رواية من أجل أختي الحلقة الرابعة 4 بقلم منى أحمد

رواية من أجل أختي الحلقة الرابعة 4 بقلم منى أحمد 
رواية من أجل أختي الفصل الرابع
رواية من أجل أختي الجزء الرابع 
البارت الرابع
رواية من أجل أختي الحلقة الرابعة 4 بقلم منى أحمد 
** استيقظت مرام تشعر و كأنها ولدت من جديد حدقت بسقف غرفتها تفكر هل عليها إخبار أختها بما حدث معها أم عليها أن تخفى الأمر قليلا لتعطى نفسها مهلة للتفكير بروية فهى حتى اللحظة تشعر أنها فى حلم يقظة تخشى أن تصحو منه .. تنهدت مرام و تحركت مغادرة فراشها و خرجت إلى بهو الشقة و دلفت إلى المرحاض فسمعت صوت مقعد شقيقتها لارا بالخارج فتناهى إلى سمعها صوت لارا تقول :

_ مارو انتى هتروحى الكلية و لا رايحة الشغل ..

** اجابتها مرام و هى تغسل وجهها:

_ عندى محاضرتين هحضرهم و بعدين هاطلع على الشركة بتسئلى ليه عاوزة حاجة اعملها الاول ..

** ارتبكت لارا و هى تحث نفسها على البوح بما تريد فقالت بارتباك لم تلحظة مرام :

_ لا بس كنت حابة يعنى لو ينفع اروح معاكى الشركة ..

** اندفعت مرام خارج المرحاض و هى تجفف وجهها و حدقت بوجه لارا غير مصدقة فقالت بإبتسامة مشرقة :

_ اللى سمعته دا بجد انتى عاوزة تخرجى معقول طب تصدقى أنا مش هروح الكلية و هاخدك على الشركة و بعدين نروح نقعد فأى كافية زى زمان يا سلام و نرجع أمجاد زمان فاكرة يا لارا ..

** غامت عين لارا فجأة حينما اندفعت مرام بالحديث و احست بدموعها على وشك الظهور فقالت و هى تستعد للهرب من أمام مرام بمقعدها :

_ مش عاوزة أفتكر مش عاوزة بصى روحى كليتك و بعدين على شغلك و خلى موضوع إنى أروح معاكى الشركة ليوم ميكونش فيه محاضرات ..بقلمى منى أحمد

** تحركت لارا مبتعدة عن مرام التى وقفت تحدق ب لارا بحزن تلوم نفسها لتذكيرها بماض تتمنى أن يمحى و لا يتذكره أحد ..

♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️

** و هناك فى منزلها توارت خلف نافذتها و هى تتابعها بعينان تفيض بغضا و غلا أخذت تنظر إليها حتى أختفت من أمام ناظريها فتنفست بحدة و هى تتوعد لها أن ترد الصاع صاعين و أكثر و شردت تفكر كيف تنتقم من تلك الفتاة التى نالت منها أمام قاطنى الشارع بأكمله حولت نعمة عيناها و نظرت إلى إبنها الذى جلس يمعن النظر إليها و يدخن بشراهة فصاحت به بغضب :

_ هو دا اللى أنت فالح فيه تشرب فسجاير جيبهالك بفلوسى يا فاشل يا عاطل إنما تجيب حق أمك تعمل فيها من بنها و تطنش إيه يا سبعى خايف من البت لتشرشحك صحيح عنده حق اللى قال نعمة مخلتفش رجالة أنا خلفت مـــ ..

** صاح توفيق بغضب و هو يلقى عقب سيجارته أرضا :

_ أمااااااه بلاش تعصبينى على الصبح و تطيرى التعميرة إلا و الله امشى و هترجعى تحفى ورايا علشان ارجعلك قولت لك سيبينى امخمخ لبت صالح و انا نبهت عليكى كذا مرة أبعدى عنهم مسمعتيش الكلام و فضلتى تحربى لحد ما البت مسحت بيكى الشارع أقولك ايه تستاهلى علشان معجبكيش تفكيرى ..

** اطلقت نعمة صوت استنكار لا يليق بسيدة أبدا و قالت :

_ يالهوووى عليا و على خلفتى اللى تعر يا واد قوم اتنحرر شوف لك شغل بدل قعدتك ما أنت شايف البت ال لسه مخلصتش جامعة اشتغلت فشركة اوبهة و الواد سبرتو اطقس لى على الشركة و قالى ان الشركة صاحبها راجل غنى اوى و البت شكلها واقعت واقفة و هتوقعه بقى بت صالح اللى ابوها أدين علشان عملية بنته و ما صدقت مات بحسرته هو مراته فالحادثة و كنت خلاص هطردهم الاقيها تسد الفلوس كلها و انت يا حيلتى قاعدلى زى الولايا قوم أشتغل الأول و أتعلم تبقى راجل و بعدين مخمخ يا خويا إنما تفكيرك العبيط دا تنساه قال تقولى اسلط عليها واحد يخطفها هقولك ايه دى تجيب أجل اللى يقرب لها البت بتقف فاتحة صدرها و مش خايفة من حد دى قلبت الحى كله عليا هى و عبد الله اللى ساعدها و جاب لها الشغل آه يا مين يناولها رقبتها هى و ست الحسن المكسحة..

