رواية الحب بحق الحلقة السادسة عشر 16 بقلم روان عرفات

رواية الحب بحق الحلقة السادسة عشر 16 بقلم روان عرفات
رواية الحب بحق الجزء السادس عشر 
رواية الحب بحق الفصل السادس عشر 
البارت السادس عشر 16
رواية الحب بحق الحلقة السادسة عشر 16 بقلم روان عرفات 
نهض من مكتبه ليستلقي على فراشه، حاول عدم تفكيره بها، ويحلم بأشياء ساذجة .. نظر إلى سقف غرفته، وهو تذكر هيئتها اليوم، وكأنه ليس كان منذ لحظات لا يود التفكير بها .. ولكن القلب يريد، ولا يوجد سلطة على مبتغات القلب ..

تذكر عندما انقضى الحفل وهما في عودتهما، حيث صعدت هيا وفتاة أخرى علم انها اخت ليوسف مع والدته، ومن الواضح ان والدته تحبها من كثرة حديثهما طوال الوقت إلى ان اوصلهما منزلهما .. تذكر عندما جاءت لتصعد السيارة، نظر إلى فستانها السكري الذي ينزل بأتساع مناسب، ولكن طبقته العلوية الشفافة تنزل باتساع تعطي للفستان مظهرًا جزابًا، فهو طبقات تعلو بعضها، بينما الأكمام الشفافة، ترتدي اسفلها بدي من نفس اللون، مع هذه الأزهار التي من اللون الوردي، واخيرًا خمارها اللف الذي من نفس اللون الذي كلما رأها به يشعر بشيء غريب يتسرب بداخله، ليصل إلى قلبه يعزف على اوتاره ...

كما تذكر عندما وصل إلى منزلها وجاءت لتهبط من السيارة، تلاقت اعينهما في حديث طويل، كانت نظرتها هي غير مفهومة، غامضة، مكسورة، يوجد بها الكثير، والكثير من الآلام، خجلة في ذات الوقت ...

أما عن نظرته هو، فقد كانت مطمئنة، تحاول بشتى الطرق ان تجعلها تطمئن .. بها بعض الفضول لمعرفة سبب حزنها .. كما في هذا الوقت تحديدًا تذكر صراخها عليه عندما رأته عاري الصدر .. ولكن ما يستحوذ على أفكارة حقًا .. هي معرفة لماذا ما الذي يجعلها حزينة هكذا، فعينيها متعبه ومنهكه من كثرة الحزن .. هذا ما استنتجه عندما نظر إلى عينيها .. يود فقط أن يمحو هذا الحزن من عينيها، يريدها أن تزهر .. فمنذ أن رأها وهي هكذا... دائمًا ذابله !!

اخرج تنهيده قوية محاولًا منه عدم التفكير بها، اغمض عينيه يحاول النوم .. فاليوم كان متعب حقًا، ولكن فرحة اخته وسعادتها التي كانت واضحه جعلته يتناسى تعبه طوال الاسبوع الذي مضى .. كما انه مطمئن إلى حد كبير في أحمد وفي اختياره له والموافقه عليه .. فهو خير الزوج وأهل ليعتمد عليه ...

🌸 صلــوا عـلــي النـبــي 🌸

فتحت عينيها ببطء وابتسامة تزين ثغرها، عندما تذكرت يوم أمس وحديثه الذي جعلها تطمئن حقًا، واخيرًا أنها أصبحت زوجته .. رفعت يديها تناظر هذه الدبلة التي زينتها وجعلتها أجمل .. احتضنت كف يدها بابتسامة وخجل مما تفعله .. ابعدت اللحاف عنها وقبل ان تضع قدميها في الأرض إستمعت لصوت إشعار مُعلنًا عن وصول رسالة .. امسكت هاتفها لترى انه رقم غير مسجل مرسل لها بعض من الصور .. ضغطت عليه بتعجب وسرعان ما تعرفت على هوية صاحب الرقم .. إنفجرت ضاحكة مما رأته .. فقد كانت صور ليده بالدبلة مع رسالة تنص على ..
"شايفه الدبلة مخليه إيدي حلوه ازاي .. والله قمر"

انتقلت للصورة التي تليها، وقد كان يضع يده على وجهه لتتبين دبلتها .. كما أنها تحتوي على ..
"ثانية كمان وهبروز إيدي .. اه والله .."

