رواية الحب بحق الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم روان عرفات

رواية الحب بحق الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم روان عرفات

رواية الحب بحق الفصل التاسع عشر 
رواية الحب بحق الجزء التاسع عشر 
البارت التسعتاشر
رواية الحب بحق الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم روان عرفات
يجلس في غرفته منتظرًا، فلا يوجد شيء سوى الانتظار ..
تمدد على الأريكة، محدقًا في السقف بشرود .. إعتدل في جلسته مجددًا ذاهبًا إلى مكتبه .. يود أن يرسم، فالرسم الشيء الوحيد الذي يستطيع فهمه، يستطيع محو ألم قلبه الذي لا نهاية له، ولكن من بعدها هي طبعًا .. فهي بنظرة واحده من عينيها تجعله يتناسى من هو .. وهي الآن بعيده كل البعد عن ناظريه، خائفًا هذا البعد يبقى للأبد ..
زفر بخنقه من تفكيرة الدائم .. تطلع إلى مكتبه، فلا يوجد ورق للرسم؛ تنهد بحنق، وقام من مقعده وذهب إلى غرفته الخاصة بالرسم، والذي يضع بها كل اللوحات التي قام برسمها، كما أنه يضع بها كل ما يحتاجه، فهي بيته الثاني والذي يشعر عندما يدلف إليها أنها تحتويه وتضمضم وجع قلبه ..
أخذ رزمة الورق وأغلق الباب خلفه وذهب إلى غرفته .. وضع الورق على المكتب وبدأ في الرسم .. يرسم أشياء لا يعلم ما هي .. سوى إنها شخابيط، ممسكًا بيده القلم ويمرره لأعلى الورقة إلى الأسفل في حركة سريعة مما جعله يلتقط انفاسة بصعوبة من شدة عنفه .. كور الورقة بغضب وألقاها بعيدًا ..

ذهب بخطوات بطيئه إلى شرفة الغرفة ناظرًا على منزلها، يود فقد أن تتبين امامها وينظر إليها....فقد اشتاق لرؤيتها ..
إبتسامة واسعة ظهرت على وجهه عندما رأها تخرج من منزل الرسم الخاص بها بوجهه غاضب وبيدها أوراق كثيرة من المتضح انها كانت ترسم ولا تجيد تكملة الرسمة... مثله تماماً .. فالواضح أنهما يفعلان نفس الأشياء مع بعضهما، نظر لها بتوتر عندما رأها تنظر إليه، نظرتها خائفة، متوتره، قلقه، ومن ثم ركضت بسرعة جنونية إلى الداخل .. مما جعله ينفجر ضاحكًا عليها ...

خرجت من منزل الرسم وألقت الورق في سلة القمامة التي بجانب المنزل، والتي جاهدت كثيرًا أن ترسم عليه، ولكن توترها وخوفها من كل شيء، منعها أن تحظى بعض الوقت بالرسم .. لا تعلم لما تجولت عينيها على منزله وكأنها تبحث عنه .. لا تعلم ان القلب سيفوق توقعات الجميع، وسيختار من يحافظ عليه طيلة حياتها .. واخيرًا رأته عينيها، والقلب بدأ في الخفقان من أجله... خوفًا وتوترًا من هيئته التي سلبت عينيها، وجعلتها تنظر له رغمًا عنها .. فركت يديها أثر توترها، وعيناه المصوبة عليها هي فقط ..

ركضت للداخل واضعة يدها على قلبها .. وصلت إلى غرفتها في اقل من ثوانٍ من ركضها، وكأنه يلاحقها، اغلقت الباب مستنده عليه ببسمة زينت ثغرها .. ذهبت لفراشها بخجل من دقات قلبها المتسارعة ووجنتيها التي تشعر وكأن بداخلها نيران .. تمددت عليه متذكره نظرته لها .. حائرة بينه وبين حبها الأوحد .. هل عليها اختياره هو أم من دق له قلبها؟! زفرت بضيق وقلة حيلة ..

