رواية زوجتي المنبوذة الحلقة العاشرة 10 بقلم سارة علي

 رواية زوجتي المنبوذة الحلقة العاشرة 10 بقلم سارة علي

 رواية زوجتي المنبوذة الفصل العاشر
 رواية زوجتي المنبوذة الجزء العاشر
البارت 10

 رواية زوجتي المنبوذة الحلقة العاشرة 10 بقلم سارة علي - مدونة يوتوبيا

جلس تميم على مكتبه واضعا رأسه بين كفي يده ... يشعر بألم كبير في قلبه لا يعرف سببه ... هل هذا الالم كله لأن نوران رفضته ...؟ هل يؤثر به رفضها له لهذه الدرجة ...؟
هل باتت نوران تؤثر به وبمشاعره ...؟ يعترف ان رغبته بها قوية ...؟ يريدها وبشدة ... لكن دون مشاعر ... نعم فهو لا يريد ان يضعف ... والمشاعر هي منبع الضعف بالنسبة له ...
رفع بصره نحو الاعلى وهو يتنهد بصمت كمن يرجو ربه ان ينقذه من هذه الحيرة التي تحيط به ...
اخرج علبة سجائره من جيب سترته ثم اخرج منها سيجارة واشعلها داخل فمه ... اخذ منها نفسا عميقا ثم نفث دخانها وهو ما زال يفكر فيما حدث ...
افاق من افكاره حينما سمع صوت طرقات على باب مكتبه ... نهض من مكانه بعدما اطفأ سيجارته ثم تقدم ناحية الباب وفتحها ليجد نوران امامه ترتدي قميص نوم محتشم فوقه روب طويل ...
" ماذا تفعلين هنا وبهذا الوقت ...؟!"
كانت الساعة قاربت على الرابعة فجرا ... دلفت الى الداخل ثم اقتربت منه قائلة بنبرة بدت له مترددة :
" لم استطع النوم ..."
" لماذا ...؟!"
سألها بتعجب لتجيبه بنبرة محتقنة :
" لا اعلم ... انا فقط اشعر بأن لا رغبة لي في النوم ..."
لم يعرف تميم بماذا يجيبها بينما اكملت هي :
" هل يمكنني البقاء هنا معك ...؟!"
تعجب من طلبها لكنه قال مع ايماءة من رأسه :
" بالطبع ... تفضلي ..."
تقدمت ناحية احدى الكنبات الموضوعة هناك وجلست عليها ثم اشارت لتميم قائلة :
" تعال اجلس بجانبي ..."
فعل تميم ما قالته وجلس بجانبها ... اخذ يتطلع اليها بنظرات هادئة قبل ان يسألها :
" هل أنت بخير ...؟!"
هزت رأسها نفيا ثم اجابته بصوت حزين :
" كلا ...."
لا يعرف لماذا شعر بالضيق حينما علم بأنها ليست بخير...
بات لا يفهم مشاعره ولا تصرفاته ...
" ماذا يحدث يا نوران ...؟ اخبريني ..."
سألها تميم بقلق واضح وحيرة لترد عليه :
" انا خائفة ... خائفة للغاية ..."
رفع حاجبه متسائلا :
" خائفة ...؟ مالذي يخيفك بالضبط ...؟!"
" أنت ..."
" أنا ...."
قالها تميم مصدوما وهو يشير الى نفسه لتومأ برأسها مؤكدة ما قالته قبل ان تسترسل في حديثها :
" أنت اكثر ما يخيفني يا تميم ..."
ابتلع ريقه ثم قال بنبرة جافة :
" ولماذا تخافين مني ...؟!"
لتجيبه :
" اخاف منك وعليك ... أخاف ان ابقى معك فأخسر كل شيء ... وأخاف ان أتركك فأخسر قلبي ... "
مدت يدها وقبضت على يده ووضعتها على صدرها تحديدا عند موضع قلبها وقالت :
" لقد منحت يوما قلبي لمن لا يستحقه ... طعنه وهرب ... اخاف ان امنحه لغيره فيفعل المثل ... حينها لن اتحمل ابدا ... أنا لن احتمل كسر قلبي مرة اخرى يا تميم ... لن احتمل ابدا ..."
