رواية الحب بحق الحلقة الرابعة عشر بقلم روان عرفات

رواية الحب بحق الحلقة الرابعة عشر بقلم روان عرفات 

رواية الحب بحق الجزء الرابع عشر
رواية الحب بحق الفصل الرابع عشر
البارت الرابع عشر
رواية الحب بحق الحلقة الرابعة عشر بقلم روان عرفات 
دلفت رقية بصحبة روز وحياه لداخل غرفة ابنتها تستعجلها لكي تخرج إليهم .. نظرت إليها بعيون دامعة .. اقتربت منها وانتشلتها لداخل احضانها واخذت تدعو لها بالسعادة ..

ربتت أميرة على ظهرها بحنان متمتمه بمرح :
اي يا ست الكل انا لسا قاعده على قلبكوا اهو .

حياه :
انا اعرف إن العروسة بتبقى مكسوفه وكده .. لكن انتي خالص مفيش اي حاجه من الحاجات دي .

تخصرت وهي تتمتم بغرور مصطنع :
مش هرد عليكي وهخلي احمد يرد .

روز بصراخ :
مـن دلــوقتي ؟. ده إحنا لسا بقول يا هادي يا أميرة .

وعد بضحكة :
اه ياختي .. ده انتي مشوفتيهاش من اول اليوم .. ده كانت مسخرة ومبقتش أميرة اللي نعرفها الخجوله دي .

حياه بتأثر :
يا عيني عليك يا احمد يا حبيبي .. يلا ربنا معاك .

أميرة :
طيب يلا يا حياتو .. هتفضلي معايا جوا ومش هتتحركي من مكانك .

حياه باعتراض :
لا والله .. ابقى عزول ما بينكم .. لا ياختي انا مش بحمل الحاجات دي .

أميرة بضجر :
ما انا هموت من الكسوف والله .. وحاسه إنك لما تبقى معانا هيخف شوية .

الأم من خلفها :
يلا يا بنات .. العريس مستني من بدري .. عيب كده .

خرجت أميرة بصحبة حياه، وكلما خطت خطوة واحدة للأمام دقات قلبها تزداد.. دلفت للداخل ولا يوجد من رفع عينيه إليها سواه، عرفت هويته من نظراته تلك، وأنه هو من سيبقى زوجها إن أراد الله.. تود ان تذهب إليه وتخبره يكف النظر عليها، وإلا سوف تلكمة.. إبتسمت بخفه على أفكارها.. أخذت تفرك يديها معًا.. نظرت إليها حياه وضحكت بخفه، لكزتها الأخرى وهي تتمتم بخفوت :
خلي اخوكي يبطل يبص كده .. هيغمي عليا .

أما هو ليس عليه سلطة في نظراته.. فقد عينيه معلقه عليها وعلى فستانها الأبيض الذي ينزل بأتساع مناسب.. يوجد به فراشات من اللون الزهري.. وخمارها اللف الذي من نفس لون الفراشات.. كانت جميلة حقًا .. ووجنتيها تلك التي تغير لونها للون الأحمر في ثوانٍ عندما نظرت إليه.. ابعد نظره عنها والا ستفضحه نظراته تلك...

جلست أميرة بجانب عمرو وحياه بجانب أحمد .. تمتم عمرو للشباب :
طيب تعالوا كده وخلينا نسيب العرسان شوية .

خرج جميعهما وتبقيت حياه بجانبهما .. إقترب أحمد بعض الشيء ليبقى امامها .. نظرت إليهما حياه بتأفف .. أميرة تفرك يديها معًا اثر توترها المفرط .. وهذا المشاكس يظهر عليه التوتر ولا يجيد بدء الحديث ؟.

حياه بتأفف :
لا بقولكوا اي .. هتفضلوا ساكتين كده همشي واسيبكم .. يلا اتكلموا .

أحمد :
شايفه يا حياة الكرسي اللي في آخر الاوضه ده .

اماءت بعدم فهم ليتابع :
اهو روحي اقعدي عليه لحد ما نخلص .

نظرت له بازدراء ولصديقتها التي تحاول كتم ضحكتها .. ذهبت رافعة رأسها بغرور ليضحك بخفة عليها وتشاركة هي الضحك .

