .. اديها سابته و سابتنى
كريم بإستغراب : عشان كده مالهوش يغوّط ف اللف و الصياعه .. اخره يتنطط شويه ف الكباريه و كاس ف التانى و يرجع
منى : ده عبيط بجد بقا .. حد يضيع عمره على مجرد ذكرى؟

مراد بصّلها قوى و إبتسم غصب عنه ..
كريم بصّلها بغيظ : هو انتى متعرفيش تفرملى ؟ الفرامل على طول بايظ عندك؟
منى بصّتله بعدم فهم و هو هزّ راسه بغيظ و كلهم ضحكوا
مراد ضحك معاهم و بصّلها : تصدقى عبيط فعلا .. عايش على ذكرى واحده سابته ..
منى فهمت و رفعت إيديها بضحك : و ربنا ما اقصدك
مراد ضحك بحُب : لا متقلقيش هو تقريبا كده كل عبيط و عارف نفسه
كلهم ضحكوا و هو ضحك بغُلب

مارد قضّى يوم طويل بيدوّر ف السجلات عن اى اوراق او إثبتات رسميه لعاصم و ممكن يوصل من خلالها ل اى حاجه عن همسه بس مفيش .. عاصم اخفى كل حاجه.. بعلاقاته وقتها قدر يمحى اى اثر لبنى ادم إسمه عاصم إنه كان موجود حتى و مارد مكنش معاه تفاصيل كفايه بيدور بيها..
مراد دخل شقته بضيق .. كل حاجه بتتعقّد .. خد وقت كبير عقبال ما نام بتعب و الصبح صحى على جرس الباب بيرن .. قام فتح
مراد بصّله كتير و شاكر بصّله بجمود : هما كلمتين .. معنديش مانع اقولهم ع الباب يعنى و لا مبيدخلش هنا غير غرام و اللى زيها ؟

مراد هنا تقريبا قدر يفهم .. مردّش بس فتح الباب و ركن على جنب و هو دخل بعجرفه
مراد قفل الباب بهدوء و بصّله : قهوه و لا شاى؟
شاكر بحده : لا شاى و لا زفت .. انا قولت كلمتين مش هتضايف
مراد قعد بهدوء و شاكر بحده : انا مش ههدد و لا جاى ازعق .. انا جاى اقولك حاجه تانيه
مهاب اللى راحلك يجعّر و هبهب بكلمتين ده و لا يعرف حاجه عن بنته .. هو طلّق مراته و هى حتى متعرفش إنها حامل فيها .. خرج من حياتهم و لا يعرف عنهم حاجه .. و لا عمره إتكلّف بحاجه تخصهم ..

انا اللى إتكفلت ب اختى و ببنتها .. سيف إبنى هو اللى مربّى غرام على إيده ..
هو اللى معاها ف كل حاجه من يوم ما اتولدت لحد ما انت جاى و عايز تاخدها عالجاهز .. لو محبهاش كنت سيبتهالك و بنفسى إدتهالك .. بس انا مش هكسر إبنى عشان عيل زيك
ده إبنى الوحيد .. اللى مواريش و لا قدامى غيره
مراد بهدوء : و هى رأيها ايه؟

شاكر ببرود : هى هتميل و هتتعدل و عشان مقدمهاش جنب إبنى اختيار تانى هتلين .. و لو مش بمزاجها هو عارف هيجيبها ازاى
مراد : ممم و ياترى هيجيبها ازاى بقا؟ إدينى فكره
شاكر بغضب : انا مش جاى اتحايل و لا حتى اهدد .. انا بفهّمك الوضع .. انا مش هسمح لحد يقف قدام إبنى مش يكسره .. حتى لو الحد ده هى مش انت
و انا ب إيدى كتير اوى اعمله معاها... و تبقى تورينى هتروح فين .. اللى خلّى أبوها رماها انا ايه اللى هيلزمنى بيها بعد ما تكسر إبنى؟

شاكر وقف بجمود : ده إبنى و مش هستنى و اقف اتفرج عليك انت و هى و انتوا بتقهروه
مراد بصّله بضيق و هو قام مشى ناحيه الباب و بصّله : ده إبنى و مش حته عيل زيك اللى هيتبدّى عليه .. ساعتها مبقاش أبوه لو مخليتها لا تنفع ليك و لا لغيرك .. انت متعرفش يعنى ايه اب يبقا شايف إبنه حتة عيله عايزه تلعب بيه .. و لا هتعرف منين ؟ انت لا عمرك ليك اب و لا كنت ابن لحد .. انت ابن ...... و لا بلاش
مشى و قفل الباب وراه بعنف و مراد غمّض عينيه بوجع ..
مصطفى من وراه بضيق : سكتلُّه ليه ؟ طب أبوها و قولنا اتاخدت على خوانه و كنتوا ف مستشفى و بلاش فضايح .. لكن ده ايه بقا؟ ده جاى لحد عندك ف بيتك .. و يطلع مين ده كمان ؟ يبقا ايه عشان يكلمك كده؟

مراد ببرود : ده خالها
مصطفى : ايوه بردوا .. يعنى ايه دَخله ؟
مراد : مانت سمعت كل حاجه
مصطفى بترقّب : و انت ناوى على ايه؟
مراد : و لا حاجه
مصطفى بضيق : متزعلّش نفسك
مراد : وازعل ليه على حاجه مكنتش من نصيبي اصلا.

مصطفى : يعنى ايه؟ مراد انت دلوقت تعبان .. و لسه خارج من المستشفى .. و كنت عيّان و ف ازمه
مراد إبتسم بوجع : واضح ان الحلم كان كبير عليا .. و كان لازم يوم ما وقف قدامى كنت اعرف إنى يا اتفاداه يا يهاجمنى و يكسرنى ..
مصطفى : انت اكبر من ان حلم يقف قدامك مش يكسرك .. فاكر اما كان نفسك تدخل شرطه؟ فاكر كنت بتقول ايه ساعتها؟ انا نفسى مكنتش متخيل إنه حلم و هتتحداه و هتحققه .. كنت بهوّن عليك و من جوايا مش مقتنع .. بس وقفت ف وش حلمك نِدّ ل نِدّ لحد ما إتملّكت منه و حاصرته
مراد : مش كل الاحلام بتتحقق .. فى احلام إتعملت عشان تتحقق و احلام إتعملت بس عشان تفضل مجرد احلام
مصطفى : طب مش هتحاول؟

مراد سكت بضيق
مصطفى : إستنى عليهم شويه .. و بعدها جرّب تانى
مراد : و اعيش عمرى كله مذلول قدامهم ؟ مطاطى راسى ؟ ف نظرهم مكسور حته ؟

قاموا فطروا و قعدوا كتير يرغوا قبل ما ينزلوا و مره واحده مراد إنتبه ب تركيز و مصطفى بصّله بعدم فهم
مراد : انا عرفت رحاب ممكن نوصلها ازاى؟
مصطفى : ازاى؟
مراد قام جاب موبايله و إبتدى يقلّب فيه و مصطفى جنبه
مراد : الايميل اللى كنا عاملينه انا و انت و ليليان و رحاب و رامى و إتفقنا ده بتاعنا احنا الخمسه بس .. و لو حد عايز يوصل للتانى يوصله من خلاله لإن كلنا بنفتحه
مصطفى افتكر : ايوه صح
مراد : ثوانى انا بفتحه و هشوف اخر مره هى دخلته من امتى و نقدر منه نحدد مكانها.

مصطفى : ما يمكن ما فتحتهوش و
مراد قاطعه : اهو .. دى فتحته فعلا و من كذا يوم .. اسبوع تقريبا ..
مصطفى بص معاه ف الموبايل : ده معناه بعد ما سابت البيت .. ابن عمها بيقول إنها سايبه البيت من شهر تقريبا
مراد : تمام .. يبقا هى فتحته و هى برا و مش معقول غيّرت مكانها من اسبوع لدلوقت
مراد كلّم حد تبع شغله و فهّمه إنه هيديله ايميل و يعرفله اتفتح منين بالظبط و هو اخده منه و شويه و كلّمه
مراد : انت متأكد؟

عمار : ايوه .. ده اخر مكان إتعملت منه المحادثه اللى شوفتها
مراد بإختصار : خلاص سلام
مراد قفل معاه و اخد مصطفى و نزلوا ع العنوان اللى ادهولهم

عاصم بغضب : يعنى ايه متعرفش عنها حاجه؟ انت اتجننت يا نضال؟ مراتك و متعرفش هى فين؟
نضال بضيق : هو انا هحرسها يا عاصم؟ و بعدين ماهى اختك و بردوا متعرفلهاش سكه
عاصم : متقولش زفت .. كل اللى حصل و احنا فيه بسببها .. انا مش قايلك يا بنى ادم تخليها تحت عينك .. خرجت من المستشفى امتى و ازاى و من غير ما تعرف؟
نضال : معرفش اخر مره المستشفى كلمتنى و الدكتور بتاعها قالى إنها بقت كويسه يوم و هتخرج .. روحت تانى يوم ملقتهاش
عاصم بغضب : كلّم البهايم اللى كنت حاططهم لها حراسه.

نضال بضيق : قالوا ماشفوهاش
عاصم : انت غبى .. مشوفهاش بس ع الاقل شافوا مين دخلها .. مين زارها
نضال خرّج موبايله و كلّم حد و جاله
عاصم بصّ لنضال بغضب و رجع بصّ للراجل بحدّه : انت بتقول ايه يا حمار انت؟
الراجل : زى ما قولت لحضرتك .. هى تقريبا محدش زارها إلا الظابط ده اللى إسمه مراد
نضال بتهتهه : انا سألتها و هى قالت هو كان جاى يتطمن عليها و مشى على طول
عاصم : و هى لو جايلها عشان حاجه هتقولك يا غبى؟
نضال بصّله بقلق و سكت و عاصم بصّله كتير : انت تعرف ايه عن الزفت ده؟ ليه موتّرك اوى كده؟ كل ما تيجى سيرته تبقا مش على بعضك ليه؟

مراد اخد مصطفى و راح ع العنوان اللى أخدوه .. و اللى كان عباره عن شقه ف السكن الجامعى تبع جامعه القاهره .. و السكن ده ب اسم واحده اسمها مريم ..
و فعلا سأل لحد ما وصلها و رنّ الجرس
رحاب من جوه قامت تفتح و إتصدمت : مراااد ؟!
مراد اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده و إبتسم بغيظ : منك لله يا شيخه حرام عليكى دوّختينا عليكى
رحاب إبتسمت بأمل : انت كنت بتدوّر عليا؟

مراد إتضايق للحظه من اللمعه اللى لمحها ف عينيها و حبّ يطفيها بإرادته : طبعاا مش اختى يا حوّبا .. بعدين عايز تطفشى العريس قولي لأخوكى هو يقوم بالواجب .. شالله يطفشهولك من الدنيا بحالها .. لكن انتى اللى تطفشى يبقى عيب عليكى
رحاب إبتسمت بوجع : طب ادخل
مراد : لاء انتى اللى هتلبسى و تنزلى معايا .. انتى قاعده مع مين هنا اصلا؟
رحاب : دى صاحبتى .. هى قاعده هنا عشان دراستها
مراد بحدّه : يلاااا مستنيكى ف العربيه.

مراد نزل ركب عربيته جنب مصطفى اللى كان مستنيه تحت و استنوها
رحاب قفلت وراه .. حته جواها مبسوطه إنه إستغيبها و دوّر عليها و اهتم و حته تانيه موجوعه من رده فعله و كلمه أخته .. و برغم كل ده فضل جواها حتة امل
قامت لبست و لمّت حاجتها و نزلتلهم
إتفاجأت ب مصطفى معاه ف العربيه اللى وجوده قضى على حتة الامل الباقيه جواها .. و إنهم بيدوّروا كصحاب مش اكتر و ده وجعها .. و اما سمعتهم اتوجعت اكتر
رحاب إبتسمت ربع إبتسامه غصب و ركبت و مراد اتحرك بالعربيه و إبتدوا يرغوا
رحاب بإحباط : يعنى محسن هو اللى نبّهك إنى مش ف البيت؟

مصطفى لسه هيرد مراد إتكّى على إيده جنبه و مصطفى عشان فاهم الحوار سكت
مراد بهدوء : ايوه انتى عارفه إنى مضغوط و الشغل واخد كل وقتى .. انا مش فاضى اشوف نفسى اصلا عشان اشوف حد
رحاب بصّتله بضيق و دوّرت وشها للشباك و سكتت
مصطفى : صحيح يا رحاب ايه اللى حصل؟

رحاب كتمت دموعها اللى كانت إبتدت تلمع ف عينيها و حكت اللى حصل بينها و بين عمامها كله ..
مراد نفخ بضيق و مصطفى : ايه القرف ده؟ عينى عينك كده؟ لا ذوق و لا إختشا
مراد : اذا كان مفيش حُرمانيه لمال اليتيم يبقا هيبقى فيه ذوق؟
رحاب عينيها دمّعت من كلمه اليتيم و عيطت بصمت و مراد لمحها من مرايه العربيه و إتضايق من نفسه و من الكلمه اللى رماها : ايه يا حوبّا ما كلنا يتامى .. و لا انتى ناسيه انا ايه؟ ع الاقل انتى احسن منى.

رحاب إبتسمتله و مصطفى بصّلها : طب ناويه على ايه؟ ماهو اكيد يعنى مش هتقعدى على طول عند صاحبتك
قبل ما رحاب ترد مراد سبقها : دلوقت هاخدك على شقتنا انا ومصطفى .. و انا و هو متقلقيش هنروح بيت أبوه هنا هو كده كده مقفول لحد بس ما نشوف هنعمل ايه
مصطفى : مفيش مشكله
رحاب : بس
مراد بصّلها و هى سكتت تانى
مصطفى : طب و عمامها ؟ بكده هيوصلولها خاصة إنهم عارفين طريق الشقه و اكيد هيجوا
رحاب : عشان كده مجيتش .. عشان عارفه اول مكان هيتوقعوه او حتى يسألوكوا لإن مراد اللى خلصلى ورق بابا اللى يرحمه
مراد : متقلقيش سيبهوملى و احنا هنتصرف معاهم.

وصلوا الشقه و مراد طلّعها و هى دخلت و حطّت شُنطها جوه و خرجتلهم
مراد : احنا هننزل .. ورايا كام مشوار و هنعدّى عليكى نخرج ناكل برا
رحاب : بلاش .. انا تعبانه مش هخرج .. بعدين كده احسن عشان محدش ياخد باله ليكون حد منهم لسه هنا ف القاهره
مراد : قولتلك متقلقيش .. و عموما خلاص .. هنخلّص و اكلم مصطفى و اجيب عشا و نعدّى عليكى نتعشى سوا و ننزل احنا
رحاب إبتسمت و هما سابوها و نزلوا.

مراد نزل عمل كام مشوار و مصطفى راح على شغله .. خلّص على اخر الليل و كلّم مصطفى
مصطفى : قدامى نُصايه كده .. خلاص إسبقنى و انا هجيب عشا و انا جاى و احصّلك
مراد بضيق : متأخرش .. انا اصلا كنت مهدود و عايز انام لولا ان انا لازم اشوفها عشان افهّمها هتعمل ايه كنت روحت ..
مصطفى : خلاص يبقا نخلّص و نمشى على طول .. بس خلينا نحلّ الموضوع بتاعها بقا
مراد : تمام متأخرش بس و يلا.

مراد قفل معاه و كلّم رحاب قالها إنهم جايين و عايز يتكلم معاها شويه و يقولها هتعمل ايه
مراد قفل و رحاب إبتسمت بحُب و قامت عملت اكل بسرعه و مراد جاه .. رنّ و مرضيش يفتح إلا اما فتحت هى
مراد إبتسم : انا قولت طفشت تانى
رحاب غصب عنها ضحكت : لاء متقلقش هروح فين؟
مراد دخل و شمّ ريحه الاكل : ايه ده انتى عامله اكل؟ طب ليه؟ قولتلك هنجيب اكل
رحاب : عادى
مراد إبتسم و بتلقائيه دخل المطبخ و إبتدى يقلّب ف الاكل و غصب عنه إبتسم من ذكريات بدأت تروح و تيجى قدام عينيه .. ذكرياته مع غرامه ...إبتسم و إبتدى ينأنأ بسرحان.

رحاب لاحظت سرحانه و عشان متأكده إنه مش فيها إتضايقت و إنسحبت بضيق : انا هدخل اعمل حاجه عقبال ما مصطفى يجى
مراد حتى ما اخدش باله من كلامها و هى إتخنقت و مشيت على اوضتها
دخلت فضلت واقفه كتير و بعدها دخلت الحمام .. و قررت تاخد حمّام بارد يمكن يفوّقها
دخلت تحت الميّه .. سمعت خبط عالباب و خمّنت إنه مصطفى لإنه عارفه إنه جاى.. و عشان صوت الميّه مقدرتش تسمع تحديدا مين
و فجأه بتقفل الميّه بالصدفه سمعت اصوات كتيره و عنف و تكسير برا.

خلّصت حمّامها بسرعه و مسكت فوطه لفّتها على جسمها و لسه بتفتح باب الحمّام تخرج منه إتفاجأت ب باب الاوضه بيتزق بعنف لدرجة إتكسر .. لقت محسن ابن عمها قدامها و قبل ما تفتح بوقها بكلمه قرّب منها بهجوم و شدّها بعنف و جرجرها من شعرها بجسمها العريان و يدوب ملفوف بالفوطه و خرج بيها ع الصاله إتفاجأت بعمامها برا
محسن حدفها قدامهم بعنف نزلت ع الارض و من شدّه الوقعه الفوطه وقعت معاها و جسمها إتعرّى تماما
محسن بعنف : صدقتنى يابا .. اهى المحترمه بنت اخوك .. ف شقته .. ف اوضه نومه .. و بالمنظر ده عريااانه.

رحاب بصتلهم بصدمه و بصّت لعمها بدموع و هزّت راسها بقوه تنكر .. بس عمها كان جاى و واخد قراره من اللى سمعه .. طلّع مسدس من جيبه و وجهه ناحيتها و طلعت رصاصه مستعجله
مراد قرّب منها بسرعه و رحاب جريت عليه إستخبّت فيه و كانت عريانه تماما
و هنا الباب رنّ تانى و اللى دخل بص لمراد بصدمه و فجأه__
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة السابعة والعشرون بقلم أسماء جمال


رحاب تحت رجل عمامها شبه عريانه، بصتلهم بصدمه و بصّت لعمها بدموع و بتهزّ راسها بقوه تنكر .. بس عمها كان جاى و واخد قراره من اللى سمعه من إبنه .. طلّع مسدس من جيبه و وجّهه ناحيتها و طلعت رصاصه مستعجله
بس مراد قرّب منهم بسرعه و رحاب جريت عليه إستخبّت فيه و كانت عريانه تماما و الرصاصه جات ف الهوا
و ف وسط إنشغالهم الباب رنّ تانى و مصطفى دخل مندفع بسرعه من برا على صوت الرصاصه.


 
مصطفى إتفاجئ بالوضع .. بصّ لمراد اللى مش عارف يتحكم ف الوضع و لمح رحاب مستخبيه ف ضهره و بتحاول تغطى نفسها بأى حاجه .. مصطفى بنظره واحده ليهم و لعمامها قدر يفهم الموقف كله ..
مصطفى قرّب من مراد بسرعه : ايه اللى بيحصل ؟ايه اللى جاب الزفت ده هنا ؟
محسن هجم ناحيته : جاى عشان المحترمه .. بنت عمى اللى طفشت من البيت عشان توسّخ نفسها
مراد هنا إتفلفص من رحاب اللى مكلبشه ف ضهره و هجم عليه .. ضربه كام بوكس ف وشه و مصطفى فصلهم و زقّ محسن و الكل إبتدى يضرب ف بعضه
و هنا رحاب إستغلت فرصه إنشغال الكل و جريت ع الاوضه وسط خناقهم.


 
عمها لمحها و قبل ما تخطّى كان طلّع الرصاصه اللى وقّعتها مكانها غرقانه ف دمها
الكل إتسمّر مكانه من الصوت .. و من غير ما يتلفتوا الكل عينيه راحت بتلقائيه على رحاب اللى إتحدفت ع الارض
مراد بصّله بعنف و هو لسه هيقرّب مسدسه منه كان مراد ف حركه سريعه هاجم عليه و ضربه ف إيده وقّع منه المسدس .. و ضربه ف وشه
مصطفى قرّب من رحاب اللى بتغيب عن الوعى .. و بصّ لمراد يلحقه
مراد ساب عمها و دخل بسرعه شد الملايه من عالسرير و خرج.


 
قرّب من مصطفى غطاها بيها و شالها و نزل بيها بسرعه على تحت و مراد وراه و الكل نزل وراهم ..جريوا بيها ع المستشفى
واقفين قدام العمليات بقلق .. إلا عمامها باين على وشهم الجمود و الحدّه
محسن قرّب منهم بغضب : ممكن اعرف انتوا هنا ليه ؟ و لا وصله الوساخه و قلة الادب ملحقتوش تخلصوها جاى تكملها هنا؟
مراد كزّ على اسنانه : غور من وشى
محسن زقّه بعنف : لاء انت اللى هتغور من هنا و دلوقت بدل ما
مصطفى بغضب : بدل ما ايه ؟ ف إيدك ايه تعمله ؟


 
عمامها قرّبوا منهم و أبوه بصّلهم بغضب و بصّله بحده : مش وقته
محسن بغلّ : لاء ب إيدى كتير .. و انتوا كده جيبتوا اخرى
مشى و سابهم و أبوه نده عليه بغضب بس مردش و مشى على برا المستشفى خالص.

مصطفى بضيق : رايح فين الحيوان ده ؟
مراد : سيبك منه .. المهم اللى جوه دى ربنا يستر بس
مصطفى بترقُّب : مراد انا لحد دلوقت مسألتكش عن اللى حصل
مراد بصّله كتير : و هو انت فاكر ايه اللى حصل ؟
مصطفى : معرفش .. حاجات كتير حصلت ورا بعضها .. مجى عمام رحاب و اهلها ..خروجها قدامهم بالمنظر ده.. وجودكم اصلا لوحدكم و هى كده.. رد فعل اهلها
مجرد ان دماغى مش عارفه تربّط اى حاجه بالتانيه
مراد : انت ايه اول انطباع أخدته اما جيت ؟


 
مصطفى بصّله و سكت و مراد إتنهّد : اهو ده اللى اهلها كمان أخدوه .. شافوا اللى عايزين يشوفوه و بناءاً على كده حصل اللى حصل
مصطفى بقلق : مش مهم اللى حصل .. المهم اللى هيحصل
مراد بضيق : عاارف .. المهم الاول نتطمن عليها اما تخرج من العمليات .. بعدها يبقا نشوف هنتصرف ازاى معاهم
شويه و شافوا ابن عمها داخل بيبصلهم بتحدى و معاه كذا واحد
مراد و مصطفى بصّوا لبعض لإنهم تقريبا فهموا الوضع
واحد من اللى معاه قرّبوا من مراد و مصطفى : مين فيكم مراد عبد الله ؟


 
مراد بصّله : نعم
الظابط : فى بلاغ متقدم ضدك و بناءاً عليه مطلوب عندنا للتحقيق
مصطفى : نعم ؟!
الظابط : خطيب الأنسه رحاب كان مقدم بلاغ بخطفها و إنها عندك و بيتّهمك انت .. و احنا كنا حاطين مراقبه على بيتك و جاتلنا اخبار إنها كانت معاك
مصطفى بصّله بصدمه و بصّ لمحسن اللى بيبصّله بتحدى.

مراد بهدوء : تمام .. هى بس تخرج من العمليات و نتطمن عليها بعدها هعملك اللى عايزوه
الظابط : مينفعش
مصطفى بغضب : يعنى ايه مينفعش ؟ انت مش عارف بتكلم مين ؟
الظابط : ايا كان مين .. انا عندى بلاغ بخطف و لازم احقق فيه
مراد بنفس هدوءه : و انا بقولك ان اللى انا متهم بخطفها جوه ف العمليات .. اما تخرج ع الاقل تقدر تاخد اقوالها
مصطفى نفخ بغضب : إركنلى على جنب بقا اما نشوف اخرتها ايه
الظابط لسه هيتكلم مصطفى قاطعه بتحذير : هتركن على جنب و لا اركنك خالص ؟

الظابط إنسحب بهدوء ..
عمها خالد : انت ايه اللى هببته ده ؟ انت إتجننت ؟
محسن ببرود : ماهو مش هيمشوا إلا بكده
أبوه : انت غبى يا بنى ادم انت ؟ و اما يتحقق معاه و يحكى اللى حصل ف شقته ؟ يبقا ازّى الحال ساعتها ؟
محسن ببرود : مش هيقدر
عمه احمد : و ايه اللى هيخليه بقا مش هيقدر ان شاء الله ؟ انت؟
محسن : هيقول ايه ؟ لقيوها عندى ملط ف اوضه نومى؟ ف بيتى و لوحدنا و بدون صفه رسميه ؟
أبوه : و انت هتبقا إستفدت ايه بقا ان شاء الله من البلاغ ده ؟
محسن : لاء هستفاد كتير و هتشوف

نضال باستغراب : بردوا مش فاهمك .. يعنى لازمتها ايه تجيب حد يدوّر ف الكاميرات طالما عارف إنها مشيت بمزاجها ؟ ايه عايز تشوفها و هى بتعملك باى باى ؟

عاصم بصّله بحدّه و هو نفخ : قصدى إنك عارف اللى فيها .. و طالما الزفته بنتها هى كمان إختفت ف نفس الوقت يبقا الموضوع بان ...و اهى روسيليا كمان حصّلتهم يعنى مش بعيد تكون معاهم .. كده إتفهم اللى فيها .. ايه بقا اللى عايزوه من الكاميرات ؟

عاصم بغضب : ماهو عشان انت حمار مش هتفهم .. يا غبى عايز اعرف مين وراهم ؟ مين ساعدهم ؟ همسه مش هتخدّر الحراسه لوحدها .. و تخرج لوحدها .. و تسافر من غير باسبور او اى اوراق لوحدها .. ف اكيد حد ساعدها .. و اكيد مساعدته ليها إبتدت من هنا .. دى لمجرد تخرج من القصر هنا عايزه مساعده
ف عايز اعرف مين إتجرأ و دخل بيتى ف غيابى ؟ مين اللى همسه إستأمنته قوى كده و لجأتله ؟ مين اللى مخافش على حياته منى و إستبيع ؟ و ليه ؟

نضال بصّله بقلق لإنه عارف اللى فيها .. واحد بس المتوقّع منه ده
عاصم بصّله بغموض و سكت و المهندس اللى جايبُه بيفك ف الكاميرات و يفرّغها
نضال بترقُّب : انت مش قولت قبل كده اول ما اختفت ان الكاميرات متعطّله ؟
عاصم شرد و إفتكر اما حطّلها كاميرا ف الحمام و ف غرفه نومها لمجرد يتفرج عليها.. بعد ما بطّل يعمل كده قدامها عشان متستغربش موقفه لإنه مبيلمسهاش ف الاخر و ده بسبب اللى مراد عمله فيه.

نضال بصّله قوى و منتظر إجابته بقلق و هو بصّله بشك : و انت مالك ؟ و بعدين قلقان ليه ؟ يمكن نعرف نوصل لحاجه خلينا نخلص من القرف ده بقا
المهندس فكّ الكاميرات اللى عاصم شاورله عليها تحديدا و اللى كانت ف غرفتها و ف حمّامها و إبتدى يفرّغها ..
ف التوقيتات اللى عاصم إدهاله بالظبط و اللى هى من اول يوم سفره و اللى طلع هو نفسه يوم إختفاءها
المهندس فرّغها و إبتدى يشغّل محتوياتها ف التوقيت ده و هنا عاصم بصّ للجهاز قدامه بصدمه و شر و إتكى على سنانه بغلّ : مااارد ؟!!

عند رحاب ف المستشفى...
خرجت من العمليات و الدكتور خرج طمنهم عليها و إنها هتفوق بعد شويه
عدّى عليهم وقت كبير لحد تانى يوم اما فاقت و بقت كويسه و تقدر تتكلم و هنا الظابط جاه تانى
الظابط : انا عندى بلاغ و لازم احقق فيه .. و قبل ما احقق مع اى حد لازم اخد اقوالها الاول
مصطفى نفخ بغضب و الدكتور سكت شويه : هى فعلا تقدر تتكلم بس ياريت بلاش تطوّل
الظابط بهدوء : كلمتين بس عشان نقدر نحدد ابعاد الموضوع

الدكتور شاورله و هو دخل عند رحاب و مصطفى و مراد دخلوا وراه و شويه و عمها و إبنه دخلوا
الظابط : انسه رحاب انتى كويسه ؟ تقدرى يعنى تتكلمى دلوقت ؟
رحاب بصّتله بإستغراب و هو بتوضيح : خطيبك مقدّم بلاغ بخطف
ملحقش يكمّل من قومة رحاب مره واحده بعنف : خطيب مين ؟ انا مش مخطوبه اصلا
الظابط بصّ وراه بإستغراب لمحسن اللى كانت ودانه بتطق شرار
الظابط : يعنى انتى مش مخطوبه للشخص ده ؟
رحاب هزّت راسها بعنف و عمها حلّق بالكلام : قصده يعنى بإعتبار ما سيكون ..اصلهم قرايه فتحتهم كانت قريب

رحاب لسه هتعترض عمها بصّلها قوى بحده و جمود كإنه بيهددها .. و مراد لمحه و هو بيبصلها كده بس معلّقش
رحاب سكتت بدموع و دوّرت وشها الناحيه التانيه و إبتدت تعيط بقهره
الظابط : طب عموما يعنى ايا كان صلته بيكى ايه .. هو مقدم بلاغ بيتهم المقدم مراد عبدالله بخطفك
رحاب بإندفاع : لاء طبعا محصلش.

الظابط : طب تقدرى تقوليلنا كنتى مختفيه فين ؟ و لو معاه و مش خاطفك ليه من ورا اهلك ؟ و ليه مطمنتهومش عليكى ؟ ماهو اكيد عارفه إنهم بيدوّروا عليكى
رحاب غمضت عينيها بقهره و بدموع حكتله اللى حصل .. كل حاجه من وقت ما أبوها مات لحد جوازه بالغصب و تهديد محسن لها لو مش بمزاجها هيعرف ازاى يجبرها
و إنها سابت البيت و قعدت مع واحده صاحبتها ف المدينه الجامعيه .. و محدش كان يعرف و لا حتى مراد
الظابط بهدوء : طب ليه مروحتيش عند حد تانى من اهلك ؟
هنا رحاب إنفجرت ف العياط : انا ماليش حد .. ماليش حد غيرهم بعد أبويا الله يرحمه ..

مراد كان بيسمعها بضيق منهم و من نفسه لإنه قصّر معاها و مع وعده لأبوها
الظابط : عموما احنا بردوا هنتأكد من كلامك .. يعنى هنستدعى صاحبتك اللى كنتى عندها و المكان و نشوف .. و لو ثبت كلامك هنقفل المحضر
بصّ لمراد بحذر : بس لازم حضرتك تيجى معايا شويه بس اسمع اقوالك هناك و نقفل المحضر
مصطفى لسه هيعترض مراد قاطعه : حاضر .. و انا وعدتك اما تبقا كويسه هجى معاك و انا جاهز يلا
الظابط قام و مراد راح وراه و مصطفى نفخ بضيق و راح معاهم.

مراد : خليك انت .. انا
قاطعه مصطفى بحده : لاء
مراد بصّله بغيظ و لإنه مفهوش حيل يناهد و كان مخنوق من كلام رحاب و قهرتها و مخنوق من الموقف كله سابه يعمل اللى عايزوه و مشيوا
راحوا ع القسم و الظابط بصّلهم بهدوء : انا من رأيى هبعت استدعى البنت صاحبتها دى و نشوف كلامها .. و لو زى ما قالت انسه رحاب يبقا مفيش داعى للمحضر
مصطفى : بس الحمار التانى إتسرّع و عمله .. يعنى كده كده إتعمل
الظابط : مفيش مشكله .. ف كل الاحوال كنا هنبعت نجيب إبن عمها اللى مقدّم المحضر عشان نقفّله .. يبقا ساعتها يتنازل و تتراضوا
مراد : شوف اللازم و إعمله و احنا معاك.

الظابط بتفهُّم : عموما هو كده كده كان مقدّم المحضر من شهر تقريبا .. بس مكنش فى اى حاجه ندوّر وراها
مراد : و مجتليش ليه وقتها ؟
الظابط : سألت و عرفت إنك كنت برا مصر .. و ده شككنى شويه ف كلامه خاصه ان دوّرنا و ملقيناش اى حاجه تثبت إنها خرجت برا البلد
و حتى بعد ما انت نزلت معرفناش نوصلك و بعدها عرفت إنك دخلت المستشفى بعد حادثه الانفجار اللى كانت هتحصل ف المتحف .. و اهو اول ما جاتلى اخبار إنك خرجت قمنا.

مصطفى قاطعه بغضب : قومتوا راقبتوه عشان تتأكدوا اذا كان خاطفها و لا لاء .. من غير تحقيق
الظابط : انا اسف بس دى تعتبر جريمه .. انت عارف حوادث الخطف و اكيد متابع وصلت لحد فين
مراد بصّله ببرود : تمام .. ابعت بقا هات البنت صاحبتها خلينا نخلص

الظابط فعلا إستدعى مريم صاحبتها اللى جات و أكدت على كلام رحاب و إنها عندها تقريبا من شهر .. و حكت نفس كلامها عن اهلها .. و ان اما مراد جالها نزلت معاه ب إرادتها و بدون غصب
الظابط اخد اقوالها و إستدعى إبن عمها اللى جاه و معاه أبوه و عمه و المحامى اللى الظابط إستغرب من وجوده
الظابط بإستغراب : انت جايب محامى ليه ؟ الموضوع مش مستاهل .. البنت قالت نفس كلام بنت عمك .. و دلوقت احسنلك تتنازل عن المحضر يا اما سياده المقدم ف إيده يتهّمك بالبلاغ الكاذب .. إتراضوا احسن
محسن ببرود : موافق بس قبلها الباشا يمضيلى ع الورقه دى !

مراد بإستغراب : نعم ؟
الظابط اخد منه الورقه اللى المحامى كان مجهزها و إدهاله : إقرار بعدم التعرّض ليها او التدخّل فيما يخصّها ؟
عمها بحده : اعتقد ده حقنا .. دى بت اخوى و احنا صعايده و مش كل يوم و التانى هتطفش و تسيب البيت و نقعد ندوّر عليها و نلاقيه ف بيت الباشا و سمعتنا تبقا على كل لسان
مراد بغضب : و انا مش همضى .. دى بنت عامر الله يرحمه اللى وصانى عليها و مش هتخلى عنها و الا انت خايف من وقفتى جنبها لا تمنعكوا من سرقة حقها ؟
عمها بغضب : انت قليل الادب و زوّدتها قوى .. مش كفايه طرمخت على شوفيتها و هى عريانه ف بيتك و اوضتك و قولت ان الله حليم ستار .. كمان هتبجّح؟
مراد هجم عليه بعنف ضربه و محسن قرب بهجوم ضربه و مصطفى قام عليهم و إتشبكوا تانى
الظابط : انا كده لازم افتح فعلا المحضر و اسجّل فيه كل اللى حصل.

محسن بغضب : و كلام بكلام بقا تسجّل ان الهانم نازله من بيته عريانه و فى شهود .. الجيران اللى شافوها و هى طالعه و شافوها نازله ازاى .. و هما هيقولولك إنها نازله ملفوفه بملايه
مصطفى بغيظ : اه ده بعد محاولتك لقتلها
الظابط سكّتهم و فتح محضر و اخد اقوال الكل .. سجّل فيه بلاغ محسن بخطفها من شهر و إختفائها طول المده دة كلها ..
و سجّل كلام عمامها إنهم لقوها ف بيته عريانه و ده عشان يبرروا ضرب النار عليها و يقع الإتهام من على عمها و يبقا دفاع عن الشرف
و سجل شهادة الجيران اللى الظابط إستدعاهم و للإسف البواب شهد إنهم أخدوها ع المستشفى شبه عريانه ملفوفه بملايه
الظابط : ها يا مراد اقوالك ايه بعد اللى جدّ ف البلاغ ؟

مراد ببرود : هو فى حد بيُتَهم إنه خطف مراته او حتى نام معاها ؟!
مصطفى بصّله قوى بس تقريبا فهمُه و نوعاً ما عجبه تفكيره إنه بيخرّج نفسه منها مع إنه لسه مش عارف هيثبت ده ازاى
الكل بصّله بصدمه و هنا عمها هجم عليه : انت بتقول ايه يا ابن الكلب انت ؟
محسن بغضب : محصلش .. ده انا اقتلك
الظابط بصّلهم بتحذير و بصّ لمراد اللى تقريبا هو كمان فهمه إنه بيخرّج نفسه : معاك اللى يثبت كلامك ده
مراد ببرود طلّع ورقه من جيبه و إدهاله : دى ورقة جواز مضناها كده يوم ما لقيتها لحد ما نروح لأهلها نكتب رسمى
الظابط بصّ ف الورقه و كان متوقع إنها مزوّره بس إتفاجئ بيها صحيحه و بصّله بهدوء : دى عرفى
مراد هز راسه و الظابط : تمام
عمها بغضب : هو ايه ده اللى تمام ؟ انت إتجننت ؟

الظابط : الورقه سليمه و عليها إمضاة بنت أخوك و رقم بطاقتها هو اه عرفى بس بتثبت إنه بإرادتها
مصطفى بصّ لمراد بعدم فهم و مراد بصّله و إتّكى على عينه بمعنى هيفهّمه بعدين ف سكت
محسن : مستحيل .. ده انا اقتله و اقتلها
مصطفى ببرود : لولا إنها عيبه ف حقنا كنت أخدتها عليك و ثبتها تهديد بشكل رسمى .. بس عيبه نبقا اتنين ظباط و نطلب حمايه
مراد وقف بحده : كده تمام و لا لسه فى حاجه تانيه ؟

الظابط سكت شويه : طيب دلوقت المحضر هيتقفّل و لا هتتنازلوا ؟
محسن لسه هيتكلم أبوه حلّق عليه بضيق : خلاص يا باشا هنتنازل ...هو مكنش يعرف إنه اتجوزها
و بصّ لمراد بغضب : و الباشا كمان معملش احترام لحد من أهلها كأنها من الشارع .. ف مكنش عندنا عِلم
الظابط بصّ لمراد اللى هزّله راسه بهدوء
الظابط : تمام .. يبقا تمضيلى ع التنازل

المحضر إنضاف له صوره من ورقة الجواز العرفى اللى مراد قدّمها على الاقوال و الشهاده اللى فيه و إتقفّل و عمامها مضوا ع التنازل و مشيوا
و مراد اخد مصطفى و مشى ع المستشفى

عاصم بغلّ : مارد ؟!
نضال بصّ للكاميرات و بصّ لعاصم بقلق و اتوتر
عاصم قام فضل يكسّر ف كل حاجه حواليه بغضب : اه يا ابن الكلب .. يا ابن الكلب
نضال قعد بسرحان لنفسه : معقول ؟ يكون عرف حاجه مثلا ؟ مش ممكن هيعرف منين ؟
ليه لاء ؟ وقفته جنب ليليان مش طبيعيه اصلا و مشكوك فيها من الاول .. و دلوقت وقفته جنب همسه .. هو اللى هرّبها .. مخافش حتى على نفسه من عاصم و اللى ممكن يعمله فيه .. ايه اللى يخليه يعمل كده إلا اذا .. اذا ..
عاصم بصّ لنضال بنفاذ صبر : انت يا زفت انت ... انا بكلّم نفسى ؟

نضال سكت بقلق و عاصم بشك : انت تعرف ايه عن الحيوان ده ؟
نضال بقلق : معرفش اوى ... انا قولتلك إنه
عاصم شرد شويه بغموض و فجأه قرّب منه بهدوء مخيف : اخلص .. قوول اللى تعرفه عشان الحق اتصرّف قبل ما حاجه تبوظ تانى
نضال سكت كتير و بصّله بقلق : هقولك .. كنت فاكروه هيتلّم و يسكت و يحمد ربنا ع الفرصه اللى إدتهاله بس الظاهر كنت غلطان ..غلطان إنه هيسكت و غلطان إنى سيبته اصلا
عاصم شكّه بيزيد : سيبته من ايه ؟ هو احنا وقعنا معاه قبل كده ؟ تبع شغلنا يعنى ؟
نضال : لاء .. بس
عاصم بنفاذ صبر : اخلص يا زفت .. انطق
نضال إتنفّس بنفخ و إبتدى يحكيله ....

مراد اخد مصطفى و خرجوا من القسم .. ركبوا العربيه و مشيوا
مصطفى بإستغراب : ادينا بقينا لوحدنا .. افهم بقا
مراد بهدوء : عايز تفهم ايه ؟
مصطفى : كل حاجه .. من اول ما دخلت عليكوا الشقه لحد ما خرجنا دلوقت .. بما فيهم حكايه ورقه العرفى اللى قدمتها للظابط
مراد ضحك و مصطفى رفع حاجبه : انا كنت فاكرها مزوّره .. بس إتفاجأت بالظابط بيقول إنها سليمه .. ماهو مش معقول يكون غِلط
مراد : هو انت مش فاهم بجد ؟ دى تبقا مصيبه.

مصطفى بغيظ : اخلص يا زفت انطق
مراد حكاله كل حاجه ... و ازاى أهلها جوم و ان إبن عمها اكيد كان سايب حد يراقبهم و بلّغهم اول ما رجعت .. و شرحله ازاى دخل شافهم كده .. و إنه محصلش حاجه و هما عارفين
مصطفى بإستغراب : استنى استنى .. اما انت عارف ان ابن عمها كان سايب حد يراقبك جيبتها ليه ؟ ع الاقل كنت اخدناها على مكان تانى
مراد : عشان كده كده رحاب مكنش ينفع تقعد معاهم تانى .. انت مسمعتهاش قالت ايه ؟ ف مكنش ينفع اسيبها تانى وسطهم و تطفش تانى .. المرادى لحقناها الله اعلم المره الجايه ممكن يحصلها ايه و لا يعملوا فيها ايه
مصطفى : طب انت بتقول إنهم عارفين إنه محصلش حاجه .. يبقا ليه فضحوها و شوشروا عليها؟
مراد : ماهو ده اللى خلّانى إتدخلت .. عشان يقدروا ياخدوا عليا تعهُّد رسمى زى ما الحمار ابن عمها كان عايز .. و بعد كده يكسروا عينها و يعملوا ما بدالهم
مصطفى بترقُّب : طب و ورقه العرفى ؟

مراد : اما عمامها هلفطوا بالكلام و إتهموها إنها كانت بتعمل حاجه غلط و فضحوها .. و بعدها الظابط فتح محضر و بعت يجيب البواب اللى إستعانوا بيه يشهد .. ساعتها عرفت إنهم ممكن يضيّعوها بجد و يلبسّوها ف حيطه
ساعتها إتصلت بالواد عمار عملى الورقه دى و بما إنى كان معايا توكيل من رحاب و صور من اوراقها الرسميه و انا بخلّصلها المعاش فبعتهاله و هو عرف يتصرف بسهوله
مصطفى اخد نَفس طويل و نفخه مره واحده بصوت و إبتسم براحه : ااه كده تبقا مفهومه .. انا كنت هقلق
مراد إبتسم : لاء متقلقش ده حتة ورقه لحمايتها منهم و هتتقطع اول ما نروحلها
مصطفى : طب و بعدين يا مراد ؟ ايه اللى هيحصل بعد كده ؟

مراد بقلق : بعدين دى عند رحاب .. اللى عايزاه هيتعمل .. اما نروحلها بس و اشرحلها الوضع و اشوف ناويه على ايه
مصطفى : فهّمها كويس انت عملت ايه بالظبط و ليه
مراد بصّله و مصطفى : انا قصدى بس عشان متتعشمش او تفهم غلط
مراد هزّ راسه : ادينا رايحين

مراد و مصطفى راحوا المستشفى و كانت رحاب فاقت و دخلولها و مصطفى إبتدى يحكيلها اللى حصل كله

غرام ماسكه موبايلها بضيق .. بترن على مراد مره ورا التانيه و مفيش رد .. مبيردش
غرام عقلها عمّال يودّى و يجيب : معقول ؟ يكون عشان جيبتله سيره الجواز ف فهم إنى بلحّ عليه ياخد خطوه ؟ بيتهرّب ؟
صحيح انا اللى بدأت معاه .. و صحيح قاوحت عِنده بس ف الاخر هو اللى إستسلم بمزاجه .. انا مأخدتش قلبه بالعافيه .. هو اللى فتحلى قلبه .. هو اللى طلب منى افضل معاه .. هو اللى إترجانى مسيبهوش .. بيعمل كده ليه لو عايز يسيبنى ؟
اكيد لاء .. لاء ...اكيد ظروف .. مراد ظروف شغله غير .. زائد ظروفه هو على ظروف شغله
طب يمكن مصطفى قاله حاجه ؟ لالا هو وعدنى إنه مش هيقوله .. طب يكون هو سمع بابا ؟
لالا اكيد مشغول .. انا معاه .. معاه للاخر

رحاب بتعيّط بقهره .. مش عارفه بتعيّط على ايه و لا ايه .. على أبوها اللى راح و سابها لوحدها .. و لا ع الفضيحه و قسوة اهلها .. و لا على ..
على مراد اللى يوم ما حسّ بيها حسّ كأخت .. و يوم ما إتجوزها كان بالزور و العافيه و ف القسم ..
مراد قاعد ساكت تماما لإنه فاهم اللى هى فيه
و مصطفى بصّلها بإستغراب : رحاب انتى زعلانه ؟ انا كنت فاكر إنك هتتبسطى إنك خلصتى من القرف ده .. يا شيخه هما دول اهل يتبكى عليهم ؟ هما دول اهل اصلا ؟ احمدى ربنا ان الموضوع عدّى .. و دلوقت انتى بقيتى حُرّه نفسك .. شوفى انتى عايزه ايه و انا معاكى.

رحاب بصّت لمراد ب إستنجاد بس مراد خلاص معتش مِلك نفسه .. قلبه مش ب إيده ف سكت
سكتت بخيبه امل
مصطفى فاهمها ف بصّلها بهدوء : قصدى ان مراد خلاص كام يوم و راجع روسيا و انا اللى هنا ف لو إحتاجتى حاجه انا جنبك
مراد : رحاب .. محدش هيغصبك على حاجه .. شوفى اللى يريحك ايه و اعمليه .. عايزه ترجعى لأهلك ماشى و انا هفهمهم الوضع الصح
رحاب بسرعه : لاء
مراد بهدوء : و انا عشان عارف ان ده رأيك و عشان قلقت من ناحيتهم وهمتهم بحكايه الجواز دى
عشانك مش عشانى .. انا كنت اقدر اخرّج نفسى بسهوله من الموضوع .. بس ساعتها كنتى هتفضلى تحت إيديهم و الله اعلم كان هيحصل ايه تانى
ده ضربك بالنار قدام الكل و ف بيتى .. تخيلى بقا اما تبقى ف بيته هو و لوحدكوا هيعمل ايه ؟

ده بالشكل ده لو طال يخلص منك عشان ترجعلهم كل حاجه أبوكى هيعملوها
رحاب هزّت راسه بفهم و هو إبتسم : و تأكدى حوار الجواز ده فيك و محدش عرف بيه غيرهم و انا و مصطفى و ادى الورقه اهى ..
مراد قطّع الورقه قدامها و رحاب غمضت عينيها بوجع كإنه بيقطّع قلبها بين ايديه مش حتة ورقه
اخدت نَفس و بجمود : خلاص طالما بقيت حره نفسى انا عايزه ابقى لوحدى
قبل ما حد يتكلم بصّتلهم : عايزه اسافر .. ارجع روسيا تانى .. هكمل ف شغلى و اقعد ف شقتنا هناك
مراد إبتسم : كويس و ابقا كسبت اخت جميله زيك هناك معايا
رحاب إبتسمت من بين دموعها : يبقا اتفقنا
مراد : خلاص .. انا كده هسافر لإنى مضطر .. انا خلّصت الشغل اللى كنت جاى عشانه هنا و لازم امشى
رحاب قامت مره واحده بسرعه : خلاص يبقا خدنى معاك.

مراد : للإسف دلوقت مش هينفع بس متقلقيش مصطفى معاكى هنا و مش هيسيبك لحد ما يسفّرك تانى
رحاب إبتسمت ب إحباط : حاضر .. خد بالك من نفسك .. لا اله الا الله
مراد بصّلها كتير قوى و هى كمان .. بصّوا لبعض ف نظره طويله و بعدها مراد إنسحب بهدوء و مشى ..

مراد خرج من عند رحاب عمل كام مشوار لحد ما جاه معاد طيارته و خلاص راجع روسيا
طول اليوم بيمنع نفسه عن غرامه .. بيجاهد نفسه ميشوفهاش .. مجرد يوم و مش عارف يعدّى من غيرها .. يبقا الجاى هيعيشه ازاى من غيرها ؟
اخد طريقه للمطار بس إتفاجئ بنفسه من وسط تفكيره قدام شغلها .. إبتسم بقلة حيله و فضل مستنى شويه .. يلمحها بس و هى خارجه حتى من و لو بعيد و يمشى
من وسط تفكيره شمّ ريحتها اللى بقا بيدمنها .. غرام كانت بتعشق ريحة الفُل و دايما بتعطّر بيها هدومها و حاجتها ف كانت ريحتها مميزه ..
مراد كان قاعد ف عربيته و مرجّع راسه لورا و مغمض .. فتّح عينيه على ريحتها .. اتمنى تكون قدامه فعلا و اتمنى لو متكونش هنا ..

يمكن عشان وحشاه عايزها و يمكن عشان متلغبط و واقف ف النص لا عارف يقرّب و لا قادر يهرب ف مش عايزها دلوقت لحد ما ياخد قرار .. متلغبط
فتّح عينيه ببطئ و دوّر وشه بترقُّب ناحيه الشباك .. و هنا لمحها بإبتسامتها الشقيه .. غصب عنه إبتسم .. إكتشف إنها كانت وحشاه جدا .. كل قرارته و وعوده لنفسه بالبُعد إتبخّرت
خبطت ع القزاز بضحكه : طب ايييه ؟
مراد فتح قزاز الشباك و إبتسم و هى رفعت حاجبها : و الله ؟ ايه ؟ اطير من الشباك لجوه ؟ ما ترشنى ببيرسول احسن
مراد ضحك اوى : انا مسافر .. و كنت جاى اقولك عشان متزعليش
غرام : ممم اسمها جاى اعرّفك عشان ده اللى لازم يحصل مش عشان متزعليش
مراد : مممم و بعدين ؟

غرام : ايه و بعدين دى ؟ هفضل واقفه كده؟ جاى تعشّينى صح ؟
مراد بإستفزاز : لاء
غرام بغيظ : و الله ؟ طب اطير انا بقا
مراد بغيظ : ماشاء الله كمان بتعرفى تطيرى ؟
غرام دخّلت إيديها من الشباك فتحت الباب و هو سابها و لسه هتزقّه راح محلّق عليها : و الله ما يحصل .. يلا لفّى
ضحكت اوى و لفّت ركبت من الناحيه التانيه : ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا
مراد اخدها و مشى بس طول الطريق ساكت ..

مره واحده إفتكر كلام أبوها و معرفته بكل حاجه مع إنه منبّه عليها متقولش لحد .. إتجمّد مكانه بضيق و ده بان جدا على وشه و هى لاحظته بسهوله
غرام بهدوء : هاا .. يلا قوول
مراد حته جواه عايزه تسألها عن كلام أبوها و يسألها عرفوا منين .. و حته تانيه جواه عايزاه يسكت لإنه لو سأل هى هتبرر و هو اياً كان عذرها هيقبله و ده هو مش عايزوه ع الاقل لحد ما يشوف هيعمل ايه
مراد لمجرد إنه تايه بين الحتتين سكت و مش عارف يقول ايه ..
غرام : بردوا مش هتقولى مالك ؟

مراد إتصنّع البرود : مفيش
غرام ضحكت : لاء مفيش دى بتاعتنا احنا .. و احنا معندناش طولة بالكوا نسمعها للمره الخمناشر .. ف قرّ بسرعه و بطّل سكوتك ده
مراد إبتسم نص إبتسامه خفيفه : المفروض إنك فاهمه سكوتى اكتر من كلامى
غرام بهدوء : سكوت الوجع غير سكوت الصدمات .. غير سكوت اللي فاهم كل حاجه حواليه و بيتابع ف صمت .. غير سكوت الزهق .. غير سكوت جه بعد كلام مجبش نتيجه .. غير سكوت الصبر .. غير سكوت العجز .. غير سكوت الامبالاه .. انت بقا انهى فيهم بقا ؟

مراد إتنهّد : زهقان على مخنوق على قرفان على تايه على ملغبط على عايز ابقا لوحدى على محتاج حد جنبى .. مش فاهم ايه ده بس أهى دى الدربكه اللى جوايا
غرام : الحاجات اما بتكتر جوه بتكبر و تكلكع و تكتم على نَفسنا .. خرّج اول ب اول .. خفّ الحِمل عنك
مراد : عايز ابقى لوحدى الفتره دى .. خدينى على قد عقلى
غرام بتريقه : و الله معنديش مانع اخدك علي قد عقلك بس ألاقيه الاول
مراد إبتسم غصب عنه: وقت ما هتعوزينى هتلاقينى جنبك بس خلينى بعيد لحد ما الدوشه اللى جوايا تهدى.

غرام : و انا قولتهالك قبل كده يا مراد .. مش عايزه منك الحب اللى يخلينى انادى عليك وقت ما احتاجك ..
انا عايزه الحب اللى يخليك موجود طول الوقت من غير حتى ما ابقى محتجالك ف حاجه
مراد : فى حاجات يا غرام عندى بتبقا خط احمر .. مبقبلش مجرد التهويب ناحيتها
غرام بهدوء لإنها فهمت كده إنه سمعهم : حارب عشانى يا مراد .. ضحّى و إتعب و عافر عشانى .. إتخانق لحد ما توصلى .. ليه انا اضحّى لوحدى ؟
و يوم مانت تضحّى تضحّى بيا .. حارب عشانى حتى لو هتخسر بس هتحسسنى إنى غاليه عندك ..

مراد انا حاربت الظروف و الناس و أبويا و أهلى و صحابى عشانك .. انا حاربتك انت شخصيا و حاربت عِندك و بردوا كان عشانك ..
حاربتك انت و كان عشانك انت .. و عندى إستعداد احارب لأخر نَفس فيا .. مهما كنت هحارب مين .. مهما كنت هخسر مين فيهم .. حتى لو هخسرهم كلهم ..
و مش هقولك عشان اكسبك انت ف المقابل .. لاء هقولهالك من منطق الانانيه .. هكسب راحتى و امانى و سعادتى و دول بيتلخّصوا ف حاجه واحده اسمها انت ...

مراد بهدوء : على فكره الحب اللى قبل الجواز مالهوش علاقه بالسعاده اللى بعد الجواز ..
تفتكرى اما تعادى الدنيا بحالها عشانى و تخسرى كل اللى حواليكى مقابل حياتك معايا هتبقى مبسوطه ؟
انتى مجربتيش يعنى ايه حد يخسر الكل مره واحده خاصه لو أهله
غرام سكتت كتير و عينيها إبتدت تدمّع
مراد بصّلها و سكت و هى بصّت ف عينيه قوى : ف من الاخر كده و بهدوء قولى ليه الحيره دى كلها ؟ ايه اللى جواك ناحيتى بالظبط يا مراد ؟ و زى ما سألتهالك مباشره عايزه اجابه مباشره
مراد سكت كتير : انتى قولتى لحد على اللى حكيتهولك عنى ؟

غرام إرتبكت اوى : انا مقولتش لبابا
مراد بهدوء : بس انا مسألتش عن أبوكى تحديدا .. مش لازم أبوكى ..
غرام إبتدت تعيط بتوتر : ماما .. إضطريت احكيلها .. هى الوحيده اللى جنبى ف كل حاجه مش بس ف موضوعنا .. ف كان لازم اقولها .. لكن الباقى معرفش و امى مستحيل تكون قالت لحد ..
مراد سكت كتير و هى لمحت ف عينيه خيبة امل مقدرتش تستحملها
إبتدت تعيّط بصمت : مرااد .. انت قولتلى إنك بتحبنى .. عارف يعنى ايه بحبك .. دى مش كلمه دى عَقد
بحبك يعنى حتى لو غلطت انا محتاجه اشوف نفسى مقبوله رغم غلطى ..

المفروض إنك تفضل من غير ما أكون مضطره أقولك خليك .. تكون معايا من غير ما أبذل مجهود لده ..
محتاجه لو حطّوا الف سور و سور بينا تكسرهم معايا .. حتى لو مش هتساعدنى تدينى طاقه اكمّل .. طاقه بس و انا عندى إستعداد اعمل كل حاجه عشانك
محتاجه اشوف ان مفيش حاجه ممكن تخليك تبعد .. محتاجه امان مفتقداه معاك من ساعه ما سمعت الكلمتين دول من أبويا و شكيت إنى قولتلهم حاجه عنك
لو لمجرد الغلط هانبعد يبقا فين العلاقه اللى بيننا ؟
لو كل حاجه سهله كده يبقا فين المميز اللى إخترتنى عشانه ؟

لو مش ماسك فيا يبقا ازاى فيه حب ؟
نفسى تكون معايا من غير ماترجاك.. تكون معايا عشان انت عايز تكون.. مبقاش مهدده إنك ممكن تتخلى عنى ف اى وقت لمجرد كلمتين مالهومش لازمه ..
انا مش عايزه شخص يحارب وجودى و لا يحارب نفسه وقت ما يلاقى نفسه عايزنى .. انا عايزاك تحارب معايا..
انا عايزه واحد احس معاه بالأمان .. واحد مبقاش خايفه اصحى من النوم ملقهوش لمجرد إنه بيبعد بمزاجه و يقرّب بمزاجه .. و ياريت قلبه اللى بيبعده كنت عذرته إننا مالناش حُكم على قلوبنا .. لكن هو اللى بيحكم قلبه .. بيكتّفه
مراد .. انا عايزه اتجوز و اخلف .. عايزه اعيش مع الانسان الوحيد اللى لقيت معاه الامان .. حقى و ﻻ مش من حقى ؟!

مراد كان بيسمعها بهدوء .. كل كلمه كانت بتطلع منها بتجرى على قلبه بالحضن .. لامس كلامها اوى لدرجه حاسس إنه شفّاف و انها بتقرا من جواه .. بس خايف من اللى جاى لسه ..
مراد : قلبى عايزك .. بس بعد كلام أبوكى عقلى بقا متلغبط و مشوّش .. إدينى وقت ارتب الدربكه دى

غرام مسكت الباب فتحته و قبل ما تنزل بصّتله بثقه : هترجعلي .. متأكدة إنك هترجعلي .. انت قولت قلبك عايزنى يعنى الودّ موجود و اللي بيودّ حد مبيفارقهوش لأن الود غالب ..
سابته و نزلت بهدوء ركبت عربيتها و مشيت .. و هو مش عارف يفرح بكلامها و لا يزعل إنه متكتّف و مش عارف يعمل حاجه
اخد نَفس طويل و إتنهّد بقوه و خد طريقه للمطار و سافر ..

سافر على روسيا و بعدها نزل شغله .. كام يوم و إتفاجئ بمسدج من روسيليا " مراد انا محتاجالك بس مش هعرف اشوفك ازاى "
مراد إبتسم لإنه كان سايبها على راحتها اما تيجى لوحدها و عارف إنها هتيجى خاصة بعد ما عرف إنها إختفت .. كلّمها و عرّفته مكانها و بعدها راحلها

روسيليا كانت قاعده ف شاليه تبع حد من صحابها نضال ميعرفهوش .. إدّت عنوانه لمراد اللى إختارت إنها تثق فيه لإنه ثقه و هيساعدها ده غير ان معتش قدامها اختيار تانى .. لإنها عارفه ان عاصم او نضال دلوقت او بعدين هيوصلولها مسألة وقت مش اكتر ..

رايحه جايه بتوتر .. مش عارفه ايه اللى هيحصل ؟ و لا عارفه مراد ممكن يعمل ايه لما يسمعها ..
بس اللى عارفاه إنها اخدت الخطوه الصح حتى لو متأخره.. الحِمل بقا تقيل قوى لازم تنزّله خاصه بعد ما فهمت ان ليليان اكيد عرفت و همسه كمان ..
مقدرتش تستحمل تبقا ف نظر ليليان متهمه .. هى اه مش امها بس إديتها حب و حنان يكفّوا بلد بحالها
قطع تفكيرها صوت رنّ الجرس و اما عرفت إنه مراد فتحت بلهفه
مراد إبتسم : ايه يا روسى نايمه ؟

روسيليا دخّلته و إبتسمت بقلق : انت فاكر إنى بنام اصلا ؟
مراد محبّش يبتدى هو و سابها تطّلع اللى عندها براحتها : عارف إنى قصرت معاكى .. بس و الله ظروفى كانت ملخبطه .. ده انا تقريبا كنت ميت
روسيليا إتخضّت : يالهوى ... ايه اللى حصلك ؟
مراد حكالها بإختصار اللى حصل معاه و هى بصّتله بقلق : يا حبيبى .. ربنا يحميك انت و اللى زيك
مراد : و بس و ادينى لسه راجع من اسبوع تقريبا .. و سألت عنك اول ما رجعت اتطمن عليكى بس عرفت إنك مش ف البيت .. قولت يمكن مسافره .. لحد ما كلمتينى
روسيليا : الاول حمد الله على سلامتك .. قولى بقا قهوه صح ؟

مراد بصّ للسيبرتايه ع التربيزه قدامه و قام : طب إستنى ان هشرّبك قهوه .. هاتى بس الحاجه
روسيليا : لا انا هعملّك
مراد حاول يهزر : يا شيخه .. هو انتى بتسمّى الميه الصايته اللى بتعملوها دى قهوه ؟ قومى قومى بلا كلام فارغ
روسيليا ضحكت و قامت جابتله حاجتها و هو ابتدى يعمل قهوه و هى قعدت بتوتر .. إبتدت تعيّط بصمت و هو احترم ده و سكت
روسيليا من بين دموعها : ليليان عامله ايه ؟
مراد إبتسم : كويسه .. كان هيسكت بس مش عارف ليه صُعبت عليه ف حبّ يراضى قلبها ف إبتسم اوى : دى هتتجنن عليكى .. هتموت و تكلمك
روسيليا بلهفه : بجد يا مراد ؟

مراد : اه و الله .. بس انتى اكيد عارفه الظروف .. فاهمه و مقدّره
روسيليا بدموع : انا مش زعلانه منها على فكره .. هى بس وحشتنى اووى .. اووى اووى يا مراد
مراد بهدوء : على فكره انا مرضتش اقولها على دخولك المستشفى
روسيليا عيونها لمعت : يعنى هى مكنتش تعرف ؟ بجد يا مراد ؟
مراد هز راسه : مقولتلهاش لإنى عارف ان لحد هنا و مش هعرف اسيطر عليها و كانت هتبوّظ الدنيا
روسيليا بسرعه : لالا كويس إنها معرفيتش.

الكلمتين دول كانوا كفايه إنهم يطمنوها و يريحوا قلبها
أخدت نَفس بهدوء : و همسه عامله ايه ؟
مراد لسه هيتكلم هو مكنش هينكر او يعترض بس هى لحقته قبل اى كلمه منه : انا عارفه إنها مع ليليان .. و إنك عارف طريقها و صدقنى مش زعلانه و لا بغلّطك .. بالعكس انت ربنا بعتك ليهم نجده .. المهم تكمّل معاهم للأخر
مراد بصّلها قوى : انا عمرى ما إتخليت عن حد محتاجلى ف مابالك بيهم
روسيليا : انت جدع اوى يا مراد
مراد إبتسم و هى سكتت شويه و بصّتله بتردد : انا كمان لو طلبت منك تساعدنى هتقف جنبى ؟

مراد إبتسم بحب بجد : طبعاا .. انتى بجد بتسألى ؟
روسيليا إبتسمت و هو سكت شويه : انا سمعت همسه و بناءاً على كده ساعدتها .. و قبلها سمعت ليليان و بردوا بناءاً على كلامها ساعدتها
روسيليا فهمت إنه عايزها تتكلم : هى ليليان عرفت امتى إنى مش ... سكتت و دخلت ف نوبة عياط
مراد بتلقائيه طبطب عليها و هى من بين دموعها : الموضوع جاه ازاى ؟

مراد : بُصى هى عرفت ازاى دى طويله بس هقولهالك .. لكن الموضوع جاه ازاى دى عندك انتى .. ف قوليلى اللى عندك و هكمّلك باللى عندى ..
روسيليا عيّطت و هو حسّ بصدقها : و الله معرفش حاجه .. اكتر من اللى انت وصلتله معرفش
انت وصلت لإن ليليان مش بنتى انا و نضال و تبقا بنت همسه .. و ده اللى أعرفه
مراد بهدوء : مش بنتك انتى و نضال بس بنت همسه صح .. بنت همسه و مين ؟

روسيليا بدموع : و الله ما اعرف .. انا زى ما قولتلك معرفش اكتر من اللى عندك .. الباقى مالهوش لازمه .. مواقف و خناقات بينى انا و عاصم و نضال كمان .. حاجات معتقدش هتفيدك
مراد بهدوء : احكيلى كل حاجه و انا اختار من كلامك ايه هيفيدنى و ايه لاء
روسيليا إبتسمت و هو إبتسم بهدوء يطمنها
أخدت نَفس طويل و إبتدت تنزّل الحِمل من على كتافها .. فضلت تحكى و تحكى و تحكى .. و كل ما تفتكر حاجه تقولها .. حتى ادقّ التفاصيل و مواقف كتير ف توقيت الحادثه
مراد كان بيسمعها بتركيز قوى .. و بيسأل ف كل تفصيله مهما كانت
كان بيسمعها بقلبه قبل اى حاجه .. قلبه بيدق بعنف .. هى بتحكى حكايتهم و هو باله ف حكايته .. عقله عمّال يربّط الاحداث .. كل حاجه بتكمّل بعضها
خلّصت بهدوء و بصّت لمراد بترقّْب و مستنيه منه اى رد فعل.

مراد زى التايه و مش عارف يعمل ايه .. بس اللى عارفوه ان اول حاجه لازم يعملها هو إنه يأمنّها هى كمان ..
اللى قالته أخطر من إنهم يهددوها و بس .. دول هيخلصوا منها حتى من غير ما يعرفوا إنها قالت حاجه

مراد بهدوء : طيب ... انا هقوم و إنتظرى منى تليفون ف اى وقت .. و من هنا لحد ما اكلمك متكلميش حد و لا تفتحى لحد و اعملى حسابك اول ما هكلمك بعدها على طول هتكونى برا البلد
روسيليا إبتسمت لإنه وثق فيها ...مع إنها مش عارفه ايه اللى ممكن يحصل او هياخدها على فين بس هى إختارت إنها هى كمان تثق فيه
مش هيحصل اسوأ من اللى حصل يعنى ..
هزّت راسها بدموع و هو سابها و خرج زى التايه
عدّى ع المستشفى اللى وصفتهاله ان عاصم نقل همسه بولادها ليها بعد الحادثه مباشره ..

قابل حد مسؤل من الإداره و إتكلم معاه بشكل ودّى .. و إبتدوا يدوّروا ف الملفات الخاصه بالمستشفى اللى بتتخزّن كل عشر سنين ..
لحد ما وصل للملف الخاص بالحادثه .. أخده و مشى زى التايه بعد ما فتحه و فضل يقلّب فيه
دخل مكتبُه و قعد بهدوء و حطّ الملف قدامه و فتح الدرج و خرّج الملف بتاعه هو بتاع التبنّى اللى جده مَهد عملهوله و اللى فيه تقرير المستشفى اللى جده خرّجهوله عشان يثبت حالته و ساعتها اكتشف ان له ملف تانى ف المستشفى من سنه بجد ..
حطّ الملفين و بصّلهم بتوهان : معقوله ؟!!

عاصم بصدمه : انت بتقول ايه يا بنى ادم انت ؟ انت اكيد بتهزر
نضال بتوتر : اكيد مش بهزر .. هى الحاجات دى فيها هزار بردوا ؟!
عاصم قرّب منه بهجوم و مسكه بعنف من هدومه : يعنى ايه ؟! عايز تقول ان مراتك زمان خربت الدنيا و انت قعدت على تلّها ؟
نضال : اسمع بس .. لسه في فرصه
عاصم بعنف : فرصه ؟! فرصه ايه ؟ جااى تقولى ان الكلب اللى إسمه مراد ده اللى قارفنا يبقا ابن همسه و تقولى فرصه ؟
نضال : ماهو لو خلّصت عليه يبقا
عاصم بغضب : يبقا ايه ؟ يبقا ايه و انت اصلا حتة عيله مش عارف تخلّص عليها .. و لا همسه لوحدها قدرت عليها ..

يبقا اما يبقى معاهم كلب سعران زى ده هنقدر عليهم ؟ اذا كنت مقدرتش عليه و هو عيّل هتقدر عليه دلوقت بعد ما بقا زى الغول زى أبوه ؟
نضال : متقلقش .. المرادى يا قاتل يا مقتول
عاصم : و لما هو كده مخلصتش منه ليه من وقتها .. من و هو عيل ...سيبته ل دلوقت ليه ؟
نضال نزّل إيده بالعافيه و إتنفس بصعوبه : مانا قولتلك .. الواد طالع بسبع ارواح زى اللى خلفوه .. بعد ما سفّرتلك همسه عندك .. و الواد قالولنا إنه مات و اختك خدت البنت و غارت انا كمان سيبت المستشفى .. هقعد اعمل ايه ؟
عاصم بغلّ : و مستنتش لما تدفنه ليه ؟

نضال : انت ناسى اختك عملت ايه ؟ و انت وقتها قولتلى سيب كل اللى ف إيدك و اقلب الدنيا عليها بالبنت لإنك مش هتعرف تنزل روسيا عشان محدش ياخد باله منك و قضيتك كانت لسه متقفّله .. انا سيبته هناك و مشيت
عاصم : و لما عرفت إنه مامتش سيبته ليه يا حيوان ؟
نضال : أخدته تبع الشغل بتاعنا .. حدفته وسط العيال اللى بنستخدمهم ف الشغل و تجاره الاعضاء و كده ..
بس ابن الكلب كان هيموت منهم او هما بيحسبوه مات فعلا و الراجل بتاعنا المسؤل هناك كلمنى و قالى بعته مع رجالته يحدفوه ف اى داهيه
عاصم بغضب : اى داهيه ؟ بتودوه تعالجوه و تقولى اى داهيه ؟ انت حمار ؟

نضال بضيق : مش احنا اللى عالجناه .. البهايم رجالته حدفوه ع الطريق و مشيوا و بعدها اما عرفت و بعت حد يسأل عرفت ان واحد إسمه مَهد و إبنه خدوه عالمستشفى و عالجوه
عاصم بغضب : و مخدتهوش منهم ليه ؟
نضال : و هقولهم ايه ؟ هاتوا الواد اللى انا خاطفوه ؟ و يمكن ساعتها كان الواد إتكلم و كل حاجته إتكشفت من عنده .. خاصه و إنهم مصريين
عاصم بغلّ : اه فقولت اسيبه .. سيبته عشان يجى يقرفنى انا دلوقت
نضال بضيق : انا سيبته اما لقيتهم خدوه و ماسكين فيه و لقيتهم مالهومش ف المشاكل يعنى بيخافوا بدليل إنهم مبلّغوش اما لقوه .. فقولت هيربّوه و خلاص
عاصم بغلّ : و اهم ربّوه و كبر و بقا زى الغول .. تقدر تقولى هنعمل ايه دلوقت؟

نضال : معرفش
عاصم بغضب : لاء لازم تعرف و تتصرف و بسرعه .. كده إتفهمت .. الواد عرف ان ليليان اخته ماهو مكنش بيساعدها لله و للوطن .. و اياً كانت الطريقه اللى قدر يوصل بيها ل همسه بس ف النهايه اكيد عرفها
و طالما وصل لإن همسه أمه يبقا هيوصل لأبوه و بسهوله .. ده زياده على إنه ظابط ده ابن كلب و غول و زى الكلب السعران زى أبوه
نضال : هتصرف
عاصم بغلّ : حياتك ف كفّه قصاد حياته المرادى .. لو معرفتش تخلصّنى منه انا اللى هخلص منك .. فاااهم
نضال هزّ راسه بقلق و هو بصّ قدامه بغلّ : الاول إعرفلى كل كبيره و صغيره عنه .. كل حاجه .. كل شئ يخصّه مهما كان و متتصرفش إلا اما اقولك
نضال هزّ راسه بطاعه و مشى و هو نفخ سيجارته بشر و غلّ : ماشى يا ابن العصامى .. كلب سعران زى اللى خلّفك !!!

عدّى يومين كان مراد عمل ل روسيليا ورق لسفرها و كلّمها بلّغها تستعد للسفر .. و فعلا مراد عدّى عليها و اخدها و سافروا
همسه ف المطبخ بتعمل ساندوتشات ل ليليان اللى قاعده قصادها قدام التليفزيون .. و جرس الباب رنّ
همسه خرجت من المطبخ اللى جنب الباب مباشرة تفتح ف نفس الوقت اللى ليليان قامت بردوا تفتح
فتحوا و إتسمّروا الاتنين مكانها و بصّوا لبعض بذهول : روسيليااا ؟!
روسيليا بصّتلهم و إبتسمت بقلق و مستنيه ردّ فعلهم ..
بصّولها بشئ من القلق اللى إتبخّر لما لمحوا مراد جاى من وراها بيبتسم .. ف إبتسموا لمجرد إنهم شافوه معاها و هى كمان إبتسمت بدموع
و الاربعه بصّوا لبعض بدموع و إتلاقت عيونهم ف نظره طويله .. طويله قووى .. اطول حتى من ال 19 سنه دول !

نظره مش مفهومه بس المفهوم منها إنها كلها حُب صافى بجد .. قطعها مراد بهدوء :
روسيليا حكتلى كل حاجه .. بس انا اصّريت مش بس تيجى تقولكوا بنفسها .. لاء كمان تبقى معاكوا لإنها تقريبا ف نفس الخطر !!
مراد سكت شويه و بصّلهم بترقُّب و إبتسم : و انا كمان مش هسيبكم لإنى إكتشفت إنى كمان معاكم .. نفس المصير !!
ليليان بصّتله قوى و همسه صوتها إترعش من قلبها اللى بيدق بعنف : نفس المصير ؟!!!
مراد غمّض عيونه بوجع و أخد نَفس طوويل و...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثامنة والعشرون بقلم أسماء جمال


مراد اخد روسيليا و سافر على تايلاندا عند ليليان و همسه ..
إتصدموا من وجودها و كلهم بصّوا لبعض نظره مش مفهومه بس المفهوم منها إنها كلها حُب صافى بجد ..
قطعها مراد بهدوء : روسيليا حكتلى كل حاجه .. بس انا اصّريت مش بس تيجى تقولكوا بنفسها .. لاء كمان تبقى معاكوا لإنها تقريبا ف نفس الخطر !!
مراد سكت شويه و بصّلهم بترقُّب و إبتسم : و انا كمان مش هسيبكم لإنى إكتشفت إنى معاكم .. نفس المصير !!
ليليان بصّتله قوى و همسه قلبها بيدق بعنف : نفس المصير ؟!


 
مراد هزّ راسه و الدموع اللى إتجمّعت ف عينيه خنقت الكلام على لسانه ف إتنهّد بإبتسامه و سكت
همسه قلبها هيخرج من مكانه .. بيدق بعنف .. لدرجة إنها مش عارفه تتنفّس
ليليان عينيها متعلّقه بدموع على روسيليا .. كانت فاكره نفسها زعلانه منها .. بس اما شافتها إكتشفت إنها وحشاها كتير .. لاء دى إكتشفت إنها كانت محتاجاها اكتر ..
هى اه مش امها بس هى حاجه غير ..حاجات كتير اوى فوق بعضها اكبر من الامومه .. دى هى الامومه نفسها ..حنيه و طيبه و دعوه حلوه .. هى عوض من ربنا .. هى نجاه .. هى الونيس الوحيد ف كل ليلة تعب طويله لحد ما بقت كويسه .. هى الصاحبه اللى شاركت ف اول كل فرحه .. اول يوم دراسه .. اول تكريم .. اول تخرّج .. اول شغل .. اول حُب كمان .. حتى اول جواز.


 
شريكه كل حاجه و كل حاجه كانت بتتقسم بينهم بالنص حتى الضحكه ..
ليليان ساكته تماما بس كمية البراءه و الحب الصافى اللى ف عيونها قالوا كل حاجه .. دول حتى اعتذروا عن سوء الظن قبل ما تنطق و تدافع عن نفسها ..

روسيليا متجمّده مكانها .. هتموت و تحضنها بس خايفه .. خايفه من ردّ فعلها يجرحها .. متجمّده رغم ان اللى جواها يصهر الجليد ..
هى اه متبقاش بنتها .. بس تبقى حاجات كتير اوى حلوه.. حُب صافى و ونس و رفيقة حياه بحالها ... إعتبرتها تعويض ربنا عن الامومه اللى إتحرمت منها .. عشان كده العشَم جواها كبير ف ساكته لمجرد خوفها ان العشَم ده يتهدّ ..


 
روسيليا بصّت ل همسه جنبها و عينيها بتلقائيه راحت على إيديهم المتشبكه ف بعض .. حسّت إنها مالهاش مكان ف وسطهم .. غمضت عينيها بوجع لمجرد إنها صُعبت عليها نفسها و سكتت
ليليان لمحت ده ف عينيها و مدّتش فرصه للوجع اكتر من كده يستفرض بيها ... قرّبت منها بمنتهى اللهفه و ضمّتها قوى .. قووى قووى .. ضمّتها بكل مشاعرها المتلغبطه جواها بين أمها اللى ربّتها و أمها اللى إتحرمت منها .. ضمّتها و دفنت نفسها ف حضنها بحب ..
روسيليا حطّت إيديها بتلقائيه على قلب ليليان و هى ضمّاها لإنها عارفاها عندها القلب و مالهاش الزعل .. فضلت تمشّى إيديها بحنيه على قلبها و ضمّاها ب الإيد التانيه ..
فضلوا متعلقين ببعض كتير .. كتير اووى ..


 
روسيليا إنسحبت بهدوء من حضنها و إتنقلت بعينيها ناحية همسه اللى واقفه جنبهم بتتابع الموقف بهدوء ..
همسه حته جواها مبسوطه من علاقتهم و ان بنتها لقت اللى يعوّضها و يبقا جنبها .. و حته تانيه جواها غيرانه منها لكون إنها كانت جنبها ف الوقت اللى هى كانت المفروض تبقا فيه ..
مشاعرها ملغبطه ف ساكته ...
الموقف كله على بعضه ملغبط و مفهوش حاجه تتقال .. ف محدش فيهم عارف ينطق
روسيليا فضلت باصّه كتير لهمسه.. قرّبت منها حضنتها بحب بجد و مدتهاش فرصه تعترض ..


 
همسه ضمّتها بعتاب و مراد إتّكى على عينيه بإبتسامه لهمسه من جنبهم و هى إبتسمت بهدوء و ضمّتها ..
بس حته جواها لسه زعلانه منها .. من يوم ما عاصم اخدها و هى مالهاش حد إلا روسيليا .. بتعتبرها اخت بجد .. عمرها ماكانت اخت لجوزها .. هى اخت ليها هى ..
مكنتش ابدا متوّقعه إنها تخونها ... تبقا عارفه حاجه حتى لو مشتركتش .. كونها خبّت عنها ده بالنسبالها خيانه ..

مراد إبتسم : هاا ؟ هنقضّيها احضان كده ؟ و ع الباب ؟ جوه لأحسن شكلنا بقا بتنجان خالص
ضحكوا و مراد اخدهم و دخل ..
ليليان إبتسمت برقّه : هقوم اعمل قهوه
مراد : لالا خليكى انا هقوم اعمل
مراد قام يعملهم قهوه و روسيليا قعدت جنب ليليان
بصّت على بطنها و إبتسمت بدموع و ليليان لاحظت و إبتسمت بإحراج : ماما .. انا كنت هقولك .. بس .. بس
روسيليا بحب : و لا يهمك .. المهم إنك كويسه و ربنا عوّضك.


 
ليليان ضحكت : الحمد لله .. إتحرمت من مراد و همسه الاصليين .. ربنا إدّانى نسخ صغننه منهم
روسيليا بصّتلها بعدم فهم : طب همسه و عرفتيها ف عرفتى إسمها .. طب باباكى؟ مراد قالى ان لسه موصلتوش لحاجه عنه .. عرفتى إسمه منين؟
بصّت لهمسه : هى همسه افتكرت حاجه؟
همسه رفعت حاجبها : لا يا شيخه؟
ليليان إبتسمت و بتلقائيه حطّت إيديها ع السلسله ف رقبتها و روسيليا لمحتها ف إبتسمت اوى
روسيليا : قولتيلى بقا .. عشان كده متمسكه بيها اوى ؟ ده تقريبا علّمت ف رقبتك من كتر ما مبتقلعهاش
ليليان بحب : طبعا .. من ريحة أبويا
همسه بغيظ : و ايش عرّفك ؟ مش يمكن انا اللى كنت جيبهالك ؟

ليليان بعِند طفولى : لاء اكيد مرادى
روسيليا بتأكيد على كلامها : لاء أبوها
همسه رفعت حاجبها بغيظ : نعم ؟
روسيليا : ليليان وقت ما أخدتها ورتهالى و قالتلى ان أبوها اللى جايبهالها و قالها متقلعهاش خالص
همسه بجمود : اه و انتى قولتلها إنه مش أبوها
روسيليا سكتت بإحراج و مراد خرج بالقهوه : نصلى ع النبى كده و نشرب القهوه لاحسن القعده هتطّول للصبح.

شربوا القهوه بصمت و كل حد فيهم مستنى التانى يفتح الكلام .. لحد ما ليليان بصّت لروسيليا بدموع :
مش فاكره حاجه عن بابا ؟
روسيليا بصدق : و الله ما اعرف .. و الله ما اعرفه و لا اعرف حاجه عنه و لا عنكوا و إلا مكنش كل ده حصل
همسه بهدوء : و هو ايه اللى حصل يا روسيليا ؟ ايه اللى ودّى بنتى عندك ؟
حتى لو الخلاف بينى و بين عاصم بنتى وقعت ف حجرك ازاى ؟ و لا انتى إصطادتى ف الميه العِكره و حبيتى تطلعى بحاجه انتى كمان و تستفادى

روسيليا عينيها دمّعت بقهره .. كلمتها وجعتها اوى .. بصّت لمراد و هو إتّكى على إيديها بحب كأنها بيطمنها ..
اخدت نَفس طويل و رجعت بذكرياتها لأكتر من 19 سنه فاتوا ..

Flash baak
روسيليا بضيق : يعنى افهم بس .. احنا رايحين فين يا نضال ؟
نضال : روسيا .. قولتلك يا حبيبتى مسافرين روسيا
روسيليا : ايوه بردوا ليه يعنى ؟ احنا مش سيبناها من وقت قضية عاصم من اكتر من ست سنين .. و قولتلى ساعتها عشان عاصم إتقبض عليه ف مصر .. و اه هرّبتوه بس عشان لو حد دوّر وراه ميوصلناش؟
نضال : اهى قضية أخوكى إتفتحت تانى .. و بيتحقق فيها و ربنا يستر بس
روسيليا : بردوا ده ايه علاقته برجوعنا تانى لروسيا ؟
نضال : قولتلك أخوكى عايزك هناااك .. و ماتسألنيش ليه .. اما تروحيله هتعرفى
روسيليا مفهمتش : و المفروض ان قضيته إتفتحت و بيدوّروا عليه يبقا يروح هناك و لا يبعد ؟ انا مش فاهمه حاجه ..
نضال : اما نسافر هتفهمى .. و بطّلى اسئله بقا عشان معنديش تعليمات اقولك اكتر من كده

روسيليا سكتت و هى مش فاهمه حاجه .. بس راحت على امل إنها تفهم ..
هيكون عايزها ف ايه عاصم ؟ هما عمرهم ما كانوا قريبين من بعض لدرجه إنه يحتاجها لدرجة إنه يجيبها مخصوص .. هو قريب من نضال اللى طلعوا بيشتغلوا سوا من قبل ما عاصم يتكشف ..
اه بس هو ف ورطه و يمكن يتقبض عليه .. هتروحله ع الاقل تفهم ....

روسيليا سافرت على روسيا .. وصلوا و نضال اخدها على المستشفى بتاعتهم اللى ف روسيا ..
روسيليا إستغربت و خمّنت ان مثلا عاصم جراله حاجه عشان كده نضال جابها من غير ما يفهّمها
روسيليا بترقُّب : انت جايبنا هنا ليه يا نضال ؟ هو عاصم هنا ؟ جراله حاجه ؟ انطق
نضال اخدها و دخلوا و جوه إتفاجأت ب همسه و ولادها كانوا لسه منقولين للمستشفى ..
روسيليا بصّتلهم بإستغراب و هى مش فاهمه حاجه : مين دى ؟

نضال : دى همسه .. مرات عاصم أخوكى
روسيليا : هو عاصم متجوز ؟ اللى اعرفه إنه كان متجوز ف مصر و من يوم ما طلقها و جاه على هنا مسمعتش إنه إتجوز
نضال : ماهى دى بقا اللى كان متجوزها ف مصر
روسيليا : و ايه اللى جابها هنا ؟ و بعدين مش طلقها رجعوا لبعض امتى ؟ و مين اللى معاها دول ؟
نضال : دول ولادها
روسيليا بذهول : نعمم ؟! انت هتستعبط .. هو عاصم كان خلّف منها ؟
انا سمعت تقريبا إنه إبنه مات وقت القضيه بتاعته و إتطلقوا .. لحق خلّف ؟ و بعدين ده العيال كبار ؟ خلّفهم امتى تانى ؟ و لا مخلّفش ؟ و لا ولاد مين دول ؟

نضال بزهق : ايه يا روسى كل دى اسئله ؟ انتى بتحققى معايا ؟
روسيليا : ماهو انا لازم اعرف .. افهم فى ايه بالظبط
نضال : بردوا معنديش تعليمات اقولك .. كل اللى عندى إنى اجيبك هنا يومين اسبوع بالكتير تقعدى معاهم .. لحد ما نشوف هنعمل ايه و بعدها هتمشى
روسيليا : تعملوا ايه ف ايه ؟ فين عاصم و هو يفهّمنى ؟
نضال : شويه و هيكلمك
روسيليا : نعممم ؟ انت جايبنى له و هو مش هنا اصلا ؟
نضال بنفاذ صبر : يا حبيبتى مانا قولتلك .. هو قالى ع اللى عايزوه منك و انا قولتهولك .. هو عايزك تقعدى ف المستشفى كام يوم و هتمشى
روسيليا بعِند : بردوا اكلّم عاصم .. ماهو انا لازم افهم ايه الحكايه

نضال نفخ بزهق : حاضر
مسك موبايله و كلّم عاصم ...
عاصم بضيق : يعنى هتستفاد ايه اما تحشر نفسها مش فاهم ؟ قولها حاجه تبع الشغل و خلاص
نضال : خْدها انت قولها
عاصم : يابنى انت
قطع كلمته اما روسيليا شدّت الموبايل من ايد نضال : ايه يا عاصم
عاصم : ايه يا روسيليا ؟
روسيليا : مين دى يا عاصم ؟ مراتك و لا طليقتك ؟
عاصم : ملكيش دعوه .. اسبوع بالكتير و هتمشى .. و لو عايزه تمشى من دلوقت امشى .. مش عايز منك حاجه
روسيليا بضيق : لاء مش قصدى .. بس لازم اعرف
عاصم بحزم : لاء مش لازم
روسيليا : ع الاقل افهم مين اللى معاها دول .. و ارجوك متقوليش ولادكوا .. انا مش هبله
عاصم كز على سنانه بغضب : لاء ولادها هى
روسيليا : نعمم ؟ يعنى ايه ؟ ده معناه إنها إتجوزت وخلّفت .. عايز انت ايه منها ؟ و جايبها هنا ليه و ازاى ؟

عاصم بضيق : إتطلقت .. إرتاحتى كده
روسيليا : و الولاد ؟
عاصم همس بغلّ : لاء دول تصفية حساب
روسيليا إتنفضت : ايه ؟
عاصم بتتويه : قصدى دول ولادها .. محبتش احرمها منهم ..اما تفوق بقا يبقا اشوف

روسيليا قفلت معاه و هى مش مقتنعه بولا كلمه .. قررت تمشى ع الاقل عشان ماتورطش نفسها .. و فعلا لسه هتمشى لمحت ليليان بتتقلّب ف سريرها و بتهمس : ماماا

روسيليا الكلمه خطفتها .. سنين و هى بتحلم تسمع الكلمه دى و لمجرد إنها سمعتها حتى لو مش بنتها ف هى خلّت جسمها كله قشعر
روسيليا عينيها دمّعت قوى بوجع .. وقفت كتير مكانها بتردد .. بس لازم تمشى عشان متورطش نفسها ..
خرجت و يدوب بتقفل الباب و قبل ما تقدّم خطوه سمعت صوت عياط دبّ على قلبها ..
و هنا مقدرتش تقاوم تانى
فتحت الباب تانى بهدوء و دخلت .. و هنا لمحت ليليان بتعيط ..
بنوته جميله.. بيضا اوى بشكل يجذب و خدودها حمرا طبيعى بطريقه عجيبه و عنيها ملوّنه و بتقلب و شعرها طويل جدا و ناعم برتقانى بلون عجيب تقريبا مشافتهوش على حد ..

روسيليا إتسمّرت مكانها من جمالها المُلفت اوى و تمتمت بإبتسامه : ماشاء الله تبارك الخلّاق
قرّبت منها بحب و ضمّتها : اسمك ايه يا جميله ؟
ليليان ببراءه : باغبى ( باربى )
روسيليا مفهمتش و بصّتلها قوى : ايه ؟ طب إسم باباكى ايه ؟
ليليان : مغاد ( مراد )
روسيليا فهمت إنها لدغه بس معرفتش تجمّع كلامها اوى خاصة إنها مش عارفه باقى اسمها
روسيليا ضمّتها بحب : طب اهدى يا روحى .. بتعيطى ليه ؟ عايزه ايه و انا اعملهولك ؟
ليليان : بابى .. عايزه بابى
روسيليا هزّت راسها و هى صعبانه عليها : هتروحى يا حبيبتى ان شاء الله .. بس ربنا يستر بس.

نضال دخل عندهم و كانت روسيليا قالتله إنها هتمشى مش هتقعد ..
دخل و اما لمحها إندمجت مع البنت مرضيش يقولها حاجه و سابها و هى مرضيتش تمشى اما ليليان صُعبت عليها .. و خرج كلّم عاصم اللى كان مستنى منه تليفون و طمّنه إنها هتقعد معاهم بس يتصرّف بسرعه

روسيليا خرجت وراه : هى مامتها عامله ايه ؟
نضال : مش عارف .. بس ربنا يستر الدكاتره بيقولوا حالتها صعبه و الامل حتى ف مجرد إنها تفوق ضعيف ..
مابالك بقا ف إنها تبقا كويسه .. ده حتى الولد اللى معاهم متدمّر بردوا و الدكاتره بيقولوا ف غيبوبه و حالته صعبه
روسيليا بزعل : لا اله الا الله .. هما شكلهم حادثه صح ؟
نضال : اه
روسيليا بصّتله بشك : و لا حاجه غير كده ؟

نضال : يا ستى و الله حادثه .. بس أخوكى إدّى اوامر نجيبوها على هنا .. و ولادها من حظهم بقا إنهم كانوا معاها
روسيليا : و عاصم ناوى على ايه معاها و معاهم ؟
نضال : معرفش .. بس ربنا يستر ف اللى جاى
روسيليا : اكيد جوزها مش هيسكت و هيقلب الدنيا عليهم و ساعتها يبقا قضيتين مش قضيه ..
انا مش عارفه واحد هربان و مطارد يورّط نفسه ليه ؟ هو هربان و محتاج يختفى يقوم يجيب واحد تكشفه ؟ هو إتجنن ؟ ده بيغرّق نفسه .. وجودها هيغرّقه اكتر
نضال بشرود : مش يمكن وجودها هو اللى ينجّيه و يخلّصه
روسيليا مفهمتش : يعنى ايه ؟

نضال إنتبه : هاا ؟ و لا حاجه .. ادينى مستنى تعليمات من أخوكى اما اشوف هيعمل ايه تانى
المهم انتى قاعده و لا ماشيه ؟
روسيليا لسه هترد عينيها راحت بتلقائيه على ليليان اللى كانت راحت ف النوم ببراءه
روسيليا إتنهّدت : قاعده .. قاعده يا نضال اما اشوف اخرتها

روسيليا قعدت معاهم اسبوعين تقريبا .. منهم اسبوع ده كان تقريبا الاسبوع اللى ورا الحادثه مباشره و اللى كان مراد و سليم و مهاب مسافرين لعاصم و اللى كانت جاتلهم اخبار انه بشحنة سلاح ف بنكوك و هيسلّمها لناس يدخّلوها البلد ..
بعد الاسبوع عاصم إتقبض عليه ف وقتها و رحّلوه على مصر و هنا قعد الاسبوع التانى ف المستشفى و بعدها نضال و ماهر ابن عمه و المنظمه اللى شغّال تبعها بعتوله رجاله خلّصوه ..
ولّعوا ف المستشفى و هرّبوه و اخفوا هروبه وسط حالات الوفاه اللى كانت وقتها كتيره جدا جدا لإن المستشفى بحالها إتدمّرت ف الحريق.

روسيليا بإستغراب : هرّبتوه ؟ هرّبتوه ازاى ؟ و على فين ؟
نضال : على فرنسا
روسيليا بضيق : و هتاخدلوا همسه بولادها على عنده ازاى يعنى ؟
نضال بصّلها بقلق لإنه شافها إبتدت تتعلق بليليان اوى و هى إتنهّدت بزعل : انا قصدى ان همسه ف غيبوبه ..
بدعيلها و الله انها تقوم بالسلامه لولادها مع إنى معرفهاش و لا عمرنا إتقابلنا .. بس محدش عارف هتفوق منها امتى .. و ولادها محتاجين رعايه .. و اكيد عاصم مش هيعمل ده .. هياخد باله منها و لا منهم؟

نضال بصّلها بتريقه : ياخد باله منهم ؟ هأه .. اه ماهو هياخد باله منهم كويس اوى
روسيليا بصّتله بشك : يعنى ايه ؟ هو عاصم ناوى على ايه بالظبط ؟
نضال : معرفش .. هو قالى اسفّرله همسه .. و اسيب ولادها لحد ما يقولى اعمل ايه
روسيليا بفرحه : يعنى ليليان مش هتسافر معاكوا ؟
نضال بحده : لاء .. بس اخرها يومين تلاته كمان ف إعملى حسابك على كده
روسيليا : يعنى ايه اخرها يومين تلاته ؟

نضال بزعيق : يوووه هو تحقيق .. اسئله اسئله انتى مبتزهقيش؟
روسيليا سكتت بس من جواها فرحت ان ليليان هتفضل معاها شويه كمان ..
كانت إتعلّقت بيها جدا و حبّتها و حرمانها من الخلفه حببّها فيها اكتر .. كانت بتحسب عاصم هيسيبها معاها لحد ما همسه تفوق و تبقا كويسه
نضال سفّر همسه من روسيا على عاصم ف فرنسا .. و عاصم هناك اخدها منه و دخّلها مستشفى و إبتدى يعالجها بطريقته ( و اللى حصل بعده مع همسه و عاصم همسه حكته لمارد )
بعد سفر همسه من روسيا بيومين بالظبط ..
و روسيليا قاعده مع ليليان ف المستشفى بعد ما نيّمتها .. و قاعده بتلعبلها ف شعرها بحُب .. ليليان فجأه قامت تصرخ و تعيّط اوى و تتفحم بحُرقه ..
ليليان اصلا طول الفتره دى مش بتسكت .. بتعيّط و تسكت و تزن ..

بس يومها كانت بتتفحم و تتخضّ من كتر العياط ..
روسيليا حاولت تسكّتها بس بتزيد .. خرجت برا تجيبلها دكتور يشوفها لاحظت ربكه ف المستشفى و كذا دكتور بيتحرّكوا ناحية العنايه المركزه ..
روسيليا بهمس : ربنا يستر
وقّفت دكتور : هو فى ايه بيحصل هنا ؟
الدكتور : الولد اللى كان جاى تبع الحادثه اللى تخصّ عاصم بيه
روسيليا بترقّب : ماله ؟
الدكتور بسرعه و هو ماشى : مات
روسيليا بحزن : لا حول و لا قوه الا بالله .. ده يا حبيبى أمه لسه مفاقتش ..

مره واحده إنتبهت ل ليليان اللى قامت من نومها مفزوعه :يا قلبى انتى .. قلبك حاسس
روسيليا رجعت عند ليليان و ضمّتها اوى ف حضنها و فضلت تعيّط
بعدها مسكت موبايلها كلّمت نضال اللى جاه بسرعه
نضال : ايه اللى حصل ؟
روسيليا بدموع : مراد ابن همسه مات
نضال إتنهّد : طب و زعلانه ليه ؟ ما ف داهيه
روسيليا بصّتله قوى و هو تهتهه : قصدى يعنى هو انتى تعرفيه عشان تزعلى عليه و تعيطى كده؟
روسيليا دخلت ف نوبة عياط و هو نفخ : انا هدخل اتأكد كده و بعدين اكلم عاصم ابلّغه .. اشوف هيعمل ايه .. لازم يتصرف بقا و يخلّصنا من البلوه دى.

روسيليا بصّتله بقلق .. و كلمته وجعت قلبها .. و هو خرج على برا .. قابل الدكتور اللى أكدله ان الولد فعلا قلبه وقف .. يعنى مات
نضال نفخ و اتصل على عاصم
عاصم بغلّ : ما ف داهيه
نضال : يا جدع بقولك الواد مات .. مات يعنى كده هنروح ف داهيه
عاصم : انت غبى يا حمار انت .. ما يموت و لا يغور ف داهيه
نضال بعدم فهم : طب و هتعمل ايه مع أبوه ؟ ده لو عرف هيولّع ف الدنيا
عاصم بنفاذ صبر : يا حمار و هو احنا عايزين عياله ف ايه اصلا ؟ ما يغوروا.

نضال سكت شويه بعدم فهم : امال كنا أخدناهم ليه من الاول يا عاصم ؟ انا سيبتك اتصرفت و جيبتهم على اساس نساوم ابوهم عليهم بس
عاصم : بس ايه ؟ بس انا خلاص فلتت من تحت إيديهم .. و القضيه بالنسبالى خلصت و اللعبه إتحسمت لصالحى ..
هساومه على ايه بقا ؟ ماليش حاجه عنده اساومه عليها مقابل ارجّعومله .. يبقا يغوروا ف داهيه
نضال بفهم : عشان كده طلبت اسفّرلك همسه و خاصه بعد ما عرفت إنها فقدت الذاكره و نسيت كل حاجه ..
عاصم : يعنى لا فاكراه لا هو و لا ولاده .. و لا انا بصراحه ناوى ارجّعهاله .. برغم كل اللى عملته مستخسرها ف الموت خصوصا إنى مش هاخد حاجه مقابل موتها
نضال : طب و العيال ؟ الواد مات .. بقا جثه اهو
عاصم بغلّ : و البت التانيه خليها زيّه
نضال : اقتلها ؟!

عاصم : اكيد .. ماحنا كده او كده كنت واخدهم عشان كده .. هو انا كنت مطلّعهم إعاره
نضال ببرود : طب و بعد كده ؟
عاصم : اخلص منها و ابعتهم جثث لأبوهم .. عشان يتربّى
نضال هزّ راسه بتفهُّم و قفل معاه و إتنهّد بصوت و لسه بيلفّ شاف روسيليا وراه بتبصّله قوى و بتعيط قوى
نضال : مالك ؟ فيكى ايه تانى ؟
روسيليا بدموع : بنت مين اللى هتقتلها يا نضال ؟

نضال إرتبك شويه و تهتهه بس من شكلها فهم إنها سمعتهم و سمعت كل كلامهم
نضال : ده تار مع أخوكى .. مالكيش دعوه انتى بيه و خرّجى نفسك منها
روسيليا قرّبت منه بهجوم : نعمم ؟ و لما جيبتنى هنا من الاول مكنش ده رأيك ساعتها ليه ؟ إنى ماليش دعوه و متدخّلش
نضال نفخ و هى بصّتله بحده : البت دى بنت مين ؟
نضال ببرود : معرفش و متسألنيش تانى عشان مش هقولك
روسيليا : حرام عليك .. هى ذنبها ايه بس ؟

نضال : ذنبها ف أبوها
روسيليا : ايا كان أبوها عملكوا ايه .. بردوا ده ميديكوش الحق ف إنكوا تأذوها
قرّبت منه بحنيه : نضال احنا محرومين من الخلفه .. شوف بقالنا كام سنه نفسنا ف عيل و ربنا مش رايد ..
يبقا يجيلك قلب ازاى تقتل طفله زى دى ؟ و عشان مين ؟ عشان عاصم ؟ يعنى حاجه متخصّكش
نضال : انا بنفّذ اوامر تبع شغل .. يعنى مش بإيدى
روسيليا : و البنت ذنبها ايه ؟

نضال : بُصى .. البنت دى أبوها و عاصم واقعين مع بعض و من زمان جدا .. تقدرى تقولى كده ان أبوها السبب ف كل اللى حصل مع أخوكى ..
يعنى عاصم مش هيسيبه .. ده مصدّق اصلا وقعوا تحت إيده .. و لولا همسه فقدت الذاكره و نسيت كل حاجه كان قتلها هى كمان
روسيليا بذهول : للدرجادى ؟
نضال : ايوه .. لإنها لو بذاكرتها مش هتقبل تبقى مع اخوكى ثانيه
روسيليا : طب ماهى ممكن ترجعلها الذاكره .. او حتى مترجعش بس ترفض بردوا تبقى معاه
نضال : و الله دى بقا بتاعته هو .. و بعدين مقدمهاش اختيارات قصاد قعادها معاه غير الموت .. يعنى يا هو يا الموت
روسيليا عيّطت اوى : طب و ليليان ؟
نضال بصّلها و سكت و هى فهمت و ده خلّاها تبصّله بعنف :
و انا مش هسمحلك تعمل ده
نضال : و الله قولى لأخوكى

روسيليا سكتت كتير بعدها إبتسمت فجأه : طب بقولك ايه ؟ انا عندى فكره
نضال : متحاوليش
روسيليا : اسمعنى بس .. ايه رأيك لو ناخدها احنا و نربيها
نضال : و هو انتى فاكره إنى حتى لو رضيت أخوكى هيرضى ب ده ؟
روسيليا بحماس : ملكش دعوه ب أخويا سيبه عليا .. المهم وافق انت و سيب عاصم عليا
نضال : لاء .. انتى كده هتدخّلينى ف مشاكل مع أخوكى .. ده انتى ممكن تودينا ف داهيه .. أخوكى هيبعت جثثهم لأبوهم .. تقدرى تقوليلى اما انتى تاخدى البنت هبعتله ايه.

روسيليا : يعنى انت هتغلب ؟ اتصرّف
نضال : لاء
روسيليا : انت عارف إنى ورث أمى كله مع عاصم .. حاطّه ف شغله .. و انا سيباه بمزاجى .. بس لو جرالى حاجه من الصبح مش هتطول منه و لا مليم ..
نضال بصّلها و إبتدى يفكر و هى إستغلت فرصه سكوته :
لكن لو بقا لينا عيل هيورث فيا لو جرالى حاجه .. هيبقا ليك الحق تطالبه بحقى .. غير كده مش هتعرف تاخد منه حاجه بعدى .. و حتى لو فكرت تتجوز و تخلّف مش هيبقا إبنى ف مش هتاخد منه حاجه
نضال بتفكير : و ايش عرّفك إنه كده هناخد منه حاجه ؟
روسيليا بحماس : ملكش دعوه .. دى انا هتصرّفلك فيها
نضال لسه هيتكلم قاطعته هى : وافق انت بس .. و سيبنى منى لعاصم .. و لو كلّمك قولّه منك لاختك.

نضال : براحتك بس انا برا الموضوع .. و لو كلمتيه و رفض و إدانى اوامر اقتل البنت هخلّص عليها و ابعتها مع جثة أخوها لأبوهم زى ما قال أخوكى
روسيليا قلبها إتقبض اوى من الكلمه و سكتت : طب خلاص إستنى لبكره و انا هكلّمه .. و لو كلّمك تانى إنهارده قوله اى حجّه
نضال بنفاذ صبر : ماشى
مشى من المستشفى و سابها و هى فضلت رايحه جايه بقلق .. مش عارفه تعمل ايه .. بس لازم تتصرّف
دخلت عند ليليان لقتها نامت ..
قعدت جنبها و إبتسمتلها بحُب : متقلقيش يا قلبى محدش هيقرّب منك
و فجأه لمعت ف دماغها فكره .. قامت لبست و اخدتها و اخدت كل حاجتها و خرجت من المستشفى من غير ما حد ياخد باله.

فاطمه ام مصطفى بذهول : هو انتى مخلّفه يا روسيليا ؟
روسيليا بتمثيل : ايوه .. و زى ما قولتلك يوم ما خلّفتها و قبل ما اخرج من المستشفى بيها إختفت من المستشفى و معرفتش اوصلها ..
ام مصطفى بإستغراب : طب و وصلتيلها ازاى دلوقت ؟ و بعد الوقت ده كله ؟ انتى بتقولى إختفت من يوم ما اتولدت و البنت مش اقل من اربع خمس سنين
روسيليا إرتبكت : هااا .. اه ماهو عاصم و نضال طول الفتره دى كانوا مش ساكتين .. بيدوّروا ف كل حته و مع كل حد ليهم مشاكل معاه خاصه ف شغلهم ..
ام مصطفى : و لقتوها فين ؟

روسيليا بتوتر : هاا .. لقينا حد تبع شغل نضال و عاصم كان عايز يأذيهم فيها خاصه إنه عاصم معندوش ولاد ف أذونا فيها ..
اخدوها بس ربنا بعتلها حد خلّصها من تحت إيديهم و لقاها بس معرفش يوصلنا .. فضلت معاه طول الفتره اللى فاتت دى و ربّاها ... بس الحمد لله وصلنالها .. هما الناس اللى كانت عندهم دول طيبين جدا و كانوا بيحبوها .. عشان كده هى حبيتهم .. و عشان صغيره بتحسبهم اهلها

فاطمه بصّتلها بقله حيله و سكتت و هى إتنهّدت برجاء : انا بس عايزاها تفضل هنا معاكى كام يوم بس .. انا خايفه عليها لا تتاخد تانى .. كام يوم عشان لو حصل مشاكل تانى مع الناس اللى كانوا على خلاف بنضال
فاطمه اخدت البنت و عشان روسيليا كانت سابكه عليها الحوار ان البنت متعلقه بالناس اللى خلّصوها و لقوها .. فاطمه تقبّلت موضوع عياطها عادى ..
روسيليا كلّمت داده مخصوص ليها و اجّرت الشقه الفاضيه اللى قصد شقة جيرانها .. و قعّدت ليليان مع الداده فيها و منعتها تخرج بيها نهائى و لا تخرّجها و لا تعرّف حد بوجودهم

نضال راح تانى يوم الصبح ع المستشفى و ملقاش روسيليا و لا البنت .. و تقريبا فهم اللى عملته .. نفخ بغيظ و كلّم عاصم يبلّغه
عاصم بجنون : انت بتقول ايه يا حيوان انت ؟ انت إتجننت ؟ ده انا اقتلها هى و البنت و لو انت اللى هرّبتها هقتلك فوقيهم
نضال بضيق : معرفش .. قولتلك معرفش .. اختك امبارح كانت معترضه على أذية البنت و كانت هتموت من القهره و العياط عشانها .. تقولش بنتها
عاصم بغضب : و انت ايه اللى خلّاك تنسحب من لسانك يا حيوان ؟

نضال : مقولتلهاش .. هى اللى سمعتنا و احنا بنتكلم امبارح
عاصم : و مقولتليش ليه من وقتها ؟
نضال تهتهه شويه لإن كان تقريبا شبه إقتنع بكلام روسيليا اما دخلتله من ناحيه ان تربيتهم للبنت هتخليه يورث فيها
عاصم بغضب : تقلب الدنيا فوقها لتحتها و تطلع بالبنت .. دوّر عليها ف كل مكان لحد ما تلقاها .. البنت لازم تظهر فاااهم
نضال : طب اسمعنى
عاصم بحزم : مش هسمعك إلا اما تطلع بالبنت و تحدفهم جثث لأبوهم .. بعدها روسيليا انا هعرف شغلى معاها .. و اعرف ازاى احاسبها على عمله زى دى
نضال : الزفت ده بيدور على مراته و ولاده .. و مش هيسكت إلا اما يلاقيهم .. إبعتله الجثه اللى ناوى تحدفهاله بدل همسه يتلهى فيها لحد ما نتصرف و نلاقى البنت
عاصم بغلّ : كويس و اهو يتشحتف و يموت براحه.

نضال قفل معاه و ساب المستشفى و إبتدى يدوّر على روسيليا بالبنت بس مفيش اثر
لحد ما روّح البيت بعد كام يوم لقى روسيليا
نضال بغضب : عجبك كده ؟ اهو أخوكى قلب الدنيا و هيولّع ف الكل .. البنت فين ؟
روسيليا ببرود : و انا مالى ؟
نضال : نعمم ؟ انت هتستهبلى ؟ البنت كانت معاكى و انتى مش عايزاها تتأذى بعدها إختفيتى بيها .. يبقا راحت فين ؟ إلا اذا انتى اللى هرّبتيها
روسيليا ببرود : اثبت
نضال : يعنى ايه ؟

روسيليا : يعنى هتساعدنى زى ما إتفقنا اننا نخلّصها من شر عاصم .. يا كده يا هتشيل انت الليله و هقوله معرفش و انا سيبت المستشفى عشان خوفت لاروح ف داهيه اما عرفت ان الواد مات
نضال : أخوكى مش هيصدقك
روسيليا : ما قولتلك اثبت
نضال نفخ بغضب و هى قامت جنبه بهدوء : ملكش دعوه و انا هتصرّف مع أخويا
نضال مسك موبايله و كلّمه و شدّها بغيظ : يبقا تفهميه انتى كده بنفسك
روسيليا كلّمت عاصم ببرود : ايه يا عاصم ؟

عاصم بعنف : فين البنت ؟ قسماً بالله لو ما ظهرت لاقتلك و اقتلها .. انا معنديش عزيز و لا غالى .. و انتى عارفه ده كويس ..
روسيليا ببرود : هتسمعنى و لا لاء ؟
عاصم بغضب : البنت تطلع الاول
روسيليا : خلاص يبقا لاقيها بقا
قفلت معاه و عاصم هيتجنن و اما حس ان خلافه مع روسيليا ع البنت هيطوّل كلّم نضال تانى
عاصم : إبعت الجثه اللى إتفقنا عليها و اظبط الليله
نضال نفخ : حاضر .. انا شوفت الظابط اللى ف دورية المرور اللى قولتلى عليه .. و إتفقت معاه زى ما إتفقنا .. و هيتصل بيه يقوله على المخالفه اللى إتاخدت للتاكسى ف الإشاره اللى قبلها .. و يدلّه على المستشفى اللى هنحط فيها الجثه اللى بدل همسه و يقوله إنها بعد الحادثه إتنقلت هنا .. ده غير الدكتور بتاع المعمل ظبطّناه عشان يلعب ف التحاليل و يسبكها
عاصم بغلّ : طب يلا انجز .. اتصرّف و كلّمنى

baaak

مراد كان بيسمع روسيليا بتركيز اوى و بيدقق ف كل تفصيله معاها
مراد : طب نضال عمل ايه بعد كده ؟ ازاى اقنع اهل همسه ف مصر إنها الجثه بتاعتها

روسيليا : معرفش اوى .. بس اللى عرفته من نضال وقتها ايام ما كان بيحكيلى كل حاجه ..
إنه كلّم الظابط اللى ف المرور و كان عاملهم مخالفه ب رقم التاكسى ف إشاره من الاشارات اللى كانت على طريقهم و إتفق معاه ميبلغش اهلها إلا اما يقوله ..
بعدها حط جثه مُزيفه ف المستشفى اللى إتنقل ليها كل اللى ف الحادثه
و بعدها خلّى الظابط يكلّم جوز همسه و يبلّغه إنهم لقوا التاكسى مولّع ع الطريق ف حادثه .. بس معرفوش مين معاه .. و يقنعه إنه اما بلّغ كل الكماين عن إختفاء همسه .. ف هو راجع الكمين بتاعه و شاف الحادثه اللى حصلت يومها و من المخالفه كان واخد إسم اللى كانوا ف التاكسى مع السواق و معاه كارنيه واحده إسمها همسه ...

و للإسف عشان إتسبكت جدا على جوزها و اهلها ف هما صدّقوا ..
بعدها نضال تابعهم لحد ما نقلوا الجثث ع المشرحه .. و هناك إتفق مع الدكتور اللى لعب ف التحاليل و طلّعها إنها جثه همسه .. و الموضوع خلص

مراد بشرود : طب و بعدها .. عاصم ازاى إقتنع إنه يسيبلك ليليان ؟
روسيليا : مقتنعش .. قصدك إستسلم .. او سلّم بالامر الواقع .. انا اخفيت ليليان خالص .. و هو عجز عن إنه يلقيها نهائى .. و انا عشان اقفّل عليه الطريق إنه يلقيها و اخليه يفقد الامل سافرت مع نضال وقتها و سيبت روسيا خالص عشان يبطّل يدوّر ورايا
مراد : و بعدين .. سابهالك اما فقد الامل يلاقيها ؟

روسيليا : لاء .. انا اللى فقدت الامل إنى اقنعه .. و ساعتها قررت ابدّل خطواتى ..
انا كنت مقرره إنى هقنعه إنى هاخد البنت و اربيها معايا و كنت بعد ما الامور تهدى انزل بيها مصر و اشوف ممكن اوصل لأهلها ازاى ..
مراد بصّلها و سكت و هى دمّعت : و الله دى كانت نيتى .. كنت ناويه اعمل كده ..
بس اما عاصم قفّلها عليا .. قولت لنفسى ليه مبدّلش الخطوات .. يعنى بدل ما اخدها الاول منه و اخلّصها منه و بعدين ادوّر على أبوها .. طب ما احاول اوصل لأبوها او اى حاجه عنه و ابلّغه حتى لو هحدفها ب اى طريقه ف سكته و هو يبقا يخلّصها منه بمعرفته بقا

همسه بحدّه : و معرفتيش توصلى لحاجه عنه ؟ و لا وصلتى و معرفتيش توصليله و عاصم منعك ؟
روسيليا عيّطت اوى : و الله ما وصلت لحاجه .. و الله ما وصلت و لا عرفت حاجه
كل اللى وصلتله ان الحادثه كانت على طريق الصعيد .. الاقصر تحديدا .. اكتر من كده معرفش
همسه : و لما انتى موصلتيش لأبوها عرفتى مكان الحادثه منين ؟ ماهو مش معقوله عاصم قالك ؟
روسيليا : مدير الامن بتاعه هو اللى قالى .. فضلت ادوّر على اى حد من رجاله عاصم ممكن يساعدنى ..
لحد ما قدرت اوصل لمدير الامن بتاع الحراسه بتاعة عاصم و ده اللى كلّمه بعد الحادثه بلّغه ينقلكم من مكان الحادثه للمخازن تبعه و منها هرّبكوا على برا البلد

مراد : و مقالكيش حاجه غير كده بس .. المكان بس ؟
روسيليا بصدق : المكان بس و الله .. مقالش اكتر من كده .. هو اصلا قالى إنه ميعرفش حاجه اكتر من كده ..
و ان كل اللى يعرفه ان عاصم كان مخلّى حد يراقب واحده مرات ظابط و ولادها ... و يجيبوله اخبارها .. و اما عملت الحادثه عاصم كلمنى اروح المكان اللى الحراسه إدهوله و انقلهم .. و انا فعلا روحت عملت كده و نقلتهم لحد ما نضال جاه إستلمهم منى و هو اللى سفّرهم .. لكن اللى قبل الحادثه مكنش شغلتى ف معرفهوش و لا اللى بعدها اعرفه .. انا إتكلّفت بحاجه عملتها و مشيت

مراد : طب و بعد ما عرفتى مكان الحادثه ؟ محاولتيش تنزلى مصر ؟
روسيليا ضحكت بوجع : محاولتش ؟ ده اول حاجه انا فكّرت اعملها ..
همسه بجمود : و مسافرتيش ليه ؟ كان ممكن تنزلى و ف مصر اكيد كنتى وقتها هتقدرى توصلى لحاجه حتى لو هتبلّغى .. و لا خوفتى على أخوكى
روسيليا بدموع : و الله ابدا .. انا فعلا حاولت .. بس تفتكرى ان عاصم اللى حبسك ف المستشفى اكتر من تلات سنين كان هيسيبنى انزل ؟
ليليان : مامى انا فاكره و انا صغيره ان خالو عاصم كان هيموّتنى مره.

روسيليا إبتسمت من بين دموعها : طب كويس إنك لسه فاكره
كلهم بصّولها قوى و روسيليا إتنهّدت : انا جهّزت نفسى للسفر و جهّزت ليليان و حجزت .. و خلاص يوم ما هنسافر نضال منه لله عرف و بلّغ عاصم لإنى إكتشفت إنه متورط معاه .. و عاصم كلّم حد ف المطار منعنى من السفر و خلّى نضال ياخدنى بالعافيه من المطار
و كان فعلا هيموّتها .. لولا إنى هددته إنه لو عمل كده هوديه ف داهيه و ابلّغ ب اى شكل عنه ..

Flash baak

عاصم بغضب : انتى اتجننتى ؟ بنت ايه اللى انتى عايزه تربيها ؟ انتى عارفه بنت مين دى ؟ عارفه أبوها مين ؟ عارفه عمل فيا ايه ؟
روسيليا ببرود : ايا كان أبوها مين و عمل فيك ايه ؟ انا مليش علاقه و اللى عندى قولته و مش عايز اعرف لا عملك ايه و لا علاقته بيه ايه
عاصم بغضب : لاء لازم تعرفى .. أبوها ده واحد وسخ .. بسببه خسرت بيتى و مراتى و إبنى و شغلى و بلدى و فلوسى الل كانت جوه البلد اللى إتحفّظوا عليها و بلدى اللى إتمنعت من دخولها بسببه .. عايزانى بعد ده كله اربيله بنته ؟

روسيليا : و هو انا بقولك ربيها و إبعتهاله ؟ انا بقولك انا اللى هربيها و هتبقى بنتى
عاصم بغلّ : بردوا لاء .. و بعدين اضمن منين إنك مش هتغدرى بيا و تحاولى توصليله تانى زى دلوقت ؟ انتى ملكيش امان
روسيليا : و هو انت دلوقت عملت ايه ؟ مانت رجّعتنا .. ابقى ساعتها اعمل كده و رجّعنا
عاصم بغضب : بردوا لاء
روسيليا : صدقنى يوم ما هتقرّب من البنت انا اللى هقفلك و اقلب الترابيزه على دماغك و دماغ الكل .. ف اهدى كده و اعقل و وافق بالإتفاق
عاصم سكت بغيظ من إصرارها اللى مش عارف يكسره حتى بالتهديد و إنه كان هيموّت البنت قدامها .. و هى مخافتش و صممت تهدده إنها هتفضحه
baaak

مراد إننهّد : و طبعا هنا وافق
روسيليا : عاصم كان خايف لإنى كنت عرفت ان همسه مش مراته و عرفت إنها معاه و عرفت مكانهم اللى سافروا عليه ..
ف خاف إنه فعلا يقتل البنت ف انا إتجنن و انفّذ تهديدى و ادوّر و يمكن اوصل لأبوها و ساعتها حتى لو كان قتل ولاده كنت هقوله على همسه و مكانها ..

همسه بقهره : و طبعا سابلك بنتى و إتقاسمتوا علينا .. انا له و بنتى ليكى
روسيليا بعياط : بعد عذاب .. لدرجة إنى عرضت عليه اتنازله عن نص ميراثى اللى عنده مقابل يسيبهالى ..
و طبعا الميراث كله اصلا كان بتاعى لإنه بتاع أبويا ف الاساس بس هو اخده وضع يد رغم إنه مالهوش فيه ماحنا خوات ف الام بس .. و انا كنت سيباه بمزاجى .. بس هنا قولتله هتنازل رسمى بيع و شرا عن نصّه مقابل يسيبلى البنت و ميحاولش يأذيها و تبقا ف امان
ليليان سكتت شويه : و بعدين احنا سافرنا يا مامى صح ؟ عشان كده روحنا دُبى و عيشنا هناك
روسيليا : ايوه .. و هناك نفّذتله كل شروطه.

همسه بجمود : شروط ؟ طبعا الشروط دى كان من ضمنها إنى معرفش حاجه .. و ابقا بعيد تماما عن بنتى حتى لو معرفهاش
روسيليا : كل حاجه .. منهم ان ليليان يتعملّها ورق رسمى ب إسمى انا و نضال .. إنها بنتنا رسمى مش تبنّى .. ده حتى إتنطط اما جيت اعمل ورقها كتبتها ب إسمها .. ليليان .. و كان عايزنى اغيّره
همسه بشك : صحيح انتى عرفتى اسامى ولادى ازاى ؟
روسيليا إبتسمت و بصّت على رقبة ليليان و هما إنتبهوا : ليليان كان معاها سلسله ف رقبتها عليها اسامى ..طبعا همسه دى انتى و مراد هو وقع ف وسط الكلام ف اكتر من موقف إنه صاحبه ده إسمه مراد .. ف خمّنت مش اكتر ان الاسمين التانيين ليليان و مراد دول ولادك.

همسه بقهره : و طبعا إبنى مات .. عايزه تقولى ان كان ليا إبن كمان مع ليليان و مات ؟

مراد كان بيسمعهم بهدوء عكس النار اللى جواه .. بس ساكت لإنه قبل ما يجيبلهم روسيليا كانت حكياله كل حاجه و سمع منها و راح المستشفى جاب الملف بتاع الحادثه بتاع همسه بولادها و إتحقق منه ..
و شاف التقرير بتاعه اللى ف ورق التبنّى و إتحقق من شبه الاحداث اللى بينهم

الكل سكت و محدش قادر ينطق قطع سكوتهم صوت همسه اللى بتعيّط بمراره .. مش عارفه على ايه و لا ايه
مراد بصّلهم بترقّب : هما قالولكوا ف المستشفى ان الولد مات .. و انتى خرجتى بليليان بعدها على طول و نضال خرج اما اكتشف إنك هربتى بيها .. إتأكدتى ازاى ان الولد اللى كان معاهم ف الحادثه مات فعلا ؟
روسيليا بذهول : معرفش .. و الصراحه مهتمّتش قوى إنى اعرف .. انا كان كل اللى يهمنى وقتها هو ليليان و ازاى الحقها ..
همسه بقهره : و سيبتوا إبنى لوحده ميت ف المستشفى ؟

روسيليا بذهول : قالولنا إنه مات .. ف كان لازم امشى .. و إلا كانت ليليان كمان هتموت ..
انا لو كنت إستنيت ساعه واحده كمان كان نضال قتلها .. ده كلب عاصم ولى نعمته .. ف مكنتش هضيّع العايشه عشان ابقى مع الميت
مراد بهدوء : ايوه بردوا إتأكدتى ازاى إنه مات ؟

همسه بصّتله قوى و كإنها إنتبهت للدموع المتكتّفه ف عينيه بالعافيه .. و قلبها بيدق بجنون
روسيليا : معرفش .. انا متأكدتش .. انا إنشغلت ب ليليان اللى بعد ما إتفقت مع عاصم اخدتها و سافرت على طول عشان اكفيها شرّه ..
و منزلتش روسيا غير بعد سنين كتير بعدها .. و محاولتش افتح السيره دى تانى مع عاصم او نضال اللى كانوا متلككين ..
خوفت اسأل عن اى حاجه يعرفوا إنى بنكش وراهم عشان اوصل لاهل ليليان و ساعتها يأذوها ..

انا اه كنت بمثّل القوه قدام عاصم و بهدده بس من جوايا كنت مرعوبه عليها منهم.. لدرجة إنى بعد ما إتفقت مع عاصم مدتهوش الامان اوى و اخفيتها تانى لحد ما إطمنتله إنه بعت جثث مكانهم هما كمان و قفل الموضوع و بعدها سافرت بيها

الكل سكت و همسه عينيها متعلّقه على مراد اللى عينيه بتقول حاجات كتير .. قلبها بيصرخ ناحيته بهيستريا و جنون .. بصّاله و عينيها مش عارفه حتى تغمّضها من الدموع اللى مش ملاحقه تقف او حتى تاخد هُدنه

مراد بهدوء مسك الملف بتاعهم اللى جابه من المستشفى بتاع عاصم اللى ف روسيا و شاور بيه ل ليليان و هى قرّبت منه ببطئ و أخدته ..
فضلت باصّه فيه كتير و دموعها مش بتقف .. و بصّت لأمها و هزّت راسها
مراد سكت شويه و بعدها أخد الملف بتاعه و إداه ل ليليان و هى مسكته بإستغراب : و ده بتاع مين ؟
شاورلها براسه من غير ما يتكلم .. او تقريبا مقدرش يتكلم
و هى فتحته و إبتدت تقلّب فيه و قلبها بيدبّ جامد ..

مسكت التقرير بتاع الحادثه بتاعته ..
نفس التوقيت بتاع حادثتهم المتسجل ف الملف بتاعهم .. نفس الظروف .. ان التقرير بتاعه فيه ان هو كان معاه أمه و أخته و ماتوا .. و طبعا ده لإن عاصم طلعلهم بعدها تقارير وفاه مزوّره زيادة إطمئنان ان محدش هيعرف يوصل لحاجه ..
و هما الملف بتاعهم فيه إنه كان معاهم ولد و اما قلبه وقف و بلّغوهم إنه مات المستشفى طلّعتله تقرير وفاه و إتحطّ ف الملف بتاعهم ..
ليليان بإبتسامه عذبه من بين دموع زى الفيضان : نفس التوقيت نفس الظروف نفس الاسم نفس السن تقريبا !!!!!
مراد .. انت .... انت ....
مراد : _____________

همسه وقفت بصعوبه من مكانه و بتنقّل نظراتها بين ليليان اللى الملف وقع من إيديها من خضّة الموقف و مراد اللى عيونه لمعت و الدموع لأول مره تتمرد عليه
بتبصّلهم بشئ من التوهان و هما عينيهم اللى قلبت ف نفس اللحظه لنفس اللون متعلّقه ببعض
و التلاته اللى القدر فرّقهم إتلاقت من تانى عيونهم ف نظره كبيره .. اكبر حتى من اى وجع شافوه ...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة التاسعة والعشرون بقلم أسماء جمال


ليليان أخدت الملف بتاع الحادثه بتاعتهم و بصّت فيه و بعدها مراد إداها الملف بتاعه هو بتاع الملجأ و اللى فيه تقرير عن الحادثه بتاعته ..
ليليان بإبتسامه عذبه من بين دموع زى الفيضان : نفس التوقيت نفس الظروف نفس الاسم نفس السن تقريبا !!!!!
مراد .. انت.. انت...
مراد هزّ راسه و إبتسم بحنيه و هى باصّه ف الورق بتضحك و تعيط ف نفس اللحظه و قلبها بيتهبد بعنف مش بيدق ..


 
روسيليا كانت قاعده مش فاهمه حاجه لإنها فعلا مكنتش تعرف ايه اللى حصل بعد كده مع الولد اللى قالولهم مات و سابوه ف المستشفى .. ف بتبصّلهم ب عدم فهم

اما همسه ف كانت بتبصّ لليليان بترقّب و قلبها هيقف .. و عنيها بتتنقّل بين ليليان اللى خلاص هتتنطط بفرحه و دموع و بين مراد اللى حتى الدموع مش عارفه تخفى فرحته اللى كانت مسيطره عليه ..
ليليان قرّبت بلهفه على أمها و فتحت الملف قدامها و هى فضلت تبصّ فيه قوى ..

 

إيديها اللى ماسكه الملف إبتدت تترعش و جسمها كله بيتنفض كأن دقّة قلبها من قوتها بتهز جسمها كله ..
روسيليا هنا تقريبا إبتدت تجمّع الموقف .. إبتسمت اوى بفرحه و بصّت لمراد اللى عينيه كانت بتلمع بفرحه و كإنه اول مره يفرح .. هو تقريبا اول مره يفرح .. و حتى لو كان فرح قبل كده ف اى فرحه جنب فرحته ف اللحظه دى تعتبر و لا حاجه ..
مراد بصّلها و إبتسم و إتّكى بعينيه بخفّه و هى ضحكت بدموع اوى ..
مراد بصّ ل همسه بترقّب و إستنى منها اى رد فعل .. كإنه متربّط و مستنيها هى اللى تفكّه ..


 
ليليان مدتهاش فرصه و فجأه بدون مقدمات و رغم حملها اللى كان دخل ف السادس إلا إنها نطّت بخفّه على مراد اللى لقفها و ضمّها بجنون .. حضنها بلهفه مش أخ لأخته .. لاء بلهفة تؤم لتؤمه .. لهفة جسم لروحه .. مراد ضمّها بعنف كإنه عايز يدخلّها جواه ..
مش مصدّق ان صاحبته و جارته و اقرب واحده ليه تبقاله كل حاجه إلا إنها أخته و هى أخته .. و لا مصدّق ان اللى إتبهدلت كل البهدله دى تبقا أخته .. برغم فرحته إلا ان حسّ بمرارة الكسره إنه أخوها و معرفش يحميها ..
ليليان كانت بتعيّط ف حضنه قوى .. عياط بحُرقه .. عياط على إنها عاشت طول عمرها وحيده و هو أخوها .. و إنه عاش طول عمره لوحده و هى أخته .. إفتكرت اللى حصلها اما إتخطفت و اما رامى مات و و و
و كل اما تفتكر كل قهره إتقهرتها تزيد ف عياطها ..


 
مراد قام بيها وقفوا و رفع وشها و بصّلها بحب بجد .. حب اخوى صافى مقدرتش السنين دى كلها حتى تنقصه : ششش إهدى يا روح قلب أخوكى .. و حياة ربنا اللى جمعنا من غير ميعاد ما هخلّى حد بعد كده حتى يبصّلك بصّه متعجبكيش .. و فوق ده كله هجبلك حقك و حق رامى
ليليان هنا إتفتحت ف العياط و هو ضمّها بحنيه و فضل يطبطب عليها ..

همسه كل ده متسمّره مكانها .. دماغها هتنفجر .. و مش عارفه تاخد اى رد فعل .. بس اللى عارفاه إنها صعبان عليها نفسها قووى و حاسّه بقهره على سنين عمرها اللى ضاعت كده .. يمكن اللى كان مهوّن عليها و هى كانت لسه مع عاصم إنه كان قايلها إنها مالهاش حد لا ولاد و لا اهل ..
ف إستسلمت لمجرد ان دى وِحده و دى وِحده .. بس ف اللحظه دى اما عرفت إنها عندها إبن زى مراد و بنوته زى ليليان إتقهرت على الوحده اللى نهشت ف عمرها ..


 
مراد بصّلها و إبتسم من بين دموعه و هو ليليان لسه ف حضنه و مدّلها إيده .. و هى هنا مقدرتش تتجمّد تانى قدام نظرته اللى تدوّب التلج ..
قامت وقفت بتوهان .. بتحاول تقف بس رجليها مش شايلاها .. رجليها خانتها مره واحده و لسه هتقعد ف الارض مراد مدّلها إيده بسرعه و هنا لحقها قبل ما تقع و مسكها ..

و إتلاقت عيونهم ف نظره غريبه يمكن عشان الموقف كله على بعضه غريب ع الاتنين .. بصّوا لبعض نظره كلها مزحومه بمشاعر يمكن اول مره تمر ع الاتنين ..
همسه مدّت إيديها الاتنين و لمّست على وشه بحنيه و هو إستسلم لكل مشاعرها و غمّض عينيه و هنا دموعه رفضت تطاوعه تانى و تتحبس اكتر من كده .. هو اصلا لأول مره ميكونش عايز يحبسها ..


 
دموعه نزلت بقهره على كل لحظه عاشها لوحده .. على كل ليله نامها مقهور على يُتمه اللى طلع مُزيف .. على كل شدّه مرّ بيها ..
و بكل كسره النِفس اللى جواه إترمى ف حضنها و إبتدى يعيّط ...يعيّط قووى .. يعيّط بحُرقه .. كإنه اول مره يعيّط ..
هو فعلا كان اول مره يعيّط .. من يوم ما دخل الملجأ و ساعتها عوّد نفسه ع الصدمات بعد ما حياته إتشقلبت كذا مره .. و خد عهد على نفسه إنه عمره ما هيضعف تانى قدام اى حاجه او اى حد مهما حصل ..

بس اللى حصل معاه و جواه ف اللحظه دى كان كفيل يفتفت جبل .. المشاعر اللى كان فيها كانت اكبر من إنها تتقاوم ..
همسه كانت ضمّاه بكل الامومه اللى جوّاها .. بكل حرمان السنين دى كلها من إنها تبقا ام ..
و هى موهومه إنها عمرها ما خلّفت زى ما عاصم قالها و لا هتخلّف زى بعد ما إكتشفت ف تعبها مره إنها شايله الرحم ..
نزلت ع الارض بقهره و هى لسه متبّته فيه.. مراد مكلبش ف حضنها كأن الزمن ف اللحظه دى رجع بيه ل 19 سنه ورا و رجع عيل ليوم ما فارقها ..
همسه كانت ضمّاه بجنون .. يمكن ليليان ما إتقهرتش قوى كده اما عرفت إنها بنتها .. يمكن عشان متحرمتش منها طول الوقت .. او يمكن عشان مراد حياته ف بُعدهم كانت اصعب و ملقاش اللى يعوّضه زيهم ..

إكتشفت ان الحضن ده كان واحشها و كل ما تفتكر سنين وحدتها تضمّه اكتر .. و كانت كل ما تضمّه مراد يزيد من ضمّته ليها .. جنون اللهفه بس اللى كان مسيطر ع الاتنين ف اللحظه دى و بيقود الموقف ..
مراد عيط بحرقه بكل الوجع اللى جواه .. إفتكر كل مره إتعاير فيها بإنه مالهوش اهل و اخرهم كلام مهاب و خال غرام ..
عياطه زاد بحرقه و صوت شهقاته بتعلى شويه شويه تشق الصمت اللى غطى ع الموقف ..
همسه رفعت وشها لفوق و اخدت نَفس طوويل و مسحت دموعها و رفعت راسه من على صدرها و مسكت وشه و إتكلمت بشئ من القوه : انت بتعيط ليه ؟ انت رااجل .. سيبتنى راجل و رجعتلى راجل .. انت مش ضعيف .. اللى يعيش اللى انت عيشته و يشوف اللى شوفته ميضعفش بالشكل ده .. طول عمرك قوى و مش وجودى معاك اللى هيضعفك كده ..

مراد كان بيعيط ببراءه .. مكنش عياط راجل ابداا .. ده كان عياط عيل عنده كام سنه إتنزع بقوه و قهر من حضن أمه زى الضفر ما بيتنزع من اللحم ..
كل جروحه اللى بيحاول يدفنها من سنين إتفتحت ف اللحظه دى .. كل ذكريات وحدته بتمر قدام عينيه زى العرض .. بيحاول يغمض بعنف كإنه شايفها بجد قدامه ..
همسه شدّت إيده وقّفته بقوه و وقفت قصاده و برغم قوتها المزيفه اللى حاولت ترسمها عشان متضعفهوش إلا ان صوتها إترعش بمراره و إتنبح : انت مش ضعيف .. فاااهم .. مش ضعيف .. و مش هتضعف بينا .. و لا هنبقا نقطة ضعف ليك .. انت الراجل دلوقت لينا ..

مراد ضمّها بجنون .. مبيتكلمش بس دموعه و دقات قلبه اللى بتنفض جسمه بيقولوا كتير ...كتير قووى ..
همسه ضمّته من تانى بتوهان .. فضلوا كتير ع الوضع ده .. محدش فيهم عنده الجرأه حتى يغمّض عينه يرمش لايفتّح ميلقيش التانى ..
ليليان قرّبت منهم و حضنت ضمّتهم لبعض .. فضلوا مكلبشين التلاته ف بعض كتير اووى .. و القلوب اللى القدر فرّقهم زمان ف اللحظه دى بس إتلموا ف حضن واحد ..

مراد إبتسم : حمد الله ع السلامه يا واجعين قلبى بالقووى
ليليان رفعت وشها و مسحت دموعها ببراءه و إبتسمت : و انا اللى موجوعه عليك و عمّاله اترحّم على اهلك
همسه بتوهان : الرحمه للحى و الميت .. و اهو ربنا رحمنا الحمد لله
ليليان بحب : القاعده دى ناقصها مين ؟

مراد سكت بشرود و ليليان بصّتله و إبتسمت : بقا انت كل الفتره دى كنت زعلان من أبوك إنه سابك ؟ اللى طلع أبويا انا كمان ؟ و عمال تقرّ علينا و تقول خدهم و سابنى ... اهو طلع الحال من بعضه .. اظن طلع برئ .. ملكش حجّه
همسه بصّتلها و رفعت حاجبها : اه بس لسه الصوره مش واضحه .. لسه دى الحكايه من طرف واحد
ليليان بإصرار : أبويا مش وحش .. و عمره ما هيطلع وحش .. و حتى لو طلع وحش عينيا هتشوفه احسن واحد ف الدنيا .. و اعتقد إنه لو وحش ربنا مكنش فتحله باب رجوعنا بعد السنين دى كلها.

همسه : متتكلميش عن الرجوع دلوقت .. اصبرى عشان واضح من كل اللى حصل ان المشوار مش بسيط و لا سهل
ليليان ب ثقه : المهم هنوصل ف الاخر ان شاء الله .. ربنا مبيفتحش باب و يقفله تانى .. ربنا قال بعد كل عُسر يسران مش بس يُسر واحد .. يعنى هتُفرج هتُفرج
مراد إبتسم من براءة قلبها : ان شاء الله .. بس لازم نرتب خطواتنا الجايه .. روسيليا مختفيه عنهم من فتره يعنى اكيد هما متوقعين إنها وصلتلى او وصلتلكوا .. و بالتالى قالت اللى عندها و فتشت كل حاجه .. عشان كده هما اكيد متوقعين اللى احنا فيه ده
همسه بتفكير : هنا كانوا عارفين من الاول إنى و ليليان تبع بعض لإننا مغيبناش عنهم .. بس تفتكر عارفين إنك تبعنا ؟
مراد بشرود : مش عارف .. بس لازم ناخد بالنا

مراد سرح و إفتكر السنه اللى قضّاها بعد الحادثه على طول و إتعرّض للإعتداء و بعدها أخده جده مَهد .. و تقريبا إبتدى يربط الاحداث ببعضها و إستنتج ان المكان اللى كان فيه تبعهم ..
مراد ملامح وشه إتبدّلت للجمود و كزّ على سنانه من مجرد الذكرى و أمه لاحظت و بصّتله بإستفهام ..
مراد إبتسم عشان ميقلقهاش : انتوا لازم تفضلوا هنا .. لحد ما اتصرّف و اشوف هعمل ايه ؟
همسه بقلق عليه : و انت يا قلب أمك ؟
مراد باس إيديها : حبيبتى متقلقيش عليا .. انا كويس طول مانتوا هتبقوا كويسين .. انا معنديش استعداد اخسركوا تانى
ليليان بدموع : طب و بابا ؟ هنوصلوه ازاى يا مراد ؟
مراد بشرود : لاء دى عايزه يترتبلها اوى.. و انا هظبّطلها متقلقيش .. المهم تفضلوا مختفيين عشان مينضغطش عليا بيكوا .. انتوا و

قطع كلمته و هو بيبصّ وراه على مكان روسيليا اللى لقاها قامت بهدوء من جنبهم
روسيليا حسّت إنها مالهاش مكان بينهم .. بغض النظر عن اى حاجه حصلت هى صُعبت عليها نفسها قووى اما شافت همسه ام بتضمّ ولادها .. صُعب عليها حرمانها من الخلفه ..

مراد خمّن إحساسها و قام بهدوء دخلها جوه .. لقاها بتعيّط قووى و كاتمه صوتها .. قرّب منها بهدوء و قعد قصادها و مسك إيديها و بتلقائيه باسها ..
روسيليا إتفاجأت برد فعله بس معلقتش .. هو نفسه إتفاجئ انه عمل كده .. بس يمكن عشان صُعبت عليه إنها حسّت بحرمانها .. او يمكن عشان ظلموها ف الاول و طلع مالهاش ذنب .. او يمكن عشان كل اللى عملته مع أخته و كانت طول الوقت جنب أمه و هوّنت عليها كتير ..
مش عارف .. بس اللى عافوه إنها بريئه من سوء ظنّه و لها واجب الاعتذار ..

مراد بهدوء : انا اسف .. بس بجد الامور كلها كانت متلغبطه و محدش فاهم حاجه .. ف كنا بنخبّط ف بعض
روسيليا إبتسمت بدموع : بتعتذر على ايه يا مراد ؟ انت حبيبى اللى بتعتذرلى ؟ مين يعتذر لمين ؟ بس و الله ما كان قصدى اسيبك و لا اتخلّى عنك .. انا
مراد قاطعها : و انا مش زعلان منك .. كفايه كل اللى عملتيه .. و إنك متخليتيش عن ليليان .. ع الاقل انا طلعت راجل اقدر احافظ على نفسى مهما اكون لوحدى
روسيليا : ربنا يحميك يا حبيبى و يعوّضك
مراد إبتسم : انتى من إنهارده معاهم ... زيك زيّهم .. ف حمايتى .. هما اهلى و انتى بقيتى من اهلى كمان
روسيليا بتلقائيه حضنته قووى و فضلت تعيّط و هو غصب عنه عينيه دمّعت ..

ليليان دخلت عليهم : الله الله .. احضان من غيرى ؟
روسيليا خرجت من حضنه بهدوء و إبتسمتلها : يا عمرى انتى .. انا ليا اغلى منك
ليليان حضنتها بحب بجد : انا عمرى ما اعتبرتك و لا هعتبرك غير امى و بس .. و اللى إتغيّر و بس إنى كان عندى ام واحده و دلوقت عندى اتنين
روسيليا إبتسمت بحب .. و همسه دخلت عليهم فضلت واقفه كتير على حرف الباب بتردد ..
بس من غير ما تنطق قرّبت من روسيليا حضنتها : مش عارفه اقولك ايه .. انا مكنتش شاكه ف كلامك .. هى بس فكره إنك تبقى عارفه بكل حاجه و مخبيّه عنى و احنا اقرب من الاخوات لبعض دى اللى وجعتنى ..

روسيليا دمّعت : صدقينى كان غصب عنى .. كنت هقولك و هتتوجعى و هتوجع بس مش هنعرف نعمل اكتر من الوجع اللى هيتملّكنا من قلة الحيله .. غير إنى مكنتش ضامنه ممكن يعملوا ايه ف بنتى ..
سكتت شويه بمراره : قصدى بنتك
همسه إبتسمت بحُب : بنتنا .. بنتى و بنتك .. و كفايه اوى اللى عملتيه ليها و عشانها

عاصم بغلّ : ممم يعنى هو ماشى مع البت دى ؟
نضال : اه .. الناس اللى كلّفتهم يعرفولى كل حاجه عنه عرفوا إنه على علاقه بيها
عاصم بشر : و دى فين دلوقت ؟ هنا ف روسيا ؟
نضال : لالا ف مصر .. عامل حسابه تبقا بعيد عشان تبقا ف امان
عاصم بضحكة شر : اه اماان .. مممم .. يعنى هو لمّ مراتى على مراتك اللى يخصّونا و سايب اللى تخصّه هو ؟!

نضال ببرود : لا مراتك انت و انت عاوزها .. إنما انا مراتى معتش لها عوزه عندى .. متلزمنيش يشبع بيها
عاصم بصّله بتهديد : اذا كنت فاكر إنك ممكن تسيبنى قصاده لوحدى و تهرب زى النسوان لمجرد إنك مش عايز مراتك اللى عنده ف تبقا غلطان .. لإنه بمجرد ما حد إبن حرام يبعتله باللى انت عملته ف أخته ساعتها هو اللى هيخلّص عليك قبلى ..
نضال إتنفض اما فهم ان ده تهديد و ده خلّاه إتراجع : انا قولت حاجه ؟ شوف انت عايز ايه و نخلّص .. هو و لا البت الاول ؟
عاصم بتفكير : لاء هو لسه عليه شويه ...لسه ليا عنده اللى يلزمنى
نضال بذهول : انت لسه باقى على همسه بعد ده كله ؟
عاصم بغلّ : حتى لو متلزمنيش متتاخدش غصب عنى .. و اديك شوفت أبوه يوم ما اخدها غصب عملت فيه ايه .. و هو لو مترجعش هأدّبه زيّه
نضال : اخلّص ؟
عاصم : هاتلى تليفونه و إستنى منى تليفون

مارد مع امه و ليليان و روسيليا .. إتغدوا و قعدوا يرغوا .. و هو ف حضن همسه اللى سألته ميه الف سؤال و سؤال .. و هو حكالها كل حاجه عاشها من يوم الحادثه .. بس إستثنى بعض الحاجات الخاصه اوى عن الاعتداء .. عشان ميوجعهاش عليه كفايه وجع عليها لحد كده ..

مراد إبتسم بقلة حيله : ماما انا عارف إنى مش هعرف اوصل لحاجه منك بس اهو بجرّب .. يعنى مترهقيش نفسك
بس هو انتى مش فاكره اى حاجه ؟ اى حاجه خالص !
همسه إتنهدت : لاء
مراد بشرود : طب احنا عرفنا بعض بالصدفه هنعرف الباقى ازاى ؟ يعنى انا ابن مين ؟
همسه بثقه : إبنى
مراد رفع حاجبه و هى بصّتله قوى بضحكة صدمه بهزار : ايه ده اوعى تقولها .. اوعى تقول ان انت .. انت ..
مراد بغيظ : يادى النيله هو نهار اسود انا عارف .. مانا عارف إنى إبنك ، طب انتى مين ؟

همسه بثقه : أمك
مراد بغيظ : لاء ده مش اسود بس ده اسود مقلّم ب اسمر ،
همسه كتمت ضحكتها و هو ضحك بغيظ : طب احنا الاتنين ولاد مين ؟
همسه ضحكت ببراءه : ولاد حلال
مراد رفع حاجبه : نعمم ؟!
همسه : اه و الله .. ماهو احنا اما نلاقى بعض بعد السنين دى كلها نبقا ولاد حلال
مراد حط إيده على راسه و ضحك غصب عنه : ايوه ولاد الحلال دول يبقوا ولاد مين ؟ انا و ليليان نبقا ولاد مين ؟
همسه بغيظ : تبقوا ولاد كلب .. عشان سيبتونى لوحدى و كنتوا انتوا الاتنين مع بعض

كلهم ضحكوا و مراد ضحك بغيظ :
طب نقولها من ناحيه تانيه ، انتى قبل عاصم خلّفتى من مين ؟
همسه ببراءه حقيقيه : من جوزى اللى قبله .. ماهو عاصم قالى إنى كنت متجوزه قبله
مراد ضحك بنفاذ صبر : ايوه اللى هو مين بقا ؟
همسه ببراءه : أبوك
مراد لنفسه بغيظ : انا عارف من الاول إنه هيبقا مرار طافح ، بصّلها بإبتسامة غُلب : طب مش فاكره اى حاجه عنه ؟
همسه بغيظ : خانى
مراد رفع حاجبه : نعم ياختى ؟ انتى ناسيه نفسك و فاكره خيانته ؟

همسه : اه خانى .. عاصم قالى إنه خانى
مراد بغيظ : و انا هلفّ مصر بقا حته حته و اشوف كل راجل خان مراته ؟! ده انا لو عملت كده هقفش تلات اربع رجاله البلد !
همسه رفعت حاجبها : و هو الربع اللى هيبقا مخلص ؟
مراد ضحك : لاء هيبقى لسه بيخون
همسه و ليليان ضحكوا اوى و هو حط إيده على وشه بغُلب و إبتسم : عارفه يا سمسمايه .. انتى مش امى ؟ بس انا لو جوزك و حتى لو مخونتكيش هخونك !
همسه برّقت بغيظ و هو بتأكيد : اه و ربونا زى ما بقولك كده انا مش بجاملك .. انتى لو مراتى هخونك ! يلا ياشيخه بلا قلة ادب
ضحكوا كلهم و مراد حط إيده على وشه و ضحك بغيظ : ده باينه هيبقا مرار طافح.

مره واحده من بين ده كله افتكر غرامه .. و مش عارف ايه اللى جابها على باله ف الوقت ده .. بس يمكن لإنه مبسوط اوى و عايزها تشاركه فرحته ..
أمه لاحظت سرحانه مبتسم .. غمزتله و هو قام مبتسم و مسك موبايله و دخل البلكونه رن عليها ..
غرام كانت مواعده نفسها مش هترد عليه لو إتكلّم .. لحد ما مشاعره تثبت ناحيتها و يعرف بالظبط جواه ايه ليها
بس اول ما رنّ عليها كل كلامها لنفسها اتبخّر و إبتسمت بعشق لمجرد إنها مكنتش متوقّعه يكلمها ..

غرام بإبتسامه مقدرتش تخبيّها : ممممم نعمممممم
مراد ضحك بصوته كله : اه ده انتى بتردّهالى بقا
غرام : مره من نِفس قلبى يا واجع قلبى .. مره من قلبى يقسى عليك زى ما بتعمل فيه
مراد بحب : انا قاسى يا رومتى ؟ طب ده انا مفيش ف حنيتى
غرام بتريقه : انت .. ده انت قلبك قاسى اووى اووى انت مش بتحس
مراد ضحك تانى اوى و هى رفعت حاجبها : سبحان مغيّر الاحوال .. اللى يشوفك و انت ماشى ميشوفكش دلوقت .. مين بقا اللى عدلت مزاجك كده ؟

مراد إبتسم و عينيه راحت بتلقائيه على أمه و أخته و.هما بيضحكوا لبعض : انتى بتقولى فيها .. هى فعلا واحده
غرام برّقت و لسه هتتكلم قاطعها : او بمعنى اصح اتنين .. و متسألنيش عنهم ع الاقل دلوقت .. بس هعرّفك ف الوقت المناسب .. لإنك اول واحده لازم تعرف
غرام كزّت على سنانها بغيظ : اتنين ؟ اه اتاريك رايق و مزاجك عالى
مراد حبّ يستفزّها : و مش اى اتنين .. دول حب عمرى يا بنتى .. مينفعش ابقا ف حضنهم و مش مبسوط
هنا غرام معرفتش تكتم غيظها .. قعدت تبرطم بغيظ و هو إنفجر ف الضحك بصوته كله .. و هى قفلت ف وشه بغيظ و حدفت الموبايل ..

مراد ضحك كتير اووى .. زى اللى ما صدّق حاجه تضحّكه عشان يرسم الفرحه اللى جواه كلها على هيئة ضحكه لأول مره من القلب ..