** نظر توفيق الى والدته و هو يشعل سيجارة جديدة غير مباليا بحالها و قال بلهجة خبيثة :

_ طب وال ينولك رقبتهم كلهم تديله ايه ..بقلمى منى أحمد

** نظرت نعمة بسخرية الى ابنها توفيق وقالت :

_ بلا خيبة يا موكوس خلى افكارك لنفسك اصل دا ال انت فالح فيه كلام و بس اااه يا ميلة بختك فابنك يا نعمة الناس خيبتها سبت و حد و انا خيبتى فيك يا توفيق موردتش على حد ..

** اخرج توفيق صوتا قبيحا من شفتيه و سب سببا قبيحا فرفعت نعمة حاجبها استنكارا و قالت :

_ بتشتم امك يا عديم الرباية طب يا شملول ابقى ورينى هتجيب حق الزفت ال بتحرقه دا منين علشان تبقى تشتم براحتك يا عرة الرجالة ..

** وقف توفيق بغضب و هو يلقى عقاب السيجارة أرضا و قال :

_ ما انتى ال بتفورى اعصابى يا اما بقولك هجيبلك رقبتها بتغلطى فيا خلاص اولعى معاها و مترجعيش تعيطى لما تبهدلك تانى وسط الشارع خسارة تفكيرى معاكى انتى اصلا مسمعتيش باقى كلامى انا قولت اخلى حد يخطفها و ادخل فالنص و اساعدها و اعتذر لها على ال عملتيه و احاول اصلح معاهم و اتخانق معاكى علشانها ادام الشارع و اكسب ثقتهم و هوب اقولها شوفلى شغل بعيد عن امى و لعبها و بعدين نضرب ضربتنا ال تجيب اجلها و تبرد نارك رغم انى لحد دلوقتى مش عارف حاطة مرام فدماغك ليه هى واخواتها ألا صحيح يا أما اشمعنة مرام ال مش طيقاها دونا عن اخواتها ..

** ابتعدت نعمة عن مسار توفيق تخفى ارتباكها و تكظم حقدها فقالت:

_ هو كدا مبحبهاش لله ف لله و بعد ال عملته يا أنا يا هى مرام بت صالح و رشيدة ..

♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️

** أنهت مرام محاضرتها ووقفت مع زميلتها ألاء تأخذ منها المحاضرات التى لم تحضرها فسمعت صوت زميلها رامى يقول بصوت عبر به عن افتقاده لها :

_ مرام مصدقتش عينى لما لمحتك انت فين كل دا دى أول مرة يعنى تغيبى بالشكل طمنينى عليكى انتى عاملة ايه ..

** التفتت مرام و ابتسمت بحرج ل رامى فهى حاولت تحاشى مقابلته بعدما اخبرتها ألاء انه يسئل عنها دائما و حاول أخذ رقم هاتفها انتبهت مرام على لاكزات آلاء لها فعادت بذهنها إلى رامى و قالت :

_ الحمد لله يا رامى انا بخير معلش بقى أصلها ظروف كدا منعتنى أحضر بس كنت واخدة اذن من الدكاترة اطمن انت ..

** وضعت مرام المحاضرات فى حقيبتها و لمحت سائق نادر فابتسمت ل آلاء و قالت مسرعة :

_ طيب انا هستئذن بقى علشان ورايا شغل متنسيش يا آلاء المحاضرات بالله عليكى أول بأول سلام بقى ..

** هرولت مرام تبتعد عن رامى قبل أن يفتح معها حوارا آخر و هى تحمد الله ان سائق نادر لم يراه فابتسمت مرام للسائق و هى تقف أمام باب السيارة لتشهق فجأة حينما فتح بابها و جذبتها يد نادر لترتمى فوق جسده فأمسك ذراعها التى كانت على وشك استخدامها ضده حتى لا تطاله ضرباتها فحاولت مرام ان تهدأ و قالت و هى تتنفس سريعا :

_ بردوا كدا يا نادر خضتنى بجد انما انت ايه ال سيبك شغلك و شركتك وجابك هنا الكلية و لا انت اجازة النهاردة ..بقلمى منى أحمد

** نظر لها نادر بعينان غامضتانو لزم الصمت و اعتدل فى جلسته و ابتعد عنها و هو يشير للسائق بالسير … مضى الوقت بينهما فى صمت تأن تعجبت منه مرام و لم تشأ كسره حتى وصلا الى الشركة .. و توجه نادر إلى مكتبه بعد أن طلب منها أن ترافقه إلى مكتبه بصوت مقتطب و رمق سكرتيرة مكتبه بضيق و قال بصوت حاد و وجه مكفهر :

_ مدخليش عليا اى حد يا سالى فاهمة ..

** ما أن أغلق نادر الباب حتى انقض على ذراع مرام جاذبا إياها بقوة ليقربها إلى جسده و حدق بها بعيون ملتهبة و قال بصوت غاضب :

_ مين البية ال كنتى واقفة معاه و إزاى تقفى كدا معاه و تتكلمى عادى و ازاى اصلا تسمحى لنفسك تضحكى للسواق بالشكل دا انطقى ..

