رواية طريق القدر الحلقة العاشرة 10 كاملة

رواية طريق القدر الحلقة العاشرة 10 كاملة

رواية طريق القدر الفصل العاشر
رواية طريق القدر الجزء العاشر
البارت العاشر

رواية طريق القدر الحلقة العاشرة 10 كاملة - مدونة يوتوبيا

فى ممر طويل مغطى ببتلات الزهور و مزين على جانبيه بورود بيضاء من فوقه السماء تبدو صافيه والشمس فى طريقها للغروب ..تخطو خطواتها الاولى بالفستان الابيض وخصلات شعرها الاحمر تتطاير خلفها ..تنظر لاخر الممر لتراه متأنقا فى بدلته وقد ازاد وسامه على وسامته ..اخر رجل كانت تظن ان تتزوجه ينتظرها فى اخر الممر ..تقترب منه بخطوات بطيئه كالمغلوبة على امرها ..تسحرها نظراته له وابتسامته تسلب قلبها ..الان لا تفصلها عنه سوى بضع سنتيمترات ..وقفت فاقترب هو وامسك يدها يقبلها قائلا بهمس " بحبك "..دق قلبها لكلمته تلك سريعا ..شعرت بالسعاده تغزو كل ذره من كيانها ..تتعجب كثيرا من شعورها هذا كيف لها ان تشعر هكذا بالسعاده وهى فى الواقع لا تطيقه ..وفجأه غيم الجو بصوره مخيفه ..اصوات الرعد تملأ المكان والامطار تهبط كالشلال ..بلهجه خائفه تقول له :" سيف انا خايفه ".. ينظر لها بثبات قائلا :" مش عايزك تخافى ابدا "..يمسك يدها ويجرى بها ..اُنهكت انفاسهم من كثره الجرى ولكنهما لم يتوقفا ابدا وفجأه يضرب البرق جذع شجره ضخمه لتسقط مباشره اامامهم ..فتستيقظ نور من نومها فزعه وهى تقول "اعوذ بالله من الشيطان الرجيم "..لتكتشف ان كل هذا ما هو الا حلم مزعج استيقظت منه اخيرا ..شعرت بالغرابه الشديده من ذلك الحلم ..قامت لتغسل وجهها وتتوضأ لتصلى ركعتى الضحى ثم ذهبت للمطبخ لتعد لنفسها شيئا تأكله وفى طريقها وجددت اباها يخرج من المطبخ وفى يده كوبا من الشاى ..تعجبت لما استيقظ باكرا هكذا واليوم يوم العطله ..

نور :" صباح الخير يا بابى "

علاء:" صباح النور يا حبيبه بابى "
نور :" ايه بابى صاحى بدرى ليه ؟ "

علاء :" لا مفيش ..قلقت بس شويه .. "
نور :" تصدق انا كمان قلقت اصلى حلمت حلم غريب اووى "
علاء :" حلم ايه .."

نور بارتباك فقد احرجت ان تحكى لوالدها عن حلمها فقالت :" هه ..مش فاكره احداثه اوى دلوقتى "

علاء بجديه :" طب تعالى عايز اكلمك فى موضوع مهم "

******************


على الجانب الاخر
يجلس فى غرفته مستلقيا على فراشه وقد جفاه النوم بالامس ,,يقلب دفتر مذكراتها بين يديه وهو يشعر بالندم انه اخذها ..ندمه هذا منعه من قرأتها طول الليل امس ..يشعر انه ينتهك خصوصيتها ولكن فضوله تجاهها يدفعه لذلك ..لا يعلم ما كل هذا الفضول لم يكن ابدا بالشخص الفضولى الذى قد يدفعه فضوله لفعل ذلك ..تصارعت الافكار فى رأسه اراد ان يسكتها ففتح صفحه عشوائيه من الدفتر ليقرأ التالى
"الحياه ..ذلك اللغز الكبير الذى لم نفهمه يوما او نقترب حتى من فهمه ..يقولون ان الحياه ليست عادله ..لم اقتنع بهذا القول يوما ولكن من انا لاسخر من تلك المقوله بعد ما حدث معى ..اعطتنى الحياه يوما كل شئ ..اعطيتنى الزوج المحب الذى ظننت انى سأكمل حياتى معه اعطتنى الصحه والعلم و الحياه الميسوره ..الاصدقاء والعائله اعطتنى السعاده ..لم اشتكى يوما من شئ لا اتذكر انى تذمرت من شئ كنت اشعر انى محاطه بالنعم ولم اتوقع يوما ان اُسلب من كل شئ ..اخذتنى الحياه على حين غُره ..رفعتنى لألمس النجوم وحين اقتربت من القمر اسقطتنى ارضا..اؤمن ان " ما اصابكم من مصيبه فمن انفسكم " ..لكنى اجهل السبب ..اجهل الذنب الذى يجعلنى استحق كل هذا ..لا اعترض على قضاء الله ..حاشا لله من انا لأفعل ..ولكنى فقط اريد ان اعرف العله "
انهى قراءه الخاطره واغلق الدفتر ووضعه بدرج خاص فى خزانه ملابسه ..لمست كلامتها قلبه يشعر وكأنها تُعبر عنه بشكل او بأخر

