رواية عاشق المجهول الجزء الثاني كامل للكاتبة أمنية الريحاني

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني كامل للكاتبة أمنية الريحاني

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني كامل
لقراءة حلقات الجزء الأول كاملة : اضغط هنا


رواية عاشق المجهول الجزء الثاني كامل للكاتبة أمنية الريحاني - مدونة يوتوبيا

إلى أين ذهبت فاطمة، وما الذى ستحمله الأحداث القادمة، هل ستعود إلى خالد وتسامحه، أما ستسلك طريقاً أخر معه، هذا ما سنعرفه فى الجزء الثانى من عاشق المجهول تحت عنوان حب لا يعرف الإنتقام.


رواية عاشق المجهول الجزء الثاني الحلقة الأولى بقلم أمينة الريحاني


رواية عاشق المجهول الجزء الثاني الحلقة الأولى بقلم أمينة الريحاني

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني الحلقة الأولى بقلم أمينة الريحاني - مدونة يوتوبيا

يجلس على أحد الكراسي في شرفة غرفته وهو يحتضن فاطمة ويملس على شعرها في حب قائلا: كده برضه يا طمطم، أهون عليق تبعدى عني طول الضرة دى
تنظر له فاطمة في حب قائلة : غصب عني يا خالد، أوعى تفتكر إن بعدك عني كان سهل عليا..



خالد: اللي مزعلنى منك إنك أفتكرتي إني ممكن أخونك، وأنا مستحيل أعمل كده، مستحيل أخونك بعد ما لقيتك يا فاطمة، إنتي الحب اللي كنت بدور عليه من زمان، أنا بندم على كل لحظة مشوفتش الحب ده، وعلى كل لحظة ضيعتها وأنا بعيد عنك.

فاطمة: مقدرتش يا خالد، مقدرتش أشوفك في حضن واحدة غيري، كان صعب عليا أوى، لكن لما فكرت ورجعت لعقلبي عرفت إني ظلمتك وإنك عمرك ما تخون حبي ليك .



خالد: خلاص يا حبيبتي، المهم إنك معايا دلوقتى، أوعدينى إنك متبعديش عني ثاني أبدا مهما حصل
فاطمة: أوعدك إن طول ما قلبي عايش وبيدق هيدق ليك ولحبك أنت وبس
خالد. طب قوليلى بقى، إنتى كنتى فين الفترة اللي فاتت دى...
فاطمة إنتى مبترديش عليا ليه.. فاطمة، فاطمة...

ليستيقظ من النوم مفزوعا وهو ينادى بإسمها: فااااااطمة
ينظر إلى شرفة حجرته ليجدها مغلقة، ويجد نفسه نائما على سريره، فيدرك أن ما كان به مجرد حلم جميل كغيره من الأحلام التى أعتاد عليها منذ غياب فاطمة عنه، يمسح وجهه بيده في تعب وحزن قائلا: حلم تان يا فاطمة، إنتى فين بقى، أرجعي حرام عليك، ارجعي يا فاطمة، ارجعي..



في الصباح في فيلا الصفدي:
يرتدى عادل ملابسه أمام الرآة، بينما تنظر إليه وردة في ضيق قائلة : نازل بدرى برضه زى كل يوم
ينظر لها عادل في تعجب قائلا: وفيها إيه مش رايح شغلى؟!
وردة: شغلك ؟! شغلك الساعة 8 الصبح يا عادل، دا الموظفين نفسهم لسه مجوش
عادل: قصدك إيه يعني، هيكون عندي سهرة الساعة 8 الصبح، ولا متجوز عليك وبروح أجيبلها اللبن، مش تكبري عقلك كده.



تنظر له وردة في ضيق قائلة: وطبعا هتتأخر زى كل يوم، وتسيبني لوحدي طول اليوم
يجلس عادل بجانبها قائلا: مالك يا وردة، إيه اللي مضايقك؟
تنظر له وردة دون أى رد، فيكمل قائلا: لسه ماما بضايقك ؟
وردة: معرفش" هي كرهانى ليه، مع إنها بتعامل الكل كويس، وبتيجي عندي أنا وبحسها مش طايقاني مش عرفة ليه
عادل : دا بيتهيألك بس يا حبيبتي، هي ماما كده من زمان طبعها صعب، أمال أنا كنت بطفش منها ليه وأروح أقعد عند عمتى.



وردة : ودلوقتى بتطفش وتروح للشركة وترجع أخر الليل، وأنا سايبنى طول اليوم معاها لوحدي تقطم فيا وتسمم بدنى بكلامها، يا عادل أنا مخنوقة وحاسة إني لوحدى أوي"، خصوصا بعد ما فاطمة أختفت لأنها هي كانت صاحبتي الوحيدة وأختى كمان، أنا مش لاقية حد جنبى ومليش غرك وأنت طول الوقت سايبني ومشعول عني، ورافض حتى أنزل الشغل معاك
يملس عادل على وجنتيها قائلا: خلاص يا حبيبتي أوعدك هفضي نفسي عشانك، وهكلم ماما هخليها تخف عنك، لكن شغل لا، مش وردة الصفدي اللي تتزل تشتغل سكرتيرة.

ينظر عادل في ساعتها قائلا: أووووه، شفتى بقى، قعدنا نتكلم، وأتأخرت على الشغل
يقبلها فرأسها قائلا: روق يا جميل وأنا لما أجى بليل هصالحك، والزعل مرفوع
يخرج عادل في ضيق من وردة التى تنظر إلى أثره قائلا: فينك يا فاطمة محتاجة وجودك أوى جنبى
يتوجه عادل إني غرفة غالية التى تلعب مع عادل الصغير ابن غادة، فيدخل عليها عادل مقبلا يدها قائلا: صباح الخير يا ماما..

غالية :صباح النور يا عادل
يمسك عادل الصغير ويحمله قائلا: صباح الخير يا بشمهندس يا صغير
عادل الصغير : صباح النور يا خالو
غالية : عقبال ما أشوف ولادك يا حبيى أنت كمان
يتمتم عادل في نفسه قائلا: آه أبتدينا على الصبح.

وينظر لغالية قائلا: إن شاء الله يا ماما
غالية: خلى الشملولة مراتك تتنحرر شوية
عادل: تتنحرر تعمل إيه يعني، ما هي راحت كشفت والدكتورة قالت معندهاش حاجة وض مسألة وقت...

غالية : يا سلام ما تروح تكشف عند حد ثانى، إن شاء الله تسافر برة، انا عايزة أشوف عيالك بيجروا حواليا، و لو مفيش منها أمل تتجوز غرها.
عادل: إيه اللي بتقوليه ده بس يا ماما، أتجوز على مراتى، دا جزاء عشرتها ليا، أنا نفسي أعرف إنتي مبتحبهاش ليه ؟ من أول يوم حطاها في دماغك.
غالية : معرفش، سبحان الله مش نزلالى من زور، كنت عايزالك واحدة كده بنت ناس تليق بيك، شوف خالد ابن عمتك أتجوز غادة الصفدي بنتى وحتى لما طلقها أتجوز فاطمة الحديدى بنت أخويا، حد يشرفه وبرفع اسمه، مش أنت رايح تتجوزلى بنت موظف على المعاش.

عادل: يا ماما وهي وردة مش بنت ناس، بالعكس بقى وردة بنت ناس محترمة وطيبين أوى، ومش معني إنهم مش أغنيا يبقوا وحشين، الدنيا أتغيرت، وبعدين دلوقتي عجبك خالد واختياراته، وفاطمة بقت دلوقى تليق وتشرف.
غالية : طبعا تليق كفاية إنها فاطمة الحديدى بنت اخويا الله يرحمه، يا ما كان نفسي أنت اللي تتجوزها يا عادل، بس يالا أهو نصيب.
ينظر عادل إلى الفراغ شاردا ويتنهد في آلم، تقطع غالية شروده قائلة : غادة كلمتني الصبح وبتسلم عليك.

عادل: هي لسه فاكرة إن ليها أهل، بعد ما أطلقت من خالد وراحت هربت برة بحجة إنها مش قادرة تعيش في البلد بعد ما خالد أتجوز فاطمة، ونعرف في الأخر إنها أتجوزت هناك واحد غنى، لا وسايبة ابنها ورمياه، يالا طول عمرها ماشية بدماغها، انا همشى يا ماما عشان أتأخرت، وعشان خاطري خفي على وردة شوية، متنسيش إنها مراتي، ورحمة بابا يا شيخة متزعلهاش.
غالية: حاضز يا أبنى هعصر على نفسي شوال لمون.

يخرج عادل من غرفة غالية ويغادر راكبا سيارته، وفي الطريق يمسك عادل هاتفه ويخابر إحدهما قائلا: ألو، أيوا يا حبيى أنا في الطريق جايلك حالا، معلش أتأخرت عليك..

في منزل أهل وردة :
تجلس أم وردة على طاولة الإفطار، فتتجه نحوها زهرة قائلة :
صباح الخير يا ماما
أم وردة : صباح النور يازهرة، نازلة بدرى النهاردة يعني؟

زهرة : آه يا ماما أدعيلى عندي إمتحان النهاردة
أم وردة : ربنا ينجحك يا بنتى، وييسر لك الخير
تنظر زهرة حولها قائلة : أمال بابا فين يا ماما ؟

أم وردة : راح يقبض المعاش يا بنتى، صحيح أختك بتسلم عليك
تنظر لها زهرة في فرح قائلة : وردة وحشتنى أوى، مش ناوية تنزل القاهرة قريب
أم وردة: معرفش يا بنتى، بتقول جوزها مشغول ومش فاضى ينزلها، بس بينى وبينك حسيت من صوتها إنها مضايقة من حاجة
تنظر لها زهرة في تساؤل : يمكن أبيه عادل مزعلها يا ماما..

أم وردة: لا يا بئتى، الشهادة لله الراجل من ساعة ما أتجوزها مدسلهاش على طرف، انما العقربة أمه مسودة عيشة أختك
تنظر زهرة إلي الساعة في عجلة قائلة : يارب يا ماما، أنا أتأخرت على الامتحان، متنسيش تدعيلي بقى
وتغادر زهرة تاركة أمها التى تدعو لها بالنجاح وتدعو بصلاح الحال لوردة.

في شركة البدر:
يجلس خالد واضعا يده على وجهه، يدخل عليه حسام الذى ينظر إليه في شفقة قائلا: مالك يا خالد، جاي بدرى يعني النهاردة ؟
ينظر له خالد قائلا: ما أنت عارف، من ساعة اللي حصل والنوم مبقاش سهل.

حسام : ولسه مفيش أخبار عن فاطمة برضه؟
خالد: ولا أى أخبار، انا هتجئن يا حسام، سنة لحد دلوقتى مختفية، معرفش عنها أى حاجة، مفيش مكان مدورتش فيه، قلبت عليها الدنيا، واللى واجعني إنها مشيت وهي فكراني خونتها، ومتدنيش فرصة حتى أدافع عن نفسي، خدت أخويا جاسر وهربت، وحشتينى أوى وهو كمان وحشني أوى، الدنيا وحشة أوى من
غيرهم يا حسام..

حسام: متقلقش يا خالد إن شا الله هيرجعولك بالسلامة
خالد: معنش يا حسام انا عارف إني متقل عليك اليومين دول
ينظر له حسام قائلة في مرح: اليومين دول ؟! دا أنت من ساعة الرواية ما بدأت وانت متقل عليا، ياراجل دا أنت أتجوزت تلات مرات وخلفت وأنا عنست جنبك مش لاق وقت أتجوز، بس يالا كله لوجه الله.

يتركه حسام ويغادر، وبعدها يرن هاتف خالد، ينظر خالد إني الرقم ويبتسم قائلا: الندل اللي مبيسألش على حد.
عادل: وحشنى يا صاحبى أوى
خالد: أنت كمان وحشتنى يا عادل، ومحتاجك جنبى أوى، بس أعمل إيه أنت اللي ندل ونقلت كل حاجة إسكندرية بعد وفاة خالى الله برحمه، مش كان زمانكم جنبي دلوقتي..

عادل: معلش يا خالد، خلاص بقى نرجع لبلدنا معدش لينا حاجة في القاهرة، بابا الله يرحمه، وخالى عاصم وعمتى مريم الله يرحمهم كلهم، هنقعد في القاهرة لمين، قولت نرجع لمكانا، خصوصا بعد ما أضطريت أمسك شركة بابا، ما هو خلاص مبقاش في غيرى..
حالد: ااااه ه، عندك حق، أنت مبقاش ليك حد هنا، وأنا مبقاش ليا لا حد هنا ولا حد هناك، بقيت لوحدى يا عادل، والوحيدة اللي كانت ليا ومالية كل حيالى هي كمان مشيت..

عادل: هترجع يا خالد، صدقنى فاطمة هترجع، فاطمة بتحبك خليك واثق في ده، ومهما طال غيابها برضه في الأخر هترجعلك
خالد: يارب يا عادل، المهم أنا هجيلك إسكندرية بكرة إن شاء الله أنا والبنات، محتاج أغير جو يومين، وهما كمان زهقانين
عادل: تنور يا حبيبى، خلاص هبلغهم في الفيلا يوضبولك الدنيا..

خالد: لا فيلا إيه، انا هنزل في شقتنا القديمة وحشتني أوى، محتاجين وردة تبقى مع البنات ومع دادة كريم اليومين دول
عادل: من غير ما تقول يا خالد، أنت عرف وردة بتحب بناتك إزاي، إحنا أخوات، هقولها حاضر
يغلق عادل مع خالد الهاتف وينظر إلي الفراغ في حزن على حال صديقه.

في عيادة الطبيبة:
تجلس وردة أمام الطبيبة في قلق، تنظر إليها الطبيبة قائلة: مالك
بس يا مدام وردة قلقانة ليه كده ؟
وردة : خايفة يا دكتورة من نتيجة التحاليل
الطبيبة: زى ما قولتلك الموضوع محتاج علاج مش أكتر وان شاء الله العلاج يجيب نتيجة..

