رواية الحب بحق الحلقة العشرون 20 بقلم روان عرفات

رواية الحب بحق الحلقة العشرون 20 بقلم روان عرفات 

رواية الحب بحق الفصل العشرون
رواية الحب بحق الجزء العشرين 
البارت 20 
رواية الحب بحق الحلقة العشرون 20 بقلم روان عرفات 
أتى المساء سريعًا، على غير العادة، والذي يوجد من يريده أن يأتي سريعًا .. ومنهم من لا يريده يأتي لشدة توتره بما سيبقى هو به، من خوف، ومشاعر متخبطة ..

كانت تجلس بجانبه تفرك يديها معًا، دقات قلبها تتسارع .. تخفض رأسها خجلًا منه .. أصبح وسيمًا اليوم على غير العادة، عينيه الخضراء المصوبة عليها، كما أنها أصبحت اليوم جذابة أكثر من ذي قبل .. كما حلته الرسمية السوداء التي جعلت عينيها تنظر له دون وعي منها .. فعندما دلفت للغرفة التي يقبعون بها نظرت عليه لوقت تجهله هي .. شعرت وكأنه يعلم كل حركة تفعلها، كما تظن انه يستمع كل ما يدور بداخلها .. أم أنها اليوم فقط لاحظت كل هذه الأشياء ؟! كأنها لأول مرةً تراه، وتجلس معه .. كأن قلبها لأول مرة يخفق !!

أما هو فقد تمكن التوتر من جميع أوصاله .. قلبه يخفق بشده من قربها له .. ينظر لها تارة، وتارة أخرى ينظر للأسفل .. اليوم يشعر وكأنها أكثر جمالًا، وجاذبية من قبل .. يشعر وكأنها تبادله نفس الشعور ولو بالقليل .. قلبه يشعر بهذا، والقلب لن يكذب ابدًا ...

تحمحم بهدوء محاولًا جمع الكلام بداخله .. فاليوم الذي يحلم به منذ خمسة أعوام قد أتى .. عليه إذًا ان يستغل كل وقت به .. قال بحيره :
هو انا مش عارف إحنا نتعامل عادي ولا اي ؟ بس المشكله اننا نعرف كل حاجه عن بعض وتقريبًا كده عايشين مع بعض .. فانا مش عارف هنتكلم ازاي .. زي واحد بيتقدم لواحده .. إحنا مختلفين حته في دي ؟

ضحكت بخفه، لينظر لها نظرة سريعة .. نظرة جعلتها تصمت تمامًا .. تابع هو بابتسامة :
إحنا خلينا نكسر القاعدة دي ومنتكلمش .. بس كل واحد يقول اللي جواه أو مش اللي جواه اوي يعني .. بس يتكلم عن إحساسه، يطمن التاني كده .. انتي فهماني ؟

اماءت بخجل ليتابع بنظرة حانيه :
ابدأ انا بقا .. إن شاء الله يا روز مش هخليكي تندمي على اختيارك ليا .. ويارب اكون الزوج اللي انتي بجد بتتمنيه طول حياتك واللي هيسعدك ويكون ليكي السند .. مش عايزك تخافي من حاجه طول ما انا معاكي .. مش عايز اشوف نظرة الخوف اللي في عيونك، واللي انا شايفها دلوقتي .. ووجعاني .. عايزك تطمني لأني مش هضغط عليكي في اي حاجه .. كل حاجه هتبقى بإرادتك حته الفرح وكتب الكتاب مش هيتعملوا غير لما انتي تحددي ده .. هفضل مستنيكي ديما، حته لمية سنه قدام يا روز .. إنهارده كل اللي عايز اقلهولك إنك تبقي مطمنه طول ما انا معاكي .. وهعمل كل ما بوسعي عشان تبقي مطمنه ومبسوطه .

نظرت له بابتسامة مطمئنه مما قاله .. وقالت بخجل وعينيها تتجول في في المكان أكمل إلا عليه :
بس انا مش هندم يا آدم .. وزي ما انت بتقولي اطمني، انا كمان بقولك اطمن عشان إختياري محدش ضغط عليا فيه .. انا اختراتك بقلبي وعقلـ ...

