رواية عاشق المجهول الجزء الأول الحلقة الثالثة والثلاثون 33 للكاتبة أمنية الريحاني

رواية عاشق المجهول الجزء الأول الحلقة الثالثة والثلاثون 33 للكاتبة أمنية الريحاني

رواية عاشق المجهول الجزء الأول الفصل الثالث والثلاثون
رواية عاشق المجهول الجزء الأول الجزء الثالث والثلاثون
البارت 33

رواية عاشق المجهول الجزء الأول الحلقة الثالثة والثلاثون 33 للكاتبة أمنية الريحاني - مدونة يوتوبيا

تنظر فاطمة لخالد فى صدمة بعد كلامه قائلة : نعم ، أنت قولت إيه؟
يبادلها خالد بنظرة حب قائلاً: بقولك بحبك يا فاطمة ، إنتى الإنسانة اللي أتمنى أكمل معاها باقى حياتى ، إنتى....
تقاطعه فاطمة قائلة : ثوانى يا خالد ورجعالك.

وتسرع إلى الحمام ، فتظل تغسل فى وجهها قائلة : فوقى بقى ، مش كل شوية يجيلك تخيلات وتفوقى على صدمة ، فوقى يا فاطمة ، فوقى يا فاطمة
بعدها تخرج من الحمام متجهة إلى خالد وهى مبتسمة قائلة : ها يا أبيه ،أنا فوقت خلاص ، كنت بتقول إيه؟
خالد: كنت بقولك بحبك يا فاطمة و...



تقاطعه فاطمة مرة أخرى قائلة : لا كده يبقى لسه مفوقتش ، ثوانى ورجعالك
وتتركه مسرعة ، فينظر إلى أثرها قائلاً: هى مالها المجنونة دى ، مش عارف أقولها كلمتين على بعض
تدخل فاطمة المطبخ ، فتجد كريمة تعد طعام الفطور ، تنظر لها كريمة قائلة : إيه يا حبيبتى ، عايزة حاجة ؟
تنظر لها فاطمة فى إرتباك واضح قائلة : لا ، آه ، أه ، عايزة قهوة ، ولا أقولك عصير أحسن ، لا أعمليلى الأتنين يا دادة
تنظر لها كريمة فى تعجب قائلة : مالك يا حبيبتى ، خير ، إنتى عايزة عصير ولاقهوة ، ومن إمتى وإنتى بتشربى قهوة
فاطمة: لا ما هو العصير ليا ، والقهوة بتاعة أبيه خالد.



كريمة : طب روحى يا حبيبتى وأنا هعملك العصير والقهوة وأجبهملكم
تنظر فاطمة لكريمة قائلة: دادة ، ممكن تقرصينى؟
كريمة: أقرصك ؟!
فاطمة: أيوا أقرصينى ، عايزة أتأكد إنى صاحية وفايقة
كريمة: يا بنتى ما إنتى أدامى صاحية وفايقة أهو
فاطمة: طب فى حد عندنا برة صح ، يعنى أنا مش بحلم.



كريمة: لا حول ولا قوة إلا بالله ، جرالك إيه النهاردة ، أيوا بشمهندس خالد برة ، وبقاله شوية قاعد معاكى ، وإنتى صاحية مبتحلميش
فاطمة فى نفسها : يعنى الكلام اللي خالد قالهدا كان حقيقى ، يعنى خالد قالى فعلا إنه بيحبنى ، أنا مش بحلم ولا بتخيل المرة دى ، خالد فعلا بيحبنى
تقبل فاطمة وجه كريمة قائلة : متشكرة أوى يا أحلى دادة فى الدنيا.



وتخرج فى سعادة متجهة إلى خالد ، ولكنها تقف فى منتصف الطريق ، وتذهب عن وجهها إبتسامتها حين تتذكر حديث خالد معاها من قبل
" خالد: ياااااااه يا فاطمة الحب دا شيء جميل أوى ، خصوصا لما يجيلك من غير ميعاد ، وتحس بقلبك دق فجأة ،ومشاعرك كلها أعلنت عليك الحرب ، مكنتش متخيل إن حنين ممكن تقلب حياتى كده ، وتخلينى أرجع أحب من تانى
خالد: جرالك إيه يا فاطمة، بكلمك عن غادة .....أنا أكتشفت بعد كل السنين دى إنى لسه بحبها ، وإنى كنت بوهم نفسي بحب حنين ، لكن فى الحقيقة أنا كنت بدور على حب غادة فى حنين".



