رواية أفكار مطرقعة الحلقة الثامنة عشر 18 بقلم سما نور الدين

رواية أفكار مطرقعة الحلقة الثامنة عشر 18 بقلم سما نور الدين

رواية أفكار مطرقعة الجزء الثامن عشر 
رواية أفكار مطرقعة الفصل الثامن عشر 
البارت 18 
رواية أفكار مطرقعة الحلقة الثامنة عشر 18 بقلم سما نور الدين
..صاحت به مرة اخرى ..
.."..ماهو الذي لا تفهمه ..انا اخذت الحقيبة ولكن...."..
وقبل ان تستطرد ماتقوله..دلفت للغرفة ممرضة تمسك بيدها علبة صغيرة من الدواء..اقتربت من امجد القابع بفراشه يزفر بضيق واضح من لغز اميرة الغير مفهوم..
رسمت الممرضة ابتسامة وقالت بصوت هادئ ..
.."..مرحبا .."..
اتسعت عيناها وهي تستطرد قائلة..
.."..انت شاب صغير ..عندما رايت كل هؤلاء الرجال المفتولي العضلات بالخارج الذين يملئون الممر عن اخره ..ظننت انهم يحرسون رجل كبير ..ولكنك شاب صغير .."..
شبكت اميرة ذراعيها امام صدرها ومالت براسها جانبا ..تنظر بتمعن لتلك الحمقاء التي تبتسم وتثرثر كالبلهاء ..
اجاب امجد لتساؤل الممرضة بصوت هادئ..
.."..انهم اصدقائي وزملائي بالعمل ..لا يحرسوني كما تظنين.."..
ردت وهي تفتح علبة الدواء وغلاف الحقنة..
.."..حمدا لله على سلامتك..ساعطيك حقنة مسكنة للالام ..لا تقلق ..لن تشعر بوخزتها ..فيدي خفيفة كما يقولون .."..
ضحكت ضحكة خافتة بعد ان انهت جملتها ..ولكنها ابتلعت بقية ضحكتها بحلقها عندما صاحت بها اميرة بصوت عال..
.."..هل كنت لصة قبل ان تكوني ممرضة ولذلك يقولون ان يدك خفيفة...ثم لا داعي لكل تلك الثرثرة الفارغة ..ان المريض متعب وكثرة الحديث تزيد من تعبه "
تلجمت الممرضة وارتسم على وجهها الجمود وقالت بصوت خافت ..
.."..اسفة.."..
قال امجد بعد ان شعر بشرارة من الغيرة تجتاح اميرته ..فرسم البسمة على وجهه وقال..
.."..ما بك اميرة ..دعيها تتحدث ..انها فتاة لطيفة للغاية ..ما اسمك.."..
اصطبغت وجنتا الممرضة بالاحمرار الواضح ونظرت بتشفي لاميرة التي تخصرت واتسعت عيناها وفاهها في ان واحد..قالت الممرضة..
.."..اسمي زينب..ساقوم بحقنك الان .."..
مد امجد ذراعه لها بوجه باسم غير عابئ بتلك التي تقف جانبا تنظر اليهم وهي تغلي وتزبد ..سمعا طرقا على باب الغرفة الذي فتح ودلف اليهم شاب ضخم وهو يقول ..
.."..مرحبا ..حمد لله على سلامتك سيد امجد .."..
لم ينتظر الشاب ان يستمع لاجابة امجد الذي تم حقنه ...واتجه بنظره ناحية اميرة وتقدم اليها ..مد يده لها بحقيبة ورقية تحمل بداخلها وجبة من سندويتش برجر وبطاطس مقلية ومخلل..وبنظرة اعجاب واضحة قال بصوت هادئ ..
.."..مرحبا انسة اميرة ..تفضلي ..اكيد انك جائعة .."..
مدت اميرة يدها واخذت منه وهي تنظر له بتعجب واضح ..
استطرد قائلا بنبرة صوت يملؤها الاعجاب الواضح وهو يتمعن بملامح وجهها..
.."..انا اسامة زميلك بالشركة..لقد تحدثت مع ناصر لكي يحدثك بامر هام .."..
هزت اميرة له راسها بالرفض والتعجب في ان واحد وهي تذم شفتيها وتنتقل بنظرها بينه وبين امجد الذي تجهم وجهه الذي اكتسى باحمرار الغضب..فصاح به امجد بنبرة صوت يغلفها الالم ..ويده تستند على صدره مكان ضلعه المكسور..
.."..لا اسامة ..ناصر لم يتحدث مع مدام اميرة زوجتي في شيء..واظن انك ايضا لا يوجد مع تتحدث فيه مع زوجتي ..اليس كذلك اسامة.."..