تحمحم أحمد منظفًا حلقه.. محاولًا منه جمع الحديث الذي كان بداخله .. فقد كان يوجد الكثير، والكثير من الأحاديث، ولكن تبخرت عندما رأتها عيناه .

أحمد :
عامله اي يا أميرة .

أميرة بخفوت :
الحمدلله .. وانت .

إبتسم لها وقال :
الحمدلله .. بس انهارده الوضع يختلف .

رفعت عينيها ببطء وتوتر في ذات الوقت، نظرت إليه لثوانٍ .. فهي لأول مرة تراه .. أحبت هيئته.. لحيته المنمقة .. والتي هي الوحيدة التي جذبت انتباهها وجعلتها تنظر إليه .. شعره الطويل والذي عادة ما يصففه للأعلي .. هكذا قالت لها حياه .. اخفضت رأسها خجلًا وتمتمت بهدوء :
اشمعنا ؟

أحمد :
هتعرفي كل حاجه يوم كتب الكتاب إن شاء الله .. بس قوليلي .. مش عايزة تعرفي عني حاجه ؟

أميرة بعفوية :
كل حاجه .

ضحك بخفه، بينما هي ضغطت بخفه على شفتيها تعنف نفسها على عفويتها .. تمتم بهدوء :
أحمد المازني .. أكبر منك بـ ست سنين .. المفروض كنت دلوقتي طبيب اطفال .. حصلت شوية ظروف وموت الوالد والوالدة خلاني مكملتش .. كنت وقتها عندي اربعه وعشرين سنه.. سافرت السعودية فضلت سنه هناك ومقدرتش أفضل اكتر من كده، وانا وراجع بقا عملت حادث في بنوته خلتني واحد تاني .. شوفتها وحسيت إنها هيا اللي هتكمليني .. مع إن الظرف ميسمحليش افكر في كده بس مفيش حد له سلطه على قلبه .

ضحكت بخفه ليتابع :
من يومها وانا عارف عنها كل حاجه وأي حاجه .. بقيت مهتم بيها وبكل حاجه بتحبها.. حته عرفت إنها كل فين وفين كده بتسجل بصوتها عن مواقف حصلت مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر.. وانا الحاجه دي حبيتها.

نظرت إليه لثوانٍ جاحظة عينيها لينفجر هو ضاحكًا متمتما من بينها :
يوم كتب الكتاب هقولك كل حاجه إن شاء الله .

أماءت بخفه وعينيها ما زالت مسلطة إلى الأسفل...فهي كذالك تعلم عنه أشياء عدة قد أخبرتها حياه بها...فمنذ أن علمت حياه بأمر أخاها وأنه يريد صديقتها، كانت تجلس معها دومًا وتخبرها عن الأشياء التي يُحبها والتي لا يُحبها...لذالك كانت تتوق للجلوس معه، فهي ليس لديها الجرأة الكاملة لكي تطلب من حياه أن تراه، ففضلت الصمت وها هو أمامها....دام صمتهم ليقطع هو هذا الصمت بجملته التي جعلت قلبها ينتفض من قوتها عليه، جعلتها تذوب في نبرته التي خرجت بصوت هامس، حنون :
إن شاء الله اكون الزوج اللي بتتمنيه .

إرتجف القلب بمجرد سماعه لتلك الجملة التي جعلت نبضه يتسارع بشكل جعلها ترفع يدها لا إراديًا إليه...فقد تبعثرت قوتها التي جاهدت في إستمرارها...تبخر ثباتها الذي تظهر به أمامه...تناثرت مشاعرها التي منذ أن رأته وهي تجاهد لملمتها، لكنه بجملته جعلها تتناثر وليس لديها القدرة الكاملة على السيطرة عليها...فالقلب ضعيف عندما يبقى إلى جوار شبيهه...كانت على وشك الحديث معه بكل أريحية...جاءت جملته وجعلت الدماء تتدفق إلى وجنتيها، وجسدها الذي شعرت ببرودته على عكسها تمامًا ..

تبلدت ملامحها كالجليد...لا تعلم هل الجملة قوية للحد الذي جعلها بحالتها تلك !! أم أنها كانت تتوق لسماعها؟! هي حقًا لا تعلم!