اتسعت إبتسامتها ومن ثم ذهبت لآخر صوره .. حيث كان يضع يده على فمه جاحظًا عيناه بصدمة مصطنعة مثل يوم امس بحركة مرحه للغاية، قائلًا :

" أجمل صباح الخير يا مراتي .. بصي بعيدًا عن شكلي ده واللي عامله يا مراتي .. بس انا منمتش الليل من فرحتي يا مراتي .. انتي مش ملاحظه اصلا إني لحد دلوقتي قايل مراتي تلت مرات .. وادي الرابعه .. بس هيا كلمه حلوه .. مراتي .. الله .. يلا بقا اسيبك شويه وهرجعلك تاني يا .. مـراتي ."

ضحكت بصوت عالٍ وهي تضع يدها على وجنتيها، التي تضخ حرارة من حديثه الذي جعلها تخجل .. اخرجها من شرودها صوت رنين هاتفها برقم مسجل بـ
"رفيقة الروح" اجابت بابتسامة متمتمه :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وعد :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. من غير سلام ولا كلام .. قوليلي رقصتوا امبارح .

أميرة بضحكة :
لا والله .. وبعدين ما إنتي اهو قولتي السلام؟

وعد بصدمة :
ازاي يعني ده ؟ ازاي مترقصيش يا اميرة ؟ ازااااي بس فهميني .

انفجرت ضاحكة متمتمه من بين ضحكاتها :
يابنتي مالك ؟ فيها اي يعني لو مرقصتش معاه ؟

وعد :
لا اصل يعني هتعملوا اي غير الرقص .

أميرة :
عادي قعدنا واكلنا وانا كنت متوتره وخايفه .. طمني اوي اوي بكلامه اللي قالهولي ومبقتش خايفه من حاجه .. وبعدها مشينا عشان برضو كان حاسس إني مكسوفه منه .. محبش يتقل عليا بس .

همهمت وعد لتتابع :
بس اشمعنا الرقص يعني ؟

اجابتها بهدوء :
لا بس عشان بحبه .. وافلام الكارتون حببتني فيه اكتر .

أميرة :
طيب روحي روحي .. افلام كارتون قال .. عايزه اصلي .

أغلقت معها سريعًا ومن ثم ذهبت إلى دورة المياة، تتوضئ وتؤدي فرضها وتدعي ربها ان يحمي زوجها ويجعله زوج صالح لها ...

🌸 صلــوا علــي النبــي 🌸

كانت تجلس أمام غرفة العناية المركزة، حيث كانت تجلس مع زوجها يتفقان على ما سيفعلونه يوم زواجهما .. فمنذ ثلاثة ايام فقط اتما كتب كتابهما ، وإذ به ، والدتها تصرخ من ألم معدتها .. لا تدري ما الذي حدث بها ، ولكن هي لاحظت في الآونة الأخيرة انها لا تأكل كثيرا وان سألتها تجيب بأنها ستأكل وقتًا اخر .. كما لاحظت ايضا تمسكها بمعدتها عندما تبقى لوقت طويل في المطبخ .. أخذت دموعها تأخذ مجراها فوق وجنتيها واخذت تعنف نفسها بأنها لم تعتني بها .. ليقترب منها وهو يجفف دموعها بأنامله متمتمًا بحب :
حبيبي اهدي هتبقى بخير والله ، وبعدين انتي قولتي انها بتمسك معدتها كتير ومبتقدرش تاكل اي حاجه فيها شطه .. يعني اكيد دي حصاوي وقامت عليها .

تحدثت ببحه وصوت مرتعش اثر بكائها :
اا .. انا خايفه عليها اوي .. الدكتور لي مطلعش وطمني عليها ؟

أخذ يديها وضمها إلي يديه يمسد عليها بحنان متمتمًا :
انا قولتلك اي ؟. طول ما انا معاكي مشوفكيش خايفه .. ماما هتبقى كويسة والله .. امال مين هيوقف في صفي لما اشتكيلها منك .. ها مين ؟.