صمتت عندما انتبهت لما تفوهت به .. ضغطت على شفتيها بخجل .. بينما هو ناظرًا لها بعيون دامعه أثر فرحته، فقد قالت انها اختارته بقلبها وعقلها .. كان يظن انها اختارته ما هو إلا انتقامًا مما كانت تحبه .. إبتسم بإرتياح وقال بضحكه خفيفه :
خلاص متتكسفيش .. المهم إني انا دلوقتي اللي اطمنت .. ها انا بقول نحدد كتب الكتاب .. من رأيي يعني .. لكن لو انتي مش عايزه فبرضو هنعمله .

نظرت له شزرًا ليتابع بضحكة عاليه :
بهزر يا رز .. اي مهزرش ؟

ركضت للخارج سريعًا فهي وصلت إلى منتهاها في الخجل .. ضحك بصخب عليها متمتمًا بخفوت :
البت هتجنني معاها .. بقا دي حد يسيبها كده؟ ده القلب ماسـك فيها اوي يا جـدعــاان .. اصلا الواحد شكله بيحلم .. اه والله .. حاسس إني في حلم وعايز حد يقرصني قرصه تخليني افوق .. أو مش افوق يعني .. عشان هو حلم قمر، بس قرصه تخليني أصدق إني مش في حلم .. وإن ده حقيقه .

انتهى من حديثه تزامنًا مع خروج صرخه مدويه جعلت روز تخرج والجميع يأتوا على اثرها .. دار بوجهه ليرى من الفاعل .. جز أسنانه بغيظ وقال بغضب :
اي يا يوسف يا حبيبي ؟ هو انت مش معاك غيري ؟ ده انا عريس جديد يا خي .. طيب ينفع كده يا ناس ؟

يوسف بلامبالاه :
مش إنت اللي بتقول عايز حد يقرصني عشان احس إني مش في حلم ؟ انا جيت اهو وقرصتك .. مدايق لي بقا ؟

كتم غيظه ليتابع يوسف بذات الامبالاه :
متكتمش حاجه جواك .. طلع كل حاجه وشوف انا هعمل اي .

نظر له بتوعد لينفجر الجميع ضاحكين عليهما وعلى الشجار الذي يكون السبب به يوسف دومًا .. من فرط غيرته على محبوبته ..
جلس الجميع وقد اتفقا على أن يتم كتب الكتاب في أوآخر هذا الشهر .. كما اتفقا ايضًا على جعل كتب كتاب حياه وعمرو في نفس اليوم .. ليسعدا الجميع مع بعضهما، ولأن عمرو كان سيفعل الحفل في مدة أقل، ولكن اتفقا معه على هذه المدة؛ لتمسك الصديقتان ببعضهما ويريدان فعل الحفل مع بعضهما ....

🌸~~~~~~~🌸~~~~~~~🌸~~~~~~🌸

اي اللي انت بتقوله ده يا جاسر ؟ البيت بيتك قبل ما يبقى بيتنا .. متعملش كده وتخلي حاجه زي كده تبعدنا عن بعض .

كان هذا صوت يوسف الحزين على حديث جاسر بأنه يود الذهاب من المنزل ويستأجر منزل آخر له ولإبنته .

جاسر :
مش عايز ابقى حاجه تقيله عليكم .. وعشان روز برضو ، من دلوقتي مش هتاخد راحتها في البيت زي الأول .

يوسف بابتسامة :
برضو ده كلام يا جاسر ؟ يابني إنت ابن عمنا حته لو حصل اي .. هو نصيب يا جاسر ونصيبك مش معاها .. ومتزعلش مني بس انا زي اي اخ بيبقى خايف على اخته .

جاسر بتفهم :
فاهمك والله .. انا اللي اسف عشان من اللي حصلي مفكرتش في اي حد غير بنتي .. كنت أناني فعلا، بس اوقات الوجع بيخلينا نعمل حاجات من غير وعي .