فجاسر هو حبها الأول والذي دق القلب من أجله، احبته وتبقيت سنين تخبئه بداخل قلبها .. لا تبوح لأحد ما بداخلها غير شخص واحد فقط، وهو الذي يحبها .. لكن لا تنكر انه السبب في ألم قلبها طيلة هذه السنين والآلم الأكثر تعبًا عندما تركها وتزوج من غيرها .. كان يرسل لها الصور معها، يضحك، محتضنها وعيناه تضخ حبًا لها .. كانت تتمنى أن تكون نظرته لزوجته لها هي .. كانت تخجل ظنًا منها أنه ينظر لها، ومن ثم تفوق على الحاضر الآليم ..
كانت تبكي وتزرف عينيها دمًا ليست بدموع .. كانت تؤلم قلبها أكثر .. ولا تنسى ايضًا انه أتى طالبًا الزواج منها لأجل ابنته، لأجل إبنة من تركها لأجلها .. يود أن يتزوجها ما هي إلا مصلحة .. هذا سبب كافٍ .. ولكن القلب وما يريد ..

أما عن آدم .. آدم أحرف اسمه قادرة على جعل قلبها يخفق وبتناسى اوجاعه، فهو كان الأخ، والصديق، والسند، وها هو جاء ليبقى الحبيب لها، ألا يكفيه ما فعله معها ليأتي لها ويريد التقرب منها، فعل من اجلها الكثير، والكثير، كأخ لها، لا تتذكر انه جاء لها يومًا وشعرت بأنه يحبها .. كأن يتألم بسببها وهي بكل سذاجة كانت تروي له عما بداخلها، وحبها لشخص غيره .. الآن فقط علمت كم هي غبية .. لا تنسى دعمه لها، فقد كان وما زال بهجة حياتها ..

تذكرت دقة قلبها عندما كان بجوارها ونظر لها نظره لأول مرة ينظر لها هكذا .. وقد كان هذا اليوم هو أول يوم تشعر بأنه خطر على قلبها الضعيف .. كانت نظرته عاشقه تروي الكثير، والكثير .. ولكن هي ضعيفة في فهم ما تبوح به الأعين .. لذلك لا تعلم ما بداخلها، الشيء الوحيد الذي شعرت به، بأنها ليست نظرات عادية، إنها نظرات عاشقة .. منذ هذا اليوم وهي لا تكف عن التفكير به .. بل وانها إن رأته صدفة تتعالى دقات قلبها، ولكن كانت وما زالت تظن انها دقات عادية، وما هي إلا خجلًا من آخر مرة كانا بجوار بعضهما ..

الآن عليها أن تقرر .. أما أن تقبل الزواج بجاسر حبها، أما أن تختار آدم الذي يحبها وسيجعلها ملكة متوجه على عرش قلبه .. رغم أن القلب لا يحبه .. أو لا تعلم .. لكن تذكرت انها منذ فترة وجيزة قرأت بوست على تطبيق الفيس بوك وقد كان يحوي على :

"خد اللي يحبك ولا تاخدش اللي بتحبه، لأن اللي بيحبك ده بيحبك فعلًا وهيحافظ عليك وهيستحملك، وهيبقى السند ليك .. لكن اللي بتحبه من اول مشكله هتلاقيه اتغير وبقا واحد تاني انت متعرفهوش"

فركت عينيها بتعب من كثرة تفكيرها .. امسكت هاتفها لترى كم الساعة الآن .. جحظت عيناها عندما رأتها الساعة العاشرة مساءًا .. معنى ذلك انها منذ ساعة لا اكثر تفكر في الأمر .. تنهدت بتعب تاركه العنان للعين بالارتياح قليلًا .. وقد قررت في أن تخرج كل ما بها، وتخبر الجميع بما يشعر به قلبها ..
قرارًا لا رجعة فيه، مهما كانت المتاعب التي ستواجهها بسببه ...