لسه بيبصّ ف موبايله و هيطلبها تانى لقا موبايله بيرن
بصّ فيه كتير بجمود : كنت متوقّع .. و قولت مش هتتأخر عن كده
عاصم بإستفزاز : لا اتأخر ايه تانى .. انا قولت حرام اسيبك مستنى اكتر من 19 سنه يا حرام
مراد بحده : و انا و حياة أبويا لا ادفّعك تمن السنين دى كلها من عمرك ..

عاصم ضحك بصوت عالى قوى بشر : بس حاسب لا تعمل زى أبوك .. يجى يموّتنى أموّته انا
مراد إنتبه لسيرة أبوه و إنه موّته ف بصّله بشراسه و عاصم بصّله بغلّ : بس انا بقا إستخسرت فيه الموت .. موّته بالبطئ .. واحده واحده
مراد بجمود : و انا مش هقتلك .. انا اليوم اللى هتقع فيه تحت إيدى هيبقا اسوء يوم ف عمرك ..
هخلّى شوفتك ليا اسوء من اسوء كابوس ممكن تشوفه ف حياتك ..
عاصم ضحك : سمعت الجمله دى فين ؟ فييين ؟ تصدق إنى حاسس إنى بتكلم مع مراد مش إبنه
مراد مع كل كلمه تطلع من عاصم تخصّ أبوه كان قلبه بيدق قوى
عاصم بشر : لسه قدامك فرصه ..رجّع اللى أخدته و إلا
مراد بتحدّى : و إلا ايه ؟ بإيدك ايه تعمله ؟ أخرك ايه ؟

عاصم بغلّ : لا بإيدى كتير .. بس مأجله يمكن تطلع أذكى من أبوك ..
أبوك زمان انا عرضت عليه يرجّع حاجتى اللى أخدها منى غصب و انا هسيبه و هو اللى مسمعش يبقا يستاهل اللى عملته فيه
مراد ضحك : و هو انت فاكر ان حشره زيك قدر و لا يقدر يقرّب من أبويا ؟
عاصم ضحك بغلّ : و مين قالك إنى عشان اأذيه لازم اقرّب منه ؟ انا خدت حقى من غير حتى ما اهوّب ناحيته .. اعتقد إنى لو مكنتش عملت كده مكنتش انت إترميت ف ملجأ و قبلها لقيت اللى ينهشوا جسمك .. و لا اختك ..... و صوت ضحكة عاصم نفض جسم المارد.

مراد كزّ على سنانه بغلّ : و حياه أبويا ما هسيبك
عاصم ضحك بغلّ : صحيح يالا انت راجل و لا بعد اللى رجالتى عملوه فيك بقيت .......
مارد بصوت مخيف و عيونه إتحوّلت لغمقان مرعب : هخليك تتمنى الموت و لا تطولهوش .. هوريك جهنم الحمرا على وش الارض .. و حياة ابويا لأخليك من العذاب اللى هتشوفه على إيدى تتمنى رصاصة الرحمه اللى تطلع من مسدسى عشان ترحمك زى كلاب السكك و بردوا مش هدهالك
عاصم بحده : لأخر مره هقولهالك .. رجّع مراتى و انا اسيبك
مراد ضحك بصوت عالى : بجد ؟ انت مصدق نفسك إنك تقدر تقرّب منى ؟ طب أبويا و اكيد كان غلبان و طيب عشان يصاحب نجس زيك .. لكن انا اوسخ منك .. و لا هتعرف تلمس شعره منى.

عاصم بغلّ : و مين قالك إنى عشان أاذيك انت كمان لازم ألمسك .. انت عشان بقيت زى الكلب السعران زى أبوك .. ف انا هعاقبك على وقفتك قصادى زى ما عاقبته زمان على إنه اخد حاجه بتاعتى.. و بنفس الطريقه .. و خليك فاكر إنى جيتلك الاول و بكره تشوف
مراد ببرود عكس القلق اللى مره واحده إتملّك منه : بكره الساعه كام ؟ عموما انا مستنيك .. و اه بعتلك هديه حلوه بمناسبة ان اللعب بقا مع المارد و إنى انا اللى نزلت قصادك على ارض الملعب
عاصم حاول يدارى قلقه ف بصّله بمكر : تصدق القلوب عند بعضها .. انا كمان مجهزلك هديه احلى

الاتنين وقفوا قصد بعض بتحدى و عيونهم بتطق شرار من الغل و التار بقا مع المارد ..
مراد قفل ف وشه و إبتدى للحظات يقلق .. يقصد ايه بإنه هيعاقبه بنفس الطريقه اللى عاقب بيها أبوه ؟ هو مخافش منه بس إستغرب .. طب أبوه كان متجوز و مخلّف ف عاقبه ف مراته و ولاده .. إنما هو ايه ؟
مراد للإسف دماغه مقدرتش توصّله لحاجه معينه .. بس قلق مُبهم سيطر عليه
فجأه افتكر غرام .. لا يكون عاصم وصل لحاجه عن علاقتهم .. و ممكن يقصدها .. مراد اول ما تخميناته وصلت لعند غرام إتنفض .. كلّمها بس مبتردش .. فضل يطلبها كتير و هى بكل عِند صممت متردش ..
كتبلها مسدج " طمنينى عليكى يا زفته .. عموما انا نازلك مصر بكره ضرورى و مخصوص .. لازم نقعد و نتكلم ضرورى .. اول ما هوصل هرّنلك "

غرام وصلتلها المسدج و بعد ما كانت هتكلّمه إتراجعت بفرحه .. خافت تكلّمه يرجع ف كلامه و ميجيش ..

مراد اتصل يحجز لمصر .. عاصم مبيتفاهمش و لما يعمل كده ف أبوه و أمه و فيه هو و أخته يبقا اما يهدده بيها لازم حتى لو مخافش يبقا ع الاقل يعمل حسابه ..

مسك موبايله بتوتر و إبتدى يدوّر على اقرب حجز
همسه راحت عليه بقلق : حبيبى فى حاجه و لا ايه ؟
مراد هزّ راسه بقلق و هى قلقها زاد : مين كان بيكلمك ؟ غرام و لا ايه ؟ مالها ؟
مراد إتكلم بتلقائيه : ربنا يستر
همسه إتاخدت من ملامحه اللى إتبدلت بعد التليفون اللى عمله و هو أخد باله ف حب يطمنها : حبيبتى متقلقيش ..
انا بس نازل شغل طلبونى فيه ضرورى و بعدين فى كذا حاجه هبتدى امشى وراهم بخصوص أبويا .. بس من دلوقت لحد ما اوصل لأى حاجه توصّلنا لأبويا لازم تبقوا انتوا بعيد عشان تبقوا ف امان .. انا مش هقبل اى خساره تانيه فيكم ..

همسه طبطبت عليه بحنيه و هو ضمّها بقلق .. فضل يدوّر على حجز لحد ما لقى و فعلا حجز ..
لحد الصبح منامش لحد ما جاه معاد طيارته ..

مراد قبل ما يتحرّك يسافر موبايله رن .. مسكه و إتجمد للحظات .. مسدج من عاصم فتحها
و كانت " ف هديه حلوه هسيبهالك ف شقتك و مش هغلط مرتين و اسيب فيها روح "
إتنفض بذُعر و بعدها كلّمه : و حياة ويا لو قرّبت منها لا أقتلك ب اسوء موته ممكن تخطر على بالك
عاصم ضحك بإستفزاز و قفل و مارد قفل بعنف و القلق إتملّك منه و إرتباكه نسى موبايله و نزل ..

عاصم قفل مع مارد و كلّم حد كان مستنى امر منه : البت وصلت ؟
الراجل : اه لسه جايه
عاصم بغلّ : دى بالذات متسيبهاش إلا و راسها ف مكان و جسمها ف مكان تانى
قفل معاه و كزّ على سنانه بغلّ : ماشى يا ابن العصامى .. اهى دى بقا هتبقى الضربه القاضيه اللى تجيبك الارض ..

غرام كانت من وقت ما مراد قفل معاها رايحه جايه بغيظ و غيره .. لحد ما طلع الصبح و باقى اليوم مستنيه مراد اللى قالها جاى .. و جواها غيظ من كلامه ..
لحد اخر اليوم بالعافيه إستنت بعدها مقدرتش تستنى تانى .. خاصة إنها حاولت تكلّمه و للإسف مراد من لبخته نسى موبايله و مشى بتوهان خاصة بعد الرساله اللى جاتله..

غرام حاولت تكلمه تانى و رنّت كتير ..
ليليان قامت من نومها على صوت الموبايل : ايه ده مراد نسى موبايله
و اما رنّت كتير فتحت عليها بصوت رقيق كله نوم : صباح النور
غرام إتصدمت : انتى مين يا حيوانه انتى ؟
ليليان بإستغراب : نعمم ؟
غرام : إدينى البيه اللى كان من الواضح إنه طول الليل جنبك
ليليان : انتى بتتكلمى كده ليه ؟ اهدى و فهّمينى انتى مين ؟

غرام بتريقه : و انتى بقا يا حرام سايباه لوحده و قايمه من جنبه تردى ؟!
ليليان بنرفزه : لاء انتى زوّدتيها اوى
غرام بغلّ : انتى يا حيوانه انتى فاكره
قطعت كلامها اما لاحظت الخط قفل ف وشها
غرام غيظها عمّال يزيذ .. مقدرتش تستنى اكتر من كده .. قامت بسرعه لبست و خرجت راحت تشوفه نزل بجد و لا لاء .. لبست و راحت على شقته ..

مراد سافر على نار .. كان بيسبق الريح .. وصل المطار بجنون و اخد عربيته و طار على شقته ..
اول ما قرّب من باب الشقه و لمحه مفتوح قلبه وقع ف رجله .. إتسمّر مكانه لما شاف المنظر اللى لجّمه تماما بصدمه و همس بجنون و توهان : غراااااااااااام ؟!!!!
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثلاثون بقلم أسماء جمال


مراد وصل المطار بجنون و اخد عربيته و طار على شقته ..
اول ما قرّب من باب الشقه و لمحه مفتوح قلبه وقع ف رجله .. إتسمّر مكانه لما شاف المنظر اللى لجّمه تماما بصدمه و همس بتوهان : غراام ؟!


 
قبلها بثوانى كانت وصلت غرام عند شقته .. طلعت بغيظ و قرّبت من باب الشقه اللى لمحته مفتوح .. و إتسمّرت مكانها من المنظر !
الاتنين بيبصّوا لبعض بذهول و بيبصّوا قدامهم بصدمه .. رحاب غرقانه ف دمها .. و للاسف مفيش حتى احتمال انها يبقى فيها نَفس !
مراد اما عاصم هدده جاه ف باله اى حد .. اى حد غير رحاب .. لإنه ببساطه مفيش بينهم العلاقه اللى تخليها نقطه ضعفه و يتهدد بيها و يتأذى فيها
مراد كان حاطط غرام ف دماغه .. لإنها اقرب و اغلى ماليه .. و بمجرد ما شافها على رجليها إتنهّد بإرتياح و إتناسى المصيبه ..


 
حضنها بكل قوته و ضمّها كإنه عايز يدخّلها جواه .. حسّ بالخطر بجد اللى ممكن تبقى فيها .. خاف عليها من وجوده .. وجوده معاها هيأذيها
مراد سند إيده على باب الشقه بإنهيار .. حسّ ان رجله مش شايلاه ..
غرام خرجت من حضنه بذهول : مين دى؟ و بتعمل ايه ف بيتك؟ مين عمل فيها كده؟
مراد سكت معندوش حاجه يقولها ...افتكر ان مصطفى قاله ياخدها على شقته لحد ما تسافر و هو وافق على مضض .. مكنش عايز حد يدخل بيته بعد غرام .. بس كإنها داخله لقضاها
كده قدر يجمّع .. عاصم اكيد دوّر وراه و عرف بجوازه المزيف منها و للإسف صدّقه .. و هنا قدر يفهم تهديده بس هو للإسف مجاش على باله رحاب و لا لحق حتى ..


 
كزّ على سنانه و لسه هيمسك موبايله سمع صوت عربية الشرطه .. و طلع كام ظابط و هو غرام لسه على وضعهم
مراد حطّ إيده على وشه و حرّكها بعنف..

الظابط دخل و هزّ راسه : واضح ان البلاغ صحيح
بصّ لمراد : لسه جايلنا بلاغ من شويه عن جريمه قتل هنا .. و إتحركنا بناءاً عليه .. و من الواضح إنه مش كاذب
ياريت تتفضلوا معانا بهدوء .. و هبلّغ المعمل الجنائى يبعت حد يشوف ملابسات الحادث

 

مراد بصّ لغرام بقلق عليها : هى مالهاش علاقه .. الشقه بتاعتى.. و هى اول مره تيجى و
غرام بجمود : لاء مش اول مره اجى .. و لاء مش ماليش علاقه .. انا وصلت قبلك و شوفت قبلك .. و لازم افهم
مراد كزّ على سنانه بعنف : قولت مالهاش علاقه .. هى
الظابط : عموما ف كل الاحوال لازم انتوا الاتنين تتفضلوا معايا .. لإنكم اخر اتنين شوفتوا القتيله و الوحيدين اللى ف المكان .. ف انتوا الاتنين ف وضع إتهام
مراد بخوف عليها : هى ماشفتهاش لا قبل ولا وقت الحادثه .. و لا تعرفها اصلا .. احنا وصلنا بعد اللى حصل .. و انا هشرحلك الوضع بالتفصيل .. بس ياريت هى تمشى


 
غرام اصرّت تروح معاهم .. والظابط حسّ ان فى حاجه مش مظبوطه قدام إصرار مراد إنها تمشى و عِندها إنها تفضل
الظابط : للإسف دى جريمة قتل .. و كون إنها اخر واحده إتواجدت ف مكان الحادث قبل الجريمه ده هيخليها ف دايرة الإتهام .. لحد ما نشوف التحقيقات و نسمع منكوا
مراد بضيق : بس انا قولتلك هى مشافتش القتيله
الظابط : مش هينفع

الظابط كان هيكلّم قوه تتبعتله لمراد و غرام .. بس مراد طلعله الكارنيه بتاعه و عرف رتبته .. و ده خلاه نوعا ما إتراجع و نزلوا معاه بهدوء و اخدهم للقسم
و بعت فريق من المعمل الجنائى أخدوا جثة رحاب .. رفعوا البصمات و إتحفّظوا ع الشقه ..
وصلوا و إبتدى التحقيق مع كل واحد فيهم لوحده .. و الظابط إتعمّد يبتدى بغرام
المحقق : يعنى ايه متعرفهاش؟
غرام بنرفزه : قولتلك معرفهاش .. يعنى لا شوفتها و لا فى بينا صله
المحقق : طب و المقدم مراد؟


 
غرام من غير ما تفكر : خطيبى
المحقق : طب صاحبة الجثه كانت موجوده ف شقة خطيبك ليه؟
غرام بعصبيه : و الله ده اللى انا جايه عشان أعرفه .. و المفروض إنك هتعرفهولى
المحقق : انا اللى بسأل .. ثم انا اللى هعرّفك خطيبك فى واحده بتعمل ايه ف بيته؟
غرام إتنرفزت : امال انت بتحقق ف ايه؟
المحقق سكت شويه : مراد كان عارف إنك ريحاله؟

غرام : لاء
المحقق : و اما هو مش عارف ايه اللى ودّاكى الشقه ف الوقت ده بالذات؟
غرام : و هو انا المفروض أستأذن قبل ما اروح لخطيبى؟و لا ممنوع قانونا؟
المحقق : لاء بس انتوا مخطوبين مش متجوزين .. غير إنه ميعرفش إنك ريحاله اصلا .. و بناءاً على كلامه إنه كان مسافر يعنى المفروض إنه مش موجود .. ف ايه اللى ودّاكى؟
غرام بغضب : انت عايز تقول ايه؟
المحقق : حد بلغك ان فى واحده ف شقة خطيبك .. روحتى و لقيتي واحده فعلا .. شديتوا قصد بعض و ف لحظة غيره

غرام وقفت مره واحده بغضب : ف لحظة غيره ايه؟ قومت عليها زى أمنا الغوله قطعت رقبتها ...صح كده؟ ده اللى انت عايز تقوله؟ انت إتجننت
المحقق : و الله مش انا اللى بقول .. تواجدك ف المكان وقت الحادث هو اللى بيقول

برا المكتب...
مراد كلّم مصطفى اللى جاله بعد ما عرف اللى حصل معاه
مصطفى بصدمه : رحاب إتقتلت؟
مراد بغلّ : ابن الكلب افتكرها مراتى بجد و انتقم فيها
مصطفى بذهول : انا اما كلمتنى و حكيتلى إنك وصلت لهمسه و ليليان و إنهم أمك و أختك مصدقتش رغم ان الحاجات دى مفهاش هزار ...بس ابن الكلب له عين يهدد؟
مراد : و حياه أبويا لا أخلّيه يندم ع اليوم اللى حظه وقّعه فيه ف سكتى
مصطفى سكت شويه بترقّب : هنبلّغ اهل رحاب ازاى؟

مراد : خلينا الاول نتصرف هنا .. غرام كانت ف الشقه
مصطفى بذهول : نعم؟ و ايه اللى وداها؟
مراد : معرفش .. بس الحمد لله وصلت بعد ما اللى بعته عاصم خلّص .. مشافهاش و إلا كان قتلها هى كمان .. المهم هى بيتحقق معاها جوه
مصطفى : طب ثوانى هكلم حد من الجهاز عندنا يجى .. الموضوع مش هيتحل بسهوله كده .. ده قتل

مراد اخد موبايل مصطفى و كلّم عاصم و كان قاصد يسجلّه ..
عاصم ضحك : ايه رأيك بقا؟ هديه حلوه مش كده؟
مراد بعنف : قولتلك إنى و حياة أمى لا أقتلك .. بس دلوقت بقولك لاء ..
انا مش هموّتك انا هخلي الموت حلم بالنسبالك تحلم بيه كل لحظه معايا يوم ما تقع تحت إيدى
عاصم : و انا قولتلك اللى قولتله لأبوك بس انت اللى طلعت غبى زيه و مفهمتش .. قولتلك مبحبش حد ياخد حاجه بتاعتى و انت اللى عملتلى فيها سبع رجاله ف بعض .. قولتلك رجّع مراتى و نتفاهم انت اللى اصرّيت إنى اعمل فيك زى ما عملت فيه و احرق قلبك على مراتك..

مراد بغلّ : و انا بحق حرقة السنين اللى فاتت كلها هحرقك و انت حى و بكره تشوف
عاصم بغلّ : انا عارف ان همسه ما ماتتش .. الحركه الوسخه دى مش معنى ان انا عملتها مع أبوك و دخلت عليه يبقا هيجى حتة عيل زيك و يعملها عليا
مراد ضحك بصوته كله : و انت فاكر إنى محتاج اعمل كده عشان احميها منك ؟ ده انت اهبل بقا .. انا بس خليتك تدوق وساختك
عاصم بعنف : مراتى هعرف ارجّعها
مراد : ابقى ورينى و انا مستنيك

مراد قفل معاه بغلّ و كلّم اللوا يحيي بس كان مسافر .. كلّم اللوا عبد الرحمن و حكاله اللى حصل .. قاله إنه وصل لأهله .. أمه و أخته و عاصم هدده و قبل ما يتصرف كان قتل رحاب
اللوا عبد الرحمن : و ايه اللى وصّله لرحاب؟ دخلها ايه و لا صلتك بيها ايه عشان يضغط عليك بيها؟
مراد سكت كتير لمجرد إنه مش عارف يقول ايه و لا يبرر وجودها عنده ازاى : مراتى
اللوا عبد الرحمن : نعم؟ ده من امتى؟
مراد بضيق : مش وقته .. ظروف و كل حاجه جات بسرعه و ورا بعضها .. المهم لازم نوصّل لوكيل النيابه اللى حصل عشان غرام تخرج .. لازم تخرج عشان ميحصلهاش مشاكل ..
اللوا عبد الرحمن جاله و طلب حد كبير من القسم و وكيل النيابه اللى كان لسه بيحقق مع غرام و سابها و خرجلهم

قعد معاهم و مراد كمان و سمّعه مكالمه التليفون اللى بينه و بين عاصم و اللى بيعترف فيها إنه هو اللى قتل رحاب .. كمان من خلال تتبّع لرقم مارد قدروا يوصلوا للرساله اللى جاتله على موبايله فيها تهديد و مكالمة عاصم اللى قبلها و تهديده
كل ده برّأ مراد و غرام كمان رغم ان محدش هنا عارف عاصم و لا عارفين هيجيبوه ازاى .. بس المكالمه إتحوّلت للمعمل الجنائى إتأكدوا من مصداقيتها

المحقق : تمام .. كده هيُفرج عن خطيبتك و
مراد رفع حاجبه : نعم؟
المحقق : انسه غرام
مراد فهم ان غرام قالت جوه إنها خطيبته ف سكت
المحقق : فى حاجه؟
مراد : لاء .. و ياريت تخرج طالما طلعت برا الموضوع .. الموضوع كله زى ما فهّمتك تصفيه حساب ..و القضيه تتقفل
المحقق : ماشى هتخرج لعدم وجود دليل عليها بس لو طلع تقرير المعمل الجنائى فيه حاجه تدينك او تدينها انا اسف يا سيادة المقدم محدش فوق القانون .. هضطر اجيبكوا .. انتوا بس هتخرجوا بناءاً ع التهديدات اللى جاتلك و بَعدت التهمه عنكوا بس التحقيق هيفضل شغال و اى جديد هيظهر هعوزك
مراد هزّ راسه بفهم : بس ياريت متقولهاش حاجه جوه .. انا هبقى افهّمها.

المحقق هزّ راسه بتفهّْم خاصة إنه شاف ورقة الجواز بتاعته هو و رحاب اللى مراد ورهاله إنها عرفى و من قريب .. و تفهَّم الموقف ان دى خطيبته
المحقق دخل تانى لغرام و معاه مراد و إبتدى يخلّص اجراءات خروجهم قدام غرام اللى بتبصّله بذهول و مش فاهمه .. منين كان من دقايق بيتهمها بقتل رحاب و منين هتخرج
بصّت لمراد بعدم فهم و مراد هزّلها راسه إنه هيفهّمها بعدين
خلصوا و خرجوا و مراد اخدها و مشى
غرام بذهول : هو ايه اللى حصل ده؟

مراد : هفهّمك بعدين
غرام بنرفزه : دى مفهاش بعدين .. انت هتفهّمنى و دلوقت .. فاااهم
مراد ميّل راسه على دريكسيون العربيه و حط إيديه الاتنين على راسه من ورا ..
غرام رغم عنفها و حالة عدم الفهم اللى كانت فيها و غيرتها المسيطره عليها من وجود واحده ف بيته .. إلا إنها اما شافته ف الحاله دى صُعب عليها ف سكتت
مراد سكت كتير : كل اللى اقدر اقولهولك دلوقت إنها قضيه .. قضية عُمر بحاله .. و ده كان تخليص حق

غرام كانت مصدقاه اوى و برغم كل الحيره و الإستفسارات اللى جواها سكتت و حبّت تأجل اى كلام ع الاقل دلوقت

مراد روّحها البيت و رجع لمصطفى .. يومين و هما بيحاولوا يخلّصوا إجراءت الوفاه عشان تندفن بس النيابه بلغتهم اما يطلع تقرير المعمل الجنائى
بعدها طلع التقرير و اللى اثبت فعلا عدم وجود اى بصمات لمراد او غرام ف المكان يوم الحادثه
و بناءاً على كده طلعلها تصريح الدفنه و إستلام الجثه

مراد كلّم عمامها اللى جوم و برغم عدم إهتمامهم بيها و صلتها بيهم إلا إنهم إشتبكوا قدام المشرحه
محسن بغلّ : اه يا ابن الكلب كنت واخدها للموت و مش بعيد تكون انت اللى قتلتلها و طبّختوها بعلاقاتك
مراد : انا مكنتش موجود ف مصر اصلا
عمها خالد بغضب : و اما انت مكنتش موجود و هتسيبها لوحدها خدتها ليه من اصله؟
عمها احمد : و مين اللى قتلها اصلا؟
مراد : هعرف
محسن بغلّ : هتعرف ازاى ؟ مين هيوصل للى عمل فيها كده؟
مراد : انا اللى هحقق و يوم ما هوصل لحاجه حقها عندى انا

خلصوا و إستلموا جثتها و دفنوها .. بعدها مراد راح ع الجهاز و طلب يقابل رئيس إدارة الجهاز بشكل شخصى
مراد راح قابله .. إتردد شويه ف الاول لإنه كان حابب يخلّى تاره مع عاصم شخصى بس دى الطريقه الوحيده اللى هيقدر يوصل بيها لأبوه
حكاله كل حاجه .. ان عاصم اللى كان ممسوك ف قضيه هنا و هرب موجود ف روسيا ..

مراد كان بيحكيله بناءاً على اللى حكاه عاصم ل همسه إنه إتورّط ف سرقة الميكروفيلم بس و بعدما إتقبض عليه و هرب
مكنش يعرف باللى حصل كله .. و مع ذلك إستثنى الجزء الخاص ب أمه و أخته و خرّجهم من الموضوع ..
هو بس عرّفه ان عاصم اللى كان له قضيه هنا و هرب موجود و هو كشفه و عشان كده قتل رحاب
رئيس الجهاز بذهول : انت عارف اللى بتقوله ده معناه ايه؟ ان عاصم عايش
مراد : ايوه و بسهوله إدلّك على مكانه
رئيس الجهاز : و انت عرفت منين؟

مراد سكت شويه : وقع تحت إيدى بالصدفه او تقدر تقول كده سوء حظه اللى رماه لحد عندى
رئيس الجهاز سكت شويه
و مراد بصّله بتردد : انا بس عايز ملف القضيه اللى كانت مفتوحه لعاصم هنا .. غير الفريق اللى كان بيحقق ف القضيه .. او الظابط تحديداً اللى كان ماسك القضيه
رئيس الجهاز : لاء طبعا دى اسرار شغل .. ده غير ملف قضيته فيه خصوصيات و اسرار عسكريه و قياديه للبلد لإنه فيه تفاصيل الميكروفيلم اللى إتسرق وقتها
مراد سيرة الميكروفيلم وقّعت قلبه لان عاصم قاله كده
مراد بقلق : هو ايه حكاية الميكروفيلم؟ مين سرقه و مين رجّعه؟

رئيس الجهاز : دى حكايه من اكتر من حاجه و عشرين سنه و اكيد مش هيبقى عندى كافة التفاصيل خاصة لو دقيقه كده .. بعدين انا لسه متأكدتش من كلامك
مراد بثقه : إدينى شوية وقت و انا هجيبلك عاصم تحت رجلك
رئيس الجهاز : احنا لقينا الميكروفيلم بعدها لكن معرفناش مين ورا إختفائه .. وقع تحت إيدينا ف إيد واحد من الواضح إنه كان كبش فدا الخاين الحقيقى جابه يشيل الليله بداله .. بس مين معرفناش

مراد قلبه دق بعنف لإن عاصم قال لهمسه إن أبوه اللى سرقه عشان يورطه بعدها رجّعه ع اساس إنه شغله و دوّر و جابه .. و كلام رئيس الجهاز دلوقت بيثبت كلام عاصم
مراد : طب انا بس محتاج ملف القضيه
رئيس الجهاز إداله ورقه : إكتبلى كل تفاصيل الموضوع و كل اللى تعرفه و عرفته عن عاصم و هنا هنتصرف
مارد حس ان الامور هتفلت من إيده و الموضوع هينتهى ببساطه و يخلّصوا على عاصم بهدوء و سرّيه ف الخفا .. و هو مش عايز كده .. لا عايز الموضوع بسريّه عشان ده مش هيوصّله لأبوه و لا حتى عايز موته لإنه وعد عاصم ان اللى هيعمله فيه اكبر من الموت بكتير
مارد بضيق : و انا لسه معنديش تفاصيل عنه .. انا كنت جاى و محتاج ملف قضيته.

رئيس الجهاز : للإسف مينفعش دى قضايا امن دوله .. مبتخرجش كده رئيس لجهازارئيس لجهازابسهوله ده غير من اكتر من عشرين سنه .. مكنتش انا مسكت الإداره و صعب يبقا موجود هنا لدلوقت ..
مراد بعد ما فشل إنه يوصل منه لحاجه : تمام بس إدينى شوية وقت و انا هجبلك قرار عاصم و اللى معاه و وراه
رئيس الجهاز : و انا مستنيك و ساعتها نفتحله ملف قضيه هنا و المرادى وقعه بلا قومه

مراد مشى من عنده بعد ما فقد الامل إنه ممكن يوصل لأبوه من خلال القضيه القديمه .. هو معندهوش خيط ممكن يوصّله لأبوه غير كلام عاصم اللى هو اصلا مش واثق ف صحته ..

غرام عرفت ان مراد مسافر و كلّمته
مراد بضيق : غرام انا مش فاضى .. انا
غرام بحده : لاء فاضى و لو مش فاضى هتفضّيلى نفسك .. قدامك ساعه و تجيلى قدام شغلى
مراد لسه هيتكلم قاطعته بعنف : هستناك يا مراد و هتجيلى
قفلت معاه من غير ما تديله حتى فرصه يعترض و فضلت رايحه جايه تستناه
مراد قدام إصرارها راحلها بضيق .. هو عارف هى عايزاه ليه و معندهوش كلام ممكن يقوله ..
غير إنه لازم يبعدها عنه عشان متدخلش ف اللى بينه و بين عاصم .. ده رحاب اللى متخصهوش دفعت حياتها التمن .. امال هى؟
لازم تبعد و لازم هو يبعد ع الاقل لحد ما يصفّى خلافه مع عاصم

مراد راحلها و كلّمها خرجتله
غرام فتحت عربيته و دخلت جنبه .. سكتت لمجرد بتديله فرصه يتكلم .. يقول اى حاجه .. بس هو ساكت .. جامد .. معندهوش حاجه يقولها .. او مش عايز يقول اللى عنده

غرام بعد ما فقدت قدرتها ع السكوت : ده معناه ايه؟ معندكش مبرر .. و لا عندك و مينفعش يتقالى؟
مراد : غرام انا
غرام بغضب : متقوليش مش هينفع دلوقت .. انا سيبتك براحتك .. سيبتك تيجى من نفسك تقولى اى حاجه .. بس لا جيت و لا قولت
مراد : عايزه تعرفى ايه يا غرام؟
غرام بغيره واضحه اوى عليها : عايزه اعرف مين رحاب دى؟ و ايه اللى جابها بيتك اللى من الواضح إنها كانت قاعده فيه مش جايه زياره زيي و ماشيه .. دى مقتوله بهدوم بيت

مراد سكت شويه .. مكنش عارف يقولها ايه .. ماهو مكنش ينفع يقول ان اهلها لقوها ف شقته عريانه و إتهموه و اضطر يتجوزها ..
و لا كان ينفع يقول إنه زوّر جوازهم و دى مجرد ورقه عرفى .. مكنش ينفع يفضحها ده غير ان ده هيزيد الطين بلّه

غرام ملاحظه سكوته و ملامح وشه اللى بتتبدّل و ده ف حد ذاته قالقها
مراد بهدوء : رحاب بنت اللوا عامر اللى كلمتك عنه قبل كده و مات و فدانى .. لجأتلى و انا وقفت جنبها و للإسف إتاخدت ف الرجلين
غرام إتنهدت : بس كده؟
مراد بصّلها و سكت و هى : مجرد إنها بنت مديرك بس؟ مش اكتر من كده؟
مراد بهدوء : اه
غرام : و ده مبرر يا مراد لوجودها ف بيتك؟

مراد : قولتلك هى حصلتلها مشكله مع اهلها و لجأتلى و انا عشان فضل أبوها عليا مقدرتش مقفش جنبها ..
انا اصلا عمرى ما حد إحتاجلى ف حاجه و إتخليت عنه و انتى عارفه عنى كده كويس .. مابالك بيها
وقفتى جنبها كانت تقعد ف بيتى فتره .. مكنتش اعرف إنها هتدفع حياتها تمن ده
غرام سكتت شويه : مين عمل فيها كده؟
مراد : قضيه .. ماسك قضيه و حاولوا يأذونى ف أذونى فيها .. عرفتى ليه بقا كنت ببعدك عنى
غرام : و هى تبقالك ايه عشان تتهدد بيها؟

مراد : ما قولتلك يا غرام
غرام : لمجرد إنها بنت صاحبك ف تتحوّل لنقطة ضعف ليك تتهدد بيها؟
مراد سكت بضيق لمجرد إنه مش لاقى حاجه يقولها ..
غرام بترقّب : طب و ليليان؟
مراد إبتسم اووى لمجرد سيره أخته و ده لوحده كفايه إنه يجننها
مراد بهدوء على نفس إبتسامته : الموضوع ده بالذات هتلاقينى انا اللى جاى و بحكيلك تفاصيله ...بس مش دلوقت .. ممكن ؟ و من هنا لحد ما يجى وقته ارجوكى متسألنيش عنه
غرام بزعل : مهما يكون تفاصيله .. ده يخليك تبات عندها؟

مراد انا كلمتك و هى ردت عليا و صوتها كله نوم .. يعنى من الواضح إنكوا .... علاقتكوا واصله للدرجادى؟
مراد إبتسم بتلقائيه : و لأكتر كمان .. و ممكن متسأليش عشان مش هينفع اقولك حاجه ع الاقل دلوقت
غرام سكتت بضيق .. هى عرفته و هى عارفه إنه غامض .. بس متخيلتش إنه غموضه يبقا معاها .. مخبى حاجه و ده كفايه ...
مراد دوّر وشه الناحيه التانيه و فضل ساكت .. مرديش يبصّ ف عينيها .. هو مكدبش بس خبّى و ده لوحده كفايه إنه يضايقه و يضايقها
سكوت خيّم عليهم كتيير ...
غرام : اوعى تخبّى عليا يا مراد .. لو فى حاجه تانيه غير اللى قولته قولها .. اى حاجه ف الدنيا قولها دلوقت
مراد : اخبى ايه؟ و اى حاجه زى ايه؟

غرام بهدوء : اى حاجه .. اى حاجه يا مراد قولها دلوقت .. بس تكون حقيقه
قول و متخافش .. قول اى سبب لوجود رحاب ف بيتك و بلبس البيت .. قول إنك كنت على علاقه بيها و ندمت .. قول ان هى اللى كانت عايزاك و جاتلك
قول اى حاجه يا مراد .. بس دلوقت .. عشان اقدر القالك عذر و اسامحك .. دلوووووقت
مراد : انا مخبيتش عليكى حاجه
غرام بتحذير : خليك معايا يا مراد زى مانا معاك .. متتغيرش .. انا حبيت فيك صراحتك اللى خلّتك تفتحلى قلبك و تقولى كل اللى مخبيه
مراد إتنهد : انا زى مانا يا غرام
غرام : ياريت.

غرام اخدت نَفس طويل و خرّجته مره واحده : عارف يا مراد اول ماعرفتنى كنت بخبّى و بعرف اكتم كويس الحاجه اللى عايزه اداريها
بخبى عليهم ف البيت انا رايحه فين و جايه منين و مش عشان بعمل حاجه غلط بس عشان مبحبش حد يتدخل طالما مبعملش الغلط
بخبى على صحابى تفاصيلى و يمكن ده عشان عندى حتة إنى بحب ابقا غامضه و مبحبش اعرّف اى حد كل حاجه عنى..
بخبى اما ببقا مخنوقه او تعبانه و ده عشان مبحبش اصعب على حد و لا اسمع معلش
حتى انت يا مراد خبيتك عن الكل .. خبيتك ف قلبى .. و مش عشان انا غلط .. بس عشان حبيت احتفظ بتفاصيلك لنفسى
كنت بخبى اه .. لكن عمرى ما خبيت حاجه على حد من حقه يعرفها .. و اول ما حبيتك عرفت
مراد بهدوء : عرفتى ايه ؟

غرام إبتسمت غصب عنها : عرفت إنك الراجل اللى عمرى ما هخبى عليه حاجه مهما كانت غلط .. حتى لو غلطت هتلاقينى باجى و اقولك
لإن اللى بيحبوا بجد مبيقدروش يخبوا حاجه عن بعض .. لإنهم ببساطه بيدوبوا ف كيان واحد و يبقوا حاجه واحده .. ف مفيش مجال ان حد يبقا متدارى عن التانى .. هما مبيبقوش اتنين عشان واحد فيهم يخبى عن التانى .. هما بيبقوا واحد ..
مراد : إطمنى يا غرام
غرام : المهم تكون انت متطمن .. و عموما هختار إنى اصدقك .. عشان مفيش حبيب بيكذب و لا يخبّى على حبيبه
مراد إتنهد بضيق : انا لازم اسافر ..
غرام سكتت شويه : هشوفك امتى يا حبيبى؟

مراد برغم كل الوجع و الضيق اللى كانوا جواه .. بس كلمة حبيبى دى كانت كافيه تخليه يبتسم بتلقائيه
غرام إبتسمت : اه حبيبى .. حبيبى و حبيب قلبى و حبيب روحى و حبيب عمرى
مراد كل اللى قاله و اللى كان عايز يقوله إتمسح بعدها و إبتسم بصفا ..
غرام بهزار : نتغدا بقا؟
مراد رفع حاجبه : بردوا؟

غرام : بردوا
مراد كان ناوى و واخد قراره ينهى معاها او يوهمها ع الاقل بكده .. لحد ما يشوف الامور هترسى معاه على ايه
بس كونه كان متوقع بعد تهديد عاصم إنه يقصدها هى و إتطمن انها كويسه .. ده كان كفيل يخليه يتبّت فيها زياده

فرحته ب أمه و أخته زائد حزنه على رحاب اللى شايف إنه قصّر معاها و إنه السبب ف موتها زائد ضيقه إنه خبّى عليها اما سألته عن رحاب
كل دول إتجمّعوا فوق بعض عشان يخلّوه يستسلم لها ..

اخدها و راحوا إتغدوا و قضوا وقت مع بعض .. مراد كان بيحاول ياخد باله من كل حاجه حواليه و يشوف حد متابعاها معاه ..
اخر اليوم روّحها و كان معاد طيارته ف سافر

رجع روسيا و شغله بس عينيه على عاصم .. بيفتش وراه بجنون .. بيهبّش ف كل حاجه تخصّه ..
عشان تدخل حرب مع حد لازم تبقا دارس عدوك كويس عشان تبقا عارف نقاط قوته و ضعفه و ده اللى مراد إبتدى يعمله مع عاصم بعد ما هبّت الحرب بينهم ...

بعدها مراد سافر عند همسه و ليليان ..
ليليان بهدوء : يا حبيبة قلبى متقلقيش .. العمليه بسيطه و الله .. و بعدين هى افضل و لا تفضلى كده تعبانه؟
همسه بقلق : انا ما صدقت لقيتكوا إفترضى جرالى حاجه بقا
مراد بضيق : بعد الشر يا ماما .. ليه كده؟

همسه بإصرار : يعنى لو جالى الموت هتحوشوه عنى؟ مش هيحصل .. بس اللى هيحصل إنى هتحرم منكوا بعد ما لقيتكوا ..
مراد بحده : بقولك ايه انا ما صدقت لقيتك .. ما صدقت بقا ليا ام و عيله و معنديش استعداد لأى خساره تانيه
همسه بدموع : بس
مراد وقف بضيق : مسمعكيش تجيبى سيره الموت تانى .. انا ماصدقت و معنديش استعداد ل ولا يوم تانى من غيركوا
همسه وقفت قصاده و ضمّت وشه بمنتهى الحب : قلب أمك انت .. انا مقصدش
بس عمليه يعنى مستشفى و علاج و دربكه و انا بس مش عايزه اضيع و لا ثانيه من غيركوا
مراد إبتسم : و مين قالك ان كل ده هيبقا من غيرنا؟ هو انا اقدر اسيبك اصلا
همسه بتردد : طب وشغلك يا حبيبى؟

مراد بإستغراب : ماما انتى بتقولى ايه؟ شغل ايه و بتاع ايه اللى ممكن اسيبك عشانه؟
ماما انا عيشت عمرى كله لوحدى .. ف يوم ما هلاقيكى مش هسيبك و لو للحظه مهما كان المقابل
همسه دمّعت اوى و ليليان حضنتها من ضهرها : اعتقد كده ملكيش حجه
همسه : طب ع الاقل بعد ما تولدى
ليليان بخضّه : اولد ايه يا ماما؟ ده لسه و لا تلات شهور
مراد فاهم خوفها : حبيبتى وجع ساعه و لا كل ساعه .. و احنا جنبك زى ما بنستقوى بيكى هتستقوى بينا.

همسه قدام إصرارهم مقدرتش ترفض .. مراد اخدها للدكتور اللى عملها كشف كامل و حدد حالتها
مراد بقلق : انت متأكد ان مفيش قلق عليها؟ و لا بنسبه بسيطه حتى بحكم السن
الدكتور : متقلقش بعدين والدتك مش كبيره عشان نقول السن
مراد : بس هى تعبانه يمكن متستحملش تعب العمليه.

الدكتور : لاء بالعكس .. مشاكل كتير هتتحل بإستئصال الورم ده .. زى ما قولتلك الورم ضاغط على مراكز مهمه ف المخ و بمجرد ما هنشيله هترتاح من حاجات كتير ..
اعصابها هتهدى و تعب رجلها هيخف و الصداع المستمر ده هيبتدى يقل لحد ما يروح .. حتى تعب عينيها و زغللتها هتروح .. كل ده من تأثير الورم .. بس اللى مقدرش اوعدك بيه حتة الذاكره .. لإن للإسف إتأخرت قوى .. ممكن مع الوقت لكن حاليا صعب.
مراد إتنهد : المهم تبقى طويسه
الدكتور : يبقا توكلنا على الله
الدكتور إبتدى معاها خطوات العمليه و ليليان كانت متابعاها خطوه بخطوه .. مراد مكنش بيسيبهم إلا لو طلبوه ف مهمه ضرورى .. غير كده مبينزلش شغله

لحد ما جاه يوم العمليه .....
همسه بدموع : مراد عايزه منك طلب
مراد بدموع بيحبسها : انتى بتقولى طلب؟
همسه : خدنى ف حضنك الاول
مراد بتلقائيه قرّب منها ضمّها بكل القلق اللى جواه عليها و بكل الخوف اللى إتملّكه إنه يفقدها ..

ضمّها اوى و بدل ما يهديها من العياط عيّط هو بكل اللى بيكتمه جواه من كتير
همسه بدموع : عايزاك معايا جوه .. ادخل معايا العمليات
مراد بوجع : مش هقدر يا امى
همسه بدموع : انت وعدتنى مش هتسيبنى .. عايزه لو موت تبقى اخر حاجه عينيا تشوفها انت
مراد غمض عينيه قوى بعنف و ده خلّى دموعه تنحدف قوى همسه مسكت وشه : عشان خاطرى .. ده يمكن يعوّض حرمانى منك .. يمكن ليليان كانت معايا اكتر .. اه مكنتش امها بس كانت قصاد عينى ..

لكن انت ملحقتش اشبع منك و لا من حنيتك .. ده هيهوّن عليا لو إتحرمت منك بجد .. مش هتصعب عليا نفسى كفايه اموت ف حضنك
مراد إستسلم و دخل معاها للعمليات .. إبتدوا العمليه اللى اخدت ساعات و ساعات
ليليان اصرّت تشارك ف العمليه .. مراد جنبها و القلق بينهش فيه .. بيبصّلها مره و يبصّ لأمه مره و يرجع يبص ع الدكاتره و الاجهزه حواليهم ..
لحد ما فاض بيه و إبتدت قوته اللى حتى بيمثّلها تتبخر شويه بشويه .. نزل ع الارض بقهره و سند راسه ف عمود السرير و كتم صوت شهقاته
لحد ما خلصوا و ليليان ميّلت عليه طبطبت على كتفه .. مراد قام بفزع و بيتلفّت حواليه بجنون
ليليان بشويش : اهدى هى كويسه .. العمليه خلصت الحمد لله ..

الورم كان كبير اوى يا مراد .. مش عارفه كانت مستحملاه ازاى .. ده غير إنها كانت واخده كمية مهدئات و مسكنات تاعبه عصب المخ .. كل ده كان مأثر عليها
مراد بدموع : هى هتبقى كويسه صح؟
ليليان : ان شاء الله .. يلا احنا هننقلها العنايه عشىان تبقا تحت الملاحظه طول الوقت
نقلوها و مراد معاهم و اصرّ يبقا معاها ف الغرفه .. ايام و ليالى وصلت لأسابيع و هى مش بتفوق .. بيتطمنوا عليها بس من الاجهزه إنها عايشه ..
مراد جنبها مبيفارقش الغرفه .. مصطفى مسابهوش جنبه طول الوقت و ليليان معاهم
لحد ما همسه إبتدت تفوق .. بربشت بعينيها مرتين تلاته .. مراد لاحظها فقام بلهفه إتحدف ع السرير و ركّز إيديه الاتنين ع السرير حوالين كتافها .. و وشه فوق وشها على طول.

سليم بحب : انت فين يا جدع انت ؟ إخس على اللى ربّاك بجد
مراد العصامى إبتسم بحب : ليه بس كده؟ اخس عليه ليه؟
سليم بعتاب : عشان لو ربّاك بجد كان طلّعك اصيل و تسأل على اللى لك
مراد : غصب عنى و الله
سليم بحب : هونت عليك يا مراد؟ كل فين و فين لما اشوفك؟

مراد لسه هيتكلم قاطعه صوت هدى ام همسه من وراه : لاء يجى ايه بقا؟ ما خلصت حاجتى من عند جارتى
مراد قام بلهفه و بتلقائيه حضنها .. حضنها و طوّل ف الحضن قووى
سليم بهزار : على فكره انا هنا
مراد كإنه غايب عن الدنيا .. بيحضنها لمجرد إنه بيحس إنه حاضن همسته ..

هى أمها .. حته منها و ده بيديله احساس بالدفا .. رغم ان حضن أمها ده اكتر حضن ف الدنيا بيمزّق جرحه و يفتحه من غير رحمه إلا إنه بيعشقه لمجرد إنه بيرجّعه لروحه
مراد بهدوء حاول يمسح دموعه من ورا ضهرها عشان ميوجعهاش .. بس هى حسّت بيه .. ع الاقل من قلبه اللى على صدرها بيتنفض بعنف
رفعت وشه بمنتهى الحب و مسحت دموعه اللى فقد سيطرته عليها : ربنا يبرد قلبك ياحبيبى و حبيب بنتى
مراد بدموع : ااااه على بنتك اللى عصرت قلبى
هدى بحنيه : لسه فاكرها يا مراد؟

مراد قعد و رجّع راسه لورا و ربع إيديه الاتنين ورا راسه و غمّض عينيه : هتصدقينى لو اقولك ان تفاصيلها بتزيد جوايا .. السنين اللى بتعدّى عليا بتحفرها جوايا اكتر .. انا بقا احساسى بيها مضاعف و مش عارف ليه ..
بس ساعات بحس إنى هموت من الخوف عليها .. ساعات بحس إنى هموت و اطبطب عليها زى ما كنا بنبقا زعلانين .. ساعات بحس ان نفسى ابقا جنبها لمجرد إنى بحس بإحتياجها ..

و ساعات بحس إنى غيران بجنون لدرجه بقوم اغطى كل صورها
يعنى انا مثلا بقالى كام يوم مسيطر عليا احساس القلق عليها

هدى إبتسمت بدموع قهره و هو إتنهد : و معرفش ليه .. بس اللى أعرفه إن قلق مُبهم متملك منى اوى عليها .. يمكن عشان الكوابيس اللى بشوفها و اللى كلها اليومين دول قلقانى
هدى : لسه بتشوفها؟
مراد إبتسم : اليومين دول بشوف تفاصيل اول علاقتنا .. العمليه و الولاده و المستشفى و سهرنا و قعدتنا سوا
هدى بحب : انا عمرى ما شكيت ف حبك ليها و لا لحظه .. كنت متأكده حتى قبل ما هى نفسها تتأكد.. و انت كل يوم بتثبتلى ده
سليم حب يكسر الجو ده ف ضحك بهزار : كنتى متأكده؟ ممم شوف ازااى .. و بالنسبه للبلاغ ايه إتنسى؟

هدى بضحكه خفيفه : ياااه انت لسه فاكر؟ حرام عليك ده هو نسى انت هتفكّره؟
مراد ضحك من بين وجعه: يعنى تقدرى تقولى كده إنى بسبب الحركه دى عرفت بنتك جايبه الجنان منين؟
سليم حاول يضحك : لاء مانا فهّمتها بقا و دى دماغها جزمه .. زى ما فهّمتها بردوا انت ليه طلقت همسه قبل الحادثه و إنه كان بس عشان تهديد الكلب عاصم
مراد سكت شويه بزعل : انتى بجد كنتى فاكره إنى ممكن اسيبها عشان اى حاجه مهما كانت؟

هدى دمّعت : غصب عنى و الله .. كان غصب عنى .. صوتها المقهور كان ف ودنى و لحد دلوقت بسمعه كإنها لسه بتكلمنى ..
مش قادره انسى قهرتها و هى بتقولى مراد طلقنى يا ماما .. طلقنى و راح يفرّح اهله
مراد غصب عنه عينيه دمّعت من تانى : و ده اللى قاهرنى .. راحت من غير اراضيها .. عارفه انا لو خنتها بجد و خونت ثقتها فيا كانت بردوا هتوجعنى اوى حتة إنى ملحقتش اراضيها ..صعبان عليا نفسى اووى ..
الكل سكت و أمها قربت منه بحنيه : متزعلش منى و لا منها ..

اكيد لو كان قدامها فرصه تسمعك حتى مكنتش إتأخرت .. انت عارف روحها كانت فيك ازاى
مراد إبتسم : و لسه فيا .. و لسه روحها فيا و جوايا .. بحس روحها ف كل تفاصيلى و حواليا ..
حاسس بنَفسها ف كل حاجه .. مهما ببعد عن اى مكان جمعنا او حاجه كانت تخصنا سوا بردوا بحس ان روحها لسه ف دنيتى
هدى بدموع : طب عشان خاطر روحها دى متزعلش منى
مراد إبتسم اما لاحظ وجعها : لعلمك بقا انا لو ازعل من الدنيا بحالها انت لاء يا هدهوود.

هدى إبتسمت قووى من مجرد الاسم اللى كان بتاع بنتها : طب يلا الاكل جاهز نتغدوا سوا
قاموا كلهم ع الاكل .. خلصوا اكل و مراد من غير و لا كلمه قام طلع فوق على اوضتها اللى بقت بعد جوازهم اوضتهم سوا و بقت بعد موتها اوضته هو و كل ما يجيلهم يجى عليها ..
دخل بهدوء و قفل و سند راسه ع الباب و قلبه صرخ صرخات مكتومه ..
كعادته فضل يقلّب ف حاجتها و هدومها و صورها .. حتى لعبها و هى صغيره اللى كانت لسه محتفظه بيهم..

برفانها اللى رشّه ف كل حته ف الاوضه عشان يكمّل صورة خياله و يرسم إحساسه بوجودها
فضل يلف و يلف جوه دايرة ذكرياته اللى بتبتدى و تخلص عند نفس النقطه و هى وحدته من غيرها و وحشتها ليه .. بيدخل ف ذكرياتها و هو لوحده و واحشاه و يخرج بردوا لوحده و وحشاه اكتر
خلّص و الاخر اخد بعضه و نزل سلّم عليهم و مشى من غير حتى ما ينطق
و لإنهم حفظوا حالته اللى متغيرتش من سنين اما بيخرج من هنا سابوه يمشى بهدوء ..

همسه إبتدت تفتّح ببطئ لحد ما فاقت و إبتسمت بهدوء و حب اما لمحت مراد جنبها
اول ما فتحت ميّل عليها باس راسها : وحشتينى يا امى .. وحشتينى اوى .. انتى متعرفيش انا كنت حاسس بإيه و انتى كده .. انا كنت بمووت
همسه بضعف : حبيبى انت بعد الشر عنك .. مش انت اللى قلتلى ربنا مستحسل يحرمنا من بعض بعد ما جمّعنا
مراد إبتسم بدموع : ربنا ما يفرّقنا تانى و لا يحرمنا منك يا روحى انتى ..عمرى ما هسيبك تانى
مراد خرج نادى ع الدكتور و ليليان راحتلها و مصطفى دخل معاهم ..
الدكتور إتطمن عليها و طمنهم ..

قعدت فتره ف المستشفى بتكمل علاجها .. مراد حتى الاكل بيأكلها بإيده و ده كان منتهى فرحتها ..
احساس الامومه اللى حضنها فجأه بعد ما كانت محرومه منه كان كفيل يخليها تتعدّى محنتها
همسه إبتدت تتحسن لحد ما خرجت من المستشفى .. مراد معاهم لحد ما بقت كويسه
همسه : حبيبى انت لازم ترجع شغلك بقا .. انت إتعطلت كتير
مراد بهزار : ايه ده يا سوسو انتى زهقتى منى و لا ايه؟ امال ايه حته من فشتى و حته من معاميعى و مش عارف ايه؟

همسه ضحكت : انت كل حاجه مش بس حته .. بس خايفه عليك عشان شغلك
مراد إبتسم بقلق خبّاه : ان شاء الله حبيبتى .. هفضل معاكى لأخر الاسبوع ع الاقل نتطمن من زياره الدكتور بعدها اسافر
همسه بصّتله قوى: مالك حبيبى؟ حسّاك قلقان او فى حاجه .. طمنى
مراد : لا مفيش متشغليش بالك انتى
همسه : و ان مكنتش هشغل بالى بيك هشغله بمين؟
مراد إتنهد : مفيش بس عندى شغل هيضطرنى اسافر فتره
همسه بقلق : تسافر فين؟ روسيا قصدك ؟ طب مانت شغلك هناك
مراد إرتبك :لاء عايزينى ف مكان تانى هخلّص شغل هناك و ارجع
همسه بدموع : مهمه؟

مراد : و بعدين يا امى؟ انا كل ما هسافر هتضايقى؟ انا قولتلك بس عشان متقلقيش
همسه : هو انت مش هتبقى تطمنى عليك؟
مراد سكت شويه : للإسف مش هينفع .. انتى متعرفيش طبيعة شغلنا عامله ازاى .. و لازم الحذر ف كل حاجه ..
و اما لاحظ القلق عليها إبتسم و ضمّها بإيده على صدره : متقلقيش كل ما تجيلى الفرصه هتطمن عليكوا
مراد فضل معاها لأخر الاسبوع .. اخدها للدكتور إتطمن عليها .. بعدها سابلها فلوس كفايه ليها و ل ليليان و شدد الحراسه عليهم ..
و بعدها سافر روسيا ل مصطفى اللى كان مستنيه هناك
مراد وصل و راح على شغله و هناك قابل مديره
اللوا رأفت بذهول : إستقالتك؟ طب ليه يا مراد؟

مراد سكت شويه : إعتبرها ظروف خاصه
اللوا رأفت : مراد عندك ظروف خد اجازه إرتاح شويه .. لكن ليه إستقاله؟
مراد بهدوء : معلش كده هيناسبنى اكتر
اللوا رأفت : انت اما طلبت اجازه عشان والدتك و شرحتلى ظروفك الخاصه انا حتى معترضتش ..
انت من اكفئ الظباط هنا و مستحيل اسيبك تغلط غلطه زى دى ف حق تاريخك
مراد : انا مش ضامن راجع امتى
اللوا رأفت بإستغراب : راجع منين؟

مراد : سيب اجابة السؤال ده اما ارجع .. و اوعدك هجاوبك .. بس حاليا إعذرنى بلاش لمصلحتك و مصلحتى
اللوا رأفت بصّله بقلق : خلاص هعملك اجازه .. لكن الهبل ده مستحيل
مراد سابه يعمل اللى هو عايزوه .. هو المهم عنده إنه ميطلبهوش الفتره الجايه لإنه اخد قرار خلاص و عزم على تنفيذه ..
مراد خلّص معاه و ساب شغله و خرج لمصطفى اللى كان مستنيه و اللى هو كمان كان عمل زيه ..
مراد بضيق : بردوا مشّيت اللى ف دماغك
مصطفى : و هو انت كنت فاكر إنى هسيبك لوحدك؟ انا امتى سيبتك اصلا؟
مراد إبتسم بقلق : طب ايه يا عملى الاسود؟ جااهز؟

مصطفى بحماس : على بركة الله
مراد إتنهد بقلق : كان المفروض حد فينا فضل برا الليله دى عشان لو التانى
قاطعه مصطفى : خلاص يبقا خليك انت
مراد رفع حاجبه : لا و على ايه؟
مصطفى سكت شويه : بردوا مكلمتش غرام؟

مراد إتنهد بوجع اما افتكر إنه من يوم ما سافر مكلمهاش و عشان ميردش حطّها ع البلاك ليست : كده افضل ليا و ليها .. رحاب بمجرد ما قرّبت منى خطوه إنتهت .. انا مش هعرف استحمل اللى جرا لرحاب فيها
مراد اخد مصطفى على مكان بتاعهم يجهزوا فيه و إبتدوا يستعدوا للمهمه اللى هتشقلب كل الموازين ..
مراد إنتحل شخصيه جديده بإسم جديد و حتى شكل جديد ..شكل يخلّى مستحيل اى حد يشوفه يعرفه و لبس ف إيده شفافات ببصمات تانيه تحجب بصماته
مصطفى كان زيه بالظبط .. إتخفّوا بالشكل اللى مستحيل يتعرفوا بيه .. و اخدوا طريقهم لوجهتهم اللى كانوا خلاص حددوها و إبتدوا ياخدوا خطواتهم بدقّه ...

ف مكان بعيد و منعزل و من ناس هيئتهم بتدل عليهم
تربيزه اجتماعات كبيره .. بتشمل مجموعه من اكبر و اوسخ رؤساء طبقات المجتمع
دخل مراد اللى برغم إنه كان متخفّى إلا ان هيبته فرضت نفسها ع المكان و مصطفى معاه
وقفوا لحظات لحد ما لمحوا نضال جاى من على بُعد و وراه ماهر الشرقاوى
ماهر بحماس : دلوقت نرحّب ب اتنين إنضموا معانا للمنظمه بعد ما خضعوا لكافة الاختبارات و اثبتوا نفسهم و ولائهم بجداره .. سيف نوّار .. ماجد السانوسى
شاورلهم و هما إبتسموا بتصنّع و قعدوا و الكل قعد و هدوء عمّ المكان
مصطفى بهمس : الا صحيح انت ليه اصرّيت على إسم سيف؟ اشمعنا؟

مراد كتم ضحكته : ده اسم الحمار إبن خال غرام .. اهو مبقوق منه عشان عرفت إنه هو اللى صورنى و انا ببوسها و فتن لأبوها
مصطفى بصدمه : بتبوسها؟ و ف المستشفى؟ تصدق تستاهل اللى أبوها عمله
مراد ضحك غصب عنه : هو يعنى انا دخلت بإسمه بالكامل .. اهو انا إخترت إسم متغاظ منه ..
مصطفى : لاء كنت ادخل بإسمه عشان نتسحل .. ده احنا لو إتقفشنا هيعملوا مننا بانيه
مراد : اجمد ياض
قطع كلامهم صوت جاى من بعيد لشخص ماشى بشموخ : و كده بعد ما إنضميتوا لينا و عن ثقه اوصّلكوا لرئيس المنظمه جوسير .. و رئيس مجلس الإداره عاصم الشرقاوى

الاتنين بصّوا لبعض بحماس و مراد بصّله بنظره طويله كلها غلّ و حقد و كره و شر و مكر ..
و همس بجمود : كده وقعت تحت ضرسى يا ابن الكلب ..

مراد الفتره الاخيره كان مراقبُه بدقه .. متابع كل اخباره .. لدرجة إنه زرع ناس تبعه وسط شغله اللى بيتخفّى وراه بشغله السياسى ..
مراد كان بيدوّر ورا عاصم عشان بس يوصل لأبوه .. او يعرف اى حاجه عنه .. إنما إنتقامه من عاصم كان ببساطه ممكن يخلص بطلقه
لكن اما إبتدى يدوّر وراه إكتشف عنه كتيير .. عرف إنه اكبر من إنه يكون مجرد واحد شغال ف الممنوع او شمال.

حس ان الموضوع اكبر .. ده مش حقه هو و اهله ده حق بلد بحالها
قدر يجمّع معلومات عنه توصّله لأدق تفاصيل شغله تبع المنظمه .. إبتدى بحكم شغله ف المخابرات يلعب عليهم لحد ما أوهمهم إنه عايز ينضملهم .. و فعلا إنضم
عرف ان عاصم مكانه تحديد ايه ف المنظمه دى و دوره بالظبط ...
مراد إبتدى شغله معاهم ..
كان بينفّذ كل المطلوب منه بدقه عشان يتغلغل جواهم اكتر .. كل حاجه بيعملها مهما كانت ..

عاصم بشرود : انت الواد ده جايلك منين؟
ماهر : متقلقش منه ده امان
عاصم بقلق : مش متطمنله و حكاية فشل كل مهمه يتكلّف بيها ضد مصر دى تقلق .. ده من وقت ما دخل وسطنا و بينفذ كل حاجه إلا لو ضد مصر بتفشل سواء هو اللى إتكلّف بيها او غيره
ماهر سكت شويه : شكله مش مصرى .. مش بلده يعنى انا عرفت إنه كان عايش ف كندا
عاصم قام مره واحده بحده : إدينى كام ساعه و اقولك تعمل ايه؟
ماهر : انت شاكك ف حاجه؟
عاصم شرد : ربنا يستر بس

عاصم سابه و خرج و إتصل على نضال
نضال بقلق : انت بتقول ايه؟ لا يمكن .. بعد اللى عملناه فيه
عاصم بغلّ : و انا بقيت شبه متأكد خاصة بعد ما قولتلى إنه مختفى بقاله تلات شهور و خاصة دى نفس الفتره اللى العيال دى ظهرت وسطنا
نضال بخوف : مش يمكن مع أمه و أخته؟
عاصم بغلّ : لاء مش هيسيب شغله و حاجته و يختفى كده ثم إنه مبيخافش عشان يهرب
نضال برعب : و العمل؟
عاصم بغلّ : إتأكدلى تانى من إختفاء ابن الكلب ده و رد عليا

نضال قفل معاه و إبتدى يدوّر على مارد بس مفييش كان مختفى فعلا لإنه وسطهم .. كلّم عاصم و أكّد عليه إنه مختفى فعلا
عاصم كز على سنانه بغلّ : اه يا ابن الكلب
عاصم عمل اجتماع لأعضاء إدارة المنظمه و كان قاصد الاتنين اللى ظهروا جديد وسطهم يبقوا موجودين عشان يكشف مراد أنهى فيهم
اجتمعوا و عاصم وقف بجمود على راس الترابيزه : فى مهمه جديده .. ف مصر .. واحد من اكبر السياسين ف البلد هناك .. شغّال لوا ف المخابرات عندهم .. واقفلنا زى الشوكه ف الزور.

و الشوكه دى لازم تتكسر .. الدنيا مش هتسيعنا احنا و هو ف لازم يتقتل
و اتنين بس اللى هيقوموا بالمهمه ..سيف نوّار و ماجد السانوسى
الاتنين بصّوله بترقّب و إبتدوا يفهموا من عينيه اللى كان سهل يقرا فيهم الغدر
عاصم بغلّ : اللوا مراد العصامى !!!
عاصم بصّ للاتنين قوى .. بيحاول يقرا عينيهم بدقّه بس مفييش .. ملامحهم جامده .. عينيهم خاليه من اى مشاعر
ملاحظش اى جديد بان عليهم عليهم مع نطقه للإسم..

عاصم إتلخبط و مبقاش عارف .. بس قرر ينتهزها فرصه و يكمّل المهمه و اهو يخلص
لو طلع المارد بينهم هيتكشف و يخلص منه و لو لاء يبقا اهو بالمره خلص من مراد العصامى ..
مراد : تمام التنفيذ امتى و فين ؟
عاصم بإرتياح : الملف ده فيه مكان شغله و بيته و تحركاته.. امتى دى خلال 24 ساعه ..انما فين دى بتاعتكوا .. اظبطوها
سابهم و خرج و مارد بص لمصطفى و بعدها خرجوا
قعدوا مع بعض يرتبوا خطواتهم ..
ساعات و الاتنين كانوا ف مصر ... مارد إستعد و اخد نَفس طويل و إتحرك ناحية مهمته اللى كان خلاص اخد قراره مهما كان التمن هينفذّها !!!
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الحادية والثلاثون بقلم أسماء جمال


عاصم بجمود : فى مهمه جديده ف مصر .. لوا ف المخابرات هناك ..الدنيا مش هتسيعنا احنا و هو ف لازم يتقتل
و اتنين بس اللى هيقوموا بالمهمه .. سيف نوّار و ماجد السنوسى
مراد بصّله بترقّب و إبتدى يفهم من عينيه اللى كان سهل يقرا فيهم شكّه
عاصم بغلّ : اللوا مراد العصامى !!


 
عاصم بصّ للإتنين قوى بيحاول يشوف رد فعلهم او يقرا عينيهم بس ملامحهم جامده .. وشهم مفهوش اى تعبير
عاصم إتلغبط بس قرر ينتهز الفرصه و يكمّل المهمه
خرج و سابهم بعد ما إداهم اشاره بالتحرّك .. مراد شاور لمصطفى و خرجوا
مصطفى بتفكير : انا معرفوش بس اسمع عنه إنه محترم و ناجح جدا و متميز ف شغله
مراد بشرود : يبقا لازم نكلم حد
مصطفى : هنبلّغه ؟


 
مراد سكت شويه : لاء خلينا نتصرف من بعيد عشان ميحصلش شوشره
مصطفى : ملاحظتش حاجه غريبه على عاصم ف اجتماع إنهارده ؟
مراد بتفكير : بيختبرنا
مصطفى : يعنى زى مانا حسيت .. طب اييه ؟


 
مراد بشرود : من الواضح كده إننا خلاص هنا
مصطفى بهزار : طب مستنيين ايه يا فقر ؟
مراد شرد كتير جدا : هننسحب .. خلاص كده ...
مراد اخد كذا خطوه أمّن نفسه قبل ما يتحرك بعدها إنسحب من المنظمه كلها بنفس الغموض اللى دخل بيه وسطهم و إختفى تماما منهم و من البلد بحالها من غير ما حد يا خد باله مين هو.... سيف نوّار .. إلا عاصم اللى بإختفاءه من وسطهم شكّه فيه بقا تأكيد.

مراد من خلال شغله وسط المنظمه دى كان عرف كل حاجه عنهم .. إكتشف إنهم حاطين إيديهم على حتى ارض بدايتها ف تل ابيب ..
فيها نفق تحتها .. إشتغلوا عليها و ده كان من سنين كتيره جدا و عرفوا يوصلوا لأخر النفق ده و اللى كان أخره ف سينا تحديدا .. و إشتروا الارض اللى فوق أخره
و بكده قدروا يتملّكوا اول و اخر النفق ده.. و من هنا إبتدوا يتحكمّوا ف حاجات كتير ف البلد ..
بيدخّلوا منه شحنات سلاح كافيه تفتفت الجبل ..مخدرات .. حتى بيهرّبوا منه بنات بيستخدموهم ف كل ممنوع .. و سرقه الاطفال بيهرّبوهم من خلاله و يستخدموهم ف تجارة الاعضاء.


 
بيقدروا يدخّلوا من النفق ده عناصر إرهابيه بتتحفّظ كويس هتعمل ايه جوه البلد و تخلّص و تخرج منه .. بحيث تنفد من تحت إيد الجهات المسؤله
بيدخّلوا رجاله ليهم بأسامى مزيّفه بشغل وهمى و شركات بتتلمّع بسرعه و تاخد وضعها بعد كده تبتدى تغش شغلها و تضربه اللى هو مفهوش مجال لإنه يبقا بالمستوى ده ..
زى صناعة الطيارات .. زى صناعة السلاح .. زى صناعة المعدات الطبيه ..
زى مصانع الادويه اللى بعد ما يفتحوها و تاخد وضعها يبتدوا يلعبوا ف الماده الفعاله فيها عشان تأذى .. زى الصيدليات اللى بقت مليانه ادويه فسدانه بتواريخ متعدّله..

شغل كتير من النوع ده و بالمستوى ده ...

مراد كان ف شغله معاهم بينفّذ كل المطلوب منه بدقّه عشان يتغلغل جواهم اكتر .. كل حاجه بيعملها ..
كان معاه مصطفى و سايبين اسر و عمار و محمد عصام ف مصر بيتابعوه من على بُعد .. و اى حاجه بتنطلب منه ضد البلد بيدى صحابه إشاره ينبههم .. بينفذها و يسيبهم يكشفوه و يتصاب و يهرب عشان يسبك الدور ..

مراد جمّع كل شغلهم بالأدله و جمع كل المعلومات اللى ممكن يحتاجها للقضيه اللى قرر يفتحها بكل ده و تبقا قضية بلد بحالها..
مراد اخد كل حاجه وصلها من خلال وجوده وسطهم و فتح ملف و حط فيه كل ده و سمّاه " قضية عاصم الشرقاوى "


 
مراد بعد إختفاء تلات شهور متواصله محدش يعرف عنه حاجه .. لا أمه و لا أخته و لا حتى شغله ..
اخد الملف و نزل مصر .. راح الاول مكان بغموض إختار ناس بمنتهى الدقّه و الحذر و إتفق معاهم ع اللى عايزوه منهم تحديدا بسريّه تامه ..
بعدها راح مركز العمليات الخاصه التابع لجهاز المخابرات الخاص بالبلد و قابل رئيس إدارة الجهاز و فتح قدامه الملف بكل اللى فيه و اللى كان بمثابه صدمه بكل المقاييس..

ماهر بغضب : انت متأكد من اللى بتقوله ده يا عاصم ؟ انت فاهم اصلا انت بتقول ايه ؟
عاصم بغلّ : زى ما بقولك .. هو ابن الكلب اللى دخل وسطنا و غفّلنا كلنا
نضال بذهول : يا نهار اسود ده يبقا علّم ع الكل .. و ده معناه ان الكل راح ف داهيه
عاصم بشر : مش هيلحق .. هو اللى هيروح بلا رجعه .. و اللى معرفتش اعمله فيه زمان هيخلينى اعمله فيه دلوقت .. حفر قبره بإيده
ماهر : انت متأكد من اللى بتقوله ده و لا الغضب و الإنتقام عاميينك ؟


 
عاصم بعنف : انا عارف بقولك ايه .. ده وسخ زى أبوه
ماهر : الناس اللى شغالين معاهم مبترحمش و لو عرفوا ان حد دخلهم عن طريق مشاكل معانا ساعتها انت عارف ممكن يتعمل فينا ايه
عاصم بغلّ : محدش هيلحق يعرف حاجه .. قولتلك هلمّ الموضوع .. الواد ده خلاص لعب ف عداد عمره
ماهر : ده مش بعيد يكون وصل لأبوه و إتفقوا .. ماهو ده مش تفكير حتة عيل ابدا
عاصم إنتفض فجأه : مفتكرش و عموما سيبنى اعرفلك اللى فيها و عمل ايه باللى وصل له عننا .. و ف كل الاحوال هيخلص


 
عند المارد ف الجهاز ...
رئيس الجهاز بذهول : اييه ده يا مراد ؟ ايه كل ده ؟ ده كارثه بمعنى الكلمه
مراد بجديه : عشان كده جيت لحضرتك مباشرة .. انا كنت هفتح القضيه تبع شغلى هناك ف روسيا ..
لكن القضيه مكنتش هتاخد وضعها و اهميتها زى هنا .. لإن ببساطه كل ده يخص البلد هنا اكتر .. رغم إنه له بردوا بلاوى هناك
رئيس الجهاز على إستغرابه : دى مش هتبقى عمليه ده هتقلب حرب عشان نقطع صلة المنظمه دى بالبلد هنا
مراد : للإسف احنا مش هينفع نقضى على صلتهم بالبلد .. ده مش هيحصل إلا اذا قضينا ع المنظمه من جذورها ..
دى زى الورم الخبيث اللى إتغلغل ف كل حته ف الجسم
رئيس الجهاز : فعلا .. دول متدخلين ف كل حاجه .. كل حاجه ..

تقاريرك دى مالهاش غير معنى واحد إنهم منتشرين بينا .. ف مصانع صناعتها مضروبه .. ف مزارع بتنتج زرع مسمم .. ف شركات مبانى بتغش ..
مراد بثقه : متقلقش انا بقالى اكتر من تلات شهور وسطهم و قدرت اوصل لحاجات كتير عنهم ... هنبتدى شغل باللى وصلناله و انا سايب حد تبعى بردوا وسطهم و اى جديد هيبلغنى ..
رئيس الجهاز : طب هنبتديها منين ؟ دول زى ما قولت متغلغلين ف كل داهيه
مراد : بناءاً على التقارير دى هنبتدى نرصد كل الشركات اللى تخصّهم هنا و المصانع و كل حد تبعهم دخل البلد من خلالهم ..
ده غير هنحط حراسه متخفيّه و مشدده ع الارض اللى إيديهم عليها هنا ف سينا .. و هنزرع ناس ب أسامى مختلفه ع الطرف التانى للنفق ف تل ابيب ينقلولنا كافة شئ عن تحركاتهم هناك
رئيس الجهاز سكت شويه : تفتكر هنعرف نستأصل جذورهم اللى هنا؟

مراد بثقه : اللى هنا و اللى ف اى حته .. انت عايز تقطع صلتهم بالبلد هنا و انا زى ما قولتلك هقطع وجودهم خالص .. و مش هديك وعد زى ده إلا اذا كنت قده

رئيس الجهاز بحماس : و انا هثق فيك .. و لعلمك احنا عندنا هنا قيادات من اكبر القيادات السياسيه ف العالم .. ناس لها وضعها .. هحطلك قياده و نبتدى نشكّل فريق خاص ليك يبقا تحت إيديك ..
مراد إبتسم : لاء دى سيبها عليا لو معندكش مانع
رئيس الجهاز : عايز حد معين هيشيل معاك القضيه ؟
مراد : اولهم مصطفى ده كان معايا خطوه بخطوه هناك و إتطلع على كل حاجه معايا
رئيس الجهاز : المقدم مصطفى عبدالله ؟

مراد : ايوه .. كمان اسر كان هنا متطلع على كل اللى بنوصلّه خطوه بخطوه
رئيس الجهاز : اسر يحيى العصامى .. ده بردوا من اكفئ الناس هنا
مراد : و عمار بردوا و محمد عصام و دول شغلهم تبعكوا هنا .. و فى ايوب و حمزه و اياد و دول تبع الفريق بتاعى هناك ..
هستعين بيهم يشتغلوا معايا ع القضيه .. هما عارفين ان القضيه تخصّنى و مصممين يشتغلوا معايا عليها.

رئيس الجهاز : كويس .. و هبتدى إختارلك مجموعات من اكفئ القوات عندنا و تنزل تدربهم بنفسك على المطلوب بالظبط
مراد : و بالنسبه للقياده اللى هنشتغل تحت إيديها ؟
رئيس الجهاز : زى ما قولتلك عندنا مجموعه متميزه جدا .. منهم اللوا مراد العصامى .. و مهاب السويدى .. و شاكر الدخيلى .. و يحيي العصامى و فى غيرهم بس انا ارشح دول ف المقام الاول ..

بس لو عايز رأيى يبقا مراد العصامى .. ده تقريبا من اكفئ السياسيين على مستوى العالم
مراد سرح شويه بشرود و رئيس الجهاز لاحظه ..
مراد : انا هشتغل من معسكرات التدريب ف سينا ع الحدود و هبقا موجود طول فتره الشغل ع القضيه هناك لحد ما تخلص ..
رئيس الجهاز : تمام .. و هناك تشرف على تدريب القوات اللى هتحتاجوها .. لإن قضيه بالحجم ده التعامل فيها هيبقا بالقصف ..بالطيارات يعنى .. طالما هندمر المنظمه من اساسها و نقضى ع النفق.

مراد إبتسم : نبقا متفقين .. و طبعا مش محتاج أبلغ حضرتك إنك لو إحتاجتلى ف اى حاجه هنا بلغنى هتلاقينى عندك ..
انا المفروض إنى هنا ف مصر ف مهمه هخلصها و همشى .. بس انا مبحبش اقعد ..
مع إنى هبقا شغال على قضية عاصم .. بس لو فى اى شغل إحتاجتلى فيه هخلصه جنبها.

رئيس الجهاز هزّ راسه : ثقتى فيك ف محلها يا مراد .. صحيح متقابلناش وجهاً لوجه بس اللى سمعته عنك كفايه .. سواء من اللوا يحيي او عبد الرحمن .. و إنك مبتتأخرش عن خدمه الكل ..
يحيى قالى إنه من ساعة ما عرفك وقت ما بيحتاجك بيبعتلك
مراد بهزار : معرفه سوده بعيد عنك
رئيس الجهاز ضحك اوى : مش انت اللى قولتله ؟
مراد بغيظ : مانا اهبل بقا هتقول ايه؟

رئيس الجهاز سكت شويه : مع إنى لحد دلوقت مش عارف طالما مخلص كده لخدمة البلد و بتنزلها وقت ما تحتاجك ليه مش عايز تشتغل هنا ؟
مراد بجمود : لاء
رئيس الجهاز بصّله كتير و مراد اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده بعنف ..و رئيس الجهاز كان هيقوله خلاص بس حبّ يسمعه ..
عنده فضول يعرف اكتر عن المارد اللى شغل تفكير كتير الكل و الكل بيحلف بشخصيته و شغله و كفائته ..

مراد فضل ساكت كتير بعدها إتكلم و هو مش عارف ليه .. بس حس إنه فعلا محتاج حد كبير ينصحه بهدوء و الاهم بعقل ... لإنه يمكن يكون الانتقام عاميِه
مراد حكاله كل حاجه بالتفصيل عن خلافه مع عاصم .. كل حاجه من يوم الحادثه .. إستثنى بعض التفاصيل عن أمه و أخته .. بس قال المُجمَل.

رئيس الجهاز فضل ساكت كتير : عشان كده جيت الاول طلبت ملف الظابط اللى كان ماسك قضية عاصم قبل كده ؟
مراد هزّ راسه بهدوء
رئيس الجهاز : عايز نصيحتى يا مراد ؟ بلاش دلوقت .. لو وصلت لأبوك دلوقت .. ده معناه إنه هينزّل والدتك مصر و أختك كمان .. يعنى غصب عنك و عنه هيدخلوا ف دايرة حسابتكوا مع عاصم ..
ف خلال ما القضيه إتفتحت و شغّاله والدتك لو نزلت مصر هتبقا ف خطر .. و اعتقد إنها اما دخلت قبل كده بينهم حصلها ايه و حصلكوا انتوا ايه
لازم تبقا ف امان لحد ما القضيه تتقفل و المرادى نقضى على عاصم نهائى بلا رجعه ..

مراد بغلّ : و انا قولتلك شرطى .. القضيه بتاعتكوا و عاصم بتاعى
رئيس الجهاز بصّله شويه و مراد بحزم : انا لسه عند كلامى .. هقفّلك القضيه بس عاصم وقت ما كل حاجه تخلص بتاعى... تحت إيدى .. مش هسلّمهولكوا هنا
رئيس الجهاز : بس ده بعد ما القضيه تخلص .. انت عارف إنه عميل مهم ف المنظمه .. ماسك وكيل إدارتها .. يعنى كل حاجه لازم تعدّى من تحت إيده .. و ده معناه إننا عايزينه للأخر عشان هنوصل منه لكل حاجه تخصّنا ..

و يمكن ده من ضمن الاسباب اللى بتخلينى مش هينفع أديك ملف القضيه و بقولك بلاش أبوك توصله دلوقت لإنه ساعتها هيعرف كل حاجه .. لإنه ايا كان مين أبوك هنا ف هو بمجرد ما هيعرف هيخلّص على عاصم و القضيه هتبوظ
مراد بهدوء : يبقا إتفقنا

قعدوا يتكلموا ف حاجات كتير بما فيهم مشاكل مراد مع عاصم ..
و إتناقشوا ف التفاصيل و تقريبا إتفقوا على كل حاجه خاصه بالفتره الجايه .. و حددوا مسار القضيه هيمشى ازاى ..
مراد : إدينى فرصه اسبوع بس هظبّط امورى بعدها هسافر سينا على طول ..و من هناك هنعمل اجتماعتنا و يكون الفريق اللى حددناه إتشكّل بالقياده اللى إتفقنا عليها
رئيس الجهاز : لسه مصمم على يحيي العصامى ؟
مراد بلهجه متقبلش المناقشه : اه
رئيس الجهاز : يعنى نسك على إختيارى ف مراد العصامى او شاكر او مهاب ؟

مراد : اه
رئيس الجهاز وافق و مراد إتنهد بتبرير : انا و يحيي نعرف بعض من كتير .. و إشتغلنا مع بعض كتير جدا و زى ما قولتلك اى حاجه كان بيبعتلى ..
يعنى فاهمين بعض و ده هيخلينا نطلّع شغل ف احسن صوره ..
إتكلموا كتير و إتفقوا على كل حاجه بعدها مراد إستأذن و مشى...

غرام مراد طول الفتره اللى فاتت مكلمهاش .. تلات شهور و هى مسمعتش صوته .. متعرفش عنه حاجه ..
راحت لكل طريق ممكن يوصّلها بيه بس بردوا معرفتش توصله ..
غرام شويه شويه بتختنق من غموض مرادها و الاكتر من إختفائه و رجوعه ف اى وقت بدون معاد و دون مبرر ..

ف وسط تفكيرها وصلتلها رساله فتحتها و برّفت لإنها إدتها إشاره ان موبايل مراد إتفتح ..
كل ضيقها و زعلها و قرارتها بالبعد عنه إتبخّرت ف اللحظه دى قدام المسدج دى
مسكت موبايلها بلهفه و طلبته .. مردش و كعادتها معاه مستسلمتش .. فضلت ترن مره ورا التانيه
و الاخر بعتتله مسدج " قدامى ساعه تقريبا و اخلّص شغلى و تقريبا نفس الوقت اللى تقدر تجيلى فيه .. هستناك .. عارف حتى لو اتأخرت بردوا هستناك .. لإنى واثقه إنك جاى ".

مراد كان واخد قراره يبعدها عنه ع الاقل عشان يبعدها عن الخطر لحد ما القضيه تخلص ..
بس بمجرد ما لمح اسمها على موبايله و قرا رسالتها ..
قلب المارد إتمرّد و أعلن عصيانه على قراراته ..
إتنهد بغيظ على إستسلامه قدامها .. اخد عربيته و قبل ما يروح ع المطار عدّى عليها و وصل حتى قبل المعاد

راح على مكان شغلها .. حاول كتير يمنع نفسه بس معرفش .. إستناها كتير لحد ما لمحها من بعيد و هى خارحه ..
إكتشف إنه هيموت عليها .. كان عارف إنها وحشاه بس مكنش متخيل للدرجه دى ..

غرام كانت ناويه تتفتح فيه و تطلع كل غضبها من غيابه بس بمجرد ما شافته دابت ف غرام مرادها ..
راحت لعنده بمنتهى اللهفه اللى جواها طول فتره غيابه اللى فاتت ..
فتحت عربيته و ركبت بهدوء بس مقدرتش تمنع إبتسامتها و لا لمعة عنيها : وحشتنى

مراد سكت كتير ... كتير اوووى .. مكنش ناوى يبرر حاجه و يسيبها لتفكيرها يمكن تبعد بس قلبه نطق ..
مراد غصب عنه إبتسم : كان عندى شغل مهم .. و كان لازم بحكم شغلى اختفى شويه
غرام إبتسمت من تلقائيته و إنها لسه محتفظه بتملّكها له : انا قولت كده بردوا ..
مراد : قولتى ايه ؟
غرام : إنك مش هتبعد بمزاجك .. انت وعدتنى و انت اكبر من إنك تدى وعد انت مش قده
مراد سكت لمجرد ان غرام بتقفل قدامه اى سكه : للدرجادى واثقه فيا ؟

غرام إبتسمت : اسمها للدرجادى بتحبينى .. الحب ايه غير ثقه و انا إدتهالك قبل الحب
مراد : مش هعرف ابقى معاكى طول الوقت .. مش هعرف ابقا جنبك
غرام بهدوء : عارف يا مراد كلمة أنا معاكى الكلمه بس لوحدها كفيله إنها تشيل منى كل الهم اللى بشيله ف غيابك .. بتنهى كُل القلق اللى ف بُعدك بيتولد جُوايا ناحيتك.
ف مابالك بقا لما تبقا معايا بجد مش كلام !
مراد سكت .. معندوش كلام قدام كلامها
غرام عينيها دمّعت : عارف .. في فرق كبير بين واحد بيكرهك وواحد بطّل يحبك
التانيه اوحش بكتيررر من الأولانيه على فكرة..اوعى تخلينى ابطّل احبك يا مراد .. اوعى

مراد هنا معرفش يستحمل تانى .. قلقه عليها من اللى ممكن يحصلها بسببه مسيطر عليه

مراد بتصنّع البرود : و انا مقولتلكيش تحبينى
غرام : تعمل ايه بقا ف القلب المدلوق ؟
مراد بنبره مفهاش اى تعابير خالص : مممم ده قلبك انتى بقا
غرام : على فكره يا مراد .. البنت مننا
اى حد مهما كان حُبها له .. ممكن يخليها تحس إنها مش مهمة و هي تقدر تخليه يحس إنه مش موجود أصلاً

مراد بيتصنع الغرور : مش معايا انا .. لسه مجاتش اللى تلغى وجودى و لا حتى تربطه بيها

غرام هنا فقدت هدوئها : انا عارفه إنك هتيجى و ترجع لقلبى .. و انت عارف إنك مهما إتأخرت هترجع تلاقينى مستنياك .. ف بلاش تتأخر و تأجل الحاجة لحد ما شغف اللي قدامك بيها يروح .. طعم الاكل لما تكون جعان احلي بكتير من طعمه لما تكون بتاكل عشان زهقان وخلاص ..
الشغف بالشخص او بالحاجة بيروح لما تتأخر اوي عن الوقت المناسب ..
عشان كده مبيدخلش ف علاقة صداقة او حب غير اللى قد العلاقة دي ..

كان قبل ما تدخل اي علاقة معايا حتى لو صداقه و تعشّمنى فيك .. تعرف واجباتك ايه الاول ..
و لما تغلط تعتذر ف وقتها حتى لو غلطك ف قرار مش فيا لشخصى .. مجرد قرار تبعد بمزاجك و ترجع بمزاجك ده غلطه منك فيا و ياريتك راجع تعتذر عنها
فاكر انا امتى قولتلك إنى بحبك .. يمكن مكنتش اعرفك إلا من كام مقابله ..
كان نفسى تبقا زيى .. من الناس اللى بتقول اللى جواها بسرعه و تلقائيه .. بتنطق و تقول للى بيحبوهم اول ما يحسوا بمشاعر ناحيتهم و ميترددوش ..
الوقت بيقتل المشاعر ..
و انت بتتأخر ف كل حاجه .. ف إعترافك بحبك و اعتذارك لغلطك و رجوعك و حتى ندمك ..

غرام حدفت الكام كلمه دول و فتحت العربيه و نزلت بهدوء عكس العاصفه اللى كانت بتتكلم بيها .. من غير كلمه منه .. كانت فاكره إنها وحشاه .. بس بروده اللى إتصنّعه وجعها اكتر من غيابه ..

مراد إتنهّد بوجع على وجعها .. بس دى خطوه كان لابد منها .. مش هيعرف يستحمل فيها اى اذى ..

مشى اخد طريقه و سافر على تايلاندا عند همسه و ليليان .. كلمهم إتطمن عليهم بس لازم يشوفهم

عاصم بغلّ : و حياة أمك ما هسيبك .. لو فاكر إنك اما تدخل وسطنا و تخرج ده هيقوّيك و يخليك تعرف تقف قصادى تبقا غبى
مراد ضحك بصوته كله : و ده اللى حارقك صح ؟ إنى إستغبيتك و انت الصراحه طلعت اغبى مما توقعت .. بس حلوه الحركه دى صح ؟
عاصم بعنف : انت إتعدّيت حدودك اووى .. مبحبش حد يقرّب من حاجه تخصّنى و انت قرّبت من همسه مع إنها ملكى .. و دلوقت بتقرّب من شغلى .. بس لحد شغلى و أفعصك تحت رجلى و لا أوسخ صورصار
مراد بضحكه صفرا : طب ما تورينى .. و اه بمناسبة أمى .. الهديه اللى باعتهالك بخصوصها و هتعجبك

مراد قفل معاه و كزّ على سنانه بعنف و سافر تايلاندا ...

همسه بلهفه و هى بتحضنه : يا قلبى انت .. يا حبيب عمرى .. وحشتنى
مراد ضاممها بمنتهى الحب .. اول مره يسافر او يغيب و يحس إنه عايز يرجع .. اول مره يبقا فى حضن كده مستنيه .. اول مره يعمل حساب للموت عشان فى حياه جديده بيرتبلها ..
حياه جواها بيت و عيله و اهل و دفا هو مفتقده .. لاء هو تقريبا ملحقش يعيشه
همسه بدموع و هى لسه حضناه : هونت عليك يا مراد ؟ كل ده ؟

مراد : غصب عنى و الله يا أمى .. شغلى كده .. بيحكم عليا بحاجات غصب عنى .. مش هعرف أوعدك إنها مش هتتكرر بس أوعدك إنى مهما اغيب هرجع للحضن ده بسرعه وقت ما اقدر
همسه : و حضن أمك دايما مفتوحلك و هتفضل واحشه و مستنيك

ليليان من وراهم و هى بتفتّح عينيها من النوم بالعافيه :
مغااااااااد
مراد خرج من حضن همسه بهدوء و جرى عليها بعشق مش بس حب : حبيبى .. وحشتينى يا قلب أخوكى
ليليان حضنته : كنت هربان من مين يلا ؟ و غطسان فين ؟
مراد ضحك : لاء اهرب من مين ؟ ده انا متحاصر
ليليان غمزتله : ممم مش يمكن هربان من
( و قلدت صوت غرام ) انتى مين و مراد بيعمل ايه عندك و هو بايت عندك ؟

مراد ضحك بصوته كله : أهى دى بالذات متحاصر منها بالقووى ... ده حصار مسلّح يا بنتى
ليليان غمزتله : بس شكلك مستسلم للحصار .. هااا
مراد مط شفايفه بتريقه : و حياتك المارد اللى عرف يفك كلبشاته من اضخم سجون ف العالم .. و يهرب من اكبر مجرمين و ارهابيين ده حتى الموت بيهرب منه ..
جاه لحد دى و إتقلب فرخه بلدى .. لا عارف يهرب و لا يفك كلبشات و لا حصار
همسه من وراه خبطته بخفّه على راسه : و انت عايز تفك كلبشاتها ليه يا فقرى ؟

مراد رجع خطوات ورا ب ليليان و قعدوا ع الكنبه و ضحك : تقولى ايه بقا ؟ إيدى وجعتنى من الكلبش .. كلابشاتها مغلبانى اوى
ليليان بغمزه شاورت على قلبه : قصدك ده اللى مغلّبك اوى
مراد إبتسم : عنيده و دماغها ناشفه .. ماسكه فيا على ايه مش عارف
ليليان بضحكه رقيقه : و الله و لا انا عارفه .. بعدين هى دماغها ناشفه انت معندكش دماغ اصلا
مراد إبتسم : ما تخليكى ف حالك احسن .. و لا اقولك خليكى ف البلونه بتاعتك
ليليان بغيظ : طب امشى لاحسن حاسه إنى هافرقع ف وشك
روسيليا : انتى كل يوم توهمينا إنك هتفرقعى و مبيحصلش حاجه .. لحد ما احنا اللى فرقعنا منك يا شيخه
مراد قام سلّم عليها : ايه ده هى قرّبت ؟

همسه إبتسمت : اهى ف التاسع و فضلّه اسبوع او اقل و يخلص و لسه
مراد قرّب عليها بحب اما لمح ليليان ملامحها إتبدّلت و عينيها رغرغت : ايه ده بجد ؟ طب مش تقولى عشان استعد
ليليان رفعت حاجبها : تستعد لأيه هو انت اللى هتولد ؟
مراد ضحك و رفع لياقة قميصه : لاء بس هبقا خالو

ليليان خبطته بخفّه و إبتسمت بس عينيها مش مريحاه .. قاموا إتغدوا و فضلوا يرغوا كتير لحد ما ليليان قامت تنام
مراد سكت شويه و أمه لاحظت إنه عايز يقول حاجه
همسه : ايه يا حبيبى ساكت ليه ؟
مراد بتردد : عايز اقولك حاجه .. عملت حاجه بدالك تخصّك .. كان لازم اسألك الاول بس اللى حصل
همسه إبتسمت : حبيبى و هو انت هتعمل حاجه تأذينا ؟ اللى انت شايفُه اصلح اعمله.

مراد : انا رفعتلك قضيه خلع على عاصم .. و كلمت حد تبعى هناك ميبلغهوش إلا اما الجلسه يتحكم فيها
همسه بصّتله بترقّب و هو إتنهد : و إتحكم فيها انهارده لصالحك و إتطلقتى نهائى
همسه إبتسمت اوى اوى : حبيبى انت .. و مالك مش مبسوط ؟ و هو انت فاكر إنى مثلا هتضايق ؟ هزعل عشانه ؟ عارف هو لو ملاك معايا و حرمنى منكوا عمرى ما كنت هبقا معاه ثانيه ..
مراد إتنهد بصوت عالى و همسه قرّبت و مسكت وشه بحب : حبيبى انا اما بس عرفت ان ليليان بنتى كنت هتجنن .. مستحملتش ثانيه واحده تانيه ف بيته .. ف مابالك إنى يبقى عندى ابن زيك ؟

اللى كان مصبرنى على عيشتى معاه هو إنى مكنش قدامى اختيار تانى ..
قالى إنى معنديش حد لا اب و لا ام و لا زوج و لا ولاد .. ف مكنش فى قدامى غيره .. لكن دلوقت انتوا كل حياتى
مراد إبتسم : و انتى اغلى و كل حاجه
همسه إبتسمت و هو سكت شويه : انتى مصدقه الكلام اللى قالهولك عن بابا ؟
همسه إتنهدت بحيره : و الله ما عارفه يا مراد .. بس لو هو بيكدب أبوك فين ؟ سابنا ليه ؟ مدوّرش علينا ليه ؟ و مدوّرش وراه ليه و هو عارف اللى بينه و بينه ؟

مراد : وهمه بموتنا
همسه بدموع : و ليه إستسلم لموتنا ؟ حبيبى أبوك ده ظابط يعنى حاجه زى دى متعديش عليه
مراد سكت شويه : ايا كان اللى حصل زمان ممكن تقبليه تانى ؟
همسه قلبها دق بعنف للمجهول اللى شبح حبه بيروح و يجى على قلبها حتى من غير ما تعرفه .. دى لولا ليليان مكنتش هتعرف إسمه
مراد بهدوء : عموما القرار بتاعك .. و ايا كان انا جنبك

عاصم بغضب و ورقة المحكمه ف إيده : ااه يا ابن الكلب .. كده انت اللى إختارت عداوتى .. إختارت موتك
نضال بضيق : خلاص اهى غارت .. و اكيد كنت عامل حسابك ليوم زى ده
عاصم بغلّ : انا لو عامل حسابى ليوم زى ده ف كنت حاطط معاه موتها
ماهر بحده : عاصم فووق بقا خلينا نفوق لشغلنا .. و الاهم من هو عمل معاك ايه ف أمه .. الاهم شغلنا و اللى عمله
عاصم بغلّ : كل ده هيدفع تمنه ابن الكلب

دوّر بعنف على موبايله لحد ما جابه و طلبه
مراد فتح عليه و ضحك بصوته كله : ايه رأيك انت بقا ف هديتى انا ؟
عاصم بغلّ : دى مش ورقة طلاقها .. دى إعتبرها ورقة موتها
مراد ببرود : بجد ؟ انت مقتنع إنك ممكن حتى تلمحها بعد ما بقت معايا ؟ طب خليك ف حلمك بقا
عاصم بغلّ : انت وقفت قصادى وقفة أبوك .. اه أبوك كان على اوسخ بس و حياة أبوك لاكسرك زيه
مراد بنفس الغلّ : و هو انت فاكر إنى زى أبويا .. أبويا للإسف كان طيب .. طيب عشان يتغشّ ف كلب زيك و يصاحبه ف يوم .. طيب عشان يتغشّ ف موتنا ..
لكن انا ... ده انا زى ما قولتلك اوسخ منك بقيراطين

عاصم سكت شويه و قرر يلعبها بمكر ..

عاصم بمكر : ده كان تخليص حق بينى و بين أبوك .. انا مدخّلتكوش بينا .. هو اللى اصرّ إنكوا تبقوا التمن
مراد إنتبه لسيرة أبوه و حاول يستشفّ منه اى حاجه : أبويا اشرف من ان كلب زيك يجيب سيرته
عاصم بغلّ : اه شريف صح .. ب أمارة اللى عمله فيا انا و مراتى و إبنى .. بأمارة ما خرب بيتى و هدّ حياتى
مراد بترقّب : كونك إنك معرفتش تحافظ على بيتك ده ميدينش حد غيرك.

عاصم بعنف : أبوك اللى كلب .. كان اوسخ من إنه يتقال عليه صاحب .. دخل بيتى كصاحب و خانى و خان حُرمه بيتى و خان الصحوبيه اللى بينا ..
حط عينيه على مراتى ف الوقت اللى انا مكنتش مديه خوانه ..
قعد يلف و يدور و يصيع علي مراتى و اما مجبش معاها سكه ..
جرجرها لحد عنده بحجة إنى بخونها و تيجى تشوفنى و اما هى إدته الامان عشان بتحبنى و خايفه لاكون بخونها بجد و جات على اساس تشوفنى راح إعتدى عليها .. بهدلها ..

همسه كانت حامل ف إبنى الاول و الاخير .. إبنى الوحيد اللى أبوك قتله
مراد بتهتهه : قتله ؟ قتله ازاى ؟ و إبنك ايه انت بتقول إنها كانت حامل
عاصم بغلّ : اخدها ع الساحل على اساس تشوفنى و كان مرتب كل حاجه ..
واحده شمال من بتوعه تقابلها هناك ف الشاليه بتاعنا و تقولها إنى فعلا بخونها .. و اما ملقتنيش أبوك كان مبهدلها و ممرمغ شرفى ف الارض
نزفت و عرفت و انا مسافر إنها إتنقلت ع المستشفى و ولدت مبكره عشان حد إعتدى عليها ..

كنت زى المجنون مصدقتش .. بس إتأكدت من المستشفى و الدكاتره هناك
مراد مش قادر يصدق : و موقفتلهوش ليه ؟ اما اغتصب مراتك مسترجلتش و خدت حقك ليه ؟
عاصم بغلّ : تفتكر إنه كان مرتب لكل ده و مش عامل حساب وقفتى له ؟ رتبلى قضيه و لبسّهالى
كنت مسافر اجيب ميكروفيلم خاص بشغلنا .. و عشان هو كان عارف التفاصيل بعتلى حد سرقه منى و لبسنى تهمه الخيانه .. و عليها إتطردت من شغلى و بلدى و إتصدر حكم بموتى لولا ربنا نجدنى و عرفت افلت منها.

مراد بجمود : قصدك تهرب منها
عاصم بشر : بعدها عرفت ان همسه ولدت و جابت ولد .. كنت هسيبهاله ع الاقل لحد ما ارتب امورى خاصة إنى كنت مطارد و هربان .. بس اللى مقدرتش اسيبه إبنى .. انت أبوك سابك عشان انت عيل ابن حرام جابك ف الحرام .. لكن انا مقدرتش اسيب إبنى .. روحت أخدت إبنى و هو عرف و إتواجهنا و ضرب نار عليا و عليه و إبنى مات على صدرى .. إبنى مات و أبوك اللى قتله
مراد بجمود : و سيبته ليه اما هو مفترى كده ؟ حتى لو هتقعد و تموت بس تجيب حقك
عاصم : كان لازم امشى عشان اعرف اثبت برائتى و اجيب الميكروفيلم اللى أبوك سرقه ..

مراد : و أمى مالهاش اهل يقفوله ؟
عاصم بغلّ : بعد ما سافرت إتفاجأت بجدك بيرفع عليا قضية طلاق و عشان رتبته و معارفُه كسبها و طلّق بنته منى ..
بس اللى عرفته بعد كده ان أبوك هدده بإنه هيفضح بنته و يقول إنه قرّب منها بمزاجها و هى اللى راحتله و طبعا كان عامل حسابه لده .. حطّلها حاجات تشربها و إداها إبر خلّاها تبان إنها قرّبت منه ف السرير بمزاجها و بعدها صوّرها و هدد جدك و جدك عشان وضعه و حساسية شغلنا ف خاف من الفضيحه
مراد : و ليه ميكونش جدى عارفك وسخ ف خلّصها منك؟

عاصم بعنف : جدك كان رافع على أبوك قضية خطف اما بنته إختفت .. و اما لقاها غرقانه ف دمها و نقلها المستشفى و قالوله حد معتدى عليها رفع كمان قضيه تعدّى و اغتصاب على أبوك ..
و اما أبوك هدده إتنازل عنهم و بعدها طلّقها منى .. بعد طلاقها منى بكام شهر بس عرفت إنها ولدت .. طب ازاى و احنا متطلقين من شهور بس ؟؟
عرفت من مراقبتى لهم ان جدك جوّزها لأبوك عشان الفضيحه لإن أبوك بنفس الطريقه اللى طلّقها منى اجبر جدك يجوزهاله .. إعتدى عليها و بقا كل ما يعوزها يعرف ازاى يوقّعها لحد ما عرف إنها حامل و اما خلّفت إتجوزها ..

يوم ما هتوصل لأبوك هتتأكد من كلامى .. هتلاقى قضية خطف معموله لأبوك و اغتصاب .. ده حتى متحققش فيهم .. جدك إتنازل عنهم ..
ايه اللى يخلى واحد بنته إتخطفت و اعتدى عليها يتنازل عن حقه و حق بنته إلا اذا كان أبوك هدده ؟

لو عرفت تلاقى تفسير ل ده يبقا قولهولى ..

و لو حاولت تقنع نفسك إنه إتجوزها ده معناه إنه إتجوزها بعد ما إتطلقنا و إبننا مات بشهرين تلاته بس ..
ايه بقا اللى يخلّى واحده اصلا تتجوز و هى لسه متطلقه و إبنها ميت من شهرين تلاته بس ؟

مراد الدنيا بتلفّ بيه و مش قادر يفهم و لا قادر يصدق .. بس الثقه اللى كان بيتكلم بيها عاصم قادره تهزّ ثقته ف أبوه اللى لسه ميعرفهوش .. دى قادره تهزّ ثقته ف نفسه هو

مراد : ليه هى اصلا عاشت معاه السنين دى كلها اما هو بالقذاره اللى انت بتوصفها دى ؟
عاصم بغلّ : هددها بيكوا و هى كان لسه ميت لها إبنها .. مقدرتش تسيبكوا و هى عارفه إنها لو سابته هتسيبكوا و هيحرمها منكوا ..
مراد بجمود : و ليه خدت حقك مننا احنا ؟ ليه مش منه ؟
عاصم : كنت ناوى اعمل ده .. بس ربنا بعت الحادثه بتاعتكوا تخليص حق ..

عشان إسترد حقى اللى أبوك خده منى و ارجّع مراتى.. بس انت فلتت منها و روسيليا خدت اختك و الباقى انت عرفته
مراد بغلّ : كل اللى قولته ده مهزّش فيا شعره واحده .. و لا دخل دماغى ب مليم ..
حقك عند أبويا إسترجل و خده منه بنفسك .. راجل لراجل يعنى ..
إنما حق أمى و اللى عملته فيها و حق اختى يا مَره ياللى بتتشطر على مَره و فوقهم حقى ده انا اللى هخده ..
هخده مع حق رحاب اللى انت دفّعتها تمن حاجه هى مالهاش دخل بيها ..

بس عشان انت مَره إتعودت تاخد حقك من مَره
عاصم بغلّ : لأخر مره هحذرك .. ابعد عن سكتى و عن كل حاجه تخصّنى بدل ما امحيك ..
رجّعلى اللى أخدته تبع شغلى و فوقيهم مراتى و إلا هكسرك و هتشوف
مراد ضحك بصوته كله : و انا مستنى اشوف

مراد قفل معاه و بصّ وراه لقى أمه بتبصّله بقلق
إبتسم بهدوء و قرّب منها : حبيبتى متقلقيش .. دى تصفية حسابات كان لابد منها .. اى جرح لازم يتعقّم و يتنضف صح عشان يلمّ .. و ان الاوان بقا لجرحنا يلمّ
همسه بدموع : قلقانه عليك اوى يا مراد .. خايفه عليك منه
مراد ضحك : تخافى عليا انا منه ؟ من واحد زى ده ؟ انتى مش عارفه إبنك و لا ايه ؟
همسه : طب ايه اللى بيقولك إنك اخدته من شغله ؟

مراد : متشغليش بالك انتى
همسه بعتاب : عشان كده كنت مختفى الفتره اللى فاتت .. و تقولى شغل اخس عليك
مراد : حبيبتى كان لازم اعمل كده عشان اعرف اقف قصاده .. كان لازم أكسره عشان الضربه اللى هياخدها تبقا قاضيه .. و بعدين انا هلعبها معاه بالقانون
همسه : يعنى هترفع قضيه باللى وصلتله عن شغله ؟ طب و هو هيسكت ده تِعبان
مراد : ده اقل من إنه يعمل حاجه .. ده يوم ما جاه يقف قصد أبويا عمل نفسه ميت
عينيه دمّعت بتلقاءيه اما افتكر رحاب و كزّ على سنانه بغلّ : هو بس بيتشطر على مَره
همسه بقلق : عمل ايه تانى ؟
مراد لسه هيتكلم قاطعته : ارجوك اتكلم بصراحه .. طالما مش عارفه ابعدك عنه يبقا ع الاقل تقولى كل حاجه.

مراد إتنهد بغلّ و حكالها اللى عمله مع رحاب و تهديده قبله و كمان حكالها صلته برحاب و اللى حصل بينهم قبل ما يقتلها

همسه بزعل : لا حول و لا قوه الا بالله .. يعنى لمجرد إنه شك إنها مراتك بجد قتلها ؟ ده معناه انه مش هيسيبك يا حبيبى
مراد : مانا قولتلك اخره يتشطّر على واحده
همسه : انت ملكش ذنب ف اللى حصلها .. ده نصيبها و بيك من غيرك كان هيحصلها
مراد بحزن : كنت فاكر إنى بحميها من عمامها طلعت برميها ف النار .. شيلتها من الموت للموت
همسه : يا حبيبى هى عمرها إنتهى .. متحمّلش نفسك فوق طاقتك ..

مراد سكت شويه بعدها إنتبه ل ليليان و حالتها اللى مش مطمناه..
مراد بقلق : قوليلى بقا ليليان مالها ؟
همسه عينيها دمّعت و إبتدت تعيط بشكل رَعبه : ماما إهدى و فهمينى
اما عياطها زاد قام بقلق : لاء انا هروح اشوفها .. انا اصلا من وقت ما جيت حاسس ان فى حاجه
قام بلهفه و همسه حاولت تمنعه بس ملحقتهوش .. دخل عند ليليان لقاها نايمه .. قعد جنبها ع السرير و ضمّها و فضل يلعب ف شعرها بهدوء لحد ما فتّحت ..

مراد بقلق : مالك يا قلب أخوكى ؟ من ساعة ما جيت و انا حاسّك مش طبيعيه
ليليان بصّت لأمها و بصّتله : مفيش انا كويسه .. بس عشان قرّبت ف تلاقينى متوتره
مراد بعدم إقتناع بصّلهم : حد فيكوا ينطق عشان انا خلاص جيبت اخرى من القلق
همسه قعدت جنبهم : هقولك ماهو انت لازم تعرف .. ليليان لو ولدت طبيعى خطر عليها .. عشان عندها القلب تعبان و طلق الولاده ف حد ذاته إجهاد ع القلب ..
مراد بسرعه : يبقا بلاها الطبيعى .. ده حتى وجع .. ما تولد قيصرى
همسه بلهفه : مش كده ؟

مراد بذهول : يعنى ايه مش كده ؟ هى مش راضيه و لا ايه ؟
بصّ ل ليليان : معترضه ليه ع القيصرى ؟
ليليان بضيق : عشان ولادى يا مراد .. القيصرى غلط عليهم .. الدكتور اما عملى الاشعه 4D قالى ان البنت زيى عندها القلب .. و القيصرى هيحتاج بنج و ده غلط عليها هيأذيها
مراد بإستغراب : تعرضى حياتك للخطر عشان حياة بنتك اللى هى اصلا لسه مبقالهاش حياه؟
ليليان بدموع : بس
مراد بحده : من غير بس .. انت إتجننتى و لا ايه ؟ ازاى يا ماما متتصرفيش و لو غصب عنها؟

وقف بقلق : هاتى رقم الدكتور اللى متابعه معاه
ليليان بدموع : يا مراد
مراد بصرامه : هاااتى
ليليان مسكت موبايلها و جابتله الرقم و هو أخده و أخد مفاتيحه و موبايله و خرج
ليليان بعتاب : عجبك كده يا ماما ؟ ليه بس تقلقيه ؟
همسه : مانا معنديش إستعداد اخسرك يا حبيبتى

مراد أخد موبايله و خرج كلّم الدكتور بتاعها و عرف إنه ف المستشفى و راحله
مراد بقلق : يعنى ايه ؟ انا مش فاهم انت مش متابعها ؟ ازاى تسيبها تاخد قرار زى ده بنفسها ؟
الدكتور : موافقتش اولّدها قيصرى .. رغم ان الخطر هيبقا نسبه مش أكيدى
مراد : كان لازم تنفّذ قرارك .. الأصح ليها تعملها بدون ما ترجعلها .. هى ام و اكيد بغريزتها زى اى ام هتختار ولادها
الدكتور : هى دكتوره و فاهمه حالتها
مراد وقف بحزم : قدامك قد ايه و تجهز تولّدها ؟

الدكتور بتفكير : و الله لو هى مستعده يبقا بكره بالكتير تكون هنا .. هنعمل التحاليل اللازمه و تدخل العمليات اخر اليوم
مراد : يبقا متفقين .. اعمل تجهيزاتك على بكره هتولّدها
الدكتور : تجيلى صايمه الصبح و هقوم باللازم

مراد اكد عليه و مشى ع البيت .. دخل و لقاهم مستنينه
همسه بقلق : روحت فين حبيبى؟
مراد بص ل ليليان و حاول يبتسم يدارى قلقه : اعمل ايه بقا ؟ كان لازم اتطمن على حبايبى الصغننين
ليليان بضيق : مراد انا كنت هستنى بس لأخر شهرى بعدها

مراد : بعدها ايه ؟ بعدها يجيلك الطبيعى و تولدى و تتعبى ؟ هينفعوكى ب ايه ولادك لو حصلك حاجه ؟
ليليان دوّرت وشها و سكتت و هو قعد جنبها و ضمّها عليه : حبيبتى احنا من غير ابهاتنا و امهاتنا و لا لينا لازمه .. هو انا اللى هقولك يعنى .. مانتى شايفه حالنا من غير أبويا و أمى كان عامل ازاى ..
اما تجيبى عيل و تتأذى انتى هيعمل ايه من غيرك ؟ ترضيله يعيش من غير اب و كمان ام ؟ ترضيله يبقا زينا ؟

ليليان نوعاً ما اقتنعت و إبتدت تهدى
مراد بهدوء : هنروح للدكتور الصبح
همسه : كويس و هو يقول
مراد : لاء ماهو خلاص قال .. إتفق معايا بكره الصبح هتروح صايمه يعملها اللازم و تولد
إتفقوا و فعلا تانى يوم مراد اخدها ع المستشفى و معاها همسه و روسيليا
الدكتور عملها اللازم و على بالليل كانت داخله العمليات
ليليان بدموع : مراد لو جرالى حاجه
مراد بحب : شششش إهدى مش هيحصل حاجه .. كلها حبه صغيره و تطلعى تدوشينا بالقرود بتوعك
اخدوها ع العمليات .. وقت كبير عدّى و الكل قلقان لحد ما طلعت صرخه هزّت قلوبهم كلهم ..
همسه راحت ناحيه الباب بلهفه و إبتسمت بدموع : من صوت البيبى ولدت صح ؟

مراد بقلق : المهم هى بس
شويه و الدكتور خرج ..
مراد بلهفه : ايه يا دكتور ؟
الدكتور بروتينيه : الحمد لله هى كويسه
همسه : يعنى مفيش قلق ؟
الدكتور : الحمد لله بس يعدى إنهارده و نتطمن اكتر
مراد : طب و البيبيهات ؟
الدكتور : هنقلهم الحضّانه نتطمن عليهم
روسيليا : هى هتفوق امتى ؟

الدكتور : هى حاليا ف غرفه الإفاقه .. شويه و تفوق و تطمنكوا بنفسها
خرجت ليليان و راحوا معاها على غرفتها .. كل هلوستها ب أبوها بعدها فاقت
ليليان فاقت مره واحده و إتنفضت بدموع : ولادى فين ؟
مراد بصّلها كتير و قرّب منها و عينيه بتلمع بدموع و...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثانية والثلاثون بقلم أسماء جمال


ليليان إبتدت تفوق : ولادى فيين ؟ جرالهم حاجه ؟
مراد قرّب عليها بدموع : حرام عليكى موتّينا من القلق عليكى ع الفاضى و انتى زى القرده اهو .. زى ما كنتى هتموّتى نفسك بسببهم ع الفاضى و هما زى القرود اهو
ليليان دمّعت قوى : كويسين يا مراد ؟
مارد إبتسم : حبيبتى اهدى .. انا لسه جاى من تحت الدكتور طمنى و الله .. و عشان تتأكدى هيطلعهوملك
روسيليا و هى بتحضنها براحه : اظن مفيش اكتر من كده يطمنك عليهم .. لو لاقدر الله فيهم حاجه مش هيطلعهوملك و انتى اكيد فاهمه ده
مارد : يعنى كنتى هتأذى نفسك من غير داعى اهو .. من الخوف و بس.


 
همسه معاهم بس دماغها بعيد .. بعيد قوى .. بتبصّلهم بشرود و دماغها مش رحماها ...عقلها عمّال وريلها ومضات شبيهه باللحظات دى .. ومضات بتظهر و تختفى من قبل حتى ما تلمحها ..
و مش عارفه اللى بتشوفها ده ومضات عدّت هى بيها و لا مجرد تخيّلات للمشهد اللى عارفه إنها عاشته قبل كده بعد ما عرفت بولادها و إنهم كانوا بردوا تؤم !!
تايهه و لمجرد توهانها كل ما تتخيّل المشهد ده إنها عاشته قبل كده تتلفّت ف ناحيه من الاوضه بتوهان و لهفه ..


 
مارد لاحظها و تقريبا من عينيها المدمّعه و توهانها قدّر يفهم حالتها ..
فقرّب منها بهدوء و من غير و لا كلمه لفّ دراعه حوالين كتفها و ضمّها على صدره و اخدها ف حضنه ..
مارد بهمس : حبيبتى
همسه صوتها إترعش : مش متخيله إنى عيشت اللحظات دى بعدها معرفتش افرح بيكوا .. ملحقتش .. ملحقتش يا مراد
مراد ضمّها اكتر بمراره : ششش اهدى ...احنا قولنا مع بعض هنعوّض اللى فاتنا .. الحمد لله إننا مهما إفترقنا رجعنا تانى
همسه صوتها إتنبح : الحمد لله ان الوحش كله عدّى .. يارب ما يجى وحش تانى و لا فراق تانى و لا يوم تانى من غيركم
مراد باس راسها اللى دافناها ف صدره : ياارب.


 
ليليان لاحظتهم ف إتعدلت ف رقدتها نص واحده : فى حاجه و لا ايه ؟ ماما مالك ؟
همسه مسحت وشها قبل ما ترفعه من حضن مراد و أخدت نَفس طويل و قامت راحت جنبها ع السرير : حبيبتى لا بس انا كنت هموت من القلق عليكى .. كنت هموت يا ليليان بسببك .. معرفتش حتى اتخيّل اى حاجه وحشه و اللى ممكن يحصلى معاها
ليليان باست إيديها : الحمد لله يا ماما عدّت و ان شاء الله مفيش حاجه وحشه تانى.


 
مراد إبتسم : هااا ؟ هتسمّيهم ايه بقا ؟
ليليان إبتسمت قووى بلمعه ف عينيها : مراد و همسه
مراد همس بإبتسامه : ماما و بابااا
همسه إبتسمت بدموع و مراد ضمّها و ليليان ضحكت : لاء اوعى تفهم غلط .. ده اكيد مش انت .. ده بابا
مراد شال مخده من جنبها و عمل نفسه هيحدفها و هى صوّتت مره واحده بضحك بعدها صرخت من الجرح ..

مهاب مع مراد العصامى ف عربيته
مراد مبتسم قوى و بيدندن مع الكاسيت :
نامت عيوون الناس والشكوى فعيووني
شووق الهوى ياناس يزيد شجووني
وياك .. وياك .. ضاع العمر وياااك ..
جيت اشتكي لك ياهووى القى حبيبي فين ؟
لقيت ماعندك دووا .. يداوي جرح أثنين
وياك .. وياك .. ضاع العمر وياك ...
مليّت من كثر الصبر .. طال انتظاري طال ..
والشوق في وسط الصدر .. سنين على ده الحال ..
وياك .. ويااك .. ضاع العمر ويااك ..


 
مهاب رفع حاجبه : ياا راايق ...ايه الروقان ده ؟
مراد إبتسم و هو لسه بيدندن
مهاب مطّ شفايفه بتريقه : ماهو انا لو مش عارفك يا عُقد كنت قولت الحكايه فيها حته طريه
مراد بغيظ : اللهى تتحرم من الحته الطريه
مهاب ضحك بصوته كله : بس يا معقّد
سكتوا شويه و مهاب بصّله قوى : ايه اللى مروّق مزاجك ع الصبح كده ؟

مراد إبتسم بشرود : مش عارف .. بس حاسس إنى مبسوط .. مجرد ان قلبى مبسوط او بارد او بيهدى شويه .. مش عارف بس اللى عارفُه ان روحى رايقه
مهاب رفع حاجبه : معلش معلش .. بكره تخف
مراد بغيظ : اللهى عقلك اللى يخف اكتر ماهو خافف


 
عند ليليان ف المستشفى ..
قعدت اسبوع ف المستشفى بعدها خرجت ع البيت .. و مراد فعلا كتبهم مراد و همسه ..

مراد قعد جنبها بيلاعب ولادها : هموّسه انتى .. بيبة خالوو .. سكريه انتى .. بونبونايه
ليليان بضحكه رقيقه : إشمعنى البت دى اللى واكله عاقلك ؟
مراد إبتسم : معرفش .. خاطفه قلبى بنت الايه دى .. تحسى البنات لهم عشق كده خاص ..
تصدقى عذرت أبوكى .. اهو انا دلوقت عرفت ليه كان بيتهوس بيكى
ليليان دمّعت : انت بردوا لسه مصمم ان بابا كان بيحبنى اكتر ؟

مراد إبتسم : ساعة الحادثه اما فوقت كل اللى كنت فاكروه إنه كان مزعلنى و ضاربنى عشانك
ليليان : اكيد كنت عاملى مصيبه
مراد ضحك : اكييد
ليليان بغيظ : تصدق تستاهل
مراد ضحك اووى و هى كمان و همسه دخلت عليهم و إبتدوا يتنططوا بفرحه كإنهم لأول مره يفرحوا ..

مراد و هو لسه بيلاعبهم : على فكره يا لولى .. انا عملتلك ورق ب إسم جديد .. عشان شهادات العيال دى .. عملتلك ورق تبنّى ب إسم عبدالله أبو مصطفى زيي .. ليليان عبدالله .. عشان بعد كده يبقا سهل الإسم يتعدّل اما إسمك يتصحح
ليليان بحزن : انت لسه موصلتش لحاجه عن بابا ؟
مراد ببرود : لاء
ليليان : هنوصله صح ؟
مراد بهدوء : ان شاء الله متشغليش بالك انتى
ليليان إتنهدت و سكتت ..

مراد إداها الباسبور بتاعها بالإسم الجديد و هى بصّت فيه و همست : عقبال ما يبقا ليليان مرااد !!

مراد قعد مع ليليان اسبوع كمان لحد ما غالبا بقت كويسه و إتطمن عليها .. بعدها قرر يسافر
همسه بدموع : بردوا هتعمل اللى ف دماغك ؟
مراد : حبيبتى ده شغلى
همسه : شغلك و لا شغل زفت عاصم ؟ لو شغلك طب ليه بتقول إنك هتقفل تليفونك ؟
مراد : حبيبة قلبى شغلى و الله .. بعدين عاصم خلاص معتش يلزمنى ادوّر وراه ..
انا تقريبا عرفت عنه كل حاجه .. و وصلت لكل اللى عايز أوصله عنه .. خلاص بقا هشتغل ع اللى وصلتله خلينا نخلص
همسه بغموض : وصلت للى عايز توصلّه عنه ؟

مراد هزّ راسه و سكت و هى سكتت شويه : انت عرفت حاجه عن أبوك ؟
بصّتله بترقّب و مراد إتنهّد بصوت عالى و اخد نَفس طويل قوى و خرّجه مره واحده ..

اخر اليوم سلّم عليها و على ليليان و ولادها اللى فضل يلاعبهم كتير و سافر على مصر ..

ريهام : انتى غلطتى يا غرام من الاول .. كان لازم تراجعى نفسك مره و اتنين قبل ما تقعى فيه
غرام بضيق : انا مش بحكيلك عشان تأنبينى .. انا مخنوقه لوحدى
ريهام : انتى اللى عملتى ف نفسك كده
غرام بضيق : عملت ف نفسى ايه ؟ انا حبيته على فكره
ريهام : و تفتكرى ده كان كفايه عشان تفكرى ف الجواز .. لاء و انتى اللى تاخدى خطوه زى دى و تكلميه .. اهو إتنمرد عليكى
غرام : هو مقالش حاجه.

ريهام بإصرار : و الله رد فعله واضح و صريح .. انتى بس اللى مش عايزه تشوفيه .. عايزه تفضلى تضحكى على نفسك .. او حبك له هو اللى عاميكى
يا بنتى الحب مش سبب كافي للجواز على فكره .. انتى ممكن تكونى بتحبيه و ممكن هو بيحبك اكتر كمان .. بس ده مش شرط إنك تتجوزيه .. الحب مش معناه إنه يقدر يبني بيت و اسره ..
ساعات كتير الشخص اللي بنبقى معاه بيبقى فعلا بيحبنا و بنحبه بس ده مش كافي علشان نبني بيت مع بعض .. فيه مقايس تانية ..
زي مثلا هو شخص سوي نفسيا و عقليا .. يقدر يقيم اسره و يشيل مسؤليتها ؟

هو شخص مغرور مش بيحب غير نفسه و بس ؟ مش بخيل ؟ عنده قدرة على تحمل المسؤلية ولا ﻷ ؟ كل دي اسئلة لازم يتجاوب عليها ..
الجواز هو نتيجة معادلة مكوّنة من الحب زائد حاجات كتير .. و دي المشكلة اللي بيقع فيها كتير من الناس دلوقتي زى مانتى وقعتى اهو فيها ..
بيفتكروا ان الحب كفاية و ده غلط .. ده مجرد عمود من عواميد كتير بيتقام بيها البيت اللى هيجمعكوا .. عواميد لو وقعت هو كمان لوحده هيقع مهما كان ..
علشان كده بنشوف جوازات بتبوظ مع ان الطرفين واخدين بعض عن حب و عشق لسنين و سنين ..
إظبطى معادلة الجواز صح ..الحب لوحده مش كفاية ..

يا تعرفى ازاى تبقى معاه يا تزهدى فيه و تشيليه من دماغك و تكملى حياتك
إنما ماتعيشيش متعلقه بين السما و اﻻرض ..
بين السما و اﻻرض مكان حلو اوى نتوه و نحلم فيه ..
لكن ف الحب مينفعش !
ف الحب يا سما يا ارض ، يا جنه يا نار ..
بين البينين ده ف الحب إسمه خيبه .. ف متبقيش بئا خايبه ..
غرام سكتت بضيق لإنها عارفه ان كلامها اصح من انه يترد عليه

مارد نزل مصر على سينا .. إبتدى تدريباته .. كان بيغرّق نفسه اكتر ف التدريبات
شهرين بيجهّز نفسه .. خضع للاختبارات اللى حطّوه تحتها قبل ما يتعاملوا مع القضيه ..
تمارين و ازاى يتعامل مع الطياره لو إتحدف عليها ناسف او صاروخ و ازاى يتفادى ده .. التعامل مع المنظمه بالنفق هيبقا بالقصف بالطيارت ف لازم يبقا مستعد ..

خلص تدريباته و بقا مستعد لفتح القضيه و الشغل عليها
و كانوا وفرّوله الفريق اللى هو إختاره بالقياده و إجتمعوا اول اجتماع للقضيه و لحد اللحظه دى مكنش حد يعرف حاجه عن القضيه نهائياً ..

يحيي بذهول : نهارك اسود يا مارد .. وصلت لكل ده ازاى ؟
مراد بجمود : مش مهم ازاى .. المهم نبتدى .. انا قعدت مع رئاسة الجهاز و مفتحش القضيه إلا اما انا اتدرب الاول و ابقى مُجهّز لأى حاجه .. عشان اما نفتحها نبقا مستعدين لأى وقت .. ميبقاش فى حاجز
يحيي ب إصرار : بردوا عرفت كل ده ازاى ؟
مراد بصّله و سكت و يحيي نفخ بغضب : انت دخلت وسط الناس دى بقا .. ماهو مفيش حد هيعرف يوصّلك كل ده .. لازم بنفسك
مراد ببرود : تماام
يحيي وقف بعنف : انت إتجننت ؟ بترمى نفسك ف النار ؟ إفرض جرالك حاجه ؟ كشفوك .. صفّوك .. ولعوا فيك بجاز وسخ حتى .. يبقا محدش يعرفلك سكه ؟
مراد ببرود : انا عارف انا بعمل ايه كويس.

يحيي : لاء مش عارف .. ناس بالحجم ده مينفعش معاهم التهور .. لازم تستخدم عقلك
مراد وقف قصاده و همس بنبره جامده : زى ما انتوا إستخدمتوا معاهم عقلكوا قبل كده ؟
يحيي نفخ بغضب و مراد رجع قعد ببرود : متهيألى بلاش انت اللى تتكلم عن العقل .. عشان كان اولى تعمل انت ده
يحيي بضيق : و مين قالك معملناش كده ؟
مراد سكت بغلّ : و عقلكوا ده اللى نفّد عاصم من تحت إيديكوا .. و عقلكوا ده اللى خلّاه إتوغّل بالشكل ده .. و عقلكوا بردوا عمل اللى اسوأ من ده ..
و طالما جربتوها بالعقل و مجابتش نتيجه يبقا خلينا نجيبها من تانى ناحيه ..

يحيي لسه هيرد مراد قاطعه : انا مش جاى اتكلم ف حاجه عدّت .. اللى عملته خلاص خلص و مش ندمان عليه .. و ااه لعلمك انا اللى كشفت نفسى قدام عاصم بعد ما خرجت من وسطهم
يحيي بغيظ : كمااان ؟
مراد ببرود : انا وعدته مش هخاف .. و هدفّعه تمن كل خوف شوفته بسببه
يحيي بصّله كتير : انت ايه اللى بينك و بين عاصم بالظبط ؟
مارد لسه هيتكلم يحيي قاطعه : و ارجوك من غير كدب .. انا مش مقتنع بحوار إنك كان مطلوب منك معلومات من قلب المنظمه بتاعته و هو عرف و أذاك ف رحاب و بالتالى بتاخد حقك ..

حاسس ان فى حاجه تانيه .. و اكبر من كده
مراد بجمود : مفيش .. و هو قتل رحاب هيّن ؟
يحيي : بس ليه ترمى نفسك للهلاك لما كان ممكن تقتله و تخلص ؟ ليه دوّرت وراه ؟ كنت عايز تعرف عنه ايه قبل ما تموته ؟
مراد سكت كتير : نتكلم بقا ف القضيه ..

يحيي حس ان مراد وراه حاجه .. فى سبب غير اللى قاله و قرر يسيبه اما يقوله ..
إجتمع بيه و كان معاهم مصطفى و اسر و عمار و محمد عصام و ايوب و حمزه و اياد
مراد بهدوء : ف البدايه كده حابب اقول كلمتين عشان محدش يرجع يلومنى ف حاجه ..
القضيه دى شخصيه .. يعنى محدش مجبر ع الشغل عليها ... اللى عايز فيكوا ينسحب مش هلوم عليه ..
الموضوع مش سهل و مش هيسكتوا .. يعنى اللى مش مستعد لمجرد المخاطره ينسحب و مفهاش زعل ..

مصطفى رفع إيده بهزار : انا بقول اخلع انا
مراد حدفه بالملف اللى قدامه بغيظ و هو ضحك ..
اسر : انت اهبل .. من امتى بتتخلى عن حد عشان نسيبك ف ليله زى دى لوحدك ؟
مراد بصّلهم كلهم واحد واحد و الكل أكّد على كلامه و مراد إبتسم ب إمتنان لموقفهم ..
إبتدوا يحطّوا خطواتهم و يرتبوها و يدرسوا فيها و اللى على اساسها هيشتغلوا الفتره الجايه ..

مراد : كده تقريبا إتفقنا على مسار القضيه و الامور هتمشى الفتره الجايه ازاى .. و مش محتاج اقول كل واحد ياخد باله من نفسه و ياخد احتياطاته
يحيي بغيظ : و الله قول لنفسك مش لينا
مراد ببرود : لاء انا بقوله لهم هما .. اما انت هقولك حاجه تانيه خالص
يحيي بغيظ : يلا إدينى الاوامر يلااا
مراد بجمود : مش محتاج اقولك ان الشغل ع القضيه بشكل سرّى بحت .. محدش يلمح سيرة ان فى قضيه من اصله
يحيي بغيظ : اذا كان انت قولت لعاصم نفسه .. خايف ان مين يعرف بقا ؟

مراد إرتبك : اى حد .. اى حد اياً كان .. اى حد خارج اللى ع الترابيزه دى مهما كان ..
يحيي بحزن بجد إترسم على وشه : اه بس فى حد مخصوص لازم يعرف .. و لازم يبقا معانا .. حتى عشان
مارد قاطعه بحده : و لا الهوا اللى برا الغرفه دى ياخد خبر !
يحيي بذهول : و ده ليه ان شاء الله ؟
مراد سكت شويه بتهتهه : يعنى اعتقد ان القضيه من اساسها خيانة صاحب لصاحبه .. ف لازم يبقا فى كل الاحتمالات حتى لو من أخويا
يحيي بصّله قوى و هو نفخ و سكت ..

خلّصوا إجتماعهم و مشيوا و مراد شرد بغموض و ضيق ....
لحد ما قاطعه رن موبايله من ليليان
مراد إبتسم : قلب خالووو
ليليان بغيظ : ده انا على فكره
مراد : لاء انا عايز قوليبى من جوه اكلمهم .. بت هما مبيكلمونيش ليه ؟
ليليان بغيظ : لاء اصلهم مخاصمينك ف مش مستنضفين يكلموك
مراد ضحك اوى و هى كمان
بعدها سكتت شويه : مراد مفييش اخبار عن بابا ؟

مراد ملامحه إتغيّرت و حاول يبان طبيعى بس معرفش ف إتكلم بجمود : لاء
ليليان بضيق من لهجته : مراد انت نازل عشان بابا مش القضيه على فكره
مراد بغضب مكتوم : لاء عشان القضيه .. القضيه دى حقى و حقك و حق أمى و حق اللى إتعمل فينا و حق فرقتنا و عذاب السنين دى كلها
ليليان بزعل من كلامه : و حق بابا على فكره
مراد بحده : و الله اعرف ان اللى له حق يدوّر عليه مش يرميه
ليليان بغضب : محدش رمانا .. بابا ميعملش كده .. هيبقا عارف باللى حصلنا او حتى شاكك و هيسيبنا ؟ انت مصدق الزفت عاصم ده ؟

مراد : يولعوا ف بعض .. ماليش ف اللى بينهم .. انا ليا ف اللى بينا انا و زفت
ليليان بهجوم : مين دول اللى يولعوا ف بعض ؟ انت إتجننت ؟ انت ازاى تتكلم عن بابا بالشكل ده ؟ ازاى اصلا تصدق فيه حرف من الهبل اللى إتقال ده ؟
مراد بعنف : امال إتجوز أمك بعد طلاقها من عاصم ب شهرين تلاته و ف اقل من سنه كان مخلف ازاى ؟
ايييه جابنا تيكاواى ؟ ده لو كان فى جواز اصلا قبل ولادتنا ! و لو فى جواز قبل ولادتنا ده معناه إنه يدوب كانت متطلقه من عاصم بشهرين تلاته ..
حصل ازاى ؟ هااااا؟ واحده متطلقه و إبنها إتقتل ف حضنها ف اقل من شهرين تلاته تتجوز ليييه ؟ ليه بالسرعه دى ؟
ليليان بصدمه : هو انت عرفت حاجه عن بابا ؟ وصلتله ؟

مراد بضيق : لاء
ليليان بحده : امال عرفت ده كله ازاى ؟
مراد نفخ و سكت شويه : من زفت عاصم
ليليان بغضب : و هو هيقولك ايه غير كده ؟ هيدافع عن نفسه ازاى قدامك ؟
خصوصا إنه عرف إنك رافع عليه قضيه .. هاااا ؟ هيقولك اه معلش بقا اصل كنت عايز أمك ف كلمتين ف أخدتها و رميتكوا ...

انت مصدقُه ؟ اذا كان أمك عاشت معاه السنين دى كلها مبتصدقش حرف منه
مراد ببرود : الله اعلم بقاا
ليليان بعنف : انت إتجننت بقا .. على كده انت مش بتدوّر علي بابا ؟ مش عايز توصله ؟ انا عايزه بابا يا مراد
مراد ببرود : ربنا يسهّل
ليليان بدموع : ماشى يا مراد بس انت وعدتنى إنك هتدوّرلى على أبويا حتى من قبل ما نبقا خوات و لو معملتش ده انا عمرى ما هسامحك
قفلت ف وشه بعنف و إبتدت تعيط .. بعدها وقفت بجمود و مسحت دموعها و طلعت الباسبور بتاعها اللى ب أسمها الجديد و فضلت كتير تبص فيه
و الاخر مسكت تليفونها عملت كام تليفون و بعدها إبتسمت بحماس : ماشى يا مرااد.

عدّى يومين و ليليان بتتجنّب مراد و بتستعد بغموض ..
همسه بضيق : مصر ايه اللى انتى عايزه تنزليها يا ليليان ؟ انتى عارفه ايه اللى ممكن يحصل لو نزلتى ؟
ليليان ببرود : مش هيحصل اسوء من اللى حصل و بيحصل .. هيحصل ايه يعنى تانى ؟
همسه بغضب : لاء هيحصل و كتير كمان .. لازم تخافى على نفسك و لو مش عشانك ع الاقل عشان ولادك
ليليان بصّت لولادها شويه بقلق بعدها إتصنّعت البرود : متخافيش اللى ربنا عايزوه هو اللى هيكون
همسه بضيق : طب و أخوكى ؟

ليليان ببرود : ماله ؟
همسه : هيرضى بمخاطره زى دى منك؟
ليليان : يبقا مش هقوله إلا اما نزل
روسيليا من وراها : و هتقعدى فين بقا ان شاء الله اما مش هتقوليله ؟
ليليان : انا قولت مش هقوله لحد ما انزل .. يعنى اكيد اول ما هبقى هناك هعرّفه .. بعدين إتطمنى عمو عبدالله ف مصر و فاطمه هاقعد معاهم
روسيليا بقلق : ليليان انتى شايفه اما بس حاولتى قبل كده تنزلى حصل ايه ؟
ليليان ب إصرار : هنزل ب إسمى الجديد اللى ع الباسبورات بتاعتى انا و ولادى
همسه بحده : ده انتى مرتبه بقا ؟

ليليان بإندفاع : ماهو انا مش هفضل قاعده هنا و معرفش حاجه عن أبويا و لا اعرفه نفسه .. لاء و كمان إبنك بيختفى و يرجع و محدش يعرفه فين ..
انا خاطرت من الاول عشان أبويا .. عشان اوصلّه مش عشان استخبى هنا
روسيليا : حبيبتى تنزلى تشوفى بنفسك ده كان الاول اما كنتى لوحدك .. لكن دلوقت معاكى أخوكى ربنا يخليهولك هو هيعمل كل حاجه بنفسه ..
همسه : و اكيد اما يوصل لحاجه هيقولك
ليليان بصّتلها قوى : متأكده ؟ متأكده إنه اما يوصل لبابا هيقول
همسه إرتبكت : تقصدى ايه ؟

ليليان بدموع حبستها : و الله معرفش .. شوفى البيه اللى كنتى متجوزاه قال ايه لإبنك عن بابا و خلّاه إتقلب عليه .. و إبنك بيتكلم ازاى عن بابا بسبب السم اللى بخّه فيه
همسه : حبيبتى هو
ليليان بزهق : لو سمحتى انا مش عبيطه .. مراد جاى المرادى متغير و انتى ملاحظه ده ..
مش ده مراد اللى كان هيتجنن على أبوه من و هو عيل .. و اما اسأله يهرب بعينيه و كأنه بيكذب و يهرب ف الكلام.

همسه إتوترت و سكتت و ليليان إبتدت تعيط بحرقه : انا عمرى ما اصدق ف أبويا حرف واحد وحش مش كلمه ..
احنا ولاد حلال و مش وحشين و اكيد مش هنبقى جايبينه من برا ..
أبويا ده انضف من ان كلب زى عاصم ده يجيب سيرته ..
همسه قامت جنبها بحنيه : حبيبتى انتى ام .. يعنى لازم تخافى على ولادك ..
بعد الشر الف مره انتى مجربتيش احساس ان ولادك يتأذوا او يبعدوا عن حضنك ..
صدقينى ده اسوأ كابوس ممكن يتعاش .. دى حاجه كده عامله زى قطع حته من الجسم ع البارد من غير مخدر من غير رحمه .. لازم تعملى حسابهم بعد كده ف كل خطوه .. ربنا ما يوريكى اللى ورّاهولى

امها سابتها و قامت و هى قعدت تفكر و تفكر بس خلاص كانت اخدت قرارها ..

مراد العصامى مجتمع بالفريق اللى تحت إيده و بيشتغلوا ..
كان فى مؤسسه إقتحموها قبل كده يجيبوا معلومات تخصّهم بس إتقبض على باسم من فريقه
مازن : انت بردوا هتسافر معانا ؟
مراد هزّ راسه : ورايا ايه يعنى ؟ اهو ع الاقل لو حد إتعك تانى الحقه
رؤيه بحب : ما عنك انت يا ميكس الطلعه دى
مراد : لاء
مازن : بصراحه السفريه اللى بتجمعنا بنتكيّف
مراد بغيظ : لاء احنا طالعين شغل مش فرح أبوك

كلهم ضحكوا و مراد وزّع عليهم ادوارهم
يومين و كانوا سافروا على مكان المؤسسه و اللى هو كان مدينه باتايا ف تايلانداا ..

مراد شكّل باقى فريقه و اصرّ يسافر معاهم يجيبه بنفسه .. كعادته مع اى حد فيهم .. مبيسمحش إن حد منهم يتأذى حتى لو على روحه ..

ليليان صبحت تانى يوم اخر النهار لبست و جهّزت ولادها
همسه ب إستغراب : انتى رايحه فيين يا ليليان ؟
ليليان إرتبكت : المستشفى
همسه : ايه ؟ طب ليه ؟
ليليان : انتى عارفه إنى اعرف كذا حد من زمايلى شغالين هنا و هما قالولى لو عايزه تنزلى معانا هنشوفلك مكان .. فقولت اما انزل اشوف
همسه ضيّقت عينيها : بالليل كده ؟
ليليان إتوترت : هااا .. اهو الدكتور اللى هقابله موجود هناك دلوقت
همسه بشك : و واخده همسه و مراد معاكى ليه اما انتى رايحه ف شغل ؟

ليليان بضيق : خلاص يا ماما كل دى اسئله ؟ اكيد عشان لو عيطوا و انا مش موجوده .. بعدين هيبقى معايا حد متقلقيش
همسه بقلق : طب هتتأخرى يا حبيبتى ؟
ليليان بشرود : إدعيلى بس
همسه قلبها إتقبض مره واحده و بصّتلها قوى و ليليان إبتسمت بتوتر و سلّمت عليها و على روسيليا و اخدت ولادها و نزلت و سابتهم الاتنين ف حيره ..

مراد العصامى راح و فعلا قدر يقتحم السجون هناك و يخرّج باسم من هناك
و كانوا مرتبين هيخرجوا من البلد هناك بباخره هتتحرك من جزيره باتايا
و فعلا اخدوا الباخره و إبتدوا يتحركوا و يبعدوا عن البلد

ليليان اول ما نزلت إتنفّست جامد و كلّمت رضوى صاحبتها اللى كانت مستنياها تحت بالعربيه ..
ركبت معاها بسرعه و اخدتها و مشيت
رضوى بقلق : ليليو انتى متأكده من الخطوه دى و لا إستعجلتى ؟
ليليان : لاء مستعجلتش انا اصلا كان لازم اخدها من زمان بس منهم لله اللى كانوا السبب
رضوى : بس انتى قولتيلى ان مراد أخوكى فتح قضيه للى إسمه زفت ده .. يعنى وجودك هناك اكيد خطر عليكى
ليليان بعِند : مش مهم.. المهم ألقى أبويا .. مراد مش هيدوّر .. بقى المهم عنده القضيه
رضوى : و هو انتى لوحدك من غير مراد هتعرفى توصليله يا ليليان ؟

و هتدورى ازاى و تبدأى منين ؟ انتى عارفه مصر فيها كام مليون ؟ و الكام مليون دول فيهم كام مراد !!
ليليان ب إصرار : بوجودى جنب مراد هجبره يدوّر .. و لو وصل لحاجه غصب عنه مش هيعرف يخبّى عليا طول مانا جنبه ..
و بعدين انا لو اطول الفّ على كل مراد ف البلد هعملها مادام ده هيوصّلنى ب بابا ..
رضوى : ربنا يسهلك يا ستى .. بس مش عارفه ليه رأيى إنه كان لازم تستنى مراد يعرف
ليليان بحده : لاء و لو حد عرف منك قبل ما انا اقول هزعل بجد.

رضوى : ماشى و ابقى طمنينى اما توصلى
ليليان : حاضر
بعدها إنتبهت و حطت إيدها على رقبتها و نفخت بضيق : يووه نسيت السلسله بتاعتى
رضوى ضحكت : سلسلة المراد ؟ أديكى رايحه لمراد نفسه يبقى يجبلك بدالها
ليليان إبتسمت من مجرد السيره و قلبها دق قوى : ياارب

وصلوا المطار و رضوى وصّلتها و مشيت و هى دخلت
خلّصت الإجراءات بخوف لا تتمنع تانى بس المرادى غير عشان داخله ب إسم ليليان عبدالله مَهد نُصير .. ب إسم والد مصطفى
إتنفست براحه اول ما عدّت و دخلت بحماس و إبتدت تستعد لرحلتها ..
و برغم كل الفرحه اللى جواها من الخطوه دى و الحماس اللى عندها للى جاى إلا ان قلبها مقبوض قوى و إتقبض اكتر اول ما دخلت المطار و مش عارفه ليه ..
بس فسرت ده ب إنها عشان كدبت على أمها و روسيليا و هيقلقوا عليها اول ما تبتدى تأخر لحد ما تكلمهم ..
او يمكن عشان خبّت على مراد أخوها و هى مش متعوده تخبى عنه حاجه و قلقانه من رده فعله هو دلوقت اخ مش صاحب ..

جات معاد طيارتها و طلعت بحماس و حاولت تشغل نفسها عن القبضه دى اللى بتزيد
الطياره طلعت و هى نِفسها لو تسبقها ع البلد اللى ياما حلمت و حلمت تروحها
عماله ترسم الف مشهد و مشهد للُقاها بأبوها و كل ما تتخيل تبتسم بحماس و كإنها اول ما توصل هتلاقيه مستنيها ..
قطع تفكيرها صوت ربكه ف الطياره و حركه غريبه ..

فصلت السماعه من ودنها و هنا شافت الموقف بوضوح ..
دربكه و المضيفين رايحين جايين بتوتر و إزعاج ..
شويه و الطياره إبتدت تتحرك حركات عشوائيه بشكل مزعج ..
الناس إبتدت تتفزع و منهم اللى بيصوّت و يعيط
و زاد قلقهم حد من المضيفين طلع بقلق واضح :
حصل فشل ف الانظمه الهيدروليكيه للطياره و لو بالشكل ده مش هنوصل ..
الناس إتفزعت اكتر و إبتدى الجو يكتأب
المضيفه بتحاول تطمنهم : احنا بنحاول .. بس ك حل اخير هنضطر نعمل هبوط إضطرارى ف اقرب مطار و بعدها نتصرف و ساعتها هنفهّمكم هنعمل ايه
و إبتدت تشرح هينزلوا ازاى و يتعاملوا ازاى مع الوضع

ليليان بتلقائيه إيديها راحت على ولادها شالتهم من العجله بتاعتهم و ضمّتهم على صدرها قوى ..
لحظة ندم سيطرت عليها من قرارها ده و إبتدت دموعها تنزل قوى ع الحلم اللى كل ما يقرّب تيجى قوة دفع تبعده

شويه و الحركه بتزيد بجنون و الطياره شويه شويه بتفقد توازنها و إبتدت تختل
عليت صفارات الانذار من كل ركن ف الطياره و الناس هنا فقدت اعصابها و الكل إبتدى يصوّت بهيستريا من الموت اللى بقا محتوم خلاص
ليليان مسكت موبايلها بتلقائيه و إبتدت تعيط بحرقه .. جابت نظام رسوم التجوال الدولى و منه دخلت على خدمات الجوال ف بلدك و حطّت السماعه
مراد أخوها فتح عليها و اما سمع عياطها إتفزع : في ايه حبيبتى ؟ انتى
قطع كلمته من الصوت العالى و كمية الصويت دى و العياط حواليها
مراد برعب : ليليان فى ايه ؟ ردى عليا يا حبيبتى .. فيكوا ايه ؟ أمك فيها حاجه ؟

ليليان بقهره : لاء انا و ولادى
مراد قلبه وقع ف رجله و زى اللى إتلجّم
ليليان بدموع : سامحنى يا مراد و النبى .. متزعلش منى .. مكنش قصدى اخرج من وراك
مراد من الاصوات اللى حواليها و كلامها بيفهم الوضع شويه بشويه
مراد برعب : إهدى إهدى .. انتى كويسه مفيش حاجه .. ده قلق بس
ليليان بدموع : لاء هنموت .. الطياره بتقع يا مراد
مراد غمض عينيه بهلع : إهدى .. اكيد الطيار هيهبط بيكوا ف اقرب مطار
ليليان : قالولنا هيعمل كده .. بس الطياره مش هتكمّل لأى مطار
و هنا جاه صوت ف الميكروفون لمجرد ان صريخهم عالى و محدش هيسمع.

المضيفه : احنا هنضطر نعمل Ditching و ده يعنى هبوط ع الماء .. من حسن حظنا احنا قريبين من جزيرة باتايا .. هنضطر نهبط و الطياره من الحجم المتوسط اللى هتستحمل الهبوط ع المايه ..
بعدها تتعاملوا مع المايه و احنا بعتنا إشاره لاقرب مطار و هما هناك بلّغوا .. و هتتبعت قوات ف اقرب وقت و يلحقوا الموقف و يساعدونا
مراد أخوها سمع المضيفه و تقريبا قدر يجمّع الموقف كله .. بيحاول يطمنها مع إنه نفسه مش متطمن .. عارف ان حتى لو هى خرجت من الموقف ولادها لاء مستحيل..
غمض عينيه بوجع و رايح جاى زى المجنون لمجرد إنه مش معاها .. و لا حتى قريب منها هيعرف يلحقها .. هو اصلا كان لسه مسافر من كام ساعه بس برا مصر ف مهمه.

مراد بيحاول يطمنها : حبيبتى اهدى .. اعملى اللى هقولك عليه بس انتى و جمّدى قلبك .. و هما طالما بعتوا إشاره يبقا بمجرد ما هتنزلوا هتلاقوا نجده ..
ليليان هزتّ راسها بعنف لمجرد إنها جوه الموقف : لالا هنموت .. مراد انت مسامحنى صح ؟ و النبى ما تزعل منى .. و قول ل بابا إنى بحبه قوى .. قوى قووى يا مراد .. قوله إنى إتوجعت قوى من غيره .. اوصفله قد ايه كان واحشنى
مراد : مسامحك يا قلب أخوكى .. إهدى انتى بس و النبى.

مارد إبتدت دموعه تنزل و هو بيشرحلها تعمل ايه و تتعامل ازاى مع الموقف بصوت مخنوق بالعياط

اجراس الإنذار ف الطياره للهبوط عليت اوى لدرجة انها بتشق ضلمة الليل و سكون المايه و صوت الصريخ ابتدى يهز المكان

مراد العصامى مره واحده إتفزع ف الباخره اللى كانت إتحركت جوه جزيرو باتايا و قلبه إتقبض بعنف ..
كريم و هو بيقرّب منه : ايه ده فى ايه ؟
مراد بقبضه : شكل فى طياره إضطرت تعمل هبوط
رؤيه : استر ياارب
مازن بقلق : هبوط ايه ؟ دى هتتدمر
الكل طلع على سطح الباخره و نظره واحده لفوق و لمنظر الطياره خلّتهم يفهموا الوضع.

كريم : انا هكلم القبطان يتحرك ف إتجاه مخالف و بسرعه.. الوضع مش مطمئن
مراد شدّه بسرعه : لالا إستنى
منى : هتستنى ايه يا مراد ؟ مش هنعرف نعملهم حاجه .. الطياره فعلا هتتدمر
مراد قلبه إتعصر مره واحده و الدموع إتجمّعت بسرعه ف عينيه ..
حطّ إيده بتلقائيه على قلبه و شاورلهم بعنف : اللى عايز يمشى يتفضل .. انا مش همشى .. مش هتحرك
مراد عينيه متعلقه ع الطياره اللى فعلا بتقرّب من المايه بسرعه مفزعه .. و على الرغم من بُعدها منهم بمسافه كبيره جدا إلا إنهم لامحينها ..
جاب جهاز رصد من جوه كان معاه و إبتدى يراقب الوضع.

بنفس العنف اللى الطياره بتهبط بيه لتحت حاجه جواه بتشده لعندها فوق .. صوت الصريخ راعش قلبه

و فجأه و على إرتفاع عالى من المايه الطياره نزلت بعنف على سطح المايه .. و ده كان كفيل يطيّر اجزاء منها ف كل حته ..
إتفتحت ابواب الطوارئ و المنافذ الإضطراريه فيها و الطياره شويه شويه بتتشد لتحت و الكل بيخرج بجنون منها
ليليان هنا صرخت بصوتها كله برعب ..
صرخت الصرخه اللى وقّعت معاها قلبين .. قلب المرادين .. مراد أخوها اللى كان لسه ع التليفون رايح جاى برعب و مراد التانى اللى ع الباخره رايح جاى بفزع.