تسمر اسامة مكانه وشعر انه يتصبب عرقا ..ارتسمت علامات الخيبة على وجهه وكذلك على وجه الممرضة ..وقال بصوت يملؤه الحزن..
.."..معذرة سيد امجد ...لم اكن اعلم ..مبارك لكما .."..
..استاذن اسامة والممرضة من امجد ليخرجا سويا ...وما ان خرجا حتى نظر امجد لزوجته شزرا..فوجدها تحتضن حقيبة الطعام ووجهها يشع منه ابتسامة واضحة ..صاح بها امجد وهو يتالم..
.."..ما بك تبتسمين كالبلهاء هكذا ...كيف تسمحين له ان يتكلم معك هكذا وكانه يعرفك منذ سنين.."..
وضعت مابيدها على المنضدة واتجهت ناحيته وهي تتهادى بخطواتها امامه وسالته بصوت خافت ..
.."..الا تعلم ماهو الامر الهام الذي يتحدث عنه اسامة .."..
اغمض امجد عيناه وزفر بضيق ثم قال لها..
.."..ليس من شانك ..اقتربي..ولنعد لحديثنا ..اين خبئتي الحقيبة.."..
اقتربت من حافة فراشه ..ونظرت اليه وقالت..
.."..حسنا حسنا ...لما انت غاضب هكذا ..كنت اقول ...انه عندما اخذت الحقيبة من مختار اللعين ..قمت بوضعها بغرفة شريف.."..
قطب امجد جبينه وقال ..
.."..ولماذا قمتي بذلك .."..
لوحت بيدها امامه ..وقالت ..
.."..لسببين امجد ...اولهما ..اني سمعت مقولة هامة تقول ..ان اللص الماهر يختبئ بمركز الشرطة.."..
واشارت باصبعها لراسها وكانها تشير له بانها تملك من الذكاء مايكفي لكشف سر التحنيط عند الفراعنة..
قطب امجد جبينه وضاقت عبناه وقال بصوت يملؤه الغيظ..
.."..ماذا قلتي ..لص من وشرطة من ...استغفر الله العظيم .."..
ثم نظر لسقف الغرفة واستطرد بياس واضح..
.."..لماذا يا ربي ..ابتليتني بحب تلك الغبية ..لماذا.."..
صاحت اميرة بوجهه وهي تقول بصوت غاضب..
.."..لا تقل عني غبية ..لقد سمعت هذه المقولة بفيلم ...وعندما فكرت وجدتها انها صحيحة وعبقرية .."..
زفر امجد بضيق وهو يهز راسه شمالا ويمينا وقال لها باستسلام ..
.."..حسنا ياعبقرية زمانك ...ماهو السبب الثاني ..ارجو ان يكون اكثر توهجا وبريقا من السبب الاول.."..
حركت اميرة شفتيها جانبا وتخصرت وقالت بصوت يملؤه الفخر..
.."..لقد خبئتها بغرفة شريف ..حتى يكتشف مختار ذلك ..ويعاقب ابنه ..ويقع الاثنان ببعضهما.."..
اشارت لصدرها بيدها وهي تقول باسمة الوجه ..
.."..ها....ما رايك .."..
كان يريد ان يرفع كلتا يداه ليمسح ويفرك وجهه ..ليهدا من الغيظ الذي يشعر به ...ولكن الم صدره منعه من ذلك ..فرفع يدا واحدة ليشير لها بالاقتراب اكثر ...فاقتربت منه متسائلة..فكان يفصل بين وجهيهما بضعة سنتيمترات قليلة ..فمسك خصلة من شعرها وشدها بقوة ..وقت بصوت خافت ..
.."..اكاد ان اقسم ان نهايتي سوف تكون على يدك ...ولذلك ارجو منك ان لا تفكري ابدا بعد ذلك باي شيء يخص تلك المهمة.."..
ظهر الالم على وجهها وقالت بصوت باكي..
.."..اترك شعري امجد ..انه يؤلمني .."..
خفف امجد من قبضته قليلا ولكنه لم يتركها ..وظل ينظر لوجهها بتمعن بكل انش به..حتى تسمرت عيناه على شفتيها التي ترتجف بشدة ..عاود امسك تلك الخصلة بقوة مرة اخرى ..لتقترب اكثر لوجهه وكاد ان يقبلها ..ولكنها فتحت شفتيها قائلة بتوسل..
.."..لا امجد ارجوك.."..
رفع عيناه لعينيها ..فوجد سحابة من الدموع الرقيقة تملؤها ...ترك خصلة شعرها واغمض عيناه وتمتم ببعض كلمات اللعنة والسباب..