أغمضت فاطمة عينيها عند تذكرها هذه اللحظات التى عانتها مع خالد فى كل مرة كان يعترف لها بحبه لغيرها ، فعادت إلى رشدها ، وتوجهت إلى خالد قائلة : أسفة يا أبيه ، أتأخرت عليك
خالد: إنتى مالك النهاردة ، بتروحى فين كل شوية ؟
فاطمة : كنت بخلى دادة كريمة تعملى القهوة، حضرتك كنت بتقول إيه بقى ؟
خالد: هقولهالك تانى يا فاطمة ، بحبك يا فاطمة
فاطمة: طب ما أنا عارفة يا أبيه ، طبيعى إنك بتحبنى ، أنا أختك الصغيرة اللي ربتها على إيدك
خالد: لا يا فاطمة ، أنا أكتشفت إن حبى ليكى مكنش مجرد حب أخ لأخته ، أنا بحب بجد ، حب عاشق عايز يكمل حياته مع حبيبته
تضحك فاطمة على حديثه قائلة : أنت بتهزر يا أبيه؟



خالد فى غضب : لا يا فاطمة مبهزرش ، وبطلى أبيه دى اللي عمالة تقولهالى ، أنا خالد ، خالد وبس يا فاطمة
فاطمة: لا بتهزر يا أبيه ، لما تكتشف بعد كل السنين اللي فاتت دى إنك بتحبنى فجأة يبقى أكيد بتهزر ، وعايزنى أصدق حاجة زى دى وأتجاوب معاك وأشيل الألقاب ، إيه الدليل على حبك ليا ؟
خالد: أنا يا فاطمة ، الدليل هو أنا جايلك بنفسي وبقولهالك ، دا تسميه إيه؟

فاطمة: أسميه أخوة ، أسميه إندفاع فى المشاعر ، أسميه خارج من تجرة صعبة ومحتار، أسميه أى حاجة غير كونها حب
خالد: أنا مش محتاجة دليل يا أبيه خالد، لأن يوم ما أنت هتحبنى هيبان عليك، وساعتها مش هبقى محتاجة دليل
يقف خالد فى غضب قائلاً: ماشى يا فاطمة ، وأنا هثبتلك إنى بحبك ،بحبك أوى كمان وبطلى أبيه دى ، أنا خالد وبس
فاطمة: ماشى يا أبيه.

ينظر لها خالد فى غضب ويتركها ويغلق الباب خلفه فى شدة ، فتضحك فاطمة بعد خروجه قائلة : بحبك ، بحبك ، بحبك يا خااااااااااااااالد
ولا تعلم فاطمة أن خالد كان يقف وراء الباب بعد خروجه وسمع صوتها وهى تنادى بحبه ، ليهمس فى نفسه قائلاً: وأنا كمان بحبك يا فاطمة ، بحبك فوق تصور أى حد ، وكل مهمتى الأيام الجاية إنى أثبتلك ده.

بعد مرور عدة أيام من زيارة خالد لفاطمة :
فى إحدى المطاعم:
يجلس عادل وأمامه وردة التى تنظر حولها فى إرتباك ، فينظر عادل لخجلها فى مرح قائلاً: متخافيش ، أنا هغديكى مش هاكلك
وردة: أنا أصل أول مرة أخرج مع حد غريب
عادل: عارف ، وعارف كمان إنى عمرك ما كنتى هتخرجى مع حدغيرى
وردة: يا سلام ، دا ليه بقى إن شاء الله؟

عادل: عشان أنا شاب حليوة وأمور ، وكل البنات بتقع فيا من أول نظرة ، طب بذمتك تنكرى إنك واقعة فيا ، وإنك بتسهرى طول الليل تفكرى فيا
تقف وردة فى مكانها فى غضب قائلة: أنا ماشية
عادل: خلاص خلاص بهزر ، متزعليش
تنظر له وردة فى عتاب ، ليبادلها عادل نظرة رجاء قائلاً: بجد بهزر ، أقعدى بقى عايزة أتكلم معاكى.

