رواية خيوط الشمس الحلقة الأربعون 40 بقلم فرح إبراهيم

رواية خيوط الشمس الحلقة الأربعون 40 بقلم فرح إبراهيم

رواية خيوط الشمس الفصل الأربعون
رواية خيوط الشمس الجزء الأربعين 
البارت 40
رواية خيوط الشمس الحلقة الأربعون 40 بقلم فرح إبراهيم


مرت حفله زفافهم بتناغم كسنفونيه من اعذب الالحان تعزفها مشاعرهم الجارفه وحبهم الذي اخذ طريقه ليحفر قصتهم في تاريخ العشاق يدون نجاحهم في اجتياز اختبارات الحياه ليستحقوا بدايه لحياه جديدة تنسجها السعاده والراحه..

وقفت السياره امام مدخل الفيلا ليترجل منها سليم ويلتف ليفتح الباب لأسيل يساعدها لضم فستانها العملاق حتي تستطيع النزول..

وقفت اسيل بحنق تلملم بقايا ذيل فستانها الطويل فوق يدها حتي تستطيع السير بينما سليم يتابعها بسخريه يقول بمكر : انتي بتعملي ايه؟

"اسيل" في حنق ولازالت مشغوله في فستانها : بحاول ارفع الفستان عن الارض شويه عشان اعرف امشي

"سليم" بمكر : ومين قالك انك هتمشي؟

رفعت له "اسيل" نظرها بدون فهم تقول بحيره :
يعني ايه؟

وفي لحظتها شهقت بصدمه عندما رفعها سليم بين ذراعيه يضمها لصدره ويهمس امام شفتيها :
يعني دي ليلتك .. يعني انتي تتشالي جوا قلبي مش جوا حضني وبس..

احاطت اسيل رقبته بكفيها وهي تخفض رأسها بخجل تقول بخفوت تحاول الهرب من كلماته : ببس ااا.. يعني اقصد ان الفستان تقيل وانا كمان بردو مين...

قاطعها "سليم" بحزم وقال بصوته الاجش : ششش قولتلك انتي متشاله جوا قلبي مش بين ايديا يعني مش حاسس بتقلك ..!
ثم اردف بخبث وهو يغمز لها بمرح حين دلف للمنزل : ولو علي الفستان انا بقول نستغني عنه

"اسيل" ببلاهه وعدم فهم: هنستغني عنه ازاي؟ هو احنا هندييه لحد؟

زفر "سليم" بنفاذ صبر وابتسم بسخريه لبرائتها: لا مش هندييه لحد وشكلي انا الي هديكي دروس كتيره الايام الجايه دي وربنا يصبرني علي الطفله الي اتجوزتها ..!

كانت اسيل تتابع المنزل من حولها وسليم يصعد الدرج بها، فقد كان المنزل بأجمعه مزين بالورود والشموع والبلالين المتناثره في كل مكان بأبهي الالوان لتفرط الاناقه والجمال في منظر المنزل ..!

تابعت اسيل الممر الذي يؤي الي جناحم والشموع المتراصه بأناقه مع الورود المتناثره في كل مكان، حتي دلف بها سليم لجناحهم وقد مازال لسانها منعقداً من شده المفاجأه..!

كان الجناح وكأنه مكاناً من الجنه..! في جماله وتباين زينته بين الشموع ، الورود ، البلالين ، صورها التي تجمعها به المتراصه بشكل انيق فوق الحائط يحيطها برواز من الورود..! وقد كان كل شئ مثالياً ومتقن بحرفيه ..!
ظلت اسيل تتنقل بعينيها في جميع انحاء الجناح تدقق في كل تفصيله منه لا تصدق انها يقظه فقد شعرت ان هذا اجمل من ان يكون حلماً..!

كان سليم يتابع انبهارها بابتسامه خافته ازدادت حين التفت له وقد تمردت بعض دموعها فوق وجنتيها والقت بنفسها داخل احضانه تشدد ذراعها حول رقبته فقد عقد لسنانها عن وصف بما يحمله قلبها له الان فحاولت بثه له عند طريق حضنها اما هو فأستقبلها يشدد ذراعيه حول خصرها يرفعها عن الارض ليقربها منه ويدفن رأسه بداخل تجويف عنقها.. لم يعموا كم مر عليهم وهم علي هذه الحاله فأستكانه قلوبهم جعلتهم غير مكترثين بالوقت..!

ابتعدت "اسيل" عنه قليلاً تغلفه بنظارتها العاشقه وتقول برقه : سليم حبيبي ممكن اطلب منك طلب؟

"سليم" بحب : انت تؤمري يا قلب سليم

ابتسمت"اسيل" في خفوت واردفت قائله : ممكن نتوضي ونصلي ركعتين لربنا نبدأ بيهم حياتنا عشان ربنا يبارك لينا في بعض وفي حياتنا الجايه، وكمان ركعتين حمد وشكر علي كل حاجه حصلت دلوقتي وان احنا بخير ومع بعض بعد كل المحن الي مرينا بيها؟
ثم اردفت بحب : حاسه اني لو قضيت عمري كلو اشكر ربنا علي انه هداني بيك مش هيكفي..!

قبل سليم جبتها برقه ثم استند بجبينه فوق مقدمه رأسها يهمس امام شفتيها برقه: انا بقا عمري ما عملت في حياتي الي يخلي ربنا يهاديني بحور من حور الجنه بس اوعدك اني هعمل كل الي يرضي ربنا عني عشان يحافظلي عليكي..!

رفع انماله يحيط بوجهها حين هبط بشفتيه يلثم شفتيها برقه وشوق حاول بثهم لها وهو يعمق من قبلته وقد يشعر بإستجابتها له في خجل، جاهد في كبت مشاعره حتي يستطيع الابتعاد عنها قليلاً وهو يغمض عينيه يحاول ضبط انفاسه اللاهثه اثر اضطراب قلبه بعنف ثم ابتعد عنها قليلاً يتابع خجلها بإستمتاع حين اشتعلت وجنتيها خجلاً واخفضت رأها تهرب من نظراته..
توجه سليم لخزانه الملابس يأخذ منها ما يلزمه ثم توجه للباب وهو يهتف بها : انا هطلع اغير في اوضه تانيه ، خدي انتي راحتك وبعد ما تخلصي هاجي نصلي

اومأت له اسيل وهي لازالت تقف مكانها تخفض رأسها في خجل، نعم هو بالفعل زوجها ومنذ فتره ولكن كل هذه الاحداث المتراكمه عليها منذ الصباح وخاصاً شعورها وهي عروس جعلتها تشعر وكأنه بالفعل هذا يوم زواجهم الاول وقد بدأت حياتها معه للتو..!

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

_بعد القليل من الوقت

كان سليم يأم اسيل في صلاتهم الخاشعه شكراً وتقديراً لله رب العالمين..

