رواية خيوط الشمس الحلقة الواحد والثلاثون 31 بقلم فرح إبراهيم

رواية خيوط الشمس الحلقة الواحد والثلاثون 31 بقلم فرح إبراهيم

رواية خيوط الشمس الجزء الواحد والثلاثون
رواية خيوط الشمس الفصل الواحد والثلاثون 
البارت 31 
رواية خيوط الشمس الحلقة الواحد والثلاثون 31 بقلم فرح إبراهيم
مر يومان بهدوء تام بعد هذه الليلة المزريه في بدايتها و شغوفه في آخرها..

حاولت اسيل الاستفسار عن الذي حدث وعن اكرم فهي لم تراه من قبل وعن سبب ما فعله ولكن اكتفي سليم بإجابتها بإقتضاب قائلاً : متشغليش بالك في الي ملكيش فيه يا اسيل وركزي في مذاكرتك

وما الجديد وهو دائما غامض كقاع المحيط؟ لم يريد تطلع اسيل علي المشاكل والخلافات وينشغل بالها عن مذاكرتها فهو يعلم انها حساسه للغايه وسينشغل بالها معه طوال الوقت وايضاً هذا سيربكها وكان هذا ابغض ما يريده..!

اما عن اسيل فقد فقدت الامل في جعله يفرغ ما بداخله وانصاعت لأوامره بإستسلام ويتمزق قلبها بعد ملاحظه شروده الزايد في تلك الفتره مما يدل علي تملك ذهنه من جبال الفكر ما يكفي لجعلها تفتقده من كثره انشغاله بالعمل وتأخيره المستجد فتشعر ان عيونها مشتاقه له تريد التأمل به حتي تروي ظمأ قلبها من افتقاده...!

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

في احد المستشفيات الحكوميه التي تهب منها رائحه المرض وقد كان يترنح بعض الاشخاص علي الارض بإعياء ينتظرون دورهم بعد انتظار دام لساعات بسبب احتشاد البشر معاً وكأنهم يمرضون ثم يذهبون للمشفي لنقل العدوي واستقبال عدوي جديده ليس للعلاج..!

كان يقبع علي سرير داخل عنبر كبير يحتشد حوله الناس ليزفر اكرم بنفاذ صبر وهو مجبس الايدي والأرجل ويلتف رأسه بضماده تظهر عليها اثار دمائه كما برز وجهه من شدع اللكمات التي سددها له سليم..! والذي ايضاً كان له الامر الناهي لحراسه في إلقاء اكرم بعد ضربه هذه الليلة في تلك المشفي بلا اكتراث..

اخذ ينادي علي الممرضه بغضب لتلتف له وتقول بعدم اكتراث : افندم ؟

"اكرم" بغضب مكتوم : عايز اعمل مكالمه ينفع لو تكرمتي تجبيلي تليفون

"الممرضه": وانا اجيبلك تليفون منين يا اخوياا..! بعدين اهدي علينا كدا بدل ما انت قاعد تجز علي سنانك لحد ما هيتفشفشوا

"اكرم" بغضب : جيبي اي تليفون اخلصي انا مش فاضيلك

فزعت الممرضه من نبرته الحاده فأبتعتد عنه بتأفف ثم بعد قليل عادت بهاتف تلقيه له بعدم اكتراث وتأفف، ليلتقط هو الهاتف بسرعه يتصل برقم ما وينتظر حتي اتاه الرد..

"اكرم": ايوا ياغبي انت فين؟ ده انا هوريك المر واخليك تتمني الموت ولا تدوقه

صمت قليلا يستمع للجهه الاخري ثم احتدت نبره صوته وبسخريه : انا فين؟ انا المفروض في مستشفى حكومي بقالي يومين يا اخويا ومش عارف اوصل لساعدتك، تعالي خدني من هنا حالاً يا حيوان وعقابي معاك هيبقا عسير

ثم اردف قائلا بحذم قبل اغلاق الخط : واسمعنـي كويس في الي هقـوله
ليردف يخرج كلماته والتي كانت تخرج من بين شفتيه كالجحيم.: نــفذ..! و النهارده قبل بكره

ثم اغلق الخط بغضب وتوعد قاتم يشير للممرضة بيده حتي اقتربت منه، ثم القي الهاتف لها بعدم اكتراث غير عابئ بكلماتها المعترضه ينظر امامه بشرود وبراكين الخبث والكراهيه تشتعل داخل جوفه، لتشتعل معها براكين الذكريات التي لم تخمد يوم و ولدت به طاقه عنيفه تدفعه للتصرفات الشيطانيه الخبيثه معدومه الرحمه.. !

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

تجلس في شرفه الجناح تتطلع للحديقه بإهتمام تنتظر وصوله علي احر من الجمر، طال غيابه وطال انتظارها حتي سمعت صوت محرك سيارته فتنهدت براحه وهي تعلم انه الان في طريقه للصعود إليها..

دلف سليم للجناح وقد ظهر عليه الارهاق والتعب ولكن ظل يبحث عنها بعينيه ليجدها تقف علي باب الشرفه تطلع له في عتاب علي تأخره وعدم مراعاة قلقها عليه.. فهم سليم ما تفوهت به عينيها ليبتسم ابتسامه رقيقه فاتحاً لها ذراعيه يحثها علي الاقتراب منه، وبالفعل هرولت اسيل داخل احضانه تستمد الامان منه وهو يضمها بشده يدفن رأسه في ثنايا عنقها و يستنشق عطرها بإستمتاع

ابتعد "سليم" عنها يزيح خصله متمرده من شعرها خلف اذنها وهو يقول برقه : زعلانه مني؟

اومأت له اسيل بخفوت وخفضت رأسها للارض بأسي ولكن يده كانت اسرع منها لترفع وجهها له مره اخري تتقابل اعينهم في نظره شوق وعتاب..!