مراد أخوها : ليليان إهتمى بنفسك انتى .. انتى اولى .. لازم تنجدى نفسك .. إتمسّكى بحياتك
و للإسف لحد هنا و الخط قطع .. مراد كان عايز يقولها ان ولادها كده كده صعب تطلع بيهم ان مكنش مستحيل .. ف لازم تنجد نفسها بس ملحقش او بمعنى أصح قلبه لجّم لسانه ف مطاوعهوش
مارد لحظة جنون سيطرت عليه .. عمال يدبّ بإيده بكل قوته على كل حاجه بمنتهى العنف .. بيصرخ بجنون بصوته كله.

مراد العصامى هنا لمح الطياره بتغرق و المايه بتشدّها لتحت بعنف .. صوت الصريخ بيهزّ المكان ...ريحة الموت ف كل حته حواليهم
الموت معاه دايما و حواليه بحكم شغله .. ملازمه بحكم إنه فاكروه اخد منه الحبايب .. متعوّد عليه
بس ليه هنا راعبُه ؟ فازعُه.. خالع قلبه .. لأول رمه يبقى خايف منه .. مخلّى جسمه كله بيتنفض .. عايز يسبق الميه و يروح لعندهم .. كإنه روحه بترفرف على وليفها ..
شاور لمازن اللى كان سبقه اصلا للقبطان اللى معاهم و إداله امر يقرّب منهم .. و مهما القبطان حاول يعترض إلا إنه مسمعلوش
مراد بعنف : يا تتحركوا لعندهم يا هنزل بنفسى و لوحدى
الكل وافق و فعلا الباخره إبتدت تتحرك ناحيتهم.

ليليان اول ما الطياره إتهبدت من الارتفاع ده ع المايه للإسف ولادها فكّوا من حضنها بسبب قوة الدفع ..
بتتلفّت حواليها بجنون .. بتكبّش ف كل حاجه تقابلها .. لمحتهم من على بُعد منها بينزلوا شويه شويه تحت المايه لحد ما إختفوا قدام عينيها للإبد
صرخت بجنون ام شافت ضناها بيفارقها و يفارق الدنيا قدام عينيها : همسه ... مغااااااااد !

مراد من هزّة جسمه ع الصوت زى اللى حد صعقه بكهربا .. الصوت كهرب جسمه .. الصوت كإنه دخل جواه نفض قلبه ..
كان خلاص قرّب اوى منهم لحد ما بقا تقريبا ف وسط الحدث ..
بس للإسف كان الكل إختفى تحت المايه و اللى مات من الرعب و الخوف و اللى جسمه إبتدى يطوف على وش الميه و روحه فارقت
نزل بجنون من الهلع اللى ف المنظر قدامه و إبتدى يتحرك بعشوائيه ف المايه .. حاجه بتشدّه من قلبه و بيتحرك معاها بإستسلام لعندها ..
مازن نزل وراه و رؤيه و كريم و منى و باقى اللى معاهم .. و هو جسمه بيسابق المايه على روحه اللى بتشدّه شويه شويه ناحيتها
لمحها من بعيد ....
بتصرخ بصوتها كلها بمنتهى الحُرقه و بكل المراره اللى جواها من كل حاجه عدّت عليها حتى قبل دى : همسه ..مغاااااااااد !

الكل راح ناحية الصوت و شافوها من قلب الجثث بتتحرك بتوهان .. عينيها بتغمض و تفتّح بعنف .. إبتدت يغمى عليها و بتقاوم بالعافيه
مراد شاور عليها بس مقدرش ينطق .. زى ما يكون حاجه عصرت لسانه زى ما عصرت قلبه
الكل إنتبه لها و إتحركوا ناحيتها و مازن ميّل عليها شالها من المايه على اخر لحظه قبل ما يغمى عليها و تختفى لتحت المايه و ده كان ف نفس اللحظه اللى مراد مدّلها إيده من جنبها التانى و بيرفعها
رفعوها قصد بعض و هى بيغمى عليها ..

و تفتّح و تغمض و من وسط توهانها عينيها جات ف عيون مرادها اللى كان شايلها
قلبها اللى على صدره دق بعنف .. دق لدرجة خلّت دقات قلبها تسمّع ف صدره كأن حد بيضربه بلكاكيم ف صدره
مراد إتنفض بمجرد ما وشه قرّب من وشها ..
بصّ ف عينيها قوى اللى رغم إنها كانت بتغمّض بإغماء إلا إنها لونها إتقلب بتلقائيه للرمادى .. لون مرادها ...

مراد بصّلها قوى و لاحظ قلبّة عينيها ف نفس اللحظه اللى عينيه برغم الخوف و الحزن المسيطر عليه و عالموقف إلا انها قلبت لنفس اللون

و العيون اللى بقالها اكتر من 19 سنه بتتمنى تتلاقى يوم .. إتقابلت ف نظره طووويله .. طووووويله قووى .. نظره اطول من ال 19 سنه دول بكل حرمانهم و لهفتهم...
ليليان و هى بتفقد اخر قدرتها على مقاومة إنه يغمى عليها همست بتوهان : مراااد .. همسه .. همسه ... مرااااد ... !!!!!!

مراد بصّلها قووووى و عينيه تقريبا إتجمّدت و جسمه من دق قلبها العنيف بيتنفض و هى راسها اللى على صدره بتتحرك من قوة دقات قلبه و ف لحظه فجأه كان...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثالثة والثلاثون بقلم أسماء جمال


مراد نزل وسط المايه بهلع من المنظر .. لمح ليليان من بعيد ميّل عليها شالها ف نفس اللحظه اللى كان مازن كمان شافها و مد إيده من الناحيه التانيه بيرفعها ..


 
ليليان بيغمى عليها بين إيديهم .. كأنها إتطمنت و ردّت جسمها لروحها اللى كانت مفارقاها ف إستسلمتله ب أمان ..
عيونها قبل ما تغمّض بإغماء قلبت بتلقائيه للرمادى .. لون عشقها .. مرادها .. روحها .. الحضن اللى إتفارق من سنين

مراد دقق ف وشها و لاحظها قووى ف نفس الوقت اللى عينيه برغم الوجع و الألم المسيطر إلا إنها قلبت بنفس اللون ..
و القلوب المحرومه من بعضها و دابت من حُرقة الفراق دلوقت بس إتقابلوا ف لحظه جواها لهفه و حرمان لو خرجت من عيونهم تروى بلد و تغرّقها ..
و العيون اللى بقالها اكتر من 19 سنه بتتمنى تتلاقى يوم .. إتقابلت ف نظره طووويله .. طووووويله قووى .. نظره اطول من ال 19 سنه دول بكل حرمانهم و لهفتهم....
ليليان و هى بتفقد اخر قدرتها على مقاومة إنه يغمى عليها همست بتوهان: مغااد.. همسه.. همسه... مغاااد... !!!!!!


 
مراد بصّلها قووووى و عينيه تقريبا إتجمّدت و جسمه من دق قلبها العنيف بيتنفض و هى راسها اللى على صدره بتتحرك من قوة دقات قلبه ..
مراد إتجمّد مكانه و كان لسه بيها ف وسط المايه .. انا سامعها بجد ؟ و لا متهيألى ؟
مازن سمع همسها بس مفسرهوش عشان كده بصّ لمراد بإستغراب اللى باصصلها قوى و متسمّر مكانه
ليليان غمضت عينيها بإستسلام و فقدت وعيها بعد ما روحها إتطمنت ..


 
مراد بيخبّط على وشها بلهفه يفوّقها .. و مش عارف عشان تتكلم تانى ف يسمعها تانى ف يتأكد من اللى سمعه منها و لا عشان إتهلع اما عينيها غرّبت و غمضت خالص
رؤيه و هى جايه عليهم : خرّجوها الاول من المايه بعدها نفوّقها
مازن مستغرب من مراد اللى مصمم يفوّقها و معندوش صبر حتى لما تطلع ع الباخره .. كإنه إستنى كتير و مش قادر على دقيقه تانيه
طلعوا بيها على الباخره بالعافيه .. دخلوا بيها جوه و هنا مراد بتلقائيه شالها و رفض حتى حد يلمسها ..


 
دخّلها جوه حطّها على كنبه ف غرفه صغيره ف الباخره .. و شاور لرؤيه اللى جنبه جابتله برفان بتاعه من شنطته .. حطّ على إيده و إبتدى يشممها يفوّقها ..
ليليان إنفصلت عن العالم و راحت ف عالم تانى مفهوش وعى .. عالم كله قهره على كل اللى راحوا .. أبوها اللى مش عارفه توصله .. و جوزها اللى مات قدامها .. و أخرهم ولادها اللى راحوا قدام عينيها ..


 
ريحة مرادها دخلت من مناخيرها لجواها عشان تقتحم العالم ده و تتغلغل فيه
إبتسمت بتلقائيه و هى مغمى عليها .. و إبتدت تتنفس بسرعه و نهجان و صدرها بيعلى و ينزل بسرعه ملحوظه
الكل كان شايف إنها كده بتختنق .. محدش يعرف إنها كده بتتنفس بلهفه ريحة مرادها اللى ياما شمّتها و حلمت بيها و قلبها بيدق بمنتهى العنف
رؤيه بقلق : دى بتختنق .. ثوانى اشيلها الطرحه عشان تعرف تاخد نَفسها ..
مراد إيده سبقت إيديها و حطّ إيده على طرحتها فكّها و حاجه جواه بتكهربه .. و هنا إتحدف شعرها كله بإنسيابيه على ضهرها اللى رغم إنه مبلول إلا إنه إتفرد بنعومه و بان لونه و طوله المُلفت اللى معدى ضهرها كله ..


 
مراد بصّ لشعرها البرتقانى بجاذبيته قووى و إيده زى اللى إتجمّدت ..
صوره واحده بتروح و تيجى قدام عينيه بلهفه .. صوره إتنزعت من قدام عينيه من سنين كتيره بمنتهى القهر..
و كل ما الصوره تيجى قدامه بتلقائيه يقارن بينهم بجنون اللهفه ....

مارد بعد ما الخط فصل مع ليليان حدف الموبايل بعزم ما فيه ... و إبتدى يلفّ بجنون حوالين نفسه .. تايه لمجرد إنه مش عارف يعمل ايه ..
عمال يتخيل الف سيناريو و سيناريو للى ممكن تكون هى فيه دلوقت ...مش عارف يعمل ايه .. طب يكلم أمه .. لا لا هيفزعها .. مش هيعرف يوصّلها حاجه زى دى
طب مييين ؟ ميييين ؟ عمال يدب بإيده ع الحيطه .. نخ ع الارض بقهره و قلة حيله و إبتدى يعيط بقهره .. عياط بطعم الفراق معيطهوش من يوم حادثتهم .. معندوش إستعداد لخساره زى دى تانى

فجأه افتكر مصطفى و كأنه كان ناسيه .. رجع مسك موبايله و طلبه بلّغه باللى حصل
مصطفى بفزع : يا نهار اسود .. انت بتقول ايه يا مراد ؟ بتتكلم جد ؟
مراد بعنف : امال ههزر يا حمار ؟ اخلص إتصرف انا مش عارف اعمل حاجه من عندى .. انت عارف انا ف مهمه و قدامى كام يوم لا عارف ارجع و لا عارف إتصرف من عندى و اكشف نفسى
مصطفى كان اخد مفاتيحه و نزل جرى : طب اقفل اقفل .. انا نزلت و هتصرف
مراد صوته إتخنق بالعياط : اسأل ف المطار عن الطياره اللى كانت على وصول من تايلاندا ...

اكيد هتلاقى عندهم خبر .. انا اصلا سمعت المضيفه بتقولهم إنها بعتت إشاره للمطار يبعتوا نجده عشان مش هيلحقوا اقرب مطار يهبطوا عليه .. هبطوا ع المايه يا مصطفى .. ع المااايه
مصطفى بصوت مخنوق : إهدى .. اكيد حد هيلحقها .. ربنا مش هيسيبها
مراد بقهره : ليليان مبتعرفش تعوم و بتترعب من الضلمه غير ان ولادها معاها اكيد لخموها
مصطفى بيحاول يطمّنه : طالما كلموا المطار يبقا اكيد إتصرفوا و بعتولهم حد يستناهم حتى من قبل ما يهبطوا و اكيد لحقوهم .. اقفل انا هروح المطار بنفسى اسأل و اشوف اى اخبار
مراد بمراره : اى حاجه توصلها تبلغنى .. اى حاجه اياً كانت كلمنى .. كلمنى اول ما توصل للمطار

مصطفى قفل معاه و نزل جرى ع المطار و بيدعى ربنا تخيب ظنونهم ف إنه حصلها حاجه ...

عند ليليان ف الباخره ..
ليليان راقده على كنبه مغمى عليها و مراد قاعد على حرف الكنبه جنبها و وشه قصادها .. عينيه المتعلّقه عليها مش راضيه حتى ترمش ..
كأنه خايف يرمش و يقفل عينيه ثانيه يفتّح ميلقاهاش ..
مازن جنبه بيحقق فيها قوى .. قلبه بيدق بعنف .. ايه ده ؟ الشبه ده بقا معلّم من كتر ما إتحفر جواه ..
الكل أخد باله من مراد و عشان عارفين حكايته تقريبا إبتدوا ياخدوا بالهم من الوضع
سكوت خيّم ع الكل .. و الكل بيبصّ لبعضه بزعل على مراد اللى دموعه خدت حريتها بعد حبسة سنين

رؤيه قرّبت منه بهدوء طبطبت ب إيديها على كتفه : مراد قووم انت .. انا هشوفها
مراد بعنف : لاء مش هسيبها
رؤيه : لازم تغيّر هدومها الغرقانه دى .. و إلا هتعيي اكتر
مراد بحده : لاء .. محدش يقرّب منها .. انا هعملها كل حاجه
كلهم بصّوله بإستغراب بس بنظرة حده منهم خرجوا بهدوء و سابوه جنبها ..
حتى مازن اللى حاول يبقى مراد بصّله بعنف ف خرج بضيق بس معرفش يتحرك من ع الباب

خرجوا و سابوه معاها .. مراد قلبه بيدق بعنف .. قلبه هيخرج من مكانه .. ملغبط و مش فاهم حاجه ..
الأسامى اللى نطقتها .. شكلها .. شعرها .. عينيها اللى بتقلب .. الحسنه اللى ف خدها و اللى كانت ف خد بنته و هى صغيره و بتضايقها و تقوله عنها خدى مخروم و هو يضحك عليها ... حُمرة خدودها الغير طبيعيه
مد إيده على شعرها و بيلمسه بلهفه غريبه .. بيحسس على وشها .. على عينيها المغمّضه ..

ميّل بتلقائيه باس راسها
كل تصرفاته معاها كانت بتطلع بتلقائيه .. بمنتهى التلقائيه .. حتى دموعه
رؤيه خبطت ع الباب و دخلت براحه و قبل ما ينطق قعدت جنبه بهدوء
رؤيه : مراد انا جيبتلها هدوم من عندى .. بس لازم تغيّر هدومها دى .. كده هتتعب .. احنا اصلا مش عارفين ايه اللى بيها
مراد بصّلها كتير و قام بالعافيه من جنب ليليان .. مش قادر ينطق بس شاورلها تقعد .. معرفش يخرج .. وقف قصد الشباك و كأنه عايز يتنفس
رؤيه قرّبت منها و إبتدت تغيّرلها هدومها اللى كانت بتنقط مايه .. خلّصت و جات تلملها شعرها مراد قرّب منها بسرعه و شدّ إيدها بعنف من عليها
رؤيه إبتسمت بعيون مدمّعه عليه و هو رجع قعد جنبها.

رؤيه : الباخره إبتدت تتحرك بشكل اسرع عشان نوصل بسرعه .. لازم تدخل مستشفى
مراد هزّ راسه و هى سكتت
مراد بصوت مبحوح : عارفه إنها اول ما نطقت و هى بيغمى عليها قالت مراد و همسه
رؤيه بصّتله قوى و معرفتش تقوله ايه : اا .. عادى يمكن تعرف حد بالأسامى دى يا مراد
مراد صوته إختنق بدموع : بالأسمين ؟ سوا ؟ مع بعض ؟
رؤيه : يمكن خواتها ؟
مراد غمض عينيه بمنتهى الوجع و رؤيه كإنها إنتبهت : او يمكن ولادها
مراد بصّلها مره واحده : انتى تعرفيها ؟

رؤيه : لاء بس حمزه و كريم بيقولوا إنهم شافوها كان معاها شنطه بيبيهات بس
مراد بفزع : بس اييه ؟
رؤيه ب اسف : للإسف إختفت ف المايه
مراد بتلقائيه حطّ إيده على قلبه : يا حبيبتى
رؤيه : ف يمكن ولادها
مراد إبتسم من بين دموعه : مسمّيه مراد و همسه

من بين كلامهم براحه سمعوا صوت آنينها بخفوت
مراد قرّب منها بلهفه لقاها مغمّضه بس زى اللى بتهلوس : مغاااد .. مغااااد .. بابا .. همسه .. ولادى فين .. مغاااااد

مراد إنتبه لهمهمتها و هنا معرفش يسيطر على نفسه .. و مش عارف عشان اللدغه اللى ف كلامها و اللى معرفش يعدّيها و لا عشان كلمة بابا اللى خطفته
قرّب منها و بيخبط على وشها بجنون و بيهزّ فيها بعنف و رؤيه من وراه بتحاول تشدّه لورا و مازن دخل بإندفاع من برا على صوتهم ..

مصطفى قفل مع مارد و راح ع المطار و طلب حد من المسئولين
مصطفى بلهفه : فى طياره جايه من تايلاندا كنت عايز اعرف هتوصل امتى ؟
المسئول : اللى خارجه من هناك على الساعه كام ؟
مصطفى بترقُّب : خارجه على عشره بالليل
المسئول سكت كتير و مصطفى فهم و قلبه وقع .. مسكه بعنف : ما تنطق يا بنى ادم انت
المسئول بأسف : جاتلنا إشاره ان الطياره ... للإسف يعنى...

مصطفى حطّ إيده على وشه بصدمه و نزل ع الارض
المسئول : للإسف عقبال ما إتحركنا بناءاً ع الإشاره و وصلنا كان كل حاجه خلصت
مصطفى قام عليه بهجوم : و انتوا متحركتوش بسرعه ليه ؟ هااا ؟ كنتوا مستنيين اما يموتوا ؟
المسئول خلّص نفسه من إيده بالعافيه : يا فندم هما إدونا ال إشاره على اساس هيهبطوا ف اقرب مطار .. و لسه بنعمل ترتيباتنا و نبلغ المطار الاقرب ليهم ..
إتفاجئنا ان وصلتلنا إشاره من الطياره إنها هبطت هبوط إضطرارى ع المايه

مصطفى إتفزع : فييين ؟ انهى زفت مايه هناك ؟
المسئول : على جزيرة باتايا و تقدر تروح الاستعلامات هيدوك تفاصيل اكتر

مصطفى مستناش يسمع اكتر .. راح ع الاستعلامات و سأل و اخد المكان بالتحديد اللى وصلتلهم منه الإشاره
المسئول بأسف : للإسف القوه اللى إتحركت من هناك لعندهم لسه مبلغانا إنهم وصلوا ع المكان بالظبط
و شافوا الطياره محطّمه خالص بشكل ميقولش ان فى حد ممكن يكون نجى منها .. ده غير كل اللى ف المكان جثث و اجزاء من الطياره و كله ف المايه
يعنى مستحيل يكون حد طلع منها سليم .. محدش طلع اصلا .. كل اللى فيها بقوا جثث و فى فريق غواصين هناك إبتدوا يخرّجوا الجثث
هنجيب أسامى اللى كانوا ع الطياره و نبعت لأهاليهم يستلموا جثثهم

مصطفى الدنيا لفّت بيه .. مراد بيرن و مش عارف يفتح عليه او يقوله ايه
المسئول : عموما فى طياره هتتحرك كمان نص ساعه تقريبا .. هتتحرك لمكان الحادثه ل إن الطياره كانت جايه على هنا .. يعنى معظم اللى عليها مصريين و لازم نستلم جثثهم

مصطفى قام بسرعه كلّمهم ف المطار يطلع معاهم ع الطياره اللى رايحه للحادثه .. بس هما رفضوا لإن محدش طالع غير فريق مخصص لاستلام الجثث و هيرجعوا بيهم
مصطفى وراهم الكارنيه بتاعه و كلم كذا حد و هما وافقوا ..
مراد مش مبطّل رن لحد ما مصطفى فتح عليه
مصطفى بألم : انا مسافر معاهم يا حبيبى اشوف اللى حصل بالظبط
مراد مقدرش حتى ينطق ف هزّ راسه بوجع و مصطفى قفل من غير و لا كلمه زياده
مصطفى مرديش يقوله الكلام اللى قالوهوله ف المطار و نص ساعه و كان مسافر معاهم لمكان الحادثه ...

عند همسه و روسيليا ..
همسه رايحه جايه بقلق عمّال يزيد عليها و ينهش قلبها حته حته
روسيليا جنبها بتعيط بحرقه .. و محدش فيهم فاهم فى ايه غير إنهم مقبوضين .. ليليان المفروض إنها قايلالهم نازله المستشفى و راجعه بس إتأخرت و بيكلموها موبايلها إتقفل ..

همسه شكّها شويه شويه بيتأكد : اكيد نزلت على مصر .. انا كنت شاكه قبل ما تنزل إنها هتعملها .. معرفش ازاى سيبتها تنزل
روسيليا قامت بعنف : كنتى اييييه ؟ شاكّه ؟ شاكّه ان بنتك هترمى نفسها ف النار و وقفتى تتفرجى ؟ تشوفيها هترمى نفسها بجد ؟
همسه بضيق : مكنتش متأكده .. محبتش اقلق أخوها و يكون متهيألى
روسيليا بعنف : كنتى مستنيه اما تتحرق عشان تتأكدى ؟ انتى عارفه عملوا فيها ايه المره اللى فاتت لمجرد إنها فكرت تنزل ؟ عارفه حصلتلها كام مصيبه عشان نزولها ده؟
عارف عاصم كان بيهددنى ب ايه ؟
ب إنه ... إنه ....
روسيليا قامت بفزع لمجرد تفكيرها ان يكون عاصم اخد خبر بنزولها و اذاها .. فضلت تدوّر على الموبايل و هى حتى مش عارفه هتعمل ايه او تكلم مين

مسكته و همسه حلّقت عليها : انتى هتعملى ايه ؟ هتكلمى مين ؟
روسيليا بصّتلها بتوهان : هشوف بنتى ...هشوف الكلب عاصم عمل فيها ايه
همسه أخدت منها الموبايل حدفته : انتى إتجننتى ؟ و لو طلع مش عارف حاجه بقا ؟ يبقا اذيتيها و اذيتينا
روسيليا بغضب : و انا مش هستنى اما يحصل .. بنتى مش حِمل حادثه تانيه زى اللى حصلتلها
همسه بتحاول تطمن نفسها : هى مسافره ب باسبور جديد يعنى اكيد مش عارفين
روسيليا : و هو هيغلب يعنى ؟
همسه : لالا معدش ينفع نستنى تانى .. لازم مراد ياخد خبر .. انا هكلمه

عند ليليان ف الباخره ..
رؤيه و مازن شدّوا مراد من جنب ليليان اللى كان بيحاول يفوّقها بعنف و كأنه فقد اخر سيطره على نفسه

ليليان بتفوق لثوانى و تغيب عن الوعى تانى .. إتطمنوا على النبض و حطّولها اكسجين و عملولها اسعافات لحد ما يوصلوا ..
جسمها إبتدى يسخن .. مراد قام جاب تلج و إبتدى يعملها كمادات ..
شويه و جسمها تلّج و بيترعش و شفايفها بتزرّق جاب الدفّايه و حطّها جنبها و شويه و ولّع سبرتايه بيعمل عليها القهوه ..
و يدفّى إيده و يمسك إيديها الاتنين بين إيديه لحد ما تدفى و يرجع يسخّن إيده و يحطّها على رقبتها بصدرها ..

فضلوا الليل كله عالحال ده لحد ما وصلوا لمكان كانوا مرتبين إنه هينزلوا فيه من الباخره .. بعدها يتحركوا بطياره لمصر
و فعلا وصلوا و نزلوا و مراد ميّل عليها شالها ..
مراد كان رافض حد يعملها اى حاجه .. حتى يلمسها .. كان بيعملها كل حاجه بنفسه بتلقائيه
لقوا الطياره المخصصه ليهم مستنياهم .. طلعوها و اخدوا وجهتهم لمصر ....

همسه بدموع : يعنى ايه يا مراد ؟
مراد بوجع بيحاول يكتمه : مفيش حاجه يا ماما .. ان شاء الله بخير .. إتطمنى
همسه بعياط : قلبى مقبوض يا مراد .. مقبوض و مش متطمنه .. قلبى بيقولى فيها حاجه
مراد صوته إترعش : مفهاش حاجه ان شاء الله
روسيليا من جنبها بتعيّط : امال ليه موصلتش لحد دلوقت ؟ و ليه كلّمتك اصلا قبل ما توصلك ؟ دى قايله مش هتقولك إلا اما توصل عشان متمنعهاش او تزعل
ليه كلمتك بقا إلا اذا كان في حاجه

مراد معرفش يمسك دموعه و همسه حسّت بيه و بدل ماهو اللى بيطمنها إبتدت تهدّيه هى : حبيبى إتطمن ان شاء الله كويسه .. مفهاش حاجه
مراد معرفش يكتم اكتر من كده .. اخد نَفس بقهره و حكالها لمحات بسيطه من اللى حصل

روسيليا إتفزعت و فضلت تصوّت لحد ما اغمى عليها .. و همسه جمبها مش عارفه تعمل ايه .. تهدّى إبنها و لا تصرخ على بنتها
همسه بقهرة ام : هتيجى .. هترجعلى .. انا متأكده .. واثقه ف ربنا .. مش هيحرمنى منها كل السنين دى عشان يوم ما يرجّعهالى ياخدها منى تانى
مراد بدموع : ياارب .. ياارب يا ماما .. إدعيلها و النبى .. مصطفى سافر للمكان اللى هبطوا عنده و اول ما يوصل لحاجه هيكلمنى .. إدعى كتير اوى
همسه بصوت مهزوز : متقلقش .. ربنا مش هيكسر قلوبنا تانى.

همسه قفلت معاه و فوّقت روسيليا .. بعدها قامت إتوضت و قعدت تصلى و هنا مقدرتش تمسك نفسها تانى و إنفجرت ف العياط بين إيدين ربنا ع قلبها اللى مش مكتوبله يبرد ابدا و كل ما يهدى يتفتحله جرح جديد كإن قلبها ده جوه جسم موجوع و مش هيبرد إلا اما يرجعله ..

مصطفى وصل باتايا و وصلوا للمكان اللى هبطت عليه الطياره
المنظر صعب و يوجع القلب السليم حتى مش الموجوع .. مصطفى واقف بتوهان ..
زى اللى بيتفرج على عرض سينمائى .. بيتابع كل اللى بيحصل بتدقيق قوى و كأنه مستنيها تطلع ماشيه على رجليها ..
موبايله رن و مسكه بتوهان لمح مراد بيكلّمه .. من غير ما يفكر فتح عليه و فضل ساكت كتير .. مراد متلجّم مش عايز يستعجل الخبر
مصطفى بتوهان : بيطلعوا الجثث من المايه بقالهم ساعات .. ساعات و مش عارفين يخلّصوا .. كل ما بيدوّروا بيطلّعوا

مراد زى اللى حد ضربه بسكينه و عمّال يتهته : جثث ؟! جثث مين ؟ و ليليان دخلها ايه ؟ خدها و امشى .. ملكش دعوه بالجثث ...هى هتلاقيها كويسه .. هى .. الجثث فين ؟ هى فين ؟
مصطفى كان حابس دموعه بس حالة مراد خلّته إنفجر ف العياط : إستعوض ربنا يا حبيبى
مراد لسه على توهانه : سيبك من اللى عندك ...كلّم حد من معارفنا .. هينقذهالك .. حد يعرف يلحقها .. هى كويسه
مصطفى بدموع : مفيش حد طلع من الحادثه يا مراد عايش .. محدش طلع خاالص .. الجثث اللى طلعت حتت .. منها اللى مات غرق و منها .. منها اللى قلبه مستحملش

مراد من غير ما يحس قفل السكه .. فضل رايح جاى زى التايهه .. مجرد ان عقله رافض يسمع حتى ...

عند ليليان ..
مازن و مراد مع ليليان ف الطياره و معاهم البقيه وصلوا مصر و نزلوا المطار
كان مراد مكلّم الاسعاف اللى وصل لقاهم مستنينه برا
خرج ع الاسعاف على طول و اخدها بسرعه على مستشفى القوات الخاصه تبعه
وصلوا و دخل بيها المستشفى شايلها .. الكل مستغرب رد فعله .. مراد مبيتكلمش بس قلبه و عينيه و جوارحه كلها بتنطق عنه .. تلقائيته بتنوب عن كل تصرفاته.

قابله دكتور كان مستنيهم : هاتها و احنا
مراد زقّه بعنف رغم إنه كان شايلها : غووور من وشى على جوه
الدكتور دخل بخوف و مراد دخل وراه ..
حطّهاله ع السرير و إتلم حواليها فريق طبى من اكبر دكاتره ف المستشفى ..
كان مراد طلبه اما كلّم المستشفى بلغهم
مراد مقدرش يستحمل المنظر .. التفكير ضاغط على عقله .. ف خرج
بس قبل ما يخرج بصّ للدكتور بحده : اعمل اى حاجه و انقذها .. فااااهم .. إوعاك يجرالها حاجه .. اوعااااااك.

خرج و سابهم و هما إبتدوا يعملولها فحوصات شامله و اشعه و تحاليل على كل حته ف جسمها

مراد خرج سند ع الحيطه بشرود و عينيه بتلّف المكان بزوغان .. غصب عنه عقله حدفه عند ذكرى له ف المكان هنا ..
ذكرى يوم عملية الحقن ل همسه .. يوم ما ولاده إتزرعوا ف بطنها .. يوم الولاده يوم ما جوم للدنيا .. و يوم الحادثه و إستلم جثثهم هنا ..
يوم ما خرجوا من الدنيا او بمعنى اصح خرجوا من دنيته ....

شويه و الدكتور خرج عليهم و مراد بصّله بحده كأنه بيحذره يقول حاجه توجعه عليها
الدكتور : هى عملنالها فحوصات شامله عشان نقدر نحدد حالتها بالظبط .. و غالبا مش هتبان الا بعد 24 ساعه .. فى حاجات بتبان وقتى زى القلب و الاشعه المقطعيه و غيرها

مراد قلبه إتنفض : قلب ؟ هى قلبها ماله ؟
الدكتور : اكيد تعرفوا ان عندها القلب تعبان
مراد بصّله قوى و رؤيه إتدخّلت ف الحوار : هى قلبها يمكن تعب من الخضّه .. اصلها كانت ف حادثه طياره وحشه اوى و يمكن إتخضت
الدكتور هزّ راسه : دى اكيد اللى أثر على حالتها دلوقت بس مش على حالتها عموما .. هى عندها القلب تعبان و من فتره كبيره جدا .. و من الواضح إنها بتاخد علاج للقلب و ده واضح جدا ف عينة الدم اللى اخدناها منها غير ف الاشعه كمان.

مراد بترقّب : عندها ايه بالظبط ف قلبها ؟
الدكتور بتفكير : و الله احنا لسه منقدرش نحدد بالظبط إلا اما كل حاجه تبان .. بس من اللى بان اقدر اقول بعض الحاجات ..
زى مثلا ان عضله القلب ضعيفه جدا عندها .. غير عندها ثقب ف القلب و مركّبه دعّامه ....
مراد بتلقائيه غمض عينيه بعنف .. بعنف اووى .. بشكل إتلاحظ من اللى حواليه
و الدكتور بصّله و بصّلهم بإستغراب : اكيد انتوا عارفين الحاجات دى ... لإن ببساطه فى حاجات منهم اقدر اقول مولوده بيها زى ضعف عضله القلب و الثقب و إرتجاع الشريان .. ده عيب خلقى .. يعنى معاها من اما إتولدت.

مراد خلاص مبقاش قادر يسمع تانى .. عقله هينفجر .. لا يمكن كميه الصدف دى تتجمع فوق بعض عشان يعملوا صوره من روحه ..
بنته بردوا مولوده بنفس الحاجات .. لا يمكن يبقا نفس الشبه .. نفس الحاجات .. نفس اللدغه .. نفسى الأسامى ...

كريم اما لاحظ حالة مراد إقتصر مع الدكتور : احنا للإسف منعرفش حاجه فعلا من اللى بتقوله لإننا منعرفهاش

مراد رفع راسه و بصّله بجمود و هو ارتبك شويه : قصدى يعنى ان احنا لسه مقابلينها بس من كام ساعه .. كانت ف حادثه الطياره و نقلناها معانا ف الباخره و جيبناها على هنا

الدكتور : اااه قصدك حادثه الطياره
مراد : انت تعرفها ؟
الدكتور : البنت لاء .. بس الحادثه الاعلام من بالليل بيحكى عنها .. بيقولوا كل اللى ف الطياره بلا إستثناء ماتوا .. بيخرّجوا ف الجثث من الفجر و مفيش حد طلع من الحادثه
رؤيه : سبحان الله ...ربنا بعتنها ليها عشان لها عُمر
الدكتور سكت شويه : طب افهم من كده إنكوا متعرفوش اهلها ؟
رؤيه : لاء
الدكتور : يبقا لازم نبلّغ
مراد بحده : لاء
الدكتور : اهلها زمانهم هيتجننوا عليها .. اكيد عرفوا باللى حصل و اكيد إتقالهم ان الكل مات و اكيد افتكروها هى كمان ماتت و زمانهم بيدوّروا ف الجثث

مراد كل كلمه كانت بتحدفه لذكرى شكل .. غصب عنه كلام الدكتور حدفه لذكرى الحادثه بتاعته فيهم و اما كان هيتجنن و يوصل ل اى حاجه عنهم ..
سكت بضيق و دوّر وشه
الدكتور : هى اللى قدرنا نحدده من حالتها لحد دلوقت إنها ف غيبوبه ف القلب نتيجة الصدمه و الخضّه
و اكيد هتبقا محتاجه حد من اهلها جنبها حتى يساعدها تفوق و اول ما تفوق يهدّيها
رؤيه بزعل : و خصوصا اما تعرف ان اللى كانوا معاها اكيد ماتوا طالما الكل مات
الدكتور : هى فقدت حد من اهلها ؟

كريم : كان معاها طفلين تقريبا
الدكتور : كده الوضع هيبقا اسوء و لو فاقت لوحدها و على خبر زى ده يمكن ترد ف غيبوبه
و ساعتها هيبقا صعب تخرج منها ان مكنش مستحيل لإنها هتبقا رافضه للحياه عموما
مراد بنرفزه : حاول تخليها تفوق الاول و تبقا كويسه و نتطمن عليها بعدها انا هعمل اللازم
الدكتور : تمام و هى هتتحوّل ع العنايه و هخليها تحت الملاحظه و اى حاجه هيبلغونى

الدكتور سابهم و مشى و مراد هنا قعد ع الارض و كأن رجله رفضت تشيله

طول اليوم بيخرّجوا جثث من مكان الحادثه و الجثه اللى بيخرّجوها بيعملولها تحليل و يشوفوا هويتها و تتسلّم لأهلها .. المنظر يفجع

مصطفى كلّم مراد
مراد ب امل : يعنى ملقيوش ليليان مع الجثث ؟ يعنى ممكن .. ممكن تبقا
مصطفى مش عايز يديله امل و ف نفس الوقت بيتولد زيه جواه امل و لو بسيط : معرفش يا مراد .. بس لسه لحد دلوقت مفيش .. خرّجوا كتير و طابقوهم بالركّاب و تقريبا لقوا المعظم ..
مراد بحماس : يبقا .. يبقا يمكن ربنا بعتلها حد نجدها .. يمكن ربنا سندها .. ربنا عالم بالحال
مصطفى سكت و مراد : انا حاجز على بكره اخر اليوم هكون عندك ..
مصطفى : خليك انت عندك شوف اللازم و انا هنا معاهم و متابعهم و لو اى جديد هكلمك
مراد : لاء طبعاا .. انا خلاص حجزت

مراد فعلا حاجز و على تانى يوم كان مسافر لمصطفى و راحله على مكان الحادثه .. كلّم غواصين بشكل خاص و ابتدى يدوّر من تانى

ليليان اسبوع عدّى عليها ف المستشفى ف غيبوبه .. مش بتفوق ..
مراد جنبها .. بيراقب كل حركاتها .. شكلها .. ملامحها اللى عماله تتبدل رغم انها مغمى عليها ...
عقله رافض يصدق ان ده مجرد شبه .. و ف نفس الوقت رافض يصدق اى احتمال تانى غير الشبه !

رؤيه و مازن تقريبا مسابهوش طول الاسبوع اللى فات كله
اقرب اتنين له من الكل ..
رؤيه خبطت براحه و شاورتله و هو خرج بضيق و لسه هيتكلم لمح مهاب معاهم و على وشه ذهول

مهاب بإستغراب : ايه يا مراد انت بتعمل ايه هنا ؟
مراد بجمود : هى الزفت بيتعمل فيها ايه ؟
مهاب : ايوه يعنى عشان ايه و لا عشان مين ؟
مراد سكت لمجرد إنه معندوش رد و لا تفسير .. ماهو مش معقوله هيقوله هنا و واقف كل تحركاته و شغله و حياته من اسبوع على مجرد شبه .. احساس !
مهاب : ده بجد بقا.

مراد بصّ لمازن بحده و رجع بصّ لمهاب : ايه ده اللى بجد ؟
مهاب : مازن مقاليش حاجه .. اصلا بقاله اسبوع مش لاقيه مبيردش ..
بس عرفت إنك كنت موجود وقت حادثه الطياره اللى الكل بيتكلم عنها و ف نفس المكان و انقذت ناس
مراد : واحده .. هى واحده بس
مهاب : مين دى ؟
مراد سكت و هو بصّ لمازن : طب إسمها ايه ؟

مراد سكت كتير بشرود : معرفش .. اما تفوق هنعرفها او نعرف اهلها
مهاب : و ليه تستنى اما تفوق ؟ ما تمشى و هنا ف المستشفى هيبلغوا .. ثم ان ازاى اهلها مسألوش عنها طول الاسبوع؟
مازن : اكيد افتكروها ماتت مع اللى ماتوا .. خصوصا إنهم بيقولوا الكل مات .. ثم ان لسه البحث شغال اكيد لسه بيدوّروا
مهاب : خلاص يبقا تاعبين نفسكوا ليه ؟ بلّغوا و هما هياخدوا منها عينه دم و اكيد معاهم لسته ب اهالى الركاب هيشوفوا مين فيهم اهلها و يبلغوهم و هما يجولها.

مراد سكت بضيق و هو بصّله : لاء يا مراد لازم تبلّغ .. اقولك انا هكلم حد معرفتنا يتصرف .. انا مش فاهم انت ازاى متصرفتش
مهاب مسك موبايله و مشى كذا خطوه و عمل كذا تليفون و رجعلهم
مهاب : انا كلمت حد من المطار تبعنا هيبعت حد ياخد منها عينه و يشوف اهلها و يبعتهم و اكيد هما

قطع كلامه مع صرخه هزّت كل ركن ف المستشفى : مغاااااااد !!!!!

مصطفى مع مراد بيدوّروا بجنون ف كل حته .. هاين عليهم يفضّوا البحر و يفتّشوه ..
مش عارفين اذا كان كده الامل بيقلّ انهم يلقوها لإنها اكيد نزلت القاع او حتى اتاكلت من البحر و اللى فيه
و لا الامل بيزيد انها ممكن تبقا كويسه و حد نجدها

مراد بقهره : لاء يا مصطفى انا مش همشى .. مش همشى و اسيبها
مصطفى : و لا انا كمان .. لا هسيبها و لا هسيبك .. بس مش عارف افهم اللى حصل .. يعنى ايه لقيوا تقريبا كل الجثث بس هى لاء ؟
مراد بجمود : يعنى عايشه ...
مصطفى : بس
مراد بحده : عاااايشه .. انا مش هغلط غلطة أبويا .. مش هتخدع بالموت تانى
مصطفى : طب و جثث مراد و همسه ؟ احنا إستلمناهم و تحاليلهم معاك اكدّت نسبهم
مراد بوجع : عارف ان لحد اللحظه دى مكنتش عملت تحاليل النسب مع ليليان .. كنت خايف.

مصطفى بحزن : و اهى التحاليل اكدت النسب بينكم عشان كده لازم نستلمهم و يندفنوا
مراد بوجع : مش هعرف اسيب اختى يا مصطفى افهم ..
مصطفى : طب خلاص .. انا هنزل مصر بيهم ادفنهم و ارجعلك
مراد : يبقا افضل و متجيش .. طلبونى ف الشغل بس مش هعرف ابقا موجود .. انت هتسد مكانى يا مصطفى لحد ما ارجع .. مش هرجع الا بيها عايشه او .....
مصطفى : حاضر يا حبيبى و انا اى جديد بلغنى و لو حاجه عندى هبلغك
مراد سكت كتيير : و انا هقولك ادفنهم فين بالظبط...

عند ليليان ف المستشفى ..
ليليان بصريخ : مغااااااد .. مغاااااااااد .. إبنى .. عايزه إبنى .. همسه فييين ؟ ولادى فييين ؟
مراد إتنفض على صريخها و دخل بفزع .. شويه و الدكاتره راحولها و هى مش مبطّله صريخ
الممرضه ب اسف : و الله ما كنت اقصد .. هى اما فاقت سألتنى عن الحادثه .. و انا عشان سمعت منكم انها كانت فيها قولتلها من غير ما اقصد احمدى ربنا إنه نجدك ده الكل ماتوا كبار و صغيرين محدش نفد منها

مراد قرّب منها بعنف و قبل ما يطولها مازن و رؤيه حلّقوا عليه رجّعوه
مراد بغضب : انتى غبيه يا حيوانه انتى ؟ اول ما تفوق تديها الخبر ف وشها .. انتى مش عارفه انه كان ممكن تموّتيها كده ؟
الممرضه سكتت و الدكاتره ادوها مهدئ ورا التانى و مفيش حاجه بتهديها .. مفيش حاجه جايبه معاها .. حالتها بتزيد .. بتصرخ بجنون
مراد واقف على بُعد منهم بس متابعها ب عينيه .. اسم مراد و همسه بيطلع منها زى الكهربا اللى بتنفضه
إدوها منوم تانى و تالت لحد ما ابتدت تروح ف النوم و صوتها بيتنبح شويه شويه مخلوط بعياط و وجع : باباااا .. عايزه أبوياا !!
مراد بصّلها قوى و بتلقائيه من غير ما يحس قعد على حرف السرير جنبها و هى بتغمض و تفتّح و بتروح ف النوم !

مصطفى نزل مصر و راح ع المطار الاول عمل بلاغ و سابه إنه اخته كانت ع الطياره و مش لاقيين لها اثر رغم انه جاب فريق تانى و دوّر .. و ساب تليفوناته و بلّغهم لو فى اى جديد يكلموه .. بعدها راح دفن ولادها

مهاب كلّم حد من القسم بلّغه بإختصار باللى حصل .. و ان فى بنت معاهم نقلوها وقت الحادثه و جات على مصر
و القسم بلّغ المطار و بعتوا حد تبعهم ياخد منها عينه ..
و كلّموا مصطفى بلّغوه اللى طار بجنون ع المستشفى و مستناش اما حد يروح ياخد عينه و يحللوا و كل ده .. و ف السكه كلّم مراد

مارد بفرحه : انت بتتكلم جد صح ؟ لقيتها يا مصطفى ؟ هى ليليان صح ؟
مصطفى بحماس : انا لسه مروحتش المستشفى شوفتها .. ع الطريق اهو ..
بس اكيد هى .. انا سايب مواصفاتها ف البلاغ اللى سيبته و هما اما كلمونى قالولى لقيوا واحده بنفس المواصفات و إتنقلت مستشفى هنا
مراد : اول ما توصل تكلمنى .. فاهم
مصطفى : اكيد يا حبيبى

مصطفى قفل معاه و بيسبق الريح ع المستشفى و مراد حتى مستناش يتأكد اذا كانت هى او لاء ف كلّم همسه اللى الوجع و القلق بيموّتوها بالبطئ طول الايام اللى فاتت

همسه بفرحه : بجددد ؟!
مراد : ايوه يا حبيبة قلبى الحمد لله لقيناها .. و هى ف المستشفى
همسه وقفت : خدنى لعندها يا مراد .. تعالى خدنى .. انا مش هقدر اسيب بنتى ف وقت زى ده خاصه إنها اكيد عرفت بولادها و لو معرفتش هتعرف .. لازم ابقا جنبها
مراد : حبيبتى اهدى كده .. عشان الدنيا متبوظش .. كمان مصطفى لو لقاها هى انا بنفسى هجيبهالك و نيجى
همسه بدموع : هتعرف بولادها .. انا اكتر واحده ممكن اكون حاسه بيها دلوقت و عارفه بوجعها
مراد اتنهد : ادعيلها يا امى بس

مراد قفل معاها و من جواه بيتمنى بس لسه متطمنش

عند ليليان ف المستشفى ..
مراد جنب ليليان اللى ابتدت تروح ف النوم و مهاب شاورله ف خرج
بصّله بضيق : عايز ايه يا مهاب ؟
مهاب : مراد مش مجرد شبه اللى هيعمل فيك كده ؟ فوق كده و إستهدى بالله و يلا
مراد بحده : انا مش هسيبها ع الاقل لما تبقا كويسه و تفوق
مهاب : مراد انت مش ف شغلك دخلت ف العشر ايام و فى حاجات واقفه محتاجاك هناك
مراد نفخ بزهق و مهاب بصّله : الاجتماع بتاع الوزاره لازم تروحوه .. وجودك ضرورى و اجبارى .. انت فاهم اللى فيها .. لازم ..
طب اقولك يلا نروح سوا و نخلّص و انا بنفسى اللى هجيبك على هنا .. بس نروح الاول.

مراد رفض حتى الكلام و سابه و دخل بس موبايله مبطلش رن و طلبوه ف الجهاز و بلّغوه بالاجتماع و ضرورة وجوده

مراد نفخ بغضب و قام غيّر هدومه اللى جابهاله مهاب معاه و مش معاه
قبل ما يمشى قعد جنب ليليان ع السرير .. حاجه جواه كانت عايزه تحضنها ..
ميّل عليها حضنها بمنتهى العشق اللى ف الدنيا و باس راسها .. غصب عنه دموعه نزلت على وشها ..
بتلقائيه عينيها بتفتح و تغمض بتوهان و من بين توهانها إبتسمت بصفا و غمضت
فضل كتير لحد ما مهاب خبط تانى ف خرجله على مضض و بعدها مشى معاه بضيق على اساس يخلص و يرجعلها تانى ..

بعدها بوقت بسيط مصطفى وصل المستشفى بلهفه ..
ركن عربيته و دخل يجرى .. سأل ف الاستعلامات عن الحاله اللى جايه تبع الحادثه .. بلّغوه مكانها و طلعلها و كأنه متأكد انه هيلاقيها

و فعلا اول ما فتح الباب و لمحها بتلقائيه إتشاهد .. دخل بلهفه اخ بجد جنبها ع السرير : منك لله يا شيخه .. بتدينا كل خضّه و اختها
مسك موبايله كلّم مراد اللى كان مستنى تليفونه على نار و طمنه انها هى
مراد إتنهد زى اللى بيتشاهد : حجزتلكوا على طياره تايلاندا على بالليل .. امى هتتجنن و مش هعرف انزّلها دلوقت

ليليان فاقت و لمحت مصطفى جنبها .. فضلت تعيط بحُرقه اوى و مراره و هو فهم انها عرفت بولادها ..
مصطفى : حبيبتى اهدى .. قدر الله و ماشاء فعل .. المهم انك بخير
ليليان بقهره : ياريتنى ما كنت بخير و هما راحوا .. ياريت كانوا هما اللى بخير و انا اموت
كل مره انا اللى اقوم و اغلى الناس بيروحوا
مصطفى : حرام عليكى ليه كده ؟ ده بدل ما تحمدى ربنا انه محرقش قلب أمك عليكى و لا مراد...

ليليان بحرقه : بس حرق قلبى انا يا مصطفى .. ملحقتش افرح بولادى .. ملحقوش يعوضونى
مصطفى : مراد كان بيلف زى المجنون عليكى و أمك ربنا اللى يعلم بيها
ليليان مسحت دموعها ببراءه : حبيبى .. طب هو فين ؟ اكيد زعلان منى صح ؟
مصطفى : زعلان ؟ ده هيتجنن عليكى .. هيموت .. انتى مشوفتهوش عامل ازاى ..
عارفه لهفة مراد عليكى قبل كده ساعة حادثه كهربا الشقه حاجه و لهفته المرادى غيير .. ده كان بيموت
ليليان : طب مجاش معاك ليه ؟

مصطفى : ف تايلاندا
ليليان بإستغراب : بيعمل ايه ؟
مصطفى بهزار : ف مكان الحادثه ياختى .. بيحقق مع الجثث .. و الله انا قولتهاله اختك هتطلع زى القرده و قاعده ف مكان تانى
ليليان ضحكت ببراءه من وسط دموعها و هو ضحك : اه و الله على رأيك

مصطفى مسك موبايله اللى رن لقاه مراد .. بصّلها و ضحك و هى اخدته و فتحت عليه
إتفتحت ف العياط اوى و مراد رغم عياطها الا انه اتشاهد بس لمجرد انه سمع صوتها
فضلوا كتير كده لحد ما حبّ يفرفشها ف إتصنّع الهزار : انا قولتله بعد الكام موته دول انا مش هصدق حاجه إلا اما اموّتها ب إيدى .. انتى مش هتبطّلى المقالب دى ؟
ليليان ضحكت بعياط و هو ابتسم : حمد الله ع السلامه يا ستى المرحومه
ليليان ضحكت تانى و هو ضحك : بُصى يا بنت المحظوظه كان هيطلعلك تقرير وفاه للمره الكام بقا .. اه يا بختك
ليليان برّقت :انت بتحسدنى ع الموته يا لطخ ؟
مراد ضحك : ااه تخيلى

فضلوا يرغوا شويه و نوعا ما هديت بمجرد ما لمحت رعبهم عليها و عرفت ان أمها هتموت عليها
ليليان : هى مش هينفع تنزّلها مصر يا مراد ؟
مراد اتنهد : بصى يا ليليان دلوقت لاء خالص .. خطر عليها .. طب انتى عارفه إنى شكّى وصل لحد عاصم انه يكون هو اللى اذاكى
ليليان بذهول : للدرجادى ؟
مراد : و اكتر .. انت متعرفيش حاجه
ليليان : خلاص يبقا تحكيلى و توعدنى متخبيش عليا حاجه تانى
مراد ابتسم : حاضر .. مصطفى هيجيبك حجزتلك على بالليل
ليليان سكتت و هو اتنهد : تعالى و اوعدك اى وقت هتحبى تنزلى هنزّلك و ده وعد .. بس طمنى ماما الاول بعدها نرتّبها
ليليان : حاضر

مصطفى ساعدها قامت غيّرت و لبست من الهدوم اللى كان مراد باعت جايبهالها
مصطفى نزل سأل ف الاستعلامات لقى مفيش ورق ب اسم الحاله او تفاصيل عشان مكنوش يعرفوا عنها حاجه و لا حتى اسمها
نادى الدكتور شافها و هى قالتله انه اخوها و كانوا عبد الله و فاطمه امه و ابوه وصلوا اما بلّغهم انه وصلها
الدكتور شافهم و هما قالوله إنهم اهلها و هى اكدت على كلامهم و اخدها و خرج

كانوا على اخر اليوم روّحت على بيت مصطفى مع أبوه و أمه ارتاحت شويه و لبست و نزلت مع مصطفى على معاد الطياره لتايلاندا ...

مراد العصامى خلّص اجتماعه بضيق و كل شويه يبصّ ف الساعه بخنقه .. قلبه بيتقبض لمجرد الوقت مش راضى يعدّى ..
سرح فيها .. ياترى اسمها ايه ؟ بنت مين ؟ اهلها مين ؟ أبوها فين ؟ اسبوع ميسألوش عنها ؟ و لا كانوا زيى بيدوّروا بجنون ؟
ااااه يابختهم .. يابختهم بيها .. اكيد فرحتهم هتبقا غير اما يعرفوا انها عايشه ..
اكيد أبوها ممكن يتجنن اما بس يلمحها بعد الموت .. ده ممكن يموت هو ..
كام يوم عارف انها ميته و فجأه يشوفها تانى .. ياترى احساسه هيبقا عامل ازاى ؟ اكيد حلووو

مراد خلّص على مضض و خرج حتى مستناش مهاب .. الاجتماع كان ف سينا و كان رايح بطياره و فى طياره مستنياهم هيرجعوا ..
مشى بسرعه للطياره و منها ع القاهره .. وصل و طار ع المستشفى و هناك اتصدم

ليليان سافرت مع مصطفى و نزلوا مطار تايلاندا و هناك قابلها أخوها اللى جرى عليها بجنون مستناش يخلصوا و يخرجوا
مراد و هو ضاممها اوى : وحشتينى يا نور عين اخوكى .. انا كنت هموت يا ليليان ..
و الله لو كان جرالك حاجه كنت موت
ليليان اتفتحت ف العياط بمجرد ما جات سيرة الموت : بعد الشر عنك كفايه اللى راحوا
مراد : ششش اهدى .. ربنا مبيعملش حاجه وحشه .. فاداكى انتى يا روحى ..
عارفه انه لو كان جرالك حاجه كانوا هيتبهدلوا من غيرك .. انتى شايفه احنا عيشنا ازاى من غير أبونا و أمنا ... كنتى ترضى لولادك يعيشوا زى ما عيشنا كده ؟
ليليان بدموع : لاء ربنا يرحمهم
مراد : يبقا احمدى ربنا انها جات لحد كده و قوّمك منها

مراد اخدها و مصطفى معاهم و راحوا ع البيت عند همسه اللى من جنون قلقها كانت فاتحه الباب و واقفه قدامه هى و روسيليا

مراد وصل و هى اول ما لمحتهم اتحدفت على ليليان بعياط اوى و ضمّتها بكل القلق و الرعب بتوع الايام اللى فاتت كلها ..

مراد العصامى وصل المستشفى و إتفاجئ ان ليليان مشيت
سأل ع الدكتور اللى إداهم اذن الخروج
دخل عنده و مسكه بعنف : انت مين سمحلك تعمل كده ؟ مين قالك تخرّجها ؟ إستأذنت مين ؟
الدكتور : أبوها
مراد إتجمّد مكانه و إيده إتفكّت لوحدها من على رقبة الدكتور اللى كان خلاص هيختنق
مراد بمراره : أبوها ؟

الدكتور و هو بيكح : ايوه .. اهلها كانوا سايبين بلاغ للمطار بمواصفاتها و اما بلّغتوا انتوا .. القسم بعت للمطار و هما كلموهم و جوم اخدوها
مراد بضيق : و اتعرّفوا عليها ازاى ؟
الدكتور بإستغراب : دى بنتهم اكيد هيعرفوها .. دول كانوا جايين و شبه متأكدين منها لمجرد انها الوحيده اللى ملقيوش جثه ليها
مراد بضيق : و ايش عرّفك انها بنتهم بجد ؟ هى تعبانه و مش فايقه
الدكتور : يافندم هما اتعرّفوا عليها .. و هى كمان و فاقت بمجرد ما شافت اخوها و مشيت معاه
مراد سكت شويه : اخوها مين ده ؟
الدكتور : اسمه مصطفى عبد الله

مراد قعد ع الكرسى زى اللى بيختنق .. كان نفسه يشوفها تانى ..
بمجرد ما حضنها مره كان نفسه يحضنها تانى .. لاء ده مكنش نفسه يسيب حضنها و مش عارف ليه !
بس كل اللى عارفوه و حاسُه ان فيها حاجه شدّاه .. خاطفاه .. و مش عارف يلاقى تفسير للاحساس ده غير الشبه اللى شدّه

مهاب كان وراه متابعاه بضيق لإنه سمع بالحوار كله من صحاب مازن اللى كانت حالته زى مراد بالظبط
فضل متابعُه و سايبه براحته يفوق بس اما لقاه بيجاهد ياخد نَفسه قرّب منه
مهاب : يعنى انا مش عارف انت بتعمل ف نفسك كده ليه ؟ شايف نفسك ناقص وجع يعنى ؟
مراد بخنقه : مهاب الله يرضى عليك انا مش ناقص .. اللى فيا لوحده يفتفت جبل
مهاب سكت و قعد جنبه بهدوء لانه حس انه ف الوقت ده مش محتاج كلام
بعدها مراد قام مشى الاول ع الاوضه اللى كانت فيها كأنه محتاج يشم حتى ريحتها ..

دخل فضل قاعد كتير مكانها .. بيبص لمكان نومتها ع السرير بلهفه كأنها لسه راقده قدامه ..
قعد كتير و كتير و دمةعه نزلت اكتر و الاخر قام بخنقه مشى من المستشفى كلها و مهاب وراه

همسه بدموع : يا قلبى انتى عارفه انا كنت هموت .. لو كنتى بس اخّرتى ساعه كمان عمّا لقيوكى كنتى هترجعى مش هتلاقينى
ليليان مسحت دموعها : بعد الشر عنك يا حبيبتى ان شالله انا

همسه رفعت وشها من حضنها بعنف : اوعى تدعى على نفسك تانى فااهمه .. انا مقدرش اعيش من غيرك و لا اخوكى .. لو حصل لحد فيكوا حاجه اموت
ليليان : بعد الشر عنك انتى كمان
ليليان لمحت روسيليا قاعده ع الارض زى التايهه .. انسحبت بهدوء من حضن امها و راحت عليها
ليليان حضنتها اوى : حبيبتى انا كويسه اهو مفييش حاجه زى القرده
روسيليا زى التايهه : ليليان انتى كنتى هتروحى منى .. فاهمه يعنى ايه ؟ يعنى روحى كانت هتروح منى
ليليان اتنهدت : بعد الشر عنك .. مش كفايه موت بقا لحد كده ؟ انتوا ما بتصدقوا؟

مراد بهزار : يعنى بتتعازموا ع التُربه .. يخربيت الحب اللى من النوع ده
همسه بابتسامه : صحيح يا قلبى مين اللى نقلك ع المستشفى ؟
مراد كأنه كان ناسى : صح مين ؟
مصطفى : معرفش .. انا روحت ملقتش حد .. بس عرفت ان فى حد كان موجود بباخره ف المكان و لحقوها
ليليان شردت من ذكرياتها البسيطه ف الكام يوم اللى فاتوا و اللمحات اللى كانت بتلقطها من بين توهانها و اغمائها

ليليان حكتلهم اللى حصل او اللى هى قدرت تفتكره من اللى حصل يوم الحادثه و الكام يوم ف المستشفى اللى مفاقتش فيهم غير دقايق بس

ليليان بتحكى و هى مبتسمه مراد لاحظها و استغرب : انتى تعرفيهم يا لولى و لا حتى عرفتيهم ف المستشفى ؟
ليليان بشرود : لاء .. اقولك حاجه و تصدقها
مراد هزّ راسه و ابتسم و هى شردت : عارف انه نفس الشخص اللى بشوفه ف كوابيسى على طول ..
و اللى شوفته بعد خطفى و كنت بسمع صوته حواليا و الدكتور قالكوا ده انفصام ف الشخصيه و انى مفتقده حد لدرجه انى مش متقبله حياتى من غيره ف برسم عالم خاص بيا لوحدى و اتخيله فيه و بناءاً على كده بكلّمه ..

مش عارفه بقا كنت بشوفه بجد بعد الحادثه و لا زى كل مره متهيألى ؟

مراد العصامى روّح على بيته .. دخل بوجع اضعاف وجعه ... كأنه ربنا بعتله الحادثه دى عشان تفتح جرحه اللى اصلا متقفلش
دخل اوضة ليليان ...طلّع كل صوره جمعتهم ف يوم سوا .. بيتفرج ع الصور بقهره : ااه يا حبيبه ابوكى .. اللى راحوا اهو بيرجعوا و انتى ليه مبترجعيش ؟
ده انا بموت من غيرك .. عاارفه كنت حاسسها انتى .. كنت شايفك فيها و مش عارف ليه .. متزعليش منى يا روح ابوكى اللى فارقته ..محدش ف الدنيا يقدر ياخد مكانك
بس غصب عنى شوفتك فيها ..
مراد جرحه اتفتح من تانى عشان ينزف وجع و ميعرفش ان ربنا اذن ان الجرح اللى لمّ على غلط يتفتح من تانى عشان ينضف صح و ان الاوان يلمّ بقاا !
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الرابعة والثلاثون بقلم أسماء جمال


مراد العصامى روّح على بيته بعد ما رجع من المستشفى و إكتشف ان ليليان سابتها .. دخل بوجع اضعاف وجعه ... كإنه ربنا بعتله الحادثه دى عشان تفتح جرحه اللى اصلا متقفلش
دخل اوضة ليليان ...
طلّع كل صوره جمعتهم ف يوم سوا .. بيتفرج ع الصور بقهره : ااه يا حبيبة أبوكى .. اللى راحوا اهو بيرجعوا و انتى ليه مبترجعيش ؟


 
ده انا بموت من غيرك .. عاارفه كنت حاسسها انتى .. كنت شايفك فيها و مش عارف ليه .. متزعليش منى يا روح أبوكى اللى فارقته ..محدش ف الدنيا يقدر ياخد مكانك
بس غصب عنى شوفتك فيها ..
مراد العصامى جرحه إتفتح من تانى عشان ينزف وجع .. ميعرفش ان ربنا اذن ان الجرح اللى لمّ على غلط يتفتح من تانى عشان ينضف صح و آن الاوان يلمّ بقاا !!!


 
الايام بتعدّى عليه شبه بعضها .. مفهاش جديد .. مش قادر ينسى شكلها .. ملامحها .. صوتها اللى مسمعش منه غير كام كلمه بس حفظ نغماته .. برائتها .. رقّتها و هدوئها حتى ف عياطها ..
إسمه بصوتها اللى بيرن ف ودانه من ساعه ما شافها .. مغاااد !

ليليان حالتها إنتكست من تانى .. موت ولادها فتح كل الجروح القديمه .. كل جرح بتبقا فاكراه الاخر بس بيجى بعده جرح اصعب ..
من اول الاغتصاب لمحاولة قتلها بالدبح لموت رامى و حادثة كهربا الشقه لحادثه الطياره دى و موت ولادها قدام عنيها ..

همسه بحزن : حبيبتى انا .. كده مش هينفع .. شهر عدّى ع اللى حصل و انتى زى مانتى .. إنسى
ليليان بقهره : و انتى كنتى نسيتينا يا ماما ؟
همسه بدموع : عمرى ...رغم إنى مكنتوش ف ذاكرتى بس كنتوا جوه قلبى
ليليان بقهره : انا بقا هما جوه قلبى و عقلى و ذاكرتى و روحى .. ياريتنى افقد الذاكره .. ياااريت ع الاقل انسى
روسيليا من وراها : يا قلبى انتى لسه صغيره .. عيال ايه اللى بتتكلمى فيهم .. لسه قدامك العُمر.. و فى سنين كتيره حلوه مستنياكى
ليليان صوتها إترعش : السنين الكتيره الحلوه دى مش مكتوبلها تيجى إلا مع أبويا .. إلا اما يجى


 
همسه ضمّتها و نطقت بتلقائيه قوى : و ياريته يجى بقا
ليليان شردت .. إفتكرت تفاصيل الحادثه ف الثوانى اللى كانت بتفوقها .. الصوت اللى لازمها .. الوش اللى فتّحت عنيها عليه ثوانى بس لمحته ..
هو نفس الشخص اللى بيطاردها ف كوابيسها .. لازمها ف كل ازمه .. و اما الدكتور من الاول خالص من حادثة خطفها قالهم إنفصام شخصيه كانت بتشوفه هو .. بتسمعه هو .. بتكلمه هو .. عشان كده اما شافته المرادى ف حادثة الطياره إعتبرته طيف لخيالها .. تهيئات زى اللى ملازماها كالعاده


 
غرام بضيق : و هو انا ياللى رفضت اتكلم ف الموضوع وقتها هجى احكى فيه بعد الفتره دى كلها ؟
محمود المخرج : ماهو انا مش عارف ايه نشوفية دماغك دى .. حادثه الطياره الكل إتكلم عنها
غرام بزهق : ماهو عشان كده مش عايزه ارغى فيها ..حاجه إترغى فيها كتير يعنى الناس حفظت تفاصيلها.. هنقول ايه جديد ؟

محمود : الجديد هيبقا عن حادثة القطر اللى من يومين بتفاصيلها .. و منها هنعمل تقرير شامل عن الإهمال اللى بقا ف كل حاجه .. اللى ف المطارات و صيانة الطيارات
و ف القطارات و ف الطرق اللى بقت زى الزفت و بسببها بتكتر الحوادث
غرام : مممم يعنى ملف شامل عن إهمال الحكومه
محمود رفع إيده : لاء و حياة سياده اللوا مالكيش دعوه بالحكومه .. خليها ع المتغطى مش ناقصين


 
غرام بتفكير : زياده على ان محدش عمل اى حوار مع البنت اللى نفدت من الحادثه .. اكيد عندها تفاصيل اكتر .. و دى هتبقى حاجه هننفرد بيها
محمود : ايوه كده فوّقى .. انا مش عارف مالك اليومين دول مش غرام اللى نعرفها .. فين حماسك و تنطيطك و شغلك من قلب الحدث ؟
غرام سكتت شويه و سرحت ف مرادها اللى شهر مسمعتش صوته حتى : تمام .. هشوف ست المرحومه دى و نشوف و نسمعها
محمود : و كمان نصور التفاصيل بتاعة الطياره من تانى .. عشان نظبط الحلقه.. يعنى المكان .. تقارير الجثث من المشرحه .. اجزاء الطياره بعد ما طلّعوها .. الحاجات دى يعنى.


 
غرام رفعت حاجبها : انت عايزنى اسافر تايلاندا ؟
محمود : ماهو انتى كده كده هتسافرى .. امال هتقابلى البنت ازاى ؟
غرام بغيظ : هى البنت هناك ؟ صلاة النبى احسن
محمود و هو ماشى : شوفى هتجيبى تفاصيلها منين و رتبى الموضوع و إجهزى

ريهام و هى داخله و هو خارج : ماله ده ؟
غرام بغيظ : عايزنى اروح تايلاندا
ريهام بحماس : بجد ؟
غرام : هو ليه انتى محسسانى إننا رايحين الملاهى ؟ ده شغل هنتنفخ فيه .. ده ملف شامل كذا حادثه .. ده احنا هندوّر على حادثه عربيه عشان نقفل الليله
ريهام بتريقه : خلاص روحى إتشقلبى و اوعدك هقوملك بالواجب
غرام بغيظ حدفتها بالورق اللى قدامها و فضلوا يضحكوا ..

مهاب و مراد قاعدين و محمد جاى عليهم من بعيد ..
محمد إبتسم بمزيكا : اهلا اهلا بأعز الحبايب
مهاب ضحك : اهلا .. اهلا اهلا بالوسخ اللى غايب
مراد ضحك غصب عنه و حطّ إيده على وشه بغيظ
محمد لمراد : عجبك كده ؟ الناس بتكبر و عقلها بيكبر معاها و ده كل ما بيكبر عقله بيخفّ
مراد ضحك لمهاب : جايب لنفسك التهزيق انت
مهاب بهزار : عادى عادى انا فرفوش بتقبّل الرأى و الرأى الاخر.. و بعدين زعلان عشان قولتلك إنك و** ؟ فاجئتك و لا كان عندك خبر ؟

يحيي من بعيد : لا هو عارف قيمة نفسه متقلقش
مهاب : شوفت
محمد : اللى هى زى قيمتك كده
مراد إبتسم : اهلا اهى كملت ..
يحيي قرّب عليهم سلّم و حضن مراد قووى قوووى لدرجه إستغربها
يحيي بإبتسامه : من زمان متجمعناش كده
محمد : من ايام سليم باشا .. فاكرينها الايام دى ؟

مراد إبتسم : اااه كانت ايام
محمد : الا صحيح هو عامل ايه ؟ من زمان ماشوفتهوش
مهاب إتنهد : كويس
مراد إبتسم بعشق : وحشنى اوى و مهما بشوفه مبشبعش بيرجع يوحشنى اكتر
مهاب : يا بكّاش عشانه و لا عشانه من ريحة الحبايب
مراد أخد نَفس طوويل : اااه ع الحبايب.

يحيي إرتبك شويه و مراد لاحظه بس سكت ..
محمد : كنا تقريبا زى اللى عايشين مع بعض .. دلوقت بنشوف بعض كل فيين و فيين .. ده لولا يحيي كلمنى و قال يلا نتلم يمكن مكنش حد فينا عملها
مهاب : يمكن مبنتجمعش إلا كل مناسبه او مصيبه
كلهم ضحكوا و مراد ضحك بغُلب : تتجمّعواااا .. ف المكان اللى تستاهلوه ان شاء الله
مهاب ضحك اوى : انا عارف نفسى كويس قوى رايح فين .. تيجى معايا ؟
مراد زقّه بغيظ : لا يا عم انا عارف نفسى رايح فين .. اياً كانوا فين .. هو هيبقا فراق دنيا و اخره ؟
مهاب سكت بضيق لإنه دخّلُه ف ذكرياته اللى اصلا مبتفارقهوش ..

يحيي إرتبك اوى و مراد اخد باله و بصّله بطرف عينيه : مالك يا يحيي ؟
يحيى بتوتر : كويس
مراد بصّله قوى : متأكد ؟
يحيي سكت كتير : مش عارف اقولك ايه يا مراد .. بجد مش عارف .. بس انا من ساعه ما عرفت و انا لا طايق نفسى و لا طايق حتى الهوا حواليا
مهاب : يا ساتر ياارب .. ليه يا عم الكئيب ؟

يحيي سكت لمجرد إنه مش عارف يقول ايه .. هو مكنش عايز يقوله و لا يوجعه .. بس هو اكيد هيعرف بموضوع القضيه و لو عرف من برا و عرف ان هو اللى ماسكها هيزعل ..
مهاب بغيظ : ما تنطق ياض .. انتوا مالكوا كده مهنجين اليومين دول على اوبشن النكد ..

يحيي بصّ لمراد بصُعبانيه و سكت بضيق و هو مش عارف يقول ايه و لا ازاى ..
و مراد حطّ كوعه ع الترابيزه قدامه و سند دقنه على كفّ ايده و بصّله و مطّ شفايفه : و أدى قاعده

مهاب رفع حاجبه : هى مالها القاعده قلبت على عبله كامل كده ؟

يحيي إتنهد و اخد نَفس طويل و خرّجه بمنتهى العنف كره واحده لدرجه خضّتهم ..
مهاب : يا ساتر ياارب
مراد بصّله قوى بغموض : خليها تطلع لوحدها كده .. من غير ما تمكيج الكلام
يحيي عينيه إتجمّدت و الغلّ وضح قوى فيها : عرفت ان عاصم لسه عايش ؟
مراد قلبه إتنفض بس مخدش اى رد فعل .. مفيش حاجه ظهرت على وشه ..
مهاب بجمود : نعمم ؟

محمد : انا سمعت الحوار ده من يومين بس
مهاب بغضب : انت بتقول ايه يا جدع انت منك له ؟ عاصم ايه و زفت ايه ؟
الله يحرقه مطرح ما راح اكتر ماهو إتحرق
يحيي سكت شويه و بصّ لمراد بترقّب و نفخ : و ايش عرّفك إنه إتحرق ؟
مهاب إتنرفز بصوت عالى : ايه التخريف ده ؟ ماهو غار ف داهيه .. المستشفى اللى دخلها بعد ما جيبناه ولّعت باللى فيها .. مفيش حاجه منها طلعت سليمه حتى الاجهزه .. ايه اللى هيطلّعه ؟ بسبع ارواح هو ؟

يحيي : و ليه ما فكرتش وقتها ان ده كان تمويه ؟ عشان يغطى على هروبه
مهاب بإندفاع : لاء طبعا
يحيي بعنف : ليه لاء ؟ هاا ؟ معملهاش قبل كده ؟
محمد : على رأيك ده هو ده اصلا إسلوبه .. عشان يكحّل نفسه يعمى غيره .. عشان يغطى على وساخته لبّس مراد قضية إغتصاب
و عشان يغطى على خيانته لشغله لبّس مراد قضيه خيانه

يحيي بغلّ : و عشان يهرب لما إتحبس قبلها ف الجهاز حدف قوات ملثّمين بضرب نار و قنابل ع الجهاز عشان يغطوا على هروبه .. و لا نسيت ؟
مهاب بغضب : مستحيل يكون إستغفلنا السنين دى كلها ..

بصّ لمراد اللى إتجمّد مكانه و عقله سافر ورا .. ورا خالص .. و كل الاحداث وقتها عماله تعدّى من قدام عينيه زى شاشة العرض و عقله مش راحمه ..
يحيي لاحظه و سكت بضيق و مهاب خبطُه ف كتفه : ما تقول حاجه يا جدع انت

مراد ببرود عكس النار اللى ولّعت جواه : هقول اييه ؟ بيقولك عايش و اكيد إتأكد من ده .. ماهو مش جاى يهرج .. يبقا هقول ايه
مهاب بذهول : ايه البرود اللى انت فيه ده ؟ طب قسماً بالله ما يطلع عايش بجد لا أخلّيه يتمنى لو مات من وقتها من اللى هعمله فيه
مراد حطّ إيده على دراع مهاب يسكت و بصّ ليحيي اللى وشه متضايق قووى : عرفت منين يا يحيي إنه عايش ؟
يحيي بضيق : مفتوحاله قضيه من فتره و إبتدينا شغل عليها
مهاب : نعمم ؟ تاانى ؟
مراد بهدوء : و اما هى من فتره مجيتش قولتلى ليه من وقتها يا ابو آسر ؟
مراد إتّكى على كلمة ابو آسر دى و كان قاصدها عشان يوصّله ان اللى له عند عاصم حق ولاده اللى ماتوا ..
و اللى لو عاصم عايش بجد مكنش ينفع يتهاون ف الحق ده ..

يحيي بضيق : صدقنى انا معرفتش وقتها .. القياده بلّغونى بعد ما أخدوا ترتيباتهم و عملوا شويه تحهيزات و كوّنوا فريق مُجهَز و مُدَرب و لسه بيتدرب
بعدها بلغونى و اكدوا على سرّية الموضوع
مهاب بإستغراب : ليه كل ده ؟ ما يتجاب من قفا أمه و يتشنق من غير زفت قضيه .. ماهو كده كده كان له قضيه عندنا
يحيي بغلّ : لإن الموضوع المرادى غير .. دى ليله كبيره و بلاوى سوده مالهاش عدّ
مراد بنفس الهدوء : يعنى ايه غير ؟ هو شغله ممنوع و لا شغّال تبع حد ؟
يحيي : لاء منظّمه .. بس اوسخ مما تتخيل .. ده نشاطهم جوه البلد عامل تقريبا زى الورم اللى متغلغل جوه الجسم و متشعب و منتشر ف كل حته .. و عشان يخرج لازم جرّاح شاطر يعرف يسلّكه بدقّه
مهاب : انا مش فاهم حاجه

يحيي إبتدى يحكيلهم تفاصيل القضيه اللى مارد فاتحها و كافه المعلومات اللى وصلها عن المنظمه ..
و النفق اللى هما حاطين إيديهم عليه و بدايته ف تل ابيب و نهايته هنا ف سينا و ازاى بيستخدموه ف كل ممنوع .. و بيدخّلوا منه كل حاجه و يهرّبوا منه بردوا كل حاجه ..

مراد بيسمعه بتركيز بس ساكت ..
مهاب بذهول : يا نهار اسود .. كل ده ؟ دى حرب بقا
يحيي بغلّ : هى فعلا حرب .. حرب ع البلد .. بس حرب بارده .. من تحت لتحت .. حرب لتدمير البلد و شبابها حته حته
مراد : و وصلتوا لكل ده ازاى ؟
يحيي : ده ظابط اللى وصل لكل ده و فتحله ملف و حطّ فيه كل ده و جاه فتحله قضيه عندنا و اهى بنشتغل عليها
مراد : يعنى ايه فتحله ملف و حط فيه كل ده ؟ هو مش انتوا اللى فاتحين القضيه و مدينوه كل ده يشتغل عليه ؟

يحيي : لاء .. هو اللى لقى كل ده بنفسه و جاه بلّغ
مهاب بذهول : لقى ايه يا يحيي ؟ انت مسحسسنى إنه لقى كيس شيبسى ...
مراد : و لقى كل ده ازاى ؟
يحيي : البيه إتخفّى و معاه ظابط كمان و حدف نفسه وسطهم و اما جمّع كل ده جاه و رفع القضيه
مراد : يعنى مش صدفه .. عمل كل ده ليه ؟
يحيي بتفكير : معرفش يا مراد مع إنى اعرفه كويس و مش بيخبى عليا حاجه ...بس لحد هنا مقاليش ..
اللى أعرفه إنه ف شغله ف روسيا كان مطلوب منه حاجات و الحاجات دى كانت من المنظمه دى و عاصم كشفه و قتل مراته.. الواد إتغلّ منه و حب ينتقم .. ده اللى حصل .. او ده اللى بيقول إنه حصل

مراد : و انت مش مصدقُه ليه ؟ هو قتل مراته سهل ؟
يحيي دماغه شردت ف إتجاه تانى بس محبش يتكلم دلوقت : معرفش .. مجرد إنى حاسس إنه مخبّى حاجه .. مراد اصلا عمره ما خبّى عليا لكن المرادى حاسس إنه مخبّى
مهاب بتوهان : مراد مين ؟
يحيي : الظابط اللى ماسك القضيه ...مارد

مراد فجأه قلبه إتعصر بعنف و بتلقائيه حطّ إيده على قلبه .. عقله عمّال يترجم الاحداث بميّه سيناريو و سيناريو و مش عارف يربط حاجه بالتانيه ...

مراد سكت شويه : كان عايش فين ؟
يحيي : ف روسيا
مهاب : ااه يا ابن الكلب .. اكيد عند أخته و ولاد عمه
مراد بصّله و هو كزّ على إسنانه : ماهو له أخته و ولاد عمه هناك و اما إتقبض عليه المره الاولى و هرب كنت دوّرت عليه هناك ..
بس الكلب كان عامل حسابه و مفيش حد منهم هناك
مراد بصّله كتير : ايش عرّفك إنه له اهل هناك ؟ هو عمره ما جابلى سيرة حاجه زى كده وقت ما كنا مع بعض صحاب

مهاب بإندفاع : من همسه
مراد قلبه إتنفض بعنف لمجرد إسمها .. لمجرد السيره ..
مراد بهمس : همسه ؟!!!
مهاب إستوعب هو قال ايه ف سكت بضيق لإنه خلاص الكلمه طلعت و خلاص ..
مراد بشئ من الغيره : و هى بقا همسه كانت بتقولك انت اللى مقالتهوليش انا
مهاب بتراجع : لا يا أخى مش كده .. بس انت عارف إنها كانت متجوزه زفت ف اكيد كنا متطلعين على جزء و لو بسيط من حياته ..
مراد عينيه قلبت للازرق .. حتى ملامحه قلبت ضلمه بمجرد سيره تجمع مراته بعاصم و ظهرت غيره عاميه على وشه متتناسبش مع الموقف خالص ..
مهاب بتراجع و ضيق : يووه مش اقصد .. قصدى يعنى إننا المفروض كنا اهل .. ف لازم عندنا و لو فكره عن بقية أهله

مراد إبتسم بوجع و مهاب طبطب بإيده على إيد مراد : انت عارف يا مراد ان همسه قفلت صفحة عاصم بمجرد خروجه من حياتها .. حتى من قبل دخولك انت حياتها ..
و مكنتش بتجيب حتى إسمه بعد ما بقت معاك ف عشان كده اكيد متكلمتوش ف حاجه زى دى ..

مراد هزّ راسه و سكت و هما فضلوا يرغوا كتير ف القضيه و تفاصيلها و اللى حصل زمان و اللى ممكن يحصل دلوقت ..

و محدش فيهم اخد باله من مراد اللى كل حرف منهم كان بيترشق زى السكينه جوه قلبه ..
مهاب : و مين تانى ماسك القضيه مع الواد ده يا يحيي ؟
يحيي : مصطفى أخوه و اسر و عمار و محمد
محمد : ازاى يعنى قضيه بالحجم ده يمسكوها شوية عيال ؟

يحيي بغيظ : عيال ؟ انت عارف اللى بتقول عنهم عيال دول يبقوا ايه ؟ دول زى الغيلان و اى حاجه بتعترضهم بتتنسف .. خصوصا اما بيتلموا على بعض .. مفيش قضيه إجتمعوا كلهم عليها إلا و خلصت بتميّز
مهاب : بس دى مش اى قضيه ؟
يحيي : و لا دول اى حد .. ده انا ببعت اجيب مراد من اخر الدنيا اما حاجه تعصلج مع الكل ..
ثم إنها قضيته و هو اللى فتحها .. ده انا جاتلى تعليمات من قيادة الجهاز بعده و بعد حتى ما جهزّوه و اكدوا على تدريبه

مهاب : بردوا ... عموما احنا نتلم كده و هنمسكها معاك بردوا و لو عايز تخليهم ف الصوره مفيش مشكله بس هنتمم على خطواتهم
مراد متابعهم كإنه بيتفرّج عليهم من برا و مهاب بصّله : و لا ايه يا مراد ؟
مراد بتوهان : اكيد
يحيي : ربنا يستر .. عاصم طايح زى المجنون ف الكل من وقت ما عرف ان مراد كان بينهم و قدر يكشف كل حاجه عنهم ..
حاول قتله اكتر من مره و أديه بيلطّش ف اللى شغالين معاه ع القضيه .. المنظّمه دى مش هتسيب مراد طالما إتكشف قدامهم و ده اللى قالقنى عليه ..

مراد فجأه قلبه إتقبض و ده خلّاه بتلقائيه ضغط ب إيده على كوباية المايه اللى كان بيحرّكها ب إيده بعشوائيه و هو بيسمعه ..
ضغط عليها بشرود و مش حاسس بحاجه لحد ما إنتبه ليها فتافيت ف إيده ..
مهاب بصّله بفزع و اخد مناديل و شدّ إيده بضيق ..
مراد بصوت مبحوح : متقلقش انا كويس
مهاب بضيق : كويس ايه بس إيدك إنجرحت و نزفت
مراد بصّ كتير لإيده بلامبالاه : عادى اهو جرح زى غيره

مراد مسح الدم ببرود و مهاب نادى على حد راح جابله لازقه طبيه لفّ بيها إيده بعد ما رفض يروح مستشفى يلفّها
و هو لفّ إيده و قام من وسطهم مشى حتى من غير و لا كلمه .. كإنه تايه
بصّوا لبعض بوجع عليه و على جرحه اللى كل ما يقرّب يتقفل حاجه تيجى و تفتحه بعنف و ينزف ..

ف مستشفى القوات الخاصه ..
غرام : هى البنت اللى جات ف حادثه الطياره كان إسمها ايه ؟
موظف الاستقبال : منعرفش يا فندم
غرام نفخت : طب عنوانها ؟
الموظف : بردوا منعرفش
غرام بنرفزه : يعنى ايه متعرفش متعرفش ؟ هى مش دى مستشفى القوات الزفت ؟

الموظف : ايوه
غرام : و مش البنت اللى نقلها من الحادثه جابها على هنا ؟
الموظف بتأكيد : فعلا .. بس معنداش تفاصيل عنها .. هى جات ف غيبوبه و دخلت مع حد كبير ف القوات الخاصه دخّلها على طول ...و بعد ما فاقت مشيت على طول
غرام بإستغراب : مشيت مع مين ؟
الموظف : اكيد يافندم مع أهلها
غرام بنفاذ صبر : مانا عارفه يابنى ادم انت .. قصدى مين جاه إستلمها ؟ إسمه ايه ؟ شغله ايه ؟ ماهو اكيد التانى مكنش ف غيبوبه و اكيد مضى على خروجها و إستلامها
الموظف : طب لحظه اشوفلك

قعد يبصّ ف الكمبيوتر قدامه و يقلّب فيه بعدها بصّلها
الموظف : اللى إستلمها واحد إسمه المقدم مصطفى عبدالله
غرام بشك : مصطفى ؟! و هى تقربله ايه اصلا ؟
الموظف : معرفش .. بس كان جايب معاه ظابط من المطار اللى قدّم فيه البلاغ .. جابه معاه إستلمها بيه ..

غرام كزّت على سنانها : يبقا اسأل ف المطار اكيد هناك يعرفوا

مراد ساب مهاب و يحيي و محمد و خرج ركب عربيته و مشى .. ماشى بتوهان مش عارف يحدد وجهته .. مخنوق من الدنيا بحالها
راح المقابر بس لأول مره ميرتاحش .. لأول مره يروح و غضبه و غلّه يزيد و مش عارف ليه ..
مشى و رجع يلفّ تانى بعدها ركن عربيته ع الطريق و نزل .. فضل واقف ف مكانه و رافع وشه للسما ..
كأنه عايز يدعى بس مش لاقى كلام يقوله .. مجرد إنه مش عارف يدعى ب ايه ف ساكت و سايب ربنا يتطلع ع اللى ف قلبه ..

بعدها اخد عربيته و كمّل لفّ لحد ما إتفاجئ بنفسه بيقف قدام بيت همسه .. بيت أبوها ..
إبتسم بوجع .. مش عارف ايه اللى جابه .. و لا جاى يعمل ايه .. و لا ايه اللى ممكن يتقال .. و لا هو اصلا هيقول حاجه و لا لاء !!
بس اللى عارفوه إنه بيرتاح جدا ف المكان ده .. بيرتاح لمجرد إنه بيشم ريحتها فيه .. بيحس بروحها جواه ..

ركن عربيته و رن على سليم أبو همسه و إستناه ..
سليم و هو طالعله : بردواا ؟ بردواا ؟ يا اخى انا مش عارف علّمتك ايه ؟
مراد إبتسم ربع إبتسامه و مصطنعه و طالعه غصب عنه و سليم لاحظ ده و بصّله بقلق و قبل ما يتكلم مراد حضنه .. حضنه قووى ... حضنه و طوّل ف الحضن قووى و جسمه إترعش بخفّه و صدره بيعلى و يهبط بتلقائيه كإن قلبه هو اللى بيعيّط ..
سليم بقلق : مالك يا حبيبى ؟

مراد بصوت مبحوح : تعب على وجع على خنقه على متكتّف على قلق على ملغبط .. بس تقدر تقول كده ان كل دول سكاكين و روحى زى المتمزّعه بينهم
سليم بزعل : ليه يا حبيبى كده بس ؟ سلامة روحك
مراد إبتسم بكسره : يعنى مش لو بنتك بقا كانت خدتنى معاها كانت رحمتنى من ده كله ؟
سليم بسرعه : بعد الشر يا حمار ... بعد الشر
سليم شدّه لجوه و هو دخل بهدوء معاه .. قعدوا شويه

مراد بوجع : انا هطلع إرتاح فوق شويه
سليم من بين قلقه عليه إبتسم يناغشه : من امتى الادب ده ؟ ده انت بتستأذن قبل ما تدخل البيت لكن اوضة همسه بتقولى ملكيه خاصه .. و اما اقولك حاجه تقولى البيت ملكك و الاوضه و صاحبتها ملكى
مراد إبتسم إبتسامه مكسوره و طلع ..
دخل اوضة همسه كعادته طلّع حاجتها و بيتفرج عليها كإنه لا شافها قبل كده هنا و لا عليها ..

دموعه خانته و نطق بصوت مرعوش كلام بيطلع بالعافيه بشئ من التوهان : عشان كده مفارقتنيش السنين اللى فاتت دى كلها يا همسه ؟ عشان كده روحك لسه محاوطانى ؟ لسه شامم ريحة دمك ؟
عشان مجبتلكيش حقك و لا حق ولادى .. عشان اللى حرمنى منك طول السنين دى عايش عادى و بيتنطط ف كل حته و انا و انتى روحنا إتكتّفت ..
انتى إتكتّفتى ف قبر ضمّك ف الوقت اللى انا محتاج فيه ضمّتك .. و انا إتكتّفت بين ذكرياتنا سوا و فضلت عايش عليهم ..
بس و حياة قهرتى لاخد حقك و حق ولادنا ..

سليم دخل عليه بفزع و بصّله قوى و مراد حتى محاولش يمسح دموعه او يداريها ..
سليم بجمود : مين ده اللى عايش ؟
مراد غمّض عينه بعنف و سليم صرخ فيه : انطق
هدى ام همسه جات من برا على صوتهم بس مسمعتش قوى كلامهم .. لمحت الوضع بس متكلمتش لإن المشهد ده إتكرر قدامها الف مره و مره .. سكتوا كتير .. و هى إتنهدت و لسه بتخرج إتسمّرت مكانها على كلمه مراد ..
مراد بغلّ : عاصم
سليم قعد فجأه بكسره : ايش عرّفك ؟ شوفته ؟

مراد بعد ما سكت كتير حكاله اللى سمعه من يحيي و محمد عن القضيه اللى معمولاله و حكاله التفاصيل ..
سليم بعنف : يعنى ايه ؟ هاا ؟ ضحك علينا تانى ؟
مراد بقهره : قول عاشر
سليم : مين اللى ماسك القضيه دى ؟
مراد : يحيي و الفريق بتاعه بقيادة واد إسمه مارد
سليم : عايز اقعد معاه و اشوف التفاصيل .. عايز اسمع منه ازاى وصلوله
مراد : إتأكدوا من صورُه و التسجيلات اللى بصوته من وجوده
هدى بدموع : و كان فين كل ده ؟

مراد بشرود : ف روسيا
سليم بغضب : و اما إتأكدوا متقبضش عليه ليه ؟ متساب ليه ؟
مراد : القضيه لسه فيها كتير و هو عميل مهم و فعّال ف المنظّمه دى .. يعنى محتاجين وجوده عشان يقفّلوا بيه القضيه
سليم وقف بجمود : عايز اقابل الواد اللى وصل لعاصم و وصل لكل ده عنه .. ماارد !
مراد لسه هيتكلم سليم قاطعه : كلّم يحيي يديك عنوانه
مراد مسك موبايله بتوهان و طلب يحيي...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الخامسة والثلاثون بقلم أسماء جمال


سليم وقف بجمود : عايز اقابل الواد اللى وصل لعاصم و وصل لكل ده عنه .. ماارد !
مراد لسه هيتكلم سليم قاطعه : كلّم يحيي يديك عنوانه
مراد مسك موبايله بتوهان و طلب يحيي مره و اتنين و كتير لحد ما رد ..
يحيي بقلق : ايه يا مراد مشيت على فين ؟ طلعت وراك بس ملقتكش
سليم بحزن : ايه يا يحيي ؟

يحيي متفاجئش قوى بسليم لإنه خمّن رد فعل مراد : سليم باشا
سليم : مين ماسك القضيه يا يحيي؟
يحيي فهم ان مراد حكاله تفاصيل الموضوع كله : مارد
سليم : عايز اوصله
يحيي نفخ بضيق بمجرد ما افتكر ان مارد اكّد عليه محدش ياخد خبر بالموضوع .. بس معرفش يقول لسليم ايه
سليم : هاتهولى و تعالى
يحيي بقلق : مارد مش ف مصر حاليا
سليم : امال فين ؟


 
يحيي : برا مصر بيخلّص شغل و حتى اما بينزل بيروح على سينا .. شغله من هناك .. التدريبات و المعسكرات و الاجتماعات و كل حاجه من هناك
سليم بضيق : عايز اعرف تفاصيل الموضوع يا يحيي .. زفت ده كان عايش فين كل ده ؟ و ازاى ؟ و مين ساعده ؟ و له علاقه بموت بنتى و لا لاء ؟


 
مراد غمّض عينيه بمنتهى الوجع اللى ف الدنيا و كإن جرحه مش مكتوبله يهدى بقا و يبرد ..
يحيي شرد كتير و بعدها إنتبه لسليم و حكاله اللى حصل و تفاصيل القضيه بالظبط ..
سليم بعتاب : مجتليش ليه يا يحيي اما عرفت بقضية زفت ؟
يحيي سكت شويه : و الله زى ما قولت لمراد .. انا فعلا مبلغونيش إلا بعد ما القضيه إتفتحت و إدارة الجهاز اكّدت على سرية الموضوع
سليم بعنف : عشان عارفين نهايتى هتكون على إيدى و هاخد بدم بنتى و ولادها
يحيي : للإسف لسه عايزينه عشان من خلاله هيوصلوا لكل شغل المنظّمه دى جوه البلد هنا
سليم : بلغنى بالتفاصيل اول بأول
يحيي : ان شاء الله


 
سليم قفل معاه و بصّ لمراد اللى جنبه مهزوم من جرحه .. من غير و لا كلمه طبطب عليه بحنيه لإنه اكتر حد ف الدنيا ممكن يكون حاسس باللى هو فيه ..
قعدوا يرغوا كتير و الاخر مراد إنسحب و خد وجعه معاه اللى من الواضح إنه هيزيد و مشى ..


 
غرام راحت ع المطار سألت عن البنت اللى خرجت من حادثه الطياره و إتأكدت إنها فعلا سافرت تايلاندا ف نفس اليوم اللى خرجت فيه من المستشفى ..
غرام بشرود : إسمها ايه ؟
الظابط هناك ف المطار : ليليان عبدالله
غرام كزّت على سنانها بمجرد ما سمعت إسم ليليان
شردت بغلّ و بعدها حجزت لتايلاندا تسافر ف اقرب وقت ..


 
روّحت البيت بضيق .. دماغها عمّاله تودى و تجيب .. مسكت موبايلها و رنت على مراد و المرادى صممت يرد .. فضلت ترن و تكرر لحد ما فتح ..
مراد فتح عليها و فضل ساكت كتير ...
غرام بوجع : يااه للدرجادى معتش في بينا حتى الكلام ؟
مراد بهدوء : غرام انا قولتلك انا الفتره دى مضغوط و ربنا اللى يعلم ...محتاج شويه بعيد و ده افضّلى و افضّلك
غرام بحده : إتكلم عن نفسك .. فاااهم .. افضل ليك انت .. انت من امتى القُرب كان بيريحك عشان اتوقع إنك تبقا تعبان بعيد عنى ؟
مراد سكت بخنقه بس مش منها .. خنقه من الظروف اللى حكمت عليه يبعدها .. لازم تبعد عشان تبقا ف امان
غرام ضعفت بصوت مخنوق : موحشتكش ؟


 
مراد سكت كتير و هى بدموع : محتاجه كل التفكير ده ؟ إفتكرت قلبك هيسبقك
مراد بهدوء : انا لازم اقفل دلوقت ..
غرام غمضت عينيها و من غير كلمه تانيه قفلت ..

فضلت قاعده بشرود و ملامحها بتتقلّب من دقيقه للتانيه .. من الزعل للضيق للغيظ للهفه و من بين كل ده لمعه حب ف عيونها مخلّياها بتبتسم غصب عنها ..

أمها دخلت عليها بتاخد حاجه من عندها .. بصّتلها بعتاب و هزّت راسها بمعنى نها غلطت اما وثقت فيه و إنه خذلها.. مجاش زى ما طلبت منها يبقا إتخلّى عنها !
غرام إتضايقت لمجرد نظرة أمها ليها : عايزه تقولى ايه يا ماما ؟
أمها قعدت جنبها بهدوء : عايزه اقولك كفايه لحد كده يا غرام .. كفايه تستنيه
غرام بضيق : انا مش مستنيه حد
أمها : بجد ؟ انتى مستنيه ردّه .. عرضتى عليه الجواز بنفسك و انتى عارفه إنك بتنزّلى من نفسك له .. و ياريت بتقدير

غرام بصّتلها كتير : ماما مراد الفتره دى مضغوط .. صحيح مش فاهمه اللى بيه بس حسّاه و ده كفايه ..
أمها : الغريق بيقولوا بيتعلق بقشايه .. ياريت تعرفى ان القشايه حقيقي اه و الله يعني عمرها ما هتنجّي غريق ..
غرام بزهق : مراد بس محتاج شوية وقت

أمها : وقت ل ايه يا غرام ؟ عشان يرد عليكى على عرضك ؟
على فكره هو رد بس انتى اللى مش واخده بالك .. و عشىان هو راجل عملى بحكم شغله رد بالفعل بس انتى اللى إختارتى تغمّضى عينيكى عشان متشوفيش ده
غرام عينيها دمّعت و دوّرت وشها ..

أمها بهدوء : كان قبل ما تدخلي ف علاقة وتربطي نفسك بيه طول عمرك .. كان لازم تفكري ..
كان لازم تجرّي علاقتكم شويه .. تفكري ف مستقبلك معاه .... فكرتي ؟ .. كان لازم تفكّري تاني و تالت و عاشر ...
بس المرادي ف أمك و أم صاحبتك وأمهات كتير أوي وستات إتجوزت وخلّفت ولسه معاشتش ...
ف الست اللي إتطلقت ومرضيتش تتجوز تاني عشان ولادها اللى إختارتلهم اب مبيعرفش يشيل مسؤليه ..
ف الست اللي إتطلقت وراحت إتجوزت تاني وسابت ولادها عشان مبتعرفش تشيل مسؤلية حد ...
ف الست اللي لسه متجوزة بس كمّلت وعاشت عشان ولادها مش أكتر و اللى بعد كده هيطلعوا معقدين و مبيعرفوش يتحملوا حتى مسؤلية نفسهم ....

ف ستات كتير وحالات كتير ومشاكل نفسية كتير ملهاش أي سبب غير إنها كانت نتيجة إختيار غلط أو متسرع من البداية وأطفال ملهاش ذنب تتربى بعيد عن أب أو أم .. و اعتقد إنك مجربه بنفسك .. والسبب إختيار .. إختاروا حد مبيعرفش يشيل مسئوليه .. بيهرب منها !
قبل ما ترتبطي كان لازم تختاري .. مش تسيبى قلبك يفرض عليكى إختيار .. كان لازم تعلّمي قلبك يوم ما يختار يختار راجل بجد ...
يحترمك ويقدرك ويكبرك ويقف جمبك ومعاكي ويشيل المسئولية مش يهرب اما يلاقى نفسه هيشيل ..
عشان نفسك وعشان حياتك وعشان تعيشي ...

مش يفوتك القطر و انتى بتستنى واحد بيجى بمزاجه و يمشى بمزاجه .. حتى مش بيجى بالحب كنت هقولك إتعلمى ازاى تحببيه فيكى ..
وتفوقي متأخر وتلاقي إن عمرك ضاع من غير حتى ما تلحقي تتنفسي ....
حياتك هتعيشيها مرة واحدة بس ...
بصي حواليكي كويس أوي وقرري عايزه تعيشي اللي جاي من عمرك إزاي ..
غرام بثقه عكس النار اللى جواها : و انا إختارت اعيش معاه .. بحلوه و مرّه و عيوبه و مميزاته و كل اللى فيه إختارته هو .. تقبّلته زى ماهو
أمها : يبقا ع الاقل سيبيه هو كمان يختار .. إديله فرصة الاختيار و شوفيه هيختار ايه .. و لو إختارك انا اللى هقولك اقفى جنبه .. بس يختارك هو ..
غرام بضيق : هو إختارنى من الاول
أمها بعتاب : ب أمارة ايه ؟

بأمارة إنك انتى اللى روحتى قولتيله الاول إنك بتحبيه و كشفتى مشاعرك قدامه بسهوله و وضوح ؟
و لا إنك انتى اللى عرضتى عليه الجواز ؟
و لا بأمارة إنه بيبعد مهما يبعد يرجع يلاقيكى مستنياه ؟
و لا بأمارة ما ريحاله دلوقت لحد عنده اخر الدنيا ؟

غرام لسه هتنطق أمها قاطعتها بتحذير : إوعى تكذبى .. إووعى .. مترخّصيش نفسك اكتر من كده ع الاقل قدامى .. انا عارفه إنك مسافره عشانه
غرام بضيق : انا مسافره لشغل و دى مش اول مره و انتى عارفه
أمها : هى فعلا مش اول مره شغل .. بس اول مره تنزّلى من نفسك اوى كده ..
غرام بهدوء : ماما انا مش ريحاله بمعنى ريحاله .. انا بس محتاجه اقعد معاه .. محتاجه افهم و اعتقد ده حقى ..
أمها سكتت شويه بضعف قدام دموعها : و توعدينى إنها هتبقى اخر محاوله معاه ؟
غرام سكتت كتير : إدعيلى بس
أمها هزّت راسها بعدم رضا : الباب اللي ربنا خلقله سبب علشان يتقفل متفتحهوش تاني ، ماشي .. ؟!

أمها خرجت و سابتها بعد ما حدفت الكام كلمه اللى خانقينها من ساعة ما إبتدت علاقتها بيه ..
خرجت بضيق لدرجة مشافتش اللى كان بيسمعهم بغلّ ع الباب و إنسحب بسرعه و هى خارجه ..
سيف بغيظ : ماشى يا غرام .. الظاهر إنك مش هترجعى غير بالعافيه .. بس ضربه على ضربه هتوجع

بعدها بكام يوم جاه اليوم اللى حجزت فيه و حسمت أمرها و قررت تسافر ..
سافرت و كان معاها ريهام بحجة الشغل .. وصلت تايلاندا و سابتهم يتحركوا يشوفوا المطلوب .. و هى عقلها مع مراد .. ازاى هتوصله او حتى تعرف اذا كان هنا ..

إبتسمت بمكر و مسكت موبايلها : ماشى يا مارد
رنّت عليه و اما مردش سالتله مسدج ..

مراد مع ليليان : حبيبتى انا مش عايز ازعّلك .. انا اه وعدتك إنى هنزّلك وقت ما تحبى .. بس صدقينى دلوقت خطر
ليليان بوجع : مش هيحصل حاجه اكتر من كل اللى حصلى ..

مراد : لاء هيحصل .. كل اللى حصلك حصل للى حواليكى .. اه اتوجعتى بس ربنا كل مره كان بيسندك تقومى منها
ليليان بإصرار : و ربنا لسه موجود .. مش هيسيبنى
مراد : طب و لو وعدتك إنى اول ما هوصل لحاجه عن أبوكى هقولك هتطمنى ؟
ليليان بزعل : طول مانت بتقول أبوكى دى و لسانك حتى مش راضى يقول أبويا مش هتطمن
مراد سكت و هى بصّتله برجاء : انا محتاجه لبابا قووى يا مراد .. و محتاجالك انت كمان ..

عايزه ابقى جنبك .. خلينى انزل و هشتغل ف اى حته هناك عقبال ما انت تخلّص القضيه ..
و اوعدك هاخد بالى من نفسى و هعمل كل اللى تقولى عليه و مش هزن عليك ف حاجه عن بابا لحد مانت اللى تيجى و تاخدنى عنده اما توصلّه ..
مراد إبتسم غصب عنه : قد وعد زى ده ؟
ليليان بهزار : لاء اكبر منه .. ثق فيا انت بس و انت هتشوف
مراد بغيظ : قصدك و انا هلبس
فضلوا يرغوا و يهزروا .. بعدها مراد قام يجيب حاجه و شاف تليفونه مسكه لقى رنات كتير من غرامه .. إتنهد بزعل
ليليان غمزتله : غرامك ؟

مراد ضحك غصب عنه على كلمتها و ليليان ضحكت اكتر : هات و حياتى اكلمها
مراد زقّها بغيظ : تاانى ؟ تاانى ؟
ليليان قلّدت صوتها : إدينى البيه اللى من الواضح إنه نايم عندك
مراد ضحك بصوته كله و ليليان ضحكت معاه و هى سايباه ..
مراد لسه هيقفل الفون شاف مسدج منها ..
فتحها و إتسمّر مكانه
غرام " مراد كلّمنى ضرورى لو تعرف .. انا ف مشكله و محتاجالك .. و معنديش حد الجأله "
مراد قلّب ف موبايله بسرعه لحد ما جاب رقمها و رن عليها ..

غرام كانت بعتت الرساله و فضلت ماسكه الموبايل زى اللى متوقع الرد ده و اول ما إتصل إبتسمت اووى من تلقائيته معاه اما بيسيب قلبه .. فتحت عليه

مراد مدهاش فرصه تتكلم : حبيبتى فى ايه مالك ؟ فيكى ايه إنطقى
غرام بزعل مصطنع : مراد انا اسفه مكنش قصدى .. بس فى مشكله و كنت عايزه مساعدتك
مراد بنفاذ صبر : إخلصى فيكى ايه انا معتش فيا اعصاب
غرام بمكر : بس انا مش ف مصر عشان تعرف تساعدنى .. انا بس بسألك لو تعرف حد هنا
مراد بإستغراب : امال فين ؟

غرام : ف تايلاندا
قالت الكلمه و سكتت شويه تشوف رد فعله
مراد بإندفاع : طب قوليلى انتى فين بالظبط و انا شويه و جايلك
غرام بمكر : حبيبى انت مسمعتنيش ؟ بقولك ف تايلاندا .. هتيجى تايلاندا انت تعمل ايه ؟ و ازاى اصلا هتيجى ؟
مراد بنفاذ صبر : هااا انتى فين ؟
غرام : انا ف (.....)
مراد : طب ربع ساعه بالظبط و اكون عندك

مراد قفل معاها و قام لبس و خرج .. راح ع العنوان اللى إدتهوله و كان مطعم هناك ..
وصل و إتفاجئ بيها قاعده .. ف قمة شياكتها .. فستان رقيق نبيتى و فيه فيونكه رقيقه ف وسطه بيج .. و عليه طرحه بنفس اللون و ميكاب خفيف ..
مراد اول ما شافها إتنهد ع الاقل إنها بخير طالما قدامه .. طول الطريق و هو عقله بيودى و يجيب ..

مراد قرّب منها بلهفه : فى ايه مالك ؟ ايه اللى حصل ؟و ايه اللى جابك هنا ؟ انتى هنا ليه و بتعملى ايه و من امتى ؟
غرام ضحكت بهزار : ايه حيلك حيلك كل دى اسئله ؟ انا جايباك نقعد شويه مع بعض مش تحقق معايا
مراد بنرفزه : نقعد شويه مع بعض ايه و زفت ايه ؟ انتى جيبانى على ملى وشى و بالطريقه دى عشان تهزرى بالبرود ده ؟
غرام : و الله لو عندك طريقه تانيه بتيجى بيها ياريت تقولى عليها .. ياريت يعنى و انا اعملهالك مادام بقا وجودى بيعمل القلق ده كله
مراد إتعصّب : انا لو اعرف إنك جايه تهزرى.

غرام بمقاطعه : لو تعرف كنت هتعمل ايه ؟ هاا ؟ مكنتش هتيجى صح ؟ يبقا تستاهل بقا اجيبك على ملى وشك و لا لاء ؟
مراد إتغاظ من برودها : تقومى تيجى لحد هنا ؟ و ايش عرّفك اصلا ان انا هنا ؟
غرام : و الله انا معرفش اصلا إنك هنا
مراد بيحاول يبقى طبيعى : امال جايه ليه يا غرام ؟
غرام بهدوء : كنت جايه تبع شغلى يا مراد و وقفت قدامى كذا حاجه و كلمتك .. غلطت ؟
مراد إتنفس براحه و هى إبتسمت لكونه قلقان عليها
غرام : مالك ؟

مراد بغيظ : ماليش ... و إتكلى من وشى يا غرام !
غرام بغيظ : إتكل ؟ بردوا ؟
مراد إبتسم غصب عنه من اللهجه اللى إتكلمت بيها ..
و هى إبتسمت برقّه : كلمتك و من كلامك فهمت إنك هنا و لو كنت طلبت منك تيجى مكنتش هتيجى يا مراد
مراد بهدوء : و كنتى عايزه ايه يا غرام ؟

غرام إبتسمت بمنتهى العشق : عايزه إتطمن على إبنى .. اه إبنى مش انا وعدتك إنك إبنى و أبويا ..
انا بقا جايه اتطمن على إبنى اللى انا اللى سايباه يروح شمال و يمين .. بس على فكره انا اللى سيباه بمزاجى ..
سيباه و انا عارفه إنه هيلفّ يلفّ و يرجع لقلبى تانى .. و مع ذلك بردوا برجّعه انا عشان اغلّيه ..
مش بيهون عليا اقول يتفلق و اسيبه يرجع لوحده ..
لإنى ببساطه عارفه إنه بتاعى .. بتاعى انا لوحدى ..

مراد قلبه إتخطف من كلامها اللى إحتواه وحضنه من جوه : انتى عاوزه ايه طيب ؟!
غرام بثقه فيه : سامع دقات قلبك اللى خايفه جوه دى ؟
انا سامعاها من عندى .. اسألها و هى تقولك انا عاوزه ايه
مراد سكت كتير : غرام انتى معايا مش هتبقى ف امان .. هتفتقدى ده معايا جدا .. و لو مش على طول و إتأقلمتى على شغلى ..
ف ع الاقل الفتره دى لإن انا اصلا مش ف امان .. هطمّن عليكى ازاى و انا فاقد الامان لنفسى اصلا ؟

غرام إبتسمت لمجرد احساسها شويه شويه بيتأكد إنه فعلا بيحبها و يمكن اكتر .. لدرجة إنه يضحى بيها لخوفه عليها

غرام بهدوء : على فكره يا مراد ..فاقد الشئ بيعطيه .. بيعطيه اووي و الله .. عشان عارف قيمة غياب الحاجه اللي فقدها .. بس الفكره بقا إنه بيديه لحد بيحبه .. هااا .. بيحبه

مراد بضيق : و لو معرفتش اديكى الامان معايا ؟ و لو إتأذتى بسببى ؟
غرام : يبقا نصيبى كده و بيك من غيرك كان هيحصل
مراد : بس انا ساعتها عمرى ماهعرف اسامح روحى .. لو إتلمس منك شعره واحده خسارتى هتبقا كاسره اوى .. ف مابالك اما تبقى بسببى ..
لازم تبعدى ع الاقل لحد ما الاقى الوقت مناسب إنك تبقى جنبى

غرام بهدوء : طب نتكلم بالعقل .. انت بتقول لحد ما تلاقى الوقت مناسب ابقا معاك .. يعنى اهو عايزنى معاك ..
السؤال هنا بقا لحد امتى هتفضل كده ؟
تقربنى بمزاجك و تبعدنى بمزاجك و انا افضل اجيبك و ارجّعك
مراد : مش بمزاجى يا حبيبتى بس بظروفى
غرام : ظروفك دى انا المفروض اول واحده اشاركك فيها .. بس انت اللى حابب تعمل لنفسك خصوصيه .. عاجبك الغموض .. عاجبك ان كل ما تحصل مشكله تبعدنى ..
تخاف تحبنى تقوم تبعدنى عنك .. تسمع كلمتين من بابا تبعدنى عنك .. تمسك قضيه تبعدنى عنك ..
لحد امتى ؟

بتقول إنك هتخلينى جنبك اما تلاقى الوقت المناسب .. و بعد ما تلاقيه و ابقا معاك تحصل حاجه تانيه ف تبعدنى و ترجع تقرّبنى ...
و كل مره اعاتبك و اسامحك حتى من غير ما اعرف السبب ..
بس عارف الواحد اما يلاقى نفسه بيعاتب نفس الشخص على نفس الحاجه كذا مره .. يبقى كده مش بيعاتبه على غلطه .. لاء ده بيعاتبه على طبع .. و ده عمره ما هيتغير

مراد سكت كتير بس عينيه إتكلّمت .. إتكلّمت نيابة عنه .. و قالت كتير .. كإنها بتترجّاها و هى لمحت اللمعه دى ف عنيه
ف إبتسمت ..
غرام : بس عموما حتى لو ده طبعك يا مراد هستحمله .. لإن الحب اللي بجد مش إنك تختار حد كامل وعلى مقاسك ومفيهوش عيوب وتحبه ..
الحب اللي بجد إنك تحب حد زي ما هو بعيوبه بكل حاجة وتعرف تصلّح منها اللي تقدر تصلحه وتتعامل مع اللي تقدر تتعامل معاه وتحب اللي باقي زي ما هو كده .. ده الحب عندى بقا ..
و اذا كان على علاقتنا اللى انت شايفها هتبقى صعبه ..
ف عادى كل ما تلاقى العلاقه بقت صعبه و الظروف بتصعب اكتر اعرف إنك هتكمل للأخر
الحب الصعب بيدوم على فكره ....

مراد دوّر وشه و بتلقائيه نفخ اوى .. هو اخد رد الفعل ده لمجرد إنه خايف عليها من وجودها جنبه..
بس هى فهمته إنه بيوصّلها إنه مفيش فايده ..

سكتت شويه وبعدين اتكلمت بنبره فيها شئ من الجمود وهي بصّاله برجاء ..
هسيبك يا مراد .. حاضر .. بس عشان تبقا عارف .. هتحبني .. او هتكتشف إنك بتحبني ..
لو عايزنى امشى همشي بس متأكده إنك هتحتاجلى .. بس هتحتاجلى متأخر اوي ..
هتحتاج لوجودى متأخر زي كل الناس الخايبه ما بتحس بقيمة الحاجه الغاليه لما تضيع من إيديهم .. كتر الوجع بيعلّم الجفا ..
وانا إتوجعت كتير من غيابك و طبعك اللى بيخليك تقرب و تبعد بمزاجك وانت ولا فرق معاك ..

اخدت شنطتها و قامت بهدوء مشيت .. بس غصب عنها دمعه ضحكت عليها و إتجمّعت ف عيونها بس حبستها بالعافيه و هو لمحها بس مشيت ..

مراد فضل قاعد مكانه بضيق .. مش عارف يتصرف .. اول مره يسيب خوفه يتحكم فيه كده ..مش بخصوصها هى بس .. حتى بخصوص أمه و ليليان ..
ماهو ممكن ينزّلهم مصر حتى لو معرفش يوصل لأبوه .. و يبقى معاه .. بس خوفه عليهم حكم عليه يبقا بعيد و لوحده
فضل شويه مكانه بعدين اخد بعضه و مشى ....

روّح ع البيت بس مش عارف يفرح إنه شافها و لا يزعل إنه زعّلها ..
همسه لاحظته و راحت قعدت جنبه بهدوء لحد ما إنتبهلها
مراد إبتسم : حبيبتى
همسه رفعت حاجبها : ده انا و لا اللى خاطفه بالك ؟
مراد ضحك بصوت عالى : ايه يا سمسمية قلبى .. انتى هتعملى عليها حما من دلوقت ؟
همسه بمكر : مممم يعنى كنت سرحان ف غرامك .. هااا
مراد ضحك تانى بس بصوت اعلى : غرامى ؟
همسه : ممم بس طالما هى اللى شاغله تفكيرك حتى و انت لسه جاى من عندها كنت مكشر ليه بقا ؟

مراد رفع حاجبه : و انتى ايش عرّفك إنى كنت معاها ؟ اذا كنت انا نفسى مكنتش اعرف إنها هنا
همسه : قلب أمك بقا
مراد ضحك : طب بمناسبه قلب أمك بقا .. خلّى قلب أمى يدعيلى و يكتّر الدعوات اليومين دول
همسه بحب : انا ما صدقت لقيتكوا اصلا عشان ادعيلكوا
مراد ضمّها و حط راسها على صدره : ربنا يخليكى لينا يا حبيبتى
همسه سكتت شويه : بردوا مش هتقولى اللى مضايقك ؟
مراد إبتسم: بردوا ؟

همسه : ممم يلا قولى زعّلتك ف ايه البت دى ؟
مراد اتنهد : انا اللى مزعّلها يا ماما
همسه رفعت راسها : انت يا مراد ؟ ده انت عمرك ما زعّلت حد و يوم ما تزعّل تزعّل قلبك
مراد : اهو اللى حصل بقا
همسه : مش إتفقنا موضوع إرتباطكوا ده ماهو إلا شوية وقت .. و هتلاقيه إتحل لوحده بمجرد ما هتوصل لأبوك و يبقالك عيله
مراد بضيق : و انا كنت عايزهم ياخدونى لنفسى مش لإسم عيلتى
همسه : حبيبى انت لوحدك كفايه .. انت تشرّف اى حد .. بس هى مخاوف بس بتبقا عند اى اب على بنته.

مراد رفع حاجبه و هى إبتسمت
مراد : عموما مشكلتنا مش هنا .. هى تقبّلت مسألة الوقت ف الارتباط بس مش قابلاها ف القُرب
همسه : و انت ليه يا حبيبى بس عايز تبعد عنها ؟
مراد : عشان تبقا ف امان يا ماما .. طب انتى عارفه إنى مرضيتش احكيلها حاجه عنك انتى و ليليان عشان تبقوا انتوا كمان ف امان ..
عشان لو حد عرف يوصلها ميبقاش عندها حاجه تقولها
همسه بهدوء : غلط يا مراد .. دى غلطه منك ف حقها و اعتقد إنها اما تعرف مش هتسامحك عليها.

مراد بإستغراب : مش هتسامحنى عشان خبيت حاجه تخصّنى انا و مش هتفيدها كمان ؟ ماهى كانت متقبّلانى من غير أهل خالص
همسه : اه بس بقا ليك اهل .. و كونك خبّيت لمجرد إنها ميبقاش عندها حاجه تقولها لحد دى ف حد ذاتها عدم ثقه و ده شئ ميتسامحش عليه ..
بس انا مش مستغربه اذا كنت مش واثق ف نفسك إنك هتعرف تحميها ..
مراد : انا مكنش قصدى ده .. انا بثق فيها جدا .. و ف ذاكئها كمان .. بس خوفت مش اكتر
همسه : حب و خوف ميجتمعوش مع بعض .. طالما حبيتها يبقا لازم حبها يقوّيك و يطمنك .. غير كده يبقا حبك ليها هشّه.

مراد سكت شويه و هى إبتسمت : اقعد معاها يا حبيبى و احكيلها كل حاجه من الاول .. و ثق فيها و ثق ف نفسك إنك هتقدر تحميها ...
ع الاقل عشان هى تعرف تثق فيك .. انا مش عارفه هى واثقه فيك ازاى إنك امانها و انت مش واثق ف نفسك إنك هتعرف توفرلها الامان ..

همسه فضلت تتكلم معاه كتير و الاخر سابته و قامت .. و هو نوعاً ما هِدى على كلامها اللى زى ما يكون كان مستنيه ..

دخل نام براحه و هدوء نفسى و الصبح اتصل عليها ..
مراد إبتسم : صباح حاير طاير .. عالى المقامات .. جاى من جميع الجهات .. محمّل بالعسل و السكر و الشربات .. رايح لحتة الحلويات
غرام برّقت و رفعت الموبايل من على ودنها بصّت و رجّعتها تانى و هو خمّن حركتها و ضحك قوى : طب هترجّعى التليفون تسمعى الكلمتين اللى حافظهم بالعافيه و لا هتفضلى مبرّقه فيه ؟

غرام ضحكت : حافظهم ؟
مراد : اه و ربونا بحفظ فيهم من إمبارح
غرام ضحكت برقّه : لاء طالما بتجهّز فيهم من امبارح يبقا مش مشكله ..
حافظهم حافظهم المهم مولانا العاشق نطق
مراد إبتسم : مانتى عارفانى ماليش ف الكلام .. بعدين كلام الحب بقا عادى .. بيتقال بين اى اتنين حتى لو بيضحكوا على بعض .. الكلام بقا عادى يا غرام
غرام بغيظ : ما تعمل انت الغير عادى يا قلب غرام
مراد إبتسم : ده انتى اللى نين قلبى يا غرامى

غرام برّقت : نين قلبك ؟ و غرامك ؟ لاء انا كده بدأت اتوغوش .. اصل اقولك اكلمك و انت تقولى ممم و نعممم ف اقوم انا منكده عليك .. دى معروفه حفظتها ..
إنما نين قلبك دى اعمل انا ايه دلوقت بعدها ؟
مراد ضحك قوى و هى إبتسمت : و كمان بتضحك .. لاء انا لازم اتطمن عليك
مراد : ممم انا اللى عايز اتطمن عليكى .. عايز اشوفك
غرام نطّت من عالسرير بحماس : اتطمن عليكى و اشوفك .. يا لطيف يا لطيف
مراد : هااا هشوفك ؟

غرام : كده من غير ما ادبّسك ؟ لاء انا الدبدوب بيلعب ف رجلى .. إعتبرنى جيتلك
مراد : لاء انا اللى جيتلك .. خلّصى و انزليلى
غرام رفعت حاجبها : جيتلى فين و انزلك فين ؟
مراد : الفندق يا نين قلبى .. و من قبل ما تسألى عرفته ازاى .. هو انتى فاكره انى هعرف إنك لوحدك و مش هتطمن عليكى ؟ حبيبتى انا قولتهالك انا الاهم عندى من إنك تبقى معايا هو إنك تبقى ف امان
غرام إبتسمت : و انا معاك و الامان شئ واحد لإنك أمانى اصلا
مراد إبتسم : طب ايه هتنزلى و لا هنقضّيها موبايلات ؟
غرام : لالا انا خلاص طيران اهو

قفلت معاه و فضلت تتنطط قوى لدرجة محستش بريهام اللى دخلت عليها ..
ريهام : يا مجنونه .. و الله ربنا يستر عليه منك .. لاء ربنا يستر علي عقلك منه .. بُصى هو ربنا يستر عليكوا انتوا الاتنين من بعض
غرام : هنزل اشوفه
ريهام غمزتلها : امال ايه بقا عامله فيها ست المقموصه .. و لا الغلاسه لنا و الزقططه له ؟ و مقابلات كل شويه و حركات ..
ده انا متراهنه انا و حازم هو يقولى هتدلوقك و تتعكى على قفاها و انا اقوله لا الواد شكله راسى .. معرفش إنه اجنّ منك

غرام بغيظ : فى حاجه اسمها ماشاء الله و ربنا .. تعرفوها و ﻻ هتخلصوا علينا بدرى !؟
ريهام ضحكت اوى و هى لبست و نزلت جرى لمرادها اللى لقته مستنيها و على وشه إبتسامة غرام للغرام و كإنه من امبارح للنهارده إتبدّل ..
غرام إبتسمت : و الله اللى يشوفك دلوقت ميشوفكش امبارح
مراد إبتسم : كنت غلس هاا ؟
غرام بغيظ : اووى
مراد إبتسم : حقك عليا .. بس انا مضغوط غصب عنى كل شويه بحاله.

غرام بحب : و انا جنبك ف اى حاله
مراد عيونه لمعت : وحشتينى يا غرام المارد
غرام رفعت حاجبها : وحشتك و غرام المارد ؟ الاتنين ؟ ف جمله واحده ؟ انت راضى عن نفسك بعد الجمله دى ؟
مراد ضحك اوى و هى مدّت إيديها حطّتها على قورته : لاء انا لازم اشوف حرارتك
مراد سحب إيديها برقّه باسها و طوّل ف البوسه قووى و هى طبول قلبها دقّت بمزيكا للقلب العاشق عشان يرقص ..
غرام دمّعت : بحبك
مراد : انا بقا معتش ينفع اقول بحبك دى .. مش بترضينى .. و لا بتشبعنى
غرام : يا جمال أمك
مراد ضحك اوى و هى بصّتله بنص عين : بس بردوا هعرف يا مراد
مراد : عايزه تعرفى ايه يا نين قلب مراد ؟

غرام : اللى عدل مزاجك كده من إمبارح للنهارده .. يلا إعترف .. مين اللى ظبطتلك مزاجك هااا ؟
مراد إبتسم اما افتكر همسه : انتى بتقولى فيها .. هى فعلا واحده
غرام بغيظ : واحده ؟
مراد بيستفزها : و مش اى واحده
غرام بتكتم غيظها : مش اى واحده ازاى يعنى ؟ على راسها حمامه
مراد : لاء هتغلطى فيها هزعّلك
غرام كزّت على سنانها : انت كمان لك عين تدافع عنها قدامى
مراد : طبعا دى حبيبة قلبى .. انتى غرامى بس هى عشقى و حبى و روحى .. انتى نين قلبى هى قلبى كله
غرام بإندفاع : ليليان ؟

مراد رفع حاجبه : نعم ؟! و انتى عرفتى ليليان منين بقا ؟
غرام نفخت ف وشه بغيظ و هو ضحك : ااه عشان سمعتى إسمها كذا مره معايا
غرام بغيظ : ماهو انا كنت جايه متلككه بالهانم
مراد : نعم ؟ اللى هو ازاى يعنى ؟
غرام : بعمل حلقه عن حادثة الطياره و عايزه اقابل ست المرحومه اللى هربت من الموت
مراد إتضايق من الكلمه و بان على وشه الضيق و هى لاحظته : يااه هى تخصّك للدرجادى ؟ زعّلتك الكلمه اوى كده ؟

مراد : اه و إتعودى تتكلمى عنهم ب اسلوب يليق بمكانتهم عندى
غرام ربّعت إيديها : مش لما اعرف مكانتهم عندك دى تطلع شكلها ايه ابقا اعرف اعاملهم ازاى
مراد إبتسم بغيظ : مانا كنت جايلك عشان كده .. بس إستفزتينى .. شكلك ملكيش نصيب
غرام بعِند : لا ماليش نصيب ايه ؟ انا يا قاتل يا قاتل ع الست ليليان بتاعتك دى
مراد ضحك : بردوا ؟ طيب ماشى بس مبدئيا كده إنسى حكاية الحلقه دى او ع الاقل الحوار معاها
غرام : و ليه بقا ان شاء الله ؟

مراد : عشان ليليان كان معاها ولادها ف الطياره بس للإسف ماتوا ف الحادثه .. غرقوا .. و لمجرد ما هتتكلم معاكى هتفتكر و احنا مصدقناها تنسى
غرام بزعل : يا حرام ربنا يصبّرها
مراد : كده بقا اقدر اعرّفك عليهم ..
قام وقف و شدّها بحماس : تعالى معايا
غرام بإستغراب : على فين ؟
مراد : انتى مش عايزه تتعرفى عليها هوديكى بس زى ما إتفقنا
غرام : انت هتخلينى اشوفها بجد ؟ و هتقدمنى ليها على إنى ايه ؟ و هتقدمهالى على إنها ايه هى بقا ان شاء الله ؟

مراد : هقدمك انتى على إنك ايه دى .. ف انا هقدمك حبيبتى و نين قلبى و اللى لو ربنا اراد هتبقى مراتى
غرام إبتسمت اوى و هو إبتسم : إنما اقدمها هى على إنها ايه .. دى هسيبها عليها هى تعرّفك بنفسها
غرام : مراد انا مبحبش المفاجأت السخيفه .. اوووعى
مراد مفهمش و هى بغيظ : ايوه يعنى الاقيها بتقولى مراته خطيبته .. و تقولى حلوه المفاجأه دى ؟ و ربنا اشلفطك و اشلفطهالك
مراد ضحك بصوته كله و اخدها ع العربيه و راح بيها ع البيت ..
رن مره ك تنبيه و لسه بيطلّع مفاتيحه يفتح لقا همسه فتحتله الباب ..
غرام إستغربت اوى اما شافتها .. إفتكرتها ليليان .. هى همسه صغيره و شكلها اصغر كتير عن سنها بس كانت متوقعه ليليان اصغر ..
مراد إبتسم : ايش عرّفك إننا جايين ؟

همسه إبتسمت بحب : ما قولتلك قلب الام بقا
غرام تنّحت و مراد لاحظها ف ضحك : براحه عليها يا ماما عشان هى لسه متعرفش حاجه
غرام بذهول : ماما ؟
همسه إبتسمت : تبقى انتى غرامه ؟
غرام إبتسمت قووى للكلمه و همسه بتلقائيه حضنتها : حبيبتى ماشاء الله عليكى
غرام تقريبا فهمت : انتى اللى حبيبتى و حمد الله ع السلامه
مراد اخدهم و دخل ..
سابهم يتعرّفوا على بعض لوحدهم

و همسه نوعاً ما إرتاحتلها .. حكتلها كل حاجه من يوم ما ليليان إكتشفت ان نضال مش أبوها لحد ما عرفوا بعض و عرفوا مراد و سفرهم ..
غرام بفرحه : بجد يا طنط مش عارفه اقولك ايه ؟ انا قلبى بيتنطط من الفرحه كإنى انا اللى لقيتك
مراد من بعيد و هو ف المطبخ : لاء طنط ايه ؟ دى سمسميه و بس
غرام ضحكت : دى احلى سمسميه كمان
ضحك و هى رفعتله حاجبها : و مين ليليان كمان ؟
همسه بإستغراب : انتى تعرفى ليليان ؟
مراد ضحك : مراتى
غرام ضحكت بغيظ و همسه تقريبا فهمت إنها غيرانه ف غمزت لمراد : حبيبتى انا مكنتش اعرف إنك بتحبيه قولت اجوزهاله عشان ميبقاش لوحده

غرام لسه هتتكلم لاحظت الضحكه المكتومه على وشه هو و همسه : انتوا بتهزروا صح ؟
مراد : يا قلبى هى دى فيها هزار ؟ عشان واحده تبقا معايا ف مصر و واحده هنا تونّس أمى
غرام بغيظ : لاء ملكش دعوه بأمك انا اونّسها
مراد بيستفزها : لاء انتى اللى معايا
غرام قامت بغيظ ناحيته : لاء انا اللى هقتلك
ضحكوا اوى هو و همسه و هى بصّتلهم بغيظ : لاء إستنوا إستنوا .. انتوا بتقولوا عرفتى الاول لولى بنتك .. اكيد لولى دى هى ليليان .. يبقا أخته
مراد خبطها على قورتها بخفّه : عرفتيها لوحدك ؟
غرام بغيظ : انت مبتريحش مسلمين ابدا ؟
مراد ضحك : و لا كفره

ليليان صحيت على صوتهم و خرجتلهم : مين جايب ف سيرتى ؟
مراد ساب القهوه اللى كان بيعملها و راح حضنها اوى و باس راسها : صباح الحلو يا عم الحلو
ليليان حضنته و هو فضل يغلّس عليها و فضلوا يجروا ورا بعض ..
غرام بصّتلهم بفرحه .. عجبها شكل العلاقه بينهم جدا .. شافت ليليان جميله جدا زى ما توقعت ..
ليليان لاحظتها ف إبتسمت : غغام (غرام) مش كده ؟
غرام فهمت إنها لدغه بس حبّت تغيظها : غغام ايه يا بت انتى ؟ شلفطتى إسمى
ليليان زغدت مراد ف جنبه اللى كان محاوطه بدراعه : لاء خفيفه تصدق
غرام ضحكت اوى و راحت عليها حضنتها : مره من نفسى يا فارسانى
ليليان ببراءه : انا ؟

غرام : ايوه إحمدى ربنا ان مراد لحقك من تحت إيدى .. ده انا كنت جايه احدفك من فوق الطياره بنفسى
مراد بصّلها قوى بعتاب ع الكلمه و هى توّهت : مراد مالهوش سيره غيرك .. ليليان ليليان .. كان لازم اجى اشوف ضُرتى
ليليان ببراءه : انا أخته و ربنا
مراد بصّ لغرام و ضحكوا اوى ..
مراد : بريئه اوى مش كده؟
غرام إبتسمت لها بحب : و طفله كده

قعدوا يرغوا كتير و عرّفها على روسيليا كمان اللى صحيت على صوتهم .. فطروا سوا و مراد أخدهم قضّوا اليوم كله برا
مراد : كده اعتقد شغلك هنا إتفركش
غرام : مفيش مشكله انا هبقى اقولهم اى حاجه .. المهم حبيبتى دى متزعلش
مراد إبتسم : حبتيها ؟
غرام بحب : طبعا يا مراد .. انا احب اى حاجه لمجرد إنها من ريحتك .. ما بالك أمك و أختك ؟
مراد : طب احنا نازلين انا و هى بكره مصر .. اييه ؟
غرام بحماس : ايه ايه ؟ معاكوا طبعا

مراد بعد ما كان هيوديها ع الفندق همسه رفضت : فندق ايه ؟ انتوا كده كده مسافرين الصبح سوا لازمتها ايه فندق انهارده ؟
مراد بصّلها و هى رفعت إيديها : حبيبة حبيبى امرت .. يبقا عُلِم و يُنفَّذ
مراد : خلاص يبقا يلا ع الفندق لمّى حاجتك الاول
مراد اخدها عالفندق اخدت كل حاجتها و قالت لريهام إنها مسافره الصبح مع مراد و فهمتها إنها مش هتعرف تعمل الحوار مع ليليان .. و ريهام قالتلها كام يوم و هتحصّلها

راحت معاهم شقتهم .. قعدوا يرغوا و عملوا اكل و شغلوا فيلم و سهروا لحد الصبح لحد ما جاه معاد طيارتهم اللى مراد حجزه ..
راحوا و همسه و روسيليا نزلوا معاهم فطروا برا كلهم الاول
همسه : خلاص هنّوصلكوا للمطار و بعدها نرجع بالعربيه .. مفيش داعى تاخدوا تاكسى
مراد حاول يعترض : حبيبتى مفيش داعى .. انا معاهم و هناخد تاكسى من هنا .. انا اصلا كنت عايز اوصّلكم انتوا و روسى الاول
همسه بإصرار : متحاولش و لا عايز عروسة إبنى تقول عليا حما رخمه
غرام خطفتها كلمة همسه قوى و جريت عليها حضنتها بمناغشه و مارد حدفلها بوسه
همسه وصّلتهم المطار و غرام اخدت ليليان يجيبوا حاجات و دخلوا لوحدهم الاول ..

بعدها مراد وقف كتير مع همسه قدام عربيتها برا .. قعدوا يرغوا كتير بعدها حضنها و سلم عليها و دخل ..
و هى اخدت روسيليا و قبل ما يمشوا همسه وقفت
همسه : هروح اجيب قهوه قبل ما نمشى و اجى .. اجيبلك ؟
روسيليا : مفيش مشكله هستناكى

همسه قامت و دخلت الماركت ف المطار قبل صالة الانتظار .. جابت القهوه و هى خارجه مسكاها و مميّله و باصّه فيها ..
مره واحده خبطت ف اخر واحد ف الدنيا ممكن كان يتخيّل إنه يشوفها على وش الارض مش تحتها ..
و إتلاقت عيونهم ف نظره زى البحر مموّجه بين الرفض و اللهفه و الذهول .. نظره الجنون بس هو المسيطر عليها !!

و هو رفع إيده اللى بتترعش على وشها يتلمّسه و هى بتلقائيه إستسلمتله و غمضت عيونها رغم إنها معرفتهوش و هو حاول يتكلم بس الكلام طلع بصوت مبحوح بيطلع بالعافيه : ه ... م ... س ... ه ؟؟
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة السادسة والثلاثون بقلم أسماء جمال


مراد اخد ليليان و غرام و سافر على مصر و ساب همسه و روسيليا ف المطار هيروّحوا ..
همسه : هروح اجيب قهوه قبل ما نمشى .. اجيبلك ؟
روسيليا هزت راسها : لالا هستناكى متأخريش
همسه مشيت و روسيليا إستنتها برا و همسه دخلت الماركت جابت القهوه و هى خارجه مسكاها و مميله و باصّه فيها ..
فجأه خبطت ف اخر واحد ف الدنيا ممكن كان يتخيّل إنه يشوفها على وش الدنيا .. فوق الارض مش تحتها ..


 
ف نفس الوقت كان مهاب لسه واصل مطار تايلاندا .. خلّص إجراءات الورق و نادى على ظابط من المطار و طلّعله الكارنيه بتاعه و عرف رُتبته ..
الظابط بإنتباه : خير يا باشا إتفضل
مهاب بحده : عايز اشوف اى حجز هنا لواحده هدّيك إسمها .. يعنى وصلت هنا امتى ؟ حجزت لفين تانى ؟ رجعت و لا لاء ؟ اى تفاصيل تخصّها
الظابط : حاضر .. إدينى بس إسمها
مهاب بضيق : غرام .. غرام مهاب السويدى
الظابط إنتبه للإسم و إسمه و عرف إنها بنته ف بصّله قوى و ده ضايق مهاب إنه ميعرفش حاجه عن بنته لدرجه يسأل عنها.


 
مهاب بغضب : ما تخلص يا بنى ادم انت .. هتتنح كتير ؟
الظابط : تمام إدينى عشر دقايق بس و اجيبلك تفاصيل الرحله اللى جات عليها و اى حاجه تخصّها ليها علاقه بالسفر من ساعه ما دخلت البلد
مهاب هزّ راسه بضيق و سابه و مشى .. مسك موبايله رن عليها بس مقفول و ده لإنها كانت طلعت بالطياره ..

شويه و لقى أمها بترن .. نفخ بغضب و فتح عليها ..
مهاب بغضب : انتى ليكى عين تتكلمى ؟
أمها : انت هتعمل ايه بس فهّمنى
مهاب : هشوف بنتك اللى ماشيه على حل شعرها يا هانم .. لاء و الاسود من كده إنك عارفه و سايباها
أمها : انا مش عارفه حاجه .. هى قالتلى مسافره تبع شغلها و هو فعلا كده
مهاب : لا والله


 
أمها : انا كلّمت صحابها و عرفت .. ثم إنك تعرف ايه انت عنها و لا عن شغلها عشان تكدّب و لا تصدقّ ؟
مهاب : كفايه إنى اعرف ان بنتك مسافره لحتة عيل صايع .. رايحاله لحد عنده .. بتتحدانى .. رفضته من قبل ما يعبرها حتى .. تقوم الهانم تروحله
أمها بغضب : و هو انت بقا عرفت ده منين ان شاء الله ؟ هاا ؟ من امتى و انت متابعها ؟ و لا الكلام إتنقلك و انت صدقت على طول و إندفعت ؟
مهاب بإندفاع : و هو مين اللى نقلى الكلام مش ابن أخوكى ؟


 
أمها : ااه قول كده بقا .. سمعنى انا و بنتى بنتكلم ف جرى ع الباشا بتاعه بلّغه .. و انت بدل ما تدافع عن بنتك قصاده و متسمحلهوش ينطق حرف عليها روحت صدقته
مهاب بغضب : هى اللى سمحت لده .. إدت الفرصه لأى حد يتكلم عنها .. و انا اذا كنت سايبها و مش متابعاها ف ده عشان واثق إنها معاكى و واخده بالك منها .. لكن لو هتسيب على حل شعرها يبقا مش هتشوفيها تانى و انا هعرف ازاى ألمّها

خلّص كلامه و قفل ف وشها من غير ما يديها فرصه لكلمه تانيه .. نفخ بغيظ و بيلفّ خبط ف همسه اللى كانت خارجه بالقهوه ف إيديها !
مهاب إتسمّر مكانه ..
معقوله ؟ همسه ؟ و لا ده شبه ؟ نفس الشكل .. نفس الملامح .. نفس العيون .. و إتأكد انه نفس الصوت اما نطقت
همسه بغيظ : مش تفتّح يا غبى انت ..
مهاب إتجمّد من صوتها .. هو صوت أخته .. مهما عدّت السنين لا يمكن يتوه عنه ..
مهاب من غير ما يحسّ عينيه دمّعت بسرعه و هى لاحظت ده ..


 
إتكلم بصوت مبحوح : همسه !!
همسه إتخضّت من مجرد إنه يعرف إسمها .. الورق اللى مراد سفّرها لتايلاندا بيه كان ب إسم ليندا مراد .. عرف إسمها منين ؟
بصّتله قووى و غصب عنها عيونها دمّعت بتلقائيه ..

و إتلاقت عيونهم ف نظره زى البحر مموّجه بين الرفض و اللهفه و الذهول ..

مهاب رفع إيده اللى بتترعش على وشها يتلمّسه و هى بتلقائيه إستسلمتله و غمضت عينيها رغم إنها معرفتهوش .. بس حاسه بقوة جذب غير طبيعيه بتشدّها ناحيته ..

مهاب مسك وشها بلهفه بإيديه الاتنين و بصّ ف عينيها قوى بس لاحظ توترها و قلقها ..
مهاب بعشق قوى : وحشتينى
همسه لسانها زى اللى إتعقد .. خايفه تاخد اى رد فعل .. لسه هتنطق إفتكرت مراد إبنها إنه حذّرها تتكلم مع اى حد متعرفهوش .. اياً كان .. لإن عاصم ممكن يوصلها ب اى شكل و يبعتلها حد ب اى طريقه يجيبها ..
اول ما تفكيرها وصل للنقطه دى إتخضّت و جسمها إتنفض بشكل هو لاحظوه .. او بمعنى اصح حسّه لإن وشها كان لسه بين إيديه ..


 
همسه زقّت إيديه بعنف : ما تلمّ نفسك يا حيوان انت .. مين سمحلك تلمسنى كده ؟
كل حرف بتنطقه كان بيأكدله إحساسه إنها أخته اللى مفارقه من سنين و يزوّد ذهوله ناحيتها
مهاب بصوت مخنوق بدموع : حبيبتى إهدى
همسه بنرفزه : حبيبتك مين يا غبى انت ؟ انت اهبل ؟

مهاب الموقف كله كان كفيل يشتت تركيزه .. لدرجة إنه مخدش باله و هى سيباه و ماشيه ..
و هى مدتلهوش فرصه لكلام تانى و مشيت بسرعه من قدامه بخوف ..
راحت بقلق لروسيليا اللى كانت مستنياها ..
روسيليا : ايه يا همسه أخّرتى ليه ؟
همسه بخوف : يلا نمشى بسرعه الاول من هنا بعدين اقولك
روسيليا : فى ايه مالك ؟
همسه شدّتها بعنف و خرجوا : يلاا

مهاب فاق من توهانه على مشيها من قدامه .. إتلفّت حواليه بتوهان .. لمحها من بعيد و هى بتمشى بسرعه بس ملحقهاش .. حاول يتحرك بشكل سريع من بين الكل عشان يوصلها بس معرفش .. إختفت من قجام عينيه بين الناس !

مش عارف يعمل ايه .. او يروح فين .. طب يسأل مين .. و هيسأل يقول ايه .. اللى شاكك إنها أختى اللى ماتت من سنين و اللى حتى معرفتش إسمها بتعمل ايه هنا و هى مين ؟

لمح الظابط جاى عليه ف جرى عليه بلهفه ..
الظابط : جيبتلك كل اللى نعرفه عن رحلات سفرها الخاصه بالبلد هنا
مهاب بلهفه : همسه ؟!
الظابط بإستغراب : همسه مين ؟
مهاب إتنرفز : امال انت بتتكلم عن مين يا زفت انت ؟
الظابط : عن انسه غرام .. بنت حضرتك .. غرام مهاب السويدى
مهاب و كأن كان نسى : اااه
الظابط سكت شويه : فى حجز دخلت بيه البلد هنا من ست ايام .. و فى حجز من كام ساعه لسه خارجه بيه

مهاب مكنش مركز معاه نهائى .. باله مع اللى شافها و اللى لسه ميعرفش حتى شافها و لا متهيأله رغم إنه سمعها
مهاب سكت شويه : طب فى حد تانى عايز اعرف عنه كل تفاصيله
الظابط بهدوء : اتفضل
مهاب : همسه .. همسه سليم السويدى

مراد اخد ليليان و غرام و سافر على مصر .. وصل و اخدهم من المطار و مشى
مراد إبتسم : حمد الله ع السلامه يا حبيبة أخوكى
ليليان إبتسمت بعيون مدمّعه
غرام رفعت حاجبها : و انا ماليش ؟
مراد : لاء انتى بلدك
ليليان : و انا كمان بلدى .. بلد أبويا يعنى بلدى
غرام إبتسمتلها بحب : طبعا يا قلبى و ان شاء الله ربنا يجمعكم سوا
ليليان بدموع : ياارب يا غرام ياارب
مراد سكت شويه : هااا يا روما هتروحى على فين ؟

غرام : لاء هروح ايه ؟ إسمها هنروح .. انت مش هتغدينا و لا ايه ؟
مراد بصّ ل ليليان و ليليان بصّتلها و بصّتله و إنفجروا عليها ف الضحك
غرام بغيظ : عادى .. انا عباره عن كائن جعان طول اليوم
مراد : انتى هتقوليلى ؟

مراد اخدهم إتغدوا و قعدوا يرغوا بعدها روّحها ع البيت و اخد ليليان على شقته ..

ف مطار تايلاندا عند مهاب ..
مهاب إدّى الظابط إسم همسه و إستناه يشوف اى حاجه عنها .. فضل يتحرك ف المكانه بعشوائيه .. رايح جاى بتوهان ..
لفّ المطار كله برا و حتى جوه رغم إنها مدخلتش .. بس مالهاش اثر .. إختفت بشكل خلّاه يشك إنه كان متهيأله إنه شافها !!
وقف مكانه بضيق .. شويه والظابط رجعله و كان مستنيه على نار ..
مهاب : ايه يا زفت انت كل ده ؟

الظابط : مانا اما ملقتش حاجه حبيت اعيد تانى و ادوّر
مهاب : يعنى ايه ؟ ملقتش ؟
الظابط : مفيش اى حجز ب إسم همسه سليم السويدى .. خالص
مهاب بضيق : مش لازم دلوقت .. شوف ف الفتره الاخيره .. اى حجز دخلت او خرحت بيه من البلد
الظابط : مفيش خالص الاسم ده .. انا دخّلت الاسم و ملقيتش اى اوراق تثبت إنها دخلت البلد هنا
مهاب سكت بضيق : امال مين دى ؟

فضل ساكت كتير بتفكير بعدين لمعت ف دماغه فكره ف بصّ للظابط بحماس ..

همسه اخدت روسيليا و ركبوا العربيه و مشيت بسرعه .. و طول الطريق بتبص وراها بقلق ..
روسيليا بقلق : إهدى كده و فهّمينى .. فى ايه ؟

همسه عينيها دمّعت و سكتت كتير بعدها حكت لروسيليا اللى حصل ف المطار و الشخص اللى شافته ..
روسيليا بقلق : يعنى ايه ؟ حد يعرفك ؟
همسه : بقولك نادى عليا ب إسمى مع ان اللى يعرفنى هنا عارف إنى اسمى ليندا ..

روسيليا بتفكير : مش يمكن حد يعرف همسه ؟ همسه الاصليه مش اللى عاصم زوّرها
همسه قلبها دق قوى : مستحيل .. انتى عارفه أخوكى عمل فيا كده من امتى ؟ ده من اكتر من 19 سنه .. ده غير إنه قالى قبل كده ان الكل عارف إنى ميته
روسيليا : مايمكن عشان كده اللى شافك إستغرب
همسه : مستحيل .. مين هيبقا فاكرنى بعد السنين دى كلها ؟ ده غير اللى شافنى مكنش باين على وشه كده .. ده حد كان زى اللى مش عارفنى او بيحاول يبان إنه عارفنى ..
روسيليا بقلق : يا نهار ابيض .. يعنى ممكن يكون زى ما مراد قالك ان عاصم ممكن
همسه : اكيد حد شافنا هنا تبعه زفت أخوكى
روسيليا : بس لو كده هيستنى هو و يبعتلك حد ؟

همسه : مش يمكن خايف من مراد ؟ و حبّ يوقّعنى بالطريقه الذباله دى ..
تقدرى تقوليلى اشمعنا ظهر ده بعد ما مراد مشى ؟ اكيد كان متابع مراد مثلا و اما جالى وصلى عن طريقه و إستنى اما يمشى
روسيليا : يبقا مراد لازم يعرف

عند مهاب ف المطار ..
مهاب مسك موبايله بلهفه و فضل يقلّب فيه لحد ما طلّع صورة همسه ..
شاور للظابط ورّهاله : دى .. عايز اعرف كل حاجه عن دى .. هنا ف البلد فعلا ؟ و لو هنا دخلت امتى و خرجت امتى؟ و ازاى ؟
الظابط بهدوء : طب تعالى معايا و هندخل ع السيستم و ندخّل صورتها و نشوف

الظابط أخده ف غرفه خاصه بالرسومات و شاور لحد قعد على جهاز و مهاب إداله الصوره ..
اخدها منه و دخّلها ع السيستم و إبتدى يدوّر لحد ما لمح حجز من سنه تقريبا ب ورق عليه صورتها
مهاب بلهفه : اهى .. إستنى إستنى .. اقف عندها
الظابط للى قاعد ع الجهاز : قرّب صورتها اكتر

الراجل جاب صورتها اللى ع الورق بوضوح و مهاب قرّب ع الجهاز بلهفه هتجننه و فضل يحقق فيها اوى و تقريبا اخد وشها ملّى ملّى تدقيق ..

الظابط : هى فعلا فى شبه كبير بين الصورتين
مهاب : هى .. ده مش شبه .. ده هى
الظابط : يعنى اجيبلك تفاصيل دى
مهاب هزّ راسه و هو لسه عينيه عالصوره .. و الظابط دخل على الورق بتاعها و إبتدى يقلّب فيه و مهاب عينيه متابعاه ..

مهاب بذهول : لينداا ؟!
الظابط : إسمها ليندا مراد
مهاب بذهول : ليندا ؟ و مراد ؟
الظابط : و داخله البلد هنا من سنه بالظبط
مهاب هيتجنن : مش ممكن ابدااا .. طب ازاى ؟
الظابط : ده كل اللى عندى .. حجزها بالإسم ده
مهاب : طب اوراقها ايه نظامها ؟
الظابط بص ف اوراقها اللى عندهم و رجع بصّ لمهاب : الورق كله سليم
مهاب لنفسه : يبقا مراد لازم يعرف

همسه سكتت شويه بقلق : اقولك بلاش تقلقى مراد دلوقت
روسيليا : يعنى ايه يا همسه ؟ حاجه زى دى مينفعش تتدارى عنه
همسه : عارفه و انا مش هخبى عليه .. بس إستنى اما اشوف .. هو الشخص ده مشافنيش غير مره ف المطار .. لو صدفه يبقا مش هيشوفنى تانى و خلاص على كده
روسيليا : و لو فضل يتنططلك ؟ و لا عرف يوصلك تانى ؟

همسه : يبقا ساعتها اقول لمراد .. مراد مضغوط و مش عايزه ازايد عليه .. ده غير إنه معاه ليليان و ده هيخلّيه محتاج يركز اكتر ..هو واخدها و قلقان عليها بلاش اقلقه انا كمان عليا هنا و يتشتت بينا .. ده يا حبيبى مبيلحقش يشم نَفسه
روسيليا سكتت بقلق ..

روّحوا البيت بس همسه دماغها مع الشخص اللى شافته و من جواها مش عارفه تقتنع باللى أقنعت روسيليا بيه و هو إنه ممكن يكون تبع عاصم .. ع الاقل مش متأكده .. بس حاولت تطمن نفسها إنها مش هتشوفه تانى

مهاب بعد ما كان هيكلم مراد ع الموبايل إتراجع .. حسّ ان موضوع زى ده الكلام فيه مينفعش ف التليفون خالص
ف قرر يرجع على مصر و بعدها يجوا سوا ..

نفخ بضيق من مجرد حالة اللاوعى اللى فيها .. مش عارف يحدد خطواته بالظبط او هيروح لمراد يقوله ايه !!
شاور للظابط : هاتلى نسخه من صورتها اللى ع الباسبور او الاوراق اللى هنا
الظابط هزّ راسه و دخل ع الجهاز من تانى لقطله صورتها و مهاب اخدها ع الموبايل ..
مهاب بعد ما كان هيمشى قلبه مش مطاوعه ف رجع للظابط تانى : هات حد يفكلى الكاميرات دى
الظابط كلّم حد جاله فك الكاميرات و فرّغها و مهاب لقط منها لقطات همسه و اخد ده كله على موبايله و مشى ..

حاول يحجز لحد ما لقى طيران لمصر كمان كام ساعه و فعلا حجز و سافر .. طول الطريق عقله عمّال يودى و يجيب و مش عارف هيقول لمراد ايه و لا هيجيبهاله ازاى ..
بس لازم يعرف .. لازم يقوله حتى لو ظنه غلط ..

