رواية الزوجة الأولى الحلقة الثانية 2 بقلم شيماء رضوان

رواية الزوجة الأولى الحلقة الثانية 2 بقلم شيماء رضوان

رواية الزوجة الأولى الفصل الثاني
رواية الزوجة الأولى الجزء الثاني
البارت 2

رواية الزوجة الأولى الحلقة الثانية 2 بقلم شيماء رضوان - مدونة يوتوبيا

هتفت سميرة بضيق
ماذا قلت هند ؟ هل توافقين على الزواج من يونس؟
جاءها الرد مقاطعاً بشدة
لا أمى من قال لك أننى سأقبل بزوجة ثانية لزوجتى وأكون سبباً فى تحطيمها واذلالها عندما أتى بأخرى تشاركنى بها ...

صعقت هند من وجوده وأنكست رأسها للأسفل بخزى من حديث والدته واعترافها بعشقها له ونهضت قائلة بتوتر
أعتذر ولكن يجب على الذهاب فقد تأخرت على أمى
غادرت هند بسرعة من أمام يونس الذى يحدجها بنظراته الساخطة وابتسم بسخرية لوالدته التى تفرك يدها يتوتر فاقترب وجلس أمامها هاتفا بهدوء
لم تفعلين ذلك أمى زوجتى فقدت طفلها منذ ثلاثة أيام وأنت تدبرين لزواجى بأخرى



ما قاله هو من أخرج التور من عقاله فنهضت بغضب ودارت فى أنحاء الشقة تتحدث بغضب
وماذا فعلت يونس هل أخطأت لأنى أريدك أن تتزوج وتنجب لى الحفيد ...
نهض ووقف أمامها هاتفا بيأس
أمى أرجوكى لا تضغطين على أعصابى يكفينى ما أنا به هذه الأيام لا أريد أطفالا ان لم يأتى ابنى من اسراء فلا أريده أريدها هى فقط



أبعدت يداه المحيطة بكتفيها بغضب جم ووضعت يدها على رأسها تدور فى المكان كالفرخ المذبوح هاتفة بحدة
اسراء .. اسراء ..اسراء لقد مللت تلك الفتاه من أول يوم قلت لك انها لا تناسبك ولكن عاندت وأصررت على ما تريد كعادتك دوما ..لم أتفوه بشئ وصمتت من أجلك ولكن كفى أريد أن يمتد اسم العائلة لا أن تنتهى بسبب عنادك وتمسكك بتلك اللعينة

صمتت قليلا تتنفس بشدة بسبب انفعالها الشديد ثم جلست على احدى المقاعد وتابعت حديثها الحاد
ليكن بعلمك يونس لن أتنازل عن حفيد لى لن أتنازل يونس وستتزوج هند سواء شئت أم أبيت

اقترب من أمه وجثى بركبتيه أمامها يجب أن يقنعها أنه لا يستطيع الزواج بأخرى قلبه لن يتحمل مشاهدة إسراء وهى ذليلة مكسورة بسبب وجود إمرأه تشاركها به فأمسك يد والدته فى محاولة يائسة منه لجعلها تعدل عن اصرارها الأرعن وهتف بخفوت
أرجوك أمى لا تفعلى بى ذلك لن أتحمل كثيرا سأموت قهرا إن ابتعدت عنى إسراء لانها لن تقبل زواجى مرة أخرى



نهضت بعنف وأدارت ظهرها له هاتفة بجمود
لا يهمنى مشاعر تلك الفتاة يونس ستتزوج وتنجب لى الحفيد سواء شئت أم أبيت أريد أن يمتد سلسال العائلة لا أن تنتهى بسبب غبائك ووفائك اللعين

رد عليها بجمود
وإن رفضت أمى
أجابته بحدة
تنسي أن لك أما واعتبرنى ميتة يونس ولا أريد رؤية وجهك مرة أخرى
أنهت كلامها ووضعت يدها موضع قلبها بألم فهى مريضة قلب



رأى يونس ملامحها المتألمة فاقترب منها بسرعة الا انها ابتعدت صارخة بوجهه
ابتعد عنى وأغرب عن وجههى ولا تأتى الى هنا مرة أخرى الا عندما توافق
تهدل ذراعيه بجانبه وغادر بيت أمه بيأس ودموع تكاد تخرج من محبسها