🌸 صـلــووا عــلــى النـبــي 🌸

خرجت من دورة المياة ذاهبة إلى فراشها بتكاسل .. اوقفها هاتفها عندما رأته يُضاء مُعلنًا عن اتصال من احدهم .. اقتربت منه واخذته تقرأ المتصل بعيون ناعسة، تعجبت عندما رأته زوجها .. اجابت بصوت منخفض قلق من اتصاله في هذا الوقت المتأخر .. اتاها صوته الحزين الذي علمت ما الذي حدث معه .. تمتم بهدوء :
كويس إني لقيتك صاحيه .

اميرة بقلق :
مالك يا حبيبي؟ اي فيه؟

أحمد بخنقه :
كالعادة يعني .. مش عارف اعمل اي ولا اتصرف ازاي ؟

أغمضت عينيها بوجع عندما استمعت لصوته الحزين .. لا تعلم ما الذي عليها فعله، زوجها يتألم كل ليلة وهي بعيده عنه كل البعد .. تريد فقد أن تبقى بجانبه، تخفف عنه، ولو القليل .. ادمعت عينيها وتمتمت بصوت مرتعش :
حبيبي اهدي انا جمبك اهو .. وبعدين انت لي ساكت؟ من بكره هنروح لدكتور ونشوف اي ده؟ ومتخفش لو مش عايز حد يسمع صدقني محدش هيعرف بأي حاجه، وكأنك مقولتليش حاجه .. أحمد انا هبقى سند ليك، أسند عليا ومتخفش .. بس المهم متبقاش كده وتوجع قلبي عليك .. بالله عليك ما ترفض .

صمت لبعض الوقت بينما هي تنتظر منه ردة فعل على حديثها، ولكن لا يوجد سوى صوت انفاسة المتسارعة لتتابع هي :
عشان خاطري يا أحمد .

أحمد متجاهلًا حديثها :
اقرأيلي قرأن .. عشان صوتك الوحيد اللي قادر يشيل اي وجع جوايا .

تنهدت بتعب واخذت تتلو آيات القرآن الكريم بصوتها العذب الذي يجعله يتناسى اوجاعه، كما تنه ضبط صوت انفاسة وجعلها طبيعية .. تبقيت هكذا لوقت لا تعلمه .. توقفت عندما استمعت صوت انفاسه المنتظمة التي تدل على أنه ذهب في نوم عميق ..
لا تعلم ما سر هذه الابتسامة التي لاحت على ثغرها وهي تستمع لصوت أنفاسه .. ولكن هي تعشق كل ما يوجد به .. لا تريد أن تراه بهذا الضعف الذي لا يراه أحدًا سواها .. أغلقت الهاتف متوجهه إلى دورة المياة مجددًا توضأت واخذت تصلي قيام الليل مع الدعاء لزوجها بأن يخفف عنه هذا الألم، ويحفظه لها دائمًا وابدًا ...

🌸~~~~~~🌸~~~~~~🌸~~~~~~🌸

تثاءبت بابتسامة بلهاء لا تعلم سببها، ازاحت اللحاف عن جسدها ..
أخذت شهيقًا عميقًا أخرجته بتهدج وهي تضع يديها على صدرها .. ومن ثم تحركت إلى دورة المياة منهيه طقوسها الصباحية ..
خرجت سريعًا إلى المطبخ واعدت فطارًا خفيفًا وذهبت به إلى غرفة اخاها، الذي استقبلها بابتسامة مشرقة متمتمًا بنبرة حانيه :
طب والله الواحد ما محتاج غير انه يشوفك مبسوطه كده، والىاحة باينه على وشك .. بس يا تري اي سر البسمة الجميلة دي؟

وضعت الطعام على الطاولة اقتربت منه خافضة رأسها خجلًا، وبدأت حركة قدميها تتسارع في توتر .. قالت بتلعثم :
عادي مفيش .. بس صاحيه حاسه إني مرتاحه كده .. ومبسوطه .

رمقها بنظرة ذات مغزي وقال :
اه ما انا حسيت الإحساس ده .

نظرت للأسفل وجلست بجواره بهدوء .. فيها لا تجيد الحديث عندما يتحكم بها خجلها .. تابع هو بهدوء بعدما جلس على المقعد وبدأ في تناول الطعام :
لحد دلوقتي يعني مفيش رد لا على ادم ولا على جاسر؟ انا مش عايز اضغط عليكي بس يعني شايفها عيب وطولنا .