"سليم": طيب ولو قولتلك اني بعمل كل ده عشانك؟

"اسيل" بدهشه : عشاني انا؟ طب ازاي؟

جذبها سليم للاريكه حتي جلس وجذبها لتجلس في مأواها وقد استكان رأسها علي كتفه وهي تنصت له بإهتمام

"سليم" بهدوء وثبات : زي ما انتي عندك مذاكره وامتحانات وقدامك الشهر ده عشان تخلصي فيه كل حاجه، انا كمان بحاول اخلص شغلي كلو في خلال الشهر ده

ابعدها سليم عنه ليغمز لها بخبث ومرح قال : عشان افضالك بعديها يا قمر

خجلت اسيل وابتسمت برقه مما جعل عيناه تلمع بحبها و انخفض فوق وجنتيها يلثمها برقه يهمس بجانب اذنها بعذوبيه : وحشتيني

ابتدعت "اسيل" عنه قائله بتذمر طفولي : لا والله؟ عشان كدا ما بقتش بشوفك غير بالصدفه حتي في الشركه دايماً مشغول، ده حتي استراحه الغدا ما بقتش بتاخدها..!

رفع "سليم" حاجبه بإستنكار : انتي عبيطه يابت اومال كنت لسه بقول ايه؟

"اسيل" بنفاذ صبر : منا فهمت ان كل ده غصب عنك خلاص بس النتيجه واحده..!
ثم اكملت بأسي : ما بشوفكش وبتوحشني..!

سليم" بمشاكسه : طيب والحل ايه يا فليسوفه؟

"اسيل" بتفكير : مممم هو مفيش غير حل واحد

نظر لها سليم بترقب لتكمل بمكر : تخطفني

اتسعت ابتسامه "سليم" قائلاً بخبث وهو يغمز لها : غالي والطلب رخيص
ثم اكمل بجديه وهو يتوجه لخزانه ملابسه : هتقومي تجبيلي باسبورك و بطاقتك وبعد بكره اجازه من الشغل

"اسيل" بدهشه : ايه ده ليه؟

"سليم" بمكر : عشان مش هتبقي فاضيه وهتبقي مشغوله في تجهيز الشنط

"اسيل" بصدمه : شنط؟ وجواز سفر؟ هو احنا مسافرين فين؟

ألتف لها "سليم" تطلع لدهشتها ليغمز لها بخبث : لا الخطف ده صنعه وليه شروطه، و اولها ان مفيش اسأله، انتي تنفذي الي بقولك عليه وبس

نظرت له "اسيل" بشك وقد زينت البسمه وجهها : اذا كان كدا ماشي، هوا وتكون الحاجه عندك

ثم هرولت من امامه تحضر ما طلبه منها من اوراق وكان هو يتطلع بها بحب وهو يري تلك السعاده الباديه علي وجهها..

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

..بإطاليا..

ترجلت اسيل من الطائرة تنظر حولها بإنبها فقد كانت هذه المره الاولي التي تزور بها مدينه خارج مصر فكان هذا اشبه بالحلم بالنسبة لها..

حثها سليم علي التقدم حتي وصلوا لسيارة راقيه جداً تجد رجلين يهرولون عليهم واحد يفتح الباب لسيلم واخر لأسيل بإهتمام وهي مازالت بدوامه دهشتها لا تعلم ماذا تفعل هنا او ماذا ينتوي عليه سليم.. ولكن جمال الشوارع والبيوت جعل ذهنها يشرد بهم تتأملهم بسعاده وبسمه بلهاء
ولكن سليم فضل ان يتأمل بها وبجمالها هي بدلاً من الشوارع والبيوت، فظل ينظر لها بحب وقد التهمها بعيناه التي تراقبها بإستمتاع..

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

ذهلت من جمال واناقه المنزل عيناها تجول في المكان بإنبهار حقيقي ثم انتقلت تنظر له في دهشه..!

"اسيل" بإنبهار : انت ذوقك حلو اوي بجد..!

اقترب منها "سليم" بخطوات ثابتة يحاوط خصرها ويتابع خجلها بإستمتاع قبل ان يرفع رأسها له و ينظر في عينها بصدق و قال برقه :
منا عارف من يوم ما قلبي اختارك.. عرفت ان ذوقي حلو اوي وقمر كمان
شدد علي كلماته الاخيره وهو يغمز لها بمرح

"اسيل" ببسمه رقيقه ومكر: ذوقك هو الي قمر بردو ؟

"سليم" بخبث: وهو في غيره؟

وكزته اسيل في كتفه لتصدع ضحكته الرجوليه عالياً التي دائما تنجح في سحرها..!

ثم تقابلت عيناهم بنظره تحمل الكثير ولكن كلمات اسيل كانت له وقع اخر علي مسامعه

"اسيل" بنظره إمتنان : ربنا يخليك ليا يارب، وبتمني من ربنا يحفظك ليا

انخفض "سليم" منها يضمها بحنان ويهمس بجانب اذنها : بــحبـك..

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

انقضي الليل وانعزل القمر عن سمائنا ليتيح الفرصه لسطوع الشمس

اخذت اسيل تتملل في فراشها بنعاس وهي تسمع همساته الرقيقه بأسمها، حتي فتحت عينها بالكامل لتراه يستند بمرفقه علي الفراش ويخفض رأسه منها يتأملها بعيون لطلامه عشقتها وعشقت جمالها..