تجلس وردة ، بينما يكمل عادل حديثه قائلاً :علفكرة يا وردة ، على عكس ما الكل يتوقع ، أنا كمان أول مرة أخرج مع بنت نهائى ، يعنى يبان عليا بحب الهزار ، مليش فى شيل المسؤلية ، مستهتر شوية ، بس أنا فعلا عمرى ما خرجت مع بنت ، ولا عرفت بنت وعشمتها إنى هتجوزها وخلعت منها ، مكنتش بلاقى متعة فى كده
وردة: طب ممكن أعرف أنت طلبت تقابلنى ليه النهاردة؟

عادل: هتصدقنى لو قولتلك معرفش، أنا لقيت نفسي فجأة بتشدلك ، ممكن يكون إعجاب ، ممكن يكون طريقتك المجنونة فى إنك تدافعى عن نفسك أدام أى حد جذبتنى ليكى ، معرفش ، هو إحساس غريب جالى أول مرة أحس بيه ناحية حد
وردة: إحساس إيه ، ومتقوليش حب.

عادل: لا يا وردة ، أنا مش هكدب عليكى وأقولك حب، بس تقدرى تقولى إحساس إن الشخص اللي أدامك ده يخصك قريب منك ، ينفع تكمل حياتك معاه وأنتى مبسوط
وردة: عادل ، ممكن أسألك سؤال وتوعدنى تجاوب بصراحة عليه ؟
عادل: أكيد طبعا أسألى ، طالما جاتلى الجرأة أجيبك لحد هنا، وأقولك على كل اللي جوايا يبقى هكون صريح معاكى
وردة: هو أنت بتحب فاطمة ، ولا زى ما قولتلها بتعتبرها أختك ؟
عادل: إجابتى هتفرق معاكى؟

وردة: أنا حابة زى ما قولت يبقى فى صراحة بينا
عادل: يبقى آه يا وردة ، أنا فعلا حبيت فاطمة ، من أول يوم شوفتها فيه وأنا حبتها ، كنت بتمنى اشوفها مبسوطة وسعيدة ، كنت بتوجع أوى لما بحس بألمها وجرحها من حبها لخالد، وأتوجعت علفكرة لما أتخطبت برضه لشادى ، فى كل مرة بشوف فاطمة فيها وبتأكد إن حبى ليها عمره ما هيطلع للنور كنت بتوجع أوى ، بس علفكرة مفيش مخلوق يعرف الكلام ده غيرك
وردة: وليه كدبت عليها ، ليه مقولتلهاش الحقيقة ؟

عادل: عشان مكنتش عايز أخسرها ، فاطمة لو عرفت إنى بحبها كانت هتبعد عنى ، هشوف فى عينيها كسرة وإعتذار ليا ، وأنا مش عايز أشوف النظرة دى فى عينيها أبداً ، مش عايزها تحس بالذنب من ناحيتى ولا أكون فى يوم سبب وجع ليها ، أنا موجود عشان أساعدها وأقف جنبها وبس ، ويوم ما تحتاجنى متترددش لحظة إنى أكون أول واحد تكلمه ، عشان كده خبيت عنها مشاعرى ناحيتها
وردة: طب لما أنت بتحبها أوى كده ، ليه يعنى ...
عادل: قصدك ليه طلبت أقابلك ، وليه بعرض عليكى الجواز؟

توميء وردة برأسها بالموافقة ، فيجيب عادل قائلاً: عشان حبى لفاطمة كان محكوم عليه بالفشل من الأول ، فاطمة عمرها ما كانت ولا هتكون لحد غير خالد ، وأنا عارف دا كويس من أول يوم ،علفكرة أنا مع كل حبى لفاطمة عمرى ما تخيلت حياتى معاها ، بس الغريبة إنى أتخيلت حياتى معاكى إنتى، حياة مجنونة شقية ، مرة نتخانق مرة نتصالح ، كل يوم بشكل وكل يوم بحياة مختلفة ،عشان كده لما طلبت منك الجواز كنت واثق إنك هتقدرى تخلينى أنسى حب فاطمة ، مش بس كده أنا واثق إنى هحبك يا وردة وهحبك اوى كمان ، بس أدينى وأدى لنفسك الفرصة دى
تبتسم له وردة فى خجل ، ليكمل حديثه قائلاً: ها نقول مبروك وآجى أقابل الحاج
توميء له وردة رأسها بالموافقة.