انهوا صلاتهم وقد اعتلت البسمه وجه اسيل في سعاده غارمه وهربت منها دموع فرحتها لتنسدل فوق وجنتيها وهي تتأمل سليم يفترش الارض فوق سجاده الصلاه امامها..

نهض سليم ولملم سجاده صلاته ثم مد يده لها ليجذبها بداخل احضانه ويشرع في ازاحه حجابها عنها برقه ثم مسح علي شعرها بحنان وهبطت انماله تزيح دموعها بسكون تحت نظراتها العاشقه التي غلفته بها

ارتفعت انمال اسيل تحيط بكفه الذي اخذت تجول اصابعه فوق وجهها ثم قبلته برقه وهي تقول بخفوت ولكن بفرحه عارمه : عارف يا سليم؟ طول عمري بحلم باليوم ده..! بحلم باليوم الي حبيبي هيبقا فيه امامي ونصلي مع بعض وامن وراه وهو بيدعي لينا ..! اتمنتها ونولتها وبترجاك يا سليم ما تحرمنيش منها ..!

فهم "سليم" ما ترمي له ليضمها له بحنان يهمس بجانب اذنها : اوعدك يا حببتي اني هكون امامك في كل صلاتك دايماً، انا عاهدت ربنا اني من اللحظه دي وانا ببدأ حياتي معاكي.. هتكون بدايه لحاجات كتير كانت لازم تحصل من زمان لكن كان قلبي مغشي عنها بس جيتي انتي نورتيه زي ما نورتي حياتي ودنيتي كلها..!

اخرجها من بين احضانه ليتأمل عيناها بدفئ واخرج كلماته برقه وشوق جارف : بحبك ..
قبل ان يهبط بشفتيه يلثم شفتيها بشغف وهو يشدد حصاره فوق خصرها وقد استكانت اسيل بين ذراعيه ورفعت انمالها تحيط برقبته بدون وعي منها تتخلل اصابعها خصلات شعره الناعم ليدلفها هو لعالمه الذي لم تدلفه امرأه غيرها من قبل فقد كان من الصعب الوصول لقلب سليم المنشاوي وتخطي قواعده الصارمه لتأتي هي ضاربه بالقواعد ضرب الحائط وتأسره بجمالها وحبها الذي جعله يتفنن في تتوجيها كملكه استكانت فوق عرش قلبه...

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

_بعد مرور شهر..

كانت اسيل تجلس امام البحر ترتدي فستان ابيض مكشوف الظهر وتترك لشعرها العنان لينسدل فوف ظهرها بأريحيه من يراها يظن انها حوريه هاربه من عرض البحر لتستجم فوق رمال دنيتنا الدفيئة..

: انا عارف انه شاطئ خاص بس بجنن لما بشوفك كدا برا الشاليه بحس اني مش قادر اتخيل ان ممكن حد يلمحك ولو حتي من بعيد!

التفت اسيل تتابع سليم الذي تقدم منها بقميصه الابيض الناصع وقد ظهر عضلات جسده الرياضي بوضوح وبسمته التي زينت ثغره لتصبح الوسامه شعاره الاساسي.. جلس خلفها يجذبها بداخل احضانه حتي استقر ظهرها فوق صدره يتابعها بعشق وهي تتأمل منظر الغروب من امامها وتهتف بمرح : طيب علي الاقل انت متأكد ان ده مجرد احساس وان مستحيل حد يقرب من هنا زي ما قولتلي اول ما جينا، بس قولي بقا انا اعمل ايه وانا بشوف البنات بتاكلك بعنيها مش بس بتلمحك في كل مكان بتروحه..!

دوت ضحكه سليم عالياً و هبط يقبل وجنتيها برقه تبعتها قبله خاطفه فوق عنقها قبل ان يهمس بجانب اذنها بحب : تتأكدي بردو ان قلبي ده متحصن ومستحيل حد يقرب منه عشان انتي سكناه وآسراه بجمالك..!

ابتسمت اسيل بخجل واخفضت رأسها تضم كفيه المحيطه بخصرها ليضحك هو بسخريه ويقول بمكر مستمتعاً بخجلها : يالهوي بعد كل ده ولسه بتتكسفي؟

ابتعدت عنه "اسيل" في خجل ثم قالت بغيظ وتذمر طفولي : وانت بعد كل ده ولسه بردو رخم زي ما انت..!

هز "سليم" كتفه بقله حيله يقول بمكر : خلاص رخامه برخامه بقا ومش هقولك علي الي كنت عايز اقوله ليكي

"اسيل" بفضول : هو ايه الي عايز تقوله ليا ها؟ في ايه؟ قول ونبي بقاا..

مط "سليم" شفتيه بقله حيله وقال بتهكم : لا مش هقول اصل انا رخم

"اسيل" بغيظ من بين اسنانها : مين ده الي رخم؟ لا طبعاً محدش يقدر يقول غير انك عسل
ثم اردفت بحنق : قول بقا ..!

نظر لها "سليم" بمكر واشار فوق وجنتيه يقول بحيره : والله ساعتها ممكن افكر اقولك

اسيل بغيظ وهي تعلم انه لن يتنازل فقررت انهاء المهمه سريعاً وهي تطبع قبله خاطفه فوق وجنتيه بخجل ليبتسم هو ثم يجذبها بداخل احضانه مجدداً قائلاً بمرح: ناس متجيش غير بالرخامه..!
بس دلوقتي بقا اقدر اقولك ان مالك كلمني وقالي انهم حددوا معاد الخطوبه..

نهضت "اسيل" فوراً وهي تقفز بسعاده حقيقه وتقول في عدم تصديق : بجد؟ اخخيرراا بقا، طيب قالولك امتي؟

ابتسم "سليم" علي طفولتها وتابع بإبتسامة هادئة : ممم الخطوبه هتبقي اخر الاسبوع ده

شحبت ملامح اسيل وهي تتخيل عدم تواجدهم في حفل خطوبتهم لتهم بسؤال سليم التي لاحظ تهجم ملامحها ليفهم ما يدور بذهنها وقطع تفكيرها وهو يقول مطمئناً : واحنا هنرجع مصر بعد بكره بليل يعني قبل الخطوبه بيومين عشان تلحقي تحضري نفسك.. ايه رأيك؟

"اسيل" بفرحه : طبعاً موافقه، انا عمري ما اسيب لوجي في يوم زي ده.. !

ثم تابعت بحزن وهي تلتف حولها تملي عيناها بالمنظر الذي ستفتقده كثيراً : مع ان تايلند هتوحشني اوي وكان نفسي نقعد كمان شويه..