"اسيل" بنعاس : سليم لسه بدري سيبني انام شويه كمان ونبي

نهض "سليم" ثم جذبها لتنهض هي الاخري وهو يقول بحزم : لسه بدري ايه؟ ده احنا قدامنا يوم طويل مش عايزه تتفسحي؟

فتحت "اسيل" عينها بالكامل وارتسمت بسمتها وهي تنظر له بترقب وتعيد علي كلمته بحماس : اتفسح؟

"سليم"ببسمه علي طفولتها : ممم، عايز الحق افسحك شويه قبل حفله بليل

"اسيل" بإندهاش وهي تقفز في الهواء مثل الاطفال : الله وكمان في حفله
ثم اكملت بإستفهام : بس حفله ايه دي؟، احنا نمنا امبارح منغير ما اعرف منك اي حاجه..!

"سليم" بمكر: مش انتي الي كنتي عايزه تتخطفي؟ علي العموم هفهمك..

بصي يا ستي انا عقدت اتفاق مع شركه كبيره هنا بإطاليا وهي من اكبر الشركات الي في العالم لكن كان اتفاق مبدئي بس من يومين اجتمعت بيهم تاني ووقعنا العقود خلاص، والحفله دي معموله احتفالاً بالاتفاق ده
وطبعاً كان لازم احضر..

ثم اكمل وهو يتابع اتساع حدقتها بإرتباك وقد توصل لما يجول بخاطرها فشدد علي كلماته مؤكدًا : وانا طبعاً مش هحضر منغير حرم سليم المنشاوي ..

"اسيل" بإرتباك: بسس..ااا يعني اقصد انت قولت ان الشركه بس هما الي عارفين اني مراتك..!
دلوقتي دول كمان هيعرفوا..!

"سليم" بثبات وثقه :و انا عايز الدنيا كلها تعرف واتشرف بيكي قدام العالم انك حببتي ومراتي ودنيتي كلها.. ولو كان ينفع اننا نعمل الفرح قبل كدا انا مكنتش استنيت لحظه ان اعرف العالم كله بأنك ملكي و بتاعتي ، اعرفهم بالوحيده الي قدرت تكسر قواعد سليم المنشاوي وتتعدي حصونه وتبقا ملكه ساكنه في عرش قلبه..

عندما يعجز الفم عن وصف المشاعر تبكيـها العينين..!

بكت اسيل، بكت من شده عصف قلبها بحبه وكأنها امواج بحر هائجه تصادم بعضها بعنف لتولد ارتجاف يسري بجسدها ، لترتمي بين احضانه تشدد حصارها حول رقبته حتي هو ضمها بقوه حتي ارتفعت قدمها عن الارض بفضل طوله الفارع طبعاً .. لم يعرفي كم ظلوا من الوقت هكذا او كم ظلوا مغيبين هم فقط يشعرون بدقات قلب بعض المتيمه بعشقهم العظيم..

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

: انت بتقول ايه؟ ومين انت اصلا؟

هتف معتز بهذه الكلمات في غضب عنيف اثناء تحدثه للهاتف لرقم مجهول..

"المجهول" بغموض : قولتلك مش لازم تعرف انا مين، لكن المهم الي عرفتهولك، و الاختيار دلوقتي بأيدك
ثم تابع بسخريه : سلام ياااا معتز بيه

اغلق معتز الهاتف بغضب ثم ألقاه بعنف ليصطدم بالحائط قبل ان يسقط مهمشاً تماماً..!

اخذ صدر معتز يعلو ويهبط وعيناه كالجمر تشع ناراً.! فقد تحول لوحش كاسر بالفعل وفقد اعصابه وبدأ في تكسير المنزل بهستريا يقذف بكل ما يأتي امامه ليقع مهشماً كما اقتربت ان تهشم يده من كثره الجروح..!

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

عادوا للمنزل وقد تزين وجهها بالبسمه التي لم تفارقها منذ خروجها مع سليم وبدأهم لجولتهم الشيقه التي رتبها سليم بحرفيه..!

تركها سليم لكي تستعد للحفل وذهب هو يستعد بجناح اخر

دلفت اسيل للجناح لتشهق بصدمه حين رأت فستان جذاب باللون الاسود مرصع ببعض الكريستال واقل ما يقال عنه انه عظيم الجمال ومعه الحجاب الخاص به. .!
يفترش الفراش ومن حوله تناثرت ورود من ابها الاشكال والانواع لتدمع بدمعه فرح انسدلت علي وجنتيها صارخه بإنهيار حصون قلبها امام عشقه..!

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

نظرت اسيل لنفسها في المرآه بنظره رضي من مظرها الجذاب والراقي كما ابرز الفستان جمالها البريئ لتكون في ابهي صوره تصلح بزوجه سليم المنشاوي..!

سمعت دقات رقيقه علي الباب لتتعالي معها دقات قلبها وهي تراه يدلف للجناح بحلته السوداء ايضاً التي زادته جاذبيه ووسامه وشعره البني الغزير المصفف بإهتمام مع رائحه عطره الذي تخللت حواسها وكأنها تسكرها فيصبح ملكاً متوجاً علي عرش الاناقه والوسامه ..

اقترب منها سليم بخطوات ثابته وبريق عيناه يزداد الي ان وقف امامها مباشرة ثم خفض رأسه يقبل جبهتها برقه قبله طويله كان فيها يحاول السيطرة علي ثباته فقد شعر انه سيفقد اعصابه من جمالها..!