اجابت بتوتر وصوت بالكاد وصل إلى مسامع يوسف :
اا .. قررت .

نظر لها سريعًا وترك ما بيده من طعام وقال بفرحة ممزوجه ببعض القلق من إختيارها :
ها؟ فرحيني بقا وقوليلي مين ؟

تلعثمت في الحديث، وهل سيبقى سعيد أم أنه سيحزن بإختيارها؟
تنهدت بهدوء واقتربت منه هامسه في اذنه بخفوت، خرج صوتها مرتعشًا من ردة فعله .. بينما قفز يوسف عدة قفزات تعبر عن مدى سعادته بإختيارها متمتمًا بفرحة :
والله كنت عارف انك مش هتختاري غير كده .

تنهدت بهدوء وقد هدأت قليلًا من ردة فعله التي كانت تظن عكسها تمامًا .. قالت بخفوت :
يعني إنت مش زعلان؟

جلس بجانبها وتحدث وعيناه تنظر إليها بحب :
ازعل؟ انتي هبله يا روز؟ لا طبعا ده انا في قمة سعادتي والله، اه اختيارك، بس اكيد انتي عارفه انه هو ده الصح .. ولو كنت انا شايف انه ده الاختيار الغلط كنت قولتلك لا يا روز مينفعش .. والله واهو بحلف آدم عمره ما هيخليكي تندمي على اختيارك ليه .. آدم بيحبك وهيفرح عشان اختارتيه هو مش جاسر .. وانا المهم عندي انتي وسعادتك .. ومدام اختارتيه هو يبقى القلب مال بـقـااا .

ضحكت من صوته العالٍ وقالت وقد عاود القلق والخوف بداخلها :
طـ .. طيب وجاسر؟ يعني مش هيزعل؟ انا خايف يعني العلاقه اللي ما بينا تدهور .. هو مهما كان ابن عمنا برضو يا يوسف .

تبدلت ملامحه للغضب عندما تذكره، وتذكر طلبه .. وقال :
ابن عمنا اللي إنتي بتقولي عليه ده هو اللي اختار نعمل كده .. هو اللي بعد عننا وجاي بعدها يطلب طلب غريب .. انا لحد دلوقتي مصدوم منه .. بس انتي متقلقيش انا هروح اكلمه دلوقتي وهحل الخلاف ده .. عشان كمان ميحصلش حاجه بينه وبين آدم .

اماءت بتفهم ليتابع هو بمرح :
انتي مخلياني قاعد جمبك لـيييي؟ ده فيه شخص مستني ردك ده من خمستاشر يوم وانتي متتوصيش بصراحه .. فضلتي المدة دي كلها بتفكري .. وهو يا حبة عيني كل خمس ثواني بيتصل بيا عايز يطمن ويعرف هل رديتي ولا لا .. والله صوعب عليا اوي .

ضحكت بصخب وقالت :
صوعب؟ انت البت وعد لو سمعتك بتقول كده هتغير رأيها .

يوسف بغيظ :
تغير رأيها؟ ده انا اموتك واموتها .

روز بضحكة :
وانا مالي طيب؟

انهت جملتها تزامنًا بدلوف جميع الفتيات على رأسهم وعد التي هتفت بصوت عالٍ محركة يديها عاليًا مع رقصة خفيفة بخصرها :
لما الحياة تكشرلك عارف تعمل إيه ؟.
عـوم واتمخطــر عــوم واتمخطـر .

شهقت عندما رأته أمام عينيها ينظر لها كاتمًا ضحكته .. ذهبت تختبيء خلف روز مما جعل الجميع ينفجر ضاحكًا عليها، خرج هو لتنظر عليه بخجل ليغمز لها محركًا شفتاه بلا صوت قائلًا كلمة واحدة فقط "بحبك" اخفضت رأسها خجلًا منه ومن الفتيات الآتي ينظرن عليها بنظرات تعلمها هي ..
لكزتها روز بخفه وقالت :
متسرحيش اوي كده .. اه الواد شبه يوجين بشعره الأصفر ده بس معلش .