اقترب منها "سليم" يحيط بخصرها ويهمس برقه امام شفتيها : يا روحي قولتلك ان السفريه دي انا مش معتبرها honeymoon لأن انا هدفي في حياتي اني ابسطك وبس، يعني في اي وقت تحبي تيجي هنا او تسافري في اي مكان طلباتك اوامر..

كانت تتأمله بهيام وابتسامه خافته حين ارتفعت فوق انمال قدمها تطبع قبله خاطفه بجانب شفتيه برقه قبل ان تشهق بصدمه حين رفعها سليم من فوق الارض يشدد احتضانها ويلثم شفتيها بهيام حين اخذ يتوجه للشاليه بخطوات ثابته وعيناه ثاقبه فوق ملامحها الخجوله قبل ان تدفن رأسها في عنقه هاربه من نظراته التي تفتك بأعصابها..

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

_في مصر

انتهت حفله خطبه مالك ولوجي في فرح وسعاده بالغه وقد عمت البهجه الاجواء من حولهم بعد حفله راقيه تألقت لوجي بها بجمالها الاخاذ في فستناها البسيط وحجابها المرتب وقد كانت جميله عن حق واما عن مالك فقد تألق بحلته ذو اللون الرمادي التي انعكس مع بشرته مما دعم وسامته ليظهر في ابهي صوره هو الاخر..

كانت اسيل تتعلق بمعصم سليم طوال الوقت ولم تفارقه ابداً وقد كانت العيون تلتهمهم معاً فجمالهم تحدي جمال العروسين ليظهروا وكأنهم هم ملوك الحفله ليس غيرهم..

اما عن كرم فقد كان في اسعد لحظات حياته وهو يتأمل خجلها بإستمتاع كلما تلاقت نظراتهم واخذ يتأمل جمالها وتألقها طوال الحفله بإنبهار..

انفض الحشد وكانت تقف عائله اسيل امام سياره سليم يودعوهم ولكن قطع عليهم حديثهم كرم الذي هرول لهم بلهفه قائلاً بفرح : كويس انكم متجمعين، اهو انا بقا حابب استغل التجمع ده عشان احدد معاد خطوبتي الي اطعلت عشان خاطر سفر وفسح الاستاذ سليم

"سليم" بحزم : وماله كل شئ يهون عشان سعاده اسيل..!

"كرم" بهيام وطريقه مسرحيه :هيييح ما تراعي ونبي مشاعري شويه لاحسن اخوك متبهدل هنا وهو مش عارف حتي يحدد معاد خطوبته..!

نظر "سليم" لمحمد وقال بحزم : ها ايه رأيك يا عمي؟ علي ما اظن نور خلصت امتحانات يعني ممكن نعملها كمان اسبوع

"كرم" مؤكدًا : ايه رأيك يا عمي نخليها يوم الخميس الجاي؟

انتقل "محمود" بنظره لكل من نور وكريمه ثم قال بسعاده : والله انا معنديش مانع بس نشوف العروسه الاول يمكن عندها رأي تاني

ثم التفت ليري نور تخفض رأسها وهي تشتعل خجلاً وقد عقد لسانها وحتي لم تستطيع رفع عيناها به حين هتف بأسمها..!

: العروسه موافقه ونص يا بابا اسألني انا

هتفت اسيل بهذه الكلمات وهي تقف بجوار سليم الذي احتضن كفيها بتملك، لتنتقل لها نظراتهم ويهتف كرم بدون وعي: طيب ونبي مافي اجدع منك يا اسيل عشان كدا بحبك

وفي اللحظه التاليه كان سليم يقبض فوق ياقه قميص كرم بعنف ويقول من بين اسنانه بصوت اشبه بالجحيم : بت ايه يا اخويا؟

"كرم" وقد ادرك ما تفوه به للتو لينظر له في ذعر يقول بتوسل مسرحي: اهدي كدا وصلي علي النبي، ده انا بهرء يا جدع

"سليم" بصوت جوهري تحت نظرات محمد وكريمه المندهشه ولكن نظرات اسيل ونور التي حاولت كل منهن كتم ضحكاتها : اتعدل يا كرم بدل وديني اجيبلك تحت رجلي.

نفض "كرم" يد سليم عنه وهو يشدد علي كلماته : يا عم افهم انا ما بحبش غير القردة الي واقفه وراك دي، انما اسيل زيها زي كندا بالظبط

"سليم" بضيق : بردو مسمعكش تقول بحبك دي تاني حتي لو بهظار

"كرم" بنفاذ صبرر: خلاص يعم انت هتبلعني كلها كام يوم واقول بحبك للقمر للي هناك ده براحتي

نظرت اسيل لنور الذي هربت بنظراتها فوراً لخجلها من كلماته وهي تكتم ضحكها وتوكز سليم حتي يبتسم بخبث وهو ينظر لكرم الذي شرد بنور ناسياً تواجد كل من محمود وكريمه

خبط "سليم" فوق كتفه بسخريه يقول بمكر : طب قابل بقا..

لينظر له كرم في عدم فهم قبل ان يلاحظ تواجد محمود وكريمه الذي اخذت تكتم ضحكها انما كاد محمود يفتك به بنظراته الغاضبه ليقول بتوجس : ايه ده هو حضرتك لسه هنا يا عمي..!

"محمود" بضيق: لا عمي ايه بقا بلاش تبقا واثق اوي كدا..!

"كرم" وهو يرفع يده بإستسلام ويقول بأسف مسرحي: لااا احنا اسفين يا صلاح .. انا بقول امشي من سكات احسن ما ابوظ الدنيا اكتر من كدا

ثم هرول تجاه سيارته حين انفجر الجميع ضاحكاً عليه وعلي نور الذي اقسم الجميع علي انهم سيكونوا ثنائي اشبه بثنائيات المهرجين..!

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

_بعد مرور سته اشهر..

:استني هنا اوقفي عندك وكلميني

هتف كرم بهذه الكلمات بحنق وهو يهرول خلف نور الذي اخذت تبتعد عنه في خطوات غاضبة..

"كرم" بصرامه : قسماً بالله يا نور لو ما وقفتي هيكون ليا تصرف تاني معاكي

وقفت "نور" بتأفف تنظر له في ضيق : نعم عايز ايه؟ ما انا ردي في الموضوع ده مش هيعجبك..!

"كرم" بحنق : وعشان كدا تسبيني وتمشي من المكان ؟

"نور" بضيق : انت حاجز المطعم كلو وعايز نقعد فيه لوحدنا وانت لسه خطيبي..!
يابني افهم دي كدا اسمها خلوه وفي حاله عدم الزواج دي حرام شرعاً..! يعني مينفعش اقعد معاك في مكان لوحدنا كدا وانت مش جوزي..! وانا مش هغضب ربنا مني عشان ارضيك يا كرم..!