فى شركة الحديدى:
تدخل فاطمة الشركة بعد أن تستقبلها نيفين السكرتيرة الجديدة التى عينتها بعد أن طردت منى ، تجلس فاطمة على مكتبها لتجد موضوع عليه باقة جميلة من الزهور،تمسك فاطمة الكارت الموضوع على الكارت لتجد مكتوب عليه " صباح الورد على أحلى وردة فى حياتى ، بحبك "
تبتسم فاطمة وتحتضن الكارت ، فيقاطعها صوت هاتفها ، تجيب على الهاتف لتجد خالد يجيبها : يارب يكون الورد وصل الرسالة
فاطمة: وصلت يا أبيه
خالد: وإيه بقى ، مش ناوية تحنى على الغلبان ده
فاطمة: طب عايزنى أعمل إيه ؟

خالد: مبدأيا تبطلى أبيه دى ، نفسى أسمع اسمى منك
فاطمة: أهى دى بالذات اصعب حاجة ، أنت أبيه خالد ، وهتفضل أبيه خالد
خالد: ماشى يا أم دماغ ناشفة ، كفاية عليا إنك تسمعينى وأنا بقولك بحبك يا طمطم
يغلق خالد الهاتف معاها ، فتبتسم فاطمة وتزفر فى حب قائلة : وأنا كمان بحبك يا خالد.

فى اليوم التالى :
تذهب فاطمة إلى شركة البدر لمقابلة صديقتها وردة ، وظلت تنتظرها أمام الشركة حتى لا تصطدم برؤية خالد ، ولكنها فوجئت بحسام ينادى عليها قائلاً : بشمهندسة فاطمة ، عاش مين شافك
فاطمة: بشمهندس حسام ، أهلا وسهلا
حسام: إيه يا بنتى ، بقالك زمن مبتجيش ، إنتى زعلانة مننا ولا إيه؟
فاطمة: لا أبدا، حضرتك عارف من ساعة وفاة بابا وأنا ماسكة الشركة عنده.

حسام: تعيشى وتفتكرى ، على العموم أنا حظى حلو إنى شفتك ، فى موضوع نفسي أكلمك فيه من فترة ، ولما يأيست إنى أشوفك ، كنت هكلم خالد
فاطمة: موضوع إيه ؟
حسام: طب هنتكلم هنا فى الشارع، نروح حتة نتكلم طيب
فاطمة: معلش يا بشمهندس عشان مستنية وردة صاحبتى
حسام: طب على العموم الموضوع بإختصار ، إنتى عارفة إنى شريك خالد فى الشركة ، ومن نفس سنه ، وخالد كان ساحلنى معاه فى الشغل ، ومكنش عندى أى وقت عشان أرتبط ، فكنت بقول يعنى لو تقبلى تتجوزينى هكون أسعد واحد
فاطمة: تتجوزنى أنا ؟!

حسام : إيه المشكلة ، إلَّا لو عندك إعتراض فى شخصى
فاطمة: لا طبعا حضرتك حد محترم وإحنا نعرفك من سنين
حسام: طب قولتى إيه؟
تفكر فاطمة قليلاً ، ثم تلمع عينيها فى مكر قائلة : بس يا بشمهندس ، حضرتك عارف إنى بعد وفاة بابا أبيه خالد هو اللي مسئول عنى ، وهو يعتبر أخويا الكبير ، فممكن حضرتك تروح تفاتحه فى الموضوع وتشوف رأيه ، واللي هو هيشوفه أنا موافقة عليه
ينظر لها حسام فى فرحة قائلاً: أنا هطلعله حالاً ، ومش هخرج من عنده غير وإحنا قاريين الفاتحة.