وردة: والعلاج ده هياخد قد إيه، أنا بقالى أربع سنين متجوزة
الطبيبة : دا حسب إستجابة جسمك للعلاج، والموضوع كله بايد ربنا، ممكن ياخد شهر أتنين و حتى سنة، إنتى أعملى اللي عليك وسيبيها على الله
وردة : يارب
تخرج وردة من عيادة الطبيبة، وتركب سيارتها، ينظر السائق إليها قائلا: على فين يا مدام؟

تنظر له وردة في شرود محدثة نفسها قائلة: مش عارفة، مش عارفة أروح فين، لو روحت دلوقتي طنط غالية هتسمعني كلمتين في جنابى بسبب موضوع الحمل، وأنا مش مستحملة.
تنظر له وردة قائلة : على شركة عادل بيه لو سمحت.

تصل وردة إلى شركة عادل وتتوجه إني مكتبه ولكن السكرتيرة تبلغها بأنه غير موجود، تنظر وردة إني الفراغ في قلق قائلة : هيكون راح فين، معقولة يكون اللي في دماغى صح..
تغادر وردة الشركة وتتوجه إلى الفيلا، وعند دخولها تجد غالية في إنتطرها قائلة : كنتي فين يا مرات ابني؟
تنظر لها وردة في تردد قائلة : كنت عند الدكتورة يا طنط
غالية : ها وقالتلك إيه في أمل تخلفي، ولا خلاص ابنى أنكتب عليه ميكونلوش عيال ؟

تنظر لها وردة قائلة : لا يا طنط في أمل إن شاء الله، الدكتور قالت إن الموضوع مسألة وقت مش أكثر..
تنظر لها غالية في سخرية قائله : وقت ؟! طيب يعني ادامكم بقى لما شعركم يشيب وبعدين تبقوا تخلفوا، على رأى المثل ولاد الشيبة يتامى..
تنظر لها وردة قائلة في آلم : عن إذنك يا طنط..

تصعد وردة إني غرفتها، وعند دخولها الغرفة ترتمي على سريرها منهرة في البكاء قائلة: يارب أنا تعبت، تعبت اوى، مش عرفة ألاقيها منين ولا منين، من حماتى اللي مش طيقاني، وعلطول تسمم بدني بكلامها، ولا من جوزي اللي مش حاسس بيا وعلطول سايبنى، ولا من قلقى ووجع قلبي إني مخلفتش لحد دلوقتي، يارب، فينك يا فاطمة تهوني عليا اللي أنا فيه.

في المساء:
يدخل عادل غرفته في هدوء، ليجد وردة جالسة على السرير تنظر إيله نظرة غامضة، ينظر لها عادل متساءلا: مساء الخير، مالك يا وردة ؟
وردة: كنت فين يا عادل؟
عادل: كنت في الشركة يا وردة، هكون فين يعني ؟
وردة: متأكد إنك كنت في الشركة، أصل عديت عليك النهاردة ملقيتكش.

يظهر على عادل التوتر قائلا: عديتي عليا ؟! ليه خير في حاجة؟
وردة: لا أبدأ، كنت بطمن عليك، فيها حاجة ما أعدي على جوزي في شغله
عادل : لا مفهاش، أنا بس كان عندي غدا عمل برة مع عملاء
وردة: غريبة مع إن سكريترتك مقالتليش انك عندك غداء عمل ولا حاجة، مش المفروض إنها بتبقى عارفة عنك أنت فين، ما أنا كنت سكرتيرة وعارفة..
عادل: قصدك إيه يا وردة؟
وردة: مقصديش حاجة يا عادل، تصبح على خير..

في اليوم التالى :
يصل خالد إلى شقته القديمة بالإسكندرية، ويدخلها هو وبناته فاطمة و روضوى ومعهم كريمة، يظل خالد يتجول في الشقة في إشتياق، يدخل غرفة والدته ويملس على صورتها وعلى سريرها في حزن قائلا: الله يرحمك يا أمى.

بعدها يتوجه إلي غرفة حبيبته وزوجته فاطمة، ويظل يتجول فيها ، ويملس على سريرها ودولابها ومكتبها، ويتذكر ذكرياته معها في هذا المكان وصوتها يتردد إلي أذنيه..

" فاطمة: ممكن تقولي يعني إيه أمان، إيه الحاجة اللي تخلي الواحد مطمن وينام وهو مش خايف
خالد: في حاجات كثير تخلي الواحد مش خايف ويحس بالأمان، حضن أمه، سند أبوه، بيته أللى بيحتويه ويحس جواه بالإستقرار، وجوده في وسط أهله، يعني حاجات كتير..
فاطمة: أهو أنا بقى معنديش ولا حاجة من الحاجات اللي قولت حصرتك عليها عشان أحس بالأمان ومخافش
خالد: في حاجة كمان نسيت أقولك عليها ممكن تخلى الواحد يحس بالأمان، حد يكون سندك وضهرك، ياخد باله منك ويراعاك، ويعتبرك عوض من ربنا ليه عن حاجة مهمة ضاعت منه وكان فاكرها مش هترجع كل اللي عايز أقولهولك، أو بمعني أصح أوعدك بيه، إني مش هسمح للخوف يعرف طريقك ثاني، ممكن تثقي فيا وتتأكدي إني أقدر أعمل ده "

يفتح خالد دولابها القديم، فيجد الفستان الذى قد أحضره لها من قبل مازال معلقا بداخل دولابها وكأن الوقت لم يمضى عليه، يمسك خالد الفستان وينظر إلى الفراغ متذكرا حديثه معها...

"فاطمة : إيه يا أبيه، الفستان وحش عليا ولا إيه؟
خالد: لا يا حبيبتي، الفستان حلو عليك
فاطمة: أمال بتفكر في إيه؟
خالد: بفكر في اليوم اللى هتخرجي فيه عليا لابسة الفستان الأبيض وعروسة
فاطمة في صدمة: ها، عروسة ؟!
خالد: طبعا عروسة، وهتبقى أحلى عروسة كمان، ساعتها مش هتنازل إني أسلمك بإيدي لعريسك بنفسي، حتى لو عمى عاصم وخالى يحيي عارضوني ".

يعود خالد إلى الواقع ويترك الفستان على السرير، و يجلس على مكتبها محتضنا كتاب قديم خاص بيها ويعاود تذكر مواقفه معها من جديد

"فاطمة: كل واحد فينا بيعدي عليه أيام صعبة، ممكن يضيع منه حد بيحبه أو حاجة كان عايزها، لكن لما بيصبر ويتأكد إن إختيار ربنا ليه هو الأحسن دايما، بيرتاح، علفكرة دا مش كلامي، دا كلامك أنت ليا، كنت شايفة الدنيا سودا أوى ومفهاش أى نور، لكن فجأة ظهر لي نور، عرفني إن لسه في حاجات حلوة في الدنيا، وإني ممكن أعيش وأكمل حياتي، عارف مين النور دا يا أبيه؟ حضرتك يا أبيه، أيوا حضرتك النور ده، من ساعة ما عرفتك وأنت بالنسبة لى القوة والأمان، عارف يعني إيه، يعني أنا بستمد أماني منك، يعني أنا بنام مش خائفة عشان عارفة إنك موجود معايا، يعني أنا نسيت الخوف ورجعت أشوف الحياة حلوة عشان أنت
موجود فيها...
لكن دلوقي أنا خايفة، ومحتجاك ترجع أبيه خالد من ثاني، أرجوك يا أبيه فوق وأرجع، أرجوك متخليش ضعفك وحزنك يكسروك، لأنك لو أتكسرت أنا كمان هتكسر"

يعود خالد إلي الواقع وقد غلبته دموعه، فيمسح دموعه قائلا:
الحاجة الوحيدة اللي ممكن تكسرني فهي إنتي يا فاطمة، ارجعيلي يا فاطمة، ارجعيلي..

في اليوم التالى:
بعد أن يترك خالد بناته مع وردة وكريمة، يقرر أن يذهب إلى الكازينو الذى كان دائما ما يأخذ فاطمة إليه، يصل خالد إلى الكازينو ويطلب من النادل فنجانا من القهوة، وبعدها يظل يتذكر ذكرياته مع فاطمة في هذا المكان وهو شارد ينظر إلى البحر، ولكن يقطع شروده منظر جعل عيناه تتسع في غير تصديق قائلا في صدمة :
مش ممكن، فاااااطمة!!!!...
يتبع..


رواية عاشق المجهول الجزء الثاني البارت الثاني بقلم أمينة الريحاني


كان خالد يجلس شاردا ينظر إلى البحر حين وقعت، عيناه على الطايق العلوى من الكازينو، فيتفاجئ بفاطمة تجلس بالأعلى تلاعب طفل صغير وهى تتحدث فى هاتفها ينظر خالد فى غير تصديق قائلا فى صدمة : مشممكن، فااااطمة!
يركض خالد مسرعا إلى الطابق العلوى من الكازينو يبحث عن فاطمة ولكنه يتفاجئ بمكانها خالى، ينادى
خالد على النادل قائلا فى لهفة : لو سمحت هو كان فى واحدة شابة كانت قاعدة هنا دلوقتى ومعاها طفل صغير..


ينظر النادل إلى خالد مستنكرا: لا يا بيه مفيش واحدة كانت قاعدة هنا ولا حاجة
ينظر خالد إلى الطاولة، ثم يعيد النظر إلى النادل قائلا وهو يشير إلى الكوب الموضوع أعلى الطاولة: أمال مين اللي كان بيشرب كوباية العصير دى؟
النادل: دى ست عجوزة عمرها يعدى الستين كانت قاعدة هنا ولسه ماشية حالا، هو فى حاجة يا بيه
يزفر خالد فى ضيق قائلا: لا مفيش، متشكر..


يعود خالد إلى طاولته ويمسك بهاتفه طالبا عادل: أيوا يا عادل، تعالالى على كازينو...، بسرعة يا عادل
بعد مرور تلت ساعة تقريبا يجد خالد عادل قادما إليه مهرولا ويبدو عليه القلق
عادل: فى إيه يا ابنى خضتينى ؟
خالد: هو أنت لحقت تيجى
عادل: ما أنا كنت فى مشوار جنبك ولما طلبتنى جيت على ملى وشى، فى إيه يا خالد مالك؟

خالد: شوفتها يا عادل، شوفت فاطمة
ينظر له عادل فى دهشة قائلا: شوفتها ؟! شوفتها فين ؟
خالد: شوفتها هنا فى الكازينو، كانت قاعدة ومعاها عيل صغير بتلاعبه
عادل: طب مروحتلهاش ليه؟
خالد: على ما روحت المكان اللي قاعدة فيه ملقتهاش، واللي يجنن إن المتر بيقول إنها مكنتش موجودة، وإن واحدة عجوزة اللي كانت قاعدة
عادل: ما يمكن بيتهيألك يا خالد؟



يضع خالد يده على رأسه فى تعب قائلا: مش عارف يا عادل، من يوم ما فاطمة بعدت عنى وأنا فعلا مبقتش
عارف حاجة، فاطمة كانت هى النور اللي بيدلنى على الطريق أدامى، كانت هى الحياة، أنا أكتشفت إن طول السنين اللي فاتت من ساعة ما عرفت فاطمة وهى بتكبر أدامى يوم ورا يوم غنها مكنتش مجرد إنسانة حبيتها وحبيتنى ووقفت جنبى كتير، لا يا عادل أنا أكتشفت إن فاطمة حاجة جوايا، جوايا أوى، حتة منى، حاجة أكتر من كونها حب وأعمق من كونها عشق...

ينظر عادل لخالد فى شفقة على حاله، ليبادله خالد نظرته قائلا: آآآآآآآه لو تعرف أنا بموت إزاى كل يوم وهى بعيد عنى، لو تعرف إنى قلبى لو لسه بيدق، بيدق على أمل إنها ترجعلى، وحشتينى أوى يا عادل أوى
عادل: كفاية يا خالد، بقالك سنة على كده، كفاية
خالد: لا مش كفاية يا عادل، مش كفاية أى حاجة فى الدنيا على فاطمة، اسمعنى يا عادل، أنا لازم ألاقي فاطمة لازم..


عادل: طب ما إحنا دورنا عليها
خالد: ندور تانى، أنا قلبى حاسس إنى اللي شوفتها النهاردة دى تبقى فاطمة مش خيال ولا وهم، وقلبى
حاسس إنها هنا فى إسكندرية، عشان كده عايزك تساعدنى وتخلى محسن صاحبك اللي بيشتغل فى المباحث يقلب عليها إسكندرية فى كل مكان...
عادل: حاضر يا خالد، هعمل اللي أنت عايزة بس أرتاح أنت..

خالد: عمرى ما هرتاح وفاطمة بعيد عنى.
يغادر خالد وعادل الكازينو متجهين إلى شقة خاد، ليجدوا وردة تلعب من الأطفال فى سعادة، ينظر خالد إلى وردة فى شكر قائلا: تعبناكى معانا يا وردة النهاردة
تنظر له وردة فى إستنكار قائلة : مفيش تعب ولا حاجة يا خالد، أنت متعرفش معزة البنات عندى، وخصوصا فاطمة، تلتمع الدموع فى عين وردة إثر ذكرها اسم فاطمة، فهى بمثابة الاخت والرفيقة التى تفتقد وجودها..

