رواية عشق الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم عفت بشندي

رواية عشق الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم عفت بشندي 

رواية عشق الفصل الرابع عشر 
رواية عشق الجزء الرابع عشر 
البارت 14
رواية عشق الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم عفت بشندي 
بعد تناول الغداء ذهب كل الى مبتغاه.. ودخل محمد مكتبه.. ولحقته عشق
- ممكن ادخل
- تعالى
دخلت ومعها فنجان من القهوة وضعته امامه
- ايه دا.. تعبتى نفسك ليه.. ما هى تحية بتعمله
- وايه يمنع انى اعمله
- عشان ماتعبكيش بس.. عموما تسلم ايدك
- مفيش تعب.. بالعكس.. الواحد بيكون مبسوط لما يعمل حاجة بإيده لحد بيحبه وبتطلع حلوة اوى.. وحضرتك الشاطر محمد اللى بحبه من زمان اوى يمكن من قبل ماتولد.. وكمان مواقفك دلوقتى معايا.. بصراحة ماما معاها حق
نظر لها بتأمل وحنين .. خاصة مع ذكر امها.. انها تشببها ليس فقط فى الملامح.. ولكن ايضا فى طريقة الكلام والاحساس..
- طب لو ما عجبتنيش تبقى مش بتحبينى .. ولو عجبتنى هحكم عليكى حكم.. اتفقنا
- هتعجبك.. بي هو ايه الحكم
لم يرد.. ولكنه تذوق القهوة وهى تنظر له بترقب.. فوجىء محمد بطعمها الرائع.. تقارب قهوة راوية التى كانت تصنعها له ويجلسان سويا فى شرفة شقتهما القديمة .. فدمعت عيناه حنينا..
- ايه .. ما عجبتكش.. يا سوادك يا قرمط
ارتفعت قهقهة محمد.. حتى انه احتاج دقائق حتى يستطيع استرداد نفسه.. وقد دخل محمود فى هذه اللحظة وفوجىء بعشق تقف مثل الطالب المنتظر نتيجة الثانوية العاملة وابيه يضحك ملء شدقيه ..
- هو فى ايه
محمد من بين ضحكاته
- تعالى يا محمود.. شوف قرمط
تعجب محمود فهو لم ير والده يضحك هكذا من سنين ولكنه لم يفهم شيئا.. وتضايقت عشق فهى تريد تجنبه حتى لا تحدث مشاجرات جديدة
- قرمط مين
- البت دى مشكللللة .. ضحكتنى ضحك كنت نسيته من زمان
- طب كويس.. ممكن تشوف الورق دا ..
- لا.. لما تدوق انت القهوة دى
اطاع والده حتى لا يفسد حالة البهجة التى يراه عليها.. كما انه يعشق القهوة ولا يستطيع مقاومتها
- الله.. لا دادة تحية ابدعت انهاردة
- لا يا سيدى .. مش تحية.. دى عشق.. بس عاملاها بتحويجة خاصة
نظر لها بتعجب وجمود كالعادة
- تحويجة ايه
- تحويجة حب
نظر له محمود بتساؤل
- يعنى ايه
- يعنى عملتها بحب.. والحب بيدى لكل حاجة طعم تانى..
كان محمود يرى والده بصورة جديدة تماما بكلماته تلك.. وكأن عمره عاد للوراء عدة سنوات.. وبريق عينيه مع ابتسامته اعطياه اشراقا كان فى حاجة اليه
- هى جميلة فعلا.. تسلم ايدك
عشق :
- ميرسي
محمد:
- خلاص حلال عليك
محمود :
- لا ازاى دى بتاعت حضرتك
محمد:
- لا مانا طماع .. وكمان فى حكم وهتنفذه.. مش كدة ولا ايه
عشق:
- وانا تحت امر حضرتك
محمد:
- كل يوم بعد الغدا اشرب قهوة دوبل من ايدك.. قلتى ايه
عشق:
- هو دا الحكم؟؟ موافقة جدا طبعا
محمد:
- خلاص عاوز اول دوبل دلوقتى.. والفنجان المفعوص دا هديه لمحمود

