رواية لا تؤذوني في عائشة الجزء الثاني الحلقة الثانية والأربعون 42 كاملة

رواية لا تؤذوني في عائشة الجزء الثاني الحلقة الثانية والأربعون 42 كاملة
رواية لا تؤذوني في عائشة 2 الفصل 42 
رواية لا تؤذوني في عائشة 2 الجزء 42 
البارت الثاني والأربعين 
رواية لا تؤذوني في عائشة الجزء الثاني الحلقة الثانية والأربعون 42 كاملة
هل أحب الطير قفصا كان سجنا كل يوم؟
أم رأيت العمر هرا يجري من خوفٍ أمام؟
جاوب بكل هدوء تحصل على الحكمة
وإذا ظفرت بها نامت العيون بأمان ❤

لقطات مخيفة ترددت في نومها لتفسده وتثير الذعر داخل قلبها، جمل تتكرر في أذنها وكأن صراع عنيف نشب هنا الآن جملتها البريئة لوالدها:
بابا هو عمو رضوان وحش؟
ثم انتقال سريع إلى سماعها لكلمات عمها المبهمة:
عايز كل حاجة تكون تمام... حادثة عربية وتبقى قضاء وقدر.
انكمشت ملامحها بإنكار وكأنها تحاول إنقاذهم ولكن زاد الضغط والذعر حين تجسد أمامها نادر وهو يقول بقلب فاقد للرحمة:
أنا وعمك دفناهم بإيدنا دول مش حادثة عربية لا.
ثم أخيرا ذلك المقطع المصور و"نهلة" تضع لهم هلاكهم في الطعام هنا لم تحتمل فانتفضت من نومها صارخة بكل قوتها، كان يجري مكالمة في الخارج سمع صوت صياحها فتحرك مسرعا ناحية الغرفة وجدها على حالتها هذه وجه شاحب وأنفاس لاهثة بسبب الصياح وعيون ذابلة من النوم والخوف....صب كوبا من المياه وتحرك به ناحيتها وهو يحاول إكسابها بعض الهدوء أثناء قوله الصادق:
اشربِ... متخافيش يا عائشة ده كان كابوس.

التقطت منه الكأس وتجرعته مرة واحدة بيد مرتعدة فجاورها محتضنا إياها بشدة وهو يمسح على خصلاتها طالبا منها السكينة، شعرت بما سببته له فنطقت تطمئنه:
متقلقش أنا بقيت كويسة.

أدرك أن حالتها هذه لن يخرجها منها إلا مكره فابتسم وهو يقول أثناء مسحه على خصلاتها:
أنا هسافر يومين، عندي شغل مع ناس برا مصر ولازم اسافر.

ابتعدت مسرعة وهي تسأل بانفعال:
تسافر ايه!... انت من امتى بتسافر فجأة كده؟

قال بلامبالاة وهو يلتقط هاتفه ينظر به:
جت مفاجأة السفرية، مفيش داعي لده كله هما يومين.

التقطت الهاتف من كفه وألقته على الفراش فرفع حاجبه رامقا إياها بتحذير فقالت بنفس نبرتها السابقة:
خلاص خدني أنا ومحمد معاك

ضحك ساخرا فصابته نظراتها المشتعلة وهي تحاول الحفاظ على ثباتها متصنعة عدم الاهتمام أثناء متابعتها:
خلاص روح لوحدك مش عايزة اجي.

تابع ضحكاته وهو يقول باطمئنان كسته لهجته الماكرة:
كده انا اطمنت عليك يا وحش.

أدركت حيلته فجحظت عيناها ثم سريعا ما احتلها الغيظ فهبت واقفة وهي تقول:
يعني بتضحك عليا... طب قوم بقى.

استقام واقفا وهو لا يستطيع منه ضحكاته فجذبت وسادة وضعتها بين يديه وهي تحركه بصعوبة ناحية الباب حتى تأكدت من خروجه وهي تردد أثناء غلقها للباب:
نام برا بقى.