ينظر خالد إلى وردة فى حزن قائلا: هترجع يا وردة إن شاء الله
ينظر عادل إلى وردة قائلا: طب يالا يا حبيبتى عشان نروح إحنا
ويعيد النظر إلى خالد قانلا: وأنا هعمل اللي أتفقنا عليه وهبلغك بالنتيجة علطول
خالد: وأنا مش هسيب إسكندرية قبل ما أعرف مكان فاطمة
بعد فترة يصل عادل ووردة أمام بوابة الفيلا، ينظر عادل إلى وردة قائلا: أنزلى إنتى يا وردة وأنا هروح مشوار صغير كده وراجع علطول.
تنظر له وردة فى تهكم دون أى رد وتتركه وتنزل من السيارة، ينظر عادل إلى أثرها فى ضيق ويغادر بسيارته

فى شقة خالد:
يجلس خالد فى شقته بعد أن أطمأن على بناته فى غرفتهم، ويتحدث غلى الهاتف قائلا: معلش يا حسام، عارف إنى متقل عليك، بس أنا مضطر أغيب شوية فى إسكندرية
حسام: يا خالد الشركة محتجالك، والمشاكل بتزيد وأنا مش ملاحق لوحدى
خالد: عارف يا حسام، وصدقنى غصب عنى، أوعدك هحاول أخلص الموضوع اللي فى إيدى ده وهرجعلك
يغلق خالد الهاتف مع حسام ويستند برأسه إلى الخلف مغمضا عينيه ومحدثا نفسه قائلا: لما كنت زمان ببقى مضايق، وأقعد فى أوضتى لوحدى، كنتى بتدخلى عليا وأول لما تلاقينى مضايق ومش قادر أتكلم تقررى تنسحبى، لكن فاكرة ساعتها أنا كنت بعمل إيه..

ويقطع حديثه مع نفسه صوت زلزل كيانه قائلة : كنت بتمسك إيدى، وتقولى خليكى يا فاطمة، مش عايز أقعد لوحدى، محتاج وجودك جنبى.
يقع الصوت على أذن خالد كالصاعقة، فيفتح عينيه فى صدمة، فتتسعا عند رؤيته لفاطمة
ينظر خالد إلى فاطمة فى صدمة قائلا: فاطمة، هو إنتى بجد ولا أنا بحلم..

تقترب فاطمة من خالد قائلة : زمان لما كنت صغيرة كنت شايفاك بالنسبة لى حاجة كبيرة أوى، حاجة أكبر من إنها تضعف أو تنهزم، كنت بستمد قوتى منك، وأمانى كان وجودك جنبى، ولما كنت بتبقى مضايق، كنت بتطلب منى أفضل معاك لأنى وجودى بيريحك، مكنتش تعرف ساعتها إنك بتبنى جوا قلبى حب كبير مهما تعدى الأيام عليه كان بيقوى مش بيضعف..

خالد: يااااااه يا فاطمة، وحشنى كلامك أوى، وحشنى حبك، وحشنى حياتى وإنتى فيها، تعالى يا فاطمة، تعالى ننسى اللي فات ونشيل من حسابتنا أى حاجة زعلتنا من بعض زمان، إيه رأيك؟ يا فاااطمة...
ليقوم خالد مفزوعا فيجد نفسه قد غلبه النوم وهو جالسا على الكرسى، يضع خالد وجهه بين كفيه قائئلا فى حزن : فاطمة.

فى فيلا الصفدى:
تجلس وردة فى غرفتها تتحدث إلى أمها فى الهاتف ويبدو عليها الضيق، وفى الخارج تقف غالية تصتنت إلى حديث وردة مع أمها
وردة: يا ماما بقولك قلبى حاسس إنه متجوز عليا تقوليلى أهدى.... لا مفيش فى إيدى دليل، بس كل تصرفاته وطريقته معايا بتقول إن فى واحدة فى حياته ....يعنى إيه مخربش بيتى هو دا اللي همك وكل اللي حكتهولك مش مهم ... خلاص يا ماما سلام دلوقتى.

تغلق وردة الهاتف فى غضب قائلة : فينك يا فاطمة إنتى الوحيدة اللي كنتى بتفهمينى
بعد أن سمعت غالية حديث وردة مع أمها، تنظر إلى الفراغ محدثة نفسها : معقولة عادل يكون متجوز على مراته، لا دا الموضوع كبير، ولازم أعرفه
يقطع شرودها سماع صوت خطوات تقترب من الباب، فتركض مسرعة فى هدوء متجهة إلى غرفتها..

بعد عدة ساعات يصل عادل إلى الفيلا، ليجد غالية فى إنتظاره فى ترقب
ينظر عادل إلى والدته فى دهشة قائلا: مساء الخير يا ماما، إيه اللي مصحيكى لحد دلوقتى؟
غالية: مستنياك يا ابنى، أنت كنت فين ؟
عادل: هى وردة موصياكى عليا ولا إيه، هى اللي متعودة تستنانى عشان تحقق معايا
تتجه غالية إلى عادل قائلة فى حزم: ورايا على أوضتى، عايزة اتكلم معاك.. وتتركه وتغادر فى حيرة من أمره،ينظر إلى الفراغ قائلا: هو فى إيه بالظبط؟
تدخل غالية غرفتها يتبعها عادل، ينظر عادل إلى غالية قائلا: خير يا ماما قلقتينى ؟

غالية: هو سؤال يا عادل وتجاوبنى عليه بصراحة
عادل: أسألى يا ماما
غالية : أنت متجوز على مراتك
يلتفت عادل مواليا ظهره إلى غالية قائلا فى إرتباك واضح: متجوز؟! مين اللي قالك الكلام الفارغ ده؟
غالية: عادل يا ابن يحيى، لف كده وبصلى، ومن غير لف ودوران رد عليا، أنت متجوز على وردة مراتك ولا لا
يظل عادل صامتا فترة، وبعدها يلتفت إلى غالية قائلا:
أيوا يا ماما، أنا متجوز على وردة

يدخل عادل إلى غرفته، فيجد وردة نائمة، يتنهد عادل فى راحة، ثم يتجه إلى السرير لينام بعد أن يبدل ملابسه، بعدها تفتح وردة عينيها وتنظر إلى الفراغ...

فى اليوم التالى :
تجهز وردة الفطار وتضعه على طاولة الطعام، ينزل عادل ويتوجه إلى وردة قائلا: صباح الخير يا وردة
تنظر له وردة فى ضيق قائلة : صباح النور
وتهم بالمغادرة، فيمسك عادل يدها قائلا: عارف إنك زعلانة منى، حقك عليا ويقبلها عادل فى جبينها قائلا: صدقينى تأخيرى إمبارح كان غصب عنى

تنظر له وردة فى يأس قائلة : مش أول مرة يا عادل، أنا خلاص أتعودت منك على التجاهل..
يمسك عادل يديها الأثنين ويجذبها لتجلس أمامه قائلا: اسمعى يا وردة، الكلام اللي هقوله مكنش ينفع أقوله لحد، لأنها حاجة متخصنيش، بس إنتى زعلك غالى عليا أوى يا وردة، ولازم تعرفى اللي شاغلنى
وردة: وإيه بقى اللي شغلك عنى.؟
عادل: فاطمة
تنظر له وردة فى ذهول قائلة : فاطمة؟!

عادل: إنتى عارفة من ساعة ما فاطمة أختفت وخالد حالته عاملة إزاى، خالد مش قادر يكمل حياته من غيرها يا وردة، عشان كده أنا بعمل كل وسعى عشان ألاقيها وأخليها ترجع لخالد، لأنى واثق مليون فى المية إن هى كمان بتتعذب زيه لو مكنش أكتر منه..
وردة: ياسلااام طب وإمبارح إيه اللي أخرك، كنت بدور على فاطمة برضه
عادل: برضه هقولك، خالد يا ستى تقريبا أتجنن بقى ماشى يتخيل فاطمة أدامه فى كل مكان، أقربها إمبارح..

قال بيقول شافها فى الكازينو اللي كان قاعد فيه.
وردة: وهو فعلا شافها ؟
عادل: شافها فين يا بنتى، بقولك ماشى بيتخيل على نفسه، عشان كده طلب منى أكلم محسن صاحبى ونقلب عليها إسكندرية، ودا اللي خلانى سيبتك وروحتله

وردة: يارب يا عادل، امشى ورا كلامه يمكن نوصل لحاجة
ينظر لها عادل فى حب قائلا: معلش يا دودو عشان خاطرى أستحملينى اليومين دول بس، وأوعدك بعدها هبقى ليكى لوحدك ومفيش حاجة هتشغلنى عنك، ها سماح المرة دى؟
توميء له وردة رأسها بالموافقة، فيقبلها فى جبينها قائلا: همشى أنا بقى عشان أتأخرت، سلام.

بعد أن يغادر عادل ويترك وردة، تنظر غالية إليها من أعلى فى شفقة، وقد أستمعت لحديثها مع عادل محدثة نفسها: يا عينى عليكى يا بنتى، الواد كل عقلك بكلمتين، الله يسامحك يا عادل.
تظل تنظر غالية إلى وردة فى شفقة وهى تتذكر حديثها مع عادل ليلة أمس...

عادل: ايوا يا ماما، أنا متجوز على وردة تنظر له غالية فى صدمة قائلة : إيه، متجوز، طب ليه
مقولتليش يا ابنى، وليه أصلا تتجوز على مراتك ؟
عادل: عشان أنا بنى أدم يا ماما، ونفسي أبقى أب، أوعى تكونى فاكرة إنى مكنتش مضايق من موضوع تأخير الحمل، بس مكنتش عايز أبين عشان مجرحش وردة، حتى لما خبيت موضوع جوازى عنها، كان برضه عشان مجرحهاش بس أعتقد إن اللي عملته دا كان حقى.

غالية: أيوا يا ابنى، بس البنت حرام صدمتها هتبقى جامدة أوى
عادل: غريبة، مش هى دى وردة اللي مكنتيش موافقة على جوازى منها وشايفاها مش مناسبة ليا، دلوقتى صعبانة عليكى
غالية: يا عادل أنا أم، وأتوجعت لما عرفت إن جوز أختك الله يقحمه كان متجوز عليها والحزن على بنتى ساعتها، عشان كده أنا دلوقتى حاسة بمراتك وباللى هتحس بيه لما تعرف بجوازك.

عادل: عشان كده أنا بحاول آخر خبر إنها تعرف على قد ما أقدر
غالية: وهتفضل مخبى لحد إمتى؟
عادل: لحد ما مراتى تولد إن شاء الله

وتعود غالية إلى الواقع ومازالت تنظر إلى وردة فى شفقة محدثة نفسها : يا عينى يا بنتى، يا صدمتك لما تلاقى جوزك داخل عليكى بابنه بعد كام شهر، على قد فرحتى إن ابنى هيبقى له ذرية، على قد وجعى عليكى..

تنزل غالية إلى الأسل متجهة إلى وردة وعلى وجهها إبتسامة على غير العادة، تنظر إلى وردة قائلة : صباح الخير يا وردة
تنظر لها وردة فى تعجب قائلة : صباح النور يا طنط
غالية : عادل مشى
وردة: آه يا طنط
غالية: طب وإنتى بتفطرى لوحدك ليه يا بنتى.

تنظر لها وردة فى دهشة قائلة : بنتى؟! عادى يا طنط أتعودت على كده
غالية : طب استأذنك تروحى تجيبى فطارى من المطبخ أفطر معاكى، وأهو نفتخ نفس بعض.
تتسمع عينا وردة قائلة : حضرتك عايزة تفطرى معايا أنا، حضرتك متأكدة ؟
غالية: وفيها إيه يا بنتى، مش مرات أبنى
ترفع وردة كتفيها فى دهشة غير مصدقة لما يحدث، وتتوجه إلى المطبخ لتحضر فطور غالية فى حيرة
ودهشة من أمرها.

بعد عدة أيام فى شركة الصفدى:
يدخل خالد إلى مكتب عادل فى شركته قائلا فى قلق: ها يا عادل عرفت عنها حاجة؟
عادل: لا يا خالد، محسن قلب عليها إسكندرية، مفيش ليها أى أثر
يخبط خالد على المكتب فى غضب قائلا: هتكون راحت فين بس؟
وبعدها ينظر إلى الفراغ، ويظل فترة شاردة يفكر فى شيء ما، وفجأة ينظر إلى عادل قائلا فى حماس: عادل، أنا عرفت فاطمة راحت فين!!!

يتبع..




رواية عاشق المجهول الجزء الثاني الفصل الثالث بقلم أمينة الريحاني



ينظر خالد إلى عادل قائلا فى حماس: عادل، أنا عرفت فاطمة راحت فين !
ينظر عادل إلى خالد فى دهشة قائلا: فين يا خالد؟
خالد: فى الفترة الأخيرة قبل ما تحصل المشكلة اللي بسببها فاطمة أختفت، كانت فاطمة بتكلم خالها كتير أوى، حتى أنا أستغربت إن العلاقة بينهم كانت متوطدة كده، أنا فاكر قبل المشكلة ما تحصل بيومين طلبت منى إنها تسافر تزوره عشان عرفت إنه عيان.


 
عادل: غريبة أوى، إزاى مجاش على بال حد فينا، مع إن دا خالها يعنى يعتبر الكبير بتاعها، بس إزاى ممكن تكون سافرت من غير إذن سفر منك، وبعدين أنت سألت فى المطار وقالولك إنها مسافرتش .
خالد: يوسف عمران خال فاطمة شخصية مش هينة، ولو فاطمة طلبت منه تسافر من غير حتى ما نعرف نوصلها هيقدر، دا راجل ليه كلمته فى الوطن العربى كله، عشان كده أنا هسافرله خلال يومين، بس اسمع يا عادل مش عايز أى حد يعرف الكلام ده ولو حتى وردة مراتك، عشان لو كانت فاطمة فعلا عنده ووصلها الخبر متستخباش منى..


 
عادل: من غير ما تقول يا خالد، أنا كنت هعمل كده
خالد: معلش يا عادل، هتقل عليك تخلى فاطمة ورضوى
عندك، مش عايزهم يتبهدولوا معايا فى السفر، وأنا عارف إن أنت ووردة هتاخدوا بالكم منهم
عادل: طبعا يا خالد، دول ولادى أنت بتقول إيه، دى
ماما هتفرح جدا لما تعرف إن رضوى هتقعد عندنا، سافر أنت ومتقلقش..

