رواية زوجتي المنبوذة الحلقة السابعة 7 بقلم سارة علي

 رواية زوجتي المنبوذة الحلقة السابعة 7 بقلم سارة علي

 رواية زوجتي المنبوذة الفصل السابع
 رواية زوجتي المنبوذة الجزء السابع
البارت 7

 رواية زوجتي المنبوذة الحلقة السابعة 7 بقلم سارة علي - مدونة يوتوبيا

دلفت الى داخل غرفتها والدموع تتسابق للهطول من عينيها ... اغلقت الباب بعنف واستندت عليه واضعة يدها على موضع قلبها الذي ينزف قهرا وكبتا ...
سمعت صوت طرقات على الباب فابتعدت عنه بسرعة واتجهت راكضة ناحية الحمام الملحق بالغرفة ...
اغلقت باب الحمام خلفها جيدا وانهارت على ارضية الحمام المرمرية واضعة كف يدها على فمها كمحاولة منها للسيطرة على شهقاتها المتتالية ...
" نوران ... افتحي الباب ..."
كان صوت صراخ تميم يعلو في ارجاء المكان ... ظل يطرق على الباب بقوة وهو يصيح باسمها ...
نهضت نوران من فوق ارضية الغرفة بعد ان سيطرت اخيرا على نفسها وتوقفت عن البكاء ... فتحت صنبور المياه وبدأت بغسل وجهها الذي اصبح احمر من شدة البكاء ... اغلقت صنبور المياة وجففت وجهها بالمنشفة الموضوعة بجانب مغسلة المياه محاولة قدر الامكان اخفاء اثر البكاء من على وجهها ..
فتحت الباب اخيرا بعدما استطاعت الحفاظ على رباطة جأشها لتجد تميم جالسا على سرير الغرفة ...
نهض بسرعة من مكانه ما ان سمع صوت الباب يفتح ليتأمل للحظات ملامح وجهها المحمرة وعينيها الحمراوتين ...
تقدمت نوران بسرعة ناحية خزانة ملابسها ، اخرجت حقيبة سفر كبيرة منها ثم بدأت ترمي في داخلها اغراضها ... اتجه تميم إليها وقبض على ذراعها قائلا :
" ماذا تفعلين بالضبط ...؟!"
" اتركني ..."
قالتها بازدراء وهي تحرر ذراعها من قبضته قبل ان تكمل :
" افعل ما كان يجب ان افعله منذ وقت طويل ... سوف اترك منزلك وكل شيء ..."
رد تميم عليها بتهكمه المعتاد:
" ومن قال بأني سأسمح لك بشيء كهذا ...؟!"
لتقول بنبرة عالية وقد فاض بها الكيل :
" لا يهمني ... سماحك من عدمه اخر همي ... سوف اخرج من هذا المنزل ... لن ابقى به لحظة واحدة بعد الان ..."
" على جثتي ... لن تخرجي من هنا إلا على جثتي ..."
كان يتحدث متحديا اياها ان تتجاوزه او تقف في وجهه الا انها كانت مصرة على رأيها ... لم يعد لها اي قدرة على التحمل فقالت متحدية اياه غير مبالية لملامحه التي تقطر غضبا وانفاسه العالية :
" سوف اخرج يا تميم ... غصبا عنك ..."
هجم عليها مقيدا ذراعيها بقبضتي يديه هازا اياها بعنف مرددا بحدة :
" لن تخرجي من هنا يا نوران ... لن اسمح لك بهذا ...انت لي ... اجبارا عنك ... هل فهمت ...؟!"
" طلقني ..."
اخذت ترددها عدة مرات بعصبية جامحة وهي تحاول تحرير جسدها من سيطرة جسده ...
حررت ذراعيها من سطوته واخذت تضربه على صدره وهي تردد بهذيان :
" طلقني ... طلقني ..."
اوقف ضرباتها اخيرا حينما قبض على رسغيها بكف يده ثم قرب وجهه من وجهها قائلا بنبرة متملكة :
" إياك ان تنطقيها مرة اخرى على لسانك ... هل فهمت ...؟!"