اطلق تنهيده ثم قرر ان يستعد لقضاء يوم العطله مع عائلته

******************************
على الجانب الاخر

اطلقت نور صرخه مستنكره قائله :" نعــــــــــــم ..سيف مين يا بابى اللى عايزنى اتجوزه لا يمكن ابدا طبعا "
تنهد علاء بخيبه امل :" وماله بس سيف يا بنتى وبعدين كفايه انى هطمن عليكى معاه "
نور :" يا بابى مستحيل انا اطيق العمى ولا اطيقهوش "
علاء :" ده كلام فاارغ ..انا عايز سبب مقنع ,,هو عملك ايه يعنى الراجل فى منتهى الذوق معاكى"

نور بابتسمه سخريه :" يا بابى دمه تقيل على قلبى مش بطيقه خااالص "
علاء :" يعنى هو ده السبب الوحيد "
نور :" ايوه "
علاء :" طيب انا بقى مش داخل مخى الكلام ده انتى متعرفهوش كوويس اصلا علشان تقولى مش بطيقه يمكن لما تقعدى معاه تغيرى رايك "
نور :" انا بقى متاكده لو قعد معاه مليون سنه حتى برضو مش هغير رايه فيه "
علاء بصرامه :" وانا قلت هتقعدى معاه يا نور الاول وده اخر كلام عندى "
ثم قام وتركها وهى تستشيظ غضبا ..واتصل بسيف حتى يحددا سويا الميعاد المناسب ليأتى لزيارتهم ..كان سيف متعجلا كثيرا فاختار ان ياتى فى مساء اليوم التالى

وفى اليوم المنشوده اتى سيف وجلس مع علاء قليلا يتجاذبا اطراف الحديث منتظرين نزول نور اليهم ..جاءت نور وكتم سيف ضحكه كادت تنفلت منه عندما رأها

حسنا كانت ترتدى اسدال اسود عكس اسلوبها وعليه حذاء رياضى وقد ربطت الطرحه باسلوب عجيب حتى انه غطت حواجبها ويبدو انها كانت تريد ان تفعل شيئا ما بوجهها لتبدو شاحبه كانت النسخه الملتزمه لسعاد حسنى عندما تحولت لمهرج لتطفش احد العرسان فى فليم لا يتذكر اسمه الان ..ضحك فى نفسه قائلا :" عايزه تطفشنى يا نور ..على قلبك وربنا ما هسيبك "
جلست نور على احد الكراسى البعيده وهى متجهمه بينما علاء ينظر لها فارغا فااه وقد شعر بالحرج الشديد من مظهرها هذا قال محرجا :" طب هسيبكوا بقى يا ولاد تقعدوا مع بعض شويه " ثم قام وقبل ان يخرج قال لنور هامسا :" اللى عملتيه النهارده ده مش هيعدى بالساهل "
ثم خرج وتركهم ..اقترب السيف وجلس بجانبها وقال ولهجته تحمل سخريه واضحه :" لا بس ايه الجمال ده تجننى والله "
نظرت اليه وقد فهمت مغزى كلامه :" بتتريق حضرتك "
سيف بابتسامته المستفزه :" اه بتريق طبعا انتى مشوفتيش منظرك فى المرايه ولا ايه "
نور بابتسامه مستفزه هى الاخرى :" لا شوفته ..ده احسن حاجه عندى على فكره "
اطلق سيف ضحكه عاليه وقال :" يا بنت الايه ..ده احنا هنبقى ثنائى يجنن "
نور يتهجم :" يعنى انت عارف انى مش بطيقك وبرضو مصمم تتجوزينى ..ليه انا عايزه افهم "
سيف وهو يضع احد رجليه فوق الاخرى :" اهو كدا ..كيفى كدا ..مزااجى كدا "

نور بتحدى :" انت فاكر الدنيا كلها هتمشى على مزااجك ..ولو حتى الدنيا كلها مشيت على مزاجك فانا لاء عمرك ما هتعرف تخلينى امشى على مزاجك"
سيف بصرامه وتحدى :" هنشوف "
قامت نور وهى غاضبه تزمجر :" اوووف ..ياربى بقى "

ابتسم سيف وهو يشعر ان قد اقترب من هدفه كثيرا
***********************

على الجانب الاخر

كان عماد فى مكتبه بمطعم لو كلاسيك يتابع سير الاعمال قبل ان ينطلق الى الشركه .. استأذنت مليكه لتدخل عليه فأذن لها

سألته اذا كان وجد دفتر خاص بها تظن انها فد تكون نسيته هنا ..