نظرت لها شزرًا لتكمل أميرة بغيظ :
نسيبنا من وعد دلوقتي .. بس طبعا متفرحيش دورك جاي يا حلوه .. خلينااا بقا في الهانم اللي مش باينه اصلا وشبه قافله تليفونها ومش بتكلم حد .. ومحدش فينا يعرف حاجه عنها .. شوفي كده هتبرري موقفك ازاي؟ ولعلمك يعني احنا مش هنتراضى بسهوله .. لا لا ده احنا زعلنا وحش اوي .. عشان انا زعلانه منك بجد .

لوت حياه شدقيها وهي تصدر من بينهما صوتًا يدل على السخرية .. قالت وقد تمكن الزعل من ملامح وجهها :
وانا اعمل اي؟ اللي المفروض هيا اختي والبيت جمب البيت .. كل ما اجي كانت تتلكك بأي حاجه ومكنتش ترضى تقابلني .. وحته لو لقيتها قاعده بتتحجج بأي حاجه تانيه .. متعرفش إني مقدرش اعيش من غيرها؟ وإني يتيمه من غيرها .. انا مالي باللي حصل، احنا صحاب واخوات .. لي عملتي كده؟ لي بتعاقبيني في بعدك؟

انهت حديثها بدموع تتلألأ بمقلتيها .. اقتربت منها روز متمتمه بحزن :
انا اسفه بجد .. بس والله ما كان قصدي، انا كنت بس عايزه اخد راحتي في التفكير .. مكنتش عايزه حد يخليني اختار أو يسيطر على مشاعري .. كنت عايزه اختار الشخص اللي عقلي وقلبي يختاروا انه هو ده اللي هكمل معاه الباقي من حياتي .. انا طول الفترة دي كنت تعبانه من كتر التفكير، والقلق، والتعب النفسي والجسدي .. انتي مش حد ولا وعد وأميرة حد .. بس اعذروني وحطوا نفسكوا مكاني ومتزعلوش مني .. وقت وعدى وانا اسفه عليه اوي .. بس اهو رجعت واللي ميزهقش بقا .. والله بحبكوا ومش عايزه حد مني يزعل وإلا مقولكوش على اللي هعمله .. انا بقولكوا اهو .

اقتربت منها الفتيات يحتضناها بإشتياق وأولهم حياه التي زرفت دموعها بغزارة، لا تعلم إنها بسبب صديقتها أم بسبب ألم قلبها الذي لا ينتهي .. ولكن هذه التراكمات .. وعدم بوح ما في القلب ...

هتفت أميرة بفضول :
طيب قوليلنا بقا هتبقى إن شاء الله مرات مين؟

روز بخجل :
هتبقى سلفتي أجمل حد في حياتي .. واكتر واحده مستحمله وجعي ونكدي وكل ما فيا .

نظرت لها حياه بعدم تصديق، اماءت الأخرى بخجل لتضع حياه يدها على فمها اثر صدمتها وتقترب منها تضمها إليها متمتمه بفرحة ظهرت جليًا في نبرتها :
وانتي هتبقى أحلى واجمل مرات اخ في الدنيا .. يلهووي والله ما مصدقه .. لا لا انا هروح افرح آدم .. ده حالته صعبه اوي والله .

انهت حديثها بقيامها من الفراش ذاهبة للخارج .. امسكت بيدها روز بسرعة وقالت :
متروحيش عشان يوسف سبقك .. وزمانه دلوقتي قاعد هو والشله كلها .

أميرة بغمزة :
يعني كده هتبقى بدل الفرحه فرحتين إن شاء الله .. وهنبقى كلنا متجوزين، ده غير اننا إن شاء الله هنعمل فرحنا مع بعض، هييييح بقا .

حياه بصدمة :
أميرة؟ وهييييح؟ مش مصدقه وحاسه إني في حلم .. عمل فيكي اي يابنتي الواد؟ ده انتي مكنتيش كده خالص خالص يعني .