ابتعد عنها سليم لتنظر له بحب وتقول بخجل من نظراته : الفستان حلو اوي بجد وانا اكتر لون بحبه الاسود فعلاً، ربنا يخليك ليا

"سليم" برقه: هو حلو عشان انتي الي لابساه..! بس ناقص حاجه واحده مهمه بس..!

التفت "اسيل" بدهشه للمرآه تطلع لحجابها ثم لفستانها بدهشه : ايه الي ناقص ؟ هو انا نسيت حاجه ولا ايه؟

اخرج "سليم" علبه زجاجيه علي هيئة كريتساله من جيبه واخذ يفتحها : مممم ناسيه ده..

فتح العلبه ليظهر خاتم زواجها به وقد كان ارق واجمل ما رأت عيناها وكان من الالماس الخالص لتشهق اسيل بصدمه تضع يدها علي فمها وقد تجمعت دموع الفرح في مقلتيها

احتضن سليم كفها برقه يلبسها الخاتم ثم يلثم كفيها بحب وقد كان وكأن الخاتم مصنوع خصيصاً لتلك الاصابع بذالك الكف..!

ثم اخذ خاتمه الرجولي يعطيه لها وقد البسته اياه بيد مرتعشه ثم رفعت عيناها له تبتسم بعيون دامعه واقتربت منه تقف علي اطراف اصابعها وتطبع قبله خاطفه فوق وجنتيه قبل ان تتعلق برقبته قائله برقه : بحـبك يا اجمل واحلي حاجه حصلتلي في حياتي

اغمض"سليم" عيناه قائلاً بنفاذ صبر : قسماً بالله كلمه كمان ولا هيهمني حفله ولا امتحانات ولا اي حاجه وهطول الرحله اخليها شهر عسل

ابتعدت عنه اسيل سريعاً تمسح دموعها المتمرده فوق وجنتيها بسرعه وبذعر : لالا خلاص اهو يلا بقا عشان ما نتأخرش

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

في منبع الخبث والاذي والتي تجمعت به شياطين الانس..

"اكرم" بثقل وهو يترنح اثر شرب الكحل : انا.. مش هس.. يبه، هكسروا بدل المره ألف.. هك.. هكسروا زي ما.. كسرني

ثم اخذ بهاتفه يعبث به قبل ان يأتيه صوتها مرتجف هو يعلم انها ليست بالمقدره علي التحكم بمشاعرها فهي اضعف من ذلك، ليبتسم بسخرية حين سمع نبره القلق باديه علي صوتها من خوفها عليه..

"اكرم" بوهن: كك.. ندا، كندا انا تعبان اوي يا حببتي، تبعان وعايزه اشوفك، وحشتني اوي يا حببتي وما بقتش بثق في حد غير فيكي

"كندا" علي الهاتف ببكي: انت فين بس يا اكرم؟ ليه تعمل كدا؟ ليه حرام عليك نفسك فوق بقا

"اكرم" بنفس النبره : كندا انا محتاجلك، انا ندمت بس بعد ما فات الاوان، محتاجك تساعديني نرجع كل حاجه زي ما كانت عشان خاطري وافقي متسبنيش

وقد اتقن اكرم الدور جيداً حتي اتاه الرد من كندا بالموافقه علي مساعدته ليؤكد عليها عدم معرفه اي فرد من الاسره بمكالمته هذه، بحجه انهم سيمنعوها من مساعدته ولن يعطوه فرصه ..

ليغلق الخط وهو يبتسم بشراسه نازعاً من قلبه كل معاني الانسانية والرحمه...

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

نزل سليم من سايرته بغروره المعتاد وخطواته الواثقه وقد التفت يد اسيل حول يده ليمشي معها بشموخه المعتاد ونظره الثقه لا تفارق عيناه غير عابئ بنظرات الدهشه والاستنكار من حوله وقد التفت لهم جميع العيون بدأت الكاميرات تأخد لهم صور من كل مكان جائعين للفوز بخبر يشعل الجرائد خاص بسليم المنشاوي وقد كان ذكر اسمه فقط كفيلاً لهذا فما بزواجه اذن؟!!

تعلقت اسيل في يده بإرتباك بعد ان شعرت بكم العيون التي تراقبهم، شعر سليم بإرتباكها لذالك اشار للحراس حتي يبعدوا اصحاب الكاميرات قليلاً عنهم واخذ اسيل يجول بها في الحفل يعرف الجميع بها بإفتخار وكفها حبيس كفيه و لم يتركها ابداً يستقبل التهاني لهم بلباقه..

وبعد وصولهما لمنتصف الحفل شعرت اسيل بدماؤها تغلي من كم الفتيات التي يظهر عليهم الطابع الغربي بملابسهم الفاضحه بعض الشئ وافتتاحهم بحريه، وقد كانو يلتهمون سليم بعينهم وتستغل كلٌ منهم الفرصه حتي تتقرب منه .. ولكن ما هدأها قليلاً هو لا مبالاه سليم الباديه علي وجهه وكأن شيئاً لم يكن ولكن هذا لم يمنع انها ارادت الفتك بهم

كانت حاله سليم ليست احسن من حاله اسيل بل كانت اضعاف مضاعفه وهو يلمح الاعجاب بنظرات من حوله وقد تطلعوا بأسيل بحريه فقد اعتادوا علي هذا بطابعهم الغربي ولكن سليم كانت براثينه تغلي وهو يري كم الرجال الذي يحملقون بها وقد سمع بعض الهمسات وبالطبع استطاع ان يفهمنا وقد كانت مدح بجمال اسيل الشرقي وتميز ملامحها وجاذبيتها الخاصه..
لتتحول عيون سليم لجمر من نار اشبه بالجحيم يضغط علي قبضه يده بقوه حتي ابيضت مفاصله..!