اقترب منه يوسف مربتًا على كتفه وقال :
انا لحد دلوقتي مش عايز أسألك على اي حاجه حصلت .. متفهم وضعك وعشان كده مش عايز اضغط عليك .. بس لو عايز تفضفض مع اي حد ، هتلاقيني موجود وجمبك وبسندك .. إحنا اخوات مهما حصل .

نظر له بحزن .. فهو أخبرهم أنهما إنفصلا عن بعضهما لعدة مشكلات .. لكنه لن يذكر أي منهما .. نعم يريد ان يتحدث ويبوح بما يؤلم قلبه .. ولكن الذي سيقوله سيؤدي لضرر ابنته عندما تكبر .. فهو من اليوم يخشى اليوم الذي سوف تعرف حقيقة والدتها .. كيف لابنته تحمل فكرة أن والدتها تركته وتركتها من أجل رجل آخر ، وافقت على ان تتحمل ألم الحمل، والولادة ولكن بمقابل المال .. كيف ستكون ردة فعلها عندما تعلم كل هذا ؟ كيف ستكون ردة فعلها عندما تعلم بأنها رفضت أن تبقيها بداخلها سوى بأن يعطي لها من المال ما يكفيها طيلة حياتها ؟. لا يوجد حل سوى أن يتحمل هذا الألم من أجل ابنته .. من أجل ان لا تحزن وتبقى بداخلها نقص بما تسببت به والدتها ...

يوسف :
جاسر رحت فين ؟

جاسر بإنتباه :
معاك .

يوسف بابتسامة :
طيب يلا قوم كده وشيل من دماغك فكرة إنك تمشي دي .. اختك قربت تتجوز ولازم تبقى معاها في اليوم ده .

إبتسم بخفه واختفت هذه الابتسامة بمجرد صعود يوسف للطابق العلوي حيث تجلس روز في غرفتها .. طرق على الباب بخفه، ومن ثم دلف فورًا .. إقترب منها وقبل وجنتيها وقال بابتسامة :
عروستي بتعمل اي ؟

روز بخجل :
صحيت مش لاقيه حاجه اعملها .. بس خايفه .

يوسف بضحكة :
آدم مبيعضش على فكره .

لكزته بغيظ وقالت :
ما انا عارفه يا ظريف .. بس .. هو انا بتكلم معاك لي ؟ انت بتاخد كل كلامي هزار .

يوسف بابتسامة حزينة :
هتعيشي معاه هو مش معايا انا .. وهيبقى بيتك هناك مش هنا .. تعرفي لو حد فينا خايف فهو انا .. اه والله .. مش عارف ازاي هعيش عادي كده من غير ما نرخم على بعض .. من غير كا أدخل البيت والاقيكي جيتي من العدم وبتحضنيني وبتقوليلي وحشتني يا سفسيفو .

أطلق ضحكة عالية من هذا الإسم الذي دومًا تناديه به .. شاركته الضحك ليتابع هو بابتسامة :
من بعد ما بقينا لوحدنا وإحنا فعلا ملناش غير بعض .. غير آدم واهو هياخدك مني .

روز بدموع متحجرة :
انا معاك يا حبيبي .. وبعدين وعد هتيجي دلوقتي وهتخليك تلف حوالين نفسك من جنانها .. وجرب كده تقلب عن قناة الكارتون وشوف هيحصل اي .. هتيجي تنام عندي .

ضحك بصخب فهي محقه في كل كلمة قالتها .. قال من بين ضحكاته :
البت دي غريبه اوي .. طفله في نفسها كده، تحسي انها زي ما هي من يوم ما اتولدت .. متعرفش حاجه اسمها خبث والكلام ده .. وصوتها الطفولي اللي بيحسسني إني بكلم بنت اختي .. لا لا وعد حاجه كده جميله بجد .. فراوله .. اه والله .

روز بجانب عينيها :
حبيبي روح فكر فيها في اوضتك .. اوضتي انا محترمه وميتقلش فيها الكلام اليع ده .. يلا يلا عايزه اقعد مع نفسي شويه .