عضت اميرة شفتيها خجلا مما سمعته...ثم اعتدلت بوقفتها ..كادت ان تلتفت متجهة الى الاريكة الصغيرة القابعة باخر الغرفة ولكنه باغتها بسؤاله..
.."..هل عرفتي ما بداخل تلك الحقيبة ..ام انك سمعتي مقولة اخرى تقول ..دع الخلق للخالق.."..
تنهدت بصوت عال وقالت بصوت غاضب..
.."..لا تسخر مني من فضلك..بالطبع رايت ما بداخل تلك الحقيبة ...ملف صغير يحتوي بضعة اوراق ..مطبوع عليها قوائم وارقام كثيرة ..وعقود بيع وشراء موقعة باسماء لا اعرفها...اما الاقراص المدمجة لم تتح لي الفرصة لاشاهد ما بها ..ولكن اغلفتها مطبوع عليها اسماء رجال ..لا اعرفهم.."..
قال امجد وقد ظهر على الاهتمام لما قالته...
.."..هل تتذكرين تلك الاسماء .."..
هزت راسها وهي تذم شفتيها وقالت ..
.."..لا ..ولكني ساحاول ..اعدك بذلك.."..
نظر لها بوجه باسم لبرائتها التي تظهر عليها دون تكلف او تحضير ..شعر ببعض الالم بصدره فتاوه بصوت عال ..اقتربت مسرعة لفراشه..تمسك يده بكفها الصغير قائلة بلهفة واضحة..
.."..ما بك ..لماذا تتالم هكذا ..الم تعطيك تلك الحمقاء حقنة مسكنة ..ساستدعي الطبيب حالا .."..
وكادت ان تلتفت ناحية الباب..فشد امجد بيده على كفها ..فالتفتت اليه ..قال امجد بصوت خافت ..
.."..لا تذهبي الى اي مكان ..كوني بجانبي ..انا بخير.."..
هزت راسها بنعم ..فهمس لها بان تقترب ..ارضخت له واقتربت ..فعاود همسه لها
.."..اريدك بجانبي اميرة ..احاوطك بذراعي ..استند براسي عليك..ممكن اميرة.."..
رمشت بعينيها عدة مرات وازدردت ريقها بصعوبة فهزت راسها بالموافقة ..ظهرت ملامح السعادة على وجه امجد ..تزحزح قليلا بفراشه وهو يكتم المه بصدره ..تمددت اميرة بجانبه الغير مصاب ..حاوط امجد كتفيها بذراعه فاستندت اميرة براسها على صدره وقالت ..
.."..انت تتالم ..لا تكذب ..دعني احضر الطبيب.."..
ربت بيده على ذراعها وقال بصوت خافت..
.."..انا بخير ..كوني فقط بجانبي هكذا وسيذهب الالم .."..
اجابته..
.."..انت تتدلل امجد ..".
ضحك ضحكة خافتة وقال ..
.."..حقي اميرة ..فانا رجل مصاب بكسر لضلعه ..والكدمات تغطي وجهه ..وعريس منذ ساعة واحدة ..الا يحق لي ان اتدلل ولو قليلا اميرتي..ويحق لي ان اسالك ايضا ..لما تصرين على الابتعاد عني ورفضك المبهم معالمه لزواجنا .."..
همست له قائلة بعد ان شعرت بتعب محاولاتها للابتعاد عنه..
.."..اخاف امجد ..مشهد هؤلاء الرجال وهم يضربونك وكادوا ان يقتلوك ..لم يذهب من عقلي ..كل ما افكر به ان تواجدي بالقرب منك هو الخطر بعينه ..ولكن يبدو ان مقاومتي كانت ضعيفة امامك وامام جدي ..وها انا قد اصبحت زوجتك ..ولكن لا تطمح بخيالك بعيدا ..هذا زواج مؤقت كما اتفقنا .."
كاد امجد ان يمسك بشعرها ليقتلعه من جذوره ..ولكنه قال وكانه غير عابئ بكل تلك التراهات التي تفوهت بها ..
.."..اتعرفين ...ان مذاق شفتيك لا زال عالقا بشفتاي حتى الان.."..
عضت اميرة على شفتيها خجلا مما سمعته ولكنها لم تنطق بكلمة ولم تجرؤ بالنطر اليه..
استطرد امجد كلماته بعد ان شعر برجفة جسدها بجانبه..وقال بتهكم وخبث..
.."..الا تصدقيني ..المذاق عالقا بشفتاي ...مذاق يشبه ال....ال....ال.. "..
رفعت راسها مسرعة وهي تقول دون تفكير..
.."..ال ماذا ؟؟؟.."..
ابتسم لوجهها وسارعها بالقول ..
.."..ساعديني لكي اتذكره .."..
همست وهي تعض بااسنانها على اصبعها..