كان سليم يقف علي طاوله رجال الاعمال يتحدثون في العمل ولكن عيناه كانت تراقبها وتراقب عيون من حولها بإهتمام

تعرفت اسيل علي سكرتيره المكتب في فرع ايطاليا وقد كانت عربيه ومن السهل التعامل معها فأخذوا يتبادلون الحديث بمرح بعد ان اعتادت اسيل علي الجو من حولها

انتبه سليم للذي يقترب من طاوله اسيل وعيناه مسلطه عليها لينسحب من الحديث فوراً ويتوجه بخطوات عنيفه نحوها، كانت تعطي له ظهرها فلم تعرف بوجوده الا من جذبه لها من معصمها والوقوف امامها ليكون حائل بينها وبين ذالك الذي اقترب منها وكاد يرفع يده يلامسها حتي تنتبه له ..!

شهقت اسيل من رد فعل سليم السريع والذي صدمها لبعض الوقت، تسمع لصوته يخرج بنيران لاهثه للرجل ولكن لا تفهم كلمه بما تفوه به فكان يتحدث بالايطاليه

التف لها سليم لتذعر من نظراته الثاقبه وقد ارتجفت لها الابدان

"اسيل" بذعر: اا.. هو في ايه؟

"سليم" بغضب كاسح ومن بين اسنانه: في ان خلاص جبت اخري ومستعد اولع في المكان بالي فيه

"اسيل" بخوف : ليه بس حصل ايه لكل ده؟

"سليم" بنفس نبرته : حصل ايه؟ انتي بالنسبالك كل الي بيحصل حواليكي ده عادي يعني؟ العيون الي متشالتش من عليكي من ساعه ما دخلنا ده عادي بالسنبالك؟
ثم اكمل وهو يشد علي شعره الغزير بغضب : دي اول واخر حفله هتحضريها معايا مفهوم؟

"اسيل" بإعتراض : ليه بس؟ وانا مالي بي..

قطع كلمتها عندما حاوط خصرها بذراعيه بتملك يضمها لصدره امام اعين الجميع كإثبات قاطع انها ملكه..

"اسيل" بخجل : سليم بتعمل ايه ابعد عني مينفعش كدا..!

"سليم" من بين اسنانه : ما اسمعش صوتك يا اسيل واياكي تتحركي من مكانك

لم تفهم وهمت بالاعتراض ولكن فهمت ما يرمي له حين اقترب منهم احد الرجال وقد كان ينظر لسليم بنظرات غامضه كما ايضا شعرت ان سليم لا يستلطفه ، ولكن اخفي ذالك خلف قناع البرود والجمود يقف ثابتاً بغرور وثقه عيناه ثاقبه كالصقر تتابع الرجل الذي اخذ يتحدث ولكن بالانجلزيه قأستطاعت اسيل فهم ما يدور بينهم وانهم كانو منافسين لبعض ولكن سليم بدهائه وذكائه وحرفيته العاليه استطاع ان يربح بالنهايه وها هو الان يحتفل بربحه..

التقطت اسيل حديثه عنها لتنظر لسليم بلهفه وذعر تخشي رد فعله ولكن صده بحده فذعر الرجل ولم يستأنف حديثه ..

بعد ذهابه شد سليم علي شعره بغضب يغمض عيناه للحظه قبل ان يفتحها ويجذبها لحلبه الرقص في وسط ذهول شاسع من الحشد الذي حوله..!
حتي هي صدمتها كانت اعظم..!

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

وجدت نفسها تتوسط حلبه الرقص بين احضانه وقد اشار بيده ليبدأ عزف الموسيقي العذبه واخذ يتمايل بها بحرفيه وسط دهشه من حولهم قبل ان ينضم الجميع لهم ..

كان سليم يشدد الحصار عليها بتملك واضح حتي التصقت بصدره العريض وعيناه ثاقبه كالصقر عليها .. لتخفض هي رأسها بخجل

"اسيل" بخفوت : انا مش فاهمه انت بتعمل كدا ليه؟!!

كاد سليم ان يصرخ بها : حتي اثبت للجميع انك ملكي.. انتي ملكي ولي فقط.. انا الاحق بالتأمل في جمالك ومغازلتك ..انا الاحق بعناقك.. انا الاحق برقصتك وبسمتك حتي نظراتك انا الاحق بها وهي لي..!

ولكن اخرج كلماته بثبات : واحد وبرقص مع مراتي، حد له عندي حاجه؟

صمتت اسيل واخفت وجهها داخل تجويف عنقه و تابعوا رقصتهم بهيام يسبحون في بحور عشقهم حتي اتي نفس الرجل المنافس لسليم يميل علي سليم وينظر لأسيل متفحصاً ويطلب منه تبديل مرافقتهم فقد كان الأمر طبيعياً بالنسبه لهم وقد اعتادوا علي هذا حاول سليم تهدأه براكين غضبه والتريث ببث هذه الكلمات بداخله ليرفض بإقتضاب كاد ان يلح الرجل ليأتيه رد سليم العاصف
__مترجم__

"الرجل": هل لنا ان نتبادل الاماكن سيد سليم؟

"سليم" بإقتضاب : لا، انا لا اسمح بذالك

"الرجل" بتعجب: لما هذا التشدد؟ عليك ان تسألها اولاً ثم...