وقف كرم يتابعها بذهول ولم يستطيع انكار اعجابه بها ليأخذ نفساً عميقاً يحاول جمع شتات عقله قبل ان يقول في حزم : تمام يا نور انتي صح، بس انا مش هقدر اكمل كدا وانا مش عارف اتعامل معاكي بحريه ولا عارف ابسطك وافسحك زي ما كنت بتخيل..!

"نور" بتوجس: يعني ايه؟
تجاهلها كرم ثم توجه لباب السياره يفتحه لها وقال بإقتضاب : اتفضلي عشان اوصلك علي بيتك ولا دي كمان مش مسموح ليا بس مسموح لسواق متعرفيهوش ؟

همهت نور بخجل وهربت من نظراته الغاضبه ثم توجهت لتدلف للسياره في صمت تراه وهو يلتف حتي يجلس خلف مقود السياره يقودها بصمت وجمود.. ليهوي قلبها وهي تتذكر كلماته الاخيره وتشعر بانقطاع انفاسها ولم تستطيع منع دموعها من الانسدال فوق وجنتيها بألم فقد هوت في صراع بين مبادئها ودينها وبين حبيبها الذي ظنت منه انه سيتركها..

دلفت شهقاتها لمسامع كرم حين اوقف السياره بعنف نتج عنها صوت احتاك حاد والتف لها يهتف بأسمها في لهفه لم يستطيع اخفائها :
نور؟ حببتي مالك بتعيطي ليه؟

"نور" من بين شهقاتها : عشان انا مش عارفه انت قصدك ايه بالكلام الي قولته ومش هقدر اخالف ديني ومبادئي عشان خاطر اي حاجه اين كانت..!

"كرم" برقه : ومين قالك بس اني عايزك تغيري في مبادئك ولا تخالفي دينك؟ بالعكس الي حصل ده علاكي في نظري اوي وفرحت ان ده كان رد فعلك

مسحت "نور" دموعها بطفوله تقول بدون فهم : يعني ايه؟ كنت تقصد ايه بأنك مش هتقدر تكمل كدا؟

ابتسم "كرم" برقه وهو يشدد فوق كلماته : مش هقدر اكمل وانا مش جوزك وانتي مش مراتي..!

لتنظر له نور في ترقب قبل ان يهوي قلبها عند سماع كلماته الحازمه : انا هكلم عمي احدد معاه معاد نقعد فيه ونتفق علي معاد كتب الكتاب بس هنفضل علي اتفاقنا عادي كل الي هيفرق اني كدا هعرف ابسطك براحتي منغير قيود وعشان كمان تبقي انتي مرتاحه

ابتسمت نور بحب وهي تتأمله بخجل حتي كاد قلبها يقتلع من مكانه من شده ضرباته..!

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

تم تحديد معاد كتب كتاب كرم ونور من اسبوع وها هو الان اليوم المنتظر وقد جهز له الجميع بإهتمام حتي اسيل التي تقف امام المرآه تتأمل نفسها برضي قبل دلوف سليم من خلفها وقد احتضنها من ظهرها ينظر لإنعكاس صورتهم في المرآه ثم يهبط يقبل عنقها بشغف يهمس بجانب اذنها : كل يوم بتحلوي عن الي قبله..! كل لحظه حبي ليكي بيتملك من قلبي اكتر لحد ما بقيتي النفس الي بتنفسه..

التفت "اسيل" له تحيط برقبته وتتأمل عيناه بحب قائله : لحد دلوقتي مش مصدقه اني مش بحلم لما بصحي كل يوم وبلاقيك جمبي ومعايا

"سليم" بمكر : تعرفي ان ذوقك حلو اوي

ابتسمت "اسيل" في خفوت تقول بعدم فهم : في ايه بالظبط؟

انتقل نظر "سليم" فوق شفتيها وهو يشدد حصاره فوق خصرها لتلتصق بصدره قائلاً بمكر : في الروج اصل بحب اللون ده اوي..

ليهبط بشفتيه يبتلع ابتسامتها الخجله في لحظه انعزال عن العالم من حولهم...

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

مر حوالي ما يقارب الثلاث ساعات حتي انهي المأذون عقد قرانهم ليهرول تجاهها ينعم بدفئ حضنها لأول مره بين تصفيق الجميع لهم في سعاده .. استكانت هي بين ذراعيه تشعر بشده خفقان قلبه واخفضت رأسها بخجل حين ابتعد عنها يتأملها بحب يقول بسعاده : مبروك يا قلبي، مبروك يا مدام نور المنشاوي

ثم اخذوا يستقبلون التهاني من الاقارب والاصدقاء في جو من البهجه و السرور خيم علي الموقف قبل ان تخيم الصدمه عليهم جميعاً و بالاخص كندا..!

التي كانت شارده به بدون وعي منها وهي تراه في كرم وتري نفسها في نور لتهبط دمعه هاربه فوق وجنتيها بألم وهي تتذكر تعقد علاقتهم ولكن بالرغم ما فعله ابي قلبها كرهه بل اخذ يشتاق له وبشده..!

هوي قلبها ايضاً و ترنح جسدها بتثاقل تهوي علي الكرسب من خلفها حين استقبلت عيناها مفاجأه سليم الغير متوقعه وهي دلوف اكرم القاعه بخطوات بطيئة يخفض رأسه في انكسار ويظهر عليه التردد..!

شعرت بأنفاسها تكاد تنقطع من شده ضربات قلبها..! كما كانت صدمه الجميع من حولها ليست بالهيينه ايضا فقد اخذ كرم ينظر له في عدم تصديق حين اقترب منه يقف امامه يخفض رأسه في حرج يقول بخفوت : الف مبروك يا اخويا، انا عارف ان وجودي مش مرحب بيه بس مكنش ينفع اسي...

قطع كلماته عندما جذبه كرم لاحضانه بإشتياق وقد كان مشهداً فتك بقلب الجميع وهوت دموعهم..!

حتي اكرم هوت دموعه بندم ولاول مره تتذوق وجنتيه دموعه..!
ابتعد قليلاً عن كرم ينظر من حوله لجميع الحشد الذي اخذوا ينظروا له بإندهاش وتعاطف وقد هدأت جميع الهرج والمرج من حوله فقد كانت نظراتهم تكفي..

وقف اكرم في منتصف القاعه يهتف بصوت وصل لمسامع الجميع وقد كان نادماً حزين : انا عارف ان الكل مستغرب من وجودي هنا، وعارف ان مش مرحب بيا بينكم بعد الي حصل وصدر مني في حق كل واحد فيكم ، انا خرجت من المستشفى الشهر الي فات وكنت مقرر اني هختفي من حياتكم خالص واتبرعت بكل فلوسي واملاكي الي كانت مشبوهه للجمعيات الخيرية وقررت ابدأ من الصفر لوحدي عشان ما اسببش ليكم اي مشاكل ومفكرتش في المشاكل الي هقابلها انا لما الاقي نفسي لوحدي في الشارع مليش بيت يأويني ولا ضهر اسند عليه ولا صاحب افضفض ليه ولا حد يحتويني ويطمني..!
ثم تنهد بأسي قبل ان يقول بندم : ولا لاقي حد يحبني بكل عيوبي ويستحملني مع اني غلطت في حقه كتير ومع ذلك كان شاريني!
انا عرفت يعني ايه تكون لوحدك عرفت اني خسرت الصاحب والاب والاخ حتي حب حياتي الي معرفتش قيمته غير لما ضاع من ايدي خسرته..!