روز بضحكة :
انا خايفه ابقا زيها .

أميرة بخجل :
اي يا بنات؟ خلاص بقا كسفتوني .. هيا كلمه طلعت بعفويه كده .. وبعدين انتو صحابي .

وعد :
الفرحه التانيه حياة بقا .. اللي كانت مش عايزه تطلع إلا لما نجبلها روز .. بس طلعت بعد معاناة مني ومن أميرة .

حياه :
اعمل اي؟ قدري أحب ويبقالي صاحبه مبتحسش .. جبله .

روز مازحه :
الله .. ميبقاش قلبك ابيض يا حياتي .

أميرة :
والله يا بنات انا مبسوطه اوي بجد .. صحبتي هتبقى مرات اخويا ودي في حد ذاتها حاجه جميله جدا .. صحبتي التانيه هتتجوز برضو مع اللي مرتحاله .. وهنعمـل فرحنــاا مع بعض .

انفجرت الفتيات ضاحكة عليها .. تمتمت وعد :
من بكره هنبدأ في تحضير كل حاجه واي حاجه .. مش عايزين اي حاجه تفوتنا .

أميرة :
المهم العرسان بقا يساعدونا برضو .. بس الاول نشوف الرجاله هتقرر اي .. أو هيعملوا اي اصلا .

روز :
انا من رأيي بقول تعالوا نعمل فشار ونسمع اي حاجه كده، عشان انا من كتر توتري تعبت بجد .. فـ خلوني أنسى التوتر ده .. انا والمسكينه حياه .

أيدتها حياه في الرأى وقامت بالذهاب معها إلى المطبخ لفعل الفشار، والحديث عن ما يشعرون به من توتر، وخوف من الأيام المقبله ...

أما عن وعد وأميرة قاما بتوضيب الغرفة ووضع المقاعد أمام التلفاز يحاولان جلب شيئًا مضحكًا لكي يخففان عن بعضهما ما تفعله بهما الأيام، بالضحك سويًا ...

🌸~~~~~~~🌸~~~~~~~🌸~~~~~~🌸

جالسًا بجانب صديقة في توتر ملحوظ .. يهز قدمه بقلق .. يقضم أظافره، ينتظر من أن يتحدث لكي يطمئن قلبه .. تحمحم يوسف بهدوء قائلًا بحزن مصطنع :
مش عارف اقولك اي يا صاحبي والله؟ انا مش عايز اخسرك بجد .. بس في نفس الوقت القلب وما يريد بقا .. بس اوعدني إن بعد اللي هقلهولك ده تفضل معايا وصداقتنا تفضل زي ما هي .

نظر له بتوتر أكثر من ذي قبل .. أوصاله ترتعد .. بدأ العرق يتصبب منه كمن يركض لوقت طويل .. تتسارع نبضاته .. كل هذا في أقل من ثوانٍ .. تمتم بهدوء ونظره حزينه جاهد الا تظهر :
احنا هنبقى ديما صحاب يا يوسف .. حته لو حصل اي .. متخفش .

كتم يوسف ضحكته بإعجوبة وقال :
هنعمل اي في القلب بقا؟ بيختار ناس غريبه كده .. بيبقى فاكر انهم هما اللي هيبسطوه .. ااه بس نعمل اي ؟

آدم بنفاذ صبر :
اخلص يا يوسف .. كفايه وجع قلب لحد كده .

اعتدل في جلسته محاولًا الهروب خفيه دون أن يشعر به .. فهو يعلم جيدًا أن ما فعله لن يمر مرور الكرام .. فهو تلاعب بقلب يُحب وسوف يكون العقاب قاسٍ جدًا عليه .. ركض للخارج بسرعة جنونية قائلًا بصوت عالٍ :
مبــااارك عليك .. هتبقى نسيبي .. يــااا بـوو نســب .