مراد العصامى كان قاعد مع مازن و رؤيه و كريم و منى و باسم و حمزه و البقيه اللى قريبين منه و قرّبوا اكتر الفتره اللى فاتت بعد حالته اللى دخل فيها بعد ما عرف ان عاصم لسه عايش ..
مازن : يعنى افهم انت ليه رافض إننا نمسك القضيه بنفسنا ؟
كريم : انت مش واثق فينا و لا ايه ؟
رؤيه : احنا جنبك طول الوقت يا مراد و من كتر كلامك عن خلافك معاه و قد ايه حياتك إتدمّرت بسببه و انا بتمنى لو المحه عشان ادرمغهولك ..
يقوم اما ربنا يبعت الفرصه دى تقف انت فيها .. ده حقك و محدش هيجيبه إلا احنا
منى : بعدين مين مراد ده اللى ماسك القضيه ؟ حتة عيل يمسك قضيه بالحجم ده ؟ و بعدين احنا اقرب .. احنا يعتبر قضيه شخصيه .. ده تار

مراد بيسمعهم بهدوء و هو بيقلّب ف ورق قدامه و بيشرب قهوته ..
مراد بهدوء : خلّصتوا ؟ بردوا لاء .. محدش هيتدخل ف حاجه زى دى .. إبعدوا نفسكوا خالص
رؤيه بضيق : ليه بس ؟ ده احنا
قاطعها مراد و وقف بعصبيه : قولت لاء .. و خرّجوا نفسكوا برا الموضوع ده ..
انا ولادى ماتوا تمن القضيه دى .. خسرت بيتى ف القضيه دى .. خسرت مراتى ف القضيه دى .. انا حياتى إتدمرت ف قضيه زى دى و مش هسمح ل ده يحصل مع حد فيكوا .. فاااهمين .. محدش يتدخل ..

الكل سكت بضيق بس محدش موافقه و قرروا يكلموه تانى بس اما يهدى ..
مراد قعد تانى بضيق : انا بعد السنين دى كلها مش عارف اسامح نفسى ع اللى حصل لولادى بسبب عِندى إنى انا اللى امسك القضيه ..
رغم ان سليم عرض عليا اسيبها لمهاب و محمد بس انا اللى عانِدت و اصريت .. و ادينى دفعت التمن .. و مش اى تمن دول مراتى و ولادى .. و مش عارف اسامح نفسى و هما ولادى
انتوا بقا هتسامحونى ازاى لو حد جرا معاه حاجه زى كده ؟
رؤيه : محدش هيحمّلك مسؤليه حاجه .. كل واحد يتحمّل مسؤليه قراره اللى أخده بنفسه
مراد ب إصرار : لاء .. و اقفلوا الكلام ف الزفت دى و إتفضلوا كمّلوا شغل

مازن بضيق : طب هتعمل ايه انت ؟ هتسيبه يا مراد بعد ده كله ؟
مراد بقهره : اسيبه ؟ مش كفايه عليه السنين اللى فاتت دى كلها سايبوه ؟
انا هشوف الواد اللى ماسك القضيه و اسمع منه كل حاجه من تانى و اتابع معاه و هشوف ..

قعدوا يشتغلوا لحد ما سمعوا صوت دب جامد و مراد بصّلهم بإستغراب ..
ف دخول منى من برا مراد بصّلها : ايه الصوت ده ؟
منى : من مكتب مهاب باشا .. تقريبا صوت حاجه وقعت .. حاجه بتتكسّر .. معرفش انا كنت جايه على هنا و عدّيت سمعت الصوت جاى من مكتبه

مراد قام بقلق راحله و مازن وراه ..
مهاب كان وصل و كان الصبح .. راح ع الجهاز و دخل على طول مكتبه .. فضل رايح جاى بخنقه .. ضيق .. الدنيا كلها بتلفّ بيه .. عقله هينفجر ..
قلبه بيقوله دى همسه أخته و عقله بيقوله لاء .. همسه متعملش كده .. متسيبناش .. هتعمل كده ليه ؟
هى إختفت شهور و لا حتى سنه و لا اتنين ؟

دى سنين .. و سنين كتيره .. هتعمل كده ليه ؟ و تغيّر إسمها ليه ؟ بتعاقب مراد مثلا ؟ افتكرت إنه خانها ف بعدت عنه و سابته
طب و عاصم اللى طلع عايش بعد السنين دى كلها ؟ معقول يكون كان معاها ؟ رجعتله ؟
و لو زعلانه من مراد و عايزه تعاقبه تعاقب الكل معاه ليه ؟ أبوها و أمها و انا ؟

مهاب قام بعصبيه فضل يرزّع ف كل حاجه حواليه و يشيلها و يهبدها : ليه يا همسه ؟ لييييييه ؟
شال فازه من ع المكتب حدفها بعنف ف الحيطه قصاده و إبتدى يروح و يجى بجنون ..

مراد دخل عليه و وراه مازن و الاتنين إتفاجأوا من شكله و من الحاله اللى هو فيها ..
مهاب مع دخلة مراد جنونه و غضبه بيزيد على همسه و بيصرخ بصوته كله : ليييه ؟ لييييه كده ؟ لييييه ؟
و عمال يدب ب إيده ع الحيطه ..
مازن قرّب منه بحذر : فى ايه يا بابا ؟ مالك ؟ و ايه ده اللى ليه ؟
مهاب على حالته و كأنه مش سامعُه ..

مراد إبتدى يقلق .. كان سايبُه يخرّج الغضب اللى هو فيه اللى لسه ميعرفش سببه بعد كده يهدى و يسمعه..
بس اما لقاه بيزيد قِلق و ده خلاه يقرّب منه .. بيحاول يكتّفه بس مش عارف ..
رغم ان مراد يتعدّاه بمراحل بس مش قادر عليه حتى يمسكه و ده بسبب طاقه الغضب اللى جواه اللى زايده شراسته ..

مراد شاور لمازن اللى بيبصّله بذهول : ما تقرّب يا زفت انت هتقف تتفرج ؟

قرّب منه هو و مازن حاولوا كتير يهدوه بس مفيش لحد ما مهاب نزل بجسمه كله ع الارض و سند راسه ع الحيطه ..
و بعدها لاحظوا جسمه بيرخى شويه شويه لحد ما وقع بينهم مغمى عليه ..
مراد قرّب عليه بلهفه عدله و عمال يخبّط على وشه بفزع ..
بص لمازن : اطلب الاسعاف يا زفت

مازن طلب الاسعاف و الكل جالهم و نقلوه ع المستشفى ..
دخل و مراد رفض يسيبه ف دخل معاه و الدكتور دخل معاهم .. كشف عليه و بصّ لمراد و خرجوا ..
مراد بصّله بترقّب و الدكتور : ده انهيار عصبى و ضغطه كمان عالى
مراد بخوف : من ايه ؟
الدكتور : معرفش ده اللى المفروض اعرفه منكوا .. ايه اللى وصّله لحالته دى ؟
مراد بتفكير : معرفش .. اما يفوق هعرف

الدكتور سابه و هو دخل عند مهاب و قعد جنبه بقلق و مازن معاه ..
عدّى وقت كبير لحد ما مهاب فاق و صمم يخرج و مع إصراره خرج ..
مازن بقلق : فى ايه يا هوبا قلقتنا عليك .. حصل ايه لكل ده ؟
مهاب متكلمش و دوّر وشه ..
مراد شاور لمازن يسكت و ميضغطش عليه ..
مراد بصّ لمهاب بغموض و سايبه براحته بس حاسس ان فى حاجه كبيره خاصة ان مهاب طول الوقت بيهرب من عينيه .. من وشه كله .. مش عايز يبصّله و مراد لاحظ ده كويس

مهاب خرج و صمم يبقا لوحده ..
مهاب بضيق : معلش سيبونى على راحتى .. عايز ابقى لوحدى شويه
مراد بصّله كتير : ماشى يا مهاب .. بس عايز اقولك انا احنا خوات مش صحاب .. احنا عِشره عُمر بحاله .. عمرنا ما خبّينا حاجه على بعض .. هستناك تجيلى وقت ما تحس إنك عايز تتكلم
مازن حاول يهزر بس الموقف كله على بعضه مش مستحمل ..

مهاب بعد كلمتين مراد لقا نفسه بتلقائيه بيرمى نفسه ف حضنه و غصب عنه دموعه نزلت ..
مراد قلقه زاد بس محبش يضغط عليه ف سابه على راحته و مشى تحت إصرار مهاب يسيبوه ..
يومين عدّوا على مهاب ف حالته دى .. مش عارف يعمل ايه و لا يروح لمين ..
بعد ما كان هيروح لسليم إتراجع .. حس ان دى فيها إهانه لمراد مش هيسامحه عليها و مش هيقبلها و لا هو كمان يقبلها عليه .. فقرر يروحله هو الاول ..

مهاب راح على مكتب مراد و كان معاه الكل .. دخل بهدوء و من غير كلمه و لا حتى سلام حضنه جامد و قعد
فضل ساكت و ساكت و ساكت و باصص للأرض بشرود ..

مراد بصّله بطرف عينه و هو ف إيده ورق : انت كويس ؟
مهاب هزّ راسه و مراد مط شفايفه و سكت شويه
مراد رفع حاجبه : متأكد ؟
مهاب بصّله قوى و سكت كتير : هو انا لو قولتلك همسه عايشه هتقول ايه ؟
كل اللى قاعدين إتسمّروا .. كلهم عارفين حكايته .. ف اللحظه دى كأن على رؤسهم الطير ..

ماعدا مراد اللى زى اللى مش سامعُه .. لمجرد إنه مش عارف ياخد اى رد فعل او حتى يقول ايه او يعمل ايه ..
ماهو ايه اللى ممكن يتعمل ف موقف زى ده ؟؟

مراد وقف و قبل اى رد فعل فجأه...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة السابعة والثلاثون بقلم أسماء جمال


مهاب بصّ لمراد قوى و سكت كتير : هو انا لو قولتلك همسه عايشه هتقول ايه ؟
كل اللى قاعدين إتسمّروا .. كلهم عارفين حكايته .. ف اللحظه دى كأن على رؤسهم الطير ..


 
ماعدا مراد اللى زى اللى مش سامعُه .. لمجرد إنه مش عارف ياخد اى رد فعل او حتى يقول ايه او يعمل ايه ..


 
مهاب إستغرب رد فعله : انت سمعتنى ؟ بقولك همسه عايشه

مراد تقريبا ف اللحظه دى كان يشبه لوح التلج ف الجمود او بروده ..
مراد : ممم و بعدين ؟
مهاب ضحك ضحكه مش مفهومه : يا ابن الكلب يا عااصم .. يا ابن ****
مراد بهدوء : هو معنى ان عاصم طلع عايش يبقا هى كمان عايشه ؟ ده انا الحاجه الوحيده اللى برّدت قلبى ف إنه طلع عايش هو إنه بعيد عنها ..
الموت اللى خدها سابه .. زى اللى حتى الموت هو كمان صمم على فراقهم .. مخدهوش هو كمان و ميبقوش إجتمعوا على حاجه حتى الموت
مهاب : اهو انا عملت زيك كده اما شوفتها.


 
مراد قلبه إتخلع بس مبيّنش و بصّله قوى و رجع بصّ ف الورق اللى ف إيده و سكت كإنه مسمعش ..

مهاب هنا فقد سيطرته على اعصابه فقام وقف قصاده و شدّه بعنف وقّفه و خبط ب إيده بعنف على صدره ..
مهاب بعنف : بقولك عايشه يا مراد .. عايشه .. انا شوفتها
مراد مش عارف ياخد رد فعل .. ماهو اصل ايه اللى ممكن يتعمل ف موقف زى ده .. كلامه يترد عليه بأيه ؟
مره واحده ضرب مهاب بوكس ف وشه مرتين تلاته ورا بعض ..


 
و رجع قعد ببرود كإنه معملش حاجه ..
مهاب إتعدل و رجع قعد قدامه و سند دراعه على ركبته و حطّ راسه عليه و بيحاول يتنفس بصوت و مشّى إيده على وشه بعنف
مراد : ايوه كده اهدى عشان تتوزن
مهاب : يا مراد انا
مراد بعنف صوته هزّ المكان كله : بقولك اهدى .. اهدى و إتوزن..

مهاب سكت كتير و مراد سكت و الاتنين كأن كل واحد فيهم خايف ينطق من رد التانى
مراد من غير ما يبصّله : و اللى شبهها دى شوفتها فين ؟
مهاب بضيق : لاء مش
مراد بحده : اللى شبهها دى شوفتها فين ؟
مهاب : ف تايلاندا


 
مراد إنتبه مره واحده للإسم .. بمجرد اسم تايلاندا بتلقائيه عقله وداه عند البنت اللى نجدها من حادثة الطياره و اللى لحد دلوقت مش قادر يتقبّل فكرة الشبه ..
بيحاول يهدى بس قلبه بيتنفض و ينفض جسمه معاه زى اللى بيتصعق بكهربا ..
مهاب قرّب منه بحنيه : حبيبى اهدى .. انا عارف إنها صدمه و مش سهله كمان .. بس لازم تتقبّلها ع الاقل عشان نعرف نتأكد
مراد : نتأكد مممم .. و انت ايه ودّاك تايلاندا ؟

مهاب بضيق : مانا قايلك .. غرام كان عندها شغل هناك .. إستغيبتها ف روحت اشوفها فين
مراد : قصدك تشوفها مع مين
مراد كان و كإنه بيحاول يشغل عقله عن مجرد التفكير ف اى حاجه تانيه
مهاب بضيق : و ده وقته ؟ اياً كان إتزفّت ليه .. بس شوفتها يا مراد .. شوفتها .. هى همسه ..
مازن إتدخّل : ايه الهبل ده ؟ همسة ايه اللى شوفتها ؟ طلعت من قبرها قابلتك هناك و لا


 
مراد بصّله بحده ف سكت ..
مهاب بإصرار : همسه .. هو انا هتوه عن أختى ؟
مراد ببرود لمجرد ان عقله مش متقبّل الفكره : و اما هى أختك اللى مش هتوه عنها مجيبتهاش معاك ليه ؟ سيبتها ليه و جاى من غيرها ؟
مهاب سكت بضيق لمجرد إنه مش عارف يقول ايه
مراد فضل باصصله كتير مستنيه يقول اى حاجه حتى لو مش هيصدقها
مهاب بتردد : ماهى إسمها مش همسه
مراد بصّله و ضيّق عينيه و هو تهتهه : مسمّيه نفسها ليندا

مراد من غير مقدمات ضحك بصوته كله ضحكه الكل إستغربها ..
مراد ضحك : سورى سورى يا مهاب بس حقيقى مش قادر .. هو لمجرد شوفت واحده تشبه أختك اللى مفيش منها اتنين يبقا اجزمت إنها هى رغم إنك عرفت إسمها ..
السؤال هنا بقا .. انت اهبل و لا بتستهبل ؟
مهاب بضيق : مراد هتفوق عشان نعرف نتكلم و لا افوّقك غصب عنك ؟ انا مقدّر ممكن تكون حاسس بأيه بس

مراد وقف بعنف : بس ايه ؟ هاا ؟ بس ايه ؟
جاى تفتح جرح نزيفه مش راضى يقف و لا يتلم لمجرد شبيهه لاختك ؟
و انا اما شوفت البنت اللى شبه ليليان طلّعتونى مجنون و الكل بقا يتصعّب عليا و يبصّلى بشفقه ..
هو انت فاكر إنى كنت اعمى عن نظراتكوا ؟ لاء انا كنت شايفكوا كويس اوى و عارف كل واحد قال ايه حتى لو بينه و بين نفسه .. بس مردّتش لمجرد إنى مكنش عندى الوقت اللى ارد فيه ..
كنت بحاول اشبع عينيا بيها حتى لو شبه بنتى .. كنت عارف إنها هتسيبنى زى ما بنتى سابتنى ف كنت بستغل كل ثانيه ارضى عينيا بيها ..

مهاب سكت بضيق من نفسه على منظر صاحبه و
من الدموع اللى خنقت صوته و جسمه اللى بيتشنج و بيجاهد يسيطر عليه مش عارف ..

مهاب مش عارف يعمل ايه و لا يقول ايه تانى بس مره واحده إنتبه : طب دقيقه
مراد بعنف : و لا ثانيه واحده .. و لا كلمه تانيه
مهاب ب أمل : اصبر
مسك موبايله و إبتدى يقلّب فيه بحماس .. مراد متابعه بلهفه و عينيه بتنطق عنه ..
مهاب لحد ما وصل لصورها اللى أخدها من كاميرات المطار و كمان صورتها اللى ع الباسبور بتاعها اللى اخدها ..

مهاب إدّى موبايله لمراد و مراد دوّر وشه بس قلبه بيتمرد ..
مهاب وصّل الموبايل باللاب اللى قدام مراد و فتحه ع الصور و دوّر اللاب ناحية مراد ..
مهاب : إثبتلى ان دى مش اختى .. مش مراتك .. و انا اقتنع ان اللى شوفتها مش همسه .. غير كده لاء
مراد من غير ما يبصّ كإنه خايف يشوف : اى عيل اهبل يقدر يلعب ف صوره اى واحده و يجبها شبهها .. ده يقدر يخلينى انا شبهها
مهاب : لاء الصور حقيقيه .. و انا إتأكدت .. و بعدين ده فيديو من كاميرات المطار .. و لا دى كمان هتتفبرك ؟

مراد قلبه إبتدى يتمرد عليه بس بيلجّمه بالعافيه و معاند يبصّ ع الصور رغم الثقه اللى بيتصنّعها ف كلامه ..

مراد قام بجمود و فتح باب البلكونه و وقف و إداله ضهره و كأنه بياخد طاقه من الهوا تشجّعه ..
مهاب فهم إنه عايز يبقا لوحده ع الاقل لحد ما عقله يترجم اللى إتقاله ..
مهاب قام خرج بهدوء و سابه و مراد فضل جامد مكانه كتير جدا ..
لحد ما اخد نَفس طويل .. طويل جدا .. و خرّجه من بوقه بعنف .. رجع قعد مكانه تانى .. مش حاسس بأى حاجه حتى اللى لسه قاعدين معاه ..
صراع جواه حسمه و مسك اللاب لفّه ناحيته .. بصّ قووى ف الصور .. قووى قووى ..

عينيه قلبت بتلقائيه لوحدها و إتجمّعت فيها دموع متحجره ..
مد إيده اللى إبتدت تترعش كإنه فقد قوته المزيفه اللى كان بيتصنّعها من شويه و فتح الفيديوهات ..
هو صوتها فعلا .. ضحكتها .. حركاتها
مراد حط اللاب قدامه و قعد و عمال يعيد ف الصور من تانى .. بيحاول يطلّع ثغره تثبتله إنها مش هى بس مش عارف .. استخدم كل مهاراته كظابط عشان يفركش ده بس فشل ..

فضل كتير ف حاله مش مفهومه لحد ما مسك موبايله و كلّم مهاب اللى مقالهوش غير كلمه واحده : تعالى
مراد قفل و مهاب زى اللى مستنيه ف ثوانى و راحله ..
مهاب دخل بهدوء و سكت ..
مراد سكت كتير : شوفتها فين ؟
مهاب : ف مطار باتايا
مراد بتدقيق : اشمعنا باتايا ؟ انت عارف ان ده المكان اللى حصلت فيه حادثه الطياره ؟
مهاب : عارف .. ماهو عشان كده غرام راحت عشان بتعمل حلقه عن الموضوع ده .. و اما الزفت ابن خالها كلّمنى زى ما قولتلك مقدرتش إستناها ف روحتلها و هناك شوفتها
مراد سكت تانى : كلمتها ؟ قالتلك ايه ؟

مهاب إرتبك و مراد بصّله بحدّه كإنه بيحذره يخبى حاجه
مهاب بضيق : صدقنى معرفتش .. انا ملحقتش اصلا .. انا خبطت فيها و قبل ما استوعب الموقف كانت مشيت
مراد بقهره : و انت سيبتها تمشى ؟
مهاب : مراد شوف انت حالتك عملت ازاى بمجرد ما سمعت ف مابالك انا اللى شوفتها ؟ انا معرفتش إستوعب الموقف بسرعه
مراد : طب عرفت ايه عنها ؟

مهاب نفخ : و لا حاجه
مراد بعنف : انت هتستهبل ؟ امال جيبت صورة الباسبور بتاعها منين ؟ و جيبت فيديويهات و صور كاميرات المطار ازاى؟ إلا اذا كنت سألت .. ف إتظبط كده و قولى وصلت لأيه عنها
مهاب : صدقنى ملحقتش اجمّع حاجه عنها .. انا قولت اعرّفك الاول و ندوّر سوا ..
ف كنت هكلمك بس قولت اجيلك افضل لإنى توقعت رد فعلك ده .. و عشان عارفك مش هتصدق زيى جيبت بس الصور دى يمكن انا غلطان

مراد رجع سكت تانى .. مش عارف ياخد رد فعل .. يتأكد و لا يطنش و لا يعمل ايه ؟
مهاب حاسس بتخبّطه فقام بهدوء قعد جنبه و لف دراعه على كتفه و ضغط عليه بخفّه ..
مراد حاطط إيده على وشه و بيحاول يستنجد بعقله ايه اللى لازم يتعمل ف الموقف ده ..
مهاب ناب عنه و شاور لمازن : احجز لتايلاندا و لو ملقتش كلّم حد من معارفنا يجهز بحجز خاص على تايلاندا
مراد رفع راسه و بصّله .. عايز يعترض بس قلبه عقد لسانه

مازن اخد موبايله و خرج و شويه و رجع : كلمت كابتن احمد و قال فى طياره لهناك و قدامها كذا ساعه
مهاب بصّله و هزّ راسه و مراد ساكت ..
مازن : انا جاى معاكوا
مراد ضحك بغُلب : جاى معانا فين ؟ احنا رايحين فرح أمك ؟
مهاب ضحك بغيظ و مراد بصّله و ضحك غصب عنه

مهاب و هو بيقوّمه : قوم ع البيت خد حمام و غيّر هدومك عشان تهدى ..
مراد بجمود : لاء
مهاب بتفهّم لحالته : خلاص هبعت مازن يجيبلك حاجتك من البيت و اجهز هنا .. ع الاقل تفوق

الكل خرج و سابوا معاه مهاب ... مازن راح جابله حاجته و رجع و هو قام بالعافيه جهز و صلّى و اخد مفاتيحه و مشى و مهاب وراه و مازن ..
كان ماشى بعربيته بهدوء جامد كإنه خايف يروح .. وصل للمطار و هناك لمح الكل مستنيه .. مهاب و معاه مازن و رؤيه و كريم و منى ..
مراد رفع حاجبه : لاء كده مبقاش فرح أمك .. ده كده فرح شعبى .. نعمم ؟

رؤيه إبتسمت بحب للراجل اللى فعلا بيعتبروه اب ليهم و طول الوقت جنبهم : لاء ماهو احنا مش هنسيبك
مراد : ايوه يعن
رؤيه بإصرار : مهما عملت .. ف ريّح نفسك .. انت عمرك ما إتخلّيت عن حد فينا ف مش هنتخلى عنك ف موقف زى ده .. خاصة ان الموضوع محتاج تدوير و ورق و تفتيش
كريم بضيق : و كفايه قضية عاصم لحد دلوقت مش راضى نساعدك فيها
مازن : ف يلا عشان ده إسمه تضييع وقت

مراد حطّ إيده على وشه بقلة حيله من إصرارهم و بصّ لمهاب و رفع حاجبه : عارف لو طلعت مش هى هقتلك
مهاب إبتسم بتصنّع : ربنا يستر
مراد بحده : و لو طلعت هى هقتلك
مهاب غصب عنه ضحك : بردوا ؟
مراد بغيظ : و لو ملقينهاش بردوا هقتلك
مازن بهزار : لاء انا بقول انت تخلع لا يخلع رقبتك لاحسن ده مُصمم
مراد : منك لله يا شيخ

إستنوا معادهم بعدها طلعوا بالطياره .. وصلوا تايلاندا و نزلوا ف المطار .. مامشيوش من المطار .. هما اصلا جايين يبدأوا من هنا
مراد طلب حد من المسؤلين ف المطار و جاله
مراد بحده : هاتلى مهندس يفك كاميرات الزفت هنا و يجيلى

الظابط إستغرب من إسلوبه و مهاب شاورله ف مشى. بسرعه .. مراد كان بيتعامل مع الكل بحده غير طبيعته ..
المهندس جاه و فك الكاميرات و إبتدى يفرّغها قدامهم .. لحد ما لقطها .. لقط همسه
مراد قلبه إتنفض لدرجة جسمه اتحرك مع دق قلبه بشكل إتلاحظ من الكل ..
مهاب شاورله يقف عندها و هو وقف و إبتدى يفرّغله اللقطات اللى هى فيها و شغّلها ..

مراد بحده : ورينى نسخه من اوراقها
الظابط جابله بياناتها و فتحها قدامه و مراد بيحقق فيها
مراد بجمود : الباسبور ده مش حقيقى
الظابط : بس مش مزوّر
مراد بحده : اه بس مش حقيقى .. دى حركات احنا بنعملها ف شغلنا اما بندخل و نخرج بأسامى تانيه

الظابط سكت لمجرد إنه معندوش تفسير ..
مراد بصوت عالى : ما تنطق
الظابط : يافندم معرفش .. انت طلبت الباسبور اللى حجزت بيه و على اساسه دخلت البلد و ده نسخه من البيانات اللى عليه
مهاب : اهدى يا مراد هو مالهوش ذنب

مراد فتح الكاميرات و بيراجع فيها .. للإسف ملمحش حد معاها غير روسيليا اللى هو اصلا ميعرفهاش : مين دى ؟
مهاب : معرفش

مراد لسه هيتكلم لمح حد ف اللقطه اللى بعدها بيميّل عليها يتوشوشوا و يتكلم معاها و بيضحكوا اوى ..
مراد بغيظ : هى أختك إتجننت على كَبر و لا ايه ؟
مهاب ضحك غصب عنه على غيرته اللى مش راكبه ع الموقف خالص ..
مراد وقف و ميّل ع الجهاز و قعد يحقق ف الصوره اللى بتضحك فيها مع حد و يقرّبها و عملها كات و إداها للظابط : شوفلى مين الزفت ده كمان
الظابط أخدها : إدينى شويه و هعرفلك

مراد بيحاول يدقق ف اى حاجه توصّله ليها ..
مهاب : و دى هنوصلها ازاى ؟
مراد ساكت بخنقه .. اول مره يحس بالعجز
مازن بإنتباه : انا عندى فكره
مراد بحده : خلّيها لنفسك
مازن : اسمعنى بس .. هى اكيد مش جايه على رجلها يعنى .. اكيد كان معاها عربيه ..
شاور لحد من مسؤلين المطار اللى إتجمّعوا عندهم : هاتلى الكاميرات الخاصه بالجراش الخاص بالمطار
مراد هزّله راسه و هو إتّكاله على عينيه يطمنه ..

المسؤل راح جابله الكاميرات و فرّغها .. فضلوا يحققوا فيها لحد ما وصلوا للقطه همسه فيها و بتروح ناحية عربيه ..
مراد لمحها ف شاورله بسرعه يقف ..
لمحها و كان شكلها خايف و بتتلفّت وراها زى اللى بتهرب من حاجه و بتمشى بسرعه و اخدت العربيه و مشيت و هى بتشد روسيليا بسرعه معاها ..
مراد بصّلها قوى بإستغراب من حالتها ..
مهاب : دى بقا كانت شافتنى و شوفتها.

مراد بغضب : يعنى اهو عرفتك .. باين من حالتها .. دى بتجرى و خايفه
مازن بتدقيق : نفس الواحده اللى ظهرت معاها ف الكاميرات اللى جوه
مازن عمل كات عليها و طلّع صورتها و إداها للظابط : شوفلنا مين دى كمان
مراد وقف عندها و قرّب الصوره و لقط رقم العربيه و إداه لرؤيه : هاتيلى تفاصيل العربيه دى
اخدوا كل اللى يلزمهم .. صوره من باسبورها و رقم العربيه و صورها و صور مارد اللى كان معاها و صورة روسيليا
و بعدها مشيوا ..

حجزوا ف فندق و طلعوا .. و طلعوا ف غرفة مراد و إتجمّعوا و هو كان بيرد عالموبايل رجع لقاهم ..
مراد رفع حاجبه : لاء ماهو انتوا مش هتحرسونى .. يلا إتكلوا عايز انام
مهاب : لاء مش هتنام يا مراد
مراد بحده خفيفه : لاء هنام
رؤيه : لاء مش هتنام ف مش هنمشى و ادينا قاعدين بندردش مع بعض و نشوف هنعمل ايه

مراد سكت و هما قعدوا .. مهاب كلّم حد يعرفه إداله رقم العربيه و طلب منه تفاصيلها ..
فضلوا يرغوا كتير لحد ما الحد اللى إداله رقم العربيه كلّم مهاب ..
مهاب إنتبه للموبايل و حاول يقوم بتهرّب لحد بس ما يشوف فى ايه .. لإنه كل خطوه بياخدوها مخلّياه خايف على صاحبه اللى شايفوه بيتمزّق قدامه ..

مراد لاحظ تهرّبه و لاحظ موبايله و عمل نفسه مش واخد باله و سابه إتحجج و قام ..
مهاب دخل البلكونه و فتح براحه : هاا وصلت لحاجه ؟
اللى ع التليفون : ايوه العربيه فعلا متسجّله .. بس مش بالإسم اللى إدتهولى همسه سليم السويدى و لا بالإسم التانى ليندا مراد
مهاب بغضب : ماتنطق تخلص .. امال متزفّته بإسم مين ؟

الراجل : ب اسم واحد إسمه مراد عبدالله مَهد
مهاب بإستغراب : و ده مين ده ؟
الراجل : معرفش .. بس بياناته ع العقد بتاع العربيه
مهاب : طب إبعتلى صورة العقد ببياناته

مهاب قفل و مستنى الرساله و بيلتفت وراه لقى مراد وراه ساند على جنب الباب و ساند بكوعه عليه ..
مراد بجمود : هااا قالك ايه ؟
مهاب بتهتهه : لسه هيب
مراد بحده : إخلص
مهاب بضيق من نظرة الشك اللى شافها ف عين صاحبه إنه حتى لو وصلوا لحاجه تدين اخته هيخبيها ..

مهاب بضيق : لسه هيبعت صورة عقد العربيه .. بيقول العقد مش بإسمها لا ده و لا ده
مراد بتريقه : لا حويطه
مهاب : لاء و مسميّه نفسها ليندا مراد .. مرااد
مراد بوجع حاول يكبسه : لا فيها الخير و الله
مهاب لسه هيتكلم قاطعته الرساله و قبل ما يفتحها مراد شدّ منه الموبايل بحده .. مهاب إتضايق من رد فعله بس معلقش
فتح الرساله و فتح صوره العقد و قراه كله كذا مره
مراد : مراد عبدالله مَهد ؟ و ده مين ده ؟

عند مارد و ليليان و غرام
مارد بضحكه و هو جاى من بعيد : انااااا
غرام و ليليان ضحكوا اوى ..
مراد : اه و الله انا اللى قولتلها تكلّمك تيجى
غرام : ممم و مكلمتنيش انت ليه ؟
مراد : يعنى .. انا قولت عشان لو فى مشكله و حابه تبقى لوحدك شويه
غرام بضيق : قصدك على بابا ؟ هو كل ما هيحصل مشكله هتاخد جنب ؟ احنا قولنا ايه ؟

ليليان ببرابه : انا مش فاهمه حاجه انتوا بتتكلموا ف ايه ؟
غرام : اقولك انا يا ستى .. بابا عرف من برا إنى سافرت تايلاندا و
قاطعتها ليليان : هو مكنش يعرف ؟ و ليه من برا ؟ ليه مش منك ؟
غرام إتنهدت و حكتلها تفاصيل علاقتها بأبوها و إنهم شبه مبيشوفوش بعض ..
ليليان بإستغراب : ايوه بس ده مطلّق مامتك يا غرام مش انتى .. يعنى ليه مش قريبه منه ؟
غرام : هو اللى اختار يبقا بعيد
ليليان : و ليه متقربيش انتى ؟ إبدأى انتى .. عارفه من غير موضوعكوا انتى و مراد بس لو انتوا قريبين من بعض كفايه كان هو اول واحد هيبقا جنبك و يقولك تعملى ايه و ايه ..

و لعلمك حتى لو كان هيقولك ابعدى عن مراد كنتى هتعملى ده و عن اقتناع لمجرد قُربكوا من بعض
غرام : اهو اللى حصل بقا .. هو بعيد و انا أقلمت نفسى على كده
مراد بحب : عارفه فى مثل بيقول البنت اللى أبوها ف ضهرها عمرها ما تقع
ليليان : و انا اول واحده اصدّقلك ع المثل ده
غرام : بت انتى و أخوكى متصدعونيش
مراد ضحك و ليليان : زعلتى ؟

غرام إبتسمت : و هو انتى فى حد عاقل يزعل منك يا باربى ؟
بصّت لمراد و رفعت حاجبها : انا بس زعلت من ناس تانيه
مراد رفع إيده : لا و على ايه؟
غرام بجديه : مش كل مشكله تبعد
مراد : مش يمكن بديكى مساحه
غرام بثقه : مش عايزاها لإنى ببساطه إختارتك و بختارك ف كل الاحوال
ليليان غمزت : ياسيدى .. و ايه كمان ؟

غرام إبتسمت و مراد إبتسم : انتى الوحيده بعد امى و البت دى اللي كسرتى المقوله اللي طول عمري مؤمن بيها ، ان محدش ف الدنيا باقيلي ..
و بقيتى اللي باقيالي رغم كل حاجه .. رغم عيوبي و الخدوش اللي معلمه ف روحي و المعامله اللي ملكيش ذنب فيها احياناً ،
و اثر كل حاجه اللي محفوره في قلبي .. و الكلكعه و النرفزه و العصبيه و الاندفاع و غلطاتي المقصوده او اللي حاولت ابررها .. باقيالي و عمرك ما ملّيتى و لا زهقتى و لا حتي بان عليكى ..
مش عاارف انتى عملتى فيا ايه ؟

غرام بإبتسامه عشق :
عملت فيك ايه؟ إديتلك يا مراد الحاجات اللي ميقدرش يديهالك حد غيري من حب و تفاصيل .. و كمان الحاجات اللي متشوفش بيها حد زيي .. زي البصمه ف كل حاجه ملهاش شبه .. و متشوفهاش غير فيا ،
عرفت اعمل ايه ف حياتك اللي يخليك طول الوقت مدمني ، و بس ..
مراد بحب : مش عايز اقولك شكراً على ده .. انا عايز اقول لربنا شكراً اوووي ..
ليليان : مراد حكالى كتير .. تقريبا كل حاجه من تفاصيل علاقتكوا اللى بقيت حافظاها من كتر رغيه .. بس عارفه إستغربتك اووى .. يعنى .. موقفك من مراد
غرام قاطعتها : عشان بدأت انا معاه ؟

مراد ضحك : و عشان كميه العُقد اللى طلعتها عليكى
غرام : اللي بيحب حد بيحبه بكل ما فيه ..
بضحكه .. رخامته .. شقاوته .. عصبيته .. عيوبه .. ظروفه .. حياته .. شكله ..طريقه ..
مش ضروري و مش لابد يكونو الطرفين شبه بعض .. طب ما السما و البحر لونهم لبني و مخلوقاتهم مختلفه و لما تشوفهم من بعيد تلاقيهم لامسين بعض اووي ..
تقدرى تقولى كده انا حبيته و خليته حبّنى .. حبينا بعض لبعض مش للحاجات اللي حوالينا
مراد إبتسم : صدقينى انا مكنش قصدى اسيبك تجيلى انت او انتى اللى تبدأى بنفس معنى الكلمه.

هو بس كده تقدرى تقولى في ناس عندها مشكله إسمها "الخطوه الاولي" مبتعرفش تاخد الخطوه الاولي تقريبا ف كل حاجه..
متعرفش تروح تصلّح علاقه باظت مع حد .. متعرفش تبدأ كلام مع شخص .. متعرفش لما تحب تبدأ وتقول حتي ولو مشاعرهم صادقه
لما يزعلو من حد ممكن جدا مياخدوش خطوة العتاب الأولي ويستنوا للى قدامهم هو اللي يجي ويبدأ
ولما هما اللي يغلطوا بيعتذروا لكن ميعرفوش بعدها ياخدوا الخطوه الاولى اللي ترجع العلاقه زي ما كانت
انا بقا من الناس دى ...
غرام ضحكت : لاء يا روحى انت من اوائل الناس دى ..

مراد ضحك : طب لعلمك بقا .. الناس دول بيبقوا من جوه كويسين جدا ومهتمين جدا بأي حاجه وبياخدو بالهم من التفاصيل .. وبسبب فشلهم ف الخطوه الاولي بيتفهموا غلط كتير جدا
يعنى مثلا لما ميعرفوش يبدأوا كلام ويروحو يسألو لإنهم بيخافوا يكونوا تقال ع حد .. ده بيتفهم إنهم إتغيروا او مش مهتمين
وقيسى بقا ع كده حاجات كتير أوي سببها كلها فشلهم ف الخطوه الأولى
غرام : انا لو كل الحب اللي ف الدنيا إتجمّع ، حبي ليك اكتر
مراد غمزلها : ده انا ربنا بيحبنى بقا
غرام رفعت لياقة الفستان بغرور مصطنع : طبعااا .. انا اصلا وجودي معاك ده اكبر دليل على ان ربنا بيحبك..

مراد خبطها بخفّه على قورتها : اكيييد .. مش ربنا لما بيحب حد بيبتليه
غرام مسكت إيده بغيظ : يعنى انت شايف كده ؟
مراد عمل نفسه خايف : لا يا روحى انا اقدر
غرام حدفت إيده ع الترابيزه قدامه و عدلت نفسها بغرور مصطنع : ايوه كده
ليليان ضحكت اوى : طب ايييه ؟ ما المارد اكشن بيقلب على اهو على رعب
مراد ضحك بغيظ و غرام رفعت حاحبها: لاء ماهو عارف إنى لو قولتله " انت شايف كدا "!!

لازم يجيب ورا و مينفعش يسخن و يقول اه
علشان بعدها مش هخليه لا يشوف كدا ولا كدا
مراد رفع إيده و همس بغيظ : ميقدرش ع القدره إلا القادر

ضحكوا اوى و كمّلوا سهرتهم و الاخر مراد اخدها روّحها بعدها روّح هو و ليليان ..

عند مراد ف تايلاندا ..
مهاب إدّى لمراد عقد العربيه بتاعة همسه اللى الراجل بعتهوله .. مراد مسكه و فضل يدقق فيه و لقط منه إسم مراد عبد الله اللى العقد ب إسمه ..
مراد نادى على مازن اللى جاله بسرعه ..
مراد بحده : شوفلى اى تفاصيل عن الإسم ده
مازن : حاضر

مراد الغيظ متملّك منه لكونه لسه موصلش لحاجه .. حتى لو هيوصل فكرة الوقت خانقاه .. مش قادر يصبر ..
لمعت ف دماغه فكره ف إبتسم بمكر .. مهاب بصّله و رفع حاجبه و هو بصّله بتحدى ..
مسك موبايله و طلب الظابط اللى كلّفه ف المطار ..

مراد : هديك نمرة العربيه و عايزك تعملى بلاغ عن سرقتها
مهاب رفع حاجبه : يخربييتك يا مراد هتعمل ايه ؟
مراد شاورله بغيظ و كمّل مع الظابط اللى إستغرب ..
الظابط : سرقتها ؟
مراد : ايوه
الظابط : بس دى عربيتها .. و ممكن ببساطه جدا بالعقد بتاعها تثبت ده
مراد بنفاذ صبر : عارف و العقد ف إيدى اهو ..

مهاب بفهم : اااه و ساعتها يطلبوها ع القسم
مراد : و هتنازل عن المحضر و اقول عربيتها شبيهه لعربيتى ..بعدها اشوف بقا ست الشبيهه التانيه
الظابط فهم : تمام إدينى نص ساعه بالظبط و هكلّمك اقولك عملت ايه
مراد : خلّص و كلمنى .. اه و بقولك خلّى البلاغ ب إسمى .. مراد العصامى
الظابط قفل معاه و اتصل بحد من معارفه و فعلا قدّم بلاغ ب إسم مراد العصامى زى ما قاله ..
و اللى ف القسم إتحرّكوا بناءاً ع البلاغ و قدروا يوصلوا لبيت همسه ..

همسه و روسيليا هيناموا و فجأه جرس الباب رن ..
همسه فتحت و إتفاجأت بظابط قدامها .. إرتبكت شويه ف الاول بس زى ما مراد فهّمها متتوترش قدام حد اياً كان عشان ميستغلش ده ..
همسه بتحاول تبان طبيعيه : نعم ؟
الظابط بهدوء لإنه فاهم الوضع : حضرتك مدام ليندا ؟

همسه بقلق : ايوه .. خير
الظابط : ياريت تتفضلى معانا محتاجينك شويه
روسيليا جات ع الصوت : تتفضّل فين و محتاجنها فين ؟ هى مش هتتنقل من هنا
همسه إتّكت على إيديها : حضرتك عايز ايه يعنى ؟
الظابط : فى بلاغ متقدم ع العربيه بتاعة حضرتك و محتاجين نتحقق ف القسم
همسه بإستغراب : بلاغ ؟ و على عربيتى ؟ بلاغ ايه ده ؟
الظابط : اما تيجى معانا هتفهمى

روسيليا حاولت تعترض بس همسه منعتها و إستسلمت لمجرد إنها إتطمنت لهدوء الظابط او حاجه تانيه جواها هى اللى طمنتها بس لسه مش عارفاها ..
همسه لبست و نزلت راحت معاه ع القسم ..

عند مراد و مهاب .....
مهاب بإستغراب : اشمعنى اصرّيت البلاغ يبقا بإسمك ؟ ما كان اى بلاغ من اى حد و خلاص
مراد ب إصرار : لاء ب إسمى .. مراد العصامى
مهاب إستغرب إصراره : بردوا ليه؟
مراد بشرود : عايز اشوف وشها و هى بتسمع إسمى .. اشوف ملامحها هتتحوّل لأيه .. ابصّ ف عينيها اما تسمع إسم مراد العصامى .. ماهو مش معقوله نسيتنى ف عايز اشوف رد فعلها ..

مهاب هزّ راسه بفهم : و همسه تلقائيه مبتعرفش تخبّى
مراد هزّ راسه بتريقه : ااه هى فعلا مبتعرفش تخبّى
مهاب سكت شويه : مراد انت فعلا شاكك من ناحيتى ؟
مراد بضيق : يعنى هتكون تعرف إنها موجوده و تخبّى ؟
مهاب : لاء بس شاكك إنى ممكن ادارى اى حاجه تظهرلنا تدينها او تغلّطها
مراد بضيق : انا مقولتش كده
مهاب : بس عينيك قالت .. اسلوبك اللى بيدقق معايا و طريقتك من وقت ما جينا قالوا بالنيابه عنك.

مراد وقف بضيق و إداله ضهره و مهاب سكت شويه بعدها قام يخرج ..
مراد مسكه بسرعه : متزعلش منى يا مهاب .. انت شايف اللى احنا فيه من ساعة ما جينا .. انا مخنوق .. انت مش حاسس باللى جوايا دلوقت
مهاب ضغط على إيده بحب : لاء حاسس بيك .. و هو مهما اى حد يحس بيك مش هيبقا اكتر منى يا صاحبى

مراد غصب عنه عينيه دمّعت ف لفّ وشه بسرعه : الواحد حاسس ان جواه كلاب سعرانه بتجرى ورا بعضها و عمّاله تمزّع فيه
مهاب مش عارف يهوّنها عليه ازاى ف سكت ..
مراد إتنهد و قبل ما يتكلم قاطعه رن موبايله ف مسكه بحماس ..
مراد بلهفه : هاا ؟
الظابط : هى عندنا ف قسم (..) و
مراد مستناش يسمع الباقى و قفل و اخد مفاتيحه و موبايله و نزل ..

قدام الكل باين طاير عشان يتأكد إنها مش هى زى ما بيظهرلهم .. بس اللى جواه حاجه تانيه .. قلبه كان هو اللى طاير و بيسبقه على نبضُه اللى وقف من سنين ..
مهاب فهم إنه رايح القسم ف نزل وراه و الكل حصّله ..

وصلوا القسم لقيوا مراد واقف بإرتباك ع القسم برا خالص ..
مهاب : انت واقف هنا ليه ؟ ما يلا ندخل
مراد بتوتر : لسه مجاتش
مهاب و هو بيشدّه : طب ما تيجى نقعد جوه عقبال ما تيجى
مراد و هو جامد مكانه : لاء .. عايزها تيجى و تدخل هى الاول .. عايز انا اللى ادخل عليها .. عايز اشوف تعبيراتها اول ما تشوفنى ..
ماهو مش معقوله نسيتنى حتى لو بعد الف سنه ..

ف القسم شويه و همسه وصلت و دخلت مكتب الظابط اللى متفقين عليه ..
همسه وقفت بعصبيه : يعنى ايه العربيه مسروقه ؟ انت إتجننت ؟
الظابط ببرود لإنه واخد تعليمات بده : و الله البلاغ بيقول كده
همسه خبطت ع المكتب قدامه بنرفزه : و مين بقا الحمار اللى مقدّم البلاغ ده ؟

و جاه صوت المراد من وراها بثقه : اناااا !!

همسه إلتفتت و بصّتله و بعد ما كان واقف بحده و حاطط إيده ف جيبه ..
عيونه اللى كانت كلها جمود بتلقائيه قلبت للرمادى و إتسرّبت ليها كمية لهفه إتجمّعت على هيئة دموع .. نظرته ليها كانت زايغه لمجرد ان جنون اللهفه هو المسيطر عليها ..
مهما كانت شكوكه و ظنونه بس ده مامنعش ف اللحظه دى قلب العاشق يدق زى الطبل لروحه عشان ترقص ..

و إتلاقت عيونهم ف نظره فيها شئ من جنون اللهفه .. كإن عيونهم بتنهت من كتر السباق مع الزمن .. كإن عيونهم كانت بتجرى بجنون ورا الفراق ع اللحظه دى ..

مراد :...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثامنة والثلاثون بقلم أسماء جمال


همسه خبطت ع المكتب بنرفزه : و مين بقا الحمار اللى مقدّم البلاغ ده ؟
و هنا جاه صوت المراد من وراها بثقه : اناااا !!

همسه إلتفتت و بصّتله و بعد ما كان واقف بحده و حاطط إيده ف جيبه ..
عينيه اللى كانت كلها جمود بتلقائيه قلبت للرمادى و إتسرّبت ليها كميه لهفه إتجمّعت على هيئة دموع !
مراد سرح .. هى همسه .. همسته .. نفس الشكل .. نفس الملامح .. نفس التكشيره .. النرفزه و العصبيه و الغضب
كل حاجه هى هى...

مش حاسس بحاجه حواليه .. مش حاسس حتى بنفسه .. لدرجة سند ب إيده ع الحيطه كإنه بيستمد منها قوته اللى إتبعترت من لُقاها ..
همسه بصّتله بشئ من التوهان و كإن روحها إتخطفت من ملامح الموقف اللى هما فيه و اللى لسه مش فاهماه .. بس ملامحه هو و زحمة المشاعر اللى على وشه هى اللى خطفتها ..
مراد نظرته ليها كانت زايغه لمجرد إنه مش عارف يبص على ايه و لا ايه ..

على وشها اللى ياما حاول يتخيّله لو كانت عايشه و وصلت للسن ده كان هيبقا ايه ؟ و لا جوه عيونها اللى كتير شاف عشقه جواهم ؟
و لا يدوب ف روحها اللى إتمنى ف عز وجعه روحه تفارق عشان تبقا ويّاها ؟
مهما كانت شكوكه و ظنونه و الاستفسارات الكتير اللى بتمزّعه من جواه بس ده مامنعش ف اللحظه دى قلب العاشق يدق بنغم زى الطبل لروحه عشان ترقص ..

و إتلاقت عيونهم ف نظره فيها شئ من جنون اللهفه .. كإن عيونهم بتنهت من كتر السباق مع الزمن .. كإن عيونهم كانت بتجرى بجنون ورا اللحظه دى ..

مراد دقايق عدّت عليه كده .. مهاب قرّب من وراه و فرد دراعه كله على ضهره و ضغط عليه بخفّه ..
و ده كان كفيل إنه يخلّيه ينتبه للوضع ..
مراد إنتبه لنفسه و بحركه سريعه من عينيه خلّاها إمتصّت الدموع اللى لمعت فيها عشان تحبسها .. مش وقتها .. ع الاقل دلوقت ..
مراد دخل بثقه و قعد ع الكرسى قبالها و إبتدى يحقق فيها من ضفر رجلها لشعر راسها بطريقه إستفزّتها ..
همسه بغضب : مين الحيوان ده ؟

مراد مطّ شفايفه لقدام و من غير ما يتكلم شاور على نفسه انا ؟
و هى هزّت راسها بقرف ..
مراد ضحك ضحكه غامضه : مش عارفه مين الحيوان ده ؟ طب و الله عندك حق .. اذا كان انا نفسى مبقتش اعرفه
همسه بصّت بعصبيه للظابط اللى قاعد قدامها ببرود : انت جايبنى عشان تعملنى عرض زفت للبنى ادم ده ؟

مراد بصّ للظابط بحده كإنه بيحذّره يفتح بوقه و يسيبه هو يدير الحوار ..
هزّلها راسه بطريقه مستفزه و هى إبتدت تهدّى نفسها و لسه هتقعد .
مراد ببرود : هو انا سمحتلك تقعدى ؟
همسه قعدت بغضب : و هو انت مين عشان تسمحلى اتزفّت و لا لاء ؟
مراد كان قاصد يستفزّها .. عشان تتعصّب ف تتعامل بتلقائيه من غير تحفّظ ف يطلّع كل اللى جواها ..
همسه قعدت و حطّت رجل على رجل .. بس بتهزّ رجليها بعنف ملحوظ .. مراد لاحظها بدقّه .. نفس حركه همسته اما تتعصّب ..
زادت اما وشها احمّر و إبتدت تتنفس بصعوبه كإنها بتختنق و كل شويه تحطّ منديل على بوقها كأنها هترجّع ..
نفس حركات همسته اما بتتوتر ...

مراد هيتجنن من حتى الحركات اللى تطابقها ....
كان جاى و بيوهم نفسه إنها مش هى .. كان قاصد يدخل بعدها عشان يشوف تأثيره عليها و يراقب ردود افعالها .. كان عايز يبصّ ف عيونها و يشوف نفسه ..

بصّلها قوى و ركز ف عينيها بس إتفاجئ إنه ملقاش نفسه جواهم .. ملقاش حاجه خالص .. لقاهم مطفيين ..
عينيها جامده مفهاش اى مشاعر غير الغضب اللى كان من الموقف و مكنش مصطنع كمان ..
وشها طبيعى متغيّرش اما هو دخل .. مضيّقتش عينيها مثلا و لو بسيط .. محاولتش تفتكر .. ملامحها خاليه من اى تعابير ممكن تفهّمه حاجه ..
إنه واحشها مثلا ...إنها ندمانه .. إنها زعلانه حتى ... مفيييش كإنهم متقابلوش يوم ..

حاول يستخدم مهاراته كظابط و يقرا اللى ف عينيها بس شافهم باردين مفهومش لهفه .. يعنى متعرفهوش ..
حاول يستفتى قلبه بس معرفش ..
إستنجد بعقله يفسرله حالتها بس فشل .. كإن ف اللحظه دى كل حاجه ف إتفقت عليه ...

الظابط ساكت لإنه فاهم هما جايبنها ليه .. إنما هى مش فاهمه و ده خلّاها إستغربت الكائن اللى قاعد قدامها بيدقق فيها ..
همسه بغضب : ايوه و بعدين ؟
الظابط شاورلها على مراد اللى غمزله : مراد باشا هنا ف تايلاندا من فتره و عربيته إختفت و تقريبا نفس تفاصيل عربيتك ف إستدعناكى نتأكد
همسه بغضب : انت إتهبلت ؟
الظابط اصرّ ينطق إسم مراد قدامها زى ما قاله : و الله انا ماليش دخل .. انا إتحركت بناءاً على بلاغ جالى بأسم مراد العصامى
همسه بوش جامد مفهوش اى تعابير : و هو اى حد يقدم زفت تهبّوا ع الناس ف بيوتهم كده ؟ انت بتتهمنى عشان حتة بلاغ حتى متأكدتش لسه منه ؟؟

مراد كل ده مش معاهم .. بيراقب كل همسه من همسته .. مظهرش عليها اى ريأكشن اما سمعت إسمه .. و لا حتى إرتبكت ..

مراد شاور بعينيه لمهاب اللى قاعد ع الكنبه قصاده إنه يتدخّل ف الحوار .. عايز يشوف رد فعلها على مهاب ..
ده أخوها و متربى معاها .. يعنى حتى لو زعلانه منه فهى مكنتش زعلانه من مهاب ..
و لو مهما كانت شاطره و عرفت تلجّم مشاعرها ناحيته ف ناحية أخوها لاء ..

مهاب : احنا ما اتهامنكيش .. احنا جايبينك نتأكد و اظن الظابط قالك كده من قبل ما تيجى .. اعتقد لو متهمه هتبقى ف مكان تانى
همسه من خوفها و توترها اللى مشغوله تداريهم و ربكة الموقف مقدرتش تاخد بالها إنه هو اللى شافته ف المطار
همسه بغضب : انت بتهددنى ؟
مهاب : لاء بفهّمك الوضع

بردوا طبيعيه و مفيش اى غريب جدّ على ملامحها اكتر من الغضب اللى بيزيد ..
مراد جواه و هو مدقق فيها : اااه و بعدين يا همسه ؟ مادمتى طبيعيه .. يبقا نسيتى و لا ايه ؟ ماهو معدش فيها انتى و لا مش انتى ؟
مراد ببرود عكس النار اللى ماسكه ف كل حته فيه و بتنهش ف قلبه : ممم يبقا عندى انا دى
مهاب : خلاص يبقا احنا غلطانين
مراد بحدّه هى إستغربتها : مقولتش غلطانين ..

همسه : نعمم ؟!
هى مش فاهمه كلامهم .. او بمعنى اصح هى مش فاهمه اللى ورا كلامهم ..
مراد ببرود للظابط : خلاص خلّيها تمشى
همسه رفعت حاجبها بإستغراب له و زاد إستغرابها من الظابط اللى ببساطه هزّ راسه : امرك

همسه مش فاهمه الوضع اللى باينلها كإنهم ف الكاميرا الخفيّه و ده باين على وشها ..
مراد قاعد قصاد الكرسى اللى هى قاعده عليه .. ف حركه سريعه زقّ الكرسى بتاعه لزقّه فيها و ده كان كفيل يقرّبهم من بعض اوى ..
و هو قرّب اكتر لحد ما وشه بقا مع كل كلمه تحرّكه يلامس وشها ..
و همس بلهجه هو نفسه معرفش يفسرها .. تملّك .. جنون .. غيره .. غضب .. تهديد
و تعمّد يبصّ ف عينيها قوى و يراقبهم : لاء ماهو اصل العربيه بتاعتى هترجع هترجع .. بمزاجها بقا غصب عنها .. هترجع حتى لو هرّجعها عشان ارميها .. ف عشان كده مفيش داعى للبلاغ ..
و قبل ما تستوعب هو قال ايه و لا تستوعب قُربه ده .. كان بنفس السرعه اللى قرّب بيها بِعد تانى لمكانه ..

الظابط : خلاص احنا كده خلّصنا .. تقدرى تمشى .. إمضيلنا بس ع الورق ده و اتفضلى
مراد هزّ راسه و بصّلها بتحدى و هى مش فاهمه حاجه
قرّبت تمضى .. مسكت القلم و بتمضى ..
و مراد اللى شبّ بعينيه يفصص حركة إيديها لاحظ امضيتها ..
مضت و اخدت شنطتها و بتخرج من الباب
مراد بصوت عالى : همسسه
همسه بتلقائيه إلتفتت ناحيته و ده كان كفايه عليه يجنّنه ..

من غير ما يبصّلها و هو وشه لسه للظابط : همسه واحده ناحية العربيه و مش عارف انا ممكن اعملكوا ايه
همسه إتنفّست بصوت هو سِمعوه رغم بُعدها عنه و كانت ع الباب ..
لفّ ناحيتها و بصّلها بغموض : انتى فاكره اما تمضى ب إسم مش إسمك ده معناه إنى ف اى وقت مش هعرف اجيبك ؟
همسه إرتبكت : هااا ؟

مراد بغموض : لاء سمعتينى
همسه بإرتباك : معلش إتضايقت من اللى عملته حضرتك ف مأخدتش بالى
مراد ضيّق عينيه بغموض ربكها : لدرجة تغيّرى إسمك ؟
همسه بتوتر : انا .. انا مغيرتهوش
مراد بنظره غموض : يعنى انتى إسمك همسه ؟
ده كان كفيل يبوّظ اعصابها و لسه هتتكلم ف لحقها
مراد بصّ ف عينيها قوى : اصلك ماضيه ع البلاغ ب إسم همسه
همسه بتلقائيه جسمها إترعش خفيف و حاولت تدارى ده بس على مين ده الغول ..

بصّلها قوى و هى بتهتهه : لاء اصل .. اصل ده إسم صاحبتى
مراد هنا إبتسم غصب عنه ..
إبتسم اووى لإنه كده خلاص وصل للى عايزوه : صاحبتك .. مممم ...
بعد ما كان هيسيبها تمشى إبتسم بمكر : طب ايييه ؟ مش هتصححى اللى عملتيه ؟
سكت بترقّب و هى مش عارفه ليه حسّت ان ورا كلامه كلام غيره .. ع الاقل ده اللى فهمته ..
مراد لاحظ توترها ف شاورلها على ورقة البلاغ ع المكتب إنه يقصد ده اللى تصححه ..
همسه بتوتر : ااه اه طبعا .. سورى

عدّت من قدامه ف ثوانى ف غمّض عينيه بهدوء و اخد نَفس جامد قوى بصوت مسموع للكل كإنه بيتنفسها ..
إتوترت من حركته و بسرعه اخدت القلم من عالمكتب و مدّت إيديها أخدت البلاغ منه ..
سبقها بحركه سريعه من إيده اللى حطّها ع البلاغ و هى بتاخده كأنه هيدهولها.. بس ده عشان يتعمّد إنه يلمس إيديها و يشوف تأثير لمسته دى.. بس مشافش غير الضيق و بصّتله بحده..

مسكت البلاغ و بتحط القلم عند الإمضا تعدّلها لقيت الامضا " ليندا مراد " مش همسه زى ما قالها ..
بصّت للإمضا و رفعت حاجبها و بصّت لمراد اللى واقف و إيده ف جيبه و غصب عنه ظهرت ضحكه على وشه كتمها بالعافيه ..
همسه كزّت على سنانها و بغيظ قرّبت منه .. مراد كان مشنكل رجله ف بعض و هو واقف و ساند ع الباب ..
قرّبت و بغيظ ضربت برجلها بين رجليه فكّتهم و رمت الورقه ف وشه ..
بعد ما خرجت و مشيت خطوتين بسرعه رجعت بنفس السرعه رمت القلم ف وشه و هو لقفه و جريت ..

هنا مقدرش على نفسه و ضحك اوى بصوته كله لدرجه الكل إستغربها و محدش فاهم ضحكته دى معناها ايه ..

مراد قدّم خطوتين برا الباب و عينيه عليها بتتابعها و مهاب خرجله و وقف جنبه ..
مهاب بتفكير : هاا يا مراد .. هى و لا ؟
مراد بصّله بإبتسامه غامضه : هى فيها ولا ؟
مهاب بذهول : يعنى إتأكدت ؟ طب سيبتها تمشى ليه ؟
مراد الإبتسامه إتبخّرت من على وشه بسرعه : كنت عايزنى اربطها ؟ اقولها سيبتينى ليه ؟ عملتى ده كل ف نفسك عشان تكسرينى ليه ؟
إستغنيتى عن كل حاجه مقابل تستغنى عنى ليه ؟
اهلك و صحابك و بيتك و شغلك و الله اعلم ولادى ماتوا ازاى .. ماهى اكيد سابتهم للموت زى ما سابتنى ..

مهاب بتفكير : و هنعرف كل ده ازاى ؟
مراد بتحدى : اصبر .. بس و حياة قهرة السنين اللى فاتت كلها يوم ما احط إيدى على تفاصيل اللى عملته لا اكسرها الكسره اللى تفتفتها قدامى و تحت رجلى
مهاب خاف للحظه من لهجة مراد ف سكت بقلق ..
مراد بصّله كتير : انا عارف ان هى أختك بس اللى هى عملته فيا انت بردوا شوفته
مهاب بتفكير : طب ليه ؟ اللى عملته فيك ده لو عن قصد يبقا ليه ؟
مراد بتريقه : عن قصد ؟ لاء غصب عنها
مهاب بضيق : مش قصدى .. بس انت ملاحظتش حاجه غريبه عليها ؟

مازن من جنبهم : هى كانت بتتعامل بتلقائيه على فكره و من غير تصنّع و لا تمثيل
مراد بشرود : ماهو ده اللى مجننى .. و معنديش له تفسير .. بس هعرفه ..
رؤيه : على فكره كان فى واحده معاها مستنياها برا
مراد بصّلها بإنتباه و هى : مقدرتش اعرف هى مين .. كانت متحفّظه جدا ف كلامها .. لدرجه زقّتنى و مشيت ..
مازن : بس هى نفس اللى ظهرت معاها ف كاميرات المطار و العربيه.

مراد بضيق : كلّم الزفت خليه يستعجل و يجبلى اى تفاصيل عن اللى معاها دى و كمان الواد اللى ظهر معاهم ف الكاميرات و الهانم كانت حضناه و كمان صاحب الإسم اللى على عقد العربيه
بص لمهاب بغيظ : ماهى أختك إتهبلت
مسك الموبايل كلّم حد ..
مراد بحده : وراها .. لو غابت عن عينك لحظه هقتلك .. كل نَفس قبل ما تتنفسه يجيلى
و قفل بسرعه و حط حرف الموبايل على دقنه و شرد بضيق لمجرد إنه عاجز عن تفسير حالتها .. مش كفايه إنه طلع زوج فاشل .. كمان ظابط فاشل ؟

و من وسط ضيقه هربت إبتسامه من جوه جوه قلب المراد عشان تنوّر وشه من تانى اللى كان ضلّم و إنطفى من سنين ..

همسه مشيت من القسم و روسيليا وراها بقلق .. اخدت عربيتها و روّحت ..
دخلت البيت بتوهان و قلق مُبهم مسيطر عليها .. الموقف كله على بعضه مش مفهوم .. منين قبضوا عليها بدون سبب و منين خرّجوها و بردوا من غير سبب !!
روسيليا بقلق : ما تفهّمينى يا همسه .. ايه اللى حصل ؟ و مين ده ؟
همسه بقلق : معرفش يا روسيليا معرفش .. شكلهم مُريب .. زى ما يكون بيحققوا معايا .. ده فحصنى حته حته .. و نادالى ب إسمى
روسيليا بقلق : قولتلك قولى لمراد مسمعتيش الكلام.

همسه و كإنها بس دلوقت إنتبهت : تصدقى فى واحد منهم هو نفس اللى شوفته ف المطار
روسيليا بخوف : انتى بتهزرى يا همسه ؟ و ساكته ؟ كده بانت .. هو حد يعرفك .. بس يعرفك منين و تبع مين ده اللى يقلق
همسه : كلامه كله يقلق .. كلامه وراه كلام .. بيقولى اصل عربيتى كده كده هرّجعها بمزاجها غصب عنها بقا هترجع حتى لو هرميها .. يقصد ايه ؟ عربية ايه اللى هترجع غصب عنها يا روسيليا ؟

روسيليا بتفكير : هرجّعها غصب عنها ؟ خايفه لا يكون عاصم .. و يكون بيجيبك بمكر خوف منه من مراد إبنك .. انا مرعوبه منه اصلا .. ده لو بعد كل اللى حصل حد مننا وقع تحت ضرسه هيندغه
همسه بتوهان : قالى همسه .. و كأنه بيأكد على إسمى
روسيليا بإصرار : لازم تكلمى إبنك .. لازم يعرف يا همسه .. قبل ما يحصل حاجه تانيه .. اصلا و انا برا الناس اللى معاه شكلهم مُريب كده و واحده منهم كانت زى اللى بتحقق معايا

همسه سكتت شويه و بعد ما مسكت موبايلها رجعت حطّته بقلق : إستنى للصبح .. لو كلمت مراد دلوقت هيقلق .. ده ممكن يجيلى .. ده انا كلّمته ساعه عاصم و مكنتش أمه و جالى على ملا وشه .. بكره اكلّمه
روسيليا بتأكيد : بكره يا همسه .. غير كده مش ضامنين ايه اللى يحصل تانى
همسه هزّت راسه بقلق و دخلت تنام بس منين هيجى النوم و الروح اللى هتنام دلوقت بس إتخطفت ..

مراد العصامى مشى من القسم ع الفندق .. طلع و اصرّ إنه يبقا لوحده .. دماغه هتفرقع ..
خمسين الف تفصيله و كل واحده فيهم بتقول تفسير شكل و مختلف عن التانى ..
شكلها و صوتها و مشيتها و غضبها .. كله كله بيقول إنها هى همسته ..
ردود افعالها على شوفتهم و كلامهم و ملامحها اللى مفهاش اى تعبير بتقول إنها لايمكن تكون هى .. مش معقوله تغيب السنين دى كلها و متحنش .. مش معقوله نسيت .. مش معقوله لسه زعلانه بعد السنين دى ..

مراد بشرود : طب ليه إرتبكت من الاسم ؟ ليه معرفتش حتى مهاب ؟ دى حتى مقابلاه ف المطار من يومين .. يعنى ملحقتش تنساه .. يعنى حتى لو نسيته بعد السنين دى اكيد هتفتكره و لو.من باب الشخص اللى قابلها ف المطار .
يبقا كده معناه إنها بتمثل اهو .. عرفت تمثل ع الغبى اللى صدّقها ..
مراد خبط بقبضه إيده كسر قزاز الشباك بغلّ .. برغم كل الدربكه اللى جواه دى إلا إنه مش عارف يمنع نفسه يفرح بشوفيتها .. مش عارف يسيطر على قلبه اللى بيطبّل مش بيدق ..

الليل كله على حاله ده لحد الصبح .. مقطعش تفكيره إلا رن موبايله .. بصّ فيه بقلق
مراد بقلق : هااا ؟
اللى ع التليفون : استاذه همسه
مراد بغيره متتناسبش مع الموقف ابداا : إسمها مدام زفته
الراجل : احم قصدى مدام همسه .. لسه نازله ع النادى
مراد عض شفايفه بغيظ : ناادى ؟!

الراجل : اه .. منتزه كده قريب من بيتها .. و معاها الست اللى كانت معاها امبارح
مراد لنفسه : حكايتها ايه الست دى و مين اصلا دى ؟
الراجل : هى طلعت معاها امبارح و منزلتش
مراد : كمان ؟ طب خليك متابعهم
الراجل : هى راحت النادى بعدها دخلت ف كوافير جنبهم بس معرفتش ادخل كله ستات
مراد بغيظ : كمان كوافير ؟

الراجل : انا قرّبت منهم من غير ما ياخدوا بالهم .. سمعت واحده كانت معاهم بتقولها على معادنا بقا بعد المغرب هنا
مراد : ممم يعنى هى هتكون بعد المغرب ف النادى .. طب تمام .. خليك زى مانت متابعها .. و اى جديد كلمنى

مراد قفل معاه و إبتسم غصب عنه و همس بغيظ : يعنى كنتى هتباتى امبارح ف القسم لولا قلبى ابن الجزمه نخّ و طلّعتك عشان تتنططى ف النوادى ؟ لاء و كوافير
ماشى يا بنت سليم .. صبراً صبراً
صرخ بغيظ بصوته كله : الصبر عليها ياارب لا انفخها

عند ليليان و مراد ..
ليليان قامت بتعمل فطار ف المطبخ و مراد صحى وقف وراها و إبتسم ..
مراد بحب : صباح البونبونى
ليليان ضحكت و هو حطّ إيده على كتفها : باربى هانم بتعمل فطار بنفسها ؟ يا مرحباً يا مرحباً
ليليان ضحكت و هو بصّ للطاسه اللى عالنار و ضحك بهزار ..

مراد هرش ف شعره بطريقه مضحكه : اييه ده ؟ اومليت بحق و حقيقى و لا بيض و عامل نفسه اومليت ؟
ليليان ضحكت بصوتها كله : يا عااار
مراد بغيظ : هو ماله متنكّر ليه كده ؟
ليليان : هتاكل من سكات و لا تجيب غرامك تعملك ؟
مراد ضحك اكتر : لاء دى بتعرف تاكل بس
ليليان : دى مصيبه
مراد بغيظ : و مش اى مصيبه .. مصيبه بتتحدف لا ع البال و لا عالخاطر .. من حيث لاتدرى كده .. منين ما افكر فيها بلاقيها ناطّه .. مبترحمش
ليليان غمزتله : طب ما ترحم نفسك انت من التفكير فيها

ضحكوا اوى و قبل ما يرد لقى الجرس رن ..
ليليان بتلقائيه إتخضّت : تكونشى هى ؟
مراد رفع حاجبه و ضحك بغيظ : بتجيبى سيرتها لييه ؟ بتجيبى سيرتها ليييه ؟
مراد راح فتح و هو مغمّض و سند إيده حرف الباب و تناها على راسه و مبتسم و هو مغمض ..
غرام رفعت حاجبها : اييه ده بقا ان شاء الله ؟
مراد سمع صوتها و إبتسامته وسعت لوحدها ..
و هى ضحكت بهزار و قلّدت الخاله نوسه : طب كده موافقه و كده مش موافقه .. انما كده اييه ؟
مراد بنفس طريقتها : كده زعلانه و مقهوره .. كده زعلانه و مقهوره ياختى

دخلت ع طول على ليليان اللى لفّت ليها و بصّتلها و بصّت لمراد وراها و مره واحده إنفجروا ف الضحك ..
غرام بتبصّ بينهم : فى ايه ؟
و اما ضحكهم زاد إتغاظت و شدّت مراد بغيظ : فى ايه يا عفريت ؟
ليليان ضحكت اوى : عفريت ؟
غرام بغيظ : على رأى ماما بقا .. مش مارد يبقا عفريت

مراد بصّ حواليه ف الشقه و ضحكه بيزيد و هى فهمت إنه رحاب إتقتلت هنا .. ليليان نزلت معاه مصر فجأه و مكنش مرتب لنزولها و لا عامل حسابه ف مكان ف جابها لشقته يومين لحد ما يظبط مكان ..
غرام وقفت قصاده مبتسمه بتحدى : على فكره انا مبخافش .. لا من العفاريت و لا من اللى عاملين نفسهم عفاريت
مراد إبتسم : يا شيخه ..
ليليان واقفه مش فاهمه و مراد همس لغرام : ليليان متعرفش تفاصيل اوى
غرام : ممم عشان كده كنت عايز تاخدها فندق عقبال ما السمسار يسلّمك الشقه الجديده .. عشانها ؟

مراد : مممم و عشانك بردوا
غرام بتحدى : لاء انا تخاف ع العفاريت منى
مراد رفع حاجبه : ياشيخه قولى كلام غير ده
غرام بإصرار : لاء انا قد كلامى
مراد إبتسم بمكر و سكت ..
إستغل فرصه بتحطّ حاجتها برا و همس ل ليليان ف ودنها و هى خرجت ..

ليليان كتمت ضحكتها : حرام عليك
مراد : يلا إنجزى بسرعه .. بس مهما تنادى عليكى علّى صوت المايه و اعملى نفسك مش سامعه
ليليان : طيب بس لو عملت ايه انا ماليش فيه
مراد شاورلها على بوقه بمعنى هووس ..

ليليان بصوت عالى : غرام انا هدخل اخد حمام و لا هتتضايقى إنى سيبتك ؟
مراد زقّها و هى كتمت ضحكتها ..
غرام بهزر : لا يا روحى عادى .. بعدين ده بيتى
ليليان همست لمراد : لاء تصدق هى كده تستاهل .. انطلق بقا

دخلت الحمام و مراد دخل اوضته جاب محلول لونه احمر و قطّر منه على طرف عينيه ..
نزّل زى الدموع على خده و ركّب طقم سنان عريض و مخيف و مخلّع .. و جاب ملايه بيضا من الدولاب حدفها على نفسه من فوق لتحت و نكش شعره ..
و بمهاره قلب عينيه و حوّلها خلّى الابيض بس اللى يظهر و وقف ورا باب حمام المطبخ و إستنى غرام تخرج !

شويه و غرام خرجت من الصالون بعد ما حطّت حاجتها و بتتكلم ف الموبايل ..
مراد إتخفّى ف البلكونه و حطّ مرايه ف البلكونه تضرب ف الشمس و تعكس خياله عالحيطه اللى قصادها ..

غرام لمحت الخيال و مره واحده إتسمّرت مكانها .. هو شايفها من مكانه بس هى لاء .. و ده خلّاه يتصرف براحته .. قعد يعمل حركات مجنونه و خياله يظهر عالحيطه بحركاته و غرام متجمّده مكانها ..
و إبتدى يعمل اصوات مرعبه عاليه و ينفخ ببوقه و يطلّع علبة البيرسول من وراه و يخليها تبخ نار قدامه كأنه بيطلعها من بوقه ..
غرام بهمس : ليليان .. بت يا زفته
مراد كتم ضحكته غصب عنه و إبتدى يعمل صوت عالى ببوقه ..
و هنا هى مقدرتش تستنى تانى حدفت الموبايل برعب من إيديها و جات تجرى راح مراد طالعلها من البلكونه بس غطّى وشه بباقى الملايه و فرد درعاته و هى إتلجّمت ..

مراد بصوت مرعب : غرااام ها ها ها يا حراااام هاهاها
غرام برعب بترجع لورا و هو بيقرّب : انت عرفت إسمى منين ؟
مراد بتريقه : يعنى طالعلك بملايه زى اللى طالع من شقه مفروشه و عمال اطلّعلك نار من بوقى و حاولك عينى و الاخر تقوليلى عرفت إسمى منين ؟
عرفيت انا و لا مش عفريت ؟ و لا ده ديكور ؟
غرام بخوف : انت جاى منين ؟
مراد إتريّق بغيظ : هكون جاى منين ؟ إعاره مثلا؟
غرام بغيظ : طب عايز ايه يا كابتن ؟

مراد بنفاذ صبر : كابتن ؟ لاء انا عفريت مش حلقة مصارعه
غرام : طب احلف كده إنك عفريت
مراد برّق : عفريت و احلف ؟ مقومش اصليلك ركعتين احسن ؟
غرام ضحكت بخوف : احسن بردوا ربنا يهديك امشى
مراد رفع حاجبه : احلف و اصلى احسن و ربنا يهدينى ؟ كلهم ف جمله واحده ؟ لاء انتى كده عايزه تغيّرى الخليقه
غرام بغيظ : لاء انت مش عفريت .. ابسط حاجه فين الفانوس ؟

مراد برّق : فانوس ايه ؟
غرام ببراءه مصطنعه : اللى بتقولوا منه شوبيك لوبيك
مراد رفع حاجبه : شوبيك لوبيك ؟! ايه جو اسماعيل ياسين ده ؟
غرام بعِند : اه و عبدك و بين إيديك
مراد بغيظ : عَبد ؟! لاء ده كده قلبت على عنتر و شيبوب
غرام رفعت حاجبها و كانت إبتدت تفهم : طب فرّجنى جو العفاريت ده لو انت عفريت بجد
مراد بغيظ : افرجك ؟ معملكيش نمره احسن ؟ انتى عايزه إستعراض يا غراام
غرام : طب فين البخور و الدخان و

قاطعها مراد بغيظ و نفاذ صبر : هى وصلت لبخور و دخان ؟ انا عفريت يا خالتى أم مراد مش دجال
غرام بتريقه : طب يلا طير
مراد برّق : اطير ؟
غرام بتريقه : اه انزل من السقف .. اطلع من تحت الارض .. امشى عالحيط
مراد بغيظ : امشى عالحيط ؟ طالما وصلت لكده خدى بقا ..

و طلّع موبايله من جيبه و شغّل قرأن و إداها التليفون
مراد كزّ على سنانه : خدى خدى إحرقينى ... يلا يلا عَلّى الصوت خلينى اولع
غرام ضحكت غصب عنها : ليه كده حرام عليك
مراد كزّ على سنانه بغيظ : ياختااااى ياختااااااى .. لاء إستنى كده و مشى خطوتين ناحيتها جاب المصحف من ع التربيزه اللى وراها ..
غرام و هو بيقرّب منها يجيب المصحف جريت من قدامه دخلت الاوضه و قفلت على نفسها وهو حضن المصحف ..

مراد بغيظ كان بيتخّن صوته برعب بس هنا إتكلم بصوته هو : عاارفه انا لو عفريت بجد هتوب على إيدك و يكتبوا على مقبرتى المارد اللى انتحر على إيدك .. اهو ابقا عفريت و منتحر .. مميز يعنى

غرام من جوه الاوضه : اطلع
مراد بصوت عالى بيخشّنه : مش طااالع ها ها ها
غرام بغيظ : اطلع انا مجنونه هقتلك بجد و اطلّع عفريتك
مراد : تصدقى اصح حاجه قولتيها .. مجنونه
غرام هنا إنتبهت لصوته : مراد !! اه يا ابن الجزمه
مراد ضحك بصوته كله : انتى لسه واخده بالك ؟ طب افتحى يا قلب الاسد
غرام : مش انت عفريت يلا ادخل و الباب مقفول

مراد حط إيده على راسه بغيظ : يا ختاااى
غرام بغيظ : قول يا لطخ انت مين ؟
مراد بيقلّد صوت عفاريت : انا اللى ضاع من عمرى سنين ها ها ها
غرام بغيظ : انطق يا نيله انت مارد و لا عفريت ؟

مراد بصوت عفاريت : انا مارد
غرام رفعت حاجبها : كداب ده مش صوت مراد
مراد بصوته هو : طب انا عفريته ها ها
غرام بغيظ فتحت الباب و إتلفّتت يمين و شمال و مره واحده مسكت الطفايه حدفته بيها و هو تفاداها و بيبعد لورا ..
و هى بتقرّب منه بغيظ و كل حاجه بتقابلها بتحدفه بيها لحد ما قابلتها الفازه ..
مسكتها بغيظ و حدفته بيها و هو لقفها و قبل ما تمسك حاجه تانيه قرّب منها و كتّفها بهزار ..

ليليان خرجت على صوتهم و اللى كانت سامعه كل كلامهم و مش قادره تطلع من كتر الضحك ..
طلعت و من الضحك ركنت الحيطه و نخّت ف الارض بضحك
غرام بغيظ : اضحكى ياختى اضحكى .. ما هو متبقيش أخته لو مطلعتيش ندله

مراد راح ناحية ليليان بضحك و قعد جنبها و دخلوا ف نوبة ضحك : مش قولتلك دى بوق عالفاضى
غرام قعدت جنبهم بغيظ : انا بوق يا تحفه

الاتنين هزوا راسهم بضحك و هى كزّت على سنانها و سكت بغيظ و مره واحده ضحكت اوى معاهم و ضحكوا التلاته و كإن القلوب حسّت ببعضها رغم البُعد ..
بعدها عملوا فطار فطروا و قعدوا يرغوا كتير و الاخر مراد اخدهم و نزل ..
مارد بضيق : ليليو زى ما قولتلك كّمتلك حد ف المستشفى عشان الشغل و إتفقت معاهم هناك
ليليان هزّت راسها و إبتسمت و غرام بصّتله : ايه ده هى لولى هتشتغل ؟ على طول كده ؟

مارد : اعمل ايه مش عايزه تقعد و تستنى حتى لحد ما القضيه تخلص
لبليان شردت ف أبوها اللى ياما اتخيّلته و رسمت الف سيناريو و سيناريو لمشهد لُقاهم من خلال شغل كل واحد فيهم
غرام لاحظتها : و ايه المشكله ؟ ما تشتغل و انت خد بالك منها .. امال انت لازمتك ايه ؟ ده حتى لو قعّدتها خوف يبقا عيبه ف حق المارد
ليليان إنتبهت لهم و إبتسمت : قوليله
مارد ضرب غرام بخفّه على راسها : ما تخليكى ف حالك احسن

اخد ليليان على مستشفى القوات و كلم كذا حد هناك وصّاهم عليها و حطّلها حراسه كان متفق معاهم و ظبّطلها الدنيا و مشى ..
ودّى غرام شغلها هى كمان و مشى ..

عند مراد ف تايلاندا...
مهاب راح لمراد اللى مكنش نام خالص ..
مهاب : انت بتلبس و رايح على فين تانى ؟ حد كلّمك ؟
مراد بغيظ : الشحروره ف الكوافير و هتخلّص و تطلع ع النادى
مهاب سكت لحظه و بعدها إستوعب ف ضحك قووى ..
مراد بغيظ : بتضحك ؟ اصبر عليا انت و أختك

مراد طقّم لبس كاجول و حط برفانه المميز و شعره اللى الى حد ما طويل جدا فرده بعشوائيه و لبس نضارته و نزل ..

لقى الكل مستنيه تحت .. اول ما شافوه الكل صفّر
مازن ضحك : بُص انت ف الوقت الغلط تدينى اشاره و انا ادخل بالمأذون
مراد بغيظ : مأذون ؟ مأذون لمراتى يا ابن مهاب الاهبل ؟
مازن بهزار : مش احسن ما ادخل عليك بملايه ؟
مراد برّق له و بصّ وراه لمهاب : خد إبنك و اطلع برا
مهاب ببراءه مصطنعه : الله .. مش انت اللى مصمم تقابلها ف النادى .. امال يسيبك تخرج من هناك كده ؟ الحق عليه يعنى ؟

مراد بغيظ : عشان لو جيت اقتلها حد يلحقنى
مهاب ميّل على ودنه همس : حاسس بيك و ربنا
مراد كزّ على سنانه بضحكه مكتومه : ربنا ما يوريك

مشيوا كلهم و راحوا النادى اللى الراجل إداله عنوانه إنها هتروحه على اخر النهار ..
مراد وصل هناك و معاهم الكل اللى رفضوا نهائى إنهم يسيبوه حتى ف مقابله زى دى و قرروا يقفوا جنبوا لحد ما يشوفوا هيحصل ايه ...خاصة ان الموقف بالنسبالهم مُريب و مبهم بالذات بعد اللى حصل ف القسم ..
مهاب بتوتر : مراد و اخرة اللى بنعمله ده ايه مش فاهم ؟
مراد ضحك بغْلب : والله ياخويا ما اعرف أختك هتودينا لفين تانى
مهاب بنرفزه : يعنى انت عارف اهو إنها همسه .. امال ايه بقا ؟ مناخدهاش معانا ليه و نمشى ؟

مازن بإنكار : ايه يا بوب ؟ فين حيسياتك كظابط ؟ إتأكدت منين إنها هى خالتو همسه !؟
مراد بغيظ : داك خايله ف نفوخك
مازن بإصرار : مش يمكن مجرد واحده شبهها ؟ احنا لسه متأكدناش و اللى حصل ف القسم ده لغبطنا اكتر .. ايوه بردوا منين أجزمت إنها هى ؟
مراد بغيظ : ده انا اللى لو مسكتش هضربك بالجزمه انت و ابوك و اخته
مهاب : انت مقدرتش على حد جاى تفشّ خلقك فيا صح ؟

مراد بغيظ : اخرس
رؤيه بتفهُّم : مراد بُصّ احنا ماسكين قضيه كبيره الفتره دى و انت عارف ..
مش يمكن حد زاققها عليك عشان
قاطعها مراد بإصرار : عشان ايه ؟ عشان اريّل عليها ؟ عشان اول ماشوفها انخ ؟
رؤيه بتراجع : قصدى يعنى يمكن
قاطعها مراد بغضب و حزم : لاء مش يمكن .. انتى مش شوفتيها معايا جوه ف مكتب الزفت و الحمار ده كان معانا !؟
مازن بعِند : اه شافتها دى اللى إسمها ليندا .. مش شافت عمتو همسه ..
مراد بحده مُضحكه : داك عما ف عين أبوك
مهاب رفع حاجبه : بردوا ؟

مازن بتأكيد : قصدى هى تعرف منين همستك عشان تأكد اذا كانت هى و لا لاء ؟
مراد بصّله بغيظ و تكمّل منى بتأكيد : طب بُصّ اخرج انت برا دايرة البحث عنها و احنا هنقوم بالواجب ..
هنلف و ندور حواليها و نجمعلك كل حاجه عنها و اكتر و نشوف
مراد : و ده ليه ان شاء الله ؟
كريم بتأكيد عل كلامها : هى عندها حق .. لا انت و لا مهاب باشا ..

لإنكوا اقرب اتنين ل مدام همسه و اكتر اتنين وجعهم موتها .. ف لو فى احتمال و لو واحد ف الميه إنها مش هى و ان ده مجرد شبه انتوا بالذات مش هتسعوا تشوفوه صح و لا غلط ..
انتوا هتسعوا إنكوا تنفوه ..
و اى معلومه هتوصلولها هتاخدوها بمصداقيه بدون ما تتأكدوا منها ..
و هتدوّروا على كل اللى يثبت إنها مدام همسه فعلا مش اللى يثبت إنها هى و لا لاء .. و ده ف حد ذاته غلط
رؤيه بتأكيد : و ممكن ببساطه تكون محدوفه عليك و ساعتها يتحدف عليك اى معلومات فيك .. و ببساطه انت هتصدق لانك عايز تصدق.

مهاب بصّله بفهم : صح .. اى حد برا دايرة الحدث هيوصل للصح و بسرعه .. خلينا نتابع اللى هيوصلوله .. و دلوقت خليهم يجمعوا كل حاجه عن الست دى
مراد بغيظ و هو مش عارف يقول ايه لإنه شايف ان كلامهم صح : انت يا جدع انت مش جيتلى و قولتلى اختك .. و اما رفضت انا ده اكدّته انت .. و اخدتنى برجلى لحد عندها.

مهاب : يووه مش عارف بئا .. كون ان ملف قضية الزفت عاصم إتفتح تانى اما فكرت ف الإتجاه ده لغبطنى
حط احتمالات كتير قدام احتمال وجودها بجد
إنه يكون زاقق الست دى عليك خاصة إنه اكيد كان متابع قهرتك على همسه و عارف ان اى خيال هيظهر شبهها هتجرى عليه .. و متفق مثلا مع الواد اللى شفناه معاها ده ..
و ده خلّى الموضوع عايم .. و لازم نرسى على بر .. و عشان ده يحصل لازم نتصرف بعقل و بدون تسرع و لا تهور.

مازن بتأكيد على كلامه : و اذا كان ع الشبه ف متهيئلى كلنا شوفنا الراجل اللى بعد سبع عمليات تجميل قلب على هيفاء وهبى !
مراد برّقله من الصدمه : مهاب خد إبنك و روّح .. إتكل يلا انا غلطان من الاول إنى شاركتكوا معايا .. كان لازم اجى لوحدى
همسه اصلا مش هتا
و قطع كلمته لما لمح همسه داخله الكافيه .. هى كانت داخله مع روسيليا و كذا صاحبه ليهم ..
بس هو عينيه مشافتش غيرها .. مسمعش غير صوتها اللى حافظ نغماته .. شايف ضحكتها .. شقاوتها حتى بعد ما كبرت..

تنطيطها هزارها كلامها حركاتها كل حاجه هى هى حتى بعد السنين دى كلها .. 20 سنه فراق !
كإن الزمن وقف بيه .. كإنه معاها لوحدهم ف المكان .. دوشتهم بتختفى شويه شويه من حواليه لحد ما راحت و المكان بقا كان زى الهوس هوس مفهوش غيرهم .. هو و همسته ..
سامع همساتها .. إستخدم حواسه كظابط عشان يقرا حركة شفايفها و يشوف همسها ..
الكل بيتكلم حواليه و هو مش مركز مع حد خالص لحد ما خبطه مازن ف كتفه ..
مازن ضحك : انت يا عم الواقع انت
مراد بغيظ : اللهى تقع على نفوخك .. عايز ايه يا زفت انت ؟

مازن : انت كده هتفضحنا .. انت قوم روّح و احنا نتصرف
مراد بغيظ : لاء انت اللى و حياه أبوك لو نطقت بحرف كمان لا تروّح انت و أبوك ف كيس بلاستيك و معاكوا خالتك دى اللى عاملالى فيها معبودة الجماهير
رؤيه : طب انا هقوم احُكّ معاها و اشوف ممكن اوصل معاها ل ايه ؟
مراد بتريقه : تحُكّى مع مين ؟! مع دى ؟! مع همسه ؟! ابقى قابلينى

كل واحد برأيه و كلمته و كله بيقدم اقتراحات و كله بيتكلم إلا مراد .. ساكت ..
هاجمته ذكريات سنين كتير عاشها معاها فيها .. سنين اكتر فارقها فيها ..
افتكر حياتهم مع بعض .. حبهم .. جنانهم .. افتكر ازاى خلّاها تحبّه و تفتح قلبها من تانى .. و ازاى و ازاى و ازاى ! افتكر كتير و كتير اوى و مره واحده عينيه اللى مش عارف ينزّلها من عليها دمّعت من غير ما ياخد باله ..
و هنا الكل إنتبه إنهم بيضغطوا على جرحه من غير ما يحسوا .. ف سكتوا مره واحده
مراد إنتبه لهدوئهم : اايه ؟ فى ايه مالكوا ؟ سكتوا ليه ؟!

رؤيه بتفهم : بقولك ايه يا ميكس
ايه اللى يخليك تراقب و تتابع و تسأل و تلفّ و تدور
ما توقّعها فيك .. و اذا كانت هى اديك هتفهم منها و ان كانت لاء يبقا خير و بركه ..

مراد بضحكه غُلب و هو بيحطّ إيده على خده : اوقّع مين يا ست رؤا ؟ هاا مين ؟ دى ؟! دى ممكن توقّع سقف الكافيه ده على دماغى .. اسكتى
رؤيه بهزار : ليه بس ؟ ده انت مراد العصامى بردوا .. ده انت الدنجوال .. هى بس تلمح البينك اللى انت لابسه و هتقع لوحدها
مراد بصّ على تيشرته بتريقه : اسكتى و النبى اسكتى
قال اوقعها قال ..

جاه الوقت اللى مطلوب منى اعاكس مراتى .. لاء و اوقّعها كمان .. ما اطلع بيها على كباريه احسن
مازن ضحك : لاء هى حتة شقه مفروشه و هى هتقرّ و تجيب من الاخر .. و متقلقش مش هتاخد ف إيدك غلوه
مراد بغيظ : اخرس
مازن ضحك اكتر : اسمع بس انا واثق فيك ايش عرّفك انت .. هى مش هتاخد ف إيدك غلوه
كلهم ضحكوا و مراد برغم الموقف اللى هو فيه مقدرش يمنع نفسه يضحك معاهم غصب عنه ..
مراد إنتبه لفكرة إنه فعلا لازم يتكلم معاها .. سواء هى همسته او لاء لازم يتكلم معاها ..

لازم يفهم .. لازم يستوعب التشابه اللى بينهم ده .. مش هينفع يفضل محتار كده ..
فضل كتير يراقبها من بعيد و كل مدى بيتأكد إنها هى .. و روحه بترفرفر و مش عارف يسيطر على نفسه ..
قلبه اللى سنين قافلوه عليها و محدش قبلها و لا بعدها عرف يفتحه .. قلبه اللى بطّل دق من يوم فراقها لدرجة إنه إفتكره مات معاها اهو قدامها بيدق بعنف و ده لوحده كفايه إنه يثبتله إنها هى همسته ..

اخدوا قعدتهم و لاحظ إنها بتستعد تمشى ..
و ده خلّاه مره واحده يقوم .. متوتر و مشاعره متلخبطه بس اكيد من الكلام معاها هيعرف يرسى و يستفهم ..
مازن : رايح فين يا ميكس ؟
مراد بغيظ : انت بالذات تخرس خالص
مهاب : لاء بجد احنا هنفضل نلفّ حوالين نفسنا كده ؟ هتتصرف ازاى ؟ او هتفتح معاها الحوار ازاى ؟

مراد بغيظ : انتوا مش اقترحتوا عليا اتنيل اوقعها .. ادينى اهو هجرب
ضحكوا على طريقة كلامه و هو ضحك بتريقه و هو بيبصّ لمهاب : بس ابقا الحقنى و النبى .. ابقى خلّصنى من تحت إيديها و حياه عيالك
رؤيه بهزار : متقلقش يا بوص .. وراك رجاله
مراد ضحك بغيظ : رجااله ؟ ااه رجاله .. اهى اللى قدامك دى لوحدها بسبع رجاله ..و النبى ابقوا الحقونى

الكل ضحك و مراد راح ناحيه السلم المودّى على باب الخروج ..
و هى سبقته مع اللى معاها و مره واحده وقفت ..
همسه بضيق و هى بتفتح شنطتها : اووف فين الموبايل مش لقياه ؟
روسيليا : دوّرى كويس احنا اما قومنا تقريبا مكنش فى حاجه خالص ع الترابيزه.

همسه نفخت : امال فين يعنى ؟! مش لقياه
روسيليا : انتى مستعملتهوش اصلا طول القاعده .. مش يمكن نسيتيه ف البيت
همسه : مش عارفه .. بس لاء جيبته .. او مش عارفه .. هرجع اشوفه كده الاول مكان ما كنا.. عشان لو ملقتهوش هنا ارجع البيت و انا متأكده إنه هناك !

كل ده و مراد متابعهم من اخر السلم و هما فوق و هى مدّياه ضهرها ..
مازن بتريقه : ما تخلص يا مولانا العاشق .. انجز هتفضل تفضل تراقبها كده من بعيد ؟
مراد بغيظ : عايز ايه انت ؟ مال أبوك ؟
مازن بتريقه : يا عم قيس إتجنن و انت جايلها مجنون جاهز .. فبقول انجز
مراد بغيظ : جنّ اما يلهفك .. ادى اخرة اللى يمشى ورا العيال .. منك لله يابنت ال... و لا بلاش

رؤيه ضحكت : 123 هيلا هوب خطوه للأمام يافدائى
مراد بتريقه : لاء هيلا هوب ايه ؟ دى هتوهبّنا كلنا دلوقت بس اصبرى .. ده انتى داخله على عاصفه
مازن بتريقه : بصّ انت تروح مشى و تيجى لحد عندها و تسرّع .. تقوم ايه راشق فيها بالمانجه اللى ف إيديها دى ..
يقوم ايه هووب العصير محمّيها ..
يقوم ايه انت مطلّع منديل من جيبك و تسبّلها كدهو تقولها فداكى
مراد بصدمة غيظ : فداكى ؟!

مازن ضحك : ااه و انت بتسبّلها .. يقوم هى تاخد منك المناديل و تقولك ميرسى يابوالعيال
مراد بغيظ : ابو العيال ؟!
مازن ضحك : ااه و استوووب و ساعتها يبقا احسن اعلان مناديل فلاور شوفته يا باشا
مراد بصدمه : اخرسوا .. غلطان انا .. مانا اللى جيبته لنفسى .. أبو اللى يمشى ورا العيال
مازن : بصّ انت
مراد بغيظ : انت بالذات تخرس .. انا مش هتحرك من هنا اصلا .. و هسيبها هى اللى تقع عليا .. عشان اتفادى لسانها
رؤيه ضحكت : تتفادى لسانها ؟!

مراد بغيظ : و ياريت هعرف .. ده عليها لسان حاجه كده ماشاء الله و الله اكبر و لا حول و لا قوه الا بالله و حسبى الله و نعم الوكيل
رؤيه ضحكت بتريقه : ده انت خايف بئا بجد
مراد بحزم : لااء طبعا مراد مبيخافش
مهاب شاورله بصوباعه لفوق و مراد ضحك و وطّى صوته : بس ابقوا إسعفونى

مراد إتقدّم كام خطوه عالسلم براحه عشان متاخدش بالها و وقف و حطّ إيده ف جيبه مبتسم ..
و هى مدياه ضهرها و بتكلم روسيليا و بتلفّ تنزل وهوب لبست فيه ..
مراد كان بعد ما هيلحقها قبل ما تقع ف لحظة جنون سابها تقع عليه ..
او بمعنى اصح لفّ إيده على وسطها كإنه بيسندها و إتشقلب بيها عالسلم و نزلوا السلم شقلبه و هى ف حضنه ..

مراد مكنش مركز ف حاجه .. كان غرقان ف حضنها .. دايب .. تايه
و إتلاقت عيونهم ف نظره هى مقدرتش تفهمها ..
بس حسّت بصدره اللى لامسها بيتنفس بسرعه و يعلى و ينزل ..
و هو حسّ بقلبها اللى على صدره بيدق بعنف ..

نزلوا و مره واحده قبل ما يستقروا ع الارض شقلبها ف حضنه بحيث ينزل هو ع الارض و هى فوقه ..
إستقروا عالارض ثوانى او يمكن دقايق ف الوضع ده .. محدش فيهم بيتحرك .. إيديها حوالين رقبته و إيده لافه وسطها بتملّك و عينيهم متعلقه ببعض ..

مراد بصّلها كتير :...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة التاسعة والثلاثون بقلم أسماء جمال


همسه نازله من ع السلم اللى مراد كان واقف ف نصه و لسه بتتلفت و هوب لبست فيه ..
مراد كان بعد ما هيلحقها قبل ما تقع ف لحظة جنون سابها تقع عليه ..
او بمعنى اصح لفّ إيده على وسطها كإنه بيسندها و إتشقلب بيها عالسلم و نزلوا السلم شقلبه و هى ف حضنه ..


 
نزلوا و مره واحده قبل ما يستقروا ع الارض شقلبها ف حضنه بحيث ينزل هو ع الارض و هى فوقه ..
إستقروا عالارض ثوانى او يمكن دقايق ف الوضع ده .. محدش فيهم بيتحرك .. إيديها حوالين رقبته و إيده لافّه وسطها بتملّك و عنيهم متعلقه ببعض ..
مازن ضحك : ايه يا ميكس ؟ نطلع بمشهد المأذون و لا الملايه ؟ الكلام على ايه ؟
مراد بصّله بغيظ ..
مازن ضحك بتريقه : احنا بنقول يعنى لو هتطوّل و ده شكله هيحصل نتكل احنا.


 
و هنا همسه تقريبا زى اللى إتفاجئت بالوضع اللى هما فيه .. و كإنها كانت مُغَيبه و كلامهم فوّقها ..
فجأه برّقت ف وشه .. فكت إيديها من حوالين رقبته و لسه هترفعها عليه راح ماسكها و لاففها ورا ضهرها .. و قرّب اووى من وشها ..
مراد همس و هو بيضحك : اوعى تقولى إنه غصب عنك و مشوفتيش و الكلام المذوق ده.

همسه بسرعه فاقت و فلفصت نفسها من حضنه و قامت وقفت متغاظه ..
همسه بنرفزه : يا اعمى القلب و النظر .. مش تفتّح
مراد إستفزها بضحكته : قولى إنى عجبتك ف قولتى اخد سكه .. عموما انا سينجل تخيّلى
همسه بغيظ : سنجه اما تفتح دماغك ...انت مش بس اعمى و مبتشوفش .. لاء ده انت كمان قليل الادب و متخلف
مراد و هو بيحاول يستفزها : امال مالك كنتى متشعلقه ف رقبتى كده ليه ؟!


 
همسه بغيظ : داك قطع رقبتك
مراد بيتّكى على حروف كلامه بضحك عشان يستفزها : انتى قولتى لنفسك ده شكله مز و لافف مش هيقع بسهوله اما اقع عليه انا
همسه بغيظ : تقع عليك حيطه تجيب اجلك
مراد بإستفزاز : طب ما كنتى قولتى من الاول كنت هرضى و الله
همسه بغيظ : انت
قاطعها مراد بإستفزاز و ضحك : مُز مُز عارف
همسه بغيظ : لاء انت اكيد.


 
مراد بيستفز اكتر و كاتم ضحكته : ما قولنا مُز عارف عارف .. هنفضل واقفين كتير عند مرحله المزمزه كتير .. كان زمانا جيبنا عيل و لا اتنين
( مراد بيكلمها و هو بيحاول يكتم ضحكته و حاطط إيده ف جيبه و رجع خطوات ورا و سند على عمود وراه و بيلفّ رقبته لفوق و يصفّر )
همسه بغضب و غيظ و هى عايزه تخنقه بس نوعاً ما عجبها الشكاس معاه : مُز مين يا شحط انت ؟ انت مش شايف نفسك ؟ ده انت راجل بسبع ادوار .. ده انت حيطه.

مراد بضحكه بتزيد إستفزازها : مكنتيش كلبشتى ف حضنى كل ده حتى بعد ما وقعنا
همسه بغيظ : شالله يحضنك قطر يكون سواقه اعمى .. يا خدك بالحضن كده
مراد و هو خلاص مش عارف يسيطر على ضحكته : ما تيجى انت بدل القطر .. يا قطر انت يا قطر
همسه بنرفزه : انت مش بس بارد .. لاء انت ساقع كمان
مراد غمزلها بيغيظها : لاء و ربنا ده انا سخن موحوح
همسه غيظها بيزيد : انت مش بس سخيف .. ده انت دمك.


 
قاطعها مراد و خلاص إنفجر ف الضحك : عسل .. دمى اىيه ؟ عسل مش كده ؟
همسه بغيظ : اا
قاطعها مراد بضحك : طب سكر
همسه بنرفزه : ااا
قاطعها مراد بضحكة إستفزاز : اوعى تقولى شربات .. تؤتؤ حبوش
همسه بعصبيه : انت انت
مراد ضحك : علّقتى ؟ و لا إتكسفتى اما إتكشفتى ؟ يلا إعترفى إعترفى
مراد كان بيطوّل معاها ف الكلام على قد ما يقدر .. كان بيحاول يفتح معاها اى حوار
مش عايز يشوف هى همسته و لا لاء .. لاء ده عايز يثبت لنفسه إنها فعلا هى ..


 
نسى ممكن تكون إختفت ليه كل السنين دى .. او بمعنى اصح تناسى ع الاقل دلوقت .. هو بس عايز يشبع من صوتها اللى إتمناه كتير .. سنين و هو مش عارف يتقبّل موتها و لا عارف يتأقلم على الحياه من غيرها ..
مجرد إنه عايز يشبع منها ده بيجننه بزياده .. و يخليه يطوّل معاها ف الكلام ..
همسه بعصبيه : انا هغور من وشك اشوف كنت ههبب ايه و انت غور من وشى .. لإنى لو رجعت لقيتك هظبط صواميل مخك الفاكّه دى

لفّت وشها ل روسيليا اللى من بعيد واقفه متابعه الحوار و ضحكت غصب عنها رغم قلقها ..
همسه بغيظ : عجبك العرض ؟ إتفضلى خلينا نغور من هنا
روسيليا : طب و الموبايل ؟
همسه بتوهان : موبايل ايه ؟ موبايل مين ؟ موبايل فين ؟

مراد ضحك بصوت عالى جدا ضحكه رنت ف جسمها كله كهربته ..
همسه بصّتله بغيظ و لفّت ل روسيليا : زفت ايه انتى كمان ؟
روسيليا : يخربيتك .. موبايلك اللى قولتى لاء جايباه معاكى هنا و مش ممكن نسيتيه ف البيت و رجعتى تشوفيه ع الترابيزه
همسه بإنتباه : ااه اه هو اكيد هنا .. اكيد نسيناه ع الترابيزه .. اكيد ف المكان هنا .. لإنى مستحيل نسياه ف البيت
مشيت و عدّت على مراد اللى واقف متابعها بضحك و هو لسه على وضعه إيده فجيبه و بيضحك ..
بصّتله بغيظ و عدّته راحت لمكانهم .. ملقتش الموبايل ع الترابيزه و لا ف المكان كله .. رجعت قدام عيون مراد اللى متابعها بضحك ..

همسه بنرفزه و هى طالعه ع السلم لصاحبتها : فييش ملقتهوش .. لاء هو اكيد ف البيت .. اكيد نسياه ف البيت .. لإنى مستحيل نسياه هنا

هنا مراد و روسيليا فجأه ضحكوا ف نفس الوقت لإنها عادت نفس الكلام بس بالشقلوب ..
مراد و هو بيصفّر : لا لالالا ده انتى حالتك صعبه .. كان حضن ده و لا إبرة بنج
همسه رجعتله بغيظ : ما تلم نفسك يا جدع انت .. انت مستصغر نفسك يا شحط انت .. عيب عليك ده انت قد أبويا

هنا مراد معرفش يستوعب و برّق فيها من الصدمه و بكل غيظ : انااااا قد مين يا اختى ؟
و هنا كان الدور عليها هى تضحك .. إنفجرت ف الضحك هى و كل اللى واقفين معاه ..
ضحكت اكتر عشان تستفزّه اكتر .. و هو عجبه ضحكها اللى كان واحشه و قرر يكمّل صدمته عشان هى تكمّل ضحك ..

مراد بغيظ و هو بيبصّ لاصحابه : ايه فى ايه ؟ يلا إتكلوا يا بأف منك له
بصّلها بغيظ : و انتى داك بوابه اما تنفخك
همسه بغيظ : بوابه اما تفتح دماغك .. فاكر نفسك صغير ياشحط .. ده انت كاسر الستين اكيد
مراد بصدمه و غيظ : لاء ده انا اللى كده هكسر دماغك اكيد
همسه بضحكة غيظ و هى ماشيه من قدامه : كسر رقبتك

و برشاقه طارت من قدامه و من المكان كله و خرجت ركبت عربيتها و مشيت و عينيه متابعاها و قلبه بيضحك من غيظها و نرفزتها ..
لسه بشقاوتها .. لسه زى ماهى .. دى مش بس يمكن تكون هى .. دى مستحيل تكون غير هى .. هى همسته

بصّ حواليه لقى مهاب و اللى معاه متابعين الحوار و واقعين من الضحك على منظرهم ..
مراد بضحكة غيظ : نعمم .. عجبكوا العرض ؟ اتمنى يكون عجبكوا .. يلا عبوكوا كلكوا
مهاب ضحك : طب و همسه تك
مراد بضحكه غيظ : و همسه فوقيكوا ..
عبوكوا كلكوا و هى فوقيكوا .. يلا يا راجل بلا قلة ادب قال اوقّعها قال ..
دى اذا كان عزرائيل بجلالة قدره معرفش يوقّعها .. ده تلاقيه هرب منها .. بلا قلة ادب
هنا الكل إنفجر ف الضحك مره واحده .. بصّلهم بغيظ و سكت شويه و مره واحده ضحك معاهم و شويه شويه ضحكه بيزيد لحد ما عينيه دمّعت ..
مراد ضحك : ده باينه هيبجا مرار طافح

خرج و اخد عربيته و هما معاه و روّح ع الفندق ..

همسه روّحت ع البيت و على وشها إبتسامه بتلمع منوّره وشها .. عمرها ما حسّت إنها مخطوفه كده ..
او بمعنى اصح مش فاكره إنها حسّت الاحساس ده من لحظة الحادثه لحد دلوقت .. إنما اللى قبله إتمسح ف مش عارفه ..

روسيليا متابعاها و إبتسمت : مش ده بردوا بتاع العربيه ؟
همسه بإستغراب : اه .. مش قادره افهمه .. إمبارح كان بشخصيه و إنهارده بشخصيه غير
روسيليا بإستغراب : و الله يا همسه ما عارفه اقولك ايه .. شكله مريح مش وش مشاكل و ف نفس الوقت خايفه لا تكون لعبه
همسه بشرود : ربنا يستر

مراد بعد ما ساب همسته و راح ع الفندق .. حسّ إنها وحشته قبل حتى ما تتحرك من قدامه .. صورتها حاضنه عيونه بشغف ..
غمّض عينيه بلهفه كأنه بيبادل صورتها نفس الحضن ... او مش عايز عينيه تلمح حاجه بعدها ..
إتفاجئ بنفسه نام بهدوء براحه .. اول مره من سنين ينام بكمية الهدوء النفسى دى ..

مارد اخد ليليان الصبح يوصّلها لشغلها و عدّوا على غرام اللى اصرّت يعدّى ياخدها معاهم ..
ف العربيه غرام مع ليليان بتفرّجها على صورها مع مارد ف المنطاد ..
مارد إبتسم : بتتبسطي اوي لما تشوفى الصور بتاعة اليوم ده .. ماكنتش صور دي اللي اخدناها ده انتى حفظتيهم
غرام : مكنتش صور ؟! الحب يا حبيبى لما يبقى حاجة تقدر تشوفها كل يوم قدام عينيك كأن صاحبها بيقولي بحبك كل يوم .. كل نظرة و كل لمسة جوه الصور دي كلمة حب
ليليان إبتسمت : لاء كده انتي تكسبي
غرام : انا بحتفظ بأى حاجه من مراد مهما كانت بسيطه.

مراد إبتسم : ربنا يخليكى
غرام رفعت حاجبها : لاء إسمها ربنا يخليكي ليا ..
لكن ربنا يخليكي دي تقولها لهمسه لما تعملك أكله بتحبها
ليليان ضحكت جامد : على فكره ابشّرك إنك انتى و هو هتبقوا رومانسيين أوى بعد الجواز
يعنى مثلا يخبطك بالريموت ..تحدفيه بغطا الحله
يقوم يرميكى من البلكونه .. تقومى طالعه غزّاه بالسكينه
وكدا بقى يعنى ..
مراد ضحك لغرام : لا و على ايه ؟
غرام كزّت على سنانها بغيظ و هو و ليليان ضحكوا اووى ..

عاصم بترقّب : طب و همسه ؟؟
مدير الحراسه بتاعته : معرفش .. بس اللى وصلتله زى ما قولتلك كده
عاصم ضحك بشر : يعنى هو نزّل اخته مصر ؟
الراجل هزّ راسه و نضال جنبه بصّله بترقّب ..
عاصم ضحك بصوت عالى : يعنى عايز يوصّلى إنه مش خايف ؟؟ مممم لا الصراحه عجبنى .. الواد ده خساره ف دور الشرف و الامانه اللى هو عايش فيهم دول .. طالع غبى لأبوه

عاصم مسك تليفونه و طلب حد ..
عاصم بغلّ : هاتلى اخبار الكلب الكبير .. اى حاجه عنه و تخصّه تجيبهالى .. حتى النَفس اللى بيطلع منه
اللى ع التليفون : حاضر
عاصم بشر : اى اخبار عنه مهما كانت توصلنى .. فاهم

عاصم قفل معاه و نضال بصّله بعدم فهم : انت عايز منه ايه تانى ؟ انت كده بتفتّح العيون حواليك
عاصم بشر : الواد ده طالع وسخ لأبوه .. مش مصدق إنه لسه موصلهوش .. و من خلال أبوه هوصل انا للى عايزوه ..
نضال بذهول : و هو ممكن يكون وصل لأبوه ؟ مستحييل .. انت عارف لو كان وصل و عرّفه كل حاجه كان زمان الدنيا إتقلبت علينا
عاصم بشر : متقلقش هو بس اكيد وصل الاول للى قولتهوله
نضال : انت كمان كلّمته ؟ و قولتله ايه بقا ؟
عاصم بغلّ : متشغلش بالك انت .. المهم عايزك توفرلنا مكان الفتره الجايه بعيد عن الانظار و عن الكل
نضال بترقّب : عاصم انت ناوى على ايه بالظبط ؟
عاصم بغدر : كل خير متقلقش

شويه و خرجوا على مكان شغلهم و هناك نضال قابل ماهر اللى حكاله اللى حصل كله ..
ماهر بضيق : عاصم بيخلّص على نفسه بنفسه .. سيبه
نضال بقلق : ربنا يستر .. ده بيقول ان الواد تقريبا وصل لأبوه .. يعنى كده خلاص بتقفّل
ماهر شرد كتير بتفكير : اصبر و هقولك تعمل ايه عشان الحوار ده لازم يخلص بقا و كده عاصم اللى جنى على نفسه ...

عاصم متابعهم بغموض بس مش عامل حساب لحاجه .. شويه و جاله تليفون من الحراسه بتاعته ف مصر ..
عاصم بإستغراب : مسافر ؟ مسافر فين ده ؟ شغل يعنى ؟
اللى ع التليفون : معرفش بس فى حجز بإسمه هو و مهاب من يومين ..
عاصم بشك : مهاب كمان ؟ و ده لفين ؟
اللى ع التليفون : تايلاندا
عاصم شرد بتفكير و قفل معاه و بعدها عمل تليفون غامض و فيه شر و قفل و قام خرج بجمود ...

عند مراد العصامى ف تايلاندا ..
مراد بيتقلّب و يفتّح عينيه ببطئ إتفاجئ بالشمس منوّره الاوضه من البلكونه اللى سابها مفتوحه ..
إبتسم و قام اخد حمام و لبس و نزل .. لقى الكل مستنيه تحت ..
مراد وشه منوّر : صباح الفل ... امال بّوبّو فين ؟
مازن و وشه مش طبيعى : جاى .. طلع يجيب حاجه من اوضته و نازل
مراد بصّله بنص عين : مالك ؟
مازن إرتبك : مفيش
مراد هزّ راسه و سكت بس لمح رؤيه على نفس الوضع مخنوقه و عينيها شبه معيّطه ..
نظره سريعه للكل لاحظ إرتباكهم .. فيهم حاجه مش مظبوطه
مراد بتفاذ بصبر : هااا ؟ خييير ع الصبح.

محدش رد و هو نفخ : فى حاجه ف الشغل ؟ انا قولتلكوا إتكلوا انتوا و انا هشوف الموضوع و ارجعلكوا
رؤيه بصوت مخنوق : لاء يا حبيبى احنا مش هنسيبك ف ظروف زى دى
مراد إستغرب لهجتها بس قبل ما يتكلم لمح مهاب جاى عليه و وشه جامد بخنقه ..
مراد بغيظ : ماحد يتزفّت ينطق .. قفلتوا الزفت اليوم من اوله ليه ؟
منكوا لله انا صاحى رايق لأول مره من زمان .. عموما لو اللى انتوا فيه ده عشانى ف احب اطمنكوا .. انا هتجوزها .. هى بقا همسه مش هى انا هاخدها ..
مازن بضيق : ما تفكك بقا منها يا مراد
مراد بصّله بغموض : ليه ؟

مازن دوّر وشه بقرف و مراد إتضايق من رد فعله : ما تنطق
مازن منطقش ف مراد بصّ لمهاب اللى منطقش : طب انطق انت .. مش انت اللى كنت بتزنّ عليا اتجوز ؟
مهاب سكت كتير : الظابط عايز يقابلك

مراد بصّلهم كلهم بنظره سريعه و مش عارف يربط حالتهم ب الكام كلمه اللى مهاب قالهم .. او بمعنى اصح مش عايز ..
لإن معنى كده ان الظابط هيقول حاجه مش مظبوطه .. هو اصلا من امبارح مقبوض و كل ما يجى يفكر ف همسه و إختفائها يهرب من مجرد التفكير ..

مهاب بضيق : الظابط
مراد قاطعه بجمود : لاء
مهاب : لاء ايه ؟ لازم تقابله
مراد بحده : مش عايز .. انا خلاص اخدت قرارى .. و مش عايز اسمع حاجه عنها
مهاب إتنرفز : امال احنا جايين ليه ؟
مراد بيهرب من مجرد الكلام : هسمع منها مش عنها و ده اخر كلام .. و لسه عند كلامى هتجوزها حتى لو مش هى
مهاب وقف بنرفزه : خلاص بس متبقاش ترجع تضرب نفسك بالجزمه
مراد قلقه اللى بيحاول يداريه من وقت ما نزل زاد .. قام وقف و مسك إيد مهاب بحده ..
مراد : فى ايه ؟ قالك ايه الزفت عملك كده ؟

مهاب بتهتهه : هو ع الطريق و جايلك .. كان مكلمنى نروحله بس انا قولت افضل يجيلك هنا
مراد إتّكى على كلامه بحده : قالك ايه الزفت ده عملك كده ؟

قبل ما مهاب يرد لمح الظابط جاى عليهم .. أخد نَفس عنيف و خرّجه بعنف اكبر و إتشاهد لمجرد إنه حتى لو هيعرف حاجه ف ع الاقل مش منه هو .. مراد لاحظه و ده قلقه اكتر ..

الظابط : اهلا يافندم .. انا طلبت حضرتك و
مراد بإختصار : وصلت لأيه ؟
قبل ما الظابط يتكلم مهاب سحبه بهدوء و شاور للظابط يحصّلهم ..
مراد بصّله قوى و مهاب نفخ : تعالى نطلع فوق .. نتكلم براحتنا
مراد مردش و لا حتى حاول يعترض و بقا خايف من اى حرف هيتقال بعد ما شاف شكلهم ..

طلعوا و قعدوا و مهاب قفل الباب قدام مراد اللى إستغرابه بيزيد و بصّ للظابط ..
الظابط إتوتر لإنه بلّغ مهاب من قبله باللى هيقولهوله و شاف رد فعله ف متوقع صدمته ..
الظابط : انا دخّلت صورتها و إبتديت اتعامل مع السفارات اللى انتوا إقترحتوها ف الاول إنها تكون سافرت تبعها .. و لقيت شوية معلومات عنها اتمنى تفيدكوا ..

مراد باصصله و ساكت بترقّب بس قلبه بيتنفض ..
الظابط : اولا هى داخله تايلاندا هنا من سنه تقريبا و بإسم ليندا مراد .. الورق بتاعها كله مش سليم .. او بمعنى اصح مش بتاعها هى .. حد عملهولها بشخصيه تانيه و ده من سنه
مراد بحده : و قبل السنه ؟
الظابط بصّ لمهاب و سكت شويه : قبل السنه كانت ف روسيا

مراد غمّض عينيه بعنف .. بيحاول يوهم نفسه إنه هيسمع حاجه تانيه غير اللى جات على باله ف اللحظه دى ..

الظابط : الورق بتاعها اللى قبل السنه دى كان بإسم همسه الشرقاوى
مراد قلبه زى اللى إتهبد من الكلمه ..
الظابط : اما كشفت عن الورق ده بردوا لقيته كله مش سليم
مراد بجمود : عملته من امتى ؟
الظابط بصّ ف ورق معاه : من 20 سنه تقريبا
مراد كده تقريبا الصوره إبتدت توضح قدامه .. ظهور عاصم اللى ماماتش زائد ظهورها و مامتتش زائد إنه هو اللى خلّاه يطلقها وقتها ده كاه كان كفيل يفهّمه الوضع ..

الظابط سكت اما لاحظ حالته و هو شاورله يتكلم ..
الظابط : زى ما قولت لحضرتك .. ورقها قبل السنه اللى قعدتها هنا كان بإسم همسه الشرقاوى و معمولها من روسيا من 20 سنه و كله مش سليم ..
مراد : عرفت ايه عنها غير تفاصيل اوراقها ؟
الظابط بصّ لمهاب و سكت بتردد ..
مراد حاول يتماسك بس غصب عنه صوته خانه و اترعش : انطق
الظابط : كانت متجوزه .. لها قسيمة جواز بإسم واحد «سمه عاصم الشرقاوى
مراد الكام كلمه دول كانوا كفايه يسمّموا قلبه ..

الظابط : و إتطلقوا من فتره .. تقريبا ف الفتره اللى جاتها هنا
و قضية الطلاق بتاعتها مرفوعه بتوكيل لحد بإسم مراد عبدالله
مراد بجمود : و عرفتلى مين الزفت ده كمان ؟
الظابط : اللى قدرت اعرفه عنه إنه ظابط مخابرات ف القوات الخاصه ف روسيا و بينزل عندكوا
مهاب : احنا هنبقى نجيب تفاصيله بشكل افضل .. طب و اللى معاها دى ؟

الظابط : لاء دى ورقها اللى جايه بيه هنا مفبرك اه .. لكن ورقها ف روسيا سليم .. بإسم روسيليا و تبقا اخت عاصم
مراد خلاص مكنش قادر يسمع تانى .. اللى سمعه كان كفايه اوى ..
الصدمه للى حاسس إنما هو ف اللحظه دى مكنش حاسس بحاجه خالص ..
و ده كان كفيل إنه يخليه متخدّر حتى عن الوجع ..

دايما الفتره اللى بعد موت حد بيسمّوها مرحلة اللاوعى او اللاتصديق .. من كتر ما الواحد مبيبقاش ف وعيه فيها و لا لسه عارف يصدق ..
هو تقريبا ف نفس المرحله دى بس الفرق من غير موت .. يمكن موتها كان اهون كتير من إنها تطلع مستغفلاه كده ..
ع الاقل ف موتها كان شايل لها كام ذكرى حلوين إنما دلوقت شايلها اييه ؟
وجع و جرح و إهانه لرجولته و كرامته .. لتانى مره ينضحك عليه و من واحده بردوا ..

مراد بجمود : برااا
مهاب لسه هيتكلم مراد بعنف : برااا
خرجوا برا و مهاب قفل الباب بس وقف وراه مقدرش يسيب صاحبه ف صدمه زى دى ..
مراد قعد كتير زى اللى متبنّج ..
بس اول ما افكاره وصلت لإهانة رجولته قام بعنف .. بيرزّع ف كل حاجه حواليه .. كسّر كل حاجه ينفع او مينفعش تتكسّر ..

صرخ بشئ من الجنون : لييييييييه ؟؟ ده انا إديتك رووحى ف وقت كنتى فيه شبه ميته عشان ترجعى تعيشى من تانى بيها بعد اللى عمله فيكى .. ده انا إديتك قلبى يدق قدام قبرك عشان ترجعى للحياه من تانى بيه و اموت انا .. طول السنين دى و انا موهوم بموتك و مديكى روحى معاكى و عايش جسم من غير رووح ..
انا عرفت دلوقت ليه طول السنين دى كلها و روحى بتتحرق .. و انا بتوجّع .. عشان كنت مديهالك .. عشان كانت بين إيدين واحده انانيه زيك بتولّع فيها .. من غير رحمه بتدبح فيها ..

قلبى مكنش محروق على موتك .. ما كل الناس بتموت .. ده كان محروق عشان من يوم ما عرفتك و هو معاكى .. و روحتى و هو معاكى .. و ياريتك رحماه .. الا بتقطّعى فيه بقسوتك ..
كان بيدب ع الحيطان يكسرها .. من قوة الغضب صوته كان هازز الفندق كله ..
كل اللى معاه طلعوا من تحت و حد من امن الفندق طلع معاهم كمان بس مهاب وقّفهم ..

مازن بضيق : هنسيبه كده ؟ اوعى انا هدخلّه
مهاب : لاء خلّيه شويه مع نفسه .. لازم يخرّج طاقة الغضب دى .. الصدمه لو مطلعش تأثيرها ع اللى حواليه هيكتمها و تأثيرها هيبقا عليه نفسه
رؤيه بدموع : منها لله .. متستاهلش كل العشق اللى شالهولها السنين دى كلها

مراد جوه سامعهم .. حالة جنون ركبته .. مش عارف يتحكم ف اعصابه اللى خرجت عن السيطره ..
نار فجأه ولعت جواه و مسكت ف كل حاجه جواه .. قلبه و روحه و عقله و حتى عيونه اللى بقت شبه الدم ..
ايه ممكن يطفى النار دى ؟؟ دى نار قايده و مولّعه من اكتر من 19 سنه لحد ما بقت جمر بيحرق ف روحه .. مش عارف ...
فجأه اخد مفاتيح عربيته و فتح و نزل من غير و لا كلمه
مازن رايح وراه مهاب مسكه بضيق ..
مازن : اكيد رايحلها .. ده بالمنظر ده هيقتلها
مهاب بنرفزه : اياك ياشيخ اهو نخلص .. هى اللى عملت فيه و ف نفسها كده

مراد ركب عربيته و ساق بجنون .. مش شايف قدامه .. حاجه واحده اللى بتروح و تيجى قدام عينيه .. صورتها ف حضن عاصم و هما بيطلّعوله لسانهم .. بيضحكوا على إهانته .. بيدوسوا على رجولته .. بيتخيّل منظره قدامهم طول السنين دى .. بياخيل شكل كلامهم عليه كان ايه ..

وصل و ركن عربيته قدام بيتها و نزل زى الاسد الجريح اللى إتفك حبسه .. طلع على فوق و رن الجرس بعنف ..
همسه قامت بخضّه ع صوت الجرس .. وصلت للباب و قبل ما تفتح كان كسر الباب اللى إتزق عليها ف وقعت ف الارض و الباب إتحدف جنبها ..

مراد ميّل بعنف شدّها من شعرها وقّفها و بكل قوته و بكل طاقة الغضب اللى جواه ضربها قلم على وشها ..
كل قهرة و حزن و وجع السنين اللى فاتت دى كلها .. كل وقفته قدام القبر يكلّمها .. كل الكلام اللى حكاه لقبرها و كل ذكرى جمعتهم كان عايش عليها ..و كل ليله بات بدموع عليها ..

كل ده و اكتر خرّجه من جواه على هيئه اقلام على وشها بنفس عنف تأثير صدمته فيها ..
سواء صدمة رجوعها او صدمة جوازها او حتى صدمة موتها المُزيف ..
مسك شعرها و حدفها بعِزم ما فيه لبست ف الحيطه و قبل ما تلفّ وشها كان مقرّب منها و ماسك شعرها و فضل يهبد راسها ف الحيطه بجنون ..
مراد بهيستريا كان بيتكلم كلام مش مفهوم من سرعته و كترته و هى من حالتها مكنتش عارفه تفهمه و لا حتى تسمعه ..
كلمتين بس اللى بيرنّوا ف المكان كله زى الرعد : عملك اييييه ؟ اييييه ؟ كل ده عشان ابن الكلب ده ؟ عملك ايييه عشان تفضلى فاكراه كل ده ؟ ضيّعتى نفسك عشان واحد باعك ليه ؟ سيبتينى عشان واحد رماكى لييييه ؟ عملتلك كل حاجه كان فاضل ايه تانى اعملهولك ؟ اشتريتك على حساب رجولتى بعتينى ليييه ؟

همسه تفكيرها راح بتلقائيه لعاصم و إنه ده كلامه هو اللى كان دايما بيقوله لها .. الحاله اللى كانت فيها كانت كفيله تفقد تركيزها ..

مراد بصّلها بعنف و جرجرها لحد ما وصل لكنبة الانتريه قصاده و رماها عليه بغلّ و شر ..
بعنف مسك بلوزتها شقّها نصين و مدّ إيده ف هدومها اللى تحتها قطّعها .. كان بيقلّعها بعنف و اللى مش بيتقلع بيمزّعه و هو عليها ..
خلّاها شبه عريانه و بكل الغلّ اللى جواه إنقضّ عليها .. كان بيفترسها .. بيفرّغ فيها كل حاجه كتمها جواه .. كان بيعصر جسمها بين إيديه .. لدرجة المكان اللى بيمسكه بمجرد ما بيشيل إيده من عليه بيزرقّ ..
و مره واحده و فجأه إتفاجئ من وراه بحاجه تقيله دبّت على دماغه بعنف كذا مره ورا بعض ..
و همسه جسمها بيتنفض بين إيديه و بتبصّ وراه برعب و عينيها وسعت من الصدمه و من عيونه اللى تغرّب قدامها ..

مراد اما إتخبط على راسه غصب عنه عقله رجع بتلقائيه لسنين كتيره ورا .. ورا خالص ..
نفس الحدث .. بنفس الشكل .. و نفس الموقف .. نفس الخيانه .. اتنين خاانوه و مع نفس الشخص و دى كانت ضربه قاضيه لرجولته ..
مراد الضربه على دماغه كانت كفيله تخليه يفقد توازنه بس ذكرياته خلّته يقاوم عشان ميقعش .. ع الاقل قدامها
هى اه وقّعته بس مش هيقع قدامها ..

مراد بيغمى عليه و عقله مش راحمه .. عمال يوريله لقطات و فلاشات من نفس الحدث بس على بُعد سنين ..
مراد عينيه بتغرّب .. معقوله خلاص كده ..
الحكايه اللى إبتدت من نفس النقطه هتنتهى عند نفس النقطه !!!
مراد لفّ براسه وراه بتوهان :...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الأربعون بقلم أسماء جمال


مراد هجم على همسه بمنتهى العنف .. قطّع هدومها و خلّاها شبه عريانه و بكل الغلّ اللى جواه إنقضّ عليها .. كان بيفترسها ..
فجأه إتفاجئ بحاجه تقيله دبتّ على دماغه بعنف كذا مره ورا بعض ..
مراد اما إتخبط على راسه غصب عنه عقله رجع بتلقائيه لسنين كتيره ورا
الضربه على دماغه كانت كفيله تخليه يفقد توازنه بس ذكرياته خلّته يقاوم عشان ميقعش .. ع الاقل قدامها
هى اه وقّعته بس مش هيقع قدامها ..

مراد إلتفت وراه و شاف روسيليا و ف إيديها فازه فخّار اللى خبطته بيها و إتكسرت ..
روسيليا بعنف : اخرج برااا .. براا
مراد حالة اللاوعى اللى كان فيها كانت كفيله تفقده توازنه اكتر من الخبطه ..
كان ماشى شبه بيخبّط .. إتسنّد و راح ناحية باب الشقه اللى روسيليا كانت واقفه عنده ..
و اول ما قرّب منها لمح ف عينيها خوف و لسه هتنطق شاورلها بمعنى تفضل مكانها مش هيعملها حاجه ..

عدّى منها و قبل ما يخرج لفّ ناحية همسه اللى متكوّمه ع الكنبه قصاده و جسمها إبتدى يزرّق من ضربه و عنفه ..
بصّلها قووى كإنها بيودّعها او كإن العيون مش هتتلاقى تانى ع الاقل دلوقت ..
غمّض عينيه بوجع يمكن اكبر من وجع موتها و طلعت من عينيه المكسوره نظره مقدرتش هى تفهمها ...
نظرة عتاب .. خيبة امل .. ندم .. حاجه كده معرفتش تفسّرها ف غمضت عينيها هى كمان ..
و العيون اللى إتحرمت السنين دى كلها من بعض مكنش على بالها يوم ما تتلاقى يبقا الوجع هو سيد الموقف ..


 
مراد خرج من عندها بهدوء عكس تماما العاصفه اللى جاه بيها ..
نزل و قبل ما يتحرك خطوه لفّ عينيه ع المكان بتوهان كإنه بيعاتب حتى المكان اللى حرمه من حبيبته ..

 

هنا كل قوته المزيّفه إتبخّرت .. نزل برجله ع الارض كإنها رفضت تقاوم الضعف تانى .. حط راسه بين إيديه و ضغط عليها جامد كإنه بيكبس الوجع ..
مقدرش يتحرك من المكان كإن قلبه ربطه هنا .. شاور للراجل اللى كان سايبه يراقب همسه و هو قرّب عليه بحذر ف مراد شاورله ع العربيه و هو فهم ف فتحها له و اخده و مشى وصّله ..
مراد كان زى المدبوح .. عاصم داس على رجولته قبل كده مره مع مها و مره مع همسه اما اجبره يطلقها و هو وافق خوف عليها و دى تالت مره
بس المرادى غير ...


 
همسه بعد ما مراد نزل غمضت عينيها بقهره .. هى صحيح مش عارفه مين ده و لا عايز منها ايه و لا عمل كده ليه .. بس قلبها وجعها منه اووى ..
دخلت ف نوبة عياط .. روسيليا قرّبت منها بدموع .. طبطبت عليها و ضمّتها على صدرها و همسه جسمها إبتدى يتشنج بعنف و بيغمى عليها ..
روسيليا جابت ملايه لفّتها عليها و اخدتها ع الحمام و حضّرتلها لبس ..


 
روسليا بحب : عايزانى معاكى ؟
همسه هزّت راسها لاء و روسيليا سابتها على راحتها و إستنتها برا


 
عاصم حاول يحجز ل تايلاندا بس ملقاش حجز .. حاول مره و اتنين بس مفيش .. كلّم حد من المطار تبعه
عاصم : ممكن اسأل عن حجز طيران لتايلاندا من يومين ؟
الظابط : اتفضل يا فندم
عاصم بغلّ : مراد العصامى
الظابط : ثوانى اشوف
فضل يقلّب ف الجهاز شويه بعدها رد عليه : اه فى حجز خاص له من يومين و مهاب السويدى و مازن مهاب
عاصم شكوكه بتتأكد : عايز اى معلومات عن وصوله عندك .. شغل مثلا .. اى حاجه.


 
الظابط : كان فى قلق هنا ف المطار و طلبوا حد من السفاره و الدنيا كانت مقلوبه بس معرفش وصلوا لفين
عاصم بغلّ : هاتلى تفاصيل الموضوع و هستنى منك تليفون
عاصم قفل معاه و الظابط إتحرك لحد ما جاب تفاصيل اللى حصل و إنهم كانوا بيسألوا على واحده بإسم ليندا مراد و مراد عبد الله و الاوراق اللى مراد طلبها و حتى الكاميرات اللى فكّها
بعدها إتصل على عاصم و إداله كل اللى حصل ..

عاصم بغلّ : اه با ابن الكلب
عاصم قفل معاه و كلّم حد يجيبله اى تفاصيل ف البلد تخص مارد لحد ما وصل لمكانهم .. بس مفيش حجز ف مش عارف يتحرك و لا يتصرف ..
اتصل بشركة حراسه و طلب حراسه توصل للمكان و تنفذ اللى عايزوه ..
همسه دخلت أخدت حمام دافى و لبست و خرجت ل روسيليا ..
و قبل ما حد فيهم ينطق سمعوا ضرب النار بيهزّ المكان .. روسيليا صرّخت و راحت على همسه اللى كانت واقفه بتوهان زى المتربّطه ..
الحراسه تبع عاصم وصلوا المكان و عشان كانوا كتير و شكلهم يقلق ظهرت الحراسه اللى تبع مارد و وقفوا لهم و إتبادلوا ضرب النار بعنف بين الطرفين ..

مدير الحراسه طلع من بينهم لفوق عند همسه : اجهزوا هنتحرك من هنا .. هنسيب المكان زى ما مارد وصّى لو حصل حاجه
همسه بتوهان : هو مارد عرف حاجه ؟
مدير الحراسه : لسه مبلّغنهوش بس خلّينا نتحرك الاول بعدها نبلّغه
همسه قعدت و غمضت عينيها بوجع ع الحال اللى عمّال يضيق بيهم .. شافت روسيليا فاتحه الشنط و بتلمّ حاجتهم ..
همسه معترضتش و سابتها تعمل اللى هى عايزاه ..

روسيليا بقلق : اللى حصل ده مالهوش غير معنى واحد ان عاصم قدر يوصلنا و خوفه من إبنك مخلّيه متكتّف ..ف بيلعبها بقذاره كده ..
همسه حاجه جواها مش مقتنعه بده او مش عارفه تربط اللى حصل من شويه بينها و بين مراد باللى بيحصل دلوقت .. بس سكتت لمجرد إنها معندهاش تفسير ..
روسيليا : ده الحمار اللى كان هنا بيقولك عملك ايه عشان تفضلى فاكراه ده كله
يعنى محدش غير زفت .. يمكن فكّر إنكوا وصلتوا لحاجه .. و اهو مشى و الدنيا إتقلبت
همسه بتوهان : هنروح فين ؟

مدير الحراسه : مارد باشا سايب عنوان حد من صحابه هنا و قال لو اى حاجه إلجأوله هو امان .. هنروحله و نكلم مارد
همسه بقلق لروسيليا : مراد مش لازم يعرف حاجه
روسيليا بذهول : ازاى يا همسه ؟ ع الاقل هتقوليله هنسيب هنا ليه ؟
همسه بضيق : لاء هنمشى .. و اه هقوله بس مش هيعرف كل حاجه .. هقوله قابلت حد و شاكه فيه إنه يعرفنى من ايام عاصم .. و شكيت اكتر اما لاحظته ف اكتر من مكان ..

روسيليا سكتت شويه : كويس ع الاقل مايتوترش هو كمان .. خاصة إنه لاهينفع يسيب شغله و يبقا معاكى هنا و لا هينفع انتى تنزلى مصر دلوقت و تبقى معاه
همسه بدموع : بلاش يعرف باللى حصلى دلوقت .. مش عايزاه يدخل ف مشاكل تانيه بسببى .. كفايه إنى معرفتش احافظ عليه زمان و إتأذى بسببى ف مش هسمح إنه يتأذى تانى بسببى
روسيليا : يبقا ميعرفش كمان بالبلاغ بتاع العربيه عشان ده هيوصّله لحاجه
همسه هزّت راسها : و انا هسلّم العربيه خلاص

لمّوا كل حاجتهم و مسابوش اى اثر ليهم ف الشقه خالص و مشيوا مع مدير الحراسه اللى خرج بيهم من الباب الخلفى للطوارئ و كان جزء من الحراسه مستنيه و إتحركوا معاه راحوا عند الراجل اللى مراد إداهم عنوانه
وصلوا و بلّغوه إنهم تبع مراد و هو عرفهم على طول و إستقبلهم عنده
بعدها همسه مسكت موبايلها و اخدت نَفس طويل و حاولت تتمالك اعصابها و إتصلت على مارد

مهاب قاعد بخنقه : ليه كده يا همسه ؟ ليه ؟
مازن بغلّ : يعنى زعلانه منه ماشى .. تغور ف داهيه براحتها ...لكن توهمه إنها ماتت و توجعه بالشكل ده؟
رؤيه : دى غلطه ف حق رجولته .. و معتقدش مراد هيتقبّلها بسهوله مهما كان بيحبها
كريم : بس هو بيحبها و لسه بيحبها .. انتى مشوفتيش شكله من امبارح للنهارده كان عامل ازاى ؟

رؤيه : ده كإنه إتبدّل .. عارف حكى كتير عنها و عن شكل علاقتهم و اد ايه كان مبسوط معاها .. بس متخيلتش إنه معاها مبسوط و واصل ف حبها للدرجه دى ؟
مهاب بضيق : لا حب ايه بقا ؟ هى اللى جابته لنفسها .. هى اللى عملت كده ف نفسها
رؤيه : و ياريت عشان حاجه تستاهل .. إلا عشان كلب زى عاصم ده .. بس لو كانت قعدت اما سمعته .. كانت هتعرف إنها خرجت من جنته عشان تروح للجحيم برجليها
منى : مراد مش هيرحمها
مهاب : تستاهل.

قطعوا كلامهم مع مراد اللى جاى من بعيد عليهم و شكله غامض .. خارج زى العاصفه ع الاقل هيرجع بنفس البركان مهما هِدى .. فشّ غلّه بقا فيها و خرّج الغضب ده فيها او سمعها و لقى عندها اعذار تتقبل
المهم ان حالته مش هتتشقلب بالشكل ده
مراد كان ساكت تماما .. تايه .. متلجّم .. جسمه ف المكان بس عقله ف مكان تانى ف وقت تانى او يمكن مع حد تانى ..
دخل عليهم شاورلهم بعينيه و طلع على اوضته و مهاب قام بلهفه وراه.

همسه كانت بتحاول تهدى على قد ما تقدر و تتمالك اعصابها عشان متقلقش إبنها
بس بمجرد ما كلّمته و سمعت صوته إنفجرت ف العياط
مراد بفزع : اهدى يا ماما .. و النبى اهدى و فهّمينى
و اما زادت ف عياطها مراد إتجنن بزياده و عقله بيجيب مية فكره و فكره
مراد : ماما انا جايلك .. هجيلك حتى لو هحجز خاص
همسه بصوت مبحوح : انا كويسه حبيبى متقلقش.

مراد بقلق : لاء كويسه ايه ؟ انتى مش شايفه نفسك انا جاى
همسه اخدت نَفس طويل و حاولت تهدى
مراد : حبيبة قلبى إستهدى بالله كده .. و اهم حاجه قوليلى فى حاجه خطر عليكوا؟
همسه مكنتش عارفه تقوله ايه : بص مش عارفه .. بس شوفت حد تقريبا يعرفنى و بما إنى مخرجتش برا دايرة عاصم السنين اللى فاتت دى كلها يبقا تبعه .. و ده اللى خوّفنى
مراد إتفزع : انتى ازاى متقوليليش على حاجه زى دى ؟

همسه من الفزع اللى ف صوته حسّت إنها اتسرّعت : حبيبى اهدى محصلش حاجه
مراد : و انا هستنى اما يحصل ؟ انا جايلك
همسه مرضيتش تمنعه يمكن عشان كانت ف اللحظه دى محتاجاه اوى
مراد : حبيبتى متقلقيش محدش هيقدر يهوّب ناحيتك طول مانا عايش .. ده على جثتى .. انا مش هسمح للى حصل زمان يحصل تانى
همسه إبتسمت بحب من بين دموعها لإبنها اللى كأن ربنا برّد قلبها بيه
همسه : يا حبيبى متقلقش الحراسه وقفتلهم و محدش قدر يعمل حاجه
مراد إتفزع : هو فى حد جالكم البيت ؟ يعنى مش مجرد حد شوفتيه و خلاص ؟

همسه غصب عنها عيطت بس معرفتش تقوله عن وجعها الحقيقى ف حكتله عن الحراسه اللى هجمت عليهم و ضربوا نار
مراد إبتدى يقلق بجد .. خصوصا ان قضية عاصم إتفتحت و عرف .. يعنى المساومه مش هتبقى على رجوعها له لاء ده هيخلص منها
مراد هنا مقدرش يسمع تانى : لا يا ماما ده كده الموضوع يقلق .. بصى انا هكلّم الحراسه يتصرفوا
همسه إبتسمت : ما هما نقلونا مكان تانى عند صاحبك
مراد إتنهد : كده تمام .. اهدى انتى بقا و انا هتصرف من عندى و بردوا هجيلك .. بس هعمل كذا حاجه لحد ما اجى

مراد قفل معاها و اتصل بصاحبه اللى هما عنده
احمد صاحبه : يا عم متقلقش قولتلك هما ف امان عندى لحد ما تيجى .. و لعلمك لو مجيتش بردوا ف امان .. هو انا مش زيك يا مراد ؟
مراد بقلق : عارف يا حبيبى بس اسمعنى كويس و اعمل اللى هقلك عليه بالظبط
احمد : حاضر
مراد : انا كنت واخد احتياطاتى لأى طوارئ تحصل .. افهمنى بقا عشان الغلطه هنا وحشه
مراد إبتدى يشرحله هيعمل ايه بالظبط و احمد فهم منه و بعد ما قفل معاه مباشرة إبتدى ينفّذ

مراد قفل معاه و رجع كلّم همسه على طول و فهّمها
همسه : حبيبى حاضر هعمل كل اللى انت عايزوه بس عشان خاطرى متقلقش نفسك
مراد : حاضر يا حبيبتى بس المهم اسمعى كلام احمد انتى و روسيليا .. انتوا مش هتعملوا حاجه .. هو هيعمل كل حاجه بس انتوا افضلوا معاه
همسه : حاضر بس انت خد بالك من نفسك
مراد : انا هجيلكوا خلاص ع المكان اللى هيسفّركوا له بس اهدى انتى كده و متقلقيش ..

انتى ف امان و انا كنت عامل حسابى لأى حاجه من دى .. يعنى متفاجئناش .. انا كنت عامل حسابى حد يعرفك تبع الكلب ده و لا حاجه ف كنت مجهّز باسبورتات ليكوا بأسامى تانيه و مكلم احمد يتصرف
همسه إبتسمت بحب : ربنا يحفظك ليا .. انا مش عارفه من غيرك كنت
مراد قاطعها : اوعى تقوليها .. مين اللى يقولها لمين يا روحى؟ ده انا اللى من غيرك مش عارف كنت هعمل ايه

مراد حاول على قد ما قدر يطمنها و قفل معاها و كلّم مصطفى بسرعه
مهاب طلع ورا مراد على طول بعد ما رجع و شاور لمازن يستنى
مراد طلع اوضته دخل و قعد على اقرب كنبه ..
فرد رجله عليها و رجّع ضهره لورا و ربّع إيديه ورا دماغه و غمض عينيه بمنتهى الوجع اللى ف الدنيا
و هنا سمح لدموعه اللى مكتّفها تاخد حريتها ..
مهاب دخل بلهفه و قبل ما يتكلم لمح حالته ف إتراجع و سكت .. حس ان و لا كلام التهوين اللى ف الدنيا كلها ممكن يواسيه او يبرّد جرح قلبه
اللى أخته عملته فيه مكنش شويه ابدا .. او اللى هما فاكرينها عملته فيه و لسه محدش فاهم حاجه.

خاصة إنه أخلص ليها ف وجودها و غيابها.. اخلص زمان و مخانهاش زى ما كانت فاكره .. و اخلص بعدها اما عاش السنين دى كلها على ذكراها ..
مهاب قعد جنبه و قلبه ممزوق على صاحب عمره اللى جرحه مكتوبله يفضل يأنّ بيه كده
فضلوا وقت كبيير اوى ع الحاله دى لحد ما مهاب إبتدى يقلق بجد من شكل مراد ..
مراد ذكرياته بتحاصره و هو مستسلم لها من غير دفاع و لا حتى مقاومه .. مقاومته إنعدمت .. جسمه إبتدى يتشنّج بعنف .. قلبه بيتنفض بشكل بيحرّك مش بس صدره لاء بيهزّ جسمه كله معاه .. وشه إبتدى يزرّق كإنه بيختنق و مش عارف ياخد نَفسه
فتّح عينيه اللى كانت بتغرّب بتوهان و تغمض و تفتّح بعشوائيه على كل حته ف الاوضه حواليه مره
مهاب قرّب منه : مراد انت كويس ؟

مراد مردش بس غمض عينيه اللى اول ما قفلهم كل الدموع اللى جواهم نزلت ورا بعض تتسابق
مهاب بغضب : و دينى و ما اعبد لاجيبهالك تحت رجلك يا مراد .. هى مش اختى ؟ بس اللى عملته ده هيبقا تمنه غالى .. غالى اوى
مراد من مجرد سيرتها إبتدى حالته تزيد و ينهج
مهاب بغلّ : انا رايحلها .. هجيبها من شعرها .. لازم افهم عملت كده ليه فيك و فينا ؟

مراد بصوت مخنوق : اوعى .. اللى بينى و بينك ساعتها هيخلص زى اللى بينى و بينها ما خلص من زمان بس انا اللى كنت غبى
مهاب : انا اللى هجيبلك حقك .. دى حتى مرحمتش حد من غبائها و انانيتها
مراد شاورله ميروحش لإنه كان إبتدى يفقد قدرته حتى ع الكلام و يتعب بجد
مهاب : طيب اهدى و فهّمنى ايه اللى حصل بينكوا ؟ واجهتها ؟ و قالتلك ايه ؟ بررت ب ايه غبائها ده ؟

مراد ساكت بس حالته بتتكلم عنه و إبتدى ينسحب لدنيا تانيه .. دنيا ضلمه مفهاش وعى
مهاب إتفزع من منظره و قرّب منه بسرعه فكّله زراير القميص حرك إيده على صدره برقبته و لاحظ قلبه مضطرب و صدره بيعلى و ينزل كأنه ف سباق
مسك موبايله كلّم مازن اللى كان تحت
مهاب بفزع : إلحقنى يا مازن مراد تعبان .. كلّم اسعاف و تعالى.

مدهوش فرصه يستفسر و لا يرد حتى و قفل و رمى التليفون و قرّب من مراد يفوّقه و يسعف فيه
مازن تحت اول ما مهاب كلّمه طلع يجرى لعنده و الكل طلع وراه حتى من غير ما يستفهموا بس الوضع فهّمهم
طلعوا اوضته و إتفاجأوا بمراد اللى كان خلاص غاب عن وعيه .. عينيه غرّبت و اغمى عليه ف دخولهم
مازن بصّ لأبوه بدموع : ايه اللى حصله ؟

مهاب بقهره : الحقه ده قلبه مبيدقش .. حد يكلم الزفت
مازن مسك أبوه بغلّ : قسماً بالله لو جراله حاجه ما هرحم حد .. و اختك دى انا اللى هقتلهالك بجد
كريم من وراهم : مش وقته خلونا نكلم الاسعاف الاول
رؤيه قرّبت منه بدموع و فضلت تنعش فيه بإيديها : لالا اسعاف ايه ؟ ده قلبه مش مظبوط .. نتحرك احنا .. احنا ننقله اسرع
إتلموا عليه شالوه و نزلوا بيه لتحت و إتحركوا ع المستشفى

مارد بعد ما قفل مع همسه اتصل على مصطفى
مصطفى بقلق : يعنى ايه ؟ هيطلع مين ده ؟
مراد : معرفش يا مصطفى بس اللى اعرفه ان صوت أمى رعبنى عليها
مصطفى : اهدى طيب .. بقولك ايه مش يمكن حد تبع أمك بجد ؟ حد يعرفها اصلا
مراد : قصدك اللى قبل الحادثه .. يا زفت انت دول كلهم فاكرين إنها .. إنها ماتت.

مصطفى : طب ماهو يمكن عشان كده إستغرب اما شافها و مش يمكن يكون
قاطعه مراد بحده : لاء مش يمكن ... و هو لو حد تبعها بجد كان هيسيبها ؟ خاصة إنه اكيد هيسأل و يعرف إنها عايشه لوحدها .. ف مش هيسيبها هيخاف عليها ع الاقل لحد ما يتآكد و لا لو حد يعرفها هيهجم ع البيت ببلطجيه و يضرب نار
مصطفى : عندك حق فعلا
مراد : و انا كلمت احمد هيسفّرهم على بوكيت عقبال ما اوصلهم
مصطفى : و انا إتصرفت ف حجز ضرورى و طيارتنا كمان ساعتين .. اجهز عقبال ما اخلص اللى ف إيدى و نتقابل ف المطار
مراد : انت جاى معايا ؟

مصطفى : عيب عليك ده انت قدرى الاسود
مراد : المهم ليليان انا اخدتها على عندكوا هتفضل مع امك لحد ما ارجع
مصطفى : كويس إنك مقولتلهاش حاجه عشان متقلقش
مراد قفل معاه و عمل كام تليفون لشغله بعدها خد طريقه للمطار

مهاب و مازن و اللى معاه اخدوا مراد ع المستشفى .. دخلوا و اخدوه منهم ع الطوارئ و منها ع العنايه
وقت كبير عدّى عليهم قدام الطوارئ مستنيين حد يخرجلهم يطمنهم ب أى حاجه
لحد ما الدكتور خرج بشكل يقلق و الكل راح عليه
مهاب بقلق : انطق
الدكتور : غيبوبه
الكل إتجمّد مكانه و الدكتور بصّلهم بأسف : ضغطه عالى جدا .. و ده اثّر ع المخ بشكل سريع .. دخّله ف غيبوبه
رؤيه عينيها دمّعت : و هيقوم منها امتى ؟

الدكتور : مخبيش عليكم الوضع مقلق .. خاصة ان الضغط مش راضي ينزل .. هيفوق امتى بقا منها الله اعلم .. ده بيترتب ع النفسيه و مدى تقبّله للى وصّله لحالته دى
مازن قرّب مسك الدكتور بعنف : ما تتظبط كده و فوق للى بتقوله .. داخلين مستشفى و لا خرابه ؟ إتصرفوا و خلّوه كويس بدل ما اطربقها على دماغكوا
الدكتور فك إيده من عليه براحه : احنا بنعمل اللازم و ربنا يسهل.