شعرت باللذة...لذة الحب الحلال...الحب الذي مازال في بداية طريقه، الحب الذي طال إنتظاره، والذي كان لا يعنيها شيء في ذات الوقت...فالقلب قبل عشرة دقائق كان مثل قلب طفله لا يوجد بداخلها سوى حُبّ أبويها، والمقربين منها...لا تعرف ما معنى " حُبّ " أو ما الذي يحدث بين العشاق ليجعل قلب كل منهما ينتفض بمجرد دلوف نصفه الآخر إلى المكان الذي يقبع به...أو ما الذي يحدث لكل منهما عندما يستمع لكلمه قالها الطرف الآخر إليه...خرج صوتها مرتعش، يدل على سعادتها بالذي قاله...يدل على إرتياحها له في اول لقاء بينهما...ماذا إذًا في الثاني، والثالث؟! :
وإن شاء الله اكون انا كمان الزوجة اللي بتتمناها .

حياه بصراخ :
يـاهــوو انا هنا على فكره .. مفيش اي احترام ليا خالص كده ؟

أحمد بضحكة :
اي ده ؟. ده انا نسيتك خالص يا حياة .

حياه بغيظ :
اه يا سيدي .. ما هو من لقى احبابه نسى اخته المسكينه .

صدحت صوت ضحكته التي جعلت هذه المسكينة في عالم آخر...ألا يكفيه ما فعلته جملته التي قالها منذ قليل؟! ليأتي ويضحك الآن في هذا الوقت بالتحديد؟! نظرت إليه وهو يضحك وقد تبينت غمازته التي في وجنته اليمنى .. من دون ان يضحك جذاب وجعل قلبها يخفق بقوة .. وعندما ضحك ونظرت إليه أصبح شيئًا آخر...أكثر جاذبية...
ماذا سيفعل في قلبها أكثر من ذلك ؟!..

أتى الجميع على صوت ضحكته.. جلس الجميع وقد اتفقا على أن يتم كتب الكتاب الاسبوع القادم، والذي كانت والدة عمرو معترضه في بادئ الأمر .. فهي إلى الآن لا يوجد شيئًا جاهزًا ، ولكن اقنعها أحمد بطريقته الخاصة وأنه من يوم غد سوف يجلب كل شيء معهما ...

🌸 صلــوا علــي النبــي 🌸
روان عـرفـات 💛

تثاءبت بضجر عندما وجدت شيئًا ما يحركها ويدفعها للأمام .. فتحت عينيها ببطء اثر تعبها يوم أمس . فاليوم بأكمله اخذته في شراء ما يلزمها من أشياء تخص زواجها على هذا المشاكس الذي طوال الوقت يجعلها تغضب من الأشياء التي يفعلها .. تمتمت بنعاس :
يا ماما حرام عليكي .. سيبيني نايمه .. انتي الوحيده اللي تعرفي انا رجعت البيت امبارح الساعه كام .

جاءها الرد بتذمر، ولكن كان من روز :
بترجعي في وقت متأخر يا اميرة؟ ده انتي نسيتي ان عندك صحاب .. مـاشــي.

جاءت لتتحدث ولكن قطع حديثها روز التي صرخت مناديه صديقاتها :
بنــاااات ادخلــووا .

دلفت حياه أولًا ممسكة بيديها "حلة المحشي" مما جعل أميرة تضرب كفيها ببعضهما وتنفجر ضاحكة .. تليها وعد ممسكة بيديها دف قد اشترته مع الفتيات قبل مجيئهما إلى هنا .. وغادة التي تتمايل بخفه على الصوت الذي يخرجة الدف ..
نظرت إليهما بفرحة وهي تضع يديها على فمها اثر صدمتها بالذي يفعلانه .. وسرعان ما انتشلتها روز في منتصف الغرفة، وجعلت الفتيات يحاوطاها، ويمشون بخفه حولها وكل واحده منهما تفعل بها شيئًا .. روز قبلت وجنتيها.. وعد قامت باحتضانها بفرحة، وكأنها هي العروس.. فعلت نفس الشيء غادة، ومن ثم إقتربت منها حياه واعطتها إصبع باذنجان..