ابعدت وجهها عن وجهه لتظهر عيناها المتسعتان بذهول من حديثه ونبرته المتحكمة ... صدرها يعلو ويهبط من شدة الانفعال ... الان تأكدت بأنها دخلت في سجن لا مفر منه ... تميم اصبح مالكها ... وهي لم يعد لها اي رأي يذكر في وضعها الحالي ...
" أنت من تظن نفسك ... هل تظن بأنك امتلكتني ...؟!"
كانت تتحدث بنبرة متقطعة وما زال الذهول يسيطر عليها ليرد بثقة لا تعرف من أين اكتسبها :
" انا زوجك ومالكك وكل شيء بالنسبة لك ..."
ردت عليه بتحدي هي الاخرى :
" انا لست ملك لاحد ... وانت زوجي لفترة مؤقتة سوف تنتهي قريبا ..."
منحها ابتسامة خفيفة فاجئتها قبل ان ينفجر ضاحكا في وجهها ... توقف عن ضحكاته اخيرا ليقول بجدية :
" ثقتك هذه تعجبني كثيرا ... هل تعلمين شيئا ..؟! أنت اغرب انسانة رأيتها في حياتي ... احيانا تبدين بريئة للغاية ... خاضعة ... مستسلمة ... ثم فجأة تتحولين الى نمرة متوحشة تخربش كل من يقف في وجهها ... انت متناقضة للغاية ... وقت الجد تصبحين قويه ... تفقدين رقتك وبرائتك ... تواجهين كل من يحاول ايذائك ... وفي اوقات اخرى تستعدين فيها برائتك وهدوئك ... "
تطلعت اليه بنظرات متعجبه مما يقوله ... لقد برع في وصفها وهي تعترف بذلك ... وصفها بشكل لم يفعله احدا قبله ... وكأنه يعرفها جيدا وينفذ الى اعماقها بسلاسة ...
راقب تميم تعابير الذهول التي سيطرت على ملامح وجهها ليقول :
" اظن أن كلامي صحيح وأعجبك ايضا ....؟!"
قالت باستياء :
" كلا لم يعجبني ... "
" حقا ...؟!"
سألها بنبرة عابثة وهو يغمز لها بعينه مما جعلها تفرغ فاهها بصدمة فلا يعقل ان يكون هذا الشخص الواقف امامها هو تميم نفسه ...!!!
سيطرت اخيرا على ذهولها الواضح من تصرفاته الغريبة لترفع ذقنها وهي تجيبه بشموخ :
" حقا ... والان دعني من فضلك ألملم بقية ملابسي ..."
وجدته يقول بعناد :
" قلت لا خروج لك من منزلي ... فلا داعي لعنادك لأنه لن يجلب معي اي نتيجة ..."
زفرت انفاسها بغيظ منه ومن تحكمه المفرط لتقول بنبرة عاجزة ضائعة :
" ارجوك دعني اخرج من هنا ... "
" نوران ما رأيته في مكتبي ....."
قاطعته بسرعة :
" لا اريد منك ان تبرر لي ما رأيته ... كل شيء اصبح واضحا امامي ... انت تحب تلك المدعوة دينا ... اذا اتركني وشأني ..."
" كلا لن اتركك مهما حدث ..."
" لماذا ...؟!"
سألته بتعجب من اصراره عليها ليرد بسرعة صدمتها :
" لأني احبك ...."
اخذت نبضات قلبها تتصاعد لا اراديا ... الذهول والصدمة سيطرا على كل انش من جسدها ... اعترافه لها كان كالصفعة ... لا تصدق ما قاله لها ... هل هو يحبها فعلا ..؟
هزت رأسها بعنف محاولا نفض صدى اعترافه هذا منه لتقول اخيرا :
" تكذب ... انت تكذب ..."
" ولماذا سأكذب مثلا ...؟!"