.."..امجد ....اصمت ارجوك .."..
واصل امجد هجومه العاطفي لعلها ترضخ تلك العنيدة لنداء قلبها..فهمس بنرة توسل ..
.."..الا تساعدين زوجك المريض ..ذو الضلع المكسور ..الا تملكين قلبا اميرتي يحنو علي ..انا المريض المكسور .."..
ضحكت اميرة ضحكة خافتة وقالت وهي ترفع راسها عاليا لتقابل عيناه بوهج عيناها الملتهب ..
.."..حسنا ..حسنا ..ساساعدك ..ولكن قل لي كيف .."..
التمعت عين امجد وضغط بقبضته على ذراعها قائلا بهمس ..
.."..لو كنت بعافيتي ..كنت قبلتك انا لاسترجع هذا المذاق الذي يحيرني ..ولكن كما ترين ..لا استطيع تحريك سوى ذراعي الذي يحاوطك ..واشعر بالالم كلما تحرك بقية جسدي..ولكي تساعديني ..يجب ..يجب ان تقبليني انتي اميرتي.."..
شهقت اميرة وخفضت راسها لاسفل مرة اخرى وهي تصيح بقوة ..
.."..مستحيل ..انت تحلم ...فلتنسى الموضوع برمته ..افضل لك ولي ..ولتنام ..لا ادري كيف وانت متعب هكذا وتفكر في تلك الاشياء .."..
ذم امجد شفتيه وزفر بضيق ..وقال بصوت هادئ..
.."..انا المخطئ ..من قال ان الفتيات المصريات يعشقن النكد لم يخطئ ..بل معه كل الحق ويستحق جائزة ايضا ..نامي اميرة ..صاحبة الذكاء الخارق في تخبئة الاشياء الهامة.."..
كتمت اميرة ضحكتها ...وفضلت عدم مجادلته حتى لا تنتهي تلك المجادلة بقبلة قوية وناعمة ستتعرف بها بالنهاية عن المذاق المجهول الهوية له ولها...
وبعد عدة ساعات بعد ان استغرق كلاهما بالنوم ..فتح ناصر الباب واتجه ناحيتهما ..ومد يده لفم كل منهما ليكتم اي صوت يصدر منهما ..
فتح كل من امجد واميرة عيناهما على اتساعهما ..رفع ناصر اصبعه بان يصمتا ويمتثلان لما سوف يقوله..همس لهما بانه سوف ياخذهما الان ويخرج بهما من المشفى دون ان يدري اي احد غيرهم هم ورجاله...مد ناصر يده لامجد ليساعده بعد ان نزلت اميرة من الفراش ...وبعد ان ارتدى امجد ملابسه ..فتح ناصر هاتفه ..وامر رجاله بالمطلوب ...وما ان فتح ناصر الباب حتى عم الظلام الممر بالكامل ..مد امجد بيده ليمسك بكف اميرة الصغير ..وسحبها ورائه دون اصدار اى صوت ...وما ان خرجا من الباب الخلفي للمشفى ..وبسرعة ركبوا الجميع سيارة ناصر الذي قادها باقصى سرعة ليبتعد عن المكان وعن من يقوموا بمراقبتهم...
واثناء كل مايحدث..
..وفي قبو صغير اسفل فيلا مختار الناجي ...كانت صرخات شريف تصدح بالمكان عاليا الى ان نزلت راسه لاسفل مغشيا عليه من كثرة ما ناله من ضرب بايدي رجال والده مختار الناجي ...الذي اشار لرجاله بان يقوموا بافاقته...
رفع احد الرجال بدلو ماء بارد ورمى به بوجه شريف المكدوم..حتى شهق بصوت عال ...اقترب مختار من ولده المقيد وقال امام وجهه بصوت حاد...
.."..ايها الغبي ..احذرك ولاخر مرة ان اقتربت من اميرة وزوجها مرة اخرى بدون علمي ...سوف اقتلك.."..
***=
يتبع

# افكار_مطرقعة
# اناوالحلوة_جارتي
المشهد 18
...وما ان سمع شريف كلمة زوجها حتى جن جنونه ورغم الالم العارم الذي يكتسح جسده صرخ بصوت عال ..
.."..زوجها..كيف...لاااااا...اميرة لن تتزوج غيري...هذا اللعين ..ساقتله.."..
مد مختار يده لعنق شريف وضغط عليها بقوة واقترب بوجهه لوجه شريف وقال بصوت قوي حاد...
.."..لا تقترب من اي منهما ..حتى احصل على ماسرقته مني تلك اللعينة..هل غاب عن عقلك المريض اني لا استطيع ان افعل مثل مافعلت او اكثر .."