خسرت كل حاجه وانا عارف اني استحق ده..!
واكتر من كدا كمان.. لما حسيت اد ايه انا مستاهلش دنيتي دي لما خسرت سندي وضهري الي كان ابويا واخويا وصاحبي وعمره ما اتخلي عني بس انا اتخليت عنه لما اذيته بأبشع الطرق وكنت هبقا سبب في تدمير حياته...!
لكن هو متخلاش عني ولقيته بردو الضهر والسند وهو الي اصر اني اجي النهارده

التف لسليم قائلاً بندم واسف حقيقي : انا اسف يا سليم، اسف وحقك عليا، انا عارف ان اسفي مش كفايه وان ليك حق متسامحنيش بس ده كل الي في ايدي..!

ثم عاود توجيه الحديث للكل : انا اسف لكل واحد اذيته او كنت سبب في اذيته، انا مش طالب منكم تسامحوني ولكن حقكم عليا اني اتأسفلكم

التف لكرم الذي تعلقت عيناه به في اندهاش وابتسامة خافته من تغيير حالته الواضحه..
تابعه كرم وهو يتوجه لسليم التي تعلقت اسيل في معصمه وجلس كل من كندا ومازن في المقابل له..

مع اقترابه المفرط من طاولتهم تعالت دقات قلبها ولم تستطيع منع دموعها بأن تأخذ مجراها فوق وجنتيها بألم ليشفق علي حالها كل من سليم واسيل فهم يعلموا ما بها الان..!
واخذ مازن يربت فوق ظهرها بحنان يحاول تهدأتها..

اقترب و عيناه معلقه بها بندم وألم علي حالتها تلك وقد اعتصر قلبه من منظرها..!

نهضت كندا في لهفه حين اقترب من طاولتهم تهم بالرحيل حتي يوقفها امر سليم الصارم : كندا مكانك و اوعي تتحركي

لم تكن في حاله تسمح لها بالمناقشه فوقفت تخفض رأسها في ألم واخذت شهقاتها تتعالي..
حين بدأ صوته المتحشرج يصدع بداخل اذنها..

"اكرم" بندم : سليم، انا اسف علي كل الي حصل مني في حقك انا مش عارف اقدر اعوضك ازاي بس كل الي هقدر عليه اني هختفي من حياتكم خالص وبكدا تقدروا تعيشوا من غيري في هدوء

ثم توجه لكندا يجاهد بعنف حتي يخرج كلماته بصوت متحشرح حزين ولكن بنبره صادقه :
كندا انا اسف ، اسف علي حاجه واسف اني ضيعتك من ايدي..!
ثم تنهد بأسي قبل ان يقول بندم : انا عارف انك بتكرهيني وعشان كدا اوعدك انك مش هتشوفيني تاني بس صدقيني ده هيبقا اكبر عقاب و عذاب ليا..

رفعت "كندا" عيونها الباكيه تنظر له بحب برغم كل هذا وهتفت من بين دموعها بتوسل : بس انا عايزه اشوفك يا اكرم..! انا معرفتش اكرهك ومش هعرف اكرهك، غصب عني بس مش هقدر..!

اغمض اكرم عينيه بألم واخفض رأسه في ندم قبل ان ينظر لسليم بعيون شديدة الحمره اثر كبحه لدموعه بداخل مقلتيه قائلاً بصوت متحشرج :
انا ماشي يا سليم وشكراً لكل حاجه عملتها انا مستاهلش كل ده بس شكرا

التف اكرم يهرول بخطوات واسعه نحو الباب تحت نظرات الجميع المنصدمه وافواههم المفتوحه بإندهاش..!

هرولت كندا لسليم الذي يقف ثابتاً بجمود يتابع اكرم وهو يترك القاعه ويبتعد، تعلقت كندا بجاكيت سليم ترفع له رأسها ولم تهدأ دموعها قد بل اخذت تزداد كما زادت شهاقتها وهي تقول بتوسل : ونبي ما تسيبوا يمشي يا سليم، عشان خاطري متسيبوش

نظر لها سليم يتأمل توسلها ودموعها بشفقه حقاً علي حال هذا الثنائي التي اهلكت مشاعرهم بعذاب وفراق وألم ..!

اشار بيده لكرم في معني استئناف حفل عقد قرانه بسلاسة وتخطي ما حدث منذ قليل ولكن لم يخلو الجو من بعض التوتر الذي خيم علي عائله المنشاوي خاصاً..!

مال سليم علي اسيل يخبرها بالمكوث مع كندا حتي عودته فقد ترجل من القاعه ذاهباً لجراج السيارات وقد صح تخمينه..!

فقد افترش اكرم الارض بجانب احدي السيارات الكبيرة حتي تغطي عليه وتخفي وجوده ولكن ليس هناك بمن يخفي علي سليم المنشاوي..!

ليتقدم منه يري دموعه التي تنسدل بصمت وسكون فوق وجنتيه ينظر امامه في شرود وقد شحب وجهه من شده الارهاق و الاعياء..!

افاق اكرم من شروده حين جذبه سليم ليقف امامه يحاول مسح دموعه بسرعه قائلاً بإرتباك : ااا.. انا كنت ماشي ب..

قاطعه "سليم" بغموض : بتحبها؟

اتسعت حدقتي عين اكرم من صدمته من سؤال سليم الصارم ولكن لم يكن يحتاج فرصه للتفكير فأجابه بتأكييد : ما حبتش غيرها والله يا سليم..! وبتعذب من جوايا كل ما افكر اني ضيعتها من ايدي وهيجي عليها اليوم الي هتبقي فيه لغيري.. مش هقدر يا سليم، مش هقدر ولازم ابعد قبل ما يجي اليوم ده

"سليم" بصرامه : بتحبها اثبت

"اكرم" بعدم فهم : اثبت ازاي؟

تابع "سليم" بحزم ونبره غير قابله للنقاش : من بكره هتنزل الشغل في الشركه وعيني مش هتتشال من عليك، اثباتك عندي انك بتحبها هو انك ترجع اكرم بتاع زمان، اكرم الطموح الي عنده اصرار وعزيمه يهد جبل عشان يوصل للي عايزه..
ثم شدد علي كلماته : والي مش بيستسلم...!
اتعب عشان تثبت انك اد المسوؤليه وساعتها ممكن ءآمن علي اختي معاك..!