قبض تميم على كف يدها وقربه من فمه ثم طبع عليه قبلة خفيفة ثم قال بنبرة جادة وثقة لا يعرف من أين أتته في تلك اللحظة :
" وأنا لن اكسره ابدا ...."
مسحت دمعة هبطت من عينها ثم قالت بمزاح رغم ألمها :
" أشعر بأنني امثل مشهدا تراجيديا ..."
ابتسم بخفوت قبل ان يمسح على وجنتيها بكفي يده ثم يقرب وجهها منه ويطبع قبلة عميقة على جبينها ...
تبعها بقبل اخرى متفرقة على وجنتيها وأنفها وعينيها انتهاءا بشفتيها ...
قبل شفتيها بجنون ورغبة تملكت منه وبادلته هي قبلته بنفس اللهفة...
ابتعدا عن بعضيهما اخيرا وهما يلهثان بقوة ...
تحدثت نوران من بين انفاسها المتلاحقة ونبضات قلبها السريعة :
" هل لي بطلب صغير منك ...؟!"
اومأ برأسه منتظرا طلبها لتقول بتردد :
" انا لا اريد ان يحدث بيننا شيئا حتى نكون واثقين تماما من مشاعرنا ..."
شعر تميم بكلامها وكأنه صفعة جعلته يفيق من غيبوبة مشاعره التي سيطرت عليه ...
بالكاد استطاع ان يخفي ضيقه مما قالته فقال بابتسامة متصنعة :
" بالطبع ... كما تشائين .."
شعرت نوران بالراحة قليلا ثم نهضت من مكانها وقالت بمرح :
" والان دعنا ننهض سويا ونعود الى غرفتنا ..."
نهض من مكانه وقال بدوره :
" يبدو أنك مشتاقة جدا للنوم بجانبي ..."
احمرت وجنتاها خجلا كالعادة بينما احاطها تميم بذراعيه وسار بها متجها الى غرفة نومهما ...
.........................
في صباح اليوم التالي
هبطت ليلى من غرفتها راكضة بعدما اخبرتها الخادمة بأن اياد ينتظرها في الاسفل ...
لقد كان مسافرا في رحلة عمل وعاد منها ...
تقدمت ناحيته ليفتح لها ذراعيه ويضمها بلهفة إليه ...
ابتعدا عن بعضهما بعد لحظات قليلة لتقول ليلى بحب :
" الحمد لله على سلامتك ... "
ثم اردفت متسائلة :
" لماذا لم تخبرني بأنك سوف تأتي اليوم ... كنت استقبلتك في المطار ..."
اجابها وهو يحيط وجنتيها بكفي يده :
" لم أشأ ان اتعبك ... وقلت ايضا لاجعلها مفاجأة لك ..."
" اروع مفاجئة ..."
قالتها وهي تقبض على كف يده وتجره خلفها لتجلس على الكنبة ويجلس هو بجانبها ...
" كيف الاحوال ...؟ اخبريني ...؟!"
سألها اياد لتجيبه ليلى بضيق :
" ليست جيده اطلاقا .."
سألها اياد بقلق :
" ماذا حدث ...؟!"
فاجابته :
" انا خائفة على نوران للغاية ..."
ثم اخذت تسرد له ما حدث حينما زارت نوران في منزلها ..
هب اياد من مكانه واقفا وقال بغضب :
" كيف تفعلين شيئا كهذا يا ليلى ...؟ لماذا ذهبت الى هناك ...؟!"
تعجبت ليلى من غضبه الغير مبرر له فنهضت من مكانها وتسائلت بدهشة :
" لما كل هذا الغضب يا اياد...؟ مالذي فعلته لتغضب علي بهذا الشكل ..؟!"
رد رائد بعصبية :
" لم يكن عليك الذهاب الى منزله ابدا . ."
ازاحت ليلى خصلة من شعرها بجانب اذنها ثم قالت بارتباك واضح :
" أعلم ... ولكنني اضطررت الى الذهاب هناك بسبب نوران ... كان صعبا علي أن اتركها لوحدها طوال تلك الايام ..."
" لا تكرريها مرة اخرى ... من فضلك ..."
قالها اياد محذرا لتقول ليلى :
" بالطبع لن اكررها ... لكن ما سبب كل هذه العصبية والضيق من زيارتي لها ...؟!"