احمد صاحب مارد اخد همسه و روسيليا على مكان كان مجهزّه قبل كده
بعدها كلّم حد تبعه وفّرله باخره خاصه و على اخر اليوم كان احمد واخدهم على جزيره إسمها بوكيت ..
و كلّم مارد بلّغه إنهم وصلوا هناك
مارد : كويس خليك معاهم انا خلاص حجزت لعندك و ف طريقى لعندكوا
احمد : الباخره جاهزه متقلقش يعنى هتيجى تتحركوا على طول
مارد قفل معاه و إتحرك للمطار و هناك قابل مصطفى اللى كان مستنيه و طيارته اللى كانت جاه معادها و مشيوا

مراد وصل مطار بوكيت و هناك كلم صاحبه اللى راحلهم و اخدهم على همسه و روسيليا ..
همسه و هى بتحضنه : يا عمرى انت .. ربنا يخليك ليا
مراد ف حضنها : يخليكى انتى ليا يا حبيبة عمرى
همسه : قلقتك صح ؟
مراد إبتسم : يا ستى تعيشى و تقلقينى براحتك .. تعالى بقا و احكيلى بالظبط اللى حصل

همسه إرتبكت شويه و هو لاحظ بس خافت تحكيله اللى حصل بالظبط ..
ماهى هتقوله ايه ؟ واحد معرفهوش اعتدى عليا بعد ما عرّانى .. دى إهانه له هى مترضاهلوش
حكتله عن مقابلة النادى و إستثنت اللى حصل ف القسم و ف شقتها و الحراسه حكوله اللى حصل معاهم
همسه : ده اللى حصل و انا قلقت من نظراته مريحتنيش يا مراد .. خوفت اووى يا مراد.

مراد ضمّها : بعد الشر عليكى من الخوف يا روح مراد .. حد يقدر يهوّب ناحيتك و انا موجود ده انا كنت اموّته و اموّت نفسى ..
كفايه ان اللى حصل ل ليليان لحد دلوقت مش عارف اسامح نفسى عليه .. انتوا شرفى و لما معرفش احافظ على عرضى و شرفى ابقا مش راجل
همسه بصّتله بقلق و عرفت إنها كانت صح اما مقالتلهوش
مراد لاحظ قلقها : و لا حصل حاجه تانى يا امى ؟
همسه : لا يا حبيبى .. انا بس صعبان عليا انى من يوم ما لقيتك و بدل ما اعوّضك بقيت بحط عليك
مراد إبتسم : وجودك معانا يا امى لوحده تعويض

مراد اخدهم على الجزيره
و منها اخدوا الباخره و اللى منها إتحركوا جنوب البلد على ماليزيا
دخلوا ماليزيا بعد وقت كبير و إداهم الورق الجديد اللى كان عامله ليهم
نزلوا ف فندق و إبتدى هو يأمّنلهم مكان هناك يستقروا فيه الفتره الجايه
اسبوعين عدّوا على مراد ف المستشفى و هو على حالته .. لا بيسمع و لا بيشوف و لا بيتحرك اصلا
مهاب جنبه مبيسيبهوش .. اصرّ ان الكل يمشى و هو هيفضل لوحده معاه و مع إصرار رؤيه و مازن فضلوا معاه جنبه ..

مازن بقلق : و بعدين ؟اسبوعين و هو على حالته و مفيش جديد
رؤيه : انا خايفه اقول ننقله مكان تانى يتأذى .. اصلا الدكتور قال إنه اى مكان مش هيعملوا معاه اكتر من اللى بيتعمل هنا لان غيبوبته نفسيه
مازن بغلّ : منها لله اللى كانت السبب .. ياريتها كانت غارت بجد
أبوه بصّله قوى و هو نفخ : امال عايزنى اقولك ايه بعد وساختها دى ؟
مهاب بضيق : و ياريت عارفين نعمل حاجه
رؤيه : هو لسه بردوا مفيش اى اخبار عنها ؟

مهاب : مفييش .. انا مش عارف ايه اللى مشّى الراجل اللى كان بيراقبها ؟
مازن بتريقه : واحده زى دى هتغلب ؟ دى معاشره نجس زى عاصم يعنى بوساخته ف مش هتعجّزها حاجه زى دى
رؤيه : لالا انا كلمته و عرفت منه ان مراد اما نزل من عندها خلّاه يوصّله
مهاب : ربنا يستر بس اما مراد يفوق

يومين كمان عدّوا على مراد ف المستشفى لحد ما إبتدى يفوق .. مهاب جنبه و اما لاحظ إنه بيفوق خرج نادى لدكتور
الدكتور دخل لعنده شافه و كشف عليه و خرج طمنهم
مهاب بلهفه : يعنى كده خلاص الحمد لله ؟
الدكتور : اقدر اقول كده .. ده لو متعرضش لأى ازمه تانيه ..

كلهم بصّوا لبعض بقلق و الدكتور سابهم و مشى
مازن : و العمل ؟ ده اكيد هيعرف ان ست زفته إختفت و ده لوحده كفايه
رؤيه : و هو هيعوزها يعمل بيها ايه ؟ مش كفايه إنه اختار غلط من الاول
مازن بغلّ : و حقه ؟ و حياة أبويا و ما ابقى راجل لو مجيبتهالوش جثه بجد هى و الكلب بتاعها
مهاب : و الاخر إتطلقوا
مازن : شالله يكونوا ماتوا .. هحرقهم ميتين.

بيتكلموا و محدش فيهم اخد باله من مراد اللى خرج من الاوضه بضيق و سمعهم و اما حس بدوخه ركن ع الحيطه و بيتنفس بصوت عالى
الكل راح عليه بلهفه و هو بصّلهم بضيق .. الاول كان بيتضايق اما يصعب على حد من موت حبيبته اللى سابته .. دلوقت بقا بيصعب عليهم من خيانتها
مازن بتلقائيه حضنه جامد : وحشتنى يا عمو مراد
مراد حاول يهزر : جاك عمى .. من امتى الادب ده ؟
ضحكوا و هو إبتسم غصب عنه بس شكله بيقول سمعهم و عرف باللى حصل
مهاب : انت كنت طالع كده ليه ؟

مراد بحده : خارج
مهاب بإستغراب : ايوه يعنى خارج رايح فين ؟
مراد بلهجه متقبلش النقاش : برا الزفت دى
مهاب بضيق : بس
مراد بجمود : خااارج و دلوقت .. هتخلص توصّلنى و لا اشوف اى زفت
مهاب : طب نكلم الدكتور
مراد مردش و سابه و رجع الاوضه كمّل لبسه اللى خرج على صوتهم قبل ما يكمّله.

لبس و اخد حاجته و خرج من الغرفه .. قابله الدكتور ف الطُرقه و لسه هيتكلم مراد جمّده مكانه بنظره و عدّاه و نزل
مهاب نزل وراه و معاه مازن و رؤيه
مازن : شكله سمعنا ربنا يستر
رؤيه : كده كده كان هيعرف .. كويس إنه عرف ف وقتها عشان ميتصدمش مرتين
مهاب اخد مراد ف عربيته و مشيوا و شاور لمازن إنهم يمشوا .. بعد ما إتحركوا بشويه مراد نفخ
مراد بحده : اركن
مهاب ركن على جنب من غير و لا كلمه و مراد نزل و وقف بهدوء و إدى العربيه ضهره و اخد نَفس طويل
مهاب نزله و وقف جنبه بقلق
مراد بحده : اختك فين ؟

مهاب : معرفش انا كنت
مراد بحده بصوت اعلى : اختك فين ؟
مهاب بإستغراب : صدقنى معرفش .. انا كنت معاك ف الفندق و روحت معاك ع المستشفى و مسيبتش المستشفى إلا دلوقت معاك .. انا حتى مرضيتش اروحلها سيبتها
مراد بصّ ف عينيه قوى : مممم متعرفش .. سيبتها و لا هرّبتها ؟
مهاب بصدمه : انا يا مراد ؟ الله يسامحك .. ده انا لو لمحتها هصفّى دمها
مراد لمح الصدق ف عينيه و إنه فعلا ميعرفش : هنشوف
مهاب : انا معاك .. شوف عايز تعمل ايه و انا جنبك
مراد :متأكد ؟

مهاب بعتاب : انت بتسأل ؟
مراد : يعنى لو قولتلك هقتلها هتبقى معايا؟
مهاب سكت كتير و إتنهد : انا حاسس ان فى حاجه مش مظبوطه يا مراد .. هسمعها الاول بس لو طلع تفسيرنا صح قسماً بالله لا يبقى حقك و حق ولادك يا صاحبى عندى انا
مراد إبتسم غصب عنه : لو كنت جاوبت بسرعه مكنتش هصدقك
مهاب بعتاب : انت كنت بتختبرنى بقا
مراد : و الله بعد اللى حصل و اللى على إيدك و اللى من يوم ما لقيت عاصم و هو كان صاحبى ف حضن مها و هى مراتى لحد ما عرفت إنه ف حضن همسه و هى حبيبتى و ام ولادى .. يبقا لازم اشك ف الهدوم اللى عليا.

انا وصلت لمرحلة إنى لو سلّمت على حد بعد ما يمشى هعدّ اصابع إيدى
مهاب : بس مش انا يا مراد و انت عارف
مراد سكت شويه : و العمل ؟
مهاب بتفكير : معرفش دى كإنها فص ملح و داب يا مراد
مراد بتريقه : انت عايزها تفضل بعد ما إتفضحت؟
مهاب بترقّب : هو انت اللى مشّيت الراجل اللى كان بيراقبها ؟.

مراد عينيه دمّعت لمجرد إنه افتكر حالته و هو نازل من عندها
مهاب بتفكير : بقولك ايه يا مراد تعالى نفكر مع بعض بصوت عالى .. انت مقتنع باللى حصل ؟
يعنى فاهم ؟ فى حاجه مش مظبوطه .. حاسس ان فى حلقه مفقوده ف الموضوع و الحلقه دى عندها
مراد ضحك بوجع : و هى لو عندها حاجه تقولها او تبرر بيها كانت مشيت ؟ هربت ؟
عاارف يا مهاب انا كان عندى استعداد اتقبّل اى عذر هتقوله .. اى مبرر كنت مستعد اسمعه مهما قالت .. غبى مش كده ؟
مهاب : اكيد فى حاجه حصلت وقتها احنا منعرفهاش و وصّلت الوضع لكده
مراد بعنف بعد ما فقد السيطره على اعصابه : حاجه حصلت ؟

هيحصل ايه اكتر من اللى عملوه .. الكلب اللى خانى ف شرفى مره هيعجز عليه يخونى تانى ؟
بس اللى مكنتش اعرفه ان اختك رخيصه كده .. و لا انا اللى مش راجل عشان أملى عين واحده ؟ و كل ما اشيّل واحده إسمى تمرمغه و توسّخه
الكلب حب يضغط عليا بيها و بولادى الله يرحمهم و إشتراها
مهاب بتفكير : او هى إشترت نفسها
مراد شرد : مش هتفرق.

مهاب : لاء تفرق اذا كانت عملت كده بمزاجها او غصب عنها
مراد بغضب : كل السنين دى غصب عنها ؟ العُمر ده كله مغصوبه ؟ و لو مغصوبه .. و لا مره عرفت تفلت من تحت إيده ؟ و لا حتى حاولت ؟
مسافرش مره و سابها لوحدها و هربت من تحت إيده ؟ متصلتش بيا ليه و هى واثقه إنى اقدر اقفله ؟
بلاش انا .. خلّينى ابن ستين كلب يا سيدى .. مكلمتكش انت ليه ؟ مكلمتش أبوها ليه ؟

مهاب بتفكير : ماهو ده اللى مجننى يا مراد .. ايه اللى يخليها تضحى بكل ده ؟ عشان ايه ؟ عشان عاصم ؟ ده على اساس حد غصبها تسيبه ؟
ده هى اللى إتطلقت منه بمزاجها .. عارف قالت ايه ؟ قالت لأبوها مش هستنى لما يتحكم ف قضيته حتى لو بإعدام .. مش هيموت قبل ما اتطلق منه .. و بقضيه كمان عشان افضحه و اقفل كل السكك اللى ممكن توصّلنا ببعض او نمشيها ف يوم سوا
تقدر بقا تقولى هتغيّر رأيها ليه ؟ هتختاره على حساب الكل ليه ؟

مراد بوجع : مش يمكن ندمت ؟ مش يمكن كان قرار لحظة غضب و بعدها رجعت فيه ؟ مش يمكن كان وقتها مقدمهاش حل تانى ؟ كان محبوس و عليه قضيه اخرتها الموت و اما فلت منها حست إنها إتسرعت
مهاب : و إتجوزتك ليه بقا اما هو الموضوع كده ؟ مستنيتهوش هو ليه ؟
مراد بكسره : يعنى مش عارف يا صاحبى ؟ مش عارف إتجوزتنى ليه ؟ مش عارف ليه مستنيتهوش ؟
عشان مكنش قدامها وقت .. ناسى حالتها .. و لولا جوازها منى مكنتش لا عمرها هتخلف و لا هتبقى ام
مكنش هيبقا لها ولاد ..

مهاب إتنهد و مراد كزّ على سنانه بغلّ : ولادى اللى قتلوهم يا مهاب .. قتلوهم بعد ما هرّبها
مهاب : طب حتة هروبها و إنها حنّيتله دى ممكن تتعقل مع إنى مش عارف اقبلها .. بس خلينا نقول ماشى
هتقتل ولادها يا مراد ؟ او حتى هتسمحله يعمل ده ؟
مراد : و ليه متقولش إنه عمل كده من وراها ؟

عشّمها لحد ما جابها تحت رجله بعدها داس على ولادى خلص منهم عشان يفضى للهانم و يبقى كسرنى بالاتنين
مهاب بقهره : اه يا ابن الكلب .. عشان كده لقينا الاول جثه لهمسه بعدها للولاد مع إنهم المفروض كانوا سوا
مراد بدموع حبسها : و انا المغفّل اللى إنضحك عليه .. زيّف الحادثه زى ما زيّف جثه بدالها و حدفهم و ظبط كل حاجه و بعدها رمالى جثث ولادى زى الكلب اللى بيترميله عضمه عشان يتهد و يقعد ..

مهاب بتفكير : و مين عارف يمكن مكنش ناوى يقتلهم و يخليهوملها و وعدها بكده اكيد .. بس اما لقانا لسه بندوّر خلص منهم
مراد نخّ ع الارض بكل القهره اللى جواه و مهاب قرّب منها شدّه بعنف وقّفه
مهاب شدّه قوّمه : انت هتسمحله يكسرك تانى ؟ هتخليه يدمرك تانى ؟ و رحمة الغاليين ما يحصل .. اقف على رجلك و اقوى من الاول و انا هجيبهولك كلب مربّط افعصه تحت رجلك
مراد بقهره : هيفيد بأيه ؟ هيرجّعلى عمرى اللى راح و لا ولادى و لا قلبى اللى إتحرق و اختك جات كمّلت عليه ؟

انا مش عارف ليه ربنا بيعمل فيا كده ؟
حتى لو بلانى باللى حصل .. و حتى لو انا مكنتش تقبّلت البلاء ده .. بس اهو كان خلاص اللى حصل حصل ..
ليه بقا ظهرت من تانى ؟ ليه ربنا رجّعها قدامى ؟ ليه يا مهاب ؟
قعدوا كتير و الاخر مهاب اخده و مشيوا .. فضلوا اسبوع ف تايلاندا .. بيدوّروا ف كل مكان .. بلّغوا السفاره هناك و المطارات و اى حته ممكن تكون خرجت من البلد منها .. بس كان همسه خلاص سافرت من بدرى
معرفوش يوصلولها و لا لأى حاجه عنها .. لحد ما مراد قرر كفايه لحد كده و يرجع مصر
مهاب : يعنى ايه يا مراد هنسيبها ؟

مراد بجمود : مش هسيبها .. و حياة رجولتى اللى كسرتها تحت رجليها لا اجيبها تحت رجلى و مش همّوتها .. هجيبها خدامه و اخلّص فيها عذاب السنين اللى فاتت دى كلها
مهاب : انت عارف مين ممكن يوصلنا بيها ؟ الواد الظابط اللى ظهر معاها ف الكاميرات
مراد و كإنه كان ناسى : و ايش عرّفك إنه يعرفها ؟
مهاب : جرا ايه يا مراد ؟ يعنى هيبقا معاها و بتحضنه كده و إيجار الشقه اللى كانت قاعده فيها بإسمه و إيجار العربيه كمان و الاخر هيطلع ميعرفهاش
مراد بتفكير : تفتكر عملها ده كله ليه ؟
مهاب : معرفش و ده اللى مش لاقيله تفسير .. بس لازم تقعد معاه
مراد : الاول اعرفلى كل حاجه عنه .. كل حاجه .. و شافها ازاى و امتى و فين ؟ و علاقته بيها شكلها ايه ؟

مهاب هز راسه و مراد ضحك بتريقه : لا تكون اختك متجوزاه التانى
مهاب ضحك بغيظ و مراد ضحك غصب عنه بس الوجع اللى جواه مكهرب جسمه ..
مهاب اخد مراد و رجعوا ع الفندق لمّوا حاجتهم و على اخر اليوم كانوا ف مصر
و مراد قبل ما يمشى وصّى كذا حد يعرفه ف تايلاندا لو وصل لأى حاجه عنها يكلمه

مراد نزل مصر بس سايب قلبه هناك .. مش قادر يقتنع .. مش عاارف .. و بيقنع نفسه إنه ده التفسير الوحيد الصح بس هو اللى مش عايز يصدق
دخل بيته غلّ و قهره عاميينه من همسه
مفيش حاجه إسمها اخلاص .. يعيش العُمر ده كله على ذكرى واحده خانته ..اللى عمله ده مكنش إخلاص .. ده كان غباء .. غباء و اديه اهو بيدفع تمنه
هو عشقها بس هى اييه ؟ هى كانت بتطفى نارها .. بتفش غلّها .. بتنتقم من اللى حصلها مع عاصم فيه
هى بالنسباله عشق بس هو كان مجرد حل لمشكله عندها .. مشكله إسمها الخلفه .. لولاه مكنتش هتعرف تخلّف .. محبتش تخسر كل حاجه حتى لو هتكسر و تدوس و تهد كل حاجه حواليها.

بيبصّ لكل حاجه حواليه بجمود .. لكل حاجه احتفظ بيها لمجرد إنها ذكرى منها .. لكل حاجه حافظ عليها لمجرد إنها سابت عليها لمستها .. لريحتها اللى ماليه البيت .. لهدومها .. برفانها .. صورها اللى ف كل حته
قام بكل الغل اللى جواه و كل حاجه من دول بتثير جنونه ..
القهره منها زى النار اللى مولعه ف كل حته جواه .. مش عارف يعمل ايه يطفيها ؟ مش عارف يروح فين ؟
لمجرد إختفائها مش لاقى حاجه تبرد قلبه .. يمكن لو كانت قدامه كان برّد قهرته فيها حتى لو هيقتلها ..

صعبان عليه رجولته اووى اللى داسوها تحت رجليهم هى و عاصم .. صعبان عليه شكله قدام الناس اللى عرفوا و اللى لسه هيعرفوا
صعبان عليه نظرات الشفقه اللى بيلمحها ف عينيهم
كل ما بيفتكر رفضها له و هو بيلمسها يوم ما عرف إنها كانت متجوزه عاصم ..

منظرها و هى بتدارى نفسها قدامه و تخبى جسمها منه كإنه مش من حقه بيثير جنونه
لمح طفايه على ترابيزه جنبه مسكها بعنف حدفها على برواز صورتها اللى كان قصاده بعرض الحيطه كسره فتافيت
قام بيلف ف البيت زى المجنون بيدغدغ اى حاجه تقابله تخصها .. اى حاجه تفكره بيها .. اى حاجه كانت ذكرى بينهم ف يوم من الايام بيرميها بعزم ما فيه تتدغدغ
كل حاجه بتقابله بيدغدغها حتى لو مينفعش تتكسر
جواه غل لو خرج هيحرق البيت بذكرياته .. هيحرقه هو نفسه..

كلام الظابط بيرن ف قلبه قبل ودانه .. كانت متجوزه عاصم و هربوا من البلد من 20 سنه
الصوت بيتردد ف ودانه زى الصدى كإنه بيغيظه او بيتحدى وجعه .. حاطط إيده بجنون على ودنه و بيصرخ ..
بص حواليه لكل حاجه متفتفته من الغل اللى كان بيكسرها بيه .. بس ناره منتطفتش بردوا .. دى زادت .. ده صعبان عليه الذكريات اللى كانت غاليه تبقا لوحده رخيصه.. تترمى بسهوله كده
عامل زى اللى محصار بين الموت و الانتحار .. متحاصر بين وجع موتها و وجع خيانتها.

لسه غلّه مسيطر عليه .. لسه محتاج اكتر عشان ناره تبرد.. لازم النار دى تخمد بقا .. لازم يطفيها قبل ما تولّع فيه هو
طب يعمل اييه تانى ؟ ايه تانى ممكن يبرّد قلبه ؟ ايه ممكن يبرد نار بتتولع من سنين لحد ما بقت جمر
خرج ركب عربيته راح ع المقابر .. وقف قدام القبر اللى عاش عمره كله ف وهمه .. بيبصّله بغلّ
شايفوه كإنه بيطلعله لسانه .. شايف عليه صوره عاصم و همسه و هما بيطلعوله لسانهم .. صورتهم عليه بتظهر و تختفى قدامه .. كل ما صورتهم يتهيأله إنها قدامه يجرى بجنون ناحيتها و بمجرد ما يقرّب يلمسها بتختفى كإنها بتتحداه إنه مهما يعمل مش هيلاقيهم ..

بيضرب برجله بكل قوته ع القبر .. كداابه .. خاينه .. رخيصه ..
من شراسه الغلّ اللى جواه رجله كسرت يافطه القبر اللى مكتوب عليها إسمها
بس مكتفاش .. عايز يكسرها هى .. إتلفت حواليه بجنون .. خلع الباب الحديد و فضل يضرب ع القبر بغل و قهره و جنون و كل ما يفتكر صورة همسه و هى ف نظره عامله نفسها مش عارفاه يزيد ف ضربه ..
كل ما يتخيل منظرها مع عاصم يزيد .. كل ما يفتكر كام مره جاها للقبر ده يزيد ..

كل دمعه قدامه .. كل كلمه قالهاله .. كل ليله باتها هنا .. كل حاجه بتثير جنونه ..
بيشيل قصريات الصبّار و يحدفها بعنف ع القبر .. بيمزّع الورد اللى حواليه
فضل يلف و يلف لحد ما قعد ع الارض بينهج .. مكنش بينهج من التعب .. كان بينهج من إنه كل ما بيعمل حاجه غلّه بيزيد .. مجرد إنه عاجز عن إنه يبرّد قلبه ده كان لوحده كفايه ..
قعد ع الارص و طلعت منه صرخه لو كان اللى جوه القبر همسته كانت صحّتها تانى رحمةً بيه.

مارد : يوووه يا ليليان انتى بتحققى معايا ؟
ليليان بضيق : انا مش بحقق انا بس عايزه افهم نقلتهم على مكان تانى ليه ؟
مراد : انا مش عارف بس ماما قالتلك ليه ؟ هو قلق و خلاص ؟
ليليان : انت كمان مكنتش عايزها تقولى؟

مراد : حبيبتى مش عايزك تقلقى ع الفاصى .. دى مجرد احتياطات لأمانهم مش اكتر .. عشان يبقوا ف امان .. و كل فتره هنقلهم ف مكان .. عشان محدش يركز معاهم .. انتى عارفه قضيه عاصم إتفتحت و شدّت اوى و عاصم من ساعتها طايح زى المجنون ف الكل .. و لعلمك بقا انتى كان لازم تبقى معاهم
ليليان بعِند : لاء انا قولتلك هبقى معاك
مراد نفخ : خلاص يبقا تعملى اللى هقولك عليه و متمشيش من دماغك.

ليليان : حاضر هاخد بالى من نفسى
مراد إبتسم و ضمّها بحب : لاء حبيبتى دى مهمتى انا .. انا جنبك عشان اقوم بده
ليليان إبتسمت : عقبال ما بابا ياخد باله مننا احنا الاتنين
مراد إبتسم ربع إبتسامه غامضه و مصطنعه و هى لاحظته و بصّتله بعتاب
مهاب واقف مع مازن و رؤيه و بيتكلموا .. لمحوا مراد جاى من بعيد .. شكله يغنى عن اى كلمه .. حالته مفسّره نفسها.

مراد ماشى بجمود .. بهيبته اللى رغم إنها معتاده إلا إنه بيبالغ ف إظاهرها و هو ماشى يمكن يدارى بيها إهانته
عدّى عليهم و بصّلهم بحده و شاور لمهاب ع المكتب و مشى من غير و لا كلمه ..
دخل المكتب و دخل وراه مهاب و شويه و جمع الكل .. مازن و رؤيه و كريم و باسم و منى و حمزه .. فريقه اللى ياما وقف جنبهم و إنهارده عايز وقفتهم
الكل قعد بترقّب و هو واقف قصاد الشباك و مديهم ضهره .. بيتصنّع القوه عشان يقتل الشفقه اللى شايفها على كل حاجه حواليه
مراد من غير ما يبصّلهم : دى اول مره هطلب منكم حاجه شخصيه .. مهمه بس تخصّنى .. و مش محتاج اقولكم ان لو حد عايز ينسحب معنديش مشكله
مازن : انت بتقول.

مراد دوّر وشه ناحيتهم بحده : من غير و لا كلمه .. محدش يقاطعنى .. و حتى اللى حابب ينسحب يقدر يمشى من غير كلام بردوا
الكل سكت و هو ضيّق عينيه بحده : مراااد .. البنى ادم اللى إسمه مراد عايز اعرف كل حاجه عنه .. كل تفاصيله .. حياته .. شغله .. و زياده عليهم عرف ..
( و سكت اما صوته إتخنق ) عرف همسه ازاى ؟ و فين ؟ و ليه ؟ و شكل علاقتهم ؟

كل حاجه .. و اى حاجه
الكل هزّ راسه و سكت و هو بحده : يلا امشوا
رؤيه : مراد
مراد بجمود : براا
كلهم خرجوا و إبتدوا يلفّوا و يدوروا حوالين واحد بس ...
مراد عبد الله !

اسبوع عدّى ع الكل و بيدوّروا و اخر الاسبوع إجتمعوا بمراد اللى تقريبا كانت حياته مخنوقه طول الاسبوع ده و زى اللى مستنى الاكسجين اللى هيرّجعه يتنفس
مراد سكت كتير بعد ما سمع كل واحد فيهم و إبتدى يحلل اللى سمعه و مهاب كان متابع معاه
مراد بتفكير : يعنى هو ظابط ؟
رؤيه : ايوه و كان عايش ف روسيا و شغال هناك
مراد بغلّ : ااه معاهم ف نفس البلد
مهاب : بس بردوا عرفها ازاى ؟

مازن : اللى عرفناه عنه إنه كان عايش مع حد هناك .. إسمه عبدالله مَهد و ده جار روسيليا اخت عاصم
رؤيه : يعنى ممكن إتقابلوا مثلا صدفه
مراد بغضب : صدفه تخلّيه يسفّرها و ياخدلها شقه و عربيه و يعملها حساب ف البنك؟
مهاب كإنه إنتبه لحاجه : استنى إستنى يا مراد .. الواد ده ظابط .. مش يمكن بيستغلها؟
مراد : يعنى ايه بيستغلها ؟

مهاب : و هو انا اللى هقولك ؟ ظابط و عايز يستغل واحده ف مهمته
مراد بصّله قوى و غصب عنه قلق
مازن : طب مش يمكن عاصم اللى زقّه ؟ يعنى عرف إنه إتفتحتله قضيه عندنا هنا ف خمّن ان اول واحد هيمسك القضيه دى اكيد انت .. ف حب يلعبها بقذاره
و عمل حاجه من الاتنين يا إصطنع واحده بشخصية عمتو و حدفها ف طريقك عشان يوتّرك و يشتت تفكيرك
مراد بعنف : إخرس إبنك يا مهاب
مهاب بصّ لمازن بضيق : تعرف تقول بس اللى وصلتله و توفر تحليلاتك لنفسك.

منى : او يمكن هى هى مدام همسه و اما لقاها إتطلقت حب يلاعبك بيها بردوا و إستخدم الظابط ده و لحسابه
مازن : و ده الاحتمال التانى اللى كنت هقوله .. ان الظابط ده يكون تبعه .. زقّه ف طريقك يعنى عشان يسربله تفاصيل القضيه اللى متوقع انك مسكتها
رؤيه : مستحيل طبعاا
مراد بصّلها بترقّب زى اللى مستنى حد يعترض على كلامهم لمجرد ان قلبه مش مقتنع
مازن بإعتراض : ليه بقا ؟
رؤيه : عشان انا سألت و عرفت إنه هو اللى ماسك قضيه عاصم .. هو اللى فاتحها على مسؤليته الشخصيه اصلا .. يعنى حتى مش الجهاز اللى فتحها و هو مسكها ف هنقول هيبيع الليله لعاصم .. لاء ده انا عرفت إنه هو اللى.

قاطعها مهاب بإنتباه : ايوه صح .. مراد انت فاكر الكلام اللى قاله يحيي عن القضيه .. و ان ماسكها واد إسمه مارد تقريبا و هو اللى حدف نفسه ف وسط المنظمه دى و وصل لكل حاجه عنهم و جاه فتحلهم القضيه
مراد بإنتباه : ايوه
مهاب بتفكير : تفتكر عمل ده كله ليه ؟
مراد : يحيي قال ان زفت قتل مراته ف بينتقم
مهاب : بردوا ليه ؟ ليه عاصم يقتل مراته ؟

مراد : قذاره يا مهاب و لا ناسى عمل معايا ايه ؟ و اجبر خالك يخلينى اطلق مراتى
مهاب سكت شويه : بمناسبة سليم .. انا لسه لحد دلوقت مقولتلهوش حاجه
مراد بتريقه : و ليه ؟ ما تقوله .. قوله بنتك المحترمه باعتك و باعتنى و باعت نفسها رخيص
مهاب سكت تانى : مش عارف ليه لسه بردوا مش داخل دماغى اللى حصل ؟ حاسس ان لسه فى كتير
مراد بصّله بحده و هو سكت
مازن : و بعدين الخطوه الجايه ايه ؟

مهاب : لاء دى عندى انا و مراد .. لازم نقعد مع الواد ده و نشوف الدنيا فيها ايه
مراد بحده : هقعد معاه لوحدى
مازن بغضب :و ليه ؟ ماحنا نجيبه هنا و نجيب اللى عنده بمزاجه بقا غصب عنه .. كفايه إنه لو مش ناوى اذيتها و يستخدمها ف القضيه يبقا كفايه حتى إنه هرّبها و مجابهاش علينا
مراد بشرود : ما ده اللى هعرفه منه
مازن : خلاص يبقا
مراد بحده : مش عايز حد يتدخل.

مهاب و هو بيقوم : المهم متنساش الاجتماع اللى إدارة الجهاز عملاه لرؤساء القياده بكره بخصوص السفير اللى جاى ده بخصوص المتهمين اللى إتقبض عليهم من بلده لهم علاقة بحادثة الطياره ..
مراد لسه على شروده و دماغه راحت ف حته تانيه منتبهش لمهاب
رؤيه : انا جايه معاه
مهاب شد مراد : طب يلا.

ف قاعة اجتماعات ..
ترابيزه كبيره و عليها مجموعه من اكبر لواءات الجهاز و كل واحد فيهم معاه واحد بس من فريقه ..
شويه و دخل عليهم رئيس إدارة الجهاز و معاه السفير و كذا حد معاه .. الكل قام و هو شاورلهم و قعدوا
إتناقشوا كتير ف تسليم المتهمين له يتحاكموا ف بلدهم بس رئيس الجهاز رفض و النقاش إحتد بينهم ..
فجآه و بدون مقدمات ريحة غاز إبتدت تنتشر ف المكان بكثافه و الكل لاحظ و قبل ما حد يتحرك
السفير وقف بجمود : المتهمين اللى إتاخدوا من البلد عندنا ف حادثة الطياره يرجعوا حالا و بدون شروط او مقابل
رئيس الجهاز و كإنه إستوعب الموقف ف وقف قصاده بحده : انت جاى تتفاوض و لا تهددنا ف بلدنا ؟

السفير ضحك بغرور : لاء إحنا مبنتفاوضش .. احنا بنوصل للى عايزينه على طول ف نفّذ بهدوء و من غير شوشره
رئيس الجهاز بتحدى : و لو قولت لاء ؟
هنا وقف واحد من اللى مع السفير و كشف عن نفسه و كان متخيّط ف دراعه ناسف .. جهاز صغير بحجم عقلة الصوباع بس قادر على تدمير المكان
الكل وقف بتوتر و دوشه حصلت ف المكان و الصوت إبتدى يعلى
رئيس الجهاز كان فهم الموقف اللى إتحط فيه بس بيماطل لحد ما يتصرف : و بكده يعنى هتعمل ايه ؟ هتخلّص ع الموجودين ؟ ع اساس إنى مقدرش بإشاره واحده انسفك ؟ انت ف سفارتنا و المكان فيه اكتر من ظابط يعرف يلم الموقف.

السفير ضحك بغدر : واضح ان الموقف لسه موصلكش .. لو طلقه واحده خرجت من مسدس اى غبى من عندك الرصاص مع الغاز هيدمّروا المكان
و لو قرّبت منه اللى تبعنا برا الناسف هيديهم ذبذبه إنه بيتحرك بعنف ساعتها هما اللى هيفعّلوه و المكان هيتدمّر باللى فيه و انا و عارف هخرج ازاى
رئيس الجهاز إبتدى يفكر بشكل سريع هيخرج من الموقف ازاى و السفير مداهوش فرصه و خرّج ورقه فيه اسامى المقبوض عليهم من بلده و شاورله بيها : الورقه دى فيها الناس من عندنا .. يخرجوا هنمشى بهدوء من غير خساير .. مش هيخرجوا اعتقد شرحتلك اللى هيحصل.

رئيس الجهاز بغموض : طب إدينى وقت ادّى اشاره لحد يتصرف ماهما اكيد مش محبوسين هنا
رئيس الجهاز خرج و شاور للكل يبقا بس مراد العصامى خرج ورا : انت بتعمل ايه ؟ احنا هننخّ قدامهم ؟
رئيس الجهاز إبتسم بمكر : احنا عمرنا وطّينا لحد ؟
مراد شرد بغلّ و افتكر عاصم اللى لوى دراعهم بسليم و هرب ف كزّ على سنانه بغلّ
رئيس الجهاز : متقلقش انا هجيب اللى هيوقفلهم و يلمّ الليله دى
مسك موبايله و اتصل : مارد.

مراد بتلقائيه قلبه إتنفض من الاسم و بصّله بتركيز
رئيس الجهاز شرح لمارد الموقف بالظبط
مارد بثقه : ماطل معاهم و انا جايلك بسرعه
رئيس الجهاز قفل معاه و بصّ لمراد : مارد جاى و انا واثق إنه هيتصرف
مارد طياره مخصوص من سينا نقلته القاهره و راح جاب حاجات هيحتاجها معاه بعدها راح السفاره ...دخل و من نظره فهم الوضع

رئيس الجهاز كان دخل غرفة الاجتماعات من تانى و معاه مراد و إبتدوا يماطلوا و يتناقشوا و مستنيين
الكل إبتدى يقلق من الموقف اللى بيتأزّم .. شويه و الباب خبّط و دخل المااارد ..
مراد وقف فجأه بتوهان و بصّله قووى .. بتحقيق .. و ضيّق عينيه عليه بتركيز
و مارد بصّله كتيير .. كتير اووى.

و عيونهم اللى قلبت لنفس اللون ف نفس اللحظه إتلاقت ف نظره طووويله مُبهمه
و كل واحد فيهم بمنتهى التلقائيه عينيه دمّعت ف وقت واحد و كإنها دمعه واحده و إتقسمت ع العينين ..
مراد إتحرك ناحية مارد لحد ما بقا قصاده و كل واحد فيهم بصّ للتانى بغموض و فجأه...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الحادية والأربعون بقلم أسماء جمال


الكل إبتدى يقلق من الموقف اللى بيتأزّم .. شويه و الباب خبّط و دخل المااارد
مراد وقف فجأه بتوهان و بصّله قووى بتحقيق .. و ضيّق عينيه عليه بتركيز
و مارد بصّله كتيير .. كتير قووى
و عيونهم اللى قلبت لنفس اللون ف نفس اللحظه إتلاقت ف نظره طووويله مُبهمه
و كل واحد فيهم بمنتهى التلقائيه عينيه دمّعت ف وقت واحد
الكل استغرب من نظراتهم ..


 
قيادة الجهاز إبتسم لوصول المارد و غمزله و هنا مارد إنتبه للوضع
بص ف نظره سريعه للوضع حواليه و منهم السفير و اللى معاه و إبتسم إبتسامه غامضه
قرّب منهم بخطوات محسوبه و هنا من الثقه اللى ف عينيه السفير إتوتر
السفير بتوتر : اى حركه متهوره هيكون تمنها غالى .. انا عرضت إتفاقياتى و شروطى و نتكلم بالمنطق
مارد على ثباته : منطق ممم .. طيب مفيش مشكله.


 
السفير بقلق : المتهمين اللى إتاخدوا من تايلاندا مالهومش علاقه بالحادثه .. المعمل الجنائى اثبت ان حصل عطل ف المحركات .. انتوا بقا مش عايزين تصدقوا ده و شايفينها مقصوده إثبتوا
مارد على هدوءه كان وصل ف خطواته لعنده : تمام .. و انت بتتناقش اهو يبقا مفيش مشكله
بص للراجل اللى معاه و ف دراعه ناسف : فكّوا الحمار ده طالما عندكم إستعداد للمناقشه
السفير بثبات مزيف : مش قبل ما شروطنا تتنفذ
مارد رفع حاجبه : بردوا ؟


 
مارد مسك ورقه من جيبه بإيديه ورا ضهره و عمل حركه خفيّه وسط إنشغال السفير بالكلام و عشان كان متوتر من هدوء مارد اللى مش مناسب للموقف خالص مخدش باله من حركة مارد
السفير : و مش هنخرج من هنا إلا بالمتهمين معانا و لعلمك الناسف هيفضل موجود لحد ما نخرج من البلد بطيارتنا بعدها نبطل مفعوله
مارد ضحك بصوته كله : يا شيخ .. متقاطعش انت بس و قول ياارب
مارد بص للى معاه الناسف : و انت بقا واثق إنك هتخرج انت كمان بعد ما يمشوا؟


 
السفير هو اللى رد : ده أخوه واحد من المهندسين اللى اشرفوا ع الطياره و اللى قبضتوا عليه من ضمن المتهمين و مش هيخرج إلا بأخوه
مارد لف إيده من ورا ضهره بالورقه مطبّقه و شاور بيها للى معاه الناسف : شوف يالا هى دى الاسامى اللى تبعكم .. بما ان فيهم اخوك مقبوض عليه معاهم
الراجل بص للسفير بقلق و السفير شاورله يتحرك يشوف الورقه
مارد : ما تاخد يا بنى انا هاكلك ؟ ده انت جاى بناسف يعنى بايع نفسك
الراجل إتحرك ببطئ و اخد من مارد الورقه و بمجرد ما بص فيها وشه إزرقّ و بيغمى عليه.


 
السفير بسرعه فهم الوضع و لسه هيتحرك كان دخل مصطفى و اسر من فتحة باب للطوارئ موصّله من سقف المنور الموصّل للغرفه ..و ف حركه سريعه كانوا حاوطوا السفير باللى معاه بمسدساتهم
مارد قرب بغلّ كلبشه من دراعاته ورا ضهره : هاا بقا عندك إستعداد نتناقش و لا لسه عند رأيك ؟
السفير بصّله بغلّ و متكلمش بس عشان مقدمهوش حل تانى كان مواقفه تراجع
مارد : إدى امر للحمار ده يتحرك مع الناس يفكّوا اللعبه اللى ف دراعه دى .. و كلّم اللى تبعك قولهم دخلت بلد رجاله و مفيش رجاله بيتلوى دراعها.


 
السفير نفخ بعنف و مارد حدفله الموبايل و هو إدّى إشاره للى تبعه برا ينسحبوا
مارد كلبشه و مصطفى و اسر كلبشوا الباقى
و هو اخد الراجل اللى ف دراعه الناسف و إتحرك بيه لبرا :
اللى شميته ع الورقه ده سم بودر .. يعنى يوقّف قلبك خلال عشرين دقيقه .. انت و حظك بقا .. يا تساعدنى خلال العشرين دقيقه افك شفرة الناسف اللى متخيط ف دراعك و بعدها هخلّى حد يسعفك يا تعاند و هتموت.

الراجل جسمه كله إتنفض بس من حالته فهم ان مارد مبيهددش لإن جسمه كان إبتدى يتشنّج و نَفسه بيختنق
إتكلم بصعوبه : حاضر .. شفرة الناسف (**) و الريموت كنترول بتاعه ف جيب الجاكت اللى مع السفير
مارد شاور لمصطفى دخل جاب الريموت و إداه لمارد اللى إبتدى يتعامل معاه لحد ما ابطل مفعول الناسف .. بعدها شاور لدكتور كان عامل حسابه جايبه معاه و الدكتور إبتدى يسعفه ..

كل اللى حصل كان تحت انظار رئيس الجهاز و مراد و مهاب و كل الموجودين
رئيس الجهاز إتحرك ناحيته بثقه : كنت واثق إنك هتلم الموقف
مارد : المهم خلينا نتحرك من هنا و فى فريق يجى يفتّش المكان و يقضى ع الغاز قبل ما يتحركوا
رئيس الجهاز : تمام و احنا هنتحرك ع الجهاز و ياريت تبقا موجود لإن من الواضح الموضوع لسه فيه تفاصيل و مش هسيبه لغيرك يخلّصه
مارد هزّ راسه و مشى و رئيس الجهاز طلب قوه اخدت السفير باللى معاه إتقبض عليهم و الكل إتحرك ع الجهاز.

الكل إجتمع ف الجهاز من تانى و شويه و الباب خبّط و دخل مارد ..
مارد إبتسم للموجودين بهدوء و قعد .. قعدته جات قصد مراد بالظبط اللى كان جنبه مهاب
مراد بيبصّله قووى .. مش عارف يتغاضى عن شكله .. ملامحه.. نبرة صوته اللى فيها بحّه زيه
مدقق معاه اوى .. بيرصد حركاته .. همساته .. كل حركه بتطلع منه بيركز فيها قوى
و ده نوعا ما مضايق مارد اللى طول القاعده بيحاول يتجنب عينيه ..

مراد باصص ف عينيه قوى .. بيحاول يقراهم .. بيستخدم مهاراته كظابط عشان يشوف ايه جواهم
مارد عينيه كانت كلها جمود .. ملامحه جامده .. وشه مفهوش اى تعبير
مهاب ميّل على مراد بهمس : و ده ايه ده بقا ان شاء الله ؟
مارد كان فاكر مهاب كويس اوى رغم إنه مشافهوش .. بس من صوته عرفه .. إنما مهاب مقدرش يجمّع خالص لإنه صورهم هو و غرام اللى شافها مكنش واضح فيها بشكل كافى .. مفتكرش حتى ان شاكر كان قايله الاسم
مراد دماغه هتنفجر من التفكير .. الغموض بيزيد و مش عارف يوصل لحاجه .. بصّ لمهاب و سكت.

مراد و المارد كل ما عيونهم تتلاقى يبصّوا لبعض بتحدى .. بس كل واحد فيهم له اسبابه
قاطعهم صوت رئيس الجهاز اللى إبتدى يعرض الموضوع بشكل مفصّل قدام مارد و فتح باب النقاش عشان يديله عِلم بكل تفاصيله
خلّصوا و هو بصّ لمارد : عرفت ليه بقا انا جيبتك ؟ الموضوع كبير و معقد و مش سهل
مارد كان بيسمعه بتركيز رغم ان دماغه ف اتجاه تانى.

مارد بهدوء : من ارائكوا كده لاحظت ان فى احتمال محدش جرّب حتى يمشى وراه .. اللى هو ان السفير بتاعنا اللى هناك باع الليله لهم و قبض
سيف بتريقه : هو ده اللى انت جاى تتنطط عشان تقوله ؟ سفير ايه اللى هيشتره لحسابهم ؟ هو حتة عيل لسه مبتدى فرحان بنفسه ؟ ده راجل له مركزه
رئيس الجهاز بصّله بحده و أبوه نغزه بإيده
مارد : انت بتتكلم جد ؟ مسمعتش عن حد ف مركزه و اكبر كمان ممكن يبيع شرفه و يقبض ؟ و لا شغال على حاجه مش فاهمها
مارد كان كلامه غامض و سيف وقف بعنف : انت متخلف يلا ؟ مين ده اللى مبيفهمش ؟

مارد ببرود و هو لسه قاعد : انا مقولتش مبتفهمش عموما .. انا قولت مش فاهم اللى انت شغال عليه .. تفرق إلا اذا كنت انت عارف نفسك مبتفهمش
سيف قرّب منه بعنف و قبل ما يوصلّه يحيي كان واقف بينهم ..
سيف و هو بيحاول يزق يحيي و يوصل لمارد اللى متحركش سانتى من مكانه
سيف بصوت عالى : معتش إلا انت يا ابن الكلب يا خرّيج الملاجئ اللى هتعدّل عليا ؟
مراد بتلقائسه غمض عينيه و رئيس الجهاز اللى وقف بحده و شاكر قام شد سيف رجّعه خطوات ورا
رئيس الجهاز بص لسيف بحده : براا.

سيف بضيق : مش شايف إنه
رئيس الجهاز بعنف : برااا
شاكر إتدخّل بضيق : ماهو مش معقوله حتة عيل ملموم من الشوارع اللى هيتكلم و بالطريقه دى
مدير المخابرات بصّله قوى : برا انت كمان
شاكر بصدمه : نعمم ؟

رئيس الجهاز بحده : ماهو اما إبنك يغلط و انت تأيّده و انت له اب و مدير يبقا كإنك انت اللى غلطت
شاكر بغضب : ايوه بس
رئيس الجهاز بعنف : برا من غير و لا كلمه زياده
شاكر قام بغضب مكتوم و سيف لسه هيتكلم أبوه شدّه بضيق و خرجوا
رئيس الجهاز شاور للكل اللى كانوا وقفوا يقعدوا .. الكل قعد تانى بهدوء
رئيس الجهاز لمارد : بعتذر عنه
مارد بهدوء : محصلش حاجه هو بس تقريبا متقبّلش فكرة وجودى من الاصل.

مدير المخابرات : يمكن عشان هو اللى كان ماسك القضيه من الاول خالص بقيادة شاكر بس اما الوضع إتأزّم و رفضوا التفاهم شاركنا كذا قياده و اما الوضع وصل للى حصل انهارده إستدعيناك
رئيس الجهاز : يبقا تتسحب القضيه من تحت إيده
مارد نفخ بضيق من الموقف كله و بيحاول يكتم وجعه من الكام كلمه اللى إتقالوا و مراد لاحظه
مراد أبوه عشان كان متابع الموقف بتركيز اووى قدر يقرا وجعه .. بيدقق ف مارد .. بيبصّله بنظره غامضه .. بيحقق ف همساته كلامه حركاته حتى ف سكوته .. بيحلل كل حاجه من دول اوى.

مارد بهدوء : عموما لو وجودى هيعمل مشكله انا اللى ممكن
قاطعه مدير المخابرات : لاء انا اصلا اصرّيت على وجودك اما محدش قدر يتصرف و واثق إنك هتقدر.

مراد أبوه إبتسم بغرور لمجرد هيبة المارد و ثقة الكل فيه و إتولد جواه احساس بحتة تملّك كده ناحيته مش عارف سببه
فتحوا الكلام من تانى ف القضيه ..
مارد بهدوء : اللى اقصده ان عشان يدخلوا هنا و يفلتوا من تحت إيد الرقابه لازم يكون لهم حد تبعهم جوه السفاره و الحد ده مش هيوصلوله إلا عن طريق السفير بتاعنا اللى عندهم و اللى اكيد له معارف هنا
رئيس الجهاز بصّله بتركيز و هز راسه
مراد ابوه بيبص ف عينيه قوى : يعنى عايز تقول إنه خاين ؟ طب ايه الدافع ؟
مارد ببيحاول يتفادى إنه يبصّ ف عينيه : و الله الخيانه مش محتاجه لدافع او مبررات .. ده ساعات بتبقا طبع
مراد روحه إتخطفت من الكام كلمه اللى مارد قالهم .. مش عارف ليه وجعه كلامه او اللى حس بيه ورا كلامه.

مارد بطرف عينيه خطف نظره سريعه لعيونه يقراهم و لمح وجع مخيّم عليهم كإنه مدفون من سنين
إستغرب حالة مراد بس سكت و رئيس الجهاز إتدخّل : طيب اعتبر نفسك مسكت القضيه
مارد : إدينى وقت اجمّعلك فيه اللى حصل بالظبط و اشوف ابعاد الموضوع
رئيس الجهاز : و انا واثق فيك إنك هتوصل لحاجه اكيده
مارد : تمام و اول ما هوصل لحاجه هبلّغك
رئيس الجهاز : لاء انت تبلّغ القياده المباشره بتاعتك و بعدها هيبقا فى اجتماع زى ده اخر الاسبوع الكل بيعرض فيه اللى وصله .. و انت هتشتغل ع القضيه تحت إيد..

قاطعه مراد أبوه : انا .. تحت إيدى انا
مارد قلبه دق قوى و مراد بصّله كتير يقرا رد فعله بس ملاحظش حاجه غير عينيه اللى قلبت للازرق و ده معناه إنه متضايق ..
اكتر من إنه إستغرب رد فعله هو إنه إستغرب قلبة عينيه .. قلبتها لنفس اللون لنفس الريأكشن
أبوه كان قاصد يتكلم يشوف تأثير كلامه عليه بعد ما لاحظ إنه بيتفادى اى مواجهات بينهم حتى و لو بالعيون

يحيي بهزار : على فكره مراد شغال تحت إيدى .. و اما جاه بلّغ عن عاصم و فتحله قضيه إشتغل تحت إيدى ع القضيه و

قاطعه مراد بنظرته له بحده و اللى معناها يسكت
يحيي بصّله كتير و بصّ لمراد قوى و سكت بشرود
رئيس الجهاز : هاا يا مارد ؟
اعتقد شغلك مع سيادة اللوا مراد فرصه كويسه للقضيه إنها تخلص .. هو هنا الغول اللى له وضعه و انت المارد اللى مفيش حاجه بتقف قدامه
و انتوا الاتنين مع بعض هتطلّعوا حاجه كويسه
مارد إبتسم ربع إبتسامه و مصطنعه
و مراد بصّله كتير بغموض و هو مبتسم جدا : عندك إعتراض و لا حاجه ؟
مارد بهدوء : اكيد لاء .. و زى ما قال الباشا حضرتك إسم له وضعه و مكانته هنا و شرف لأى حد إسمه يجتمع مع إسمك

مراد كل كلمه كان بينطقها إبنه كانت بتخطف قلبه .. لاء دى كانت زى المطرقه اللى بتدب على قلبه تخليه يطبّل مش يدق

رئيس الجهاز : كده يبقا إتفقنا .. اى حاجه توصلها تتابع مع مراد و ف الاجتماع الجاى يبقا نشوف
سمح للكل يخرج و الكل إبتدى ينسحب من على ترابيزة الاجتماعات بهدوء
بعد ما الكل خرج مراد فضل مكانه كتير و مهاب فضل جنبه لمجرد إنه لاحظه هو و مارد نظراتهم لبعض و الغموض اللى فيها ..
مراد حاجه جواه مش عايزاه يقوم.. عايزاه يفضل باصصله .. مش عارف يشيل عينيه من عليه.

بيحاول يقنع نفسه إنه ده عشان يعرف همسه او من ريحتها .. بس من جواه عارف إنه مش كده .. و ان فى حاجه بتشده زى المغناطيس ناحيته
رئيس الجهاز إبتسم لمارد : بذمتك فى احسن من كده ؟ يعنى اتنين من اكبر القيادات هنا بيتقاسموا فيك .. و الفريق اللى هتختاره هتنضم ليه لحد ما تخلص القضيه .. يعنى لو قعدت ف مصر هيبقالك وضعك بردوا
مارد حاول يهزر : يعنى حضرتك بتغرينى هااا ؟

يحيي من وراه و كان لسه مخرجش : ده على اساس إنه بيجيب معاك يا لطخ ؟
مارد رفع حاجبه بغيظ و شاور على نفسه يعنى انا ؟
و يحيي هزّله راسه بإستفزاز اه
مراد بصّله بغيظ و يحيي ضحك : يعنى انا بقول لا بتيجى بالفلوس و لا بيفرق معاه رُتب يبقا خليك بقا مقضيها لله و للوطن زى اللى مربوط ف ساقيه
مارد هنا كزّ على سنانه بغيظ و قرر يردّله إستفزازه : بلاش انت يحيي .. ملكش دعوه .. خليك ف جوازتك
يحيي بصّله بصدمه : نعمم ؟

مارد بتمثيل : يعنى افهم واحد هيتجوز الاسبوع الجاى بيجى هنا دلوقت يعمل ايه ؟
يحيي رفع حاجبه و شاور على نفسه انا ؟
و مراد ردهاله و هزّ راسه بإستفزاز اه .. و كعمش وشه و بصوباعه فرد وشه بحركه مضحكه على هيئه إسمايل .. و هنا مراد أبوه قلبه إتخطف و إبتسم بتلقائيه لمجرد ان دى حركته.

يحيي بغيظ : مين ده اللى هيتجوز يا بأف انت ؟
مارد بإستفزاز : انت
بصّ للى لسه موجودين مراد و مهاب و كذا حد كمان و مثّل البراءه : اييه ده انت مش قايل لحد على موضوع ال...
اوووبس شكلى عكيت .. خلاص إعتبرنى مقولتش
مراد أبوه بصّ ليحيي و من غير ما يتكلم فهم ان مارد بيهزر ف إبتسم قووى لعينيه اللى قلبت عن الغضب لوحدها ..
و مهاب رفع حاجبه ليحيي : ده امتى ده يا مصيبه انت ؟

يحيي بغيظ : هو انت بتصدق اللطخ ده ؟ امتى ده ؟
مارد : ساعة ما كنا ف الكباريه و قعدنا نغنيلك ..
هنموت و نحيا .... و نجوّز يحيي
اوبااا لا خلاص بقا عشان شكلى عكّيت
يحيي قرّب عليه بغيظ : واد انت إتظبط
رئيس الجهاز إبتسم : ايه ده يا يحيي بجد ؟ الف مبروك هو الجواز عيب يعنى
مارد هنا إتصنّع الصدمه و مثّل البراءه و بصّ لرئيس الجهاز : مبروك على جواز ايه ؟ يحيي ؟

بعدها بصّ ليحيي بصدمه مصطنعه : ايه ده يا يحيي انت هتتجوز ؟ بجد ؟ طب مقولتليش ليه ؟ و احنا نكره ماحنا بنزن عليك
الكل إنفجر ف الضحك لفهمهم للموقف و يحيي كزّ على سنانه لمارد : اطلع براا .. برااا
مارد عمل نفسه خايف و قام بسرعه و اخد حاجته : يا عم طالع .. تكونشى بتطّلعنى من بيت أبوك
يحيي بغيظ : برااا يا زفت
مارد و هو خارج : يعنى بتطلعنى من الجنه و انا مش واخد بالى .. امال ان مكنتوش نافخين أبونا
مارد طلع و الكل ضحك قوى و يحيي بصّ بغيظ عالباب : ده لطخ و ربنا ...بتبصّولى كده ليه ؟ و الله ما حصل
مارد قفل الباب ثوانى و فتحه : طب إحلف كده
و قبل ما يحيي يرد كان قفل الباب بسرعه و مشى و الكل ضحك.

مراد أبوه خرج على مكتبه و حاجه جواه مُبهَمه .. رايح جاى بقلق .. تفكير مُبهم مسيطر على دماغه و مش لاقيله سبب و لا منطق
كان عنده إجتماع مع الكل عشان يتناقشوا ف التفاصيل و يعرض عليهم اخر اللى إتعرض ف الاجتماع عشان يتحركوا على اساسه ..
رؤيه لاحظت شروده و عشان شافت مارد فهمت زيه او قدرت تفهم شكل تفكيره
بصّت لمراد و إبتسمت : انت تعزمنا ع الغدا .. كالعاده يعنى بعدها نرغى بقا ف اللى حصل
مازن : حاجه حصلت جوه و لا ايه ؟ انا عرفت ان الواد اللى إسمه مارد ده إستدعوه و كان جوه معاكوا.

مراد كان شارد مش معاهم
رؤيه : اه قيادة الجهاز إستدعته اما حصل اللى حصل و اما اتصرّف مسّكوه القضيه
مازن بتريقه : و ده بقا اللى هيحلّها ؟
رؤيه : شكله بيقول كده.. و كويس ان مراد ضمّه لينا
مازن : ايه ده هو مراد ضمّه لينا ؟ طب ليه هو احنا محتاجين لحد؟
رؤيه : احسن اهو نكسر التحدى اللى بينا و بين الفريق بتاع النيله اللى إسمه سيف.. ده كائن لزج لا يطاق .. تحس إنه بيتنافس على جايزه
مازن : لاء هو احسن من ناحية يقع تحت ضرس مراد و يعرف يعصره .. مع إنه مكنش محتاج .. احنا كنا هنجيبهوله تحت رجله و
قاطعه مراد بعنف بعد ما إنتبه لكلامه : لاء .. محدش له دعوه بيه .. خرّجوا نفسكوا من الموضوع ده خالص .. انتوا عملتوا اللى عليكوا
مازن : بس.

مراد بحده : و لا كلمه .. دوركوا لحد هنا و خلص و محدش يتدخل تانى
مراد سابهم و نزل و هما دقايق و نزلوا
مراد كان نازل بضيق و خارج بس و هو معدّى سمع صوت رن ف قلبه قبل ودانه
مارد بيضحك جامد بصوت عالى .. مراد أبوه إلتفت ناحيته و إبتسم بتلقائيه
كانوا ف المكتب المُجمّع مارد كان واقف مع يحيي بعد ما خرجوا من الاجتماع و جاه عليهم اسر و عمار و مصطفى و يحيي بغيظ بيعيد عليهم اللى حصل و بيضحكوا

مراد بتلقائيه وقف و عينيه متعلقه عليه .. فضل مراقبه كتير ..
مازن جاه من وراه خبطه بخفه على كتفه بس مراد إتخض لمجرد إنه مكنش منتبه
مازن بهزار : ايه ده انت بقيت تركب الهوا و لا ايه ؟
مراد بغيظ : لاء اقولك اركب ايه و لا تزعلش ؟
مهاب من وراهم : لاء ركّبه على طول
مهاب بصّ لمكان ما مراد بيبص و إبتسم : ده بقا المارد
مراد قرّب ناحيتهم بهدوء و مارد لمحه و فجأه ملامحه إتجمّدت و عينيه قلبت
و ده ضايق مراد أبوه جدا على جموده ناحيته اللى لسه مالهوش تفسير عنده.

مراد أبوه وقف قصاده : مجتليش على مكتبى ليه نتكلم ؟ المفروض شغالين على قضيه سوا
مارد بهدوء : انا فى حاجه ف إيدى كنت هخلّصها و كنت جاى لحضرتك
مازن كان ورا مراد بصّله بغيظ و مارد لمحه و رفع حاجبه و مراد بتلقائيه بصّ وراه لمكان ما مارد بيبص و إتضايق من مازن و بصّله بحده
مراد إبتسم : تمام شوف وراك ايه و تعالالى فى اجتماع كمان حوالى ساعه عن القضيه هيفيدك
مارد هزّ راسه و مراد رجع على مكتبه تانى.

مارد فضل شويه بعدها راح لمراد على مكتبه .. خبط بهدوء و دخل لقى مراد مجتمع بالكل
مراد شاور على ساعته و إبتسم : اول حاجه سمعتها عنك طلعت فيشنك اهى .. ربنا يسهل ف الباقى
مارد إبتسم إبتسامه خفيفه مصطنعه : انا مكنش ينفع اجى قبل ما استأذن من يحيي او اللوا عبدالرحمن
مراد : نعمم ؟ تستأذن عشان تجيلى ؟

مارد : مش قصدى .. بس انا من وقت ما جيت إشتغلت على القضيه اللى جاى عشانها تحت إيد يحيي
و بعدها اما لقينا الامور هتطوّل و القضيه هتاخد وقت و اكيد انا مش هقعد طول الوقت ده من غير شغل ..
اللوا عبدالرحمن طلبنى اكون تبع فريقه و القياده هنا وافقت
ف عشان اشتغل مع حضرتك حتى و لو بشكل مؤقت لازم استأذن من اللوا عبدالرحمن بإعتباره مديرى المباشر
مراد إبتسم : مع إنى سمعت إنكوا مبتحبوش بعض ؟ ع الاقل مبتحبوش الشغل مع بعض .. ناقر و نقير لا بيقتنع برأيك و لا بتمشى بتعليماته
مارد بإعتراض : مين قال اننا مبنحبش بعض ؟ انا مبحبش عبدالرحمن ؟

مراد إبتسم : يعنى .. مش على وفاق مع بعض
مارد : يمكن عشان قلبه خفيف و انا مبحبش الضعف
مراد بيحاول يقرا مفهوم كلامه ف بتلقائيه بيبص ف عينيه قوى
و مارد إتكلم ببرود : بس حتى لو مش على وفاق مع بعض ده مش معناه إنى مبحبهوش .. بالعكس انا بحترمه جدا و ده كفايه
و بردوا ده مش معناه إنى اجيلك من غير إذنه .. فى فرق بين إنى احبه و إنى احترمه .. الحب ده لوحده بس الاحترام واجب حتى لو لحد ميستاهلوش
مراد إبتسم و عجبه جدا رده مع إن كل كلمه بتخرج منه بتنغز قلبه و مش عارف يفسر ده.

مراد سكت كتير و إبتدى يقلّب ف ورق قدامه بشكل عشوائى بس عقله شارد
مراد : العيال دى بتشتغل سوا زى كده حتى من غير اجتماع اما بيبقوا ماسكين قضيه .. اقعد معاهم انا اجّلت الاجتماع شويه
مارد هزّ راسه و سكت بس جواه متضايق و ده كان باين على وشه جدا ..
مراد قصد يأجّل الاجتماع .. كان عايزوه قدامه .. جواه حاجه مخلّيه عينيه عايزه تشوفه و مش عارف ليه ..
مراد إبتسم : بما اننا قاعدين .. تشرب قهوه ؟

مارد سكت شويه بعدها بصّ على حاجة القهوه ع التربيزه قصاده ف ناحيه من المكتب : يعنى .. اذا كان لابد يبقا خلينى اعملها
مراد إبتسم و شاورله ع الحاجه و هو قام بهدوء و إبتدى يعمل فيها
مراد فضل باصصله قوى بتركيز : اشمعنى عايز تعملها انت ؟
مارد إبتسم غصب عنه : عاده منيّله بعيد عنك .. مبشربهاش إلا من إيدى
مازن : ايه الغرور ده ؟

مراد لفّ ناحيته : ايه الغرور ف كده ؟ مبعرفش اشربها إلا اذا انا اللى عملتها حتى لو بعملها زفت مبتكيّفش إلا بكده
مازن : بردوا غرور .. ده شُكر ف نفسك
مراد أبوه بغيظ : هو اما يعملها لنفسه يبقا غرور ؟
مازن بإندفاع : ايوه يعنى اصل
قطع كلمته اما إنتبه لمراد ف ضحك : لا يا ميكس انت حاجه تانيه .. انت فى زيك ؟

مراد بغيظ : ما تقولهالى انا كمان إنى مغرور
الكل ضحك و رؤيه بصّت لمارد اللى متابعهم بهدوء : اصل ميكس كمان عمره ما شرب القهوه من إيد حد .. مبيعرفش بردوا يشربها إلا بإيده هو
مارد إبتسم ربع إبتسامه و كمّل
مراد : بس ده ميمنعش إنى هدوق .. اعملى معاك
مارد كان بيقتصر ف الكلام على قد ما يقدر ف هزّ راسه و سكت و مراد مركز ف معاملته الجافه اللى مضايقاه
مارد عمل القهوه و إدّى مراد اللى تقريبا بيفصصه حته حته بتركيز
داقها و إتصنّع القشعره ف وشه : انت دوقتها من إيدك و مكمّل ؟ لاء انت كويس إنك انت اللى بتشربها من إيدك.

مارد إبتسم إبتسامه قصد يظهرها إنها مصطنعه و سكت و مراد إستغرابه بيزيد من ردود افعاله ناحيته هو بالذات

مراد فتح قدامهم ملف القضيه و شاور لرؤيه تتكلم .. كان عايز يركز هو مع مارد و ريأكشاناته اللى مش قادر يفهمها

رؤيه إبتدت تشرح لحد ما خلّصت
مراد : هخليهم يعملولك نسخه من كل الحاجات اللى وصلولها دى سواء المرادى او ف الاجتماعات السابقه للقضيه .. عشان تبص فيها يمكن تفيدك
مارد هزّ راسه : و انا يومين بالكتير و هكون جايبلك اساس الموضوع كله
مازن رفع حاجبه : ايه الغرور ده ؟
مارد رفع حاجبه و شاور على نفسه و مازن بإصرار : اه
مارد : ده مش غرور مش يمكن ثقه إنى هقدر اعمل حاجه ؟

مازن بغيظ : لاء غرور
مارد : تفتكر ايه الفرق بين الثقه و الغرور ؟
مازن : الثقه تفتخر بنفسك بس بحدود إنما المبالغه دى غرور .. فشخره يعنى
مارد بصّله كتير : ده مفهومك عن الثقه و الغرور يعنى ؟ الفرق بينهم بس ف المقدار ؟ يعنى الاتنين واحد بس بيختلفوا بمقدارهم ؟
مازن هز راسه و مارد مط شفايفه : و الله لو ده رأيك يبقا مصيبه
مازن رفع حاجبه : امال وجهة نظر سيادتك الفصيحه ايه ؟

مارد : الثقه هى إنى ابقا عارف حدود امكانياتى و افتخر بحاجه انا عارف كويس اوى إنها من ضمن امكانياتى دى .. مهما زاد فخرى ده و كتر بس المهم طالما فيا يبقا يفضل إسمها ثقه
إنما الغرور هى إنك تفتخر بحاجه انت عارف إنها خارج حدود امكانياتك و ده مصيبه .. يا اما تبقا مش عارف امكانياتك اصلا و دى مصيبه اكبر
مراد بصّله كتير و عجباه دماغه جدا اللى حاسسها شبهه .. كإنها حته منه
مارد قبل ما يخرج بص لمازن : السؤال هنا بقا .. انت بتقول عنى مغرور من اول ما دخلت بناءاً عليه اذا كنت مفتكرش إننا إتقابلنا قبل كده ؟
قبل ما مازن يرد مارد إبتدى ياخد حاجته و هيخرج.

مازن بصّله بغيظ و مراد شرد قوى و من بين شروده ظهرت إبتسامه غامضه على وشه
مراد كأنه بيترجاه و مش عارف ليه : خليك شويه كمان .. اقعد اشتغل معاهم هنا
مارد بجمود : لا معلش عندى حاجات برا عايزه تخلص.

قبل ما يخرج لقى الباب بيتفتح بإندفاع و دخل يحيي بغيظ .. هزّ راسه بسلام لمراد و حدف ملف ف إيده ف وش مارد لقفه بسرعه و ضحك قةى بصوت
يحيي : مش عاملى فيها قلب الاسد و بتدبسنى قدام القياده و انا اللى خايف عليك بس انت جزمه .. شيل بقا .. راجع الزفت ده بسرعه عشان التدريبات بتاعة قضية الزفت التانى.

مارد ضحك اوى بصوت عالى ليحيي على غير معاملته لمراد : طب اهدى طيب .. هدّى اعضاءك
يحيي : مية مره قولت متتصرفش من دماغك
مارد بهزار : يا باشا إهدى بس .. صحتك .. يعنى لو جرالك حاجه الشغل هينفعك ؟
يحيي : ملكش دعوه .. انا لو جرالى حاجه هتبقى على إيدك.

مارد ضحك : لاء يا يحيي لالالا مش عاجبنى انت .. بتاخد كل حاجه على اعصابك .. يعنى انا ملاحظ ان كل ما يشوفك ضغطك بيبقا عالى
يحيي بغيظ : قصدك كل ما بتشوفتى ضغطى بيعلى
مارد بهزار : يا باشا انا قصدى يطقّلك عرق و انت واقف حد هينفعك ؟ و لا الضغط يعلى مره تبص تلاقى السر الالهى طالع .. يبقى بقا
قطع كلمته و يحيي بياخد نَفسه هيعطس
مارد مسكه بعنف بهزار و ضحكه مكتومه : لا يا يحيي لا لا .. اوعى يطلع دلوقت .. اوعى السر الإلهى يفلت من إيدك .. مش قداااااااامى
قطع هزاره اما يحيي ضربه ف وشه : سر إلهى ايه يا حيوان اللى هيطلع ؟ ده عطسه.

مارد و هو طالع : ده قنبله قصدك
طلع و سابهم تحت انظار مراد اللى كان بيضحك قوى ضحكه مضحكهاش من سنين و متابعه بدقّه ..
مراد لاحظ جمود مارد ده و حدّته معه هو بس .. كان فاكروه مع الكل كده بس مع يحيي بيبقا حد تانى و مع الكل بطبيعته إلا معاه هو
هو الوحيد اللى بيعامله بجمود كده .. طب لو هو ميعرفنيش يبقا ليه كده ؟

اللوا شاكر روّح و الغلّ مسيطر عليه و سيف بكلامه بيزيده ..
سيف و أبوه دخلوا البيت و إبتدوا يراجعوا ف اللى حصل
و سيرة المارد و إسمه مش مفارقاهم و غرام منتبه لكلامهم.. لحد ما قاطعها صوت سيف
سيف لأبوه : هو كده جاب اخره معايا و الله لاشيّله ليله على دماغه .. بس اصبر
هنا غرام مقدرتش تسكت تانى و إندفعت عليه : و هو انت بقا مقدرتش عليه جاى تلعبها بقذاره؟
سيف بعنف : و انتى مال أبوكى بيه؟

غرام بتحدى : هيبقى جوزى .. عرفت بقا مالى بيه ؟
سيف بمكر : و ياترى بقا عارفه هتبقى الزوجه الكام و لا عاملهالك مفاجأه ؟
غرام إرتبكت من كلامه بس حاولت تدارى
سيف بتريقه : ده حتى مبيضيعش وقت .. ابقى إسأليه رحاب مراته ماتت ازاى ؟
غرام إتسمّرت مكانها من الكلمه .. هى من البدايه كانت شاكه فى علاقه بينهم بس مش لدرجة مراته
غرام بصدمه حاولت تخفيها : انا ماليش دعوه بأى حاجه قبلى
سيف بخبث : لاء واضح إنك عارفاه فعلا كويس .. عموما هو متجوزها من كام شهر بس .. و عُرفى يا غرام هانم .. ابقى روحى بُصى على قضية قتلها.

سيف حدف قنبلته ف وشها و سابها و طلع
و هى هتتجنن و رايحه جايه بقلق ...خايفه تروح تسأل يطلع صح .. هى اه واثقه فيه بس مش عارفه ليه قلقانه
النوم فارقها لحد الصبح .. قامت لبست و خرجت و من جواها بتدعى يطلع كلامه كذب
راحت القسم و دخلت بتوهان .. سألت عن الظابط اللى كان حقق معاها ف القضيه و وصلتله
طلّعتله الكارنيه بتاعها كإعلاميه و كارت أبوها و هو كخدمه لأبوها وافق يشوفلها اللى عايزاه
غرام بتوتر : عايزه اتطلع على ملف قضية رحاب عامر
الظابط : انهى واحد فيهم ؟

غرام بتوتر : اللى فيه مراد عبدالله
الظابط بعد ما دوّر : هى لها ملفين و الاتنين فيهم مراد
غرام بقلق : طب عايزه اشوفهم
الظابط سكت شويه : بس مش هينفع تخرجى بيه .. تشوفيه هنا
غرام هزّت راسها و أخدته منه و فتحته و إتجمّدت مكانها .. فيه ورقة جواز عرفى بين مراد و رحاب
و مثبت فيه إنهم لقوها عريانه ف شقته و ده بشهادة البواب و عمامها.

حسّت ان الدنيا بتلفّ بيها ...عملت نفسها دايخه و الظابط قام يجبلها مايه و هى أخدت ورقة الجواز و ورقة إثبات المحضر إنهم لقيوها ف شقته و مشيت
راحت على شغل مارد و منه دخلت عليه مكتبه و قبل ما ينطق اى كلمه كانت حاطه الورق قدامه !
غرام بصّتله بوجع و قهره و مراد بلمحه سريعه للورق قدر يفهم و من الموقف بينه و بين خالها قدر يفهم اكتر
مراد بهدوء : مين جابلك الورق ده ؟
غرام بقهره : و هو اللى شاغلك مين جابهولى ؟ إعتبره فاعل خير
مراد : و فاعل الخير ده داخله ايه بيا ؟

غرام بعنف : بقولك ايه يا مراد .. شغل اللف و الدوران ده مش عليا .. انت هتفهّمنى و دلوقت القرف ده معناه ايه ..
و الا تفهّمنى ليه ؟ ما الحكايه مفهومه اهى و واضحه بس انا اللى كنت غبيه .. ماشيه معاك و مغمضه عينيا و عامله نفسى عاميه و فاكره ان دى ثقه بس من الواضح إنها غباء
مراد بهدوء : إهدى و وطى صوتك شويه .. محصلش حاجه زى مانتى فاهمه
غرام بغضب : محصلش حاجه ؟ و الله ؟ و اما تهرب من الجواز معايا و ظروفك مش مناسبه و فجأه ظروفك تبقا مناسبه مع واحده تانيه و بالمنظر القذر ده يبقا ايييه ؟

مراد عايز يفهّمها بس مخنوق من الموقف .. مش عايز يفضح رحاب احتراماً لذكرى أبوها
غرام ملاحظه سكوته و ده مجننها اكتر : ما تنطق .. قول حاجه .. هات اى مبرر
مراد بهدوء : كل اللى اقدر اقولهولك ان انا و هى إتحطينا ف وضع غصب عننا و بناءاً عليه حصل اللى انتى عرفتيه ده
غرام بهجوم : غصب عنك ؟ تبقا ف شقتك عريانه غصب عنك ؟ و عمامها يكشفوكوا و تتجوزها و عرفى كمان و تقولى غصب عنك ؟
مراد بضيق : قولتلك محصلش حاجه .. الموقف كله ملغبط و كل حاجه جات ورا بعضها
غرام بغضب : و مقولتليش ليه وقتها ؟ كام مره سألتك و كام مره إترجّيتك و انت كذبت عليا ؟

مراد : انا مكذبتش
غرام بحده : لاء كذبت
مراد بحده : قولتلك مكذبتش
غرام : و اللى حصل ده تسمّيه ايه ؟
مراد : فى فرق بين إنى اكدب عليكى و إنى اخبّى
غرام : انت خبّيت عليا يعنى كدبت .. خبيت ليه بقا إلا اذا كنت عارف نفسك غلط ؟

مراد : عشان عارف مش هتفهمى
غرام : و انا مش مصدقاك يا مراد
مراد بصّلها قوى : مش مصدقانى يا غرام ؟ فين ثقتك فيا ؟
غرام : العين لما بتتعب بتقفل لوحدها .. و القلب كمان اما بيتعب بيقفل لوحده .. و القلب لما بيقفل بيقفل عن كل حاجه حتى الثقه و ممكن يستغني كمان
‏مراد : ايه اللى غيّرك يا غرام ؟ مش اللى بيحب مبيستغناش ؟ مش ده كلامك ؟
غرام : مابييتغناش اه بس بيتصدم .. بيقلق .. بيتوتر .. مابيبقاش عنده ثقه .. و مبيصدقش.

لو كنت بتحبني ماكنتش كدبت عليا يا مراد .. الكدب بيخرب القلوب و انت خربت اللى جوه القلب ناحيتك بكدبك
غرام رمت كلامها بمنتهى القهره اللى جواها و سابته و خرجت
مراد نفخ بضيق لمجرد الموقف اللى إتزنق فيه

عدّى اسبوع على اجتماع المارد مع مراد .. و مارد شغّال ع القضيه ..
عرف بإختفاء السفير بتاعنا اللى عندهم ف تايلاندا فبالتالى فهم إنه كان صح اما شك فيه
عمل كذا شغله و جمّع كل التفاصيل اللى محتاجها و إبتدى يربّط كل تفصيله بالتانيه و منها قدر يوصل لمكانه
و ده كان إختفى برا تايلاندا كمان و عليه حراسه مشدده.

مارد حاول يتصل بمراد أبوه بس معرفش يوصله .. محبش يصرّ على إنه يوصله و إبتدى يتحرك بنفسه
كان هيستعين بحد معاه بس لقى نفسه هيعرف يقوم بالمهمه دى لوحده و يجيب السفير ده لوحده
مارد كان موجود ف سينا إبتدى يوفّر الحاجات اللى هيحتاجها ف مهمته و اخدها و شد السفر ع طوكيو اللى عرف ان السفير المطلوب ده فيها
مارد نزل ف طوكيو و حطّ خطواته و إبتدى يتحرك بناءاً عليها لحد ما وصل لمكانه تحديدا و هو برج عليه حراسه كتيره و مشدده ..
مارد كان مستعد كويس و ملى جميع السلاح بتاعه بالرصاص و اخد شنطه على كتفه و لف حزام بالقنابل حوالين بطنه و إبتدى يتحرك بحذر ناحية البرج اللى كان فيه الهدف بتاعه ، مسك شنطته شدد عليها و خد نَفس و طلع رشاشه و إستعد ..

قرّب لحد ما بقى على بُعد من البرج و ركن عربيه تبعه و حط فيها قنابل غاز و قنابل مزيّفه معاها بحيث تعمل صوت مصطنع عالى ..
ظبطهم و خرج من العربيه ف الجهه اللى قصادهم و اللى كانت جنب البرج مباشرة
بعد ما بِعد عنهم بدقيقتين إبتدى الغاز ينتشر اوى كتير بصوره ملحوظه من قلب العربيه و بصوت عالى
إتحرك جزء من الحراسه اللى كانت ع البرج بحذر ناحية العربيه و الغاز و اول ما بقوا على قُرب منه مراد ضرب نار عليهم من مكانه و قرّب من البرج
باقى الحراسه اللى فضلت جوه ضربوا نار كمان لكن مارد إتحرك بمهاره و بسرعه و رمى قنبله ناحيتهم و ثوانى كان التفجير هزّ المكان.

إتحركت الحراسه بسرعه ناحية الصوت و إختفى مارد بخفه و إبتدى الرصاص بينهم
مارد لاحظ شخص بيتحرك وسط دايره من الحرس .. و عرف إنه هو السفير المصرى
طلع برشاشه يضرب ناحيتهم ف كل حته .. و فضل يضرب و يختفى لحد ما وقّع كتير من الحراسه اللى حواليه
و كل ما بيوقّع منهم و عددهم بيقل كان بيقرّب منهم شويه لحد ما بقا السفير و معاه اتنين بس من حراسته جنبه
هنا ظهر قدامه المارد و إتحرك بحذر ناحيته .. لسه هيقرّب هجم عليه واحد منهم بعنف بس قبل يوصل لمارد كان واقع ف الارض برصاصه ف دماغه
فضل التانى اللى لسه هيضغط على مسدسه مراد لكمه بخفّه برجله وقّع المسدس منه و هو إتحرك بهجوم ناحية مارد يلحقه قبل ما يستخدم سلاحه
فضلوا يتضاربوا بالإيد بعد ما مارد شنطته وقعت ع الارض ف واحده من الضربات اللى كان بيتفاداها بيها.

مارد كان بيتفادى ضربه بمهاره و بخفه .. لمح السفير بيحاول يميّل ع الشنطه سحب منها مسدس و ف لحظة غدر إبتدى يوجّهه ناحية مارد
مارد ف حركه سريعه لفّ راجل الحراسه الاخير اللى كان ف إيده ف وشه و الرصاصه جات فيه .. حدفه بعنف ع السفير وقّعه ع الارض و إتحدف فوقه سحب الراجل و نزل على السفير .. ضربوا بعض كتير
مارد كان بيضربه بحذر و مش بشكل حيوي لإنه مطلوب منه يجيبه .. السفير مدّ إيده سحب مسدس جنبه و طلعت منه رصاصه و مارد إتفادها بإيده
و رغم إصابة إيده بس قدر بإيده التانيه يوقّع المسدس منه بعدها مسكه و وجّهه ناحيته .. إداله رصاصه ورا التانيه ف رجله بحيث يشلّ حركته لحد ما يخرج بيه عشان يتفادى هروبه.

بعدها مارد سحبه بعنف بعد ما حدف على وشه مخدر لحد ما وصل لعربيه تبعه بعيد عن المكان
حدفه فيها و إتحرك لحد ما وصل لمكان كان مجهّزه نزل فيه و بعدها بكام ساعه إتحرك بباخره برا البلد خالص و منها نزل مصر ..

سليم بصدمه : يعنى ايييه ؟ يعنى بنتى عايشه ؟ السنين دى كلها مفارقانا و كانت عايشه ؟ طب ليه ؟
مهاب بغضب : و الله ليه دى بقا عندها هى .. لو فكرت ترجع تانى ابقى اسألها
سليم بغضب : يعنى ايه لو فكرت ؟ مين هيمنعها ؟ مين يقدر اصلا ؟
مهاب : قصدى اذا بقالها عين اصلا ترجع تانى بعد اللى عملته
سليم بحده : انا ماليش دعوه باللى عملته .. انا ليا ببنتى و عايزها .. بنتى فييين ؟

مهاب بضيق : معرفش
سليم بغضب : يعنى ايه متعرفش ؟ و هو مين كان شافها من الاول اصلا ؟ و مين جاه و بلّغ مراد و أخده لعندها ؟ و مين دوّر وراها و جاب المعلومات دى عنها ؟ مش انت ؟ يبقا لازم تبقا عارف هى فين ؟
مهاب بضيق : هربت .. بنتك هربت بعد ما شافتنا
سليم بحده : و ليه تهرب ؟ مين فيكوا يقدر يقرّب منها ؟
مهاب بغضب : عشان حسّت إنها إتكشفت بعد اللى عملته فهربت عشان تخلّص نفسها
سليم بحده : هربت عشان تخلّص نفسها و لا حد خلص منها.

مراد كل ده قاعد و مميّل راسه بين إيديه و باصص قدامه ف الولا حاجه ..
رفع وشه و بصّ لسليم بنظره طويله
و سليم قرّب منه بعنف : بنتى فييين يا مراااد ؟ عملت فيها ايه ؟ إنطق
مراد متصدمش كتير من إتهامه و مش عارف ليه .. يمكن عشان دى مش اول مره يتهمه ..
او يمكن عشان المفروض ان ده رد الفعل الطبيعى اللى كان لازم ياخده و هو إنه يخلّص عليها.

بصّله كتير بجمود و سليم مسكه بعنف .. بقهرة اب إتحرم من بنته و إتوهم إنها ميته و دلوقت بيتقهر تانى على فراقها
سليم بعنف كان بيتكلم بهيستريا و توهان : بنتى فين يا مراد ؟ عملت فيها ايه ؟ خلصت منها اما عرفت إنها سابتك ؟ مقدرتش تستحمل إنها سابتك و راحت لعاصم ؟

مهاب قرّب منه خلّصه من مسكته لمراد اللى مكنش حتى بيقاومه و بيبصّله بجمود و توهان ..
مهاب بغضب : ايه اللى حضرتك بتقوله ده ؟ يخلص من مين و يأذى مين ؟ اذا كنت انا معاه خطوه بخطوه و انا اللى أخدته لعندها من الاول و روحت معاه
سليم بغضب : اه بس على كلامك مروحتش معاه اخر مقابله بينهم .. بعد ما عرف إنها كانت متجوزه عاصم .. ف متعرفش اللى حصل بينهم .. ياترى بقا ايه اللى حصل منه خلّى بنتى إختفت بعدها و معدلهاش اثر؟

مهاب بغضب : و يعنى هو لو كان اذاها كان هيدخل المستشفى بعدها ؟ و لا اول ما هيقوم هيدوّر و يقلب الدنيا عليها؟
سليم بضيق : معرفش .. انا كل اللى اعرفه ان بنتى عايشه و من الصور دى بنتى و عايشه .. حتة هى فين بقا دى انتوا المسؤلين عنها قدامى
مهاب بضيق : و يعنى احنا لو نعرفلها طريق كنا سيبناها و رجعنا من غيرها ؟
سليم بحده : معرفش بس لو عايز يثبتلى إنه مأذهاش فعلا يقلب الدنيا عليها و يجيبهالى .. غير كده يبقا مالهاش احتمالات غير إنه فش غلّه فيها .. ساب الكلب اللى داس على رجولته و اللى المفروض يوقفله راجل لراجل و راح إتشطّر عليها هى .. ماهو ميتشطرش على مَره إلا اللى زيها.

مراد كل ده زى المتجمّد مكانه و مجرد إنه مش عارف ياخد رد فعل ده مخليه ساكت ..
ايه كل الوجع ده ؟ كل جروحه عمّاله تتفتّح جرح ورا التانى .. هو كان غبى للدرجادى ؟ كل غلطاته بتتعاد غلطه ورا التانيه
وثق ف واحده ف باعته لعاصم و ادى التانيه بردوا باعته و لنفس الشخص .. حتى الراجل اللى بيعتبره اب له إتهمه سابق بنفس الإتهام و انهارده راجع يعيده
مراد وقف مره واحده و خرج من غير و لا كلمه ..
قبل ما يعدّى الباب بصّ لسليم نظره طويله قوى : انا فعلا هدوّر عليها و إجيبهالك بس عشان تشوفها قبل ما اقتلها.

حدف كلمته و سابه و خرج من غير و لا كلمه زياده .. خرج زى التايه .. مش عارف ايه اللى ممكن يتعمل
و هو لسه ف السكه طلبوه ف الجهاز نفخ بضيق و راح يمكن يعرف يلاهى نفسه
دخل بجمود و الغضب مسيطر عليه و شويه و مهاب اللى كان مشى وراه حصّله و دخل وراه
مهاب : حقك عليا يا مراد .. حقك عندى انا
مراد هنا مقدرش يسيطر على نفسه و إنفجر و برغم قوة غضبه صوته كان بيترعش : حق ايه ؟ هاا ؟ انهى حق ليا اللى عندك ؟ حق أختك اللى كسرتنى ؟ و لا حق أبوها اللى جاه و كمّل اللى عملته ؟

مهاب قرّب منه بحب : انا اسف يا مراد .. اسف
مراد بوجع : ليه ؟ اسف ليه ؟ هو انت اللى كنت غبى و كل ما تستئمن حد على شرفك يدوس عليه و تخونك واحده ورا التانيه ؟
و لا انت اللى لحد دلوقت لسه فاتح باب قلبك و مستنى اى عذر عشان تقبله مهما كان ؟ و لا انت اللى عمال تسامح مره ورا التانيه ؟ و عمال تتنازل عن حقوقك لحد ما الكل إفتكر إنك مالكش حقوق اصلا
انا سامحت خالك على إتهامه مره اما قال إنه غلطان و اهو جاى يثبتلى إنى انا اللى كنت غلط مش هو
مازن من وراهم : و انت تسكتله ليه ؟ مش كفايه سكتت لبنته ؟ و هو لسه له عين يتكلم ؟

مهاب بضيق لمازن : بس ياض انت
مازن بغلّ : لاء مش بس .. انتوا مش شايفين اللى هو فيه ؟ ده واحد ضيّع عمره كله ف وهم إسمه الاخلاص لوهم جثه كسرته .. و اولاده بالمنظر ده إتقتلوا مش ماتوا .. عايزين ايه انتوا ؟
مهاب إتنرفز : إخررس بقاا
مراد بحده : يخرس ليه مش دى الحقيقه ؟
مهاب : طب و العمل ؟ هنفضل كده كتير نلف حوالين نفسنا ؟

مازن بغلّ : الكلام ده مينفعش .. الزفت اللى إسمه مارد ده لازم ينطق .. شكله مش مريح اصلا و حاسس من نظراته كده إنه مخبّى حاجه او وراه حاجه .. و لو عايز يقولها كان قالها لوحده ..
كان نزّل عمتو على هنا على طول و لو خايف عليها من مراد كان ع الاقل ودّاها لجدى .. إنما ده سفّرها .. يعنى مش بعيد يكون بيستخدمها ف القضيه
و ده ظابط و مش بالمسايسه هيجى .. مش هتنفع معاه ..
مهاب بضيق : و هتعمل ايه يا فصيح ؟

مازن بحده : ملكش دعوه بقا .. سيبنى و انا هجيب اللى عنده بطريقتى .. انا سمعت ان له اخت و نازله مصر من قريب و قاعده معاه
مراد بحده : احنا مش هنتعامل بالإسلوب ده .. متدخّلش حد من اهل بيته ف الموضوع .. احنا لسه منعرفش اللى ف الموضوع
مازن : لاء مانت اسمع اللى فيها .. باسم قال ان إخته كانت ف تايلاندا و تاريخ نزولها ف نفس اليوم اللى مهاب كان مسافر فيه و شاف همسه .. يبقا ده معناه ايه بقا ؟
مراد بصّله و سكت بشرود
مهاب بتفكير : يبقا اكيد كانت معاها .. يمكن كان مقعّدها مع أخته.

مازن : يبقا خلاص .. طالما هو حويط و مش هيجيب اللى عنده بسهوله يبقا سيبنا نجيبه عن طريق أخته
مهاب : و هتقول ايه لأخته ان شاء الله ؟ كان فى واحده معاكى إسمها همسه راحت فين ؟
مازن : انا معنديش تفاصيل عنها .. باسم هو اللى كان عاملك ملف فيه معلومات عن مراد و منهم إنه له اخته عايشه برا .. بس مراد قاله أهله لاء و سيبونى انا اتعامل معاه .. ده حتى مبصّش فيه و قال هتكلم معاه بس ده مش هيجيب
مراد نفخ بغضب و دوّر وشه
و مازن بإصرار : سيب بقا الموضوع علينا و احنا هنتصرف
مراد بحده : طب غور من وشى

مارد ساب السفير اللى قبض عليه ف معتقلات سينا و نزل ع القاهره ..
دخل الجهاز بهيبه و منه سأل على مراد العصامى و اما عرف إنه ف مكتبه اخد نَفس طويل بتوتر و دخله
مراد أبوه كان غضبه مسيطر عليه و حاسس ان الدنيا مدربكه على دماغه .. مارد خبّط و دخل و مراد من وسط ضيقه إبتسم بتلقائيه
مراد أبوه : تعالى يا مارد
مارد بنص إبتسامه : فاضى شويه نتكلم؟

مراد سكت شويه لإنه دماغه هتفرقع بس محبش يرجّعه مش عارف ليه حس إنه محتاجله .. محتاج وجوده
مارد : انا ممكن اجيلك وقت تانى اذا
مراد قاطعه : لالا ادخل
مارد دخل و قعد و مراد راح قعد قصاده و ساب مهاب و مازن اللى دخلتلهم رؤيه و مخرجوش
مارد : انا كنت جاى اتناقش معاك شويه ف قضية السفير
مراد هزّ راسه : وصلت لسبب ؟

مارد ابتسم بثقه : لاء انا جيبتلك السبب نفسه لحد عندك
مراد ضيّق عينيه : يعنى ايه ؟ عملت ايه بالظبط؟
مارد ابتدى يشرح من الاول : انا جيبت بيانات السفير ده و تفاصيله حتى الشخصيه سواء هنا او برا
مراد أبوه بانتباه : طب وصلت لحاجه ؟

مارد : طبعاا .. انا لاحظت ان قبل زيارة السفير بتاعهم للبلد عندنا السفير بتاعنا هناك إختفى قبلها ب 24 ساعه ف عرفت إنه له دخل بالموضوع
مراد بانتباه : ده خان بقا بجد ؟
مارد : بالظبط كده .. و لما دوّرت ورا اخر تعاملاته مع المطارات ملقتش اى حجوزات بإسمه .. ف دوّرت ورا تعاملاته مع البنوك خلال اليومين قبل إختفائه .. و عرفت إنه حوّل فلوس برا على طوكيو ف عرفت إنه هرب لهناك
حددت مكانه بالظبط و جيبته
مراد بصدمه : نعم ؟ جيبته ؟ جيبته ازاى يعنى ؟

مارد بإستغراب : يعنى ايه جيبته ازاى ؟ عرفت مكانه و هو متهم ف قضيه انا ماسكها و اصلا اما دوّرت وراه عرفت إنه وراه اكتر من مصيبه
مراد بترقّب : مين راح معاك ؟ مين ساعدك طيب ؟
مارد بإستغراب : ايه مين راح معاك دى ؟ هو انا عيل ؟
مراد لمح إيده المتصابه و بتلقائيه اتفزع : منك لنفسك كده ؟ من غير ما ترجع لحد ؟ و لوحدك كده ؟ إفرض جرالك حاجه ؟
مارد بضيق : ما يجرالى .. هو شغلنا ايه غير كده ؟ انا اعرف احمى نفسى كويس
مراد قلبه إتقبض من كلمته ما يجرالى حاجه .. بشكل مُبهم ضايقه إهماله ف نفسه.

كان عامل زى المكبوت و ماصدق حد ينفجر فيه و مش عارف يفكر حتى ف اللى بيقوله : انت بتمشى منك لنفسك كده ؟ مالكش كبير ؟ و ياريتك عارف تحمى نفسك إلا حتة كلب زى عاصم قدر يدبح مراتك
كنت عرفت تحميها عشان تحمى نفسك ؟ انت فاكر نفسك ايه ؟ انت حتة عيل سادى مريض !
مراد كان الكلام بيطلع منه بإندفاع و بسرعه .. مخدش باله هو بيقول ايه إلا اما إنتبه للدموع اللى إتحجّرت ف عيون مارد و بياخد نَفس و يكتمه عشان متنزلش
مراد أبوه هنا وقف بالكلام اما إستوعب هو قال ايه و إتخنق بضيق من نَفسه.

و إتخنق اكتر من اللى قاله اما شاف منظر مارد قدامه بيبصّله بنظره خرقت قلبه
مارد من صدمته نسى إنه يجمّد ملامحه عشان مشاعره متبانش و بسهوله مشاعره دى ظهرت بتلقائيه على وشه
و هنا إتقابلت عيونهم ف نظره طويله مراد أبوه دقق جواها شاف فيها عتاب و لهفه و صُعبانيه ..نظره كده كلها خيبة امل .. كإنه كان مستنى منه حاجه تانيه .. كان مستنى مجرد احساس بيه .. و ده معرفش يفسّره
مراد أبوه بصّ ف عينيه قووى و .
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثانية والأربعون بقلم أسماء جمال


مراد إندفع ف الكلام و تهتهه من غير ما يفكر : انت فاكر نفسك ايه ؟ انت حتة عيل سادى مريض
مارد بصّله نظرة طويله مراد دقق جواها شاف فيها عتاب و لهفه و صُعبانيه.. نظره كده كلها خيبة امل .. كآنه كان مستنى منه حاجه تانيه .. كان مستنى مجرد احساس بيه .. و ده معرفش يفسّره.


 
قطع نظرتهم دى إيد مازن اللى ضربها ف وش مارد بوكس ورا التانى
مازن بعنف : ما ترد كويس يا ابن الكلب انت .. انت فاكر نفسك مين يا روح أمك ؟
مارد زى التايه و عينيه متعلّقه بمراد و ده خلّاه متحركش حتى سانتى من ضربة مازن و مراد كان متسمّر مكانه من اللى شافه ف عينيه و مش لاقيله تفسير
مهاب إتدخّل و زقّ مازن لورا و قرّب من مراد و حاوطه بدراعه و إتحرك بيه بعيد
مهاب : ايه يا جدع انت ؟ احنا قولنا ايه ؟


 
مراد إتضايق من نفسه لسه بيلتفت يرجع ناحية مارد لمحه خارج برا المكتب .. لمح دمعه إتمرّدت من عينيه و بيمسحها
مراد فضل باصصلها كتير .. حس من دمعته ان بعدها مفيش كلام يتقال ع الاقل دلوقت
مارد خرج و مراد قعد بخنقه و مهاب معاه
مازن : انا قولتلك من الاول ده ابن كلب مش هيجى إلا اما ياخد على دماغه .. انا مش عارف انت ساكتله ليه ؟
مراد بعنف : اخرس بئااا .. انت اللى إتزفّت جيبتلى ده عنه.

مارد خرج من عنده مش شايف قدامه .. كلمته بترن ف ودانه .. انت حتة عيل سادى .. اذا كنت معرفتش تحمى مراتك
تريقته و هو بيقوله و انت بقا بتعرف تحمى نفسك عادت عليه ذكرياته و هو صغير اما معرفش فعلا يحمى نفسه


 
فضل يلف و يلف و يلف لحد ما راح ع الاقصر .. ع الطريق الصحراوى .. ركن عربيته و نزل .. من مكان ما إبتدت الحكايه .. و رجع بذاكرته شويه ورا.

Flash baak

مارد قاعد مع همسه بعد ما روسيليا حكتلهم كل حاجه
مارد : طب يا ماما انتى اكيد مش فاكره اى حاجه عن أبويا .. بس ع الاقل عاصم مكنش بيكلمك عن حياتكوا سوا ؟
يعنى على اساس إنه كان متجوزك قبل أبويا .. محكلكيش اى تفصيله عن الفتره دى اللى كان متجوزك فيها قبل أبويا ؟

همسه بأسف : لاء يا مراد .. عاصم كان مُتحفّظ اوى ف الكلام عن اى حاجه فاتت
ليليان بإستغراب : و هو انت هتستفاد ايه باللى ممكن تعرفه عن حياتها معاه ؟
مارد بتفكير : ماهو احنا لو وصلنا لأى حاجه عن الفتره اللى إتجوزها منها هنعرف نوصل لأبوكى .. يعنى مثلا اى ورقه رسميه اى حاجه تخصك او تخصه
همسه إنتبهت فجأه : هو جابلى قسيمة الجواز بتاعتنا انا و هو اللى قبل جوازى من أبوك بس للإسف ملحقتش ادقق فيها او المح اى اسم .. انا بس شوفت صورنا عليها و عرفت إنها ليا و له
مارد إنتبه : قسيمة جوازكوا ؟


 
همسه : بس اما جابهالى ده كان من اكتر من 15 سنه .. بعد الحادثه بفتره كبيره
مراد سكت شويه : معتقدش إنه ممكن يكون خلص منها .. اكيد محتفظ بيها .. يعنى لو جدّت اى ظروف او حاجه
همسه بقلق : طب و دى هتلاقيها فين ؟ و لا هتجيبها ازاى يا حبيبى ؟
مارد لسه هيتكلم لمح قلقها : حبيبتى متقلقيش انتى .. انا قولتلك سيبى كل حاجه عليا هتصرف.

بعدها بفتره ....
مارد دخل وسط المنظّمه بتاعتهم و إنسحب وقت ما طلبوا منه تصفية مراد العصامى .. بعدها قرر يقتحم مكتب عاصم
وصلوا مركز إدارة المنظمة .. مارد بص لمصطفى بنظرات مفهومه من غير كلمه واحده
مصطفى هز راسه و شاور براسه على جهة برج المراقبه المخصص للمكان
دخل مارد بجمود و مصطفى تابعه من بعيد .. وقف بالورق ف إيده و كإنه مشغول و بيقلّب فيه و من قلب الورق طلّع جهاز خفى قدر يشوّش بيه على كاميرات المراقبه.


 
بعدها إتحرك بخطوات ثابته لجوه و شاور لمصطفى اللى إتحرك معاه لحد ما دخلوا المؤسسه .. مارد وصل تحديدا للمكان اللى جاى مخصوص له
قرّب من واحد من الحرس اللى ع المكتب و اللى متفاجأوش بيه لإنهم عارفينه
قبل ما الحرس ينطق معاه كلمه كان مارد ف حركه سريعه إستعمل المخدر و ثوانى و كان مخدّره
شاور لمصطفى بعينيه و مصطفى قرب بشكل موازى له و إبتدوا ف حركات خفيّه يخدروا باقى الحراسه
خدر الحراسه اللى ع المكتب و إتخطاهم و قرّب من باب المكتب .. طلع من شنطته جوانتى شفاف و قلم حبر و إبتدى يلقط البصمات اللى ع القلم للجوانتى .. بعدها حط اصابعه ف الجوانتى و مررّه على شاشة الباب ف إتفتح.


 
مارد بص لمصطفى يأمنّله خروجه و مصطفى إبتدى يتحرك بترقّب ف المكان
مارد دخل بحذر و إبتدى يقلّب ف المكتب و اللى كان بتاع عاصم .. فتح خزنته بمهاره و طلّع الاوراق اللى فيها كلها و إبتدى يقلّب ورقه ورقه لحد ما وصل لورقه و دى كانت قسيمة جواز لعاصم
مارد لمح الصور اللى ع القسيمه و اللى بسهوله قدر يعرفهم ف إتجمّد مكانه : همسه سليم السويدى !

اخد القسيمه و قبل ما يدخّل الورق لمح ورقه تانيه .. قلبه إتنفض اما شافها .. ورقة طلاق و اما فتحها بردوا شاف فيها إسم همسه بس جذب إنتباهه الإسم اللى معاها
مارد بجمود : مراد عامر العصامى ؟!
فضل يقلّب ف الورق و كل حاجه كانت تخص أمه و ابوه كان بياخدها .. لحد ما اخذ باله من ملف القضيه اللى إتعملت بخطف همسه و بعدها تهمة الاعتداء عليها .. و معموله لنفس الشخص مراد عامر العصامى !

رجع مسك قسيمة الجواز و الطلاق اللى بين أمه و عاصم لقى القضيه فعلا معموله لمراد و همسه كانت لسه على ذمة عاصم
مارد فضل باصصلها كتير .. بيحاول يجمّع حاجه من كل ده مش عارف ..
يعنى اييه ؟ يعنى عاصم كان صح ؟ أبويا فعلا كده ؟ خطفها ؟ إعتدى عليها ؟ و هى على ذمة صاحبه ؟
مقدرش يشوف حاجه تانى و لمّ الورق اخده و رجّع كل حاجه مكانها ..

و لسه هيخرج فجأه ظهر قدامه واحد ملثّم ..مارد للحظات إفتكر الورق اللى لقاه و اللى شافه جواه .. كز على سنانه بغلّ و بص للواقف قدامه إنقضّ عليه و هجم بعنف وقّع من مارد سلاحه و مارد كمان لكموه بخفّه برجله وقع هو كمان سلاحه ،
مارد كان بيتفادى ضربه بمهاره و بخفه مع انه كان بيضرب بشكل حيوى ..
مارد حدف الراجل بعنف ع الارض و نزل على ركبه قدامه ع الارض و ف حركه سريعه كان ضربه بوكس ورا التانى ف وشه ..
مارد مسكه بغلّ و ضربه بإيده ف وشه بعنف كذا مره وقّع مسدسه تانى و بخفّه رفع نفسه لحرف الباب من فوق و لفّ رجليه حوالين رقبته كسرها و وقع الراجل ميت ف ثوانى !

مارد اخد نَفس طويل و خرج من المكتب .. لقى مصطفى مستنيه برا على بُعد منه و اللى قرب منه بخضه اما لمح دم على وشه ..
مصطفى بص لوشه بذهول و قبل ما ينطق كان مارد زقّه بغيظ و ضحك غصب عنه : واقف تعطّلهوملى و لا تبعتهوملى ؟
مصطفى فهم إنه إشتبك مع حد جوه المكتب : بس محدش دخل .. انا متأكد
مارد شرد بجمود .. أكّد على فهمه ان اللى قابله كان مستنيه مخصوص او سايبله الورق عن قصد.

هز راسه بشرود و إتحرك ناحية الممر بحذر و منه وصل لتحت بسهوله و ثوانى و قدر يخرج
عشان كده اما طلبوا منه قتل مراد العصامى مارد كان عرفوه و عرف إنه أبوه بس اى رد فعل كان هياخده كان هيأذيه ف بالتالى إنسحب من المنظّمه بغموض ..
و بعد ما رجع نزل مصر اول حاجه مارد عملها حط على أبوه حراسه بشكل خفى من غير ما يعرّفه
بعدها إستعلم عن اسم مراد العصامى اللى لقاه على كل الاوراق دى و عرف ان القضايا دى إتعملتله فعلا و تم التنازل عنها .. مش إتحقق فيها و إتبرّأ .. تنازل يعنى نفس كلام عاصم اللى قاله ؟

ايه اللى يخلّى اب يتنازل عن حق بنته ؟ لاء و بعدها بشهرين تلاته بالظبط فى جواز بينهم ؟
واحده المفروض إنها متطلقه و إبنها مقتول .. ليه تتجوز بالسرعه دى ؟ متكملش تلات شهور و تبقا متجوزه تانى ؟ لاء و مش اى حد .. ده صاحبه !
يعنى عاصم فعلا كان بياخد حقه ؟! هو صح ؟
مارد كان دماغه بتلف .. لمجرد إنه كل ما يربط حاجه بالتانيه توصّله ان كلام عاصم صح و ده شئ هو مش عارف يقبله ..

قضية الخطف و الاعتداء اللى إتعملت لمراد كان ف توقيت جوازها من عاصم
و وراهم على طول ف الوقت قسيمة طلاقها من عاصم .. و قسيمة جوازها من مراد بعد طلاقها من عاصم بس بتلات شهور ..
مارد ساعتها قرر ياخد خطوه لورا بس لحد ما يفهم .. خاصة إنه دوّر ورا مراد و عرف إنه فعلا كان متجوز واحده إسمها همسه سليم السويدى و من صور القسيه إتآكد إنها أمه .. و ماتت ف حادثه و قبلها بيوم واحد إتطلقت !

قرر إنه يستنى و مش هياخد اى خطوه إلا اما يفهم اللى حصل بالظبط .. خاصة ان قيادة الجهاز قاله إنه كده هيبقا خطر علي همسه لو أبوك عرف او حتى هى نزلت مصر دلوقت و ان اللى حصل زمان هيتعاد !
مراد حكى ل همسه كل حاجه بالتفصيل
همسه بدموع : يعنى أبويا و امى عايشين يا مراد ؟
مارد : اه يا ماما .. و من إنهارده اذا عايزه تنزلى انا
قاطعته همسه بقلق : انا مش هنزل مصر يا مراد
مارد بإستغراب : يعنى ايه يا ماما مش هتنزلى ؟ هناك اهلك و بيتك و احنا .. حتى لو أبويا الله يسامحه كده .. ع الاقل عشان أبوكى انتى
همسه : و لو زفت ده اذاك ف حاجه ؟

مارد إبتسم : حبيبتى انتى مش عارفه إبنك .. ده هو اللى خايف
همسه بإصرار : بردوا مش هنزل .. مش هخاطر بيك عشان نفسى .. ع الاقل دلوقت هو مشغول بالتدوير .. لسه عنده امل يوصلى عن طريقك ف بيهوّش عليك بس .. لكن لو نزلت و هو عرف هيبقا اول حاجه يعملها إنه يخلص منك عشان ابقا لوحدى
همسه اصرّت تفضل بعيد لحد ما قضية عاصم تخلص و مراد كمان قرر يفضل بعيد بعد ما خد تعليمات من القياده إنه لازم أبوه ميعرفش حاجه لإنه ساعتها هيخلّص على عاصم و هما لسه محتاجين وجوده ف القضيه لحد ما يوقّعوا اللى وراه ..

baaak

مارد فضل كتير ف مكانه بيلفّ بتوهان ف المكان اللى إتقتلت فيه احلام كتير من قبل ما تتولد
بعدها كلّم ليليان تروح مع مصطفى عند بيت أبوه لحد اما يرجع لإنه هيسافر يومين
بعدها مارد إختفى تماما و قفل موبايله .. صدمته كانت مخلّياه عايز يبقى لوحده
مراد أبوه فضل كتير ف مكتبه بضيق بعد ما مارد نزل .. حسّ إنه لازم يعتذر منه .. لازم يروحله
او بمعنى اصح لازم يشوفه تانى .. لازم يتأكد من اللى لمحه ف عينيه ف لحظة صدمه فقد فيها السيطره على مشاعره ف ظهرت بتلقائيه
كلّمه كتير على موبايله بس مارد كان قفله .. حاول يكلم مصطفى بس مردش
كلّم يحيي ..

يحيي بإستغراب : و انت عايز عنوان مراد ليه ؟
مراد بضيق : اخلص يا يحيي إدينى عنوانه .. ماهو اكيد معاك .. مش معقوله قريبين من بعض كده و متعرفش بيته
يحيي بعتاب : لاء اعرفه .. بس اللى معرفهوش انت عايزوه ف ايه
مراد بحده : ملكش فيه
يحيي بغضب : لاء ليا .. اما يخلّصلك قضيه الكل عجز فيها و تبقا جزاته إنك تفضحه بالمنظر المهين ده ف شغله و قدام زمايله و قدام أبو البنت اللى بيحبها .. يبقا ليا
مراد اخد باله من كلمة أبو البنت اللى بيحبها بس معلّقش
يحيي : اقفل يا مراد .. مارد زعله وحش .. اما بيزعل بيحب يبقا لوحده.. سيبه يوم و لا حاجه و ابقى كلّمه

مراد من غير و لا كلمه تانيه قفل معاه و نفخ بضيق ..
ليليان ف مستشفى القوات الخاصه ،كانت ف العمليات و خرجت لقيت حد مستنيها
ليليان : قالولى حضرتك سألت عنى و منتظرنى من بدرى .. خير ؟
كريم : ايوه انا المقدم كريم و فعلا جاى لحضرتك
ليليان قلقت اما قال إنه ظابط : طب إتفضل ع المكتب نتكلم
كريم : احنا فعلا هنتكلم بس مش هنا .. حضرتك لازم تيجى عندنا .. محتاجين نتكلم معاكى شويه
ليليان بقلق : اتفضل معاكوا فين ؟ و نتكلم ف ايه ؟ و انتوا مين اصلا ؟

كريم : إهدى يا دكتوره .. تتفضلى معانا ف مركز القوات الخاصه.. و نتكلم ف ايه دى هتعرفيها اما تروحى
ليليان عينيها دمّعت بتلقائيه من القلق : طب ممكن اكلم حد ؟
كريم سكت شويه و هى إترجّته ف وافق
ليليان حاولت توصل لمراد خاصة ان كريم قالها إنهم عايزينها ف القوات الخاصه مكان شغل مراد ف خافت لا يكون حاجه تبع شغله او قضيه عاصم
بس مارد كان قافل موبايله .. حاولت تكلم مصطفى بس كان مسافر
إبتدت تعيط بقلق بعدها راحت مع كريم ع الجهاز

ليليان قاعده بقلق و بتفرك إيديها بتوتر
دماغها عمّاله تودى و تجيب و مش قادره تحدد بالظبط هما ممكن يكونوا عايزينها ف ايه
كريم دخّلها المكتب و خرج برا إتصل على مازن
مازن : انا لسه مشوفتش حاجه عنها .. باسم اللى جمّع عنها .. بس كويس خلّيها بقا عندك انهارده إتسلى عليها و انا راجع بكره مخصوص و هشوفها و اشوف قبلها وصل لايه عنها
كريم : تمام .. بس هو مراد عارف ؟

مازن : ااه انا ما صدقت خدت موافقته وقت زعله بسرعه .. قبل ما يرجع ف كلامه .. متقولهوش حاجه دلوقت اما نوصل مع البت دى لحاجه يبقا نبلّغهاله و هو هيعرف
كريم : تمام و انا عرفت هدخلها منين .. لإنى اكيد مش هجبهالها مباشره كده عشان متلفّش و تدور .. انا شوفت الملف بتاعها من باسم و شوفت فيه حاجات غريبه
و من ضمنها إنها لها قضيه مرفوعه من واحد إسمه حاتم ماهر الشرقاوى بيمنعها من السفر على اساس إنها مراته و مع ذلك نزلت بس بإسم تانى
مازن : اهلاا ..طب إشغلها بقا لحد ما اجيلك بكره و اشوف جمّعت ايه عنها.

كريم قفل معاه و دخل عند ليليان اللى خلاص القلق كان هيموّتها
كريم قعد بهدوء على مكتبه و فضل يبصّلها كتير و يحقق هو شافها فين قبل كده بس مقدرش
كريم : انتى عارفه انتى هنا ليه ؟
ليليان هزّت راسها ببراءه و مع هزة راسها دموعها نزلت
كريم بهدوء : انتى مطلوبه من جوزك
ليليان قامت فجأه : جوزى مين ؟ انا .. انا مش متجوزه.

كريم بحده : حاتم ماهر الشرقاوى .. مش ده بردوا جوزك ؟ ابن عمك يا دكتوره .. ابن عم نضال
ليليان بمجرد ما إتذكر اسم نضال دموعها نزلت بعنف و مره واحده فضلت تصرّخ بهيستريا و هى محاوطه جسمها بدرعاتها كإنها بتحمى نفسها .. خافت فعلا يكون حاتم جاى يستلمها بحكم محكمه و هيدوهاله
الدنيا قعدت تلف و تلف بيها لحد ما وقعت ف الارض مغمى عليها
كريم قام بذهول من رد فعلها .. نادى على منى من برا
منى بذهول : انت عملت فيها ايه يخربييتك ؟ مراد قال محدش يدخّل حد من اهله ف الموضوع
كريم : الله يخربيته مازن .. هو اللى قالى هاتها و نتكلم معاها و انا بمجرد ما فتحت معاها اللى عرفته عنها وقعت كده

منى اخدتها ع الكنبه فكّتلها طرحتها و كريم بصّلها قوى و إبتدى يتأكد هو شافها فيين .. ف حادثة الطياره
و منى إبتدت تفوّق فيها .. بس ليليان كل ما تفوق تصرخ و تصرخ لحد ما يغمى عليها تانى
منى : لا مفيش فايده .. احنا مش عارفين حتى نمشّيها .. و لا نعرف حد تبعها يجى ياخدها .. انا هكلم مراد و هو يقولنا نعمل ايه
منى إتصلت بمراد ..

منى بتردد : مراد احنا جيبنا البنت اخت مارد بس
مراد إنتبه لسيرة مارد : انتوا عرفتوا هو فين ؟
منى : لاء .. بس البنت أخته تعبانه و
مراد بحده : انتوا عملتوا فيها ايه ؟ مين سمحلكوا اصلا تجيبوها ؟ انا قولت محدش يقرّب من اهله
منى : مازن قال ان
قاطعها مراد اللى قفل ف وشها و راحلهم ع الجهاز
وصل و كلّمها و عرف إنهم ف مكتب كريم و راحلهم و دخل عليهم بإندفاع
مراد بعنف : انتوا بتتصرفوا من دماغكوا يا كلاب .. انا قولت كده ؟

كريم بضيق : زفت مازن هو اللى
مراد بغضب : انت بتاخد تعليماتك منى و لا من زفت ؟
كريم : انا مقولتلهاش حاجه لسه .. هى فعلا ليها قضيه مرفوعه من جوزها مانعها من السفر و إتأكدنا إنها دخلت البلد بإسم تانى .. ف إبتديت بيها إنى افتح حوار بعدها فضلت تصرّخ و وقعت
مراد بعنف : انت اصلا ازاى
قطع كلمته و هو بيروح ناحية ليليان الراقده ع الكنبه بس مغمى عليها تماما
مراد إتسمّر مكانه.. معقوله هى ؟ البنت بتاعة الطياره ؟

مراد همس بمنتهى التلقائيه : ليلياان ؟!
كريم لاحظه بس مسمعش اوى هو قال ايه ف قرّب منه : انا بحاول اوصل لحد من اهلها ياخدها بس مش عارف .. ده غير ان مش عارف اكلم خواتها
موبايل مارد مقفول و مصطفى عرفت إنه مسافر
مراد فاق من شروده بالعافيه بتوهان و قرّب عليها شالها و نزل بسرعه
رؤيه قابلته ف طريقه و نزلت وراه و منى و كريم حصّلوه.

راح بيها ع المستشفى و دخل و الدكتور اخدها منه و كل شويه حد يدخل عندها من الدكاتره
مراد إبتدى يقلق بجد ..
إتحرك بعشوائيه ف الطُرقه و بينده بعنف : ما حد يطمنا .. كل الدكاتره دى ليه ؟ الكل عمّال يدخل عندها ليه ؟
دكتور خرج من عندها : متقلقش .. هى هتبقا كويسه .. ده انهيار عصبى نتيجة شدة اعصاب
مراد بص لكريم وراه بحده و رجع بص للدكتور : حد عملها حاجه ؟

الدكتور مفهمش : يعنى ايه ؟ هى مفيش اثر لعنف .. بس صدمه عصبيه
مراد إتنرفز : امال كل الدكاتره دى عندها ليه ؟
الدكتور : معلش دكتوره ليليان شغاله هنا و فى كتير يعرفها هنا ف بمجرد ما جبتوها ف الحاله دى زمايلها بيدخلولها
مراد إنتبه مره واحده : مين ؟ قولت ميين ؟ دكتوره ليليان مين ؟
الدكتور شاورله على غرفتها : اللى انتوا جايبينها
مراد إتجمّد مكانه بتوهاان : ليلياااان ؟!

الدكتور بإستغراب : ايوه ليليان .. هو حضرتك متعرفهاش ؟ امال جايبينها ازاى و منين اصلا ؟

مراد كان خلاص فقد اخر قدرته ع التركيز.. رجع لورا بتوهان لحد ما سند عالحيطه
كريم قرّب من الدكتور بضيق : هو انت بتحقق معانا يا بنى ادم انت ؟ ما تشوف شغلك
الدكتور بضيق من إسلوبه : اه طبعا لازم احقق معاك .. و مش بعيد كمان اعمل إثبات حاله و ع الاقل ابلّغ اهلها هى جايه من عندكوا ازاى
دكتوره ليليان واصله المستشفى ف حاله مشكوك فيها .. صدمه إدّت لإنهيار عصبى .. ياترى ده بقا جالها من ايه و انتوا اصلا شكلكوا متعرفوهاش ؟
كريم بنرفزه : ما تغور تشوف شغلك بدل مانت واقف ترغى.

الدكتور سابه بغضب و رجع عندها و كريم رجع لمراد اللى تعدّى مرحلة التوهان اصلا
مراد بهمس مبحوح : ليليااان ؟!
رؤيه قرّبت منه بهدوء و نخّت على ركبها ع الارض قصد الكرسى اللى قعد عليه
رؤيه : لازم الاول تسمع اللى عرفوه عنها
مراد على توهانه : يعنى نفس الشكل نفس الملامح نفس اللدغه و دلوقت نفس الإسم ؟ طب اييه ؟
رؤيه : كريم قبل ما يجيبها هنا جمّع عنها شوية حاجات لازم تشوفهم .. اما الاول كنا بندوّر ورا مارد انت رفضت اى حاجه تخص اهله و عشان كده مشوفتش حاجه بس لازم تشوف.

مراد و كإنه مش سامعها .. و زى اللى فقد اخر سيطره كان يملكها على عقله و إبتدى يهلوس
ساعات عدّت قدام غرفة ليليان لحد ما الدكتور خرج بقلق من عندها ..
مراد بصّله قوى و الدكتور سكت شويه : زى ما قولت دى حالة انهيار عصبى و واضحه .. و عشان هى عندها القلب إتصعّدت معاها
مراد بحذر : و هى بقت عامله ايه دلوقت ؟
الدكتور : عملنالها الاسعافات اللازمه عشان نتفادى تأثيرها ع القلب لإن عضلة القلب عندها ضعيفه و اقل صدمه زى دى ممكن تأذيها
مراد : هتفوق امتى ؟
الدكتور : و الله معرفش .. دى تتوقف على نفسيتها
الدكتور سابهم و مراد قعد مكانه بقلق

يومين عدّوا عليها ف حالتها دى .. مراد جنبها مبيتحركش من المستتشفى .. خايف يسيبها يرجع مايلقهاش تانى .. كإنها روحه اللى خايف تفارقه و متشعبط فيها كإنها اخر امل عشان يعيش
مراد سكت كتير : انا عايز اعرف كل حاجه عن ليليان .. كل حاجه
كريم : على فكره فى فايل مجمّع فيه كتير عنها
مراد بحده : انا مش عايز الكتير .. انا عايز كل حاجه
كريم : انا قصدى جمّعت عنها الحاجات اللى لقيتها .. بس اللى ورا الحاجات دى غامض و مش مفهوم
مراد إنتبه : يعنى ايه ؟

رؤيه سكتت شويه : اولا هى مش إسمها ليليان عبد الله
مراد ضيّق عينيه : نعم ؟ هى ليليان .. فاهمين ؟
رؤيه : ايوه هى إسمها ليليان فعلا .. بس بقت ليليان عبدالله دى من سنه بس
مراد بتركيز : و قبل السنه ؟
رؤيه بصّت لكريم و إترددت شويه
مراد بعنف : ما تنطقوا
كريم : كان إسمها ليليان نضال معتصم الشرقاوى
مراد وقف بعنف : نعم ؟ ايه التخريف ده ؟ هى بنت الحيوان ده ؟ ابن الشرقاوى ؟

رؤيه : ايوه بس
مراد بحده : و اما هى بنته إسمها اتغيّر من سنه ليه ؟ ليه بقت ليليان عبد الله بعد ليليان زفت ده ؟ هو فى بنت تتنازل عن أبوها و لا هو ازاى يرضى لو هى بنته ؟
رؤيه بتفكير : و الاهم من ده فى قضيه لقيناها مرفوعه عليها بقسيمة جواز بينها و بين حاتم ماهر الشرقاوى و بيمعنها من السفر
مراد سكت بتفكير : يعنى ايه ؟
كريم : يعنى بيمنعها من السفر .. لاء و هى بتطعن ف القسيمه بالتزوير
مراد بإنتباه : يبقا عايزين يمنعوها تنزل مصر .. ليه بقا ؟

رؤيه : فعلا .. ممكن تبقا مزوّره فعلا و إتعملت عشان تمنعها تنزل هنا .. ليه إسمها إتغيّر من نضال ل عبدالله ؟ و ليه إترفع عليها القضيه دى تمنعها تنزل هنا ؟
كريم سكت شويه : على فكره نضال ده متجوز واحده إسمها روسيليا و دى تبقى اخت عاصم
مراد بصّله قووى .. جاه ف باله همسه على طول .. و اخت عاصم اللى كانت معاها
معقول ليليان تكون بنته ؟ معقول تكون إتنازلت عنها بسهوله كده ؟ و لا عاصم اللى اخدها منها إداها لأخته ؟
و لو ده اللى حصل ليه هياخدها يديها لأخته ؟ ليه مقتلهاش مثلا ؟ و همسه ليه رضيت بده ؟ و ليليان معرفتهاش ؟
فى حلقه مفقوده.. دماغه مش عارفه تلقطها .. عقله هينفجر .. هو اصلا لسه مش متأكد بشكل مْثبت إنها هى.

عدّى اليوم كله ف المستشفى عليه و هو زى التايه .. تانى يوم مازن جاه لعنده و تقريبا خد فكره عن اللى حصل كله

مازن بذهول : يعنى ايه يا مراد ؟ يعنى دى ليليان ؟ بنتك ؟
مراد بإختناق : معرفش .. و مش عارف اعرف
مازن بخنقه : قولتلك الزفت اللى إسمه مراد ده هو اللى عنده حل اللغز .. نقطة الوصل بينك و بينهم .. مش عارف ليه بتساسيه
مراد بعنف : انت تخرس خالص .. مجرد إنك تخرس لإنك السبب ف كل ده .. انت اللى عرّفتنى ده عنه و قلقتنى من ناحيته .. و انت اللى مدّيت إيدك عليه خليته إنكسر قدام الكل .. مع إنه كان قادر يطحنك .. بس إستغليت فرصة صدمته و جيت كمّلتها ب ليليان
مازن بإستغراب : انت زعلان عشان جيبتهالك ؟

مراد بغضب : يا غبى جيبت كل ده عنها كنت جيبتلى كل اللى عرفته الاول بعدها كنا نتصرف بهدوء .. عاجبك حالتها و اللى وصلتله ؟
رؤيه : باسم هو اللى جابلك كل ده عنها و انت اللى رفضت تشوف ملفها و قولت اهله لاء
مازن : ممكن يكون مراد حب يساعدها ف الاول غيّرلها إسمها لإسم عبدالله مهد ده عشان ينزّلها مصر
مراد سكت كتير اوى بشرود و من وسط شروده إبتسم بغموض
كريم : احنا لسه بنتكلم بناءاً على احتمالات
مراد بعنف و هو سايبهم : مش احتمالات .. مش بنتهم

الدكتور بتاع ليليان ف المستشفى مارد كان سايبله رقمه هو و مصطفى بعد ما جابلها الشغل ده .. و بلّغه ان لو حصل اى حاجه يكلّمه على طول
الدكتور إتصل علي مارد بس موبايله مقفول .. كلّم مصطفى
مصطفى بقلق : مالها ؟ تعبت من ايه ؟
الدكتور : معرفش و فى قلق .. فى ظابط جالها من شويه و مشيت معاها .. بعدها جات معاه هنا هو و كذا حد معاهم و عندها انهيار عصبى و من ساعتها مش عارفه تفوق و هما لسه هنا
مصطفى قام بسرعه : طب خلاص اقفل انا لسه واصل مصر و هجيلك.

مصطفى ففل معاه و راح جرى ع المستشفى .. دخل و هناك لمح مراد العصامى و اللى معاه .. و لإن مارد كان حاكيله كل حاجه من الاول تقريبا قدر يفهم الوضع
مصطفى عدّى عليهم و مراد لمحه ف وقف
مراد حاول يدقق ف عينيه قوى : انت كنت فين ؟
مصطفى لسه هيتكلم مراد إندفع : سايب أختك ليه ؟ لوحدها هنا ليه ؟
مصطفى بهدوء لإنه عارف حالته ممكن تكون عامله ازاى : انا كنت ف شغل برا البلد و لسه واصل
مراد بتركيز له : هى مالها ؟

مصطفى : و الله انا لسه داخل اشوفها .. بعد اذنك
مصطفى سابه و دخل و مراد فضل واقف مكانه كتير الغموض بيزيد .. قلقه عليها قلق اخ بجد ..خوف حقيقى ..
طب اييه ؟
مصطفى دخل عندها.. طول اليوم جنبها لحد ما إبتدت تفوق
منع اى حد يدخل لعندها .. و خلّى الكل برا الغرفه اما مرضيوش يمشوا.

رؤيه بتفكير : مراد .. ليليان متابعه مع دكتوره نفسيه هنا .. تعالى نقعد معاها .. اكيد هتلاقى عندها حاجات تفيدك لإنها اكيد متكلّمه معاها
مراد إنتبه بعدها قام بسرعه من غير كلام و رؤيه و مازن راحوا وراه .. سألوا ع الدكتوره بتاعتها بعدها إستأذنوا و دخلوا
مراد بهدوء : انتى متابعه حالة ليليان ؟
الدكتوره : ايوه .. خير ...انا كنت عندها من شويه و هتبقى كويسه
مازن : طيب كويس .. بس مش ده اللى عايز اعرفه منك .. انا عايز اسأل عن حاجات تانيه
الدكتوره هزّت راسها
مراد سكت شويه : مين اهلها ؟ فين ؟ ليه سايبنها لوحدها ؟

الدكتوره بان على وشها التردد : مصطفى و مراد خواتها هيجوا و
مراد بحده : انا بقول اهلها .. يعنى أبوها و أمها
الدكتوره : بص دى اسرار مريض انا مينفعش اتكلم فيها مع حد من وراها
مازن سكت شويه : لها قضيه عندنا و بنحقق فيها و عايز اعرف كل حاجه عنها عشان ده يخرّجها منها
الدكتوره : صدقنى انا معرفش حاجه .. يمكن هى نفسها متعرفش بردوا
مراد إنتبه : يعنى ايه هى متعرفش ؟ فى حد ميعرفش اهله ؟

الدكتوره سكتت شويه : هى كانت عايشه مع حد بعد كده إكتشفت إنه مش أبوها و هى نازله هنا البلد عشان توصل لأبوها
مراد إبتسم بتلقائيه .. طاقة امل بتتفتح قدامه
رؤيه : طب و مامتها ؟
الدكتوره : معرفش .. اللى اعرفه إنها بتدوّر على أبوها .. انا حتى متابعتش اوى معاها .. هى مجرد تعبت مره و هى ف الشغل و فضلت يومين معانا
و مصطفى اخوها لجألى و عرّفنى إنها كانت بتتعالج برا نفسيا و جابلى صوره من الملف بتاعها هناك و ده اللى عرفت منه
رؤيه : طب ليه مسألتش مامتها مثلا ؟

الدكتوره : ده هى هتجاوبك عليه .. إنما انا لحد كده و معرفش تانى لإن الملف كان ده بس اللى موجود فيه .. و ياريت هى متعرفش بحاجه من ده
مراد بدموع محبوسه خنقت صوته : تمام ...ممكن تحكيلى اكتر عنها .. اى حاجه .. اى تفصيله
الدكتوره : اللى اعرفه ان هى إتعرضت لحادثه اغتصاب وحشه
مراد إتنفض من الكلمه و وقف بس مقدرش حتى ينطق
مازن إتجمّد مكانه و بتلقائيه مسك ف مسند الكرسى كإنه بيستقوى
بصّوا للدكتوره اللى هزّت راسها بأسف : عرفت إنها إتخطفت ف فتره قبل كده .. و إختفت و محدش لقاها غير بعد كتير .. و لقيوها متعرضه لإعتداء جنسى و جسدى .. جسمها متمزّع .. و فى محاولة قتل
مراد إتنفض : قتل ؟

الدكتوره : مدبوحه
مراد شهق بس شهقته كانت شهقة قلب مش صوت و ميّل راسه بين إيديه الاتنين و ساب دموعه تاخد حريتها .. الحِمل خلاص بقا تقيل و مش قادر
الدكتوره : و للإسف الحادثه مكنتش سهله
مراد بصّلها كتير بتوهان و هى كمّلت : اما شوفت تقاريرها عرفت إنهم لقيوها مضروبه ضرب مُبرح و مدبوحه لولا لحقوها على اخر دقايق
مازن بغلّ : و مين اللى عمل فيها كده ؟
الدكتوره : منعرفش .. هى متكلمتش و هما مقدروش يوصلوا لحاجه
مراد بصوت مبحوح : هى كانت مخلّفه صح ؟

مازن كزّ على سنانه بضيق و دوّر وشه بخنقه
الدكتوره بأسف : اه بعد جوزها ما مات إكتشفت ان
مراد رفع وشه بصدمه : جوزها ايه ؟
الدكتوره : ايوه
مراد هبد راسه تانى بعنف بين إيديه و ميّل ف الارض .. و برغم حزازية الموقف مازن بتلقائيه ظهرت على وشه إبتسامه هو نفسه معرفش سببها
الدكتوره : تقدر تقول كده إتقتل .. حصلتلهم حادثه و هى نفدت منها بأعجوبه و هو مالهوش نصيب
و إبتدت تحكيلهم تفاصيل حادثه الغاز ف الشقه.

مراد سكت كتير : احكيلى عنها .. واجهت كل ده ازاى ؟ عاشت بعد ده كله ازاى ؟ قدرت تعدّى كل ده ؟
الدكتوره : طبعا مش بسهوله .. بس حاجه واحده اللى ساعدتها تتخطى المرحله دى و هى أبوها
مراد بصّلها اوى و هى : ليليان كان عندها امل إنها توصل لأبوها مهما كان التمن .. عشان كده كانت بتتصبّر على كل محنه ب ده .. ب إنه هتلاقيه .. هتقدر توصله
لدرجة إنها إتعرّضت لأزمه نفسيه و دخلت ف دوّامة المرض النفسى .. حصلها إنفصام شخصيه
رؤيه بزعل : لا حول و لا قوة الا بالله .. ما هى مش سهل تمر بكل ده و تطلع منه سليمه.

الدكتوره : خاصة إنها لوحدها و تقارير علاجها اللى شوفتها ف الفتره دى بتقول إنها مالهاش خوات
مراد غلّه و غضبه على همسه بيزيد .. قهرته منها بتتضاعف .. قلبه حسم الامر ان دى ليليانته .. بنته .. روحه اللى فارقته حتى لو الادله ناقصه .. مش مهم
المهم إنه عرف يقابل عقله و قلبه ف نقطه و هى ان مالهاش اب و بتدوّر عليه .. و هو مالهوش بنت و بيدوّر عليها و ده كان بالنسباله كفايه
رؤيه : طب هى متعرفش اى حاجه عن أبوها ؟ ايه اللى معاها بتدوّر على اساسه ؟

الدكتوره إبتسمت : يعنى بلاش .. دى خصوصيات مريضه
مراد بصّلها بلهفه .. حاسس ان لسه عندها اكتر .. عايز يسمع اكتر و اكتر
مراد بلهفه : ارجوكى اى حاجه مهما كانت صغيره و مالهاش لازمه بالنسبالك قوليها.. تأكدى إنها ممكن تساعدنى
الدكتوره : طيب ممكن تقولى انت الاول ليه كل الاسئله دى ؟ و بلاش تقولى حكاية القضيه دى لإنى مش مقتنعه .. دى اسئله شخصيه ابعد عن إنها تتحط ف قضيه و انت عايز تفاصيل .. يبقى اييه ؟

مازن لسه هيرد مراد قاطعه : بنتى .. يبقى بنتى و انا أبوها بس ارجوكى ده بشكل سرّى بينى و بينك لحد ما إتأكد
الدكتوره : و انا افضّل إنه يبقا سرّى حتى عليها هى كمان لحد ما يبقا معاك دليل .. ليليان متعلقه بأبوها جدا و لو طلع شكك غلط ممكن تتنتكس و ده هيأذيها
مراد بحده : انا أبوها
الدكتوره : بردوا إتأكد الاول قبل اى كلمه معاها لمصلحتها ع الاقل لو بتحبها .. ليليان روحها ف أبوها و مش هتستحمل اى صدمه من النوع ده
مراد إبتسم قوى من كلمتها : ايش عرّفك إنها روحها ف ابوها ؟ قالتلك ايه عنه ؟

الدكتوره إبتسمت : كتير جدا .. تقريبا الملف بتاعها ف الفتره اللى قولتلك عليها مفهوش كلام عن حد غيره
رؤيه : هى فاكره حاجه عنه ؟
الدكتوره : لاء طبعا .. ده هى كانت عايشه اصلا قبل كده متعرفش ان لها اب غير نضال .. بس لها ذكريات بسيطه محتفظه بيها منه
مراد إتخطف : ذكريات ايه ؟
الدكتوره : زى البرفان بتاعه مثلا
مازن بذهول : و هى فاكره البرفان بتاع أبوها و ناسياه هو؟

الدكتوره : معرفش بس هى بتقول ان بعد الحادثه كان معاها برفانه و دى ريحته .. و كتير متعلقه بيها و كتير بترشها حواليها
مراد إنتبه بإبتسامه امل على وشه .. عقله بتلقائيه ورّاله صورة بنته ف اخر مره لمحتها عينيه
كانت ف بيت أبوه .. ايوه كانت حاضنه البرفان بتاعه .. تبقا هى
مراد وقف بحماس : متشكر اوى .. و زى ما إتفقنا هى متعرفش حاجه لحد ما اوصل لأصل الموضوع
الدكتوره : و زى ما فهّمتك ده هيكون افضل لها عشان تتفادى اى ازمات.

مراد خرج و مازن و رؤيه خرجوا وراه .. لمح مهاب مستنيه برا و اول ما شافه راح عليه و قبل ما يتكلم كان إتحدف ف حصنه و دموعه بتتسابق بحُرقه ..
كان فاكر ان موتهم اكبر جرح ممكن يعيشه .. بس إنهارده بس و بعد اللى سمعه عرف ان فى جروح كتيره اكبر بكتير .. ع الاقل موتها كان مبرّد قلبه .. كان عارف إنها عند ربنا اللى احن من الكل .. لكن دلوقت عرف إنها كانت ف غابه كلها كلاب سعرانه
مراد بصوت مبحوح بدموع : زعلت لما كانت بالنسبالى عند ربنا يا مهاب .. طب ربنا معندوش خطف معندوش اغتصاب معندوش دبح معندوش ضرب و موت معندوش وحده و لا حرمان.

مهاب بذهول : يعنى ايه يا مراد ؟ اللى سمعته ده بجد ؟ يعنى البت اللى لقيتها تبقا
مراد هزّ راسه : ليليان يا مهاب .. هى ليليان بنتى
مهاب على ذهوله : اللى وقعت من الطياره
مراد إبتسم من بين دموعه : ربنا حدفهالى من الطياره عشان تقع ف حضنى .. حضنى اللى نزعوها منه زى الضفر ما بيتنزع من اللحم
رؤيه إبتسمت بدموع : عشان نصيبك لو ف السما و انت ف الارض ربنا قادر يجمّعكوا
مهاب : و بعدين يا مراد ؟

مراد بغلّ : لازم اتأكد الاول من كل حاجه .. الدكتوره بتقول ان هى عملت حادثه و هى صغيره
مازن :اكيد دى الحادثه بتاعتهم يا مراد
مراد بشرود : طب فين مراد ؟ إبنى حبيبى فين ؟
كريم : بص زفت عاصم ده اللى اعرفه اما بدأت اجمّعلك عنه بعد اما شوفنا مدام همسه .. عرفت ان له مستشفى هناك ف روسيا
مازن بغلّ : يبقا اكيد وقت الحادثه أأمن مكان هيوديهم له هو هناك عشان يبقوا تحت سيطرته
مراد إنتبه : يبقا انا لازم اسافر هناك ...لازم اجيب التفاصيل .. انا متأكد ان الحكايه إبتدت من هناك و لو روحت اكيد هتأكد من كل حاجه
مازن : تحب اروح انا ؟

مراد بحده : لاء انا
بصّ لمهاب : اعمل حسابك هتيجى معايا
مازن : و انا هروح احجزلكوا
مهاب و مراد قعدوا يتكلموا كتير و يرتبوا خطواتهم اللى ممكن ياخدوها بعد كده ..
مراد قلبه موجّه دماغه الشارده ف إتجاه تانى مخفى و بيدعى ربنا احساسه يطلع صح
مهاب و مراد قعدوا كتير و مازن حجزلهم على بكره يسافروا و راح عندهم و رؤيه
طول اليوم جنبها لحد تانى يوم ما جاه معاد سفره .. خايف يمشى و يسيبها لا يرجع ميلاقيهاش تانى .. بس مش لازم يعيد نفس الغلطه .. لا غلطة دلوقت و لا غلطة زمان اما إتخدع ف موتهم.

مراد طلب حراسه و حطّهم عليها ف المستشفى .. على عينيه يسيبها بس لازم يسافر .. لازم يتأكد .. لازم يعرف الحقيقه من جدورها
مراد سافر على روسيا و مهاب معاه و مازن و رؤيه .. راح ع المستشفى اللى إدوه عنوانها
طلب حد من مسؤلين الإداره و الارشيف .. ملفات المرضى بتتصادر كل عشر سنين تروح تبع الوزاره
مهاب كلّم حد معرفه ممكن يساعده ف الموضوع ده و راح قابله و إداله تاريخ الحادثه بالظبط و مواصفاتها إنها كانت فيها واحده و ولادها ابن و بنت
إبتدى يقلّب ف الملفات لحد ما وصل لملف مشابه لمواصفاته
واحده و معاها ولد و بنت و كان إسمها همسه.

( و ده كان ملف همسه فعلا .. و اللى بردوا مارد قدر يوصله من قبله و ربط بينهم و بينه .. و اللى فيه إنها عملت حادثه هى و بنت و ولد بس الولد مات .. عاصم كان حاطط تقارير وفاه مزوره لهمسه و ليليان إنما مارد تقرير الوفاه حقيقى لإن المستشفى عملتهوله اما إفتكروه مات )
مراد مسك الملف بيدوّر فيه بتوهان .. عينيه بتسابق الكلام كإنها بتدوّر عليهم بين السطور
فضلت عينيه تلف لحد ما إتجمّدت عند تقرير الوفاه اللى إتعمل لمارد لحظة ما القلب وقف و افتكروه مات
مراد بتلقائيه رجله إرتخت بعنف كإنها رفضت تصلبه تانى .. نزل بقهره ع الارض و الملف ف إيده.

كل مواصفات الحادثه بتقول إنهم هما .. يبقى اللى مات ده إبنه .. كإنه بياخد صدمة موته من تانى .. بيتوجع من اول و جديد
وجعه بيزيد خلاص مبقاش قادر يستحمل تانى و دماغه هتنفجر
مراد صرخ بعنف بصوته كله .. فضل يخبّط بالملف على وشه و راسه و هو ناخخ ف الارض
ميّل راسه بكل القهره اللى جواه الفتره اللى فاتت من ساعة ما شاف همسه و فضل يخبط بكفوفه ع الارض
مهاب ميّل جنبه و رفع راسه ضمّها على صدره و الكل بيهدهد فيه ..

بس مين ممكن يطفى نار بتتولّع من سنين لحد ما بقت جمر بيحرق ف روحه و قلبه .. لاء دى بتحرق ف عقله بردوا اللى بقا عاجز عن إنه يستوعب كمية الحاجات اللى عماله تقع فوق دماغه ورا بعضها دى
مهاب و مازن و رؤيه اخدوه بالعافيه و خرجوا
مراد كان بيصرخ بجنون .. زى اللى فيه ولعه ماسكه ف جسمه و مش مستحمل وجعها .. يمكن وقت موتهم قلبه متحرقش بالشكل ده
راحوا ع الفندق اللى كانوا نازلين فيه و تانى يوم كانوا راجعين مصر بعد سفر اربع ايام

عند همسه ..
مارد ف حضنها و دموعه متحجّره و هى ضمّاه على صدرها بوجع عليه
همسه : حبيبى عشان خاطرى متزعّلش نفسك .. هو اه إندفع ف رد فعله بس اكيد مكنش يقصد
مارد بوجع : كنت متخيّل هيحس بيا .. بوجودى .. قلبه هيدلّه .. بس بتكلم عن مين ؟ عن اللى رمانا السنين دى كلها بسبب قرفه ؟ و لا عن اللى صدّق موتنا و لا لحظه قلبه فطّنه
همسه بشرود : واضح إنه مندفع و متهور .. ربنا يستر.

مراد لاحظها و هى إبتسمت بتوتر : متزعلش يا قلبى .. يومين و متأكده إنه هيعرف غلطه و يعتذرلك كمان
مراد بكسره : بعد الفضيحه اللى عملهالى .. بعد إسمى اللى وسّخه بكلامه .. انتى عارفه انا تعبت اد ايه عقبال ما عملت نفسى بنفسى ف الوقت اللى المفروض كان هو عمل معايا ده او ع الاقل جنبى
همسه : بكره هيراجع نفسه و ساعتها هيدوّر على حاجه يصلّح بيها اللى عمله مش هيلاقى ف هيضرب نفسه بالجزمه

مراد رجّع ضهره لورا و غمض عينيه بألم و سكت و هى طبطبت عليه : هقوم اعملك حاجه تاكلها يا حبيبى
همسه قامت و مراد فضل قاعد كتير بخنقه و الاخر مسك موبايله فتحه بعد كذا يوم قافلوه من يوم ما سافر و جاه هنا يوم خناقته
مارد فتح التليفون و لقى رسايل و مكالمات كتير من مراد و لمح وسطهم من المستشفى اللى شغاله فيها ليليان
إتعدل بقلق و طلبهم و كلّم الدكتور اللى شرحله الوضع
مراد بقلق : يعنى ايه ؟ ايه اللى وصّلها للحاله دى ؟

الدكتور : معرفش بس اسأل الظابط اللى كان معاها
مراد بشك : ظابط مين ؟
الدكتور : فى ظابط جالها و بعدها اخدها و شويه و جات مغمى عليها و منهاره و كل ما تفوق تصرخ لحد ما ترجع يغمى عليها
مراد بغل : متعرفش إسمه ؟
الدكتور : الظابط اللى جاه معرفش .. بس اللى جابها اللوا مراد العصامى لإنها دخلت هنا بإسمه
مراد كزّ على سنانه و قفل معاه و إتصل على مصطفى.

مصطفى بقلق : أبوك تقريبا وصل لحاجه عنكوا يا مراد .. و كان واخد ليليان بالطريقه دى بس عشان يتآكد و وهمها إنهم عايزينها ف قضيه قسيمة الجواز المزوره
مارد بغضب : و هو ملقاش طريقه غير دى ؟ غير إنه يموّتها من الخوف ؟
مصطفى : كده خلاص لازم تقعدوا و تتكلموا مع بعض
مارد بغل : هيحصل انا جاي
مارد قفل معاه و اتصل حجز و نزل على مصر
#رواية_مارد_المخابرات الجزء التانى بقلم/ اسماء جمال

عند ليليان ف المستشفى
ليليان بخوف : انتوا قولتولى ان الزفت ده حاتم مش هيقدر يقربلى و اديه رافع قضيه تانى طالبنى
مصطفى لإنه تقريبا إبتدى يفهم : حبيبتى اهدى.. مفيش قضيه و لا حاجه
ليليان :امال كانوا عايزينى ليه ؟ و قالولى كده ليه ؟ هيهزروا يعنى؟
مصطفى بإرتباك : هاا .. لا طبعا مش هزار بس تقدرى تقولى كده موضوع و خلص
ليليان بشك : موضوع ايه ؟ هو فى ايه بالظبط ؟

مصطفى : مفيش بس انتى زى ما عارفه قضية عاصم مفتوحه و بيتحقق مع اى حد له صله بيه .. و انتى عيشتى ف وسطهم فتره .. ف تقدرى تقولى كده كانوا عايزين يسمعوا منك تفاصيل
ليليان : اااه انا اللى إتخضيت بقا اما جابوا سيرتهم
مصطفى : متقلقيش الموضوع خلص
ليليان : طب انا عايزه اخرج
مصطفى : بقيتى كويسه و لا نقعد تانى ؟
ليليان قامت : لاء انا كويسه نخرج
لبست و مصطفى اخدها و خرجوا

تانى يوم ...
مراد أبوها رجع على مصر و عرف من الحراسه إنها خرجت و عرف إنها راحت على بيت مصطفى مع أبوه و أمه و نوعا ما إتطمن لإنه كان راجع ف حاله مكنش ينفع يقابلها بعد الغيبه دى بيها ..
مراد طول الوقت ملف الحادثه ف إيده .. الملف مكنش فيه اى تفاصيل عن حالة همسه لإنها سافرت على طول لعاصم وقتها ..
كان فيه تقرير الوفاه اللى إتكتب عن حالة مراد إبنه
مراد كان بيبص بقهره للتقرير .. قلبه بيتمزّع تحت سكينة التقرير ده زى رجولته اللى إتدمرت جوه الملف
مراد راح شغله .. حاول يمنع نفسه يروح بس معرفش .. الدنيا كلها بتضيق عليه لحد ما بقت اضيق من خرم الإبره ..

راح ع الجهاز رغم حالته
كلم الحراسه اللى حاططها على ليليان و عرف إنها ف المستشفى ف إبتسم و إصل على رؤيه تسبقه على عندها و إتقابلوا هناك
رؤيه : كده صح .. مهما إتقال و إتحكى مفيش حاجه هتأكد قد التحاليل .. حتى عشان اما تيجى تتكلم معاها يبقا عن ثقه و الكلام مفهوش احتمالات
مراد : عشان كده جيبتك .. ادخلى بأى طريقه عايز منها عينة دم .. بس براحه عليها و النبى
رؤيه إبتسمت : بس كده .. عينيا هبطحهالك و اجيبلك حته من أطارها
مراد بغيظ : آطارها ؟ هو انا رايح اعملها عمل ؟ يلا يا اختى الله يرضى عليكى
رؤيه مشيت خطوتين و هو نده عليها رجعتله.

مراد إبتسم و شاورلها تستنى و راح ع العربيه بحماس جاب حاجه و رجعلها إدهالها
رؤيه غمزتله : البرفان اللى جننها
مراد إبتسم : ادعى يكون هو .. المهم إسألى ع المكتب بتاعها و إدخلى من غير ما حد ياخد باله و فضّي البرفان ده كله فيه

رؤيه رفعت حاجبها و هو إبتسم : مش عارف.. بس عايز اشوف رد فعلها .. عايز المح لهفتها اللى الدكتوره وصفتها .. هى بجد فاكرانى ؟ شايلانى ف قلبها كل السنين دى؟
يمكن قلبى المحروق ده يبرد و يعرف يهدى
رؤيه إبتسمت و هو شاورلها تروح
دخلت و سألت على مكتبها و فعلا ملقتهاش فيه .. دخلت بهدوء و رشت البرفان كله بشكل مُلفت اوى لدرجة ريحته طلعت برا كمان .. بعدها قفلت المكتب و خرجت
ليليان كانت ف العمليات خلصت و خرجت و رؤيه حطتلها دبوس على حرف الحوض و وقفت جنبها كإنها بتعمل حاجه .. و هى بتفتح المايه إيديها إتشكّت ، رؤيه إديتها منديل مسحت الدم و أخدته و بعدها ليليان خرجت و هى راحت إدته لحد كان مستنيهم.

و وقفت بعدها جنب مراد بعيد .. ليليان دخلت مكتبها و إتسمّرت .. الريحه اللى ياما شمّتها و ياما إشتاقتلها.. معقوله ؟!
جريت بلهفه على برا و بتخبّط ف اى حد تقابله لحد ما وصلت للريسيبشن .. كان مراد على بْعد منها بس شايفها
ليليان : مين دخل مكتبى ؟
الموظف : معرفش يافندم بس
ليليان بحده مهزوزه : يعنى ايه متعرفش ؟ بقولك مين دخل مكتبى ؟
الموظف : فهّمينا بس فى حاجه إتسرقت ؟

ليليان بضيق : لاء بس فى ريحه جامده ف المكتب و عايزه اعرف بتاعة مين
الموظف : يعنى ايه بتاعه مين ؟
ليليان بخنقه : قصدى يعنى مين حطّها
الموظف : اكيد حد من بتوع النضافه كان بينضف
ليليان مشيت بخنقه راحت سألت ف النضافه لقت محدش دخل .. سألت ف الاستعلامات يكون فى حاله إستنتها ف المكتب و الريحه دى تبعها بس مفييش
وقفت بخنقه عمّاله تلف المكان بعينيها و هو بتتحرك حوالين نفسها لحد ما رؤيه راحت عليها
رؤيه برقّه : ازيك يا لولى
ليليان ببراءه : انتى تعرفينى ؟

رؤيه : ايوه كنت عايزه اسألك عن حاجه .. روحتلك مكتبك بس معلش غصب عنى الشنطه وقعت من إيدى و البرفان اللى فيها إتكسر غرّق الدنيا
ليليان إنتبهت : هو البرفان ده بتاعك ؟
رؤيه : ايوه
ليليان بدموع : يعنى مش بتاع حد تانى ؟ مش حد تانى اللى حطهولى ؟
رؤيه غمزت لمراد اللى كان واقف بعيد بس متابع الموقف و من حركه شفايفهم عارف بيقولوا ايه
ليليان بإحباط : خلاص مفيش مشكله محصلش حاجه
و من غير ما تديها فرصه لكلام تانى مشيت بضيق.