صنعت عشق القهوة لمحمد وادخلتها له وتركتهما لعملهما.. وخرجت للحديقة تتنسم عبير زهورها سارحة.. واخذتها قدماها الى نهاية الحديقة.. وجدت حوض زهور بجانب كوخ محمود.. جلست امامه تنظر له وتتذكر امها وحبها للزهور والنباتات.. لكم تشتاق لها ولحضنها الدافئ.. نعم هى تحدثها طوال الوقت ولكنها تفتقد وجودها الحقيقى معها.. وتفتقد والدها الحبيب.. لكم كان رقيقا حنونا رغم انشغاله الدائم بعمله.. نزلت عبراتها وهى تتذكر مزاحهما وابتسامته الحنونة وهو ينظر لها..
مر الوقت عليها وفوجئت بأن الظلام بدأ يحل بالمكان.. وهناك نسمة باردة من نسمات شهر نوفمبر تداعب جسدها.. فقامت لتدخل الى المنزل .. لكنها وجدت اتصالا من امها وكأنها تشعر باحتياجها لها..
ظلا يتحدثان وهى فى طريقها الى للمنزل.. ولكنها فوجئت بمن يدفعها من الخلف فى حوض السباحة.. سقطت وحاولت المقاومة.. ولكن خوفها المرضى من السباحة جعلها لا تستطيع التصرف.. واحست برئتيها تكادان تنفجران.. اذن هى النهاية.. مر فى ذهنها صور امها واحمد ونادين ومحمد ومالك وماليكا فى ثوان.. قالت الشهادتين فى قلبها واستسلمت..
ولكنها وجدت يدان تنتشلانها بقوة لتجد الهواء مرة اخرى..
ظلت تشهق وتحاول استنشاق الهواء وهى تتشبث بسلم الحوض.. واليدان لازالتا تسندانها.. حتى استطاعت اخذ انفاسها واستعادت الرؤية لتنظر لمن انقذها شاكرة .. فاذا هو محمود..
- انتى كويسة
اشارت برأسها نعم.. حاول مساعدتها للخروج لكنها رفضت
- فى ايه .. اطلعى نطمن عليكى
- طيب معلش اندهلى دادة تحية
- طب اطلعى اقعدى وانا هندهالك
- مش هينفع.. اندهالى بسرعة
- طيب حاضر
ونده بصوت جهورى على تحية لتأتى مهرولة..
- يا لهوى.. مالك يا بنتى فى ايه
- دادة ونبى هاتيلى اى حاجة اطلع بيها.. روب او حتى ملاية
- حاضر يا بنتى ثوانى
كان محمود ينظر لها متعجبا..
- اطلعى وبعدين البسى.. ولا انتى بردانة اوى
- انا بردانة بس مش اوى.. لكن ما بنفعش اطلع كدة الهدوم هتبقى لازقة عليا ..
زاد تعجبه ودهشته اكثر.. انها كانت على وشك فقد حياتها... كيف تفكر هكذا..
اكملت:
- متشكرة اوى ربنا يخليك.. اطلع انت عشان ما تبردش وعشان اعرف اطلع لما دادة تجيب الهدوم
- طب متأكدة انك كويسة
- اه الحمد لله.. بجد مش عارفة اشكرك ازاى انت انقذت حياتى
- طيب هستنى لما دادة تيجى وهدخل قبل ما تخرجى من المية
جاءت تحية بعد وقت طويل وكانت عشق قد اخذ منها الجهد مبلغه.. فخرج محمود وتوجه الى غرفته.. وخرجت عشق وسندتها تحية حتى دخلت غرفتها ..