كانت إسراء تشعر بأحاسيس متناقضة تجاه حسن النائم على يديها بسكون تارة تشعر أنها تحبه وتود الاحتفاظ به دوما وتارة أخرى لا تريد رؤيته فهو يحيي إحساسها باﻷمومة الذى فقدته بفقدانها لطفلها ولكن ما ذنبه فهو بالنهاية طفل تركته أمه من أجل أن تتزوج بأخر ..تتذكر بكاؤه المتواصل عقب رحيل أبيه والذى لم تعرف اسمه ولكن بمجرد احتضانها له قليلا وتدليك ظهره بهدوء بدأ يصمت واضعا اصبعه فى فمه دليلا على جوعه مطالبا بالطعام

أطعمته وهو نائم على يديها الى الأن
صوت دوران مفتاح المنزل دليلا على قدوم يونس
دلف الى المنزل واتجه اليها مقبلا اياها مت جبينها كالمعتاد ولكن عقد حاجبيه بتساؤل عن هوية الطفل الذى ينام بسلام على يدى زوجته فابتسمت له ونهضا لتضع الطفل فى الغرفه لينام أما هو جلس على الأريكة فى انتظار عودتها ليفهم منها

عادت الى الصالة وجدته ينظر أمامه بشرود يدخن سيجارته بشراهة فتلك عادته عندما يكون حزينا بائسا يلجأ للتدخين لينفس فيه حزنه وألمه ونظراته الخاوية ...قبلته اليوم لجبينها ليست كما اعتادتها مطمئنه وعاشقة فهى اليوم قبلة عادية تعود أن يفعلها يوميا عقب عودته من عمله لا أكثر

اقتربت منه وجلست بجانبه فانتبه لها وباغتها بسؤاله قائلا
طفل من هذا
تنهدت بتعب وقالت
جارنا الجديد تركه لى ليذهب الى عمله رفضت ولكنه أصر متعللا أنه تأخر ولا يوجد من يعتنى بالطفل
أومأ برأسه دون إضافة أى أسئلة أخرى فامتدت يدها ونزعت السيجار من يده مطفئة اياها هاتفه بتساؤل
أنت لا تدخن الا عندما تكون حزينا مهموما فبدلا من التدخين بامكانك التحدث واخبارى بما يؤرقك ويتعبك

نظر لها بهدوء ثم القى برأسه على قدميها ووضع يدها على شعره لتداعبه كما اعتاد دوما
ابتسمت لفعلته وبدأت فى مداعبة خصلاته السوداء بهدوء تحثه على الحديث
صمت فترة لا يتحدث فقط يغمض عينيه وقد بدأت اعصابه فى التراخى بسبب تدليكها لفروة رأسه
لم ترد أن تتحدث وتطلب منه أن يتكلم فقد اكتفت بتدليك رأسه بهدوء كأنه طفلها الصغير

فتح عينيه ونظر للجهة الأخرى غير قادرا على مواجهة عيناها وهتف بنبرة خالية من الحياة
أمى تريدنى أن أتزوج من هند لأنجب لها الحفيد
توقفت يداها عن تدليك فروة رأسه وشهقت بعنف فنهض وجثى على ركبتيه أمامها يمسك بيدها التى أصبحت باردة كالثلج هاتفا بحزن
إسراء لا تصمتى هكذا وتحدثي معى أرجوك صمتك هذا يؤلمنى

لمعت عيناها بالدموع لما يحدث معها من فقدانها لطفلها وعلمها أنه لا يمكنها أن تكون أما الا بمعجزة من الله تعالى وأخيرا حماتها تلك المرأة القوية التى تكرهها دوما تريد أن تزوج يونس من ابنه شقيقتها لا تنكر أنه من حقها أن يكون لها حفيدا ولكنها لن تتحمل رؤية يونس بأحضان امرأة أخرى

أزال يدها من على فمها يحثها على الحديث معه قائلا بتوسل
قولى شيئا أرجوك
نظرت له بغموض وضيقت عيناها هاتفه بتساؤل
وما كان جوابك عليها
ابتلع يونس ريقه قائلا بخفوت
رفضت طلبها فطردتنى من المنزل وقالت لى
" تنسي أن لك أما واعتبرنى ميتة يونس ولا أريد رؤية وجهك مرة أخرى الا عندما توافق على الزواج مرة أخرى "