رؤيه راحت على مراد اللى قلبه بيدق بعنف و بيتمنى لو يخرج من جواه ياخدها بالحضن
همس بمنتهى العشق : حاضر يا روح أبوكى و حياة حرمانى منك و قهرتى عليكى لا اعوضك عن كل اللى شوفتيه
مشى و شاور لرؤيه حصّلته ..
مراد بكسره : وصلينى ع البيت .. انا مخنوق دلوقت
وصل البيت و شويه و مهاب إتصل عليه بس مردش و اما قلق كلم رؤيه و عرف إنهم ف البيت ف راحله و كان معاه مازن
قعدوا بيتكلموا و هو قلبه بيرفرف

ف وسط كلامهم وصل الماارد زى العاصفه اللى هزّت المكان .. كان اول ما نزل مصر سأل عليه و عرف إنه ف البيت ف راحله
ركن عربيته بعنف و دخل و وشه بينطق من الغيظ
حد من الامن برا دخل لمراد : فى واحد عايز حضرتك برا اسمه المقدم مراد عبدالله
مراد خرج بلهفه و بتلقائيه إبتسمله و لسه هيتكلم.

مارد إنفجر فيه بعنف : يا اخى حرام عليك .. حرام عليك بقاا ..انت اييه ؟ دمّرتنا و انت بعيد و انت معانا .. انت حالف لا تكسرنا .. مش كفايه قهرة السنين دى كلها
مجيتش وقفت قدامى راجل لراجل ليه ؟ و لا زى ما عاصم قال عنك إنك بتحدف و تجرى تستخبى
مراد إتصدم بكلامه و قلبه بيدق بعنف مش عارف يفسره
و مراد بغضب : يا اخى ارحمنا بقااا ده حته القطه بتحس بولادها و لو حد قرب منهم بتاكله .. و انت ايييه مفيش احساس خالص !

و ف وسط كلام المارد الكلب بتاع مراد مُريان لمحوه من بعيد و بدون مقدمات جاه جرى بهيستريا و نط عليه .. رفع رجليه اللى قدام على كتفه و رجليه اللى ورا لفّهم على وسطه و بيتحرك بعنف كأنه بيلف بيه
مراد بصّله قووى و إتنفس بصوت عالى و إتنهد براحه زى اللى كان شايل حِمل تقيل و دلوقت بس نزّله
ظهرت على وشه إبتسامه متتناسبش مع الموقف خاالص
إتقدم خطوات ناحيتهم و المارد وقف قصاده و الاتنين بصّوا لبعض
مراد و هو بيبصّله قووى.
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثالثة والأربعون بقلم أسماء جمال


مارد إنفجر بعنف : يا اخى حرام عليك .. حرام عليك بقاا ..انت اييه ؟ دمّرتنا و انت بعيد و انت معانا .. انت حالف لا تكسرنا .. مش كفايه قهرة السنين دى كلها
مجيتش وقفت قدامى راجل لراجل ليه ؟ و لا زى ما عاصم قال عنك إنك بتحدف و تجرى تستخبى
مراد إتصدم بكلامه و قلبه بيدق بعنف مش عارف يفسره
و مارد بغضب : يا اخى ارحمنا بقااا ده حته القطه بتحس بولادها و لو حد قرب منهم بتاكله .. و انت ايييه مفيش احساس خالص
و ف وسط كلام المارد الكلب بتاع مراد مُريان لمحوه من بعيد و بدون مقدمات جاه جرى بهيستريا و نط عليه .. رفع رجليه اللى قدام على كتفه و رجليه اللى ورا لفّهم على وسطه و بيتحرك بعنف كأنه بيلف بيه..


 
مراد بصّله قووى و ظهرت على وشه إبتسامه متتناسبش مع الموقف خاالص
إتقدّم خطوات ناحيته و المارد وقف قصاده و الاتنين بصّوا لبعض
مراد أبوه و هو بيبصّ ف عينيه قووى : حسيت يا مراد .. حسيت بس متأخر قووى .. قووى .. بنتى نزلتلى من السما مخصوص عشان تعرّفنى إنكوا مش تحت الارض لاء فوقيها.


 
مارد إتنفس بصوت و بتلقائيه دقنه إترعشت من الدموع اللى لمعت ف عينيه و ده خلّى صوته إترعش : بنتك ؟ و هو انت كان عندك بنتك بس ؟ مكنش ليك غيرها ؟ و لا انت اللى مش عايز غيرها ؟

مراد أبوه بصّله اووى و لمح الدموع المكتوّمه ف عينيه و اد ايه بيجاهد إنه يحبسها و ده كان كفايه إنه يأكّد إحساسه :
كان عندى .. كان عندى راجل كمان
مارد بصّله بذهول و هو إتنهّد بوجع : ااه راجل .. هى الرجوله بالسن و لا ايه ؟ إتولد راجل و سابنى راجل ..
كنت بعامله على إنه راجل من لحظة ما إتولد .. كنت بجهّزه راجل يُعتمَد عليه .. كنت بقسى و اشدّ عليه عشان عضمه ينشف و عوده يشتد ..


 
كنت بدلع أخته اه .. بس ده مش عشان بحبها اكتر و لا هو عادى .. لاء بالعكس و الله العظيم ما حسيت بقيمة حبه إلا اما إتحرمت منه .. بس كنت بعتبره راجل ..
كنت عارف طبيعة شغلى اللى ممكن اخرج فيها و مرجعش و الواحد بيبقا روحه على كف إيده طول الوقت
ف كنت بجَهزّه إنه يبقا الراجل لأمه و أخته .. امان و ضهر و حمايه و سند ليهم من بعدى ..
عشان لو خرجت ف يوم و مارجعتش ابقا مطمّن إنى سايبلهم درع حمايه من بعدى .. كنت بحلم اربيه على إيدى واحده واحده و امشى معاه ف طريقه خطوه خطوه و ازرع فيه كل حاجه كانت نفسى ف يوم تبقا فيا .. كنت بحلم اعلّمه بنفسى وادرّبه تحت إيدى ..


 
اه ادرّبه مانا كنت بحلم بيه ظابط .. من يوم ما إتولد و لحظة ما شوفته و انا معرفتش اشوفه غير ظابط من ضهر ظابط .. كنت بحلم اعلّمه .. ادرّبه .. اشغّله .. اعمله كل اللى نفسى و بحلم بيه ..
يمكن ليليان اه حلمت ارّبيها و اعلّمها و اجوّزها بس كنت عارف ان ف يوم هيجى اللى هيكمّل الحلم معاها من بعدى و ياخد إيدها من إيدى و يشدّها لطريقه ..
لكن إبنى لاء .. كنت بحلم إيده متفلتش من إيدى و لا يحود عن طريقى و يكمّل معايا للأخر .. كان حلمى معاه لمالا نهايه ... كان الحلم اللى مالهوش اخر ..

عارف اما يحيى خلّف اسر و كان كل شويه يقول هطلّعه ظابط .. هدخّله شرطه و مهاب كمان عمل كده مع مازن ..
كنت بتريق عليهم و أقولهم سيبكوا بقا من قاعدة إبن الدكتور دكتور و إبن الذبّال ذبّال .. سيبوهم يبقوا اللى هما عايزينه مش اللى انتوا عايزينه ..

 

بس اما ربنا رزقنى ب إبنى لقيت نفسى بحلم معاه نفس الحلم و برسمله نفس الخطوات ..
ساعتها فهمت إنها غريزه فينا ك أبهات .. بنفضل ماسكين ف إيد ولادنا و احنا ماشين ف طريقنا .. ف بنلاقيهم مشيوا نفس الطريق و خدوا نفس الخطوات ..
و ده شئ بيبقا قمة سعاده اى اب لإنه بيبقا عارف إنه ف اى لحظه العمر هيقف بيه عند اى محطه ف طريقه إبنه هيكمّل الطريق اللى إبتداه معاه و يمشى على خطاه و يفضل ذكره معلّم للكل من خلال إبنه...

انا ببساطه بقا حلمت بده كله مع بنى و لإنه كان إبنى الوحيد ف حطيت ده كله فيه ..
بس فجأه إيده فلتت من إيدى .. ف وقعت كل احلامى دى على دماغى و وقّعتنى معاها .. إتهدّت و هدّت كل حاجه معاها ..
حلمت بيه يدفنى و ياخد عزايا و لقيت نفسى مره واحده البيت فضى عليا و لو موتت يمكن محدش كان هياخد باله إلا الله اعلم بعد قد ايه ..
حلمت بيه يقف على قبرى و يبقا عملى الصالح اللى هيبقالى و لقيت نفسى انا اللى بقف على قبره ..
و بقا هو حكاية وجعى اللى مبحبش احكيها و لا اجيب ف سيرتها رغم إنى بتكلم عن همسه و ليليان كتير ..


 
مارد ف اللحظه دى كلام أبوه كان زى الزلزال اللى زلزل جسمه بعنف .. ف خلّى كل حاجه جواه إتدربكت و إتلخبطت ..
معقوله الراجل ده خطف و إغتصب و سرق و خان ؟ خان حُرمه بيت صاحبه ؟ خان شغله ؟ باع ده كله ؟
اللى لسه عايش على مجرد ذكريات و بيخلص ليها معقوله يكون خاين ؟

أبوه كان بيتكلم بمنتهى التلقائيه .. محاولش حتى يحبس دموعه اللى رعشت صوته .. خلّص و سكت ..
شايف مارد اللى من توهانه نسى إنه يجمّد ملامحه عشان مشاعره متبانش و بسهوله كل الحنين المدفون جواه من يوم الحادثه لبيته و لهفته و حبه و كل مشاعره إترسمت بإحترافيه على وشه ..

مراد لمح على وش إبنه كل الحيره دى .. صحيح مش عارف عاصم قاله ايه عنه ف مش فاهم حيرته ..
بس اللى عارفوه ان اللى جوه عينيه ده مالهوش غير تفسير واحد .. واحد بس ...
إنه إتوهم بموت إبنه تانى .. إنضحك عليه تانى ..
مراد أبوه قرّب منه و لسه هيتكلم .. مارد رجع لورا خطوات بخنقه .. بس عشان أبوه كان قريب من وشه اوى لمح دموعه.

أبوه مسكه بحنيه و مارد فك إيده : انا مخنوق و عايز ابقى لوحدى
و قبل ما أبوه يرد كان خرج و سابه و ساب المكان كله ..

مراد إبتسم اوووى و عينيه لمعت كإنه قلبه بيبانه إتفتحت للفرحه اللى جايه تاخده بالحضن ..
بصّ للكلب و همس من بين إبتسامته : حبيبك رجع ..

الكل حواليه محدش فاهم حاجه .. ليه مراد قال كده و ليه مارد إتلغبط كده و مشى بسرعه كإنه بيهرب ؟ و ليه الكلب إتحدف على مارد كده؟
محدش قدر يستوعب الموقف قوى إلا مهاب تقريبا اللى بصّ لمراد و إبتسم قووى و غمز ..
مازن رفع حاجبه : لاء حد يتكلم .. حد يفك شفرة الموقف ده لا احسن دماغى ساحت
مهاب ضربه بخفّه على قورته : عشان انت لطخ
مراد قعد على كرسى وراه مبتسم بغموض و رجّع ضهره لورا اوووى و إتمطّع كإنه كان شايل حِمل تقيل على ضهره و دلوقت بس نزّله ..
مازن : طب دلوقت ايه ؟

مراد بشرود : انا عايز حاجه تانيه .. و بمنتهى الدقه
الكل بصّله و هو سكت شويه بغموض : عايز اعرف كل حاجه عن مارد
كريم بإستغراب : ماحنا جيبنالك يا ميكس
مراد : لاء انتوا جيبتوا حاجات سطحيه .. و معظمها عن شغله .. انا عايز تفاصيل .. تفاصيل التفاصيل .. و عن كل حاجه عنه .. اى تفصيله مهما كانت صغيره
حياته .. إتولد فين ؟ و عاش مع مين ؟ و عاش ازاى ؟ عاش اد ايه ف روسيا و من امتى بالظبط ؟

رؤيه إبتسمت لإنها وصلت لتفكيره : معتقدش إتولد هناك لإنه بيتكلم مصرى كويس جدا ده و لا حتى مكسّر
مازن : ماهو الناس اللى عاش معاهم مصريين اصلا ف اكيد لقط منهم و بالتالى طلع كده
مراد إنتبه : يعنى ايه الناس اللى عاش معاهم ؟ اهله يعنى ؟
رؤيه : قصدك اللى إسمه عبدالله مهد ؟ لاء دول اللى ربّوه
مراد بشرود : يعنى ايه اللى ربّوه ؟ اللى ربّوه يعنى اهله؟

مازن : لاء .. الملف بتاعه بيقول إنه شايل إسم الراجل ده بالتبّنى ..
مراد بصّلهم اوى : انا ليه معنديش عِلم بالحاجات دى ؟
كريم : انا جمعتلك تفاصيل كتيره عنه بس انت اخدت نظره بشكل سريع .. موقفتش عند حاجه
مراد : خلاص عيد من الاول بس المرادى بتفصيل التفصيل .. و كل حاجه تجبهالى بدليل و ورق يثتبها .. انا عايز كل حاجه عن مراد .. مش عن المقدم مراد.

مهاب : متقلقش انا بنفسى اللى هدوّرلك
مراد رفع إيده بغيظ : لااء بلاش انت ابوس إيدك .. انت ناسى إنك انت اللى دوّرت قبل كده ؟
مهاب ضحك اوى : المهم هتروح عند يحيي ف المستشفى نشوف عمار و لا كنسلت
مراد : لالا جاى معاك
بعدها خرجوا و مراد اخد عربيته و اتحرك ..

مارد خرج من عند أبوه زى التايه .. مش عارف يجمّع حاجه ..
قلبه مش مقتنع ب ولا كلمه من كلام عاصم .. خاصة بعد اللى سمعه من أبوه دلوقت ..
امال القضيه اللى إتعملتله دى ايه ؟ و ف وقت كانت همسه مرات عاصم ؟
العقل بيقول كلام عاصم صح و قلبه بيقول كلام أبوه اللى لسه حتى مقالهوش هو اللى صح ..
فى حلقه مفقوده تربط الاحداث ببعضها .. و الحلقه دى اكيد عند أبوه ..

ليه سابه و مشى ؟ ليه كان خايف من اللى هيسمعه ؟ كان خايف ميلقيش عنده مبرر ؟؟ عذر يسامحه عليه !!
و لا كان خايف يكون إتحط ف نفس موقف أبوه و ان عاصم ضحك عليه هو كمان !
لازم يتكلموا .. ع الاقل مادام إبتدى يدوّر ورا ليليان يبقا وصل لحاجه .. يبقا خلّيها تيجى منه هو ع الاقل يفهم ..

مارد خرج من عنده اخد عربيته و مشى .. طول الطريق زى التايه .. و دماغه ماشيه ف مية إتجاه
قطع شروده صوت ضرب نار موجّه على عربيته .. مارد التفت وراه لمح كذا عربيه بيقرّبوا منه بسرعه و بيحاوطوه .. العربيات كانت كتير و كل ما بيقدّم بعربيته بتظهر عربيات تانيه تحلّق عليه
فجأه عربيه طلعت قدامه ضرب فرامل جامد.. العربيه حكّت ف الاسفلت جامد و فضلت تلفّ حوالين نفسها .. مارد إتحكم و وقّف العربيه
عدّت عربيه من جنبه نزل منها رجاله بأحجام ترعب بجد بس اكيد مش ع المارد ..
كان معاهم سلاح و وقفوا حاوطوا عربية مارد و فضلوا يضربوا عليه نار .. مارد قفل كل ازاز العربيه
و بقى يبص حواليه كذا عربيه قدامه و جنبه من كل جهه .. مابقاش عارف يتحرك ازاي

بلع ريقه و إبتدى يفكر بشكل سريع هيخرج من الموقف ازاى .. دوّر العربيه بسرعه و رجع بيها ورا فضلوا يضربو عليه نار
بقى يسوق بسرعه جدا و بيحاول يتصل على مصطفى او اسر ...اى حد يلم معاه الموقف
مصطفى : مارد روحت لأبوك و
قطع كلمته مع صوت العربيات اللى بتخبّط ف بعضها و صوت الرصاص اللى بقا زى المطر
مارد بسرعه : انا كنت عند أبويا ف البيت و لسه خارج .. تعالالى ع الطريق
مصطفى قفل معاه و هو نازل كلّم اسر يحصّلهم .. اخد مفاتيحه و نزل جرى على طريق بيته بيتلفّت على اى لبش ع الطريق .. لحد ما لمح معجنة عربيات و الكل بيضرب بمسدسات و خروج مارد من وسطهم محتاج معجزه

مارد كان قافل قزاز عربيته اللى كانت مفيّمه و ضد الرصاص و بيستخدم حاجات بتوّلع بيجهّزها و يفتح الشباك بحذر لثوانى يحدفها على عجل اى عربيه منهم و يضرب طلقه عليها ف العربيه تفرقع و يرجع يقفل القزاز تانى ..
لحد ما فرقع اكتر من عربيه و بقا اللى بيمشى وراه عربيتين تلاته .. فجأه عجل عربيته فرقع و العربيه إبتدت تلفّ حوالين نفسها بجنون و بتتشقلب ..
مارد إتحدف منها ع الارض و لسه العربيات بتقرّب منه
هنا ظهر مصطفى بعربيته و لحظات و كان ظهر اسر وراه ..

و كان محصّله بعربيته و إبتدوا يدخلوا وسط العربيات يشاغلوهم لحد ما قام مارد ..
طلّعوا مسدساتهم و مارد كمان قام بسرعه و إبتدى يتحرك بخفه وسط حركه العربيات و بيتفادى الضرب بمهاره لحد ما نط ف عربية من اللى كانوا ماشيين وراه ..
و إبتدى يضرب و ينضرب بإيده لحد ما وقّع معظمهم ..
كان ماسك واحد منهم ف إيده و كل ما يجى ينضرب عليه نار يلفّه ناحية الضرب ياخد الرصاصه و يقع و يرجع يمسك غيره ..
و مصطفى و اسر وراه إبتدوا يتعاملوا مع الباقى ..

مهاب و مراد كانوا لسه خارجين لمحوا المنظر من على بُعد .. مراد بتلقائيه إتنفض و شاور لمازن يسرّع و يوازيهم و فعلا إتحركوا لحد ما لمحوا الموقف عن قُرب .. مراد غمّض عينيه بعنف لمجرد الذكرى اللى هاجمته من نفس الموقف معاه .. و مع عاصم بردوا ..

مارد مكنش معاه مسدس كان ماسك واحد من رقبته بإيد و بيتفادى بيه الضرب و بيتعامل بالإيد التانيه و بيضرب برجله كمان ..
مراد أبوه فتح التابلوه مسك مسدسه حدفهوله و مارد لفّ براسه ورا يلقفه و هنا مخدش باله من الرصاصه اللى راحت لكتفه و وراها التانيه .. مراد أبوه جسمه إتنفض بحركه ملحوظه كإن الرصاثه جات ف جسمه هو حرّكته ..
مارد إتحامل على نفسه و إبتدى يضرب بالمسدس اللى أخده ..
و مراد و مهاب وراه بعربيتهم و الوضع بيتأزم ..

مارد شاور لمازن بعينيه ع المسدس و رجع شاورله على عجل العربيه ..
مازن مفهمش او تقريبا فهم بس مقدرش يستوعب عايز يعمل كده ليه .. لو فرقع العربيه هو فيها هيتأذى كمان ..

مراد أبوه لاحظه ف بص لمازن : هو عايز ايه منك ؟
مازن : عايزنى افرقع العربيه .. العدد اللى معاه جوه كتير و طالما عايزنى اعمل كده يبقا شكله مش هيعرف يخلّص إلا بكده
مراد ابوه بفزع : هو إتجنن ؟ لاء طبعا إستنى قرّب منهم و انا

قطع كلامه مع صوت العربيه اللى فيها مارد بتنفجر و بتتشقلب من ع الكوبرى ..
مراد بصّ بفزع : اقف يا مازن .. اقف
وقف بعربيته و نزل منها فوق الكوبرى و هنا لمح العربيه بتتشقلب و هى موّلعه ..
مراد إتفزع و مهاب نزل جرى وراه بيتلفّت بجنون حواليه و هنا لمح مارد ع الارض إتشقلب من العربيه قبل ما تولع بثوانى ..
مارد قبلها اما شاور لمازن و مفهمش شاور لمصطفى اللى رغم من إنه كان بعيد إلا إنه فهمه عايزوه يعمل ايه و إستنتج هو كمان هيعمل ايه ..
مصطفى ولّع حاجات و حدفها على العربيه ف إختلّ توازنها و منها ضرب رصاص ع العجل فرقع .. العربيه لفّت حوالين نفسها بعدها إتشقلبت مولّعه ..
هنا مارد إتشقلب منها ع الرصيف قبل ما تقع و كان ماسك واحد من اللى كانوا فيها شقلبوه معاه ..

أبوه لمحه راح بلهفه عليه و وراه مهاب .. سبقه مصطفى اللى وقف بعربيته و راحله و وراه اسر اللى كان معاه عمر أخوه ف العربيه و الكل إتلم حواليه ..
مارد قام و الراجل اللى معاه ف إيده ..
و شاور لأسر : جيبت اللى قولتلك عليه معاك ؟
اسر : بس
مارد بغيظ : إخلص جيبت ؟

اسر : اه العربيه اللى طلبتها ورا اهى و فيها اللى طلبته .. انت صحيح اما كلمتنى مفهمتش بس كلمت حد حصّلنى بيهم
مارد هزّ راسه وراح ناحية العربيه .. مسك الراجل اللى لحقه من اللى كانوا بيطاردوه و حدفه ف العربيه قدام الدريكسيون .. ميّل كلبش رجله ف العربيه بكلابشات و كلبش إيده بدريكسيون العربيه ..
و ظبط العربيه اللى كانت بتتحرك إتوماتيك على مكان محدد تقف فيه فتحلها ال GSP تمشى عليه و قفل العربيه ع الراجل و إبتدت تتحرك مكان ما مارد موجّهها ..

مشيت العربيه و مارد إتلفّت على موبايله طلّعه من جيبه و بيصوّر الطريق اللى مليان جثث من اللى كانوا بيطاردوه و عربيات موّلعه ..
أبوه جاى بلهفه من وراه لمحه مبتسم اوى و بيصور .. إستغرب رد فعله و لسه هيقرّب لقاه مسك موبايله و فضل يقلّب فيه بعدها كلّم حد.. فوقف يسمعه بإنتباه اوى..

مارد ضحك بصوت عالى : عاصم باشااا .. ضيف لقايمة فشلك الذريع واحده من اهم و اكبر اعمالك الفاشله .. و هى إنك مبتعرفش تختار رجالتك .. عشان اما تبعتلى رجاله لأكتر من مره و ارجّعهوملك جثث يبقا يا انت اللى غبى يا رجالتك .. يا ترى الغباء من مين ؟ مين ؟
عموما لو عايز تثبتلى ان الغباء مش منك تعالى اقف قصادى راجل لراجل و انا اوعدك إنى ادخّلك البلد بنفسى
رغم إنك مطرود زى الكلب منها و بردوا هخرّجك منها بدون غدر ..
عاصم بضحكة شر : نفس غباء أبوك
مارد بعنف : انا أبويا اشرف من ان إسمه حتى يجى على لسان كلب زيك ف يتنجّس .. انا مش عارف ازاى صدّقتك ف يوم .. بس و حياة أبويا و كسرة قلبه لا اكسرك تحت رجلى.

عاصم ضحك بصوت عالى
مارد بادله نفس الضحكه : عموما انا باعتلك هديه حلوه .. بس للإسف مش هتجيلك لعندك ..
الكلاب بتوعك فى كلب منهم سيبتهولك و بعتّه مع عربيه مجهزّهالك مخصوص فيها قنبله هيدروجينيه .. و ظبطت العربيه تقف ف ... ف ..... ف ....
بص هسيبك انت تخمّن هتروح لأى مكان يخصّ مصالحك هنا يدمرهولك ..
عاصم بغلّ : ااه يا ابن الكلب و حياة أبوك ما هسيبك
مارد بحده : انا اولى إنى احلف بأبويا .. و حياة أبويا انا اللى ما هسيبك .. و قولتهالك قبل كده يوم ما هتشوفنى هخلّى شوفتك ليا اسوء من اسوء كابوس ممكن تشوفه ف حياتك ..

مارد قفل ف وشه و نفخ بعنف و بيلفّ لقى مراد أبوه واقف وراه و على وشه إبتسامه واسعه قووى بتقول إنه سمعه ..

مارد إتوتر شويه و مشى عدّى من جنبه راح ناحية اسر و عمر و مصطفى ..
مراد محاولش يعترض طريقه لمجرد قلبه اللى بيرقص من إحساسه اللى شويه شويه بتظهر حاجه تأكّده ..
مارد راح و اسر أخده على عربيته و مصطفى و عمر ركبوا معاه و قبل ما يطلعوا كان أبوه شاور لمهاب و مازن إنه هيطلع معاهم و هما مرضيوش يمشوا و ركبوا معاه...

مارد بغيظ : يخروبيت أبوك .. مفيش إسعافات ف ام المخروبه دى و لا ايه ؟
اسر بتريقه : لاع مش عاملى فيها سبع رجاله ف بعض ؟ خليك بئا كده لحد ما نوصل المشتشفى .. متقلقش احنا قرّبنا اهو قدامنا تلات ساعات
مارد بصدمه : 3 ساعات ؟!
عمر بتريقه : او اربعه على حسب الطريق بئا
مارد بغيظ : هو انا ليه حاسس إنكوا فرحانين فيا يا ولاد المتضايقه ؟
اسر بغضب : ااه .. بصراحه اه .. عشان لما ترفض الحراسه معاك و تعملى فيها سبع الليل يبقا اشرب بئا
مارد بغيظ : فى ظابط مخابرات يمشى بحراسه !؟ انت اهبل يا اسر كده و لا يحيي هو اللى كان نفسه ف عيل اهبل ؟

اسر بغضب : انت تس
قاطعه مارد بزهق : اخلص يا هباب في اسعافات ف ام العربيه و لا لاء ؟
عمر ببرود : دى عربيتى انا على فكره و هو كان راكب معايا اما انت كلّمته .. انا بقا اشيل اسعافات ف عربيتى ليه ؟! لا انا ظابط اهبل و لا مطارد غشيم و لا ابن كلب ؟
مارد بغيظ : ظابط اهبل ؟ و مطارد غشيم ؟
اسر ضحك : و بالنسبه لإبن كلب ؟ عادى ؟ و لا موقعتش عليك ؟
مارد بغيظ : انا غلطان هتصرف
طلّع بنسه من حزام البنطلون بتاعه و كان دايما بيشيلها للطوارئ اللى زى دى ..

و ابتدى يتعامل مع الرصاصه اللى ف دراعه من فوق و هما بيبصّوله بصدمه ..
مراد أبوه هنا انتبه لإصابته و إنتفض بخضّه ..
مراد أبوه بغضب : بتعمل ايه انت ؟ هاا ؟ فاكر نفسك دكتور ؟ اصبر ثوانى و خلاص هنوصل .. دى تعملك تلوث
مارد بصّله ببرود : ليه يا باشا ؟ معلموتوناش ازاى نتعامل مع موقف زى ده ؟ بعدين انا مش عيل و اعرف اتصرف متشغلش بالك
اسر بهزار : انت قلبك قاسى اووى اووى انت مش بتحس

مراد أبوه بغضب و هو بيشد من إيده الحاجه و بيتعامل هو مع الجرح : لاء عيل .. عيل و إبن عيل كمان
مارد رفع حاجبه و بصّله ببرود بس ساكت ..

مراد أبوه : لما ترفض حراسه و انت عارف إنك مطارد و مهدد يبقا عيل .. و لما تورّط نفسك مع ناس بالحجم ده و تصمم تبقا لوحدك تبقا ايه غير عيل ؟ و لما تفتح قضيه بالحجم ده و انت مش مأمّن نفسك يبقا ايه غير عيل ؟ عيل و إبن عيل كمان
مارد بغيظ : انت تع
قاطعه مراد أبوه بغضب : انت تخرس خالص .. من هنا لحد ما نوصل تخرس .. و بعدها لينا كلام تانى
الاتنين سكتوا و كمّلوا الطريق من غير و لا كلمه .. بس بيبصوا لبعض بغموض و كل واحد فيهم بنظرته بيحلل التانى و يحاول يخترق اللى جواه ..
مراد أبوه لنفسه و هو بيبصّله و بيحلل جواه كل تحركاته و همساته و كلامه و حتى سكوته و شكله ..

هوو .. هو إبنى .. مستحيل يكون ده حد غير إبنى ..
كلامه ، غضبه ، نرفزته ، عصبيته ، عنفه ، ذكاءه ، تعامله مع الموقف ، هوو .. بس ليه بعيد ؟ ليه مجاليش ؟
مارد لنفسه و هو بيبصّله بشرود و تفكير لنفسه :
يا ترى انت مين فيهم ؟ الظالم و لا المظلوم ؟ الفعل و لا رد الفعل ؟ انت اللى إبتديت و لا انت كنت بتصد الضربه ؟
مش عارف اصدق فيك كلمه .. و لا قادر اقتنع إنك برئ .. بس ده مش شكل واحد مفترى و ظالم .. ياترى انت ايه و وراك ايه ؟
دقايق و وصلوا المستشفى .. نزل مراد أبوه زى المجنون بسرعه قدام عيون مارد المذهول من مبالغة رد فعله ..

أبوه لف و فتحله باب العربيه و مدّله إيده اللى مارد فضل متردد شويه قدام إيده الممدوده له و محتار و مستغرب تصرفاته و الاخر سند بإيده ع العربيه و نزل و خرج لوحده !

بصّله مراد أبوه بغيظ على دماغه الناشفه شبهه .. بس ف نفس الوقت بقلق حقيقى .. قلق اب على إبنه بجد و مشاعر كتير جواه متلخبطه ..
دخلوا المستشفى و مراد أبوه هبّ ف كل المستشفى و طلب اكبر دكاتره ف المستشفى و مارد بيبصّله بإستغراب منه و هو بيحاول يتجاهل نظراته ..
صمم يدخل مع مارد اللى إستغرابه عمال يزيد كل شويه و الباقى إستنوا برا ..
إتعاملوا مع الجرح اللى كان عباره عن رصاصتين ف دراعه ..
خلّصوا و لفّوا إيده و طلبوا منه يفضل ف المستشفى بس مارد رفض نهائى و صمم يمشى و مهما مراد أبوه حاول معاه إنه يستنى بردوا رفض و ده خلاه اصر اكتر يمشى ..

ف طلبوا ينتظر ع الاقل لاخر اليوم عشان يتأكدوا ان مفيش مضاعافات ..
خرج مارد ع غرفه عاديه و أبوه وراه و مصطفى كمان و الكل حواليهم .. و هما لسه عينيهم متعلقه ببعض ..
كل واحد فيهم بيحاول يستخدم مهاراته كظابط عشان يقرا اللى جوه التانى .. بس كإنهم متشفّرين .. و كل واحد فيهم تايه و مش عارف يلجّم مشاعره و كإن كل واحد فيهم فقد السيطره على روحه اللى لقت وليفها ..

اسر بتريقه : ااه يا ابن الايه يا لذينه .. كل دول هجموا عليك و الاخر طالعلى بدراع إلا حته .. دول بيقولوا مش عارفين يعدّوا الجثث و لا العربيات اللى إتشحورت
مارد بغيظ : اخرس.. اهو نبر اهلك ده اللى جايبنى ورا
عمر ضحك : لاء دراع ايه اللى بس ؟ و تقريبا حاجب إلا حته بردوا

مارد بغيظ : اخرس انت كمان مش كفايه عربيتك من غير اسعافات .. قولتلك كام مره و نبّهتك ؟
عمر بهزار : مش كفايه عربيتك انت اللى معتش عارفها عربيه ظابط و لا عربية اسعاف ؟!
مارد بصدمه و كإنه إفتكر و حط إيده على راسه بغيظ : العربيه .. اه العربيه يا ولاد الكلب
عمر بضحك : الله يرحمها .. الحق هات غيرها انت بيحوّق و لا هتلحق ..
عمر ضحك : الله يرحمها .. الحق هات غيرها انت بيحوّق و لا هتلحق .. لا هى اول و لا اخر واحده
اسر ضحك : يا عم حد قاله هات BMW .. احسن.

مارد بغيظ : اهو نبر أبوك ده هو اللى شحوّرها .. ااه يا ولاد الكلب ده انا لسه مخلّصتش اقساطها
اسر ضحك : معلش معلش
مارد بغيظ : ماهو لك حق تقول معلش .. ماهو اللى إيده ف جيب أبوه مش زى اللى إيده ف .....
عمر ضحك : بكره هتلاقيها ناطط ف غيرها
مارد بغيظ : يا ابن الكلب منك له له له انت عندك أبوك مشخلعك و انت أبوك مدلعك انما انا عندى مين غير ربنا و المرتب.

اسر بضحك : ااه المرتب اللى بيزيد كل كام حبه لحد ما بقا 200 ف الميه
مارد بغيظ : اهو المرتب ده كان هيقلب لمعاش من خمس دقايق بس .. الله يخروبيتكوا انتوا ايه اللى جابكوا ؟
اسر : هاتها المره الجايه بحمار عشان متغلبش فيها
مارد حدفه بكوبايه ف إيده : و حمار ليه و انت موجود ؟ ده عيبه ف حقك

مراد أبوه واقف متابع حوارهم من بعيد .. قلبه مقتنع إنه إبنه .. و لو كان عنده مجرد شك ف خلاص شكه ف اللحظات دى إحتضر ..
و إستسلم لقرار مشاعره ناحيته اللى حاول يهاجمها كتير لمجرد إنه مكنش قابل على كرامته و رجولته إنه يكون إتخدع بسهوله كده و من مين .. من كلب زى عاصم !

مصطفى موبايله رن بصّ فيه و إبتسم : ماارد دى ليليان
مراد أبوه إنتبه بلهفه لمصطفى و مارد لاحظه ..
مارد بعد ما كان هيقوله متقولهاش حاجه بصّله شويه و سكت و مصطفى فهم ..
مصطفى فتح عليها و اخد الموبايل و خرج
ليليان بعياط : مصطفى انت مع مراد ؟

مصطفى بتهرّب : مارد كان
ليليان بدموع : ماله ؟ حصله ده من ايه ؟
مصطفى نفخ و هى بضيق : انا ف المستشفى على فكره .. و كنت ف العمليات و لسه خارجه عرفت من الناس هنا إنه لسه منقول لهنا متصاب و
مصطفى : حبيبتى متقلقيش .. هو فعلا تعويره بسيطه و عدّت على خير و طالما هنا إطلعى إطمّنى بنفسك.

ليليان قفلت معاه و كلّمت غرام .. بعدها راحت تسأل عن مكانهم و مصطفى قفل و دخل تانى لمارد ..

مصطفى : ليليان هنا على فكره بس كانت ف العمليات و اما خرجت عرفت إنك هنا .. شويه و طالعه
اسر : و يحيي كمان هنا كان عند عمار و جاى
شويه و يحيي دخل بإندفاع : انت هتسيب القضيه دى و ده اخر كلام .. فااهم و لا لاء ؟
مارد نفخ بضيق و دوّر وشه ..

يحيي بغضب : عرضوا عليك ف الجهاز يزيّفوا موتك لحد ما ام الزفت القضيه دى تخلص و شغلك يبقا من تحت لتحت و انت اللى عاملى فيها سبع رجاله ف بعض
مارد بعنف : اه زى النسوان يعنى .. استخبى ورا صحابى .. ابقى صاحب حق و اتدارى .. يا اخى ده اذا كان هو برغم وساخته ماشى طايح ف الكل
يحيي : انت بتحمى نفسك
مارد بغضب : ملعون أبو حمايتى لو هتيجى بالخوف .. و ابقى عملتله ايه بقا ؟ ابقا اثبتّله إنى عيل و خايف ؟ انا حلفتله لا أدفّعه تمن الخوف اللى قهرنى عمرى كله.

مراد أبوه كان وراهم رجع خطوه و بيحاول يستشف حاجه ..
يحيي : خلاص يبقا تسيب القضيه يا مارد
مارد صوته عِلى : و حياة أبويا ما يحصل إلا على موتى .. و حياة أبويا كمان مره لا اخلّيه يدفع تمن كل ده .. و يوم ما هيقع تحت إيدى هخلّي الموت اللى انت عايز تحمينى منه ده يبقا حلم بالنسباله يحلم بيه كل لحظه هتعدّى عليه و هو تحت إيدى ..
هخلّيه يتمنى رصاصة الرحمه اللى تطلع من مسدسى عشان ترحمه من اللى هيشوفه منى و بردوا مش هدهاله .. كل اللى عمله كوم و قهرة أبويا و وجعه كوم تانى لوحده.

يحيي : مارد انا خايف عليك
مارد : و انا قولتلك إنى اللى بينه و بينى تار شخصى .. يعنى مش هيخلص بالقضيه .. و انت عارف ده كويس .. و لو وصلت لإنى افرقع القضيه و اجيبه تحت رجلى هفرقعها ف سبيل إنه ميفلتش منى ..
يحيي بضيق : مارد عاصم وسخ و هيلعبها معاك بوساخه انت متعرفهوش اسألنى انا ..
مارد بعنف : اذا كان عاصم وسخ انا اوسخ من اللى خلّفوه ..انا مش زى أبويا .. ده حق أمى و أختى و مش هسيبه .. حق أمى اللى إندفنت بالحيا تحت رحمته و حتى يوم ما خلّصتها من تحت إيده زرع الخوف جواها و خلّاها عندها استعداد تبيع كل حاجه حتى حياتها و تفضل بعيد ..

مارد حدف كلامه و لسه بيتحرك لبرا لمح أبوه واقف على بُعد منهم بس بيبصّله قوى و نظرته بتقول إن الحكايه مبقاش فيها شك و لا بقا ينفع يفضل بعيد تانى ..

مارد نفخ بغيظ و خرج زى العاصفه راح على غرفة عمار اللى كان متصاب من قبل و ف المستشفى ..
مراد كل مدى شكوكه ناحية مارد بتتأكد و إنهارده خلاص معتش فيها شكوك .. بعد اللى حصل و سمعه كل شك كان عنده إتبخر .. بس اللى مقدرش يفهمه ليه بعيد ؟
ليه مجاليش ؟ معقوله اختار يبعد بمزاجه ؟ و لا همسه قالتله ايه بالظبط خلّته يختارها و يخسره ؟؟

مراد فضل واقف كتير و مهاب جنبه و مازن معاهم لحد ما لمح غرام جايه من بعيد و اللى كانت ليليان بلّغتها باللى حصل ..
مازن بإستغراب : غرام ؟! ايه اللى جابها هنا دى ؟
مهاب إنتبه لها و بصّلها قوى و قبل ما يتحرك ناحيتها لمحها بتسأل حد من الدكاتره ..
غرام بقلق : فين المقدم مراد عبد الله ؟
الدكتور : إسألى على غرفته تحت ف الريسيبشن
غرام بنرفزه : مانا عارفه يا بنى ادم انت و اكيد سألت .. بس مفيش حد ف غرفته .. هو فين ؟
الدكتور : معرفش انا كنت

قطع كلامه اما غرام سابته و مشيت إتحركت بعيد ف بصّلها بضيق و مشى ..
غرام طلّعت موبايلها و كلّمت مارد ..
مارد جوه اول ما لمح موبايله إبتسم من وسط غضبه على غرامه اللى دايما جنبه قبل اى حد و رغم اى حاجه ..
بتلقائيه خمّن إنها برا و ده خلّاه مردش و خرج .. إتلفّت عليها لحد ما لمحها ف راح عندها ..
مازن لسه رايح عندها مهاب لمح مارد بيقرّب ناحيتها و على وشه ابتسامه مالهاش غير معنى واحد بس .. إنه هو مراد اللى سمع عنه منها و من خالها ..

مهاب إبتدى بشكل سريع يربّط الكذا حاجه اللى عرفهم عنه ببعض ف إبتسم اوى و بصّ لمراد أبوه اللى تقريبا وصلتله نفس الفكره ..
مراد أبوه بحده : هو ده مراد اللى انت نازل فيه شتيمه من بدرى ؟ و قدامى ؟
مهاب بغيظ : و انا ايش عرّفنى يا اخى ؟ و بعدين شكله رخم زى اللى خلّفه
مراد رفع حاجبه بغيظ : منك لله انت و اختك يا شيخ

سكتوا و إبتدى يتابعهم من بعيد ..

مارد قرّب من غرام اللى كانت مدياله ضهرها و بتنفخ
غرام بغيظ و هى باصّه ف الموبايل : يا اخى مش عاتق نفسك من البرود حتى و انت متنيل ؟
مارد من وراها : و مين بقا اللى قالك إنى متنيل ؟
غرام إلتفتت ناحيته و لسه هتتكلم لمحت دراعه المتصاب و كذا كدمه ف وشه ..
غرام بقلق : ايه ده يعنى بجد ؟ فيك ايه مالك ؟

مارد إبتسم بحب على قلقها و حط إيده بكوميديا على صدره : ااه هموت يا غرامى هموووت .. شوفتى بموت من غيرك ازاى ؟
غرام إنتبهت لهزاره ف خبطته بخفّه على صدره : فيك حيل لسه تهزر ؟
مارد مسك إيديها اللى ضربته باسها : طبعا اهزر و اضحك كمان .. حبيبتى اللى اعلنت غضبها عليا من غير ما تدينى فرصه حتى اقنعها دلوقت جايه تتلزّق فيا .. اهزر بقا و لا لاء ؟
غرام بغيظ : اتلزّق فيك ؟ تصدق انا غلطانه ان جيتلك
مارد شدها بسرعه : انتى هتسيبينى تانى ؟ انا قولتلك قبل كده اوعى تسيبينى .. فااهمه .. اوووعى

مهاب متابعهم و مبتسم ...
مراد أبوه جنبه رفع حاجبه : و ده من امتى ده ان شاء الله ؟
مهاب إبتسم : كده انا تقريبا فهمت .. مارد هو اللى جنن الهانم و طيّر البرج اللى فاضل من دماغها .. و اما سافرت تايلاندا تقريبا كان ف نفس الوقت اللى عرفنا ان مارد كان هناك مع همسه .. يعنى هو
مراد بغيظ : مممم طب ما تروح تطربقها على دماغهم يلا
مهاب رفع حاجبه بهزار : لاء
مرادغبغيظ : شوووف ازااى

عند غرام و مراد ...
غرام إبتسمت اووى بحب على تمسّكه بيها و بصّت لإيده المتبته فيها و رفعت حاجبها : ممم و ده من امتى ده بقا ان شاء الله ؟
مارد إبتسم : طول عمرى .. غرام انا من يوم ما شوفتك و انا متمسك بيكى و انتى عارفه ده كويس .. يمكن مبعرفش اتكلم .. بس انتى عوّدتينى تفهمينى من غير كلام زى ما عوّدتينى تصدقينى و تثقى فيا بردوا من غير كلام
معودتنيش ابدا اتكلم و متصدقنيش
غرام حست بصدق كلامه بس بردوا مش فاهمه ..

بصّتله بعتاب : انت كذبت عليا يا مارد
مارد بصدق : و حياة الحب اللى حبتهولك عمرى ما كذبت عليكى من اول لحظه شوفتك فيها لحد اللحظه اللى احنا فيها دى
غرام إبتسمت للصدق اللى لمحته ف عينيه اللى رغرغت كإنها بتترجاها متتخلاش عنه ..
غرام بتلقائيه : انا قولتلك انى عمرى ما هتخلّى عنك .. نختلف اه بس زى اى اتنين سايبين المشاكل تعمل فيهم زى ما تعمل بس بردوا إيديهم دايما مكلبشه ف بعض و لا عمرها هتفلف إلا اذا انت اللى سيبتها بإرادتك ..

ساعتها مش هتلاقينى جنبك .. انا مش محتاجه اكتر من إيدك تكون ماسكه فيا جامد .. و متفلتش ولا مره في الزحمه ..
مارد بإندفاع : و انا عمرى ما هسيب إيدك
غرام بعتاب : متأكد ؟
مارد بصدق : طبعا ..انا ممكن اخبّى عليكى حاجه و ساعتها تأكدى إنه هيبقى غصب عنى لكن اسيبك لاء .. لا بمزاجى و لا غصب عنى .. غرام انا خوفت عليكى من مشاكلى و كنت قررت ابعد و ساعتها كان هيبقا غصب عنى بس مقدرتش
غرام : طب و موضوع رحاب ؟

مارد لسه هيتكلم لحقته بسرعه : و ارجوك متقوليش مينفعش .. انا احترمت صراحتك و قدّرتها بس غموضك ده اللى مش هقدر عليه ..
انا كنت شاكه من الاول ان فى حاجه مش مظبوطه و لعلمك بقا الحاجه اللي البنت شاكه فيها بتطلع صح أكتر من الحاجه اللي الراجل متأكد منها

مارد إبتسم و سكت شويه
غرام : انا اتحايلت عليك كتير وقتها اعرف و انت سكت .. و ادينى دلوقت عرفت و بردوا ساكت .. ف ده مالهوش غير معنى واحد و هو إنك
قاطعها مارد بسرعه : إنى ايه يا غرام ؟ إنى خونتك؟ انتى بجد فكرتى كده ؟ مصدقه نفسك ؟
غرام : و الله لكل فعل رد فعل مساوي له ..
يعني متخبطش الكوره في الحيطه بقوتك و تزعل لما تترد في وشك بنفس القوه .. كان المفروض تحطنى قدامك و انت بتتصرف .. يا متزعلش بقا لما رد الفعل يكون ع الاقل مساوي للى عملته انت ..

مالهاش معنى تانى غير اللى بتلوم عليا إنى فهمته .. الا اذا انت عندك حاجه تانيه تفسرلى بيها اللى حصل
مارد إتنهد : انا عمرى ما خونتك لا بمزاجى و لا غصب عنى و انتى اكيد حاسه بده ..
اللى حصل ان رحاب عمامها غصبوا عليها تنزل معاهم مصر و تقعد عندهم بعدها معرفتش عنها حاجه إلا اما كنت ف المستشفى و إبن عمها جاه يسأل عليها عندى
وقتها عرفت إنها سابتلهم البيت .. دوّرت عليها لحد ما لقيتها و عرفت منها إنهم عايزين يسرقوا ورثها من أبوها و عمها غصب عليها بالجواز من إبنه ..
ساعتها قعّدتها ف شقتى انا و مصطفى لحد ما نتصرف .. و قبل ما اعمل حاجه عمها كان سايب حد يراقبنى و اما عرف إنى لقتها جاه ياخدها و كانت بتاخد حمام ..
غرام بضيق : و انت كنت معاها ف الشقه صح ؟

مارد لسه هيتكلم ف لمح ضيقها : هو انتى مفكره ايه ؟ إنه حصل حاجه يعنى ؟
غرام بسرعه بغيظ : ده انا كنت قتلتك
مارد إبتسم قوى و هى كزت على سنانها : بس ده مش معناه إنك مغلطش .. خدتها بيتك ماشى .. ايه بقا اللى يوديك ؟
مارد : غرام انا قولتلك قبل كده علاقتى بأبوها عامله ازاى و هو عمل ايه عشانى .. انا بس روحت اشوفها لو محتاجه حاجه غير إنى كنت هقولها لو عايزه تسافر تانى ممكن اسفّرها .. بعدها عمامها جوم و شافوها خارجه من الحمام و عملوا فيلم اجبرونى بيه افبرك الورقه اللى انتى شوفتيها دى
غرام إبتسمت : يعنى الورقه دى مفبركه هااا ؟

مارد ابتسم : و الله المفروض إنك تبقى عارفه ده لوحدك .. انا قولتلك قبل كده عن اكتر تلات حاجات فيا .. و اعتقد إنك فاكراهم
غرام إبتسمت : قلبى رفض يصدق إنك خونتنى او إنك ممكن تخون اصلا ..
مارد إبتسم : و اما انتى رفضتى تصدقى سيبتينى ليه قبل ما تفهمى ؟
غرام : إتصدمت .. مكنتش متوقعه منك ده لإنك زى ما قولتلى إنى عارفه عنك ملكش ف إنك تخون ف كنت مدياك الامان .. ف إتوجعت لمجرد إنى مكنتش متوقعه منك ده.

ف كان لازم افهم .. مراد انا شوفت ورقه الجواز العرفى
إتجننت .. صُعب عليا نفسى إنك منين متجوز الهانم و عرفى و منين مأخّر جوازنا بحجه الظروف و أبويا ؟
مارد إبتسم : طب بمناسبة أبوكى إتكلى بقا عشان هو هنا
غرام رفعت حاجبها : هتهرب تانى ؟
مارد ضحك : المرادى لازق و اوى كمان و هتعرفى ان لزقتى فيكى عمرها ما هتتفك .. انا اصلا فهمت ليه احنا مكلبشين اوى كده ف بعض ؟ ده كلبشه ربّانى يابنتى
غرام مفهمتش : يعنى ايه ؟ انت كلمت بابا ؟

مارد إبتسم : و الله لو كلّمته دلوقت ممكن يولّع فيا .. لكن اوعدك اللى قدامى خلاص هان اوى و ساعتها هكلّمه و انا واثق إنه هيعملى خاطر
غرام إبتسمت : ايه الثقه دى ؟
مارد : ده حبيبى
غرام رفعت حاجبها و مارد إبتسم : المهم يلا بس روّحى انتى دلوقت و صدقينى هفهمك كل حاجه
غرام بحب : ماشى بس ابقى طمنى عليك
مارد : انا خارج اصلا متقلقيش.

غرام مشيت خطوتين بعدها وقفت و بصّتله : اوعى تخبى عليا حاجه تانى يا مارد .. حتى لو بخصوص شغلك انا عمرى ما هأذيك .. حتى لو انت غلطت تعالى و قولى ساعتها صراحتك هتشفعلك عند قلبى
مارد إبتسم و غمزلها و هى إبتسمت ..

مارد لفّ و دخل و هى إتحركت شويه و هى مبتسمه بس بسرعه إبتسامتها اتبخّرت اما لمحت أبوها بيقرّب منها
غرام إتنهدت بضيق : بابا ؟
مهاب رفع حاجبه و كتم إبتسامته : كنتى فين يا غرام ؟ جايه لمين هنا و بتعملى ايه ؟
غرام سكتت شويه : كنت جايه لمراد يا بابا .. عرفت من أخته إنه عمل حادثه و جاه هنا .. شوفته و ماشيه
مهاب غصب عنه إبتسم لصدقها : ممم و يطلع ايه بقا مراد عشان تجيله ؟

غرام بضيق : خطيبى
مهاب رفع حاجبه : نعمم ؟ و ده مين بقا اللى وافق عليه ؟
غرام بخنقه : و متوافقش عليه ليه بس ؟
مهاب : و الله هو مجاليش عشان اوافق و لا ارفض
غرام بعتاب : و هو حضرتك كنت إديته فرصه يتكلم معاك و هو معملش ده ؟ بابا انت رفضته حتى قبل ما تشوفه .. حكمت عليه من غير ما تسمعه
و ده ليه يعنى ؟ عشان إتحط ف ظروف غصب عنه ؟ هو فى حد بيسيب اهله بمزاجه ؟

مهاب سكت شويه اما لمح مراد أبوه جنبه بيبصّله بعتاب :
عندك حق .. بس انا خوفت عليكى و خوفى عليكى هو اللى خلّانى إندفعت
غرام بزهق : خوفت عليا من ايه يابابا ؟ من مارد ؟ مارد ميتخافش منه و يوم ما تخاف عليا يبقا خاف عليا من بُعده عنى مش وجوده معايا
مهاب إبتسم : للدرجادى ؟
غرام بثقه : و اكتر من الدرجادى .. حتى لو مكنش له اهل انا مكتفيه بيه و جدا كمان .. مارد راجل و كلمته لوحدها كفايه مش محتاجه كبير
يعنى حتى لو موصلش لأبوه انا بردوا مكتفيه بيه ..

مهاب بعتاب : لدرجة تسافريله يا غرام ؟ و تقعدوا يومين لوحدكم ؟
غرام بسرعه : و الله انا كنت مسافره لشغلى فعلا .. اه إستغلتها فرصه عشان اقابله بس حقيقى كان شغل ..
ثم ان انا قعدت مع طنط همسه و اد ايه حبيتها و إرتاحتلها .. و هى مسابتناش اصلا لوحدنا و لا سابتنى خالص
مهاب إنتبه : همسه مين ؟
غرام بإستغراب من تركيزه : أمه
مهاب إبتسم و مراد أبوه إتنهد بصوت عالى جدا و بصّلها قوووى و إبتسم جداا و غرام لسه هتتكلم بصّت وراها للصوت اللى جاى عليهم و إبتسمت : ...
مراد عيونه لمعت و..
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الرابعة والأربعون بقلم أسماء جمال


غرام بضيق : مراد ميتخافش منه و يوم ما تخاف عليا يبقا خاف عليا من بُعده عنى مش وجوده معايا
مهاب إبتسم : للدرجادى ؟
غرام بثقه : و اكتر من الدرجادى .. حتى لو مكنش له اهل انا مكتفيه بيه و جدا كمان .. مراد راجل و كلمته لوحدها كفايه مش محتاجه كبير
يعنى حتى لو موصلش لأبوه انا بردوا مكتفيه بيه ..
مهاب بعتاب : لدرجة تسافريله يا غرام ؟ و لوحدكم ؟


 
غرام : و الله فعلا انا كنت مسافره لشغلى .. ثم ان انا قعدت مع طنط همسه اصلل و اد ايه حبيتها و إرتاحتلها و هى اصلا مسابتناش لوحدنا
مهاب إنتبه : همسه مين ؟
غرام بإستغراب من تركيزه : أمه
مهاب إبتسم و مراد بصّلها قوووى و مره واحده إتنهد بصوت عالى جدا و إبتسم
مهاب : شوفتيها فين ؟


 
غرام : ف تايلاندا .. ماهو عرّفنى عليهم هناك مامته و ا
أخته .. و لو كنت إدتنى فرصه انا اللى كنت هقولك
هو وصل لمامته و اخته و قرّب يوصل لباباه .. كل اللى محتاجوه شويه وقت يا بابا
مهاب إبتسم اووى و مراد جنبه إتنهد براحه على احساسه اللى خلاص إتوثّق ..

مراد كان زى التايه لمجرد إنه مش فاهم الصوره المرسومه قدامه دى إترسمت ازاى و مين وصّل الوضع لكده ؟
معقوله تكون همسته باعته رخيص كده ؟ طب و ولاده ؟ باعتهم هما كمان و لا ياترى هما اللى باعونى ؟ عرفونى بس إختاروها ؟ مارد شكله عارفنى و اوى كمان يبقا ايه ؟


 
حس إنه محتاج ياخد خطوه لورا عشان الرؤيه توضح قدامه شويه ..
شرد بتوهان و مهاب لفّ دراعه حواليه و حاول يتحرك بيه .. غرام إستأذنت و مشيت اما لقتهم هيمشوا ..
مراد وقف كتير ف الطُرقه و قبل ما يخرج لمح ليليان جايه من بعيد ف إبتسم اووى و وقف على صوت ضحكتها و إستنى يشوفها ..

مصطفى طلع جابها و دخلوا عند مارد و هى اول ما دخلت رمت نفسها ف حضن مارد و كلبشت فيه و إبتدت تعيط .. مراد أبوهم متابع من بعيد و عقله عمال يربط الاحداث .. صحيح لسه عنده حلقه مفقوده ملقهاش و اللى هى فيها التفسير لكل حاجه وصلها حصلت ازاى ..
بس المهم إنه وصل للى عقله إقتنع بيه .. ان دول ولاده و ده كفايه ..
ليليان قعدت و مراد عينيه عليها بيبصّلها بلهفه و عمال يشبع من ملامحها ..
يحيي قرّب منهم و ليليان قامت بلهفه سلّمت عليه ..


 
يحيي بحب : وحشتينى يا لولى .. بقا تبقى ف مصر من قد كده و مشوفكيش غير كام مره بس ؟
ليليان إبتسمت : معلش يا عمو يحيي بس انت و الله متعرفش .. انا مطحونه ف الشغل من وقت ما جيت
مارد بهزار : شغل ايه ما تخلّى الطابق مستور .. ده بيدلعوكى عشان عارفين هنا إنك أخت المارد
ليليان ببراءه : دلع ايه يا لطخ ؟ ده انا تقريبا مبخرجش من العمليات .. متاخده فحت ردم .. انت فاكرنى زيك ببلطج ؟

يحيي ضحك اوى و مارد بصّلها بغيظ و شاور على نفسه
ليليان هزت راسها اه بضحك ..
ليليان بهزار : بالمناسبه يا عمو يحيى عندى سؤال واحد و محشور ف زورى مش عارفه ابلعه ف لازم ينط
يحيى ضحك : خلّيه ينط
ليليان : حبة العواطليه دى بيعملوا ايه عندك ف الجهاز ؟


 
يحيي ضحك و هى مطّت شفايفها : لاء بجد العيال دى بتشتغل ايه يا عمو يحيى ؟
مارد طقّر على قورتها بخفّه : عواطليه ؟
ليليان : انت بالذات تخرس .. ده انت اول العواطليه
عمار شبّ براسه لفوق من ع السرير : اخرسى لا احسن انتى بتنفخيه و هو بينفخنا
ليليان بهزار : لاء إستنى بس .. اسر باشا بيقضّى نص الصيف ف اسكندريه و تلات اربع الشتا ف الاقصر .. و كل شويه يرفعله صور هناك .. بيشتغل امتى مش عارفه
اسر برّق : يخربيتك.


 
ليليان : مَن كان أبوه سيد القبيله و انت أبوك القبيله بحالها
اسر : اهو القبيله ده مبينفخش غيرى
ليليان بضحك : و عمار باشا
عماار بغُلب : نعممم ؟
ليليان ضحكت : لتالت مره ع التوالى بنزل المول الاقيه هناك .. بينزل مع مراته السوبر ماركت .. و ده بقا ليييه عشاان فاضى .. انا اول مره اشوف ظابط شحط بينزل يتسوّق
عمار ضحك : مارد باشا انا بقول تاخد أختك و تروّح .. يلا شكر الله سعيكم .. يلا إفتحوا سكه.

ليليان ضحكت اكتر : نيجى بئا ع المارد
مارد بصدمه : لاء انا مش هفتح سكه انا هفتح دماغها كده
ليليان ضحكت : مارد باشا اللى بيصحى و ينزل شغله بعدى و يخلّص قبلى .. بيعملها ازاى دى سبحان الله
يا رااجل ده بينام للضهر .. بيشتغل ايه عندكوا مش عارفه.

يحيي هزّلها إيده و عض شفايفه يعني ميعرفش و هى ضحكت : و ده ليه بئا ؟ هاا لييييه ؟ عشان انت مدلعهم يا يحيى .. مدلعهم اووى كمان
مارد بغيظ : يخروبييت أبوكى
ليليان ضحكت بنرفزه : لاء لاء لاء لاء لاء يا يحيى .. مش عاجبنى انت .. مش شاكمهم كده
السؤال هنا بئا انتوا بتشتغلوا ف مخابرات أبوكوا ؟ هو امن البلد باظ من شويه .. ماهو من العته ده
مراد أخوها برّق : عته ؟!
ليليان ضحكت : اه و ربوناا .. يا راجل ده انت بتقعد ف الكباريه اكتر من بيتكوا
اسر ضحك : ماهو انتى مجربتيش تمسكى مهمه.

ليليان بتريقه : ايون ايون عارفها انا المهمه دى ..المهمه اللى بيعلّموكوا فيها تشقطوا ازاى .. و يدخل الواحد فيكوا كباريه يخرج ب سلعوّه ف دراعه شاقطها
مارد رفع حاجبه : شا أيه ياختى ؟!
ليليان ضحكت : أقطها .. شاقطها .. ايه متعرفهاش ؟
دى تخصصك .. و قال ايه بيسحب منها معلومات و الاخر ترسى على إنها هى اللى بتسحبه زى البغل على بيتها
مارد برّق : بغل ؟
ليليان بهزار : اه و ربونا .. اشمعنا انا متاخده رايح جاى ف المستشفى ؟ هااا ؟
اسر : ده قر علنى بئا
مارد بغيظ : لاء قرّ ايه ؟ ده بعد ده كله الجهاز هيولع بينا و مش هنلقى بوق مايه يطفينا
ليليان ضحكت : ياراجل ده انا وصلت لمرحله إنى بستأذن المريض قبل ما اكح و لا انزل اجيب كيس شيبسى .. عبوكوا كلكوا يا كلاااااب.

مارد بغيظ : عبوكى انتى ياشيخه
اسر بتريقه : الا صحيح يا لولى شايفك بدأتى تتقبّلى موضوع اللدغه اهو و تاخديه ب إريحيه كده و لسانك بقا مَرِن .. معتيش بتستبدلى الكلمه اللى فيها حرف ال ر بأختها
ليليان بغيظ : شيت
اسر بإستفزاز : لاء قولى إخرس
ليليان : يا حماغ ( حمار )
الكل ضحك ...اسر : ع اساس إنها هتفرق .. طب قولى امر امير الامراء بحفر بئر ف الصحراء
ليليان بغيظ : اااه يا كلب البحغ ( البحر ).

مارد أخوها ضحك : مره كنا ف مهمه و محمد كان واخد رصاصه و خرّجناها بس للإسف فى باقايا منها فضلت ف دراعه و عملتله تلوث و عقبال ما جينا كان تعب اوى
كل الدكاتره قالت عنده تلوث ف الدم و يمكن يموت
جيبت الحلوه دى كشفت عليه و إكتشفت إنه تلوث جزئي بس ف الدراع بس مكان الرصاصه
و ده إسمه طبياً غرغرينا
كلنا على اعصابنا برا و هى المفروض تطلع تقول إنه طلع عنده غرغرينا
قولى كده قولتيها ازاى
اسر ضحك : اه قولى غرغرينا كده.

ليليان بغيظ : عرفت اقولها على فكره .. غغغاغغ .. غغغاغ .. يوووه قولها يا حمار
مارد ضحك اوى و الكل معاه ..
أبوها برا غصب عنه ضحك .. ضحك اوى من قلبه .. إفتكر من صغرها بتتغاظ اوى من اللدغه و هو اللى علّمها تتفاداها و تبدّل الكلمه ..
مارد بإستفزاز لها : لالالالا و الانكت من كده إنها مبقاش تاخد صوباع رجلها على اعصابها ..

بص على رجلها و ضحك : و شايفها بقت تاخد الموضوع بقبول اهو و بدأت تلبس شباشب و صنادل
ليليان و هى بتغطى كف رجلها بغيظ : لاء لابسه بوغلينه ( بورلينه )
مارد بيستفزها : مبقتيش ام رجل مسلوخه يعنى؟
ليليان بغضب طفولى : بس يا هباب البغك ( البرك )

مراد برا عينيه بتلقائيه راحت على رجليها و ضيّق عينيه بتركيز اووى .. عينيه دمّعت للذكرى .. قلبه كان قال كلمته و إنهارده عقله كمان حسم الامر ..

الكل جوه ضحك و يحيى بهزار : بس يا لطخ منك له له له و بص ل ليليان بإبتسامه : هو الحلو بيكمل ؟! الحلو مبيكملش

ليليان بكسوف طفولى مصطنع بضحك : يعنى انا حلو يا حلو
يحيى ضحك بهزار : طبعاا ده انت الحلو كله .. ده انت رز بلبن على مهلبيه .. و عشان الحلو مبيكملش لازم تلاقيه كده لسانه مقطوش حته
ليليان برّقت : مقطوش !؟
يحيى ضحك : او صوباعه مخروط حته
ليليان برّقت بضحك : مخروط !؟
يحيى ضحك : او خدوده مسلوق حته
ليليان بغيظ طفولى : ايه ده بس بس بس انت جعان يا يحيى ؟

يحيى ضحك : انا بس بقول
ليليان ضحكت بغيظ : لاء انت متقولش انت كفايه اللى قولته .. اسكت يا يحيى انت خلّتها خل حالص .. بتقولى رز بلبن على مهلبيه .. ده انت خلّتها عتس على ملوخيه اسكت
مارد ضحك : ده انت سيد الحلوين حاجه كده شبه القمر دين

مراد أبوها كان واقف برا و متابع الحوار من بعيد .. قلبه بيرفرف .. روحه سابقاه لعندها .. خايف يقرّب .. هو مش فاهم حاجه و مستنى يفهم او ع الاقل مستنى نتيجه التحليل لمجرد إنه خايف عليها من مفاجأة الموقف و مستنى يكلم مارد الاول ماهو لازم يفهم .. و قبل ما يتحرك لمحها خارجه لوحدها ..
ليليان و هى خارجه : مارد هنزل اشوف اللى ورايا ف المستشفى و قبل ما تخرج تعدى عليا.

مراد أبوها بعد ما كان هيمشى رجع وقف و إبتسم بلهفه
مهاب شاورله : إستنى اتكلم مع مارد الاول .. لازم تفهم و تسمع منه الاول
مراد إبتسم : اه و قبله هسمع من يحيي .. لاحظت ان يحيي قريب من مراد اوى و من الواضح إنه يعرف ليليان كمان .. عايز اسمع منه يعرف ايه عنهم
مهاب : طب هتمشى ؟ مارد اصلا مصمم يخرج.

مراد : عايز اشوف رد فعلها اما تشوفنى .. الدكتوره قالت إنها متعلقه بأبوها لدرجة بتحلم بيه و رسماله صور كتير ع الورق و ف خيالها ..
لدرجة إنها اما إحتاجت حد جنبها ف اصعب الظروف اللى مرّت بيها لجأت لشبح أبوها اللى موجود جواها رغم بُعدهم عن بعض .. و بقت تشوفه و تكلمه .. عايز ابص ف عينيها و هى بتشوفنى .. المح اذا كنت شبه الصوره اللى رسمهالى جواها و لا لاء ..

ليليان مكنتش شافت مراد قبل كده .. لأول مره تشوفه كانت ف حادثة الطياره و كانت وقتها ف غيبوبه و متحققتش منه و اما فاقت إفتكرته تهيئات .. و تانى مره اما إستدعوها ف الجهاز مشى قبل ما تفوق ..
مشافتهوش حقيقه و لا عن قُرب .. كل اللى شافته كان ف تخيّلاتها اما جالها إنفصام الشخصيه و بقت تشوف حد و تكلّمه و اللى هو كانت بتشوفه ف كوابيسها و الصور اللى رسمتهاله على ورق و اللى مجرد تخمين إنه هو أبوها ..

خرجت من عند مارد و ماشيه ف الطُرقه و مره واحده إتجمّدت مكانها .. لمحت المراد .. عشقها .. بطل كل احلامها و حتى كوابيسها .. الصوت اللى كان ونيسها ف اصعب الازمات ..
ليليان وقفت بجمود مكانها .. مش عارفه تقرّب و لا تبعد .. خايفه تقرّب يبقا مجرد طيف مش اكتر ..خاصة إنه شايفاه وسط ناس ..
ليليان عينيها اللى قلبت بتلقائيه دمّعت .. دمّعت اوى و الدموع كترت و بقت تنزل بإندفاع .. ذكريات كل حاجه مرّت بيها بدأت تعدّى قدام عينيها زى العرض ..
قرّبت منه بخطوات براحه .. براحه قووى .. و كل ما تقرّب تبتسم و تدمّع لحد ما وصلت لعنده .. وقفت قصاده
مراد كان واقف مع مهاب و مازن و رؤيه و كذا حد .. وقفت قدامه ..

ليليان مكنتش عارفه ان اللى بتشوفه دايما ف تهيئات مرضها ده أبوها بس خمّنت لمجرد إنه الوحيد الغايب ف حياتها ..

قرّبت من مراد لمجرد إنه نفس الطيف اللى ملازمها .. أبوها بقا و لا مش هو .. المهم إنه سر مدفون جواها بغموض و دلوقت لمحته برا خيالها او ده خيال فعلا .. مش عارفه بس عايزه تتأكد ..

همست بدموع لمهاب : هو .. هو انت شايفوه ؟ يعنى هو موجود بجد ؟ يعنى مش متهيألى ؟
مراد غمض عينيه بوجع على لهفتها و هى بتلقائيه مدّت إيديها برعشه خفيفه و مسكت بيها وشه بمنتهى العشق .. بتحسس على وشه بجنون و عينيها متعلّقه بيه ..
ليليان بصوت مبحوح : انت بجد هنا ؟ معايا ؟
مراد هزّ راسه و دموعه فكّت حبستها و هربت ..

ليليان بنفس الهمس و بتلقائيه مسكت موبايلها من بين دموعها : الدكتور قالى مينفعش امشى ورا مجرد طيف بيطاردنى و إنى لو عايزه اتأكد إنه حقيقه مش من الانفصام اسجّل صوته .. اتكلم
مراد بصوت مبحوح بيخرج بالعافيه :
و .. ح .. ش ..ت .. ي .. ن .. ى

ليليان غمضت عينيها بهدوء ..و فضلت مغمضه كتير خايفه تفتح متلقهوش ..
مراد إبتسم من بين وجعه : مش هتفتحى تسمعى الصوت؟
ليليان و هى مغمضه لسه : عملت كده كتير و كل مره مبلاقهوش .. بيسيبنى .. مبشوفهوش
مراد هنا فقد اخر سيطره له على نفسه و شدّها ف حضنه .. حضنها بتملّك .. حضنها قووووى
ضمّها بكل القهره اللى جواه من يوم ما فارقته .. بكل ليله نامها من غير حضنها و بكل حلم حلمه بيها ..

مراد مكنش مركز ف حاجه .. كان زى اللى بيخبيها .. و كل ما يفتكر حاجه إتحكتله عنها يضمّها اكتر و اكتر كأنه عاوز يدخّلها جواه ..
مراد من وسط توهانه فاق على جسمها اللى بيترخى بين إيديه لحد ما نخّت ع الارض .. نخّ معاها و رفع راسها و لمحها مغمضه عينيها بتوهان ..
مراد حط راسها على صدره و لاففها بدراعه و مكلبش فيها اوى و مهاب ميّل جنبهم ..

مهاب : مراد سيبها
مراد بعنف : لاء
مهاب : قصدى تعالى ندخّلها جوه
مراد هزّ راسه بعنف و مهاب : ليليان عندها القلب و كده بتختنق .. لازم تفوق
مازن سابهم و نزل نادى ع الدكتوره النفسيه بتاعتها اللى قعدت معاهم قبل كده حكالها اللى حصل و طلعت معاه ..
اخدوها بهدوء على غرفه من غير ما حد ياخد باله و الدكتوره دخلتلها كشفت عليها و خرجتلهم ..
مراد بلهفه : مالها ؟

الدكتوره بضيق : انا اخدت فكره من مازن عن اللى حصل ...ازاى يعنى تتصرف كده ؟ كان لازم تتهيئ نفسيا لموقف زى ده .. مكنش ينفع الموقف يجيلها كده بصدمه .. كان لازم انت تقعد مع والدتها الاول .. مع أخوها .. كان لازم تتكلموا
مراد بوجع : انا متخيلتش يحصلها كده و بسببى
الدكتوره : اصلا الصدمات اللى من النوع ده غلط عليها .. مالهاش تتعرض لموقف زى ده عشان عندها القلب
مهاب : طب و دلوقت ؟
الدكتوره : ف البدايه عملتوا التحليل ؟

مراد هزّ راسه : و هيبان كمان يومين
الدكتوره : يبقا كان لازم تستنى اما يبان .. او حتى تتكلم مع أخوها و هو يمهدلها الموقف ..
ليليان كان عندها إنفصام .. يعنى كانت بتشوف حد مش موجود اصلا و تكلّمه كمان .. و من الواضح ف جلسات علاجها إنها بتكلمه على إنه انت .. و من الواضح دلوقت إنك نفس الصوره اللى كانت بتشوفها ف بالتالى مبقتش عارفه هى بجد شايفاك و لا متهيألها و ده اللى دخّلها ف النوبه النفسيه دى ..
دلوقت اما تفوق هتقولها ايه ؟ فى احتمال ابقى أبوكى ؟

مراد سند راسه ع الحيطه وراه بوجع و هى سكتت شويه : عموما حد قريب منها يقعد معاها و يتكلم و يمهّدلها الموقف عشان نفسيا تتقبّله .. دى مريضه نفسيا قبل جسميا كمان .. لازم انت و أخوها تتكلموا ...تخرجوا برا دايرة الصمت دى .. و شوفوا هتعملوا ايه .. و مع والدتها ده الاهم .. لإن حل اللغز ده عندها ..
مراد غمّض عينيه بمنتهى الوجع و هزّ راسه حاضر و ف هزّة راسه دمعه جريت كإنها كانت متكتّفه جوه من سنين ..
الدكتوره سكتت شويه : انا ممكن اساعدكوا تتخطّوا المرحله دى .. كلكوا .. بس الاول لازم افهم
مراد صوت قلبه همس : مش لما انا افهم الاول

الدكتوره سابتهم و مشيت و مراد فضل ساكت كتير
مهاب : ان الاوان تقعدوا انت و مراد تتكلموا بقا

يحيي نزل لتحت شاف مراد واقف زى التايه راح عليهم
يحيي : مالك يا مراد ؟
مراد بصّله كتير و هو ساكت و مهاب جنبه ..
مراد بصوت مكسور : انت تعرف ايه يا يحيي عن مراد ؟
يحيي بضيق : مراد فهّمنى بس الخلاف اللى
مراد صوته إترعش : تعرف ايه يا يحيي عن مراد ؟ مراد انت استاذه و مديره و صاحبه و اكيد تعرف عنه كل حاجه .. قولى كل حاجه عنه .. إبنى عاش فين و ازاى و مع مين ؟ سابنى بمزاجه و لا غصب عنه ؟

مهاب : اكيد مش بمزاجه يا مراد .. مفيش حد بيسيب اهله و أبوه بمزاحه .. غرام قالتلى إنه عاش ف ملجئ
و دى كانت اصعب حاجه نزلت على قلب المراد .. إتنفض من الكلمه ..
مراد بصوت مبحوح : ملجأ ؟
يحيي واقف بينهم مش فاهم حاجه : إبنك مين و ملجئ ايه ؟ انت بتتكلم عن مين ؟ مارد اه عاش ف ... إستنى إستنى .. انت تقصد ان مراد يبقا إبنك ؟
مراد هزّ راسه بقهره و يحيي بصّله بذهول و رجع بص لمهاب اللى اكد على كلامه ..

يحيي بإنتباه : ايوه ايوه كده فهمت .. يبقا انا شكّى كان صح من لحظة اجتماع السفاره
مراد بتركيز : فهمت ايه ؟ احكيلى يا يحيي مراد قالك ايه بالظبط و انت تعرف عنه ايه ؟
يحيي : بص يا مراد هو مش زى مانت متخيل ان مراد حاكيلى كل حاجه .. انا و مراد اه قريبين من بعض بس مراد غامض و مبيحبش حد يعرف عنه حاجه هو مش عايزوه يعرفها ..
عشان كده بسيبه يحكيلى اللى عايزوه بمزاجه ..

مراد : و ايه هو اللى حكهولك ؟ انت عرفته امتى اصلا و ازاى ؟
يحيي حكاله من اول يوم شاف مراد فيه عيل بيشتغل ف ورشه ع الطريق و ساعدوه ف عربيته و هو بعدها ساعدوه يدخل شرطه ..
و اللى مراد حكهوله عن نفسه إنه عمل حادثه هو و أمه و أخته و أبوه سابه ف المستشفى ..
و بعدها وقع تحت إيد ناس شغّلوه ف كل حاجه توزيع مخدرات و خدمه و نضافه بعدها تعب و إترمى ف الشارع
(مراد مكانش قايل ليحيي عن الاغتصاب قاله خدمه بس و بيخلّوهم يوزعوا مخدرات ف بالتالى يحيي قاله كده بس ).

يحيي : جده مهد أخده و عاش معاهم سنتين بعدها حطّوه ف ملجأ ..
مراد دمّع بمراره : ليه ملجأ ؟ ليه مخلّهوش وسطهم ؟ ده كان عيل يعنى مش هيعجّزهم ف حاجه
يحيي : إضطروا ينزلوا مصر و معرفوش ينزّلوه معاهم عشان معهوش اى اوراق رسميه
مراد بقهره : سابوه كتير ؟
يحيي : قعد اربع سنين و خرّجوه عاش معاهم لحد ما قابلته و دخل شرطه و إتخرج و إشتغل.

مراد كان بيسمعه و كل حرف من كلامه بيطلع زى الرصاصه لقلبه ...غمض عينيه بوجع على إبنه ..
مش متخيل ان ولاده عاشوا كل ده .. إتقهروا بالشكل ده .. إفتكر اما خلّى مازن و رؤيه يجيبوله معلومات عنه و عرفوا إنه متابع مع دكتور نفسى و سألوا و عرفوا إنه بيتعالج من الساديه بس من غير تفاصيل ..
مراد بصّله كتير و غمض عينيه و غصب عنه دموعه نزلت بمراره ..

مراد بصوت تقريبا مش مسموع : اطلع يا يحيي عند ليليان .. خلّى مراد ينزلها
مهاب بزعل عليه : مراد كده لازم تبقى معاهم .. ماهو مش هينفع تسيبهم لوحدهم تانى
مراد بقهره : مش دلوقت .. مخنوق يا مهاب و عايز ابقى لوحدى دلوقت

مراد كان منظر بنته قدامه كده من اصعب ما يمكن عليه .. و دلوقت اللى سمعُه عن إبنه و عاش ازاى و اللى شافه ده كان وجع تانى لوحده .. وجع فوق الاحتمال ..

جروحه زادت قووى و وجعها بقا فوق طاقته و كل مدى بيكتشف وجع اكبر من وجعه ..
مشى و سابهم و مهاب مشى وراه و خرج من المستشفى كلها و اخد عربيته و قعد يلف بيها كتير و الاخر راح على مكتبه ..

يحيي طلع عند ليليان و رن على مارد ..
يحيي : مارد ليليان شكلها تعبت شويه تحت و
مارد مستناش يسمع الباقى و نزل جرى عليها و مصطفى وراه ..
دخل عندها لقاها نايمه بس جسمها كله بيترعش و دموعها بتنزل و هى نايمه و عماله تهلوس ..
مارد بحده للدكتوره : هى مالها ؟

الدكتوره إتوترت شويه : كانت واقفه مع مراد باشا و اغمى عليها و هو جابها لهنا و طلبنى
مارد تقريبا فهم ف هز راسه و هى خرجت ..
مصطفى : قولتلك لازم تقعدوا و تتكلموا يا مراد
مارد بضيق : هيحصل
يحيي من وراهم : على فكره مراد اتكلم معايا
مصطفى : انت قولتله حاجه ؟

يحيي بصّ لمارد بعتاب : و هو انا اعرف حاجه عشان اقولهاله ؟
مارد نفخ : عموما انا كنت مأجل كل حاجه لبعد القضيه ما تخلص
يحيي : و هو هيمسك معاك القضيه
مراد قام بعنف من جمب ليليان : لاء طبعاا .. قضية ايه اللى يمسكها معايا ؟

يحيي : قضيته يا مراد .. و هو انت فاكر ان قضية عاصم دى قضيتك انت ؟ دى قضية أبوك .. التار من اساسه كان مع أبوك
مارد بعنفه : و انا اللى دفعت تمنه .. يبقا انا اللى أخده و بعدها نتكلم و نشوف مين فيهم اللى وسّخ الاول مع التانى

يحيي بذهول : مين فيهم اللى وسّخ ؟ و الله عاصم وساخته واضحه من الاول ف اللى عمله معاكوا
و شكله كمّل وساخته عليك لإن من الواضح إنه لعب ف دماغك و شوّش عقلك بس مكنتش متخيل إنه يلغيه خالص

مارد دوّر وشه بضيق لإنه مش عارف يصدق ده و لا قادر يقتنع بكلام التانى ..
يحيي بعتاب : عموما مراد مصمم يمسك القضيه بنفسه .. مش عايز ده يبقا إقنعه انت بقا لا احسن دماغه زيك
مارد نفخ و دوّر وشه : إقنعه انت يا يحيي .. لازم يبعد عن القضيه دى .. لاازم
يحيي : طب ما تبعد انت
مارد بحده : لاء
يحيي : خلاص يبقا امسكوها انتوا الاتنين

ليليان صحيت على صوتهم و قبل ما تطلع سمعتهم ..
يحيي بغضب : انت ابن مراد العصامى .. اللى إسمه لوحده كفايه .. مش كلب زى ده اللى هيهزّ ثقتك ف أبوك
مارد بعنف : و اما يجراله حاجه ؟ نتلطّم من غيره تانى ؟ أمى و أختى يتبهدلوا تانى ؟

سكتى مع عاصم اخرها انا عارفوه كويس .. انا و هو هنخلّص على بعض .. يبقا ع الاقل سايبوه وسطهم ..متطمن ان فى إيد هتلحقهم لو حصل حاجه ..
انت عارف كويس حصل ايه وقت القضيه زمان .. بس ده عشان هو كان سايبنا لوحدنا .. انا دلوقت مش عايز اسيبهم لوحدهم .. عايز اسيبهم و انا متطمن إنه معاهم .. عايزوه برا اللى بينى و بين عاصم عشان ميتأذيش ..
يحيي : يبقا إتكلموا مع بعض .. ع الاقل فهّموه ده

قبل ما مارد يرد ليليان طلعتله : مين ده اللى عايزوه برا اللى بينك و بين عاصم و خايف نتبهدل من غيره ؟
مارد نفخ و حط إيده على وشه بعصبيه ..
ليليان صوتها عِلى و إترعش بدموع : مين ده ؟ مين مراد العصامى ؟ انطق .. بابا مش كده ؟
و وعدتنى إنك اول ما توصل لحاجه هتوصّلنى له .. الله يسامحك .. بس انا خلاص هروحله لوحدى .. متشكره

قبل ما مارد يرد ليليان نزلت جرى و خرجت اخدت عربيتها و مشيت ..
مصطفى لسه هيروح وراها مارد مسك إيده و رفع وشه لفوق و إتنهد بعدها مسك موبايله إتصل بهمسه ..

همسه بقلق : يعنى ايه يا مراد ؟؟
مراد سكت شويه : يعنى خلاص يا ماما معدش ينفع تبقى بعيد اكتر من كده .. لازم تنزلى مصر
همسه بتردد : ايوه حبيبى بس
مراد حس بقلقها : حبيبتى متقلقيش انا جنبك و هبقا طول الوقت معاكى .. خايفه من ايه ؟

همسه شردت ف الشخص اللى قابلها ف تايلاندا و اللى لحد دلوقت متعرفهوش و مجرد شك مش اكتر
مراد : بابا وصل لكل حاجه .. ازاى معرفش .. لكن تقريبا من قضية زفت اللى إتفتحت تانى قدر يخمن وجودنا او يكون لنا علاقه بحاجه .. المهم إنه وصل
همسه إتوترت : انت إتكلمت معاه ف حاجه ؟
مراد بضيق : لاء .. بس ليليان راحتله و اكيد إتكلموا.

همسه بخوف : طيب بس
مراد بحب : مش هسمح لأى كائن على وش الارض يلمس شعره منك .. حتى لو أبويا .. فمفيش داعى للقلق
همسه : ربنا يستر
مراد : هيستر ان شاء الله .. المهم اجهزى و شويه و هكلمك
همسه بتوتر : حاضر

مراد قفل معاه و اتصل على اكتر من حد ياخد إستعداداته ..

ليليان أخدت عربيتها و مشيت .. قعدت تلف كتير بتحاول تهدى بس دموعها رفضت ..
من بين دموعها افتكرت فجأه قبل ما يغمى عليها و الشخص اللى شافته .. نفس اللى دايما بتلمحه .. مش قادره تقتنع إنه تهيئات زى كل مره لمجرد إنها لمسته .. حضنته..
و مش قادره تصدق إنها شافت الشخص ده حتى لو مش أبوها .. قلبها بيدق بهستيريا لمجرد إنها شافت الشخص ده و ان مارد شاف أبوه و طلع عارفوه ..

فضلت تلف لحد ما لقت نفسها وقفت قدام الجهاز شغلهم .. إترددت كتير خوفاً من رد فعل أبوها ايا كان هيطلع مين بس خلاص حسمت أمرها ..
اخدت نَفس و دخلت .. فضلت تمشى بتوهان ف المكان جوه .. لحد ما لمحت يحيي جاى عليها من وراها ..
يحيي : توقعت إنك جايه على هنا عشان كده حصّلتك

ليليان دوّرت وشها و عيّطت ..
يحيي : حبيبتى أخوكى كان خايف عليكى و على أبوكى بردوا
ليليان بصّتله بتوهان : خايف على أبويا يبعدنى عنه ؟

يحيي : خايف من رد فعل عاصم اول ما تقرّبوا من أبوكى .. عاصم طايح زى المجنون ف الكل و مراد خاف تروحوا لأبوكوا يتأذى .. هو فكر كده .. خاف عليكوا
طب انتى عارفه ان لمجرد ان أخوكى إتقابل مع أبوكى مرتين اتنين بس عاصم بعتله انهارده بلطجيه قطعوا عليه الطريق و لولا أخوكى عرف يحتوى الموقف الله اعلم كانوا عملوا ايه فيه
ليليان إترددت شويه : يعنى ايه ؟ حتى بعد ما نعرفه لازم نبقى بعيد ؟ وجودنا جنبه هيأذيه ؟

يحيي سكت شويه : مش قصدى انا بس بفهّمك هو ليه عمل كده
ليليان بدموع : طب خلاص اشوفه بس .. انا ميهونش عليا اأذيه بس عايزه اشوفه يا عمو يحيي و النبى ..
يحيي سكت شويه و هى بتلقائيه مسكت إيده برجاء : و الله ما هتكلم خالص ف حاجه .. بس اشوفه حتى من بعيد و امشى
ورينى بقا مين هو مراد العصامى اللى جنّنى ده ..

قبل ما يحيي يرد لمح مراد جاى عليهم و من شكله سامعهم ..
يحيي سكت شويه : انا هطلع شويه عندى اجتماع و انزلك

يحيي سابها و هى إتنهدت بصوت و بتلفّ لمحت مراد أبوها .. إبتسمت قووى .. إتأكدت ان مكنش متهيألها اما شافته من شويه ..
مراد قرّبلها و إبتسم : قولتيلى بقا مين ده اللى مجننك و عايزاه ؟
ليليان إبتسمت : انا كنت عايزه عمو يحيي ف حاجه
مراد رفع حاجبه مبتسم : ايوه عايزاه ف ايه بقا و انا اقولك
ليليان ببراءه : مش ينفع
مراد إبتسم بحب : ليه يا قلبى ؟

ليليان ببراءه : اصل انا كنت عايزاه يورّينى حد هو يعرفه .. من بعيد كده
مراد إبتسم اوى : و ده مين بقا اللى عايزه تشوفيه من بعيد ؟
ليليان بتردد : ده واحد عمو يحيي يعرفه
مراد إبتسم بمكر : انا اعرف كل اللى هنا .. اللى يحيي يعرفهم او ميعرفهومش
ليليان بصّتله بحماس : كلهم كلهم ؟
مراد : مممم زى مين بقا ؟ زى مهاب مثلا و محمد و مراد
ليليان بسرعه : إستنى إستنى .. مراد مين ؟

مراد إبتسم بمكر : فى مراد أخوكى و فى تانى مراد سعد و مراد العصامى و
ليليان إبتسمت اوى : ايوون هو ده
مراد بمكر : عايزه مراد العصامى ؟ تقربيله ايه بقا ؟
ليليان إرتبكت و فركت ف إيديها : هاا و لا حاجه .. انا بس كنت عايزه .. عايزه اشوفه بس .. هو هنا ؟
مراد حط كوعه الاتنين على كتفها : ممم.

ليليان قلبها بيدق بعنف لمجرد الإبتسامه اللى شايفاها على وشه و عيونه اللى قدامها بتلمع .. و جنون دق قلبه اللى بمجرد ما قرّب منها كإنها سمعاه ..
ليليان دمّعت : طب ممكن تورّهولى بس .. شاورلى عليه يعنى
مراد إبتسم كتير بحب و مسك صوباعها و شاور على صدره ..

ليليان بصّتله كتير و بصّت لصوباعها اللى شاور بيه على نفسه و رجعت بصّت ف عينيه قوى ..
بلعت ريقها بصعوبه .. مش عارفه تتصرف و لا تقول ايه .. ايه ده ؟ يعنى هو اللى كانت بتشوفه دايما ؟ كان حاسس بيها للدرجادى ؟ قريب منها قووى كده ؟
مراد حس بتخبّطها و إبتسم و لف إيديه حوالين وسطها و قرّبها منه كإنه بيديها امان ..
ليليان صوتها إترعش من العياط اللى بيهاجمها : انا .. انا يعنى .. اصل مارد
ليليان مكنتش عارفه تقول ايه لمجرد إنها خايفه من رد فعله
رؤيه إتدخلت عشان تنقذ الموقف : هو مارد أخوكى يا لولى ؟

ليليان مسحت عينيها بضهر إيديها بطفوله : اه
مازن : أخوكى أخوكى و لا زى مصطفى ؟
ليليان : لاء أخويا
مازن : قصدى يعنى هو بالنسبالك زى مصطفى ؟
ليليان : فاهمه .. قصدك ان مصطفى اخو مراد بالتبنى صح ؟

مازن : ايوه
ليليان : لاء انا اخت مراد .. اللى بين مراد و مصطفى غير اللى بين مراد و بينى
مازن ضيّق عنيه و هى إبتسمت برقّه : مراد مصطفى اخوه بالتبنى لكن انا أخته بجد .. مصطفى ف فتره من الفترات كان زى اخويا و بعد كده اما حوّلت ورق التبنى بإسم عمو عبدالله بقا هو أخويا فعلا بالإسم

مازن : طب و مراد ؟
ليليان برقّه : لاء مراد مش زيه مراد أخويا بجد .. خوات خوات يعنى
مازن : بس مراد مالهوش خوات
ليليان عينيها قلبت للازرق : لاء انا أخته
مازن : بس هو عاش ف ملجأ فمكنش ليه اهل
ليليان : و انا اول حد لقاه من اهله اصلا

مازن : ااه يعنى انتوا مش خوات تبنى؟
ليليان : لاء احنا حتى تؤم

مراد أبوها بصّلها قووى و إتنهد بصوت عالى و إبتسم اووى : طب يلا يا قلبى نكمّل كلامنا فوق ف مكتبى
ليليان إرتبكت : انا .. انا معنديش كلام اقوله .. اصل .. يعنى

أبوها إبتسم و غمزلها و اخدهم ع المكتب عنده و مهاب راح وراه و الكل و قعدوا يتكلموا ف اى حاجه و هى ساكته و عينيها متعلّقه على مرادها و هو قلبه خلاص بقا خارج السيطره .. هو لها عشق الطفوله و هى كانت له بيتقال عنها مرات أبوها ..
ليليان سكتت شويه بعدها إبتسمت بينها و بين نفسها و عينيها لمعت بمكر ..
قامت بتجيب حاجه و فجأه وقعت من طولها .. مراد قام عليها بلهفه يشيلها كلبشت ف حضنه ..
مازن بفزع : هطلب دكتور لا تتعب تانى.

رؤيه نزلت ع الارض جنبه هتفوّقها لمحتها بتبربش بعينيها و دافنه وشها ف حضنه ..
إبتسمت لمراد و شاورتله بعينيها عليها و هو غمزلها ..
مراد بمكر : لاء انا هوديها المستشفى
ليليان إتّكت على حضنه و همست ف رقبته : انا كويسه خليهم يمشوا
مراد إبتسم بمنتهى العشق على برائتها و طفولتها و هى متشعلقه ف رقبته و حس إنه رجع بالسنين ورا لأكتر من عشرين سنه لبنته اللى كانت متعلقه بحضنه و مبتعرفش تنام إلا فيه مهما غاب ..

ليليان بصوت مهزوز : قالولى نلف و نسأل و نروح و نيجى قولتلهم مهما تعملوا مش هعرف أبويا إلا من حضنه .. و لا مية تحليل يسووا حضنه ..هينفع افضل ف حضنك شويه اشوفه ؟
مراد إتنهد قوى و من غير كلام ضمّها اكتر و اكتر ..
ليليان إتكسفت و لسه هتقوم كلبش هو فيها و بصّ ف عينيها و إبتسم بمناغشه : لاء انتى لسه دايخه لا احسن تقومى تقعى
ليليان رجعت حضنته اوى بطفوله : اه صح

مراد غمز لمازن و مثّل الخوف : انا قلقان عليها اما بشوفها تعبانه قلبى بيوجعنى
ليليان رفعت راسها ببراءه : سلامة قلبك .. بصّ انا مش هعمل نفسى دايخه تانى و انت مش قلبك يوجعك
مراد هنا ضحك بصوته كله على براءتها .. ضحك و كإنه اول مره ف حياته يضحك .. ضحك ضحكه كان محوّشهالها من سنين .. ضحكه من القلب بجد .. و هى إبتسمتله ..
و مازن و رؤيه و مهاب ضحكوا معاه و هى بصّتلهم بعدم فهم و اما ضحكهم زاد بصّت لمرادها يسكّتهم .. لقته عيونه دمّعت من الضحك معاهم .. عضّت شفايفها بغيظ و فضلت تكبّش ف صدره و هو صوت قلبه بيعلى مع صوته عشان الضحكه ترن اكتر ..

ثوانى و الباب إتفتح و دخل المارد ..
مازن إبتسم بحب و قام راح عليه : ماارد
مارد رفع حاجبه بغيظ اما افتكر البوكس اللى إدهوله : انت تعرفنى ياض ؟
مازن ضحك بصوت عالى : يا بنى ده انت بقيت اشهر من مصطفى تورته
مارد رفع حاجبه : نعمم ؟

مازن قرّب منه بمناغشه : شكلك ضايع .. لا متاخدش ف بالك ده حوار هبقى اقولك عليه
مارد عضّ شفايفه بغيظ و إداله بوكس بهزار .. مازن فهم إنه بيعاتبه بس بطريقته ف رجعله تانى و مارد زقّه بغيظ ..

مارد عيونه لفّت الاوضه بتلقائيه لحد ما لمحت مراد و ليليان سوا .. شافهم ف الوضع ده .. مراد قاعد ع الارض و ليليان ف حضنه و ضاممها اوى .. و بيلّمس على شعرها و عينيه بتلمع

مارد لمحة غيره ظهرت عليه اما شافهم كده و افتكر اما مراد اول مره شافه و خناقهم و الكلام اللى قالهوله ..
بصّ لأبوه بعتاب و عينيه رغرغت ف دوّر وشه و اتكلم من غير ما يبصّله : انا اصلا كنت حجزت لهمسه من يومين و رايح اجيبها .. طيارتى دلوقت و هرجع بيها كمان كام ساعه

مراد زى اللى ماخدش باله من كلامه .. هو بس خد باله من زعل إبنه و الغيره اللى شافها عليه و دى حاجه رجّعته بتلقائيه لسنين كتيره ورا .. ل و هما عيال و خناقهم عليه و غيرتهم من بعض عليه و دى كانت حاجه بالنسباله تخطّت السعاده بمراحل .. قلبه بيرقص بجنون ..
أبوه إنسحب من حضن ليليان بهدوء و قام وقف قصاده و إبتسم و قبل ما يتكلم مارد هرب بعينيه اللى كانت خلاص إتمرّدت و إبتدت تدمّع بعتاب ..

مارد خرج و سابهم ...
مراد طلع وراه : إستنى انا جاى معاك
مارد من غير ما يبصّله : مينفعش .. حاولت بس مفيش حجز تانى .. كلها كام ساعه و راجع بماما

مارد سابه و مشى و مراد فجأه شرد بغلّ من وسط فرحته لهمسه اللى لسه لحد دلوقت ميعرفش حكايتها ..
إنتبه من شروده اما لمح ليليان جايه عليه .. بعد ما كان هيتكلم معاها عن همسه إتراجع .. محبش يكسر فرحتها بالغضب اللى ممكن يظهر عليه من الكلام عنها ..

مراد إبتسم بحب و فتح درعاته و هى ضمّته اوى ..
ليليان : وحشنى حضنك
مراد ضمّها اوى : ااه يا روح أبوكى ع الحضن اللى كان بيموت من غيرك
ليليان دمّعت من كلمة أبوكى و مسكت وشه بعشق : يعنى انت كمان كنت عارف زى مراد ؟ و سايبنى ؟ و انا اللى بعتب عليه ؟
مراد هزّ راسه بدموع و باس راسها : حقك على قلب أبوكى يا نبض قلب أبوكى اللى بيخلّيه يدق.

ليليان إبتسمت ببراءه و مراد بحماس : تعالى معايا
اخدها ع البيت .. و هى إبتسمت اوى و حضنته
مراد بلهفه : انتى عشق المراد و لازم اول حد يدبّ الروح ف البيت من تانى
ليليان عيونها دمّعت .. و مراد كلم حد يجى ينضّفه
مراد : انا هروح اتفق مع شركه حراسه عشان أخوكى يا حبيبتى
ليليان : هجى معاك.

مراد بحب : خليكى مع رؤيه هنا .. و انا هعمل كذا حاجه عشان أأمن أخوكى و راجع
مراد سابها و نزل .. راح إتفق مع حراسه كتير و حطّهم ع البيت بتاعه ..
الساعات بتعدى عليه ببطء .. قلبه هيخرج من مكانه .. قعد يلفّ بالعربيه لحد ما لقى نفسه عند المطار ..
فضل مستنيهم كتير لحد ما مارد رن عليه ف عرف إنهم وصلوا ..
إتحرك لجوه و هنا شاف همسته .. لمحها جايه من بعيد و مارد ورا بيتكلم ف الموبايل ..

مراد كزّ على سنانه و قرّب منها بكل القهره اللى جواه الفتره اللى فاتت .. و بكل المراره اللى حسّها مع كل حرف سمعه عن ولاده ..
قرّب منها و هى لمحته و إبتسامتها اتبخّرت .. هو نفس الشخص اللى شافته ف تايلاندا ... يعنى شكّها كان صح .. إبتدت تفهم موقفه ساعتها .. افتكرت مقابلاتهم و اللى حصل بينهم اخر مره ..
لمحته بيمدّ إيده ف جيبه خرّج مسدسه ..
لسه هتتلفّت وراها مدّ إيده شدّها بعنف و رفع المسدس على راسها : انا هدفّعك تمن قهرة قلبى السنين دى كلها انا و ولادى .. ده انا لو سامحت ف حقى .. ف حق ولادى لاااء.

و ثوانى و كان طلع صوت رصاصه هزّ المكان كله و عليه وقعت همسه ع الارض مغمضه عينيها قدام توهان مراد ..
مارد قرّب عليهم بغل و عينيه بتطق شرار
و مراد نزل برجله ع الارض جنبها و...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الخامسة والأربعون بقلم أسماء جمال


مراد راح المطار قعد كتير انتظر همسه و مارد .. لحد ما لمحهم من بعيد .. مارد وراها بيتكلم ف الموبايل و همسه قدامه
مراد قرّب منها و هى لمحته إتجمدت مكانها .. بصّتله قوى و حاولت تفتكر شافته فين.. بسرعه إفتكرت .. ايوه هو .. الشخص اللى مغابش عن بالها من اخر مره شافته ..
عقلها ورّالها لمحات من اللى حصل بينهم اخر مقابله .. كده فهمت موقفه اللى كان مُبهم بالنسبالها ..مبقتش عارفه تفكر و لا تاخد رد فعل
لمحته بيمد إيده ف جيبه خرّج مسدسه ..
لسه هتتلفت لورا مدّ إيده شدّها بعنف و رفع المسدس على راسها : انا هدفّعك تمن قهرة قلبى السنين دى كلها انا و ولادى


 
و قبل ما يتحرك كان صوت ضرب نار بيهزّ المكان و الرصاص بقا زى المطر حواليهم ف كل حته ..
مراد بتلقائيه قرّب منها ضمّها بدراعه عليه : متقلقيش يا حبيبتى متقلقيش .. إهدى إهدى
بضّتله قوى بذهول من رد فعله اللى إتحوّل للنقيض .. و هو شدّها وراه و إبتدى يتحرك بحذر وسط ضرب النار لحد ما ركن على جنب
مارد بمجرد ما سمع صوت الرصاص عينيه بتلقائيه راحت عليهم .. افتكر تهديدات عاصم ف كزّ على سنانه بغلّ و اما لمح همسه ف الارض و مراد نزل جنبها حدف موبايله بخضّه و جرى عليهم .. كان معاه مسدسه و إبتدى يتعامل مع الموقف.


 
كان مصطفى معاه و مكلّم اسر و عمار و محمد ينتظروه ف المطار لإنه كان متوقع ده
مراد ركن همسه وراه و مسك موبايله كلّم الحراسه برا يدخلوله .. مارد كمان كان متفق مع حراسه و فعلا إدّاهم إشاره راحوله
الكل إتلم حواليهم و ضرب النار مش مبطّل .. مراد اخدها وراه و مارد جنبه بيتحركوا بحذر وسط الحراسه لحد ما ركبوا العربيه ..
مارد دخّل همسه مع مراد عربيته و لفّ هو لعربيه تانيه
مراد أبوه مسك دراعه بعنف : انت رايح فين ؟ يلا معانا انت هتسيبنى تانى ؟ انت مش هتسيبنى لوحدى تانى .. فاااهم


 
مارد حاول يخفى إبتسامته من تعلّق أبوه بيه بس معرفش : لا مش هسيبك .. بس لازم اكتر من عربيه .. لإنى متوقع هنقابل ف الطريق اكتر من كده ف لازم حد يشغلهم و التانى يروّح بماما
مراد بخوف حقيقى عليه : طب تعالى انت معاها و ملكش دعوه انا هقفلهم
مارد : لاء
مراد : طب خلاص انا هسيب همسه مع الحراسه و اجى معاك
مارد : تااااانى ؟ عندك استعداد ل20 سنه كمان ؟


 
مراد مفهمش اوى و مارد مدهوش فرصه لكلمه تانيه و لفّ ركب عربيته و مراد لفّ مع همسه اللى كانت بتتنفض جوه ف العربيه
مراد شاور للحراسه تتحرك و تحاوط مارد و ركب جنبها .. من غير ما يتكلم شاورلها ع الحزام
مدّت إيديها تشد الحزام بس إيديها بتترعش بشكل هو لاحظه و ده ضايقه جداا... للدرجادى نافره وجوده ؟؟

نفخ و قرّب منها شد الحزام ربطهولها .. كان مقرّب وشه منها جامد
بصّ ف عينيها جامد .. لمح فيهم صدق حقيقى جواه خوف بقلق يمكن وصل حد الرعب
إستغرب كل المشاعر العكس بعضها دى و مقدرش يفسرها بس ده مامنعهوش إنه
يبصّلها بحده : يمكن اسامحك على كسرتى انا .. لكن ولادى و حياة اللى جمعنى بيهم من غير معاد لا تدفعى تمن اللى الكلب بتاعك عمله فيهم
هنا همسه تقريبا قدرت تجمّع تفسير حالته دى بالظبط و كلامه و منها إستوعبت سبب اللى عمله فيها ف الشقه و قبلها اما جابها القسم


 
لسه هتتكلم شاورلها بإيده بحده على بوقه بمعنى تسكت و ده نوعا ما نرفزها و لسه بتلفّ وشها ناحيته بعنف هتتكلم
سمعوا ضرب النار حواليهم .. مراد شدّها عليه نزّلها ف العربيه من تحت
و بصّ من الشباك لمح عربيات بتقرّب من مارد و بيضربوا نار و هو كمان بيضرب
مارد و مصطفى و اسر و معاه عمار و محمد كل واحد ف عربيته و بيحاولوا يسيطروا ع الوضع
و عشان المرادى كان مستعدلها كويس و مرتبلها قدروا يتخطّوا الموقف بعد ضرب و تخبيط بينهم كتير
مراد بصّلها بقلق حقيقى لمحته ف عينيه و إستغربته .. منين بيهددها و منين خايف عليها
مراد بعشق : انتى كويسه ؟


 
هزّت راسها و هو شاف إستغرابها
مراد بتريقه : انا مش هينضحك عليا مرتين .. يوم ما هتموتى يبقا على إيدى و زى ما قولتلك قبل كده حاجتى ترجعلى حتى لو هرميها بس محدش يستغفلنى
همسه قامت من مكانها رجعت ع الكرسى و هو لمح عربية مارد و صحابه بيتحركوا بسرعه فهم ان فى حاجه مش مظبوطه
كلّم مارد على موبايله
مارد : صدقنى متقلقش هو حد بس من العيال إتعوّر هروح معاه ع المستشفى
مراد بقلق : انت و لا حد تانى ؟

مارد بضيق : قولتلك حد من
مراد بصوت عالى : مراااد
مارد سكت شويه : تعويره بسيطه و هخلّص و امشى
مارد قفل معاه و شويه و ليليان كلّمته
نفخ بغيظ و فتح : ممم نعمم
ليليان برخامه : لاء مم نعمم دى تتقال للست غراميتو مش انا
مارد بغيظ : عبوكى لأبوها
ليليان : نعمم؟
مارد : انعم الله عليكى ياختى إتكلى عشان ع الطريق
ليليان بفرحه : راجعين خلاص؟

مارد سكت شويه : هعدّى ع المستشفى الاول
ليليان إتخضّت : فى ايه ؟ بابا جراله حاجه ؟
مارد عض شفايفه بغيظ ع الطفله اللى لسه متشعلقه روحها بأبوها مهما السنين بعدتهم : لاء ياختى دهةانا إيدى إتعورت
ليليان بتلقائيه : طب الحمد لله
مارد برّق ف التليفون و قفل ف وشها بغيظ و هى قامت لبست و راحتلهم ع المستشفى
مراد كان قفل بسرعه مع مارد و إتحرك وراه لحد ما وصلوا عند المستشفى
همسه بقلق : مراد ماله ؟ فيه ايه ؟

مراد نزل بسرعه و فتحلها الباب و من غير مقدمات شدّها بعنف و دخل بيها ع المستشفى
نزل وراه مهاب و مازن و لقى يحيي هناك و مارد و صحابه نزلوا .. هنا لمح مارد إيده متعوره و بتنزف و كتفه
مراد قرّب منه بلهفه : حبيبى انت كويس ؟
مارد بنبره جافه : اه
مراد لسه بيقرّب إيده مارد باعدها بهدوء و تخطّاه و دخل للمستشفى جوه
مراد أبوه لسه مش فاهم ليه معاملته معاه جافّه كده .. ليه جموده ده ؟

التفسير الوحيد اللى عنده هو الخلاف اللى حصل بينهم و إنه غلط فيه قدام الكل و شبه فضحه قدامهم و لازم يتصلّح
مراد راح وراه و دخل معاه غرفة الطوارئ .. بس مارد إنسحب بضيق و ده بان جدا على وشه
مراد كل ده بيشدّ قهرته من همسه و بيزيد غضبه عليها .. كزّ على سنانه و طلعلها برا
همسه اول ما شافت وشه و ملامحه الجامده بتلقائيه رجعت خطوات لورا
مراد قرّب منها بعنف شدها و رجّعها سندها ع الحيطه : ليييه ؟ كل ده ليه ؟ بعتينى انا و ولادى ليه ؟
همسه بمراره : و انت سيبتنا ليه هاا ؟ سيبت كلب زى ده يسرق شرفك و عرضك ليه ؟

مراد بغل مسكها من راسها بقبضة إيديه : و اما هو كلب إترميتى تحت رجله ليه ؟ عملتلك ايييه ؟ ده انا إديتك كل حاجه ..
قلبى اللى حبك من قبل ما تحبيه و حبك اكتر و انتى معاه و حبك بجنون بعد ما سيبتيه ..
إديتك حلم مكنتيش تحلمى بيه .. خلّيتك ام ف وقت إتحرمتى فيه من إبنك و كنتى هتتحرمى من إنك يبقا ليكى غيره و
همسه إندفعت بتهتهه بعد ما إتفاجأت بكلامه : و هو مين اللى كان حرمنى من إبنى هاا ؟ مش انت ؟
مراد بصدمه : اناا ؟ انا اللى حرمتك من إبنك يا همسه؟ و هو و خيانته ليكى و خيانته ليا ؟ و خطفه لإبنك و محاولة هروبه برا البلد بإبنك اللى لو كان عاش لحظه تانيه كنتى عمرك ما هتشوفيه ؟

همسه إتجمّدت مكانها للحظات و بتحاول تستوعب كلامه
مراد بقهره : منك لله ..
همسه بمراره : منك انت لله .. انت اللى ضيّعتنى .. و ضيّعت ولادى منى .. مكنتش هتحافظ عليا بتاخدنى من بيتى ليه ؟ بتنزعنى من حياتى ليه ؟
كان عندى استعداد اعيش معاه و لا إنى إتحرم من ولادى .. خدتنى منه ليه اما انت هتسيبنى؟ وسّخت معايا و معاه ليه .. دفّعت ولادك تمن قرفك ليه ؟
مراد كان زى المتلجّم من كلامها : انتى بتقولى ايه ؟

همسه بدموع : أبويا مات بقهرته بسببك .. و ولادى إتمرمطوا بردوا بسببك .. كل ده لييييه ؟
مراد حس ان فى حاجه غلط .. الكلام مش راكب على بعضه .. بمجرد ما قالت عن موت أيوها فهم إن فى حاجه مش مظبوطه
ساكت لمجرد إنه مش قادر يربط كل كلمه من اللى بتقوله باللى بعدها
همسه بإنهيار : و ياريتك يا اخى حبيتنى .. إلا رمتنى زى اوسخ سجاره ف إيدك بتخلّص و ترميها .. كان عندى استعداد اعيش خدامه معاه و لا إنى ابقى معاك و ترمينى .. حب ايه اللى انت بتتكلم عنه ؟ هااا حب ايه ؟

اللى يبص لحُرمة بيت صاحبه و يحط عينيه على مراته ..
و اللى يعتدى على واحده لمجرد وساخته اللى مقدرش يفرّق بيها بين اى كلبه من الشارع و بين واحده متجوزه و مخلّفه ..
و اللى يجبر واحده تعيش معاه لمجرد إنه مالهاش حد و يستغل ضعفها .. يبقا يعرف يحب ؟ هااا ؟
إبنى ذنبه ايه ؟ قتلته ليه ؟ يمكن لو مكنش قتلته مكنش هو عمل ف ولادى كده
بس هقولك ايه ماهو اللى يخون صاحبه يخون مراته و يخون بلده و يخون شغله و يخون ولاده كمان ..

مراد متسمّر مكانه مش عارف هى بتقول ايه و لا تقصد ايه .. بس اللى عارفوه ان فى حاجه مش مظبوطه و ده خلّاه يتراجع بتهتهه
همسه مكنتش مصدقه حرف من كلام عاصم من اول لحظه قاله فيها .. و كذّبته اكتر اما كذبه إبتدى ينكشف واحده واحده اما عرفت بولادها .. يعنى طالما كذب ف حاجه يبقا الباقى كله كذب
بس كانت ف لحظة انهيار .. رد فعل مراد صدمها .. هى اه مش فاكراه .. يعنى بالنسبالها متعرفهوش بس كانت حاطه فيه امل يطلع غير .. و متعرفش ليه كان عندها امل فيه ..

قلبها كان معشّمها .. بس لمجرد الكام موقف اللى حصلوا بينهم عشمها إنهار ف خلّاها تنهار معاه
عاصم قالها ده إعتدى عليكى و إديه من قبل حتى ما يسمع منها كان اول رد فعل ياخده هو إنه إعتدى عليها
و ده خلّاها تبصّله بخيبة امل
مراد لاحظ توهانها : انتى بتقولى ايه ؟
همسه بإنهيار : بحمد ربنا إنى نسيتك و إنه شالك بكل اللى يخصّك من حياتى .. انا تعبت .. و الله تعبت.

مراد قرّب منها بحذر و هى مجرد لمسته بتزيد إنهيارها و عياطها بيزيد
همسه بإنهيار : بكرهك .. انا بكررهك .. ابعد عنى .. ده انت حتى يوم ما فكرت ترجعلى رجعت عشان تعيد وساختك تانى .. يوم ما حاولت تدخل حياتى دخلتها بنفس الطريقه القذره بتاعتك اللى دخلت بيها اول مره
مراد ساكت تماما و مش مجمّع .. بس سايبها تتكلم يمكن يفهم
همسه فضلت تتكلم و تتكلم و تتكلم لحد ما اغمى عليها و قبل ما تقع لحقها بين إيديه
مراد بصوت مبحوح : مش هسيبك تقعى تانى
همسه و هى بتروح ف اللاوعى : اوعى تسيبنى.

مهاب كان تحت إتصل على سليم
سليم بلهفه : يعنى ايه يا مهاب ؟ يعنى بنتى نزلت مصر ؟
مهاب : اه دلوقت
سليم صوته إترعش : شوفتها يا مهاب صح ؟ هى همسه مش كده ؟ بنتى ؟
هدى أمها جات على صوته و فهمت ف خطفت منه الموبايل : بنتى فين يا مهاب ؟ خدنى عندها ياحبيبى
مهاب : احنا ف المستشفى و مش عارف هنروح على فين بعد كده
سليم وقف بترقّب و هدى بدموع : بنتى فيها ايه ؟

مهاب : لاء مارد بس إتصاب
هدى بتوهان : مارد مين؟
مهاب بضيق : اما نخلّص هبقا اشوفك و نتكلم
مهاب قفل معاهم و سليم كان خلّص لبس و أمها لبست و راحوا ع المستشفى

مراد شال همسه و دخّلها على غرفه و خرج ينادى على دكتور قابل مارد جاى ناحيته بقلق
مراد بفزع : همسه تعبت و
مارد بعنف : عملت فيها ايييه ؟ يا اخى كفايه بقا

مارد سابه و مشى من قدامه بسرعه زى اللى بيهرب من الصدق اللى شايفوه ف عينيه و مش عارف يكذّبه و لا حتى يفهمه و دخل جوه عند همسه
مراد فضل مكانه زى المتربّط .. فضل يبصّله كتير بتوهان .. بيحاول يربط بين جمود إبنه و الكلام اللى همسه قالته .. بس عقله خانه ...حتى قلبه إتمرّد و خانه و مقدرش يكمّل ف جموده ناحيتها اللى كان حتى بيمثّله
نزل نادى ع الدكتور اللى جاه و دخل عندها.

و مراد إستناه برا و مارد خرج من عندها وقف على جنب و الاتنين قصد بعض بيبصّوا لبعض بتحقيق ..
محدش فيهم فاهم التانى .. الكل طلع اما عرف و انتظر معاهم و محدش فاهم حاجه
مراد راح بهدوء جنب إبنه و مارد لفّ نفسه كله و إدّى وشه للحيطه
مراد بصوت مبحوح : ليه يا مراد ؟ انا عرفت إنك كنت برا تخطيطهم زى ما كنت برا حياتهم .. بس ليه ؟ ليه بالنسبالك انا المجرم ؟

مارد بجمود من غير ما يبصّله : انا مقولتش كده
مراد بمراره : بس عينيك قالت .. نظرتك ليا قالت .. هروبك منى قال .. قرفك من انك حتى تبص ف وشى قال كتير يا مراد .. كتير قووى
مارد دوّر وشه و مراد غصب عنه صوته إترعش : ايه العذر اللى قدمتهولك همسه ؟ عذرها ايه ؟ قالتلك ايه خلّتك عذرتها ؟
قولى عشان اعذرها انا كمان عشان مش عارف .. اى عذر اياً كان طالما انت قبلته انا هقبله ..
مارد بصّله كتير بنظره مراد مقدرش يفهمها .. بس اللى فهموه إنه مقدرش يستحملها حتى لو كانت من غير كلام ..

ده خلّاه غمض عينيه بوجع .. وجع اووى .. عشان ميشوفش نفسه بالصوره اللى هو شايفها جوه عيون إبنه حتى لو منطقش
مراد صوته بيطلع متقاطع منبوح : اقولك انا هسامحها من غير اعذار .. هخليك انت عذرها عند قلبى و مفيش اكبر و لا اغلى من كده عذر ..
مارد بجمود : هو سؤال واحد .. انا مش هقولك ليه ع الاقل لحد ما اسمعك
بس عايز اعرف .. مين فيكوا اللى إبتدى ؟ انت و هو كنتوا صحاب مين فيكوا ظلم التانى الاول ؟
انتوا الاتنين ظلمتوا بعض .. بس مين فيكوا اللى إبتدى ؟ مين اللى غدر بالتانى ؟ مين كان فعل و التانى كان رد فعل ؟

انت اللى ضربت الاول و هو كان بيصد ؟ يعنى هو كان رد فعل ؟ عملت فيه ايه و ردهولك فينا ؟ مين اللى خان العِشره اللى كانت بينكوا ؟
مراد بصّله قوى بصدمه .. من مجرد سؤاله إبتدى يجمّع الموقف بس ع الاقل من ناحية إبنه بس
مارد بعنف : انططططق
مراد جسمه إتهز بتلقائيه من صوت إبنه اللى كان زى اللى صعقوه بكهربا ..

هزّة قلبه هزّت جسمه كله خلّته غمض بكسره
قبل ما مراد يرد موبايله رن بص فيه بمنتهى التوهان و من غير وعى فتح
سليم بوجع : مراد اوعى تقرب من بنتى .. لو ليك حق عندها إعتبره عندى انا .. بس اوعى تجى جنبها .. اووعى .. بنتى لو كسرتك فكسرتنى بغيابها قبلك .. انت متعرفش يعنى ايه مرارة اب يتكسر من ضناه.

مراد بتلقائيه عينيه اللى راحت على مارد غمّضها بوجع و قفل الموبايل بتوهان
مارد بصّله قوى و قبل ما حد فيهم ينطق تانى خرج الدكتور من عند همسه و الكل بصّله
الدكتور : واضح إنها إتعرّضت لإنفعال عصبى نتيجة صدمه و لولا لحقناها كانت اثرّت ع المخ بشكل مباشر خاصة إنها لسه خارجه من فتره صعبه

و هنا كان طلع سليم أبوها اللى سمع اخر جمله
سليم بحزن : بنتى مالها ؟ و فترة ايه اللى صعبه ؟ انت تقصد ايه بالظبط ؟
الدكتور : قصدى يعنى ان من الواضح ف الاشعه بتاعتها إنها عامله جراحه ف المخ من قريب
الكل بصّوله بعدم فهم و مارد إتكلم بضيق : اه عامله إستئصال ورم خبيث من عالمخ
مراد أبوه لفّ وشه ناحيته بتوهان
الدكتور : و كان لازم تبعد عن اى انفعال عشان خطورة وضعها .. فهمنى ايه اللى حصل بالظبط
مارد بضيق : هى لسه نازله مصر من كام ساعه بس

ليليان كانت وصلت و دخلت عند همسه مع الدكتور و خرجتلهم ..
إتدخّلت ف الحوار و هى خارجه من غرفتها : معلش هو بس الموضوع محصلش فيه اى تهيئ نفسى ..
فقدان الذاكره عندها من سنين طويله و دائم .. يعنى بقالها كتير متعرفش حاجه عن نفسها ف بالتالى اما تعرف كل حاجه مره واحده و من غير إعداد نفسى سابق يبقا لازم تكون دى النتيجه
مراد أبوها الكام كلمه دول كانوا بكفايه عشان يفقدوه توازنه ..
بصّ ل ليليان بتوهان : فقدان ذاكره ايه ؟ و مين ؟ انتى بتتكلمى عن مين ؟

ليليان ببراءه : ماما
مراد بتلقائيه سند إيده ع الحيطه و ف اللحظه دى حس كإن الدنيا أعلنت عصيانها عليه
تقريبا قدر يفهم .. عشان كده معرفتهوش اما شافها ف تايلاندا .. مكنتش بتمثل
و يمكن عشان كده فضلت مع عاصم لا فاكراه عمل فيها ايه و لا فاكره هو التانى عمل عشانها ايه .. يعنى مخانتهوش ..
و يمكن عشان كده سابت ولادها اللى بكده تكون مفتكرتهومش .. كده الصوره اللى ظهرتله للموقف كله بعد السنين دى كلها وضحت إتلقطت ازاى ..
معقوله يكون كده ؟ ربنا عمل فيه كده ؟
مارد لاحظه و من حالته قدر يجمّع حالته إنه مكنش يعرف بفقدان الذاكره و فاكرها سابته بإرادتها

سليم بقهره : يعنى بنتى كانت فاقده الذاكره ؟ كانت عايشه السنين دى كلها فعلا بس مش فاكرانا ؟ عشان كده مجاتش ؟
مارد سكت شويه : ايوه ...ماما بعد الحادثه إتدمرت نهائى و إبن الكلب ده دمّر الباقى منها
مراد قعد ع الكرسى و كإن رجله رفضت تشيله تانى .. كإنها صلبته ف ازمات كتير بس خلاص مبقتش قادره
مهاب بغلّ : ااه يا ابن الكلب .. يا عاصم يا ابن الكلب و حياة اللى عمله ف أختى ما هسيبه
سليم بقهره : بنتى عاشت تحت إيده كل ده ؟

همسه خرجت من اوضتها بتتسنّد و قبل ما تنطق سمعت سليم إتجمّدت مكانها
يعنى أبوها عايش فعلا ؟ صحيح مارد قالها بس إنها تسمع حاجه و إنها تشوفه و تشوف قهرته دى حاجه تانيه خالص

سليم لمحها .. هى همسه ...روحه .. حته منه .. بنته الوحيده ..
همسه مكنتش فاكراه بس حاجه جواها حرّكتها ناحيته .. يمكن كلامه اللى عرفت منه إنه أبوها .. او مشاعره اللى إتّرجمت على هيئة دموع غرّقت وشه ..
قرّبت منه و هو بتلقائيه مدّ إيده اللى مسكتها و ميّلت عليها باستها قووى ..
باستها بكل الحرمان اللى جواها من ان يكون ليها سند يقوّيها ف اللى فات كله و اللى عاشته هشّه ..
أبوها ميّل باس راسها و لف إيده التانيه غلى ضهرها و رفعها لحضنه و ضمّها بحق كل الحب اللى جواه ناحية الحته الوحيده منه و اللى إتضاعف و زاد بغيابها ..

أمها كانت وراه .. مش عارفه تقدّم خطوه و لا تتحرك .. بتبصّلها بمنتهى اللهفه ..
همسه مكنتش عارفاها بس ملامحها عرّفت نفسها بنفسها .. دموعها إتّرجمت لوحدها ..
دموع ام قلبها مفطور على بنتها .. حسّتها لوحدها .. يمكن عشان حسّت قهرتها دى قبل كده اما عرفت ليليان
إتحرمت من انها تبقى ام و كمان يبقالها ام ؟!
مشيت براحه من بينهم ناحيتها و من غير كلمه إتحدفت ف الحضن اللى لو كان موجود كان هوّن كتير
مهاب من وراهم قرّب بحب و حضنها بدراعه من ضهرها .. لفّت ناحيته و إبتسمت من بين دموعها اما إفتكرته
مهاب إبتسم : حقك على قلب أخوكى يا روح قلب أخوكى

هنا هى عيطت اوى .. صوت عياطها عِلى .. كل حاجه كانت مصبّراها ع اللى كانت عايشاه بتقع اهى قدامها
كان اللى مهوّن عليها اللى فات إنها فاكره إنها فعلا لا اب و لا ام و لا خوات و لا ولاد و لا زوج
و إنهارده إتفتحلها مية حضن و حضن برغم السنين دى كلها لسه مكانها جواهم محفوظ
مهاب حضنها قووى و هى نزلت بحضنه ع الارض
الكل بيتكلم بس من وسط كل الموجودين عينيها راحت بتلقائيه على مرادها ..
بصّتله قوى .. تاهت ف عينيه .. العيون دى لا يمكن تخون ابدا .. لا يمكن تكذب .. لا يمكن تبقا بالبشاعه دى ..
مراد متكلمش بس الصدق اللى جوه عينيه إتكلم عنه

و هو بصّلها كتير .. كتير اووى .. عينيها لسه زى ماهى بريئه .. لايمكن يكونوا خاينين .. متكلمتش بس قهرة عينيها نطقت بكل حاجه
الاتنين متكلموش بس العيون المجروحه إتكلمت ..
كل واحد فيهم شايف ف عيون التانى جرح ميعرفش تفاصيله لسه .. بس اللى عارفوه إنه جرح لا يمكن هيتداوى ع الاقل بسهوله.

مارد بصّلهم كتير و قدر بسهوله يقرا الموقف بينهم من تلقائية مشاعرهم .. بصّ لأبوه بنظرة امل إنه يطلع حاجه تانيه غير اللى سمعه عنه
ليليان بينهم لاحظت مارد و نظرته لأبوه ف بصّتله نظرة عتاب على موقفه
من وسط دوشة الكل و كلامهم ..
الاربعه اللى القدر فرّقهم كل السنين دى هما بس اللى ساكتين .. بس عينيهم متعلّقه ببعض و كل واحد فيهم نظرته لها الف و الف تفسير .. و كل واحد فيهم خايف عينيه ترمش حتى يفتّحها ميلاقيش الباقى جنبه

مراد كان خلاص قدر يرسم صوره للموقف .. حتى لو صوره لسه مُبهَمه .. بس فهم إنه جرحها حتى لو مش قاصد
قضاء ربنا دايما فيه رحمه .. بس اللى مكنش عارفوه ايه ممكن تكون الرحمه ف كل ده ؟
يمكن موتها كان ربنا يعوّضه عن وجعه بإنه يجمعهم مع بعض عنده .. لكن دلوقت العُمر اللي خلص في الخوف و الوجع و الوحده و القلق و السهر و التوهه .. مين و لا ايه هيعوض عنه؟!
مراد تمتم بمراره : العوض من عندك .. و لا يتقبل غير من عندك انت يارب.

مراد يمكن مكنش دى اول مره يتكسر بالشكل ده .. يمكن إتعوّد عالكسره من يوم ما إتكسر قبل كده ف موتهم ..
بس ﺍﻷﻟﻢ ﻭ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻜﺴﺮه ﻫﻴﻔﻀﻞ ﺷﻌﻮﺭ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻌﻮّﺩ .. ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺯﻱ أﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﺷﺪ وأصعب .. ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﻐﻴﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ التحمّل و هو خلاص فقد القدره دى
جروحه كترت .. كترت اوى لدرجة مبقاش عارف يعدّها .. و كل وجع يقول الاخير بس بيجى بعده وجع مميت

مره واحده نخّ على رُكبه من بين دوشتهم و قبل ما يقع جرى عليه مراد إبنه و ليليان سندوه .. و عشان رجله مكنتش شايلاه نزلوا ع الارض جنبه
مارد اخد راسه على صدره و باسها بتلقائيه و هنا مراد خلاص سمح لنفسه ينهار بين إيديهم .. كإنه كان بس طول السنين دى بعد كل الصدمات دى واقف بس على رجله لمجرد إنه عارف إنه لو وقع محدش هيسنده .. و إنهارده بس اما لقى سنده و ضهره إدّى لنفسه ابسط حقوقها إنه يقع ..
اخدوه على غرفه و همسه بتلقائيه راحت وراهم.

الدكتور دخل عنده و هو لسه على صدر إبنه .. كشف عليه و شاور لمارد يخرج بس مراد تبّت فيه اوى
ليليان بهدوء : هو كويس بس ده ضغط على اعصابه .. انا هعلقله محاليل و فيها إبره تظبط الضغط
الدكتور هزّ راسه و خرج و ليليان إبتدت تعلقله المحاليل و مارد جنبه
مراد شويه شويه عينيه إبتدت تتوه و غمضت ع الصوره اللى ياما حلم بيها ..
همسه جنبه و بتلقائيه مسكت إيده و مراد إبنه حاضنه و ليليان تحت رجله ف اخر السرير
إبتسم من بين توهانه لجمعتهم حواليه ..بعدها غمض عينيه خالص و جسمه إبتدى يرخى ف حضن إبنه
مارد بفزع : ليليان أبويا ماله ؟

ليليان إبتسمت : متقلقش هو بينام .. لازم يرتاح شويه
مارد بقلق : متأكده إنه نايم ؟
ليليان : انا اللى حطتله منوم متخافش
مارد إتنهد براحه بعدها حاول يسحب نفسه بهدوء من حضن أبوه اللى رغم من إنه نايم بمخدر إلا إنه حس ببعده ف تبّت فيه بعنف
مراد بعنف من بين توهانه : انت هتسيبنى ؟ مش هتسيبنى تانى ؟ انا مش هعرف استحمل اصحى تانى ملقكوش جنبى .. مش هعرف .. مش هستحمل .. هموووت .. و الله هموت
مارد برغم حالة اللافهم المسيطره ع الكل إلا إنه بتلقائيه شدد على حضنه : و انا عمرى ما هسيبك .. ارتاح دلوقت
مراد هنا سمح لنفسه يروح ف النوم جوه الحضن اللى دايما كان بيحلم بيه سند

وقت كبير عدّى محدش عارفوه قد ايه لحد ما مراد فاق تانى ...لمح مارد على وضعه و ليليان جنبه من الناحيه التانيه و همسه قصاده ف اخر السرير
و الكل نايم بنفس الراحه اللى كان نايم هو ببها .. كإن كل واحد فيهم لقى أمانُه و راحته
مراد فضل باصصلهم كتير .. كإن كل اوجاعه إتبخّرت ف اللحظه دى من نظره ليهم .. من حضن جمعهم كلهم

مراد إنسحب بهدوء من مكانه و إتحرك بحذر لحد برا و قفل باب الغرفه بشويش .. و وقف قدامها شويه كإنه بيجاهد نفسه ف قرار عايز ياخده
بعدها إتنهد و اخد لبسه و دخل غرفه تانيه قصاده يلبس و خرج من حمامها لقى ليليان مستنياه فيها و على وشها إبتسامه رقيقه

مراد إبتسم بعشق : صباح كل حاجه حلوه ف الدنيا
ليليان برقّه : ده انت الحلو كله يا حبيبى
مراد حضنها اوى و هى غمزتله : كنت هربان كده و رايح على فين ؟ و الاهم هربان من مين بقا فينا ؟
مراد إبتسم بس كسرة عينيه واضحه : ليليان انا
ليليان حسّت بيه : بابا انت هتسيبنا تانى ؟
مراد بوجع : انا عمرى ما سيبتكوا يا ليليان اولانى عشان اسيبكوا تانى .. و لا عملت حاجه وحشه تخلينى اتعاقب ببعدكوا عنى .. لا من ربنا و لا من كلب زى ده .. انا

ليليان مسكت إيده و قعّدته ع الكنبه : حبيبى انا عارفه .. بابا هو انت فاكر إنى ممكن اصدق فيك حرف وحش يتقال عليك من اى حد ؟
ده انت لو عملت حاجه وحشه قدامى هغمّض عينى عشان مشوفكش و تفضل صورتك جوايا حلوه .. انا هكدّب عينيا اصلا
مراد إبتسم من برائتها : ربنا ما يحرمنى منك و لا من أخوكى .. انا من غيركوا كنت بموت
ليليان غمزتله : طب و سوسو ؟ الحب كله .. ايييه بقا ؟

مراد إبتسم بس دموعه لمعت بسرعه : حاجات كتيره إتكسّرت بينا .. كتيره اوى يا ليليان
ليليان : صلّحها يا بابا .. طول مانتوا مع بعض هتقدروا تصلّحوا كل حاجه
مراد سكت شويه : مفيش حاجه بتتكسر و تتصلّح و ترجع زى الاول يا ليليان .. مبتتصلّحش اصلا
ليليان بزعل عليه : انت معملتش حاجه لكل ده يا بابا .. انت كنت ضحيه زينا و يمكن اكتر
مراد إتوجع اما افتكر اللى عمله ف همسه لحظة ما عرف من جوازها بعاصم و إنه حتى مدهاش فرصه تتكلم
ليليان فهمت من رد فعله اللى ظهر على وشه ان فى حاجه حصلت بينهم و ده اللى صُعب عليهم هما الاتنين

قرّبت منه بحب و مسكت وشه بإيديها : حبيبى اى رد فعل منك له عذره .. الواحد وقت الصدمه عقله بياخد اول رد فعل من غير تفكير ..
قهرته زائد مفاجأه الموقف زائد عجزه عن التفكير بيعملوا رد فعل سريع .. بس اما بيقعد و يهدى حتى من غير ما يسمع حاجه بيراجع نفسه
مراد افتكر اما فعلا ندم بعدها و إنه حتى لو بس كان إستنى يسمعها
بصّلها كتير : تفتكرى هتسامحنى ؟
ليليان بحب : على اى حاجه إلا إنك تهرب و ف وقت زى ده .. وقت هى فيه تايهه .. لا اهل و لا عيله و لا ولاد و لا بيت و مره واحده يظهر كل ده مع بعضه ف لازم تتوه بين كل ده .. مين بقا هيبقا أمانها وسط الزحمه دى
مراد إبتسم : انتى ازاى فاهمانى و قاريه اللى جوايا كده ؟

ليليان إبتسمت و شاورت على قلبه : عشان انا هنا .. جوا هنا ف لازم يبقا كل اللى جوه قدامى واضح و شايفاه
أبوها إبتسم بحب و حضنها اوى : اوعى تسيبينى .. اموت
ليليان بسرعه كشّرت : بعد الشر عنك .. شالله انا بدالك
مراد إتنرفز : اوعى تدعى على نفسك تانى .. فاهمه .. انا لو جرا لحد فيكوا حاجه مش هستنى اما اعيش اللى عيشته تانى
ليليان ضحكت ببراءه : خلاص شالله عاصم
أبوها ضحك بصوته كله على برائتها

برا مازن واقف بضيق و شارد
رؤيه راحت عليه : عرفت مراد صحى و لا ايه ؟
مازن بضيق : اه عرفت ان ليليان لسه من شويه اخدت جهاز الضغط عشان تشوفه يبقا صحى
رؤيه ضحكت : خلاص دقايق كده و نطلع نتطمن عليه الراجل بقا متجوز
مازن هزّ راسه بضيق و هى لاحظته : مالك يا كِشرى ؟

مازن سكت شويه بعدها إندفع بضيق : يعنى افهم واحده مخطوفه من اهلها و بتدوّر على أبوها تتجوز ليه ؟ و تخلّف كمان ؟
رؤيه إبتسمت لإنها فهمته : ليليان اللى كانت عايشاها دى حياتها .. ف مكنتش تعرف ان لها حياه تانيه و هتعيشها
مازن بغيظ : لاء وقت ما إتجوزت كانت عارفه ان لها اب و إبتدت تدوّر عليه .. كانت ف ايه و لا ايه ؟
رؤيه : و مكنتش عارفه هتوصله و لا لاء .. بعدين ده الله يرحمه بقا
مازن سكت بضيق و هى إبتسمت : امال بقا مراد يعمل ايه ؟ اللى لقى مراته كل السنين دى كانت متجوزه و ف حضن راجل تانى
مازن إتنهد : لاء ده بقا الله يكون ف عونه
مهاب من وراهم : متجوزه اه بس بختم إيده
مازن رفع حاجبه : نعم ؟

مهاب إبتسم بمكر و حكاله بإختصار اللى عملوه ف عاصم
مازن بغلّ : يستاهل
رؤيه ضحكت : يا حبيبى زى ما يكون كان حاسس
مهاب و هو رايح ناحية غرفتهم : محدش يتكلم مع مراد ف النقطه دى بالذات

مراد مع ليليان سمعوا صوت برا هيدخل الغرفه على همسه و مارد .. مراد فتح بسرعه و شاورلهم إنهم هنا
دخل مهاب و وراه رؤيه و مازن و إبتسموا
مازن إبتسم لليليان بلمعه غريبه ف عينيه : حمدالله على سلامتك يا باربى
ليليان إبتسمت : الله يسلمك
مازن : اوعى تكونى مش فاكرانى
مراد أبوها بحده : لاء مش فاكراك.

مازن رفع حاجبه و مراد بصّله بتحذير من إنه حتى يفكر يبصّلها و ليليان تايهه بين نظراتهم الغامضه مش فاهمه حاجه ..
مهاب قعد : انا وصّلت سليم امبارح و رجعتلك .. حتى مازن مرضيش يمشى معايا ..
انت نمت كتير اوى .. قلقت عليك يا شيخ ده لولا همسه و ليليان كانوا نايمين جنبك كنت هدخّلك دكتور ..كل شويه نطلع نبص عليك ده انت كنت زى القتيل.

مراد إبتسم : صحيح هو انا ليه حاسس إنى نمت كتير اوى مع إنى مكنتش عايز انام و لا قادر حتى
ليليان إبتسمت : حبيبى انا حسيت بيك إنك تايه بينا و بين كل حاجه .. حسيت إنك محتاج تفصل شويه عشان ترتاح و تجدد طاقتك بعدها تقوم على رجلك من تانى و اقوى من الاول كمان ..
انت محتاج كل طاقتك و قوتك الفتره الجايه و مينفعش توجع نفسك كده
أبوها إبتسم و هى إبتسمت قوى : لو كنت قولتلك نام مكنتش هترضى و لا هتعرف .. إديتك بقا منوم و أخدتك ف حضنى جنب مارد لحد ما روحت ف النوم
مهاب بهزار : يا سيدى ع الدلع.

مراد إبتسم : عارفه كان كفايه حضنك .. من غير منوم كنت هنام فيه ده مهدئ ربّانى يا روحى
ليليان قامت حطت اكل على صينيه و قعدت قصاده و إبتدت تأكّله بإيديها
مراد لسه هيمد إيده هى شالتها : حبيب قلبى مش يعمل حاجه .. انا هنا اعمله كل حاجه
مازن إتنهد بصوت عالى : إوعدنا ياارب
مراد بصّله بحده و هو إتصنّع الغباء : ايه يوعدنى ربنا بأكل .. جعاااان.

مهاب ضحك اوى و مراد بصّله بغيظ : برا انت و إبنك يا مهاب
ليليان بصّتلهم و ضحكت قوى و أبوها بصّلها بغيظ : الضحكه دى ليا انا و بس
ليليان غمزتله بحب و هو إبتسم و شاورلها على خده و هى حدفتله بوسه ف الهوا و إبتدت تأكله ..
مراد كانت قمة سعادته .. حاسس إنه ف حلم خايف يقوم منه .. كان واخد قرار من وقت مواجهتهم إنه يبعد شويه لحد ما الوضع يهدى .. حاسس ان جروحهم كتيره و كلها بسببه
بس قدام حضن إبنه و ضحكة بنته قراراته إتبخّرت ..

عرف إنه مبقاش فيه طاقه يستحمل ثانيه واحده من غيرهم ..
ليليان اكّلته و قامت شالت الاكل و إستغلت فرصه ان هما معاه و دخلت عند همسه و مارد .. قبل ما تدخل غرام رنت عليها ف إبتسمت
ليليان برقه : بنت خالى الغاليه
غرام برّقت : نعم يا قلب أخوكى ؟
ليليان ضحكت قوى و غرام عشان كان عارفه باللى حصل سابق و ان مارد وصل لأبوه و مسافر يجيب أمه قدرت تجمّع الموقف
غرام إتنططت بفرحه : قلبى ياارب.

ليليان ضحكت اكتر و حكتلها اللى حصل : ابقى عدّى علينا بس متأخريش احنا شويه و هنخرج
غرام بحماس : طبعا يا روح بنت خالك .. دى اول زياره بموافقه عسكريه
ليليان ضحكت و قفلت معاها و دخلت عند همسه
ليليان بإستغراب : ايه ده انتوا صحيتوا ؟ طب مخرجتوش عندنا ليه ؟ احنا خرجنا برا عشان تناموا براحتكوا
مارد سكت شويه : ماما عايزه ترتاح شويه.

ليليان فهمت اللى ورا كلامه : اه حبيبتى لازم ترتاحى .. خلاص اصلا بابا مصمم يخرج مش عايز يقعد تانى .. احنا هنروّح بس مستنينكوا
همسه بصّتلها كتير و بصّت لمارد و قعدت بس سكتت
ليليان قعدت جنبها بهدوء : ماما بابا حكالى كل حاجه
همسه إتخضت من كلامها و ده أكّد ل ليليان ان فعلا حصل بينهم سوء تفاهم
همسه إرتبكت : حكالك ايه بالظبط ؟

ليليان إبتسمت : مش مهم حكالى ايه .. هو كان تعبان و محتاج يفضفض
همسه إتخنقت بدموع : هو اللى تعبان ؟ بعد اللى عمله فيا ؟ ده
ليليان قاطعتها : ماما حبيبتى اهدى .. بابا معذور .. تعالى نفكر مع بعض كده بصوت عالى ..
واحد مراته المفروض ميته من 20 سنه و مره واحده يلقاها قدامه لاء و يعرف إنها كانت متجوزه اكبر اعداءه ..
عارفه ممكن يكون حس ب ايه وقتها ؟ متخيله إحساسه شكله ايه اصلا ؟

حبيبتى صدمه زى دى لولا بابا قوى و اللى شافه و إستحمله كان كتير و قوّاه مكنش عرف يتقبّلها خالص .. ده بعد الشر كان ممكن يروح فيها
رد فعله كان بحجم الصدمه .. زائد ان الصوره كانت مُبهمه و مشفّره قدامه .. عقله ترجم الاحداث بسرعه و عشان كان وقت مفهوش عقل اصلا .. ف الاحداث إتّرجمت غلط و بناءاً عليه إتاخد رد فعل غلط
بس اما هِدى

همسه بقهره : اما هِدى ايه ياليليان ؟ لحد ما جينا هنا و هو

ليليان بمقاطعه : مكنش لسه فهم و لا عرف حاجه.. كان لسه تحت تأثير الصدمه ..
ماما كلنا إنجرحنا بس هو كان جرحه غير .. هو جرحه اصعبنا .. جرحه كان جرح كرامه .. إتجرح ف رجولته ..
ف لحظه حس إنه مش قد إنه يشيل مسؤليه و لا عرف يشيلها
عرف ان مراته كانت ف حضن راجل تانى .. رجولته إتهانت
ف كان غصب عنه.

همسه سكتت لإنها عارفه ان كلامها صح
ليليان بصّت لمراد أخوها بعتاب : مكنتش مستنيه منك كده يا مراد و لا بابا كمان كان متوقع ده منك .. هو ده أيوك اللى قعدت طول عمرك تدوّر عليه ؟
أحسن مكان الواحد يحوّش فيه و يعمل رصيد هو الأب و الأم .. الرصيد اللى أولادك هيصرفوا منه عليك بعد كده .. انت بقا حسستوه إنه مالهوش رصيد عندك .. صفر .. ليه مدتهوش فرصه حتى يتكلم؟
مارد إندفع : كان هيتكلم يقول ايه ؟

عمل فينا ليه كده ؟ عاصم قال إنه خطفها و هى مراته و
ليليان بضيق : و ايه ؟ هاا ؟ انت تصدق حاجه زى دى ف بابا ؟ و كلب زى ده اصلا يتصدّق ؟
مارد بضيق : امال إترفعت عليه ليه قضيه بخطفها ؟ كانوا بيهزروا معاه مثلا ؟

هنا مراد أبوه اللى رد و اللى كان داخل من شويه بس وقف اما يسمع حوارهم عشان يفهم
مراد بص لإبنه بعتاب : و مجيتش و سألتنى ليه يا مراد ؟ اما انا وحش قوى كده ليه موقفتش قصادى و حاسبتنى ؟
مارد بضيق : انا ماليش الحق إنى احاسبك .. حضرتك اكبر من كده
أبوه بعتاب : لما تحاسبنى و تسمعنى احسن عندى من ان تحكم عليا من قبل ما اتكلم و تصدر حكمك بدبحى
مارد إتخض من الكلمه : بعد الشر
مراد : امال بتسمّى بُعدك عنى ايه ؟ و الإتهام اللى كنت طول الوقت شايفوه ف عينيك ده ايه ؟

مراد انت كنت بتقرف تبصّلى حتى
مارد قام بتلقائيه وقف قصاده : مكنتش اقصد .. انا بس كنت محتاج اخد خطوه لورا لحد ما افهم
مراد أبوه صوته إترعش : و انا يا مراد ؟ مجيتش ف بالك ؟ خلينى وحش و ابن كلب .. بس بعدكوا عنى علّمنى الادب و كسرنى .. مكنتش ساعتها هتسامحنى ؟ يعنى حتى لو غلطت كنت هتعاقبنى ببعدك ؟
مارد غصب عنه عينيه دمّعت و لسه هيتكلم أبوه مسك إيده.

أبوه : مش هتدينى فرصه حتى ؟
مارد سكت بس إتّكى على إيد أبوه اللى مسكاه كأنه بيوصّله رد فعله بالفعل
أبوه إبتسم : طب بلاش انا .. مش عايز تشوف بيتك طيب ؟
مارد غصب عنه اللهفه اللى على وشه نطقت بالنيابه عنه
مراد مسك إيديه قوى و ليليان كلبشت ف دراع أبوها التانى

مراد هنا إبتسم ل همسته و بصّلها ف نظره طويله قوى .. كإنه بيترجاها .. بيحايلها .. بيراضيها .. بيعاتبها .. بيدافع عن نفسه
نظرته كانت بألف معنى و معنى و عشان صادقه همسه إبتسمت لعينيه غصب عنها
مراد مدّلها إيده بتردد و سكت و هى إتكت على عينيها و هزّت راسها و قامت بهدوء معاهم
اقنعت نفسها إنها محتاجه تسمعه .. ع الاقل تفهم .. بس بينها و بين نفسها كانت حاجه جواها بتحرّكها ناحيته ..
يمكن تكون مش حاجه قديمه لإن القديم إتمحى مع الذاكره .. بس حاجه جديده .. إتولدت مع اول نظره و اول موقف و اول حضن .. حاجه كده إتولدت قبل اى كلمه و من غير كلام.

مراد اخدهم و خرج من الغرفه .. لقى مهاب و مازن و رؤيه برا .. إبتسملهم بهدوء و قبل ما يتحرك لمح غرام جايه عليهم
مراد بصّ لإبنه جنبه و غمز
مارد إبتسم غصب عنه : يخربييت أبوكى
مهاب رفع حاجبه : طب حاسب أبوها يسمعك
مراد أبوه بحده خفيفه : ما يتفلق
غرام قرّبت عليهم بإبتسامه رقيقه : أسوووسووو
همسه حضنتها : حبيبتى
ليليان بهزار : اسكتى عشان حبيبتك طلعت معرفه
همسه بصّتلها و بصّت لغرام و وزعت نظراتها ع الوافقين كلهم و من عيون مهاب فهمت : و الله انتى البونبونايه بتاعتهم .. عارفه احسن حاجه إنك طلعتى وسط العيله الفقر دى
غرام رفعت لياقة الفستان : انا اللى مسكّراهم صح ؟

همسه بصّت لمهاب بغيظ : انتى بس عيبك الوحيد إنك طلعتى بنت اللطخ ده .. مش ده بردوا اللى رفض إبنى ؟
مهاب إبتسم قوى : اناا ؟ طب دى حتى لو مسكره يبقا طالعه لأبوها
همسه : وحشتينى
مهاب : انتوا تعرفوا بعض من كتير شكلكوا
همسه إبتسمت : يمكن من اول الحكايه
مراد إبتسم و غمز لإبنه : اه يعنى وشها حلو
مارد همس : زى أبوها
مهاب غمز لبنته : هو ده مراد هاا ؟

غرام إبتسمت : ما قولتلك هو بس محتاج شوية وقت
مهاب : مممم عشان كده كنتى مصممه
غرام : لعلمك انا إتمسّكت بيه من قبل حتى ما يلقى حد منهم ..حتى لو مكنش وصل لحد كنت بردوا هفضل على موقفى اللى حتى لو غلط مكنتش هندم عليه
لإنى كنت اكيد اما اجرّب هتعلم اكتر ما ابعد لمجرد إنكوا عايزين ده
مراد أبوه إبتسم : لعلمك انا قولت لأبوكى كده قبل ما اعرف اللى فيها .. قولتله سيبها تجرّب .. ان بقا اختيارها صح هتكسبه هو و ان بقا غلط هتكسب خبره تساعدها بعد كده تختار صح ..

انتى صح كل بني آدم ليه شخصيته واراءه واحساسه .. ماهو مكنش ينفع تسألى حد على رد فعلك خاصة ف المشاعر ولا المفروض تختارى ايه و لا تعملى ايه ..
اعملى رد فعلك الأول وإغلطى .. حقك .. وبعدين خدى رأي اللي حواليكى في رد فعلك ..
انتي ليكى شخصيتك وقرارتك وبصمتك في الدنيا انتى مش روبت حد يمشّيكى على مزاجه .. كان لازم تاخدى فرصتك .. الارتباط علاقة بين طرفين بس مش بين طرف و انتي و أبوكى وأهلك.

غرام إبتسمت : عشان كده إختارت مراد .. بنفسى و لنفسى
مهاب بحب : ده حبيبى انا مش انتى على فكره
مراد أبوه : يا راااجل قول كلام غير ده
مهاب بغيظ : ما تخليك محضر خير يا جدع انت
مراد بعِند : لاء .. و يلا إتكل عشان ماشيين.

مراد مشى خطوتين بولاده و همسه و رجع مدّ لغرام إيده و اخدها معاهم و بصّ لمهاب بتحدى و مشى
مهاب ضحك قوى على صاحب عمره اللى اول مره يشوف عينيه بتلمع كده من سنين
مراد نزل بيهم و جاه يركب عربيته
و هنا غرام إستأذنت : انا همشى بقا و هبقا اجيلك يا سوسو مره تانيه
همسه بحب : هستناكى
مراد بص لمارد : ما تتحرك يا بأف توصّلها
مارد بغيظ : و أبوها اللى فوق راسنا ده ؟

مراد ضحك : و حياة أمك ؟ ده انت بوستها ف قلب المستشفى بحالها
مارد برّق و هو مبتسم : ااه ده انا إتفضحت بقا
مراد شاور لمهاب : هتوصّل بنتك و لا مراد يوصّلها ؟
مهاب إبتسم بحب : لاء ابن عمها يوصّلها

مارد إبتسم لغرام اللى تقريبا ف الوقت ده كانت قلبها بيطبّل مش بيدق
لسه هتتكلم أبوها غمزلها : اما يوصّلك ابقى كلمينى طمنينى
مارد اخدها ف عربيته و إتحركوا و مهاب مشى ..

مراد اخد همسه و ليليان و مشى .. فضل يلف كتير بالعربيه و كان قاصد ده لحد ما مارد يوصّل غرام .. مكنش حابب يدخلوا البيت لأول مره ناقصين حد منهم
فضلوا يلفّوا كتير لحد ما مارد رن عليه : انا خلّصت روّحتها و راجع
أبوه إبتسم : انا قولت الخروجه دى بتصريح عسكرى ف هتبات بقا
مارد إبتسم : لا و على ايه لا احسن أبوها يتجنن
مراد : يقدر ؟

مارد سكت شويه : انا عندى مشوار و
مراد أبوه بلهجه متقبلش نقاش : تعلالى على طريق( ...) واقفلك هناك
مارد قفل معاه و راح لعنده لحد ما شافه شاورله و هو إتحرك وراه لحد ما وصلوا البيت
مراد دخل و ركن و نزل و مارد ركن وراه و نزل
الاربعه إتحركوا بخطوات مترقّبه و بطيئه ناحية البيت اللى كان بالنسبالهم وطن إتفتحتلهم بيبانه ف عز الغربه.

أبوه فتح الباب و دخل البيت المقفول من سنين و مبيتفتحش غير له لوحده
البيت اللى من يوم ما هجروه حبايبه و هو بقا مهجور انهارده بس إتفتح من تانى
دخلوه سوا ضامّين بعض و كل واحد فيهم بياخد نَفس براحه كإنه بيتنفّسه .. كإنه كان مخنوق برّاه و ماصدق رجع عشان يتنفس من تانى
مراد بصّ للتابلوه اللى قصاده و تمتم بالكلام اللى عليه و هو على جمعهم اذ يشاء قدير .
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة السادسة والأربعون بقلم أسماء جمال


مراد وصل بيته ..إبتسم بمنتهى الحب و مدّ إيده لمارد اللى بتلقائيه و من غير تردد مسك إيده و ميّل عليها باسها قوى
دخلوا سوا ضامّين بعض و كل واحد فيهم بياخد نَفس براحه كإنه بيتنفسه .. كإنه كان مخنوق براه و ماصدق رجع عشان يتنفس من تانى
مراد لفّ ضهره للبيت وراه و إداهم وشه اللى عليه إبتسامه رضا لأول مره من سنين كتيره
مراد اخد نَفس بصوت عالى : برغم كل حاجه الحمد لله على جمعنا تانى .. و قبل اى حاجه انا كنت موصّى اما اموت اطلع من هنا .. من المكان اللى جمعنا عشان ربنا يجمعنا عنده.