تبسمت أميرة رغمًا عنها وقالت بجانب عينيها :
على فكره هيا مامتي انا .. هتسيب بنتها وتوقف معاك انت ؟

انهت حديثها بضحكة سخرية بينما ضحك هو عليها ، نظر لها بحب .. أصبحت زوجته منذ ثلاثة أيام فقط .. من الآن ينتظر اليوم التي ستكون بمنزله، يقسم انه لن يجعلها حزينة يومًا .. لن يجعل هذه الضحكة التي تنير عتمته ان تتلاشى، وكيف يجعلها تتلاشى وهي سر سعادته في هذه الحياة .. كما يقسم ايضًا انه لن يجعلها تغفو يوما خارج احضانه، فهي قادرة على أن تجعل قلبه يرفرف فرحًا كلما تبسمت .. كلما كان السبب في جعلها تضحك وتتبسم وتتبين غمازتيها الغائرتين التي تجعلها تشبه الأطفال في برائتها وجمالها الطفولي ، يشعر بفرحة عارمة وكأنة أتم إحدى انتصاراته عندما جعلها تضحك .. دائمًا ما يقول لها "لا اود ان اراك ِخائفة أنني معك ولا يوجد شئ تخافين منه" ولكن في الحقيقة هو من يطمئن بوجودها بجانبه .. لا يرى السعادة إلا برؤيتها إمامة بعينيها البنية والتي يعشق ان يطيل النظر إليهم ؛ فهما بالنسبة له الحياة ..

قطع شروده بها يديها التي اجفلته من دون سابق إنذار او معرفه بما ستفعلة .. ذهبت به حيث ركنة ما بين غرفة والدتها وغرفه اخرى لا تدري لمن ، وتبقيت هي إمامة وعينيها على شئ ما ، وكأنها تحجب الرؤية عنه بفعلتها تلك .

صدحت صوت ضحكتة الرجولية التي جعلتها تكز اسنانها بغيظ وتشعر بنيران بداخلها لا حصرى لها .. بينما تحدث هو بخبث من بين ضحكاته :
اي اللي انتي بتعمليه ده ؟ لا لا عيب عليكي ده احنا في المستشفى وقدام الناس ، وكمان ملناش تلت ايام كاتبين كتابنا ؟ امال هتعملي اي بعدين ؟

تمتمت بغضب وهي تنظر إلى هؤلاء الفتيات الآتي ينظرون إليه بكل جرأة : اسكت خالص ومسمعش صوت ضحكتك .. تمام .

انفجر ضاحكا هذه المرة عندما رأى ما يغضبها ، فحبيبته تغار عليه .. طافت بسمة ماكرة على ثغره وقال :
محسساني انك طويلة اوي .. ده انتي مش مغطية النص التحتاني حتى .. وشايفيني اهو .

أنهى حديثة بضحكة اقوي من ذي قبل بينما هي على وشك البكاء من فرط غيرتها عليه لتتحدث بغضب :
انا قولتلك اي ؟ متضحكش تاني، وبعدين اي اللي يضحك في كده انا عايزه اعرف .. عادي انا جيباك هنا عشان تشوف المكان .. بيهدي الأعصاب .

تحدث وهو يقترب منها من الخلف هامسًا بجانب أذنها بمكر :
قولي انك غيرانه عليا .. ومش قادرة تستحملي نظرات البنات ليا .

استدارت لكي تواجهه وقالت بتوتر :
انـا اغير .. لا طبعا .

نظر لها بجانب عينه وتمتم :
لا غيرانه .

قالت بعصبية :
اه غيرانه .. جوزي حبيبي ولازم اغير عليه ، ولا انت شايف اي ؟

نظر إليها وزاد مكره وتحدث بهمس وابتسامة محببه :
انا شايف ان كلمة جوزي حبيبي طالعه منك زي العسل .

جزت اسنانها بضيق وقالت :
اسكت ، وبعدين مالك مبسوط كده ؟

أشار إلى نفسه وقال :
انا ؟. ابدا والله .