** سحبت مرام ذراعها منه بقوة و دفعت نادر بعيدا عنها و وقفت أمامه متحفزة بتحدى و قالت :

_ قبل اى حاجة إياك تمد ايدك عليا تانى و تمسكنى بالشكل دا بجد هزعلك يا نادر مش مرام ال تتعامل معاها كدا و لا حتى يتشكك ف تصرفاتها و إنت فاهم كدا كويس بس انا هجاوبك على سؤالك مش لطريقتك ف الكلام و انى خايفة انا هجاوبك علشان إنت لسه متعرفنيش كويس ال كان واقف معايا زميلى رامى بيطمن ليه مكنتش بحضر الأيام ال فاتت و قبل ما دماغك تروح لبعيد مافيش اى حاجة بينى وبينه و خصوصا من ناحيتى أنا لان عمرى ما فكرت فموضوع الحب و الكلام دا قبل كدا اما السواق فدا راجل كبير و شكله محترم و أبتسمت له من باب الاحترام و التقدير بص بقى يا نادر إحنا شكلنا كدا مش هينفع نكمل فموضوع الحب دا أنا و انت لاننا هنفضل نضرب فبعض و نتشاكل و دى مش هتبقى حياة خالص ..

** احتواها نادر سريعا جاذبا إياها لتستند بظهرها إلى صدره و همس و هو يقبل شعرها ف دافعه لتصرفه هذا هو الغيرة فهو لم يتحمل ان يراها تقف مع أحد خر او تبتسم لغيره فقال :

_ انا بغير عليكى من الهوا يا مرام اتجننت لما لاقيته بيقرب منك و اتجننت أكتر لما ضحكتى و وشك نور حسيت الكل بيبص عليكى و انتى ليا انا و بس انا بحبك يا مرام و بغير عليكى انما لا بشك فيكى و لا الكلام الفارغ دا ..

** حاولت مرام التملص من ذراعيه و لكنه تشبث بها بقوة و قال :

_ انا اسف هحاول اتحكم فاعصابى عن كدا بس انتى كمان بلاش تستفزينى و تبتسمى لحد لا كبير و لا صغير و اللى إسمه رامى دا تبعدى عنه خالص انتى مشفتيش اصلا كان بيبص لك ازاى انا اسف يا مرام سامحى نادر حبيبك ..

** تنهدت مرام بهدوء تحاول إبعاد ارتجافها عنها بسبب احتضان لها هكذا و قالت بصوت مهزوز :

_ خلاص يا نادر بس ممكن تبعد بقى قلت لك بلاش القرب دا لو سمحت ..

** اذعن نادر لرغبتها و ابتعد عنها و وقف أمامها فابتسمت مرام و قالت :

_ انا كمان أسفة علشان خليتك تغير عليا و اوعدك هعمل فاصل بعد كدا فتعاملى مع الكل ..

** انارت الابتسامة وجه نادر و غمز لها مشاكسا و قال :

_ طب هتعملى دا ليه ..

** احمر وجه مرام بشدة و قالت :

_ ما انت عارف ليه يا نادر علشان الإحساس ال جوايا ليك و علشان مقدرش أكون سبب فزعلك ابدا ..

** ابتعد نادر و جلس خلف مكتبه و قال بصوت مفعم بالمشاعر :

_ انا شايف انى اتقدم لك لانى بصراحة مش قادر أمنع نفسى انا عاوز ابقى معاكى براحتى مش متكتف بالشكل دا ..

** ارتبكت مرام و قالت :

_ مش هينفع دلوقتى يا نادر ارجوك ادينى الوقت ال انا عوزاه خلينا نعرف بعض الاول انا مش عاوزة نرتبط رسمى و يحصل حاجة و ننفصل هنتوجع اكتر صدقنى..

** حك نادر ذقنه و قال وهو يشعر بعدم الاقتناع :

_ براحتك بس اتمنى الوقت ميبقاش طويل آه على فكرة انا كلمت سليم عليكى خلاص ووافق اننا نرتبط و نتجوز ..

** تفاجأت مرام من سرعة إتخاذه للقرار و تعجبت لذكره سليم رغم طلبه منها بالأمس ان تبعده عن تفكيرها و لكن كيف لسليم ان يوافق عليها دون ان يراها شعرت مرام بالحيرة و لكنها ابتسمت بخجل حينما تأكدت من حب نادر لها وقالت :

_ متخيلتش انك هتكلم الاستاذ سليم عنى يعنى قلت هتستنى شوية ..

** اجابها نادر بهدوء :

_ و استنى ليه من الاساس انا مش لسه هتأكد من حبى ليكى و لا هستنى ظروف و بعدين انا اصلا معرفش اخبى عن سليم اى حاجة و انتى بقى كلمتى اخواتك عنى ..

** ابتلعت مرام ريقها بارتباك و قالت بحرج :

_ بصراحة لأ انا مقدرتش اتكلم مع اى حد عنك يعنى شايفة انى لازم استنى شوية قبل ما احكى لهم عنك لانى مش هخلص من التحقيقات و انت شوفت نموذج من اللى حصل انا لازم امهد لهم الاول ..