 
بس طالما ربنا كان ارحم منى و منكوا و جمعنا .. يبقا لازم قبل اى حاجه اشكره .. انا اصلا مش عارف ايه ممكن يتعمل شكر لربنا على رحمته بيا دى
همسه بصّتله كتير .. حاسه ان قلبه هو اللى بيتكلم .. عينيه من صدقها هى اللى بتقول
مارد إبتسم و ليليان كمان .. دخلوا بيلفّوا ف البيت بعشوائيه و عيونهم بتلمع و مراد معاهم
شاورلهم على فوق ف طلعوا و هو وراهم
همسه فضلت لحظات ف مكانها.


 
مراد لفّ وشه ناحيتها و هو ع السلم : لا هينفع اجبرك تعيشى معايا و لا هقدر اعيش ثانيه واحده تانيه من غير ولادى و لا هعرف احرمك منهم
مش عاارف .. بس اللى عارفوه إنى عمرى ما هفرض نفسى عليكى بالغصب .. حتى لو روحى ف إيدك و انتى مش عايزانى هتلاقينى بسيبهالك .. ف متقلقيش انتى ف امان منى
همسه إبتسمت و حاجه جواها خلّتها نطقت باللى معرفتش بعدها هى قالته ازاى : و انا لو مش عايزاك مكنتش عيشت على ذكراك السنين دى كلها و انا مش عارفه حتى إسمك ..


 
و الطلاق الذكرى اللى المفروض إنها ع العشق ده تبقا اسوء ما بينا تتحوّل ف بُعدك الذكرى الوحيده اللى شايلهالك عشان تفضل محفور جوايا
مراد ابتسم على تلقائيتها و هى عضّت على شفايفها بعدها.. مدّلها إيده و هى إبتسمت و إتحركت بخفّه عدّته و طلعت لفوق
مراد إبتسم بلمعه كإنه بيقع ف حبها من اول و جديد
طلعوا و مراد سابهم يكتشفوا اوضهم بحاجتهم لوحدهم و وقف يتفرج ع الحلم اللى بيتحقق قدامه
دخلوا اوضهم و هو شاور لهمسه على اوضتهم و إبتسم : إعتبريها اوضتك لحد ما ربنا يحنن قلبك عليا يا واجعه قلبى


 
همسه إبتسمت و سابته و دخلت .. كل حاجه رغم ان نمطها من سنين يعنى مش موضه جديده إلا إنها راقيه جدا و متميزه .. كل حاجه جميله .. جديده مش منظر حاجات مركونه من سنين كتيره .. و نضيفه جدا و لا كإنه لمسها التراب
الاوضه بكل ما فيها كانت ابعد ما يكون عن إنها كانت مهجوره
فتحت الدولاب و إتفاجأت بهدوم شكلها و هيئتها بيقولوا إنهم بتوعها .. كل حاجتها موجوده .. برفانات .. ميكاب .. حتى توك الشعر..

حتى لو صلاحيتها منتهيه موجوده .. حتى الحاجات اللى مراد كسرها قبل كده قدر يحتفظ بيها و يرجّع كل حاجه زى ما كانت تانى بعد ما هِدى
دموعها إبتدت تنزل بصمت .. كل حاجه من اللى حواليها المفروض تسعدها .. إنها لقت حبيب كان عايش على ذكراها كل العُمر ده .. ده شئ المفروض يسعدها
بس العكس .. كل حاجه كانت بتقهرها اكتر .. بتبيّن حرمانها .. بتعرّفها مدى حجم الخساره اللى كانت خسرتها من غير ما تعرف
قدرت دلوقت بس تفهم ليه كان قلبها موجوع ف كل اللى فات .. عشان اللى خسرته مكنش شويه
مراد برا بس حاسس ب احساس كل واحد فيهم ف اللحظه دى ممكن يكون شكله ازاى


 
مارد دخل اوضته .. كان متوقعها عاديه .. بس إتفاجئ بكل حاجته موجوده .. كل لعبه كانت بتاعته ف يوم .. و إتفاجئ بلعبُه كلها مسدسات و رشاشات و حاجات شبيهه بكده
إبتسم من بين دموعه اللى لمعت بمجرد ما دخل ..
سمع صوت الكلب بتاعه برا .. بيلف ناحيته لقى مراد واقف وراه و ساند ع الباب و مبتسم
مراد إبتسم : حبيبك مش قادر يصبر .. طلعلك
مارد حاول يمسح دموعه بس إيد أبوه سبقته
خرج للكلب اللى نط عليه و فضل يلف بيه
ليليان خرجت على صوتهم و ضحكت معاهم : ايه ده الكلب ده بتاعك؟


 
أبوها إبتسم لإبنه : مُريان ده الذكرى اللى عشت معاها كل السنين دى عشان منك
مارد إبتسم بغيظ : قصدك مراد ..أبوكى سمّاه مراد
ضحكوا و مراد أبوه حط إيده على كتفه : اعمل ايه مش كان بيفكرنى بيك
قطع كلامهم رن جرس الباب مارد نزل فتح و سليم دخل على وشه لهفه مجنونه
سليم بتوهان : بنتى فيين ؟ فيين ؟ هى رجعت صح ؟ مكنتش بحلم ؟ لالا مكنتش بحلم .. بنتى فييين ؟

مارد فهم حالته ف حاول يحضنه : حبيبى هى كويسه بس روّحنا اما صحيت و بقت كويسه هى و بابا
سليم و كإنه مش سامعه : مكنتش بحلم .. انا شوفتها امبارح .. كلمتنى .. سمعت صوتها .. صبحت انهارده روحتلها ع المستشفى ملقتهاش .. ده مكنش حلم .. بنتى فييين؟
مراد بصّله من فوق : قتلتهالك
سليم طلع بلهفه لفوق : حبيبتى فين يا مراد ؟

مراد حاول يهزر بس حالة سليم منعته : ف اوضتها دخلت ترتاح شويه
سليم دخل اوضتها بيتلفّت بتوهان لحد ما لمحها
همسه كانت سامعاهم من جوه و بمجرد ما سمعت صوت أبوها صوت عياطها المكتوم إنفجر و شهقاتها عليت و إتسابقت
سليم قرّب منها و نزل ع الارض جنبها و بشئ من التوهان شدها عليه ضمّها ف حضن طويل .. يمكن اطول من السنين اللى فارقته فيها كلها
همسه بتلقائيه و هى بتحضنه صورتها مع مراد و ولادهم اللى كانت ماسكاها وقعت من إيديها إتكسرت ...همسه بصّتلها بحسره كإن قلبها اللى إتكسر .. كسرة الصوره و فرقة كل حته فيها لوحدها جسّدت قدام عينيها فرقتهم الاربعه عن بعض ف إنهارت.

سليم فهمها ف مسك الصوره جمّعها : هترجع احسن من الاول
همسه بمراره : مفيش حاجه بترجع يا بابا
سليم : لا هترجع .. مش انتى رجعتى ؟ يبقا كل حاجه هترجع
همسه بدموع : قلبى واجعنى قوى ...قوى .. من ساعة ما جيت هنا و انا قلبى بيتقطّع
سليم ضمها بحب : ده بيتك يا همسه .. متتخيليش انتى كنتى بتحبيه قد ايه .. انتى مكنتيش بترتاحى بعيد عنه
همسه بتلقائيه : عشان كده مرتاحتش و لا لحظه من يوم ما خرجت من هنا .. 19 سنه وجع و الم و قهره
سليم : مراد بيعشقك.

همسه بصوت بيطلع بالعافيه : سابنى ليه يا بابا ؟ سابنى للوجع ياكل فيا ليه ؟
سليم غمض بوجع : كل حاجه كانت غصب عن الكل يا همسه
همسه : غصب عنه يتخلّى عنى ؟ يوجعنى ؟
سليم : مراد عمره ما إتخلى عنك .. ابداا .. مهما حصل كان بيبقا جنبك .. و مهما كنتى بتعملى كان بيفضل معاكى .. انتوا عديتوا ظروف كتير سوا .. و هو عدّى الاكتر منها لوحده .. من غيرك.

سليم إبتدى يحكيلها شكل حياتهم و علاقتهم و ازاى كانت بتعامله ف بدايتهم رغم وقفته جنبها .. و ازاى استحمل عشانها و إتهان و بقى عليها
همسه كانت بتسمعه بمنتهى الذهول .. دلوقت بس إتفسرت صورة وجعها و حرقة قلبها طول السنين دى ..
وقفت بتوهان : يعنى ايه ؟ يعنى كان بيحبنى للدرجادى ؟ يعنى كان ف إيدى كنز زى ده و خسرته ؟ ده انا مصبرنيش على وحدتى ف اللى فات إلا ان كنت عارفه ان ماليش حد
سليم بحب : مراد كان اغلى من الكنز و لسه على فكره .. قلبه نضيف قوى .. معرفش ازاى شكيتى فيه يوم إنه خانك ؟

همسه فضلت تلفّ بتوهان حوالين نفسها و مع كل لفّه عينيها بتقع على صوره شكل لهم سوا و ذكرى شكل و حاجه شكل مراد محتفظ بيها منها
همسه صرخت بصوت هز جدران البيت من مرارته .. صرخه نفضت جسم المراد برا
همسه إنهارت : لا يا بابا .. لالالا .. لااا .. متقولش كده .. قول إنه خانى .. قول إنه وحش .. قول مش هزعل .. قول إنك بتضحك عليا .. بتصبرنى بس .. بتراضينى .. بتواسينى بس الحقيقه إنه خانى .. خانى يا بابا صح ؟ قول إنه وحش .. قول إنه خاين .. قول إنه كان يستاهل إنى اسيبه حتى لو هتوجع ف بُعده .. قول إنه يستاهل إنى اسيبه حتى لو سيبته للعذاب.

قول إنه مش كويس .. إنه وحش .. خاين .. إنه مره جرحنى .. اهانى .. قول و انا هسامحه
قول اى حاجه وحشه فيه .. قول إنى مكنتش بحبه .. إنه مكنش حبيبى .. إننا مكناش عايشين ف الجنه دى و إتحرمت منها
قربت مسكته بهيستريا : مراد وحش صح ؟ صح ؟
نزلت ع الارض بمنتهى الوجع و صوت بيروح : لالا قول اى حاجه غير إنى خسرت الخساره دى .. إنى خسرت روحى .. حياتى .. عمرى كله
سليم مقدرش يستحمل وجعها و لا يشوفها بالمنظر ده ف إنسحب من الموقف كله و خرج من الاوضه
عدّى على مراد واقف برا و سامع كل كلامهم و تانى دراعه ع الحيطه و كافى وشه ع الحيطه و مديهم ضهره و صوت دموعه اعلى و اكبر حتى من وجعهم و مراد و ليليان مش قادرين حتى يقرّبوا منه.

سليم مشى من غير و لا كلمه .. الموقف كله على بعضه مفهوش حاجه تتقال .. مفهوش غير صوت القلوب الموجوعه
ليليان : إستنى هشوفها
فتحت بهدوء و دخلت لقتها قاعده ف الارض و سانده ع السرير و حاطه راسها بين رجليها و بتعيط بقهره
مراد برا سامعها و حاول يدخل بس متردد.. مارد لاحظه ف قرب منه بهدوء و ضمّه اخده و دخل عندها
ليليان قوّمتها قعّدتها ع السرير و قعدت جنبها و مراد قعد بهدوء جنبهم و مارد جنبه
لحظات صمت عدّت ع الكل لحد ما قطعها مراد.

مراد بهدوء قام جاب مصحف و حط إيده عليه و لسه هينطق
همسه بصّتله بذهول و مارد حلّق عليه : انت هتعمل ايه؟ انت فاكر إنك محتاج تحلف او ان انا ممكن اسمحلك تحط إيدك على كلام ربنا عشان اصدّقك؟
مراد إبتسم للذكرى : و الله فى ناس قبلك طلبت منى ده .. ف حبيت اعملها قبل ما تطلبها تانى
همسه مفهمتش كلامه و هو عارف لإنها مش فاكره
مراد إبتسم : أمك اول يوم دخلت بيتى طلبت منى ده قبل ما تسمع منى
مارد بهدوء : و ليه؟ كانت عايزه تسمع ايه مهم ثوى كده لدرجة عايزاك تحلف عليه؟

مراد اخد نَفس طويل و خرّجه شويه شويه على هيئة كلام كتير ..كتير اوى
إبتدى يحكى من اول الحكايه .. من يوم ما سافر و عاصم معاه يجيبوا الميكروفيلم اللى إتسرق منهم ف المهمه اللى إتصاب فيها مهاب .. و إتحكم عليه بتصفيته وقتها .. و مساعدة سليم له يرجّعوه .. و رجّعوه و رجع على شقته شاف مها مراته ف حضن عاصم ف اوضته و اللى كان وقتها متجوز همسه
همسه كانت بتسمعه بذهول .. كل كلامه عكس عاصم النقيض للنقيض و مع ذلك مصدقاه .. مش عارفه حتى تشك فيه.. على عكس عاصم اللى مكنتش عارفه حتى ترتاح او تتقبّل كلامه ..

مراد كمّل اللى عملوه فيه عاصم و مراته و ازاى إتفقوا و حوّلوا الموضوع من زنا من عاصم لإغتصاب منه
و بعدها سرق اللاب بتاعه بالميكروفيلم اللى كان راجع بيه .. و إنه لبس قضية زنا زور .. بعدها بمساعدة سليم خرج منها و اثبت برائته بتقرير الطب الشرعى اللى اثبت إنها ف الرحم بتاعها مزيج من اتنين سائل منوى و ده معناه إنها عملت علاقه مع حد غيره قبله بساعات
و قبل ما يتحقق معاها هربت و بعدها عاصم هرب.

حكالهم ازاى همسه راحتله تتأكد من الكلام ده و ازاى راحت معاه .. و ازاى جات قضية الخطف اللى أمها بلّغت بيها ساعتها اما إختفت
و ازاى هو و همسه لقوا عاصم اللى كان ف الوقت ده جوزها مع مها اللى كانت بردوا لسه مراته ف الشاليه مع بعض تانى و هى شافته و اللى حصل وقتها كله ..
و ازاى عاصم هرب و إتخلى عنها و سابها .. و اما اخدها المستشفى و ولدت ازاى سرق إبنها و بعدها لقوه و هو بيهرب بيه من البلد و ازاى إبنه إتقتل بالظبط ..
بعدها حالة همسه بالظبط و الورم اللى جالها و كان لازم تخلّف قبل العمليه و إلا مكنش عمرها هتبقى ام
و ازاى وقف جنبها ف محنتها رغم كرهها له.

مراد تعمّد يتكلم بالتفصيل عن تفاصيل علاقتهم ف اولها و اد ايه كانت كارهاه و كانوا متفقين ينفصلوا و اد ايه استحمل منها لحد ما خلّاها تحبه .. يمكن عشان يوريها اد ايه واجهوا صعوبات كتير و عدّوها .. او يمكن كان عايز يقولها إنها حتى لو كارهاه و مش واثقه فيه ف قبل كده كانت كده و عرف يكسب حبها و ثقتها و يديها امل إنهم هيتخطوا المرحله دى من تانى
حكالها على معارضة اهله و أبوه و وقفته قصد الكل
و اد ايه حياتهم إستقرت و كانوا اسعد اتنين لحد ما قضية عاصم إتفتحت تانى.

حكى عن تهديدات عاصم له بيها و بولاده و صورها اللى كان بيبعتهاله و مهما شدد الحراسه كان بيوصلها لحد ما أبوها هو اللى اجبره يطلقها لحد ما القضيه تخلص
بعدها راح لأبوه يشوف خلافه مع أمه و همسه عرفت بالطلاق و راحتله هناك و مشيت قبل ما تسمع ..
مشيت و مرجعتش .. عملت الحادثه و هو كان سافر و عقبال ما رجع كان عاصم سبك الموضوع و اد ايه لفّ كل شبر ف البلد عليهم لحد ما لقى الجثث و المعمل بلّغه إنهم هما.

مراد خلّص و حكى حياته بعدهم كان شكلها ايه .. اد ايه عاش على ذكراهم العمر ده كله و كان عنده استعداد يفضل لأخر عمره ..
مراد بصوت مهزوز : و على فكره انا يوم ما رجعت قبل حتى ما اعرف بالحادثه و إنك بعيد بس ترتاحى روحت للمأذون مع أبوكى رجّعتك
مارد كان بيسمعه و ملامح وشه بتتبدّل من الغلّ للغضب للقهره للمراره و الوجع بس هو اللى ثابت
كان بيبصّ لأبوه بدموع على قهرته اللى عاش بيها عمره كله
كزّ على سنانه بغلّ اما افتكر الكلام اللى عاصم قالهوله .. عينيه دمّعت اوى اما افتكر إنه ف لحظه صدّقه و ازاى إتخدع بسهوله كده
همسه كانت زى التايهه و ليليان كانت بتعيط اوى ..

مراد خلّص و رجّع راسه ورا و غمض عينيه و سكت
مارد بدموع ميّل على رُكبه تحت رجله ..
مسك إيده باسها و من غير تردد ميّل على رجله و مهما مراد حاول يرفعه رفض
باس رجله و طوّل قوى .. شال كف رجله حطّه على راسه و فضل يبوس رجله التانيه
مارد بدموع : حقك عليا .. انا مش عارف ازاى صدقت فيك كلمه وحشه؟ ازاى سمعت اصلا؟
بس كان غصب عنى و الله .. انا كنت زى التايه .. كنت مقهور من كل حاجه .. لمجرد إنى عرفت ان أمى عايشه و انا اللى قعدت عمرى ده كله موهوم باليُتم .. و ليليان و اللى حصلها ..

كنت هموت من القهره ..و جاه بعدها غرام و رفض اهلها و معايرتهم ليا و كلام أبوها إنى ماليش اب
كنت زى اللى متلكك على تكه و هينفجر .. و التكه دى جات كلام عاصم اللى كان زى عود الكبريت اللى ولّع فيا و ف كل المراره اللى كانت جوايا من يوم الحادثه
بس و الله من جوايا عمرى ما صدقت فيك حرف .. كانت دايما جوايا حته مستنيه تسمعك .. و هتصدقك مهما تقول.

انا بس بعدت غصب عنى .. خوفت عليك و الله .. من ساعة ما قضية الكلب ده إتفتحت و انا كل اللى بيقرّب منى بتصيبه لعنته
رحاب لمجرد إتشك إنها على علاقه بيا إتأذت .. مكنتش هعرف اسامح نفسى لو قرّبت منك و جرالك حاجه .. مكنتش هعرف ابصّ ف وش أمى و اختى تانى
و الله ده كان كل جواليا .. خوف عليك و عليهم مش اكتر ..
خصوصا إنى اول ما وصلتلك فضلت متابعك و عرفت إنك انت و الكلب ده بعيد عن بعض تماما ..
فقولت لو قرّبت منك هيقرّب هو كمان منك.

طب انت عارف إنى اما دخلت المنظمه وسط الكلاب بتوعه اول ما شك فيا عشان يتأكد طلب منى اقتلك
انت متخيل؟ بس ده عشان هو عارف إنك اقرب ما ليا .. ف بالتالى يوم ما هيجى يأذينى هيأذينى فيك و دى حاجه عمرى ما كنت هعرف اسامح نفسى عليها .. ده مكنش شك فيك و حياة غلاوتك .. تقدر تقول هيسترية خوف من كتر ما مكنش عندى حد و لوحدى و فجأه لقيت اغلى حد ممكن يبقالى ..
مراد أبوه إبتسم بحب على صدق مشاعره .. و على خوفه عليه و خوفه على أمه و اخته
عرف وقتها بس هو ليه كان بيشد عليه عشان ينشّفه و كإنه قلبه كان حاسس.

مراد إبتسم : بيقولوا اللقا بعد اى غياب حتى و لو يوم واحد بيجى بعده احضان و بتاع .. بيبقا فيه حضن كبير كده .. هو انا إتضحك عليا و لا ايه؟
مارد إبتسم من بين دموعه و كإنه كان مستنى كلام أبوه ده إشاره عشان يترمى ف الحضن اللى ياما حلم بيه ..
حضنه زى عيل صغير ما صدق لقى حضن يضمّه .. حضنه و طوّل ف الحضن قوى و كل ما يفتكر كل حاجه عاشها و شافها كان بيتكى على ضمته اوى ..
مراد شاركه ضمّته قوى .. حتى دموعه شاركه فيها.

مراد : على فكره انا عندى الدليل لكل الكلام اللى قولتهولك .. كل الورق بتاع علاج همسه و عمليتها لسه موجود و تقدر تتأكد
قاطعه مارد و حط إيده على بوقه : و انا مش عايز اشوف حاجه و لا اسأل عن حاجه.. انت فاكر إنى ممكن اكذّبك ؟ ادوّر وراك ؟
مراد إبتسم و حضنه اوى ...

همسه كانت زى التايهه .. عينيها مفتّحه قوى و شارده ف الولا حاجه .. إبتدت تتكلم زى اللى بتهلوس
حكت من لحظة ما فاقت بعد الحادثه .. و ازاى كانت صدمتها .. و كل اللى حكهولها عاصم .. سواء عن علاقتها بيه او علاقتها بمراد
و الحقيقه اللى زيّفها و ازاى أجبرها ع الجواز و حطها سنين ف مصحه نفسيه .. و ازاى حياتهم كانت بارده
مراد كان قمة وجعه إنه يسمع تفاصيل حياتها مع راجل تانى حتى لو بالغصب.

همسه حكت كل حاجه لحد ما قدرت توصل لولادها ..حكت كل التفاصيل بس شالت منها ازاى عاصم كان بيلمسها بغلّ حتى لو علاقتهم موصلتش للسرير ..
بس فكرة إنه حتى يبصّلها اكيد كانت هتجرح مراد ف رجولته و هى محبتش ده
مراد كان عارف ان محصلش بينهم علاقه كامله بسبب اللى عمله فيه و اللى بيحمد ربنا إنه عمله .. عشان مش عارف لو مكنش عمل كده كان هيبقا احساسه دلوقت شكله ازاى و لا موقفه ايه ..

كانت بتحكى و هو صوت كزّة سنانه بيطرقع .. مطبّق إيده بغلّ .. مقهور من نفسه إنها وصلت لكل ده بسببه
همسه خلصت و سكتت .. حست كإنها نزّلت حمل تقيل كانت شايلاه طول السنين دى ..لأول مره تحس روحها خفيفه كإنها فراشه من خفّتها
مراد ساكت تماما و قرر يكبس وجعه ع الاقل عشانهم .. هما ف الوقت ده محتاجينه قوى عشان يستقوا بيه

ليليان قطعت سكوتهم بشهقه خرّجتها دموع .. و إبتدت تكمّل الحكايه من عندها
من لحظة ما فاقت بعد الحادثه و هروب روسيليا بيها و قعّدتها عند عبدالله جيرانهم .. بعدها سفرهم و ازاى اقنعتها بحكايه توهانها و هى صغيره و بعدها رجعوا روسيا .. و ازاى إكتشفت ان نضال مش أبوها و مساعدة مارد لها و محاولاتها تنزل مصر بعدها خطفها
حكت جوازها من رامى جاه ازاى و موته و تزوير جوازها من حاتم لحد ولادتها و حادثة الطياره و منها لحد اللحظه دى ...

مراد أبوها إبتسم من بين وجعه : قلبى من اول لحظه شافك قال إنك روحى .. روحى رفرفت عليكى من قبل ما تشوفك .. نزلت المايه ع الصوت اللى شدّنى من قلبى لحد عنده
ليليان قامت و إتكوّمت ف حجره و هو ضمّها قوى عليه
ليليان بدموع : و انا عمرى ما نسيتك .. انساك ازاى و انت منك حته جوايا؟
مراد إبتسم : انا بجرى ف دمك اصلا .. انتى عارفه ان البنات كلها امهاتها هى اللى بترضّعهم .. انتى بقا انا اللى رضّعتك

ليليان رفعت راسها من حضنه و بصّتله بتوهان و هو ميل على راسها باسها : انا رضّعتك من دمى .. اول ما إتولدتى كان عندك تيتانوس و لازم تغيّرى دمك كله .. انا رفضت حد يشاركنى فيكى .. إديتك دمك كله عشان اجرى جواكى ..
ليليان دمّعت : عشان كده مفارقتنيش لحظه يا حبيبى
مراد إتنهد : كأنى قلبى حاسس إنى هتحرم من روحى
ليليان باست إيده : و لا يحرمنى ربنا منك زى ما هو محرمش قلبى منك و فضلت فيه كل السنين دى.

مراد إبتسم و إنتبه لمارد اللى بيبصّلهم بضيق و على وشه غيره واضحه
أبوه بحب : وحشتنى يا مراد ...انا من يوم ما سيبتنى و انا زى العاجز .. عجّزت بدرى و ضهرى إتكسر منك انت بالذات
مارد بصّله قوى بعتاب : انا بردوا؟
أبوه : اه انت يا مراد .. إبنى و حبيبى و سندى و ضهرى .. يبقا يوم ما تغيب لازم ضهرى ينحنى ..
من غيرك كنت بموت و انا عايش و عايش و انا ميت
مارد إبتسم و سكت كتير : عرفت منين الكلام اللى قولتهولى ف الجهاز؟

ابوه سكت بزعل : حقك عليا .. انا عارف إنى إتغابيت معاك .. كلام طلع منى وقت صدمه .. بس انت متعرفش اللى كان فيا .. انا كنت زى المدبوح .. انت متتخيلش كنت حاسس ب ايه و انا مش عارف اوصلكوا
مراد انا اخدت صدمة فراقك مرتين ..
مراد حكاله اللى حصل من اول ما شاف همسه لحد ما مارد جاله و فهم
مارد بضيق : حقك عليا .. كنت غبى صح ؟ بس انا كنت خايف متخيلتش نفسى اخسرك تانى

مارد سكت كتير و إبتدى يحكى من عنده من اول ما فاق من الحادثه .. إستثنى اللى حصل ف السنه اللى بعد الحادثه على طول و الإعتداء عليه ..
و حكى ازاى دخل الملجأ و ليه و امتى خرج .. و ازاى بعدها قابل يحيي و ساعده يدخل شرطه و خلّص و إشتغل ..
و علاقته بليليان و همسه كانت ازاى قبل ما يعرفهم ..
و ازاى همسه لجأتله و ازاى ساعدها و اللى عرفه كله من روسيليا .. و بعدها دوّر ورا عاصم و خلافهم إبتدى ازاى و زرعته وسط المنظمه و إنسحابه و نزوله مصر و القضيه اللى فتحهاله و قتل رحاب و ازاى سفّر همسه و اللى حصل كله لحد اللحظه دى ..

مراد إبتسم بوجع : شيّلتك الهم بدرى يا مراد .. بدرى قووى
مارد إبتسم عشان يخفف عنه : بس كنت قده صح؟
أبوه بثقه : طبعاا
مارد إبتسم : مش انت اللى قولتلى من و انت صغير كنت بجهّزك راجل مش دلوعة أمك .. من يوم ما إتولدت بحلم بيك ظابط و مش عارف اشوفك غير كده و مفيش ظابط طرى ف كنت بنشّفك عشان تعرف تشيل المسؤلية مكانى ف اى لحظه
أبوه : و دلوقت بس عرفت انى فعلا قدرت اعمل ده و اسيبك راجل لأمك و اختك.

مارد : صحيح مكنتش معاهم قوى من اول الحكايه .. بس كنت شايل مسؤلية نفسى كويس برغم كل اللى جنبى .. و يوم ما عرفت أمى و ليليان خدتهم ورا ضهرى .. بس و لا عمرى خدت مكانك .. دايما مكانك محفوظ و مستنيك

همسه إبتسمت : انا مش عارفه لولا مارد كنا عملنا ايه؟ انا عمرى ما انسى يوم ما لجأتله لحظة ما عرفت ان ليليان بنتى و جالى جرى على طول .. مستناش حتى لتانى يوم
و وقفته معانا لحظه بلحظه
أبوه بغرور : إبنى يا همسه .. لازم يبقا فيه منى .. هو اصلا كله على بعضه منى شبهى
مارد إبتسم لهمسه : انا كنت بتحرك ناحيتك بتلقائيه .. حاجه جوايا هى اللى كانت بتتعامل معاكوا طول الوقت سواء انتى او ليليان ..

همسه : ده ساب شغله و حياته و قعد معايا مفارقنيش وقت العمليه .. ايام و اسابيع و شهور و انا ف حضنه
أبوه بصّله كتير : كان عندى حق .. قضاء ربنا دايما فيه رحمه .. و انت الرحمه من وسط قضائه .. انت اللى مسكت إيد ليليان لحد ما خرّجتها من وسطهم و فضلت جنب أمك .. عرفت ليه بقا بقولك انك انت بالذات منهم اللى غيابك كسر ضهرى ؟
عشان وجودك جنبى كان هيعمل كتير .. كتير قوى

فضلوا يتكلموا كتير .. كتير جدا .. لحد ما كل واحد فيهم حس إنه جسمه بيخفّ من الهموم اللى بيرميها من عليه
مراد إبتسم : يلا غيّروا هدومكوا عقبال ما اطلب اكل .. انا لأول مره من سنين احس إنى واقع من الجوع اصلا

بعد ما مشى خطوتين : الا صحيح الست روسيليا دى فين بقا؟
همسه : مرضيتش تنزل معانا ..قالت هتفضل هناك لحد ما القضيه تخلص بعدها يبقا تقرر هتعمل ايه
مارد : هى تقريبا حسّت ان مالهاش مكان بينا خاصة ف اللحظه دى فقررت تفضل بعيد
ليليان بزعل : بقت لوحدها رغم اللى عملته عشانى
مراد أبوها إتنهد و سكت.

ليليان بصّتله بعتاب : بابا هى مالهاش ذنب .. هى ضحيه زينا و كفايه اللى عملته عشانى
مراد أبوها بغيظ : بس خدتك ف حضنها ف الوقت اللى انا كنت بموت من غير حضنك
ليليان إبتسمت بحب : و حافظت عليا كل ده و حمتنى من الكل رغم إنها عرّضت نفسها للخطر
مارد : و إتنازلت عن ورثها بين عاصم و نضال مقابل حمايتك دى و انا إتأكدت من ده بنفسى
مراد أبوه إبتسم بغيظ : بردوا .. مش عارف ابلع حتة إنها بنتى معاها و انا إتحرمت منها
كلهم إبتسموا و مراد إنتبه لحاجه و خرج.

مارد راح اوضته و شويه و أبوه خبّط عليه و دخل
أبوه إبتسم : عارف إنك لسه مجيبتش حاجتك .. جيبتك هدوم من عندى
قبل ما مارد يرد أبوه اتحرك بسرعه و هو خارج : يلا غيّر و انزل ناكل مع بعض
خلّصوا و نزلوا إتلمّوا ع السفره .. مراد إبتسم بحب لإبنه اللى شايفوه نسخه منه بالذات ف هدومه ..
كان بيبصّلهم بلهفه .. بعشق .. كان ف حاله من اللاتصديق .. معقوله اللى هو فيه؟
مكنوش الاربعه بيتلمّوا إلا ف كابوس يجمعهم عند اى حد منهم .. او ف المقابر بس بشكل مزيّف اسامى بس
معقوله إنهارده الوشوش إتقابلت ؟

خلصوا اكل و قعدوا كتير .. كل واحد فيهم طلع على اوضته .. ناموا كإنهم لأول مره من سنين يناموا
مراد صحى على موبايله .. سليم بيبلّغه إنهم جايين و همسه مامتها عايزه تطمن عليها
قام بحيويه و كإنه رجع بالعمر لورا خالص .. اخد حمام و خرج ..
كان لسه هيروح لليليان إبتسم بحب و راح الاول على اوضة مارد ...خبط و فتح لقاه نايم بعُمق .. فاضل واقف كتير يبصّله بحب .. قرّب قعد جنبه على حرف السرير
قلبه بيرفرف .. لسه مش عارف يصدق .. حط إيده على راسه و فضل يتمتم بذكر ربنا.

قام بهدوء يخرج مارد مسك إيده باسها بصوت كله نوم : نمت و قمت و لا منمتش اصلا؟
مراد إبتسم : ده انا نمت و لا كإنى عمرى نمت قبل كده .. و لولا صحيت على صوت سليم مكنتش هقوم
مارد : هو هنا؟
مراد و هو خارج : ع الطريق جاى هو و ستك و مهاب و ولاده ..حبيبى لو لسه عايز تنام خليك
مارد إبتسم و مراد غمزله : غرامك جايه مع أبوها على فكره.

مارد ضحك بصوت عالى : غرامى؟ لاء كده اقوم اشوف حكايه غرامى دى
مراد غمزله : ننزل الاول بعدها انت اللى هتقولى على حكايه غرامك
مراد خرج راح على اوضه ليليان .. خبط براحه و دخل
إبتسم و قعد جنبها ..

ميّل على راسها باسها بمنتهى الحب .. لف دراعه حوالين راسها و اخدها ف حضنه
فضل يلعب ف شعرها بإيده التانيه لحد ما واربت عينيها و إبتسمت
ليليان بصوت مبحوح : احلى مسا ده و لا ايه؟
مراد إبتسم : لازم يبقا احلى مسا مش إصطبحت فيه على احلى حاجه ف الدنيا
ليليان إبتسمت : انت منمتش و لا ايه؟ انا كنت حاسه بيك كل شويه جنبى و تخرج
مراد : قلقتك؟

ليليان : لاء بس كنت حاسه بيك انت اللى قلقان
مراد إتنهد : كنت خايف يا ليليان .. خايف لاكون بحلم و انام و اصحى الاقى نفسى لوحدى من غيركوا
ليليان رفعت نفسها نص واحده ع السرير و خدته هى ف حضنها : بعد الشر عليك حبيبى من الخوف .. ربنا عمره ما هيفرّقنا تانى .. ربنا ارحم من كده
مراد : ياارب
يلا بقا جدو سليم و تيتا على وصول .. قومى إجهزى عقبال ما اشوف سمسميه صحيت هى كمان و لا ايه ؟

ليليان غمزتله : سمسميه هاا ؟ و انت بقا متعرفش صحيت و لا لاء؟
مراد إبتسم : لاء دخلتلكوا انتوا الاول
ليليان فهمت إنه مكنش معاها ف اوضه واحده ف سكتت بإحراج : مكنش قصدى
أبوها باس راسها و غمزلها و خرج و هى قامت تجهز

مراد خرج وقف شويه بتردد قدام اوضة همسه بعدها خبط براحه
فتح بهدوء و دخل .. لقاها نايمه .. شبه الملايكه ف هدوئها .. وقف كتير مكانه بس عينيه متعلقه عليها .. دخل و قعد جنبها
شال شعرها من على وشها بشويش و فضل يبصّلها بحب .. كل حاجه فيها واحشاه ..
طول السنين دى كان عارف إنها واحشاه و حتى اما شافها و إختفت وحشته اكتر .. بس اما رجعت دلوقت إكتشف إنها اكتر من وحشاه .. و كل ما يبصّلها توحشه اكتر
كل ما يفتكر جنونه قدام قبرها على لحظه واحده تجمعهم توحشه اكتر و اكتر.و كام مره إتمنى صوتها و لو ثانيه يتجنن ف لهفته عليها اكتر
قرّب بحب باس عينيها و هى مغمضه و باس وشها بكل ملّى فيه .. بعدها خطف شفايفها
كان ناوى بهدوء عشان يترقّب رد فعلها بس اول ما داقهم إتجنن .. هدوءه إتحوّل عاصفه
كان فاكر هيرتوى بس عطش اكتر ..

همسه صحيت بس مرضيتش تفتّح .. من اول ما لمس شفايفها كإنه دبّ الروح ف جسم كان عايش من غير روح .. رجّعلها روحها اللى مفارقاها من سنين
مراد حس بيها من قلبها اللى لامس صدره و بيدق بعنف.. لاء ده بيرقص على حركة شفايفه
إبتسمت بينها و بين قلبها .. هى روحها كانت فيه للدرجادى ؟ لدرجة إنها طول ما مفرقاه كانت عايشه جسم من غير روح و بمجرد ما لمسها إتنفست كإن روحها اللى فيه ردّتلها.

مراد سكت ثوانى بس ساب نفسه على وضعه و ساب شفايفه لامساها و إترقّب رد فعلها .. إستنى منها تصدّه او تبعده او حتى تقابله ببرود لمجرد إنه المفروض غريب عنها
بس هى لمجرد إنه لمسها حسّت إنها كانت زى العاميه و هنا النور رجع لعينيها مره تانيه عشان تشوف الدنيا من تانى

و لمجرد احساسها ده مدّت إيديها مسكت وشه و فتّحت بشويش مبتسمه : اول مره انام و احس إنى لازم اصحى .. لازم اقوم .. اول مره احس إنى لازم اعيش اصلا
مراد إبتسم على براءة قلبها : سليم جاى .. اطنّشه ؟
همسه قامت بسرعه بحماس : بابا ؟
مراد رفع نفسه : اه يا حبيبتى .. هدوهود عايزه تطمن عليكى.

همسه سكتت شويه : كلمنى عنهم يا مراد .. ازاى واجهوا موتى؟ و بابا عمل ايه بعدى و انا ماليش خوات يعنى مكنش له غيرى ؟
مراد إبتسم و مسك وشها بعشق : أبوكى بس اللى مكنش له غيرك ؟ همسه احنا كلنا مكنش لينا غيرك
همسه إرتبكت من قُربه .. بصّت ف عينيه و لمحت فيهم عشق خلّاها مش عارفه ازاى شكّت ف حبه يوم
مراد قدر يقرا بسهوله ملامحها ف إبتسم : اللى حصل حصل خلاص خلينا ف اللى جاى.

المهم إلبسى و اجهزى عشان خلاص تقريبا وصلوا
كل لبسك و حاجتك زى ماهى .. لحد بس ما اجيبلك اللى تحتاجيه
همسه هزّت راسها و هو غمزلها : لو عايزه مساعده يعنى
همسه غمضت عينيها بإحراج و هو ضحك اوى : انا بقول بس نساعد
زقّته لحد الباب و هو بيضحك : طب هقعد و مش هعمل حاجه
همسه : مضمانكش.

مراد ببراءه مصطنعه : انااا ؟ خالص
خرّجته و قفلت الباب .. إتنهدت براحه .. كمية الامان و الراحه اللى إتولدوا جواها كانوا كفايه يمحوا اى اثر لأى وجع سابق
إبتدت تتحرك ف الاوضه بلهفه و شغف .. إختارت فستان هادى و رقيق و قصير شويه و حطت ميكاب خفيف و عملت شعرها و نزلت ..
مراد خرج من عندها خبّط خبطات سريعه و خفيفه على اوض مراد و ليليان من غير ما يفتح و سبقهم على تحت
نزل قابل أبوها و أمها و مهاب و مراته و مازن و غرام
مراد بغيظ : انتوا ايه اللى جابكوا ؟

مهاب ضحك بصوت عالى : و ربنا قولتلهم
مراد رفع حاجبه : و اما انت قولتلهم جيت ليه يا عملى الاسود؟
مهاب غمزله : حاسس بيك و ربنا .. اكيد عايز تطير
سليم رفع حاجبه و إبتسم بإستفزاز : ايه جايين ليه جايين ليه دى؟ جاى اشوف بنتى عندك مانع؟
مراد بغيظ : مش كنت هنا الصبح ؟ جاى تشوف قتلتها و لا لسه؟

سليم ضحك بصوته كله : يا ساتر على قلبك الاسود يا جدع .. بعدين متقدرش
مراد بغيظ : قتلتها .. و المرادى قطّعتها حتت ف اكياس و هحطهم ف التلاجه عشان ميبقاش فيها شك
سليم ضحك : و تهون عليك؟
مراد بعتاب : طب ماهو انا هونت عليك.

سليم بحب : عمرك .. و الله لا هونت و لا هتهون يوم عليا يا أبو مراد .. ده كان شيطان و دخل بينا
مراد إبتسم من كلمة أبو مراد : مراد اللى بسببك شك فيا .. انت شيطانك كل مره يديك على دماغك و انا البس
سليم مفهمش و مهاب ضحك : اهو شيطانك اللى خلّاك ف الاول لبّسته قضية خطف و اغتصاب
سليم بفهم : انت لسه فاكر ؟
مهاب : ماهو إبنه شافها و لولا كده كان جاله اول ما وصله
سليم سكت و مراد بغيظ : مش بقولك انت تتجنن و انا البس.

همسه نزلت عليهم و سليم راح عليها بلهفه حضنها
سليم : وحشتينى يا حبيبة أبوكى
همسه مكنتش فاكره اى حد بس كانت بتتحرك بينهم بتلقائيه .. مشاعرها ناحيتهم بتتولد من اول و جديد
همسه إبتسمت :هبقى كويسه متقلقش
أبوها لف دراعه على كتفها و مشيوا ع الصالون و امها راحت معاهم حضنتها
سليم : انا مشيت و سيبتكوا بالعافيه .. متتخيليش انا طول الليل كنت عامل ازاى .. انا كنت خايف اصبح اروح هناك ملقكوش و الاقيه مكنش اكتر من حلم كان نفسى فيه
همسه عينيها دمّعت : ربنا ما يحرمنى منك.

مهاب من بعيد مع مراد : الحق حماك هياكلها منك
مراد بغيظ : و معشوقه الجماهير على رأى مارد مش فاكره حاجه و لا حد و جايه لحد عنده و مندمجه
مهاب بصّله قوى و فجأه إنفجر ف الضحك : انا قولت كده بردوا .. إنك هتشوف على إيديها ايام سوده
مراد عض شفايفه : تخيّل
مهاب ضحك اكتر : مش لو كنت سمعت كلامى و إتجوزت كان زمانك دلوقت جوز الاتنين يا قادر و ساعتها كانت هتبقا ماشيه معاك شاى بالنعناع
مراد سرح شويه و إبتسم : و اختك بقا كانت تلسع اكتر ماهى لاسعه.

مارد نزل من فوق عليهم و مهاب و مراد إبتسموا
نزل و مهاب حضنه اوى : وحشتنى يا ابن الكلب
أبوه بغيظ : ما تتلم بدل ما الكلب يطردك
مارد إبتسم : امال فين مازن؟
مهاب غمز : مازن هاا ؟ عموما انا كلمت مازن و خلّيته يجى معانا عشان يقول لعمته حمدالله ع السلامه .. بس جاى ورا
مارد ضحك اوى : طب و الله اقصد مازن انت اللى دماغك حدفت
مراد أبوه غمزله : و غرام بلاش؟

مارد همسله : مابلاش لا يتجنن
مهاب إبتسم : هو انت فاكر انى ممكن ارفضك يا مراد؟ بجد فاكر كده ؟
أبوه بحده : امال اللى عملته كان ايه؟
مهاب : انا رفضت الطريقه مش الشخص .. و حتى لو رفضت الشخص ف مش إبن اخويا و اختى ابدا
مارد بضيق : اه قصدك ان اللى حصل هو اللى نصفنى .. لولا أبويا يخصك يعنى .. يعنى لو أبويا اى حد او مثلا معرفتش اوصله مكنش هيبقالى قيمه.

مهاب بسرعه : لاء طبعا .. بس انا وصلتلى فكره غلط عن الشخص اللى لفّ على بنتى و جالها من ناحية تانيه غيرى .. و يوم ما روحت اشوفه ف المستشفى خلع
مارد بضيق : انا مخلعتش انت جيت و مكوّن فكرتك عنى قبل ما تسمعنى و بناءاً على كده واخد قرارك
يعنى اياً كان اللى هقوله مكنتش هتسمعه .. انت كل كلامك كان محوره فين أبويا و انا ف الوقت ده مكنش عندى اى فكره عنه ف مكنش له لازمه الكلام بقا
مهاب زعل من نفسه اما لقى مارد بيتكلم بضيق : طب و لو قولتلك حقك عليا هتقبل أسفى؟

مارد إبتسم و لسه هيتكلم مراد سبقه بحده : لاء
مهاب بغيظ : يا اخى خليك محضر خير
مراد بعِند : لاء
مهاب شد مارد و ضحكوا : لعلمك انا كنت اقرب حد ليك
مراد شدّه منه : كدااب
مهاب بعِند : طب و الله كنت أقربله منك
مراد بحده : انت فاكر ان ابن مراد العصامى يترفض؟ بيا من غيرى يترفض؟ ده عشان انت بس اهبل.

شويه و مازن دخل معاه أمه و غرام .. الكل سلّم و دخلوا قعدوا و شويه و ليليان نزلتلهم
سليم قام وقف عند مارد اللى كان داخل عليهم بصنيه عليها عصاير و ليليان وراه بصنيه
مارد حط الصنيه بهدوء و عمل نفسه مش واخد باله و قعد بشئ من البرود
سليم كان فاهموه ف بص لمراد أبوه بغيظ : لحقت تفتن عليا ؟
مراد ضحك و هز راسه بإستفزاز
مارد عمل نفسه مش واخد باله و دوّر وشه و سليم بصّله رفع حاجبه : طب ايه رأيك هسلم ع الباربى قبلك.

مارد إتصنّع الإنتباه : اه سورى
و قام بس ملامحه جامده مد إيده يسلم .. سليم إتجاهل إيده الممدوده و شده بعنف ف حضنه و قبل اى كلمه من مارد سليم دموعه نزلت على كتفه
مارد إتراجع و سكت بس شويه شويه قدام حضنه مقدرش يتصنع البرود اكتر من كده و ضمّه هو كمان
سليم بصوت مبحوح : و الله كان غصب عنى .. انت متتخيلش اللى احنا كنا فيه كان عامل ازاى من وقت ما عرفنا ان همسه كانت عايشه و مع الكلب ده و مش فاهمين اى حاجه و الاسوء مش عارفين نوصلها .. مكنتش اعرف إنك ف ضهرها .. افتكرتها لوحدها فخوفت الكلب ده يوصلها .. كنت عارف إنه مش هيسيبها ف كنت خايف عليها .. المره اللى فاتت طلقها و مسابهاش ف حالها ف توقعت إنه هيأذيها لو وصلها.

مارد بتفهّم : بس ده ابدا ميدكش الحق إنك تتهم الراجل اللى ياما شال بنتك ف اعز ازماتها و لا عمره إتخلى عنها .. و فضل يدى مره ورا مره حتى ف غيابها كان بردوا بيديها ...إداها عمره و شبابه و قلبه و حتى بيته اللى رفض حد يدخله بعدها و عاش عمره كله لوحده و لا حد ياخد مكانها .. مش متخيل انت ازاى شكيت فيه
سليم بزعل : كانت لحظة صدمه و مكنش فيا عقل اصلا .. بعدين انا كنت بحرّكه .. مكنش حد هيرجّع بنتى إلا هو و هو كان مجروح ف مكنش عنده استعداد يعمل حاجه يرجعها بيها ف غصب عنى ضغطت على اعصابها عشان يفوق ..

مارد بجمود : و اما اتهمته قبل كده بردوا كان عشان يرجع بنتك ؟؟
سليم بص بغيظ لمراد اللى عيونه بتلمع بفرحه على موقف إبنه : انت لحقت تقر بده كله امتى ؟ ده هى ليله انت كنت ف ايه و لا ايه ؟
مراد رفع حاجبه : احسن
مارد : عموما انا مش مستغرب .. ماهو اصل ما ضاع حق وراءه مُطالِب .. و ابويا كان دايما متنازل عن حقه .. معاك و مع بنتك و مع اى حد فيكم .. عشان كده للإسف مش عارف اشوفه صاحب حق .. مش شايفوه غير واحد عمال يتنازل مره ورا مره و يضحى مره ورا التانيه .. واحد عباره عن سلسلة تنازلات ورا بعض .. بيضحى و يدى الكل حتى المش موجود.

هدى وقفت قربت منه : حبيبى ابوك ده اعظم راجل ف الدنيا و اذا كان زى مانت شايفوه كده ف ده شئ يميزه
مارد بصلها كتير : و.اما ميتقدرش عطاءه ده يبقا ايه ؟
هدى لسه هتتكلم مارد قاطعها : مش متهيئلى بردوا إنك انتى اللى رفعتى عليه القضيه و اتهمتيه ؟
سليم كتم ضحكته : اتفضلى
هدى مسكت وشه بحب : ده كان وقت و له ظروفه و الحمد لله القلوب إتصافت و الاهم القلوب اللى فارقتنا و وجعتنا رجعت .. الف مليون حمدالله على سلامة رجوعكم.

بتلقائيه شدت مارد عليها و هو مقدرش يتجمّد تانى قصاد دموعها ف حضنها بلهفه و شويه شويه بيزيد من ضمتها
سليم عيونه دمعت : طب و انا ؟
مارد سحب نفسه من حضن هدى بس قبل ما يتحرك لف وشه لمراد اللى غمزله و هنا كان كارت اخضر له يترمى ف حضن جده
سليم حضنه بلهفه و صوت دموعه عِلى و مارد غصب عنه شاركه
هدى راحت على ليليان بلهفه : يا عمرى انتى
ليليان كانت اصلا متابعاهم بدموع ف قربت منها بتلقائيه و هدى حضنتها بلهفه
ليليان : حبيبى يا هدهود.

هدى ضحكت من بين دموعها و ليليان معاها : مش مغاد بيقولك كده يبقا انا زيه
هدى إبتسمت : لسه زى مانتى يا باربى بنت أبوكى ؟
ليليان بغيظ : ايه هتاخدينى لدكتور تانى و لا بنتك ناويه تقطعلى كمان صوباع و ابقا ام رجل مسلوخه بجد ؟
مراد إنفجر ف الضحك و الكل ضحك اكتر و سليم معاهم اللى راح على ليليان خدها ف حضنه قوى و مارد ف حضنه من الناحيه التانيه و قعد بيهم ..
لحد ما مراد قام عليه شدهم من جنبه بغيظ : دول بتوعى.

سليم زقه برخامه : ماهم بتوعى انا كمان
مراد رفع حاجبه : لاء انت بتاعتك ام ذاكره مضروبه دى .. خدها و خد معاها الضمان و يا تصلحها يا تستبدلهالى
سليم برق و همسه قامت علي مراد زقته بغيظ : انت شارى خلاط يا جدع انت
مراد عض على شفايفه : لا مفرمه
الكل ضحك و شويه و قاموا إتعشوا و الكل بيتكلم و يضحك و مراد كان بيبصّلهم مبتسم بشرود ع البيت اللى كان مهجور و إنهارده بس الضحك بيرن فيه و الروح دبّت فيه من تانى ..

ليليان قامت فجأه بحماس و أبوها تابعها بعينيه
طلعت جابت شنطه صغيره كده و قرّبت بحب قعدت على رجل أبوها
مراد بيبصلها بعشق و هى فتحت الشنطه و طلعت الدفتر بتاعها اللى معاها من يوم ما إبتدت تحلم بيه و كل حلمه ترسمله الصوره اللى شافته بيها و تكتب تحتها تفاصيل الحلم

مراد أبوها مسكه منها و قعد يقلب فيه .. عيونه دمّعت قوى و شاور لمهاب بص فيه و ابتسم قوى
مهاب بحب : يااه يا لولى ده انت راسمه تفاصيله بالملى
ليليان ببراءه : و الله قبل ما اشوفه
همسه إبتسمت : دى مصدعانا بيه .. بطل احلامها
مراد ضمها اووى .. دخّلها جوه حضنه .. مارد بصّله و كشر بطفوله .. مراد قلبه بيرقص على غيرتهم عليه
فتح حضنه من الناحيه التانيه و شاورله و هو بدون مقدمات قام رفع دراعه و إتكوم ف حضنه
مراد كانت روحه بترقص على صوت دقات قلبه اللى بتطبّل.

شويه و ليليان خرجت تتكلم ف الفون و مارد حصّلها و غرام قامت وراهم و مازن وراهم
مازن إبتسم ل ليليان : حمد الله على سلامتك يا باربى
ليليان إبتسمت : الله يسلمك ميرسى
مازن : لسه زى مانتى حلوة اووى على فكره
ليليان إبتسمت : ربنا يخليك
مازن : تعرفى ان ضحكتك حلوه
ليليان بطفوله : تسلم يااارب.

مازن غمزلها : تعرفى من يوم ما غيبتى و انا حلفت إنى ما اتجوز إلا واحده زيك كده
ليليان ابتسمت : ربنا يكرمك يااارب
مازن بغيظ : يا بنتى انتى هابله؟ انا بعاكسك و ربنا مش بديكى صدقه عشان تدعيلى
ليليان ببراءه : ميرسى جدا و الله .. ربنا يخليك
مازن حط إيده على راسه بغيظ : يا ختاااااى

مهاب جوه : ايه رأيكوا نسافر كده كلنا يومين ف اى حته؟ الواحد محتاج يغيّر جو
مراد بغيظ : كلنا ازاى يعنى؟
همسه ببراءه : ااه ياريت الواحد محتاج يفصل
مارد و هو داخل عليهم : خلاص سافروا انتوا و انا اخلّص و احصّلكوا
همسه : لاء هتسافر معانا ، احنا اصلا محتاجين نطلع رحله طويله كده كلنا و
قاطعها مارد بخضّه : رحله طويله؟ اطول من كده؟ لا ابوس إيدك بلاش حكاية رحله طويله دى انا بقيت اتخض من الرحلات بتاعتك انتى بالذات
الكل ضحك و همسه بغيظ : بس يا جزمه.

مراد أبوه : انتى سفرك يودّى ف داهيه .. اقعديلنا انتى على جنب
همسه بغيظ : انت هتعمل زى إبنك .. ده الجزمه ده كنا مره مسافرين ف تايلاندا و هنمشى بالعربيه مسافه طويله قولت اريّحه شويه و اسوق انا ،
وقّفنا فجأه و نزل و لف و نزّلنى و ساق هو و انا مش فاهمه حاجه و الاخر الحيوان يقولى : ابوس إيدك احنا مش قد 20 سنه كمان
الكل ضحك و أبوه بصّلها بغيظ : و الله بيفهم عن أبوه
مارد ضحك : ايوه و نقعد نلف على بعض تانى و لفّى بينا يا دنيا
همسه بغيظ : ما تخافش مش هنساك المرادى يا جزمه هو فى حد بيفقد الذاكره مرتين؟

مارد مط شفايفه : انا عارف ياختى ؟ بعدين ما تظلميش الذاكره انتى لاسعه لوحدك
همسه شالت مخده حدفته بيها
مارد ضحك : و عمّاله تدعى على أبويا و اقول معلش مصدومه فيه و الاخر يطلع الراجل عايش ف دور كاظم الساهر و انتى اللى ظالماه يا ظالمه

همسه قامت عليه بغيظ و مارد جرى لبرا ف الجنينه و هى بتجرى وراه .. أبوه ضحك بصوته كله ضحكه رنت فالبيت كله و هما بيجروا ورا بعض و مارد حاطط إيده على راسه و بيصوّت : يا ختاااى
أبوه ضحك عليهم اوى و مارد إنتبهله و هى إستغلت الفرصه و قرّبت زقته ف البسين و وقفت تضحك
ليليان إتسحّبت براحه من وراها و زقّتها وقعت ف الميه عليه و وقفت تضحك اكتر
همسه بغيظ : اه يا حيوانه
و قرّبت من مارد إبنها تغطّس راسه و هو مستسلم لها و عمال يضحك .. سابها و طلع و هى طلعت و فضلت تجرى وراه و بتدوّر على حاجه تحدفه بيها .. لمحت الترابيزه عليها طبق فاكهه فيه سكينه بصّتله بضحكة مكر و شدّتها.

مارد برّق : سوسو إعقلى .. اوعى تعملى كده
همسه قرّبت منه و هى مبرّقه و كزّت على سنانها بضحكه : ليييه يا حبيبى؟ لييه؟ ده هى عمليه بسيطه
مارد بصدمه و هو بيرجع ورا : عملية ايه يا لاسعه؟
همسه : اهى العمليه مخصوص عشان اللسعان ده .. مش انت بتقولى معذوره واخدين من مخك حته من الذاكره .. انا بقا كمان هاخد من مخك حته
و أبوك فالقنا بعملية ليليان و إنه إداها حته من الكبد .. و انت تدينى حته من المخ .. و اهو يبقا محدش احسن من حد.

مراد بينهج من الضحك : لاء طب هو مجنون
همسه وهى بتقرّب منه : ليه يا حبيبى ده حتى هتبقا انت و هو بتوع كبده و مخ
مراد أبوه إنفجر ف الضحك بصوته كله و هى لفّت ناحيته بصّتله بغيظ : بس انت يا بتاع الكبده
مراد إبنها إستغل إنشغالها بأبوه و ف حركه سريعه قرّب وقّع السكينه من إيدها و شالها على صدره و قرّب من البيسين و رفع إيده بلهفه كإنه هيحدفها و هى صوّتت و رجّعها تانى على صدره و رجع رفع إيده و خلاص هيحدف و رجّعها تانى على صدره ..
كذا مره لحد ما صوتت : اخلص يا ابن الكلب هتحدف و لا لاء؟

هنا أبوه كزّ على سنانه بضحكة غيظ : ابن الكلب؟ طب الكلب بيقولك احدفها يلا
مارد هنا بِعد عن البيسين كتير و رفع إيده ب اعلى ما فيه و حدفها نزلت ف الميه بصوات : ااه يا ولاد الجزمه
أبوه قرب منه بضحك و هو ضحك معاه و نزلوا ع الارض من منظرها ..
ضحكتهم لبعض كانت بالنسبالهم كلهم لأول مره من سنين تبقا ضحكة قلوب مش ضحة وش
تانى يوم...

همسه : يعنى هروح معاكوا ليه بس؟ هو انا عيله صغيره هتخافوا تسيبوها لوحدها ف البيت؟
مراد رفع حاجبه : اه
مارد إبتسم : يا حبيبتى بس عشان الورق بتاعك .. لازم يتعملك إعادة قيد و يتلغى كل الاوراق اللى طلعت بعد الحادثه و وثّقت موتك و يتجدد اوراقك الرسميه تانى
همسه بغيظ : مش هما اللى عملوا كده و موّتونى بالحيا خلاص يرجّعونى هما تانى
مراد كان بيلبس ف اوضته جنب اوضتها وفاتح الباب و سامعهم راحلهم و قرّب منها بمكر : عارفه لو مقومتيش و دلوقت و جهزتى انا اللى هموّتك بجد
همسه قامت من عالسرير نطت للحمام : خلاص و على ايه إعتبرنى جهزت.

مراد و مارد ضحكوا اوى
مارد غمزله : لاء عجبتنى .. مسيطر كده
مراد عدل هدومه بثقه : انت بتقول فيها .. مشوفتش السيطره انت
مارد رفع حاجبه : لاء شوفتها يا مسيطر .. الا انت صحيح نمت ع الكنبه برا ليه؟ اكيد بتغيّر جو صح؟
مراد رفع حاجبه بغيظ : برااا
مارد ضحك اوى و مراد زقّه بخفّه : اطلع برا رخم زى اللى خلّفك
ضحكوا اوى بعدها جهزوا و مراد اخدهم و نزل.

وصّل ليليان شغلها و اخد همسه و مارد على شغله و منه هيعملها ورقها
دخل بحيويه و هى جنبه و حاوط دراعه على كتفها بتملّك و قرّب راسها من صدره
مارد بصّلهم و إبتسم و غمزله
مراد رفع حاجبه : كُل عيش
مارد ضحك اوى و رفع ايده بإستسلام و طلعوا على مكتبه و شويه و دخله مهاب و بعده رؤيه و شويه و مازن و كل شويه حد يدخله يباركله
كلهم بيتكلموا و يهزروا ...

كريم : طب اعملّها ايه يعنى؟ انا ماليش يا جدعان ف جو المحن و الفلانتين و بتاع و هى عارفه انا راجل شرطه يعنى طبيعتى ناشفه و المفروض إنها زيى يعنى
منى بضيق : ياخى فاجئنى مره و ادخل عليا بحاجه .. اى حاجه إنشالله كيس رز بس مفاجأه
مارد بيتابع الكل بس ساكت .. لسه حاسس ان الجو ده مش بتاعه غريب عنه .. أبوه لاحظه و حب ينكشه.

كريم نفخ بهزار و لسه هيرد مراد غمزله و سبقه : خلّى بتاع غرامه هو اللى يقولك تعمل ايه
مارد إبتسم لمنى : بلاش لايلزقك مفاجأه انتى مش قدها
منى بعِند : بس يعملها و انا راضيه
مارد بصّ لكريم : روح إتجوز عليها
منى برّقت بصدمه و هو رفع إيده بإستسلام و ضحك : اظن مفيش احسن من كده مفاجأه اهو
بصّ لكريم اللى واقع من الضحك : اه وربنا زى ما بقولك كده
كريم ضحك : تفتكر هتسكت ؟

مارد بتريقه : عيب عليك ده متجرّب
الكل ضحك و مارد إبتسم اوى : غرام من يوم ما عرفنا بعض و هى بتعيد و تزيد ف ام الجمله "فاجأنى مره بحاجه فاجأنى مره بحاجه " و لما إستسلمتلها قولت هتعقل لقيتها اتجننت اكتر و خلّتها لبانه ف بوقها
كريم ضحك بتركيز : و عملت ايه ؟
مارد بهزار : دخلت شقتى لقت واحده و عرفت بعدها إنها مراتى
الكل إنفجر ف الضحك و أبوه كمان و هو ضحك بهزار : اه و ربنا .. هى مش كانت عايزه مفاجأه بذمتك فى احسن من كده ؟

كلهم ضحكوا اوى و كريم : و هى عملت ايه؟
منى بغيظ : انت مالك مركز كده ؟
كريم شاورلها تسكت و بصّ لمارد بهزار : و سكتت؟
مارد ضحك : سكته أبديه
مظنش هسمع الكلمه دى على لسانها تانى .. دى تقريبا كرهت المفاجأت بأنواعها
الكل ضحك و منى بصّت لمراد أبوه بغيظ : خلّى إبنك يسكت لا العلاقه اللى انت عمال تلصّم فيها من سنين تخرب بسببه
مارد رفع إيده : لا و على ايه .. اهو.

و حط إيده بطريقه مضحكه على بوقه و رجع بصّ لكريم بضحك : واد انت مالكش دعوه باللى قولته
رؤيه : انت جيبت ورا كده ليه؟ ده خاف من منى
مارد بهزار : لاء اصل شايف كريم مركز اووى و متنح .. لا يكون بيطبّخها ف دماغه و يجيبها فيا
مازن بهزار : ياعم دى ناس فقر .. ناس هتموت و تتجوز و ناس متجوزه هتموت و تتشاكل
مارد بهزار : ماهو الجواز كده عامل زى حمّامات الطريق .. لا اللى جوه مستحمل الريحه و لا اللى برا طايق يستنى
كريم بهزار بصّ منى و حط إيده على مناخيره : اه و ربنا

مارد بهزار : ماهو الشعب المصرى كده دايما سابق خطوه .. اللى بيحبوا بعض بيتعاملوا كإنهم مخطوبين و المخطوبين بيتعاملوا كأنهم متجوزين
رؤيه بصّت لمنى بضحك : طب و المتجوزين؟
مارد بتريقه : لاء دول بيتعاملوا كإنهم متطلقين
الكل ضحك و منى بصّت لكريم بغيظ : عجبك ؟
مارد بهزار : مش بقولك متطلقين ؟ شعب سابق نفسه بخطوه
مارد بص لكريم بهزار : انتوا متجوزين بقالكوا اد ايه على كده ؟

كريم : 9 سنين
مارد برّق : يخربيت أبوك ليه عندك كام سنه؟
كريم بهزار : اصل احنا كنا زمايل جامعه و إرتبطنا وقت دراستنا و اول ما إتخرجنا لبسنا ف بعض
مراد خبّط على إيده بهزار : اهو ده بئا عيب الجواز بدرى .. بتبقى عامل زى اللى ساب سهره صبّاحى و راح نام بدرى
كريم عوج بوقه : و الله معلم .. ده ابلغ تشبيه سمعته عن الجواز .. طب ايه رأيك الفّ و ارجع السهره؟

مارد بتريقه : لا ياحبيبى ما هو خلاص السهره خلصت و المولد إنفض و راحت عليك الليله
كريم بغيظ : يا عم ملكش دعوه .. انا صحيت من النوم
مارد بهزار : اهو انت كده تبقا زى اللى صحي قبل معاده بساعه .. لا بيعرف ينامها و لا بيقدر يقعدها
كريم بغيظ : اولّع ف نفسى يعنى؟ طب اجرّب الحل بتاعك
مارد ضحك : لاء حل ايه؟ انت فاكر نفسك هتتدلع ده انت هتلبس؟

و بصّ لمنى : دى تربيه مراد باشا هتعمل منك بانيه
كريم بهزار : ياعم سبنى اجرّب
مارد : عارف انت عامل زى ايه؟ زى اللى ركب عربيه مع سواق مجنون و العربيه إتقلبت بيه و بعد ما قام جاه يمشى غيّر العربيه و خد السواق على عربيه تانيه !

الكل إنفجر ف الضحك و منى برّقت بغيظ : انا عربيه ؟
مارد ضحك : و الجواز السواق .. و بدل ما يعرف ان العيب ف السواق من اصله بالعربيه .. غيّر العربيه و خلّى السواق
كريم : طب اركب ايه ؟
مارد بهزار : اقولك تركب ايه و لا تزعلش؟
أبوه ضحك و هو بصّله بضحك : اسكوتر .. و ده هتلاقيه ف شارع الهرم على يمينك و انت داخل كده هتلاقيهم مترميين روح اركب براحتك
منى بغيظ لمراد أبوه : ماهو يا تسكتّه يا اسكتهولك انا اسكته خالص.

الكل ضحك اوى و مراد معاهم اللى الكل ملاحظ دنيته اللى إبتدت تضحكله من تانى
الكل بيتكلم و همسه موبايلها رن بمسدج بصّت فيها بقلق و إتوترت و مراد لاحظها
همسه قامت بتوتر : اعتقد كده خلّصنا .. مش عايزينى تانى انا هروّح بقا
مراد بصّلها كتير : إستنى اروّحك
همسه إتلغبطت : لاء مفيش داعى كفايه الحراسه دى كلها .. همشى مع السواق
مارد وقف : طب خلاص اوصّلك انا ؟

همسه بضيق : لالا
مراد بصّلها و ضيّق عينيه و هى إتلغبطت : يعنى عشان متتعطلوش انتوا
مراد كان هيصمم بس شكلها و التوتر اللى ظهر عليها فجأه خلّاه يسيبها تمشى
نزلت و هو تابعها بعينيه و سكت بشرود .. شويه و موبايله رن بمكالمه مفهاش غير ضحكة شر و كلمه واحده
مراد إتسمّر مكاانه !!!!
مراد بغلّ و قبل ما ينطق الخط فصل ف وشه و جاتله مسدج فتحها و.
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة السابعة والأربعون بقلم أسماء جمال


همسه نزلت متوتره و مراد تابعها بعينيه و سكت بشرود .. شويه و موبايله رن بمسدج فتحها و إتسمّر مكاانه !
مراد كزّ على سنانه بغلّ ..عاصم قرر يحرق دمه .. فك الكاميرات اللى كان حاططها لهمسه ف بيته ف غرفتها و حمامها و طلّع منها صور خاصه ليها ..
رغم إنها كانت لوحدها إلا ان مراد اما شافها حس بطعنه ف قلبه .. كزّ على سنانه بغلّ و دخل البلكونه و قفل و إتصل عليه
عاصم بضحكة شر : طب و الله وحشتنى يا .. يا صاحبى.

مراد كزّ على سنانه : و حياة أمك لادفّعك تمن اللى عملته و اللى بتحاول تعمله و انا و انت و الزمن طويل
عاصم ضحك بصوت عالى : اطول من عشرين سنه ؟ نشوف
مراد : اه يا وسخ يا ابن الكلب و الله ما هرحمك
مارد لاحظ أبوه من قزاز البلكونه بيتكلم ف الموبايل و هو بيخبط ع الحيطه بغلّ
مارد قام بهدوء من وسطهم و دخل عليه و قفل البلكونه بعد ما أبوه شاورله يدخل و تقريبا فهم ان اللى ع الموبايل عاصم
عاصم : انا مبحبش حد ياخد حاجه بتاعتى حتى لو متلزمنيش .. و انت خدتها ف كان لازم تدفع حساب اللى خدته .. مش اد تمن اللى خدته بتاخده ليه ؟


 
مراد لسه هيتكلم مارد اخد منه الموبايل و حط دراعه على كتفه و ضغط بخفّه يهدّيه
مارد بنبره صارمه : هسيبك تضحك على نفسك و تتوهم إنك راجل .. لكن تضحك علينا كمان و تعمل راجل تبقا غبى .. انت مَره و بتتشطّر على مَره .. بتستخدم مَره و بتتحامى فيها
لو عايز تثبت إنك راجل اقفلى راجل لراجل .. و مش هقولك اقف لأبويا لإنك اصغر و احقر من كده بكتير
عاصم بغلّ : نشوف.


 
مارد بنفس الغلّ: نشوف .. بس ابقا افتكر إنك انت اللى حضّرت المارد و اللى يحضّر المارد و ميعرفش يصرفه يعرف ان المارد هيقرفه
مارد رمى كلامه و قفل ف وشه و بصّ لأبوه اللى برغم غضبه إبتسم على إبنه اللى إعتبره اسد ف ضهره
مارد إبتسم : اوعى تسمحله يقهرك بالشكل ده .. مهما يعمل .. هيحاول يستفزك كتير عشان يكسرك .. اوووعى .. انت اكبر من ان كلب زى ده يعمل فيك كده
مراد إبتسم بحب له و سكت شويه و إتنهد و حكاله اللى حصل و بعتهوله
مارد سكت شويه بإحراج : على فكره انا عايز اقولك حاجه مش عارف هتصدقها و لا لاء.. انت عارف إنه ملمسهاش خالص كل السنين دى ؟ صحيح معرفش ليه و لا ازاى بس اهو اللى حصل
مراد أبوه ضحك اوى : طب مانا عارف .. هيلمسها ازاى و ازاى بعد ما دمّرته ؟


 
مارد سكت لحظات بعدها إستوعب ف ضحك قوى بهيستريا
مارد ضحك : طب مش كنت تقول .. عشان كده الراجل مبقوق منك و انت سلبته اعز ما يملك يا قادر
أبوه ضحك لحد ما سكتوا الاتنين مره واحده
أبوه : انا خايف عليك يا مراد منه
مارد بثقه : يبقا متعرفش إبنك .. لو خايف عليا بجد خليك جنبى متسبنيش لكن متغلينيش .. متطلّعنيش عيل قدامه
أبوه : و انا عمرى ما هسيبك اصلا .. و بعدين ايه عيل دى ده انت ابن مراد العصامى
مارد سكت شويه : عشان كده ماما خرجت متضايقه .. اكيد وسّخ معاها كمان
مراد أبوه بضيق : و مقالتليش ليه ؟


 
مارد مسك إيده باسها : حبيبى اكيد هى مش قصدها تخبى عليك .. بس اكيد خافت من رد فعلك
مراد إتنهد و مارد ضحك اوى : و انت الصراحه رد فعلك عنيف اوى
مراد ضحك غصب عنه معاه و فهم ان مارد عرف باللى عمله معاها ف تايلاندا
مراد رفع حاجبه : عرفت منين ؟ قالتلك ؟
مارد غمزه ف جنبه : لا يا قادر انا مسمعتش .. ده انا إتفرجت صوت و صوره
مراد بغيظ : و اما انت يا حمار عارف سيبتنى كام يوم معلّق كده ؟


 
مارد ضحك بصوته كله : احسن عشان تحرّم تتغاشم
مراد برّق و زقه ع الحيطه و مارد ضحك اكتر : مانا معرفتش وقتها بالظبط .. بعدها إتأكدت من الكاميرات و يومين و نزلت مصر اما مصطفى كلمنى إنك وصلت لليليان و بعدها جيتلك
قعدوا يرغوا كتير و اخر اليوم عدّوا على ليليان و اخدوها و رجعوا ع البيت
همسه نزلت عليهم متوتره و مراد غصب عنه عينيه غمضت بوجع .. مارد لاحظه ف إتكى على إيده بخفّه و سابهم و طلع اوضته
مراد طلع اوضته و هى طلعت وراه و قلقها بيزيد .. قعدت بهدوء .. كانت عايزه تقوله بس مش عارفه تجيبهاله ازاى.


 
مراد كل ما بيبص ف عينيها بيتهيأله الف منظر و منظر لشكل حياتهم هى و عاصم .. عقله عمّال يورّيله الف سيناريو و سيناريو
غمض عينيه لمجرد ان منظر الصور و ان عاصم شافها مش عارف يشيله من قدام عينيه
همسه لاحظت ضيقه : اذا مش حابب وجودى انا ممكن اسيبك
مراد بحده : تسيبينى و تروحى فين ؟ تروحيله هاا ؟
همسه متصدمتش كتير من كلامه لإنها متوقعه ان الامور بينهم مش هتمشى بسهوله .. مش هتمشى اصلا

برا عند ليليان ...
رضوى : يابنتى انتى بس لو شاورتى لأبوكى هيطير بيكى على هناك
ليليان : عارفه ، بس عارفه كمان إنه مشغول الفتره دى جامد بقضية الزفت عاصم
رضوى : و ده ايه علاقته بس ؟ ده هما يومين مش اكتر ، مش هيأثروا يعنى
ليليان : بابا مش حابب يسيب مارد لوحده الفتره دى خصوصا إنه هو اللى فاتح القضيه و ماسكها و بابا خايف عليه
رضوى بإصرار : يابنتى و ده هيخلّى أبوكى يرفض مثلا ؟ ده انتى بقيتى بنت مراد العصامى ، مش عارفه قيمة نفسك و لا ايه؟

ليليان بتردد : مش كده بس مش هعرف نبقا غرقانين ف الفضيه و مشاكلها الفتره دى و الكل قاعد على اعصابه و اجى انا بكل برود اطلب منه نسافر فسحه .. ده احنا لسه نازلين
رضوى : جربى مش هتخسرى ، بعدين عشان ندوة الاطباء اللى هتكون هناك نشوفها بالمره
ليليان بإقتناع و كإنها كانت ناسيه : ااه تصدقى صح ، كنت ناسيه .. لا كده هقوله و كمان مارد عنده خميس و جمعه اجازه حتى لو ويك اند بس و يبقا نعوّضها بعد القضيه دى ما تغور
رضوى بهزار : اهو ده الكلام و لا بلاش يلا و ابقى طمنينى و نرتبها سوا
ليليان وهى خارجه بتقفل معاها بضحك : طب يلا بئا الحق بابا قبل ما ينام
ليليان قفلت مع رضوى صاحبتها و ف نفس الوقت خبّطت على باب اوضة باباها خبطه بأصابعها الخمسه زى البيانو مع تصفيره و فتحت الباب اما سمعت صوتهم صاحى.

دخلت طايره على حضن أبوها زى الفراشه و نطّت جمبه ع الكنبه
ليليان ضحكت بهزار : بص بئا انا قابضه عليك و سيادتك محوّل للمحاكمه العسكريه و تنفيذ الحكم فورى و
همسه كانت متضايقه من كلام مراد و متوتره من الموقف كله اللى هى فيه
بصّت لليليان بضيق : ايه يا ليليان حد يدخل على حد كده ؟انتى إتجننتى ؟ مفيش إستئذان ؟

ليليان بإحراج : سورى ماما
همسه دورت وشها و ليليان قلبتها هزار عشان تدارى إحراجها : بس انا قولت احم و دستور و خبّطت و صفّرت و بكل لغات العالم إستأذنت .. ده انا كان ناقص اهوهو كمان يا مامتى
همسه إتنرفزت : و انا مسمعتكيش يبقا كان المفروض تستنى اما حد يسمعك مش تدخلى كده
مراد بصّلها بإستغراب و غيظ من لهجتها : بس انا سمعتها .. و انا أذنتلها .. و انا اللى فتحتلها حضنى اول ما دخلت عشان تيجى جنبى
همسه بنرفزه : بجد ؟ و الله ؟

مراد زعق : فى ايه مالك ؟ داخله فيها شمال كده ليه ؟ بتكلميها كده ليه ؟ إتجننتى و لا ايه ؟
همسه بصدمه من زعيقه و صوته العالى و ده ضايقها بزياده : انا مش داخله فيها شمال انا بعلّمها الصح من الغلط .. بفهّمها اللى المفروض تكون فهماه
ليليان عينيها لمعت بالدموع و إتحرجت : و ايه هو الغلط ؟ و ايه هو اللى مش فهماه يا ماما ؟ انا خبطت ع الباب و صفّرت و خارجه من اوضتى و انا بتكلم ف الفون وبصوت عالى كمان و إفتكرتكوا سامعين صوتى برا و عارفين بوجودى ، ده غير إنى سمعت صوت بابا بيتكلم فقولت اكيد صاحى.

همسه بإصرار : بردوا تستأذنى مش تدخلى بالشكل ده .. المفروض إنك كبيره و فاهمه .. امال لو مكنتيش متجوزه قبل كده فاهمه ان اوضة النوم شئ خاص جدا ؟ و لا نسيتى ؟
ليليان فجأه هجمت عليها ذكرياتها مع رامى و ازاى مات و سابها بسرعه ملحقتش تشبع منه ..
ليليان بصوت مبحوح و إحراج و عينيها لمعت بالدموع : اسفه ماما .. اسفه بابا .. مكنش قصدى .. اسفه
خرجت بسرعه قبل دموعها ما تخونها من غير و لا كلمه زياده و لا تدى فرصه لكلمه تانيه
خرجت قدام مراد اللى مصدوم و عاجز عن الرد و بيبص لهمسه بذهول من كلامها
مراد زعق : انتى اتجننتى ؟ ايه اللى انتى قولتيه ده ؟

همسه زى ما يكون إستعوبت فجأه اللى قالته : اا .. انا مكنش قصدى .. مكنتش اقصد .. انا
قاطعها مراد بصوت عالى : انتى ؟ انتى ايه ؟ انتى مش عارفه انتى قولتى ايه ؟ و الا كلامك جرحها ازاى ؟ و الا مش فاهمه كلامك ؟
همسه بأسف : انا
قاطعها مراد بزعيق و هو خارج : بس بقااا مش عايز اسمع صوتك .. فااهمه
خرج بسرعه جرى على اوضة ليليان اللى جنبه و اللى دخلت بسرعه و قفلت وراها بالمفتاح ع طول و اول ما دخلت إنفجرت ف العياط
مراد بزعل : لولى حبيبتى ، إفتحى يابابا
خرج مارد على صوتهم و هو بيتكلم ف الموبايل و كان مازن عنده .. لقى أمه واقفه بتوتر و أبوه بيخبّط على ليليان و مُصرّ تفتح و باين على وشه الغضب
مارد قفل موبايله و هو بيبصلهم : فى ايه ؟ مالكم ؟

محدش رد بس نظره من أبوه لأمه فهّمته ان الجو متوتر
مارد قرّب من الباب : طب اوعى انت انا هدخل اشوف فيها ايه و روح انت
أبوه سكت بضيق و كمّل خبط على ليليان اللى غسلت وشها و خرجت بصّتلهم و بتحاول ترسم على وشها ربع إبتسامه.

ليليان بهزار مصطنع : ايه كل ده ؟ خير ؟ ايه التجمهر ده ؟
أبوها فجأه من غير مقدمات أخدها ف حضنه و ضمّها جامد و زى ما يكون عايز يدخّلها جواه او يدخل هو جواها يهدهد قلبها اللى اول ما ضمّها و هو حس بيه مضطرب و موجوع
مارد ضحك : و الله ما عارف ياختى .. زيي زيك خارج لقيتهم ع الوضع ده و لقيتك مطلوبه حياً او ميتاً
همسه بندم : لولو حبيبتى انا كنت بهزر معاكى .. كلمه و طلعت منى غصب و
قطعت كلامها بنظره من مراد اللى بصّلها بغيظ ف سكتت
ليليان حاولت تبان طبيعيه : همسه هانم بتعتذر ؟

و لمين ؟ لمراد باشا العصامى و بنته اللى بتعتبرهم جوزها و مراته ف البيت ؟ ياللهول ياللهول .. لالالا انتى سخنه يا سوسو
مراد أخوها ضحك عشان يلطّف الجو : هااراسوح انتوا مش هتبطّلوا نقار مع بعض ؟ و ربنا بدأت اصدق فعلا إنكوا ضراير.

ضحك و هو بيبصّ لأخته : و انتى خفّى شويه عن الست .. الست شقيانه و ما صدّقت وقعت ع الراجل ف قفشت فيه ب إيديها و سنانها .. خفّى هااا خفّى .. و الا انتى صح زى ما سمّوكى زمان " مرات أبوكى " و ضحك
ده كأنه بمثابة كارت اخضر لأخته عشان تنفجر بالكلام من وسط دموعها
ليليان فجأه جسمها إتنفض من حضن أبوها و إنفجرت ف العياط : فى ايه ؟ هاا ؟ عملت ايه ؟
إتولدت ف حضن أبويا و عيشت و إتربيت فيه لحد ما إتعلّقت بالحضن اللى مكنتش بعرف انام من غيره ..

انتى بنفسك من كلامهم ودتينى لدكتور نفسى عشان تعودينى انام ف اوضتى .. و فجأه لقيت نفسى باتاخد من حضن أبويا ..
لقيت نفسى بترمى ف مستشفى مش عارفه فيها حد و ماليش فيها حد .. اه روسيليا اخدتنى بس لا عمرها عوّضتنى عن حضن أبويا و لا قدرت و لا انا قدرت انسى ده ..
كنت عيله صغيره ؟ اه .. كنت لسه ببدأ حياتى و ممكن ببساطه اعوّد نفسى على اى وضع ؟ اه ..
كنت مش فاهمه ؟ اه ..

بس اللى كنت فاهمهاه كويس اوى إنى فقدت حاجه و حاجه كبيره اوى كمان .. حاجه مكنتش بعرف انام من غيرها .. حاجه خلّتنى وقتها اقعد اكتر من اربع شهور مبنامش خالص و لو عينيا غمضت كوابيس مبتنتهيش و مش عارفه انام
لدرجة روسيليا نفسها ودّتنى لدكتور عشان اعرف انام
تخيّلى عيّله مكملتش كام سنه بتنام بمنوم و مهدئ !

مراد أبوها بيسمع و هو مغمض عينيه بوجع و قلبه بينفطر
ليليان فقدت السيطره على حزنها و ذكرياتها : ااه كلنا إتوجعنا و كلنا إتبهدلنا .. بس انتى كان معاكى عاصم اللى كان بيحاول قد ما يقدر يلهيكى عشان تنسى و تكمّلى ..و فقدانك الذاكره زائد جوازك منه على سفركوا و بدايتك حياه جديده بشكل مختلف كان شئ قادر يحتويكى
مراد إتبهدل اه .. دخل الملجأ اه .. بس بعدها إستقر عند عم عبد الله و مصطفى و نوعا ما بدا يستقر
كمّلت بوجع : عمرى ما حسيت ب امان و لا راحه و لا لقيت اللى ياخدنى ف حضنه .. نضال كان اقذر ما يمكن و انتى عارفه .. كان بيبصلى ب.. ب.. و لمساته كانت .. مقرف.

حتى روسيليا اما كانت بتقرّبلى كان على طول واقفلها ..
لحد ما إكتشفت إنهم مش ابويا و امى ..مش اهلى .. ع الاقل انتى و مراد كنتوا عارفين إنكوا مش مع اهلكوا ف متصدمتوش
إنما انا إتصدمت من نضال .. لحد ما دمرنى
أبوها بصّلها قوى بصدمه من كلمة " لحد ما دمّرنى "
ليليان بدموع : و بردوا ساعتها ملقتش الحضن اللى يهدّى وجعى و اللى انتى مستكتراه عليا ده
مازن غمض عينيه بوجع على وجعها.

ليليان شهقت : و اما إتجوزت رامى و قولت ربنا عوّضنى بيه و هيبقى اهلى اللى معرفلهومش طريق .. ربنا حرمنى من حضنه قبل حتى ما الحق ادوقه .. و ساعتها بردوا ملقتش الحضن اللى يصبرنى
و اما عرفت إنى حامل .. قولت ربنا عوّضنى بولادى و هيبقوا عيلتى و اهلى
و قبل حتى ما إستوعب إنى بقيت ام ربنا حرمنى من حضنهم و بردوا ملقتش الحضن اللى يبرّد قلبى
ولادى ماتوا و إتحرمت من حضنهم .. و كانوا اخر حضن ممكن يعوّضنى عن الحضن اللى انتى شايفاه ده
انا شوفت ولادى بيموتوا قدام عينى .. شوفتهم بيفلتوا من حضنى و بيقعوا ف المايه و بعدها مشفتهومش تانى
عارفه احساسى ايه و هما بيفلتوا من حضنى و عارفه إنى مش هشوفهم تانى؟ما صدقت لقيت حضن أبويا
الحضن اللى مش هيسبنى .. الإيد اللى مش هتفلت من إيدى تانى مهما يحصل
انا طول عمرى معنديش حاجه غاليه ملكى تخصّنى و يوم ما بئا ليا تبّتت فيها غلطت ؟

بيقولوا البنت اللى أبوها ف ضهرها عمرها ما تقع .. و انا اخدت وقعت مية مره
و اما إتئذيت من الدنيا بحالها عشان ماليش حد ف ضهرى يحمينى و يوم ما بقى ليا جريت عليه غلطت؟
انتى و إبنك كنتوا عارفين ان أبويا موجود و عرفتوه و قررتوا بمزاجكوا تبعدوا اياً كان السبب .. محدش عاملى حساب .. رغم إنى كنت ف اشد الحاجه لحضنه
و عدّيتها و قولت معلش معذوره مع ان مش من حقك تختارى عنى .. بس قولت يمكن مصدقه زفت و اللى قاله ف بابا ..

همسه غمضت عينيها بوجع : ليليان انا مكنش فبالى إنك موجوعه اوى كده .. مكنش قصدى افتح جرحك
ليليان بقهره : بس كفايه ..انتى مش مكنش قصدك
انتى بس عاصم طول الوقت كان بيبعدك عنى .. كان عارف إنك أمى ف كان بيحاول يبعدك عشان متحنّيش متشكّيش ماتدوّريش
انا افتكر إنه كان بيمنعك تيجى لروسيليا او إننا نزوركوا عشانى .. عشان منتقابلش .. فاكره كان بيتنطط ازاى من قربى منك؟ كان بيزرع كرهك ناحيتى و يكبّره شويه شويه عشان نفضل بعيد
مراد أخوها واقف جنب أبوها اللى كل كلمه بتطلع منها بتفطر قلبه و تمزّقه و مش عارف يلجّم دموعه و لا يسيطر على وجعه ..

و لا إحساسه بالذنب إنه قصّر ف حمايتهم و لولا إنه معرفش يحافظ عليهم مكنش حصل ده كل و لا عاشت و لا شافت كل ده
أبوها خدها ف حضنها .. ضمّها قوى و هى بمجرد ما ذكرياتها عملت حصار عليها إبتدت تتشنّج و جسمها يترعش
مراد ميّل عليها شالها و دخل بيها اوضتها حطّها ف سريرها .. غطّاها كويس و نام جنبها و اخدها ف حضنها
فضل يقرالها قرأن و يلمّس على شعرها و هى ف حضنه لحد ما راحت ف النوم
مارد و مازن جنبه و همسه قعدت على حرف السرير جنبهم .. بتفرك إيديها من التوتر و خايفه من رد فعل مراد اللى لاحظ قلقها .. إتنهد بضيق إنها خايفه منه للدرجادى ..

حس إنه لازم يبقا اهدى من كده .. ردود افعاله العنيفه هتخسّره .. هتهد حاجات قبل ما يبنيها
بصّلها و إتكى على عينيه و إبتسم إبتسامه مكسوره و هى غصب عنها دخلت ف نوبة عياط
مارد جنبهم ملاحظ الوضع اللى بيتأزم .. لف دراعه بهدوء على كتفها و اخدها براحه لبرا و إبتسم لأبوه و خرج

اول ما خرجوا ليليان إبتدت تعيط قوى
مراد بوجع : قلب أبوكى انتى .. بلاش الدموع دى عشان بتحسسنى بعجزى .. اصلا كل اللى حصلك انتى و أخوكى بيحسسنى إنى عاجز .. عجزت عن حمايتكوا و إنى احافظ عليكوا
ليليان رفعت وشها من حضنه و مسحت دموعه : لا يا حبيبى متقولش كده .. بعد الشر عليك من العجز .. انا بس غصب عنى .. كنت مخنوقه و إتكلمت و انا مش فاهمه بقول ايه.. حقك عليا
مراد إبتسم لبرائتها : حقك انتى على قلبى
ليليان سكتت كتير و كل شويه تبصّله بتردد .. مراد حس إنها عايزه تقول حاجه .. لسه جواها اكتر.

إبتسملها و ضمّها على صدره كإنه بيديها الأمان
ليليان بتوتر : بابا هو انا ممكن اقولك حاجه بس تفضل بينى و بينك بس
مراد إبتسم متكلمش بس هز راسه بهدوء
ليليان سكتت شويه : محدش يعرفها و لا حتى مارد
مراد بصّلها قوى : هو مزعلك ؟
ليليان بسرعه : لاء .. بس لو عرف اللى هقولهولك هو اللى هيزعل .. خاصة إنه سألنى كتير و انا مقولتهولوش .. هيزعل عشان خبيت عليه
مراد : يبقا إتفقنا .. ده سر بينا بس .. مخبيه ايه بقا عن الكل و مش عايزه تقوليه غير لحبيبك و بس؟

ليليان سكتت بس عينيها إتكلمت .. دمّعت قووى .. حضنته بخوف و جسمها إبتدى يترعش
مراد إتخض من رد فعلها و تقريبا إبتدى يخمّن
مراد بشك : ليليان حبيبتى انا سامعك .. يلا قوليلى فيكى ايه
ليليان بقهره : هى حاجه بخصوص الحادثه بتاعتى
مراد كان عايز يسألها انهى حادثه بس حس إنه هيجرحها ف سكت
ليليان بمراره : بعد ما حاولت انزل مصر و منعونى .. بعدها إتخطفت من شقتى و حصل ...

سكتت و عيطت بمنتهى الوجع .. مراد غمض عينيه بعنف لإنه عنده خلفيه عن اللى حصل .. او بمعنى اصح عرف تفاصيل اللى حصل او اللى هى قالته .. بس سابها تتكلم
ليليان بوجع : بعدها اما مارد لحقنى و نقلنى ع المستشفى سألنى اذا كنت اعرف مين ورا اللى حصل .. او لمحت حد من اللى عملوا كده
مراد بصّلها قوى بترقّب و هى بلعت ريقها بتوتر
ليليان غمضت عينيها : هو خمّن ان عاصم اللى بعتلى حد عمل كده بس مجمّعش مين ممكن يكون ساعده
مراد رفع وشها و بصّلها بحذر : و انتى تعرفى صح ؟

ليليان هزّت راسها بدموع و دخلت حضنه تانى و كلبشت ف صدره و إبتدت تتنفض
مراد ضمّها اكتر : حبيبتى انا معاكى و جنبك و عمرى ما هسيبك و لا هسيب حد يلمحك حتى او يبصّلك بصه متعجبكيش
مراد بص ف عينيها بترقب : نضال؟
ليليان هزت راسها اه و مع هزتها كل الوجع اللى جوه قلبها خرج من عيونها على هيئة دموع
مراد رفعها مره واحده و بصّلها و هى رجعت دفنتها ف صدره..
مراد جسمه إتصلّب و كزّ على سنانه بغلّ : ااه يا ابن الكلب يا و**

ليليان مسكت فيه بعنف و هو إنتبه لها ف إتصنّع الهدوء : اهدى حبيبتى .. اهدى
رفع وشها و مسكه بإيديه الاتنين : و حياة أبوكى و لا تبقى بنت مراد العصامى ان ما جيبت حقك و خليته اقل من الكلب ..
ليليان إبتسمت من بين دموعها : انا مرضيتش اقول لحد .. كنت مستنياك انت عشان اقولك .. كنت عايزاك انت اللى تاخدلى حقى
مراد إبتسم : و انا هبقى اكبر من ثقتك كمان
ليليان حضنته و هو سكت شويه : بس ليه مقولتيش لأخوكى؟ لعلمك هو كمان يقدر يجيبلك حقك و اكبر من إنه يقف قدامهم كمان
ليليان مسحت دموعها بضهر إيديها : عاارفه يا بابا .. بس خوفت .. خوفت اوى
مراد : من ايه يا قلب أبوكى؟

ليليان : من إنى ارجع تانى لوحدى يا بابا .. خوفت اقوله و يقف قصاده و يأذيه .. انا ماليش غير مراد .. حتى من قبل ما يبقى أخويا .. هو اللى جنبى و ف ضهرى خوفت يجراله حاجه و ابقا لوحدى
مراد إبتسم : ربنا يخليكوا لبعض و يخليكوا ليا حبيبتى
ليليان : و مايحرمناش منك يا حبيبى
ليليان سكتت كتير : بعد الحادثه انا كنت كده كده خايفه و مرعوبه افتح بوقى بكلمه .. و بعدها ..
مراد بصّلها كتير : هددك؟
ليليان ببراءه : عرفت من فين؟

أبوها غمض عينيه خبّى دموعه : توقعت كده
ليليان بقهره : بعتلى صورى ف .. ف الحادثه .. و فيديوهات كمان و هددنى هيفضحنى بيها
مراد بغلّ : من بعدها كلمك تانى؟
ليليان سكتت كتير .. كتير اوى و هزت راسها
مراد بعنف : و مقولتليش ليه؟
ليليان إتخضت من لهجته و رجعت تعيط من تانى اوى
مراد إتراجع : حقك عليا .. انا بس مش هسمح لحد يكسرك تانى حتى لو بكلمه.

ليليان بدموع : من كام يوم بعتلى نفس المسدج بالصور .. و خوفت اقول لمراد اخويا يزعل إنى مقولتهولش من الاول
مراد أبوها : طب سيبى الموضوع ده عليا بقا و انا و حياة غلاوتك جوايا لأجيبلك حقك تحت رجلك
مراد شرد بغلّ و ليليان ضمّته اكتر لحد ما راح ف النوم ف حضنها
ليليان حست بيه نام فقامت بهدوء من حضنه خرجت لهمسه و مارد برا
مازن كان حس ان الموقف متأزّم ف إستأذن و مشى
همسه اول ما شافتها إبتدت تعيط بحرقه
ليليان ضمّتها اوى : حبيبتى انا عايز اقولك على حاجه عشان تبقى فاهمه الوضع بس .. احنا مش ما بين يوم و ليله حياتنا هتتظبّط .. لاء احنا هناخد شوية وقت لحد ما نستقر ..

مش معنى إننا إستقرينا اجتماعيا و بقا لينا عيله و اهل و عرفناهم يبقا إستقرينا نفسيا .. لاء الحكايه مش زراير هتضغطى عليها تظبط
همسه بدموع : بس انا السبب .. انا اللى عملت فيكوا كده
مارد بهدوء : مين قال كده ؟ لو احنا حسسناكى بكده يبقا مبنفهمش بقا .. ربنا هو اللى عمل كده لإنه عايز كده .. و اكيد له حكمه ف ده حتى لو منعرفهاش
همسه بقهره : بس انا اللى إتسببتلكوا ف كل ده .. يعنى لو كنت إستنيت شويه افهم من مراد مكنش
ليليان قاطعتها : مكنش ايه؟ مكنش حصل ده و مكناش إتفرّقنا ؟

لاء طبعا .. طالما ربنا عايز اللى يحصل ده إنه يحصل ف كان لازم هيحصل بيكى او من غيرك .. حتى لو كنتى إستنيتى وقتها زى ما بتقولى تفهمى من أبويا بردوا كنا هنبعد لأى سبب تانى .. اى سبب مهما يكون كان ربنا هيحطهولنا و نبعد ..
حبيبتى ربنا عايز ده يحصل و حصل خلاص .. نهدى بقا و نعيش اللى جاى و لا نقعد نعيد ف اللى فات؟
همسه بدموع : انا صحيح مش فاكره حاجه و مش فاكره ايه اللى حصل بينا وقتها و تفاصيله .. بس اكيد اللى حصل ده كان سببه الحب العظيم اللى الكل من ساعة ما جيت بيحكى عنه.. اكيد زى ماهو بيحبنى انا كمان كنت بحبه ف بالتالى صدمتى كانت كبيره بحجم رد فعلى ..

كل ما كان الحب كبير كل ما كان الجرح فيه اكبر و اكيد كان جرحى كبير حتى لو غصب عنه و ده اللى خلّانى مشيت على طول و اكيد كنت ف حاله وحشه .. على اد الحب بتبقا الصدمه و اكيد كنت بحبه اوى
ليليان حاولت تهزر و غمزتلها : كنتى ؟ كنتى بتحبيه ؟ ايه يا سوسو احنا هنهزر ؟ عايزه تقولى إنك دلوقت مبتحبهوش؟

همسه ضحكت غصب عنها من وسط دموعها و ليليان غمزتلها : بذمتك المز ده مبيتحبش ؟ هو صحيح عجّز بس لسه يجى منه
مراد كان قام من نومه مخضوض اما حس إن ليليان مش ف حضنه و لسه رايح عليهم سمعها ف إبتسم غصب عنه
ليليان جوه : ماما هسألك سؤال و لازم تبقى إجابته عن تفكير و إقتناع منك بجد .. لإن ده اللى هيتعبنا بجد مش اللى حصل .. اللى حصل زمان خلاص عدّى بس سؤالى ف اللى جاى
همسه هزت راسها و هى سكت شويه : انتى عايزه بابا و لا لاء ؟

مراد برا بعد ما كان هيدخل إتراجع .. وقف مكانه بقلق كإن حاجه ربطته .. حس إنه محتاج قوى يسمعها بس من بعيد عشان اللى جواها يطلع بتلقائيه من غير خوف و لا حساب لحاجه و لا لحد
صحيح مكنش عارف هيعمل ايه لو ردها صدموه بس لازم يسمعها
همسه إندفعت : لاء طبعا .. مين قال إنى مش عايزاه ؟

ليليان إبتسمت على ردها و مراد برا إتنهد براحه
همسه سكتت شويه : انا صحيح مش فاكره و لا عارفه حاجه زى ما قولتلك .. بس اللى عارفاه إنى كنت عامله زى اللى بدوّر على حاجه و زياده على إنى مش لقياها إنى كمان مش عارفاها و ده اللى كان مزود وجعى
و اللى عارفاه إنى من لحظه ما دخلت البيت ده لقيتها .. لاء انا كمان تقريبا عرفتها .. يمكن تكون روحى .. يمكن نفسى .. يمكن حياتى او سنين عمرى اللى كانت عماله تتسرق سنه ورا سنه .. مش عارفه .. بس اللى اعرفه إنى لقيت كل حاجه ضايعه منى هنا
لقيت امان غريب محستهوش لحظه واحده من يوم ما فوقت بعد الحادثه .. لقيت راحه بال.

طب عارفه إنى لأول مره انام من غير منوم او مسكن .. لمجرد ما حطيت راسى على فرشتى نمت .. نمت اووى كإنى منمتش السنين اللى فاتت دى كلها
انا حتى المهدئات اللى كنت عايشه عليها لقيت نفسى لوحدى مش محتاجاها .. روحى هديت لوحدها .. قلبى برد
ليليان سكتت شويه : طب و عاصم ؟
مراد برا إتجمّد مكانه .. وقف بتوتر مستنى كلامها اللى هيتحدف ع النار اللى جواه يا يشعللها يا يبرّدها و يهدّيها.

همسه جوه إندفعت من غير ما تفكر لحظه : ماله عاصم ؟ انتى فاكره إنى ممكن حبيته ؟ لاء بجد فاكرين كده ؟ بعد اللى عمله ؟
ليليان بهدوء : بس انتى عيشتى معاه سنين كتير قبل ما اى حاجه تنكشف .. خاصة إنه كان مطلّع نفسه ضحيه
همسه بضيق : و عمرى ما صدقته لحظه ف كنت هحبه ازاى و انا كنت بشك ف كل حرف و ف كل نَفس بيتنفسه ؟
عارفه حتى لو كلامه طلع بجد و العلاقه بينى و بين مراد كانت بالشكل اللى هو رسمهوله .. كونه إنه غصبنى على العيشه معاه ده شئ كان لا يمكن يخلينه احبه .. و وفاء مراد و إخلاصه لمجرد ذكريات منى ده شئ يخلينى لايمكن اسيبه.

ليليان إبتسمت : متزعليش منى بس كان لازم افهم ف كان لازم اسمعها صريحه منك
همسه : دى حاجه متتقالش دى بتتحس .. شوفتينى كتير و انا معاه عمرك شوفتينى مبسوطه ؟ مرتاحه ؟ متطمنه ؟ اللى بيحب وشه بينوّر .. بيبقا طول الوقت حيوى و روحه خفيفه .. انت بقا امتى شوفتينى كده ؟

انا بمجرد ما خرجت من بيته حسيت إنى لأول مره بتنفس .. زى اللى كنت محرومه من الهوا .. مخنوقه و الحبل اللى مكتّفنى إتفك
عارفه انا لو حبيته بجد كنت هحاول الاقى اى حل وسط او اتمسك بيه .. مكنتش هرميه بسهوله كده و ببلاش مع اول فرصه تجيلى
مراد برا إبتسم اوى .. قلبه دق بعنف .. إدته امل نوّر قدامه اللى جاى .. فتحتله سكه .. حتى لو قلبها نسى حبه ف ع الاقل كفايه إنه فاضى ..

و زى ما قدر زمان يزرع حبه ف قلبها ف وقت اصعب من كده و كانت بردوا لسه منفصله عن عاصم .. دى كانت حتى وقتها بتحبه
و ف ظروف اصعب من كده و كانت لسه فاقده إبنها من عاصم .. لكن دلوقت لسه لاقيه ولادها و منه هو
يعنى الامل موجود و كبير.

ليليان جوه عندها : طب ليه انتى و بابا بعيد عن بعض؟ مش هتحاولوا تعوّضوا بعض؟ على فكره انتى لسه مراته لإنه رجّعك من وقتها.. جوازك اصلا من زفت ده بكده يكون باطل .. ف ليه بقا البُعد ده ؟
همسه سكتت كتير : عشان خايفه
ليليان : خايفه ؟

همسه دمّعت : ايوه خايفه .. و خايفه اووى كمان
ليليان : ماما اللى حصل زمان كان غصب عن الكل .. بابا ماتنازلش عنك بسهوله و لاحد قصّر حتى .. كله كان غصب عن الكل
همسه : ماهو عشان كان غصب انا خايفه .. عارفه لو مراد كان غلط فيا بجد و ندم يمكن مكنتش هخاف كده .. لكن عشان كان غصب عنه و الغصب مالناش يد فيه .. حاجه بتبقا خارجه عن إراداتنا ف ده اللى مخلينى خايفه
تضمنى منين ان اللى حصل ميحصلش تانى ؟

ليليان إندفعت : لاء طبعاا
همسه : و ليه لاء ؟ اللى حصل كان غصب عنهم ليه ميحصلش حاجه تانيه و بردوا غصب عنهم ؟
ليليان : انتى فاكره ان أبويا مش هيعرف يحميكى ؟

همسه سكتت كتير و هنا مراد برا غمض عينيه بوجع على ثقتها اللى إندفنت مع اللى حصل
همسه بخوف : هيحيمينا اه بس لو حصلت حاجه خارجه عن إرادته زى اللى حصل زمان ساعتها لا انا و لا هو هنبقا حِمل جرح تانى
سكتوا كتير و هى كمان و بعدها ليليان قامت : هروح اشوف بابا لا يستغيبنى
مراد برا رجع اوضته و ليليان راحتله لقته ف السرير مغمض باست راسه و خرجت بعدها مراد فتّح عيونه بوجع .. حاول يرجع ينام معرفش ف خرج من اوضته
مارد عند همسه باس إيديها و راسها : هسيبك ترتاحى يا حبيبتى.

همسه هزّت راسها و دخلت ف السرير
قبل ما مارد يخرج ندهلتله بتردد و هو بصّلها
همسه سكتت شويه : هتصالحنا على بعض؟
مارد بمكر : طبعاا .. مش بتحبوا بعض يبقا هفضل وراكوا لحد ما تتصالحوا
همسه رفعت حاجبها : على فكره انا اقصد ليليان .. هتصالحنا انا و هى عشان شكلها لسه زعلانه.

مارد غمزلها بمكر : طب مانا بردوا اقصد ليليان .. إلا اذا انتى كنتى تقصدى حد تانى بقا
همسه إتلفتت على حاجه جنبها لحد ما مسكت المخده حدفته بيها وهو لقفها و رفعها كإنه هيحدفها و هى إستخبت و ضحكت اوى
مارد خرج من عندها .. قفل الباب و بيلتفت لمح أبوه واقف .. و رغم إنه حاول يبتسم بس الوجع اللى ف عينيه كان كفايه يطفى الإبتسامه دى
مارد حاول يهزر : مراد باشا .. يا مرحبا طب مدخلتش ليه ؟ و لا بنت سلطح ملطح عملالك حظر تجول بأوامر عسكرىه.

مراد إبتسم غصب عنه و مارد حاول يلاغيه بحب عشان يكسر توتر الموقف
مارد قرّب منه و مسكه بمناغشه : الكلام على ايه ؟ انا كده هصدق إنه عطل فنى بجد
مراد بغيظ : عطل ف ايه يا لطخ؟
مارد ببراءه مصطنعه : ف المسائل العسكريه
هنا مراد ضحك اوى : عطل يا حيوان ؟ تحب اوريك ؟
مارد رفع حاجبه : تورينى ايه لامؤاخذه ؟

مراد بإستفزاز : المسائل العسكريه
هنا مارد اللى إنفجر ف الضحك اوى و مراد ضحك بغيظ
مارد رفع إيده بإستسلام : لا و على ايه الطيب احسن

سابه و رايح على اوضته مراد إبتسم : متشكر يا مارد
مارد سكت شويه : انتوا محتاجين تتكلموا على فكره .. كان لازم انت اللى تتكلم
مراد إتنهد : و مكنتش هقدر اسمع .. مكنتش هقدر المح ف عينيها خوف حتى لو مش منى .. بس كونها تخاف من اى حاجه و هى معايا ده لوحده كفايه
اكتر حاجه توجع اى راجل و تشرخ علاقته باللى معاه إنه ميعرفش يبقا ف عينيها سند و ضهر و حمايه و متلاقيش الامان و هى معاه و تخاف
مارد إبتسم : سيبها على الله
مراد اتكى على عينيه و دخل ..

عدّى كذا يوم على نفس الوضع .. مراد و همسه بيتعاملوا مع بعض بحذر.. بحساسيه .. كل واحد فيهم شايف التانى قزاز قدامه خايف عليه حتى يلمسه يتشرخ
مارد حس إنه لازم يعمل حاجه .. فى مسافه بينهم .. بُعد مسافته واقفه على اول خطوه و مين فيهم اللى ياخدها
و كل واحد فيهم مستنى التانى يبدأها لمجرد الخوف ..
مارد حس ان الخطوه دى مش هتتاخد إلا بقوة دفع و هو اللى لازم يديهم القوه دى ، إبتسم و شرد كتير
مراد ف مكتبه و معاه مهاب و يحيي و مدير المخابرات و كذا حد من صحابه.

مارد دخل ف إيده مج قهوه .. خبّط خبطه خفيفه و فتح و اما شافهم إتراجع
مراد بسرعه : تعالى يا حبيبى
مارد دخل إداله القهوه : عملتلك قهوه معايا
مراد إبتسم بمنتهى الحب .. عينيه لمعت بغرور على لحظات كان بيموت من جواه اما بيشوفها بين حد من صحابه مع إبنه

مدير المخابرات : ايه ياسيادة المقدم رشوه دى و لا ايه؟
مارد رفع إيده : و ربنا ابداا
يحيي رفع حاجبه : لاء رشوه .. هو بس عرف ان مراد هيمسك معانا قضية زفت .. يعنى هو اللى هيحرّكه مش يحيي الغلبان اللى كان بيسيبه يمشى بمزاجه
مهاب ضحك : فقال ارشيه بقا
محمد لمراد : اهو انا عرفت دلوقت ليه اخدت رؤيه بنتى تحت جناحك و قولتلى شغلها معاك احسن .. و مازن معاك كمان ...عشان عارف يا مكار شغل النحنحه ده
مهاب بهزار : و ده قلبه رهيف هينخ على طول من اول رشوه.

مارد قرّب عليهم و كان مراد قاعد نص واحده على حرف المكتب و الباقى واقف حواليه
لف دراعه على كتف أبوه .. سند راسه على كتفه و حضنه من ضهره
مارد ضمّه اوى : و تفتكر انا بقا محتاج لده ؟ محتاج اقدم رشوه يعنى لحبيبى؟
مراد غمض عينيه بحب اوى و إبتسم : كده مبقتش رشوه يا قلب أبوك .. دى كده قلبت تثبيت
مارد ضحك اوى و أبوه لف بوشه ناحيته : انت بتثبتنى؟

مارد هزّ راسه بضحك و أبوه ضحك اوى : ممم و خد بالك انا بتثّبت ناحيتك من و لا حاجه
مارد إتكى على ضمته و مراد مسك إيده اللى حواليه : طبعا مش حبيبك و لا ايه؟
الكل ضحك و فضلوا يتكلموا كتير و بعدها إبتدوا يخرجوا لحد ما بقاش غير مراد و إبنه
مارد إبتسم : فاضى اخر الاسبوع و لا وراك حاجه ؟

مراد : لاء ورايا ايه؟ انا ورايا انتوا و بس
مارد بحماس : يبقا إتفقنا
مراد : إتفقنا
مارد رفع حاحبه : مش لما تعرف
مراد إبتسم بحب : اى حاجه فيها انت إعتبرنى فيها.

مارد غمزله : لولى عندها مؤتمر طبى ف اليكس ع الخميس و عايزه تروح .. نسافر الاربع اخر اليوم بعد الشغل
و هزوّغ الخميس معنديش حاجه مهمه و لو فى هيكلمونى و الجمعه اجازه و السبت كمان
يعنى تلات ايام ممكن نغيّر جو فيهم و لولى تحضر المؤتمر بتاعها اللى فرقعت دماغى بيه
مراد إبتسم اوى : يبقا كويس و الله .. و لو عايزين تسافروا برا او ناخد اجازه اطول انا معنديش مانع
مارد : لاء دى خلّيها بعد القضيه احسن.

مراد بصّله شويه : على فكره انا اعرف اخد بالى منكوا .. مش معنى ان زمان ما
قاطعه مارد بسرعه : ايه يا حبيبى ؟ مانا عارف إنك تعرف تاخد بالك مننا و تحمينا كويس كمان .. انا اصلا عمرى ما حسيت بأمان إلا اما بقيت معاك
مراد بص ف عينيه قوى : امال اشمعنا بعد القضيه ؟ اما الكلب ده نخلص منه؟
مارد : لاء طبعا مش قصدى .. انا بس مش هعرف افرح بأى حاجه إلا بعد ما الكابوس ده يخلص .. و ده كان قصدى نستنى بعد القرف ده يخلص عشان الواحد يشم نَفسه بجد و يعرف يتبسط.

مراد إبتسم و غمزله و مارد إبتسم : حبيبى انا قولتلك ان اللى حصل زمان ده مالهوش علاقه برجولتك و لا بثقتنا فيك .. اولا انت إتاخدت على خوانه .. ثانيا انت انقى و اصفى من إنك تبقا بنفس قذارته دى ف تتوقعها
مراد : بجد يا مراد ؟ يعنى مبتلومش عليا ف اللى عيشته انت و
مارد بسرعه : لاء طبعا .. طب اقولك حاجه .. زمان يمكن حتى قبل ما اوصل لأمى او ليليان كنت اما افكر مع نفسى كنت اقول ايه ممكن يعوض الواحد عن اللى عاشه و شافه..

حتى لو لقيت اهلى عمرى ما هعرف ابقى منهم و لا اندمج معاهم .. و لا ده هيعوضنى عن حاجه من اللى شوفته

مراد أبوه غمض عينيه و مارد باس على راسه و طوّل قووى : بس من اول يوم شوفتك فيه عرفت ان فى حاجات كتيره ممكن تعوّض و تعوّض كتير كمان .. اول حضن منك مسح كل وجع جوايا .. مسح كل حاجه قبله و إبتديت من اول و جديد من عنده
مراد ابتسم و مارد باس إيده

برا المكتب ليليان معاها غرام وصلوا الجهاز بيتحركوا لجوه
ليليان بقلق : منك لله يا روما .. ايه اللى خلانى سمعت كلامك؟
غرام ضحكت : انتى مالك متوتره كده ليه احنا داخلين نسرق الجهاز ؟
ليليان : اصل انا اول مره اجى لبابا شغله ف مش متوقعه رد فعله .. ممكن يتضايق.

غرام إبتسمت : و لا هيتضايق و لا حاجه .. انتى مش واخده بالك بيحبك ازاى و لا ايه ؟ ده انا ساعات بحس إنه بيحبك اكتر من مارد
ليليان بغيظ : اااه مارد .. ما تقولى ان ده اللى جابك من اصله .. و شوية الحبشتكانات اللى عملتيهم دول كانوا عشان تشوفيه
غرام بغيظ : ماهو اعمل ايه للوح التلج أخوكى ؟ مش عارفه الاقيه اليومين دول
ليليان بغيظ : و انا بقا الكوبرى
غرام لمحت مازن شافهم و بيبصّلهم بلهفه ف بصّتلها بمكر : طب ماهو انا كمان ممكن ابقى كوبرى .. و راضيه و الله بس إتلحلحى ياختى
ليليان مفهمتش : اخدك كوبرى لأيه بقا ان شاء الله ؟

مازن مكنش سامعهم و كان بيتكلم بضحك مع حد من صحابه بعيد : انااا
غرام ضحكت اووى : شايفه الفال بتاعك
ليليان مفهمتش : يعنى ايه فال ؟
غرام بغيظ : يا ختاااى انتى عايزه تنجير سنه .. بت إتلحلحى

مازن راح عليهم و إبتسم : ازيك يا باربى
ليليان بطفوله : بابا بس اللى يقولى كده
مازن : طب انا ممكن اقولك حاجه تانيه و نفسى و الله بس انتى متزعليش
ليليان ببراءه : و ازعل ليه انت هتشتمنى يعنى؟
مازن إبتسم : لاء بس ممكن تتكسفى بقا و تقلبى فراوله و انتى مش ناقصه حَمار
ليليان مفهمتش : ليه يعنى؟

غرام حطت إيديها على راسها بنفاذ صبر : لاء انتى مش عايزه تنجير سنه .. انتى مفيش فايده فيكى اصلا
مازن ضحك اوى و غرام عوجتله بوقها : دى هتطلع عينك
مازن إبتسم بحب : بس بريئه اوى مش كده ؟
ليليان ببراءه : هتطلع عينيه ليه ما يقول اللى عايزوه هو الكلام هيعضّ؟.

مازن كز على سنانه بغيظ و زقها بهزار : يلا يا ليليان .. يلا يا قلب أبوكى على أبوكى يلا .. يلا حبيبتى انتى مفيش فيكى امل
ليليان ببراءه : اسمع بس
مازن بإصرار : لالا متحاوليش .. امشى يا ماما .. امشى انتى زى بنت اخويا اصلا
ضحكوا اوى و مازن اخدهم و راح مكتب مراد و مارد كان لسه عنده
دخلوا و إتفاجأوا بيهم و مراد بصّ لمارد و غمز
مارد رفع إيده : و ربنا ما كنت اعرف
غرام بغيظ : ماهو لو كنت تعرف كنت إتحججت بميه حجه .. عشان كده كبست عليك
مازن غمز لليليان : شايفه ؟

مراد أبوها بصّله بحده و راح عليها حضنها و خدها ف حضنه و قعد
ليليان بإحراج : بابا معلش اصل غرام عدّت عليا و قالت
غرام لحقتها بسرعه و بصّت لمارد بطرف عينيها بغيظ : بقالى يومين مشوفتش حضرتها.. فقولت اشوف مالها .. رجعت ريما لعادتها القديمه ليه؟
مراد إبتسم و بص لمارد و رجع غمزلها : هى مغلباكى و لا ايه ؟

غرام بغيظ : اووى .. اووى اووى يعنى
مراد ضحك بصوته كله و مارد ابتسم و هو لسه عينيه ف الورق قدامه بيقلّب فيه
مراد ضحك : معلش بقا لطخ
ليليان بصّتلهم ببراءه : بتتكلموا عن ايه ؟ اناا ؟
غرام بغيظ : اسكتى انتى و النبى لاحسن فرقعتيلى الحته اللى أخوكى سابهالى من مرارتى
مراد ضحك تانى بصوت اعلى : يا ساتر .. ده لطخ بجد بقا.

غرام بغيظ : اووى اووى .. مراد مش عاجبنى يا ابو مراد
مارد رفع وشه و لمحها متغاظه ف حدفها بملف قدامه
مراد شاور لمازن و رفع حاجبه : يلا إتكل شوف اللى قولتلك تعمله
مازن بغيظ : خلّصته
مراد بإصرار : عيده
مازن كز على سنانه : هو انت يا اخى ربنا جاعلك من موقّفين الحال
مراد بصّله بغيظ و هو فهم اما مارد راح ناحية البلكونه و غرام راحت وراه
مازن ضحك بمحايله : طب اخد ليليان معايا و النبى
مراد بحده : نعمم ؟

مازن : افرّجها على المبنى
مراد حدفه بالمج اللى ف إيده و هو لقفه : هو فرح أبوك هتفرجها عليه ؟ إتكل
مازن بغيظ : طب
مراد بحده اعلى : براااا
مازن خرج بغيظ و مراد قعد مع ليليان و ساب مارد مع غرام
مراد سكت كتير : محتاجلك قوى
قبل ما ليليان ترد ضغط على إيديها : محتاج للدكتوره ليليان
ليليان فهمته : و انا حبيبى جنبك و معاك
مراد أخد نَفس طويل و خرّجه واحده واحده كلام.

صرّح لكل وجع جواه يخرج حتى لو ف شكل كلام .. ليليان كانت بتسمعه بهدوء رغم وجعه لوجعه
مراد بكسره : الراجل مننا ممكن يقوم من اى وقعه إلا وقعته ف رجولته
ليليان لسه هتتكلم مراد سبقها : عارف إنه ملمسهاش بس فكرة إنها تبقا مراتى و ف بيته دى قاتلانى .. إنه يبقا طول الوقت شايفها .. حاسسها .. قدامها
ليليان : ماما قعدت ف الغيبوبه بعد الحادثه تقريبا يقارب تلات سنين و بعدها سنه علاج و عمليات و اما رفضت جوازها منها حطها ف مصحه سنين كتيره قوى .. يعنى مش كل السنين دى كانت.

مراد بوجع : حتى لو يوم واحد ف قاهرنى
ليليان : انتم بينكم مسافه كبيره بحكم السنين و اى بُعد هيزيد المسافه دى حتى لو اجبارى
مراد : مستنيها تاخدها هى الخطوه الاولى دى ناحيتى حتى لو هقرّب المسافه كلها بس هى تقدم ناحيتى اول خطوه تحسسنى برجولتى ..إنها عايزانى .. ع الاقل عشان يبقا عن اقتناع منها مش مفروض عليها.

ليليان : و هى مستنياك تاخد الخطوه دى عشان خايفه .. خايفه القدر يفاجئكم بحاجه تانيه غصب عنكم بردوا
مراد بتوهان : مبقاش عندى طاقه لحاجه يا ليليان .. مش ليها بس .. انا مبقتش عارف افكر اصلا
ليليان : طب ممكن اسئلك حاجه
مراد هز راسه و هى بصتله : هو انت ف شغلك عامل ايه ؟

مراد إستغرب سؤالها و هى فهمته : قصدى يعنى الفتره دى .. اخبارك برا دايرة همسه خالص
مراد : مبقتش مركز ف حاجه .. انا رفضت اطلع مع العيال المهمه دى مش عشان بقيت راجل متجوز و ليا بيت زى ما فهموا .. بس عشان عارف نفسى مش مجمّع و مش مركز شبه تايه
ليليان إترددت : ممكن سؤال خاص شويه؟

مراد لاحظ ترددها و هى بإحراج : هو حصل علاقه بينكم و لا لسه ؟ قصدى من وقت ما رجعت
مراد : لاء خالص
ليليان وشها إحمّر : طيب مبدئيا كفايه كده انهارده
مراد حاول يهزر : كده من غير ما تكتبيلى روشته و لا تقوليلى كلمتين تحللى بيهم القرشين حتى؟

ليليان ضحكت غصب عنها رغم الإحراج اللى بتحاول تداريه و هو شايفوه
ليليان : لاء انا هسيبك انت تخرّج اللى جواك و واحده واحده و هتكلم وقت ما احس إنك محتاجلى انا اللى إتكلم لكن حاليا انت اللى لازم تتكلم و انا ف كل مره هقولك على حاجات تعملها بس لازم تتعمل عشان نبقا ماشيين صح
مراد هز راسه و هى إبتسمت : و لو حاجه متعملتش لازم تقولى عشان ابقا فاهمه النتايج و وصلنا لفين
مراد بجد : لاء اللى هتطلبيه هعمله بجد .. انا محتاجلكم معايا و عشان تبقوا معايا لازم اتخطى المرحله دى
ليليان وشها إحمرّ : مبدائيا كده عايزه تحصل علاقه بينك و بين همسه .. علاقه كامله .. قصدى يعنى علاقه ف السرير.

مراد فهمها بس معلقش عشان ميزيدش إحراجها و هى كملت : دلوقت بعيد عن الحب انت راجل و عشت سنين من غير حضن مراتك و نقول من غير علاقه خالص .. ف طبيعى اما تظهرلك حبيبتك بعد الغيبه دى كلها لازم تحرك غريزتك اللى انت دافنها جواك .. غصب عنك مهما بتحبها لازم هتفكر بشكل جانبى ف الجزئيه دى بشكل جنسى بحت .. و ده مش عيب و لا حرام دى غريزه إتخلقنا بيها .. و يمكن ده من الاسباب اللى مشوشه تفكيرك و بسببها مش مركز .. التفكير فيها ضاغط على عقلك ف لازم نخف الضغوط من على عقلك شويه عشان تعرف بعدها تفكر فتاخد خطوات صح.

احنا بس كل اللى هنعمله هنصفى ذهنك من اى ضغط او تشويش .. هنشبع حرمانك بحيث تعرف تاخد ردود افعال صحيحه
مراد بيسمعها بتركيز بس متردد : ايوه بس هى مش مهيئه نفسيا لده
ليليان : انا مقولتش هتاخد خطوات سريعه او مفاجئه .. خد خطواتك ناحيتها براحه و بهدوء و راقب ردود افعالها و بناءا عليها زيد لحد ما توصل للنقطه اللى طلبتها منك
مراد : طيب لو رد فعلها صدّنى؟

ليليان : لازم يبقا قدامك ده و لو حتى احتمال عشان متتصدمش و الصدمه هنا ممكن ترجّعك خطوات كتيره ورا بدل ما نتحرك لقدام و ده ممكن يبقا مش عشان رفضاك بس مجرد الخوف ملجّمها
مراد سكت بإقتناع و ليليان مسكت إيده بحب باستها : انا معاك و جنبك و اى حاجه تجد قولى.

مراد إبتسم و هى كمان : حاجه اخيره .. بلاش تجى على نفسك .. قصدى و انتوا سوا ف العلاقه .. يعنى خليك بطبيعتك و سيب ردود افعالك تخرج بعفويه بللش تتصنع الهدوء و الخوف لمجرد قلقك .. لو إتعانفت مش مشكله المهم الطاقه اللى جواك تخرج و الاهم يبقا اللى معاها مراد مش صوره مصطنعه منه
مراد بهدوء : انتى مش هتسيبينى صح؟
ليليان بحب : معاك لحد ما تزهق منى و تشوف دكتوره غيرى
مراد إبتسم : هنتكلم تانى امتى؟
ليليان : اسبوعين تاخد الخطوات دى و نتكلم بعدها نشوف.

إتكلموا كتير بعدها مارد و غرام ثوانى و دخلولهم تانى .. مراد بصّلهم قوى و لاحظ غرام متضايقه
ف بص لمارد : لو عايز تمشى شويه
مارد بسرعه : لالا عندى ميتينج
غرام : اه و النبى لاحسن زهقانه
مارد : سلامتك يا حبيبتى
غرام ضحكت : ﻻاء سلامتك آيه ؟ الحقنى بفطار بسرعه و واحد شاى بلبن و ملكش دعوه بالزهق انا هتصرف معاه.

مراد ضحك اوى و مارد بصّله و ضحك بغيظ
مارد : يابنتى كده هتفرقعى
غرام بغيظ : مش عارفه مبخسش ليه رغم إنى مشتركه ف الجيم
مارد بتريقه : و هو انتى كنتى روحتى كام مره ؟
غرام ببراءه مصطنعه : ايه ده هو انا لازم اروح ؟

كلهم ضحكوا و مارد بص لأبوه بغيظ : مفيش فايده صح ؟
مراد إبتسم : انت هتعد عليها من دلوقت ؟
غرام بغيظ : قوله و النبى
مارد : طب يلا اسحبوا عشان ورانا شغل
مراد لسه هيتكلم لاحظ مارد زى اللى بيهرب ف محبش يضغط عليه
مراد : تعالى و انا افطّركوا.

غرام بضيق : لا و على ايه ؟ انا هاخد باربى و نروح نشهيص نفسنا ...انا عارفه اصلا اخرتها بس قولت اشوف يمكن يجى منه
مراد محبش يخرج معاهم .. حس ان مارد عايز يتكلم او هو عايز يسمعه فسكت
غرام : هعدى الاول على بابا و ارجعلك نمشى
ليليان هزت راسها و هى خرجت
مراد بص لمارد اللى بيقلّب ف الورق بعشوائيه و الضيق باين على وشه
مراد مسك إيده يطمنه بس لاحظ إنها بتترعش بتوتر
مراد إبتدى يقلق : هى البت دى مزعلاك و لا ايه ؟

مارد إتنهد : انا اللى مزعلها
مراد إبتسم : عايزاك تكلم أبوها ؟
مارد : هى قالتلك حاجه ؟
مراد : لاء عينيك هى اللى قالت
مارد بتهتهه : انا بس القضيه واخده كل وقتى الفتره دى و كمان
مراد بصّله قوى بمعنى ان فى كتير ورا سببه ده
مراد بهدوء شد الورق من إيده حطه و بصّله : ليه سيبتها تمشى متضايقه ؟

مارد سكت كتير ف ليليان حست إنه عايز يتكلم : طب هقوم و
مارد مسك إيديها مسكة إحتياج و هى رجعت قعدت : عادى هى كانت عايزه ترغى ف اى حاجه المهم نكون مع بعض و انا مصدع
ليليان بهزار :ما تخليها يا اخى تحكيلك مشاكلها اللى مالهاش اى تلاتين لازمه .. و حسسها إنها مشكله بتهدد الامن القومى للوطن .. هتخسر ايه و لا غلاسه و خلاص؟
مارد إبتسم غصب عنه : و الله لسه ما عارف بتحبنى على ايه ؟

ليليان : ببساطه شافتك بقلبها مش بعينيها
مارد : و ده قمة الغلط .. الصوره طالما متلقطتش بالعين بتبقا ناقصه و مشوّشه
ليليان بهدوء : ده لو انت اللى رسمت الصوره اللى شافتها ف الاول .. إتصنّعت يعنى .. لكن ده قلبها اللى شاف و هى و قلبها احرار .. يا تقنعه يا يقنعها .. و طالما بتعشقك كده يبقا قلبها اللى هيقنعها
مارد سكت كتير و مراد بصّله بهدوء : انت ليه ملجلج من ناحيتها كده ؟ انت بتحبها يا مراد و يمكن اكتر ماهى بتحبك بس ليه بتبعد ؟

و عشان البعد بيمحي حاجات مبيرجعهاش القرب من تاني ، متبعدش كده..
مارد إتنهد : مش يمكن كده احسن؟ مش يمكن انا حسبتها من الاول غلط؟
ليليان : ما تستعملش البرود مع حد بيحبك بالشكل ده متخدهاش بذنب حاجه عدّت ف حياتك وجايز هى الحاجه الحلوه فعلا .. مافيش حاجه بتوجع اكتر من إنك تعامل حد بيعشق راحتك و روحك بالشكل ده من غير اي ذنب
ليه محسسنى إنها كانت سد خانه لفراغ جواك .. مكان اهلك مثلا و اما اخدوا مكانهم هى معتش ليها مكان .. لو كده يبقا انت محبتهاش و حرام عليك تعلقها اكتر من كده؟

مارد بسرعه : لاء طبعا انا بعشقها
مراد إبتسم : طب اييه بقا؟
مارد إتنهد و غمض عينيه بعنف و اخد نَفس طويل و مراد بصّله بقلق
خرّج نَفس بصوت و إبتدى يحكي السنه اللى بعد الحادثه قضاها ازاى و فين .. كل حاجه و الإغتصاب بتفاصيله و اللى ازاى بعد كده إتحوّل لعنف و ساديه
مراد كان بيسمعه بصدمه و وجع بصّله بدموعه اللى نزلت غصب عنه بقهره و مش قادر ينطق .. حس ان مفيش كلام يتقال
ليليان ضغطت على إيد أبوها كإنه فوّقته ..حسسته ان إبنه هنا محتاجوه .. محتاج وقفته .. يقوّمه تانى .. هو خايف و محتاجه اقوى عشان يقويه
مراد مسك إيده قوى : انت ليه خايف كده ؟ دى فتره و خلاص خلصت .. مش هتقتل اللى جاى عشان اللى فات.

مارد : و ايش عرفك إنها خلصت .. انا لأخر مره كنت مع غيرها كنت بنفس العنف و الوحشيه .. مش يمكن ابقى كده معاها و هى كمان ؟ و ساعتها هى
ليليان قاطعته : و ساعتها ايه ؟ هتتخلى عنك مثلا ؟ لاء طبعا .. مش غرام .. الحب اللى ف عينيها مبيقولش كده
مارد : هتستحمل غصب عنها و ساعتها حياتنا هتتحول جحيم
ليليان بهدوء: او هتقف جنبك و تساعدك و تعينك و ساعتها حبها ليك هيقويك و يساعدك تتخطى المرحله دى
حبها ليك اللى بجد هيظهر بعد الجواز .. هو اللى هيخليها تبقى معاك .. إسمها جنبك عشان بتحبك مش تستحملك غصب عنها
السؤال هنا بقا انت واثق ف حبها و لا لاء ؟

مارد إبتسم اوى : فوق ما تتخيلى
مراد غمزله : يبقى خلاص سيبها على ربنا و عليها و هى اللى هتعدلك
مارد إبتسم اوى و سرح و مراد لاحظه ف غمزله و شويه و غرام جات و اخدت ليليان و خرجوا
عدّى كذا يوم على نفس الوضع لحد اخر الاسبوع ..

مراد اخد همسه و مارد و ليليان و سافروا اسكندريه .. مهاب اخد مازن و أمه و غرام معاهم و سافر هو كمان مع مراد اللى كان متغاظ منه و سليم كمان و مراته
إتجمعوا هناك و ليليان راحت المؤتمر بتاعها .. مراد وصّلها مع مارد اللى سابه هناك عشان يبقى معاها و رجع لهمسه اللى سابوها نايمه
مراد رجع ع الشاليه دخل بهدوء و طلع لفوق لاحظ صوت و دربكه و تخبيط ف اوضتها قلبه إتنفض بخوف
إتحرك بحذر ناحية اوضتها و اول ما فتح إتسمّر مكانه من الصدمه !!
مراد بصدمه :...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الثامنة والأربعون بقلم أسماء جمال


مراد وصّل ليليان للمؤتمر بتاعها و ساب مارد معاها و رجع ع الشاليه .. دخل بهدوء و طلع لفوق
لاحظ صوت و دربكه و تخبيط ف اوضة همسه... قلبه إتنفض بخوف
إتحرك بحذر ناحية اوضتها و اول ما فتح إتسمّر مكانه من الصدمه !


 
قزاز البلكونه إتكسر بعنف و دخل منه مجموعه ملثّمين و ف إيديهم سلاح .. همسه إتفزعت و لسه هتصرّخ حد منهم شدّها من دراعها و لسه هيتحرك بيها مراد كان دخل و شاف المنظر
هجم عليه بعنف ضربه برجله وقّع سلاحه ف الارض ..
مراد مكنش معاه سلاح .. حاول يتحرك ناحية غرفته بس حاوطوه كذا حد و إبتدوا يتضاربوا بالإيد ..


 
مراد بيضرب و يصد لحد ما راح ناحية غرفته .. كان جايب معاه سلاح للطوارئ زى دى بس إتفاجئ إنه مش موجود .. إستغرب لإن هو اللى شايله بس مدققش قوى من الموقف اللى كان فيه
إيتدوا يتضاربوا .. مراد كان بيضرب بعنف .. و كل ما يفتكر إنها ف يوم إتاخدت منه و معرفش يحميها يزيد ف ضربه
همسه كانت متابعه الموقف و نوعا ما إبتدت تهدى اما مراد دخل .. حست ب أمان ف قامت بحذر و بتلقائيه مسكت ف ضهره.

مراد إنشغل بيها ثوانى و هما بسرعة البرق إختفوا .. مراد إستغرب إنه وقّع سلاح حد منهم بس حتى الباقى مستخدموش الرصاص و إستسلموا و هربوا
بلمحه سريعه إبتدى يجمّع الموقف ف إبتسم قوى و إبتسم اكتر من همسه اللى مكلبشه ف ضهره و اول ما لف ناحيتها إترمت ف حضنه و إبتدت تعيط
همسه عيطت .. عيطت قووى .. كإنها معيطتش من سنين .. كإنها كانت متلككه على موقف زى ده عشان تخرّج الطاقه السلبيه اللى جواها.


 
همسه بدموع : احضنى يا مراد
مراد إبتسم و ضمّها اووى : شششش اهدى
همسه بصوت مبحوح : انا خوفت يا مراد .. خوفت اووى لا اتاخد منك تانى .. إتحرم تانى من حضنك .. احضنى اووى
مراد حضنها و إبتسم و باس راسها : و انا عمرى ما كنت هسمح بده اصلا .. مش معنى إنى فشلت زمان يبقا كل مره هفشل إنى احميكى طول عمرى
همسه : مراد اوعى تسيبنى .. انا مش عارفه لو مكنتش جيت كنت ممكن اعمل ايه .. انا مش حِمل سنين تانيه انت مش فيها.


 
مراد : و لا انا اقدر اعيش لحظه من غيرك .. همسه انا من غيرك كنت بمووت بمعنى الكلمه
همسه رفعت وشها من حضنه و مسكت وشه بإيديها الاتنين : مراد هو ملمسنيش .. و الله ما
مراد حط إيده بسرعه على شفايفها : ششش عارف و بعدين ده انا اللى مبوّظه كإن قلبى حاسس
همسه مفهمتش بس حضنته اووى و همست ف رقبته : طب ليه بعيد كده ؟

مراد بنفس همسها : مش يمكن محتاج اسمعها منك
همسه : و لو مكنتش قولتها كنت هتفضل بعيد ؟
مراد إبتسم : و الله مش عارف كنت هفضل مسيطر على نفسى لامتى ؟ بس انا كنت خلاص بنهار
همسه بدون مقدمات ضمّته اووى و همست بصوت بيطلع بالعافيه : كل ما ببصّلك بحسّك واحشنى اووى .. ملامحك بحسّها مُريحه اوى .. محتجالك
مراد حس إنه سمع جملتها بس مكنش متأكد هو سمع صح ولا متهيأله .. عقله بيحاول يبعده .. بس مسكة إيدها لوشه و ضمتها له شجعوه يقرب منها وقرب شفايفه منها زي حبيب هيلمس عروسته لأول مرة ..


 
نظراته متعلقة بعنيها يمكن يقرأ اللي جواهم .. يمكن يلمح اى غصب او حتى برود بس مفيش ..
همسه حست بيه ف قربت هى و إمتصت توهانه ده من على شفايفه و إتقابلت شفايفهم في حضن من جنونه كان اشبه بالمعركه
مراد كان زى اللى مستنيها تنطقها عشان قلبه يبرد .. كلمتها مكنتش كلمه .. دى كانت روحه اللى فارقته من يوم ما فارقت و راحت معاها .. و كلمتها دى كانت روحه اللى سابتها و إتردتله تانى.


 
ده كان ضوء اخضر عشان قلوب العشاق تتلاقى .. تتلاقى بعد غياب سنين و سنين و كل لحظه من السنين دى كانت بسنين تانيه لوحدها
مراد كان بيضمّها بمنتهى العشق .. مش ضمّة رغبه ابدا .. دى ضمّة جسم لروحه
همسه كانت صحيح عايشه مع عاصم من غير علاقه و صحيح دى حاجه جديده عليها لإنها حتى مش فاكره اللى بينهم قبل كده ف كان بالنسبالها زى اول لمسه لعروسه ليلة فرحها.

مراد كان قلبه بيسبقه مع كل همسه ،حركه، لمسه منها .. كان همساتها بتجننه
سنين حرمانه منها بتزيد جنونه .. وجع قلبه ف السنين دى بيزيد جنونه .. لهفته اللى كانت عشان بس يسمع صوتها كانت بتزيد جنونه
قضّوا معركه الجنون بس هو المسيطر الوحيد عليها ..كان بيضمها بشئ من التوهان .. الجنون .. حاجه كده اكبر من اللهفه تعدتها بمراحل
إيده مكنتش بتلمسها .. دى كانت بتعاتبها ع الغياب
جسمها كان متجاوب معاه بشكل إتعدى الجنون .. كان بيعاتبه ع الحرمان منه ..

كل حاجه فيهم كانت عارفه وليفها .. كإن مكنش فى غياب سنين ابدا
و بعد وقت طووويل محدش فيهم حس بيه ..
مراد محاوطها بدراعه و ضاممها بتملّك و هى دافنه راسها ف رقبته و ماسكه إيده التانيه بآيديها الاتنين
مراد مبتسم بصوت عاشق : على فكره انا جوزك من اكتر من حاجه و عشرين سنه ...ليه حاسس إنها ليلة فرحنا ؟
همسه بصوت بيتحرك براحه : عشان هى فعلا ليلة فرحى .. ليلة سعادتى .. ليلة هنايا.. ليلة عمرى كله
مراد ابتسم : يالهوووى .. طب اقولك ايه انا بقا ؟

همسه برقّه : قولى إنك بتحبنى
مراد رفع وشها بالعافيه و بص ف عينيها بمنتهى الصفا : لاء .. بحبك دى كلمه إتخطّتها من زمان .. انا اصلا إتخطيت العشق معاكى .. وصلت لمرحله لسه متعرفلهاش إسم كده ..
بس اللى اعرفه ان محدش وصلها قبلى عشان مجاش للدنيا زيك .. و لا افتكر ان حد هيوصلها بعدى عشان مش هيجى بعدك اصلا
همسه إبتسمت و رجعت لحضنه : ليه متجوزتش ؟ ليه سيبت نفسك للوجع ياكل ف روحك كده ؟ يعنى انا كنت ف نظر الكل ميته مش مختفيه هتستنانى .. يعنى مكنش فى امل لرجوعى ف ليه بقا ؟

مراد إبتسم و مسك كوبايه مليانه عصير من جنبه و بصّلها : تعرفى تحطى فيها نقطه تانيه ؟
همسه مفهمتش : لاء
مراد إبتسم : اهو انا كده .. قلبى مليان بيكى .. روحى غرقانه من عشقك .. عمرى و حياتى و دنيتى شبعانين بتفاصيلك .. معنديش و لا سانتى واحد لغيرك .. مفييش صدقينى ..
اى واحده كنت هحاول و لو مجرد محاوله ادخّلها حياتى كانت هتتظلم معايا .. هى اصلا كانت هتتخنق بمجرد ما تدخل جوايا و تلاقى نفسها مزنوقه ف مكان مزحوم بغيرها
و تشوف تفاصيلك مستعمرانى من جوه ازاى
انا اللى جوايا اكبر بكتير من اللى برا و ظاهر عليا و الناس شايفاه و بتحكى عنه
همسه دمّعت قوى : الدنيا ظلمتك و انا ساعدتها ف ظلمها ليك صح ؟ وجعتك كتير مش كده ؟

بس لازم تعرف ان وجعك ده انا وجعى كان اضعافه .. انت كنت عارف إنى ميته لكن انا كنت عارفه إنك موجود و بعيد عن حضنى .. زائد إنى مكنتش مصدقه و لا حرف فيك ف كنت طول الوقت مستنياك
انت كنت تعبان بس مكنتش مستنينى اجى .. لكن انا ف كل لحظه كنت مستنياك
انت كنت عندك ذكريات منى تهدّى قلبك و تبرّده .. إنما انا مكنش عندى حاجه منك غير قلبى اللى جواه عشق مُبهم لمعشوق مستنيه القدر يرضى عليا و عليه و يرحمنا..
انت كنت عاشق و عارف معشوقتك .. لكن انا قلبى كان عاشق مجهول .. روحى كانت بترفرف على طيف نفسها بس تلمح شكله.

مراد انا كنت عامله زى اللى بيدوّر على حاجه تايهه منه .. و زائد إنه مش لاقيها هو إنه مش عارفها .. مش عارف هو بيدوّر على ايه .. انا كنت زى السجينه
مراد إبتسم : و انا روحى كانت زى المتشفّره بلمسة إيدك .. بنظره منك .. و بمجرد ما لمحتك روحى فكّت و رفرفت عليكى
همسه إبتسمت و ضمّته قوى : إحكيلى عن حياتنا سوا .. كلمنى عن همستك .. إحكيلى عن مرادى .. إحكيلى تفاصيلهم..
مراد إبتسم و إبتدى يحكى ذكرياته معاها اللى حفّظها للدنيا بحالها و هى الوحيده اللى مكنش متخيل يوم هيحكيهالها.

همسه سكتت شويه : هو انتوا ممكن تزهقوا منى يا مراد ؟
مراد : نزهق منك ؟ نزهق منك ليه يعنى ؟
همسه عيونها دمعت : اصل كإنكوا بتعلّمونى من اول و جديد .. اكيد دى حاجه تزهّق اى حد
مراد بعشق : همسه احنا كلنا كنا بنموت من غيرك .. البيت اللى انتى شايفاه مليان بهجه مكنش فيه روح من غيرك .. انا نفسى مكنش فيا روح ف بُعدك
همسه بدموع لمعت جوه قلبها قبل عينيها : بحبك
مراد باس عينيها : و انا قولتلك بحبك دى كلمه معدتش بترضى غرور قلبى.

مراد شالها بعشق و دخلت تاخد حمام و هو دخل بلهفه وراها و إبتدت معركة جنون تانيه من نوع خاص

براا ....
مهاب بقلق : يعنى هيكون مين دول ؟ دول زى اللى فص ملح و دابوا إختفوا خالص
سليم بخوف : انا مش عارف انتوا مش راضيين تبلغوا ليه حتى امن الزفت هنا .. ع الاقل لو حد شاف اى قلق يبلغنا
مارد واقف بينهم ببرود غريب : يا جماعه خلاص .. مفيش حاجه موقف و عدّى و الحمد لله المراد سيطر عليه
مهاب مستغرب بروده : انت مكلمتنيش ليه اصلا طالما كنت هنا ؟ انا عرفت بالصدفه من الامن اللى برا خالص ان كان فى حركه غريبه هنا
مارد تمتم بصوت واطى : الله يخربيتهم.

مهاب مسمعش بس بصّله و مارد إبتسم : خلاص عدت على خير
مهاب و هو بيتحرك ناحيه الشاليه : طب انا مش فاهم مراد منزلش لحد دلوقت ليه؟ ده و لا حتى إتكلم و لا بلغ حد
مارد شدّه بسرعه : يا عم واحد مع حبيبته عايز ايه انت ؟
مهاب إنتبه ف ضحك اوى و مارد ميل على ودنه : و لا انت كبرت ع الكلام ده ؟
مهاب ضحك : فشششر .. ده أبوك شكله جاله عطل فنى
مارد ضحك : هقوله على فكره.

مهاب مثّل الخوف : لا و النبى لا احسن يجيبهولى هو العطل ده
سليم ضحك معاهم : على الله بس يتنصف
ضحكوا اوى بعدها مارد إنتبه لموبايله و لاحظ أبوه بيرن عليه.

عند مراد ...
خرج من الحمام و لبس بعدها إنتبه لموبايله اللى وقع منه لحظه البلطجيه و فصل .. فتحه و اما لقى رنات كتير من الكل إتصل على مارد
مارد ضحك غصب عنه : حبيبى
مراد بغيظ : إطلعلى يا لطخ
مارد رفع حاجبه و شال الموبايل من على ودنه رفع حاجبه و بص فيه و رجع حطه تانى على ودنه و رجع بص فيه و إتأكد إنه قفل
مارد بذهول : يا ابن الايه يا لذينا ده قفل
مهاب ضحك بصوت عالى : طب و ربنا قولتله الركنه وحشه.

ضحكوا اوى بعدها راحوا لمراد ع الشاليه ..
مراد رفع حاجبه لمارد : ولا انت مش كنت قولتلى إنك هتقعد مع أختك لحد ما تخلّص ؟
مارد تهتهه : هااا ؟
مراد بغموض : لاء سمعتنى
مارد بتتويه : لاء مانا لقيتها هتأخر قولت اخلع و ابقى اروحلها اما تخلّص
مراد بضّله قوى و إبتسم و مارد إبتسم غصب عنه و دوّر وشه.

مهاب تايه بين نظراتهم لبعض : انا قلقت اما سمعت باللى حصل
مراد إبتسم بغموض : لاء ماتقلقش .. دى بس كانت حركه رخمه من واحد رخم .. و رغم إنه ساعدنى الصراحه بحركته دى بس ده مش هيمنعنى اديله على قفاه
مارد بتلقائيه حط إيده على قفاه و إبتسم اوى : طب اخلع انا بقا طالما كويسين
مهاب تقريبا فهم الموقف ف إنفجر ف الضحك : هى حصّلت لكده ؟ انت كنت محتاج زقّه ؟ تصدق صُعبت عليا
مراد بصّله بغيظ و راح ناحية مارد اللى كان بِعد عنهم خطوات و وقف قصاده
مارد مش عارف يدارى إبتسامته ف دوّر وشه و مراد رجع لف وشه ناحيته
مارد خلاص مش قادر يكتم ضحكته ف دوّر وشه تانى و مراد بعِند مسك دقنه بإيده و رجّع وشه و ثبّته ف وشه و هنا مارد إنفجر ف الضحك اوى لدرجة نزل ع الاض.

مراد ضحك معاه اوى : طب يعنى لو كنت قتلتلم حد منهم ؟
مارد من بين ضحكُه : لاء مانا عملت احتياطى
مراد بغيظ : و انا يا ابن الاهبل لو عايز اموّت حد هستنى مسدس ؟
مارد مش عارف يبطل ضحك ف رفع إيده الاتنين لفوق : خلاص عندى انا دى
مراد ضحك اوى و خبطه على قورته : عقل ده و لا كيس مخلل ؟

مارد لسه ضحكه بيزيد : ماهو كان لازم كده طالما مش راضيين تيجوا بالذوق .. بعدين كان لازم تطلع منك بتلقائيه يا سبع
مراد شدّه عليه و مسكه من رقبته من ورا : طب تعالى بقا يا ابن السبع
مارد فلفص إيد ابوه من على رقبته و لف إيده حوالين كتفه و ضحك اوى : طب تعالى بس قولى .. المهم اخرة ده كله جاب معاك و لا ....
مراد بثقه : طبعا يا جزمه انت مش عارف أبوك و لا ايه ؟

مارد بيستفزه : يا خوفى من الثقه دى لاىاحسن اما بتزيد بتبقا فشر
مراد إبتسم بصدمه : يا ابن الكلب
مارد بمناغشه : طب اتطمن
مراد ضحك قوى : تطمن عليه يا حيوان ؟
مارد حضنه اوى و غمزله : ع المسائل العسكريه .. طب اقولك اشوف ..انا إبنك بردوا و ستر و غطا عليك متقلقش مش هسيّحلك
مراد إنفجر ف الضحك من مناغشته : طب ما تيجى انا اتطمن .. ع الاقل انا كان عندى عذر إنما انت بتهرب من ايه و بتتحجج ؟
مارد ضحك اوى : بتردهالى ؟
مراد هز راسه اه و مارد ضحك و مراد ضحك معاه و هزارهم زاد و صوت ضحكهم عِلى.

على اخر اليوم ليليان كلمت مارد و هو راح جابها و إتجمعوا ع العشا
همسه قاعده معاهم و بتهزر كعادتها و تضحك و مراد عينيه عليها بحب و شغف و مره واحده بتتلفت لقت أبوها بيقرب و معاه واحده و بيتكلموا ..
همسه برّقت : اوباااا
أبوها واقف بيتكلم و هى متابعاه بعينيها و فجأه جات اللى معاه تمشى مدّت إيديها تسلم و هو مدّ إيده سلّم و بعدين و كإنها إفتكرت حاجه ف كمّلت معاه كلام و هى ماسكه ف إيده بتسلّم
همسه بغيظ : يانهار اسود مقلّم ب اسمر
مهاب إتلفت : فى ايه ؟

همسه بغيظ : تعالى خالك بيتظبّط
مهاب بصّلهم : مين اللى معاه دى ؟
همسه ضحكت بغيظ : دى واحده بتظبّط خالك
مهاب ضحك اووى و همسه بتبصّلهم و بتتكلم بغيظ طفولى و ضحك : اوبااا لا لاء عيب عيب كده يا باشا .. هانت عليه العشره .. والمُزه اللى ف البيت
مهاب رفع حاجبه : مُزه ؟!

همسه ضحكت : اوماال .. ده انا مامتى مزه المزز
مهاب ضحك اوى و هى ضحكت اوى : طب ده كفايه اللحمه بالباميه اللى لسه كنت بتعملهالك ف البيت .. طب العشره تهون ماشى لكن اللحمه كده تهون اخس
همسه موبايلها رن و بصّت فيه لقت أمها اللى بترن فتحت عليها بهزار : بتيجى ف الوقت الصح بس مع المكان الغلط
هدى مفهمتش : ليه انتى فين كده ؟
همسه ضحكت : مع المشقوط ب امر الله
هدى ضحكت : بت انتى إتظبطى .. فينك انتى مش قولتى هتعدّى عليا نسهر سوا انا مش هخرج ؟

همسه : اه مانا كنت هجيلك بس إتكعبلت ف هيصه و لمه .. قولت اما اشوف مين فين .. لقيت بابا بيتظبّط قولت اتفرج
هدى ضحكت : يا مصيبه خلّصى و تعالى مش هتعشى إلا اما تيجى .. أبوكى مش جاى ع العشا
همسه ضحكت بهزار : لاء هو مش عايز اللحمه بتاعتك هو تقريبا عجبته اللحمه ف حته تانيه
هدى ضحكت : هستناكى .. هو اصلا قالى هعدّى عليكى نتعشى برا .. بس انا قولتله بلاش هنتعشى انا و انتى .. و هو اما يجى يبقا ياكل
همسه بغيظ طفولى : لييييه يا فوزيه ؟ لييييييه بلاش ؟ ليه ؟ كنتى سيبيه يمسكها يا فوزيه
أمها ضحكت و هى بتقفل : هستناكى يلا.