أغمضت عيناها من تهديد والدته له فيجب عليه النفاذ حتى ينال رضاها
أحاط وجهها بكفيه هاتفا بنبرة حزينة
أمامنا حل إسراء هو صعب ولكن يجب أن توافقى عليه

فتحت عيناها تحثه على الحديث فقال
أن نستأجر رحم امرأة نضع فيه بذرتنا لينموا فى أحشائها ونأخذه عقب الولادة وتأخذ تلك المرأة الأموال على ما فعلته لنا وهكذا نأتى لأمى بالحفيد الذى تريد ولا أضطر للزواج بامرأة غيرك

نفضت يداه التى تحيط بوجهها ونهضت بعنف هاتفه بغضب
كفى يونس هل نغضب الله لكى نأتى لأمك بالحفيد هل جننت ما تتحدث عنه رفضه الشيوخ لأنه يدخل تحت بند الزنا يونس .. هل ستعصي الله من أجل الولد
استغفر ربك يونس

تمتم يونس واستغفر ربه لتفكيره فى هذا الأمر الخاطئ ولكن ماذا يفعل فهو بين نارين إما أن يعصي أمه وتغضب عليه أو يوافق ويحرق قلب زوجته فهتف بألم
ماذا أفعل أصبحت أشعر بالاختناق بسبب ما يحدث لا أجد حلا فلا يمكننى عصيان أمى ولا يمكننى كسر قلبك

هتفت بنبرة خالية من الحياة
تزوج يونس أنا موافقة على زواجك من هند فهى فتاة طيبة وجميلة تزوج بها وأرضى أمك فكسرة قلبى أهون من عصيانك لأمك

تركته ودلفت الى الغرفه تنعى حبا أصبح يمزق قلبها بكت وبكت حتى جفت عيناها من الدموع فنظرت للطفل النائم بهدوء وجلست بجانبه مقبلة إياه من جبينه هاتفه بحزن
أظن أنك من ستعوضنى عن طفلى وعن ما يحدث معى

أما يونس أمسك الهاتف واتصل بأمه وعندما أتاه الرد همس بألم
أنا موافق على الزواج من هند أمى
هتفت أمه بسعادة
حسنا سأتحدث مع شقيقتى ونعقد قرنكما بحفل زفاف كبير سأتكفل أنا بتكاليفه

هتف بجمود
شرطى أنه سيكون عقد قران فقط أمى يحضره الأقارب وان أردتى حفل زفاف فلن أتزوج
ضغطت على أسنانها بشده وقالت
حسنا يونس لك ذلك ولكن عقد القران سيكون قريبا

رد بجمود
أعطينى شهرا أمى لن أتزوج الا بعد شهر
أنهى يونس حديثه مع والدته ودلف ليري إسراء تنام وهى تحتضن الطفل الصغير فتمزق قلبه لرؤيتها هكذا وخرج من المنزل بأكمله فكل شئ أصبح يضغط على قوة تحمله

طرقات على باب المنزل هى من أيقظتها فذهبت لترى من الطارق فوجدته والد حسن ينظر لها بابتسامه قائلا
أسف للازعاج ولكن اريد حسن وأشكرك على اعتنائك به لحين عودتى
ابتسمت له ابتسامه باهته بقلب متألم وقالت
لا تعتذر فقد أحببت حسن كثيرا ويمكننى الاعتناء به كل يوم لحين عودتك من عملك سيد ..

ضحك باتساع وقال
أحمد
ردت بخفوت
يمكننى الاعتناء به فقط أحضره فى الصباح كل يوم مع بعض ملابسه لم أجد له ملابس عندى اليوم لذا لم أتمكن من تبديل ملابسه

أوما برأسه وقال بابتسامه
أشكرك كثيرا سيدة إسراء
دلفت اسراء للداخل وحملت حسن الذى فرح بشدة لرؤيته لأبيه وأصبح يحرك ذراعيه ليحمله أبيه
تمكنت سميرة من اقناع هند بالموافقة وأيضا اقناع شقيقتها بالموافقه على اقامه حفل زفاف بسيط هنا فى المنزل