"سليم" مقاطعاً بحده: قولت لا واين كان ردها زوجتي لا ترقص مع احد غيري، افهم ذالك جيداً والان ابتعد عن طريقي

كانت اسيل تتابع الحديث بإستنكار من حديث سليم الحاد مع الرجل فيجب ان يقدر ان عاداتهم وتقاليدهم تختلف عنا وان هذا وضع طبيعي لديهم فيجب ان يتريث قليلاً

التف لها سليم والشر يتطاير من عينه وقد احتدت قسمات وجهه ولكنها تشجعت ان تقول معاتبه : ايه الطريقه الي كلمت بيها الرجال دي يا سليم؟ هو بيتعامل ان الوضع طبيعي يعني لازم تقدر دي

رفعت عيناها له لتلتقي بجحيم دامي بعينيه وصوتاً ارعبها: الاشكال دي مينفعش معاها غير كدا

"اسيل" ببلاهه : حرام عليك ده الراجل شكله محترم و gentleman كدا يعني شيك في نفس..

شعرت بقبضته تشتدت حول خصرها حتي ظنت ان عظامها علي وشك الانكسار، لترفع عينها له تري الرعد بها قبل ان يهبط بشفتيه ينزع باقي جملتها بقبله عاصفه كلما حاولت فك حصاره عمق من قبلته اكثر بتملك واضح وهو يرسخ رساله في عقول الجميع ان لا احد احق بها غيره وكأنه يطبع ختمه الخاص بها امام الجميع..!

كان الوضع طبيعي بالنسبه لمن يحتشد بالحفل فأخذوا بالتصفيق عالياً لهذان العاشقان، ولكن لم يخلو الوضع من بعض الدهشه من هيام سليم المنشاوي بتلك الفتاه وقد كان الجميع يعلم بطبعه الحاد...!

ابتعد عنها سليم وهو يلهث يحاول كبت اعصاره حتي لا يفتك بمن حوله كان يشعر بتصلبها بين يديه وعدم حركتها فعلم بإنصهارها خجلاً خفض رأسه بجانب اذنها يهمس بتوعد وغضب دب الرعب في اوصالها : عشان تبقي تراجعي نفسكك كويس قبل ما تفكري تجيبي في سيره راجل تاني ..

ثم اكمل مشددًا علي كلماته بتوعد وغضب صارم: انا المرادي عقابي كان هين لكن قسماً بربي لو اتكرر الي حصل من شويه وسمعتك بتدمحي في راجل ولا بتجيبي سيرته، هتشوفي مني وش تاني يا اسيل ..

كادت "اسيل" ان تبكي من خجلها، هي تعلم ان لا احد اكترث من حولها وكان الأمر اعتيادياً ولكن ابت عينيها ان تلتقي بعينه حتي اخر الليل..
بعد انتهاء رقصتهم ابتعدت عنه قائله بصوت خافت يكاد ان يسمعه : عايزه اروح..

قابل سليم طلبها بإقتضاب وهو يطلب من الحرس تجهيز السياره، وبالفعل انسحب سليم من الحفل يتوجه للسياره يسيران محتضني الايدي ولكن كل منهم شارد بعالم اخر ..
ظلت اسيل صامته طول الطريق تهرب من نظراته وتحرص علي عدم إلتقاء اعينهم، ولكن هو كان يخطف النظر لها من حين لأخر يري حالتها تلك ويغرق في صراع بين عقله وقلبه..!

عقله يحثه علي تكمله عقابها علي مدحها لراجل غيره و عتابه لأجله، ولكن قلبه يأبي تركها هكذا نعم هو يعلم بطبعها الخجول ولكن لم يستطيع تملك اعصابه اراد ان يرسخ ملكيته لها بعد ساعات دامت من كبت غيظه وهو يري العيون تحملق بها و الهمسات عنها تجول من حوله بخارج ارادته..!

افاق من شروده عند توقف السياره امام المنزل، فترجل منها ينوي الالتفاف لكي يساعدها ولكن وجدها قد ترجلت من السياره بسرعه تهرول داخل المنزل..!

لحقها سليم بخطوات واسعة حتي وصلوا لجناحهم فأخذت تهرب من نظراته واصتنعها للاه مبالاه وقد اخذت ملابسها لتبديلها داخل المرحاض.. انتظرها كثيرا ولكن شعر بغيابها لفتره طويله فنهش القلق قلبه ظل يكابر ويتصارع مع غروره ولكن آبي قلبه الخضوغ له مره اخري ليتجه لباب المرحاض يدقه بترقب..

"سليم" بحزم : اسيل انتي كويسه؟

لم يأتيه رد فاحتدت نبره صوته وقد كان كشف خطتها سهلاً امام ذكاءه ومكره : اسيل اطلعي وبلاش هبل، مش هتحبسي نفسك في الحمام لحد ما انام..!

ولكن أيضا لا رد فأكمل آمراً وقد اشتعل غضبه : افتحي حالاً والي هكسر الباب وانتي عارفه انا ما بيهمنيش..

كانت اسيل تجلس علي حافه البانيو تستمتع له بتوتر وهي تفرك يدها بإرتباك فكيف له ان يكشف مخططها بتلك السهوله..!، ولكن حين سمعت تهديده نهضت سريعا تفتح الباب وقد تيقنت تماماً الان انه بالفعل لا يكرث لشئ ويفعل مايشاء وقتما شاء..!