كان محمود فى غرفته يتعجب من افعال عشق.. فهى كانت على وشك الغرق ولكن حياءها منعها من الخروج من الماء بملابس مبتلة تلتصق بها.. شعر انها من كوكب آخر غير اهل الكوكب الذى يحياه.. فمن حوله جميعا من شاكلة هايدى.. سواء فى العمل او النادى.. حتى ماجدة ترتدى اردية لا تليق بسنها تماما.. فقط نادين ارتدت الحجاب بعد زواجها من احمد بناء على طلبه..
وجد احدهم يطرق على الباب.. اجاب ليجد انها نادين
- اسفة يا محمود .. بس اتكسفت اصحى عمى دلوقتى واحمد ف نبطشية..
- ايه يا نادين فى ايه
- عشق سخنة زى النار .. جيت اقومها تاخد شاور وقعت منى
انطلقا صاعدين الى جناح احمد وزوجته.. وجد عشق فاقدة الوعى وملقاة على الارض بجوار السرير..
- اسندها معايا نقومها
- ابعدى انتى ناسية انك حامل ولا ايه
حملها محمود ووضعها على السرير .. ودثرها بغطائها.. وجدها تهذى وتنادى امها واباها..
- نادين لبسيها طرحة.. هتضايق لو عرفت انى دخلت وهى مش لابسة حجاب
- اااه تصدق.. طب ما تقولهاش.. بس هنعمل ايه
- احمد كان داخل عمليات من شوية ومش عاوز اخضه.. هتصل بعادل صاحبه.. ثوانى
اتصل بعادل فجاء فورا.. اعطاها حقنة خافضة للحرارة واخرى مضاد حيوى
- هى بداية حمى.. بس الحمد لله لحقناها
محمود:
- يعنى مفيش خطورة يا دكتور
عادل:
- اكيد الحرارة خطر.. الحقنة هتهدى الحرارة بس لازم كمادات لحد ما تبقى طبيعية
نادين:
- اسفين يا عادل قلقناك.. بس احمد صعب ييجى ومحمود قال ما يقلقهوش
عادل:
- عيب يا مدام نادين دانتوا اخواتى.. واللمضة دى كان نفسي اشوفها بعد ما كبرت.. فاكرة يوم جوازكم.. طلعت عينى
نادين:
- ههههههههه طبعا فاكرة لما كانت عاملة ضرتى
تعجب محمود من حديثهما فلم يكن يعرف عما يتحدثان.. ولكنه كالعادة ظل متحجر الوجه والحديث
- مش هنسهرك اكتر من كدة يا دكتور عادل.. والف شكر على تعبك
- اتعبنى كل يوم واشوفكم يا سيدى بس من غير ما يبقى حد عيان.. دانتوا عيلتى التانية.. استأذنكم
خرج عادل واوصله محمود.. ثم عاد مرة اخرى كانت نادين على وشك ازاحة غطاء رأسها وغطاء رأس عشق
- ايه يا محمود فى حاجة
- بعت البواب يجيب الدوا وهقعد معاكم لحد ما الحرارة تنزل
- لا ما تتعبش نفسك.. روح نام انت
- لا هستنى عشان لو احتاجتم حاجة
صمتت نادين فهى تعلم انه لا فائدة من الجدال مع محمود.. ظلت تضع الكمادات مدة وبدأت التأوه من ظهرها..
- نادين اخرجى افردى ضهرك على الكنبة اللى ادام الاوضة.. وانا هكمل
- لا بس لو صحيت و...
- هتصرف وقتها.. كفاية عليكى انتى تعبتى اوى.. وسيبى الباب مفتوح
- حاضر
خرجت نادين .. وبدأ محمود فى وضع الكمادات لعشق.. ولاول مرة يتأمل ملامحها بهذا القرب .. انها رقيقة كالنسمة .. ملامحها بريئة طفولية .. وتذكر حين دخل ورأى شعرها.. انه ذهبى كالحرير.. لا يصدق ان هذا الملاك المسجى امامه هى نفسها التى كانت تلذعه هو وماجدة وهايدى بسوط لسانها كالقطة الشرسة..
ظل يضع لها الكمادات حتى احس ان الحرارة بدأت فى النزول وانتظمت انفاسها .. فمد قدمه على كرسي بجانبها.. وظل يتأملها انتظارا لقدوم نادين.. ولكنه راح فى سبات عميق..