أخذت تمنع عبراتها من النزول من الذي يفعلانه من أجلها .. أمسكتها سريعًا روز وقامت بمحاوطتها وقربتها إليها، واخذت ترقص معها في جو مليء بالرومانسية والغمزات التي تفعلها روز بطريقة مضحكة للغاية.. نظرت لها أميرة في صدمة حقيقة من الذي تفعله .. اطلقت ضحكه عالية، ومن ثم أخذتها حياه وفعلت نفس الشيء، جعلتها تدور حول نفسها .. هتفت أميرة من بين ضحكاتها :
بنــاات استنوا دخت والله .

صرخت حياة وقالت بدموع مصطنعة :
مــرااات اخـويا .

انفجرت الفتيات وإرتمت كل منهما، تمسك معدتها وتضحك بقوة .. مما جعل حياة تنظر لهما بنصف عين قائلة :
اي اللي يضحك في كده؟ ما هيا فعلا مرات اخويا .

روز بضحكة :
ما انتي مشوفتيش نفسك .

غادة :
طيب يلا يا جماعة إنهارده عايزين نخليه يوم محصلش .. بما إن بكره كتب كتاب اميرتنا .

وعد :
يلا كده اجهزي يا عروسه وخلينا نطلع ومنرجعش غير بعد ما نتعب بجد .

أميرة :
طيب قولتوا لماما؟

حياه :
ايوه يابنتي .. ومحضرين كل حاجه والرجاله عارفه متخافيش .

أميرة بغضب :
أخاف على اي ؟

تدخلت روز وقالت بضحكة :
لا يا بنات من دلوقتي هتتخانقوا؟ لا عيب عليكم .. ويلا يا أميرة البسي وإحنا اهو مستنيينك بس بسرعه .

اماءت لها أميرة وذهبت سريعًا لدورة المياة ممسكة بيديها ثيابها .. خرجت بعد بضعة دقائق، ومن ثم خرجت معهما لكي يجعلاه يوم لا ينسى .. قامت حياه بالإتصال على آدم الذي أتى على الفور .. ذهب بهما للمحل التي اخبرته به حياه...

وصلا إلى محل الفساتين .. ترجلت كل منهما، وقد اتفقت حياه مع آدم بأنها عندما ينتهيان من شراء كل ما يلزمهما سوف تعاود الاتصال عليه، اماء لها وذهب يفعل باقي المطلوب منه من أحمد الذي وكأنه استأجرهم جميعًا .. حيث أنه يطلب من الجميع المساعده ولا أحد يرفض له طلبًا فهو أكبر منهم سنًا وحجمًا .. الجميع يعمل على قدم وساق ليجعلاه يومًا لا ينسى من كل شيء ..

دلفت كل منهما في سعادة ممسكين يد بعضهما، كما طلبت منهما حياه بأن تكون كل واحده بمفردها لكي تختار الفستان المناسب لها، ومن ثم يعودان ويتقابلان في الباب الرئيسي، ويأخذوا رأي بعضهما في ما اختارته كل منهما .. ذهبت كل منهما للداخل باحثه عن ما يناسبها، فهما مختمرات ولابد من ان يختارا شيئًا يناسب الخمار .. كما غادة التي كانت مع أميرة وقد فاجأتها بأنها سوف ترتدي الخمار يوم غد.. والتي بدورها سعدت كثيرًا بهذا الخبر وقامت باحتضانها، أما عن حياه التي تفاجأت بروز ووعد يأتيان إليها، وقد طلبا منها ان يبقيا مع بعضهما فالمكان كبير، ولا يصلح بأن واحدة فقط تذهب بمفردها.. تركتهما روز وهي ترى أمامها الفستان الذي يرتديه المانيكان.. نظرت له بفرحة فهي تحب هذا اللون، قررت ان تاخذه.. ومن ثم ذهبت لكي ترى ما لون الخمار المناسب لهذا الفستان .. اخذت رأي حياه وقد اعطتها اللون الصحيح .. انتهت روز من شراء ما يلزمها كما حياه ووعد ايضًا .. ذهبت ومعها الفتيات إلى الباب الرئيسي، ومن ثم قامت حياه بالاتصال على أميرة والتي جاءت سريعًا بصحبة غادة ..

حياه :
ها كل واحده كده جابت اللي عايزاه؟

قوست شفتيها للأمام وتمتمت بضجر :
انا ملقتش حاجه تعجبني .