ضيقت عينيها ليتابع بخبث :
الا قوليلي انتي مدايقه لي كده ؟

نظرت إليه بغضب جامح وتمتمت بغيظ وصوت بدأ يعلو كلما زاد حديثها :
يعني انت مش شايف البنات اللي بيبصولك دول ، واللي تقول شايفه شكله حلو ازاي ، والتانيه ترد عليها اه ده يجنن ده انا متبعاه من اول ما دخل المستشفى وهموت ويكلمني .. هما ميعرفوش ان الحاجه دي حرام يعني ولا اي ، وميعرفوش انك متجوز ؟ امال الدبلة دي بتعمل اي ؟

نظر إليها بمكر وإبتسامة زينت محياه على غيرتها المفرطه عليه لكنه تحدث إليها بهدوء :
يا حبيبي أغلب الناس متعرفش كده .. احنا مش هنحجب الرؤية عن الشخص اللي بنحبه .. المهم الشخص اللي معاكي ده هيقدر غيرتك وهيبقى مكتفي بيكي ولا لا .. ولو مكتفي بيكي يبقى مش هيبص ولا هيتبسط لنظراتهم دي .. هيبقى مبسوط عشان حبيبته غيرانه عليه مش اكتر ولا اقل من كده ، وحاجه كمان اللي هيبص .. هيبص عادي ومش هيخاف منها... لكن اللي مش هيبص اول حاجه هيبقى خوف من ربه .. وبعدها عشان اللي معاه مالية عينه وحياته كلها .. وانا مكتفي بيكي عن الدنيا كلها والله ، ومش شايف حد غيرك ولا عايز اشوف .. قلبي اختارك ومن بعد ما قلبي اختارك مبعرفش تكوني قدامي وابص لغيرك .. حتى لو مكنتيش معايا بفضل افكر فيكي ، وبغض نظري عشان ربنا ميعاقبنيش فيكي .. انا مش مستعد إني اخسرك يا فرحة قلبي .

نظرت إلية بتوتر وخجل اجتاحها من بعد كلماته التي اخترقت قلبها ، وجعلته يرفرف فرحًا .. ما أجمل أن يكون شريك حياتك يتعامل مع غيرتك بحكمة .. يتعامل معها بقلب يُحب ويشعر ويعلم بمدى تأثير الغيرة على القلب .. ليس يأخذها نقطة ضعف !!..

أخذت تفرك يديها معا من فرط خجلها .. تعلم أن ما فعلته تافهًا بالنسبة له ، ولكنها لا تعلم ما الذي حل بها عندما رأت الفتيات يتغامزون وينظرون إليه بجرأة، شعرت الدماء تتدفق إلى جسدها بالكامل، فقد كانت على وشك الذهاب إليها لتجعلهما لا يستطيعان النظر بأعينهما مرة أخرى تبسمت بخفه على أفاكرها....فهي تعلم ايضًا انه لم ينظر إلي واحده منهن ؛ فهو قال لها منذ قليل يخشي اذا نظر الي إحداهن ربه يعاقبه بفقدانها ..

تمتم وهو يقطع شرودها وكأنه سمع كل كلمة تدور بمخيلتها :
غيرتك عليا مش تافهه .. بالعكس الغيرة اساس الحب ، ولو مبقاش فيه غيرة ميبقاش فيه حب .. انا اتبسطت عشان حسيت انك عايزه تخبيني عن عيونهم بأي طريقة .. بس لازم تعرفي برضو وتثقي في إني مش شايف غيرك ، ومكتفي بيكي بجد .

تبسمت بخجل وضحكة خفيفة ليتابع احمد بخبث :
وبعدين عرفيهم إني ليكي ولوحدك بدل ما تعملي كده .

قالت بعدم فهم :
أعرفهم ازاي ؟

إقترب منها أكثر من قبل وامسك بيدها بقوة وتمتم :
كده يا روحي .

تشبثت بيده ،ونظرت إلى الفتيات بإنتصار وكأنها تخبرهم انه ملك لها ولا يحق لهم بالنظر إليه ، بينما هو كان ينظر إليها بحب على غيرتها تلك التي تجعلها تتناسى كل شئ وتفعل ما يخبرها به قلبها .. ليعلم انها عندما تغار لا تدري ما الذي تفعله .. تبسم بداخله ..
أنهما منذ ثلاثة أيام فقط اصبحا زوجين وتغار عليه هكذا ؛ كيف اذا بعد ثلاثة اشهر .. ضحك بخفه، ونظر إلي أيديهم المتشابكة بحب وتعجب من هذا القلب الذي كان يتعهد إلا يُحب ، ويبقي احد بداخله ، لكنه عندما جاءت هي اختلف الأمر ، أصبح يتعهد أن يجعلها سعيدة طالما هي بداخله .. ليعلم ان عندما الله يقول لشيء كن سيكون ...