اتسعت حدقتي اكرم بدهشه واخذ يقول بعدم تصديق وقد اضاء شعاع من الامل قلبه : اتعب بس ؟ ده انا اتعب عمري كلو عشان خاطرها ..!

ابتسم سليم في خفوت يتابع اكرم الذي بدي عليه التوتر وقد فهم ما يدور بداخله فأبتسم برضي في موافقه منه حتي يندفع اكرم يشدد احتضانه في اشتياق جارف قبل ان يبتعد ينظر له بندم قائلاً : وحشتني يا صحابي..

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

مرت الليله بهدوء مريب بعدها الا من شهقات كندا المتواصله بدون وعي منها وقد كانت مغيبه تشعر وكأن الالم سيفتك بقلبها حتي يعطله تماماً فها هو الان يتركها مجدداً غير مكترث بحبها الشديد له فبالنسبه لها ما فعله اصبح ماضياً عليها تخطيه والبدأ من جديد الا انه يجذبها لنقطه الصفر من جديد..!

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

كمثل الطيور تدلف لعشها في كحيل الليل توجه الجميع لمنزله بعد هذه السهره ولكن بمشاعر تباينت بين الحب، الفرحه، الحزن والامل..!

كان كرم رغم تشتت عقله بما حدث الا انه حرص جعل اليوم مميز لنور حين استأذن من والدها واخذها لأرقي المطاعم التي كانت مزينه احتفالاً بيومهم حتي يهنأوا بالعشاء معاً في اول امسيه بعد زواجهم وقد كل شئ مثالياً..

اما بالنسبه لأسيل وسليم فقد توجهوا للمنزل بناءاً علي رغبات اسيل فقد ارهقت اليوم، حزن سليم قليلاً في باديه الامر فقد حضر من قبل لأمسيه مميزه لهم ايضاً ولكن شحوب وجه اسيل وارهاقها جعله يضرب بأي ترتيبات عرض الحائط بسبب قلقة عليها..

توقفت السياره امام مدخل المنزل وترجل منها سليم يلتف حتي يساعد اسيل في النزول والتي مدت يدها له بضعف ولم تحملها قدمها لتترنح للخلف وكادت تسقط لولا ذراع سليم التي احاط بخصرها سريعاً يضمها لصدره و ذراعه الاخري التي التفت حول ساقيها ليرفعها عن الارض حاملاً اياها بحمايه..

"سليم" بلهفه وقلق : اسيل حببتي مالك يا قلبي حاسيه بأيه؟

"اسيل" بخفوت وهي تغمض عينها : مفيش دوخت بس شويه من العربيه ويمكن عشان ما نمتش كويس

توجه بها "سليم" للمنزل ثم دلف واخذ يصعد الدرج بخفه بعد ان قال بحزم : لا انا هطلب الدكتور ييجي يطمنا عليكي

حاولت اسيل الرد عليه ولكن كانت تشعر بالغثيان الشديد فألتزمت الصمت حتي انزلها سليم برقه فوق الفراش ثم يجثي علي ركبتيه يخلع لها حذاؤها برقه حتي تتمدد علي الفراش بأريحيه ثم خلع عنها حجابها وضم وجهها بين كفيه يتأمل ملامحها المتعبه بلهفه وقلق حقيقي : حببتي انتي كويسه؟ حاسه بأيه طمنيني عليكي .. ايه الي بيوجعك يا عمري ؟

رفعت "اسيل" كفها لتحتضن انماله المحيطه بوجهها وابتسمت بخفوت وبتوسل قالت : انا كويسه والله يا حبيبي هو بس يمكن عشان ما اكلتش النهارده حاجه وانشغلت مع نور وكمان ما نمتش كويس، صدقني يا حبيبي هنام وهبقا كويسه

"سليم" بصرامه : يعني ايه مكلتيش النهارده حاجه؟ يعني انا غلطان لما سبتك تروحي وتبعدي عن عيني عشان تهملي في نفسك كدا..!
ثم تابع بحزم : علي العموم ارتاحي انتي دلوقتي لحد ما الدكتور يوصل يطمنا عليكي بنفسه

"اسيل" بتوسل : عشان خاطري يا سليم بلاش دكتور، والله انا كويسه يا حبيبي بس محتاجه ارتاح شويه

زفر "سليم" بنفاذ صبر وقال بقله حيله : خاطرك غالي اوي عندي يا نور عيني
ثم اردف قائلاً بعد تفكير : طيب خلاص مش هتصل، بس ارتاحي انتي عشر دقايق بس وراجعلك علي طول..

قال جملته الاخيره وهو يخلع جاكيت بذلته ثم يلقيه فوق الاريكه بإهمال وسرعان ما اختفي بداخل المرحاض ، لتغمض اسيل عينيها بتعب تحارب شعور الغثيان ورغبتها الشديدة في التقيؤ..

افاقت اسيل علي ذراع سليم الذي التف حول خصرها ثم رفعها ضامماً اياها لصدره ويتوجه بها لداخل المرحاض.. ثم انزلها برقه صوب حوض الاستحمام يجلسها علي حافته يقول برقه بينما شرعت انماله في تحريرها من فستانها : انا جهزتلك الحمام عشان تاخدي شاور ، المايه هتريح جسمك وهتحسسك براحه لحد ما الاكل يجهز عشان تاكلي..

اشتعلت اسيل خجلاً وحاولت الاعتراض بخفوت وارتباك :اااا.. طب.. خلاص يعني انا هكمل لوحدي...

تأمل سليم خجلها بإستمتاع وشده تورم وجنتيها ليبتسم قائلاً بمرح وهو يرفع انماله عنها : طب خلاص متتكسفيش اوي كدا بعدت اهو ..!

ثم اردف حين هم بالخروج : هسيبك تكملي لوحدك لاحسن اخاف يغمي عليكي لو كملت..!
ولكن تحولت صوته لنبره تحذير قانط : اسيل انا واقف برا لو حسيتي بأي حاجه تندهي عليا فاهمه؟

"اسيل" بإرتباك وخجل: ها؟ ااا لا انا هبقا كويسه يعني عاد..

قاطعها "سليم" بصرامه : اسيل قولت تندهي عليا والا مش خارج من هنا غير وانتي معايا ها تختاري ايه؟

"اسيل" بإرتباك ولهفه : لالا خلاص خلاص حاضر هنادي عليك والله

تأمل "سليم" خجلها وهي تفرك اصابع كفها بإرتباك ليبتسم قائلاً برقه يحاول تهدئتها : اسيل حببتي..