فى منزل أهل وردة:
تدخل زهرة فى مرح قائلة : يا ماااااما، خلصت خلا اااااص يا ماما
تخرج أم وردة من المطبخ قائلة: إيه يا بنتى الدوشة اللي عملاها دى
تمسكها زهرة من ذراعيها قائلة : خلاص يا ماما، خلصت امتحانات، ادعيلى بقى انجح واجيب تقدير
أم وردة : ربنا ينجحك يا بنتى.
زهرة: كلمتى وردة يا ماما فى الموضوع اللى قولتلك
أم وردة : موضوع إيه يا زهرة؟


 

 
زهرة: يا ماااااما إنتى نسيتى موضوع شغلى فى شركة بشمهندس خالد لما النتيجة تطلع إن شاء الله
أم وردة: نسيت يا وردة يا بنتى، عموما أنا قولتلها تيجى تقعدلها هنا يومين تريح اعصابها ابقى اقولها ساعتها

فى شركة البدر:
يمسك حسام هاتفه ويتحدث إلى خالد فى غضب بعد أن أبلغه بخبر سفره إلى لبنان، ليحدثه قائلا: مينفعش كده يا خالد، أنا تعبت والشركة كده بضيع مننا، تعب السنين اللي فاتت كله هيروح، وأنت ولا على بالك، ورامى الحمل كله عليا، وفى الأخر جاى تقولى مسافر لبنان خالد: صدقنى يا حسام هما يومين بالعدد أطمن إن فاطمة عند خالها ولا لا وهرجع علطول، عشان مسبش البنات كمان..


 
حسام: أعمل اللي يريحك يا خالد، أصل أنا أكتشفت إن اللي كان ممشى الشركة دى فى وجودك كانت فاطمة الحديدى مش أنت، عن إذنك..
يغلق حسام الخط غاضبا، فيذفر خالد فى ضيق قائلا: حتى أنت كمان يا حسام مش قادر تحس ولا تقدر اللي أنا.

فى شركة الصفدى:
يتحدث عادل إلى شخص ما فى الهاتف قائلا: يعنى أعمل إيه ما كان لازم أقولها... مكنتش هتسكت غير لما تعرف الحقيقة... على العموم أنا أجلت المواجهة بينى وبين وردة على قد ما قدرت لحد ما يجى وقتها ساعتها يبقى يحلها ربنا... خلينا فى المهم... يومين كتير أوى هقول لوردة فيهم أنا رايح فين... يا ستى عارف إنه حقك... حاضر أنا هتصرف..

ولكن يقطع حديثه دخول وردة المفاجيء، فيظهر على عادل التوتر ويغلق الخط سريعا قائلا: وردة!
تنظر له وردة فى سخرية قائلة: إيه مالك يا عادل، شفت عفريت، وبعدين قفلت المكالمة بسرعة ليه، مش خايف تزعل
عادل: هى مين اللي تزعل ؟
وردة: اللي كنت بتكلمها وتقولها عارف إنه حقك.


 
ينظر لها عادل فى تردد قائلا: إنتى فهمتى إيه، دى عملية مهمة أتأخرنا فى تسليم البضاعة بتاعتها، فكانت زعلانة، فقولتلها إنه حقها تزعل.
تنظر له وردة فى تهكم قائلة : عملية؟! طيب على العموم أنا كنت جاية أقولك إن بابا وماما وحشونى وكنت عايزة أسافرلهم أشوفهم.

عادل: معلش يا وردة أجلى سفرك كام يوم بس، خالد مسافر فى شغل، وكان عايز يسيب فاطمة ورضوى عندنا، ومعتمد علينا، وعشان أنا كمان مضطر أسافر مصر اتفق على صفقة مهمة..
تنظر له وردة فى ضيق، وبعدها تنظر إلى الفراغ..

بعد عدة أيام
يصل خالد إلى لبنان، وبعدها يستقل إحدى سيارات الأجرى متجها إلى فيلا يوسف عمران، وبعد أن يصل يجد يوسف الذى يستقبله إستقبالا حافلا، قائلا: أهلين يا غالى وزوج الغالية، كيفك يا خالد.
خالد: الحمد لله يا عمى أنا كويس، أنا كنت جى أسألك على فاطمة..

ينظر له يوسف فى تعجب قائلا: فاطمة؟! مالها يا ابنى فاطمة
خالد: هى مجتش عندك، مشوفتهاش
يوسف: لا يا خالد، فاطمة بنت اختى مشوفتهاش من ساعة فرحكم لما حضرته، دا حتى أنا زعلان منها، كانت الأول تكلمنى كل يوم تطمن عليا، دلوقتى بقالها أكتر من سنة تقريبا مكلمتنيش، بس قولت تلاقيها مشغولة فى حياتها..
خالد: فاطمة مختفية بقالها سنة يا عمى، منعرفش راحت فين، دورت عليها فى كل حتة مفيش فايدة، وفى الأخر جيت هنا قولت يمكن ألاقيها عند حضرتك.

يوسف: بقالها سنة مختفية، وإزاى يا خالد يا ابنى محدش يدينى خبر، دى بنت أختى سارة، يعنى بنتى وحتة منى، تبقى فى محنة ومحدش يبلغنى، على العموم هى مجاتش لبنان، بس أنا برضه هعمل إتصالاتى وهقلب عليها الدنيا، مش بس هنا، فى كل دول الوطن العربى كله، مش هخلى مكان مش هدور فيه
يضع خالد كفيه على رأسه فى تعب، فيربت يوسف على كتفه قائلا: قوم يا ابنى ارتاح شوية، وبعدها أحكيلى اللي حصل بالتفصيل.

فى فيلا الصفدى:
تجلس وردة فى الحديقة مع رضوى وفاطمة تلعب معهم ، ولكن فى عينيها حزن يقرأه من يتعمق فى النظر إليها ، تجلس بجانبها غالية وتربت على كتفها، فتخرج وردة من شرودها منتبهة إلى غالية قائلة : طنط غالية.

غالية: إيه يا وردة، سرحانة فى إيه ؟
وردة: مفيش يا طنط، كنت بتفرج على رضوى وفاطمة وهما بيلعبوا

غالية : إنتى عارفة إن رضوى نسخة مصغرة من غادة، فاطمة كمان بتفكرنى بخالد وهو صغير فيها كتير أوى من ملامحها، بالرغم من إنى مكنتش بحبه ولا بطيقه، بس الأيام كل مادى بتثبتلى غنى كنت غلطانة فى نظرتى فى حاجات كتير.

وردة: قصد حضرتك إيه؟
غالية : يعنى زمان مكنتش بحب خالد، ومكنتش موافقة على جوازه من غادة، كنت شايفاها تستاهل حد أحسن منه، بس الأيام ورتينى إنه ابن أصول، وإن بنتى هى اللي جواها وحش، يالا الله يسامحها ويهديها، وفاطمة بنت عاصم أخويا الله يرحمه، ظلمتها كتير معايا وقسيت عليها، مكنتش أعرفها، خدتها بذنب أمها،مع إن فى الحقيقة الوحيد اللي أذنب فى الحكاية كلها أنا مش حد تانى، ومع ذلك يوم وقعت محدش سندنى غير فاطمة..

تنظر لها وردة فى دهشة، فهى لأول مرة تتحدث معها غالية بهذه الطريقة، وتذكرت حديث فاطمة معها من قبل حين قالت لها أن غالية تبدو قاسية ولكن بداخلها إنسانة طيبة.

تكمل غالية حديثها: حتى إنتى يا وردة
تنظر لها وردة متساءلة : أنا ؟!
غالية : أيوا إنتى، إنتى عارفة إنى مكنتش موافقة على جوازك من عادل، يعنى شغل حموات بقى وإنى عايزاله واحدة أحسن منك.
تخفض وردة بصرها فى حزن، فتكمل غالية حديثها قائلة : لكن لما عاشرتك وعرفتك عرفت إن جواكى إنسانة كويسة، وإنى عمرى ما هتمنى لأبنى واحدة أحسن منك ..

ترفع وردة عينيها وتنظر فى صدمة لغالية قائلة :
حضرتك بتتكلمى عنى أنا؟
غالية : ايوا إنتى متستغربيش
وردة: أيوا بس حضرتك كنتى يعنى...

تبتسم لها غالية قائلة : كنت برخم عليكى قصدك، إنتى اللي واخدة الموضوع بحساسية اوى، وواخدة الموضوع على كرامتك بزيادة، علفكرة اللي كنت بعمله معاكى، كنت هعمله مع أى واحدة تانية يتجوزها عادل، حتى لو كانت ملكة جمال، دا شغل حموات ولا إنتى متسمعيش عنه.

تضحك وردة على حديثها قائلة : لا اسمع طبعا..
غالية: البنت بقى الشاطرة متاخدش كلام حماتها على إنه إهانة ليها ولكرامتها، تحاول تكسبها وتكسب رضاها، تحاول تطمنها، يا بنتى الام لما ابنها بالذات بيتجوز بتحس إن اللى أتجوزها دى حرامية سرقت منها ابنها اللي هو من حقها، ومن هنا بتتبنى العداوة بين الحماة ومرات ابنها حتى لو كانت ملكة جمال، لكن الست الشاطرة تطمن حماتها إنها هتفضل رقم واحد فى قلب ابنها، وفى قلبها هى كمان، مش هتقعد تغل فى نفسها وتتقمص على كل كلمة وتفضل حابسة نفسها فى أوضتها لحد ما جوزها يجى زى ما كنتى بتعملى، علفكرة فى كل مرة كنت بضايقك فيها كنت بستناكى تيجى وتقوليلى ليه يا طنط بتقولى كده، تعاتبينى، تعملى أى حاجة، لكن إنتى كنتى ماشية بمبدأ ابعد عن الشر، وأنا مش شر يا وردة..

وردة: أنا عمرى ما قصدت كده، أنا أسفة.
غالية : متتأسفيش يا وردة، يمكن يكون طريقتى كانت صعبة معاكى شوية، بس صدقينى أنا مبكرهكيش بالعكس أنا بحبك وبقدرك، وكفاية إنك صاحبة فاطمة بنت اخويا ربنا يرد غيبتها، وأوعدك من هضايقك تانى أبدا..
تنظر لها وردة فى حب وعيون دامعة وبعدها تلقى بنفسها فى أحضانها.

ونعود إلى لبنان، حيث فيلا يوسف عمران، يجلس خالد مع يوسف ويقص له مع حدث بينه وبين فاطمة وعن سوء الفهم الذى تسبب فى إختفاء فاطمة، يضحك يوسف على حديث خالد، فينظر له خالد فى تعجب قائلا:
حضرتك بتضحك بعد اللي حكتهولك، بقول لحضرتك أفتكرتنى بخونها.

يوسف: أعذرنى يا ابنى، أصل أفتكرت سارة أختى، فاطمة بنتها واخدة كتير منها، كانت على رغم طيبتها عنيدة بتحب تنفذ اللي هى عايزاه لو على رقبتها، راحت أتجوزت واحد من ديانتها، متورط مع تجار سلاح ورغم كل محاولاتى إنى أمنعها لكن فى الأخر هربت معاه..

تلتمع عينا يوسف بالدموع مكملا حديثه قائلا: كنت عارف إن أيامها معدودة فى الدنيا، كان نفسى لما تموت ، تموت فى حضنى، أختى بنت أبويا، لكن ماتت بعيد عنى، مقدرتش حتى أدفنها،حتى بنتها أتحرمت منها لما هربها عاصم لمصر، ومحاولتش أرجعها لأنى كنت عارف إنى لو رجعتها غصب عنها هتعيش تكرهنى طول عمرها..

خالد: أنا أسف يا عمى، فكرتك بالماضى
يوسف: مكنتش نسيته يا ابنى، على العموم أنا رايح مشوار مهم، ولما نرجع هشوف معاك هنعمل إيه..

بعد أن يغادر يوسف يجلس خالد فى حديقة الفيلا يحتسى فنجانا من القهوة، وبعدها يشعر بالملل فيقرر أنا يتجول حول الفيلا ليشاهد المناظر الطبيعية الخلابة، وفى أثناء سيره تصطدم عيناه برؤية شيء جعله يقف فى مكانه مصدوما، حيث رأى فاطمة تدخل فى إحدى الفيلات الموجودة حولهم وتختفى بداخلها، نعم هى فاطمة كيف يمكن له أن يتوه عنها أو يخطأ فيها بواحدة أخرى، يركض خالد فى إتجاه الفيلا مسرعا، وهو ينادى بأعلى صوته : فاطمة، يا فاطمة...

لكن لا أحد يجيب، يقرر خالد الدخول إلى الفيلا، وقبل أن يدخل يجد من يوقفه قائلا: خالد ابنى إيه اللي جابك هنا..
ينظر خالد إلى صاحب الصوت ليجده يوسف، يتحدث إليه فى لهفة قائلا: عمى يوسف أنا شفت فاطمة، أيوا شوفتها، دخلت فى الفيلا دى..
يوسف: فاطمة إيه بس يا ابنى، أكيد بيتهياألك، الفيلا دى لصديقى سرحان، وهو وعيلته مهاجرين أميريكا، والفيلا مقفولة من سنين، يبقى إزاى فاطمة دخلت هنا، وبعدين أنا عملت إتصالاتى زى ما قولتلك وأتأكدت إن فاطمة مخرجتش برة مصر..

ينظر له خالد فى تعب واضح وحيرة قائلا: يعنى إيه، أمال اللي شوفتها دى تبقى مين معقولة بيتهيألى، طب يبقى اللي شوفتها فى مصر هى فعلا فاطمة، بس إزاى المتر قالى إنها مش هى، أنا خلاص مبقتش فاهم أى حاجة.

وفى لحظة يشعر خالد وكأن الدنيا تدور من حوله، فيقع مغشيا عليه، يحمله رجال يوسف إلى الفيلا، ويطلب له يوسف الطبيب الذى يخبره بأنه فى حالة إنهيار عصبى وينصحه بالراحة التامة ينام خالد على السرير فى حالة بين النوم والإستيقاظ بعد أن أعطاه الطبيب حقنة مهدئة، وفى أثناء نومه يفتح عينيه ليجد فاطمة أمامه تمسك بيده وتنظر له فى قلق بعيون دامعة، ينظر لها خالد فى غير وعى قائلا: فاطمة، إنتى حقيقة ولا حلم، فعلا موجودة جنبى..