حياه :
وانتي مين قالك بس تشوفي حاجه عشان تعجبك؟

أميرة بعدم فهم :
ازاي ده؟ مش لازم اختار فستان .. هحضر كتب كتابي بـ اي يا فهميه هانم .

ضحكت روز رغمًا عنها وقالت :
حلو اسم فهيمه ده .. بس بصي خليها بكره وهتفهمي كل حاجه ومتفكريش كتير .

اماءت بعبث وقالت بفرحة عندما تذكرت امر صديقتها :
لا استنوا فيه خبر جميل بجد، وفرحني .

انصتوا لها الفتيات لتتابع هي بابتسامة :
غادة قررت تلبس النقــاااب .

نظرت لها غادة بابتسامة بينما الفتيات احتضناها جميعًا بفرحة لهذا الخبر ..

حياه :
طيب بما اننا متجمعين كده .. اي رأيكم نجيب ايس كريم؟ ونقضي باقي اليوم كده .. ونقعد على البحر .. بس مش هنقول لحد، ومتخافوش على ضمانتي .

روز :
والشوكلاته .

حياه بضحكة :
هنجيب متخافيش .. ها يلا هنروح؟

اماءت لها الفتيات وذهبت اولًا لشراء الشوكلاه والمسلجات .. ومن ثم قامت حياه بإيقاف إحدى السيارات المارة لكي يوصلهما إلى الشاطئ...
وصلا بعد نص ساعة فلحسن حظهما أنهما لا يبعدان كثيرًا، وهذه إحدى الأشياء الجميلة التي في حياة كل منهما....أخذا يتحدثان عن كل شيء وأي شيء .. اخذن يسألن بعضهما عن أشياء قد لا تعرفها الأخرى عنها .. بينما روز تأكل الشوكلاه بنهم غير عابئة بالذي يتحدثان عنه .. انتهت منها لتنظر لهما ببراءة لتحتضنها أميرة بضحكة .. وهكذا فعلن البقية .. احتضنا بعضهما وكأنهما جسد واحد...فكل من ينظر إليهما يعلم كم هما يحبان بعضهما من نظراتهما لبعض..

🌸 صلــوا علــي النبــي 🌸

دلفت إلى المنزل بصحبة آدم بتعب حقيقي، تود فقط أن تذهب إلى غرفتها وتغط في نوم عميق .. ولا تفيق إلا يوم غد، والذي سوف يكون التعب أضعاف مضاعفة، ولكن من لديه أخ كأحمد لن تنعم ببعض الراحة أبدًا ..

تثاءبت وتمتمت بنعاس :
انا الحق انام .. يوم بكره طويل اوي .

كتم آدم ضحكتة وقال :
لا ما انتي مش هتنامي اصلا .

حياه بعدم فهم :
لي منمش ؟

أحمد من الخلف :
عشان انا عايزك ضروري .

فركت عينيها التي أصبحت حمراء اثر عدم نومها ليلة امس، واليوم بأكمله كانت خارج المنزل .. قالت بهدوء :
بالله عليك خليها بكره .. تعبانه اوي يا أحمد، وبكره ابقى قولي الحاجه الضروريه دي .

اقترب منها وقال :
لا بس تعالي .. وصحصحي معايا كده .

أخذها معه في غرفته .. تمتم آدم من بين ضحكاتة :
الواد من يوم ما شافها وهو اتجنن .. هيعمل اي لما يكتب الكتاب؟

تنهد بهدوء وأخذ يدعو ربه ان تبقى معشوقته من نصيبه، ولا تذهب لأحد غيرة .. فمنذ يومين ويشعر بإنقباضة تحتل قلبه، لا يعلم سرها، ولكن خائفًا ...خائفًا من أن تبقى لغيره، تنهد بقلة حيلة من تفكيرة .. فاتخذ قرارًا لا رجعة فيه مهما كانت النتائج التي ستنشب منه ...

"في غرفة أحمد"

يا حياه قوليلي عملتوا اي بالتفصيل الممل كمان .

قالها أحمد من عناد حياه بإلا تخبرة بالذي حدث .. قالت :
خليني اروح انام واوعدك إني اول ما اصحى هقولك كل حاجه .