رفعت نظرها له في خجل ليتابع هو : انتي مراتي يعني لا هو عيب ولا حرام انك تناديني عليا لما تتعبي ، وياريت تقدري خوفي وقلقي عليكي كفايه اوي انك مرضتيش اجيب دكتور

ابتسمت "اسيل" بخجل : حاضر خلاص يا حبيبي متقلقش هقولك لو حسيت بأي حاجه

ابتسم سليم ثم ترجل من المرحاض يغلق الباب خلفه بهدوء تاركاً اياها تنغمس في حوض الاستحمام لتشعر بدفئ المياه يتسلل لخلايا جسدها ثم يتسرب لعقلها وقد نجح بالفعل في تخفيف ألمها وارهاقها..

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

مر بعض الوقت وسليم يقف امام باب المرحاض يتابعه بقلق قبل ان يدق عليه بلهفه : اسيل حببتي انتي كويسه؟ خلصتي ولا لسه؟

ولكن لم يأتيه الرد فنهش القلق قلبه وتوجهت انماله بدون تردد لمقبض الباب ولكن لم يلفه هو بل لفته هي من الداخل لتفتح الباب وتظهر امامه تتناثر خصلات شعرها المبتله فوق وجهها بعشوائية لتزيدها جاذبيه..

ابتسمت اسيل بحب قبل ان تتعلق في رقبته تشدد من احتضانه قائله برقه : انا كويسه طول ما انتي جمبي يا حبيبي

ابعدها سليم عن احضانه يتأمل وجهها بإهتمام وهو يزيح خصله شارده فوق وجنتيها يضعها خلف اذنها وبلهفه قال : يعني بقيتي احسن دلوقتي يا حببتي؟

اومأت له اسيل موافقه بإبتسامة خافته ليتنهد هو براحه قبل ان يجذبها برقه نحو الفراش ويتوجه هو لطاوله الزينه يحضر ممشط للشعر ليجلس خلفها يضمها لصدره ويطبع قبله خاطفه فوق رقبتها قبل ان يلملم خصلات شعرها المتناثر عليه ويبدأ في تمشيطه برقه حتي جف تماماً ليبدأ في تجديل خصلاته الطويله الحريرية اللامعه في جديله طويله لها رونقها وجمالها الخاص وهي مستسلمة له تشعر بتراقص قلبها فرحاً لأهتمامه بها..

"سليم" بحب وهو يتأمل شعرها بإعجاب ويمسد عليه برقه : مشوفتش في جمال خيوط الشمس دي

التفت له "اسيل" بعد فهم :هي ايه الي خيوط الشمس؟

ابتسم"سليم" بحب : خصلات شعرك، كل خصله في لامعانها ونعومتها ولونها تحسيها خيط من خيوط الشمس بتخطف العين بجمالها

ابتسمت "اسيل" بخجل وهي تقول بمرح:
انت الي عيونك جميله يا سي سليم اعملها ايه انا بقا؟!..

ابتسم "سليم" بمرح قائلاً بغرور مصتنع: ايوا ايوا اتقالي كدا كتير

وكزته"اسيل" بغيظ وهي تقول بغيره واضحه: واتقالك من مين بقا انشالله؟ مهو حضرتك في كل مكان نروحه ولا اي بلد نسافرها بتبقا لامم وراك معجبينك المسهوكين

دوت ضحكه "سليم" عاليا وهو يمسك بأرنبه انفها يقول بمرح : يالهوي علي جمالكك لما بتغيري..

خجلت "اسيل" لتبتعد عنه قائله بتذمر طفولي في محاوله منها لتخفي خجلها : ايوا ايوا، خليك انت كدا دايماً تضحك عليا بكلمتين عشان انا هبله وهصدقك

"سليم" بمكر : مش هنكر انك فعلا هبله..
لتنظر له اسيل بغيظ ليتابع هو بمرح : بس اجمل واحلي هبله شافتها عنيا لا وكمان هبلتني معاها بجمالها ..

ابتسمت اسيل بخجل وهي تبتعد بنظرها عنه وقد انقذها دق الباب حين توجه يأخذ من الخادمه الطعام الذي طلب تحضيره من قبل، ثم اغلق الباب و توجه لأسيل التي نظرت للطعام بنفور وهمت بالاعتراض الا انه قاطعها بحزم : مش عايز اسمع صوتك او اي اعتراض وانا الي هأكلك بنفسي لحد ما الاكل ده كلو يخلص

ثم جلس بجاورها بعد ان وضع الطعام فوق طاوله الطعام وجذبها لتلتصق بالفراش.. حاوط سليم خصرها بذراعيه يضمها له فأستسلمت له اسيل بعد ان شعرت بتجاهل خلاياها لأرهاقها مؤييده رغبه معدتها الشديده في تناول الطعام، لتفتح فمها بخفوت حتي يطعمها سليم برقه بعض اللقيمات ثم خفض رأسه يقبل وجنتيها برقه يحثها قائلاً بحب : ايوا كدا شاطره يا قلب سليم، خلصي اكلك واشربي العصير وبعدين ارتاحي

قرب سليم كوب العصير منها حتي ترتشف القليل فيساعدها علي بلع لقيماتها بسهوله ولكن اعترضت اسيل وهي تبعد كوب العصير عن فمها : لا بلاش عصير ريحته غريبه...!

نظر "سليم" لكوب العصير بإندهاش ثم ارتشف منه قليلاً ولم يجد اي تغيير به ليقول بمكر : لا طعمه عادي انا مجرب العصير ابو صابون قبل كدا وصدقيني ده مفيهوش حاجه

ضحكت "اسيل" بخجل وهي تتذكر ما فعلته به : ده انت شايل في قلبك مني بقا ولسه منستش..!

"سليم" بمرح : مهو قلبي شايلك انتي وكل بلاويكي

دوت ضحكه اسيل وتبعها سليم الذي اتستأنف اطعامها في مرح وقد زينت ليلتهم بحبهم..

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

بدايه يوم جديد بنهايه قصه أليمه وبدايه لروايه اعظم..!

وقف اكرم في حلته الانيقه التي زادته وسامه امام مدخل الشركه يأخذ نفس عميق استعداداً لما هو قادم قبل ان يأخذ خطواته بثقه للمقر الرئيسي للشركه ، يتذكر عندما علم والده وعمه وجده بالخبر وسعدوا له كما سعدت والده سليم ومازن وبالتأكيد تؤامه بينما خيم علي والدته الندم لقسوتها وجفاؤها مع سليم الذي بالرغم من افعال اكرم معه الا انه الوحيد الذي دفعه ليتقدم للأمام تاركاً دوامه الظلمات من خلفه..! وايضاً بالرغم من جفاؤها معه الا انه تقبل اعتذارها بإقتضاب ومن بعدها وهي تتجنبه خجلاً منه..!