فاطمة: أرتاح يا خالد، أرتاح يا حبيبى أنا جنبك
خالد: متمشيش يا فاطمة، متبعديش عنى
فاطمة: هفضل جنبك يا خالد مش هبعد عنك ابدا تانى وهنا يدخل خالد فى نوم عميق، بعد عدة ساعات يستيقظ مفزوعا مناديا باسمها : فاطمة
ينظر خالد حوله فلا يجدها، فيمسح وجهه فى تعب قائلا: يبقى حلم تانى.

يدخل عليه يوسف قائلا: حمدا لله على السلامة يا خالد خالد: الله يسلمك، هو إيه اللي حصل؟
يوسف: مفيش يا ابنى، أنت تعبت شوية وأغمى .، والدكتور قال لازم ترتاح شوية، وأهى فرصة إنك قاعد معانا
خالد: لا خلاص يا عمى أنا مسافر بكرة أن شاء الله
يوسف: طب وفاطمة؟

خالد: أنا تعبت، فاطمة أختفت بارادتها وهى عارفة إنى بتعذب فى بعدها، وأنا مش هفضل طول عمرى أدور ورا سراب، أنا راجع لشغلى ولبيتى، وكفاية عليا الوقت اللي ضيعته وأنا بدور عليها وبالفعل يقرر خالد العودة إلى القاهرة، بعد أن أخذ بناته
من فيلا الصفدى، ويعود من جديد لعمله..

فى شركة البدر:
يدخل خالد مكتبه ومن خلفه حسام قائلا: حمدا لله على السلامة يا خالد
خالد: الله يسلمك يا حسام
حسام: أنا أسف يا خالد على اللي قولتهولك أخر مرة أنا...
يقاطعه خالد : ولا يهمك يا حسام، أنت عندك حق، أنا فعلا لازم أفوق لشغلى ولحياتى بقى، قولى أخر تطورات الشغل..

وبعد حديث طويل بين خالد وحسام عن العمل، يجلس حسام بأريحية قائلا: أخيرا هرتاح شوية من الشغل، أنا تعبت ونفسى أخد أجازة، دا أنا من وأنا عندى أربع سنين يا أخى وأنا بذاكر لما تعبت...
ينتبه خالد لكلام حسام، فيقاطعه قائلا: أنت قولت إيه دلوقتي
حسام: إيه يا عم، أنت هتتحول ولا إيه، مكنتش كلمة قولتها
خالد: أنا مبهزرش يا حسام قولت إيه؟

حسام: قولت من وأنا عندى أربع سنين وأنا بذاكر، فى إيه مش كلنا دخلنا المدرسة فى السن ده ولا أنا غلطان يصفق خالد فى حماسة قائلا: لا أنت مش غلطان أنت صح، كلنا دخلنا المدرسة فى السن دده، يعنى أى طفل لازم يكون فى مدرسة وهو فى السن ده.

حسام: مظبوط بس فى إيه؟
خالد: جاسر أخويا عنده دلوقتى أكتر من أربع سنين، يعنى من المفترض إنه يكون دخل مدرسة، ودى حاجة عمرها ما هتفوت فاطمة، خصوصا وإن فاطمة أصلا الوصية على جاسر بحكم إنها أخته من الأب ويكمل حديثه مشيرا لحسام قائلا: اسمع يا حسام، هو محسن أخوك لسه شغال فى وزارة التربية والتعليم.

حسام: ما أنت عارف حسام موظف كبير هناك
خالد: طب أنا عايز منك خدمة، ممكن تعملهالى

فى فيلا الصفدى :
تتحدث وردة مع أمها فى الهاتف قائلة : لا يا ماما مش هينفع آجى عشان بنات خالد عندنا عشان مسافر، أول لما يرجع من السفر إن شاء الله هجيلك..
وفى الجهة الأخرى تشير زهرة بيديها لأمها، فتوميء لها رأسها وتكمل حديثها قائلة : طب بمناسبة بشمهندس خالد، أختك زهرة عايزاكى تكلمى جوزك يكلم بشمهندس خالد يشغلها عنده فى الشركة، انتى عارفة كلها أيام وتتخرج، ولو كان شركة جوزك فى القاهرة كنت قولتلك تشتغل عنده فى شركته..

وردة: حاضر يا ماما، أنا هكلمه لما يرجع من السفر عينيا لزهرة،. وكده كده خالد وعادل أخوات مفيش فرق بينهم..
بعد أن أنهت وردة حديثها مع أمها خرجت لتطمئن على البنات، وفى هذه الأثناء مرت على غرفة غالية فى طريقها فأوقفتها حديث غالية مع غادة فى الهاتف قائلة:

صعبت عليا أوى يا غادة، بعد اللي عمله أخوكى فيها، وجوازه عليها حسيت إنها مظلومة ومحتاجة اللي يقف جنبها
تضع وردة يدها على فمها لتمنع شهقتها، لتقول فى نفسها : عادل متجوز عليا؟!
يتبع..


رواية عاشق المجهول الجزء الثاني البارت الرابع بقلم أمينة الريحاني



أمام إحدى القصور الضخمة، يقف عادل بسيارته أمام بوابة القصر ويتجه إلى الباب الداخلى وهو ينظر حوله، وبعدها يرن جرس الباب، فتفتح له فتاة فى أواخر العشرينات، وتستقبله بترحيب.
عادل: أتأخرت عليكم
الفتاة : أدخل يا عادل متأخرتش ولا حاجة.


 
فى فيلا الصفدى:
بعد سماع وردة لحديث غالية مع غادة تدخل إلى غرفتها ، وترتمى على سريرها منهارة فى البكاء، قائلة : ليه بيحصلى كل ده ليه، ليه يا عادل بتعمل فيا كده، أنا عملت فيك إيه، كل ذنبى إنى حبيتك أوى، ومكنتش شايفة حد غيرك، وافقت أتجوزك وأنا عارفة إنك بتحب واحدة تانية، وعملت المستحيل عشان تحبنى، مش ذنبى إنى مبخلفش، مش ذنبى إنك مش قادر تحبنى، الذنب الوحيد ليا إنى بحبك ومش قادرة أبعد عنك تقوم وردة من مكانها تمسح دموعها وتخرج صورة لفاطمة معها وتظل تنظر فيها قائلة : قولتيلى إنه هيحبنى، قولتيلى إنه عمره ما هيجرحنى وهيحافظ عليا، قولتيلى دا عادل أجدع وأرجل واحد عرفتيه، بس نسيتى تقوليلى إنه خاين وهيجى اليوم اللي هيدبحنى ويتجوز عليا.


 
بعد عدة ساعات :
يدخل عادل إلى الفيلا وبعدها يتوجه إلى غرفته، ليجد وردة تجلس على السرير وتنظر له فى صمت، يقترب منها عادل ويقبل جبينها قائلا: مساء الخير يا حبيبتى.
تنظر له وردة فى تهكم قائلة: متأكد يا عادل.
ينظر لها عادل فى دهشة قانلا: متأكد من إيه يا وردة؟
وردة: يعنى إنى فعلا حبيبتك
عادل: أكيد يا وردة، أمال أتجوزتك ليه
وردة: دا سؤال أنت بقى اللي تجاوبنى عليه، أتجوزتنى ليه يا عادل.
عادل: مالك يا وردة، فيكى إيه؟ وإيه اللي فكرك بالكلام ده


 
وردة: مفيش، بس أصل أفتكرت إنك يوم ما جيت وقولتلى إنك عايز تتجوزنى، قولتلى ساعتها إنك متأكد إنى هعرف أخليك تحبنى، فحبيت أطمن منك إذا كنت نجحت فى ده ولا لا..
يجلس عادل أمامها ويمسك يدها قائلا: إذا كان على كده يا ستى، فاطمنى إنتى نجحتى وبتفوق.
يكمل عادل حديثه بعد أن يقبل جبينها قانلا: يا وردة صدقينى وجودك فى حياتى مهون عليا حاجات كتير أوى
وردة: حاجات زي إيه؟

عادل: هتعرفى،أكيد فى الوقت المناسب هتعرفى يتركها عادل ويدخل إلى الحمام.
تنظر وردة إلى أثره قائلة : وأنا مش هرتاح غير لما أعرف كل حاجة بعد يومين من الهدوء، ولكن الهدوء الذى يسبق العاصفة..
يخرج عادل من شركته كعادته وركب سيارته متوجها إلى نفس المكان المجهول الذى أعتاد أن يتردد عليه فى الفترة الأخيرة، ولم يكن يعلم ان وردة تسير خلفه بسيارتها تراقبه حتى تقطع الشك باليقين.


 
يصل عادل إلى القصر الكبير ويتجه إلى داخله ويرن الجرس فتفتح له نفس الفتاة بعد أن ترحب به، وبعد أن يدخل تنظر وردة إلى الباب فى غموض قائلة : إيه القصر ده، معقولة يكون بتاع عادل، والبنت اللي فتحت دى تكون هى، لا أنا لازم أعرف كل حاجة..

بعد أن يدخل عادل إلى القصر ينظر إلى الفتاة قائلا: هى فين يا حنان؟
حنان : نازلة حالا يا عادل
ولكن يقطع حديثهما صوت جرس الباب، ينظر عادل إلى حنان فى قلق قائلا: مين اللي جاى دلوقتى؟
حنان : مش عارفة، هروح أفتح.
عادل: لا خليكى إنتى يا حنان، أنا هشوف مين يتجه عادل إلى الباب ويفتح، ليصدم بوجود وردة أمامه..
ينظر لها فى صدمة قائلا: وردة!
تنظر له وردة فى سخرية قائلة : كويس إنك فاكرنى يا عادل بيه
عادل: إيه اللي جابك هنا ؟


 
وردة: إيه مكنتش عايزنى آجى، أنا جيت أشوف جوزى بيروح فين كل يوم ويسيبنى لوحدى، جيت أشوف اللي واخدة جوزى منى وشغلاه عنى وتدخل وردة رغما عنه وتنظر إلى حنان قائلة : بقى هى دى بقى اللي واخداك منى يا سي عادل، مش حلوة
علفكرة ذوقك وحش يجذبها عادل من ذراعها قائلا: إنتى مجنونة إنتى فاكرة إيه؟

تجذب وردة ذراعها منه فى عنف قائلة : أنا كنت مجنونة وعقلت، عقلت من ساعة ما عرفت جوازك عليا عقلت من ساعة ما عرفت خيانتك ليا، وعشان مين، عشان دى.
عادل: افهمى يا مجنونة، إنتى متخيلة إنى باجى هنا عشان حنان
وردة: أمال هتكون بتيجى هنا عشان مين.
يقطع حديثهم صوت من خلفهم قائلة : عشانى أنا يا وردة

ينزل الصوت على أذنى وردة كالصاعقة، تظل مصدومة تردد الكلمات بداخلها حتى تتأكد أنها لا تتخيل، وبعدها تلتفت فى بطيء تنظر فى إتجاه صاحبة الصوت، لتتسع عينيها حين تراها، تنظر إليها فى صدمة قائلة : مش ممكن، إنتى.


 
فى شركة البدر:
يسير خالد فى غرفة مكتبه فى قلق واضح، يدخل حسام المكتب فيركض إليه خالد قائلا: ها يا حسام عرفت حاجة
حسام : كان عندك حق يا خالد، فعلا جاسر عاصم إبراهيم أخوك متسجل فى مدرسة.
يتهلل وجه خالد قائلا: طب هى فين، عنوانها إيه؟
يعطى حسام خالد ورقة قائلا: عنوان المدرسة أهو يفتح خالد الورقة، وينظر لها فى دهشة قائلا: مش ممكن إزاى، يعنى فاطمة فى مصر مخرجتش منها، بس إزاى أنا قلبت عليها الدنيا..

ونعود لصدمة وردة، تنظر وردة فى صدمة قائلة : مش ممكن إنتى، فااااطمة

تنزل فاطمة من أعلى وتنظر لوردة فى إشتياق قائلة : أيوا يا وردة، أنا فاطمة الحديدى
تنظر وردة لعادل، وبعدها تنظر لفاطمة قائلة : بس إزاي، دا عادل قال إنه ميعرفش مكانك، أنا مش فاهمة حاجة
تقترب منها فاطمة فى حب قائلة : هتفهمى كل حاجة يا وردة
تحتضن وردة فاطمة فى شوق حار وهى تبكى قائلة: آآآآآه يا فاطمة، وحشتينى أوى، لو تعرفى كنتى محتاجاكى إزا، لو تعرفى، الدنيا فى غيابك لطشت فيا إزاى..

فاطمة وقد غلبتها دموعها هى الأخرى: إنتى كمان وحشتينى أوى يا وردة، بس صدقينى كل اللي حصل غصب عنى تخرج فاطمة من حضن وردة، وتنظر إليها فى حب قائلة، هحكيلك كل حاجة يا وردة، بس الأول عايزة اعرفك على حنان صديقتى، وقفت جنبى أوى الفترة اللي فاتت.

تنظر وردة لحنان فى خجل قائلة : أنا مش عارفة أقولك إيه، بجد أنا مكسوفة منك أوى
حنان: ولا يهمك، أنا مقدرة موقفك
يتدخل عادل فى مرح قائلا: متشغليش بالك، كلهم هنا عارفين إن المدام بتاعتى مجنونة
تنظر له وردة فى غيظ قائلة : أنت ليك عين بذمتك، حسابنا بعدين
يتحدث عادل بطريقة مسرحية قائلا: بريء يا سيادة القاضى، هى اللي أتغرغرت بيا
تضحك فاطمة على حديثهما قائلة : بس بقى يا عادل، كفاية كده..

وردة : كل اللي عايزة أفهمه إزاى يا فاطمة طول الفترة دى مختفية ومحدش عرف طريقك، دا الكل قلب عليكى الدنيا، وخالد يا فاطمة هان عليكى تعذبيه طول الفترة دى
تنظر لها فاطمة فى حزن قائلة : خالد! خالد دا أكتر إنسان حبيته فى حياتى، وللأسف أكتر إنسان وجعنى فى حياتى، أوعى تفتكرى يا وردة إنى مجنونة ولا متهورة عشان لما أشوف جوزى مع واحدة وهو نايم بيحلم، أخرب واسيبله البيت، الموضوع أكبر من كده..