استطرد قوله وهو يصرخ ..
.."...لا اريد ان اثير اي زوبعة حولي ايها المختل..."..
كادت ان تخرج اعين شريف من مكانها ..ازرق وجهه وكاد ان يلفظ أنفاسه الاخيرة من شدة الاختناق ..الى ان تركه مختار...سعل شريف بشدة وهو يجاهد لالتقاط انفاسه...دار مختار حوله وهو يقول..
.."..لو وصل لاحد من شركائي خبر عن ما تم سرقته من اوراق تدينهم ..سيقتلوني انا وانت وكل من له صلة بي ...ساطلق سراحك هذه المرة ...ولكن اقسم ان فعلت شيء لاميرة بدون علمي ساقتلك بيدي ..لقد اخرجتك من اكثر من كارثة تسببت بها وكدت ان تضيع وتسحبني معك ..ولكن هذه المرة غير كل ما فات...لا تستهن بي وتقول اني ابيك ووتظن اني ساحميك مثل كل مرة ..ابيك سيقتلك دون ذرة شعور من الندم ...ضع هذا التحذير قرط في اذنك.."..
لم ينطق شريف كلمة يجيب بها عن تحذير ابيه...بل لم يسمعه من الاساس ..كل ماكان يدور بخلده ..ان اميرة اصبحت لغيره .. من كانت تحنو عليه بكل مرة كان ابيه يقسو عليه ..من كانت ابتسامتها له تجعله يطير بالسماء بعيدا عن ذاك العالم الذي ليس له به مكان...كز على اسنانه من الغيظ والغضب وهمس بداخله ان اميرة لن تكون لغيره ..وانها سوف تكون بقربه حتى نهاية عمره او عمرها..انتفض على اثر صرخة عليه امام وجهه الذي صاح قائلا..
.."..هل سمعت ماقلته لك ايها الغبي .."..
نظر شريف له نظرة يملؤها الحقد والكره معا واجاب عليه فقط بايماءة من راسه ..
صاح مختار لرجاله بفك قيد شريف ..ومراقبته ليل نهار ..ومنعه من الخروج ولو بالقوة..جاء رد رجاله بصوت واحد..
.."..امرك سيد مختار.."..
نزع مختار هاتفه من جيبه وقام بالاتصال برجاله الذين يقومون بمراقبة المستشفى القابع بها امجد ..وما ان قال احد رجاله ..
.."..نعم سيد مختار ..امرك.."..
قال مختار.."..هل مازال الوضع على ماهو عليه.."..
اجابه الرجل ..
.."..نعم سيد مختار..ولكن رجال امجد يملئون المكان ..لا يسمحون بدخول بعوضة لغرفته..ولكننا نراقب الوضع واذا خرج امجد سنكون وراءه مثل ظله...لن نجعله يغيب عن اعيننا.."..
صاح به مختار قائلا..
.."..لو هرب منكم ساحطم رؤوسكم جميعا ..هل تفهم..".
بلع الرجل ريقه بصعوبة وقال بصوت يشوبه بعض الخوف..
.."..امرك ...لا تقلق سيد مختار .."..
كان في مثل هذا الوقت..يركن ناصر سيارته على جانب الطريق امام البوابة الخلفية لمزرعة صابر عبد الحميد جد امجد...نزل ناصر من السيارة وساعد امجد على النزول ووراءه اميرة ..وتقف سيارة اخرى بها ثلاث رجال من العاملين بشركة امجد وناصر يراقبون المكان بعيون كالصقر تجوب المكان بطوله وعرضه..
كان بيت صغير يقبع باخر المزرعة ..وما ان وصلوا للباب حتى فتحته ام طاهر لاستقبالهم وفسح المجال لدخولهم جميعا...وما ان دلف الجميع بالداخل حتى شهقت ام طاهر بصوت عال وهي تضرب بيدها على صدرها قائلة بصوت قوي وهي تنظر لامجد متسعة العينين ..
.."..يا اللهي ماذا حدث لك يابني..هل انت بخير ..لقد كدت ان ازغرد احتفالا بعقد القران ..الحمد لله انك تستطيع ان تقف على قدميك.."
اتجهت لاميرة واخذتها بين احضانها ..ربتت بقوة على ظهرها وهمست..
.."..مبارك ابنتي وحمدا لله على سلامتكما.."..
ردت اميرة هامسة هي الاخرى .."..شكرا ام طاهر .."..
نزعتها ام طاهر من بين احضانها ونظرت لعين اميرة وقالت بصوت قوي..
.."..لا تحزني حبيبتي ..ما ان يشفى امجد ..سنقيم لك حفل زفاف كبير .."..