قفلت همسه و هى بتبصّلهم بغيظ مهاب ضحك : هى بس يأست من مراد فبتفش غلّها و خلاص
همسه برّقت بغيظ : مراد مين ؟
مهاب بإستفزاز و هو بيتّكى على حروفه : جوزك
همسه بشر : المايعه دى كانت مراد بيبصّلها ؟
مراد قاعد متابع الحوار و كاتم ضحكته و عجبته غيرتها اللى حس إنها هتقلب بجنان
مهاب ضحك : انا مقولتش بيبصّلها هى اللى بتبصّله ...دى غلبت تعاكسه
همسه بغيظ : دى؟ طب و هو ؟

مهاب ضحك : لاء متقلقيش و لا عبّرها
همسه رفعت حاجبها : يعنى معاكسهاش ؟
مهاب : لاء مانتى رجعتى ف وقتك المناسب
همسه برّقتلها : القالب دى معاكسهاش ؟
مهاب مط شفايفه : شوفتى لاء
همسه قامت بغيظ طفولى ناحيتهم و مهاب و مراد ضحكوا اوى
مهاب : رايحه فين يا مجنونه ؟

همسه بغيظ : هعاكسها انا
قرّبت منهم و فجأه خطفت أبوها بحضن من ضهره و ضحكت بغيظ : باباااا
سليم إبتسم : تعالى يا سوسو
همسه ضحكت بإستفزاز : هااى ازيك يا طنط
سليم رفع حاحبه بإستغراب و اللى معاه برّقت بخضه.

همسه بإستفزاز : معلش اصل معرفتش إسمك و اكيد مش ناسيه الخلق دى كلها و هفتكرك .. ف خمّنت من شكلك و ناديتك ب سنك .. هى طنط ااا .. ااا
مراد وراهم بيتابع بضحك و سليم مسك إيديها و ضغط عليها بضحك و تقريبا فهم إنها غيرانه
همسه بغيظ : انتى اكيد كنتى شغاله مع بابا .. شكلك كده مش دفعه مراد .. مش سنّه... انتى اكيد تبع بابا

سليم حط إيده على بوقها بضحك : شش هموسه اعرفك نسرين و شاور على همسه و لسه هيتكلم
راحت همسه ضحكت ضحكه صفرا : المرحومه .. و انا بئا المرحومه
و بصّت وراها لمراد اللى واقف هيقع من الضحك و كزت على سنانها بغيظ : و ده بئا اللى الله يرحمه
و هنا الكل إنفجر ف الضحك.

غرام غمزت مارد ف جنبه بضحك : ماهو الماما كمان بتغير اهى .. امال ايه ؟
مارد ضربها بخفه على دماغها : ده عندكوا ناقص حته
أبوه لاحظهم و غمزله و مارد شاورله : هروح اختارلكوا انا اكلة السمك اللى هناكله
مارد مشى و مراد راح بهدوء جنب غرام و إبتسم
غرام إبتسمت بغيظ : مراد مش عاجبنى يا ابو مراد
مراد ضحك على لهجتها : ماله الواد ده ؟

غرام إبتسمت بغُلب : مغلّب قلبى معاه
مراد إبتسم : ملكيش دعوه بقلبك هو راضى بغُلبه معاه .. المهم انتى؟
غرام : انا ؟ انا بعشق مراد .. انا اصلا بعشقه دى شويه .. غلبت معاه .. جيتله من الف سكه .. بحب ضعفى معاه رغم ان شخصيتى مش كده مع الكل .. بس بحب ابقى ضعيفه معاه .. بحب احساس إحتياجى له عشان اجيبه لعندى.

مراد بهدوء : متحاوليش تظهرى للى بتحبيه حاجات مش فيكي .. يعنى تضعفيله و انتى قويه او تستقوى و انتى من جواكى ضعيفه
سواء عشان ترضيه او عشان تحافظى عليه او حتى عشان تثبتيله إنه اختار صح ..
إنك هتتفاجئي بعد فترة بحاجة من اتنين ..
يا اما انتى هتعملى قرد بعد كده عشان تتغيري عشان تبقي الشخصيه دى ..
يا اما هتكتشفي إنه بيحب واحدة تانيه متقربلكيش أصلا.. واحده انتى اللى رسمتهاله
غرام إتنهدت : طب اعمل ايه بس ؟ ده حتى المشكله الوحيده اللى كانت قدامنا و هى بابا المفروض إنها بوجود حضرتك معانا إتحلّت .. و انا من ساعتها غُلبت المّح و المّح بس ده مفيييش.

مراد إبتسم : بُصى بقا الراجل مابيفهمش التلميحات
او يمكن يعمل نفسه مش فاهم ، فعشان انتي تقصّري الطريق
إديله جمله واضحه ..
زى مثلا "عجبتني الشوز اللي فالمكان الفلاني هنروح نجيبها يوم ايه" .. وتاخدي منه اجابه
طبعا واضح فالجمله ان عجبك شئ معين حددتيه .. الشوز .. وحددتي المكان الفلاني وخدتي منه إسم اليوم اللي هتروحوا تجيبوها فيه
فقصّرتي ع نفسك .. بدل ما تقوليله عارف اكتر حاجه عجبتني لما نزلنا لفّينا... شوز كده كان عند المحل كذا
طبعا هو عمره ماهيفتكر إسم المحل ده كان فين ف لفّتكوا دي .. تاني حاجه انتي عجبتك وخلص الموضوع مطلبتيش منه يجبهالك .. فغالبا مش هيحط ف مخه ويجبهالك.

ولازم تراعي لما تطلبي الحاجه هل هو مناسب لحالتكوا انتوا الاتنين مش حالتك لوحدك
وبردوا لازم جمل واضحه من غير الحبشتكنات وادوات الربط اللي بتحطّوها كستات عشان ترغوا على حاجه
لإن عقل الراجل مببهتمش بالتفاصيل الدقيقه قد مابيهتم بالمُجمل العام
غرام شمّرت كومها بطريقه مضحكه خلّته ضحك اوى : يبقا إستعنا ع الشقا بالله.. إبنك مش هيجى إلا بكده .. اوعى تمسكنى
مشيت خطوتين و بصّتله و كتمت ضحكتها : لو إبنك إتهور هيبقا ذنبى ف رقبتك و ربنا.

مراد ضحك اوى و وقف يتابعها من بعيد
غرام راحت ناحيتهم و مارد كان جاه ..
وقفت بثقه و إتنهدت بصوت عالى قوى خلّى الكل إنتبه و هى فضلت تتلفت حواليها كإنها بتدوّر على حاجه بعدها مسكت بوكس المناديل خبطت عليه
غرام اخدت نفس بصوت عالى : إعتبروه كاس و إنتبهوا بقا
الكل ضحك من طريقتها و هى بصّت لمارد بمنتهى العشق و إبتسمت : بص يا سيدى مراد
مارد رفع حاجبه : مالك فيكى ايه ؟

غرام إتنهدت بصوت عالى : اصل .. اللى يعوز المارد و يبقا هيموت و يجيبه .. لازم يتأكد ان المارد كده بقا حبيبُه .. اه والله
مارد رفع حاجبه : يعنى ايه؟
غرام إتنهدت : يعنى انا قررت اكون ام مراد التالت
مارد بصّلها قوى و إبتسم غصب عنه : مش فاهم
غرام عضت شفايفها و بصّت وراها لمراد أبوه اللى بيكتم ضحكته بالعافيه : الله يسامحك .. بس عندك حق
هى حاجه مش مفهومه فعلا.

بس ماشى هفهّمك .. مفيش للقلب اسباب يا مارد القلب .. انا بخطبك .. و هتجوزك ان شاء الله
مارد بص للى حواليه و بص لأبوه اللى إنفجر ف الضحك و عرف ان الحركه دى منه ف كزّ على سنانه
غرام إتنهدت بصوت عالى : عادى عادى بتحصل ف احسن العائلات .. رزقك كده
مارد بصّ للى حواليهم و رجع بصّلها : اكيد بتهرّجى
غرام رفعت حاجبها بتحدى : لاء .. عايزه ادخل دنيا
مارد بص لأبوها بطرف عينيه و رجع بصّلها بغيظ : دنيا ايه اللى عايزه تدخليها إستهدى بالله كده لتخرجى منها وقتى.

الكل ضحك اوى و مهاب بصّله بغيظ : مانت اللى بأف زى اللى خلّفك و مش عايز تلم نفسك و تجيلى
غرام جريت على أبوها وقفت ورا الكرسى بتاعه و حضنته من ضهره و حطت راسها على كتفه
غرام بغيظ : شووفت .. شووفت
مارد كز على سنانه بغيظ : شافك عِمى يا شيخه
غرام بغيظ : طب ما تصلى ع النبى كده .. بعدين راعى منظرى قدام القبيله دى .. انا برنسيسه ف نفسى و طلبت إيدك متخليش موقفى اهبل اكتر ماهو .. عندك كلمه حلوه قولها .. معندكش يبقا بما إننا بدّلنا الادوار يبقا تاخد دورى و تبص ف الارض و تسكت و تفرح
مارد بغيظ : يعنى اعمل ايه فيها دى ؟

غرام بغيظ : اقولك انا تعمل ايه .. تحاول تعدل الحكايه يا حضرة المارد العاشق و تخلّى موقفى حلو ..
تبتسم ف وشى و تقولى انا ملاقيش احسن منك يا غرام و إنك سبقتينى بخطوه يا غرام كالعاده يعنى و إنى عايزك و ملاقيش احسن و اجمل و ارق منك يابنت عمى

كلهم ضحكوا اووى و مهاب صفّر اووى و غمز لمراد أبوه اللى قلبه بيتنطط و عينيه بتلمع و مراد غمزله بعيون مدمّعه

مارد إبتسم بحب على فرحة أبوه اللى كانت واضحه اوى : هو انا اطول ؟
غرام إتنهدت قوى : ايوه ايوه ايوه ينصر دينك يا اخى
.. إستنى حد يسجل اللحظه الحلوه دى .. لا احسن و ربنا انتوا واخدين فكره غلط عننا.. دى مبتتكررش
مارد إبتسم : ما قولتلك إنها مش بالكلام .. و لو عالكلام ممكن كل ثانيه اقولك انا .. بتمعشق .. فيكى .. يا .. غرام الماارد
غرام صوتت بطفوله : يا جماال أمك.

الكل ضحك و مراد قرّب منهم و من غير مقدمات حضن مارد اووى و همسله : مبروك يا قلب أبوك
مارد ضمّه جامد و مهاب قام ناحيتهم
مارد عمل نفسه خايف : و ربنا ما ليا ذنب .. بنتك اللى إتجننت
مهاب إبتسم بحب : و هو مين اللى كان جننها يا ابن اخويا ؟
مارد حضنه و ضحك : اوعى تقول انا .. بنتك مجنونه يا حاج.

غرام ضحكت و قرّبت عليهم : اعمل ايه بس ماهو اللى تخلّى صعيدى يحبها يبقا يا غُلبها
أبوها حضنها اووى : مبروك يا حبيبة أبوكى
غرام همستله : مش زعلان منى ؟
مهاب غمزلها : انت بنت مهاب السويدى .. يبقا لازم يكون نَفسك طويل و اما تعوزى حاجه لازم تصممى عليها لحد ما تاخديها طالما صح
مراد أبوه فتح حضنه و شاورلها و هى قرّبت حضنته اوى
مراد إبتسم : نورتى عيلتى عقبال ما تنورى بيته.

غرام إبتسمت بمنتهى الحب : لاء الخطوه دى ربنا يعينى لحد ما اجيبه عندها دى عايزه معجزه
همسه قامت ناحيتهم و حضنتها : لاء معجزه ليه ؟ انتى تجيبهاله خبط لزق .. وافق كان بها .. إتمرقع يبقا إتقمصى و طالما ضامن وجودك سيبيه و إغطسى شويه و اختفى من قدامه لحد ما يتعلم الادب
مارد بصّ لأمه بصدمه : تختفى ؟ يخروبيييتك يا سووسوو .. انتى بتسلّطيها؟
همسه هزت راسها بإستفزاز اه
مارد عض شفايفه بغيظ و شد غرام وراه : لا و على ايه ؟ ما تقوليلها بالمره تاخد عربيتها و تمشى و تجيلنا بعد عشرين سنه .. اقولك اديها العنوان بتاعتنا ف روسيا و خليها تحصّلك .. و انا بقا اقعد الف عليها .. و نعمل مستعمره هناك بقا و تبقا هيصه.

الكل ضحك اوى و أبوه إتحدف ع الكرسى بضحك و شد همسه معاه : تعالى يا كارثه انتى .. ملكيش دعوه بيهم يا مصيبتى .. بتديها دروس ياختى؟
كلهم ضحكوا و مارد بصّله بغيظ : ايون كده خدها عندك لاحسن دى هتفرمت البت
بصّ لغرام لقاها بتضحك : لا متضحكيش .. انا مش زى مراد هعمل فيها كاظم الساهر و اقعد ابكى ع الاطلال عشرين سنه .. انا تانى يوم هجيب التانيه.

همسه بغيظ : بس يا اهبل يا ابن الاهبل
مارد قرب عليها بغيظ حضنها و ميّل على ودنها : عيب يا سوسو .. ايه ابن الاهبل دى ؟ انتى بقيتى مرات سيادة اللوا مراد باشا العصامى .. عوّدى نفسك على كده.. لا احسن انتى كده محصّلتيش مرات البواب
همسه بغيظ : انا مرات بواب يا بواب ؟
مارد ضحك اوى : يا سوسو ادّى للراجل برستيجه قدام الناس .. خُديه تانى اما تبقوا لوحدكوا .. بس ابقى إديهوله قدام الناس و ادهولى معاه و النبى لاحسن كده بتشحورى هيبتى ف الليله دى.

الكل ضحك و مراد مسك راسها و ميّلها ع الترابيزه : لاء هيبة ايه بقا ؟ دى شحورت هيبتنا كلنا
همسه رفعت إيده و راحت براسها على صدره و همست ف حضنه من بين دوشتهم : و الله بقا اذا كان عجبك ؟
مراد غمزلها و بسرعه باس شفايفها : إلا عجبنى .. الناس بتكبر و تعجّز و انتى مالك إحلويتى ليه كده ؟ كنتى حاجه كده وهم
همسه دفنت راسها على صدره و مارد غمزله من جنبهم و همس لأبوه بشفايفه من غير ما يطلّع صوت : انا كده إتطمنت عليك
مراد إبتسمله و بص على همسه اللى ف حضنه و غمزله.

مازن راح عليهم حضن مارد : مبروك يا عم المارد
مارد حضنه بحب : عقبالك يا مُز
مازن بصوت عالى بص على ليليان : يااارب
مراد بصّله بحده و هو راح عليه حضنه : مبروك يا ميكس
مراد رفع حاجبه : مش هقولك عقبالك.

مازن بص على ليليان و ابتسم بلمعه : بس انا هقولك عقبال باربى
مراد مسك وشه دوّره ناحيته : ليليان مش هتتجوز
الكل ضحك عشان ده موقفه من و هى صغيره و همسه بصّتله بصدمه : انت عايز تقعّدها جنبك ؟
مراد بحده : اه
مازن رجع بص لليليان تانى : يا سيدى ربنا يوعدها بواحد يتحمل جنانك
مراد مسكه جامد من وشه لفّه ناحيته : و انا قولت مش هتتجوز
مهاب ضحك بصوت عالى : ما تعقل يا جدع.

مراد بحده : بنتى و ملحقتش اشبع منها و مش هجوّزها .. هخليها جنبى ...حد عنده اعتراض .. حد له حاجه اصلا
مازن همس لمهاب : هو مراد إتجنن ؟
مهاب كتم ضحكته : هو مجنون لوحده .. ابعد عنه ليطلّع جنانه عليك
مازن بضيق : لا مش هبعد .. ده انا ما صدقت اقرب
مهاب بصّله و بص لمكان ما بيبص لقى ليليان ف غمزله : ده بجد بقا ؟
مازن بصّلها بعشق : يعنى انت مش عارف ؟

مهاب : انا قولت ده كان شغل عيال
مازن ابتسم بحب : و اهو اتقلب بجد
مهاب لسه هيتكلم لمح مراد اللى بيبصّلهم بحده و بيراقب حركه شفايفهم ف ضحك اوى لمازن : يبقا ربنا يعينك ع المجنون ده
مازن بصّله بغيظ : لاء ده انا اجن منه
مراد بصّله بحده و بص ل ليليان و فتحلها حضنه و ابتسم و هى راحت عليه حضنته و قعدت جنبه و هو بصّله بتحدى كآنه بيقوله جدع خدها منى.

و مازن بصّله بعِند كأنه بيقوله هنشوف
قطع نظراتهم دى مهاب اللى ابتسم لغرام اما حس إنها بتبص بكسره ل ليليان على حب أبوها لها
مهاب شاورلها و هى قامت بسرعه جنبه ف لف دراعه حوالين كتفها : قوليلى بقا الواد ده عمل فيكى ايه جننك كده ؟ يعنى ملاحظ إنه مش رومانسى للدرجه اللى تهبلك دى
غرام : طب و ده عيب ؟ مش يمكن ده اللى عجبنى
مازن ضحك : اول واحده اشوفها تحب واحد عشان مش رومانسى.

غرام ابتسمت : طبعا .. ليه ارتبط بواحد رومانسى يقولى بحبك 370 مرة فى الدقيقة لما ممكن ارتبط بواحد زى مراد يضحكنى 450 مرة في الثانية
ليه ارتبط بواحد رومانسى يجبلى ورد ودباديب لما ممكن ارتبط بواحد زى مراد يجبلى بيتزا و شاورما
ليه ارتبط بواحد يقعّدنى فى البيت زى الاباجوره لما ممكن ارتبط بواحد يقعّدنى معاه على القهوة.

ليه ارتبط بواحد يقيم عليا الحد لو عرف ان ليا زميل دراسه او شغل لما ممكن ارتبط بواحد زى مراد يعرّفنى على كل صحابه و مراتتهم و يدينى مساحة ثقه اتحرك فيها
ليه ارتبط بواحد شايف إنى مينفعش احلم بحاجة غيره لما ممكن ارتبط بواحد يحققلى احلامى حتى لو هو مش فيها
ليه ارتبط بواحد لما اقوله مخنوقة يقولى طب عشانى .. لما ممكن ارتبط بمراد اللى بيدينى حل بجد ونهائى لاى حاجه بقع فيها

ليه اربط حياتى بحياة واحد تافه اصلا .. لما ممكن اربط حياتى بواحد زى مراد عاقل عارف امتى يبقى تافه
أبوها ابتسم اوى : ربنا يخليكوا لبعض
و مراد أبوه غمز لمارد اللى إتسمله و ابتسملها ..
مراد قام مره واحده همس ل دى جى و راح ناحية همسه شدها بحماس و طلع ع الاستيدج
و بص وراه إتحدفله مايك و ابتدى يتجنن مع المزيكا بصوته و همسته ف حضنه بتدندن معاه و المايك بينهم :

وحشتني .. عدد نجوم السما.
وحشتني .. عدد كلام الهوى
وحشتني .. في كل يوم إنما .. إنما ..
وحشتني .. أكتر وأكتر .. واحنا سوا
تعالي نخلّي الحلم حقيقة .. تعالي .. تعالي
تعالي نعوّض كل دقيقة .. تعالي تعالي
من خوفي لبكرة يفرّقنا .. واحنا يا روح قلبي ما صدقنا
اشتقتلي .. ورجعتلي .. وقولتلي .. وحشتني.

مارد بص لمهاب بحب و رجع بص على غرام و مهاب فهمه ف بعتله بوسه ف الهوا و غمزله
مارد اخد اشاره منه و شد غرام و طلع بيها ع الاستيدج مع أبوه و همسته و شاور للدى جى حدفله مايك و الكل اتجنن ف دوشه لذيذه :

ليالي .. ليالي .. ليالي .. ما فارقتش ثانية حبيبي خيالي
بستني الفرحة وبستناك .. وبغني وأنا بحلم بلقاك
الله علي لقي الحبيب .. بعد الغياب ..
حلاوته بتخلّي الهوي .. يرجع شباب
الله .. الله.

تعالي نخلّي الحلم حقيقة .. تعالي .. تعالي
تعالي نعوّض كل دقيقة .. تعالي تعالي
من خوفي لبكرة يفرقنا .. واحنا يا روح قلبي ما صدقنا
اشتقتلي .. ورجعتلي .. وقولتلي .. وحشتني

مراد برغم حالة الجنون اللى كانت مسيطره عليه و إندماجه مع همسته بس كانت عينيه على ليليان ..
لمح مازن بيبصّلها و هيقوم و قبل ما يقرّب منها كان مراد سبقه .. اخد ليليان من ايديها ف حضنه و قبل ما يطلع ع الاستيدج بص بحده لمازن و اخدها ف حضنه و ابتدوا يرقصوا بجنان :
يا قمر .. يا سهر ..
يا قمر يا سهر .. يا سهر يا قمر
راجعين راجعين ..
راجعين بحنين .. بحنين كل العاشقين راجعين
اسهروا .. ونوّروا .. ليالينا .. ده الشوق ياما دوّب فينا
ربنا يوعدنا ويسعدنا .. ولا تخلص أبدا مواعيدنا.

ونقول لبكرة يستني .. ونقول لبعده ابعد عنا
تعالي نخلّي الحلم حقيقة .. تعالي .. تعالي
تعالي نعوض كل دقيقة .. تعالي تعالي
من خوفي لبكرة يفرّقنا .. واحنا يا روح قلبي ما صدقنا
اشتقتلي .. ورجعتلي .. وقولتلي .. وحشتني.

الكل كان مبسوط .. و الفرحه كانت مجننه الكل .. اتعشوا و اخدوا سهرتهم و روحوا ..
قضّوا يومين بعدها رجعوا القاهره
الحياه إبتدت تستقر نوعا ما بين مراد و همسته .. كان فى حاجز بينهم اسمه الخوف و ف اللى حصل و حماية مرادها لها ساعة البلطجيه إتفتفت الحاجز ده مش بس اتكسر
و إتولد بينهم شئ من الثقه بيكبر شويه شويه

مراد مسك القضيه مع مارد و إبتدوا يشتغلوا عليها بإيد من حديد خاصة فريق مراد اللى صمم يشاركه زائد صحاب مارد و الكل متحمس

مهاب قاعد كاتم ضحكته بالعافيه و مازن جنبه كاتم غيظه بردوا بالعافيه
مراد قدامهم بيعمل قهوه ببرود بس ملامحه جامده .. فاهم جايين ليه ف بيبصلهم بحده

مهاب همس لمازن جنبه : الجواب باين من عنوانه .. انا بقول اخلع
مازن بغيظ : لاء اخلع ايه ؟ انا يا قاتل يا مقتول الليله دى
مراد بحده : يبقا إتشاهد على روحك يا ابن مهاب
مازن بغيظ : يا اخى بتسمع من قفاك ؟
مراد بجمود : ما تتذاكاش ع اللى علّمك
مازن قام بإستعطاف : انا اقدر ده انت
مراد بحده : مكانك.

مازن : اسمع بس
مراد بجمود : مكانك
مهاب شد مازن جنبه و همسله : اقعد لاحسن ده مجنون و يحمّيك بالقهوه اللى ف إيده .. يخليك لا تنفع لجواز و لا لطلاق
مراد ببرود : عليك نوور .. ثم انت عايز تتجوز جايلى ليه ؟ مش هروح معاك عشان مش فاضيلك انت و أبوك
مازن ضحك بغيظ : لاء احنا خلاص روحنا
مراد بحده : نعمم؟

مهاب كتم ضحكته : بيقولك شكلنا هتطلع روحنا
مراد بصّله بحده و سكت .. فضلوا ساكتين كتير لحد ما مازن قام وقف بغيظ
مراد بصّله ببرود : ايه خلّصت انت و أبوك ؟ يلا بقا عشان بننام بدرى
مازن بغيظ : خلّصنا ايه هو انا قولت حاجه ؟
مراد ببرود : اما افضالك هبقى اقولك عشان متجيش
مهاب هنا ضحك بصوت عالى و شد مازن : يلا يخربييت أبوك ده صاحبى و عارفوه .. مجنون و ربنا
مازن بغيظ : لاء ماهو انا هتجوز يعنى هتجوز
مراد ببرود : طب ما تتجوز انا ماسكك ؟

مازن عوج بوقه لمهاب : طب اقوله ايه ده ؟
مهاب بخوف مصطنع : اوعى تقوله
مازن كز على سنانه و زق ابوه : انت مفيش منك فايده .. اركن
بص لمراد و وقف بتحدى و ابتسم غصب عنه : بص يا مراد من غير مقدمات كده
مراد بصوت عالى : من غير مقدمات ؟

مهاب شاور براسه اه و كتم ضحكته
مازن ابتسم : اه انا جاى اطلب منك ايد ليليان
مراد بصوت عالى جدا : نعممم ؟
مازن رجع خطوه : جاى اتجوز
مراد بحده : مين يتجوز مين ؟

مهاب مثّل الخوف و شاور على مازن : و ربنا هو
مازن زقّه بغيظ : يخربيييتك هدّيه
مراد بجديه : معنديش بنات للجواز
مهاب شد مازن بضحك : انا قولتله كده و ربنا
مازن بغيظ : امال ليليان دى لأيه ؟ للمخلل ؟
مراد ببرود : اه هخللها .. مش هجوّزها .. هقعّدها جنبى
مهاب ضحك اوى و مازن كز على سنانه : طب خللنى معاها و النبى ف برطمان واحد
مراد بحده : براا.

مهاب ضحك و شاور بصوباعه : طب
مراد بحده : و انت كمان برااا
مازن بغيظ : طب
مهاب شدّه و طلعوا على برا و هو هيقع من الضحك : يخربييت أبوك كلمه زياده و هيرفع علينا السلاح
مازن بغيظ : يعنى انا كنت عارف إنه مجنون .. لكن اهبل دى معنديش عنها فكره
مراد بصوت عالى من جوه : يلاا يا ابن الاهبل
مهاب ضحك بصوت عالى و مازن بص للباب المقفول بصدمه و غيظ .. مهاب شده و الاتنين مشيوا.

مراد قفل وراهم الباب بغيظ و نفخ : قال يتجوز بنتى قال ..
بيدوّر وشه لقى همسه واقفه بتبصّله بذهول
مراد رفع حاجبه : نعمم
همسه بصدمه : انت طردتهم ؟
مراد ببرود : هما اللى مستعجلين ف روّحوا
همسه على صدمتها : لاء انت قولتلهم برااا
مراد ببرود : امال هيروّحوا من جوه ؟

همسه رفعت حاجبها : انت عملت كده عشان مازن عايز يتجوز بنتك ؟
مراد بغيظ : مين ف الحمارين اللى كانوا هنا اللى قالك ؟
همسه لسه هترد : اا
مراد قاطعها بعِند : طب مفيش جواز .. هااا .. و يبقى يورينى
همسه بصدمه : لاء هما قالولى «نك مجنون بس مكنتش لسه شوفت
مراد بعِند : و شوفتى ؟ يلا بقا يا روحى اما تاخدى انتى كمان نصيبك من الجنان.

مراد ف حركه سريعه كان شايلها و طلع بيها على اوضته .. و إتجنن معاها ف ليله من ليالى الف ليله و ليله
و بعد وقت محدش فيهم عارفوه إستسلمت للنوم ف حضنه ..
همسه بصوت مبحوح من النوم : مراد انت كنت بتهرج مع مهاب و ابنه صح ؟
مراد إتصلّب ف رقدته : لاء
همسه إستغربت رد فعله ف رفعت وشها و شافت ملامحه جامده : ليه بس هو مازن يترفض ؟
مراد بحده : لا مازن و لا غيره
همسه بصّتله قوى : مراد انت بجد مش عايزها تتجوز ؟

مراد هز راسه و هى رفعت حاجبها بصدمه : و اشمعنا مارد ؟ ده انت من يوم ما قال يا جواز و انت قلبك بيتنطط من الفرحه
مراد اتنهد : مراد مش هيسبنى .. مهما بِعد متأكد إنى اول ما هشاورله هيجيلى جرى
همسه : طب ما هى ليليان بردوا
مراد بعصبيه هى إستغربتها : ليليان بردوا ايه ؟ ايش ضمّنى إنى اول ما هحتاجها هلاقيها .. هيبقا ليها بيت و ولاد و راجل غيرى .. حياه انا مش فيها .. و اخرج انا منها بقا.

همسه هنا إنفجرت من الضحك على غيرته و هو بصّلها بحده ف حطت إيديها على بوقها بس بتضحك من غير صوت
مراد اتنهد بضيق : انا ملحقتش اشبع من ولادى يا همسه .. ملحقتش .. بيوحشونى و هما معايا .. ف حضنى .. مابالك بقا اما يبعدوا عنى و كل واحد فيهم يبقاله بيت
انا بتعمّد اخلق لمراد اى شغله يخلّصها جنبى ف المكتب عشان اتحجج و يفضل قدام عينى
عينيا عايزه تشبع منه .. قلبى لسه مبردش .. ده بيولع اكتر.. بيحسسنى بمرارة اللى كنت عايشوه قبلهم.

يجى بسهوله كده ليليان تتجوز و تسيبنى .. و اشوفها كل فين و فين .. مش هقدر .. مش هعرف استحمل .. و الله ما هعرف
همسه بتلقائيه خدته ف حضنها و ضمّته اوى : انا معاك حبيبى
مراد صوته إترعش : و انا عايز ولادى معايا .. معايا و معاكى .. عايزهم ف حضنى .. انا بغير عليهم من اى حاجه يحبوها اكتر منى ف مابالك من حاجه تاخدهم منى

مارد كان خارج من اضته رايح لاوضة ليليان و معدّى سمع صوت أبوه عالى .. غصب عنه وقف ف سمعه
بعد ما كان هيدخل إتراجع و ابتسم بحب و همس بصوت واطى : و انا عمرى ماهحرمك منى ابداا .. ده انا ما صدقت لقيتك

ليليان كانت جوه ف اوضتها و سمعت شويه من كلامه و خمنت الباقى و إبتسمت اووى
عدّى اسبوع و اتنين و غيرهم .. مازن بيحاول مع مراد .. مره باللين و مره بالخناق و مره يبعتله و مره يكلمه و مراد لسه على موقفه..

مراد شغال مع مارد على قضيه عاصم لحد ما اتحدد اجتماع و منه إتحددت ساعه الصفر لاقتحام المنظمه اللى تبعها عاصم و السيطره ع النفق اللى بدايته ف تل ابيب و اخره ع الحدود ف سينا
اجتماع كبير لرئيس اداره الجهاز و مدير المخابرات و مجموعه من اكبر القيادات المشاركين ف القضيه منهم يحيي و مهاب و مراد و محمد و اللى كانوا من بدايتهم فريق واحد و الحكايه ابتدت من عندهم
شويه و الباب خبط و دخل المااارد و معاه فريقه اللى شغال معاه من البدايه ع القضيه مصطفى و اسر و عمار و محمد و ايوب و مراد ابوه جمّع فريقه مازن و رؤيه و كريم و منى و باسم و حمزه
الكل قعد بترقّب و ثوانى و الشاشه نوّرت قدامهم و ابتدى المارد يشرح من نقطة الصفر.

من لحظة ما دخل وسط المنظمه دى لحد ما خرج و شرح كل حاجه وصلها عنهم
مارد : عملنا حصر لكل الشركات اللى ظهرت و اتلمّعت بسرعه تحت رعايتهم و بأسمهم .. و اللى خدت وضعها و بعد كده ابتدت تغش شغلها و تضربه اللى هو مفهوش مجال لانه يبقا بالمستوى ده .. زى صناعه الطيارات .. زى صناعه السلاح .. زى صناعه المعدات الطبيه .. زى مصانع الادويه اللى بعد ما يفتحوها و تاخد وضعها يبتدوا يلعبوا ف الماده الفعاله فيها عشان تأذى .. زى الصيدليات اللى بقت مليانه ادويه فسدانه بتواريخ متعدّله.

قدرنا نحاصر كل ده و نحط إيدينا على كل ما يخصهم جوه البلد باللى تبعهم و اللى بيشغّلوهم لحسابهم
إتحطوا تحت المراقبه من ساعه تقريبا و اتحطوا ف قايمه الممنوعين من السفر كمان
لاننا بمجرد ما هناخد خطوه ناحية المنظمه هيدوهم اشاره و هما هيبتدوا يفلتوا ف ساعتها هيبقوا تحت عينينا و عاملين حسابنا انه ف نفس اللحظه يتكمش عليهم.

مازن : طب ليه ميتجابوش الاول ؟
مارد بهدوء : لان ساعتها لو حطيت إيدك عليهم الاول هما اللى هيدوا اشاره للمنظمه .. ساعتها هتتحرك المنظمه خطوات اسرع ناحيتنا .. و ده ف حد ذاته مش ف صالحنا
لازم خطواتنا ناحية الاتنين تبقا موازيه بعضها .. عشان محدش فيهم يتصرف
رؤيه : و عاصم و اللى معاه ماهر و نضال و غيرهم ؟ اكيد لازم معاد اقتحامك للمنظمه يكون يناسب وجودهم فيها و الا هيبقوا خارج السيطره
مارد شرد بغلّ : لا دى معمول حسابها اوى ..

مراد بصّله كتير و إترسمت على وشه ابتسامة غرور بفخر بيه رغم نوبة القلق اللى اتملّكت منه
مارد لاحظه و غمزله و مراد ابتسم
ابتدوا يوزّعوا الادوار و يقسّموا بعض مجموعات .. مجموعه بقيادة فريق مراد ابوه هتتوزع بدقّه على اصحاب شركاتهم و شغلهم هنا و هتقتحم اماكنهم و تجيبهم
و مجموعه بقيادة المارد بفريقه و دى اللى هتفتحم المنظمه و اللى اتدربت على اعلى مستوى
مارد بهدوء : التعامل بالقصف .. و على مراحل و على جانبين النفق .. طياره بقيادتى على بداية النفق من تل ابيب و طياره بقيادة مصطفى على اخر النفق ع الحدود

بعدها بوقت محسوب 15 دقيقه هيتحرك اسر بطياره لعندى و عمار بطياره لعند مصطفى ..
بعدها ب 10 دقايق هيتحرك حمزه بطياره لعند مصطفى و ايوب لعندى ..

مهاب بقلق : بس عشان تبقا عارف هيتعاملوا بعنف و غشم و لازم تبقا متوقع ده
مارد بثقه : عارفين و عاملين حسابنا
محمد : اكيد تعاملهم هيبقا بأسلحه لتدمير الطيران
مارد بهدوء : الناس اللى هتتحرك دى متدربه على دقة التحرك بالطياره و ازاى يتفادوا بيها الاصطدام بأى من انواع السلاح ده .. غير نوع الطيارات اللى هيُستخدَم هيبقا مضاد للتدمير الالى.

مراد تمتم بقلق : ربنا يستر
مارد بهدوء : و عشان نحجّم الخساير على قد ما نقدر ..
هنزرع قنابل ف اماكن معينه هناك .. قريبه من جانب النفق اللى واصل لتل ابيب .. اماكن كلها فعّاله و حيويه بالنسبالهم .. الوزاره السفاره بعض اماكن الداخليه و جوه معسكرات خاصه عندهم ..

عند عاصم ..
ماهر بصدمه : يعنى ايه يا عاصم ؟
عاصم حاول يدارى قلقه : متخافش عامل حسابه
ماهر : مش كل مره يا عاصم
عاصم : فولتلك متخافش
نضال : جاى تقول ان الناس تبعنا هناك بلغوك ان القضيه بتتقفل و.مش عايزنا نقلق ؟
علصم بغل : قولتلك عامل حسابى

مسك موبايل و اتصل
مراد ضحك بصوت عالى : لحق الخبر وصلك ؟ عادتك و لا هتشتريها ؟
عاصم : كويس انك عارف و لسه فاكر
مراد : خلينا نشوف
عاصم : لو باقى على عيلتك يبقا لازم تبقى على حياتى .. غير كده حتى لو جرالى حاجه هتلاقى اللى يدمرك و يدمر عيلتك
قبل ما مراد يرد كان عاصم قفل الخط و شويه و.عمل تليفون غامض حس بيه بإنتصار و قام مشى

عند مراد ..
حددوا الاقتحام بعد 24 ساعه بالظبط و بناءاً عليه الكل اخد اوامر بالتحرك للاماكن اللى هتبتدى من عندها دوره

مراد انشغل دقايق مع القيادات وسط القوات اللى هتتحرك معاهم و بيباشروا خطواتهم
فجأه اتملّكت منه نوبة قلق و قام بفزع بيتلفّت وسط الكل
مهاب قام وراه بقلق : فى ايه ؟
مراد صوته اترعش : مارد
مهاب بصّله قوى بعدها استوعب و الاتنين بعد تدوير اكتشفوا اختفاء المارد فجأه من وسط الكل !!
مراد بفزع : ...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة التاسعة والأربعون بقلم أسماء جمال


مراد لاحظ إختفاء المارد بغموض و إبتدوا يدوّروا عليه هو مهاب ..مهاب بصّ لمراد قوى و إستوعب هو ممكن يكون فين و ليه ف إبتسم و مراد إتحرك بسرعه لبرا خالص


 
مارد كان إنسحب من وسطهم بغموض و مصطفى بصّله قوى و حصّله و وراه اسر و عمار
مكنوش بيتكلموا بس تعاملهم بإشارة العين كان كافى عشان يفهموا بعض و لإنهم متفقين عن سابق
مراد لمحهم ف راح بسرعه ناحيتهم و مسك مارد بشده من دراعه : انت رايح فين ؟


 
مارد لسه هيتكلم لاحظ إيد أبوه اللى ماسكاه بتترعش خفيف و ده لإنه خايف عليه ف إبتسم من بين قلقه يطمنه : متقلقش هتعدّى على خير
مراد بحده : و لا إنشالله ما عدّت .. انا مش عايز غيرك و اديك رجعتلى بالسلامه يبقا سيب الباقى يتحرق و اذا كان ع الكلب ده
مارد قاطعه بجمود : لاء الكلب ده انا اللى هجيبه .. ده تار بايت و انا اللى هخده
مراد إتنفض بقلق من لهجة إبنه و مارد باس إيده اللى ماسكاه : ثق ف ربنا الاول و بعده فيا
مراد بقلق : انا حركتى معاك.


 
مارد بضيق : هنشغل بعض .. ثم انتوا القياده هتدّوا اوامر بالخطوات الجايه و احنا هنتحرك عليها
مراد بصّله بحده : انا مش هقعد على مكتبى و اسيبك وسط النار اللى من الاول انت إترميت فيها بسببى
مارد إتنهد بقلة حيله : طيب انا نازل اتمم ع القوات اللى هتتحرك مع كل فريق
مراد بصّله قوى و مارد غمزله : قولتك ثق فيا.


 
مارد سابه و خرج بحذر بعد ما إتطمن إنه مش وراه .. بعدها كلم مصطفى اللى خرجله و معاه اسر و عمار
إتحركوا لمكان طياره ع الحدود بأسامى مختلفه .. إتحرك بيها مارد لحد ما دخلوا روسيا .. مارد كان حاطط عاصم تحت مراقبته من الاول و محدد مكانه
عاصم كان عنده عِلم و اما وصله الخبر كلّم حد جهزله باخره ف جزيره و اقام فيها و بيدير شغله منها .. محاوطها بكذا باخره بحرس كتير فيهم.

مارد و اللى معاه وصلوا و مارد كان مرتب مع حد هناك مستنيهم إتحرك هو و مصطفى و عمار .. نزلوا بكل واحد ف شنطه على كتفه
وصلوا لمكان عاصم .. إتحركوا بحذر للمبنى اللى قصد الجزيره و الباخره و ده كان مقر إدارة مجموعة شركات عاصم و اعماله
ف حركة مكر كان مصطفى طلع البرج اللى جنب مبنى مجموعة الشركات و اسر وراه و عمار .. و منه دخلوا بمهاره للمجموعه دى و إبتدوا يزرعوا قنابل ف اماكن معينه ف المبنى
فصلوا الكهربا عن المكان خالص و بنفس الخفّه خرجوا .. مارد كان مستنيهم اول ما لمحهم خرجوا طلع موبايل تانى و شاور لعمار إدهوله
مارد بغلّ : اتصل على نضال خلّيه يخرج.


 
اسر : ماتسيبه جوه المبنى .. كده كده المبنى هينفجر باللى فيه
مارد بغلّ : ده بالذات عايزوه حى اكتر من عاصم
بصوله لإنهم مش عارفين تار مارد مع نضال و مارد نفخ : انجز
عمار إتصل على سكرترية المجموعه : ممكن توصّلينى بنضال بيه ؟
السكرتيره بعمليه : نضال بيه عنده اجتماع مينفعش ادخله
عمار بمكر : براحتك بس لو عرف إنى حاولت اوصله و انتى منعتينى مش هقولك ع اللى ممكن يعمله فيكى
السكرتيره بقلق : طب ممكن اعرف هقوله مين عايزوه ؟


 
عمار بخبث : قوليله بس حد تبع الجوازات ف المطار عايزك ضرورى
السكرتيره سابته ع التليفون و دخلت لنضال بلّغته اللى خرج بضيق
نضال بغضب : عايز ايه يا حيوان انت ؟
عمار بمكر : حضرتك كنت مدينا تعليمات عن كذا حد لو دخلوا البلد نبلغك
نضال بقلق : و بعدين ؟
عمار : فى واحد لسه واصل المطار هنا من ساعه و رغم ان إسمه مش ف الليسته اللى إديتهالنا بس قدرنا نتعرف عليه من شكله من الصور اللى سيبتهالنا
نضال بترقّب : مين ؟

عمار كتم ضحكته : المقدم مراد العصامى او مارد
نضال إتنفض : واصل من ساعه و لسه فاكر تقولى ؟ اقفل يا حيوان
قفل معاه و بسرعه نزل و خرج من المجموعه ركب عربيته و يدوب إتحرك مسافه و ظهرله المارد قدامه زى الوحش .. ضرب نار على عجل العربيه لفّت حوالين نفسها و وقفت
قبل ما ياخد اى رد فعل كان منقضّ عليه بغلّ .. فتح العربيه و مسكه من رقبته و نزل ضرب فيه .. بعدها كتّفه و اخده ع العربيه بتاعته حدفه فيها و شاور لمصطفى و اللى معاه كانوا خلصوا من الحراسه اللى كانت معاه.

رجعوا مكانهم بالعربيه قريب من عاصم .. مارد إدى الريموت كنترول الخاص بالمتفجّرات اللى حطوها لأسر
مارد بجديه : 20 دقيقه بالظبط و إتعامل
اسر بترقب : و لو انت مخرجتش قبل العشرين دقيقه ؟
مارد بجمود : يبقا ساعتها معرفتش اخرج بيها و ده معناه ان هو اللى غلبنى و ساعتها إتعامل و فجّر المكان
اسر بقلق : بس
مارد بحده : إخلص
اسر هز راسه بقلق و مارد سابهم و إبتدى يتحرك بحذر ناحية المايه .. اخد شنطه على كتفه فيها كل اللى ممكن يحتاجه و نزل بخفّه للمايه ..
ثوانى و لمح مصطفى معاه ف المايه ..
مارد لسه هيعترض مصطفى بحده : انت فاكرنى هسيبك ؟ اخلص.

مارد إتحرك بنفاذ صبر و مصطفى وراه ف المايه .. كان عامل إستعداده نزل لتحت اوى على بُعد من الباخره و إبتدوا يتحركوا ناحية الباخره من تحت المايه لحد ما وصلولها ..
القنابل اللى معاهم كانوا عاملين حسابهم تبقا ضد المايه .. عنقوديه .. ده غير إنه مأمّنها جوه شنطته بحيث للإحتياط متوصلهاش المايه
مارد إتعلّق بقاع الباخره اللى فيها عاصم .. إتنقل بحذر تحت المايه و بمهاره قدر منها يوصل لبواخر الحراسه اللى حواليها و إبتدى يزرع القنابل دى ف اجزاء منها
بحيث متنفجرش كلها مره واحده ..البواخر الموجوده بالحراسه حواليه تنفجر الاول و على مراحل و بعدها باخرة عاصم يكون هو إتصرف
ظبط كل حاجه خلال عشرين دقيقه زى ما إتفق مع اسر و رجع ف المايه و إتحرك لبعيد جدا عنهم إنتظر ثوانى.

اسر برا بص فساعته بقلق و إتعامل مع متحكمات القنابل اللى معاه و ثوانى و كان طالع صوت إنفجار زى الصاعقه ..
و دقايق و وراه صوت تانى من مكان تانى و وراه تانى ..

الصوت الاول كان من مبنى إدارة الشركات و اللى عليه إنتبه عاصم بالحراسه و قبل ما يتحركوا كان جاه الصوت التانى بس من بواخر الحراسه اللى حواليه و اللى إبتدت تنفجر واحده ورا التانيه
عاصم إستوعب بس لسه مش عارف يحتوى الموقف لمجرد الحراسه اللى بتقع شويه شويه لحد ما إتدمرت

هنا إتحرك المارد و وراه مصطفى من تحت المايه من تانى لحد الباخره .. إتعلق فيها و طلع عليها
عاصم مكنش لسه عرف اصلا هيعمل ايه .. ظهر المارد و غلّ الدنيا كله على وشه و إنقض عليه .. غل بيقول انا يا قاتل يا قاتل و لا يمكن ابدا هكون المرادى مقتول و لا حتى مهزوم ..

إشتبكوا و عشان عاصم كان متطمن لوجود الحراسه حواليه مكنش معاه سلاح شخصى قريب منه و قبل ما يوصل لسلاح كان مارد اسرع و إنقض عليه
مسكه بعنف من رقبته و بكل قهرة و غلّ السنين اللى فاتت كان بيضرب فيه
كانوا بيتعاملوا بالسلاح ناحية الباقى من الحراسه إنما مع عاصم كانوا بيضربوا بالإيد لإن مارد قاله عايزوه حى

دمّروا الباقى من الحراسه على بُعد منهم و مارد هنا مسك عاصم كتّفه تماما .. بعدها بص ف وشه بغلّ و تف عليه
مارد بغلّ : عارف انا كنت هخدّرك لحد ما ارجع بيك بس لاء ده رحمه بيك و انا مش ربنا عشان ارحمك .. انا هسيبك تنازع كده زى الكلب لحد ما نرجع
مارد أخده متكتف و خرجوا بيه خالص لحد ما وصلوا عند اسر و عمار برا
اسر كان جاهز و اول ما مارد ظهر من بعيد إتحركوا ناحيته أخدوه منه ..حدفوه ف العربيه و بسرعة البرق إتحركوا و خرجوا من المكان كله
وصلوا لمكان متفقين عليه و منه إتحركوا برا روسيا خالص و رجعوا ع البلد

مصطفى : هنحط الكلاب دى فين لحد ما المهمه تخلص ؟
مارد بمكر : لاء دى سيبها عليا متشغيلش بالك انت
مارد اخد عاصم و نضال و إتحرك بالعربيه لحد ما وصل على شقة أبوه القديمه .. اللى إبتدت من جواها الحكايه ..فتح و حدفهم بكل قوته
مارد بغلّ : مش قولتلك انا مش زى أبويا .. انا اوسخ من اللى خلّفوا كلب زيك .. فوقلى بقا كده عشان جاه وقت الحساب و اوعى تعتبرنى ملك الموت لإنى قولتلك قبل كده يوم ماهتقع تحت إيدى هخلّى الموت حلم بالنسبالك .. بس تقدر تعتبرنى ملك الحساب.

عاصم بتلقائيه إنكمش على نفسه و هو متكتف و بصّله بترقّب
مارد قرّب عليه فكّه : انا مش هبقى وسخ زيك و اخدك غدر .. انا هفكك توقفلى قصادى و هبقى من غير سلاح كمان .. و يا اقتلك يا تقتلنى .. اعتقد مفيش احسن من كده عرض

عاصم إستنى اما مارد فكّه و ضمن حريته المزيفه و ضحك بصوت عالى يخبّى قلقه : طب حاسب لا تيجى تقتلنى اقتلك انا
مارد كان رد فعله عليه اسرع من إنه يتوقعه او يستوعبه .. ضربه ببوكس ف وشه و قبل ما يفوق كان وراه التانى و التالت و العاشر
مارد بشر : طب إسترجل كده و ورينى يلا
عاصم مكنش ف لياقته .. اه كان ظابط بس ركن على حراسته و اللى وراه ف مكنش قد إنه يقف قصد المارد
مارد كان غلّ الدنيا كله فيه .. كان بيضرب بإيد من حديد .. بس على الرغم من كده مكنش ضربه بشكل حيوي .. مكنش عايزوه يموت و لا ناوى على كده .. اللى ناوى يعمله فيه اكبر من الموت.

عاصم بنهجان : نتفاهم
مارد ضحك بغلّ : ماحنا هنتفاهم متستعجلش بس انت قول يااب
مارد بيتكلم و كل حرف بضربه
عاصم وشه كله بقا دم و إبتدى يدوخ ..
مارد لاحظه ف ضحك : لاء فوقلى كده احنا لسه بنبتدى
عاصم بخوف بيداريه : لو قتلتنى ورايا ناس مش هيسبوك
مارد ضحك بمكر : لاء اللى وراك دول بقوا عايزين اللى ينجدهم اصلا منى .. ثم مين اللى قال إنى هموّتك ؟ انا قولت كده ؟
كنت قولتلك يوم ما هتقع تحت إيدى هخلّى الموت حلم بالنسبالك .. تفتكر بقا إنى ممكن احققلك حلمك بسهوله كده ؟

عاصم بصّله بخوف معرفش هنا يداريه و مارد ضحك بصوته كله : لاء لاء محبكش و انت كده .. انا عايزك زى مانت .. كلب بيهبّش عشان استمتع باللى هعمله فيك
عاصم بمحايله : انا الخلاف كان بينى و بين أبوك من الاول اطلع انت منها
مارد ضحك : إحمد ربنا إنك وقعت معايا انا و إيدى سبقت إيد أبويا .. لا احسن انت مش قد الغول
عاصم كان حاطط ف دماغه شئ واحد بس .. و هو ان همسه إتجوزت من مراد بعد طلاقها منه بتلات شهور بس يبقا مراد كان عينه عليها و هى مراته و خانه او هى اللى خانته ..

عاصم بغلّ : أبوك اللى إبتدى
مارد ضربه برجله بعنف : إبتدى انتهى ده حساب بينكوا و مش هحرمك من شرف مقابلته و تصفّوه .. لكن دلوقت ده حسابى انا
مارد ضربه بعنف و كان بيزيد كل ما يفتكر منظر أمه و هى بتوّريله إيديها و بتقوله إنه بعد الحادثه حطها ف مستشفى امراض نفسيه و كانوا بيربطوها بسلاسل حديد ف السرير اما فاض بيها و حاولت تنتحر
منظر ليليان اما لقوها مدبوحه و عريانه ف شقتها كان بيزيد شراسته.

كلام أبوه بيرن ف ودانه و هو بيحكيله اللى حصل من الاول و قهرته السنين دى كلها عليهم
منظره و هو عريان و مرمى ف الشارع بعد الاغتصاب كان بيثير جنونه
مارد بغلّ : عندى ليك عرض عارف إنك مكنتش تحلم بيه .. بس ورينى بقا .. هسيبك هنا و اكلم الكلب اللى هرّبك بعد ما إتورّطت ف شغلك هنا .. و يا يلحقك يا يبقا وقعت تحت ضرسى .. ان لحقك و هرّبك تانى يبقا العيب كان فينا احنا بقا و نستاهل اللى حصلنا .. إنما لو محدش لحقك يبقا انت اللى تستاهل.

مارد مسك موبايله و كلّم ماهر و شاور لعاصم يتكلم
عاصم حاول يبقا ثابت : مااهر إلحقنى .. لازم تخرّجنى برا البلد .. فاهم
ماهر بإستغراب : بلد ايه ؟ انت فين اصلا ؟
عاصم بغضب : انا ف مصر
ماهر بذهول : و ايه اللى ودّاك زفت ؟ انت مش عارف المصيبه اللى احنا فيها ؟ المجموعه إتفجّرت و.

عاصم بنفاذ صبر : إخلص يا بنى ادم .. خرّجنى من هنا
ماهر : انت فين بالظبط ؟
عاصم بغلّ : انا ف شقة ... شقة مراد العصامى ف (..)
ماهر لسه هيتكلم عاصم قاطعه بغيظ : إخلص يا غبى انت بتحقق معايا ؟

مارد قفل و رفع إيده الاتنين لفوق : اظن مفيش اكرم من كده بقا
مارد سابه و عاصم إبتدى يتولد جواه امل إنه ممكن يخرج بس مش مستريح لمكر المارد .. هيسيبه بسهوله كده ؟!

مارد راح على معسكرات التدريب اللى بتتجهّز منها القوات و العساكر اللى هتشارك ف المهمه
دخل بهيبه و على وشه إبتسامة مكر .. أبوه كان واقف وسط الكل بقلق و مهاب و يحيي معاه و الكل
يحيي شافه ف إندفع من وسطهم ناحيته : انت كنت فين يا زفت انت ؟ انت مش عارف حجم الليله اللى احنا فيها ؟

مارد إبتسم بثقه : متقلقش
مراد إتنهد براحه و قبل ما يروح ناحيته مارد سبقه لعنده و ميّل باس إيده قوى و همسله : انا كويس متقلقش
مراد مسك وشه بإيده و بص ف عينيه قوى و إبتسم : ابن أبوك انت
مارد غمزله و طبطب على كتفه بحب و مشى .. نزل وسط القوات و إبتدى يتحرك وسطهم بحماس ..مراد من وقت للتانى بيبصّله بحب ..
مارد إنسحب من وسطهم بغموض و راح ع الشقه اللى فيها عاصم
وقف تحت العماره و دقايق و وصل عربيه نزل منها مجموعه شباب ملثّمين
مارد بمكر : فهمتوا هتعملوا ايه ؟

هزّوا راسهم و مارد شاورلهم على فوق
طلعوا و عشان يسبكوا الدور ضربوا كذا طلقه ف الهوا و بعدها كسروا الباب و دخلوا
لقوا عاصم متكتّف و عريان .. فكّوه و غطوه و بيتحركوا بيه على برا
عاصم بقلق : انتوا تبع ماهر صح ؟
واحد منهم هز راسه : اه باعتنا نخرّجك.

عاصم بغلّ : طب يلا بسرعه من هنا قبل ما ابن الكلب ده يجي
مارد كان تحت سامعهم من المراقبه اللى حاططهاله ف كزّ على سنانه بغلّ : طب و حياة أمك تستاهل
عاصم اللى طلعوله أخدوه بمكر و نزلوا حطّوه ف عربيه و إتحركوا لحد ما وصلوا لمكان غامض
و هنا عاصم إتفزع : انتوا إتجننتوا ؟ جايبينى فين ؟ انتوا يا

قبل ما يكمّل كانوا حدفوا على وشه مخدر و غاب عن الوعى
كتّفوه بحيث يعرفوا يحطوه ف شنطه هاند باج و فعلا حطوه و وقفوا
و هنا وقف المارد بعربيته و نزل منها و راح ناحيتهم
بصّ بخبث و ميّل ع الشنطه شالها على كتفه و دخل معتقلات الجهاز متخفى
كان متفق مع كذا حد تبعه هناك يسهّله الموضوع .. و فعلا قدر يدخل بيه مع إنشغال الكل بالإستعداد للقضيه.

إتفتحتله زنزانه و حدفه بعنف ف ركنها و وقف بمكر و شاور لمصطفى دخله
مصطفى مسك حاجه ف إيده و رش منها على وش عاصم و ثوانى و إبتدى يفوق
عاصم إتنفض بفزع من المنظر حواليه : انا .. انا فين ؟ انتوا .. انت
مارد ضحك بصوته كله : ما قولتلك انا ملك الحساب
مارد إتحدف عليه بغلّ فكّه و من تانى إنقضّ عليه بعنف و إبتدى يضربه بعزم ما فيه
مارد بشر : انت هربت من هنا و انا كان لازم ارجّعك هنا .. ده ابسط حق لأبويا
و من تانى هدّيك نفس فرصتك.

مسك موبايله و إتصل على ماهر و قبل ما يفتح شاور لعاصم : قوله إنك إتقبض عليك و إنك هنا .. اعتقد إنك لسه فاكر المكان .. خلّيه يجى يخرّجك و نشوف
ماهر فتح و عاصم بينهج بصوت عالى : انت يا حيوااان
ماهر بغيظ : اصبر يا بنى ادم انت فاكرها سهله إنى
عاصم بهجوم : إخلص يا غبى .. إتقبض عليا و إتحبست فالزفت
ماهر بغيظ : كمان ؟ ما قولتلك يا عاصم ان
عاصم صوته إترعش بعنف : إخلللص
ماهر بضيق : حاضر.

مارد قفل و بصّله بمكر : اظن كده إديتك فرصه و دى التانيه .. قول يارب بس تصيب
شاور لكذا حد و خرج وقّفهم عالباب و سابهم
اخد عربيته و راح من تانى على مكان معسكرات التدريب .. مراد أبوه كان ملاحظه بيختفى و يرجع
مراد بقلق : انت بتروح فين ؟

مارد بهدوء : قولتلك متقلقش
مراد إبتسم و هز راسه و سكت .. عدّى كذا ساعه بعدها مارد مسك موبايله بغموض و بِعد شويه
مارد بغلّ : مصطفى خلّى العيال تدخل للبغل اللى عندك و تعمل زى ما قولتلهم .. مش عايز غلطه
مصطفى ضحك : انت قولت مش عايزوه يموت ؟ متأكد ؟ ده انت كده هتمّوته بدرى بدرى
مارد بغلّ : و انا حلفتله لا ادفّعه تمن كل لحظة خوف عيشناها بسببه .. سواء انا و لا أبويا و لا أمى و لا أختى
مصطفى : خلاص زى ما تشوف.

مارد : إنجز و كلمنى
مصطفى قفل معاه و شاور لكذا حد و إتحرك بيهم لجوه و قبل مايدخلوا لعاصم غطوا وشهم
دخل واحد منهم و شاورله على بوقه هسس و إتحرك براحه و رش مخدر على اللى مارد سايبهم حواليه و فكّه و أخده و خرج برا الزنزانه ..
وقفوا على بابها و إداله حاجه غطى بيها وشه و إبتدى يتحرك بيه بحذر لبرا
عاصم من لهوجته إنه يخلص من الكابوس ده نسى حتى يسأله إنه تبع حد من اللى وراه.

الراجل أخده و عشان مارد كان مرتب لكل حاجه و فى كذا حد بيساعده خرج بيه تانى بحذر زى ما دخل مع الترتيب مع صحابه اللى ساعدوه
خرج و دخّله عربيه و إتحرك بسرعه .. بسرعه اوى .. و قبل ما عاصم ينطق كان اللى معاه حدف على وشه مخدر و مشى بيه
وقف على جانب الطريق و مارد وقف قصاده بعربيته و نزل راح ناحيته
الراجل إداله مفاتيح العربيه و اخد العربيه اللى جاه فيها مارد و مشى و مارد ركب مكانه بعاصم و مشى بيه
مشى بسرعه جنونيه شوية وقت لحد ما وصل لمكان .. المكان ده ع الطريق الصحراوى لسكة الصعيد .. مكان الحادثه اللى عرفه من أبوه .. اللى حدفوا لأبوه الجثث فيه.

ركن و نزل و شد عاصم بغلّ حدفه على جانب الطريق ف الصحرا ع الرمله
مستناش يفوق و إبتدى يضرب فيه بغلّ لحد ما فاق
عاصم إتفزع من المنظر و إبتدى يفهم .. مارد مدهوش فرصه حتى يستوعب .. كان بيضرب بعزم ما فيه .. بمنتهى الغل
عاصم بيمسح وشه من الدم : هدّيك اللى عايزوه .. اللى تعوزه شاور عليه و يبقا تحت رجلك
مارد مسكّه بعنف وقّفه .. مسكه بإيد و بيضرب بالتانيه بوكس ورا التانى : اللى عايزوه بعمله بنفسى لنفسى .. مش انت اللى هتعملى .. و بردوا لسه معملتش اللى عايزوه.

مارد كان بيضرب بغلّ و بعدها شاور لحد معاه فتح عربيه و نزّل منها كذا كلب و سيّبهم عليه بس ماسك حرف السلسله لكل كلب بحيث يتحكم فيهم
إبتدوا ينهشوا فيه و كل ما يلاقيهم هيموّتوه يرجّعهم لحد ما مزّعوا جسمه بعنف و إبتدى ينزف و وقع ع الارض ينهج و بيغمى عليه
مارد شاورلهم دخلوا العربيه تانى و قرّب منه ضربه بعنف برجله كذا مره لحد ما فتّح عينيه تانى بتعب
مارد ربطه بسلاسل حديد و حدفه ع الطريق عريان و ساب معاه حراسه من غير ما يشوفهم
مارد بخبث : كده وصلت للتالته .. اظن بتعدّ معايا.

من غير ما يتكلم مسك موبايله و كلم ماهر و شاور لعاصم
عاصم خلاص بيفقد الامل بس بيوهم نفسه : مااهر انت فين إلحقنى
ماهر بغيظ : انا خلاص جهزت كل حاجه .. بس فى حاجه مش مظبوطه بس مش عارف ايه هى
عاصم صوته بيطلع بالعافيه : إخلص خرّجنى الاول من هنا بعدها اى حاجه تغور
ماهر بنفاذ صبر : طيب انا إديتهم مكانك و.

عاصم بسرعه : لالا انا مش هناك .. انا على طريق الاقصر ف (..)
ماهر حس ان فى حاجه غلط و تقريبا من خطوات تحركاته إبتدى يفهم : بتعمل ايه عندك و مين خرّجك ؟
عاصم بينهج : إخلللص
ماهر بتهتهه : طيب طيب
ماهر مستناش اما مارد يقفل و قفل هو.

مارد بص لعاصم ع الموبايل و ضحك بصوته كله : واضح جدا إنه هيببعك بس خلينا نديك التالته عشان ابقى كده عملت اللى عليا
مارد كان بيتكلم و هو ماشى ع العربيه .. ركب و مشى رجع على مكان شغله
إتحرك و بعد ما مشى إتصل على حد من اللى سابهم حواليه : محدش يقرّب منه و لا حد يخلّصه .. لو غاب عن عينيكوا لحظه مش فلت هقتلكوا .. كام ساعه و ترجعوا بيه عالشقه تانى و تدونى خبر.

مارد سابهم و رجع بنفس السرعه ع المعسكرات .. كان خلاص باقى ساعات قليله على معاد الإقتحام اللى حددوه
نزل وسط القوات و إبتدى يشتغل بجد .. كان بصفته اللى فاتح القضيه من الاول و ماسكها على طول شغلها كان هو المحرّك الفعّال لكل حاجه حواليه
إبتدى ينظّم القوات .. و يحدد اللى هيتجه ناحية رجال الاعمال التابعين للمنظمه جوه البلد بشركاتهم و يظبطهم على إشارة منه ف وقت معين
بعدها إبتدى يتابع تدريبات عمار و مصطفى و اسر و محمد و حمزه و ايوب و الناس اللى هتتحرك معاه بالطيارات .. إتأكد ان كل حاجه تمام
مراد معاه بيشتغل بس عينيه عليه لحد ما جات ساعة الصفر.

مراد حاول كتير معاه و مع القيادات الاعلى إنه يتحرك معاه طيران بس اقنعوه إنه و اللى معاه عشان ضبط الحركه و متابعة خطواتهم و لو حصل حاجه يعرفوا ينجدوهم من عنده.

مراد حاول مع المارد يتحرك بداله بس قدام عِناده فشل
إتنهد بقلق عليه .. قلق اب إتحرم طول عمره من إبنه
مارد قبل ما يتحرك راح لمراد و من غير مايديله فرصه للكلام همس ف ودنه :
لو مرجعتش روح شقتك القديمه .. و إقضى ع الكابوس اللى إبتدى من عندها
مراد قبل ما حتى يستوعب الكلام مارد باس إيده بهدوء و مشى
مراد هنا فهم اللى عمله بس مكنش في وقت لحاجه ف سكت بقلق و إبتدى يتابعه.

قبل لحظة الاقتحام بوقت محسوب بالدقيقه إتحرك المارد ناحية الهيلوكبتر و معاه مصطفى و اسر و عمار و محمد .. وصلوا ع الحدود و منه دخلوا تل ابيب بمهاره.

مراد كان موزّعهم على اماكن معينه حسب خطته .. إداهم إشاره و هما إبتدوا يتحركوا ليها و بالفعل إبتدوا يزرعوا القنابل اللى معاهم ف الامكان اللى إتحددتلهم و اللى كانت من اكبر الاماكن هناك زى ما إتفقوا
زى اماكن السلاح و اكبر مقرات تدريباتهم العسكرىه و غيرها و غيرها
عشان يشغلهم لحظة ضرب المنظّمه اللى بدايتها من عندهم ..
خلّصوا و بإشاره من كل واحد فيهم للتانى فهموا ان كل واحد خلّص دوره بمهاره.

رجعوا بنفس الطريقه على برج و منه ع الهيلكوبتر تانى .. سابوا مارد اللى دوره هيبتدى من هناك و رجعوا
رجعوا ع الحدود و إدّوا إشارة التمام للقياده .. بعدها بدقايق محسوبه مصطفى كان جاه دوره
إتحرك ناحية الهيلكوبتر المجهّزه له و تمم على إستعداداته و اللى يلزمه جواها .. بعدها ركب و إتجه ناحية نقطة بداية النفق و اللى اتحددت بدقه.

إدّوا إشاره لمارد اللى هيتعامل ف نفس اللحظه مع مصطفى ..
بعدها فريق مراد مازن بفريقه و رؤيه زيّه و الباقى كل واحد بفريقه أخدوا إشارة التحرك ف نفس اللحظه .. و إبتدوا يتحركوا ناحية العناصر المطلوبه و يحاصروهم بشركاتهم و ساعات و كان الكل وقع تحت إيديهم.

مصطفى وصل مكانه و وجّه اول قصف ناحية النفق من نهايته اللى ف سينا ف نفس اللحظه اللى كان المارد اخد نفس الخطوه من بدايته
النفق ده كان تحت الارض عباره عن مكاتب لأكبر عناصر إرهابيه محرّكه للفساد اللى بيتم بإسمهم برا
اجهزة تجسس و معسكرات سرّيه لرجالتهم اللى بينفّذولهم و اجهزه عليها شغلهم و كل حد تابع ليهم بيتحركوا من خلاله ينفّذوا مخططاتهم
بمجرد ما إنضربت اول ضربه بالطياره من عند المارد و من الناحيه التانيه من عند مصطفى .. الصوت هز المكان و الكل إتفزع.

ف نفس الوقت اللى فعّلوا القنابل اللى زرعوها جوه البلد عندهم و إبتدت تنفجر بشكل متسلسل عشان تشغلهم عن الوضع و بالتالى معرفوش يستنجدوا بحد
إبتدى الكل جوه النفق يتحرك بسرعه .. المكان كان ملغّم بأنواع السلاح اللى بيتدرّبوا بيها و بيستخدموها ف مخططاتهم و فالظروف اللى زى دى
إبتدت تتحرك قواتهم من جوه بإستخدام صواريخ لقصف الطيارات دى و ضربها و اللى رصدوها من جوه عن طريق كاميرات ضوئيه
الطيارات اللى كانت فيها المارد و مصطفى و الباقى اللى هتْستَخدم ف العمليه مُجهَزه ان يبقا فيها أجهزة تفادي الصدمات من نوع TCAS ..
و بمجرد ما يقرّب اى صاروخ من الطياره دى يقوم نظام الطيار الآلي بإشعار الطيار بوجود جسم صلب هيقتحم الطياره و منها يتفادى الإصطدام بمهاره ..

القياده من جوه المعسكرات كانوا بيتابعوا الوضع بالكاميرات الضوئية العادية وكاميرات الأشعة تحت الحمراء والرادار .. و اى شئ غريب او مش ملحوظ من الطيار
كانوا بينبئوه و يرسلوا عن طريق نظام الطيران الآلي المعلومات دى و هو كمان بنفس الطريقه يقدر يستنجد بيهم تحت اى ظرف.

بعتوا إشارات لطيارة المارد إنهم من جوه النفق إبتدوا يقصفوا ناحية الطياره لتدميرها و هو عن طريق اجهزة TCAS إبتدى يتفادى ضربهم زى ما إتدرب و مصطفى زيه ..
دقايق و إتحرك اسر بهيلوكبتر لمكان المارد و عمار لمكان مصطفى و إبتدوا يضربوا بنفس القوه
كان القصف متبادل من الجهتين .. بس العمليه كان مترتبلها كويس و متدربين زائد تقنيات الطيارات ف كانوا بيتفادوا

عدّى وقت كبير عليهم ف نفس الوضع .. و كل ما الوقت بيعدّى بيسيطروا ع الوضع اكتر لحد ما المنظمه إبتدت تقع متدمره
كل اللى جواها بينازعوا بأخر ما فيهم بس محدش ف إمكانه حتى يتحرك
ف لحظة صدمه إتوجّه صاروخ ناحية طيارة المارد.

مراد مع القياده متابعين الوضع بأجهزة الإستشعار و الرادر و بمجرد ما شافوا الوضع مراد إتجمّد مكانه
الدنيا بتلف بيه .. الطياره اللى فيها المارد على بُعد مسافه ملحوظه من القصف
إدّوا إشاره سريعه لأسر عن طريق إرسال الطيران الالى و اخد باله من الوضع.

إتحرك بطيارته بالقرب من مارد و هنا مارد فتح طيارته و إستخدم البارشوت و مستلزمات الهبوط الإضطرارى و إبتدى يخرج
كل ده مخدش ثوانى و كان مارد خرج و اسر فتح المنافذ الإضطراريه للهيلوكبتر تبعه و بمهاره و خفّه قدر المارد يتحرك عنده و دخل و منها قفل المنافذ و إبتدوا يتحركوا بعيد
ثوانى و كانت طياره المارد بتتدمر على بُعد منهم

اسر إتحرك بمارد لمكانه و إبتدوا يواصلوا القصف .. إدوا إشاره للقياده
هنا مراد كإنه كان محروم من الهوا و رجع يتنفس من تانى اما إتطمن
ايوب إتحرك بأوامر ناحية المارد و اسر .. و حمزه إتحرك زيه و الكل بياخد خطواته زى ما محسوبله
ساعات و ساعات بتعدّى لحد ما الوضع وقع تحت إيديهم و النفق إتدمّر بشكل نهائى

ف نفس الوقت كان كل اللى تبعهم جوه البلد إتقبض عليهم و شغلهم و مشاريعهم الواقعه بقت تحت إيديهم

مارد إتنهد بإرتياح للكابوس اللى بيخلص .. هبطوا بطياراتهم و نزلوا .. اخدوا اسلحه إحتياطى رشاشات و قنابل و إبتدوا يتحركوا لجوه النفق
كل حاجه متدمره .. مفيش حاجه للمقاومه .. مفيش حركه اصلا
كل الكهوف اللى حواليهم على بُعد و اللى تبعهم إبتدوا يخرجوا من اول الاقتحام و منهم اللى إتخفّوا .. خرجوا بحذر و إبتدى الضرب بينهم لحد ما الكل وقع

القوات أخدت إشاره و إبتدت تتجه للمكان و يحاوطوه و يتعاملوا مع الوضع .. دخلوا النفق و إبتدوا ينقلوا كل اللى جواه حتى لو متدمر و يشيلوا اللى باقى من الجثث

هنا مراد مقدرش يستنى تانى و إتحرك معاهم .. وصل و اول ما لمح المارد راحله بلهفه
مارد كان إتصاب إصابات خفيفه من الاشتباك اللى بعد ما نزلوا بس ده مامنعهوش إنه يتنهد براحه لخلاص كل حاجه

مراد حضنه قوى بعيون مدمعه : انا كنت هموت
مارد ضمّه بحب : بعد الشر يا حبيبى
مراد رفع وشه و لسه هيتكلم لمح هدومه هو عليها دم .. بصّلها بذهول بعدها إنتبه بفزع لمارد و إنها اكيد منه
فتّش فيه بفزع و لمح إصاباته و من غير و لا كلمه شدّه بسرعه و إتحرك
قابلوا مهاب جاى عليهم و من وش مراد عرف ان فى حاجه ف قابلهم بقلق
مهاب بخوف : فى ايه ؟

مراد متكلمش .. مقدرش ينطق بس بص على مارد و صوته إتخنق فسكت
مهاب فهم و إتحرك معاهم .. كانوا واخدين معاهم اسعاف ..و اللى منها واقف بيتعامل مع الإصابات الخفيفه و منها بينقل للمستشفى العسكرى
مراد مستناش و اخده و إتحركوا ع المستشفى .. دخلوا و إبتدوا يتعاملوا مع إصاباته ..
شويه و وصل اسر و مصطفى و عمار و كتير من اللى كانوا معاه بإصاباتهم و دخلوا يتعالجوا.

ساعات بعدها خرج كل واحد فيهم بعد ما إتعالج و مع إصرارهم إتنقل الكل على غرفه واحده و الكل دخلهم
يحيي دخل و على وشه إبتسامة إنتصار .. قرّب من مارد حضنه اوى
يحيي بفخر : مبروك يا غول
مارد رفع إيده و إبتسم : لاء يا عم ربنا يحفظ الغول .. انا يدوب حته منه
يحيي بص وراه لمراد و إبتسم : لاء مانت بقيت نسخه منه
مارد قام و وقف ورا أبوه و حضنه اوى : طب و هو انا اطول ؟

أبوه ابتسم بغرور و لفّه جنبه و لف دراعه على كتفه : ربنا ما يحرمنى منك
يحيي إبتسم : يااب
مارد رفع حاجبه ليحيي : لاء انت لاء .. انت لمدة تلات سنين قدام مش عايز المح خيالك حتى .. لا شغل و لا عادى .. اوعى تفكر تشوفنى يا يحيي و إلا و حياة أبويا اطفش
الكل ضحك و يحيي بصّله بغيظ : هو مين اللى المفروض يقول لمين كده ؟
مارد رفع حاجبه : انا
يحيي بغيظ : طب لعلمك انت مرزوع هنا غصب عنك و معتش القرار بتاعك و ابقى ورينى هترجع شغلك برا ازاى
مارد بتحدى : و ده مين اللى قال كده ان شاء الله ؟

يحيى ضحك بإستفزاز و شاور على مراد أبوه
مارد بص لأبوه و رفع حاجبه و رجع بص ليحيي بنص عين و يحيي هز راسه بإستفزاز اه
مارد حط إيده على راسه بغيظ : طب مش تقول كده يا رااجل .. اخلع انا بقا
يحيي ضحك بصوت عالى : انا بردوا بقول كده .. جيب ورا

مدير المخابرات دخل و معاه رئيس إدارة الجهاز و الكل إبتدى يهنّى بنجاح العمليه
مدير المخابرات غمز لمراد و بص لمارد : ايه يا سيادة المقدم خلاص كده معانا صح ؟
مارد لسه هيتكلم قاطعه رئيس الجهاز : لاء دى معدتش بمزاجه خاصة بعد تقرير يحيي عن العمليه بصفته المسئول الرسمى عنها
مارد بص ليحيي و رفع حاجبه بس متكلمش.

يحيي إبتسم باستفزاز و رئيس الجهاز غمز لمراد : يحيي كتب تقرير إنك خلال الفتره بتاع القضيه مسكت كذا قضيه مهمه ف البلد .. و عرفت كتير عن البلد من اسرار عسكريه و مداخل و مخارج و تدريباتك كلها كانت ف سينا ع الحدود يعنى نقطة مدخل مهم للبلد .. عشان كده مينفعش تخرج برا.

مارد بصوت عالى اوى : نعمممم ؟
الكل ضحك و مراد أبوه إبتسم لإنه فهم بس بصّلهم بتحدى : لاء ابن مراد العصامى ميتمنعش من السفر غصب عنه .. هيقعد بمزاجه ..و هيشتغل هنا بإرادته لكن اجبارى لااء
مارد بصّله بغيظ : انت بتقول ايه انت كمان ؟
مراد إتقدم خطوات و وقف قدامه : انت هتسيبنى يا مراد ؟ هتسيبنى تانى ؟
مارد حط إيده على وشه و مشّاها قوى : لاء مش كده .. بس .. بس
مهاب إبتسم : بس ايه يا مارد انت بجد عايز تبعد ؟

مارد سكت شويه : لاء بس انا درست هناك و إشتغلت و إتربيت و عيشت هناك .. و ليا كتير هناك ف هيصعب عليا اسيب كل ده بسهوله ..
مراد أبوه بلهحه ناشفه : و بعدين ؟
مارد بص للكل و رجع بص لأبوه : لاء بعدين ايه بقا ؟
مراد أبوه إتنهد : ماهو يا كده .. يا انت هتسيب هنا و ترجع شغلك و ساعتها انا كمان هسيب هنا و ابقى معاك حتى لو هعمل معاش مبكّر و اقعد خالص
مارد بذهول : معاش مبكر ؟ طب ليه؟

مراد إبتسم : عشان افضالك .. ماهو انا مش هسمح لإنك تبعد عنى تانى ..
مارد مسك إيده باسها قوى و حضنه جامد : و انا عمرى ما هرضى بكده ..
مراد إبتسم و ضمّه
مارد سكت شويه : بس انا ليا طلب
أبوه بصّله و رفع حاجبه : طب ما تقول شرط احسن
الكل ضحك و مارد ضحك اوى : لاء هو طلب و عشمان فيك.

مراد بصّله كتير و مارد إبتسم : عايز اتدرّب من اول و جديد .. بس على إيدك .. انت ماسك الدفعه الجديده بتدرّبهم .. انا قبل ما امضى معاهم هنا هنضم الكام شهر ف تدريبات الدفعه الجديده اللى هتدرّبها انت و اتشكّل من اول و جديد على ايدك
مراد أبوه بصّله كتير بذهول : انت عايز بعد اللى وصلتله تبدأ من اول و جديد ؟
مارد بفخر : و ماله طالما على إيدك ؟

مراد على ذهوله : ده انت جايلك ترقيه إستثنائيه عشان العمليه دى
مارد إبتسم : بردوا .. انا عايز ابقى تحت إيدك .. يا سيدى إعتبرنى برضى غرور قلبى بيك .. يعنى ينفع ابقى الوحيد اللى ابن مراد العصامى و الوحيد اللى مطلعتش من تحت إيده ؟
مراد أبوه إبتسم بغرور و اخد نَفس صوته عالى بفخر وسط الكل
مدير المخابرات : يبقا كده إتفقنا .. انا قولت مش هيجيبك إلا أبوك
الكل ضحك و خرجوا و مراد غمزله و من جواه مبسوط قوى
مهاب إبتسم : تمام كده بس اكيد ده بعد الفرح.

مارد إبتسم : بصراحه لاء .. هاخد شهرين التدريب عقبال ما كل حاجه تجهز
مراد بصّله بترقّب : انا هجهزلك كل حاجه بس شوف عايز تعيش فين و انا اعملك احسن فيلا هناك
مارد سكت كتير بس وشه إتغيّر : ربنا يسهل هنبقا نشوف

إنسحب من وسطهم ناحية الكل يتطمن عليهم و مراد لاحظه

شويه و وصلت همسه و ليليان و غرام و سليم و مراته و الكل عشان يتطمنوا
ليليان نطّت علي تؤمها حضنته قوى و إبتدت تعيط ف حضنه : اخيرااا الكابوس خلص
مارد إتنهد بصوت عالى و هو حاضنها : اخيرااا الكابوس خلص يا ليليان
سليم قرّب عليه حضنه بفخر : اهو انت كده ابن مراد بصحيح
مارد إبتسم بحب : و غير كده مكنتش هنفع؟

همسه حضنته اوى بدموع : زعلانه منك
مارد طبطب عليها ف حضنه : لو كنت قولتلك كنتى هتقلقى و تتوترى لحد ما نخلّص
همسه بضيق : بردوا
مارد باس راسها : المهم عدّت على خير
سليم : بيقولوا عاصم مكنش ف المنظمه لحظة الاقتحام
مهاب بصّله قوى و همسه إتنفضت برعب و بتلقائيه إتحركت ناحية مراد مسكت بعنف فصدره
مراد إبتسم اوى من حركتها و لف دراعه حواليها بتملّك و باس راسها
مراد بهدوء : ششش اهدى متقلقيش
مهاب بقلق : يعنى ايه ؟

مراد بصّله و إبتسم و بص لمارد و رجع بصّله و مهاب فهم و تقريبا سليم كمان و ده خلّى الكل إبتسم
مارد سكت كتير : طب اخلع انا بقا

سابهم و همسه مفهمتش ف بصّت لمراد و مراد إبتسم : قولتلك متقلقيش .. لا يلدغ المؤمن من جُحر مرتين
مهاب راح عليهم : انتى قلقانه ليه ؟ مش هنقع ف نفس الحفره مرتين
همسه هزت راسها و لسه ماسكه ف مراد
مهاب حط إيده حوالين غرام : بعدين احنا داخلين على فرح .. مش عايزين حاجه تعكر فرحتنا بقا
همسه إبتسمت لغرام : على رأيك
مراد إتنهد : هو بس يقولى عايز بيته فين و ازاى و انا اجهّزله كل حاجه
همسه رفعت راسها و بصّتله : بيت ايه ؟

مراد : بيته .. انا قولتله المكان اللى هيشاور عليه هو و غرام هجيبله احسن فيلا فيه
همسه بغيظ : انت قولتله كده ؟
مراد رفع حاجبه و هى نفخت بغيظ : عشان كده شكله إتضايق .. مراد عايز يعيش معانا فالبيت .. يتجوز و يقعد معانا هو و مراته
مراد إبتسم اووى بلهفه : هو اللى قالك كده و لا انتى اللى قولتيله ؟ يعنى هو اللى عايز ؟
همسه : ايوه طبعا هو اللى قال و مصمم كمان
مراد إبتسم : طب مقاليش ليه ؟

سابها و نادى على مارد اللى خرجله بسرعه
مراد رفع حاجبه : انت هتقعد معانا ف البيت ؟
مارد بص لأمه و حط إيده على شعره بعشوائيه
مراد إبتسم : طب مقولتليش ليه ؟
مارد : انا قولت اكيد متوقع ده .. انت ممكن تسيب كل حاجه عشانى حتى شغلك و انا هسيبك ؟

مراد إبتسم : بس انا عشان اعوّضك
مارد سكت كتير : و انا عشان محتاجلك .. و محتاجلك اوى كمان .. انا من غيرك و لا حاجه و لا هعرف اعمل حاجه اصلا .. عايزك ف كل اللى جاى .. محتاجك ف كل خطوه .. عايزك تتدخل ف كل حاجه تخصنى ..
حتى ولادى عايزك انت اللى تربيهم و تعلمهم و تكبّرهم و تطلّعهم من تحت إيدك .. و مش عشان تعوضنى لاء انا اللى هعوّضك بيهم و تعمل معاهم اللى القدر حرمك تعمله معايا.

غير إنى لسه ناقصنى كتير و انت اللى هتدهولى .. و ولادى معايا
مراد عينيه دمّعت اوى من فرحته و من غير مقدمات حضنه : و انا بكده اكون مش عايز حاجه تانيه .. يلا شوف عايز تغيّر ايه فالبيت و توضّبه ازاى و بردوا انا اللى هعملك
مارد إبتسم : لالا انا مش عايز تغيير .. انا مرتاح اوى كده
مراد بإصرار : لاء دى سيبها عليا بقا و انا هشوف البت دى عايزه ايه و هوضّبهولك
غرام باست إيده : ربنا ما يحرمنا منك.

مارد غمزلها و هى راحت بلهفه عليه : مبروك يا مارد قلبى
مارد إبتسم بعشق و باس إيديها : مبروك يا غرام المارد

ليليان برا بتتكلم ف الموبايل و مازن خرج عندها ف إبتسمت
فضل جنبها لحد ما قفلت : دى رضوى صاحبتى كانت بتقولى حمدالله على سلامة بابا و مارد
مازن غمزلها : طب انا ماليش حمد الله ع السلامه ؟
ليليان وشها احمّر اكتر و دوّرت وشها
مازن : بعشقك
ليليان غمضت عينيها مبتسمه و لفّت إدته ضهرها
مازن بهدوء لفّها ليه : ليليان قولى حاجه .. انتى مش عايزانى بجد و مراد رد بدالك ؟

مراد أبوها لاحظهم برا خرج بسرعه و قبل ما يعدّى الباب همسه لحقته شدّته
مراد بغيظ : عايزه ايه ؟
همسه رفعت حاجبها : رايح فين ؟
مراد بضيق : هشوف ليليان فين
همسه برخامه : انت عارف هى فين ف سيبها بقا مترخمش عليهم
مراد بغيظ : انا رخم ؟ طب مفيش جواز
همسه ضحكت اوى و لسه هيطلع سمع رد ليليان ف وقف مكانه و إبتسم اوووى.

ليليان إبتسمت برقّه : انا مقولتش كده و لا بابا كمان عايز كده على فكره
مازن بغيظ : امال ايه رخامه و خلاص ؟

مراد عند همسه كز على سنانه بغيظ : عجبك كده ؟ ده اللى بتدافعى عنه ؟ طب مفيييش جواز
همسه إنفحرت ف الضحك و هو مسك راسها ميّلها بغيظ

ليليان إبتسمت : أبويا و حبيبى و بيتشرّط .. حقه و لا مش من حقه ؟
مازن بسرعه : لالا مش من حقه ده ايه ؟ ده حقه و نص و حته.. ده كفايه إنه أبوكى .. ده يقعد و يحط رجل على رجل و يتشرّط و يتأمّر كمان
ليليان إبتسمت بهدوء : يبقا تستحمل كل اللى يقوله و عايزوه .. انا إتحرمت من أبويا طول عمرى ..
إتحرمت اصلا من دور الاب كمان .. يعنى حتى كل اللى حاولوا ياخدوا مكانه عندى عُمر ما حد فيهم عرف يبقا اب ليا .. محدش عملى قيمه زيه و لا إتدخّل كده
و انا طول عمرى نفسى ف كده .. نفسى ف وجوده و إنه يتدخل ف كل حاجه تخصنى و اللى عايزوه هو اللى هيمشى.

مازن بسرعه : يمشى على دماغى و دماغ اللى خلفونى كمان .. بس قوليلى انتى عايزانى ؟ موافقه ؟
ليلبان إبتسمت : هو يقولك .. الرد عنده هو .. و لعلمك لو عايزاك و هو لاء يبقا لاء .. و لو مش عايزاك و هو شايفك مناسب ليا يبقا اه
مازن إبتسم بغيظ : يبقا ربنا يعينى عليه
ليليان : أبويا إتحرم طول عمره منى و من حقه فيا و انا مش هحرمه من حقه ده دلوقت ف متزعلش.

مازن إبتسم بحب : و مين قالك ان ده شئ يزعّلنى ؟ لعلمك بغض النظر عن اى حاجه انا مبسوط جدا و فرحانله اوى .. مراد إتوجع كتير اووى و ربنا عوضه ..
طب لعلمك و انا صغير ف يوم قولتله انت أبويا .. انت اللى أبويا بجد بدل مهاب و خدنى عندك اعيش معاك بس هو اللى كان رافض حد ياخد مكانكم و لا حتى يشارككم فيه و انتوا بعيد.

ليليان إبتسمت و مراد إبتسم اووى بحب و خرجلهم ..
بص لمازن و رفع حاجبه : محصلش
مازن : نعمم ؟
مراد بعِند : محصلش و إتكل على الله عشان انت كده مش هتثبّتنى و لا انت قولت معرفتش اثبّته ف ادخل لبنته عن طريق اكتر حد بتحبه و اثبّتها بحبى لأبوها ؟
مازن بصّله بغيظ و مارد قرّب عليهم بضحك : ده انت هتشوف معاهم ايام سوده .. اسألنى انا دى مش هتبقى مراتك دى مرات أبوها
مازن عض شفايفه بهمس : ده مجنون و ربنا
مراد سمعه و شاور على نفسه بغيظ : انا ؟ طب مفيش جوااز.

شد ليليان و مشى و الكل ضحك
مازن بغيظ : يخربييت أبوك يا مراد

شويه و خرجوا من المستشفى و بعدها رجعوا ع البيت ..
مارد طلع اوضته بهدوء اخد حمام و بيلبس مراد دخل عنده

مارد إبتسم و مراد رفع حاجبه : فيين ؟
مارد عمل نفسه مش فاهم : اناا ؟ مانا اهو
مراد بصّله بغيظ : متعملش نفسك ظابط عليا .. حركات اللف و الدوران دى متعملهومش عليا يا بيه .. فييين ؟
مارد إبتسم : خلاص يا عم ماتزوقّش .. المهم يلا بقا اجهز للفرح و شوف هتعملوا ايه عقبال ما تنفخ أبويا ف التدريب

مراد بنفس نبرته : خلّصت ؟ هااا بقا فييين ؟
مارد ضحك اوى : بردوا ؟
مراد قعد على حرف التسريحه و مارد بيلبس : و ادى قاعده .. هاا فيييين ؟
مارد بصّله بهدوء و غمزله .. خلّص لبس و اخد موبايله و مفاتيحه و بص لمراد و أخده و نزلوا
أخده ف عربيته و مشيوا لحد ما وقفوا عند شقة مراد القديمه و مارد ركن و نزل
مراد إبتسم لإنه قبل ما يقوله توقع ان مارد هيجيبه هنا .. من نقطة البدايه
مهاب اتصل على مراد ..

مراد بصّ لمارد و إبتسم : ده اللطخ حماك
مارد ضحك : لو عايز تعزمه قوله احنا فين يجى
مراد ضحك بعدها فتح على مهاب
مراد : احنا عاملين حفله تيجى ؟

مهاب فهم فضحك : و دى عايزه كلام ؟ انا جايلك
مهاب قفل معاه و حصّلهم .. مازن اتصل على مارد ف مارد قاله ف جرى لعندهم بحماس
طلعوا بهدوء لفوق و وسط الحراسه اللى مارد سايبها فتح الباب و رجع خطوه لورا و مراد دخل بهيبه و المارد وراه.

عاصم متكتف عريان خالص ف الارض و نضال زيه و ماهر كمان إتجاب و إتكتّف معاهم .. مارد كان كلّف ناس تجيبه و جابوه و حطه معاهم
عاصم برغم إنه متكتف بس قام نخ على رُكبه و مراد وقف قصاده بهيبه و جمود و الاتنين بصّوا لبعض بغلّ
عاصم برغم حالته ضحك ضحكة انتصار رنّت ف المكان كله و مراد بصّله بغلّ
عاصم بضحكة إستفزاز عاليه : ما كنت قولتلك مخلصتش يا صاحبى بس انت اللى كنت غبى
مراد بغلّ :...
يتبع..

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الحلقة الخمسون والأخيرة بقلم أسماء جمال


مارد أخد ابوه لشقته اللى فيها عاصم .. مراد دخل بجمود و عاصم برغم إنه متكتف بس قام نخ على رُكبه و مراد وقف قصاده بهيبه و الاتنين بصّوا لبعض بغلّ
مهاب كان حصّلهم و مازن وصل وراه .. دخلوا و شافوهم الاتنين قصد بعض ف وقفوا حنب مراد
عاصم برغم حالته ضحك ضحكة انتصار رنّت ف المكان كله و مراد بصّله بغلّ
عاصم بضحكة إستفزاز عاليه : ما قولتلك مخلصتش يا صاحبى بس انت اللى كنت غبى او يمكن متخيلتش اللى هعمله فيك
و هنا جاه صوت بجمود من وراهم : و لا انت هتعرف حتى تتخيل اللى هيتعمل فيك.


 
مهاب إلتفت وراه و شاف سليم داخل عليهم راح عليه يسنده ف مارد سبقه و مسك إيده بتلقائيه باسها و دخله
مراد من غير ما يلتفت لهم بمنتهى الغلّ رفع إيده و قبل ماينزّلها على وش عاصم ميّلها بجنب بحيث كفّ إيده ينزل على وشه بسيف
و بمجرد ما إيده لمست وش عاصم كان سنانه بتطرقع ع الارض
عاصم برغم حالته بس حاول يستفزه من باب هى كده كده خسرانه
عاصم بإستفزاز : اعمل اللى عايزوه بس المهم إنى اللى فوزت ف الاخر .. ببقولوا الشاطر اللى يكسب ف الاخر بس هنا الشاطر اللى كسب ف الاول و عاش و راح و جاه اهو احسن من اللى إتختم على قفاه.


 
مراد كز على سنانه بغلّ و ضربه كمان قلم من قوته هزّ كل حاجه حواليه
عاصم و مكنش حيلته غير الإستفزاز يحاربه بيه : بردوا خدتها يا صاحبى .. خدتها ف الاول قبلك و خدتها ف الاخر منك و مهما تقول رجعتلك هفضل معلّم جواها .. لإنى ببساطه سايبلك بصمتى على كل حته فيها.

مهاب هنا اللى ميّل عليه رفعه و ضربه ف وشه كذا مره بعنف و غلّ
مراد ضحك بمكر : و ياترى سايب بصمتك بإيه بقا ؟ ده انا اللى دمرتك بنفسى
بصّ لمارد و رجع بصّ لعاصم بمكر : تصدق ان إبنى لسه ميعرفش انا عملت فيك ايه مخليك زى ما أمه قالتله إنك ملمستهاش طول السنين دى .. لاء و هى كمان متعرفش ..


 
مراد قرّب من بغلّ و شد الباقى من هدومه شقّها نصين و رجع و شاور بمكر لإتنين جايبهم معاه و بصّلهم و بص على عاصم بخبث
الاتنين كانوا احجام صعبه .. قرّبوا من عاصم و إبتدوا يفكّوا هدومهم و مره واحده انقضّوا على عاصم بإعتداء

عاصم كان بيكتم صرخته عشان ميشمّتش حد من مراد و إبنه فيه .. مسك نفسه كتير بس مقدرش يواصل للأخر
صرخ ب اعلى صوته بعد ما جرّدوه من هدومه كلها و إتعرّى قدام مراد و إبنه اللى ضحكوا بصوتهم كله على منظره


 
مارد بصّله و عمل وشه مقروف : تصدق عندك حق يا باشا .. ده انت مظبّطه اهو .. اعمل ايه انا دلوقت ؟
مراد بخبث : لاء الرجاله هى اللى هتعمل .. بما إنه بقا مَره يبقا اللى يلزمه لازم يكون راجل
شاور للرجاله و إتحدفوا عليه بوحشيه.

مراد راح ناحية ماهر جنبه و مهاب معاه و بصّوله بعنف
مارد بمراره : الكلب ده اللى هرّبه برا البلد المره الاولى من الجهاز و التانيه بعد ما حرق المستشفى باللى فيها
مراد بصّله بجمود و لسه هيقرّب مارد لحقه : إيدك انضف من إنها تتوسخ بكلاب زى دى .. سيبهم عليا
مراد قرّب بغلّ و مارد حاوطه بدراعاته حضنه و رجّعه ورا .. مراد ضرب ماهر برجله بعنف ف وشه حدفه ورا
و شاور للرجاله اللى وراه قرّبوا بعنف على ماهر و إبتدوا يدغدغوه.


 
مراد بيتلفت شاف نضال متكوّم برعب مكانه .. مراد ملامح وشه إتحوّلت للجمود .. افتكر ليليان و اللى حكتهوله .. كلامها بيرن ف ودانه .. كلام الدكتوره عن حالتها و اللى حصلها و الحاله اللى وصلت عليها المستشفى بعد الحادثه

مراد وشه قلب وش وحش و كشّر عن انيابه ..
مارد بصّله بعنف : الكلب ده بقا كوم تانى لوحده .. هو اللى خرّجنا برا البلد بعد الحادثه على طول .. عبّانا ف شوال زى اللعب البلاستك و رمانا برا البلد و لولاه مكنش الكلب تانى عرف يعمل اللى عمله
و هو اللى هرّب أمى من مستشفى روسيا لعند الكلب ده .. و هو اللى رجع أخدنى من المستشفى حدفنى وسط الكلاب السعرانه بتوعه اللى بيتاجروا ف كل حاجه حتى ف البنى ادمين.


 
و بعد ما ربنا نجدنى من تحت إيدهم بعد سنه و جدى مَهد خدنى راحله المستشفى و هددوه و حاول ياخدنى لولا إنه وقفلهم و خدنى و هو خاف من الفضيحه .. و لولا كده كان زمانى
مراد مستنهوش يكمّل و قرّب من نضال بعنف ضربه برجله ف وشه .. وشه كله جاب دم
مارد بغلّ : و هو بردوا اللى خطف ليليان و إعتدى عليها و دبحها بالحيا و بعدها بعتلها اللى يدبحها بجد لولا لحقناها على اخر لحظات
مراد أبوه بصّله قوى و مارد كزّ على سنانه لدرجة سنانه عملت صوت : انا كنت حاطّه تحت المراقبه هو و كل تليفوناته قبل الاقتحام بأيام عشان ميفلتش .. و عرفت ان الكلب التانى( و شاور على عاصم وراهم ) بعت ل ليليان مسدج بالصور بتاعتها ف الحادثه .. تقريبا نضال كان عايز يبيعه ف باعه هو الاول ..

انا من البدايه كنت شاكك ف وساخته لإن الكلب التانى مبيتحركش من غيره و هو دراعه اللى بيعمله كل حاجه .. بس مكنتش اعرف إنه هو اللى عملها بنفسه
مراد بوحشيه هجم عليه فكّه و مسكه من رقبته رفعه ع الحيطه بإيد و الإيد التانيه بيضرب ف وشه بعنف لدرجة وشه بقا زى ماسورة الدم اللى إنفجرت
مارد حضنه من ضهره و فلفص فيه بعيد لحد ما بَعده و نضال وقع مكانه متكوم ف الارض مش قادر حتى يتنفس.

مارد بغلّ : سيبهم انت بقا عليا و خليك واثق إنى قدها
مراد شاور لمازن جنبه ع المطبخ و مازن من غير كلام فهمه .. مازن دخل المطبخ فك انبوبة الغاز و جابهاله
مراد شدها عليه و قرب من نضال اللى بيبصله برعب ..
و من غير ما يتكلم شاور للى وراه قرّبوا من نضال بهجوم و إ إبتدوا يقطّعوا هدومه لحد ما خلوه عريان تماما
مراد مسك إيده بعنف و فتح فيها خرطوم و ثوانى و قفله و شاور لمازن اللى قرب بولاعته و بضغطه عليها كانت إيد نضال مولعه .. سابه دقايق وسط صريخه و مارد قرب منهم و رفع رجله و نزلها بعنف كذا مره ورا بعض على إيد نضال المولعه لحد ما إنطفت.

مراد رجع من تانى شد إيده التانيه و فتح كف إيده و فتح فيها الغاز و ثوانى و قفل و مازن ولع فيها بغل
نضال بيصرخ بجنون و مارد قرب منه بشراسه مسك إيده من فوق و قعد يدبّها ف الحيطه وراه لحد ما إنطفت
مراد مسك جسمه كله حته حته بالطريقه دى .. يمسك كل حته يسيب فيها الغاز و مازن يولع فيها و مارد يطفيها برجله لحد ما جسمه بقا زى الجمر
نضال بيصرخ بجنون : ارحمنى يا باشا.

مراد صرخته العنيفه هزت المكان كله : و انا كان مين رحمنى ؟ ياريتك كنت رحمت ولادى كان ده شفعلك .. ده انا كنت حاسس بحرقتهم و انا مش معاهم .. النار دى سنين و هى مولعه بس ف قلبى .. بتحرق ف روحى .. ده انت حتى يوم ما إدتنى خبر موتهم بعتلى الجثث مولعه .. محروقه و من يومها و قلبى محروق
نضال مش قادر ينطق ف بيهز راسه بعنف و يحركها بتهتهه و و هو بيبص على عاصم اللى خلاص صريخه بقا مبحوح من اللى بيتعمل فيه و إتقلب بعياط
سليم قعد على كرسى بتوهان و مهاب قرب من مراد حضنه من ضهره و مارد حضنه من صدره و الاتنين ضموا جسمه اللى بيتشنج بينهم بعنف
مارد شاور لرجالته وراه اللى قربوا من نضال بعنف و إبتدوا يقطعوا جسمه بوحشيه.

مارد سحب أبوه خطوات لورا و هو الغلّ إتملّك منه و إتملّك اكتر لما افتكر قهرته كل السنين دى و وحدته
مراد كان بيبص للشقه حواليه بتوهان و ذكريات اللى حصله فيها بتروح و تيجى قدام عينيه كإنه لسه بتحصل دلوقت
حتى مقابلته لهمسه فيها اول مره ..
مارد حس بيه من قلبه اللى بيتنفض بعنف و اللى حسّه من دراعه اللى محاوطه.

مارد شاور للرجاله و خرج بعدها اكّد ع الحراسه و اخد مراد و قبل ما يتحرك بص وراه لعاصم بغلّ : كنت قولتلك يوم ما هتقع تحت إيدى هستكتر عليك حتى الموت
عاصم برجاء اخير عارف إنه مش هينوله : ارحمنى
مارد بغلّ : اللى بيرحم ربنا و انا مش ربنا .. مش هموّتك انا بس هاخد حقى .. ادعى بس ان من اللى هتشوفه على إيدى يكون باقى من عمرك 19 سنه كمان عشان ده بس اللى ممكن يبرد قلبى .. لو زاد من عمرك دقيقه عليهم ممكن افكر ارحمك فيها.

مراد ضمّه و مارد اخده و نزل بهدوء لتحت و مهاب اخد سليم و مازن و نزلوا وراهم ..
مراد بصوت مخنوق : عايز ابقى لوحدى
مارد ضمّه : حبيبى خلينى جنبك ع الاقل لحد ما تبقا كويس
مراد سكت و اخد نفس بصوت عالى
مهاب : ع الاقل خلّى مارد معاك لحد ما تروّح.

مراد هزّ راسه و مهاب طبطب بهدوء على كتفه : ابقى طمنى عليك اما تروّح
مازن كان ف حالة توهان .. قربه القوى من مراد كان مخليه ف نفس حالته .. كان دايما بيعتبره اب و صاحب و رفيق طول عمره .. و ياما حلم ياخد بتاره عنه و ينتقم .. بس مكنش يعرف ان مجرد الاحساس بس صعب قوى كده.

مراد لاحظه ف شاور بعينيه لمهاب عليه و إبتسمله ربع إبتسامه و مهاب هز راسه
مارد اخده بهدوء ركّبه عربيته و لف جنبه و مشى و مهاب كمان اخد سليم و مازن و مشيوا
مراد كان زى التايه من دوامة ذكرياته اللى حاصرته .. مارد حس إنه مينفعش يروّح بيه البيت ع الاقل دلوقت
فضلوا يلفّوا كتير لحد ما مراد اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده بعنف و إبتدى يفوق
مارد مسك إيده و ضغط عليها بخفّه كإنه بيطمنه إنه معاه.

و مراد إبتسم : يلا ع البيت .. بلاش يخافوا علينا اكتر من كده.. خافوا كتير .. كتير اووى .. بكفايه لحد كده
مارد إبتسم بحب و مشى ع البيت
مارد حاول يهزر : انت مش ناوى تعتق الواد مازن بقا ؟
مراد بغيظ : ده إشتكالك بقا .. طب مفيييش جواااز
مارد ضحك بصوته كله : يا راجل .. انت مشبعتش تلاكيك
مراد بضيق : هو انا كنت شبعت منكوا عشان اشبع تلكيك ؟

مارد باس إيده : حبيبى احنا جنبك و معاك و عُمر ماحد فينا هيسيبك و لا يقدر اصلا و لا فى حاجه ممكن تاخدنا منك
مراد إبتسمله بحب : متأكد ؟ طب على الله بس تظبط على كده
مارد ضحك : على الله انت بس متزهقش
مراد إبتسم : هى ليليان كلمتك ف حاجه ؟
مارد : لاء بس حسيتها ميّاله لمازن .. زائد إنه مننا و هياخد باله منها كويس
مراد إبتسم : مازن كويس انا عارف.

مارد ضحك : لاء و هيستحمل جنانك .. ده هو لحد كده ناجح بإمتياز إنه إستحمل ده كله
مراد بغيظ : كده ؟ طب مفييش جواااز
مارد ضحك تانى بصوت اعلى و مراد ضحك معاه بغيظ و روّحوا ع البيت سوا
مراد دخل البيت إتنفس عالكابوس اللى خلص و طلع اوضته لهمسته بقلب صافى طلّع كل المكبوت جواه من سنين و إبتدى من اول و جديد.

مراد دخل ل همسه اوضتهم ... إبتسمت بعشق لمرادها .. مراد حضنها اووى من غير و لا كلمه و هى حسّت بقلبه اللى بيدق بعنف على صدرها ف زادت من ضمّتها اوى
مراد و كإنه فرّغ كل القهره و المرار اللى ف قلبه و ف اللحظه دى بس حس بقلبه خفيف و كإن قلبه رجع شباب بعد ما كان القهر شيّب قلبه ..
من غير و لا كلمه إبتدى يترجم صفا قلبه ده ف معركه مجنونه من معاركهم الخاصه و شدها معاه ف جنته الخاصه بعشق المراد و بس ..
همسه بصوت همس : مسامحنى ؟
مراد بعشق : مين يسامح مين يا همسه ؟

همسه دمّعت : بس انا اللى
مراد قاطعها : ششش خلاص احنا قفلنا الصفحه دى
همسه بحب : يعنى مش هيجى يوم و قلبك يهجرنى حتى لو بقيت انت معايا ؟
مراد بعشق : انا يا همسه ؟ انا اللى قبل ما اعرف اى حاجه كنت راضى بأى عذر منك و كنت مستعد اقبله اياً كان و اسامحك ؟ هجى دلوقت و هسيب ازمه زى دى تغلبنا ؟ مجرد حاجز بينا بدل ما اكسره اسيبه يكسرنا ؟ إتجننتى ؟

همسه إبتسمت و مرادها بمناغشه : تعالى بئا اما اعقّلك
همسه ضحكت : بس انت قولت ان الحمد لله إنى لسه محتفظه بجنانى اللى بتحبه
مراد بخبث : لاء ما هو انا بعد ما اعقّلك هجننك تانى
همسه ضحكت : يالهووى عليك مبتكبرش انت ؟ هتفضل مجنون بعد كل ده ؟ هتعقل امتى بس ؟
مراد ضحك بصوت عالى جدا ضحكة قلب و بس منوره و همسه إندمجت معاه ف ضحكته و شويه شويه و شاركته فيها و صوت قلوبهم بيعلى لحد ما عيونهم دمّعت..

همسه فضلت ف حضنه لحد ما راحت ف النوم بعدها مراد ضمّها بعشق و نام بهدوء نفسى يمكن لأول مره من سنين ..
بعد شويه كتيير مراد قلق من النوم و فتّح عينيه لقي همسته نايمه جنبه و رايحه ف النوم ،
فضل يبصّلها كتير بحب و كإنه بيرضى روحه اللى شبعت حرمان و إفتكر أيام ما كان نفسه يحس باللحظه دي او حتى يلمحها
و ان كل الوحش ف بُعدها فات و إن حضنها بقي مُتاح ليه ف اى وقت .. ف إتنهد تنهيده حلوه و ميّل عليها بعشق باس راسها و إبتسم و نام تانى.

همسه فتّحت عيونها بعدها بكتيير لقت مرادها ف حضنها نايم و راسه على صدرها .. فضلت تبصّله بعشق و تحقق ف ملامحه اللى إكتشفت إنها كانت وحشاها بجنون .. و مهما تبصّلها و تحفظها إلا انها مش عارفه تشبع.

باست راسه و شالتها من على صدرها بهدوء و حطّتها جنبها و إتسحّبت قامت على طراطيف اصابعها دخلت الحمام
و يدوب بتفك الروب و بتقفل الباب لقت اللى بيعلّق الباب و ناطط وراها
همسه بخضه : يخروبيتك يا مراد .. هتموتنى متجمّده مره
مراد ضحك : خضّيتك ؟ اخس عليا
مراد بيقرّب و همسه بتتنطط : انت هتعمل ايه ؟ لاء بجد هتعمل ايه ؟ فاكر نفسك هتعمل ايه انت ؟ هاا ؟

مراد بخبث : هكون هعمل ايه يعنى ؟ مش خضيتك ؟ افك الخضه بئا
همسه ضحكت : اهو انا قومت بتسحّب عشان ده
مراد ضحك : و من امتى العقل ده يا روحى ؟ ده انتى كنتى زمان لو غمضت عينيا دقيقه و انتى صاحيه فيها كنتى بتنططى
همسه بحب : قولت اسيبك ترتاح .. غلطت انا ؟
مراد بخبث : تؤتؤ همستى العاقله مش عجبانى .. انا لازم ارجّعك مجنونتى تانى .. تعالى بئا زى ما عقّلتك اجننك تانى.

تاهوا ف معركه من معاركهم المجنونه و بعد وقت كبير كله ضحك و تنطيط و لعب خرجوا ..
همسه ف غرفة اللبس بتلبس و قعدت بتعمل شعرها
و مراد قدام التسريحه بالبورنس ..

خبّط مارد خبطه خفيفه عالباب و اما جاله صوت أبوه فتح و دخل راسه
مارد ضحك بعد ما شاف الوضع : بقولك يا ميكس .. فيش سجاير ؟ شطّبت و مكسل انزل
مراد بحب بيفرح جدا لما إبنه يتشارك معاه ف حاجته بس حب يناغشه : ده نوع من الإستنطاع ده و لا ايه ؟ إتكل
مراد رفع حاجبه : ااه إستنطاع .. إستعباط .. «ستظراف .. اى هرى بس انجز فى و لا ايه ؟
مراد أبوه ضحك : انزل الإستراحه غرفة الجلوس اللى على ايدك اليمين من المدخل .. الكومدو اللى موجود هناك فيه اللى عايزوه
مارد ضحك : اموت انا .. شكلك كنت خاربها بئا
مراد أبوه رفع حاجبه : اه .. لك فيه ؟
مارد رفع إيده بإستسلام : باشا و ربنا.

بعد ما مشى خطوتين و قفل الباب رجع فتحه تانى
مارد غمزله : بس ايه ؟ هاا ؟ مش كبرنا ع البورنس يا باشا ؟
مراد أبوه ضحك : إتكل بدل ما اروّقك
مارد ضحك : انا بنصحك بس .. قولت بس انبّهك ان العضمه كبرت و كده
مراد أبوه حدفه بالفرشه اللى ف إيده : طب إتكل انت بئا بدل ما انا اللى اخلّى عضمتك متنفعش تانى لحاجه و انت داخل على جواز
مراد رفع إيده بضحك : انا خايف عليك و ربنا
و قبل ما مراد أبوه يرد خرج جرى و قفل الباب وراه ، بصّله أبوه و إبتسم بحب و فضل يضحك
لاحظ همسه من المرايه بتبصّله و رافعه حاجبها
مراد رفع حاجبه : ايه مالك ؟

همسه مطت شفايفها بغيظ : سجاير ؟ مش كنت قولتلى إنى انا اللى خليتك تبطّلها ؟
مراد ضحك: مش مشيتى ؟ ابطّلها عشان مين بقا ؟
همسه إيديها ف وسطها : و ليه هناك ؟ و كنت بتجيب مين معاك اصلا بئا هناك ؟
مراد لاحظ غيرتها و ده عجبه جدا و حب يستفزها اكتر
مراد بإستفزاز : و انتى مالك يا خالتى المرحومه ؟

همسه قرّبت منه و الشر بينط من عينيها و رفعت مكوة الشعر اللى ف إيديها ف وشه و ده خلّاه يرجع لورا
مراد ضحك اوى : بت انتى إعقلى لا احسن وربنا اعقّلك تانى .. هااه انا بقولك اهو
و لا انتى عجبك حوار اعقّلك و اجننك ؟ إعترفى
همسه بغيظ : انطق بدل مانا اللى اجننك جنان ابدى

مراد بيغيظها : و هتعملى ايه بئا ؟ انا و ورّيتك بجننك ازاى و اعقلك ازاى .. انتى بئا هتعملى ايه ؟ و لا هتقلدينى ؟
همسه بغيظ : لا إستنى هوريك
و قرّبت بالمكوه سخنه منه
مراد رجع جرى لورا بضحك : اهدى يا بنت المجنونه انتى .. لسعتى و لا ايه ؟ هفهمك
همسه بغيظ : انطق.

مراد ضحك : الفريق بتاعى اللى شكّلته تحت إيدى و بستعين بيهم ف اى مهمه او قضيه
حتى بعد ما إترقّيت كنا بنتجمع كل قضيه و اتفرج عليهم و هما بيدرسوها و اساعدهم و هما قريبين منى جدا .. ف كانوا بيتجمعوا عندى و كانوا هما اللى بيجيبوا معاهم الحاجات دى و ليهم هما .. مازن و رؤيه و كريم و منى و باسم و حمزه .. مانتى شوفتيهم.

همسه رفعت حاجبها : و ليه ف الإستراحه ؟ ليه مش هنا ؟
مراد بحب : عشان انا حرمت حد يخطّى عتبة بيتك بعدك .. بعدك انتى و ولادك محدش له الحق يخطى بيتنا .. ده بيتنا و زى ما إتحرمتوا منه حرمت الكل منه ..
و منعت الكل حتى أمى .. سمحتلها تدخل بس عشان محرجهاش ..
بس بعدها هى لاحظت إنى متضايق ف بطّلت تدخل .. و اما تنزل تقعد معايا ف الإستراحه.

همسه دمّعت بحب و قعدت : طب ليه مسبتش البيت كله ؟ كنت خليته ذكرى ماشى .. بس ليه متنقلتش مكان تانى اوسع ؟
مراد بصّلها قوى : و اسيب هنا ؟ اسيب بيتنا لحد ما يبقا زى المهجور ؟ اسيب المكان اللى جمعنا و خلّفنا فيه و ربنا هدانا ب احلى هديتين مراد و ليليان فيه ؟ اسيب ذكرياتنا اللى كانت مصبّرانى ؟ ده انا كنت عايش عليها اصلا.

همسه بتلقائيه إترمت ف حضنه .. حضنته اووى .. و مراد إبتسم لهمسته اللى شايفها بتقع ف حبه من اول و جديد

همسه و هى لسه ف حضنه مراد إبتسم : انتى نمتى ؟
همسه بصوت براحه : عايزه افضل شويه ف حضنك .. عايز ايه انت ؟
مراد باس راسها و قعد بيها : بس كده ؟
همسه رفعت راسها : روحت فين انت و مارد من الصبح ؟

مراد ملامحه إتجمّدت لمجرد إنه افتكر و سكت كتير : ينفع متسأليش ؟ صفحه و كان لازم تتقفل
همسه تقريبا فهمت و هو بصّ ف عينيها قوى يقرا رد فعلها بس سمع تنهيدة راحه كده صوتها عالى و كإنها طالعه من جواها قوى
مراد إبتسم براحه : متقلقيش
همسه شاورت على حضنه : انا بطلت اقلق من يوم ما بقيت هنا .. انتوا بس بتوحشونى اووى اما حد فيكوا بيغيب عن عينى شويه.

مراد إتنهد : و انا اكتر بكتير .. عارفه اما مارد بينشغل ف الشغل شويه ف اجتماع يطوّل و لا حاجه و لا شغل برا الإداره بحس قلبى بيختنق لحد ما يرجع و اشوفه
و ليليان كمان مبحبهاش تنشغل عنى و لو شويه من غير ما تكلمنى
همسه إبتسمت بمكر : يا سيدى بكره هيتجوزوا و يبقا لكل واحد فيهم حياه لوحده
مراد بغيظ : قصدك بكره مارد هيتجوز
همسه كتمت ضحكتها بالعافيه و سكتت و هو بصّلها بغيظ و مسك راسها هزّها بغيظ وهى طلّعت ضحكتها عاليه.

همسه ضحكت : لاء بجد مش قادره اتخيل جنانك .. يعنى ما هتقعّدها تقعّدها و بردوا الاخر هتتجوز
مراد بغيظ : بس مش بالسرعه دى
همسه ضحكت اعلى : بس ف الاخر هتتجوز
مراد رفع حاجبه : عِند هو ؟ طب مفييش جواااز
همسه إنفجرت ف الضحك و هو حدفها بالمخده و حطّها على وشها بغيظ
همسه : هتلاقى زى مازن فين بس ؟

مراد بجديه : نعممم ؟ هو اللى هيلاقى زى بنتى فيين ؟ انتى مش عارفه قيمتها و لا ايه ؟ دى لو مش بنت مراد العصامى كفايه قيمة نفسها
همسه إبتسمت : يا سيدى عارفه .. بس متوقفش ف طريقها و تضيع من قدامها فرصه ممكن تبقا حلوه بالنسبالها
مراد بعِند : و لا حلوه و لا نيله
همسه برخامه : متبقاش انانى.

مراد بصّلها قوى : انا انانى يا همسه ؟ انانى عشان بحبكوا و متعلّق بيكوا ؟ انانى عشان عايزكوا طول الوقت جنبى ؟ معايا .. قدام عينى ..
يا ستى إعتبرونى مريض نفسى و انتوا علاجى
همسه لمحت نبرة صوته اللى إتغيرت و ده خلاها إتعدلت فجأه : مراد انا مكنتش
مراد بحده : خلاص
همسه بأسف : طب
مراد إتنرفز : خلصنا
مراد قام بضيق وقف شويه ف البلكونه بعدها نزل تحت بهدوء من غير كلام تانى و هى إتنهدت بضيق من إنها زعّلته.

مراد خرج من اوضته مشى خطوتين بعدها إبتسم بغيظ و خبط على اوضة ليليان خبطه خفيفه و فتح
مراد بحب : حبيبة أبوها صاحيه شويه و لا هتنام ؟
ليليان فتحت حضنها و هى راح جنبها ع السرير و سابها تاخده هى ف حضنها
ليليان : ايه اللى مصحّى حبيبى لدلوقت ؟

مراد إبتسم : و لا حاجه... مبقتش اعرف انام غير لما اتطمن إنكوا كويسين و نمتوا
ليليان باست راسه اللى ف حضنها : و لا احنا حبيبى بنعرف نتطمن من غير حضنك
مراد بغيظ : اه بس بكره يبقا فى حضن غيرى تطمنى بيه و
ليليان قاطعته : و لا عمره ياخد مكانك .. و لا يبقا زيك و لا يغنينا عنك
مراد إبتسم : بتثبتينى هاا ؟

ليليان ببراءه : طبعا لاء .. اثبّتك ليه هو انت محتاج اثبّتك ؟ انت غلاوتك جوايا كوم تانى لوحدها .. مهما حصل او هيحصل هتفضل انت اول حب لقلبى
مراد ضمّها اوى : انا بحبك اووى اووى على فكره .. انتى و مراد .. ف ممكن بقا افضل و لو جزء من حياتكوا بعد ما يبقالكوا حياه تانيه من غيرى ؟
ليليان بضيق : بابا انت بتقول ايه ؟ جزء من حياتنا ؟ و ممكن ؟ انت بتهزر ؟ هى حياتنا بقت حياه اصلا إلا من وقت مانت بقيت فيها
مراد إبتسم بس غصب عنه دمّع : إفتكروا دايما إنى ملحقتش اعيش معاكوا و لا شبعت من حضنكوا
ليليان مردتش بس لمحت عينيه ف ضمّته اوى و هو ضمّها اكتر و الاتنين سكتوا كتير.

مراد إتنهد من غير ما يبصّلها : على فكره انا اخدتلك حقك
ليليان جسمها إترعش فجأه و هو إتكى على ضمّتها و باس راسها : حقك عليا ف كل اللى شوفتيه .. بس انا انهارده فعلا خدتلك حقك
ليليان معرفتش تتكلم بس باست راسه بهدوء و نزلت دمعه منها و هو رفع وشه لها و مسحها
مراد : حبيبتى دى مرحله و عدّت خلاص .. لازم تبصى قدامك بقا و تسيبك من اللى عدّى .. عارف ان اللى عدّى كان صعب مبستقلش بيه .. بس خلاص راح المهم اللى جاى
ليليان هزّت راسه بس شردت بكسره.

مراد حس إنه فعلا هيبقا انانى لو وقف ف طريقها و ان مازن فرصه كويسه تبتدى من عندها
مراد إبتسم بحب : على فكره مازن فرصه كويسه تبدأى من عندها من اول و جديد
ليليان بصّتله قوى و إبتسمت و هو رفع حاجبه : بس يعنى لو مش موافقه ده حقك .. انا مش هغصبك
ليليان ضحكت اوى و هو بصّلها بغيظ : طب عشان الضحكه دى مفيييش جوااااز
هنا ضحكت بصوت عالى اوى و هو ضحك معاها و ضحكهم بيزيد
مارد كان برا و دخل عندهم على صوتهم : ايه وصلة الضحك دى خيير.

مراد رفع نفسه من حضنها و فتح دراعه اخدها هو ف حضنه و مارد إتحدف جنبه رقد نص واحده و مراد حاوطه بدراعه التانى و باس راسه
مراد : كنت بقةلها لو مش موافقه على مازن انا معنديش مانع دى حياتك وانتى حره فيها .. إنما لو مش موافقه بقا انا مش هغصبك
مارد رفع وشه له بصدمه و ضحك بصوت عالى و ليليان معاه
مراد بصّلهم بغيظ و طقّش روسهم ف بعض
مارد ضحك اكتر : انت مش ناوى تعتق الواد؟
مراد بعِند : لاء
مارد : ده انت اغلس من مهاب
مراد بغيظ : فكّرتنى بمهاب .. طب عشان اللى عمله فيك مفييش جوااز
ضحكوا اوى و مراد معاهم و بصّلهم بمنتهى الحب على الحضن اللى كان من غيرهم مهجور ..

مراد ابوه و امه و اخته فاطمه جوم من الصعيد ..
مراد سلّم عليهم بلهفه يمكن محسوهاش منه ناحيتهم من سنين كتيره .. من سنين فراقهم
أبوه بلهفه : حمد الله على سلامة الغاليين
مراد بصوت مبحوح : الحمد لله
أبوه برجاء : مسامحنى ؟

مراد بصدق : خلاص اللى حصل حصل و عدّى و بيك من غيرك كان هيحصل عشان ربنا اللى عايزوه يحصل
مراد مكنش عارف ليه قلبه بتلقائيه صفى .. يمكن عشان لمح ف عيون أبوه نفس النظرة الكسره اللى كانت ف عيونه قبل كده قدام إبنه .. او يمكن عشان جواه حته مقتنعه او اقتنعت بكلام أبوه بعد كل اللى حصل .. و حس ان كل اللى حصل مجرد نتايج مترتبه ع الخطوه اللى أخدها و اللى كانت سبب خلافه مع أبوه ..
أبوه بترقّب : ولادك عرفوا حاجه بخلافنا سوا ؟

مراد إبتسم : مراد ظابط و شاطر كمان ف مش ده اللى يتخبى عليه
أبوه ظهرت على وشه فرحه قوى : ياما انت كريم ياارب .. الله كريم
أم مراد و هى مقرّبه منهم بفرحه : كريم قوى كمان
مراد بتلقائيه إتحدف ف حضنها و تبّت فيه قوى كإنه غايب عنه من سنين .. يمكن عشان و لا مره من يوم فراق ولاده إرتاح او عرف يحس بحضنها .. ولاده إتاخدوا من حضنه ف حرّم حضنه ع الكل ..

أمه بحب : اخيييرا
مراد بصوت متقاطع : اخيرا قلبى إرتاح .. اخيرا فرح
أمه : كل فرحه و لها عند ربنا معاد
فاطمه أخته شدت مراد بغيظ من دراعه و هو إبتسم لملاغيتها : زى مانت مش هتتغير ؟
مراد حضنها بحب صافى و هى طبطبت عليه : مبروك رجوعهم اللفافين دول
أبوه بلهفه : هما فين يابنى ؟
مراد ضحك غصب عنه : هطلع أجيبهم.

دخلوا و مراد طلع إداهم خبر و همسه دخلت تجهز
مارد بهدوء : هو انت ليه مدتهومش خبر اول ما جينا ؟
مراد سكت كتير بس عقله بتلقائيه فكّره ب رد فعل أبوه اما مها خانته مع عاصم عمل فيها ايه ..
مراد : عشان احنا صعايده .. مكنش ينفع اروح ابلغهم باللى حصل بالبساطه دى و من غير ما اجيب حقكم .. انتوا شرفى و كان لازم الاول اخد حقى خاصة إنه تار شرف
مارد بدفاع : بس محدش داس على شرفك منا .. انت عارف ان أمى.

مراد قاطعه : اكيد مكنتش هروح الفّ على كل واحد ف البلد اشرحله و ابرر و ادافع عنها و عنكم .. خاصة الكلب ده مكنش لسه وقع ف كان الكلام هيطلع و يكتر و الف مين هيصدق و يمط فيه
مارد إبتسم بإقتناع : هدخل اغيّر هدومى و احصّلكم

همسه جهزت و مراد اخدها و نزلوا و مراد عرّفهم ببعض
أمه حضنتها بحب : حبيبة قلبى انتى حمد الله ع السلامه
همسه مكنتش فاكراها بس نوعا ما إرتاحتلها و حضنتها و قعدت جنب مراد
مراد إبتسملها و هى بصّتلهم بحب : شكلى كنت بحبها صح ؟

مراد إبتسم : اه جدا
همسه : و هى كمان كانت بتحبنى صح ؟
مراد: انا بس اللى احبك و انا بس اللى تحبينى
همسه رفعت حاجبها : لاء هما شكلهم كانوا بيحبونى
مراد بيغيظها : مش قوى
همسه نغزته ف جنبه : متحاولش.

قاطعتهم أمه : متزعليش منى انا مكنتش عايزه اجوّزه و الله إلا عشان وحدته و قهرة قلبه عليكوا
همسه بصّتلها بغيظ و بصّت لمراد اللى إنفجر ف الضحك
فاطمه سلّمت عليها و حضنتها قوى : نورتى بيتك يا حبيبتى
همسه شدت مراد بغيظ : بتحبنى و لا دى كمان كانت عايزه تجوّزك ؟
مراد ضحك قوى : لاء انتوا كنتوا صحاب جدا

بعدها همسه سلّمت على أبوه و باست إيده .. إتفاجئ من رد فعلها و مراد كمان
هى مكنتش فاكره حاجه طبعا بس كان مراد حاكيلها اللى حصل زمان .. لكن محبتش تصغّر مراد قدام اهله خاصة إنه حكلها وقفتهم جنبه بعد الحادثه و محاولاتهم الكتير يصالحوه ..
شويه و مارد و ليليان نزلوا و مراد عرّفهم و سلّموا ..

مارد كان متجمّد شويه ناحية جده من تفاصيل اللى حصل و رفضه لأمه .. بس جده كان فاهم موقفه ف مدهوش فرصه
جده بلهفه : يا حبيب جدك انت .. وحشتنى و وحشت بيتك و اهلك و عيلتك و بلدك .. حمد الله على سلامتكم
مارد سكت كتير و بص لإيده و أبوه بصّله كتير و مستنى يشوف رد فعله
مارد لمح ف عيون أبوه نظرة ترجّى ف محبش يطفى فرحته و مد إيده لجده اللى بمجرد ما مدّله إيده اخده ف حضنه بلهفه
مارد بهدوء : الله يسلمك
جده بدموع : نوّرت حياتنا يا ابن الغالى
ليليان بشقاوه : و انا لاء ؟

جدها لفّ وشه ع الصوت و بمجرد ما لمحها فتحلها حضنه و بقى على ضمته مارد بردوا
ليليان راحت عليه ببراءه حضنته و هو ضمّها بلهفه و مارد الناحيه التانيه من حضنه
ام مراد بغيظ : طب و انا ؟ واد يا مراد هما عيالك نسيونى و لا ايه ؟ ده انا الاساس
مراد ضحك و غمزلها و هى راحت عليهم شدت مارد اللى بمجرد ما لمسته إتحدف بحب ف حضنها
فضلت تعيط كتير لحد ما مارد قعد بيها : الحمد لله إننا كلنا بخير.

سته : الحمد لله واحده ؟ ده الف الحمد لله على سلامة رجوعكم
ليليان قعدت جنبهم و ستها حضنتها بحب و باست راسها : ماشاء الله ده انتى عروسه يا قمرايه انتى
مراد بغيظ : ما الدكتوره هتتجوز اهى
فاطمه قربت منها بحب : ماشاء الله .. طب يا ستى عشان منغلبش ف عريس
حضنتهم بلهفه و مارد وسّعلها جنبه و مبطلش مناغشه فيها ..
قعدوا كتير و مراد اصرّ عليهم يفضلوا كام يوم و بعدها مشيوا على وعد هيجوا ف الفرح ..

مهاب و مراد و همسه و ليليان و مارد و غرام و سليم و مراته و الكل متجمّع عند مراد
مهاب بغيظ لمراد : مش ناوى تعتق الواد بقا ؟
مراد بعِند : لاء
مهاب رفع حاجبه : إتفلقوا مع بعض
مراد بمكابره : بردوا لاء
مهاب ضحك : الواد بقا ماشى يلف حوالين نفسه
مراد رفع حاجبه : بقاا كده ؟ يعنى هو إشتكالك .. طب مفيييش جواااز
مهاب ضحك : على رأى المثل يا داخل بين البصله و قشرتها ..

اكلمه يقولى انا و مراد محدش يتدخّل بينا .. محدش له دعوه .. ده انا ساعات بحسّك انت اللى أبوه
مراد رفع حاجبه بتحدى و مهاب ضحك : اه و الله لدرجة إنى إفتكرته غيران من مارد و انت كنت لسه شاكك إنه إبنك .. و مكنش مصدق و بيشكك
مارد بصّله بصدمه و شاور على نفسه و مهاب ضحك و هزّ راسه
مارد بغيظ : و حياة أمك.

مهاب ضحك اكتر : و كان بيقول لمراد ده ظابط يعنى يعرف يسبكها عليك صح
مارد بصّ لمراد المرادى و هو هزّله راسه بغيظ
مهاب ضحك اكتر : ده قبل ما نعرف ان همسه فاقده الذاكره كان بيقول لمراد هقتلهالك بجد
مارد بصدمه : يا ابن الجزم
الكل ضحك و هو إبتسم لمهاب بغيظ : امال هو فين صحيح ؟

مهاب : معرفش بس لو عرف إننا هنا كان نط سبقنى .. إستنى هكلّمه
مارد إبتسم بمكر : لالا سيبهولى بقا ده جاه ف ملعبى .. انا هجيبه
الكل ضحك و إبتدوا يحطوا الاكل للعشا
و مارد مسك موبايله بمكر و بِعد شويه عنهم إتصل بيه و خلّص و رجعلهم كانوا حطوا العشا
مارد غمز لمهاب : اهو جاى
مهاب ضحك و إبتدوا ياكلوا و دقايق و كان مازن وصل بسرعه و ركن عربيته بصوت فرامل عالى و نزل جرى و وشه مخضوض و ف إيده شنطه.

مارد اول ما شافه كتم ضحكته و شاورله يجى
مازن راح عليهم بقلق بس بعد ما شافهم بصّلهم بذهول و رجع بص لمارد اللى بصّله ببرود و الكل حواليهم بيبصّلهم بعدم فهم
مازن بذهول : انتوا بتعملوا ايه ؟
مارد ببرود : انت شايفنا بنعمل ايه ؟ بناخد سيلفى مع السفره يعنى ؟
مازن رفع حاجبه : و حياة أمك ؟؟
مارد بغيظ : أمى اللى كنت عايز تقتلها يا بأف ؟

مازن بص للشنطه اللى هو جايبها ف إيده : امال ايه دى ؟
مارد كتم ضحكته : اه انت جيبتها زى ما قولتلك ؟ شاطر
مازن بغيظ : ايه دى اصلا ؟
مارد ببرود : كولا
مازن بصوت عالى اوى : نعممم ؟ عايز تقول ان اللى كنت شايلوه ف الشنطه و جايبهولك ده كان بيبسى ؟
مارد هزّ راسه بإستفزاز اه
مازن كز على سنانه : امال ليه قولتلى اول ما توصل قبل البيت هتلاقى راجل مستنيك بشنطه خدها منه و تعالى جرى ؟

مارد ببرود : ده بتاع السوبر ماركت و انا وفّرت عليه المشوار
مازن بغيظ : و ليه قولتلى اوعى تفتح الشنطه و لا تتهزّ منك ؟
مارد ببرود اكتر : عشان الكولا متفورش .. يعنى نشربها سايطه ؟
الكل هنا فهم و ضحك و مازن مسك قزازه من قدامه حدفه بيها : منك لله
مراد رفع حاجبه : بتدعى على إبنى ؟ طب مفيييش جواااز
الكل ضحك قوى و مارد بصّله بإستفزاز : و انت بتسلّطه عليا ؟ طب مفيييش جواااز

مازن متغاظ مع ضحك الكل و مراد شاور لإبنه و حدفله بوسه و رفع صوباعه انت كده
مراد ببرود : تقعد تتعشى معانا و لا اكيد شبعان ؟
مارد بإستفزاز : عموما مفيش مشكله .. إتكل انت وفّيت غرضك
مازن بصّلهم بغيظ و بص على مهاب : هو انت مش حماه ؟ ما تشوف شغلك
مارد إبتسم و مراد أبوه بجديه : يقدر ؟ طب يجّرب
مهاب رفع إيده بإستسلام : لا و على ايه و ربنا ما عايز اجرّب ده انت حبيبى و ربنا

مازن قعد معاهم و إتعشوا و قاموا ف جو كله فرحه و لمّه و ضحك
مهاب : مارد انت خلاص تدريباتك هتاخد اسابيع قليله .. الفرح بعدها على طول ؟
مارد إبتسم و بص على أبوه : الوقت اللى مراد يشوفه .. انا عن نفسى جاهز اى وقت بعد التدريب
مراد إبتسم : و انا كمان هكون جهّزتلك كل حاجه يا حبيبى .. كلمت مهندس ديكور هيجى يظبّط الدنيا هنا متقلقش و هتنزل انت و غرام إشتروا اللى يلزمكوا و اكتر

مهاب غمز لغرام اللى قامت جنبه و هو ضمّها عليه : يبقا إتفقنا
مازن بغيظ : طب و انا ؟
مراد سكت كتير و إتنهد و الكل بصّله بترقّب و همسه غمزتله بحب
مهاب قلّد صوته : اييه ده انت بتكح ؟ طب مفيييش جواااز
كلهم ضحكوا اوى و مازن بصّله بغيظ : إسكت يخربييتك ده اول مره ميردش بالبوقين دول .. تقريبا هنّج
مراد رفع حاجبه : اييه ده انت و أبوك بتستظرفوا ؟ طب مفيييييييش جواااااااااز

الكل ضحك قوى و مازن قام جنبه بغيظ : جوزهالى بقا و حياة عيالك يا شيخ
مراد هزّ راسه ببرود لاء
مازن بمحايله : طب جوّزهالى و هجيبهالك خميس و جمعه
مارد هنا اللى هزّ راسه ببرود لاء
مازن بنفاذ صبر بغيظ : طب جوزوهالى انا اللى خميس و جمعه

مراد حدفه بمخده ف وشه و مارد كتم وشه بيها : هى اجازه يا ابن مهاب هتاخدها خميس و جمعه ؟
مازن بغيظ : طب اعملك ايه بس ؟ حس بيا يحس بيك ربنا

مراد حط كوعه على كتف مارد و بص لمازن و مط شفايفه : تصدق صُعب عليا
مارد عمل نفس حركة بوقه : احنا نجرّبه .. نفع كان بها .. منفعش يبقا يستشهد
مراد ضيّق عينيه : تفتكر هيجى منه ؟
مارد بإستفزاز : شكله ميجيبش بس معلش لا رحسن بقا عامل زى شحاتين الغرام

مازن بصّلهم بغيظ و مراد رفع حاجبه : مش عاجبك ؟
مازن رفع إيده : و ربنا ابدا عاااجبنى جوزهالى بقااا
مراد بص لليليان و غمزلها : هاا ؟
مازن بص لليليان بعشق و هى إبتسمت برقّه و سكتت شويه : بس انا ليا شرط
مازن بسرعه : موااافق
ليليان : طب اسمعه الاول
مازن برد اسرع : و ربنا مواافق
ليليان بهدوء : بردوا تسمعه.

أبوها بصّلها و الكل سكت و هى إتنهدت : موافقه ده لو مسيبتش بابا
أبوها إبتسامته وسعت قوى و مازن كمان ابتسم : موافق
ليليان : لاء اسمعنى .. انا فعلا مش عايزه اسيب أبويا .. عايزه افضل قريبه منهم هنا .. ده ان مكنش معاهم كمان
و عشان تبقا عارف ده مش بشكل مؤقت ..
يعنى موافقتك او رفضك ميرتبطش بإنه فتره و هتعدّى .. لاء ده على طوول ..
بمعنى إنى عايزه اعيش قريبه منهم هنا قوى .. اى مكان جنبهم جدا ..

مازن بحماس : بس كده ؟ ده احنا يوم ما مش هنلاقى انا ممكن ابنيلك دور فوقه و نقعد على دماغه كمان
ليليان ابتسمت : و زى ما قولتلك ده شئ مش مؤقت .. عشان بس يبقا ردك على فهم .. يعنى ده عشان اننا لسه متجمعين و تقول فتره و هتعدّى
يعنى تيجى بعد كده و تقولى نبعد هتلاقينى بقولك مع السلامه لوحدك
هتيجى و تقولى علاقتك بأبوكى مش عارف ايه .. و أخوكى مش عارف ايه هتلاقينى بقولك مع السلامه
انا و مراد اخويا قريبين من بعض جدا .. فوق ما تتخيل .. حتى من قبل ما نعرف إننا خوات .. طول الوقت معايا و جنبى .. مش بعرف يحصل معايا حاجه مهما كانت تافهه من غير ما ارجعله.

هتقولى انا بداله و المفروض تجيلى انا و محدش يعرف ايه و محدش يقول ايه و يتدخّل ايه هتلاقينى بردوا بقولك مع السلامه
حتى لو مخلّفه منك مية عيل بس أبويا و اخويا حته تانيه لوحدها محبش حد يهوّب ناحيتها

مراد ابوها ابتسم بعشق و عينيه دمّعت اوى و مارد فتح دراعه و شاورلها بعينيه و هى راحت عليه رفعت دراعه و حطت راسها و ضمّته

ليليان لمحت همسه بتبصّلها بعتاب ف إبتسمتلها ببراءه : ماما دى حته تانيه خالص
انا اصلا عايزه ابقى جنبهم هنا عشان تبقا هى معايا طول الوقت .. انا محتاجاه ف اللى جاى اكتر و مش هعرف اعدّى خطواتى الجايه صح من غيرها
همسه عينيها لمعت و إبتسمتلها

مازن قام بعشق ميّل على رُكبه قدامها و هى ف حضن مارد و إبتسم : و هو انتى فاكره انى ممكن ابعدك عنهم ؟ و لا افكر حتى ؟ انتى بجد فاكره كده ؟
انا اصلا عمرى ما اقف بينك و بين اى حاجه بتحبيها و عايزاها مهما كانت ف مابالك بيهم هما ؟
ليليان بصّت على أبوها اللى غمزلها و إبتسم و هى إبتسمت كمان
مازن بص على مراد بحب بجد و مراد مدّله إيده و هو حط إيده ف إيده و قام من ع الارض قعد جنبه
مراد بجديه : بس لو حسيت مجرد احساس ف يوم إنك مزعّلها اقسم بالله هنسى اللى بينى و بينك و اللى بينى و بين أبوك و هتلاقينى ساعتها بحاسبك حساب الملكين.

مازن بحب بجد شاور على رقبته : لو ف يوم جات هى اشتكيتلك منى ابقا ساعتها ادبحنى من غير حتى ما تسألنى
مارد بجديه : ليليان هاديه و رقيقه يعنى مبتشتكيش .. بس بريئه جدا و بيبان عليها بسرعه
لو لمحت على وشها زعل انت السبب فيه صدقنى مش أبويا اللى هيوقفلك .. انا ساعتها اللى هخليك تكرهنى اوى من اللى هعمله معاك
مراد أبوه ابتسم على لهجة مارد و اللى حسّه إنه فعلا زى ما إتمناه ضهر و سند ليهم

مازن بحب : و انا إديتك كلمه و هعمل كل اللى فوق طاقتى عشان ابقا قدها
مراد إبتسم : يبقا إتفقنا
مهاب بصوت عالى : اخيراااا يا مجنون
مراد بصّله بغيظ و شاور على نفسه : انا مجنون ؟ طب مفيييش
مازن قام بسرعه حط إيده على بوقه : احياة عيالك يا شيخ مانت قايلاها

الكل ضحك و مراد كمان ..
مارد حضن ليليان قوى و همسلها : شوفتى ربنا كريم ازاى
ليليان بدموع محبوسه : ياارب كلنا متجمعين دايما ع الفرح
مراد أبوهم راح عليهم حضنهم و هما ضامين بعض : و متجمعين على كل حاجه و اى حاجه مش الفرح بس
الاتنين ف صوت واحد : ياارب

همسه راحت لليليان حضنتها : مبروك يا قلبى .. انا مبسوطه اووى
ليليان باست إيديها اوى : ربنا يجعلنا فرحتك على طول يا حبيبتى
غرام نطت على ليليان بفرحه حضنتها و قعدوا يلفوا ببعض : مبرووووك .. عايزينها يبقا ليله واحده عشان نخربها
مراد إبتسم : و هتختصروا الفرحه ليه بس ؟
همسه بحماس : مين قالك اننا هنختصر ده احنا هنقلب الدنيا.

مراد ابتسم لفرحتهم و بص لمارد اللى غمزله و بص لمهاب اللى رفع إيده موافق
مراد ابتسم : يبقا متفقين
مازن بحماس : و انا من هنا لمعاد مارد هكون جهزت انا كمان كل حاجه
مراد بغيظ : لا و على ايه الإستعجال خد راحتك خااالص
مازن بسرعه : لا و ربنا إعتبرنى جهزت اصلا
كلهم ضحكوا و باركولهم.

مهاب راح على ليليان جاه يحضنها مراد شدها عليه بغيظ : رايح فين انت ؟ هو الحضن ده ببلاش و لا ايه ؟ مش كفايه هسيب إبنك يشاركنى فيه
مهاب بصدمه : يخربيييتك يا مراد انت باصصله ف الحضن ؟ مستكتره عليه يا قادر؟
مراد بغيظ : اه ده انا دفعت فيه عمرى
مهاب ضحك لمازن : مش قولتلك .. ده انت هتشوف ايام سوده.. ده هياخدك من قفاك يخليك تشاورله ع النجوم ف عز الضهر
مازن زق مهاب بغيظ : يا عم ملكش دعوه انت .. انا راضى

الكل كان مبسوط ..
مراد بص لغرام بحب : حبيبتى لو انتى كمان عايزه بيت لوحدك عشان تبقى على حريتك انا معنديش مانع .. انا مش

غرام و مارد ف صوت واحد : لاء طبعا
و الاتنين بعدها ضحكوا
مراد إبتسم على ردهم : انا بس بقول انك لو شايفه إنك معانا مش هتعرفى تاخدى راحتك .. انا صحيح مش هعرف ابعد مارد و هخدلكوا جنبى .. يا لو بعدتوا انا ساعتها اللى هتنقل جنبكوا
غرام إبتسمت و راحت عليه باست إيده : لاء طبعا .. مراد بيحبك جدا و ملحقش يشبع منك و انا بحب اى حد و اى حاجه مراد يحبها مهما كانت
ف مابالك لما تبقوا انتوا اللى انا اصلا بحبكوا و مرتاحه ف وسطكوا
مراد إبتسم وهى بصّت بعشق لمرادها اللى غمزلها و إبتسم بحب

الكل كان مبسوط جدا ..
عدّى اسابيع مارد ف تدريباته اللى اصر إنها تبقا تحت إيد المراد و أبوه كانت دى قمة سعادته خاصة و ان مارد قدر فعلا يوصّله احساس إنه بيستفيد مش مجرد مجامله و ده كان مخلّى مراد بيتحمس معاه اكتر

مراد أبوه كلم مهندس ديكور فعلا و غيرله ديكور البيت كله بالفرش و ده إداله انطباع مختلف تماما كأنه مكان جديد
عمل لمارد سويت خاص و بعد ما كان هيعمله دور لوحده مارد رفض و اصر إنه يبقا معاه ف نفس الدور اللى فوق و جنبه و مراد كل مدى سعادته بتتضاعف

مارد ابوه عبدالله و جده مَهد كانوا معاه ف كل اللى فات لحظه بلحظه
مراد اخده و راح زارهم .. مارد حضنهم بحب على حبهم و فرحتهم بيه
عبد الله : مبروك يا حبيبى اخيرا شوفتك فرحان
مارد باس ايده بحب : ربنا ما يحرمنى منك ابدا.

مراد راح عليهم سلّم عليهم : انا مش عارف اقولكم ايه بجد .. بس كل اللى اقدر اقوله انكوا مش حافظتولى على مراد انتوا حافظتوا على روحى اللى اتردت فيا تانى
مارد حضنه من ضهره و حط راسه على كتفه : ده انت اللى روحى يا مراد
جده مهد ابتسم : ربنا ما يحرمكوا من بعض تانى ابدا
الاتنين بسرعه : ياارب
قعدوا كتير و مراد شكرهم و لا مليون مره طول القاعده و الاخر عزمهم ع الفرح و اخدوا قعدتهم و مشيوا ..

روسيليا نزلت على مصر و راحت عندهم ع البيت ..
روسيليا بدموع و هى بتحضنها : وحشتينى يا عمرى
ليليان ضمتها بلهفه : مع إنى زعلانهمنك عشان اختارتى تبعدى بمزاجك و عرضنا عليكى كتير تبقى معانا و انتى رفضتى ..
مارد بحب : هو احنا يعنى مكناش هنعرف نحميكى ؟

روسيليا دمعت : لا و الله مش كده بس حقيقى اى وجود ليا الفتره اللى فاتت كان هيعملى و يعملكم مشاكل كتيره و خاصة قبل القضيه ما تخلص
همسه بصدق : خلاص ربنا ما يفرقنا تانى .. مش هتسيبينا تانى
روسيليا : معلش خلونى على راحتى
همسه عرضت عليها تعيش معاهم و اصرّت عليها بحب بس هى رفضت و اصرت تبقا لوحدها .. اخدت شقه لوحدها بس قريبه من ليليان جدا

مازن كان فى فيلا بتتبنى جنب فيلا مراد بالظبط .. مازن عرض على صاحبها يشتريها و قدّم اعلى سعر مغرى عشان يوافق و فعلا اخدها
ليليان وضّبتها كلها على ذوقها بالفرش كمان .. روسيليا انتك معاها طول الوقت و هى بتجهزها ..
ليليان كانت بترجع ف كل حاجه لأوها الاول و يختاروا سوا و تعرضها على مازن اللى كان بيوافق بمنتهى الحب
بيتها كان هادى جدا .. الفرش رقيق .. كل حاجه كانت بسيطه و مُريحه من غير بهرجه

مراد اصر ان غرام تشاركه هو و همسته ف ديكورات البيت و تختار معاهم فرشه .. و عشان مجنونه ف نفسها عكس ليليان ذوقها كان رِوش بس جميل

غرام راحت نقّت فستان الفرح و صممت ان مارد يكون معاها و ليليان و مازن كانوا معاهم و الكل اصرّ على حضور مراد وسطهم اللى كان تقريبا تايه من الفرحه

كل حاجه خلصت و مارد كمان خلّص تدريباته و اخد اجازته و الكل إستعد للفرح بحماس لحد ما جاه يومه .....
الفرح كان اسطوى و مميز و كل حاجه فيه روشه و متجهزه و مترتبلها كويس جدا
فرحتهم كانت غير .. فرحة قلوب عطشانه للفرح .. مراد كان مجهز مفاجأه مطرقعه لهمسته .. مارد كان له برنامج مجنون فاجئ بيه الكل .. مازن كان مفاجأه اذهلتهم بهبل ..

و لسه الفرح بيبتدى و المزيكا هتعلى مره واحده وقفت و و صوت حك فرامل عربيه ف الارض
كلهم بصّوا لبعض بذهول : سوووووما
ايوه انا انا : انتوا مش هتدعونى ؟
كلهم بسرعه : لاااء
سوووووما : يعنى ابقا ف النكد مدعيه و ف الفرح منسيه ؟
مارد بغيظ : و هو كان مين نكد علينا يا فقر ؟ ده انتى مش سوما ده انتى بوومه
سوما بتحذير : اناا بومه ؟

مراد خبطه : اسكت يخربييت ابوك لا تنكد علينا تانى
مارد رفع حاجبه : لا مش عليا انا
سوما رفعت حاجبها : و انا اللى كنت مجهزالكم #كلابشات_العشق_و_الجنون شهر عسل بقا و حركات و شقلبات بس طلعتوا فقر و مش وش نعمه
مراد بغيظ : نعمه دى تبقا امك
سوما : نعممم ؟
مراد كتم ضحكته : بقول شالله يخليكى لأمك

كلهم ضحكوا ف صوت واحد
مراد : سمعت انك ناويه توحدى اسم مراد على رواياتك كلها ؟
سوما : ملكش دعوه
مراد بغيظ : ابعدى بعيد عنى و عن ولادى يا متلوميش الا نفسك
سوما : احسن ده حتى اسم فقر
كلهم ضحكوا ف صوت واحد : يلا يا بت من هنا
سوما : هحضر الفرح و امشى.

مراد بغيظ : لاء خليها تتم على خير
سوما : طب العيال الغلابه دول اللى متابعينكم من اول الروايه
غرام : لااء
مارد بغدر : سيبوهالى بقا عشان انا مبقوق منها من اول الروايه اصلا
سوما بحذر : هتعمل ايه ؟
مارد بضحكة شر : نياهياهياهياهييياااه
مراد قرب معاه بضحكه صفرا : نياهياهياهيييااه
سوما : حتى انت يا فقرى ؟

همسه بتقرب معاهم : نياهياهياهييياااه
سوما : حتى انتى يا ام علقه ؟ يلا يا بت يا ام ذاكره مضروبه طب و ربنا مانا مرجعهالك
روسيليا بتقرب معاهم : نياهياهياهيياااه
سوما رفعت حاجبها : عملتلك ايه انتى كمان ؟
روسيليا : قولى معملتيش فيا ايه .. ده انتى خلفه و طلعتينى مبخلفش .. و جوزى و رمانى .. و اخويا و طلع واطى .. حتى حتة البت اللى بليتى ريقى بيها خلتيها تشك فيا
غرام شمرت كوم فستانها و قربت : نياهياهياهييااه
سوما : و حياة امك ؟ ده انتى الوحيده اللى اتشخلعتى
غرام : و نسيتى العلقه اللى خدتها من ابويا يا فقر ؟

ليليان ضحكت : من غير نياهياهياه اوعى تكونى نستينى
سوما كتمت ضحكتها : اسمعوا بس
كلهم بيقربوا بغدر : نياهياهياهيييااااه
سوما : طب نتفاهم
كلهم : نياهياهياهياهياهياهياهياهياهياهيييااااه
سوما : بس
كلهم و هما بيقربوا لحد ما وصلولها : نياهياهياهياهياهياهياهياهياهياهيييااااه نياهياهياهياهياهياهياهياهياهياهيييااااه نياهياهياهياهياهياهياهياهياهياهيييااااه

انتهت ..
فريق مدونة يوتوبيا يتمنى لكم قراءة ممتعة..
ونسعد بآرائكم وطلباتكم حول الروايات الجديدة في التعليقات..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-