وقفت خلف الباب تمنع دخوله فسمعته يقول بنبرة بان فيها الضحك:
افتح يا وحش الباب.

رفضت بعناد حتى سمعته يدندن:
حلو الحلو بكل خصاله إلا دلاله ميعحبنيش.

فتحت الباب بضحكة واسعة فقذفها بالوسادة التي بين يديه على حين غرة لم تفق من صدمتها إلا بضحكاته المرتفعة وهو يتحرك مغادرا بثقة يتابع دندنته:
قالوا بيهجر قولت وماله...يهجر يهجر بس يعيش.

ألقت الوسادة على الفراش بانزعاج وجلست بتأفف ثوان ولم تستطع منع ضحكة فلتت منها فوضعت يدها سريعا على فمها تمنع تمكن سماعه... ابتسمت بحنان فهي تعلم محاولاته لإخراجها من حالتها هذه، تذكرت دندنته فابتسمت مختتمة بهمس:
هو انا بحبه من شوية.

****★****★****★****★****★****★****

صعدت "لينا" إلى الفراش بجوار "دنيا" التي انشغلت بهاتفها فقالت بضجر:
العبي معايا بقى وبعدين احنا لوحدنا ليه.

قالت دنيا وعينها لم تترك الهاتف:
ايه يا لينا.... الفندق هنا كل واحد خد اوضته يحيي وكريم في أوضة، طنط هنا وطنط صوفيا وزينة في أوضة، ونيرة وعمر، وحامي وعائشة وبعدين زينة قالت هتطلعلنا بس هي قاعدة معاهم تحت علشان محمد بيعيط.

_هو انتِ ليه شعرك علطول مش متسرح؟
قالتها الصغيرة ببراءة متجاهلة كلمات دنيا... فتركت "دنيا" الهاتف جانبا وهي تحاول توصيل المعلومة إليها ضاحكة:
لا يا ليو ده كيرلي.

هتفت الصغيرة بحماس ضاحك كمن وجد الحل لمعضلة "دنيا":
انتِ ممكن تخلي نيرو تسرح شعرك، هي بتعملي شعري وبتحطلي فيه فيونكات ولا اقولك لما مامي تتصل هقولها تخلي الدادة تسرحك أنا الدادة كانت بتعملي شعري.

ضحكت " دنيا" عاليا وهي تحثها مرددة:
خلاص فضحتيني هي وصلت ان الدادة كمان تعرف اني مبسرحش شعري.

قطع حديثهما سماع دنيا رنين هاتفها فجذبته سريعا عله هو يتصل بها من رقم غريب كعادته.... أعطت للصغيرة الطبق المملوء بقطع التفاح ورفعت صوت الفيلم الكارتوني لها وهي تقول أثناء خروجها للنافذة:
هعمل مكالمة يا لينا وجيالك.

فتحت الهاتف لتسمع صوته ولكن تجمدت معالمها وهي تسمعه يتحدث بملل:
عايزة ايه يا دنيا؟

أعادت جملته بتهكم ساخرة:
عايزة ايه!... اتصلت ليه بقى لما انت مش طايقني كده؟

أتتها الإجابة باردة خالية من كل شيء إلا الجفاء:
هو حد قال اني مش طايقك؟...انا لقيت منك أكتر من مسدج على messenger فقولت اتكلم اشوف في ايه.

تحدثت بانفعال من طريقة حديثه معها:
اقفل خلاص مش عايزة حاجة.

كادت تغلق الهاتف ولكن توقفت حين سمعته يتحدث بنبرة صادقة:
دنيا على فكرة أنا حبيتك زي ما حبيت كريمان قبل كده... حبيتك علشان انتِ دنيا مفتكرش اني هحب واحدة أد ما حبيت كريمان بس مقدرش انكر ان انا بحبك.