انفجر ضاحكًا وهو يردد كلمتها :
اليع ؟

امسك معدته التي ألمته بسبب عدم سيطرته على نوبة الضحك التي اجتاحته .. تابعت هي بتساؤل وكأنه لا يحدث شيئًا امامها :
اه صح قبل ما أنسى .. كلمت جاسر؟

تنهد بهدوء وقال :
كلمته .. الحمدلله أتفهم الموضوع .. كنت خايف تحصل حاجه ويدايق وبرضو هيبقى هو وآدم مش اللي هو يعني .. بس لقيته متفهم الموضوع بشكل غريب، خلاني استغربت فعلا .. بس ده يدل على أنه فيه حاجه، وحاجه كبيره كمان .

نظرت له بتعجب ليتمتم هو بخبث عندما رأى هاتفه يضاء معلنًا عن اتصال من محبوبته :
اسيبك انا بقا عشان شعنونتي بتتصل .

ضحكت بخفه ليركض هو للخارج سريعًا يتحدث مع زوجته ومالكة قلبه ....

🌸 صلــووا علــي النبــي 🌸

مرت خمسة أيام على خير .. الجميع سعداء بهذا الحفل الذي طال إنتظاره .. الجميع يرى أن الأيام تسير بسرعة إلا شخص واحد فقط .. شعر وكان خمسة أعوامٍ مضت ليست بخمسة أيام !! كما أنهما قاما بتوزيع الأعمال التي سيقوم بها كل منهما .. لكي يأتي للحفل وكل شيء جاهز ...

يجلس بالحديقة مع يوسف يتحدثان عما سيفعلانه ، يريد فقط أن يفعل ما يجعلها سعيده .. يريد دمج كل شيء تحبه ويفعله بالحفل .. تمتم بحيره :
طيب وبعدين في الحيره دي ؟ بص عايز اعمل حاجه متعملتش .. كان نفسي اعمل الفرح في القاهرة .. فيه قاعه هناك كل حاجه فيها زهرة عباد الشمس .. وروز بتحب اللون ده ونفسي اعملها الحاجه اللي هيا بتحبها .

فرك يوسف مؤخرة رأسه متحدثًا بتفكير :
إحنا كده كده مش هينفع نروح القاهرة اصلا لأسباب كتير .. واهمها انك مش عايز تعمل الفرح مختلط .. فممكن نجيب احنا القاعة هنا وهنفرح وهنتبسط من غير ما نتنقل .

نظر له آدم بتعجب وقال :
هنجيب القاعة هنا ؟

اماء يوسف وقال :
ايوه .. هنعمل زي اللي في القاعة .. هو اه حاجه مش ساهله وعايزه شغل جبار مننا كلنا بس اهو نحاول .. وفي الآخر هتطلع الحاجه اللي إحنا عايزينها .

إقترب منه آدم وقبله في وجنتيه متمتمًا بمرح :
مع إنك عملت معايا حاجات مش ولا بد يعني .. بس فكرتك عجبتني وخلاص مسامحك .. يلا يلا خلينا نبدأ من دلوقتي .

عمرو من خلفهم :
اي هو اللي هنبدأ فيه من دلوقتي ؟

روى آدم عما اتفقا عليه هو ويوسف مما جعله يهتف بحنق :
وانا فين من ده كله ؟ ما يعني اكيد انا مراتي بتحب لون غير مراتك .. وزوقها غير مراتك .

يوسف باقتراح :
خلاص نقسم المكان لقسمين .

هتف أحمد باقتراح بعدما استمع لاخر حديث دار بينهما :
لا بصوا كده .. آدم يعمل اللي هو عايزه عادي خالص .. أما عن عمرو فهو ممكن يقعد هنا شويه بعد ما يكتب الكتاب وبعدها ياخدها في حته تانيه .. مثلا تكون محضر مكان وجو رومانسي وكده يعني .

يوسف بضحكة :
اول مره اشوف اخو العروسه هو اللي بيدي إقتراحات للعريس .

أحمد :
بس انت يا ظريف .. وخلينا نحل المشكله .. ها قولت اي يا عمرو .