أحمد :
هو انا بكره هبقى فاضيلك .. ده بكره هيبقى كتب كتابي على اللي خلت قلبي يطلع مني ويروحلها .

حياه بجانب عينيها :
يطلع مني ويروحلها !! نفسي اعرف امتى قلبك دقلها؟ قول حاجه خليني اصدقها .

صفع جبينها بخفه متمتما بغيظ :
وانتي اي فهمك الحاجات دي ؟

حياه :
هقولك اللي حصل عشان هموت واروح انام .

روت له ما حدث وحديثها بأنها سوف تخبرة عن ما تفعله بها حياه .. اتسعت إبتسامته .. قالت بتذمر :
البت من دلوقتي هتاخدك مني .

أحمد بدون وعي :
هيا خدتني من العالم كله بصراحه .. بخدودها اللي زي الفراوله دي .

لكزته في كتفه وقالت بغيظ:
يا حنيــن .

ضحك أحمد وقال :
صح جبتيلي اللي قولتلك عليه ؟

اماءت حياة بهدوء وقالت :
هبقى ابعتهملك .. وإنت شوف هتعملهم امتى .. بس هو هيقدر يخلصهم لحد بكره؟

أحمد :
اه اتفقت معاه على كده .

هبت واقفة وقالت وهي تتثاءب :
طيب يلا انا هروح انام .. كفاية كده .

اماء لها لتخرج هي ويقوم هو بقراءة القرآن ويدعو ربه ان يجعل بينهما التفاهم دائمًا .. وقد قرر على محادثتها يوم غد عندما يبقيا بمفردهما .. ويتفقان على كل شيء، وكل منهما يتحدث عن الذي يحبه والذي لا يحبه .. لكي يعلم كل منهما ما الذي عليه فعله، والذي لا يصلح فعله ...


🌸 صلــوا علــي النبــي 🌸

خرجت للتو من دورة المياة بعدما إستبدلت ثيابها لثياب بيتيه فضفاضة، تمشي بتثاقل أثر مع فعلته مع اصدقائها .. قررت ان تذهب لوالدتها واخاها فهي اشتاقت لهما .. من يوم ما تقدم لخطبتها وهي لا تتذكر انها جلست معهما .. فعادة تكون في الصباح مع والدتها يشتريان ما يلزمها .. يحل المساء تكون على فراشها تستعد للنوم .. خرجت من غرفتها رأت والدتها تعد العشاء، وعمرو يجلس في الصالة يتحدث في الهاتف .. جلست بجانبه بهدوء، انتهى هو من الحديث .. تمتمت اميرة بتعب :
تصدق والله وحشتني .. ووحشتني رخامتك يا رخم .

عمرو :
وانتي اكتر يا قلب الرخم .. بس احنا اه هنكتب الكتاب بس مش هنخليه يتجوزك بسرعه ابدا .

ضحكت بخفه وقالت :
شوية كده تيجي اللي تخطفك مني وهتقولي يلا اتجوزي يا أميرة .

فور ذكرها للزواج، تذكر صراخها بوجهه وجرائتها .. كتم ضحكته.. ولكن الذي لا يعلمه، انه عندما يذكره أحد بالزواج يتذكرها هي دونًا عن البقية؟.. ولكن لا يوجد في مخيلته غيرها .. لا يتذكر يومًا ان فتاة جعلته ينظر لها دون وعي منه .. ولكن هذه مختلفة حقًا .. فهي من دون ان تفعل شيئًا جعلته ينظر لها ويفكر بها لهذا الحد .. ماذا إن فعلت؟.

قطع شروده صوت والدته وهي تطلب منهما أن يأتيان.. ذهب بها للمطبخ وبدأوا في تناول الطعام .. تمتمت رقية بتساؤل :
دعيت كل اللي قولتلك عليهم يا عمرو .

عمرو بضحكة :
اه كلهم .. بس اي الناس الكتير دي ؟

اجابته بهدوء :
معارفنا وجرانا وكل اللي نعرفهم .. ومتنساش اننا كنا عايشين في الشرقية ومن حقهم اننا ندعيهم .. ده واجب علينا .

عمرو بابتسامة :
ربنا يحفظك لينا .. ويبارك في عمرك .