تسارعت أنفاسها وحاولت التوازن وهي تسمح على وجهها مرددة بحذر:
وانت بقى بتقولي كده ليه؟

نطق بنبرة حاسمة وكأنه قد حضر هذه الكلمات مسبقا حتى يقولها لها هكذا تشعر بألم في صوته ولكنه ألم لا يصيب سواها:
علشان انا مش هعرف اكمل على الأقل دلوقتي، يمكن يجي اليوم اللي اقدر فيه أبدأ حياة جديدة معاكي أنا يوم ما كنت مصر على جوازنا كان حماية وتبقي معايا لكن دلوقتي أنا هقدر اوفرلك الحماية دي من غير جواز.

أردفت بانفعال وهي تضرب بيدها على السور أمامها وقد احمرت عيونها:
لا لا بلاش بس تدخل حتة انك تحميني دي يا عمار، خليك واضح مع نفسك شوية انت كنت عايز تتجوزني علشان تتحدى باباك توريه انك لاقيت عروسة لعبة تانية واتجوزتها من غير موافقته عادي.

قاطعها بتبرير مدافعا عن نفسه:
أنا لو وحش كنت كملت واتسليت ولعبت بيكي لعبة زي دي بس أنا عمري ما هبقى كده أنا حبيتك ولما اتأكدت انك في أمان وهقدر اوفرهولك بعد كده شوفت اني ابعد احسن علشان انا مش هقدر اعيش مش هقدر اشوفك بتتظلمي وانا متجوزك وزي ما قولتلك يمكن يجي اليوم اللي احس فيه اني قادر ابتدي حياة وحقيقي يا دنيا مش هبقى عايز حد غيرك ابتدي معاه.

تعالت ضحكاتها من وسط دموعها وهي تردف ساخرة:
استبن انا بقى....اتوجع واتساب والمفروض استنى لما تحس انك قادر تبتدي حياة، يا شيخ اتقي الله... روح يا عمار انسى انك قابلتني ولا عرفتني ولما تحس انك عايز تبتدي ابقى دور على حد غيري تبتدي معاه علشان ساعتها لو جيتلي هدوس عليك.. والحماية اللي انت بتتكلم عنها دي خليهالك انا مش عايزاها.

هنا استطاعت تمييز صوته الباكي وهو يردد بتعب:
طب اعمل ايه طيب قوليلي انتِ اعمل ايه؟... انا بحبك بس فعلا مش هقدر ابني حياة وانا اصلا انسان متفتت ومحتاج كتير علشان اقدر اجمع اللي باقي مني.

نطقت بألم احتلها ودموع مماثلة لخاصته:
وانت جاي تعرف دلوقتي!... لا والله فيك الخير انك مش عايز تظلمني معاك، متعملش أي حاجة أنا اللي هعمل.

قالت جملتها الأخيرة وأغلقت الهاتف لتنخرط في نوبة بكاء عميق وهي تضرب بقبضتها على الحائط مردفة بوجع:
حيوان.

خرجت الصغيرة على صوتها فوقعت لعبتها على الأرضية وهي تقول بحزن:
دنيا هو انتِ بتعيطي ليه؟

جلست على الأرضية ولم تجد ملجأ أمامها سوى حضن هذه الصغيرة فارتمت بداخله متابعة نحيبها على قلب اشتد الألم به وهو ليس له حيلة.

****★****★****★****★****★****★****

في صباح اليوم التالي

في المقهى التابع للفندق
وقف النادل أمامهما يتلقى الطلبات فقال "حامي" بهدوء:
انا هاخد قهوة سادة.

اعترض يحيي بقوله:
حامي كفاية قهوة النهاردة انت شربت كتير من واحنا بنظبط كل حاجة لعمر ونيرة
التفت للنادل متابعا:
هات اتنين ليمون بالنعناع.

رمق "حامي" يحيي بتحذير فضحك يحيي وهو ينطق بمرح:
ياعم خايف على صحتك.