عمرو بتفكير :
حلوه طبعا وموافق .. بس عايز حد معايا .

أحمد مربتًا على كتفه :
يا خي عيب عليك .. اومال انا رحت فين ؟

عمرو بحب :
هو ده العشم يا بو نسب والله .

أحمد بابتسامة بلهاء :
قلب ابو نسب انت والله .

آدم بسخرية :
ما تسكت انت وهو .. هنشتغلها من دلوقتي ؟

أحمد بجدية :
خلاااااص هنودع الضحك وهنشتغل في الجد اللي بجد .. حلوه دي صح ؟ المهمم انا هبقى مع عمرو هنشوف هنعمل اي .. وانت يا يوسف مع آدم ظبطوا اموركوا بقا .. ولو حد إحتاج التاني يقول ونتجمع كلنا .. تماام .

اماء له الجميع .. ومن ثم ذهب كل واحدٍ منهم إلى وجهته .. ليستعد للأيام القادمة التي ستكون متعبة ولكن في نفس الوقت مبهجه .. فكل واحد تمنى شيء وها قد حققه الله له .. وهذا كافي لجعل كل منهما في سعادة حقيقية ...

🌸~~~~~~🌸~~~~~~🌸~~~~~~🌸

اليـوم التـالـي ....

استيقظت بغضب عندما استمعت لصوت جرز الباب يعلن عن زائر .. والذي لا يكف عن ضغط الجرز، مما أزعجها .. فهي ليلة امس لم تنم من كثرة التجهيزات لليلة غد .. فيوم غد ستبقى زوجة لمن كان السبب في تغيرها للأحسن ..
دورت مقبض الباب بعصبية مستعدة لتعنيف من تسبب في إيقاظها، ولكن ذهبت كل عصبيتها تلك عندما لم تجد أحد .. تجولت عينيها للمكان بتعجب، من ذاك الذي يزعجها ومن ثم يذهب؟ جزت اسنانها بغيظ عندما تذكرت مقالب يوسف فلابد من انه هو .. جاءت لتغلق الباب ولكن عينيها نظرت للأسفل بنظرة عفوية حينما وجدت شيئًا ما في مقدمة الباب ..

فقد كانت صندوقين إحداهما كبير بعض الشيء، والآخر صغير .. رفعت إحدي حاجبيها بتعجب .. لكن فضولها في معرفة ما يحوي كل صندوق جعلها تأخذهما وتذهب إلى غرفتها مجددًا ..
أغلقت الباب بخفه وذهبت إلى فراشها واضعة الصندوقين امامها حائرة في فتح أي منهما، فكل واحدٍ منهما منظره مبهج حقًا، .. قررت اخيرًا في فتح هذا الصندوق الأكبر الذي كان لا يوجد به آية زينة فقط ينقسم إلى قسمين .. قسم باللون الأسود، والآخر بالاصفر .. أشياء حقًا جعلتها تتعجب ...

قامت بفتح الصندوق والذي شهقت عندما رأت ما بداخله .. فقد كانت رسائل لا عدد لها مطوية بعناية، الغريب في ذلك أنهم جميعهما باللون الأصفر وواحده فقط باللون الاسود .. قررت فتحها فهي الوحيدة التي تختلف عن باقي الرسائل .. بدءت في قرأتها بدموع تتلألأ بمقلتيها أثر كلماته التي اخترقت قلبها وجعلت دقاته في تزايد .. وكأنها تهتف بإسمه معلنه عن بداية حبها له وجعلها بداخل القلب الى الأبد ..

"كويس اوي إنك فتحتي الورقه دي الأول .. كنت حاطط ايدي على قلبي وتفتحي اللون الأصفر بما إنك بتموتي فيه .. المهم لو مكنتيش فتحتيها الأول متقوليش عشان متكسفش .. لا بجد هتبقى كسفتي تقيله بعد الكلام والثقه اللي انا فيها دي"..