🌸 صلــوا عـلــي النـبــي 🌸

= برضو كده يا ماما تقلقيني عليكي .. حمدالله على سلامتك يا نن عيني .

قالها عمرو وهو جالسًا بجانب والدته في غرفتها الخاصه بالمستشفى .. كما ان الطبيب قال انها لا بأس بها، فهو مجرد تعب بسيط بسبب إجهادها طوال اليوم في متطلبات المنزل .. وسوف تخرج اليوم لأنها بخير والحمدلله ..

اجابته بابتسامة :
متقلقيش يا حبيبي .. انا اهو بخير .

أميرة :
سلامتك يا روح الروح .. ومن النهارده متقوليش على شغل خالص .. دي شغلتي بقا .

احمد :
حمدالله على سلامتك يا ماما .. والله قلقتيني عليكي اوي وكنـ .

عمرو مقاطعًا :
انت تسكت خالص .. بقا يا بو نسب اجي الاقيك زانق البت ما بين بابين وماسك ايدها وبتبصلها وهيمان في نفسك كده .. ده مش شكل واحد قلقان ابدا .

جاء أحمد ليبرر موقفه ويروي لهما ما حدث، لكزته أميرة بقوة جعلته يتأوه بخفوت متمتمًا من بين اسناسه بغيظ :
ايدك تقيله .. مش قادر اكتم وجعي .. طب اعمل اي ؟. حاسس إني زي توم لما بيتضرب ومبيرتحش غير لما يصرخ .

كتمت ضحكتها بإعجوبة بينما هو صرخ متأوهًا من شدة لكمتها له .. لتنفجر هي ضاحكة، تتبعها هو بضحكة .. نظر إليهما عمرو بجانب عينه :
اي هو بيزغزغك يا بت .. وانت بتصرخ لي ؟

احمد محاولًا منع موجة الضحك التي اجتاحته :
لا عادي .. وبعدين واحد ومراته يعني براحتي خالص .

عمرو :
لا متخدش راحتك اوي كده .. بالمعقول عشان متشفوش العين الحمرا .

أحمد بصدمة مصطنعة :
اي داا .. هو انت عيونك حمرا ؟. انا اول مره اعرف كده .

عمرو بلامبالاه :
طيب يلا يا ماما خلينا نمشي .. عشان وحشني الكلام معاكي .

أحمد بخبث :
اه وانا هاجي معاكوا وهقعد مع اميرتي .

ضحكت رقية وأميرة على عنادهما وشجارهما الدائم، ولا أحد يعلم لما هما يفعلان هكذا ؟. ولكن هما مع بعض طوال الوقت ولذلك اصبحا أصدقاء ويمزحون مع بعضهما دائمًا .. تمتمت رقية بابتسامة :
تنورنا يا حبيبي .. يلا يا اميرة اطلعي مع جوزك وانا عمرو هينزلني .

أحمد :
وانا رحت فين يا ماما .. هنزلك مع عمرو .

اجابته بذات الابتسامة :
لا يا حبيبي انت يلا خد مراتك وإحنا اهو نازلين وراكوا .

اماء لها وذهب هو وزوجته ينتظراهما في السيارة .. بينما تمتمت رقية بتساؤل :
مالك يا حبيبي ؟ انا حاسه إنك متغير ليك كذا يوم .. ومش راضيه افتح معاك كلام ومستنياك انت اللي تيجي لوحدك وتتكلم .

فوجئ من سؤالها الغير متوقع، لكنه تنهد بثقل، فكل الطرق غير ممكنه لديه.... حتى الحديث .. قال بابتسامة مزيفة :
مفيش يا ست الكل .. هو شوية تعب بس .. ضغط شغل بقا وكمان بندرس المشروع اللي قولتلك عليه .. لكن مفيش حاجه اطمني .