** حاولت مرام تغيير اتجاه الحوار فجلست على المقعد أمام المكتب و اكملت :

_ ممكن بقى تقولى مكتبى هيبقى فين يا استاذ نادر ..

** استمرت نظرات نادر لمرام بحيرة فهو يحاول فهم وجهة نظرها بشأن معرفة اخوتها بعلاقاتهما فرأى ان يجاريها فيما تريد و ان يعطيها الوقت الكافى لها فقال و هو يبتسم لوجهها الخجول :

_ اختارى المكتب ال تحبيه و هيبقى ليكى ..

♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️

** مدت لارا يدها أسفل رف ملابسها و سحبت مظروف صورها الخاصة و حركت مقعدها بإتجاه النافذة و فتحت المظروف بأصابع مرتعشة و عيون حزينة فلمست بأناملها صورة وجه أبيها الضاحك الذى نظر إليها بكل حب فذلك اليوم الذى ابلغته فيه بطلب زميلها التقدم لها لمست لارا قدميها فى الصورة و هى تكبح إنطلاق دموعها فسحبت صورة والدتها التى اخذتها لها وهى تقرأ فِى مصحفها و تنهدت بألم و هى تقبل الصورة و تقول :

_ ياريتنى رفضت انكم تروحوا للدكتور علشان اعمل العملية و امشى ياريتنى ما قبلت انكم تنزلوا فاليوم دا كان زمانكو عايشين يا امى اااااه وحشتينى اوى يا ماما وحشنى حضنك ليا و لامسك لشعرى وحشتنى ضحكتك ال دايما كنت لما بشوفها بيبقى كل وقتى جميل وحشتنى يا بابا و وحشنى كلامك معايا انا السبب فإنكم تموتوا هو السبب الندل الكذاب ال اتسبب فحبستى دى على الكرسى دا اه لو الزمن يرجع تانى مكنتش صدقته ابدا ..

** لاحظت رويدا أن لارا اختفت تماما فخافت عليها ف مرام نبهت عليها ألا تبعد عن ناظريها فهى تشعر بأنها ستعود لانطوائها مرة أخرى فطرقت عليها الباب و همت ان تفتحه و لكنها وجدته مغلق فنادت عليها و قالت :

_ لارا انتى قافلة على نفسك ليه ممكن تفتحى لارا ردى عليا لو سمحتى يا لارا لارا ..

** انتاب رويدا القلق على لارا ف أسرعت الى غرفتها و سحبت هاتفها و اتصلت بشقيقتها مرام و ما ان سمعت صوتها حتى قالت بخوف :

_ مرام الحقينى لارا قفلت على نفسها الاوضة ومش راضية ترد عليا..

** ابتعدت مرام عن مكتبها سريعا و التقطت حقيبتها و قالت و هى تحاول تمالك اعصابها و إبعاد قلقها عنها :

_ انا جيالك على طول سيبيها دلوقتى علشان متتعصبش و أنا لما اجى هتصرف خلى بالك بس انتى من اى صوت تعمله و انا مش هتأخر عليكى ..بقلمى منى أحمد

** اسرعت مرام تهبط السلالم دون انتظار الاسانسير لتشير الى سيارة اجرة و تركبها فى نفس الوقت الذى اتصل حارس الامن ب نادر و أبلغه بما حدث فسحب نادر مفاتيح سيارته و هبط سريعا الى الأسفل ليركب سيارته و مد يده لهاتفه يتصل بمرام فاجابته بعد اتصاله الثالث فسئلها و هو يتمالك اعصابه حتى لا ينفعل عليها :

_ سبتى المكتب بالشكل دا ليه يا مرام و ليه مش بتردى عليا من اول اتصال فى ايه حصل انتى فين ..

** اجابته مرام باكية :

_ انا مروحة يا نادر رويدا اتصلت بيا و قالت لى ان لارا حبست نفسها فاوضتها فكان لازم أروح علشان الحقها المرة ال فاتت لما حبست نفسها جالها إنهيار عصبى و دخلت المستشفى انا خايفة عليها اوى يا نادر و مرعوبة لتعمل فنفسها حاجة ..

** شعر نادر بالخوف على مرام من الانهيار هى الاخرى فقال لها محاولا تهدئتها :

_ طيب اهدى انا وراكى بعربيتى و ان شاء الله ميبقاش فى اى حاجة و لارا هتبقى كويسة ..

** وصلت مرام الى منزلها و هرولت إلى شقتهم لتستقبلها رويدا باكية فسئلتها مرام :

_ فى ايه حصل بتعيطى كدا ليه ..

** اجابتها رويدا قائلة بخوف :

_ مش عارفة كسرت ايه جوا و صرخت و بعدين مافيش اى صوت و خوفت انادى حد من الشارع و سيف فالدرس مش هنا ..

** اندفعت مرام و اخرجت المفتاح البديل لغرفة شقيقتها و لكنه لم يفتح معها فنظرت الى رويدا و قالت:

_ حطة مفتاح الاوضة فالباب اوووف عرفت ازاى ان معايا نسخة مفتاح ابعدى يا رويدا انا هكسر الباب ..