فتحت الباب لتراه يقف تلتهمها نظراته الغاضبه فخرجت كلماتها بصعوبه تحاول اصتناع الثبات : نعم؟

"سليم": انتي متخيله يعني انك كدا هتعرفي تهربي مني؟

"اسيل" بإرتباك : ااا.. وهرب منك ليه؟ انا ما.. اا.. بهربش.. ولو سمحت بقا سيبني انام

تركته وهرولت لفراشها تدثر نفسها جيداً وقد مرت ليله مشحونه بجو التوتر بينهم..

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

لم يغفل لها جفن طوال الليل تشعر بعدم الارتياح لنومها خارج احضانه..! لمن الحق ان يحزن من الاخر؟! ظلت تفكر في هذا طوال الليل حتي غفت بخارج ارادتها في الصباح وعندما استيقظت وجدت الغرفه خاليه فعلمت انه ذهب للعمل تنهدت بأسي تشعر بإختناق من الوضع الحالي..!

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

انقضي اليوم سريعاً وبملل لتجد اسيل من يدق باب جناحها بهدوء فتراقص قلبها يظن انه هو ولكن وجدت الخادمه هي من تدلف وتحمل بيدها حقيبه كبيره تتميز بلونها الاسود القاتم وتزين بشريط ساتان زمردي بنفس لون عينها..

"الخادمه": سليم بيه باعت لحضرتك الحاجات دي وبيقولك تكوني جاهزه علي 8

اومأت اسيل لها بفرحه عارمه وهرولت تخطف الحقيبه من يدها ويكاد قلبها يرقص فرحاً
ظلت تحسب ثواني لتمر الدقائق والدقائق لتمر الساعات حتي اتي موعدها وشرعت في تهجير نفسها .. تفاجأت اسيل بأن الفستان مكشوف قليلاً وليس معه حجاب..!
صدمت اسيل وتصلب مكانها لا تعرف ماذا تفعل ..!

و بذكاءه كان يعلم التردد الذي سيبدي عليها ولذلك وجدت اسيل ورقه مطويه معلقه نحو رقبه الفستان مكتوب بها " ?Do you trust me "
" هل تثقين بي؟ "

دوت ضحكه اسيل عالياً وهي تأخد الفستان وترتديه وتركت شعرها ينسدل فوق ظهرها بحريه لتصبح كحوريات الجنه جمالها باهر..!

دقات متتاليه علي الباب دلفت بعدها الخادمه تنقل له امر سليم ..

"الخادمه": سليم بيه في انتظار حضرتك تحت، مش محتاجه اي حاجه قبل ما امشي؟

اومأت لها اسيل وشكرتها قبل ان تنصرف ثم نظرت اسيل لنفسها نظره اخيره قبل ان تشرع في التوجه للأسفل بأنفاس لاهثه ولهفه لتعرف ماذا بإننظارها؟
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

_ في القاهره..

هرولت داخل احدي البنايات تنظر حولها بتوجس تخشي ان يراها احد، ترددت كثيراً قبل تخطيه اوائل خطاها ولكن حسمت امرها بأنها تفعل ذالك من اجل العائله وانه بالتأكيد صادق بكلماته..

دخلت كندا المصعد تضغط علي زر الصعود للطابق الذي يقطن به اكرم كما وصف لها العنوان بالتفصيل في اخر مكالمه بينهم والتي كانت عباره عن اتفاق بمقابله بعضهم ، اصرت كندا كثيراً علي مقابلته في مكان عام ولكنه رفض بشده متحججاً بإن رآه احد من العائلة ستفشل مخططاتهم في ارجاع الميه لمجاريها، لتستسلم له كندا في نهايه الامر وقد اقنعت نفسها بوجه نظره من شوقها له وتطلعها لرؤيته..

وقفت تدق الباب بيد مرتشعه قبل ان يفتح لها بمظهره المزري وقد كان لم يتعافي كلياً بعد مشاحنته الاخيره مع سليم..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

هبطت الدرج ومع اخر خطوه تصلبت مكانها تتسع عيناها بدهشه واعتصر قلبها فرحاً وهي تراه بكامل اناقته يزين لها البهو واصوات الموسيقي الهادئة تصل لمسامعها والبسمة تزين وجهه..

اقترب "سليم" منها وخفض رأسه يقبل جبتها برقه ثم يطبع قبله خاطفه فوق كفيها : انا قولت نعوض الرقصه الي باظت دي بواحده احلي، نكون في لحظتنا احنا وبس منغير ما نشغل بالنا بالي حوالينا ..

فهمت اسيل ما يرمي له سليم فقد جهز كل هذا حتي ينعم معها في لحظتهم بإرتياح بعيداً عن غضبه الذي يخيم عليه من غيرته وبعيداً عن خجلها التي يسلب دماء وجهها، فيدلفوا لعالمهم منعزلين عن العالم تغمرهم الراحه وتحاوطهم السعاده...

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

"كندا" بصدمه : اكرم؟ مين الي عمل فيك كدا..!

"اكرم" بمكر اصتنع الاسي : متشغليش بالك انتي بيا

دلفت "كندا" واخذته الي الاريكه تجلسه لتريحه وعيناها تجول علي كلماته بدهشه : مشغلش بالي ازاي بس؟ ده انت متبهدل، حصل ايه لكل ده

"اكرم" بحزن مصتنع: هقولك ايه بس يا كندا؟ مش عايز اكرهك في اخوكي

قبض قلب"كندا" وقالت بإرتباك : سلـيم؟

اومأ لها "اكرم" في اسي لتنسدل دموعها علي وجنتيها قائله بإستنكار : سليم الي عمل فيك كدا؟ مستحيل.! ليه يعمل كدا حصل ايه بينكم يا اكرم رد عليا

"اكرم"بأسي مصتنع : روحت عشان اباركله واعتذرله ونبدأ صفحه جديده، وده كان رده عليا
قال كلماته الاخيره وهو يشير علي نفسه ثم اكمل بصعبانيه : خلي الحرس بتوعوا يرموني في مستشفى حكومي وانا بطلع في الروح وكنت بموت وسابوني ومشوا..!