نظرت إلية وقالت بجانب عينيها :
مش عليا يا عمرو .. يلا احكي .

عمرو بهدوء :
بجد مفيش حاجه .. وبعدين خليني بس اطمن عليكي وبعدها هدور لو جوايا حاجه وهاجي اقولهالك حاضر .

لكزته بخفه في كتفة وقالت بضحكة خفيفه :
يا واد ما انا كويسه اهو .. بس برضو هسيبك براحتك وهيجي اليوم اللي تحكيلي .

قالت جملتها الأخيرة بثقة .. هتف وهو يصفق يده معًا :
ايوه بقا يا واثق انت .

ضحكت بخفه ومن ثم قامت بأحتضانة متمنيه له السعادة وراحة البال ..


🌸 صلــوا علــي النبــي 🌸

في " القاهرة "

كان يجلس في غرفة الجلوس يحمل من الهموم ما تكفيه وتكفي العالم اكمل ، وكأنه رجل في الأربعين من عمره... زوجته حملت مولودهما الأول .. عليه ان يسعد وتنير حياته بعد هذا الخبر ، ولكن يتفاجأ بزوجته ليلة أمس بعد مرور شهرين على حملها... تود ان تفقد هذا الجنين، لا يعلم ما حل بها تغيرت كثيرا في الآونة الأخيرة، ولا يعلم أيضًا ما سبب هذا التغيير ، ولكن بعد أن قالت هذا الحديث ذهبت لغرفتها، والتي تعمد هو أن يستمع لهذا الشخص الذي تتحدث معه منذ ايام او شهور ، وهو لا يعلم .. وقد كانت الصدمة من نصيبه... حيث كانت تتحدث مع شخص وكأنه حبيب لها .. تخبره انها ايام وسوف تتخلص من زوجها وتبقى له كما اخبرته انها تزوجت منه ليس إلا لأجل الأموال التي يمتلكها... فقد كانت الصدمة عليه أضعاف مضاعفة ..
فرت دمعه من عينيه اثر خزلانه بها .. وحبها الذي تبخر، او هو لم يكن موجودًا من الأساس ...

قطع شروده بها وهي تخرج من غرفتهما وترتدي ثيابها تستعد للخروج .. جفف دموعه وتحرك سريعًا تجاهها متمتمًا ببحه :
رايحة فين يا سوسن ؟

سوسن بتأفف :
خارجه .. في مانع كمان ؟

جاسر بصوت بالكاد حاول إخراجه :
طب خلينا نتكلم شوية ، وبعدين امشي .

سوسن بضجر :
بس انا اتأخرت وعايزه امشي .

جاسر بسخرية :
متخافيش مش هاخد من وقتك ووقته .

سوسن بتوتر :
مـ .. مين ؟ وقت مين ؟.

جاسر بهدوء :
تعالي بس وخلينا نتكلم وبعدها اعملي اللي تعمليه .

تحركا سويا حيث غرفة الجلوس .. جلس جاسر امامها والصمت سيد المكان....حيث كان يستجمع ما سوف يقال منذ ساعتين ، ولكن عندما تبقيت هي أمامه فرت كلماته وكأنها لم تكن بداخله .

اخرج تنهيده قوية وتمتم بنبرة حزينة :
قوليلي سبب واحد يخليكي تنزلي ابننا .. سبب واحد يا سوسن .

سوسن :
انا مش مستعده دلوقتي ، ومش عايزاه .. محدش هيجبرني إني اخليه .

جاسر بهدوء ويحاول التحكم في انفعالاته :
طيب مش عارفه ان ده حرام ؟ يا سوسن ده فيه ناس بتتمنى ضفر عيل ، واحنا لما ربنا يكرمنا نروح نتبتر على النعمه ونرفضها ؟

صمت قليلا ثم تابع بتنهيده متعبه :
حالتين بس يحللوا إنك تنزلي الجنين .. الأولى إنك تكوني في خطر من الحمل ده ويكون ده تحت إشراف دكتور موثوق منه؛ لكن انتي الحمدلله مفيش حاجه من كده والدكتور قال إنك كويسه جدا انتي والبيبي .. تاني حاجه .. يكون الطفل ده مات وهو لسه جوه بطنك ، وانتي برضو الحمدلله مفيش حاجه من كده وانتو ولاتنين بخير .. سوسن انتي كده بتقتلي نفس وفيه دليل محرم بكده وكمان إفساد للنسل ..