قالها ببرود فاجئها لترد بتعب سيطر على مشاعرها قبل جسدها :
" لا اعلم ... انا لا اعلم اي شيء ..."
ثم جلست على السرير منكسه رأسها ارضا ليتقدم تميم منها وينحني امامها قائلا :
" اعلم بأنني لم افعل اي شيء يدل على حبي لك ... ولكن انا كان لدي اسبابي ... "
رمقته بنظرات غير مصدقه ... نهض هو من مكانه وقال :
" سوف اتركك لترتاحي قليلا ... ما مررت به اليوم ليس سهلا ... "
ثم خرج من الغرفة تاركا اياها حائرة بما قاله ... لا تعرف ماذا تفعل ... هل تصدقه ..؟ والاهم من هذا ...هل هي قادرة على مبادلته مشاعره ان كانت صادقة ...؟
.......................
دلف تميم الى مكتبه ليجد دينا ما زالت هناك ...
جلس خلف مكتبه وهو يتسائل بحدة :
" ماذا تفعلين الى الان في مكتبي ...؟!"
" تميم انا اسفة ... لم يكن علي ان اقبلك بهذه الطريقة ..."
قاطعها بغضب :
" لم يكن عليك ان تدخلي مكتبي من الاساس ..."
تقدمت ناحيته وانحنت اتجاهه محيطه وجهه بكفي يديها قائلة بمشاعر صادقة :
" تميم افهمني ... انا احبك ... لم استطع ان اتحمل خبر زواجك ... تصرفت بتهور ... اعترف بهذا ..."
ابعد تميم وجهه من بين كفي يديها ثم قال بضيق :
" لا داعي لهذا الكلام يا دينا ... سوف اعتبر ان ما فعلتيه لم يحدث من الاساس ... لكن اخرجي من مكتبي من فضلك ..."
نهضت دينا من وضعيتها المنحنيه وتسائلت بضيق واضح :
" لماذا تتجاهلني بهذا الشكل يا تميم ...؟ لماذا ..؟!"
ثم اردفت وهي تضع يدها على وجنته مرة اخرى :
" هل نسيت ما بيننا ومدي حبي واخلاصي لك ..."
ابعد وجهه عن يدها بنفور وقال :
" دينا اتوسل اليك ... كفي عن هذه التصرفات ... ما بيننا انتهى في الماضي ... لا داعي لأن نفتح الماضي من جديد ..."
" لكنني ما زلت احبك ..."
اخذ نفسا عميقا محاولا السيطرة على اعصابه ليقول بنبرة جاهد لتخرج منه هادئة :
" عزيزتي افهميني ... لقد عشنا علاقة لطيفة في الماضي ... وانا لا انكر أنني أحببتك وكثيرا ايضا ... ولكن علاقتنا انتهت منذ وقت طويل ... "
" هل تحبها ...؟!"
سألته بألم ظهر واضحا في نبرتها ليجيبها بجدية :
" هذا شيء يخصني ..."
" طالما تحبها ولا تحبني ... لماذا اذا ركضت اتجاهي فورا ما ان فقدت وعيي ... لماذا اخبرني...؟!"
كانت تترجاه ان يعترف بأنه ما زال عاشقا لها ..يحبها ... لم ينسها ...
" لأنك ابنة خالتي ... ومن الطبيعي ان اخاف عليك ... خوفي لا يعني بأنني ما زلت احبك مثل السابق ... قد أكون احبك بالفعل لكن كأخت لي ..."
كادت ان تلطم على وجهها ما ان قال اخر كلماته لترد بذهول :
" اخت ...!!"
اوما برأسه مؤكدا كلامه لتهز رأسها بتفهم وتتحرك مبتعدة عنه خارجة من مكتبه تاركة اياه يتابعها بنظرات حزينة متحسرة فهو اذاها دون قصد فقط لاجل مصلحته الخاصه ... احيانا يشعر بأنه نذل فهاهو يستغل الجميع لاجل غاية تخصه ... غاية مستعد ان يفعل اي شيء لينالها ...
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-