"كندا" بإنهيار غير مصدقه ما حدث : ليه؟ ليه يا سليم كل ده حرام عليك، يا حبيبي متخافش انا جمبك وهخلي بالي منك

حاول "اكرم" في اخفاء بسمته الخبيثه : انا مليش غيرك يا كندا اوعي تسيبيني، سليم هيموتني يا كندا، بقيت عايش خايف لاحسن يقتلني..

"كندا" بهستريا : يقتلك؟ لا.. سليم مش كدا لا يا اكرم لاا

"اكرم": اهدي يا حببتي انا عارف انه صعب عليكي تصدقي حقيقه اخوكي، بس دي الحقيقه هو فعلا كان هيقتلني لولا ان مراته فجأه لقيتها طلعت قدامه وهي الي فوقته.. انما هو هددني انه هيقتلني.. ولو مش النهارده بكره او في اي وقت..! وانا محتاج حد يقف جمبي ويساعدني اتحامي من شر واذي سليم

سمع لأنماله بتكبيل كفيها وهو ينظر لها بعيون راجيه : هتساعديني يا حببتي ولا هتسيبي سليم يقتلني؟

ظلت كندا شارده بتفكير تأبي تصديق هذه الاتهامات المسدده نحو اخيها ولكن أيضا غضب سليم وجبروته زرعوا بداخلها الشك انه بالفعل بإمكانه فعل هذا بل والاكثر .. شعر هو بشرودها فعلم انها الان في دوامه من افكارها ليتابع خططته بتقنيه وحرفيه حين رفع كفها له يلثمه برقه

"اكرم": خلاص يا حببتي انسي الموضوع انا اهم حاجه عندي راحتك وانا هحاول اتص..

قاطعته "كندا" بحزم : موافقه هساعدك

ابتسم اكرم لتجدها هي ابتسامه وهنه ولكنها كانت تحمل من الخبث بقدر ما حملته الارض من كنوز..!

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

اخذت اسيل تتمايل بين يديه ولكن هذه المره براحه وإستمتاع ثم لتشرع هي في الجزء المفروض عليها..

"اسيل" بخفوت : سليم

اجابها "سليم" وعيناه معلقه عليها : قلب سليم

"اسيل" بخجل: ااا.. انا قصدي يعني، انا اسفه انا مكنتش اقصد ادايقك امبارح بردو..!

"سليم" بمكر : والله انا عديتها المرادي، و اخدت حقي ، وانتي حره بقا انا حذرتك من الي جاي لو ده اتكرر تاني

"اسيل" بخجل وغيظ: اه اخدت حقك وخلتني معرفش ارفع عيني بعد كدا طول الحفله ، وكنت حاسه ان قلبي هيقف من الكسوف .!

ضحك "سليم" عالياً : ما انتي الي هبله..!، انتي مراتي يعني محدش له عندي حاجه وبعدين احنا وسط مجتمع غربي يعني ده طبيعي جدا

"اسيل" بغيظ : طبيعي عندك، مش طبيعي عندي، واوعا تعملها تاني عشان ما اسبكش واجري

رفع "سليم" حاجبه بإستنكار : ده وتهديد ولا ايه؟

"اسيل" بسخريه : لا يا حلو ده تحذير عشان مهربش منك ..

"سليم" بمكر: وماله سهله
ثم ليشدد علي كلماته بخبث: هـخطفك..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

دخل محمود المنزل بفزع علي غير عاده متجهاً لغرفته من دون ان يلقي حتي التحيه علي زوجته وابنته.. ! مما اشعل نار القلق في قلوبهم ..
هرولت كريمه خلفه واقتربت منه تجلس علي الفراش امامه تتابعه وهو خافض الرأس تتشابك يديه ويحتل القلق قسمات وجهه..

"كريمه" بذعر : في ايه يا محمود حصل ايه؟

"محمود" بإقتضاب : سيبني دلوقتي يا كريمه مش فايقلك

"كريمه" وقد شرع الشيطان في مهمته بحرفيه وهي الوسوسه : اسيبك ازاي بس وانت في الحاله دي؟ طمن قلبي وقولي في ايه، اسيل حصلها حاجه؟ انا كلمتها الصبح وكانت مبسوطه..!

"محمود" : اسيل كويسه ومبسوطه وراجعه مصر هي وجوزها اخر الاسبوع اطمني، انا الي قالقني حاجه تانيه..

"كريمه" بنفاذ صبر : طب قول ريح قلبي.. !

"محمود" بشرود : معتز راجع مصر.. بعد ما كان رافض رفض قطعي من يومين بس، فجأه كدا يقرر يرجع؟

"كريمه" بتوجس: تقصد انه ممكن يكون نازل عشان ااا...

اومأ لها "محمود" قبل ان تكمل كلماتها: ده الي خايف منه، طول عمري شايل هم اليوم ده عشان عارف ان معتز غشيم ومش هيشوف قدامه وهيقلب الدنيا لجحيم ..!

ربنا يستر من الي جاي...!
يتبع 
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-