ارتبك عماد قليلا قائلا :" دفتر .. لا الحقيقه مش عارفه اسالى حد من الفراشين يمكن يكون شافه ولا حاجه "
ابتسمت مليكه بخيبه امل وشكرته ورحلت ..تكاد تجن اين ذهب ذلك الدفتر الغبى ..بحثت عنه فى كل مكان ولم تجده ..ندمت انها اخذته معها ذلك اليوم ليتها تركته فى المنزل ..رجعت الى المطبخ كى تستكمل عملها وهى بنصف عقل فعقلها الاخر مع ذلك الدفتر الذى تبخر من الوجود على ما يبدو
اما هو لا يعرف لما كذب عليها ندم كثيرا على ذلك ..تنهد غاضبا من نفسه ومحدثا اياها قائلا :" ايه عماد مالك ..اضبط نفسك بقى كدا وبكره تدهيلها على اساس انك لقيته كفايه بقى لحد كدا "

خرج من مكتبه حتى يذهب للشركه وقبل ان يذهب لاحظ مليكه تقف مع طفله تداعبها ويضحكان سويا ..ابتسم عندما رأى ذلك المشهد ..ثم ذهب اليها وهو يتصنع الغضب قائلا :" استاذه مليكه ده مكان شغل مينفعش تجيبى قرايبك وكمان تسيبى شغل وتقعدى تهزرى معاهم"

التقت اليه مستعجبه من غصبه ..واشارت له " فيه ايه ..ده بنت زبونه هنا طلبت تشوف الشيف علشان تشكرينى على مستوى الاكل ودخلت الحمام وسابت البنت معايا "
لم تكد تكمل اشارتها حتى عادت العميله وشكرتها مره ثانيه على مستوى الطعام وقالت انها تريد المسئول هنا حتى تتفق معه حفله لعيد ميلاد ابنتها فى هذا المطعم ..ابتسمت لها مليكه شاكره واشارت على عماد انه المسئول ثم نظرت الى عماد نظره غاضبه وتركته وذهبت ..راقبها حتى اختفت وقد ندم على تسرعه ثم اخبر الزبونه ان تذهب الى مدير الحسابات حيث انه هو المسئول الان عن تلك الامور

وانطلق ليذهب الى شركته وعقله مشغول بما حدث منذ قليل

**************************
على الجانب الاخر

يجلس على وهو يعبث بقلمه وعقله مشغول تماما عن الملف الذى امامه ..كان يفكر بأمنيه .. منذ ذلك اليوم الذى اخبرته فيه انها لم تخطب وهو فى اجازه من الشركه مر اسبوع تقريبا وهو ينتظرها يوميا وهى لا تأتى ..
قام يذهب ليسأل عليها فى الاستقبال لعلها قد اتت اليوم ..وهو فى طريقه مر بمكتبها فقرر ان يدخله اولا ..وجدها به لدهشته ..رفعت نظرها لتعرف من الذى دخل هكذا دون استأذان لتجده هو ..لم تتعجب فقد اعتاد هذا ولكنه يجب ان يتوقف عن تلك العاده فورا ..نظرت له رافعه حاجبيها قائله :" استاذ على ..مينفعش حضرتك تتدخل كدا من غير اذن "
على متعجبا :" استاذ !! وحضرتك!! وكمان أذن ! ..ثم قال متجاهلا كلامها :" انتى مجتيش ليه الاسبوع اللى فات "
امنيه بلهجه رسميه :" والله انا كنت طالبه اجازه رسمى واتقبلت ..ومتهيألى حضرتك مالكش دعوه بالسبب "

نظر لها متعجبا من لهجتها هذه قائلا :" امنيه فوقى فيه ايه انتى بتكلمينى انا مش بتكلمى موظف تانى "

امنيه :" ما انا مستوعبه انى بتكلم مع حضرتك يا استاذ على ..انت اللى مستوعب انك مينفعش تقولى امنيه كدا حاف احنا زملا فى الشركه وبس وانا بحط حدود مع زمايلى..ولو سمحت لو حضرتك مش عايزنى فى حاجه فى الشغل فياريت تتفضل "
خرج على من مكتبها غاضبا متوعدا اياها :" كدا يا امنيه ماشى وربنا لوريكى "
**************

على الجانب الاخر

ترك سيف منزل علاء سلطان بعد ان طلب منه علاء مهله اسبوع قبل الرد النهائى وطلب منه ايضا ان تأخذ نور اجازه ذلك الاسبوع من الشركه حتى تفكر فى تلك الخطوه من غير ضغوط

بينما صعد علاء لغرفه نور وفتحها غاضبا حتى انها فزعت من دخوله هكذا

علاء :" ايه اللى انتى هببتيه ده بتحرجينى قادم الرااجل بتصغرينى قدامه يا نور كدا دى اخره تربيتى ليكى "

نور :" بابى انا قلتلك انى مش بطيقه وحضرتك اللى صممت انى اقابله بردو انا مغلطش فى حاجه "

علاء بغضب :" اخرسى انتى هتردى عليا الكلمه بعشره ..انتى غلطانه والغلط ركبك من فوقك لتحتك "
نور بتحدى :" لا مش غلطانه يا بابى ولو حصل ايه مش هتجوزه "
علاء وقد شعر بنغزه فى قلبه وضيق فى النفس :" انتى بتتحدينى يا بنت ..ااه"

ثم اطلق صرخه عاليه ممسكا قلبه وقد سقط ارضاً
يتبع ..
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-