هز حامي رأسه بموافقة ضاحكا وهو يردد:
ماشي... قولي عملت ايه؟

تحدث يحيي يسرد له ما فعله بجدية وعناية:
عملت اللي انت قولتلي عليه بالظبط...بعد ما الليلة خلصت وكل واحد طلع اوضته في الفندق جبت تفريغ الكاميرات للمكان كله حتى الطريق من برا وطبعا القاعة اللي هنا اللي كان فيها الفرح والجنينة اللي كانت حواليها برا...وهي حاجة واحدة بس اللي لفتت انتباهي.

أتى النادل بالمشروب المثلج ليضعه أمامهما ثم ينصرف بعد ذلك بآلية فتابع يحيي وهو يرتشف من الكأس الخاص به باستمتاع:
الله على الجمال هو في كده.

أردف "حامي" بغيظ:
اخلص يا يحيي بدل ما اخلي دماغك هي اللي تشرب الكوباية.

رفع يحيي يديه مستسلما بضحك وهو يتابع:
خلاص هكمل اهو.... لما كنا تحت في الحفلة مع "عمر" و "نيرة" وعائشة خرجت برا علشان تسكت محمد ومعاها كريم في عيل لزج كده خبط فيها بس لما انا خرجت بقى لقيته واقف قافل عليها الطريق عملت معاه الصح وخدتها ودخلنا... الواد ده كل شكوكي راحتله بعد اللي اتبعت لعائشة المشكلة ان مفيش أي حاجة تثبت الشكوك دي هو موجود هنا من أسبوع زي تفريغ الكاميرات ما وضح.... الوقت اللي انهارت فيه عائشة واتبعتلها المسدج هو مكانش موجود في محيط الفندق ولا برا القاعة ولا برا حتى قدام الفندق.... وانت شايف التأمين هنا عامل ازاي انا اتصرفت في تفريغات الكاميرات بالعافية بس انا مسكتتش... في بنت هنا بتشتغل هاوس كيبنج ورتها صورة للباشا ده قالتلي انه نازل هنا بقاله اسبوع...الباشا اسمه فارس مختار وامبارح خلص حسابه ومشي يعني يعتبر اخر وقت كان موجود فيه هو الوقت اللي قابل فيه عائشة.

نفث حامي دخان سيجارته وهو يسأل بعينيه قبل فمه:
مين الوحش؟

ضحك يحيي بثقة أثناء قوله المغتر:
علشان تعرف بس حبيبك يحيي جابلك قراره في كام ساعة... الواد يا سيدي عيل صايع أبوه سابله شوية فلوس فتح بيهم شركة مقاولات هو دماغه سم في الشغل والكل في دايرته متوقع انه ينجح جامد الفترة الجاية بس اللي مخليه محلك سر حاجتين الشرب والستات... وخد الكبيرة كمان بقى الباشا بيلعب ملاكمة وبيفتري جامد على اللي بيلعب قصادهم حتى هو معروف في وسطهم انه بيغل جامد لدرجة ان في لاعب اتخانق معاه من كام شهر بسبب اصابة كانت هتضيعه.

ضحك حامي ضحكات عالية أثارت ريبة يحيي الذي قال بحذر:
يا أهلا بالمصايب.

_تفتكر ايه أنسب حتة يا يحيي اقابل الوحش ده فيها واعرف هو اللي ورا الفيديو والمسدج ولا لا؟

نطق حامي وهو يبتسم بمكر فأردف يحيي بريبة:
والله انت ممكن تقوله انك عايزه في شغل واكيد هيجي يعني الشغل معاك هيكبره... أو اعرفلك مكان بيقعد فيه وتقابله هناك.

هز حامي رأسه نافيا مصدرا اعتراضه فسأل يحيي باستغراب:
طيب هتقابله فين؟

ارتشف حامي من الكوب أمامه وقد راقت الفكرة له كثيرا وهو يقول وكأن الأمر طبيعيا:
في حلبة الملاكمة.