جحظت عيناه لثوانٍ محاولًا استيعاب ما تفوه به هذا الأبله .. لقد قال "مبارك عليك" .. فهذا يدل انها اختارته هو ليس بجاسر .. مسد على وجهه بفرحة ودموع تتلألأ في مقلتيه أثر فرحته بها وبأنها سوف تكون له .. بعد معاناة منه، سوف تصبح زوجته ويحق له أن يضمها إلية في اي وقت وكل وقت .. إبتسم بخفه ومن ثم تذكر هذا المجنون، والذي كان سببًا في قلقه هذا .. ركض سريعًا للخارج لكي يلحقه متوعدًا له بالكثير .. ولن يتركه ابدًا .. رأه يركض في أنحاء الحديقة، خوفًا منه

يوسف بضحكة :
يا بو نسب والله بهزر معاك يااااخي .. هو انت مبتحبش الهزار؟

نظر له آدم شزرًا وجز اسنانه بغيظ وقال :
ده هزار ده؟ هزارك مش في وقته خالص .. وعشان كده والله ما انا سايبك .. بقا انا اكون مستني اللحظه دي وتيجي انت تبوظها عليا؟ انا مكنتش هقطع علاقتي بيك، بس دلوقتي الوضع اتغير .

يمشي بصعوبة ويلهث ملتقطًا انفاسه غير قسمات وجهه المرهقة .. هتف بصوت عالٍ :
آدم خلاص والله ما قادر .. امسحها في روز .. وملكش دعوه بيا .. المهم هيا ولا انا .

قال آدم بعدما جلس على الأرض ملتقطًا انفاسه بصعوبة مستعينًا بقناع الأوكسجين :
عشانها هيا .. بس والله ما هعدي عملتك دي .. يابني ده انت موتني من الخوف .. حرام عليك .

جاء أحمد وعمرو على أصواتهم العالية .. قال أحمد بتساؤل :
مالكم؟ شغالين تتخانقوا زي القط والفار لي؟

عمرو :
سيبك بس وقولنا اي هنفرح قريب ولا اي؟ يا جماعه عايز اتجوز والله .. واتكلم مع البت شويه .

لكزه أحمد بغيظ وقال :
اللي هتتجوزها دي اختي .

عدل لياقة قميصه متمتما بغرور :
وهتبقى مراتي إن شاء الله .

قادم آدم واخذ يرقص بخفه متمتمًا بمرح :
وهبقى عريس يــاا ولاااد .

نظر له أحمد بفرحه لأجل فرحته واقترب منه واحتضنه ليتابع آدم بحنق :
بس الحاجه اللي مش عايزها .. إن الأخ ده ميبقاش نسيبي .

جلس على المقعد واضعًا قدمًا فوق قدم في غرور :
انت على فكره لسا مكتبتش كتابك عليها .. وفي أي لحظه ممكن نرفض .. عادي خالص اوي جدا يعني .

عمرو بضحكة :
ده اي الكلام اللي مش راكب على بعضه ده خالص ؟

بينما نظر له آدم شزرًا ليتمتم أحمد سريعًا :
انا من رأيي يلا خلينا ننجز في كل حاجه .

يوسف مقاطعًا :
لا لا .. انتو لازم تيجوا وتجيبوا كيلو لا كيلين اي حاجه وتيجي كده تتقدم عادي خالص .

أحمد بضحكة :
طب بذمتك احنا بنقعد في بيتنا عشان تقولي نيجي .. يابني ده احنا عايشين هنا اصلا .. عيب عليك .. وخلاص يا سيدي اهو هنمشي دلوقتي عشان هنيجي في الليل وتكون اتوحشتنا .. ونتقدم ونخلي العرسان تقعد ما بعضها ونفصها بقا .. الواحد عايز يتجوز ومش قادر منكم .. يوووه .

انفجر ثلاثتهم ضاحكين على تذمره .. وذهب كل منهما لكي يرى ما الذي عليه فعله .. فمن اليوم ولن يكون يوجد يومًا بدون تعب وتحضيرات للحفل ... حفل مليء بالمفاجأت للجميع ....

يتبــع ..
لقراءة باقي حلقات الرواية : أضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-