يسرع حسام متجهاً إلى مكتب خالد إلى داخل الشركة ، بينما تنظر فاطمة إلى أثره قائلة : دا لو خرجت من عنده أصلاً
تستقبل فاطمة وردة التى تأتى بعد مغادرة حسام
وردة: هو بشمهندس حسام ماله ، قابلته وأنا جاية كان بيجرى
فاطمة: لا متاخديش فى بالك ، كان ابن حلال والله ، المهم أحكيلى بقى عملتى إيه مع عادل.

أما فى داخل الشركة :
يدخل حسام مكتب خالد ، ليجده يجلس شارداً يفكر فى فاطمة ، يجلس حسام أمامه فى حماسة قائلاً: خالد ، كنت عايزك فى موضوع
خالد: أمممم ، ولو إنه مش وقتك ، بس قول
يغلق حسام قميصه فى مرح قائلاً: إيه رأيك فيا ؟
خالد: نعم ، يعنى إيه إيه رأيي فيك ، زى كل يوم يعنى
حسام: لا مش قصدى ، يعنى لو فكرت أتقدم لبنت توافق عليا
خالد: آه ، هو الموضوع فى بنت ، آه طبعا متوافقش ليه ، أنت مهندس وعندك شركة وليك مستقبلك
حسام: يعنى أنت توافق.

خالد: أكيد لو عندى أخت أوافق طبعا ، هو أنا عندى أعز منك
حسام: يبقى أتفقنا
خالد: أتفقنا على إيه؟
حسام: إنك موافق إنك تناسبنى وأتجوز أختك
خالد: حيلك حيلك ، أختى مين اللي تتجوزها
حسام: فاطمة الحديدى ، مش هى زى أختك
خالد: نعم يا أخويا ، وأنت كنت بتمهد كل ده عشان عايز تتجوز فاطمة
حسام: أيوا ، إيه رأيك ؟

خالد: رأيي إنك لو ممشتش أدامى دلوقتى يا حسام هكسر المكتب على دماغك ، ومش هتحلق تتجوز فاطمة ولا غيرها
حسام: ليه بس مش لسه قايلى إنك موافق إنك تجوزنى أختك
خالد: أختى يا بنى أدم ، مش فاطمة
حسام: وهى فاطمة إيه؟
خالد: فاطمة دى خطيبتى ، مش أختى
حسام: خطيبتك ، معلش يا خالد ، أنا مكنتش أعرف ، أنا كنت فاكرها خطيبتك ، وهى اللي لما كلمتها قالتلى أجيلك أخد رأيك
خالد: بقى هى اللي قالتلك تجيلى ، ماشى ، بس حسك عينك ألمحك بتكلمها تانى ، فاطمة دى خطيبتى وخلال كام يوم هتبقى مراتى.

وفى نفس اليوم مساءا يدعى خالد فاطمة لحضور حفل يقيمه فى إحدى المطاعم بمناسبة توقيع عقد مهم ، وبعد إلحاح منه توافق على أن تذهب بمفردها دون أن يمر عليها كما أعتاد من قبل ، خوفاً منها من رد فعله على موضوع حسام ، فهى تعلم مدى غضبه منها ، وبعد فترة من وصول خالد والضيوف إلى الحفلة ، يتفاجيء خالد بدخول فاطمة فكانت ترتدى فستاناً ذهبى اللون طويل ، وتطلق لشعرها العنان ليغطى ظهرها ، فكانت بحق كالأميرة ، ظل خالد ينظر إليها فى حب ، فهو لأول مرة يراها بهذا الجمال ، ودّ لو يخطفها ويبتعد بها عن كل عيون الناس ، ودّ لو يخبئها بداخل قلبه حتى لا يراها أحد ، يشعر خالد بدقات قلبه تتسارع عند رؤيتها ، مما يؤكد له فى كل لحظة أن فاطمة هى العشق المجهول بداخله.