شعر اياد بأنه تسرع في انفعاله فقال مبررا :
" لأنني لا اريدك ان تسمعي هناك كلمة قد تضايقك او يتصرف احدهم معك بشكل يؤلمك ..."
ثم اقترب منها وضمها اليه قائلا "
" انا اخاف عليك كثيرا يا ليلى .... اخاف من ان تحزني او تتضايقي ..."
ابتسمت ليلى بحب ثم رفعت وجهها ناحيته وقالت :
" لا تقلق انا اعرف كيف أاخذ حقي ممن يفكر في مضايقتي ..."
طبع اياد قبلة خفيفة على شفتيها ثم قال بفخر وحب :
" حبيبتي القوية ..."
...................
دلف تميم الى غرفة مكتبه ...
وجد جده جالسا هناك في انتظاره ...
" جدي ...!!! ماذا تفعل هنا ...؟!"
سأله تميم متعجبا من وجوده في هذا الوقت المبكر ليقول الجد :
" قل صباح الخير على الاقل ..."
ليرد تميم باعتذار :
" اسف ... صباح الخير ..."
" صباح النور ... اجلس على مكتبك ودعنا نتحدث ..."
جلس تميم على مكتبه وهو يشعر بالفضول حيال ما يريد جده قوله بينما تنحنح الجد قائلا بنبرة جادة :
" انت تعرف أنني كبرت للغاية يا تميم ... ولم يتبقَ من عمري سوى القليل ..."
قاطعه تميم بسرعة :
" العمر الطويل لك ان شاء الله ..."
" الموت علينا حق يا تميم ... وانا اريد ان اطمئن على احفادي قبل موتي ..."
صمت الجد للحظات قبل ان يكمل :
" انا لم يرزقني الله بصبي ... لكنه رزقني بك ...انت صحيح ابن ابنتي ... لكنك بمثابة ابن لي ... انا من ربيتك ... ومنحتك كل شيء... "
" وهذا شيء لا انكره ابدا ..."
قالها تميم بجدية فهو بالفعل تربى عند جده بعدما توفيت امه ... جده الذي عامله بافضل طريقة ومنحه كل شيء حتى ادارة شركاته ...
اكمل الجد حديثه :
" انا الان لا املك سواك انت ودينا ... انتما حفيداي اللذان اريد الحفاظ عليهما وتأمين مستقبلهما قبل رحيلي ..."
" بعيد الشر عنك يا جدي ..."
" اسمعني يا تميم ... مختصر حديثي هذا هو رغبتي بأن اطمئن على كليكما ... وانت الوحيد القادر على مساعدتي بهذا ..."
" أنا ..!! كيف ...؟!"
تسائل تميم متعجبا ليجيبه الجد :
" حينما تتزوج دينا سأرتاح يا تميم ..."
اتسعت عينا تميم بصدمة مما قاله جد ... تلكأت الكلمات على شفتيه ولم يعرف بماذا يجيب ...
هم بالرد اخيرا الا ان الجد اشار له بيده وقال مقاطعا حديثه قبل ان يبدأ :
" اسمعني يا تميم ... حينما تتزوج دينا سوف امنحك اكثر من نصف اسهم شركاتي ... والجزء المتبقي سوف يكون لدينا ... حينها سنضمن ان اموالنا سوف تبقى لنا ولن تذهب الى احد غريب ..."
" ولكن يا جدي انا متزوج ..."
قاطعه الجد :
" مؤقتا ولغرض محدد ... ألم يكن هذا كلامك .؟!"
ابتلع تميم ريقه واومأ برأسه بينما اكمل الجد :
" اذا ماذا تنتظر ... ؟ اعطني موافقتك وارح قلبي يا بني ..."
هز تميم رأسه بقلة حيلة ... يشعر انه اصبح على المحك ... لا يستطيع رفض طلب جده لانه حينها سوف يقلب عليه ويسحب منه كل شيء وهذا ما لا يريده بالتاكيد ... هو اكثر من يعرف جده وما سيفعله اذا عارض رغبته ... لكن في نفس الوقت كيف سيتزوج من دينا ...؟!
افاق من شروده على صوت جده يكرر سؤاله مرة اخرى ليجيبه تميم باستسلام :
" موافق... "
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-