وما ان كادت اميرة تنطق ..تركتها ام طاهر واتجهت لامجد ..الذي استند بظهره على ظهر سريره..واضعا يده على ضلعه المكسور ويشعر ببعض الالم ..يتمنى ان ينصرف الجميع ليبقى هو واميرته فقط..
وقفت ام طاهر امامه وهي تضع يديها الاثنتان فوق بعضها ..ذمت شفتيها وقالت بنبرة تشوبها السخرية
.."..رجل بمثل مواصفاتك طول وعرض ذو عضلات يمثل عشرة رجال مجتمعين..يحدث لك كل هذا ..لقد اعتدت على رؤيتك بعد كل مهمة تذهب اليها ان ترجع سليما ..مرة او مرتان تاتي بكدمة تزين وجهك ..او كتف مخلوع من مكانه ..هل يرضيك شكلك هكذا وانت عريس ..فضحتنا.."
رفعت اميرة يدها ووضعتها على فمها لتكتم ضحكتها ..ولكن ناصر لم يستطع فضحك بصوت عال قائلا .
.."..اطعميه ام طاهر من طعامك اللذيذ وسيرجع كما كان.."..
.. نظر امجد لام طاهر شزرا ثم انتقل ببصره ناحية اميرة التي تكتم ضحكتها بشدة ..قال بصوت ضعيف..
.."..هلا سكتي رجاء و ارحتنا من سماع صوتك ام طاهر.انا متعب واريد ان استريح.."..
هزت تم طاهر راسها وقالت .."..حسنا ..حسنا ...ساترككما الان ..وساتي صباحا ومعي الفطور.."
مشت ناحية اميرة وهمست لها وهي تربت على كتفها .."..اعتني به ياابنتي ..حفظكما الله من كل شر.."
وما ان خرجت ام طاهر حتى توجه ناصر بحديثه لاميرة قائلا وهو يشير بيده لورقة فوق سطح الكومود ...
.."..اميرة ..هذه ورقة بها تعليمات الطبيب ومواعيد دواء امجد.."..
هزت اميرة راسها بنعم ..ثم استطرد ناصر قوله وهو ينظر لامجد ..
.."..ساذهب الان ..وساحادثك بالهاتف .."..
غمز ناصر لامجد وهو يقول .."..تصبح على خير ياعريس.."
صاح به امجد ولكن بصوت خافت .."..اخرج ناصر اخرج ..مزاحك سخيف مثلك .."
ضحك ناصر ونظر لاميرة وقال لها .."..اعتني به جيدا .."
اماءت له اميرة بوجه باسم ..وما ان خرج ناصر ..حتى اتجهت لامجد قائلة بتساؤل وخجل واضح..
.."..هل تريد شيئا .."..
نظر لها امجد وهمس بصوت خافت ..

.."..اريدك ان تساعديني لابدل ملابسي.."..
فركت اميرة كلتا يديها وهزت راسها بنعم ..اتجهت ناحية الدولاب وما ان نظرت بداخله ..مدت يدها لبلوزة قطنية وبنطال طويل ..اتجهت بهما ناحية امجد ..جلست فوق الفراش واقتربت من امجد ..جلست على ركبتيها ..حاولت بشق الانفس ان لا تنظر لعين امجد التي لاتحيد عن وجهها ..مدت يدها المرتعشة وبدات تفك ازرار قميصه ..واحد تلو الاخر حتى ظهر لها صدره بالكامل ..وضعت يدها عى فمها لتمنع شهقتها من الخروج ..امتلئت عيناها بالدموع عندما وجدت صدره مليئ بالكدمات واللون الازرق ينتشر بكل مكان ..وضمادة كبيرة تلتف حول صدره ..رفعت عيناها الدامعة لوجه امجد ..فوجدته ينظر لها والابتسامة تملا وجه ..رفع يده وربت على وجنتها وهو يقول ..
.."..لا تبكي اميرة ..انا بخير صدقيني ..هيا ساعديني لانزع هذا القميص .."..
استجابت له مسرعة واقتربت اكثر منه لتساعده على نزع قميصه حتى كادت ان تحتضنه ..وبرفق شديد خلعت عنه كتف القميص ..ثم اقتربت اكثر لتبدا بخلع الكتف الاخر ..اغمض امجد عيناه مستمتعا بتلك اللحظات ..اخذ نفسا كبيرا يستنشق به عطرها الذي يشبه رائحة الياسمين..كادت شفتاه ان تلمس رقبتها ..شعر برجفتها التي اعترت جسدها ..مال براسه واقترب اكثر وطبع قبلة برقبتها ..سمع شهقتها وهي تبتعد عنه ..تنظر له نظرات قاتلة ..صاحت غاضبة باسمه قائلة ..
.."..امجد .."