فغر "يحيي" فاهه ناطقا بعدم استيعاب:
ايه!

هز حامي رأسه مؤكدا واستقام واقفا ليربت على كتف يحيي مختتما بضحكة ماكرة:
هلاعبه الماتش الجاي.

تحرك حامي مغادرا باستمتاع أما يحيي فتابع خطواته وهو يحاول تجميع قوله عله يصل إلى مقصد اخر غير الذي وصل له.

****★****★****★****★****★****★****

دخلت إلى الغرفة بالحامل المعدني وقد رُص عليه الطعام بعناية اقتربت منه بحذر ووضعته على الطاولة جواره مردفة بتردد:
معلش كل المره دي بس.

أطاح بالحامل المجاور له فتناثر كل شيء على الأرضية وسط قوله الصارم:
قولت مش عايز.

انتفضت متراجعة للخلف وقد احتلها الغيظ من فعلته فنطقت بانزعاج:
احسن أهو انت اللي هتموت من قلة الأكل... أنا غلطانة أساسا من ساعة ما جيت وانا عمالة اسألك مالك جرالك ايه وفي الاخر بتزعقلي وترمي الأكل.

استأذنها بندم قبل أن ترحل:
استني يا سالي متزعليش... أنا بس متضايق شوية.

عادت مجددا وجلست على المقعد المقابل للفراش:
طب قولي في ايه عادي ممكن نلاقي حل سوا.

أخرج هاتفه يقلب فيه لثوان قبل أن يضعه بين يديها ناطقا:
بصي كده صورة الشركة دي.

تابع حديثه وكأنها ترى صورة فعلية ليكمل بأسف:
الشركة دي تبع بابا وللأسف اتفحمت ومش عارفين مين عمل كده علشان كده متضايق.

أما هي فتأملت النص المكتوب على الهاتف والذي كان جملة واحدة فقط:
رضوان عرف اني بطلع معلومات لحامي، وحاول يقتلني.

أدركت أنه يحاول إبعاد الشبهات عنها فبالتأكيد بعد معرفة والده سيزرع أجهزة التصنت في كل مكان فقالت مسرعة بضحكة تصنعتها جيدا:
طب ايه رأيك نخرج انا وانت شوية نشم هوا وتفوق كده.

شرد منها وهو يتذكر أن والده أو من كان والده بعد أمر رجاله بالتنفيذ أتته مكالمة خمن منها أن أحدهم يأمره بالتوقف عن التنفيذ فأرسله مع رجاله إلى القصر هنا بالإجبار

_قومي البسي هنخرج.
قالها وهو يستقيم حتى يغير ملابسه أما هي فرمقته باستغراب... لقد قالت الجملة من أجل إدارة حوار فقط حتى لا يشعر أحد بشيء إن كان هناك مراقبة ولكنه الآن يطلب منها ارتداء ملابس الخروج.... دار في عقلها سؤال لتحدث نفسها بصمت:
لما هو أبوه عرف اللي فيها هنخرج ازاي؟... ما أكيد هيمنعنا.

فاقت من شرودها على صوته يحثها على الإسراع فقامت بقلة حيلة وهي لا تعلم أي شيء عن القادم والذي لا يشغل تفكيرها سواه.

****★****★****★****★****★****★****

في سيارة "عمر"
نطقت نيرة باعتراض صريح وهو يقوم بإيقاف السيارة أمام مقر شركة شقيقها:
يا عمر احنا هنتفسح يوم واحد بس شركة ايه.

ربت على كفها معتذرا بلطف:
متزعليش هما كام ورقة هطلع اخلصهم بس علشان حامي ويحيي في مشاوير مهمة وهنزلك علطول بقية اليوم بتاعك.