** اتاها صوت نادر الذى دلف إلى الشقة و أغلق الباب خلفه بعدما وجده مفتوحا :

_ استنى انا اللى هكسر الباب ابعدى انتى يا مرام ..

** و بفعل ما أن مس نادر بساعديه الباب و ضغط عليه حتى انفتح على مصرعية فوجدا لارا مغشيا عليها تفترش الأرض و مقعدها المتحرك مقلوبا فصرخت رويدا فنهرتها مرام و قالت :

_ صوتك ميطلعش انتى عاوزة الناس تتلم و يتكلموا عليها زى المرة ال فاتت اخرسى و روحى اعملى اى حاجة دافية على ما افوقها ..

** انحنى نادر و حمل لارا بين يديه و مددها على فراشها فجلست بجانبها مرام و أخذت زجاجة الدواء الذى وصفته لها الطبيبة من المرة السابقة و كسرت عنق الامبول لتمرره أسفل انفها فبدأت لارا تستعيد وعيها تدريجيا من جديد فتنفست مرام بأرتياح و هى تحمد الله ..

** فتحت لارا عيناها فوجدت مرام تجلس بجانبها و تنظر لها بخوف و قلق و عيناها تحمل تساؤل فخفضت عيناها بإنكسار لترفعها مرة أخرى سريعا بعدما لاحظت وقوف نادر بجانب الباب فحدقت به بحرج فابتسم لها نادر و قال مداعبا اياها :

_ كدا بردوا يا انسة لارا تخضينا عليكى بالشكل دا ..

** ارتبكت لارا و احمر وجهها بشدة فابتسمت مرام حتى تغير من توتر و حدة الموقف و قالت :

_ هى بس بتشوف غلاوتها عندنا قد ايه يا نادر نعمل ايه غاوية توجع قلبنا عليها و خلاص ..

** ابتسمت لارا و هى لا تستطيع إبعاد عيناها عن نادر و كأنها أسرت بينهما و قالت :

_ انا اسفة حقيقى بس مكنش قصدى عجلة الكرسى اتكسرت فوقعت و محستش بحاجة ..

** اقترب نادر منها و قال :

_ معلش كرسى قليل الادب ازاى يسمح لنفسه يوقع القمر دا على الأرض عموما انا هاخدك بعد ما تعزمونى على الغدا و اجيبلك كرسى غيره و نستغنى عن خدمات الاستاذ دا ..

** حدقت مرام بنادر بضيق و رفعت حاجبها فسمعت مرام لارا تقول :

_ بس احنا معملناش غدا علشان مرام كانت هتعزمنا على الغدا برا ..

** لفت مرام رأسها لشقيقتها بدهشة ثم ضحكت و قالت :

_ انا قلت هعزمكم على الغدا انتى جبتى الكلام دا منين و بعدين انا قلت اعزمك على مشروب جبتى منين غدا و كلنا دى ..

** اجابتها رويدا ضاحكة بعدما لاحظت ابتسامة لارا و سعادتها :

_ يا سلام و هو كان ينفع تخرجى لارا و انا و سيف لاء دى حتى تبقى تفرقة عنصرية ولا ايه يا أبية نادر ..

** أخذ نادر كوب المشروب الدافى من رويدا و اقترب من لارا و قال :

_ معاكى حق يا رورو بس بلاش ابية دى و خليها نادر بس و لا عوزانى اقولك يا انسة رويدا ..

** ضحكت رويدا بخجل وقالت :

_ بس حضرتك يعنى اكبر منى و مينفعش انادى حضرتك باسمك بس..

** ضحك نادر و نظر الى مرام وقال:

_ شايفة الادب و الرقة بتقولى حضرتك مش يا صاحبى ..

** ارتبكت مرام و فى نفس الوقت شعرت لارا بالغيرة فعبست فلاحظت رويدا عبوسها فتسرب الشك إليها فقالت :

_ طيب انا هروح اجهز على ما لارا تشرب الينسون علشان ننزل ..

** قدم نادر كوب الينسون الى لارا و قال بابتسامة ساحرة سرقت نبضة من نبضات قلبها :

_ اشربى الينسون و هستناكم برا عن اذنكم ..

** انتظرت مرام حتى خرج نادر و نظرت الى الصور الملقاة ارضا و قالت :

_ هو مش قلنا بلاش نفتح فال فات يا لارا مش معقول هتفضلى مستسلمة لليأس بالشكل دا انسى بقى مليون مرة اقولك إنها أعمار هو كان مكتوب لبابا و ماما يموتوا فاليوم دا و مع بعض متحمليش نفسك ذنب دى حاجة مكتوبة علينا يلا أنا هطلع لك فستان حلو كدا تلبسيه علشان نخرج نتغدا بس اعملى حسابك لحد الشهر ما يخلص مافيش غدا إلا مسقعة ..

** احست لارا بالامتنان لوجود مرام معها فضحكت لتخرجها من حالة القلق التى تحاول اخفائها عنها و قالت :

_ ماشى طلعى لى فستان على زوقك و لو على المسقعة فأنا موافقة يا ستى ..