وردة: يعنى إيه، مش فاهمة
فاطمة: هفهمك، لما إنتى أتجوزتى خالد ساعتها عمل إعلان يطلب فيه سكرتيرة، وأتقدم للإعلان ده بنات كتير أوى، ويومها انا روحت الشركة وشوفت البنات اللي متقدمين للوظيفة، ودخلت عند خالد المكتب .

وتعود فاطمة بالزمن سنة للوراء
تدخل فاطمة المكتب على خالد، فيقف مكانه متجها إليها ويقبلها فى وجنتيها قائلا: حبيبتى، وحشتينى أوى
فاطمة: وأنت بكاش أوى علفكرة، أنا لحقت أوحشك
خالد: يا حبيبة قلبى إنتى بتوحشينى وإنتى معايا فى
فاطمة: أحم أحم، لا ثبتنى بالكلام

يضحك خالد بقوة، فتنظر له فاطمة فى دهشة قائلة : بتضحك على إيه؟
خالد: أفتكرت أول لما أتجوزنا وكنت بتنسى وتقوليلى يا أبيه، دلوقتى ثبتنى وبكاش، خدتى عليا أوى يا بنت
تضرب فاطمة خالد على يده قائلا: علفكرة أنت رخم، أنا عشت سنين بقولك يا أبيه، إزاى عايزنى أقولك يا خالد مرة واحدة، مش كنت بتعود عليك.
يفتح خالد ذراعيه قائلا فى مرح: تعالى يا حبيبتى، اتعودى براحتك، أنا حضنى مفتوح أهو.

فاطمة: بطل يا خاد، بجد إيه كل البنات اللي برة دول، لا أنا كده هبتدى أغير
خالد: لا يا حبيبتى أطمنى، مفيش واحدة بعد فاطمة الحديدى تقدر تهز شعرة فيا، دول البنات اللي متقدمين عشان وظيفة السكرتيرة، بعد ما صاحبتك أتجوزت ومشيت
فاطمة: طب ممكن أحضر معاك وأنت بتختبرهم
خالد: دى غيرة ولا فضول.

فاطمة : الأتنين يا حبيبى
خالد: لا هو بعد حبيبى دى، الشركة وصاحبها تحت أمرك وبالفعل تحضر معه فاطمة جميع الإختبارات ولكنها تجلس بعيدا عنه، بحيث من لا يدقق فى الغرفة لا يلاحظها، وفى هذه الأثناء تدخل نهى ويجرى معها خالد الإختبار، ولكن فاطمة تلاحظ نظرات الإعجاب الغير بريئة على نهى، وبعد أن تخرج يتوجه خالد إلى فاطمة.. قائلا: ها يا حبيبتى إيه رأيك فى البنت دى، أنا شايفها مناسبة والسى فى بتاعها أكتر سى فى لفت نظرى..

فاطمة: لا يا خالد بلاش البنت دى
خالد: ليه يا حبيبتى ؟
فاطمة: مش عارفة نظراتها ليك مش مريحانى
خالد: أممم، مش بقولك الموضوع فى غيرة يا مدام
ويكمل حديثه وهو يشير إلى قلبه قائلا: على العموم ده عمره ما هيدق ولا هيعرف يحب غير واحدة بس اسمها فاطمة هانم الحديدى، فحاولى تهدى كده وبطلى غيرتك الغير مبررة دى..

فاطمة: أنت شايف إنها غيرة غير مبررة يا خالد
خالد: أيوا يا فاطمة، ومش معقولة كل سكرتيرة هعينيها هطلعى فيها القطط الفطسة
تقف فاطمة مكانها قائلة : لو أنت شايف الموضوع كده، فأنت حر، ويبقى ملوش لزوم الكلام وتتركه فاطمة وتغادر.

تعود فاطمة للواقع، تنظر لها وردة فى غير إقتناع قائلة: طب ما يمكن يا فاطمة البنت هى اللي معجبة بيه، ليه تظلمى خالد
فاطمة: لما تعرفى اللي حصل بعدها هتعرفى إن عندى حق وتعود فاطمة بالزمن للوراء من جديد...

فى فيلا خالد:
تنزل فاطمة من أعلى إلى البهو الكبير متجهة إلى مكتب خالد، فتقابلها كريمة، تنظر لها فاطمة قائلة : دادة هو خالد معاه حد جواه؟
كريمة: آه يا بنتى، معاه بشمهندس حسام، وأنا رايحة أعملهم القهوة
فاطمة: ماشى يا دادة
تتوجه فاطمة فى إتجاه باب المكتب، ولكن قبل أن تفتح الباب يستوقفها كلمات حسام لخالد..

حسام: قولى صحيح يا خالد، عملت إيه مع البت اللي اسمها نهى دى، لسه رامية بلاها عليك وعايزة توقعك
خالد: دى بت عبيطة، فاكرة بشوية الحركات الهابلة اللي بتعملها دى هتقدر توقعنى، مع إنها عارفة كويس أوى أنا بحب مراتى إزاى..
تبتسم فاطمة على حديث خالد عن حبه لها، وتهم بالمغادرة ولكن تقف من جديد حين تسمع حسام يقول :
أنا عايز أفهم مخليها ليه لحد دلوقتى، ما تمشيها يا ابنى لتجيبلك مصيبة..

خالد: وأمشيها ليه طالما مش أذيانى فى حاجة
حسام: طب عينى فى عينك كده، هى البت عجباك ولا إيه ؟
خالد: يا ابنى أنت عبيط أنا فعلا بحب مراتى وعمرى ما هفكر أخونها، بس دا ميمنعش إن الراجل ساعات بيحب يحس إنه مرغوب فيه، وإن البنات معجبة بيه، ساعتها بيحس من جواه إنه ملك، بس طبعا مفيش غير ملكة واحدة فى قلبى.

حسام: بس خد بالك حتى الملوك بيبقى ليهم جوازى جنب الملكة، ولو فتحت الباب دا على نفسك، هتلاقى نفسك من غير ما تحس بتخون فاطمة
خالد: متقلقش عليا أنا عمرى ما هخون فاطمة، بس على الأقل سيبنى أستمتع بإحساس الراجل اللي البنات بتحبه، كنوع من التجديد على الأقل تستمتع فاطمة لحديثهم فى وجع وتتوجه إلى غرفتها، تجلس على سريرها وتحدث نفسها قائلة : بقى عاملى فيها رشدى أباظة يا سى خالد، عايز تجدد، طيب يا خالد، صبرك عليا..

وتعود فاطمة للواقع من جديد، لتجد وردة تنظر إليها فى صدمة قائلة : يا نهار أبيض وإحنا اللي كنا ظالمينك يا فاطمة، وبنقول الغيرة عميتها، بقى خالد يطلع منه كل ده وتنظر إلى عادل قائلة : صحيح يا مأمن الرجال
عادل: وأنا مالى أنا هتقلبى عليا ليه
تنظر فاطمة لعادل قائلة : لا يا وردة إلا عادل، ياريت كل الرجالة فى جدعنة وإخلاص عادل
عادل: سامعة الكلام اللي يفتح النفس، كملى يا بنت خالى الحكاية خليها تتبط.

فاطمة: فى اليوم اللي كنت معاكى فيه وعرفت إنى حامل كنت طايرة من الفرحة ساعتها جريت عليه افرحه إن خلاص الحلم هيبقى حقيقة وهيجى الطفل اللي هيربطنا للأبد، لكن الحلم أتحول لكابوس لما دخلت عليه لقيته نايم والهانم بتحضنه وكأنها مراته، كل اللي وجعنى ساعتها ملامح وشه وهو مسمتمع بحضنها وبحركتها ليه، كان مستمتع وهو بيحلم بيها، عارفة يعنى إيه يا وردة يعنى خالد كان مستمتع بخيانتى، أفتكرت ساعتها كلامه إنه خلاها عشان يستمتع بإحساس الراجل اللي الستات بتحبه، أتوجعت اوى أوى يا وردة ساعتها..

وردة: ما يمكن كان فاكرها إنتى يا فاطمة، أو كان بيحلم بيكى وهى جت ساعتها
فاطمة: قوليلى يا وردة، لو عادل غمض عينه دلوقتى وجيتى حضنتيه، وخلينا واحدة تانية تحضنه وهو لسه مغمض عينيه، مش هيعرف يفرق مين فيكم إنتى.
وردة: السؤال ده هو اللي يجاوبه يا فاطمة، مش أنا..

عادل: لا طبعا أكيد هعرف وردة، هو فى واحد يتوه عن مراته حتى لو مغمض عينيه
فاطمة: بالظبط، خالد كان عارف ومتأكد إنى مش أنا اللي بحضنه، لكن شهوته كراجل غلبت حبه فى اللحظة دى، عشان كده مقدرتش أستحمل، وجريت وأنا منهارة ، مكنتش عارفة أروح فين ولا أعمل إيه، مر أدام عينى ساعتها كل لحظة جرحنى فيها خالد من يوم ما عرفته، لقيت نفس بجرى على الفيلا وبلم هدومى وأمشى وأنا مش عارفة هروح فين حتى..

وردة: وساعتها كلمتى عادل مش كده؟
عادل: مش بقولك ظلمانى يا دودو، أنا معرفتش مكان فاطمة غير من فترة بسيطة، فاطمة لما هربت أول حد جيه على بالها كان بابا الله يرحمه لأنه كان لسه عايش، كلمته وهى بتعيط وقالتله على اللي حصل، طلب منها تجيله إسكندرية وهو هيتصرف مع خالد، ولما جت إسكندرية طلبت منه ميقولش مكانها لحد ولا حتى لخالد لأنها محتاجة فترة تهدى من اللي حصلها وتعرف تفكر هتعمل إيه مع خالد..

بابا أقترح عليها تروح تقعد فى قصر الحديدى اللي فاطمة مكنتش تعرف عنه حاجة، ولا تعرف إنه مكتوب بإسمها أصلا فبالتالى مكنش حد هيجى فى دماغه إنها هنا، أنا نفسى مكنتش أعرف مكان فاطمة، لحد قبل ما بابا يموت بأيام طلب يشوفنى وقالى على مكان فاطمة، وطلب منى إنى أحافظ عليها وأخد بالى منها وأعملها اللي هى عايزاه مهما كلفنى الأمر، فكرت ساعتها إنى اجرى على خالد وأقوله مكانها واريح قلبه وأنا شايفه بيتعذب فى بعدها، بس هى هددتنى لو عملت كده هتختفى خالص وساعتها مفيش مخلوق كان هيعرف مكانها، عشان كده فضلت أعرف وأسكت، بس صدقينى مكنش سهل عليا اللي بيحصل أبدا خصوصا وأنا شايف أغلى أتنين فى حياتى بيتعذبوا..

فى شركة البدر:
يسير خالد فى غضب فى مكتبه، يحاول حسام تهدئة
خالد قائلا: اهدى بس يا خالد
خالد: أنا هتجنن يا حسام، بقى فاطمة كانت فى اسكندرية أدامى وأنا معرفش طب فين وإزاى
ينظر خالد إلى الفراغ وبعدها يحدث نفسه: صح كده، يبقى اللي شوفتها فى الكازينو فى إسكندرية كانت فاطمة مش تهيؤات..

فاطمة: لا يا وردة مكنش تهيؤات، خالد فعلا لما شافنى فى الكازينو كنت أنا مكنش بيتهيأله
وردة: امال إزا عرفتوا تقنعوه إنك مش إنتى
عادل: لما سبتك فى البيت مع البنات بعد ما خالد قالى إنه هيروح يشم هوا، كنت عارف ساعتها إنه هيروح المكان دا بالذات، عشان بيفكره بفاطمة، ساعتها قررت أروح أطمن على فاطمة، ولما وصلت القصر حنان قالتلى إن فاطمة خرجت تشم هوا، اتسمرت مكانى ساعتها، لانى عارف دماغها هى كمان، وعارف إنها هتروح نفس المكان، جريت بسرعة ركبت العربية وسوقت زى المجنون، وأنا سايق كلمتها فى التليفون وقولتلها إن خالد موجود عندها.

فاطمة: ساعتها لما كلمنى، لمحت خالد فى الدور اللي تحت وشافنى، كان شكله باين عليه الصدمة، ولحسن حظى إن الدور اللي فوق ليه سلم تانى بيطلع للشارع مباشرة، خرجت بسرعة من باب الخروج، وقبل ما أخرج طلبت من المتر ينفى إنى كنت موجودة لأى حد يسأل عليا، وطبعا المتر عشان كان عارفنى نفذ اللي عملته من غير ما يسأل، وخرجت برة لقيت عادل
مستنينى، ركبت بسرعة تاكسى وطيرت على البيت..

عادل: وساعتها لقيت خالد بيطلب منى أروحله النادى اللي أنا أصلا واقف أدامه، مكنش أدامى غير إنى أفضل واقف شوية أدام الباب عشان أتأخر عليه وميحسش بحاجة.
وردة: دا أنتوا طلعتوا عصابة مع بعض
عادل: طب بجملة العصابة بقى، الهانم لما عرفت إن خالد بيه مسافر لبنان صممت هى كمان تسافر وراه.

فاطمة: كنت محتاجة أشوف خالى واتكلم معاه، وكنت واثقة إنه هيقدر موقفى، وساعدنى كتير، لدرجة إنه قعدنى فى فيلته اللي فى نفس الشارع، بس ساعتها الحظ مخدمنيش وخالد شافنى وأنا داخلة الفيلا، بس خالى أقنعه إنها تهيؤات وإن الفيلا بتاعة واحد صاحبه، مستحملش أغمى عليه، ساعتها مقدرش أفضل بعيد عنه جريت عليه وفضلت جنبه طول ما كان عيان،
ورغم إنه كان ممكن يفوق فى أى لحظة ويشوفنى، بس مكنش يهمنى فى الوقت ده أى حاجة غير إنى أفضل جنبه وأطمن عليه.