مر شهر بحلوه ومره فتعودت اسراء على حسن وأحبته بشدة وأصبح يومها لا يكتمل الا عند رؤيته ولكنها أيضا تجنبت يونس ونقلت ملابسها الى غرفه أخرى ورفضت اقترابه منها نهائيا وهو احترم رغبتها ولكن شوقه لها يقتله بالبطئ

عقد قران هند على يونس فاصطحبها الى منزل والدته لتسكن به أما والدته قررت البقاء بمنزل شقيقتها وترك المنزل لهما
دلف الى غرفته وهند وراءه تبتسم بعشق له فقد تحققت أمنيتها التى تمنتها يوما وارتبطت به وأصبحت تحمل اسمه
كان يقف شاردا ينظر للجهة الأخرى فاقتربت منه واحتضنته بشدة من الخلف قائلة
أخيرا يونس أصبحت زوجى ...اعذرنى على جرأتى ولكنى مازلت لا أصدق أن الرجل الذى عشقته أصبح زوجى

صدم فى أول الأمر باحتضانها له وعندما سمع حديثها نفض يدها عنه قائلا بحدة
لا تعيشي فى أحلامك الورديه كثيرا فقد تزوجتك لأرضي أمى فقط وأعرف أم زواجى لك لن يدوم كثيرا
أنهى كلامه وخرج من المنزل يتمشي قليلا يستنشق بعض الهواء
بكت كثيرا وعندما تعبت من البكاء نامت على فراشها بفستان زفافها

ظل يمشي شاردا بعض الوقت حتى قادته قدماه الى منزله مع اسراء فصعد الى المنزل بلهفه يريد احتضانها والبقاء بجانبها
أما هى كانت تتألم كثيرا وهى تتخيله بأحضان أخرى تبكى بشدة
وصل الى غرفه نومهما ورأها تبكى على فراشها فهتف باسمها قائلا
اسراء

رفعت وجهها اليه بصدمه لقدومه ونهضت لتقف أمامه قائله بتساؤل
لم أتيت يونس
اقترب منها بسرعه واحتضنها قائلا
أتيت لأبقى بجوارك
كان يقبلها من وجنتها مقتربا من شفتيها فابتت عنه بسرعه قائله بصراخ
لا ابتعد يونس لن تقترب منى

دفعها بيده وزمجر بخشونة هاتفا بحدة
لما تريدين الإبتعاد عنى ، فى الفترة الأخيرة أصبحت ألاحظ تهربك منى فأتيت اليكى اليوم لأبقى بجوارك وأيضا لأقطع الشك باليقين وقد صدق حدسي فأنت أصبحتى تنفرين منى ، أحبك وعشقك لى أصبح هراءا ؟ هل قلبك مازال ينبض لأجلى كما تزعمين ؟

ارتدت الى الخلف أثر دفعه لها ووقفت تنظر له بقهر ودموع تتلألأ بمقلتيها ، يتهمها أنها لم تعد تحبه وتعشقه كما كانت من قبل ، فاقتربت منه ودموعها هبطت على وجنتيها لتقول بوجع
الآن تتهمنى أننى لم أعد أحبك ، تتهمنى أن عشقى لك أصبح هراءا كما قلت

صمتت قليلا تنظر لتعبيرات وجهه الجامدة ثم هتفت بألم وهى تضرب بقبضة يدها على موضع قلبها
مازال هذا اللعين ينبض من أجلك مازال يردد اسمك هو من جعلنى أتحمل أن اقبل بإمرأة أخرى تشاركنى بك حبى لك هو من يجعلنى أتحمل وجود تلك الأخرى بحياتك

اقترب منها بسرعة دافنا وجهه بعنقها ، يشم عبيرها، يطلب قربها ووصالها ، يهمس لها بكلمات الندم على ما تفوه به فى حقها وأيضا يلقى على مسامعها كلمات العشق التى دوما ما يرددها بالقرب من أذنها

حاولت تقبل احتضانه لها ورفعت يدها لتبادله أحضانه ولكن توقفت يدها بمنتصف الطريق فقد اشتمت أنفها رائحة إمرأة أخرى عالقة بثيابه فهبطت دموعها مرة أخرى وأغمضت عينيها مرة أخرى بألم وابتعدت عنه متسلله من أحضانه ومازال ينظر لها بألم لابتعادها مرة أخرى وقبل أن يتحدثت هتفت هى بوجع
أسفة لم أتحمل فرائحتها عالقة بثيابك..
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-