استيقظ محمود على هزة من يد ذكورية.. فقام سريعا ليجده احمد قد عاد من المشفى..
- صباح الخير يا احمد
- صباح الخير يا محمود.. ايه جابك هنا.. هو فى ايه
دخلت نادين فى تلك اللحظة تفرك عينيها من اثر النوم
- حمدلله ع السلامة حبيبى
- فى ايه يا نادين
محمود:
- ما تقلقش كله خير
نادين :
- عشق تعبت شوية امبارح وجبنالها عادل شافها
احمد:
- عشق؟؟ مالها .. عندها ايه طمنونى
حكت له نادين ما حدث من انها صعدت مبتلة وترتعش بعد سقوطها فى حوض السباحة.. وتعبها بعده
- وايه وقعها ف البيسين.. دى بتخاف منه اصلا عشان كانت هتغرق زمان
محمود:
-سيبلى الموضوع دا يا احمد.. المهم تطمن عليها.. هنزل انا
احمد:
- شكرا يا محمود تعبناك
محمود:
- عيب عليك .. سلام
اخذ احمد رأس عشق بين ذراعيه.. وهو قلق ولا يعرف كيف سقطت.. وينتظر استيقاظها حتى يعرف القصة كلها
- يا ريتنى ما جبتك من هناك..
- مالك بس يا احمد.. هتبقى كويسة .. واهى حرارتها نزلت
- قلبى بيقولى ان فى حاجة يا نادين..

ذهب محمود الى حجرته.. وقف تحت الماء مدة طويلة حتى يستيقظ تماما.. وطلب من الهاتف الداخلى فنجان قهوة دوبل من تحية.. اتت به وكان قد قارب الانتهاء من ارتداء ملابسه.. ارتشف منها قطرات.. ولكن وجهه امتعض:
- ايه دا.. فرق شاسع.. قهوتها احلى كتير..
وترك الفنجان وخرج من الغرفة..

وجدت ماجدة دقا على باب غرفتها..
- ادخل..
دخل محمود ببطء وهو ينظر لها بتمعن..
- ايه دا.. محمود بيه اخيرا حن عليا وجالى اوضتى
- اه.. جيتلك.. عاوز اعرف ناوية على ايه
- ناوية على ايه ف ايه
- انتى عارفة وانا عارف..
- قصدك البت دى.. هو احنا مش هنخلص.. مانا بعيد عنها اهه.. عاوزينى اقدملها فروض الطاعة والولاء كمان ولا ايه
- مدام ماجدة.. ما بلاش معايا انا الحركات دى
- مدام ماجدة.. دا لقبى عندك.. مش قادر تقولى ماما
- ههههههههه ههههههههه ههههههههه.. انتى لسة فاكرة النكتة دى.. ما خلصت من زمان
- نكتة ايه وخلصت ازاى.. انت ابنى وهتفضل ابنى
- انسي الحكاية دى
- انسي ايه.. انك ابنى
- لا.. انسي الحوار كله.. خلينا ف اللى بتعمليه .. انتى وبنت اختك
- كمان بنت اختى هتدخلها ف الحوار بتاع بنت الشغالة
- ما بلاش نلف وندور.. اجيبلك من الآخر.. انا شفت هايدى وهى بتزق عشق ف البيسين امبارح
- شفتها؟؟ شفتها ازاى؟؟ ومنين؟؟ اقصد اكيد ما شفتهاش استحالة هايدى تعمل كدة
- بقولك انا اللى شفتها.. ولولا انقذت البنت كان زمانها ميتة وبنت اختك ف السجن
- سبحان الله.. مش دى هايدى اللى كنت هتموت عليها زمان.. دلوقتى عاوز تحبسها
- دا زمان.. وانا لسة ابن جيجى.. الواد الفانكى ابو دماغ ضايعة
- ودلوقتى ما بقتش ابن جيجى؟؟.. وهايدى بقت يع؟؟
- ما بحبش الرغى كتير.. هايدى تمشي من هنا انهاردة
- نعم.. هتطردها عشان بنت الشغالة؟؟
- لا.. هطردها عشان صاحبة القصر.. اللى بكلمة منها ممكن نخرج كلنا
- ودا عند معايا بس.. ولا حاجة تانية
- الصراحة
- ايوة
- عند معاكى ..
- طب عند بعند قولها انت
- اوكى جيجى هانم .. هقولها وبطريقتى
وخرج من الغرفة.. فصفعت ماجدة الباب وراءه وهى ترغى وتزبد من الغيظ..
يتبع 
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-