تحدثت بنبرة باكية:
يعني ينفع كده بقى في حد يبقى بيحتفل بفرحه امبارح لسه وتقوم مديني الصدمة اننا هنقضي أجازة يوم واحد بس لا وكمان جايبني تخلص شغل.

_كان زماني مضيت الورقتين والله.
أردف بغيظ ثم سريعا ما نطق:
اقولك انزلي تعالي معايا انا هتعب نفسي ليه.

نزلت بمرح متحمسة وهي تصيح بفرح:
يلا حتى يشوفوا عروستك.

بعد عدة دقائق كان يجلس على المكتب الخاص به ويأمرها بالصمت محذرا:
اسكتي خلينا نخلص وإلا هيضيع اليوم عليكي.

أشارت له بالصمت التام أما هو فطلب الأوراق من مساعدته التي دقت الباب ودلفت مسرعة تضع الأوراق أمامه فقال بهدوء:
طيب يا رباب شكرا اتفضلي على مكتبك.

سألته باستفسار كعادتها:
تحب اطلب لحضرتك حاجة تشربها يا مستر؟

حاول كتم ضحكاته وتصنع النظر للأوراق فلقد تجاهلت الجالسة أمامها تماما فتنحنح مرددا:
لا مفيش داعي... ممكن تشوفي لو مدام نيرة عايزة حاجة.

نظرت لنيرة وهي تقول بأسف:
سوري يا فندم مخدتش بالي خالص.

ضحكت نيرة بسخرية وهي تقول:
شفاف انا بقى يا رباب.

ضحكت المساعدة بإحراج وهي تعتذر لها مجددا ناطقة بلطف:
علشان بس زعلك أنا هعملك اللي تطلبيه بنفسي.

لقد اتت المساعدة من فترة قليلة ولكن منذ اليوم الأول ويشهد "عمر" بانضباطها في العمل والتعامل لذلك سمح لنيرة حين قالت بحماس:
ينفع اخرج اقعد معاكي برا لحد ما يخلص شغله.

هزت رأسها بموافقة مرحبة فعرفها "عمر" بهوية "نيرة" فزاد ترحيبها وأخذتها معها إلى الخارج مرددة:
هعملنا بقى اتنين نسكافيه مش هتدوقي زيه تاني.

ضحكت "نيرة" وهي تتأمل المكتب الخاص بالمساعدة قائلة بإعجاب:
مكتبك حلو اوي.

قالت "رباب" وهي تنظم الأوراق بمزاح:
المكاتب هنا كلها حلوة الفرق بس ان انا ذوقي حلو اوي فطبع على المكتب.

ارتفعت ضحكات نيرة وهي تقول:
ما شاء الله على التواضع.

سمعا معا صوت صياح من الأسفل فنطقت نيرة باستغراب:
في ايه مين بيزعق كده!

دققت رباب السمع لتتمكن من معرفة صاحب هذا الصوت جيدا وخاصة وهو يقول:
أنا محدش يقدر يمنعني هنا واطلع المكتب اللي يعجبني.

شهقت عاليا هامسة بخوف:
يا نهار أبيض.

سحبت نيرة مسرعة من يدها وهي تتجه إلى غرفة صغيرة في الزاوية ناطقة بعجلة:
امشي معايا بسرعة من هنا ندخل الأوضة
دي...مش لازم يشوفني.

تحركت معها وهي تسأل باستنكار:
هو مين ده... في ايه؟

زاد صوت الصياح مما نبه "عمر" فترك الأوراق الموضوعة أمامه وهب واقفا ليرى ما يحدث في الخارج ولكن توقف ثانية حين تعرفت أذنه على صاحب الصوت.... إنه عمه أكثر شخص يمقته في الحياة....
"رضوان"

****★****★****★****★*****★*****★**

_ما كان أحسن نفطر فوق يا عائشة.
نطقت "هنا" بهذه الكلمات موضحة حل أفضل فردت عائشة:
معلش أنا كنت عايزة ننزل هنا وسط الهوا كده... محتاجة اشم هوا، و بعدين بصي المنظر هنا جميل... الناس كلها أصلا بتسيب أوضها وبتنزل تفطر هنا، المهم هما فين منزلوش ليه؟

قالت "هنا" بهدوء ضاحكة:
متقلقيش هينزلوا... هيروحوا فين يعني.