رقية :
يلا عقبال ما ندعيهم في فرحك .. الا قولي انت لحد دلوقتي مجبتش سيرة في مكان الفرح؟ ولا اتفقتوا على اي؟

غمز لها وتمتم :
هبقى اقولك بعدين .

رقية بعدم فهم :
لي يعني؟

عمرو :
الله يا ماما .. هقولك بعدين .

نظرت له أميرة بجانب عينيها وقالت :
انت مخبي عليا اي؟ انا عايزه اعرف المكان يلا .

عمرو بلامبالاه :
وانا مالي .. دي حاجه مطلوبه مني وبحاول اعملها .

أميرة :
هو اللي طالب منك كده يعني ؟

عمرو :
ايوون .. وابقي اتخانقي معاه بكره .

أميرة بضحكة :
هو انت عايزني اتخانق معاه لي ؟

اجابها بتذمر :
اسكتي خالص .

تساءلت رقية بضيق :
يابني ده فيه حاجات كتير ناقصه .. زي الطبخ مين اللي هيطبخ ؟ انا والله ما مطمنالكوا ابدا .

تبسم وتمتم بهدوء :
بصي هو انا لو فضلتوا تجرجروني في الكلام كده هقولكوا كل حاجه .. وهتبهدل من أحمد .. لكن بجد متقلقيش هو محضر كل حاجه .. طول الاسبوع اللي فات ده مكنش بينام الليل وبيشوف اللي ناقص ويعمله .

نهضت من مقعدها وتمتمت بابتسامة :
طيب انا هروح انام عشان خلاص عيوني بتقفل لوحدها .. وانتو كملوا كلام في الموضوع ده .. تصبحوا على خير يا غاليين على قلبي .

ذهبت لغرفتها ومن ثم لفراشها تحاول النوم، ولكن كلما تذكرت أن يوم غد سوف يتم كتب كتابها عليه، يتغير حالها ويفر النوم من جفنيها ..
أخذت تفكر في الحديث الذي سوف يدور بينهما .. هل عليها ان تخبره بالذي شعرت به اول يوم في لقائهما؟. ام تخبره بمخاوفها؟. فلابد من انها تصراحه بالذي بداخلها لكي يشعر بمدى خوفها، ويطمئنها .. لا تنكر أن في هذا الاسبوع يوجد الكثير، والكثير اعجبها في شخصيته.. كما انها في السابق تمنت ودعت ربها ان يكون زوجها متدين ولا يفعل شيء إلا ويكون قد فكر به كثيرًا .. وها هو يحدث .. وربها استجاب لدعواتها .. وضعت يديها على قلبها الذي تسارعت دقاته بمجرد التفكير به .. تبسمت بخجل وأغمضت عينيها وغاصت في نوم عميق ...

🌸 صلــوا علــي النبــي 🌸

اليـوم التـالـي ...

توجه عمرو لبيت يوسف، الذي اتفقا أنهما سيجهزان في المنزل ومن ثم يذهبا إلى المكان المخصص للحفل، والذي كانت حديقه لعمرو اشتراها له والدة من قبل، وعندما أصر أحمد على أن يجعل الحفل في منزله، اعترض عمرو وقد اقترح هذا الاقتراح من دون معرفة أحد، سوى الشباب فقط .. فمنذ أربعة أيام وهما يعملان بها، وينظفانها ويحددان اين ستضع الكراسي والمكان المخصص للمطبخ، وما شابه من ذلك، على الرغم من صغر الأيام، ولكن انتهوا من توضيب كل شيء، ولكن حقًا تعبا كثيرًا .. لكن الفرحه التي سيراها كل منهما في الشخص المفضل لديه، ستكون كافية، وكأنه لم يتعب يومًا ...

دلف للمنزل بعدما فتح له آدم .. توجهوا للحديقة التي كانت مكان للحلاقة وليست بحديقة ..

عمرو بابتسامه :
اي الأخبار يا رجالة .

اجابه آدم :
كلنا بخير .. بس المهم هنلبس اي ؟

يوسف باقتراح :
كلنا نلبس كاجوال .. ونخلي العريس هو اللي يلبس البدلة .. بدل ما كلنا نلبس بدل الناس تفكر اننا كلنا عرسان .. مع أنه يوم المنى يعني .