ضحكت بخفه وتابعت قرأة الورقة بابتسامة زينت ثغرها :
"بما إني عارف إنك مبتحبيش الرسايل الإلكترونيه وكان من السهل عليا إني ابعتلك كل الكلام ده واتس .. بس عارف كمان إنك مبتحبيش غير اللي يكتبلك حاجه، يكتبها على الورق .. عشان الكلام بيبقى طالع من القلب للورقه على طول .. ده غير إنه بيبقى مشغول بالكلام اللي هيكتبه في الورقه دي بس واللي هيا لحبيبته .. بس انا لو كنت قدام ناس الدنيا محدش هيشغلني عنك ابدًا .. زي إنك بتحبي اللي يفاجأك بالحاجه اللي بتحبيها .. وانا مينفعش اضيع مني فرصة إني اسعدك إلا ولازم اعملها عشان اشوفك مبسوطه .. المهم الرساله دي مفهاش اي حاجه حقيقي وعشان ابقا صريح معاكي هيا كلام بس .. بس هيا عشان اكتبلك تاريخ الورقة اللي لازم تقرأيها بعد دي .. اوووعي تبوظي اي حاجه .. التاريخ اللي هقولك عليه افتحيه .. ماشي يـا .. رز .

إنسالت دموعها على وجنتيها لا تعلم سبب نزولها .. تلك الابتسامة التي تحتل ثغرها لا تعلم ايضًا لماذا ؟ دموع فرحة بما يفعله من اجلها، فقط لأجل انه يعلم انها ستبقى سعيده بهذا الشكل فعله ..

اخذت الورقة التي تليها بالتاريخ الذي يوجد في آخر الورقة التي قرأتها .. فتحتها وكلما قرأت كلمة زادت إبتسامتها إتساع .. قرأتها مرة أخرى بصوت عالٍ نسبيًًا بفرحه بينما قلبها يرفرف عاليًا مما تقرأة عليه .. فهذا اليوم من اجمل الأيام لديها ..

"برضو كده تكسبي وتخليني انا اللي اخسر، كده تنسي إني انا اللي معلمك الرسم وتفوزي عليا ؟ طب راعي إني أكبر منك .. بس يلا هنصفي حساباتنا كلها .. حسابايه حسابايه .. هو انا لي بتكلم كده ؟ طب بصي المهم يعني هو إني مش عايز افضح نفسي واقولك إني مكنتش برسم وكنت ببص عليكي .. ده غير كمان إني لحد دلوقتي مبسوط باليوم ده .. ده غييير لما كنتي جوا حضني .. هيا حركة عفوية وخلتني ادايقت من نفسي .. عشان مكنتيش ليا في الوقت ده .. بس مش قادر مفتكرش .. عيونك كانت بتبصلي غير اي مرة .. اتبسطت عشان كده، وحسيت إنك حسيتي بمشاعري ولو شوية .. قولي ايوه ومتوجعيش قلبي .. ها ايوه ولا ؟؟

اماءت بخجل وضحكة خفيفة، ومن ثم اكملت قرأتها بخجل وكأنه امامها :
"كمان مش عايز اقولك برضو إني في الوقت ده كنت مغيب تمامًا عن الدنيا واللي حواليا .. اه والله .. كانت عيونك وخداني لدنيا غير الدنيا .. يــووه انا لي بقول الحاجات دي ؟ خلي الباقي هتعرفيه لما تبقي معايا .. هيا حاجه اكيد دايقتك بس عايز اشوف خدودك هي وبتتحول للون الأحمر في ثواني .. يلا للرساله اللي بعدها .. واوعي اسمعك بتقولي زهقت أو تعبت .. انتي اللي عايزه وانتي اللي بتحبي الرسايل .. يلا بقا هتوحشيني في الثواني اللي بتفتحي فيهم الورقه التانيه"

أمسكت الورقه التي تليها وقامت بفتحها .. كانت تحوي على جملة واحدة فقط وهي "اطمنـي طـول مـا انـا معـاكـي"