** فتحت مرام خزانة ملابس شقيقتها و سئلتها :

_ ها تلبسى الفتسان الازرق و لا الاسود ..

** اجابتها لارا بحرج :

_ الكشمير يا مرام ..

** التفتت مرام تحدق بلارا ببلاهة و قالت :

_ الكشمير متأكدة دا ايه التغيير الجامد دا عموما أحلا حاجة انك هتبعدى عن الوانك الكئيبة ال مش عاوزة تغيريها دى ..

** ساعدت مرام شقيقتها على ارتداء ملابسها و اجلستها على طرف فراشها و نظرت بحيرة الى المقعد المكسور و هى تفتح الباب و قالت :

_ دبرنى يا وزير هتنزلى ازاى دلوقتى و الكرسى مكسور ..

** اتاها صوت نادر قائلا :

_ يعنى لو لارا بتعتبرنى زى سيف انا ممكن اشيلها لحد عربيتى ..

** همت مرام ان تعترض و لكنها صمتت بعدما صدمتها لارا بموافقتها فحملها نادر و تحرك الى خارج شقتهم فشعرت مرام بغيرة طفيفة و لكنها نهرت احساسها فنادر يعامل شقيقتها بمحبه من اجلها فابتسمت و هى تغلق باب شقتها و تنزل إلى الأسفل فوجدت لارا تجلس بجانب نادر فجلست فى الخلف بجانب رويدا التى اتسعت ابتسامتها ووكزت مرام و أشارت إلى نعمة التى وقفت تتابع ما يحدث و هى تشتعل غيرة و حسدا فرفعت مرام كفها ملوحه ل نعمة فعقدت نعمة حاجبيها و اختفت داخل محلها بعيدا عن عينا مرام ..

** وصل نادر الى مطعم راقى على النيل ف أطلقت رويدا صفير اعجاب فقالت مرام معترضة :

_ لا انت بالشكل دا هتفلسنى يا نادر ما تودينا حاجة كدا على قدنا انت بالشكل دا هتخليهم يعلنوا عليا العصيان و لا انت ناوى تخلينى اغسل الصحون فالمطعم دا ..

** ضحك لها نادر و غمز لها بحب دون أن تلحظ لارا أو رويدا و قال :

_ و هو ينفع يعنى أكون مع تلت قمرات كدا و اوديهم اى مكان الغالى دا اتعمل علشانكم يا مرام ولا ايه يا لارا ..

** احمر وجه لارا بقوة فتعجب نادر من خجلها المبالغ فيه و فتح باب سيارته و توجه إليها و حملها الى داخل المطعم لتسير خلفه مرام و رويدا و ما هى إلا دقائق ودلف سيف الذى أبتسم لهم فنظرت مرام الى نادر فقال :

_ بعت لسيف لوكيشن المطعم علشان يعرف احنا فين ها تطلبوا ايه بقى ..

** مر وقت الغداء و هم يضحكون على مواقف نادر التى ألقاها على سمعهم ليقف فجأة و يستقبل أحد الرجال ورحب به فقال له الرجل :

_ كله تمام يا نادر باشا الكرسى فشنطة العربية برا ..

** ودعه الرجل سريعا فجلس نادر و لمس ساق مرام أسفل المنضدة فوكزته فرفع حاجبه و رفع يده امام فمه كأنه يسعل وقال :

_ حسابك تقل حضرى نفسك بقى لمعركة بينا ..

** اخفت مرام وجهها بعدما شعرت بالاحراج ووكزته مرة أخرى لتخرجها رويدا و سيف عن انتباهها مع نادر بطلبهم الخروج الى سطح المطعم ليقوما بالتصوير فأستئذنت مرام من نادر و ذهبت معهما و هى تتنفس بحب ..

** ابتسمت لارا وقالت :

_ معلش اصل مرام مصورة العيلة بتعرف تصور و كل صورها روعة ..

** مال نادر على لارا وقال :

_ ينفع اتكلم معاكى فال حصل النهاردة يعنى لو مش بتعتبرينى غريب عنك ..

** ارتبكت لارا و هى تحدق فى عيناه بولة و قالت :

_ غريب ازاى لا طبعا حضرتك مش غريب يا أستاذ نادر ..

** ترك نادر مقعدة و جلس بجانب لارا و قال :

_ اولا اسمى نادر بلاش استاذ دى خالص ثانيا ازاى تسمحى لنفسك انك تضعفى بالشكل دا انا لما شوفت اول مرة قولت عليكى محاربة قوية إنما تعيطى و تنهارى و بعدين انا لاحظت انك كنتى بتتفرجى على صور ليه بترجعى للماضى و سايبة الحاضر و جماله ليه مش بتبصى على المستقبل ال مستنيكى ليه حابسة نفسك كدا و الحياة لسه ادامك ..