وردة: يااا اااه دى حكاية ولا الأفلام، طب وبعدين يا فاطمة، هتفضلى بعيد عن خالد لحد إمتى، ما كفياكى عذاب بقى
فاطمة: مش عارفة يا وردة، صدقينى إجابة السؤال ده مش عندى، خالد هز أخر شعرة ثقة كانت بينى وبينه، والثقة لو ضاعت بين أى زوجين صعب ترجع تانى
وردة : عندك حق يا فاطمة

وفجأة تحدثت بإندفاع : إيه ده يعنى أنت يا بيه مش متجوز عليا صح؟ قولى صح
عادل: متجوز عليكى إيه يا هابلة، هو فى حد عاقل يتجوز مرتين أصلا، أنا لما ماما سألتنى إذا كنت متجوز عليكى ولا لا، قولتلها كده عشان تشيلنى من دماغها، لأحسن غالية هانم لما بتحط فى دماغها حاجة يالا السلامة، كانت هتفضل تدور ورايا لحد ما تعرف موضوع فاطمة، قولت اريحها، ومن ناحية تانية أخليها تحل عنك شوية، بس إيه رأيك مش بقت تعاملك كويس...

وردة: أنت هتقولى والله طلعت ست طيبة، أنا اللي كنت فاهمها غلط
فاطمة: ما أنا يا ما قولتلك وإنتى مصدقتنيش
تزفر وردة فى حرارة قائلة : يااااااه، متعرفش أنا كنت عايشة إزاي طول اليومين اللي فاتوا وأنا شاكة إنك متجوز عليا

عادل: أطمنى يا اختى، أنا لا أتجوزت عليكى ولا بفكر، حد يجيب لنفسه وجع الدماغ، دا انا أتجوزتك بالعافية، بلا هم
وردة: سامعة يا فاطمة بيقول عليا هم
فاطمة: يا وردة ما إنتى اللي مش عاجبك أى حاجة، طب بذمتك مش مبسوطة إنه مطلعش متجوز عليكى، دى الفرحة هتنط من عينك.
تنظر لها وردة فى سعادة دون أى رد.

فى شركة البدر :
يمسك خالد هاتفه محدثا شخص ما قائلا: عايزك تسألى إذا كانت سافرت لبنان خلال الشهر ده ولا لا ....أيوا عارف إنى سألت عليها قبل كده وطلعت مسافرتش بس أسالى تانى، محتاج رد فى أسرع وقت، أستنى، عايز أعرف مين اللي سافر معاها كمان... ومتنساش الاسم.. فاطمة عاصم الحديدى!
يتبع..

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني المشهد الخامس بقلم أمينة الريحاني


فى قصر الحديدى:
تجلس فاطمة مع وردة بعد أن روت لها كل ما حدث لها بعد أن تركهم عادل بمفردهم وغادر ليتيح لهما الفرصة للتحدث سويا، تنظر وردة إلى فاطمة قائلة: ياااااااه يا فاطمة متتصوريش أنا كنت محتاجاكى إزاى؟
فاطمة: عارفة يا وردة، وعارفة إنك مش مرتاحة مع عمتى، بس زى ما قلتلك هى طيبة وعايزة اللي يحايلها
وردة: مشكلتى مش فى عمتك يا فاطمة، المشكلة فى عادل جوز.


 
فاطمة: عادل طيب أوى يا وردة وبيحبك بجد
وردة: بيحبنى ؟! تفتكرى؟
فاطمة: أيوا طبعا، متتصوريش كان بيبقى زعلان إزا لما بيجى ويحكيلى عن معاملة عمتى ليكى، وإنه غلب معاها، حتى كدبة جوازه دى علفكرة ألفها عشان يخليها تحل عنك وتهدى عليكى


 
وردة: قصدك أصعب عليها لما تعرف إن عادل أتجوز عليا عشان مبخلفش
فاطمة: يا ستى مين قال كده بس، اصبرى إنتى بس على نفسك، وربنا قادر يرزقك بالذرية الصالحة، وعندك أنا أهو قعدت تلات سنين مبخلفش لما كنت فقدت الأمل وبعدها ..

تقاطعها وردة فى لهفة قائلة : ايوا صح، إنتى يوم اللي حصل كنتى حامل، بس لما أختفيتى أنا مرضيتش أقول لخالد عشان مزودش همه، إنتى ولدتى ولا إيه اللي تنادى فاطمة على حنان، فتلبى حنان نداءها قائلة : نعم يا فاطمة؟
فاطمة: حنان معلش ممكن تجيبلى حسن
حنان: حاضر عينيا
بعد وقت قصير تأتى حنان وهى تحمل طفل صغير لم يتعدى عمره الثلاث شهور، تحمله منها فاطمة قائلة : شكرا يا حنان..


 
تعطيه فاطمة لوردة التى تحمله فى حب قائلة : يا قلبى يا ناس، دا نسخة من خالد يا فاطمة، دا كأنه هو سبحان الله، اسمه إيه
فاطمة: حسن يا وردة
وردة: ربنا يبارلك فيه يا فاطمة، متتخيليش فرحة خالد هتبقى إيه لما يعرف
فاطمة: إنتى اللي متتخيليش أنا كنت محتجاه إزاى جنبى طول ما أنا حامل، ما احتجتش حد يبقى جنبى وأنا بولد زى ما كنت محتجاه يا وردة
وردة: هو مين اللي كان معاكى؟


 
فاطمة: عادل، يومها جالى الطلق الساعة 3 الصبح ومكنش أدامى غير عادل أكلمه
وردة: ياالالاااه، يوم ما قام مفزوع من النوم وكان بيجرى زى المجنون ولما سألته قالى فى حريق فى مخزن من المخازن
فاطمة: معلش يا وردة حقك عليا إنى خليته يكدب عليكى ، بس صدقينى عادل شخص جدع أوى، متتصوريش

وقفته معايا فرقت معايا إزاى، أنا لو كان ليا أخ مكنش هيبقى بمعزة عادل عندى تنظر وردة إلى الفراغ فى ضيق قائلة : أكيد يا فاطمة
فى اليوم التالى :
يجلس خالد فى مكتبه، فيدخل عليه أحد، وما إن يراه خالد حتى يركض نحوه فى لهفة قائلا: ها وصلت لحاجة؟

الشخص: كان عندك حق، مدام فاطمة فعلا سافرت لبنان خلال الأيام اللي فاتت، ومقعدتش غير يومين ورجعت تاني
خالد: سافرت لوحدها ولا مع حد؟
الشخص : لا سافرت مع حد تعرفه كويس
ينظر له خالد فى قلق قائلا: سافرت مع مين ؟
يمد الشخص بورقة إلى خالد الذى ما إن ينظر إليها تتسع عيناه فى صدمة قائلا: مش ممكن .... هو..


 
فى إحدى المدارس بالإسكندرية:
يجلس خالد أمام مديرة المدرسة بعد أن حضر إليها وطلب منها بيانات عن أحد الطلاب، تنظر المديرة إلى أحد الملفات الموجودة أمامها، ثم تعيد النظر لخالد قائلة : مظبوط يا أفندم، الولد موجود عندنا فى مرحلة رياض الأطفال، جاسر عاصم إبراهيم، بس حضرتك تقربله إيه؟
خالد: أنا أخوه خالد حسن..

تنظر له المديرة فى إستنكار قائلة : أخوه إزاى ؟ اللي أعرفه إنه له أخت واحدة وهى ولية أمره والوصية عليه
خالد: مظبوط أخته فاطمة الحديدى تبقى أخته من الأب ومراتى فى نفس الوقت، وأنا أخوه من الأم
المديرة : علاقة غريبة أوى، عموما إحنا للأسف فى الإجازة مبقدرش أفيد حضرتك
خالد: هو طلب واحد بس عايزه منه حضرتك، عايز أعرف عنوان جاسر فين؟


 
فى شركة البدر:
تدخل زهرة إلى مكتب السكرتيرة، وتنظر إليها قائلة : مساء الخير، أنا كان عندى ميعاد مع بشمهندس خالد
تنظر لها السكرتيرة فى أسف قائلة : أنا أسفة أوى، بشمهندس خالد سافر فجأة ومش موجود تنظر لها زهرة فى حزن، وتهم بالمغادرة، ولكن توقفها السكرتيرة قائلة : ثوانى يا أنسة، هو إنتى أنسة زهرة أخت مدام وردة
توميء لها زهرة رأسها قائلة : أيوا أنا.

السكرتيرة : بشمهندس خالد كان سايبلنا خبر أول لما تيجى تدخلى لبشمهندس حسام، هو فى إنتظارك
تبتسم زهرة قائلة : متشكرة أوى
تدخل زهرة مكتب حسام الذى ينظر أمامه فى إحدى الملفات، تظل زهرة صامتة فى خجل دون أن تدرى منتظرة أن يرفع عينيه لينتبه لدخولها، وما أن ينتبه حسام بوجود أحد الأشخاص معه حتى يرفع عينيه قائلا:
أهلا وسهلا أنسة...

ولكن تقف الكلمات فى حلقه ما إن يراها، ينظر إليها كالتائه قائلا فى شرود : مين حضرتك؟
زهرة : أنا زهرة
حسام ومازال شاردا: زهرة مين ؟
تنظر زهرة إلى أسف فى خجل من نظرات حسام، وتكمل حديثها : زهرة، أخت وردة مرات عادل الصفدى، اللي بشمهندس خالد قال لحضرتك عليها
يحدث حسام نفسه ظنا منه أنها لا تسمعه : زهرة أخت وردة، أنا شهيد جناين مصر كلها.

تنظر له فى إستنكار قائلة : أفندم، حضرتك بتقول حاجة
ينتبه حسام لنفسه قائلا: أحم، ولا حاجة، أنا عرفت من خالد إنك خريجة كلية التجارة
زهرة : تمام، أنا خريجة تجارة قسم تسويق
حسام: تمام، إنتى هتتعينى فى قسم التسويق عندنا، فى الأول هتدربى عشان تفهمى طبيعة الشغل، وبعد كده تبتدى تستلمى تسويق مشاريع من بابها..

تنظر له زهرة فى فرح واضح قائلة : يعنى خلاص أنا أتعينت
يتمم حسام قائلا: دا إنتى أتعينتى وأتثبتى فى الحتة الشمال
زهرة : نعععععم
حسام: قصدى يعنى، اه أتعينتى وتقدرى تستلمى شغلك من بكرة إن شاء الله
زهرة : متشكرة أوى يا بشمهندس، وإن شاء الله هبقى عند حسن ظنكم
يبتسم حسام قائلا: أنا واثق من كده.

تخرج زهرة من مكتب حسام، فينظر حسام إلى أثرها
قائلا: إيه الجمال الربانى اللي كان واقف أدامى ده، شكلك وقعت يا حس ولا حدش سمى عليك.
وما إن تخرج زهرة من مكتب حسام، تضع يدها على قلبها قائلة : يخربيتك قلبى كان هيوقف، دا هشتغل إزا معاه ده، إزا هشوفه كل يوم من غير ما أعاكسه، أثبتى يا زهرة إنتى فى شغل، اجمدى كده وخليكى عاقلة.

فى شركة الصفدى :
يجلس عادل وأمامه بعد الملفات يراجعها، تدخل عليه السكرتيرة قائلة : عادل بيه، بشمهندس خالد برة وعايز يقابلك

عادل: دخليه بسرعة، وهو من إمتى خالد بيستأذن قبل ما يدخل
السكرتيرة: هو اللي صمم أبلغ حضرتك تخرج السكرتيرة وبعدها يدخل خالد، الذى ما إن يدخل يتوجه إليه عادل فى ترحيب قائلا: إيه يا ابنى، من إمتى وأنت بتستأذن عشان تدخل عليا دى شركتك.
ينظر له خالد فى غموض قائلا: فعلا دى شركتى يا
عادل؟!

عادل: طبعا يا خالد، أنت أخويا مش بس ابن عمتى، وبعدين أنت ناسى إن الشركة دى فاطمة شريكتى فيها يعنى كمان شركة مراتك ويكمل بمرح: يا شيخ دا اللي يدور يلاقيك أنت صاحب الشركة دى مش أنا.
خالد: أنا كنت فاكر زيك كده، كنت فاكر إن دى شركة أخويا ومراتى يعنى شركتى، لكن أتضحلى العكس، لا أخويا طلع أخويا، ولا مراتى طلعت تستاهل تبقى مراتي.
ينظر له عادل فى قلق قائلا: مالك يا خالد، وتقصد إيه بكلامك ده؟

يتجول خالد فى الغرفة وهو يتحدث قائلا: زمان لما كان عندى تلات شهور، مامتك ولدتك بس تعبت وهى بتولدك لدرجة إن خالى أضطر يجيبك عندنا عشان ماما الله يرحمها ترعاك معايا، كانت ماما دايما تحكيلى وتقولى بحسك يا خالد أنت وعادل مش بس قرايب ولا حتى أخوات لا أنتوا كنتوا تؤامى، ولما كبرت، كنت بتصمم تيجى كل شوية تبات عندنا، كنت حاسس إنه مكنش بيت عمتك لا كان بيتك ومكانك اللى مبترتحش غير فيه، عشان كده لما كبرت..

كبرت على عشرتك على إنك أخويا اللي كان بيقاسمنى اللقمة، على إنك تؤامى اللي كنت بقضى معاه معظم وقتى، اللي كنت بشكيله همى وقت ما تضيق بيا، بس عارف لما كبرت بقى فى حد تانى برضه برتاح لما برمى فى حضنه همى، حد بقى قريب ليا أقرب من روحى، عارف الحد دا كان مين يا عادل، كان فاطمة الحديدى مراتى اللي ربتها على إيدى واللي كل يوم كانت بتكبر أدام عينى كنت بحبها أكتر وأكتر من غير ما أحس، أنا أتربيت على حبكم وعشرتكم ليا، أنت وهى كنتوا أقرب أتنين ليا..
ينظر له عادل فى قلق قانلا: إيه لزمة الكلام ده دلوقتى يا خالد ؟

ينظر له خالد فى حزن قائلا: لزمته إنى عرفت فاطمة فين يا ابن خالى، عرفت مين اللي كان مخبى فاطمه، مين اللي كان شايفنى بتقطع أدامه وهى بعيد عنى ومكنش بيهمه، عرفت مين اللي جرحنى وضربنى فى ضهرى يا أخويا يا ابن عمرى اللي فات.
عادل: خالد، أنا..