انفجرو ضاحكين ماعدا أحمد الذي تمتم بغيظ :
بس احنا كنا متفقين غير كده؟ وقلنا اننا كلنا هنلبس بدل .

عمرو :
خليها يوم فرحنا كلنا بإذن الله .. ولا انتو ناويين كل واحد يتجوز لوحده؟

آدم :
يا خي هو احنا لاقيين .. ده انا لو قولتولي يلا هنتجوز وانت معانا هتلاقوني بالبدله .. وياريت يعني حد يقول للعروسه تيجي عشان جوزك قرب يعفن وهو مستنيكي .

عمرو :
وانا اقول اي؟ انا أكبر منك بسنه يا حبيبي .

آدم :
خلاص اللي هيقول لعروستي كده يقول لعروسة عمرو .

خرجت ضحكة صاخبة من عمرو تتبعتها ضحكاتهم جميعًا .. انتهى يوسف من حلاقة أحمد ليهتف بصوت عالٍ :
عصافير بطني جعانه .. هروح احضرلنا اكله خفيفه كده .. بس انتو يلا انجزوا كده .. وعدلوا المكان ده .. وكل واحد يشوف هيحلق ولا هيعمل اي .

آدم بخفوت لعمرو :
بيقول عصافير بطني قال .. هو ده عنده عصافير؟ ده دي نقول عليها ديناصورات .. ولا الديناصورات انقرضت .. المهم انها حاجه كبيرة .. مش عصافير ابدا .

كان يمشي للداخل، ولكن استمع لحديث آدم...نظر إليهم مجددًا وقال :
سامعك يا آدم .. بس استناني لما اجيلك .

نظر له ببراءة، ومن ثم قام كل منهما في الانتهاء من الأشياء التي يود أن يفعلها، من حلاقة وغيرها من الأشياء .. جاءهم يوسف بعد وقت لا بأس به ممسكًا بيدة الطعام .. جلس جميعهم ارضًا وتناولوا طعامهم بفرحة بداخل كل منهما ..

تمتم احمد بهدوء :
يوسف .. ادم .. يروحوا يشوفوا اي ناقص هناك .. وتشرفوا على الطبخ والحاجات دي .. وعمرو هيفضل معايا عشان هنروح للبنات واكيد انتو معانا يعني .. بس ابقوا اتصلوا بيا طمنوني إن كل حاجه جاهزة .. تمام ؟

آدم بعبث :
اكيد تمام .. هو يعني حد هيقدر يكلمك بعضلاتك دي؟ يلا ربنا معانا وهياخد حقنا منك .. واستني بس في فرحي هطلع فيك القديم والجديد يا حبيب اخوك .

انفجر ضاحكًا على تذمره .. تمتم بابتسامة :
لا انت اتجوز بس وانا راضي بكل اللي هتعمله .

عدل من لياقة قميصه متمتمًا بغرور مصطنع :
شايفيني وانا مسيطر .. من كلمتين بقا واحد تاني خالص .

أحمد :
لا ما هو انا ساكت .. ويلا انت كده زي الشطور تروح عشان بعد ما تيجي هبعتك لمشوار تاني .

يوسف :
افهم بس .. هو اخوك وقولنا من حقك تعمل فيه اللي عايزه .. لكن انا مالي؟ والله انا مسكين وعلى نياتي .

اجابه بضحكة :
ذنبك انك صاحبي .. ويلا امشوا وكفاية رغي .

يتبــع ....

سؤااااال .. هل انتو شايفين إني بطول في الأحداث ؟
طب هل السرد كويس ولا انا بطول فيه ؟
هل بتحسوا بملل انتو وبتقرأوها .. وكمان موضوع "آدم .. روز" شايفين إني أفورت في الحته دي ولا اي؟ بس انا بعالجها طبيعي جدًا .
عايزه حد يدخل معايا في نقاش عشان انا بحب اللي يناقشني اوي وبحس بجد بالفرحة ..

بصوا كام سؤال وبجد اللي هيجاوب عليهم هعرف إن الرواية عجبته ومتعرفوش كم الفرحة اللي هفرحها ..
دمتم بخير وحاجه جميلة أوي أوي في حياتي 💛💛💛😍
يتبع 
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-