يبتسم لها خالد ولكنه تختفى إبتسامته حين يرى عادل يدخل بجانبها ، يقترب خالد منهما قائلاً: عادل ، إيه اللي جابك؟
عادل: جرى إيه يا عم ، مش ابن عمتى وعامل حفلة، ولا أنت مكنتش عايزنى آجى؟
خالد: لا طبعا مش قصدى، أنت تنورنى يا حبيبى
عادل: على العموم البنوتة القمر اللي جنبى دى هى اللي طلبت منى أوصلها لهنا ، قال إيه عربيتى عطلانة يا أبيه
يكز خالد على أسنانه وهو ينظر لفاطمة قائلاً: ما هى البنوتة القمر دى ، هى نفسها اللي طلبت منها أوصلها معايا ورفضت
فاطمة: مكنتش عايزة أعطلك عن ضيوفك يا ....أبيه.

خالد: ماشى يا فاطمة ، كلامنا بعد الحفلة ، أتفضلوا
تجلس فاطمة على إحدى الطاولات وأمامها عادل ، أما خالد فكان يتنقل بين الضيوف وعينيه معلقة على فاطمة التى تتعمد تجاهله والنظر لعادل ، ينظر عادل لفاطمة قائلاً: مش حلو كده يا طمطم
فاطمة: هو إيه يا أبيه؟

عادل: السخان اللي مولعاه يا حبيبة أبيه ، ممكن يشيط مرة واحدة ويولع فينا كلنا
فاطمة: سخان إيه يا أبيه ، مش فاهمة
عادل: لا فاهمة يا بنت الحديدى ، مش على أبيه عادل
تضحك فاطمة على كلامه ، مما أثار غضب خالد
فاطمة: طب ممكن يا أبيه عادل تقوم ترقص معايا ؟
عادل: كمان ، لا أنا كنت مش هلحق أتجوز ، أنا هقوم ، بس أتصلى بصاحبتك قوليلها كتب كتابنا فى القصر العينى.

تضحك فاطمة بشدة على حديث عادل ، ويتوجها سوياً لساحة الرقص ، يكور خالد قبضة يده فى غضب وهو ينظر إليهما متوعداً لفاطمة، ولا ينتبه لأى شخص يتحدث معه
عادل: ممكن أعرف أخر اللي بتعمليه ده إيه؟
فاطمة: صدقنى يا أبيه ، أنا نفسى معرفش أخرته إيه
عادل: طب ولزمتها إيه العذاب اللي إنتى عايشاه ومعيشهوله ، يا بنتى إنتى بتحبيه وهو بيحبك ، فين بقى المشكلة
فاطمة: المشكلة فى خالد يا أبيه ، خالد مبيحبنيش ، خالد مستخسر حبى.

عادل: ومين بقى اللي قالك كده ، علفكرة خالد بيحبك ، وبيحبك أوى كمان ، ومن زمان كمان ، يمكن يكون مكنش شايف الحب ده ، لكن دلوقتى شافه وحسه
فاطمة: يمكن يكون كلامك صح ، ويكون خالد فعلا بيحبنى ، بس فى اللحظة اللي جالى فيها وقالى بحبك ، مكنش عارف هو بيقولها ليه ، لمجرد إنه حس بحبى ليه ، فاستخسر إن حبى ليه يضيع، عارف أنا كنت فرحانة أوى لما قالى بحبك ، ولما سألته إيه الدليل علي كده ،كنت مستنية منه كلام كتير أوى يقولهولى ، كنت مستعدة ساعتها أنسى كل اللي فات وأبتدى حياتى معاه من جديد ، بس هو معرفش يقول أى حاجة ، ملقاش دليل واحد على إنه بيحبنى
عادل: واللي إنتى بتعمليه ده اللي هيخليه ينطق ويلاقى دليل؟

فاطمة: اللي أنا بعمله ده هيخلى خالد يحس لو فعلا بيحبنى ولا لا ، خالد أتعود أكون أدامه تحت طوعه ، متعودش أقوله لا على حاجة ، زى العروسة الماريونت اللي بيحركها بإيده ، لكن دلوقتى هو مضايق شايفنى بتمرد عليه ، شايفنى ببعد ودا مجننه ، لو خالد فعلا بيحبنى هيفضل متمسك بيا ، وهيكتشف حبى جواه ، أما لو حب وقتى أو إندفاع هيزهق ويمل
عادل: مش هيزهق يا فاطمة
فاطمة: ياريت يا أبيه يا ريت ، أحكيلى بقى عامل إيه مع وردة؟