** اغمضت لارا عيناها تخفى حزنها عنه و قالت :

_ الدنيا هى ال حبستنى يا نادر و رفضتنى و حكمت عليا اعيش حياتى مربوطة فكرسى بعجل الدنيا داست عليا اوى لما حرمتنى من بابا وماما فلحظة واحدة و كملت عليا لما خلتنى أكون انا السبب فموتهم انا لا عندى حاضر و لا مستقبل انا مفروض اعاقب نفسى فى كل لحظة لإن لولا اختيارى الغلط مكنتش حصلت لى الحادثة و مكنوش راحوا استلفوا فلوس العملية ليا و ماتوا فالطريق و يتسرقوا و مرام تضيع حياتها علشان تسدد دين ملهاش اى ذنب فيه انا عالة على الكل و ماليش اى حق فالحياة ال بتتكلم عنها ..

** مد نادر يده و ربت على يد لارا بعدما أحس بكم معاناتها أحس أن القدر الزمه بأن يتواجد فى حياتهم عن طريق مرام ليغير كل شىء و يصحح هذا الوضع الغريب الذى يجعلهم بمثل هذا الاحباط و اليأس فقال فى محاولة اخيرة للتخفيف عنها :

_ كلامك دا يأس وضعف ميلقش بيكى ابدا انتى لازم تعرفى ان الموت علينا حق و لكل أجل كتاب و لو والدك وولدتك مكنوش خرجوا كانوا بردوا هيتوفوا لان دا عمرهم و بعدين الكرسى ال بعجل دا مش سجن علشان تحبسى نفسك فيه و تمنعى نفسك من الحياة بالعكس دا حرية تقدرى تعملى اى حاجة و انتى عليه و تعيشى حياتك و تشتغلى حتى و انتى عليه الكرسى مش بيقلل منك ابدا يا لارا دا بيزيدك و بيميزك ..

** حدقت لارا بنادر و قلبها ينبض بسعادة فكلماته اشعرتها بانه يراها فتاة طبيعية و ليست قعيدة فقالت و هى تحدق به بإشراق :

_ بجد يعنى انت شايف ان الكرسى دا مش مقلل منى و انى ممكن الاقى فرصتى ..

** ابتسم لها نادر بود فهو شعر بحاجتها الى التشجيع بعدما خذلتها ثقتها فى نفسها و شعر بواجبه نحوها لانها شقيقه حبيبته فقال:

_ بس بس متقوليش مقلل منك دى تانى اصلك مش شايفة نفسك جميلة ازاى يا لارا و لو تحبى اثبتلك انا مستعد اقوم اسئل كل واحد هنا شايفك ازاى و صدقينى الكل هيقول عنك انك اجمل واحدة فالمطعم دا و بصراحة اخاف حد يعجب بيكى من ال هنا .. بقلمى منى أحمد

** تراقص قلب لارا بداخلها فنادر فى كلمات بسيطة رزع بداخلها املا بان تجد لمشاعرها لديه صدا فهى و لاول مرة منذ سنوات تشعر بالحياة هكذا و تشعر بالحب تملكت لارا سعادة لا توصف فابتسمت لنادر بخجل و قالت :

_ انا انا مش عارفة اقولك ايه يا نادر..

** اطلق نادر صفيرا و قال ضاحكا:

_ ايه الصوت العسل دا اول مرة احس باسمى حلو كدا اقولك حاجة كمان انا حاسس انى بقيت مغرور لان قاعدة معايا اجمل بنوتة ..

** كاد قلب لارا يقف من احساسها بنادر و لكنها استعادت هدؤها سريعا بعدما لاحظت تحديق البعض بهما و همسهم عليهما فخفضت عيناها الى يداها و لاحظها نادر و لكنه ارجع الامر لكونها لم تخرج منذ زمن طويل فاعتدل نادر بجانبها و قال بجدية :

_ لارا هو انا ممكن اطلب منك حاجة من غير ما تضايقى ..

** حدقت لارا بعينا نادر و قالت بصوت خفيض :

_ اطلب اى حاجة يا نادر وانا موافقة انا لا يمكن اضايق منك ابدا..

** ابتسم نادر و مد يده الى اصابعها و قبض على كفها و قال :

_ هو انا لو قدمت لك هدية ممكن تقبليها منى و لا هتكسفينى و ترفضيها ..

** تاهت لارا فى عينا نادر و قبضته التى احتوت كفها و جعلت جسدها يرتجف و يرتعش بحب فهزت رأسها بالايجاب وقالت بارتباك :

_ هقبل هديتك طبعا انا انا مقدرش اكسفك ..

** ضغط نادر على يدها حين شعر انه استطاع تقديم مساعدة ل مرام عن طريق شقيقتها و قال :

_ انا سمحت لنفسى وجبت لك كرسى بدل ال اتكسر و اتمنى انه يعجبك ..

♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️

** جلست مرام فى غرفتها تشعر بالغضب فأخذت تقطعها ذهابا و إيابا تشعر ان نادر رمى بكلامها عرض الحائط و لم يستمع لما قالته فهى رفضت و بشدة تقديمة اى نوع من المساعدة لها او لاى احد من اسرتها شعرت بالاهانه بسبب تصرف نادر لعدم احترامه رغبتها و قد زاد شعور مرام بالضيق وهى تسترجع رد لارا عليها حينما طلبت منها رفض الهدية قائلة :

_ و فيها ايه لما اقبل هديته انا مش شايفة فيها حاجة نادر اثبت انه راجل و يعتمد عليه و بعدين انا واثقة انه لا يمكن يكون بيستغلنا و بعدين عم عبد الله بيشكر فيه غير ان دى اول مرة حد يقدم لى هدية وبعدين اديكى شوفتى الكرسى القديم اتكسر هتحرك ازاى فالبيت يا مرام ولا عوزانى افضل محبوسة فسريرى كمان مش كفايا مشلولة عوزانى كمان معرفش اتحرك برا اوضتى طيب ما اموت احسن ..

** شعرت مرام ان حديثها مع شقيقتها بلا جدوى فانهت نقاشها معها دون ان تجيبها فلا أحد يشعر بها فبداخلها خوف من شىء مجهول يجثم على صدرها تخشى ان يأتى يوما و ينظر نادر إليها بطريقة اخرى و يظنها تستغل نفوذه و تطمع فى ماله فهى حتى اللحظة لا تصدق ان يشعر نادر نحوها هى بكل هذا الحب..
** اطفئت مرام هاتفها فهى لا تريد أن تخرج انفعالها على نادر الذى لاحقها باتصالات عديدة لترفض بعناد الاجابة عليه .. تمددت مرام على فراشها تسترجع ما مر بها من أحداث فانتبهت الى إرتفاع صوت ضحكة لارا فعاتبت نفسها لغضبها وضيقها فلاول مرة ترى مرام لارا بمثل هذه السعادة و التفاؤل منذ حادثتها فشكرت نادر فى سرها عازمة على إصلاح الأمر بينهم فِى الغد فهو فالأول و الآخر يحبها و هى تبادله ذلك الحب ..

♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️♠️

** رمى نادر هاتفه فى حنق على فراشه شاعرا بغضبه يتزايد بداخله لاهمال مرام الاجابة على اتصالاته العديدة فهى و منذ رأته يخرج ذلك المقعد من سياراته حتى تحولت لشخصية اخرى اكفهر وجهها بشدة و نظرت له بلوم و عتاب شديد فهرب من عيناها لاصراره على تنفيذ قراره و لكن ها هى تعاقبه اشد عقاب باهمالها اتصالاته .. غادر نادر غرفته و اتجه صوب الغرفة الرياضية ليتفاجىء بوجود سليم يجرى بسرعة عاليه على آلة الجري و ملامحه غامضة فحاول ان ينسحب بهدوء و لكنه تفاجىء بسليم يتوقف و ينظر له و جسده ينضح عرقا و زوى سليم ما بين حاجبيه و نظر إلى نادر بتمعن و قال :

_ احكى عملت ايه و جاى تطلع ال جواك هنا ..

** ارتبك نادر وقال :

_ ايه دا هو باين عليا اوى كدا ..

** رفع سليم حاجبه و قال :

_ باين دانت وشك فاضل له شوية ويتكلم لوحده عملت ايه يا نادر مع مرام مكنش مفروض تعمله ..

** تنهد نادر و جلس أرضا و قص على اخيه كل ما حدث فاتجه سليم صوبه و مال خلفه يسحب وزنا من الحديد و قال و هو يولى شقيقه ظهره :

_ مرام معاها حق تزعل لانك ببساطة محترمتش اتفاقك معاها واضح ان مرام عندها عزة نفس تخليها ترفض اى مساعدة و ترفض تاخد حاجة متكونش تعبت فيها و ال زى دى يا نادر لازم تتمسك بيها اوى و اياك تزعلها او تخسرها لانك عمرك ما هتعرف تعوضها ابدا ..

** مرر نادر اصابعه متخللا شعره و قال:

_ طب قولى اعمل ايه يا سليم دى مش عاوزة تكلمنى و لا ترد عليا و هتجنن لو مكلمتهاش انا لو كنت عملت كدا و قدمت الكرسى لاختها ف علشان اساعدها فشيل الحمل ال على كتافها مكنتش اقصد ابدا انى اقلل منها شوفلى حل يا سليم ..بقلمى منى أحمد

** وضع سليم الوزن أرضا و جفف عرقه و قال :

_ بتحبها اوى كدا يا نادر ..

** تنهد نادر بعشق و قال :

_ بعشقها يا سليم و بتمنى اتجوزها النهاردة قبل بكرة لما بتبقى معايا بمسك نفسى بالعافيه كل حاجة فيها بتشدنى ليها و رغم ان لارا اجمل منها بكتير إلا ان مرام فيها حاجة كدا تخليك مش عاوز تطلعها برا حضنك و تبقى عاوز تخبيها جواك انت حاسس بيا يا سليم اكيد مش كــ ..

** انتبه نادر لاسترساله بالحديث غافلا ما مر به سليم فى حياته فأغمض عيناه حينما أدرك انه تمادى كثيرا فى ايلام شقيقه و قد وضح عذاب سليم على ملامحه فوجده يغادر الغرفة و هو يقول :

_ كنت يا نادر عن إذنك أنا هروح أرتاح فاوضتى ..
يتبع 
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-