ربنا قال في كتابه الكريم :

" وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاَللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ "
يعني برضو ده ميجوزش غير لما يبقى فيه تقرير طبي بيقول إنك في خطر ، ولازم تنزلي الجنين .. قوليلي كده انتي عذرك اي ؟

سوسن بعصبية :
اهو إنت من يوم ما بقيت تتكلم في قال الله وقال الرسول بقيت حاجه لا تطاق .

جاسر :
عشان بقولك ان الاجهاض حرام يبقى بقيت لا اطاق ، ولما اعرفك الحاجه دي حرام ومينعش انك تعمليها واللبس اللي بتلبسيه حرام بقيت لا اطاق ؟

سوسن :
انت واخدني كده ورضيت بيا بالشكل اللي انا فيه .. عايز تغير مني لي ؟

جاسر بحزن :
عندك حق .. الغلط مني إني اخترت غلط .. مكنتش اعرفك كده .. طلعتي واحده مبتفكرش غير في نفسها والفلوس وبس ؛ ده انتي رايحه تكلمي واحد مع انك متجوزه ، ودي تعتبر خيانه .

سوسن بضجر :
بص يا ابن الناس انا جبت اخري من العيشه معاك .. انا العيل اللي جوايا ده مش عايزاه ، ولو انت عايزه ومتمسك بيه يبقى ليا شروط .

جاسر بصدمه :
شروط ؟

سوسن بثقه :
اه شروط .. هتقبل بيها ولا ؟

جاسر وما زال تحت تأثير الصدمة :
هقبل .

سوسن بإنتصار وكأنه نجح مخططها :
تمام اوي .. فلوس تكفيني ، وتعوضني عن الشهور اللي هقضيها في الحمل .

جحظت عيناه لثوانٍ من هول الصدمة .. اهي تطلب مال من أجل ان تضع مولودهما الأول ؟!! اي ام هذه !!. كان مصدومًا حقًا فليس هذه الفتاه التي من اجلها ترك اهله وذهب إليها ، كانت تحبه ، وكانت تفعل من اجله الكثير ، وهذا كله ما كان إلا حبًا كاذبًا !!

تمتم بهدوء وحاول إخفاء حزنه فهي لا تستحق أن يحزن من اجلها :
موافق يا سوسن موافق .

نظر إليها متعجبًا فالفرحة ظاهرة عليها أكثر من يوم زواجهما .. لهذه الدرجة تحبه .. ام هو يحبها أكثر منه ؟! ولكن لا يوجد من يحبها أكثر من قلبه .. لا يوجد .. نفى هذه الأفكار متابعًا بهدوء محاولًا منه عدم إظهار حزنه عليها، فهي لا تستحق :
خلاص يا بنت الناس كل واحد يروح لحاله .. بمجرد ما تولدي انا اخد الطفل وانتي تاخدي فلوسك .. وورقة طلاقك هتوصلك مباشرةً .

وقد حدث ما اتفقوا عليه .. فبعد مــرور ستـة اشهــر وضعت سوسن جنينها الأول، والذي كان بمثابة سعادة كبيرة جدًا بالنسبة لأبيه، كما كان يود ان تكون زوجته كالسابق ويحتضنا مولودهما الأول ..
أعطته الممرضة ابنته ليأخذها منها بلهفة لرؤيتها .. احتضنها ومن ثم نظر إليها .. فقد كانت لا تشبه والدتها بالمرة .. فهي أخذت ملامحه هو عندما كان صغيرًا .. أخذ يقبل كل انش في وجهها بدموع تتساقط على وجهها الصغير .. حزين لما وصل الحال به، فأبنته سوف تبقى بدون أم ..
تنهد بقوة واعطاها للممرضة مرة أخرى .. ذاهبًا للطبيب ليعلم منه متى عليه ان يأخذ ابنته ويذهب بها إلى عائلته التي تركها من أجلها، وهي وتركته !!

يتبــع ....
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-