ولكن تبين أن هناك حديث آخر لتقرأة وتصدح منها ضحكة خافته من حديثه ..
"اتعودتي طبعا على إني ابقى رغاي .. بس المره دي هسكت عشان الكلمه كفايه .. وعلى فكره انا بكتب وباكل رز باللبن .. الرز اللي مكنتش بحبه بس حبيته عشان إسمك .. إسمك اللي عمري ما اعترفت انه اسمه روز .. لااا هو اسمه رز وخلص الكلام .. الرساله اللي بعدها بقا .. لا لا ااااستني مفيش رساله بعدها .. دلوقتي روحي للصندوق التاني .. وبرضو اوعي تكسفيني وتقولي إنك فتحتي الصندوق الصغير الأول، والله اروح فيها .. المهم يلا افتحيه .. اشوفك هناك بقا .."

وضعت الرسائل مجددًا داخل الصندوق ومن ثم وضعته جانبًا لتأخذ الصندوق الآخر تفتحه بلهفة .. وضعت يديها على فمها اثر صدمتها بما يحوي الصندوق أمسكت الفستان بكلتا يديها ناظره إلية بفرحة ظهرت جليًا في عينيها .. فقد كان فستان صفير جدًا اصفر اللون كما تحب .. بجانبة ورقة مطوية بعناية .. قامت بفتحها وقرأت ما تحتوي عليه وكانت تحوي على ..

" اوركيــد .. زهرة الاوركيد .. اول تحدي بينا .. اول نظرة صريحه بينا .. اول مره احس إنك حاسه بيا وباللي جوايا .. اول مره احب ابص في عيونك اوي كده .. المهم اي رأيك في إسم اوركيد ؟ بفكر اسمي بنتنا كده إن شاء الله يعني .. عشان تبقى ثمرة حبنا .. ونحكيلها اللي حصل وسبب تسميتها بالاسم ده .. يلا بقا اشوفك بكره لما تبقي مراتي ولابسة دبلتي وبقيتي ليا قدام الكل يا ام اوركيد .. اه صحيح نبقى نتفق كمان على باقي اسامي عيالنا "..

انفجرت ضاحكة عليه .. فهما غدًا يوم كتب كتابهما وهو من الآن يجلب اسامي وثياب لأطفالهما .. إبتسمت بخجل واضعة يدها على وجنتيها التي تبدل لونها للإحمرار أثر حديثه .. من يوم واحد فقط وهو جعلها هكذا .. ماذا سيفعل بها في الأيام المقبلة ؟ هل القلب سيتعلق به وينسى اول حبٍ له أم سيبقى كما هو؟ هل سيجعلها تطمئن طوال ما هو بجانبها أم لا ؟ كل هذه الأسئلة تدور بمخيلتها تجعل فرحتها بالذي فعله لا تكتمل .. فالخوف عندما يتمكن من صاحبه يقتله .. خوف من الفراق !!

اخذت تعيد قراءة الرسائل التي قامت بقرائتها مسبقًا بقلب سعيد حقًا بما يراه .. محاولة منها عدم الاكتراث بهذه الأشياء التي تدور بداخلها ....

فما أجمل أن يبقى لديك شخص يفعل كل الأشياء التي تسعدك .. وتجعل قلبك ينير .. شخص يقتنص كل الفرص لجعل الابتسامة دائمًا تزين محياك .. شخص واحد فقط هو الذي ستشعر بالذي يفعله .. فقط لأنه الشخص الصحيح ..

🌸~~~~~~🌸~~~~~🌸~~~~🌸

- اي اللي انت هتعمله ده ؟

= ياريت يعني تشوف اللي هعمله وانت ساكت، ولو مش عايز تساعدني يبقى امشي ومتصدعنيش .

- يا خالد انا خايف عليك من اللي انت بتعمله ده .

خالد بهدوء مريب :
لا متخفش .. مفيش حاجه هتحصل .. هيا بس هتكون قرصة ودن .. عشان مش انا اللي أحب وياخدها غيري .

نظر له بتوتر بما سيحل بهما إن إنكشفت ألاعيبهم ..
تنهد بقلة حيلة من أمر صديقة والانتقام الذي ملأ قلبه ...

يتبــع ....
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-