زفر اكرم بقوه يفرغ ذهنه من كل هذه الافكار المتراكمه بداخله قبل ان يدلف لمكتب سليم الذي ابتسم برضي لرؤيته فقد عاد لأناقته وبدأ في استرجاع ثقته بنفسه ..

القي عليه سليم مهام شاقه حقاً حتي ينشغل بها عن افكاره وينغمس في العمل من جديد فيتخطي هذه المرحله بسرعه، وتقبل اكرم ما القي عليه من قبل سليم بالرحب والسعه وبدأ عمله علي الفور بهمه ونشاط حازماً علي تخطي الماضي والاستمتاع بالحاضر وبناء المستقبل..

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

ها قد وصلنا لمنتصف النهار بعد اعمال شاقه ومقابلات واجتماعات والمسؤول عنها جميعاً كان بالتأكد سليم. .!
زفر بقوه وهو ينفض القلم من بين اصابعه ويريح ظهره للخلف قليلاً قبل ان ينغمس مره اخري في الاوراق المتراكمه امامه التي اخذ يراجعها بحرفيه بالغه وتقنيه عاليه.. ولكن لفت نظره طرد وصل اليوم من بين الطرود المستلمة صباحاً ..!
كان مزخرفاً ولا يشبه باقي طرود العمل الرسميه فأخذه بفضول يتفقد ما به ليجد ورقه مطويه تحتوي علي رساله من صغيرته..

" you have to return home now because we have a very important guest and to know who you must play with me first , to confess the game you have to find the next envelope and don't break the rules... "
_الترجمه

" يجب عليك ان تتوجه للمنزل الان لأن لدينا ضيف مهم جداً ولكي تعرف من هو .. عليك اللعب معي اولاً و لتكمل اللعبه عليك ان تجد الظرف الاخر ولا تكسر القوانين "

ابتسم علي طفولتها وافكارها الجنونيه ولم يستطيع منع فضوله من معرفه السر وراء هذه الرسالة..! قرر انهاء عمله ثم التوجه للمنزل وحينها سيري ما التالي ولكن تشتت عقله اثر فعلتها الغريبه تلك ولم يستطيع الصمود ومنع فضوله ليحزم قراره علي التوجه للمنزل ورؤيه ما في الامر ثم يعود يستأنف عمله مره اخري..

وبالفعل بعد قليل وصل سليم للمنزل ودلف بلهفه يبحث عنها بعينه ولكن لم يجدها اخذ يهتف بأسمها ولكن لا رد...!

فقد اختبأت جيداً تتابعه بصمت وهي تحاول منع ضحكاتها وهي تري فضوله وهو يحبث عن الظرف الاخر في كل مكان حتي وجد صوره له معلقه بشريط ساتان طويله يمتد علي الارضه صعوداً بالدرج ليتبعه وهو يلفه حول يده يري تسلسل الصور المثبته به..

صورته اولاً ، صورتها ثانياً، صوره لهم في بدايه زواجهم الاولي، ثم صوره في حفل زفافهم، صور لهم في تايلند ، صوره في خطوبه مالك ومن بعدها في خطوبه نور وكرم واخيراً صوره لهم التقطوها بالامس في حفل عقد قران نور وكرم وقد كانت هذه مراحل تطور علاقتهم لينتهي الشريط بظرف مثبت في طرفه ويكتب عليه بالخط العريض "I'm here " بمعني " انا هنا " ليفتح الظرف بفضول يري ما بداخله ليري صوره بالابيض والاسود التقطت عن طريق السونار لجنين تعدي من عمره الشهرين..!
هوي قلبه وشعر بإرتجاف اوصاله حين مد يده يلتقط الصوره وقرأ المكتوب علي ظهرها..

" انا سامعك وحاسس بيك وجمبي قلب بيدق ويقول انه عايش ليك ، مع كل دقه بيقول بحبك، انما انا علي احر من الجمر مستنيك، مستني اشوفك واضمك واقولك بـابـا ربنا يخـليك.. "

عاصفه عصفت بقلبه لتترقق الدموع في عينيه اثر مشاعره وقلبه النابض بعنف يحاول تصديق ما فهم للتو ..! يشعر انه فقد حاسته علي الحركه والنطق فقد كانت مفاجأه اضائت قلبه نوراً فوق نوره بحبها..!

: بابا سليم؟

هتفت بهذه الكلمات من خلفه بتوجس فقد تبعته بخطوات خفيفه حتي لا يلاحظ انها تتبعه لكي تري رد فعله ولكن الان تراه من ظهره وقد كان ساكناً فهوي قلبها ان يكون خبر حملها ليس علي هواه..!

ولكن حين ألتف لها ورأت الدموع تلمع بعينيه اتسعت حدقتها بدهشة فهي ولأول مره تري دموعه...! لم يعطي لها فرصه للإندهاش فقد جذبها بداخل احضانه يضمها بذراعيه بقوله تتسيد مشاعره الموقف حتي لم يلاحظ شده ضمه لها وقد شعرت ان تكاد عظامها تكسر..!
ولكنها استكانت بين احضانه غير مكترثه تشعر بالامان يغلفها..

ابتعد سليم عنها يضم وجهها بين كفيه ثم هبط بشفتيه يقبل كل انش به قبلات متفرقه يقول من بينها بحب وفرحه غارمه : مبروك يا قلب بابا سليم .. وروح بابا سليم.. وعيون بابا سليم وحياته كلها..

انسدلت دموعها من بين وجنتيها وهي تتأمله بحب تسمعه وهو يحمد ربنا كثيراً ثم يقول لها بلهفه : انا عاهدت نفسي قدام ربنا زمان من اول يوم حبيتك فيه ان مايبقاش غيرك ام ولادي، عايز ولادي منك انتي عايزهم يشبهوكي انتي في كل حاجه..! ودلوقتي مش عارف اشكر ربنا ازاي انه حققلي حلمي..!

ثم تابع بحزم : تعالي نصلي ركعتين حمد وشكر لربنا الاول وبعديها ترتاحي في سريرك من هنا ورايح عايز سمعان كلام وطلباتك كلها هتجيلك لحد عندك منغير ما تتعبي نفسك اتفقنا؟

اومأت له اسيل من بين دموعها ثم تقدمت معه حتي تتوضئ ليركعوا لربهم شاكرين علي هديته لهم التي زينت حياتهم بالبهجه والسرور

كما زينت حياه الجميع ايضاً فبعد بضعه ايام كان الجميع يعرف بخبر حمل اسيل والتي سعدوا له كثيراً وبالاخص جد سليم الذي تحققت امنيته في رؤيه احفاده وخاصاً من سليم قبل نهايه اجله وقد حمد الله كثيراً ولم تسعه الفرحه فأخذ يذبح العجول ويفرقها في سيبل الله شكراً له وتقديراً لنعمته عليهم..
يتبع .. 
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-