تنهدت عائشة مبتسمة ومالت على صغيرها تداعبه بحب حتى توقفت عن فعلها حين سمعت صوت "هنا" التي كشفت أمرها:
مالك يا عائشة؟

ارتفعت لها تضحك أثناء حديثها:
علطول كده قافشاني.

أردفت هنا بثقة ضاحكة:
عيب ده انا "هنا".

_أنا هحكيلك بس لما نطلع علشان اكون واخدة راحتي أكتر... ممكن ؟

تأملت هنا المكان حولها بإعجاب وهي تقول بتحذير:
أنا هوافق وهعتبر انك مبتهربيش من الكلام... بس مش هسيبك فوق.

ضحكت عائشة وهي تجذب هاتفها حين سمعت رنينه... وجدت المتصل زوجها فأعطت الهاتف ل " هنا" تقول:
ردي انتِ انا زعلانة منه.

التقطت هنا الهاتف منها لتجيب هي ضاحكة في نفسها على تصرفاتهم بمجرد أن سمع حامي صوتها فقال بسخرية:
ده الوحش زعلان بقى.

سألته "هنا" بعتاب:
عملتلها ايه تاني.

_مش مهم... احسن انها زعلت علشان تردي عليا انتِ.

ارتفعت ضحكات "هنا" فقال لها بتخطيط:
أنا هخليها تتكلم بنفسها... اعملي نفسك مصدومة وقوليلي مطار ايه اللي انت فيه مينفعش.

فعلت "هنا" كما طلب منها فجذبت عائشة الهاتف حتى تتأكد ان كان في المطار.... حين سكن صوت هنا علم أن الهاتف بيد زوجته فنطق:
عيب جامد في حقك يا وحش، تخيل عليك مرتين كده.

_أنا مصدقتش على فكرة.

قال ضاحكا بنفس أسلوبها:
مكنتيش خدتي التليفون على فكرة.

قطع المكالمة فجأة مما أثار دهشتها:
اقفلي دلوقتي.

كان يقف بسيارته أمام المكان الذي تقطن بيه "ميرال" أو منزل "بديع الصياد"، نزل من سيارته حين لمح " ميرال" تخرج من البوابة بمجرد أن رأته قالت بشغف:
هل أعتبر مجيئك رسالة على موافقة العرض الذي عرضته مسبقا
لم يجب فسألت بشك:
أين والدي؟

صحح لها بثقته التي لا تفارقه:
والدك أنتِ وليس أنا لذا من المفترض أن يكون حق توجيه السؤال لي وليس لكِ.

تجاهلت قوله بانزعاج تقول مذكرة:
لقد أتممت طلبك الأول هل وافقت؟

حرك رأسه نافيا ببرود فتحدثت بنفاذ صبر:
ماذا تريد؟... لقد عرضت نفسي للخطر من أجل تنفيذ طلبك الأول.

_والآن حان دور الطلب الأخير.

قالها بثبات أسرع من دقات قلبها وهي تنتظر قوله بترقب حتى شل تفكيرها تماما حين سمعته يهتف بلهجة كساها السواد:
مروان يخصني... أرحل به من هنا وتكون موافقتي على عرضك في اللحظة التالية.

لاحظ ذبذبتها جيدا فزاد الضغط عليها بطريقته وهو يختتم:
دقيقتان لا أكثر معك.

نظرت له بغير تصديق أما هو فكانت نظراته ثابتة عليها يترقب جوابها بتركيز ذلك الجواب الذي حتما أن يكون لصالحه هو.
يتبع 
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-