حاول ان يقترب منها ولكنه لم يستطع فهمس بصوت خافت ..
.."..قلب امجد .."..
زفرت اميرة بصوت عال ..وهربت بعيناها للناحية الاخرى ..رمت بالقميص بعيدا ..ومدت يدها للبلوزة.. واقتربت مرة اخرى منه..وهي تقول له محذرة..
.." ..ساساعدك لترتديها ...اياك ان تفعل شيئا .."..
..ارتسمت البسمة على شفتيه وهمس لها ..
.."..لا استطيع ان اعدك بذلك .."..
تنهدت بياس امامه ..وضعت البلوزة فوق راسه ..وبعد عدة دقائق وبشق الانفس البسته منامته..لم يحاول ان يشاكسها كعادته واكتفى فقط بمراقبتها بعينيه ..اعطته ظهرها واخذت تلهث بصوت عال ..تبدو وكانها صعدت للدور العاشر على قدميها دون توقف..اتجهت للدولاب واخذت منامتها هي الاخرى ..ودلفت للحمام لتستبدل ملابسها ..كانت تدعو ان يكون قد نام ..ولكنها ما ان خطت خارج الحمام ونظرت له وهو نائم بفراشه ..وجدته ينظر لها والابتسامة تملا وجهه..مشت ناحية الاريكة لتستعد للنوم ..ولكن وصل لاذنها صوته يهمس باسمها ..
.."..اميرة .."
التفتت ناحيته ..فاستطرد قائلا ..
.."..تعلمين اني لن اتركك تنامين بعيدا عني ..فلا تصعبي علي الامر ..فانا مجهد حقا ولا سبيل لي بالمجادلة معك ..هيا اقتربي .."..
ظلت تنظر له لا تحيد بنظرها عنه ..تنهدت وقالت بصوت هادئ..
.."..حسنا ..الى ان يتم شفائك ..وبعدها لنا حديث اخر كما تقول لي دائما.."..
لم يجبها الا بفتح ذراعه لها ..لم تعره اهتماما ..واقتربت من الفراش ..مدت يدها للورقة الموجودة على سطح الكومود..وبدات بقراءة التعليمات المطبوعة بداخلها ..انتقل نظرها بين ماتقراه وبين الادوية ..طوت الورقة ثم اخذت قرص ..ومدت يدها لفم امجد واليد الاخرى كانت تحمل كوب الماء...امتثل لها كطفل صغير ..وابتلع القرص بعد ان ارتشف جرعة من الماء..وما ان انهت مهمتها ..حتى تمددت بجانبه ..فتح لها ذراعه مرة اخرى ..امتثلت هي لنداءه هذه المرة ..واستندت على كتفه الغير مصاب ..وضعت الغطاء فوقهما ليتدثرا جيدا ..همس لها من فوق راسها التي يستند عليها بذقنه قائلا ..
.."..غني اميرة .."..
سمع ضحكة خافتة تصدر منها ..رفعت راسها لتنظر له واجابته ..
.."..ما رايك بان تغني انت لي .."
رد قائلا وهو ينظر لها بتعجب ويده تحاصر خصرها بقوة..
.."..ماذا ..ان صوتي سيء جدا .."..
اجابته مسرعة .."..وان يكن ..اريد ان اسمعك وانت تغني ..وبعدها ساغني انا لك..هيا .."..
رفع راسه لاعلى وحاول ان يتذكر لبضعة دقائق ..زفرت اميرة وقالت بضيق ..
.."..هل نمت .."..
جاوبها .."..انتظري قليلا .."..
تذكر اغنية سمعها منذ زمن بعيد ايام مراهقته ..ساعتها همس لنفسه قائلا بسخرية ..ساغني هذه الاغنية للبنت التي سوف احبها..كانت اغنية لوائل كفوري ..همس امجد بكلمات الاغنية قائلا ..
.."..بعترفلك اني بحبك ..ودى اول مرة بحب .."....
وقبل ان يكمل كلمات الاغنية ..رفعت اميرة راسها بوجه غاضب قائلة..
.."..لماذا تكذب .."..
ارتسم التعجب على وجه امجد وقال بزهو فقد ظن انها اعجبت بصوته.. .."..لانك تحبيبني تجدين صوتي جميل حبيبتي .."..
قطبت جبينها وردت مسرعة..
.."..ما هذه التراهات التي تتفوه بها ..انا لا اقصد صوتك ..ان صوتك بالفعل بشع للغاية ..ولكني اقصد لماذا تكذب بكلمات الاغنية ..انا لست اول حب لك ..هل نسيت (هند) خطيبتك السابقة ..تلك التي تشبه الغراب المنتوف ذيله .."..