أما فى الجهة الأخرى مازال خالد ينظر إلى عادل وفاطمة وهم يرقصان سوياً ويتجاذبان أطراف الحديث فى غضب، لم يحتمل خالد الوضع أكثر من هذا ، فذهب غاضباً إليهم يشد فاطمة من يدها بعيداً عن عادل
عادل: فى إيه يا خالد؟
خالد: الوقت أتأخر وفاطمة لازم تروح
فاطمة: أنا هروح مع أبيه عادل
خالد: فاطمة ، أنا اللي هروحك ، وعدى ليلتك أحسنلك
عادل: يا خالد مينفعش كده ، الناس هتتفرج علينا ، وبعدين مينفعش تسيب ضيوفك والحفلة وتمشى.

خالد: عادل ، تتحرق الحفلة على الضيوف يا عادل ، المهم عندى فاطمة
ينظر خالد لفاطمة قائلاً: أدامى يا بشمهندسة
تنظر فاطمة لعادل فى رجاء ،فيوميء لها رأسه بالموافقة
يجذب خالد فاطمة خلفه ويسير مسرعا ، حتى يخرجا إلى خارج المطعم ، فتجذب فاطمة يدها فى عنف من خالد قائلة : فى إيه يا خالد مش كده ، وجعت إيدى ، وبعدين أنا مش بهيمة بتجرها وراك
خالد: إنتى ليك عين تتكلمى؟

فاطمة: آه يا خالد ليا عين ، أنت مش أخويا ولا خطيبى عشان تعمل معايا كده ، أنت حيالة أبن مرات بابا ، وأنا مش هسمحلك تعمل معايا كده ولا تتعدى حدودك معايا
خالد: كده يا فاطمة ، طب أدامى أوصلك ، وأوعدك مش هتعدى حدودى معاكى تانى
تركب فاطمة السيارة مع خالد ، وطوال الطريق لا تنظر إليه حتى لا يرى دموعها المحبوسة بداخل عيونها ، يصل خالد إلى أمام منزل فاطمة ، فتنزل فاطمة فى غضب من السيارة دون أن تنظر إلى خالد ، يمسح خالد على رأسه فى غضب وينظر إلى أثرها قائلاً: غصب عنى بزعلك منى يا فاطمة ، بس إنتى اللي بتختبرى غضبى وغيرتى.

فى بداية الليل:
تجلس فاطمة على سريرها حزينة شاردة ، فتجد رسالة تصل إلى هاتفها مكتوب فيها : " أنا أسف وغلطان ، حقك عليا ، أنا غبى ومبفهمش عشان زعلتك منى ، سامحينى بقى "
تنظر فاطمة إلى الرسالة وتبتسم وتلتمع الدموع فى عينيها من الفرحة والحب ، بعد دقائق تصل رسالة أخرى مكتوب بها
" لو ليا ذرة حب فى قلبك ، بصى من البالكونة دلوقتى ".

تنظر فاطمة إلى الرسالة فى تعجب ، وتتجه إلى الشرفة تنظر منها ، لتتسع عينيها عند رؤية خالد يقف فى أسفل الشرفة وحول الكثير من البالونات الطائرة ، ويمسك فى يده بالونة كبيرة مكتوب عليا " سامحينى ، بحبك"
تضع فاطمة يدها على فمها فى سعادة ، وتنزل دموعها رغماً عنها ، فتسرع إلى هاتفها وتطلب عادل قائلة : مجنون يا أبيه عادل ، أنا بحب مجنون
عادل: علفكرة دى فكرتى ، أنا اللي قولتله عليها ، أدعيلى بقى
فاطمة: وأنا فرحانة أوى أوى يا أبيه
عادل: ربنا يسعدك يا طمطم
يغلق عادل مع فاطمة الهاتف ، وينظر إلى الفراغ قائلاً: وأنا ميهمنيش فى الدنيا غير إنى أشوفك مبسوطة يا فاطمة...
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-