خالد: أنت إيه يا عادل، مش أنت اللي خبيت فاطمة فى قصر الحديدى، المكان الوحيد اللي مجاش فى بالى أدور فيه، مش أنت اللي كنت بتشوفنى وأنا قالب الدنيا على فاطمة، ومهنش عليك تريحنى وتقولى هى فين، كنت فاكرك أقرب حد ليا برمى فى حضنك أسرارى، أنت اللي قولتلك على سفرى للبنان محدش كان يعرف غيرك، ومكنتش أعرف إن الخيانة يوم ما هتجيلى هتيجى منك أنت يا... أخويا.

عادل: أرجوك افهمنى يا خالد، فى حاجات كتير لازم تفهمها، أنا مكنتش أعرف مكان فاطمة من الأول زى ما أنت فاكر، أنا فعلا كنت بدور معاك وأنا معرفش هى فين، فاطمة لما لجأت لجأت لبابا الله يرحمه مش ليا، وبابا مقاليش غير قبل أما يموت بأيام
خالد: ولما قالك مجتش تقولى ليه، مصعبتش عليك وأنا حياتى واقفة، مصعبتش عليك وأنا بتعذب كل يوم وهى بعيد عنى
عادل: خفت، هى هددتنى لو قولتلك هتختفى حتى عنى وساعتها حتى أنا مكنتش هعرف مكانها..

ينظر له خالد فى سخرية قائلا: لا واضح إن حججك كلها جاهزة، مكنتش أتخيل إنى يجى اليوم اللي تبيعنى عشان أى حد فى الدنيا يا عادل، بس من الواضح إن فاطمة أغلى عندك منى، انت خسرتنى يا عادل.
يخرج خالد فى صدمة من عادل، ينظر عادل لأثره فى آلم قائلا: غصب عنى يا خالد، مقدرش أتخلى عنها مهما حصل، فاطمة مش أختى، فاطمة دى...
ويضم قبضة يده فى ألم قبل أن ينطق الكلمة التى طالما أخفاها عن الجميع وأحتفظ بها فى داخله.

فى قصر الحديدى:
تجلس فاطمة فى البهو الكبير وتتحدث إلى عادل فى قلق قائلة: فى إيه يا أبيه مالك؟
عادل فى حزن: خلاص يا فاطمة، كل حاجة أتعرفت
فاطمة: قصدك إيه بكل حاجة أتعرفت؟
وقبل أن يجيبها تستمع إلى صوت يهز كيانها، نعم إنه صوت حبيبها وزوجها ووالد ابنها، صوته عند الباب يسأل عنها قائلا: لو سمحت عايز أقابل مدام فاطمة
حنان: حضرتك مين؟

خالد: قوليلها خالد حسن، جوزها تنظر له حنان فى صدمة، بينما تهم فاطمة لتركض إلى أعلى ولكن يوقفها صوت من خلفها قائلا: استنى عندك متتحركيش
كانت فاطمة تقف موالية ظهرها إلى خالد، ومغمضة العينين، تخاف من رد فعله عليها
خالد: لفى يا مدام وبوصيلى، أعتقد خلاص معدش فيه مجال للهروب..

تلتفت له فاطمة فى بطيء شديد وحين تصبح فى مواجهته تفتح عينيها لتنظر إليه، يظل خالد ينظر إليها نظرة طويلة يملأها الإشتياق وكأنه يتأكد من كل تفصيلة فى وجهها أنها لم تتغير، يطول الصمت بينهم حتى يقطعه خالد بصفعة مدوية على وجه فاطمة..

تضع فاطمة يدها على وجهها ناظرة إلى خالد فى صدمة، بينما ينظر إليها خالد بعيون دامعة ثم يجذبها إليه ويدخلها فى أحضانه قانلا: حرام عليكى، أنا كنت بموت من غيرك، إنتى متعرفيش حياتى كانت عاملة إزا وإنتى مش فيها، أنا كنت قربت أتجنن، وحشتينى يا شيخة، وحشتينى أوى..

تتمسك فاطمة بملابسه وكأنها تطمئن نفسها أنها معه، وتحاول منع دموعها من النزول ولكنها تفشل، بينما هو يتسمك بها أكثر وكأنه يريد أن يدخلها فى قلبه، ليطمأن أنه ليس بحلم وأنها حقا معه
خالد: إنتى مش متخيلة أنا كمان مرة حلمت باللحظة دى إنك تبقى معايا وفى حضنى، ليه يا فاطمة عملتى فيا كده ليه؟

وفى هذه اللحظة تستعيد فاطمة وعيها وتتذكر كل ما فعله خالد معها، بداية من كل مرة كان يخبرها بعشقه لغيرها، وتركها لشادى بسببه، وحضورها زفافه مرتان إلى كلماته مع حسام عن استمتاعه بعشق البنات له، واستمتاعه ايضا بخيانته لها حتى ولو كان حلما..

وفى هذه اللحظة تستجمع فاطمة قوتها وتدفع بخالد بعيدا عنها قائلة فى صراخ : كفاية بقى يا خالد
ينظر لها خالد فى صدمة، ويقترب منها قائلا: فاطمة، مالك، إنتى لسه مش مصدقة إنى مظلوم وإن البنت هى اللي..
تقاطعه فاطمة وهى ترفع كفها فى وجهه قائلة: أرجوك خليك عندك متقربش، أنا خلاص تعبت
خالد: تعبتى ؟! تعبت منى؟

فاطمة: تعبت من كل مرة بتقرب فيها منى، وأقول خلاص هرتاح واكمل الباقى من حياتى فى حلم جميل معاك، وانت كل مرة تفوقنى على صدمة، والاقى الحلم الوردى أتحول لكابوس، كفاية بقى، أنا قلبى مبقاش حمل صدمات تانى، أقرب وابقى فى حضنك وافرح وفى لحظة تقلب كل حياتى من تانى.
خالد: أنا بحبك يا فاطمة وإنتى عارفة..

فاطمة: اللي بيحب حد مبيشوفش غيره، اللي بيحب حد مبيجرحوش، اللي بيحب حد مبيخونوش، وانت عملت كل ده يا خالد، انا من ساعة ما عرفتك وأنا بتوجع بس، بفرح أوقات بسيطة أوى، وباقى حياتى وجع ينظر لها خالد فى سخرية قائلا: ياااااه، بقى إنتى مشوفتيش منى غير الوجع وبس، مشوفتيش حب وحنان وأمان، دا أنتى كنتى أول حد بيجى على بالى أول لما أصحى وقبل لما أنام، دا أنا مكنتش بفوت ساعة فى حياتى من غير ما أكلمك فيها، كنتى دايما رقم واحد فى حياتى، حتى لما أتجوزت مرتين كنتى برضه رقم واحد فى حياتى، كل ده ومشوفتيش منى غير الوجع، انتى بس اللي بتحبى تعيشى دور الضحية ..

تنظر له فاطمة فى غضب قائلة : أنا يا خالد بحب أعيش دور الضحية
خالد: أيوا، قال إيه شوفتينى نايم وواحدة بتحاول تغرينى فقولتى إنى بخونك وجريتى زى العيال الصغيرة وهربتى، محاولتيش حتى تدى نفسك فرصة تشوفى الحقيقة، وتشوفيها إزاى عشان مطلعيش نفسك ضحية وتصعبى على الكل.

تضحك فاطمة فى سخرية قائلة : ياااااااه تصدق عندك حق، فاطمة الحديدي دايما شايفة نفسها ضحية، فاطمة مذلهاش وجبلها الوجع غير ضعفها، وقلة حيلتها، أنت صح يا خالد، أنت عندك حق وأوعدك من النهاردة هتشوف فاطمة تانية غير اللي عرفتها..
يقترب منها خالد فى حب قائلا: سواء كنتى فاطمة القديمة أو حتى أتغيرتى، فإنتى هتفضلى حبيبتى اللي جوايا وعمرى ما هحب غيرك أبدا، ممكن بقى يا حبيبتى تلمى هدومك ونروح بيتنا وكفاية غياب لحد كده..

تنظر له فاطمة فى تحدى قائلة : لا يا خالد
ينظر لها خالد فى تعجب قائلا: وإنتى من إمتى بتقوليلى لا يا فاطمة؟
فاطمة: من النهاردة يا خالد، مش وعدتك هتغير، ودى بداية التغير، فاطمة يا أبيه اللي عاشت طول عمرها تحت طوعك تقولك حاضر ونعم وتيجى على نفسها عشانك، النهاردة بتقولك لا يا خالد مش هروح معاك، وأنسى إن يجمعنا بيت تانى..
ينظر لها خالد فى غضب قائلا: دا أخر كلام عندك يا فاطمة؟

فاطمة: بالظبط كده يا بشمهندس
يتوجه خالد إلى الباب للخروج ولكن يستوقفه صوت طفولى قادم، ينظر فى إتجاه الصوت ليجد طفل صغير فى السادسة من عمره يأتى وبجانبه حنان تحمل طفلا أخر لم يتعدى الثلاث شهور، ولكن خالد لم ينتبه إلا الطفل ذو الست سنوات، تنظر لهم فاطمة فى قلق بينما..
يقترب منه خالد فى حب ويجلس أمامه قائلا: أنت جاسر مش كده؟

ينظر له جاسر فى براءة قائلا: أيوا أنا جاسر، حضرتك بابا خالد
يحتضن خالد جاسر فى إشتياق شديد قائلا: ياااااااه يا جاسر، أنت لسه فاكرنى يا حبيبى
جاسر : آه فاكرك، وماما طمطم كمان علطول تحكيلى عنك، ليه مشيت وسبتنا، ماما كانت علطول بتعيط وأنت مش موجود
ينظر خالد لفاطمة قائلا: مش انا اللي مشيت يا حبيبى، ماما هى اللي مشيت..
ويعيد النظر إلى جاسر قائلا: بس خلاص من النهاردة مش هسيبك أنت وماما تبعدوا عنى تانى أبدا..

جاسر: بجد يا بابا، وسنسن كمان هيبقى معانا صح؟
ينظر له خالد فى تساؤل قائلا: مين سنسن؟
تنظر لهما فاطمة فى قلق، بينما يشير الصغير إلى الطفل الذى تحمله حنان قائلا: سنسن، ابن ماما فاطمة

ينتبه خالد إلى الطفل الصغير، وينظر إليه فى دهشة متأملا ملامحه التى تشبهه إلى حد كبير، وبعدها ينظر إلى فاطمة فى خوف ممتزج بالفرح متساؤلا: دا ابنى؟
توميء له فاطمة رأسها بالموافقة قائلة : حسن، زى ما كنت عايز تسميه.

يعيد خالد النظر إلى الطفل مرة أخرى، ويحمله قائلا: أنا عندى ابن، عندى ولد شايل اسمى وانا معرفش ويتحدث للصغير بعيون ممتلئة بالدموع قائلا: أنت حسن، حسن خالد حسن، أنت ابنى صح، أما عبيط صحيح أنا بسألك ما الاجابة واضحة، دا أنت نسخة منى، إزاى مشوفتكش قبل كده، إزا محضرتش كل يوم وأنت بتكبر جوا بطن مامتك إزاى محضرتش ولادتك وأنت الدنيا بتستقبلك لأول مرة.

كانت فاطمة تستمع له ودموعها تنهال على وجهها، يحتضن خالد الصغير فى حب وإمتلاك وبعدها يعطيه لحنان وينظر لفاطمة بعد أن يمسح دموعه قائلا: أنا لو سامحتك على كل اللي عملتيه فيا الفترة اللي فاتت، عمرى ما هسامحك على إنك حرمتينى من إنى أشوف ابنى الوحيد، وأكون جنبك وإنتى بتجيبيه للحياة، سمعانى يا فاطمة، عمرى ما هسامحك..

يخرج خالد من الفيلا غاضبا، بينما تجلس فاطمة على أقرب كرسى، وتنهار فى البكاء، تقترب منها حنان فى شفقة من حالها قائلة : لما كنتى بتحكيلى عن جوزك واللي عمله معاكى، كنتى بتصعبى عليا وبحس إن معاكى حق فى اللي عملتيه معاه، لكن النهاردة لما شوفت حبه ليكى اللي كان باين عليه، عرفت إنك ظلماه وإن اللي بينكم عند هيوصلكم لطريق مسدود.
تمسح فاطمة دموعها قائلة : أطلبيلى أبيه عادل يا حنان، أنا محتاجة أتكلم معاه أوى.

وفى الخارج:
يقود خالد سيارته وهو يتذكر كل ما مر به الفترة السابقة يتذكر حين رأى فاطمة وهى تلاعب صغيرهما فى الكازينو، وكيف اوهمته أنها لم تكن هى، تذكر حين طلب عادل وجاءه سريعا، تذكر حديثه مع عادل عن سفر لبنان، تذكر مقابلته لفاطمة هناك، وكيف أوهمه يوسف أنها ليست هى، تذكر وجودها بجانبه طوال فترة مرضه، وحينها ضرب المقود فى غضب قائلا: بقى كنتى بتلعبى بيا يا فاطمة طول الوقت اللي فات، أنا هوريكي خالد هيعمل إيه، إظاهر أنا زمان معرفتش أربيكى ولازم أعيد تربيتك دلوقتى تانى.
يتبع..

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني الحلقة السادسة بقلم أمينة الريحاني


باقي حلقات الرواية متوفرة بشكل حصري على مدونة يوتوبيا
يجب كتابة تعليق كي تظهر لك الآن
اكتب رأيك في الفصول المنشورة من الرواية في تعليق كي تظهر لك باقي الفصول

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-