كان يريد ان يضحك بصوت عال ولكن الم صدره منعه من ذلك ..فاجابها بوجه باسم ..
.."..لقد جعلتي عقلي يرسم صورة للغراب بدون ذيل..او بذيل منتوف...ارجوكي اصمتي ..هل سمعتي هذه الاغنية من قبل .."..
هزت راسها بالرفض ..
..قال لها .."..استمعي لبقية الاغنية وساعتها تكلمي .."..
تنهدت باستسلام وعاودت براسها تستند على كتفه ..لتسمع منه ..وبالفعل عاود الغناء بهمس قائلا ..
.."..بعترفلك اني بحبك ودي اول مرة بحب..وانا كنت فاكر قلبي الف مرة حب..اتاري يا حياتي كان كلو كلو كذب..بعترفلك بعترفلك بعترفلك يا روحي..اول مرة بحب.."..
سكت امجد وانتظر رد اميرة ..ولكنها لم تجبه ..فاستطرد قائلا ..
.."..ها ..ارجو ان يكون عقلك قد ادرك وفهم مااقصده ..والان دورك .."..
وصل لاذنه صوت انفاسها المنتظمة ..لقد نامت..ابتسم مستسلما وضغط على خصرها بقوة لتقترب منه اكثر ..وبالفعل اندست اكثر بصدره ودفنت وجهها برقبته التي لفحتها انفاسها الساخنة ..اغمض عيناه هو الاخر متمنيا ان تدوم تلك اللحظات طويلا لتكون بين احضانه للابد..اقسم بينه وبين نفسه انه لن يتركها ولن يدعها تتركه ..وبعد برهة من الوقت راح هو الاخر بسبات تام..
...مرت عدة ايام واميرة تعتني بامجد جيدا حتى يسترد عافيته..كانت الايام بينهما لا تمر بدون مشاكسات امجد ومحاولاته للتقرب منها طول الوقت ..وما كان منها الا انها بدات بالتخلي عن عنادها ..والاستسلام شيئا فشيئا لنداء قلبها ..توطدت بينهما العلاقة اكثر واكثر ..كانا يتحدثان طويلا ليعرفا عن بعضهما كل شيء..
..وعلى الطرف الاخر بعد ان علم مختار بهروب اميرة وزوجها من المشفى ..اشتعل بصدره بركان من الغضب ..ولكنه ظل محافظا على هدوئه الكاذب ..هاتف للجد صابر ..الذي اكد له ان اميرة وزوجها سافرا بعيدا ..وعندما يرجعان سوف يكون لهما معه حديث اخر..
..كان الجد صابر وناصر دائما على اتصال ببعضهما بانتظار ان يسترد امجد عافيته ليبدا بتنفيذ خطتهما للايقاع بمختار واعوانه ..ولكن تلك الخطة لن تكتمل الا بالحقيبة التي تخبئها اميرة ..اصر امجد ان لا شيء سوف يبدا الا عندما يسترد عافيته بالكامل..
وبيوم كان الجد وناصر وام طاهر مجتمعين بالبيت الصغير القابع به امجد واميرة ..كان الجد يلعب مع اميرة لعبة ..( الطاولة ..او النرد ..)...حتى زفرت اميرة بضيق وهي تصيح ..
.."..جدي انت تغش .."..
..كتم كل من امجد وناصر ضحكتهما على ماتفوهت به اميرة ..التي تاوهت بصوت عال عندما مد الجد يده وامسك باذنها يفركها بقوة ..وصاح بها ..
.."..ماذا تقولين ايتها الحمقاء ..من يغش ..انا لا اغش ابدا .."..
..اجابته اميرة مسرعه وهي تحاول ان تخلص اذنها من براثن اصابعه القوية ..
.."..بلى جدي ..لقد مررتها لك مرتين ..ولكن فاض الكيل هذه المرة ..وياليتك تكسب ..بل على العكس ..تغش وتخسر ايضا .."
..ضحك الجميع حولهما ..ترك الجد اذنها وهو يزفر بضيق وقال ..
.."..ساجعل زوجك يعاقبك ..وان لم يفعل سوف اعاقبه انا .."..
غمز امجد لاميرة وهو يقول بنبرة ماكرة .."..لا تقلق جدي.. سوف اعاقبها عقابا شديدا .."..
..ظهر الشرود على وجه اميرة التي صاحت فجاة وبدون سابق انذار وهي تنظر لامجد..
.."..لقد تذكرت اسم كان مكتوب على اغلفة الاقراص المدمجة..رشوان الشهدي .."..
انتفضت اميرة على صوت ارتطام الكوب الزجاجي الذي كان يحمله امجد بالارض..واصبح الصمت المطبق هو سيد الموقف ...
***********
يتبع .. 
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-